31 0 1MB
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التربية الوطنية المفتشية العامة للبيداغوجيا أسس البناء في اطار بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات ( الوضعيات)
مفتش التربية الوطنية حساني عثمان
السنة الدراسية 2011/2012:
مقدمة من سمات بيداغوجيا الكفاءات ،أنّها تفتح المجال أمام المتعلم كي يتعلّم بنفسه وين ّمي قدراته ذات الصلة بالتفكير الخالّق والذكي ،وتجعله مركز النشاط في العملية التعليمية/ التعلمية ،وذا دور إيجابي أثناء تعلّمه داخل المدرسة وخارجها . ّ إن التلميذ يتعلّم حينما يكون أمام وضعية أين يمكنه تطبيق خبراته وتحويلها حسب الر ّد الذي يتلقّاه على عمله. وهذا يستدعي تشجيع التعلم الذاتي وفق إمكانيات الطفل ومستواه من ناحية وبناء األنشطة على التجربة المعرفية والمهارات التي يملكها الطفل من ناحية أخرى ،ما يحقّق التعلّم المرغوب.
ول ّما كان التعلم عملية بنائية يساهم فيها المتعلم بنفسه ووفق ميوال ته وتوقّعاته ومعارفه وأهدافه. إ ّن مه ّمة المدرس تتمثّل في إيقاظ هذه الرغبة عن طريق تصور وضعيات/مشاكل تلغيز المعرفة ،أي عن طريق ّ
صعبة وقابلة للتجاوز ،ترفع من احتمال حدوث التعلم باعتبارها وضعية ديداكتيكية نقترح فيها على المتعلم مه ّمة ال يمكن أن يُنجزها إنجازا جيدا دون تعلّم يشكّل الهدف الحقيقي للوضعية /المشكل ،وال يتحقّق هذا الهدف/التعلم إالّ بإزاحة العوائق أثناء إنجاز المه ّمة.
وعلى المدرس أن يدرك بأن بناء الوضعية /المشكل- التي تع ّد فرصة الختبار مدى قدرة المتعلم على التعلم ثم اإلدماج -يتطلّب منه تحديد ما يريد تحقيقه بدقّة مع المتعلم في اطار العملية التعلمية /التعليمية ومراحل التفاعل بين عناصر و مكونات المثلث التعليمي . و عملية البناء في اطار المقاربة بالكفاءات تكتسي طابع حيوي و في الممارسة التعلمية التعليمية . و بما ان الوضعيات التعلمية /التعليمية تعتبر ايضا اساس بيداغوجية التدريس بالمقاربة بالكفاءات لذا يجب تحديد اسس البناء لهذه الوضعيات .
أوال -تعريف الكفاءة وخصائصها * تعريف روجيرس Xavier ROEGIERS الكفاءة حسب "روجرس" هي " قدرة الشخص على تعبئة مجموعة مدمجة من الموارد بهدف حل وضعية -مسألة تنتمي إلى فئة من الوضعيات"][1 [1] - ROEGIERS.X, Une pédagogie de l'intégration, Bruxelles, De Boeck Université, 2000, p:66
يتضح مما سبق عرضه أن هناك مجموعة من الخصائص المرتبطة بمفهوم الكفاءة يتفق بشأنها حاليا جل الباحثين في هذا المجال ،نذكر منها ما يلي: ▪-01تعبئة مجموعة موارد مندمجة :: إن التمكن من الكفاءة يعني امتالك معارف ومهارات وخبرات وتقنيات وقدرات ... ،تتفاعل فيما بينها ضمن مجموعة مدمجة .وال يعتبر توفر التلميذ على كل الموارد الخاصة بكفاءة ما ضروريا. -02الوظيفية :إن امتالك التلميذ معارف ومهارات ومواقف يبقى دون معنى إذا لم تستثمر في نشاط أو إنتاج محفز ،أو في حل مشكلة تعترضه في المؤسسة التعليمية أو في حياته العامة .وهكذا تمكنه الكفاءة من ربط التعلمات بحاجاته الفعلية ،والعمل على تلبية هذه الحاجات باستقاللية تامة ،ووفق وتيرة خاصة.
-03العالقة بفئة من الوضعيات :إن ممارسة الكفاءة ال يمكن أن يتم إال في إطار حل فئة من الوضعيات المتكافئة .فالكفاءة في مجال ما (مادة أو مواد مدمجة) تعني قدرة التلميذ على حل مشكالت متنوعة باستثمار األهداف (المعرفية والحس-حركية والوجدانية) المحددة في البرنامج .وتصبح ممارسة الكفاءة عبارة عن اختيار الموارد المالئمة للوضعية وترتيبها واستثمارها في اقتراح حل أو حلول متعددة للمشكلة. -04االرتباط بمحتوى دراسي :ويتجلى في كون الكفاءة مرتبطة بفئة من الوضعيات ،يتطلب حلها استثمار موارد مكتسبة عبر محتوى دراسي معين .ويمكن أن يندرج هذا المحتوى ضمن مادة دراسية واحدة أو ضمن عدة مواد.
-05القابلية للتقويم :تتمثل قابلية الكفاءة للتقويم في إمكانية قياس جودة إنجاز التلميذ (حل وضعية -مشكلة ،إنجاز مشروع، .)...ويتم تقويم الكفاءة من خالل معايير تحدد سابقا .وقد تتعلق هذه المعايير بنتيجة المهمة (جودة المنتوج ،دقة اإلجابة، ،)...أو بصيرورة إنجازها (مدة اإلنجاز ،درجة استقاللية التلميذ ،تنظيم المراحل ،)... ،أو بهما معا.
صياغة كفاءة إن صياغة كفاءة تتم باعتبار دقة المصطلحات والطابع اإلدماجي للكفاءة .وتساهم دقة المصطلحات في توحيد فهم الكفاءة من لدن عدة أشخاص .بينما يعمل الطابع اإلدماجي على تمييز الكفاءة عن هدف تعلمي كالمهارة مثال .ولتحقيق ذلك ،يمكن األخذ بعين االعتبار االقتراحات التالية :
تحديد ما هو مطلوب من التلميذ : نوع المهمة المرتقبة :حل وضعية-مشكلة ،إنتاج جديد ،إنجاز مهمة عادية ،التأثير على البيئة... ، ظروف اإلنجاز :معامالت الوضعية (سياق ،معطيات ،موارد خارجية، ،)...صيرورة اإلنجاز ،اإلكراهات ،المراجع... ، - الصياغة التقنية : تعبئة مكتسبات مدمجة ،وليست مضافة بعضها إلى البعض. اإلحالة إلى فئة من الوضعيات محددة من خالل معامالت. تجسيد الكفاءة في وضعيات ذات داللة (بعد اجتماعي مثال) ،لتصير ذات معنى. ضمان إمكانية بناء وضعية جديدة للتقويم. التمركز حول مهمة معقدة. القابلية للتقويم. المالءمة للبرنامج الرسمي.
الوضعية-المشكلة Situation problème تعتبر الوضعية-المشكلة ،في إطار المقاربة بالكفاءات ،عنصرا مركزيا .وتمثل المجال المالئم الذي تنجز فيه أنشطة تعلمية متعلقة بالكفاءة ،أو أنشطة تقويم الكفاءة نفسها. 2مفهوم الوضعية-المشكلة تتكون الوضعية-المشكلة حسب روجيرس من : وضعية ) : (situationتحيل إلى الذات )(Sujetفي عالقتها بسياق معين) ،(contexteأو بحدث ) ،(évènementمثال :خروج المتعلم إلى نزهة ،زيارة مريض ،اقتناء منتوجات ،عيد األم ،اليوم العالمي للمدرس...، مشكلة ) : (problèmeوتتمثل في استثمار معلومات أو إنجاز مهمة أو تخطي حاجز ،لتلبية لحاجة ذاتية عبر مسار غير بديهي( .مثال :المشاكل المقترحة في العلوم). وتحدث الوضعية-المشكلة ،في اإلطار الدراسي ،خلخلة للبنية المعرفية للمتعلم، وتساهم في إعادة بناء التعلم .وتتموضع ضمن سلسلة مخططة من التعلمات.
وظائف الوضعية-المشكلة للوضعية-المسألة وظائف عديدة ،منها ما يرتبط بالمادة المدرسة ،ومنها ما له عالقة بتنشئة المتعلم بصفة عامة .فالنسبة للمادة المدرسة ،يمكن للوضعية-المشكلة أن تؤدي :
وظيفة ديدكتيكية :
وتتمثل في تقديم إشكالية ال يفترض حلها منذ البداية ،وإنما تعمل على تحفيز التلميذ النخراطه الفاعل في بناء التعلم
وظيفة تعلم اإلدماج :
ويتعلق األمر بتعلم إدماج الموارد (التعلمات المكتسبة) في سياق خارج سياق المدرسة.
وظيفة تقويمية : وتتحقق هذه الوظيفة عندما تقترح وضعية-مسألة جديدة ،بهدف تقويم قدرة التلميذ على إدماج التعلمات في سياقات مختلفة ،ووفق معايير محددة .ويعتبر النجاح في حل هذه الوضعية-المشكلة دليال على التمكن من الكفاءة. كما أن للوضعية-المشكلة وظائف أخرى ،منها بناء وتحويل وتنمية القيم واالتجاهات ،ودعم التفاعل بين المواد ،وتنمية القدرة على الخلق واإلبداع من خالل األسئلة المفتوحة.
مميزات الوضعية-المشكلة تتمثل أهم مميزات الوضعية-المشكلة في كونها : -01تمكن من تعبئة مكتسبات مندمجة وليست مضافة بعضها لبعض. -02توجه التلميذ نحو إنجاز مهمة مستقاة من محيطه ،وبذلك تعتبر ذات داللة تتمثل في بعدها االجتماعي والثقافي... - 03كما أنها تحمل معنى بالنسبة للمسار التعلمي للتلميذ ،أو بالنسبة لحياته اليومية أو المهنية. -04تحيل إلى صنف من المسائل الخاصة بمادة أو بمجموعة مواد. -05تعتبر جديدة بالنسبة للتلميذ عندما يتعلق األمر بتقويم الكفاءة. وتعمل هذه المميزات على التمييز بين التمرين التطبيقي لقاعدة أو نظرية من جهة ،وبين حل المشكالت المتمثل في ممارسة الكفاءة من جهة أخرى.
مكونات الوضعية-المشكلة تتكون الوضعية-المشكلة من عنصرين أساسيين ،هما : -01السند أو الحامل :ويتضمن كل العناصر المادية التي تقدم للتلميذ ،والتي تتمثل في : السياق :ويعبر عن المجال الذي تمارس فيه الكفاءة ،كأن يكون سياقا عائليا أو سوسيوثقافيا أو سوسيومهنيا ...ويتم تحديد السياق عند وضع السياسة التربوية (التوجهات واالختيارات التربوية). المعلومات :التي سيستثمرها التلميذ أثناء اإلنجاز .وقد ال يستغل بعضها في الحل فتسمى معلومات مشوشة ،تتمثل أهميتها في تنمية القدرة على االختيار. الوظيفية( الداللة ) :وتتمثل في تحديد الهدف من حل الوضعية، مما يحفز التلميذ على اإلنجاز.
-02المهمة : وتتمثل في مجموع التعليمات التي تحدد ما هو مطلوب من المتعلم إنجازه . .ويستحسن أن تتضمن أسئلة مفتوحة ،تتيح للتلميذ فرصة إشباع حاجاته الشخصية ،كالتعبير عن الرأي، واتخاذ المبادرة ،والوعي بالحقوق والواجبات ،والمساهمة في الشأن األسري والمحلي والوطني ،الخ.
واعتبارا لهذه المكونات ،تأخذ الوضعية-المشكلة داللة بالنسبة للتلميذ حيث إنها : تتيح له فرصة تعبئة مكتسباته في مجاالت حياته ،التي تعتبر مراكز اهتمامه. تشكل تحديا بالنسبة التلميذ ،ومحفزا على التعلم الذاتي. تتيح له فرصة االستفادة من مكتسباته ،بنقلها بين سياقات مختلفة. تفتح له آفاق تطبيق مكتسباته. تحثه على التساؤل عن كيفية بناء وصقل المعرفة ،وعن مبادئ وأهداف وسيرورات تعلمه. تمكنه من الربط بين النظري والتطبيقي ،وبين مساهمات مختلف المواد الدراسية. تمكنه من تحديد حاجاته في التعلم ،من خالل الفرق بين ما اكتسبه ،وما يتطلبه حل الوضعية-المشكلة.
صياغة وضعية -مشكلة يتم اكتساب الكفاءة من خالل التمكن من الموارد الممثلة في األهداف التعلمية ،والتمرن على إدماج هذه الموارد باعتماد وضعية-مسألة مرتبطة بالكفاءة .وتحدد فئة الوضعيات المسائل، أو الوضعيات-المشكلة المتكافئة ،الخاصة بكفاءة بواسطة وسائط (برامترات )paramètresتدقق نوع وعدد وطبيعة مكونات الوضعية كالسياق أو المعلومات (المكتسبة من خالل التعلم أو المقترحة في شكل وثائق) أو المهمة أو ظروف إنجازها والمعايير التي ستعتمد في تقويم إنتاج التالميذ .وغالبا ما تتم اإلشارة لهذه الوسائط أو لبعضها عند صياغة الكفاءة ،وذلك إلتاحة الفرصة للفاعلين التربويين إلعداد وضعيات-مسائل مرتبطة بكفاءة ما.
معايير صياغة كفاءة بناء على مجموعة من النماذج المرتبطة بصياغة الكفاءة واستحضارا للخصائص المميزة لها ،يمكن القول :إن صياغة كفاءة ما ترتبط بمجموعة من الشروط ،أهمها: الصياغة اللغوية السليمة. - الوضوح والدقة ،بحيث ال يختلف اثنان في تفسير نص الكفاءة. - الواقعية ،بحيث تكون ممكنة التطبيق الرتباطها بالبرنامج الدراسي من جهة ومراعاتها مستوى التالميذ ومحيطهم من جهة أخرى. - الشمولية ،بحيث تشمل جميع جوانب الشخصية ،وال تقتصر على مجال دون غيره.
الوظيفية ،بحيث تكون ذات داللة بالنسبة للتلميذ وتمكنه من تعبئة موارده وتوظيفها لمواجهة مشكالت أو انجاز مهام ترتبط بحياته. أما بالنسبة للعناصر التي ينبغي توفرها في نص الكفاءة فيمكن تلخيصها فيما يلي: -1 المحتوى التعليمي (المعارف والمهارات واالتجاهات والمواقف) التي نرغب من المتعلم اكتسابه كنتيجة للعملية التعليمية -التعلمية. -2 المهمة المتوقع القيام بها بعد عملية التعلم والتي تعتبر دليال على تحقيق الكفاءة .وتتجسد هذه المهمة من خالل فعل مركب (معقد) مرتبط بسياق معين. -3 الظروف أو الشروط الواجب توفرها في سياق المهمة المطلوبة والتي تشير بشكل ضمني إلى فئة الوضعيات المرتبطة بالكفاءة.
معيار األداء المطلوب وهو المعيار الذي في ضوئه يكوناألداء مقبوال ( بشكل جيد 5 ،إلى 10فقرات ،بنسبة .)80%
المراحل األساسية لتخطيط التعلمات المرحلة األولى :تحديد الكفاءة وصياغتها وفق معايير علمية قبل الحديث عن أي من العمليات المرتبطة بتنمية وتطوير كفاءة ما ( بناء الموارد ،اإلدماج ،حل الوضعية المشكلة،). . . ال بد من تحديد هذه الكفاءة كخطوة أولية وأساسية لتوجيه تلك العمليات .وتعود مهمة صياغة الكفاءات وتحديدها إلى السلطة المكلفة بالتربية وذلك في شكل "إطار مرجعي للكفاءات". اإلطار المرجعي للكفاءات وثيقة مرجعية تحدد بشكل منظم الكفاءات التي يستهدفها تكوين ما في مرحلة معينة من المسار التعليمي.
المرحلة الثانية :تحديد وبناء مكونات المحتوى المرتبط بالكفاءة. يشكل المحتوى المرتبط بالكفاءة مجموع المعارف والمهارات والسلوكات الالزم توافرها لدى المتعلم لتحقيق الكفاءة المطلوبة. ويتم ترتيب هذه المكونات ترتيبا هرميا بنائيا تبعا ألولوياتها وإسهاماتها في تحقيق الكفاءة. عادة ما تصاغ هذه المكونات في شكل عبارات تصف ما يتوقع أن يكتسبه المتعلم من معارف أو مهارات أو سلوكات بعد عملية التعلم ،وتشكل هذه العبارات ما يسمى باألهداف التعلمية. يتم بناء المحتوى التعليمي المرتبط بالكفاءة (معارف ومهارات ومواقف واتجاهات) عبر ثالثة أنواع من األنشطة:
هدف نوعي = قدرات × مضامين
كفاءة = قدرات × مضامين × وضعيات -مسائل كفاءة = أهداف نوعية
xوضعيات – مسائل
تصنف القدرات حسب المجاالت الثالثة للشخصية إلى:
تحليل ،استدالل ،مقارنة ،ترتيب ،ربط
قدرات معرفية : برهنة ،تجريد … قدرات حس – حركية:
رسم ،تلوين ،تشريح،مناولة...
قدرات وجدانية :اتخاذ مواقف ،تقدير ،تقبل ،رفض ،حياد موافقة ،الدخول في عالقة...
العمليات العقلية (المعرفية)
المهارات األدائية (النفسحركية)
االتجاهات والميول
(الوجداني االنفعالي)
العمليات العقلية ( حسب بلوم )
المرحلة الثالثة:أنشطة التعلم في إطار المقاربة بالكفاءات ،يعتبر التلميذ الفاعل األساسي في بناء التعلمات ،وإدماجها من خالل وضعيات ذات داللة .كما تعتبر القدرة على إدماج هذه التعلمات مؤشرا على امتالك الكفاءة المستهدفة. وتتمثل أهم األنشطة التعلمية فيما يلي : أنشطة تعلمية جزئية ) ،(apprentissages ponctuelsيتمكن خاللها التلميذ من تحقيق األهداف المسطرة لكل نشاط. أنشطة بنينة المكتسبات ) (structuration des acquisفي إطار السياق المدرسي (االرتباط بالمادة) ،كإدماج مختلف األهداف المحققة في حل تمرين توليفي. أنشطة تعبئة المكتسبات في حل وضعية-مشكلة مدمجة خارج السياق المدرسي (تعلم اإلدماج .)intégration
ويمكن تناول هذه األنشطة بطريقة يكون فيها التلميذ محور كل اهتمام، والفاعل األساسي لمجموع اإلنجازات التي يمكن أن تتم بشكل فردي أو جماعي .مع التركيز على المحطات التالية/ التقديم ) : (présentationيتم خاللها توضيح المكتسبات التي سيحصلها التلميذ بعد التعلمات ،فيزداد اهتمامه .ويمكن أن تتضمن هذه المرحلة : طرح وضعية-مشكلة جديدة يتم حلها الحقا. * تقديم األهداف المتوخاة من الحصة. * تقديم وثيقة (صورة ،رسم ،نص )... ،أو شيء (آلة ،جسم مادي، )...للمالحظة. مالحظة التالميذ للوضعية ومحاولة تملكها. - البحث عن المعطيات ومعالجتها وتحليلها وتركيبها الكتساب المفاهيم والمعارف الجديدة.
التطوير ) :(développementوتتمثل في استثمار القدرات العقلية والحس – حركية للتلميذ ،بهدف التوصل إلى التعلمات األساسية ،وفهم دالالتها ،ودمجها مع التعلمات السابقة .وينجزها التلميذ بمساعدة األستاذ أو باستعمال الكتاب المدرسي أو موارد أخرى ،في إطار جماعي أو فردي .ويمكن استثمارها في: * استخالص موضوع التعلم في إطار تعميم ما هو خاص (عالقة، قانون ،قاعدة ،)...،مع تجنب التعميم السريع المبني على حالة واحدة. * إضافة معلومات ومعطيات جديدة. * استنتاج موضوع التعلم من العام إلى الخاص (تعريف ،قاعدة، قانون.)... ، * تقديم توضيحات خاصة (أمثلة ،صور.)... ، * البرهنة على نتيجة أو محاكاة إنجاز. * تنظيم وتثبيت موضوعات التعلم وربطها بالتعلمات السابقة. (مأسسة هذه المعارف أي استنتاج القواعد التي تتحكم في استعمالها
التطبيق ) : (applicationوتتمثل في تطبيق التعلمات المكتسبة من خالل إنجاز : * تمارين تطبيقية تتعلق بمعرفة الموضوع واستعماله داخل وخارج المؤسسة التعليمية. * تمارين لتقويم فهم التلميذ لموضوع التعلم. * أنشطة االستدراك ،خاصة بموضوع التعلم أو بمكتسبات سابقة. * أنشطة التقويم ،وخصوصا التقويم التكويني والتقويم الذاتي.
المرحلة
الرابعة :إدماج التعلمات المرتبطة بالكفاءة
بناء الكفاءة مرتبط بشكل وثيق بالقدرة على الفعل، وإنجاز مهام تتجاوز التطبيق اآللي الميكانيكي للمعارف المكتسبة .فمرحلة اإلدماج هي مرحلة تحدد قيمة وفعالية ما اكتسبه المتعلم من منطلق أن التعلم الفعال هو الذي يتيح للمتعلم إمكانية توظيفه لمواجهة وضعيات جديدة ومعقدة. وفي هذا اإلطار يمكن الحديث عن نوعين من اإلدماج:
-1اإلدماج الجزئي للتعلمات ""Intégration intermédiaire تتوج أنشطة هذا النوع من اإلدماج ما سبقها من أنشطة البناء والتدريب وتتيح للمتعلم ربط تعلماته السابقة بالجديدة وتمكنه من تعبئة جزء من موارده المرتبطة بالكفاءة واستثمارها في وضعيات-مشاكل تتدرج من حيث الصعوبة والمعنى .ويمكن لهذه األنشطة أن تكون كذلك مناسبة لتعلم اإلدماج وبنائه تدريجيا
-2اإلدماج النهائي للتعلمات المرتبطة بالكفاءة يمكن ،إضافة ألنشطة اإلدماج الجزئي ،تصور أنشطة لإلدماج النهائي تتيح للمتعلم تعبئة كل الموارد المرتبطة بالكفاءة لمواجهة وضعيات جديدة ومعقدة.
المرحلة الخامسة :تقويم الكفاءة يمكن الحديث في هذا اإلطار عن نوعين من التقويم: -1 التقويم الجزئي يرتبط هذا النوع من التقويم بفترة اإلدماج الجزئي .ويكون هدفه تقويم مدى تحكم المتعلم في التعلمات الجزئية المرتبطة بالكفاءة من جهة ،و مدى قدرته على إدماجها من جهة ثانية.
-2 التقويم النهائي (تقويم الكفاءة)
يرتبط هذا النوع من التقويم بفترة اإلدماج النهائي ويتيح للمتعلم تعبئة موارده لتقويم مدى قدرة المتعلم على إدماجها لحل وضعية – مشكلة ،ومدى تحكمه في الكفاءة المستهدفة. وعلى هذا األساس ،تكون وضعيات التقويم مشابهة للوضعيات المقدمة خالل أنشطة اإلدماج النهائي.
يعتبر التقويم نشاطا مندمجا في صيرورة التعليم والتعلم .وتتنوع أساليبه وتقنياته وأدواته تبعا لألهداف التي يروم تحقيقها .وغالبا ما يتعلق الهدف من التقويم بقرار يتم اتخاذه على ضوء نتائج التقويم ،كتنظيم حصص للدعم والتقوية لفائدة مجموعة من التالميذ ،أو السماح لتلميذ باالنتقال إلى مستوى أعلى ،أو إلزام تلميذ بتكرار المستوى، الخ ...ونظرا لخطورة بعض القرارات المبنية على نتائج التقويم ،يتم العمل على توخي الموضوعية التامة ،مما يستدعي اعتماد معايير تتالءم وهدف التقويم .وفيما يلي تدقيق ألهم هذه المفاهيم.
خاتمة كخالصة نستنتج انه لتحقيق وضعية من وضعيات التعليم والتعلم يتطلب االمر بالضرورة تفاعل دائم ومستمر بين عناصر المثلث التعليمي :المدرس ،والتلميذ ،والمادة الدراسية ،وكذا السياق الذي تتم فيه تلك العمليات والوسائل المساعدة على ادائها.وبتحقيق ونجاح الوضعية التعليمية التعلمية يكون المدرس قد حقق مجموعة من االهداف ،بحيث يشكل كل عنصر من عناصر هذه الوضعية وسيلة لتنفيذ وتحقيق تلك االهداف.
شكرا على حسن تتبعكم