3 0 17MB
فصل اخلطاب في تحريف كتاب رب األرباب تأليف املريزا حسني النوري الطربسي تحقيق طالب إل مكي
بسم هللا الرحمن الرحيم مقدمة المحقق والحمد هلل رب العالمين ,وصلى هللا على محمد واله االطيبين األطهار ,وأشهد إن ال اله إال هللا الواحد األحد الصمد,الذي عجز عن وصفه الواصفين ,فقرب من خطرات الظنون ,وبعد عن مالحظة العيون ,وأشهد إن محمدا عبده ورسوله, أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ,واشهد إن أهل بيته أالئمة الهداة ,وعباده المكرمين الذين ال يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. وبعد فأنه ال يخفى على كل متتبع حذق ,إن كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب األرباب للميرزا حسين النوري الطبرسي ,من الكتب التي قل نظيرها في إثارة الشبهات والجدل واللغط فيما طرحة الكاتب ,منذ صدوره والى وقتنا الحاضر. وذلك كون ما طرحه موضوعا حساسا وشائكا ,رأت فيه المؤسسة الدينية الشيعية انه تجاوز الخطوط الحمر ,لذا منعت من طبع الكتاب وتناوله ,وحاول بعض العلماء والباحثين من تلكم المؤسسة من تأويل مراد ومقصود الطبرسي ,انه لم يقل بتحريف القران! وإنما أراد أثبات عدم تحريف القران )1(,وهذا منافي تماما لمن يتتبع مضامين الكتاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر الذريعة ألغا برزك الطهراني:ج 12ص 231رقم .912 2
إما المؤسسة الدينية السنية ,فقد نظرت للكتاب باعتباره سبة ومثلبة بحق الشيعة كونهم يقولون بتحريف القران ,وغضت الطرف من إن الكتاب مشحون بالروايات الصحيحة والصريحة وأقوال بعض أئمتهم وعلمائهم في إثبات وقوع التحريف ومن أمهات مصادرهم! إن ما طرحه الطبرسي في كتابه,هو نقل الروايات واإلخبار وأقوال األئمة والعلماء ومن كال المدرستين -الشيعية والسنية -في إثبات وقوع تحريف القران, وناقشها نقاشا علميا ,وكان األجدر من علماء تلكم المدرستين مناقشة ما طرحه الطبرسي ,وتفنيد ما ذهب إليه بأسلوبا علميا. ال إن يتبعوا أسلوب التشهير والتسقيط كما فعلته السنة! وال بمحاربة طباعة وتداول الكتاب كما فعلته الشيعة. واعتمدت بتحقيق الكتاب على نسختين مخطوطتين ,حصلت عليهم من بعض المواقع االلكترونية في الشبكة العنكبوتية ,وذلك لتعذر الوصول إلى نسخة مخطوط ورقية من مكتبات النجف وكربالء وبغداد ,بالرغم من إني بحثت وكلفت كثير من األصدقاء والفضالء ,ولم تفلح جهودهم وهم مشكورون على ذلك ,وهذا تأكيد لما قلته من إن المؤسسات الشيعية تمنع تداول هذا المخطوط. وكانت النسخة األولى وأسميتها إلف تنقصها بعض الصحائف ,ونسخة ثانية وأسميتها باء ,فهي كاملة تقريبا,وبخط المصنف نفسه ,لذا عوضت ما نقص من نسخة إلف بنسخة باء ,مع مقارنة النسختين مع باقي صحائف النسختين واختيار االصوب ووفق ما رأيت. وكانت طريقتي في تحقيق هذا المخطوط ,هو التركيز على إخراج اآليـــــــات من
3
الكتاب الكريم وتصحيح ما ورد فيها طبقا للمصحف مع مراعاة كتابتها بالتشكيل ألقراني ,وإما الروايات فاستخرجتها من مصادرها مع تصحيح السند دون المتن, وذلك كون المصنف قد اعتمد في نقل المتن ,إما بالمعنى لالختصار أو انه اعتمد على نسخ في زمنه غير محققة كما اليوم ,لذا لم اهتم بذلك ال سيما إن الطبرسي لم يغير المعنى باختصاره! إما السند فقد ركزت على تصحيحه خوفا من إن يطعن بصحة الرواية. إما أقوال األئمة والعلماء أيضا استخرجتها من مصادرها إال ما عجزت عن بعضها كونها مصادر إما الزالت مخطوطة أو لم تطبع باللغة العربية. واعتمد بالرجوع للمصادر عن طريق موقع المكتبة الشاملة الحديثة والمكتبة الشيعية وغير ذلك من الشبكة العنكبوتية. وعلى كل حال أضع بين يدي القارئ الكريم كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب األرباب للميرزا النوري الطبرسي بعد تحقيقه ,باعتباره بحث قيما قد وقع عليه حيفا كبير,وبصرف النظر عن موفقي مما طرحه ,إال إني ارجوا من الباحثين دراسة ما أورده المصنف ,السيما انه أورد مئات من الروايات وأقوال أئمة وعلماء المدرستين! هذا وأرجو من هللا القبول ,واعتذر إليكم عن كل خطأ وهفوة وردت بهذا العمل المتواضع من رجل قليل العلم.
طالب إل مكي
4
ترجمة المصنف: الميرزا حسين ابن الشيخ محمد تقي بن محمد علي أو علي محمد النوري الطبرسي.
ولد في 18شوال سنة 1254في قرية بالو من قرى نور بلفظ اسم الضياء إحدى كور طبرستان ,وتوفي بالنجف ليلة األربعاء 27جمادي اآلخر في سنة 1320 ودفن في الصحن الشريف في االيوان الثالث منه عن يمين الداخل من جهة القبلة. كان عالما فاضال محدثا متبحرا في علمي الحديث والرجال ,عارفا بالسير والتاريخ منقبا فاحصا ناقما على أهل عصره عدم اعتنائهم بعلمي الحديث والرجال ,زاهدا عابدا لم تفته صالة الليل ,وكان وحيد عصره في اإلحاطة واالطالع على اإلخبار واآلثار والكتب الغربية وجمع من نفائس المخطوطات كتبا كثيرة ,دخلت عليه مرة وهي منضدة حوله لكنها تفرقت بعد موته أيدي سبا ,وكان ال يفتر عن المطالعة والتأليف)1(.
أحواله وأخباره :ترجم نفسه في آخر كتابه مستدركات الوسائل فقال :ولدت في 18شوال سنة 1254في قرية بالو من كور طبرستان ,وتوفي والدي وأنا ابن ثمان سنيــن ,فبقيت سنيــن ال أجد مربيا حتـــى بلغت أوان الحلم ,فأنعم هللا علـي بمالزمة العالم الجليل الفقيه الزاهد الورع النبيل المولى محمد علي ابن آقا زين العابدين بن موسى رضى المحالتي ,وهاجرت معه إلى العراق سنة ,1273ثم رجع وبقيت في النجف قريبا من أربع سنين ,ثم سافرت إلى بالد العجم لتشتت األمور ,ثم رجعت ثانيا إلى العراق سنة ,1278والزمت العالم النحرير الفقيه الجامع الشيخ عبد الحسين الطهراني ,وهو أول من أجازني ,وبقيت معه برهة في كربالء ,ثم سنتين في الكاظمية وفي آخرهما وهي سنة ,1280رزقنــــــي هللا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1أعيان الشيعة لالمين:ج 6ص ,143حسين الطبرسي النوري. 5
تعالى زيارة بيته الحرام ,ثم رجعت إلى النجف فحضرت مجلس بحث الشيخ مرتضى األنصاري أشهرا قالئل إلى أن توفي ,ثم سافرت إلى بالد العجم سنة 1284وزرت الرضا "ع" ورجعت إلى العراق سنة ,1286وفيها توفي شيخنا العالمة الطهراني ,ورزقت ثانيا زيارة بيت هللا الحرام ورجعت إلى النجف وبقيت سنين إلى أن ساعدني التقدير بالمهاجرة إلى سامراء لما هاجر إليها الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي ,وبقيت فيها سنين ورزقني هللا تعالى فيها الحج ثالثا ,ولما رجعت سافرت إلى بالد العجم ثالثا سنة 1297وزرت مشهد الرضا "ع" ثانيا ورجعت مسافرا إلى حج بيت هللا الحرام رابعا سنة 1299ورجعت وبقيت في سامراء إلى سنة ,1314ثم رجعت مهاجرا إلى النجف عازما على التوطن فيه إن شاء هللا تعالى وقد ناهزت من العمر فوق الستين ,ومضى كثير من عمري في اإلسفار واالنقطاع عن العلماء األخيار ,ومع ذلك رزقني هللا تعالى في خالل ذلك جمع شتات اإلخبار ونظم متفرقات اآلثار)1(.
مشايخه: -1الفقيه الشيخ عبد الرحيم البروجردي والد زوجته قرأ عليه في طهران. -2الشيخ عبد الحسين الطهراني الملقب شيخ العراقيين قرأ عليه في كربالء والكاظمية. -3الشيخ مرتضى األنصاري قرأ عليه أشهرا في النجف . -4الميرزا الشيرازي قرأ عليه في سامراء. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1أعيان الشيعة لالمين:ج 6ص ,143حسين الطبرسي النوري.
6
تالميذه منهم: -1الشيخ عباس القمي. -2آقا بزرگ الطهراني صاحب الذريعة. -3الشيخ إسماعيل ابن الشيخ محمد باقر األصفهاني يروي عنه إجازة. مؤلفاته: -1مواقع النجوم ومرسلة الدر المنظوم في سلسلة إجازات العلماء من عصره إلى زمن الغيبة وهو أول مؤلفاته فرع منه ليلة االثنين 24رجب سنة 1275 في النجف األشراف. -2نفس الرحمن في فضائل سلمان ألفه بعد مواقع النجوم مطبوع. -3اللؤلؤ والمرجان في الشرائط الالزمة لذاكري العزاء فارسي مطبوع ألفه بعد نفس الرحمن. -4مستدركات الوسائل ومستنبط المسائل وهو أكبر مؤلفاته استدرك به على صاحب الوسائل مطبوع في ثالثة مجلدات كبار تقرب من تمام الوسائل وأدرج فيه الفقه الرضوي بتمامه ألنه يرى صحة انتسابه إلى الرضا ع ولكن صاحب الوسائل لم تكن هذه األخبار معتبرة عنده فلذلك لم يدرجها في كتابه. -5دار السالم فيما يتعلق بالرؤيا والمنام مطبوع في مجلدين. -6فصل الخطاب مطبوع ولم يكن مرضيا عند علماء عصره)1(.
-7رسالة في رد بعض الشبهات على كتاب فصل الخطاب . -8معالم العبر في استدراك جزء البحار السابع عشر مطبوع. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1هذا قول السيد محسن األمين صاحب أعيان الشيعة.
7
-9جنة المأوى فيمن فاز بلقاء الحجة في الغيبة الكبرى من الذين لم يجمعوا في البحار مطبوع. -10الفيض القدسي في أحوال المجلسي مطبوع. -11الصحيفة الثانية العلوية مطبوعة. -12الصحيفة الرابعة السجادية مطبوعة. -13النجم الثاقب في أحوال اإلمام الغائب فارسي مطبوع. -14ميزان السماء في تعيين مولد خاتم األنبياء فارسي مطبوع. -15الكلمة الطيبة بالفارسية مطبوعة. -16األربعينيات مقالة مختصرة كتبها على هامش نسخة الكلمة الطيبة المطبوعة جمع فيها أربعين أمرا من األمور التي أضيف إليها عدد األربعين في أخبار األئمة "ع". -17ظلمات الهاوية. -18البدر المشعشع في ذرية موسى المبرقع ابن اإلمام الجواد"ع". -19كشف األستار عن وجه الغائب عن اإلبصار مطبوع وهو في جواب أبيات وردت من بغداد في شان اإلمام المهدي"ع". -20سالمة المرصاد مطبوعة وهي رسالة فارسية في زيارة لعاشورا غير معروفة وأعمال لمقامات مسجد الكوفة غير ما هو المعروف بين الناس مطبوعة. -21رسالة مختصرة فارسية في مواليد األئمة ع على ما هو األصح عنده مطبوعة. -22مستدرك مزار البحار لم يتم. -23حواش على رجال أبي علي لم تتم. -24شاخت طوبى شجرة طوبى فارسية.
8
-25تحية الزائر وبلغة المجاور استدرك بها على تحفة الزائر للمجلسي وهي آخر مؤلفاته توفي قبل إتمامها فأتمها تلميذه الشيخ عباس القمي .ووجدنا في مسودة الكتاب إن جميع مؤلفاته التامة مطبوعة في إيران عدا ظلمات الهاوية ومواقع النجوم وشاخت طوبى)1(.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1أعيان الشيعة لالمين:ج 6ص ,144حسين الطبرسي النوري.
9
الصفحة االولى من نسخة الف
10
الصفحة األخيرة من نسخة إلف
11
الصفحة االولى من نسخة باء
12
الصفحة االخيرة من نسخة باء
13
بسم هللا الرحمن الرحيم
فهرست ما في هذا الكتاب الشريف من المطالب إجماال. المقدمة األولى :في ذكر األخبار التي وردت في جمع القرآن ,وجامعه ,وسبب جمعه ,وكونه في معرض النقص ,بالنظر إلى كيفية الجمع ,وأن تأليفه يخالف تأليف المؤلفين . المقدمة الثانية :في بيان أقسام التغيير الممكن حصوله في القرآن ,والممتنع دخوله فيه . المقدمة الثالثة :في ذكر أقوال علمائنا في تغيير القرآن وعدمه . الباب األول :في ذكر ما يدل أو استدلوا به على وقوع التغيير ,والنقصان في القرآن . الدليل األول :مركب من أمور : أ -وقوع التحريف في التوراة واإلنجيل بطرز حسن لطيف . ب -في أن كل ما وقع في األمم السالفة يقع في هذه األمة . ج -في ذكر موارد شبه فيها بعض هذه األمة بنظيره في األمم السابقة مدحا أو قدحا . د -في أخبار خاصة فيها داللة على كون القرآن كالتوراة واإلنجيل في وقوع التغيير فيه .
14
الثاني :أن كيفية جمع القران مستلزمة عادة لوقوع التغيير ,والتحريف فيه ,وفيه إجمال حال كتاب الوحي . الثالث :في إبطال وجود منسوخ التالوة ,وأن ما ذكروه مثاال له البد وأن يكون مما نقص من القرآن . الرابع :في أنه كان ألمير المؤمنين عليه السالم قرءانا مخصوصا ,يخالف الموجود في الترتيب ,وفيه زيادات ليست من األحاديث القدسية ,وال من التفسير والتأويل . الخامس :أنه كان لعبد هللا بن مسعود مصحفا معتبرا ,فيه ما ليس في القرءان الموجود . السادس :أن الموجود غير مشتمل لتمام ما في مصحف أبي المعتبر عندنا . السابع :أن ابن عفان لما جمع القرءان ثانيا ,أسقط بعض الكلمات واآليات ,وفيه كيفية جمعه ,وبعض ما أسقطه ,واختالف مصاحفه ,وما أخطأ فيه الكتاب الثامن :في أخبار كثيرة دالة صريحا على وقوع النقصان ,زيادة على ما مر رواها المخالفون . التاسع :أنه تعالى ذكر أسامي أوصيائه ,وشمائلهم في كتبه المباركة السالفة ,فال بد أن يذكرها في كتابه المهيمن عليها ,وفيه ما وصل إلينا من ذكرهم عليهم السالم في المصاحف األولى مما لم يجمع في كتاب .
15
العاشر :إثبات اختالف القراء في الحروف والكلمات وغيرها ,وإبطال نزوله على غير وجه واحد ,وفيه شرح أحوال القراء ,وإثبات وجود التدليس في أسانيدهم . الحادي عشر :في أخبار كثيرة دالة صريحا على وقوع النقصان في القرءان عموما . الثاني عشر :أخبار خاصة كذلك ,رتبناها على ترتيب سور القرءان ,وفيه ذكر الجواب [ تمزق هذا الجزء من المخطوطة] أوردها على االستدالل بها . الباب الثاني :ذكر أدلة القائلين بعدم تطرق [ تمزق هذا الجزء من المخطوطة] اآليات واألخبار واالعتبار والجواب عنها مفصال ,وفيه ذكر وقوع التحريف في التوراة ثانيا [ تمزق هذا الجزء من المخطوطة] .
16
بسم هللا الرحمن الرحيم وبه تقتي الحمد هلل الذي انزل على عبده ,كتابا جعله شفاء لما في الصدور ,ومهيمنا على التوراة واإلنجيل والزبور ,والصالة والسالم على حامله ,نور األنوار ,والبيت الرفيع المعمور ,ومحل تدبير األمور ,ومالك أزمة النشور ,محمد المنتجب مع عالم السرور ,وادم صلصال تهب عليه الشمال والدبور ,وعلى اله الصحف الناطقة بكل غائب ومستور ,والزبر المحتوية لما يكون ,أو مضى في سالفات الدهور ,ومصابيح األنام في ظلمات عالم الغرور ,ومفاتيح خزانة العلم المسطور في رق منشور ,خصوصا على مختلف المالئكة في اآلصال والبكور ,القطب الذي على مدار وجوده األفالك تدور ,المشرق نوره في قلوب مواليه , المحتجب عن أعين كل عديم الشعور ,إلى يوم ينفخ في الصور ,ويبعث من في القبور ,وبعد فيقول العبد المذنب المسيء حسين بن محمد تقي ألنوري الطبرسي جعله هللا تعالى من الواقفين ببابه المتمسكين بكتابه :هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحريف القران وفضايح أهل الجور والعدوان وأسميته " فصل الخطاب في تحريف كتاب رب األرباب" . وجعلت له ثالث مقدمات وبابين ,وأودعت فيه من بدائع الحكمة ما تقر به كل عين ,و أرجو ممن ينتظر رحمته المسيئون ,إن ينفعنا في يوم ال ينفع مال وال بنون.
17
المقدمة األولى في نبذ مما جاء في جمع القرآن ,وسبب جمعه ,وزمانه ,وكونه في معرض تطرق النقص ,واالختالف ,بالنظر إلى كيفية الجمع ,مع قطع النظر عما يدل على تحققه أو عدمه من الخارج ,وأن تأليفه يخالف تأليف المؤلفين [ ,تمزق هذا الجزء من
ضانَ الَّذِي أ ُ ْن ِز َل فِي ِه المخطوطة] المصنفين ,قال هللا تبارك وتعالىَ ﴿ : ش ْه ُر َر َم َ ْالقُ ْر ُ آن﴾ البقرة ,185:وقال تعالى﴿ :إِنَّا أ َ ْنزَ ْلنَاهُ فِي لَ ْيلَ ِة ْالقَ ْدر﴾ القدر.1: في ذكر اإلخبار الواردة في هذا المضار
أ:
ثقة اإلسالم في الكافي ,عن علي بن إبراهيم عن أبيه ,ومحمد القاسم,عن
محمد بن سليمان,عن داود,عن حفص بن غياث,عن أبي عبد هللا "عليه السالم"
ضانَ الَّذِي أ ُ ْن ِز َل فِي ِه ا ْلقُ ْر ُ آن﴾ قال :سئلت عن قول هللا عز وجلَ ﴿ : ش ْه ُر َر َم َ البقرة ,185:وإنما انزل في عشرين سنة بين أوله وآخره؟ فقال أبو عبد هللا "عليه السالم" :نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور,ثم نزل في طول عشرين سنة ،ثم قال :قال النبي "صلى هللا عليه وآله":نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان ,وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان ,وانزل اإلنجيل لثالث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ,وانزل الزبور لثمان عشر خلون من شهر رمضان ,وانزل القرآن في ثالث وعشرين من شهر رمضان )1(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 2ص,629-628ح ,6باب النوادر.
18
ب:
وعن محمد بن يحيى,عن احمد بن محمد ,عن الحسين بن سعيد ,عن القاسم
بن محمد,عن علي بن أبي حمزة ,عن أبي بصير ,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال :نزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان ,ونزل اإلنجيل في اثني عشرة ليلة مضت من شهر رمضان ,ونزل الزبور في ليلة ثماني عشرة مضت من شهر رمضان ,ونزل القران في ليلة القدر)1(.
ح:
وعن علي بن إبراهيم ,عن أبيه ,عن ابن أبي عمير ,عن عمر ابن أذينة ,عن
الفضيل بن يسار ,وزراره ومحمد بن مسلم ,عن حمران ,انه سئل أبا جعفر "عليه السالم" عن قول هللا ّ ضانَ الَّذِي أ ُ ْن ِز َل ِفي ِه ْالقُ ْر ُ آن﴾ عز وجلَ ﴿ : ش ْه ُر َر َم َ البقرة ,185:قال :نعم ؛ هي ليلة القدر ،وهي في ك ِّل سنة في شهر رمضان في العشر األواخر,فلم ينـزل القرآن إالّ في ليلة القدر)2(. وروىهذا الخبر وسابقه الصدوق في الفقيه بإسناده عن أبي بصير وحمران)3(.
د:
علي بن إبراهيم الثقة الجليل في تفسيره ,قال :أنزل هللا القران فيها -أي في
ليلة القدر -إلى البيت المعمور جملة واحدة ,ثم نزل من البيت المعمور على رسول هللا "صلى هللا عليه واله" في طول عشرين سنة ,قال رحمه هللا :حدثنا علي بن الحسين ,عن احمد ابن أبي عبد هللا ,عن علي بن الحكم ,عن سيـــف بن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 4ص 157ح,5باب في ليلة القدر. -2الكافي للكليني :ج 4ص, 157ح,6باب في ليلة القدر. -3من ال يحضره الفقيه للصدوق:ج2ص,159ح,2026ليلة القدر والعمل الصالح فيها.
19
عميرة ,عن أبي بكر الحضرمي ,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال :إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قال لعلي "صلوات هللا عليه" :يا علي إن القران خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس ,فخذوه واجمعوه وال تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة ,فانطلق علي "عليه السالم" فجمعه في ثوب أصفر ,ثم ختم عليه في بيته ,وقال :ال أرتدي حتى أجمعه ,قال :كان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء حتى
ه:
جمعه)1(.
وعن احمد بن علي القرشي ,عن محمد بن الفضيل ,عن أبي حمزة الثمالي,
عن أبي جعفر "عليه السالم "قال :ما أحد من هذه األمة جمع القرآن كما انزل به جبرائيل "عليه السالم" على محمد إال وصي محمد "صلى هللا عليه وآله")2(.
و :فرات ابن إبراهيم الكوفي في تفسيره ,بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير ,عن أبي جعفر "عليه السالم" انه قال في حديث له :قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :يا علي ال تخرج ثالثة أيام ,حتى تؤلف كتاب هللا ,كيال يزيد فيـــه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير القمي:ج2ص,451تفسير سورة الناس. -2تفسير القمي:ج:2ص ,451تفسير سورة الناس ,باختالف اسم الراوي محمد بن علي القرشي ,وليـــــــــــس احمد بن علي القرشي ,وقد ترجم له السيد الخوئي في رجاله بالرقم" "11420محمد بن علي القرشي :روى علي بن إبراهيم بسنده ،عن عبد الكريم بن عبد الرحيم ،قال :حدثنا محمد بن علي القرشي ،عن محمد بن الفضيل ،عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر عليه السالم ،قال :ما أحد من هذه األمة جمع القرآن إال وصي محمد صلى هللا عليه وآله" .الحديث" .تفسير القمي :سورة الناس.
20
الشيطان شيئا ،وال ينقص منه شيئا ،فإنك في ضد سنة وصي سليمان "عليه الصالة والسالم" ،فلم يضع علي "عليه السالم" رداءه على ظهره ,حتى جمع القرآن ,فلم يزد فيه الشيطان شيئا ,ولم ينقص منه شيئا)1(.
ز :ثقة اإلسالم في الروضة ,عن محمد بن علي بن معمر ،عن محمد بن علي بن عكاية التميمي ،عن الحسين بن النضر الفهري ،عن أبي عمرو األوزاعي ، عن عمرو بن شمر ،عن جابر بن يزيد قال :دخلت على أبى جعفر"عليه السالم" فقلت :يا ابن رسول هللا قد أرمضني اختالف الشيعة في مذاهبها, فقال"عليه السالم" :وذكر كالما ,ثم قال :إن أمير المؤمنين "عليه السالم" خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفات رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وذلك حين فرغ من جمع القران وتأليفه.الخبر)2( .
ح:
العياشي في تفسيره ,عن بعض أصحابنا ,عن احدهما "عليما السالم" في
خبر ما يأتي ,وفيه :فلما قبض نبي هللا "صلى هللا عليه وآله " كان الذي كان لما قضى من االختالف ،وعمد عمر فبايع أبا بكر ,ولم يدفن رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" بعد ،فلما رأى ذلك علي "عليه السالم " ورأى الناس قد بايعوا أبا بكر ،خشي إن يفتتن الناس ،ففرغ إلى كتاب هللا ,وأخذ بجمعه في مصحف، فأرسل أبو بكر إليه إن تعال فبايـــــع ،فقال علي "عليه السالم" :ال أخرج حتى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير فرات الكوفي:ص,399-398ح,20تفسير سورة حم عسق. -2الكافي للكليني:ج8ص ,18خطبة ألمير المؤمنين"ع" وهي خطبة الوسيلة.
21
أجمع القرآن ،فأرسل إليه مرة أخرى ,فقال :ال أخرج حتى افرغ ،فأرسل إليه الثالثة عمر رجال يقال له قنفذ .الخبر)1( .
ط:
كتاب سالم بن أبي عمرة ,سالم ,عن أبي يحيى الهمداني ,قال :دخلنا على
أبى عبد هللا "عليه السالم" فقلنا له :أصلحك هللا ,إنا ال ندري ما صحبتنا إياك وما صحبتك إيانا ,فإن حدث بك حدث فإلى من؟ فقال :إن فالنا قد جمع القران ,قال: ثم دخلت عليه السنة الثالثة ,فقلت :رحمك هللا ما ندري ما صحبتك إيانا ,فإن حدث بك حدث فإلى من؟ فقال :إن فالنا قد جمع القران ,وهو صاحبكم وهو كما سرك)2( .
ي:
العياشي في تفسيره ,عن عمرو بن أبي المقدام ،عن أبيه ،عن جده ,قال :ما
أتى علي عليه السالم يوم قط أعظم من يومين أتياه ،فأما أول يوم ,فاليوم الذي قبض فيه رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" ،وأما اليوم الثاني ,فوهللا إني لجالس في سقيفة بني ساعده ,عن يمين أبي بكر ,والناس يبايعونه ,إذ قال له عمر :يا هذا ليس في يديك شي منه ,ما لم يبايعك علي "عليه السالم" ,ثم ذكر بعثه قنفذا إليه"ع" ورده ،قال :فما لبث إن رجع ,فقال :قال لك ان رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" قال لي وأوصاني :إني إذا واريته في حفرته ,ال أخرج من بيتي حتى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي :ج:2ص ,307في قوله تعالى"سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا" . -2األصول الستة عشر من األصول األولية ,تحقيق ضياء الدين المحمودي :ص ,335 ح", 10"557من كتاب سالم بن أبي عمرة.
22
أؤلف كتاب هللا ,فإنه في جرائد النخل وفي أكتاف اإلبل.الخبر)1( .
يا:
ثقة اإلسالم ,عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب،
عن عمرو بن أبي المقدام ,عن جابر ,قال :سمعت أبا جعفر "عليه السالم" يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إال كذاب ،وما جمعه وحفظه كما نزله هللا تعالى إال علي بن أبي طالب "عليه السالم" واألئمة من بعده "عليهم السالم")2( . ورواه محمد بن الحسن الصفار في البصائر عن احمد بن محمد مثله)3( .
يب :الصدوق في العقائد ,مرسال أن أمير المؤمنين "عليه السالم "جمع القران ، فلما جاء به ,فقال :هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم ،لم يزد فيه حرف ،ولم ينقص منه حرف ,فقالوا :ال حاجة لنا فيه ،عندنا مثل الذي عندك ,فانصرف وهو
يقول ﴿:فَنَبَذُوهُ َو َرا َء ُ ور ِه ْم َوا ْشت َ َر ْوا بِ ِه ث َ َمنًا قَ ِل ً س َما يَ ْ شت َ ُرونَ ﴾ إل ظ ُه ِ يال ۖ فَبِئْ َ عمران)4( .187:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج 2ص 66ح,76في قوله تعالى :وان جنحوا للسلم فأجنح لها. -2الكافي للكليني :ج1ص,228ح,1باب انه لم يجمع القرآن كله إال األئمة عليهم السالم وإنهم يعلمون علمه كله . -3بصائر الدرجات للصفار:ص,213ح ,2باب في األئمة إن عندهم جميع القرآن الذي انزل على رسول هللا "ص". -4االعتقادات في دين اإلسالم للصدوق:ص,86باب االعتقاد في مبلغ القران ,باختالف بسيط في بعض ألفاظ الحديث. 23
يج :الطبرسي في االحتجاج ,عن اسحق بن موسى بن جعفر ,عن أبيه ,عن إبائه "عليهم السالم" قال :خطب أمير المؤمنين "عليه السالم" بالكوفة ,فقال :في أخر كالمه :فلما توفى رسول هللا "صلى هللا عليه واله" اشتغلت بدفنه ,والفراغ من شأنه ,ثم آليت يمينا أني ال أرتدي إال للصالة ,حتى أجمع القرآن ,ففعلت .الخبر. ()1
يد:
وفيه خبر الزنديق الطويل ,بعد ذكره "عليه السالم" ,عرض القران الذي
جمعه عليهم وإعراضهم عنه ما لفظه :ثم دفعهم االضطرار بورود المسائل عليهم عما ال يعلمون تأويله ,إلى جمعه ,وتأليفه ,وتضمينه ,من تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم ,فصرخ مناديهم :من كان عنده شي من القران فليأتنا به ,ووكلوا تأليفه ونظمه ,إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء هللا ،فألّفه على اختيارهم, وما يد ّل على المتأ ّمل له على اختالل تمييزهم ,وافترائهم ,وتركوا منه ما قدروا أنّه لهم وهو عليهم .الخبر)2( .
يه:
الطبقات الرفيعة ,في ترجمة العباس ,وقوله لعلي "عليه السالم" :مد يدك
أبايـــــــــعك ,قال :إن رسول هللا "صلى هللا عليــــــه واله" وصى إلــــــي, وأوصاني إن ال اجرد سيـــــــــفا بعده ,حتـــــــى تأتيــــــــــــــــني الناس طوعا,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج1ص,281-280ترجمة اسحق بن موسى. -2كتاب االحتجاج للطبرسي:ج1ص ,383في إن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف وال زيادة.
24
وأمرني بجمع القران ,والصمت .الخبر)1( .
يو:
الصفار في البصائر ,عن محمد بن الحسين بن شعيب ,عن عبد الغفار,
قال :سئل رجل أبا جعفر "عليه السالم" فقال أبو جعفر :ما يستطيع احد يقول جمع القران كله غير األوصياء)2(.
يز:
وعن عبد هللا بن عامر ,عن أبي عبد هللا البرقي ,عن الحسن بن عثمان ,عن
محمد بن فضيل ,عن أبي حمزة الثمالي ,عن أبي جعفر"عليه السالم" قال :قال: ما أجد من هذه األمة من جمع القران إال األوصياء)3(.
يح:
سليم بن قيس الهاللي في كتابه ,في حديث طويل ,عن أمير المؤمنين "عليه
السالم" يأتي جملة منه ,وفيه ,فقال طلحة :رايتك حرجت بثوب مختوم فقلت :يا أيها الناس إني لم أزل مشغوال برسول هللا "صلى هللا عليه واله" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان المدني:ص ,84الباب األول في بني هاشم وساداتهم من الصحابة العلية أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم وإيمانه بالنبي "ص" وشيء من شعره. -2بصائر الدرجات للصفار:ص,213ح ,4باب في األئمة إن عندهم جميع القران الذي انزل على رسول هللا"ص" ,باختالف في سند الرواية "محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب" بدال من " محمد بن الحسين بن شعيب" ،حيث ترجم للنضر بن شعيب السيد الخوئي في رجاله:ج20ص ,173رقم الترجمة,13075 :فراجع. -3بصائر الدرجات للصفار:ص,214ح ,5باب 6في األئمة إن عندهم جميع القران الذي انزل على رسول هللا"ص".
25
وبغسله وتكفينه ودفنه ,ثم شغلت بكتاب هللا حتى جمعته ،فهذا كتاب هللا عندي مجموعا لم يسقط عني منه حرف واحد ،فلم نر ذلك الكتاب الذي كتبت وألفته، رأينا عمر بعث إليك حين استخلف أن تبعث به إليه ،فأبيت أن تفعل ،فدعا عمر الناس ,فإذا شهد رجالن على انه قرانا كتبته ,وما لم يشهد عليه غير رجل واحد ال يقرئه غيرهم لم يكتب ,وقد سمعت عمر يقول :انه قتل يوم اليمامة قوم كانوا يقرءون فقد ذهب .الخبر .ويأتي باقيه)1( ,
ورواه الطبرسي في االحتجاج ,وزاد بعد قوله "غيرهم" :وقد جاءت شاة إلى صحيفة وكتاب يكتبون فأكلها وذهب ما فيها ,والكتاب يومئذ عثمان.الخبر)2(.
يط:
كتاب سليم ,واالحتجاج ,واللفظ األخير عن سلمان في خبر طويل ,وفيه:
لما رأى علي عليه السالم غدرهم وقلة وفائهم ,لزم بيته ,واقبل على القران يؤلفه ويجمعه ,فلم يخرج حتى جمعه كله ,فلما جمعه كله فكتبه على تنزيله والناسخ والمنسوخ ،فبعث إليه أبو بكر ,أن أخرج وبايع فبعث إليه إني لمشغول قد آليت يمينا أن ال أرتدي برداء إال للصالة حتى أؤلف القران واجمعه فجمعه في ثوب وختمه ،ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد النبي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب سليم بن قيس -تحقيق محمد باقر األنصاري:ص ,210-209مع اختالف بسيط في ألفاظ الرواية. -2االحتجاج للطبرسي:ج1ص",222حديث الثقلين".
26
"صلى هللا عليه واله" فنادى علي "عليه السالم" بأعلى صوته :أيها الناس أني لم أزل منذ قبض رسول هللا "صلى هللا عليه واله" مشغوال بغسله ثم بالقران ,حتى جمعته كله في هذا البيت ,فلم ينزل هللا تعالى على نبيه آية من القران إال وقد جمعتها ،وليست منه آية إال وقد أقرانيها رسول هللا "صلى هللا عيه واله" وعلمني تأويلها ,ثم دخل بيته)1(.
ك:
االحتجاج,عن سليم ,في خبر طويل ,في ذكر مجلس جرى بين معاوية
والحسن "عليه السالم" وأصحابه ,قال :سمعت عبد هللا بن جعفر بن أبي طالب يقول :قال :الحسن بن علي "عليه السالم" لمعاوية :وتزعم إن عمر أرسل إلى أبي إني أريد إن اكتب القران في مصحف فابعث إلي بما كتبت من القران ,فأتاه فقال :تضرب وهللا عنقي قبل أن يصل إليك ,قال:ولم؟ قال:ألن هللا تعالى قال:
الرا ِس ُ خونَ فِي ْال ِع ْل ِم﴾ إل عمران ,7:إياي عنى ،ولم يعنك وال أصحابك، ﴿ َو َّ فغضب عمر ,ثم قال يا بن أبي طالب تحسب أن أحدا ليس عنده علم غيرك ،من كان يقرأ من القرآن شيئا فليأتني به ،إذا جاء رجل فقرأ شيئا معه يوافقه فيه آخر كتبه وإال لم يكتبه ,ثم قالوا :قد ضاع منه قرآن كثير ،بل كذبوا وهللا بل هو مجموع محفوظ عند أهله.الخبر)2( . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب سليم بن قيس:تحقيق محمد باقر األنصاري:ص,147-146واالحتجاج للطبرسي: ج 1ص ,107ترجمة سليم بن قيس الهاللي. -2كتــــــــــاب االحتــــــــــــجاج للطبرسي:ج2ص,7-3ووفق تتبعي الحظت اختالفا بين الرواية أنفا التي نقلها صاحب االحتجاج عن كتاب سليم ,في حين الرواية التي نقلها سليم بن قيس في كتابه :ص , 369تختلف عن الرواية أعاله وتنطبق مع الرواية التي بعدها. 27
كا:
كتاب سليم ,قال الحسن "عليه السالم" :يا معاوية إن عمر بن الخطاب
أرسلني في إمارته إلى علي بن أبي طالب "عليه السالم ":إني أريد أن أكتب القرآن في مصحف ،فابعث إلينا ما كتبت من القرآن ,فقال "عليه السالم":
سهُ تضرب وهللا عنقي قبل أن تصل إليه ,فقلت :ولم؟ قال :ألن هللا يقولَ ﴿:ال يَ َم ُّ
ِإ َّال ْال ُم َط َّه ُرونَ ﴾
الواقعة ,79:يعني ال يناله كله إال المطهرون ,إيانا عنى ،نحن
الذين أذهب هللا عنا الرجس وطهرنا تطهيرا ,وأورثنا الكتاب ,ونحن الذين اصطفانا هللا من عباده ,ونحن صفوة هللا ,ولنا ضربت األمثال ,وعلينا نزل الوحي ,فغضب عمر وقال :إن ابن أبي طالب يحسب أنه ليس عند أحد علم غيره فمن كان يقرأ من القرآن شيئا فليأتنا به ,فكان إذا جاء رجل بقرآن فقرأه ومعه آخر كتبه ،وإال لم يكتبه ,فمن قال -يا معاوية -إنه ضاع من القرآن شئ فقد كذب؟ ,هو عند أهله مجموع محفوظ)1(.
كب :وفيه قال :كنت عند عبد هللا بن عباس في بيته ,ومعه جماعة من شيعة علي "عليه السالم" ,فحدثنا فكان فيما حدثنا إن قال :توفي رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يوم توفي ,فلم يوضع في حفرته حتى نكث الناس ,وارتدوا واجمعوا على الخالف ,واشتغل علي بن أبي طالب"ع" برسول هللا "صلى هللا عليه واله" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب سليم بن قيس :ص ", 369احتجاجات عبد هللا بن جعفر علـى معاوية" أقول: وفق فهمي القاصر إن هذه الرواية والتي سبقتها هي رواية واحدة واالختالف بين الروايتين قد يكون بسبب اختالف الطبعات وما يتبعها من التصحيف غير المقصود وهللا العالم).
28
حتى فرغ من غسله وتكفينه وتحنيطه وضغطه في حفرته ,ثم اقبل على تأليف القران ,وشغل عنهم بوصية رسول هللا "صلى هللا عليه واله".الخبر)1(.
كح:
االحتجاج ,عن أبي ذر الغفاري "رضي هللا عنه" ,انه لما توفى رسول هللا
"صلى هللا عليه واله" جمع علي "عليه السالم" القران وجاء به إلى المهاجرين واألنصار ,وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم ،فوثب عمر وقال :يا علي اردده فال حاجة لنا فيه ،فأخذه "عليه السالم" وانصرف ثم أحضروا زيد بن ثابت -وكان قارئا للقرآن -فقال له عمر :إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين واألنصار ،وقد رأينا أن نؤلف القرآن ,ونسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين واألنصار ،فأجابه زيد إلى ذلك ،ثم قال :فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل ما عملتم؟ قال عمر :فما الحيلة؟ إلى إن قال :فلما استخلف عمر سأل عليا "عليه السالم" أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم ،فقال :يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه ،فقال "عليه السالم" :هيهات ليس إلى ذلك سبيل ،إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ،وال تقولوا يوم القيامة :إنا كنا عن هذا غافلين ،أو تقولوا :ما جئتنا به فأن القرآن الذي عندي ال يمسه إال المطهرون واألوصياء من ولدي ،فقال عمر: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب سليم بن قيس :ص ",385وقائع السقيفة على لسان ابن عباس ".
29
هل وقت اإلظهار معلوم ,فقال"عليه السالم" :نعم ,إذا قام القائم من ولدي. الخبر)1(.
كد:
االحتجاج ,عن عبد هللا بن عبد الرحمن ,في خبر يتضمن طلبهم أمير
المؤمنين "عليه السالم" للبيعة ,وفيه :فراسلهم علي "عليه السالم" :إن ليس إلى خروجي حيلة إال في جمع كتاب هللا تعالى الذي قد نبذتموه وألهتكم الدنيا عنه ,وقد حلفت إن ال اخرج من بيتي وال ادع ردائي على عاتقي حتى اجمع القران .الخبر )2(.
كه :ثقة اإلسالم ,عن محمد بن يحيى ,عن محمد بن الحسين ,عن عبد الرحمن بن أبي نجران ,عن هاشم عن سالم بن أبي سلمة ,عن الصادق "عليه السالم" في خبر ما يأتي ,وفيه :فإذا قام القائم "عليه السالم" قرء كتاب هللا عز وجل على حده ,واخرج المصحف الذي كتبه علي "عليه السالم" إلى الناس ,وقال :أخرجه علي "عليه السالم" إلى الناس حين فرع منه ,وكتبه فقال لهم :هذا كتاب هللا عز وجل كما انزله هللا على محمد "صلى هللا عليه واله" قد جمعته بين من اللوحين فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القران ,ال حاجة لنا فيه ,فقال :إما وهللا ما ترونه بعد يومكم هذا ,إنما كان علي إن أخبركم حين جمعته لتقرؤه)3(.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج1ص ,228-225في ترجمة أبي ذر. -2االحتجاج للطبرسي:ج1ص ,105ترجمة سليم بن قيس الهاللي. -3الكافي للكليني:ج2ص,633ح ,23باب النوادر.
30
ورواه
الجليل محمد بن الحسن الصفار,عن محمد بن الحسين إلى أخره)1(.
في ذكر بعض اإلخبار الواردة عن طرق المخالفين
كو:
السيوطي في اإلتقان ,اخرج ابن أبي داود في المصاحف ,من طريق ابن
ي "عليه السالم" :لما مات رسول هللا صلى هللا عليه وسلم سيرين ,قال :قال َع ِل ٌّ آليت أال آخذ علي ردائي إال لصالة جمعة حتى اجمع القران فجمعه)2(.
ي ٍّ "عليه السالم" :أنه جمع القرآن على كز :وفيه :قال ابن حجر :وقد ورد َع ْن َع ِل ّ صلَّى َّ علَ ْي ِه َواله")3(. اَّللُ َ ترتيب النزول عقب موت " َ
كح:
وفيه اخرج ابن الضريس في فضائله ,عن بشر بن موسى ,عن هوذة بن
خليفة ,عن عون ,عن محمد بن سيرين ,عن عكرمة ,قال :لما كان بيعة أبي بكر, قعد علي بن أبي طالب"صلوات هللا عليه" في بيته ,فقيل ألبي بكر :قد كره بيعتك فأرسل إليه ,فقال :أكرهت بيعتي! قال :ال وهللا ,قال :ما أقعدك عني! قال: رأيت كتاب هللا يزاد فيه ,فحدثت نفسي أال ألبس ردائي إال لصالة حتى أجمعه, قال له أبو بكر :فإنك نعم ما رأيت ,قال السيوطي :وأخرجه ابن أشته في المصاحف من وجه أخر عن ابن سيرين)4(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وبصائر الدرجات للصفار:ص ,213ح ,3باب 6في األئمة إن عندهم جميع القران الذي انزل على رسول هللا"ص". -2اإلتقان للسيوطي:ج1ص ,204النوع الثامن عشر:في جمعه وترتيبه. -3اإلتقان للسيوطي:ج1ص ,248النوع العشرون:في معرفة حفاظه ورواته. -4اإلتقان للسيوطي :ج 1ص ,204النوع الثامن عشر:في جمعه وترتيبه. 31
كط:
عبد الملك العصامي في كتابه المسمى بسمط النجوم العوالي ,عن ابن سعد
ي "عليه السالم" َ ,عن ُم َح َّمد بن محمد بن عمران,انه لما بُو ِي َع أَبُو بكر ,وتخلف َعل ّ جلس فِي بَيته ,بعث ِإلَ ْي ِه أَبُو بكرَ :ما أ َ ْب َ طأ َ بك عني أكرهت َعن مبايعته َ ,و َ ي "عليه السالم"َ :ما كرهت إمارتك ,لكنى آلَيْت أ َال أرتدي إمارتي؟ قَا َل َعل ّ ص َالةَ ,حتَّى أجمع ْالقُ ْرآنَ .قا َل ابْن ِسي ِرين فبلغني أ َنه كتبه على بردائي إال ِإلَى ال َّ صيب ذَ ِلك ْالكتاب لوجد فِي ِه علم كثير)1(. ت َ ْن ِزيله َولَو أ ُ ِ
ل :مشكاة األنوار,عن صاحب االستيعاب ,وصاحب عقد الجواهر بإسنادهما ,إن عليا والعباس قعدا في بيت فاطمة "عليها السالم" لما بويع أبو بكر فبعث أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهما من بيت فاطمة ,وقال لهما :إن أبيا فقاتلهما ,إلى إن قال :فخرج علي "عليه السالم" حتى دخل على أبي بكر ,فقال له :أكرهت إمارتي؟ قال :ال ,ولكني آليت أن ال أرتدي بعد رسول هللا "صلّى هللا عليه واله" حتى أحفظ القرآن ،واجمعه ,فعليه حبست نفسي)2(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء األوائل والتوالي :لعبد الملك العصامي :ج2 ص ,333المقصد الثالث فِي ذكر ْال ُخلَفَاء ْاأل َ ْربَ َعة َوذكر َ خالفَة ْالحسن"ع" ,أقول: الرواية منقولة عن "محمد بن سيرين" ولم يذكر عبد الملك العصامي رجال السند الوارد ذكرهم أعاله ,وينظر االستيعاب البن عبد البر:ج3ص,973تتمة حرف العين,باب عبد هللا" ,"1633الرواية منقولة عن محمد بن سيرين. -2وفق تتبعي لم أقف على الرواية في كتاب مشكاة األنوار للغزالي الطوسي ,وينظر كتاب االستيعاب البن عبد البر :ج 3ص ,973تتمة حرف العين,باب عبد هللا ( )1633بسنده ع ْن عكرمة ,وينظر كتاب والعقد الفريد البن عن َعبْد َّ ع ْن أَيُّوبَ ، ع ْن َم ْع َمرَ ، قَ ، الر َّزا ِ عبد ربه :ج 5ص ",13الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر". 32
ال:
الخوارزمي في مناقبه ,بسنده عن عبد خير ,عن علي "عليه السالم" قال :لما
قبض رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أقسمت إن ال ادع ردائي عن ظهري حتى اجمع ما بين اللوحين ,فما وضعت ردائي حتى جمعت القران)1(.
لب :أبو بكر الشيرازي في نزول القران ,وأبو يوسف يعقوب في تفسيره ,كما في
البحار,عن المناقب ابن شهر أشوب,عن ابن عباس في قولهَ ﴿ :ال ت ُ َح ِ ّر ْك بِ ِه َك﴾القيامة ,16:كان النبي "صلى هللا عليه واله" يحرك شفتيه عند الوحي سان َ ِل َ َك﴾القيامة ,16:يعني :بالقران لتعجل به من قبل سان َ ليحفظه ,فقيلَ ﴿ :ال ت ُ َح ِ ّر ْك ِب ِه ِل َ علَ ْينَا َج ْم َعهُ َوقُ ْرآنَهُ﴾ القيامة ,17:قال :ضمن إن يفرغ به من قراءته عليك ِ ﴿,إ َّن َ هللا إن يجمع القران بعد رسول هللا "صلى هللا عليه واله" علي بن أبي طالب "صلوات هللا عليه" ,قال ابن عباس :فجمع هللا القران في قلب علي "عليه السالم" وجمعه بعد موته رسول هللا "صلى هللا عليه واله" بستة أشهر)2(.
لج :مناقب ابن شهر أشوب ,عن ابن أبي رافع ,إن النبي " صلى هللا عليه واله " قال في مرضه الذي توفى لعلــــي :يا علي هذا كتاب هللا خذه إليــــــــــــك فجمعه علي "عليه السالم" فـــــــي ثوب ومضي إلــــــــى منزله ,فلمــــــــــــــــــا قبض ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مناقب الخوارزمي:ص 94ح ,93الفصل السابع في بيان غزارة علمه وانه أقضى األصحاب. -2بحار األنوار للمجلسي :ج40ص ,155في إن النبي "ص" أمر علينا"ع" بتأليف القران فألفه وكتبه ,ومناقب ابن شهر أشوب:ج1ص" 53 ,319فصل في المسابقة في العلم ". 33
النبي "صلى هللا عليه واله" فألفه ,كما انزله هللا وكان به علما)1(.
لد:
وفيه كما البحار قال :حدثني أبو العالء العطار ,والموفق خطيب خوارزم
في كتابيهما ,باإلسناد عن علي بن رباح إن النبي "صلى هللا عليه واله" أمر عليا "عليه السالم" بتأليف القران فألفه وكتبه)2(.
له:
وفيه,عن أبي نعيم في الحلية ,والخطيب في األربعين ,باإلسناد عن ألسدي,
عن عبد خير ,عن علي "عليه السالم" قال :لما قبض رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :أقسمت لو حلفت إن ال أضع ردائي عن ظهري حتى اجمع ما بين اللوحين ,فما وضعت رداي حتى جمعت القران)3(.
لو :وفيه قال :وفي أخبار أهل البيت "عليهم السالم" :أنه آلى أن ال يضع رداءه على عاتقه إال للصالة حتى يؤلف القرآن ويجمعه ،فانقطع عنهم مدة إلى أن جمعه ،ثم خرج إليهم به في إزار يحمله وهم مجتمعون في المسجد ،فأنكروا مصيره بعد انقطاع مع التيه ،فقالوا :ألمر ما جاء أبو الحسن ؟ فلما توسطهم وضع الكتاب بينهم ،ثم قال :إن رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" قال " :إنــــــــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مناقب ابن شهر أشوب:ج1ص" 53 ,319فصل في المسابقة في العلم ". -2مناقب ابن شهر أشوب:ج1ص" 53 ,320فصل في المسابقة في العلم " ,وبحار األنوار للمجلسي :ج40ص ,155في إن النبي "ص" أمر علينا"ع" بتأليف القران فألفه وكتبه. -3مناقب ابن شهر أشوب:ج1ص" 53 ,320فصل في المسابقة في العلم" ,وبحار األنوار للمجلسي :ج40ص ,155في إن النبي "ص" أمر علينا"ع" بتأليف القران فألفه وكتبه. 34
مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا :كتاب هللا وعترتي أهل بيتي " وهذا الكتاب وأنا العترة ،فقام إليه الثاني فقال له :إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله ،فال حاجة لنا فيكما! فحمل "عليه السالم" الكتاب وعاد به بعد أن ألزمهم الحجة ,وفي خبر طويل عن الصادق "عليه السالم" أنه حمله وولى راجعا نحو حجرته وهو
يقول﴿ :فَنَ َبذُوهُ َو َرا َء ُ ور ِه ْم َوا ْشتَ َر ْوا ِب ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً س َما يَ ْ شت َ ُرونَ ﴾إل ظ ُه ِ يال ۖ فَ ِبئْ َ عمران .187:ولهذا قرأ ابن مسعود﴿:إِ َّن َ -علَيْاَ -ج ْمعَهُ َوقُ ْرآنَهُ ﴿ ﴾17فَإِذَا قَ َرأْنَاهُ فَات َّ ِب ْع قُ ْرآنَهُ﴿.﴾18القيامة)1(. لز :حسين بن حمدان الخصيبي في هدايته ,في حديث المفضل بن عمر الطويل, في أحوال الظهور والرجعة ,عن الصادق "عليه السالم" وفيه :فيقول له الحسني: إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" وخاتمه ،وبردته ،ودرعه الفاضل ،وعمامته السحاب ،والمصحف الذي جمعه جدك أمير المؤمنين "عليه السالم" بغير تغيير وال تبديل ,قال :فيحضر المهدي السفط الذي فيه جميع ما طلبه وذكره)2(.
لح:
خبر الشيخ علي بن فاضل الذي نقله في البحار والعوالم وفيه :قصة جزيرة
الخضراء ,والبحر األبيض ,وتشرفه بخدمته السيد شمس الديــن من أحفاد الحجة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مناقب ابن شهر أشوب:ج1ص" 53 ,320فصل في المسابقة في العلم" ,وبحار األنوار للمجلسي :ج40ص ,156-155في إن النبي "ص" أمر علينا"ع" بتأليف القران فألفه وكتبه. -2الهداية الكبرى للخصيبي :ص ,404الباب الرابع عشر باب اإلمام المهدي المنتظر "عليه السالم"). 35
عجل هللا فرجه ,وفيه قال علي :فقلت :يا سيدي أرى بعض اآليات غير مرتبطة بما قبلها وبما بعدها كأن فهمي القاصر لم يصل إلى غور ذلك ،فقال :نعم األمر كما رأيته ,وذلك لما انتقل سيد البشر محمد بن عبد هللا "صلى هللا عليه وآله" من دار الفناء إلى دار البقاء ,وفعل صنما قريش ما فعاله من غصب الخالفة الظاهرية وجمع أمير المؤمنين "عليه السالم" القرآن كله ووضعه في إزار وأتى به إليهم وهم في المسجد ,فقال لهم :هذا كتاب هللا سبحانه أمرني رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" أن أعرضه إليكم لقيام الحجة عليكم يوم العرض بين يدي هللا تعالى ،فقال له فرعون هذه األمة ونمرودها :لسنا محتاجين إلى قرآنك ،فقال :لقد أخبرني حبيبي محمد "صلى هللا عليه وآله" بقولك هذا وإنما أردت بذلك إلقاء الحجة عليكم ،فرجع أمير المؤمنين "عليه السالم" به إلى منزله وهو يقول :ال إله إال أنت وحدك ال شريك لك ال راد لما سبق في علمك ,وال مانع لما اقتضته حكمتك, فكن أنت الشاهد لي عليهم يوم العرض عليك ،فنادى ابن أبي قحافة بالمسلمين وقال لهم :كل من عنده قرآن من آية أو سورة فليأت بها ،فجاءه أبو عبيدة بن الجراح ,وعثمان ,وسعد بن أبي وقاص ,ومعاوية بن أبي سفيان ,وعبد الرحمن بن عوف ,وطلحة بن عبد هللا ,وأبو سعيد الخدري ,وحسان بن ثابت ,وجماعات المسلمين. وجمعوا هذا القرآن وأسقطوا ما كان فيه من المثالب التي صدرت منهم بعد وفاة سيد المرسلين "صلى هللا عليه واله" ،فلهذا ترى اآليات غير مرتبطة ,والقرآن الذي جمعه أمير المؤمنين "عليه السالم" بخطه محفوظ عند صاحب األمر "عليه السالم" فيه كل شئ حتى أرش الخدش ،وأما هذا القرآن فال
36
شك وال شبهة وإنما كالم هللا سبحانه هكذا صدر عن صاحب األمر عليه السالم. الحكاية)1(.
لط:
السيوطي في اإلتقان عن ,الديرعاقولي في فوائده ,حدثنا إبراهيم بن بشار
,حدثنا سفيان بن عيينة ,عن الزهري ,عن عبيد ,عن زيد بن ثابت ,قال :قبض النبي "صلى هللا عليه واله" ,ولم يكن القرآن جمع في شيء)2(.
م:
البخاري في صحيحه ,في باب جمع القران ,عن موسى ابن إسماعيل ,عن
إبراهيم بن سعد ,حدثنا ابن شهاب ,عن عبيد بن السباق :إن زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة ,فإذا عمر بن الخطاب عنده ,قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال :إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن ,وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن ,فيذهب كثير من القرآن ,واني أرى أن تأمر بجمع القرآن ,قلت لعمر :كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول هللا صلى هللا عليه واله ؟ قال عمر :هذا وهللا خير ,فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح هللا صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر ,قال زيد :قال أبو بكر :إنك رجل شاب عاقل ال نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول هللا صلى هللا عليه واله فتتبع القرآن فاجمعه ,فوهللا لو كلفونــــي نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على مما أمرني به من جمع القرآن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار للمجلسي:ج52ص ,170-169الباب الرابع والعشرون :قصة الجزيرة الخضراء في البحر األبيض ,وعوالم العلوم للبحراني:ج 3/26ص,216-215باب قضية الجزيرة الخضراء في البحر األبيض. -2اإلتقان في علوم القران للسيوطي:ج1ص ,202النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. 37
قلت :كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول هللا صلى هللا عليه واله؟ قال هو وهللا خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح هللا صدري للذي شرح له صدر أبى بكر الر َجا ِلَ ،حتَّى اللّ َخ ِ ب َو ِ وعمر ،فَتَتَبَّ ْعتُ القُ ْرآنَ أ َ ْج َمعُهُ ِمنَ العُ ُ صدُو ِر ِ ّ افَ ،و ُ س ِ
ي ِ لَ ْم أَ ِج ْدهَا َم َع أَ َح ٍّد َغي ِْر ِه﴿،لَ َق ْد َو َجدْتُ ِ آخ َر ُ ورةِ الت َّ ْوبَ ِة َم َع أ َ ِبي ُخزَ ْي َمةَ األ َ ْن َ س َ ار ّ ص ِ عنِت ُّ ْم﴾ التوبةَ ,128:حتَّى خَاتِ َم ِة َجا َء ُك ْم َر ُ علَ ْي ِه َما َ ع ِزي ٌز َ سو ٌل ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم َ َب َرا َءة َ ،فَ َكانَ ِ ف ِع ْندَ أ َ ِبي َب ْك ٍّر َحتَّى ت َ َوفَّاهُ ا ََّّللُ ،ث ُ َّم ِع ْندَ ُ ع َم َر َح َياتَهُ ،ث ُ َّم ِع ْندَ ت ال ُّ ص ُح ُ ع َم َر)1(, صةَ ِب ْن ِ ت ُ َح ْف َ ما :البخاري عن يحيى بن بكير ,حدثنا الليث عن يونس ,عن ابن شهاب :إن ابن السباق قال :إن زيد بن ثابت قال :أرسل إلي أبو بكر ,قال :إنك كنت تكتب الوحي لرسول هللا صلى هللا عليه واله ,فاتبع القرآن فتتبعت حتى وجدت آخر سورة
التوبة آيتين مع أبي خزيمة األنصاري لم أجدهما َم َع أَ َح ٍّد َغي ِْر ِه﴿ ،لَقَ ْد َجا َء ُك ْم ع ِز ٌ يز َعلَ ْي ِه َما َعنِت ُّ ْم﴾ َر ُ سو ٌل ِم ْن أ َ ْنفُ ِس ُك ْم َ
التوبة)2(.128:
مب :البخاري عن موسى بن إسماعيل ,عن إبراهيم ,عن ابن شهاب,عن خارجة بن زيد بن ثابت ,سمع زيـد بن ثابت ,قال :فقدت آية من األحزاب حين نسخنا المصحف كنت اسمع رسول هللا صلى هللا عليه واله يقرؤها فالتمسناها فوجدناها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1صحيح البخاري:ج 6ص,183ح , 4986كتاب فضائل القران ,باب جمع القران. -2صحيح البخاري:ج 6ص,184ح , 4989كتاب فضائل القران ,بَ ُ اب َكا ِت ِ ب النَّبِ ّ يِ سلَّ َم ,لم يرد االسم الزهري في سند الحديث حسب نسخة البخاري صلَّى هللاُ َ علَ ْي ِه َو َ َ وحسب تتبعي . 38
عا َهدُوا َّ صدَقُوا َما َ اَّللَ مع خزيمة بن ثابت األنصاريِ ﴿,منَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِر َجا ٌل َ ظ ُر ﴾ األحزاب ,23 :فَأ َ ْل َح ْقنَاهَا ِفي ض ٰى ن َْح َبهُ َو ِم ْن ُه ْم َم ْن َي ْنتَ ِ علَ ْي ِه ۖ فَ ِم ْن ُه ْم َم ْن قَ َ َ ف )1(.ورواه أيضا في كتاب التفسير عن أبي اليمان عن ص َح ِ ورتِ َها فِي ال ُم ْ ُ س َ شعيب عن الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت مثله وزاد لم أجدها مع احد إال مع خزيمة األنصاري الذي جعل رسول هللا صلى هللا عليه واله شهادته شهادة رجلين )2(.وروى الخبر األول أيضا وفيه :عن أبي اليمان ,عن شعيب ,عن الزهري ,عن ابن السباق ,مع اختالف قليل في األلفاظ ,وزاد بعد قوله :عند حفصة بنت عمر ,تابعه عثمان بن عمر ,والليث بن سعد ,عن يونس ,عن ابن شهاب, وقال الليث :حدثني عبد الرحمن بن خالد ,عن ابن شهاب ,وقال :مع أبي خزيمة األنصاري وقال موسى :عن إبراهيم ,عن ابن شهاب :مع أبي خزيمة وتابعه يعقوب بن إبراهيم عن أبيه ,وقال أبو ثابت إبراهيم :وقال :مع خزيمة أو أبي خزيمة )3(.ورواه السيوطي في الجامع الكبير,عن ابن أبي داود ,وابن جرير والعدني ,ومن صحيح الترمذي ,والنسائي ,ومسند احمد بن حنبل ,وغيرها)4(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1صحيح البخاري:ج5ص,95كتاب المغازي:باب غزوة احد ,ح.4049 ضى ن َْح َبهُ -2صحيح البخاري:ج6ص ,116ح,4784كتاب التفسير :باب " َف ِم ْن ُه ْم َم ْن قَ َ َو ِم ْن ُه ْم َم ْن َي ْنتَ ِظ ُر َو َما َبدَّلُوا تَ ْبدِيلً" األحزاب.23: سو ٌل -3صحيح البخاري:ج6ص ,71ح , 4679كتاب التفسير :باب قوله" لَ َق ْد َجا َء ُك ْم َر ُ ع ِز ٌ الرأْفَ ِة. ع ِنت ُّ ْمَ ،ح ِر ٌ وف َر ِحي ٌم" ِمنَ َّ علَ ْي ُك ْم ِب ْال ُمؤْ ِمنِينَ َر ُء ٌ يص َ ع َل ْي ِه َما َ يز َ ِم ْن أ َ ْنفُ ِس ُك ْم َ -4ج 24ص 323ح,27257مسند العشرة,مسند أبي بكر.
39
مج:
الراغب في المحاضرات ,قال زيد بن ثابت :دعاني أبو بكر ,وقال :انك
رجل شاب ,وقد كنت تكتب الوحي لرسول هللا "صلى هللا عليه واله" فاجمع القران واكتبه ففعلت)1(.
مد:
عن ابن عبد البر في االستيعاب في ترجمة أبي بكر ,بإسناده محمد بن
سيرين ,قال لما بويع أبو بكر الصديق,أبطأ على"عليه السالم" عن بيعته ,وجلس في بيته فبعث ,إليه أبو بكر :ما أبطأ بك! أكرهت إمارتى؟ فقال على"عبسه السالم" :ما كرهت إمارتك ,ولكني آليت أال أرتدي ردائي إال إلى صالة حتى أجمع القرآن ,قال ابن سيرين فبلغني أنه كتب على تنزيله ,ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير .ثم روى عن عكرمة تخلفه عليه السالم عن البيعة لجمع القران ,قال :وقد نكرنا جمع علي "عليه السالم" للقران في بابه أيضا من غير هذا الوجه)2(.
مه:
السيوطي في اإلتقان ,أخرج ابن أبي داود من طريق الحسن :أن عمر سأل
عن آية من كتاب هللا ,فقيل :كانت مع فالن قتل يوم اليمامة ,فقال :إنا هلل ,وأمر بجمع القرآن ,فكان أول من جمعه في المصحف)3(.
مو :وفيه اخرج ابن ابي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ,قال ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1محاضرات األدباء للراغب األصفهانى :ج 2ص,448 -2االستيعاب في معرفة االصحاب:ج 3ص",974تتمة حرف العين,باب عبد هللا, ي َّ ع ْن ُه َما. اَّللُ َ 1633عبد هللا ب أ َ ِبي قحافة ،أَبُو بَ ْكر الصديق َر ِ ض َ -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,204النوع الثامن عشر:في جمعه وترتيبه ,ينظر ع َم َر ب ِْن ْالخ َّ ع ْنهُ ْالقُ ْرآنَ فِي المصاحف البن أبي داود:صَ ",60ج ْم ُع ُ َطا ِ ي ا ََّّللُ َ ب َر ِ ض َ ف ". ص َح ِ ْال ُم ْ 40
قدم عمر فقال :من كان تلقى من رسول هللا "صلى هللا عليه واله" شيئا من القرآن فليأت به ,وكانوا يكتبون ذلك في الصحف واأللواح والعسب ,وكان ال يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان)1(.
مز :وفيه وفي روح المعاني لمحمود االلوسي المعاصر أخرج ابن أبي داود أيضا من طريق هشام بن عروة ,عن أبيه ,أن أبا بكر قال لعمر ولزيد :اقعدا على باب المسجد ,فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب هللا فاكتباه ,قال رجاله ثقات)2(.
مح:
وفيه اخرج ابن أبي داود في المصاحف من طريق محمد بن إسحاق ,عن
يحيى بن عباد بن عبد هللا بن الزبير ,عن أبيه ,قال :أتى الحارث ابن خزيمة بهاتين اآليتين من آخر سورة براءة ,فقال :أشهد أني سمعتهما من رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,ووعيتهما ,فقال عمر :وأنا أشهد لقد سمعتهما ,ثم قال :لو كانت ثالث آيات لجعلتها سورة على حدة ,فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوها ,فألحقتها في أخره)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,205النوع الثامن عشر:في جمعه وترتيبه ,ينظر ع َم َر ب ِْن ْالخ َّ ع ْنهُ ْالقُ ْرآنَ فِي المصاحف البن أبي داود:صَ ",62ج ْم ُع ُ َطا ِ ي ا ََّّللُ َ ب َر ِ ض َ ف. ص َح ِ ْال ُم ْ -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,205النوع الثامن عشر:في جمعه وترتيبه ,ينظر ي ا ََّّللُ َع ْنهُ ْالقُ ْرآنَ فِي المصاحف البن أبي داود:صَ ",51ج ْم ُع أ َ ِبي بَ ْك ٍّر ال ِ ّ ق َر ِ صدِّي ِ ض َ سو ِل َّ سلَّ َم ,روح المعاني لاللوسي:ج 1ص,23 اح ِ ص ِ ف َب ْعدَ َر ُ صلَّى هللاُ َ ع َل ْي ِه َو َ اَّللِ َ ْال َم َ خطبة المفسر. -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,205النوع الثامن عشر:في جمعه وترتيبه ,المصاحف البن سولٌ) التوبة.128: ع َّز َو َج َّل(لَقَ ْد َجا َء ُك ْم َر ُ ابي داود:صَ ,111خبَ ُر قَ ْو ِل ِه َ
41
مط :وفيه أخرج القاضي أبو بكر في االنتصار ,عن ابن وهب ,قال :سمعت مالكا صلَّى َّ علَ ْي ِه َواله")1(. اَّللُ َ يقول :إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من النبي" َ
ن:
وفي حكى المظفري في تاريخه ,قال :لما جمع أبو بكر القرآن قال :سموه,
فقال بعضهم :سموه إنجيال فكرهوه من نصارى ,وقال بعضهم :سموه سفرا فكرهوه من يهود ,فقال ابن مسعود رأيت للحبشة كتابا يدعونه "المصحف" فسموه به)2(.
نا:
وفيه أخرج ابن أشته في كتاب المصاحف ,من طريق موسى بن عقبة ,عن
ابن شهاب ,قال :لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق ,قال أبو بكر :إلتمسوا له اسما ,فقال بعضهم :السفر ,وقال بعضهم :المصحف ,وكان أبو بكر أول من جمع كتاب هللا وسماه المصحف)3(.
نب:
وفيه أخرج ابن اشته في المصاحف ,عن الليث بن سعد ,قال :أول من جمع
القرآن أبو بكر ,وكتبه زيد ,وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان ال يكتب آية إال بشاهدي عدل ,وأن آخر سورة براءة لم توجد إال مع خزيمة بن ثابت ,فقال: أكتبوها فإن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" جعل شهادته بشهادة رجلين فكتب, وإن عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها ألنه كان وحده)4( . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,215النوع الثامن عشر:في جمعه وترتيبه. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,184النوع السابع عشر:في أسمائه وأسماء سوره ,ينظر البرهان للزركشي:ج 1ص,282النوع الخامس عشر:معرفة أسمائه واشتقاقتها. -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,185النوع السابع عشر:في أسمائه وأسماء سوره. -4اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,206النوع الثامن عشر:في جمعه وترتيبه.
42
نج :وفيه عن موطأ ابن وهب ,عن مالك عن ابن شهاب ,عن سالم بن عبد هللا بن عمر ,قال :جمع أبو بكر القرآن في قراطيس ,وكان سأل زيد بن ثابت في ذلك, فأبى حتى استعان بعمر ففعل)1(.
ند:
وفيه عن مغازي موسى بن عقبة ,عن ابن شهاب ,قال :لما أصيب المسلمون
باليمامة فزع أبو بكر وخاف أن يذهب من القرآن طائفة ,فأقبل الناس بما كان معهم وعندهم حتى جمع على عهد أبي بكر في الورق ,فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في الصحف)2(.
نه:
وفيه قال ابن حجر :ووقع في رواية عمارة بن غزية :أن زيد بن ثابت قال:
فأمرني أبو بكر فكتبته في قطع األديم والعسب ,فلما هلك أبو بكر وكان عمر, كتبت ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده)3(.
نو :السيوطي في الجامع الكبير ,على ما نقله عنه خاتم المحدثين الشيخ أبو الحسن الشريف في مرآة األنوار,عن ابن أبي داود ,عن ابن شهاب ,عن سالم بن عبد هللا وخارجه ,أن أبا بكر كان جمع القرآن في قراطيس ,وكان قد سئل زيد بن ثابت النظر في ذلك فأبى حتى استعان عليه بعمر ,ففعل فكانت الكتب عند أبى بكر حتى توفى ,ثم عند عمر حتى توفى ,ثم كانت عند حفصة زوج النبي "صلى هللا عليه واله" فأرسل إليها عثمان ,فأبت أن تدفعها حتــــى عاهدها ليردنها إليها ,فبعثت بها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,207النوع الثامن عشر:في جمعه وترتيبه. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,208-207النوع الثامن عشر:في جمعه وترتيبه. -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,208النوع الثامن عشر:في جمعه وترتيبه. 43
إليه ,فنسخها عثمان هذه المصاحف ثم ردها إليها ,فلم تزل عندها .وقال الزهري: أخبرني سالم بن عبد هللا أن مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصحف التي كتب فيها القرآن فتأبى حفصة أن تعطيه إياها ,فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها ,أرسل مروان إلى عبد هللا بن عمر ليرسل إليه بتلك الصحف ,فأرسل بها عبد هللا بن عمر ,فأمر بها مروان فشققت ,وقال مروان :إنما فعلت هذا ألن ما فيها قد كتب وحفظ بالصحف فخشيت إن طال بالناس زمان يرتاب في شأن هذه المصحف مرتاب أو يقول إنه قد كان فيها شيء لم يكتب)1(.
نن:
وفيه عن ابن االنباري ,عن سليمان بن أرقم ,عن الحسن وابن سيرين وابن
شهاب الزهري ,وكان الزهري أشبعهم حديثا قالوا :لما أسرع القتل في قراء القرآن يوم اليمامة قتل منهم يومئذ أربعمائة رجل ,لقي زيد بن ثابت عمر بن الخطاب وقال له :إن هذا القرآن هو الجامع لديننا ،فإن ذهب القرآن ذهب ديننا, وقد عزمت على أن أجمع القرآن في كتاب ،فقال له انتظر حتى أسئل أبا بكر, فمضيا إلى أبى بكر فأخبراه بذلك ,فقال :ال تعجل حتى أشاور الناس ،ثم قام خطيبا ،فأخبرهم بذلك ,فقالوا :أصبت ،فجمعوا القرآن وأمر أبو بكر مناديا ،فنادى فى الناس من كان عنده من القرآن شيء فليجيء به فقالت حفصة :إذا انتهيتم إلى هذه اآلية فأخبروني
﴿ َحا ِف ُ ص َال ِة ْال ُو ْس َط ٰى﴾ صلَ َوا ِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ
البقرة ,238:فلما بلغوا إليها قالت :اكتبوا والصالة الوسطى وهى صالة العصر، فقال لها عمر :ألك بهذا بيــــنة قالت :ال ،قال :فوهللا ال ندخل في القرآن ما تشهد به ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1جامع األحاديث للسيوطي:ج 24ص 388ح,27366مسند العشرة,
44
سانَ امرأة بال إقامة بينة ،وقال عبد هللا بن مسعود :اكتبوا ﴿ َو ْال َع ْ اإل ْن َ ص ِر ﴿ِ ﴾1إ َّن ْ ِ س ٍّر -وإنه فيه إلى آخر الدهر ﴿ ﴾2العصر ,قال عمر :نحوا عنها هذه لَ ِفي ُخ ْ األعرابية)1(.
نح :وفيه عن ابن أبي داود عن ابن شهاب قال :بلغنا أنه كان نزل قرآن كثير فقتل علمائه يوم اليمامة ,الذين كانوا قد وعوه ولم يعلم بعدهم ولم يكتب ,ولما جمع أبو بكر وعمر وعثمان القرآن ,ولم يوجد مع أحد بعدهم ,وذلك فيما بلغنا حملهم على أن تتبعوا القرآن فجمعوه في المصحف في خالفة أبى بكر خشية أن يقتل رجال من المسلمين في المواطن معهم كثير من القرآن ,فيذهبوا بما معهم من القرآن فال يوجد عند أحد بعدهم)2(.
نط:
اخرج ابن أبي داود من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب أنهم جمعوا
ف َّ اَّللُ ص َرفُوا َ القران فَلَ َّما انتهوا إلى اآلية التي في سورة براءة﴿ :ث ُ َّم ا ْن َ ص َر َ قُلُو َب ُه ْم ِبأَنَّ ُه ْم قَ ْو ٌم َال َي ْفقَ ُهونَ ﴾ التوبة .27:ظنوا أن هذا آخر ما أنزل ,فقال أبي بن كعب :إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أقرأني بعد هذا آيتين ﴿لَقَ ْد َجا َء ُك ْم﴾ التوبة ,28:اآلية)3(.
إلى أخر ذلك من اإلخبار الكثيرة التي سيأتي بعضها في الجمع الثاني ,وهو جمع عثمان ,ويستفاد من مجموع تلك اإلخبار ,خاصها وعامها ,منطوقا ومفهوما ,وبعد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1جامع األحاديث للسيوطي:ج 28ص 334ح ,31243مسند العشرة:مسند عمر. -2جامع األحاديث للسيــوطي:ج 29ص 116ح ,31830مسند العشرة :مسند عثمان بن عفان. سو ٌل " ع َّز َو َج َّل " لَقَ ْد َجا َء ُك ْم َر ُ -3كتاب المصاحف البن ابي داود:صَ ,112خبَ ُر َق ْو ِل ِه َ التوبة.128: 45
إمعان النظر فيها إن القران الموجود أالن بأيدي المسلمين شرقا وغربا, المحصور بين الدفتين جمعا وترتيبا ,لم يكن كذلك في حياة رسول هللا "صلى هللا عليه واله" بأيدي احد من أصحابه ولم يكن احد منهم حافظا له كذلك عن ظهر القلب ,وإنما كان بعد النزول منجما في طول عشرين سنة في موضعين.
في بيان إن القران الموجود فيما بين أظهرنا لم يكن مرتبا كذلك كان في زمن النبي "صلى هللا عليه واله". األول :عنده "صلى هللا عليه واله" متفرقا من غير جمع وال ترتيب ,مما كتبه كتاب الوحي ,وهم :ثالثة أو أربعة ورئيسهم أمير المؤمنين "عليه السالم" في الصحف والحرير والقراطيس واألكتاف والعسب "جمع عسيب" وهو :جريد النخل ,كانوا يكشفون الخوص ويكتبون في الطرف العريض ,واللخاف "بكسر الالم وبخاء معجمة خفيفة" جمع لخفة "بفتح الالم وسكون الخاء" وهي :الحجارة الدقاق او صفائح الحجارة واالقتاب جمع "قتب" وهو :الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه وغير ذلك ,وكان عنده "ص" إلى حين وفاته "ص" ثم عند أمير المؤمنين "عليه السالم" وصاية أو أرثا على ما رواه الخاصة عموما, وخصوصا في العيون ,وفي صحيفة الرضا "عليه السالم" عن علي بن أبي طالب "عليه السالم " قال :ورثت عن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" كتابين كتاب هللا وكتابي في قراب سيفي.الخبر)1(.
وفي رواية ابن شهر أشوب,كما يأتي :وورث -أي علي"عليه السالم" -كتابه من
ص َ طفَ ْينَا ِم ْن ِعبَا ِدنَا ﴾ فاطر.32: اب الَّذِينَ ا ْ بعده ,قال هللا تعالى﴿ :ث ُ َّم أَ ْو َرثْنَا ْال ِكتَ َ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1عيون إخبار الرضا"ع" للصدوق :ج 1ص ,43قصة حفر الخندق وفائدة الخل.
46
وهو القران كله نزل على رسول هللا "صلى هللا عليه واله" .الخبر )1(.وعلى قول بعض المخالفين :كان عند حفصة ,فأخذه أبو بكر وجمعه وربط بعضه ببعض, حتى ال يضيع منه شيء ,ونقله السيوطي في اإلتقان من حارث المحاسيبي في كتاب فهم السنن من غير استناده إلى خبر ,وهو بالنظر إلى إخبارهم بمكان من الغرابة والضعف)2(.
الثاني :صدور الرجال من أصحابه "ص" ,وأفواههم وألواحهم وأكتافهم ,كل بقدر ما كان له من الداعي والحاجة واالستعداد والتوفيق ,وحضور زمان النزول في السفر والحضر ,وغير ذلك مما تبعث على أخذه وحفظه والعمل به ,ووراء ذلك القرب عنده "ص" ,حتى ال يخفى عليه وال يحجب عنه ما كان ينزل عليه في السر ,ولم يعلم من تلك اإلخبار إن أحدا منهم كان عنده تمام ما نزل عليه "ص" قرانا ,فضال عن كونه عنده على هذا الترتيب الموجود ,فضال عن تداوله بين المسلمين في حياته ,بل الظاهر من تلك اإلخبار خصوصا إخبار المخالفين ,انتفاء كل ذلك ,فأنه لو كان بهذا الترتيب متداوال في حياته لما كان لألمر بتأليفه وجمعه وخوفا من التضييع والنقصان ,كما صنعه اليهود بتوراتهم وجها ,ولو كان تمامه عند احد غير علي "عليه السالم" لم يكن جمع تمامه من فضائله ,وليس المراد بقوله "عليه السالم" :كما انزل في بعض اإلخبار ,وهو الترتيب ,أي لم يجمعه بترتيب نزوله إال الوصي ,كما توهمه ابن سيرين وتابعه غيره لما سيأتـي ,من إن المراد التشبيه والمماثلة من حيث الكمية أو األعم منها ,ومن الترتــــيب والحروف ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مناقب إل أبي طالب:ج 2ص,18فصل في القرابة). -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,207-206النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه.
47
والحركات والسكنات وحدود اآلي والسور وغير ذلك ,ويأتي عن العياشي عن الصادق "عليه السالم" قال :لو قرء القرآن كما انزل أللفيتمونا فيه مسمين)1(. وعن ألنعماني,عن أمير المؤمنين "عليه السالم" :كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القران كما انزل ,قلت :يا أمير المؤمنين أوليس هو كما انزل؟ فقال :ال ،محي منه سبعون من قريش.الخبر)2(. وأمثال ذلك من االطالقات كثيرة ,وقد خالف فيما ذكرنا البلخى من العامة والسيد المرتضى منا ,فقال األول ,في تفسيره المسمى بجامع علم القران ,كما نقله عنه السيد بن طاووس في سعد السعود ما لفظه :واني ألعجب من إن يقبل المؤمنين قول من زعم إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ترك القران الذي هو حجة على أمته والذي تقوم برد دعوته والفرائض التي جاء بها من عند ربه وبه يصح دينه الذي بعثه هللا داعيا إليه مفرقا في قطع الحروف ولم يجمعه ولم "بنصه" ( ,)3ولم يحفظه ولم يحكم األمر في قراءته وما يجوز من االختالف وماال يجوز ,وفي إعرابه ومقداره وتأليف سوره وآية هذا ال يتوهم على رجل من عامة المسلمين فكيف برسول رب العالمين)4(. وقال الثاني في جملة كالم له يأتي :إن القران كان على عهد رسول هللا "صلى هللا عليه واله" مجموعا مؤلفا على ما هو عليه أالن ,واستدل بان القران كان يـــــحفظ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي :ج 1ص,13ح ,4ما عنى به األئمة من القرآن. -2الغيبة للنعماني :ج 1ص 331ح ,5باب 21ما جاء في ذكر أحوال الشيعة عند خروج القائم "عليه السالم" وقبله وبعده. -3أقول:هذا اللفظ "بنصه" ورد بالمخطوط والمصدر بهذا اللفظ. -4كتاب سعد السعود البن طاووس:ص,193-192دعوى أبو القاسم البلخي إن النبي"ص" جمع القران في حياته. 48
ويدرس جميعه في ذلك الزمان حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له, وانه كان يعرض على النبي "صلى هللا عليه واله" ويتلى عليه ,وان جماعة من الصحابة مثل ,عبد هللا بن مسعود ,وأبي بن كعب ,غيرهما ختموا القران على النبي "صلى هللا عليه واله" عدة ختمات ,وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على انه كان مجموعا مرتبا غير مبتور وال مبثوث الخ . وأنت خبير بما فيهما ,إما فيما ذكره البلخي ,فبالنقض على مذهبه أوال ,فأنه صلوات هللا عليه واله مع علمه بأنه يموت في مرضه ,وتختلف أمته بعده ثالثا وسبعين فرقة ,وانه يرجع بعده يضرب بعضهم رقاب بعض ,كيف لم يعين لهم على من يقوم مقامه! وال قال لهم اختاروا انتم ,حتى تركهم في ضالل مبين إلى يوم الدين هذا ما ال يعتقده جاحد أو معاند ,فإذا جاز توكيل هذا األمر العظيم إليهم مع اختالف اآلراء وتشتت إالهواء ,جاز توكيل أمر جمع القران وتأليفه إليهم! وبالحل ثانيا ,وهو إنا نسلم إن القران بتمامه كان عنده "ص" متفرقا ,وإنما فوض أمر الجمع والتأليف ,الذي هو سبب لبقائه وحفظه ,إلى من فوض إليه جميع أموره وأمور أمته بعده ,واحتياج الناس إليه ,بحيث نحيل عليهم أمرهم لوالة إنما هو بعده ,وليس في ذلك تنقيص في نبوءته أصال ,بل في ذلك أعاله ,لشأن من فوض إليه األمر ,وتثبيت إلمامته وإعالم برفعته ,وقد امتثل ما أمره به فجمعه بعده ,وحينئذ فان أرادا ما كان بأيديهم ,إنما نسخوه من هذه المجموع المعين ال من األماكن المتفرقة من الصدور واأللواح ففيه: أوال :انه لم يكن مرتبا وإنما إلفه ورتبه أمير المؤمنين "عليه السالم" وقد هجروا مصحفه لما تقدم من طرقنا وما نقله العصامي منهم عن ابن سيرين. وقال المفيد رحمه هللا في المسألة التاسعة واألربعين من المسائل اإلحدى والخمسين المعروفة بمسائل عكبرية بعد قول السائل :رأينا الناس بعد الرسول 49
"صلى هللا عليه واله" قد اختلفوا خلفا عظيما في فروع الدين ,وبعض أصوله حتى لم يتفقوا على شيء منه ,وحرفوا الكتاب وجمع كل واحد منهم مصحفا زعم أنه الحق ،مثل أبي بن كعب ,وابن مسعود ,وعثمان بن عفان ،ورويتم :أن أمير المؤمنين "عليه السالم "جمع القرآن ولم يظهره ،وال تداوله الناس كما ظهر غيره, ولم يكن أبي بن كعب وابن مسعود في نفوس الناس أجل من أمير المؤمنين "عليه السالم" ،ولم يتمكن عثمان منعهما مما جمعاه ،وال الحظر عليهما قراءته ،فما بال أمير المؤمنين "عليه السالم" لم يظهره حتى يقرؤه الناس ويعرفوه وهل الحجة ثابتة بهذا المتداول أم ال؟. الجواب :ثم ذكر بعض الكالم في وجه االختالف وقال :فأما سؤالهم عن ظهور مصحف أبي وابن مسعود ،واستتار مصحف أمير المؤمنين "عليه السالم"، فالسبب في ذلك عظم وطأة أمير المؤمنين "عليه السالم" على ملوك الزمان، وخفة وطأة أبي وابن مسعود عليهم ،إلى إن قال :ولم يكن على القوم كثرة ضرر بظهور مصحفيهما ،بخالف مصحف أمير المؤمنين "عليه السالم" فلذلك تباينت الحالتان في مصحف القوم ,انتهى)1(. ويظهر من السؤال والجواب إن مستورية مصحفه "ص" من المسلمات ,وقال الشيخ األقدم فضل بن شاذان :في كتاب اإليضاح في جملة كالم يأتي فيما بعد: روى بعضكم )2(:إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أمر عليا "عليه السالم" بتأليف القران ,فألفه وكتبه ,وإنما كان إبطائه عن أبي بكر بالبيعة على ما زعمتم تأليف القران ,فأين ذهب ما إلفه علي "عليه السالم" حتى صار يجمعونه من أفواه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1المسائل العكبرية للمفيد :ص ,119-118المسألة التاسعة واألربعون. -2مشيرا إلى المخالفين.
50
الرجال؟ ومن صحف زعمتم كانت عند حفصة بنت عمر الخ)1(.
وثانيا :إن ما تقدم بطرقهم المستفيضة صريح في أنهم جمعوه من األفواه واأللواح المتفرقة ,هذا وفي اإلتقان قال الخطائي :إنما لم يجمع صلوات هللا عليه واله القران في المصحف ,لما كان يترقبه من مرود ناسخ لبعض إحكامه أ َ ْو تالوته فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم هللا الخلفاء ذلك فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة عمر)2(.
وقال الحارث المحاسيبي في كتاب فهم السنن :كتابة القرآن ليست بمحدثة ,فإنه "صلى هللا عليه واله" كان يأمر بكتابته ,ولكنه كان مفرقا في الرقاع واألكتاف والعسب ,فإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعا ,قال :فإن قيل: كيف وقعت الثقة بأصحاب القاع وصدور الرجال؟ قيل :ألنهم كانوا يبدون عن تأليف معجز ونظم معروف قد شاهدوا تالوته من النبي "صلى هللا عليه واله" عشرين سنة ,فكان تزوير ما ليس منه مأمونا ,وإنما كان الخوف من ذهاب شيء من صحفه)3(.
وقال في بيان جمع عثمان قال ابن التين :وغيره الفرق بين جمع أبى بكر وبين جمع عثمان ,إن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شئ بذهاب حملته, ألنه لم يكن مجموعا في موضع واحد ,فجمعه في صحائف مرتبا آليات سور)4(.
وقال ابن حجر :إنما كان -اي القران -في األديم والعسب أوال قبل أن يجمع في ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإليضاح:ص,222ما قيل في سورة األحزاب وسورة لم يكن. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,202النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,207-206النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. -4اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,210النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه.
51
عهد أبي بكر ,ثم جمع في الصحف في عهد أبي بكر كما دلت عليه األخبار ض" جمعوا "ر ِ الصحيحة المترادفة )1(.وقال البغوي في شرح السنة :الصحابة َ بين الدفتين القرآن الذي أنزله هللا على رسوله"ص" من غير أن زادوا أو نقصوا منه شيئا ,خوف ذهاب بعضه بذهاب حفظته ,فكتبوه كما سمعوه إلى إن قال :فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد ال في ترتيبه )2(.وقال القاضي أبو بكر في االنتصار :لم يقصد عثمان قصد أبي بكر في جمع نفس القرآن بين لوحين )3(.وقال الحارث المحاسبي :المشهور عند الناس إن جامع القرآن عثمان وليس كذلك! إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد ,إلى إن قال :فأما السابق إلى الجمع من الحملة فهو الصديق .انتهى )4(.وقال النيشابوري :أول من أمر بجمع القران أبو بكر مخافة إن يضيع منه شيء,انتهى )5(,وعد بعضهم الجمع بعده "ص" من فضائل أبي بكر ,وفي اإلتقان اخرج ابن أبي داود في المصاحف بسند حسن عن عبد خير قال :سمعت عليا عليه السالم يقول :أعظم الناس في اب ّ المصاحف اجرا أبو بكرَ ,ر ْح َمةُ َّ اَّلل)6(. اَّللِ َعلَى أَبِي بَ ْك ٍّرُ ,ه َو أ َ َّو ُل َم ْن َج َم َع ِكت َ َ وقد التجأ علمائهم إلى تأويل تلك اإلخبار والمتضمنة لذكر الشاهدين بما سنذكره من غير إشارة من احد منهم إلى ضعفها أو طرحها وعلى ما ذكره يلزم طرح تلك اإلخبار وما تضمن إن سبب الجمع قتل القراء باليمامة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,208النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,215النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,210النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. -4اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,211النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. -5لم أقف على المصدر الناقل لقول النيشابوري وفق تتبعي. -6اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,204النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. 52
ثم إن السيد رحمه هللا نقل عنه في تفسيره ما لفظه :واختلف أهل العلم في أول أية منها ,فقال أهل الكوفة وأهل مكة أنها :بسم هللا الرحمن الرحيم ,وأبى ذلك أهل المدينة ,وأهل البصرة ,واحتجوا بأنها لو كانت أية من نفس السورة ,لو وجب إن يكون قبلها مثلها ,ليكون احدهما افتتاحا للسورة حسب الواجب في سائر السور, واألخر أول أية منها ,وما قالوه عندنا هو الصواب.انتهى .وقال رحمه هللا :قد تعجبت ممن قد استدل على إن القران محفوظ من عند رسول هللا "صلى هللا عليه واله"! وانه هو الذي جمعه! ثم قد ذكر ههنا اختالف أهل مكة والمدينة ,وأهل
الكوفة والبصرة ,واختار إن بسم هللا الرحمن
الرحيم ليست من السورة ..الخ)1(.
والتناقض في كالمه ظاهر .وإما ما ذكره السيد المرتضى ففيه : أوال :إن القران نزل نجوما ,وتم بتمام عمره "صلى هللا عليه واله" فان صح ما نقله ,فالمراد درس ما كان عنده من السور واآليات. وثانيا :إن قعود أمير المؤمنين "عليه السالم" في بيته بعده "ص" لجمع القران وتأليفه ,خوفا من ضياعه مما ال يقبل اإلنكار بعد استفاضة اإلخبار بذلك ,كما تقدم, وكيف يجمع هذا مع كونه مجموعا مؤلفا مرتبا متداوال بين الصحابة في حياته. وثالثا :إن ما نقله :إن ابن مسعود وأبي وغيرهم الخ ,فإنما هو من خبر ضعيف رواه المخالفون ,فروي البخاري مرة عن عبد هللا بن العاص ,قال :سمعت النبي "صلى هللا عليه واله" يقول :خذوا القرآن من أربعة ,من عبد هللا بن مسعود ,وسالم مولى أبى حذيفة ,ومعاذ بن جبل ,وأبي بن كعب)2(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1سعد السعود البن طاووس ,193:إنكار البلخي إن البسملة من القران ورد المصنف عليه. -2صحيح البخاري:ج 5ص,36ح" ,3808كتاب مناقب األنصار ,مناقب أبي بن كعب رضي هللا عنه. 53
وأخرى عن قتادة,قال :سألت انس بن مالك :من جمع القرآن على عهد النبي هللا "صلى هللا عليه واله"؟ ,فقال :أربعة كلهم من األنصار ,أبى بن كعب ,ومعاذ بن جبل ,وزيد ابن ثابت ,وأبو زيد .قلت :من أبو زيد؟ قال :أحد عمومتي )1(.وتارة عن أنس ,قال :مات النبي "صلى هللا عليه واله" ولم يجمع القرآن غير أربعة :أبو الدرداء ,ومعاذ بن جبل ,وزيد بن ثابت ,وأبو زيد)2(.
وفي اإلتقان عن محمد بن كعب القرظي إن الجامعين خمسة:معاذ وعبادة بن الصامت وأبي وأبو أيوب .وعن ابن سيرين أنهم أربعة:معاذ وأبي وأبو زيد وأبو ي وزيد ومعاذ الدرداء أو عثمان أو هو مع تميم الداري ,وعن الشعبي:أنهم ِستَّةٌ :أ ُبَ ٌّ وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وابو زيد ومجمع بن جارية)3( .
وروى الخوارزمي في مناقبه عن علي بن رباح قال جمع القران على عهد رسول هللا صلى هللا عليه واله علي عليه السالم وأبي بن كعب)4(. وصرح أبو عبيده في كتاب القراءات كما في اإلتقان إن بعضهم إنما كمله بعد النبي صلى هللا عليه واله)5(. إلى غير ذلك من االختالف واالضطراب والتناقض في رواية رجل واحد ليس له ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1صحيح البخاري:ج 5ص,37ح" ,3810كتاب مناقب األنصار ,مناقب زيد بن ثابت رضي هللا عنه. اء ِم ْن اب القُ َّر ِ -2صحيح البخاري:ج 6ص,187ح" 5004كتاب فضائل القرانَ ,ب ُ سلَّ َم. أَ ْ ص َحا ِ صلَّى هللاُ َ علَ ْي ِه َو َ يِ َ ب النَّ ِب ّ -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,248النوع العشرون:في معرفة حفاظه ورواته. -4مناقب الخوارزمي:ص,94-93ح,91نقال عن شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني:ج1 ص.25 -5اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,249النوع العشرون:في معرفة حفاظه ورواته. 54
من اإلسالم نصيبا ,بل هو من الثالثة الذين كانوا يكذبون على رسول هللا "صلــــى هللا عليه واله" ,وليس في جميعها خبر مسند عن صادق إال ما رواه البخاري ,وهو ضعيف ال يدل على كون األربعة جامعين لتمامه سلمنا لكنه معارض: أوال :بما رويناه عن الصادقين "عليهما السالم" كما تقدم ,واخرج الصفار في البصائر مسندا عن االصبغ بن نباته ,قال :قدم علي "عليه السالم" الكوفة ,صلى بهم أربعين صباحا ,فقرء بهم "سبح اسم ربك األعلى" فقال المنافقون :وهللا ما يحسن إن يقرأ ابن أبي طالب القرآن ,ولو أحسن إن يقرء لقرء بنا غير هذه السورة! قال :فبلغه ذلك ,فقال :ويلهم أنى ألعرف ناسخه ومنسوخه ,ومحكمه ومتشابهه ,وفصله من وصله ,وحروفه من معانيه ,وهللا ما حرف نزل على محمد "صلى هللا عليه وآله" إال وانأ اعرف فيمن انزل ,وفى أي يوم نزل ,إلى إن قال: وهللا أنى إنا الذي انزل هللا فيَ ﴿ :وت َ ِع َي َها أُذُ ٌن َوا ِعيَةٌ﴾الحاقة ,12:فانا كنا عند رسول هللا فخبرنا بالوحي فأعيه ويفوتهم فإذا خرجنا قالوا ما ذا قال أنفا)1(.
وثانيا :بما رووه كما تقدم ,وقد جعل الشيخ الجليل فضل بن شاذان هذا الخبر من متناقضات إخبارهم ,ويأتي كالمه عن قريب ,وقال المفيد رحمه هللا بعد كالمه المنقول سابقا :مع انه ال يثبت ألبي وابن مسعود وجود مصحفين منفردين ,وإنما يذكر ذلك من طريق الظن وإخبار اآلحاد)2(.
والظن إن مراده وجودهما لهما في حياته وإال فقد جمعا مصحفين منفردين بعده"ص" كما يأتـــــــي ,وتركه تلك اإلخبار المنقولة من الكتب المعتبرة ,لخبر أو ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بصائر الدرجات للصفار:ص ,156-155الباب العاشر ما عند األئمة من كتب األولين كتب األنبياء التورية واإلنجيل والزبور وصحف إبراهيم. -2المسائل العكبرية للمفيد ,119:المسألة التاسعة واألربعون.
55
خبرين تفرد بنقله المخالف مما يقضي منه العجب. ورابعا( :)1أنهم لو كانوا حافظين وجامعين وقد كانوا من الثقات عندهم كما ال يخفي على من راجع أحوالهم ,فما وجه مطالبته الشاهدين في إثبات كون اآلية من القران ,ورد ما لم يكن معه إال واحد على ما هو صريح تلك اإلخبار ,والظاهر إن هذا من المسلمات. حتى إن السيد علي بن احمد الكوفي المعاصر للكليني عد ذلك في جملة بدعهم التي جمعها في كتاب "بدع المحدثة" المعروف بكتاب "االستغاثة" الذي إلفه في حال استقامته ,فقال :ومن بدعه -إي األول -ووافقه عليه صاحبه الثاني انه أمر مناديا ينادي في المدينة من كان عنده شيء من القران فليأتنا به ,قال :فال يقبل من احد شيئا إال بشاهدي عدل ,وهذا منهما مخالف مضاد لكتاب هللا تعالى إذ يقول" : لئن اجتمعت الجن واإلنس" اآلية,)2(,فأن كان الرجل وصاحبه جهال هذا من كتاب هللا تعالى ,وظنا انه ال يجوز ألحد من الناس إن يأتي بمثل هذا ,فذلك غاية الجهل, وقلة الفهم ,وهذا الوجه أحسن أحوالها ,ومن حل هذا المحل لمن يجيز إن يكون حاكما بين المسلمين ,فضال عن منزلة اإلمامة وان كانا علما ذلك من كتاب هللا عز وجل ,فلم يصدقا إخبار هللا تعالى فيه ,ولم يثقا بذلك في حكمه ,كانت هذه حالة توجب عليهما اإلخفاء على ذي فهم ,ولكن األئمة من أهل البيت "عليهم السالم" قالوا :إنهما قصدا بذلك عليا "عليه السالم" فجعال هذا سببا لترك قبول ما كان جمعه وإلفه من القران في مصحفه ,بتمام ما انزل هللا تعالـــــــى على رسوله منه, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الصحيح هو "ثالثا" وليس "رابعا". -2في قوله تعالى ( :قل لئن اجتمعت اإلنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ال يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) اإلسراء.88:
56
وخشيا إن يقبال ذلك منه ,فيظهر ما فيه ما يفسد عليهما عند الناس ما ارتكباه من االستيالء على أمورهم ,فيظهر فيه فضائح للمذمومين بأسمائهم وطهارة الفاضلين المحمودين بذكرهم ,فلذلك قال :ال نقبل القران من احد إال بشاهدي عدل! هذا مع ما يلزم من توالهما إن يعلم إنهما لم يكونا يعلمان بتنزيل القران ,ألنهما لو كانا يعلمانه لم يحتاجا إن يطلبا من غيرهما بنية عادلة إلى أخر ما ذكره ,ومتأخروهم لما رأوا شناعة هذا العمل وقبحه وكشفه عن احد أمور ال يمكنهم االلتزام به راموا صرف الخبر عن ظاهره)1(.
فقال ابن حجر :وكان المراد بالشاهدين الحفظ والكتابة ,وقال السخاوي :المراد انهما يشهدان على ان ذلك المكتوب كتب بين يدي رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أو المراد إنهما يشهدان على إن ذلك من الوجوه التي نزل بها القران)2(.
وقال السيوطي :أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك مما عرض على النبي "صلى هللا عليه واله" علم وفاته)3(.
وال يخفى عن الناظر في تلك التأويالت من التمحالت الباردة الكاشفة عن جهل مؤلها ,أو تجاهله ,سيما األول منها الذي ال يتفوه به من له ادني انس بمواقع استعمال األلفاظ ,فانه ال ربط لما ذكره بواحد من تلك اإلخبار ,منطوقا ومفهوما , خصوصا ما تضمن ذكر خزيمة ,وإما الثاني ففيه :انه ال مدخلية للكتابة بين يديه في قرآنية القران إذ لم يقل احد بعدم قرآنية ما لم يكتب بين يديه ومفهوم تلك اإلخبار بل منطوقة دال على أنهم لم يدخلوا فيه ما لم يشهد عليه شاهدان وحنيئذ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االستغاثة في بدع الثالثة ألبي القاسم الكوفي:ج 1ص,20من بدع األول. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,205النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,206النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه.
57
وحتى فال بد من االلتزام بخروج كل ما لم يكتب بين يديه سواء كتب في غير محضره الشريف ,أو كان محفوظا في الصدور ,بل وما كتب بين يديه ,ولم يشهد عليه شاهدان ,أو شهد شاهد واحد ,وال أظن أحدا يلتزم بذلك. وإما الثالث ففيه :مضافا إلى عدم ذكر الوجوه في تلك اإلخبار وفسادها رأسا ,كما يأتي إن شاء هللا تعالى مفصال ,إن غرضهم في هذا الجمع عدم ضياع شيء من أصل القران ,ال من الوجوه كما ال يخفى على من نظر في اإلخبار ,مثل قول عمر في الحديث المتفق عليه بينهم :إن القتل قد استحر بقراء القران واني اخشي إن يستحر القتل بالقران في المواطن ,فيذهب كثير من القران ,واني أرى إن نجمع القران الخ ,وقوله في حديث ابن أبي داود بعد إن سئل عن أية فقيل :كانت مع فالن قتل يوم اليمامة" :إنا هلل" وأمر بجمع القران ,وقول ابن شهاب :لما أصيب المسلمون خاف إن يذهب من القران طائفة ,فاقبل الناس بما كان معهم وعندهم حتى جمع الخ ,وكذلك في كلماتهم الصريحة في ذلك. وإما الرابع :ففيه :ما قلنا في الثاني. فأن قلت :لعل غرضه إن مقصودهم في الجمع كما هو الواجب جمع ما لم ينسخ تالوته ,لعدم جواز إدخال ما نسخ تالوته فيه ,وال يعلم كون اآلية كذلك ,إال مع ثبوت عرضه عليه "ص" في عام وفاته "ص" فان كل ما عرض عليه "ص" قبل ذلك في معرضه ,وإما فيه فال,وحيث انه كان مجهوال عندهم احتاجوا في إثباته بالشاهدين. قلت :أوال :إنما نمنع وجود هذا القسم من النسخ كما يأتي إن شاء هللا. وثانيا :انه ليس في تلك اإلخبار الكثيرة إشارة أو إيماء إلى هذا. وثالثا :إن الواجب إثبات كل ما ثبت قرآنيته في المصحف إال إن يعلم كونه منسوخا بالكتاب أو السنة المتواترة ,ال بالخبر الواحد على ما هو التحقيق عند 58
األكثر من المحققين ,كما في نسخ الحكم ,وأين هذا من إخراج ما احتمل نسخه من غير إن يدل عليه الخبر الواحد ,فضال عن الكتاب والسنة القطعية ,بل دل الخبر على عدمه كما هو المفروض ,وهذا خالف اإلجماع بل ضرورة المسلمين من وجوب العمل بكل ما جاء به النبي "صلى هللا عليه واله" إلى إن يعلم نسخه, والحاصل إن التعرض لفساد ما ذكروه من التأويل تضييع للوقت لوضوحه على كل جاهل غبي ,أو معاند غوي ,هذا وتحصل من جميع ما ذكرنا ,إن القران لم يكن مجموعا مرتبا كما هو أالن في حياته "ص" ,بل ظهر إن تمامه لم يكن عند احد غيره ,وانه تصدى لجمعه الصحابة بعد وفاته والجامعون منهم جماعة.
في بيان الجامعين بعد النبي"ص". األول :أمير المؤمنين "عليه السالم" وجمعه يخالف جمع اآلخرين إجماال ولو من حيث الترتيب ,وهو شامل لتمام ما نزل قطعا ,وصار جمعه بعد ما عرضه عليهم واعرضوا عنه من ذخائر اإلمامة ,ويأتي بعض ما يتعلق بهذا المصحف الشريف. الثاني :أبو بكر وعمر وإتباعهما ,وجمعهم هو الجمع الشائع أالن ,وان تصرف فيه عثمان في إمارته بما يأتي بيانه ,لذا ينسب أليه أيضا ,إال إن الظاهر بل المصرح به في كالم بعض المخالفين انه لم يتصرف في ترتيبه ,وقد عرفت أنهم جمعوه من األماكن المتفرقة ,وربما ينسب هذا الجمع إلى زيد بن ثابت ,وجه النسبة ظاهرة بعد مالحظة اإلخبار الماضية ,وقال ابن شهر أشوب في جملة كالمه له :فأما ما روي انه جمعه أبو بكر وعمر وعثمان,فأن أبا بكر لما التمسوا منه جمع القران فقال كيف افعل شيئا لم يفعله رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وال
59
أمرني به! ذكره البخاري في صحيحه وادعى علي"ع" إن النبي "صلى هللا عليه واله" أمره بالتأليف ,ثم أنهم أمروا زيد بن ثابت وسعد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد هللا بن الزبير بجمعه ,فالقران يكون جمع هؤالء جميعا)1(.
الثالث :أبي بن كعب ,وجود مصحف مستقل له مما ال خفاء فيه ,كما يأتي ذكره في ضمن إخبار كثيرة ,ويأتي أيضا مخالفة مصحفه مصحفهم من حيث الكمية ,بل في اإلتقان :انه يخالف في الترتيب أيضا ,قال فيه :اخرج ابن اشته في المصاحف, عن محمد بن يعقوب ,عن أبي داود ,عن أبو جعفر الكوفي ,قال :هذا تأليف مصحف أبي :الحمد,البقرة,النساء,آل عمران ,األنعام ,األعراف ,المائدة ,يونس, األنفال ,براءة ,هود ,مريم ,الشعراء ,الحج ,يوسف ,الكهف ,النحل ,األحزاب , بني إسرائيل ,الزمر أولها حم ,طه ,األنبياء ,النور ,المؤمنون ,سبأ ,العنكبوت , المؤمن ,الرعد ,القصص ,النمل ,الصافات ,ص ,يس ,الحجر ,حمعسق , الروم ,الحديد ,الفتح ,القتال ,الظهار وتبارك الملك ,السجدة ,إنا أرسلنا نوحا, األحقاف,ق ,الرحمن ,الواقعة ,الجن ,النجم ,سأل سائل,المزمل ,المدثر,اقتربت,حم الدخان ,لقمان ,حم الجاثية ,الطور ,الذاريات ,ن ,الحاقة ,الحشر ,الممتحنة , المرسالت ,عم ,ال أقسم بيوم القيامة ,إذا الشمس ,يا أيها النبي إذا طلقتم , النازعات ,التغابن ,عبس ,المطففين,إذا السماء انشقت ,التين ,الزيتون ,اقرأ , الحجرات ,المنافقون ,الجمعة,لم تحرم,الفجر,ال أقسم بهذا البلد ,والليل,إذا السماء انفطرت ,والشمس ,والسماء ,والطارق وسبح اسم,الغاشية ,الصف ,لم يكن, الضحى,ألم نشرح ,القارعة ,التكاثر,العصر,الخلع ,الحفد ,ويل لكل ,إذا زلزلت, ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مناقب ابن شهر أشوب:ج 1ص,321فصل في المسابقة في العلم.
60
العاديات ,الفيل,إليالف,أرأيت,إنا أعطيناك,القدر ,الكافرون ,إذا جاء نصر هللا ,تبت,الصمد ,الفلق,الناس.انتهى .وزاد و زاد على المصحف الشائع بسورتي الحفد والخلع وسيأتي ذكرهما)1(. الرابع :عبد هللا بن مسعود ,ووجود مصحف مستقل له أيضا مما ال ريب فيه ,ويدل عليه إخبار كثيرة تأتي في محلها ,ولما أراد عثمان جمع المصاحف امتنع عبد هللا من دفع مصحفه ,فضربه حتى كسر منه ضلعين ,فصار عليال حتى مات من علته ,وهذا من المطاعن المعروفة على ابن عثمان كما قرر في محله ,وقد نقل حسين بن حمدان الخصيبي في الهداية وابن شهر أشوب في المناقب عن أصل مصحفه ما يأتي ذكره ,وليس له في هذه اإلعصار عين وال اثر ,وله أيضا ترتيب خاص, ففي اإلتقان :أخرج ابن أشتة ,عن أبي الحسن بن نافع :أن أبا جعفر محمد بن عمرو بن موسى ,حدثهم كذا ,قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم ,حدثنا علي بن مهران الطائي ,حدثنا جرير بن عبد هللا ,قال :تأليف مصحف عبد هللا بن مسعود الطوال :البقرة والنساء وآل عمران واألعراف واألنعام والمائدة ويونس ,والمئين: براءة والنحل وهود ويوسف والكهف وبني إسرائيل واألنبياء وطه والمؤمنون والشعراء والصافات ,والمثاني :األحزاب والحج والقصص وطس النمل والنور واألنفال ومريم والعنكبوت والروم ويس والفرقان والحجر والرعد وسبأ والمالئكة وإبراهيم وص والذين كفروا ولقمان والزمر ,والحواميم :حم المؤمن والزخرف والسجدة وحمعسق واألحقاف والجاثية والدخان وإنا فتحنا لك والحشر وتنزيل السجدة والطالق ون والقلم والحجرات وتبارك والتغابن والمنافقون والجمعة والصف وقل أوحــــــــــي وإنا أرسلنا والمجادلة والممتحنة ويا أيها النبي لم تحرم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج1ص,223في الثامن عشر :في جمعه وترتيبه.
61
والمفصل :الرحمن والنجم والطور والذاريات واقتربت الساعة والواقعة والنازعات وسأل سائل والمدثر والمزمل والمطففين وعبس وهل أتى والمرسالت والقيامة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت والغاشية وسبح
والليل والفجر والبروج وإذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك والبلد
والضحى والطارق والعاديات وأرأيت والقارعة ولم يكن والشمس وضحاه والتين وويل لكل وألم تر كيف وإليالف وألهاكم وإنا أنزلناه و إذا زلزلت والعصر وإذا جاء نصر هللا والكوثر وقل يا أيها الكافرون وتبت وقل هو هللا أحد وألم نشرح. وليس فيه الحمد وال المعوذتان)1(.
قلت :فهذه مصاحف أربع متخالفة ,وال نعلم وجود مصحف أخر يخالفها ,وان أمكن استظهاره من بعض ما جاء في جمع عثمان المصاحف كما يأتي ,لكنه اليهمنا معرفته ,بل المهم معرفة إن الجمع الشائع وهو جمع الشيخين وزيد ,مشتمل على تمام ما نزل على النبي "صلى هللا عليه واله" قرانا أو ال! بل سقط عن أيديهم حين الجمع أو اسقطوا بعضه! فتلك المعرفة بعد مالحظة كيفية جمعهم وحال جامعيهم متوقفة على إحراز أمور: أ :انه "ص" لم يخف عليهم شيئا مما نزل عليه منه.
ب:
إن كلما كتبه أمير المؤمنين "عليه السالم" منه من بين الكتاب وهو أكثر
الوحي ,كما نص عليه محمد بن علي بن شهر أشوب في المناقب في ذكر كتابه "ص" كتبه غيره أيضا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي :ج1ص ,224-223في الثامن عشر :في جمعه وترتيبه.
62
ج:
إن ما كتبه أو حفظه غير أمير المؤمنين "عليه السالم" كان محفوظا بتمامه,
لم يضع منه شيء بنسيان حافظه ,أو بتلف المكتوب ,أو بموت صاحبه ,أو غير ذلك من اآلفات وأسباب الضياع . د :إن الحفاظ والكتاب ,ومن كان عنده شيء منه ,لم يخفوا على الجامعين شيئا مما كان معهم. ه :إن كلما نزل منه كان محفوظا عند عدلين فصاعدا ,غير أمير المؤمنين "عليه السالم" ولم ينفرد احد منهم بأية أو أكثر .
و:
إن غرض الجامعين وما دعاهم إلى الجمع حفظ الدين وصيانة شرع خاتم
النبيين ,وترويج نبوة سيد المرسلين ,بجمع تمام ما نزل عليه صلوات هللا عليه واله ,وعدم ضياع شيء منه ,ولم يكن لهم غرض وال داع إلى إسقاط بعض ما نزل,أي عدم إدخاله في المصحف الذي جمعوه ,لكونه منافيا إلغراضهم األخر ,التي اسلموا لها ونالوا أقصاها وماتوا عليها ,فهذه أمور ستة ال بد من إحرازها جميعها بالعلم حتى يمكن دعوى القطع باشتمال القران الموجود على تمام ما نزل عليه "ص" قرانا ,ومع عدم ثبوت دليل قطعي على انتفاء جميع تلك المحتمالت ولو بااللتزام كتصريح المعصوم "عليهم السالم" باشتماله على تمامه أو انعقاد اإلجماع عليه ,تكون الدعوى فاسدة لكونه في معرض تطرق النقص عادة باحتمال إخفائه "ص" عليهم بعض ما نزل ,واختصاص عليا "عليه السالم" بالقراءة عليه, واحتمال انفراد أمير المؤمنين "عليه السالم" ببعض ما كتبه بين أظهرهم ,كانفراد غيره "ص" فيه ,واحتمال ضياع بعض ما كتبوه ولو بقتل أربعمائة من القراء باليمامة ,واحتمال إخفاء بعضهم ,كسلمان ومن شابهه بعض ما كان معهم لعدم كونهم مكلفين بتسليمه إليهم كما ال يخفى ,واحتمال انفراد بعضهم بأية أو أكثر كما 63
انفرد خزيمة بأخر سورة براءة كما مر ,واحتمال إسقاطهم بعض ما بينا في غرضهم مما ال يضر بإعجازه ونظمه. والحاصل إن تأليف القران حيث كان مخالفا لتأليف سائر الكتب كما عرفت ,ال يستبعد فيه ما ذكر بخالف سائر الكتب! إذ يعرف دخول النقص والزيادة في الكتب وعدمه بمطابقته األصل الذي إلفه مؤلفه ,ومع وجود األصل ال يتمكن احد من إدخال ذلك فيه! وإما ما ليس له أصل يرجع إليه عند الشك فدخول ذلك أو إدخاله فيه بعيد ,سيما إذا انضم إلى ذلك بعض االحتماالت التي ذكرنا! نعم الذي هذبه وحرره هو عثمان كسائر الكتب ,يعرف دخول النقص فيه لوجوب األصل الذي هو المرجع ,وهذا في غاية الوضوح ,ومن هنا ظهر ضعف ما ذكره السيد المرتضى :من إن العلم بتفصيل القران وأبعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته. وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة ,ككتاب سيبويه والمزني مثال ,فان أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلها ما يعلمونه من جملتها ,حتى لو إن مدخال ادخل في كتاب سيبويه مثال بابا في النحو ليس من الكتاب يعرف ويميز ,ويعلم انه ليس من الكتاب ,وإنما هو ملحق ومعلوم إن العناية بنقل القران وضبطه اصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعر .انتهى)1(.
وجه الضعف إن المشبه هو ما جمعه الشيخان ,وحرره بزعمه عثمان ,وقبلهم لم يكن كتابا مجموعا تتعلق العنايـــة بضبطه ,كضبط سائر الكتب ,وإما توفر دواعي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفق تتبعي لألجزاء األربعة من كتاب المسائل الطرابلسيات للمرتضى لم أقف على هذا القول! لكن نقله من نفس المصدر الطبرسي في مجمع البيان:ج 1ص,43في مقدمة الكتاب ,كما نقله الفيض الكاشاني في تفسيره:ج 1ص ,53المقدمة السادسة :في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك.
64
الصحابة على ضبط جميع ما نزل وحراسته ونقله كما ذكره في كالم األخر فيأتي الجواب عنه مفصال في ضمن أدلة النافين ,والكالم هنا في عدم استبعاد دخول النقص فيه ,بل كونه في معرضه بالنظر إلى كيفية الجمع وحال الجامعين ,وقد ظهر إن األصل عدم اشتماله على تمام ما نزل ,بل العادة أيضا تقتضيه كما يأتي بيانه وبيان وقوع التغيير فيه ,بسبب وجود جميع تلك المحتمالت.
المقدمة الثانية :في بيان إنحاء االختالف الممكن في الكتاب الكريم. المقدمة الثانية :في بيان أقسام االختالف والتغيير الممكن حصوله في القران, والممتنع دخوله فيه. اعلم إن التغيير أما بالزيادة أو بالنقيصة أو بالتبديل وهو حقيقة راجع إليهما معا, فأن من بدل حرفا بحرف مثال فقد نقص حرفا وزاد أخر. ومراتب تفصيل القران ,السورة واآلية والكلمة والحرف واإلعراب والترتيب بين السور وبين اآلي وبين الكلمات ,وعد بعضهم منها حدود اآلي والسور والتبديل, إما مع اختالف المعنى أو مع بقائه وربما يجتمع بعضها مع بعض فالصورة كثيرة:
األولى :زيادة السورة وال ريب في امتناعها قال تبارك وتعالىَ ﴿ :و ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم فِي ورةٍّ ِم ْن ِمثْ ِل ِه﴾ البقرة,23: ع ْب ِدنَا فَأْتُوا بِ ُ َر ْي ٍّ علَ ٰى َ ب ِم َّما ن ََّز ْلنَا َ س َ الثانية :تبديل السورة وهي كاألولى. الثالثة :نقصان السورة وهو جائز كسورة الحفد وسورة الخلع وسورة الوالية. الرابعة :زيادة اآلية . 65
الخامسة :تبديلها,وهما منتفيان باإلجماع ,وليس في إخبار التغيير ما يدل على وقوعهما ,بل فيها ما ينفيهما كما يأتي.
سانَ السادسة :نقصانها وهي كباقي األقسام غير ممتنعة مثاله ﴿ َو ْالعَ ْ اإلن َ ص ِر ِإ َّن ِ س ٍّر -وانه فيه إلى أخر الدهر ﴾-العصر.,1: لَ ِفي ُخ ْ ع ِن األَنفَا ِل﴾ األنفال.1: السابعة :زيادة الكلمة كزيادة عن قوله تعالى﴿ :يَ ْسأَلُون ََك َ الثامنة :نقصانها وهو كثير ,كفى علي في مواضع "وال محدث" بعد قوله "وال رسول" و "صالة العصر" بعد قوله "والصالة الوسطى".
ص َ التاسعة :تبديلها كتبديل "آل محمد" بعد قوله تعالىِ ﴿:إ َّن َّ طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا اَّللَ ا ْ يم﴾ إل عمران ,33:بال عمران ,و"تجعلون شكركم" برزقكم. َوآ َل ِإب َْرا ِه َ العاشرة :زيادة الحرف كزيادة ألف والدي في قوله تعالى حكاية عن إبراهيم: ي﴾ نوح.28: ﴿ َر ّ ِ ب ا ْغ ِف ْر ِلي َو ِل َوا ِلدَ َّ
الحادية عشر :نقصان الحروف ,كنقصان "همزة" من قوله تعالىُ ﴿ :ك ْنت ُ ْم َخ ْي َر أ ُ َّم ٍّة﴾العمران" ,110:وياء" في قوله تعالى﴿ :يَا لَ ْيتَنِي ُك ْنتُ ت ُ َرابًا﴾ النبأ.40: الثانية عشر :تبديل الحرف ,كتبديل الواو والتاء بالياءات في قوله تعالى: "التائبين العابدين" إلى أخرها . الثالثة عشر :تبديل الحركات بعضها بأخر" كيعصرون ويعصرون"( )1الضمة
ص َراط بالفتحة والفتحة بالكسرة " ,وعلي بعلي " في قوله تعالى﴿ :قَا َل َٰ َهذَا ِ ست َ ِقيم﴾ الحجر,41: علَي ُم ْ َ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1فتح العين في األول وضمها في الثاني. 66
الرابعة عشر :تبديل السكون بالحركة ,كتبديل "أفحسب" بسكون السين ,ورفع الباء بكسر األول وفتح األخر ,في قوله
ِب الَّذِينَ َكفَ ُروا﴾ تعالى﴿:أَفَ َحس َ
الكهف.,102:اآلية ,وباقي صور التبديل ما يأتي في محله. الخامسة عشر :الترتيب بين السور ,وأمثلته كثيرة ,فأن الموجود في مصحف أمير المؤمنين "عليه السالم" ,تقديم السور المكية على السور المدنية ,كما نص عليه الشيخ المفيد. السادسة عشر :الترتيب بين اآلي ,وأمثلته أيضا كثير ,فان في مصحف أمير المؤمنين "عليه السالم" قدمت اآليات المنسوخة على الناسخ ,كما نص عليه الشيخ المقدم ,ومصحفه "عليه السالم" هو األصل الذي به يعرف المغايرة والمطابقة.
السابعة عشر :الترتيب بين الكلمات ,وأمثلته أيضا كثيرة ,كقوله تعالى﴿ :أَفَ َم ْن س ٰى ﴾ علَ ٰى بَ ِيّنَ ٍّة ِم ْن َر ِبّ ِه َو َيتْلُوهُ شَا ِهدٌ ِم ْنهُ َو ِم ْن قَ ْب ِل ِه ِكت َ ُ َكانَ َ اب ُمو َ س ٰى إِ َما ًما هود )1(,17:والموجودَ ﴿ :ويَتْلُوهُ شَا ِهدٌ ِم ْنهُ َو ِم ْن َق ْب ِل ِه ِكتَ ُ اب ُمو َ َو َر ْح َمةً﴾ هود ,17:وقوله تعالى" :وما هي إال حياتنا الدنيا نحي ونموت" والموجود "نموت ونحيى" وقوله تعالى" :يا مريم اقنتي واركعي واسجدي" والموجود "واسجدي واركعي" وقوله تعالى " :وجاءت سكرة الحق بالموت " والموجود "سكرت الموت بالحق". الثامنة عشر :حد السورة ,ومرجعه إلى نقصان اآلية أو الكلمة أو إلى اختالف ترتيبهما ,كأخر سورة براءة على ما تــــقدم من قول ابن الخطاب ,لما أتاه خزيمة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مقصود المصنف " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى ".ينظر تفسير القمي .9:1: 67
بقوله تعالى" :لقد جاءكم رسول هللا".اآلية .انظروا أخر سورة من القران فألحقوها في أخرها ولو كانت ثالث آيات لجعلتها سورة على حدة)1(.
التاسعة عشر :حد اآلي كحد ,قوله تعالى " :صراط الذين" فأنه "وال الضالين" عندنا وعند كل من عد البسملة جزء من السور" ,وعليهم" عند جمع "من الضالين" ولعل منه وقف األئمة "عليهم السالم" كما ذكره الصدوق في التوحيد جدَ ِل َما َخلَ ْقتُ ﴾ ثم ابتدائهم بقوله تعالى: على قوله تعالىَ ﴿ :ما َمنَ َع َك أَ ْن تَ ْس ُ ت﴾ ص ,75:وقد عرفوا اآلية بتعاريف كثيرة إال أنهم بعد النقض ي ۖ أ َ ْستَ ْكبَ ْر َ ﴿ ِب َيدَ َّ واإلبرام اعترفوا بتوقيفيتها ,وحينئذ حتى يكثر دخول التغيير في حدودها ,كما ال يخفى على من عثر على الذين يسندون إليهم ,ويحتجون بقولهم ويعتمدون بآرائهم ,بل على ما نراه من نزول القران على وجه واحد ,تزيد صور االختالف والتغيير على ما ذكرنا بعد مالحظة ما اختلفت عليه القراء. بيان حاالت القران واعلم انه قد ظهر مما مر انه كان للقران حاالت :أ حال التفرق والشتات قبل زمان جمع الشيخين .ب حال االجتماع بعده إلى زمان جمع عثمان .ج حاله بعد جمعه ومحل النزاع في تطرق التغيير فيه وعدمه إنما هو في احد الحالين األولين. وإما في األخير ,فال خالف ألحد فيه ,بل الكل متفقون على انه أالن باق على ما كان عليه في عهده ,وإما اختصاص بعض أدلة النافين به ,فانه للخلط بين الحالين, ال لوقوع النزاع في البين ,نعم هنا كالم أخر في جمع عثمان ,وهو انه في نفسه, ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,214النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه.
68
هل وضع على نحو واحدا ,وعلى وجوه مختلفة ,وأطوار متشعبة ,ويأتي إن شاء هللا تعالى ترجيح األخير ,وبيان موارد االختالف التي كانت في مصاحفه ,التي كتبها وبعث بها إلى األمصار بعدما احرق سائر المصاحف أو مزقها. في تأسس األصل األصيل. واعلم أيضا إن األصل مع من يدعى النقيصة في الجمع األول ,ومع من ينكرها في جمع عثمان ,فأن مرجع الشك في األول في وجود الحادث ,وهو وجود حالة اجتماع تمام القران ,بعدما كان متشتتا ,وعدم العلم به كاف في عدم جواز الحكم بتماميته ,مع إن األصل عدم وصول تمام ما نزل إليهم ,وعدم ظفرهم بتمامه ,وعدم خروج جميعه من حالة الشتات إلى حالة االجتماع ,ومرجع الشك في الثاني إلى الشك في انعدام الحادث بعد وجوده ,فاألصل عدم سقوط بعض ما نزل , وإسقاطه عما جمعوه ,فمن أطلق في إن دعوى النقيصة في المقام على خالف األصل ,وال بد لمدعيها من إقامة الدليل ,فقد اشتبه عليه حال القران ,قبل الجمع األول من حيث تفرق مواضعه وتشتت ما خذه ,كما تقدم مع إن التحقيق إن األصل في الجمع الثاني أيضا مع من يدعي النقيصة كما يأتي في الدليل السابع.
المقدمة الثالثة :نقل مقالة علمائنا األمامية رضوان هللا عليهم. في ذكر أقوال علمائنا رضوان هللا تعالى عليهم أجمعين ,في تغيير القران وعدمه. فاعلم إن لهم في ذلك أقواال مشهورة اثنان: األول :وقوع التغيير والنقصان فيه ,وهو مذهب الشيخ الجليل علي بن إبراهيم ألقمــــــي ,شيخ الكليني في تفسيره ,صرح بذلك في أوله ومأل كتابه من إخباره ما
69
رواه ,مع التزامه في أوله ,بأن ال يذكر فيه إال مشايخه وثقاته ,ومذهب تلميذه ثقة اإلسالم الكليني رحمه هللا على ما نسب إليه جماعة ,لنقله اإلخبار الكثيرة الصريحة في هذا المعنى ,في كتاب الحجة خصوصا ,في "باب النكت والنتف من التنزيل" ,وفي الروضة من غير تعرض لردها أو تأويلها. واستظهر المحقق السيد محسن ألكاظمي في شرح الوافية مذهبه من الباب الذي عقده فيه وسماه "باب انه لم يجمع القران كله إال األئمة عليهم السالم" ,فان الظاهر من طريقته انه إنما يعقد الباب لما يرتضيه. قلت :وهو كما ذكره فان مذاهب القدماء تعلم غالبا من عناوين أبوابهم وبه. صرح أيضا العالمة المجلسي في "مرات العقول" ,وبهذا يعلم مذهب الثقة الجليل محمد بن الحسن الصفار في كتاب "بصائر الدرجات" من الباب الذي له أيضا فيه وعنوانه هكذا "باب في األئمة عليهم السالم إن عندهم لجميع القران الذب انزل على رسول هللا صلى هللا عليه واله" ,وهو أصرح في الداللة مما في الكافي ومن " باب إن األئمة عليهم السالم محدثون " ,وهذا المذهب صريح الثقة محمد بن إبراهيم النعماني ,تلميذ الكليني صاحب كتاب "الغيبة" والمشهور في تفسيره الصغير الذي اقتصر فيه عل ذكر أنواع اآليات وأقسامها ,وهو بمنزلة الشرح لمقدمة تفسير علي بن إبراهيم. وصريح الثقة الجليل سعد بن عبد هللا القمي في كتابه "ناسخ القران ومنسوخه" كما في المجلد التاسع عشر من البحار ,فأنه عقد فيه بابا ترجمة "باب التحريف باآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل مما رواه مشايخنا رحمة هللا عليهم من العلماء من إل محمد عليهم السالم" ,ثم ساق مرسال إخبارا كثيرة ,تأتي في الدليل 70
الثاني عشر فالحظ ,وصريح السيد علي بن احمد الكوفي في كتاب "بدع المحدثة" وقد نقلنا سابقا عنه ما ذكر فيه في هذا المعنى ,وذكر أيضا في جملة بدع عثمان ما لفظه :وقد اجمع أهل النقل واآلثار من الخاص والعام ,إن هذا الذي في أيدي الناس من القران ليس هذا القران كله ,وانه ذهب من القران ما ليس هو في أيدي الناس)1( .
وهو أيضا ظاهر أجلة المفسرين وأئمتهم الشيخ الجليل محمد بن مسعود العياشي, والشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي ,والثقة النقة محمد بن العباس الماهيار ,فقد ملئوا تفاسيرهم عن اإلخبار الصريحة في هذا المعنى كما يأتي ذكرها ,بل روى األول في أول كتابه إخبارا عامة صريحة فيه ,فنسبة هذا القول إليهم ,كنسبته إلى علي بن إبراهيم ,بل صرح بنسبته إلى العياشي جماعة كثيرة ,وممن صرح بهذا القول ونصره الشيخ األعظم محمد بن محمد بن النعمان المفيد فقال في المسائل السروية على ما نقله العالمة المجلسي في مرآة العقول)2(.
والمحدث البحراني في الدرر النجفية ما لفظها :إن الذي بين الدفتين من القران جميعه كالم هللا تعالى وتنزيله ,وليس فيه شي أخر من كالم البشر ,وهو جمهور المنزل والباقي مما انزله هللا تعالى قراننا عند المستحفظ للشريعة ,المستودع لإلحكام ,لم يضيع منه شيء ,وان كان الذي جمع ما بين الدفتين أالن لم يجعله في ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االستغاثة في بدع الثالثة ألبي القاسم الكوفي:ج 1ص,51في ذكر بدع الثالث منهم. -2مرآة العقول للمجلسي:ج 3ص,31ج ,1باب انه لم يجمع القران كله إال األئمة عليهم السالم وإنهم يعلمون علمه كله ,وينظر كتاب المسائل السروية للمفيد:ص ,78المسألة التاسعة.
71
جملة ما جمع ألسباب دعته إلى ذلك ,منها قصور عن معرفة بعضه ,ومنها ما شك فيه ,ومنها ما تعمد إخراجه. وقد جمع أمير المؤمنين "عليه السالم" القران المنزل من أوله إلى أخره وإلفه بحسب ما وجب من تأليفه ,فقدم المكي على المدني ,والمنسوخ على الناسخ, ووضع كل شي منه في موضعه. ولذا قال جعفر بن محمد الصادق "عليه السالم ":أما وهللا لو قرئ القرآن كما انزل أللفيتمونا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا ،وقال"عليه السالم": نزل القرآن أربعة أرباع :ربع فينا ،وربع في عدونا ،وربع قصص وأمثال ،وربع قضايا وأحكام ،ولنا أهل البيت فضائل القرآن ,ثم قال :غير أن الخبر قد صح عن أئمتنا "عليهم السالم" أنهم أمروا بقراءة ما بين الدفتين ,وأن ال نتعداه بال زيادة فيه وال نقصان منه ،حتى يقوم القائم "عليه السالم "فيقرئ الناس القرآن على ما أنزله هللا تعالى وجمعه أمير المؤمنين "عليه السالم" ,وإنما نهونا "عليهم السالم" عن قراءة ما وردت به اإلخبار من أحرف يزيد على الثابت في المصحف ،ألنها لم يأت على التواتر وإنما جاء باآلحاد ،وقد يغلط الواحد فيما ينقله ،وألنه متى قرأ اإلنسان بما يخالف ما بين الدفتين غرر بنفسه مع أهل الخالف ،وأغرى به الجبارين ،وعرض نفسه الهالك ،فمنعونا "عليهم السالم" من قراءة القرآن بخالف ما يثبت بين الدفتين انتهى)1(.
وقال في موضع من كتاب المقاالت :واتفقوا -إي األمامية -على أئمة الضالل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدرر النجفية ليوسف البحراني:ج 4ص,67-66في االختالفات في تحريف القران.
72
خالفوا في كثير من تأليف القران وعدلوا فيه عن موجب التنزيل ,وسنة النبي "صلى هللا عليه واله"( )1وقال في موضع من كتاب المقاالت :فأما القول في التأليف ,فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر ,وتأخير المتقدم ,ومن عرف الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني لم يرتب بما ذكرناه)2(.
وعد النجاشي من كتبه "كتاب البيان في تأليف القران" والظاهر انه مقصور على إثبات هذا المطلب وهللا العالم ,ويأتي إن شاء هللا ما رواه في إرشاده من اإلخبار الصريحة في وقوع التغيير فيه ,فنعم قال في موضع من الكتاب المذكور بعدما صرح بورود اإلخبار المستفيضة باختالف القران :وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان ,وانه ليس لمن يدعي عدم النقصان فيه حجة يعتمد عليها إلى تأويل تلك اإلخبار ,وان المراد منها انه حذف من مصحف أمير المؤمنين "عليه السالم" ما كان من التأويل والتفسير ,وهذا مناف لبعض وجوه النقص التي ذكرها في المسائل السروية ,ثم انه رحمه هللا نسب بعد ذلك القول بالنقصان في نفس اآليات حقيقة ,بل كلمة أو كلمتين مما ال يبلغ حد اإلعجاز إلى بني نوبخت رحمهم هللا وجماعة من متكلمي األمامية وأهل الفقه واالعتبار)3(. وبنو نوبخت طائفة جليلة من متكلمي عصابة الشيعة ,وأعيانها مذكورون في كتب الرجال ,وقد التزم في هذا الكتاب المذكورة ,بنقل أقوالهم ,منهم شيــــــخ المتكلمين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1أوائل المقاالت للمفيد:ص ,46القول العاشر في الرجعة والبداء وتأليف القران. -2أوائل المقاالت للمفيد:ص ,81القول التاسع والخمسين في تأليف القران وما ذكر قوم من الزيادة فيه والنقصان. -3أوائل المقاالت للمفيد:ص ,82القول التاسع والخمسين في تأليف القران وما ذكر قوم من الزيادة فيه والنقصان. 73
ومتقدم النوبختين أبو سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت صاحب الكتب الكثيرة ,التي منها كتاب "التنبيه في اإلمامة" قد ينقل عنه صاحب صراط المستقيم ,وابن أخته الشيخ المتكلم الفيلسوف أبو محمد حسن بن موسى صاحب التصانيف الجيدة ,منها كتاب "الفرق والديانات" وعندنا منه نسخة, والشيخ الجليل أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت صاحب كتاب "الياقوت" الذي شرحه العالمة ,ووصفه في أوله بقوله :شيخنا األقدم وإمامنا األعظم ,ومنهم إسحاق الكاتب الذي شاهد الحجة عجل هللا فرجه ,ورئيس هذه الطائفة الشيخ الذي ربما قيل بعصمته أبو القاسم حسين بن روح بن أبي بحر النوبختي ,السفير الثالث بين الشيعة والحجة صلوات هللا عليه ,وممن يظهر من القول بالتحريف العالم الفاضل المتكلم حاجب بن الليث بن السراج ,كذا وصفه في "رياض العلماء" وهو الذي سئل عن المفيد المسائل المعروفة. قال في بعض كلماته :ورأينا الناس بعد الرسول "صلى هللا عليه واله" اختلفوا اختالفا عظيما في فروع الدين ,وبعض أصوله ,حتى لم يتفقوا على شيء منه, وحرفوا الكتاب ,وجمع كل واحد منهم مصحفا ,زعم انه الحق إلى أخر ما تقدم)1(.
وممن ذهب إلى هذا القول الشيخ الثقة الجليل األقدم فضل بن شاذان ,في مواضع من كتاب "اإليضاح" ويظهر من كتابه إن ضياع طائفة من القران من المسلمات عند العامة قال رحمه هللا في أوائل الكتاب بعد نقل مذهب العامة الذين سموا أنفسهم بأهل السنة والجماعة في مأخذ الحالل والحرام وكيفية استنباط الفروع ما لفظه :قيل لهم إن أكذاب الروايات وإبطالها ما نسب هللا تعالى فيه إلى الجور, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1المسائل العكبرية للمفيد:ص,118المسألة التاسعة واألربعون. 74
ونسب نبيه "صلى هللا عليه واله" إلى الجهل وفي قولكم أن أهله لم يبعث إلى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه ,تجوير له في حكمه ,وتكذيب بكتابه ,لقوله :اليوم أكملت لكم دينكم ,وال تخلوا اإلحكام تكون من الدين أو ليست من الدين ,فان كانت من الدين فقد أكملها وبينها لنبيه "صلى هللا عليه واله" ,وان كانت ليست من الدين ,فال حاجة بالناس إليها ,وال يخيب في قولكم عليهم بما ليس في الدين ,وهذه شنيعة لو دخلت على اليهود والنصارى في دينهم ,لتركوا ما يدخل عليهم به هذه الشنيعة, وهذه الشنيعة تتصل بمثلها من تجهيلكم النبي "صلى هللا عليه وآله" ,وادعائكم استنباط ما لم يكن من فروع الدين وحق الشيعة الهرب مما أقررتم به من هاتين الشنيعتين اللتين فيهما الكذب باهلل وبرسوله ,ولقد أقررتم إنكم لم تجدوا ما هو اظهر من الضياع في الحالل والحرام ,وهو ما زعمتم انه ذهب من القران ثم لم يوحشكم ,فلم ال كلفتموهم إن يأتوكم بالقران الذي ذهب أو بمثله من تلقاء أنفسكم, كما أتوكم بالحالل والحرام من تلقاء أنفسهم ,فما هذا والفقه إال في مجرى واحد, وإنما هو أمر ونهي ,ولم لم تدعوا انه لم يأت بقران إال في أيديكم ,ولكنكم لم تجدوا بدا لظهور األمر بأن يقروا بما عجز عنه أولوكم من جمع القران وضيعوه ,وكذلك السنة التي جهلتموها قد أتى بها الرسول "صلى هللا عليه واله" في كل حالل وحرام ,ولكن كثر إتباعكم فطلبتم فوق أقداركم ,فكيف جاز إن تضيعوا القران وال يجوز إن تضيعوا السنة ,ولما عجزتم عن جميع السنة كما عجزتم عن جميع القران .انتهى)1(.
موضع الحاجة ويأتي بعض كلماته ورو آياته ومنه يظهر إن القول بعدم النقصان في العامة إنما حدث بعده فتنبه .وممن ذهب إليه من القدماء الشيخ الجليل محمد بن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإليضاح للفضل بن شاذان:ص ,108-105االحتجاج عليهم من عوامهم. 75
الحسن الشيباني صاحب تفسير "نهج البيان عن كشف معاني القران" صرح بذلك في مقدماته ,ويظهر من تراجم الرواة أيضا شيوع هذا المذهب ,حتى افرد له بالتصنيف جماعة ,فمنهم الشيخ الثقة احمد بن محمد بن خالد البرقي صاحب كتاب "المحاسن" المشتمل على كتب كثيرة ,وعد الشيخ الطوسي في الفهرست والنجاشي من كتبة كتاب التحريف )1(.ومنهم والده الثقة محمد بن خالد عد النجاشي من كتبة كتاب التنزيل والتغيير )2(.ومنهم الشيخ الثقة الذي لم يعثر له على زلة في الحديث ,كما ذكروا علي بن الحسن بن فضال عدد من كتبة كتاب التنزيل من القران والتحريف )3(.ومنهم محمد بن الحسن الصيرفي في الفهرست له كتاب "التحريف والتبديل" )4(.ومنهم احمد بن محمد بن سيار ,عد الشيخ والنجاشي من كتبة كتاب "القراءات")5(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر فهرست الطوسي:ص ,62باب احمد,رقم ترجمة } ,3 {65وينظر رجال النجاشي:ص ,76ومن هذا الباب احمد رقم الترجمة}.{182 -2رجال النجاشي:ص ,335باب الميم ,رقم الترجمة} ,{898حيث ذكر النجاشي كتابه باسم "التنزيل والتعبير" وليس"التنزيل والتغيير". -3رجال النجاشي :ص,258-257رقم الترجمة} {676باب علي ,وينظر فهرست الطوسي:ص ,156باب علي ,رقم الترجمة},18{391حيث لم يذكر الطوسي كتابه" كتاب التنزيل من القران والتحريف". -4فهرست الطوسي :ص ,230رقم الترجمة} ,67{661باب محمد. -5فهرست الطوسي :ص ,66رقم الترجمة ] ,8[70باب أحمد ,رجال النجاشي: ص,80رقم الترجمة] [192باب علي.
76
وقد نقل عنه ابن ماهيار الثقة في تفسيره كثيرا ,وكذا الشيخ حسن بن سليمان الحلي تلميذ الشهيد في مختصر البصائر وسماه "التنزيل والتحريف" ونقل عنه األستاذ األكبر في حاشية المدارك في بحث القراءة وعندنا منه نسخة )1(.ومنهم الثقة الجليل محمد بن العباس بن علي بن مردان الماهيار ,المعروف بابن الحجام صاحب التفسير المعروف ,المقصور على ذكر ما نزل في أهل البيت "عليهم السالم" ذكروا أنه لم يضف في أصحابنا مثله وانه إلف ورقة )2(.وفي الفهرست له كتاب قراءة أمير المؤمنين "عليه السالم" وكتاب قراءة أهل البيت "عليه السالم" وقد أكثر من نقل إخبار التحريف في كتابه كما يأتي )3(.ومنهم أبو طاهر عبد الواحد بن عمر القمي ذكر ابن شهر أشوب في معالم العلماء إن له كتابا في قراءة أمير المؤمنين عليه السالم وحروفه)4(. والحرف في اإلخبار وكلمات القدماء يطلق على الكلمة كقول الباقر والصادق "عليهما السالم" في تبديل كلمة إل محمد بال عمران ,حرف مكان حرف وعلى اآلية ,كقول بعض الصحابة في سورة ,إني أحفظ منها حرفا أو حرفين "يا أيها الذين امنوا إلى أخر اآلية" ومنه قول أمير المؤمنين "عليه السالم" وهللا ما حرف نزل على محمد "صلى هللا عليه واله" إال وانأ اعرف فيمن نزل وفي إي يوم نزل وفي إي موضع نزل ,وعلى الحروف الهجائية ,وهي كثيـــــرة ,وعلى األعم من األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر معجم رجال الحديث للخوئي :ج 3ص,71رقم الترجمة}.{874 -2رجال النجاشي:ص,379رقم الترجمة} {1030باب الميم. -3فهرست الطوسي:ص ,28رقم الترجمة} , 67{652باب محمد ,جاء باسم " ابن مروان وليس مردان". -4معالم العلماء البن شهر اشوب:ص,116رقم الترجمة"."550 77
واألخير ,كقول أبي جعفر "عليه السالم" ولم يزد فيه آي في القران إال حروف أخطأت به الكتاب ,وله أطالقات أخر ال ربط لها بالمقام ,ومنهم صاحب كتاب تفسير القران وتأويله وتنزيله وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه وزيادات حروفه وفضائله وثوابه روايات الثقات عن الصادقين من إل رسول هللا صلوات هللا عليهم أجمعين كذا في سعد السعود للسيد الجليل علي بن طاووس "ره" , ومنهم صاحب كتاب ذكر السيد في الكتاب المذكور( )1انه مكتوب فيه مقرأ رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وعلي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد وزيد بن علي بني علي بن الحسين وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر صلوات هللا عليهم ,ونقل عنه حديثا يأتي في سورة إل عمران ,ومنهم صاحب كتاب الرد على أهل التبديل ذكره ابن شهر أشوب في مناقبه كما في البحار ,ونقل عنه بعض اإلخبار الدالة على إن مراده من أهل التبديل هو العامة , وغرضه من الرد هو الطعن عليهم به ,الن السبب فيه إعراض إسالفهم عن حافظه وداعيه)2(.
فان قلت :هذه الكتب مفقودة ليس لها عين وال اثر ,فكيف يحكم بان وضع تلك الكتب إلثبات التغييــر وتبيين مواضعه! ومن المحتمل إن يكون غرضهم فيها ذكر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب سعد السعود البن طاووس:ص,213رقم الكتاب "."78 -2بحار األنوار للمجلسي:ج 35ص,60الباب الثامن,في اآليات التي كان فيها اسم علي"ع" وواليته ,وكتاب مناقب ابن شهر أشوب :ج 2ص,90فصل في ذكره في الكتب ,وينظر كتاب معالم العلماء البن شهر أشوب :ص,99باب العين ""436علي بن احمد الكوفي ،أبو القاسم,من كتبه :وذكر كتابه"الرد على أهل التبديل والتحريف فيما وقع من أهل التأليف". 78
اآليات التي حرف المخالفون معناها على ما ذكر بعضهم من كون المراد بالتحريف في اإلخبار التي ذكر فيها لفظه هو تحريف المعنى وحمل اآلية على غير ما أريد منها وكذا المراد بالتبديل!. قلت :أوال :انه خالف ظاهر لفظ التحريف والتبديل ,وثانيا :انه غير قابل للضبط لكثرته واختالفه باختالف اآلراء واإلفهام واإلخبار الموضوعة واألهواء المشتتة ,فال يكاد يدخل تحت حد قابل لضبطه ,بل في الحقيقة هو محتاج لتفسير تمام القران ,إذ ما من أية إال وقد خالف بعضهم مدلولها ,كما أشار إليه بعض المحققين مع انه قد ذكر لبعض مصنفي تلك الكتب كتاب التفسير أيضا ,ثالثا:انه قد وصل ألينا منها كتاب "السياري" وهو مقصور على ذكر المواضع المغيرة منه بأنحاء التغيير الجائز فيه خصوصا نقصان الكلمة والكلمتين ,فيعلم منه حال باقية ,وليس فيه ما يوهم الحمل المذكور ,ومن جميع ما ذكرنا ونقلنا بتتبع القاصر ,يمكن دعوى الشهرة العظيمة بين المتقدمين وانحصار المخالف فيهم بأشخاص معينين يأتي ذكرهم. قال السيد المحدث الجزائري في األنوار ما معناه :إن األصحاب قد أطبقوا على صحة اإلخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القران كالما ومادة و إعرابا ,والتصديق بها ,نعم خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي)1(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1األنوار النعمانية:ج 2ص ,311مبالغة المصنف "ره" في القول والتحريف ,مؤسسة االعلمي ط. 2010/ 1
79
وفي المنهاج قال بعض أهل الخالف في مقام الرد على من اثبت العلم باإلجماع: بعلمنا باتفاق الكل على وجوب صالة الخمس ,إنا ال نسلم بان كل من قال بنبوة محمد "صلى هللا عليه واله" قال :بوجوب الصالة الخمس ,وان كنا نعترف بحصول الظن والذي يدل عليه إن اإلنسان قبل اإلحاطة بالمذاهب النادرة يعتقد اعتقادا جازما إن كل المسلمين يعترفون بان ما بين الدفتين كالم هللا ,وإذا فتش وجد في ذلك اختالفا شديدا نحو ما يروى عن ابن مسعود انه أنكر كون الفاتحة والمعوذتين من القران ,ويروى عن قوم من الخوارج أنهم أنكروا كون سورة يوسف منه ,ويروى عن كثير من قدماء الروافض إن هذا القران الذي عندنا ليس هو الذي انزل هللا على محمد "صلى هللا عليه واله" بل غير وبدل وزيد فيه ونقص عنه.انتهى)1(.
ومن يظهر ذلك منه المحقق الداماد في حاشية خطبة كتابه المسمى "بالقبسات" عند قوله فأبتعثه بالذكر المحفوظ فنسب القول بالتحريف بمعنى الترك وإسقاط بعض ما كان في التنزيل إلى أكثر األصحاب وبعض العامة)2(.
ونسب المنع إلى السيد المرتضى منا ,وأكثر الجمهور ,وقال الفاضل الشيخ يحيى تلميذ الكركي في كتاب "اإلمامة" في الطعن التــــــاسع على الثالث بعد كالم له ما ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1المحصول في علم األصول لفخر الدين الرازي :ج2ص ,8الكالم في اإلجماع /دار الكتب العربية/بيروت .1971 -2وفق نسخة كتاب القبسات للداماد التي اطلعت عليها " نسخة محققة من قبل الدكتور مهدي محقق1367 ,هجري" لم الحظ الهامش الذي أشار إليه المصنف.
80
لفظه :مع إجماع أهل القبلة من الخاص والعام إن هذا القران الذي في أيدي الناس ليس هو القران كله ,وانه قد ذهب من القران ما ليس في أيدي الناس)1(.
ويؤيد ذلك اشتهار نسبة هذا القول إلى األمامية بين المخالفين,حتى غير المتعصبين ,كالنيشابوري الذي استظهر تشيعه التقي المجلسي ,نسب ذلك إليهم في أول سورة براءة)2(.
وقد أشار إلى ذلك الصدوق في عقائده أيضا ,وهذا ظاهر لمن راجع كتبهم, كالكشاف ,وتفسير الجبائي ,على ما حكي عنه السيد بن طاووس في سعد السعود, وممن ذهب إليه الجليل محمد بن علي بن شهر أشوب في كتابه المناقب ,وكتاب المثالب ,والشيخ احمد بن أبي طالب الطبرسي في كتاب االحتجاج ,وقد ضمن إن ال ينقل فيه إال ما وافق اإلجماع ,أو اشتهر بين المخالف والمؤالف ,أو دلت عليه العقول وقد روى فيه أزيد من عشرة أحاديث في ذلك كما تقدم بعضها ويأتي فيها, فقول المحقق ألكاظمي :انه لم يروي فيه إال خبران في المحاجة يشتمالن على اإلشارة إليه لعله من سهو قلمه)3(.
وهو مذهب جمهور المحدثين الذين عثرنا على كلماتهم ,والمولى محمد صالح في ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1لم أقف على كتاب اإلمامة للشيخ يحيى وفق تتبعي ,إما العبارة أعاله فإنها منقولة من كتاب االستغاثة ألبي القاسم الكوفي:ج1ص,53في ذكر بدع الثالث منهم,ومن بدعة خرقه للقران وضربه لعبد هللا بن مسعود حتى مات. -2ينظر تفسير غرائب القران ورغائب الفرقان لنظام الدين ألقمي النيسابوري :ج3 ص,428-427تفسير سورة التوبة اآليات 1إلى .16 -3لم نقف على قول ألكاظمي كون كتابه شرح الوافية الزال مخطوط.
81
مواضع من شرح الكافي ,والمجلسيين ,والفاضل السيد علي خان في شرح الصحيفة ,والمولى مهدي النراقي ,إال انه خص التغيير الواقع بما ال يقدح في اإلعجاز ,وولده صاحب المستند ,واألستاذ األكبر البهبهائي في فوائده ,والمحقق ألقمي ,إال إنهما خصا المحذوف والمتغير بما عدا آيات اإلحكام ,والشيخ أبي الحسن الشريف ,جد شيخنا صاحب الجواهر ,وجعله في تفسيره المسمى "بمرآة األنوار" من ضروريات مذهب التشيع ,واكبر ومفاسد غصب الخالفة بعد تتبع اإلخبار وتصفح اآلثار ,والشيخ علي بن محمد المقابي في "مشرق األنوار", وظاهر السيد الجليل علي بن طاووس في "فالح السائل" ,و "سعد السعود" ,ويأتي كالمه فيه في الدليل السابع ,وصريح شيخنا المحقق األنصاري "قده" في بحث القراءة من كتاب الصالة ,ومن جميع ذلك ظهر فساد ما ذكره المحقق ألكاظمي من انحصار القائل به في علي بن إبراهيم ,والكليني ,أو مع المفيد, وبعض متأخري المتأخرين وهللا ألعاصم. الثاني :عدم وقوع التغيير والنقصان فيه ,وان جميع ما انزل على رسول هللا "صلى هللا عليه واله" هو الموجود بأيدي الناس فيما بين الدفتين ,واليه ذهب الصدوق في عقائده ,والسيد المرتضى ,وشيخ الطائفة في التبيان ,ولم يعرف من القدماء موافق لهم إال ما حكاه المفيد عن جماعة من أهل اإلمامة ,والظاهر انه أراد منها الصدوق وإتباعه ,وال باس بنقل عباراتهم ففي العقائد :اعتقادنا إن القران الذي انزل هللا تعالى على نبيه محمد "صلى هللا عليه واله" هو ما بين الدفتين ,ليس بأكثر من ذلك قال :ومن نسب إلينا أنا نقول إنه أكثر من ذلك ,فهو كاذب ,ثم استدل عل ذلك بإطالق لفظ القران على هذا الموجود في اإلخبار ,ثم حمل ما ورد من الحذف والنقصان على انه من الوحي الذي ليس بقران ,ثم ذكر بعض األحاديث القدسية وقال :ومثل هذا كثير كله وحي ليس بقران ,ولو كان قران لكان مقرونا به 82
وموصوال إليه غير مفصول عنه ,كما كان أمير المؤمنين"عليه السالم" جمعه، فلما جاء به فقال:هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم ،لم يزد فيه حرف ،ولم ينقص منه حرف ,فقالوا :ال حاجة لنا فيه ،عندنا مثل الذي عندك .فانصرف وهو
يقول﴿ :فَنَ َبذُوهُ َو َرا َء ُ ور ِه ْم َوا ْشتَ َر ْوا بِ ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً س َما َي ْ شت َ ُرونَ ﴾ إل ظ ُه ِ يال ۖ فَ ِبئْ َ عمران,187:انتهى)1(,
وظاهر قوله :اعتقادنا ,وقوله :نسب ألينا ,وان كان اعتقاد األمامية والنسبة إليهم, إال انه قد ذكر في هذا الكتاب ما لم يقل به احد غيره ,أو قال به قليل كعده مثله في االمالي من دين األمامية ,وقد أشار المفيد في شرحه وطعن عليه بما ال مزيد عليه, وربما يوجه إن مراده منهم علماء قم ,كما ذكر في موضع أخر :إن عالقة الغالة والمفوضة نسبتهم مشايخ قم وعلماءهم إلى التقصير( )2وفيه إن من مشايخ القميين علي بن إبراهيم الغالي في القول بالتغيير ,وكذا الصفار ,واألولى توجيه بما نوجه به كالم السيد والشيخ ,والخبر الذي استشهد به يدل على نقيض مطلوبه ,بل كالمه في معاني األخبار مخالف لما ذكره ،هذا ويأتي ذكره في األخبار الخاصة ،وقد ذكر الثاني بعد االستدالل على مذهبه ,بتوفر الدواعي كما يأتي ,وجملة كالم تقدم ذكره :أن من خالف في ذلك من األمامية والحشوية ال يعتد بخالفهم ،فإن الخالف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث ,نقلوا أخبارا ً ضعيفة ظنوا صحتها ال يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته انتهى )3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االعتقادات للصدوق:ص " 86-84باب االعتقاد في مبلغ القرآن" -2االعتقادات للشيخ الصدوق:ص ,101باب االعتقاد في نفي الغلو و التفويض. -3تفسير مجمع البيان للطبرسي:ج1ص ,43مقدمة الكتاب.
83
قلت :قد عد هو في الشافي والشيخ في تلخيصه من مطاعن عثمان ,ومن عظيم ما أقدم عليه جمع الناس على قراءة زيد وإحراقه المصاحف وإبطاله ما شك أنه من القرآن ,ولوال جواز كون بعض ما أبطله أو جميعه من القرآن لما كان ذلك طعنا ً)1(. وقال الشيخ رحمه هللا :أما الكالم في زيادته ونقصانه -يعني القرآن -فمما ال يليق به ,ألن الزيادة فيه مجمع على بطالنه ,والنقصان منه ,فالظاهر أيضا ً من مذهب المسلمين خالفه ,وهو األليق بالصحيح من مذهبنا ,كما نصره المرتضى ,وهو الظاهر من الروايات ,غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة العامة والخاصة بنقصان كثير من آي القرآن ,ونقل شيء منه من موضع إلى موضع ,لكن طريقها اآلحاد التي ال توجب علما ً ,فاألولى اإلعراض عنها وترك التشاغل لها ,ألنه يمكن تأويلها ,ولو صحت لما كان ذلك طعنا ً على ما هو موجود بين الدفتين ,فإن ذلك معلوم صحته ال يعترضه أحد من األمة ,وال يدفعه ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءته والتمسك بما فيه ,ورد ما يرد من اختالف األخبار في الفروع إليه وعرضها عليه ،فما وافقه عمل عليه ,وما يخالفه يجتنب ولم يلتفت إليه ،وقد وردت عن النبي "صلى هللا عليه واله" رواية ال يدفعها أحد أنه قال" :إني مخلف فيكم الثقلين إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب هللا وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض" ،على أنه موجود في كل عصر ألنه ال يجوز أن يأمر األمة بالتــمسك بما ال تقدر على التـــــمسك به ,كما أن أهل البيت ,ومن يجب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الشافي في اإلمامة للسيد المرتضى:ج 4ص,285-2279في ضرب ابن مسعود وإحراق المصاحف ,وتلخيص الشافي للطوسي:ج 4ص,57فصل في إبطال إمامة عثمان. 84
إتباع قوله حاصل في كل وقت ،وإذا كان الموجود بيننا مجمعا ً على صحته, فينبغي أن نتشاغل بتفسيره وبيان معانيه وترك ما سواه انتهى)1(.
ويظهر للمتأمل فيه أن ميله إلى القول بعدم النقصان ,لعدم وجود دليل صالح على النقصان ,ال لوجود دليل قاطع على العدم من توفر الدواعي على الحراسة وغيره ,بحيث يجب تأويل ما خالفه أو طرحه كما عليه السيد فالتقية في قوله وهو األليق الخ ,إنما هي من حيث موافقة المذهب الصحيح من عدم جواز القول بشيء مخالف األصل إال بعد وجود دليل عليه يوجب العلم ,ولوجود هذه الموافقة في مورد ربما يدعي الشيخ والسيد إجماع األمامية عليه وإن لم يظهر له قائل ،وهذا هو المعتبر عند أصحابنا باإلجماع على القاعدة ,وبه صحح شيخنا األنصاري تغمده هللا برحمته اإلجماعات المتعارضة من شخص واحد ,ومن معاصرين أو متقاربي العصر ورجوع المدعي عن الفتوى التي ادعى اإلجماع فيها ,ودعوى االجتماع في مسائل غير معنونة في كالم من يقدم على المدعى ,وفي مسائل قد اشتهر خالفها بعد المدعى ,بل في زمانه بل ما قبله ،قال كل ذلك مبني على االستناد في نسبة القول إلى العلماء على هذا الوجه .انتهى)2(.
لكنه ال يدفع اإليراد عن اإلجماعات المتعارضة التي ال تبتني على القاعدة, كدعوى السيد اإلجماع على أن صالة الوسطى هي صالة العصر ،ودعوى الشيخ اإلجماع على أنها هي الظهر ،وليس مراده بالصحيح من مذهبنا ,أي مذهبنا في هذه المسألة ,إذا ً ليقيه شيء بشيء تحتاج إلى المغايرة بينهما ولو من حيث الكلية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1التبيان للشيخ الطوسي:ج1ص.4-3 -2فرائد األصول لألنصاري ج1ص.204 85
والفردية ،فظهر أنه ليس فيه حكاية إجماع عليه ،بل قوله كما نصره المرتضى صريح في عدمه ,بل في قلة الذاهبين إليه ,وظهر أيضا ً أنه لو كان هناك أخبار جامعة لشرائط الحجية عند الشيخ ال يجوز عده من أصحاب هذا القول ،ثم ال يخفى على المتأمل في كتاب التبيان أن طريقته فيه على نهاية المدارة والمماشاة مع المخالفين ,فإنك تراه اقتصر في تفسير اآليات على نقل كالم الحسن وقتادة والضحاك والسدي وابن جريح والجبائي والزجاج وابن زيد وأمثالهم ,ولم ينقل عن أحد من مفسري األمامية ,ولم يذكر خبرا ً عن أحد من األئمة "عليهم السالم" إال قليالً في بعض المواضع ,لعله وافقه في نقله المخالفون ,بل عد األولين في الطبقة األولى من المفسرين الذين حمدت طرائقهم ومدحت مذاهبهم ,وهو بمكان من الغرابة لو لم يكن على وجه المماشاة فمن المحتمل أن يكون هذا القول منه فيه على نحو ذلك ,ومما يؤيد كون وضع هذا الكتاب على التقية ما ذكره السيد الجليل علي بن طاووس في سعد السعود وهذا لفظه :ونحن نذكر ما حكاه جدي أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في كتاب التبيان وحمله التقية على االقتصاد عليه من تفصيل المكي من المدني والخالف في أوقاته إلخ)1(.
وهو أعرف بما قال من وجوه ال يخفى على من اطلع على مقامه فتأمل ,ويظهر من قوله :وإذا كان الموجود بيننا الخ ,أن النزاع في قراءته ما روي باآلحاد ال في أصل وجود النقص ويومي إليه كالم السابق فإن أخباره بأن ما دل على النقصان روايات كثيرة يناقض قوله ,لكن طريقه اآلحاد إال أن يحمل على ما ذكرنا ,ويأتي إن شاء هللا بيان سائر ما في كلماته في محله ،وممن صرح بهذا القول الشيخ أبو علي الطبرسي في مجمع البيان قال رحمه هللا :فأما الزيادة فيــــــه فمجمع على بطالنه واما ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1سعد السعود البن طاووس :ص,287في بيان السور المكية والمدنية. 86
النقصان منه ,فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أن في القرآن تغييرا ً أو نقصانا ً ,والصحيح من مذهبنا خالفه وهو الذي نصره المرتضى)1(.
ثم ساق كالمه هذا ولكنه اعتمد في سورة النساء على أخبار تضمنت نقصان كلمة "إلى أجل مسمى" من آية المتعة ,وإلى طبقته لم يعرف الخالف صريحا ً إال من هذه المشايخ األربعة وما حكي عنهم المفيد ,ثم شاع هذا المذهب( )2بين األصوليين من أصحابنا ,واشتهر بينهم ,حتى قال المحقق ألكاظمي في شرح الوافية :انه حكي عليه اإلجماع وبعد مالحظة ما ذكرنا تعرف إن دعواه جرأة عظيمة وكيف يمكن دعوى اإلجماع ,بل الشهرة المطلقة على مسألة خالفها جمهور القدماء وجل المحدثين وأساطين المتأخرين ,بل رأينا كثيرا من كتب األصول خالية عن ذكر هذه المسألة. ولعل المتتبع يجد صدق ما قلناه ونقلناه ومع ذلك كله فالمتبع هو الدليل ,وان لم يذهب إليه إال قليل ,كما قال السيد المرتضى رحمه هللا في بعض مسائله :ال يجب إن يوحش من المذهب قله الذاهب إليه والعاثر عليه ,بل ينبغي إن ال يوحش منه إال ما ال داللة له تعضده وال حجة تعمده)3(.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان للطبرسي :ج1ص },43-4الفن الخامس{ :في أشياء من علوم القرآن يحال في شرحها ،وبسط الكالم. -2يقصد إنكار التحريف. -3خاتمة مستدرك الوسائل للمصنف:ج1ص,143كتاب دعائم اإلسالم.
87
وقال المفيد في موضع من المقاالت :ولم يوحشني من خالف فيه بالحجة لي أتم انس وال وحشة من حق )1(.والحمد هلل تعالى
الباب األول في ذكر الدالئل الساطعة على حقيقة وقوع التغيير في القران. في ذكر األدلة التي استدلوا ,أو يمكن االستدالل بها على وقوع التغيير والنقصان في القران المنزل على النبي "صلى هللا عليه واله" ,وعدم مطابقة الموجود بأيدي المسلمين له في مراتب التفصيل ,التي تقدمت إليها اإلشارة كال أو بعضا أو على نحو اإلجمال وهي وجوه: الدليل األول: إن اليهود والنصارى غيروا وحرفوا كتاب نبيهم بعده ,فهذه األمة أيضا ال بد وان يغيروا القران بعد نبينا "صلى هللا عليه وآله"؛ ألن كل ما وقع في بني إسرائيل البد وأن يقع في هذه األمة ,على ما أخبر به الصادق المصدق صلوات هللا عليه ,وقد أشير إلى التغيير فيه لهذه القاعدة في جملة من اإلخبار فيها ,وباستدالل األئمة "عليهم السالم" واألصحاب بهذه القاعدة في موارد أخفى من هذا المورد مطابقة ومشاكله يجبروهن داللتها ,لو كان من حيث عدم معلومية حجة المشابهة في الموارد بعد العلم بعدم إرادة التطابق من جميع الجهات ,للزوم اإللجاء في التكليف, مع كونه خالف الواقع أيضا ,فصار هذا الدليل مركب من أمور ال بد من إثباتها, األمر األول :وقوع التغيير والتحريف في الكتابين ,وان الموجود بأيدي اليهود ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اوائل المقاالت للمفيد:ص ,110باب القول في األلم للمصلحة دون العوض. 88
والنصارى غير مطابق لما انزل على موسى وعيسى على نبينا واله وعليهما السالم ,وهو بمكان من الوضوح بل هو مقطوع به بعد مالحظة اآليات الكثيرة, واإلخبار المتواترة ,وإجماع المسلمين ,بل مالحظتهما في أنفسهما كافي في إثبات المطلب ,ومغن عن االستدالل عليه بها ,قد تعرض جماعة لذكر الشواهد الداخلية فيهما ,الدالة على المغايرة بينهما وبين ما انزل "عليهما السالم" ,ونحن نشير إلى بعضهما ,إذ التعرض لجميعها خروج عن وضع الكتاب. أما التوراة :فالمراد به هنا هو الموجود عند أهل الكتاب ,المدعى نزوله على موسى "عليه السالم" المنقسم إلى خمسة إسفار: أ :سفر التكوين :يذكر فيه بدء الخليقة من ادم إلى يوسف"ع".
ب:
سفر الخروج :يذكر فيه استخدام المصريين لبني إسرائيل ,وظهور موسى,
وهالك فرعون ,وأحوال التيه ,وإمامة هارون ,ونزول عشر كلمات ,وسماع القوم كالم هللا سبحانه. ج :سفر اإلخبار :يذكر فيه تعليم القرابين إجماال.
د:
سفر العدد يذكر فيه عدد القوم وتقسيم األرض عليهم بالقرعة ,والرسل التي
بعثها موسى "عليه السالم" إلى الشام وإخبار المن والسلوى والغمام.
ه:
سفر االستثناء ويسمى سفر المخاطبات ,يذكر فيه تفصيل ما أجمل ,ووفاة
هارون وموسى ,وخالفة يوشع ,وقد يطلق على األعم منه ومن كل كتاب وصل
89
إليهم بواسطة األنبياء الذين كانوا قبل عيسى "ع" ويسمى حينئذ بالعهد العتيق, ويعبرون عنه بالنبوات المشتملة على ثمانية وثالثين ,أو أربعة وعشرين كتابا ,أو سبعة على اختالفهم في اعتبار بعضها ,وله عند أهل الكتاب ثالث نسخ:
أ:
النسخة العبرانية ,وهي المعتبرة عند اليهود وجمهور علماء بروتستانت من
الفرق المسيحية.
ب:
النسخة اليونانية وهي التي كانت معتبرة عند المسيحيين إلى القرن الخامس
عشر من القرون المسيحية ,وفي هذه المدة كانوا يعتقدون تحريف العبرانية ,وهي إلى هذا الزمان أيضا معتبرة عند الكنيسة اليونانية وكنائس الشرق.
ج:
النسخة السامرية المعتبرة عند السامريين ,وتزيد على النسخة العبرانية في
األلفاظ والفقرات الكثيرة ,وكثير من محققي علماء المسيحية يعتبرونها دون العبرانية ,ويعتقدون إن اليهود حرفوا العبرانية في سنة مئة وثالثين من السنين المسيحية ,في بيان زمان األكابر الذين كانوا قبل زمن الطوفان ,وبعده إلى زمن موسى ,لتصير الترجمة اليونانية غير معتبرة وجمهورهم يضطرون إليها ويقدمونها على األولى ,كيف كان فليس ما بأيديهم تمام ما نزل على موسى "عليه السالم" بل فيه ما ال يعقل إن يكون مما نزل عليه "ع" أو على غيره من األنبياء, بل تشهد بعض القرائن بأنه مما إلف بعده بمدة ويظهر جميع ذلك في ضمن تلك الشواهد.
90
في ذكر الشواهد على إن التوراة لم تكن كلها مما نزل على موسى"ع". األول :قال بعض المعاصرين من علماء الهند في كتابه الذي سماه أظهار الحق: من طالع ألزبور وكتاب "نحميا" وكتاب "ارميا" وكتاب "حزقيال" ,جزم يقينا إن طريق التصنيف في السابق كما هو أالن ,بأن المصنف لو كان يكتب حاالت نفسه وما رآه بعينيه ,يكتب بحيث يظهر لناظره انه كتب حاالت نفسه ,والمعامالت التي رآها ,وهذا األمر ال يظهر من موضع من مواضع التوراة ,بل تشهد عبارته إن كاتبه غير موسى ,جمعه من الروايات والقصص ,وميز ما كان في زعمه قول هللا أو قول موسى بقوله قال :هللا ,أو قال :موسى ,وعبر عن موسى دائما بصيغة الغائب ,ولو كان تأليفه لعبر عن نفسه بصيغة المتكلم في موضع واحد زيادة لالعتبار)1(.
الثاني :اآلية" "31من الباب" "36من سفر الخليقة هكذا :وهؤالء الملوك الذين ملكوا في ارض أدوم قبل إن يملك ملك( )2لبني إسرائيل ,وظاهر إن المتكلم بها ال بد وان يكون بعد زمان قامت فيه سلطنة بني إسرائيل ,وأول ملوكهم "شاول" كان بعد موسى "ع" ثالث مئة وستة وخمسين سنة .واآلية " "14من الباب" "3من سفر االستثناء هكذا :فياير بن منسا ,ورث كل ارض ارغوب إلى تخوم جاسور ومعكاتي وسمي باسان باسمه جالوت ياير التي قري ياير إلى هذا اليوم ,وظاهر إن المتكلم بها ال بد وان يكون متأخرا عن ياير تاخرا كثيرا كما يشعر به قوله إلى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي:ج 1ص , 62األمر الرابع ,من الفصل الثاني,من الباب األول. -2جاء في السفر بدون ملك. 91
هذا اليوم ,فأنه ال يستعمل إال في الزمان إال بعد ,قال بعض مفسريهم :هي دالة على إن مصنفه بعد زمان إقامة اليهود في فلسطين )1(.وقريب منها اآلية األربعون من الباب" "32من سفر العدد فإما ياير أبن منسا فعمد واخذ دساكرها ودعاها جالوت ياير ,التي هي قري ياير )2(.ومن هنا الجأ جمع كثير من مفسريهم على ما نقله الفاضل المذكور ,فزعموا إن تلك اآليات كانت في الحواشي ,فألحقها عزرا النبي أو غيره في التوراة وأطلق في الباب" "22من سفر الخليقة على جبل جبل( )3هللا ولم يطلق عليه إال بعد بناء الهيكل ,الذي بناه سليمان بعد أربعمائة وخمسين سنة من موت موسى "عليه السالم" )4(.وأطلق في الباب""13 والباب" "35والباب" "37من سفر الخليقة ,على قرية رابع لفظه حبرون ,وبنو إسرائيل لما فتحوا فلسطين في عهد يوشع غيروها إلى هذا االسم ,كما في الباب " "14من كتاب يوشع ومثل إطالق لفظ دان على بلدة ليث في الباب" "41من سفر الخليقة ,وإنما فتحتها بنو إسرائيل بعد موت يوشع في عهد القضاة ,وسموها به إلى غير ذلك مما يشهد على انه ليس من تصنيف موسى "عليه السالم")5(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي:ج 1ص , 218الشاهد الثاني والثالث ,من المقصد الثاني,من الباب الثاني. -2نفس المصدر:ج 1ص , 216-215الشاهد الرابع ,من المقصد الثاني,من الباب الثاني. -3وردت كذا. -4كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي:ج 1ص ,220الشاهد الخامس ,من المقصد الثاني,من الباب الثاني. -5نفس المصدر:ج 1ص ,220الشاهد الحادي عشر ,من المقصد الثاني,من الباب الثاني. 92
الثالث :قال آدم كالرك المفسر في المجلد األول من تفسيره على ما نقله المعاصر المذكور الباب الرابع والثالثون من سفر االستثناء :ليس من كالم موسى بل هو أول الباب من كتاب يوشع قال بعض أحبار اليهود :أكثر المفسرين قالوا :إن سفر االستثناء تم على الدعاء اإللهامي الذي دعا به موسى"ع" الثني عشر سبطا على هذه الفقرة ,فطوباك يا نسل إسرائيل ليس مثلك شعب مغاث باهلل إلى أخرها ,وان هذا الباب كتبه المشايخ السبعون بعد مدة من موت موسى"ع" وكان هذا الباب أول كتاب يوشع ,لكنه انتقل من ذلك الموضع إلى هذا الموضع .انتهى)1(.
ونقل صاحب خالصة سيف المسلمين عن دكتور سكندر كدس الذي هو من فضالء المسيحية المعتمدين في ديباجة اإلنجيل الجديد :ثبت لي بظهور األدلة الخفية ثالثة أمور جز ًما؛ :1أن التوراة الموجودة ليست من تصنيف موسى:2 ، أنها كتبت في كنعان ،وأورشليم ،يعني :ما كتبت في عهد موسى الذي كان بنو إسرائيل فيه في الصحارى :3،ال يثبت تأليفها قبل سلطنة داود"ع" ،وال بعد زمان حزقيال ،بل أنسب تأليفها إلى زمان سليمان "ع" أو إلى زمان قريب منه ،في زمان كان فيه هومر الشاعر ،والحاصل أن تأليفه بعد خمسمائة سنة من وفاة ونقل في إظهار الحق عن جان مل كاثلك :اتفق أهل العلم على أن نسخة التوراة األصلية ,وكذا نسخ كتب العهد العتيق ,ضاعت من أيدي عسكر بختنصر ،ولما موسى "عليه السالم" )2(,ظهرت نقولها الصحيـــــحة بواسطة عزرا ضاعت تلك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي:ج 1ص ,223الشاهد الرابع عشر ,من المقصد الثاني,من الباب الثاني. -2كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي:ج 1ص ,117-116األمر السابع ,من الفصل الثاني,من الباب األول. 93
النقول أيضا ً في حادثة أنتيوكس ,وعن كليمنس اسكندر يانوس :إن الكتب السماوية ضاعت فألهم عزرا أن يكتبها مرة أخرى ,وعن ترتولين :ان المشهور أن عزرا كتب مجموع الكتب بعد ما أغار أهل بابل بروشالم ,وعن تهيو فلكسان( :)1الكتب المقدسة انعدمت رأسا ً فأوجدها عزرا مرة أخرى( ,)2وعن بعض كتبهم :أ ُ ْح ِرق التوراة وما كان أحد يعلمه ،وقيل إن عزرا جمع ما فيه مرة أخرى بإعانة روح القدس.انتهى )3(.وقد أخطأوا عزرا في االختالف الذي وقع في أوالد بنيامين اسما وعددا ,بين الباب " "46من سفر التكوين والباب " "7من سفر األول من كتاب إخبار األيام والباب " "8منه فقال ادم كالرك :علماء اليهود يقولون إن عزرا "ع" الذي كتب هذا السفر ما كان له علم بأن بعض هؤالء بنون أم بنو األنبياء(,)4ويقولون :إن أوراق النسب التي نقل عنها عزرا كان أكثرها ناقصة،انتهى )5(.وجمهور أهل الكتاب يقولون :إن السفر األول والثاني من إخبار األيام ,صنفهما عزرا بإعانة حجي وزكريا الرسولين )6(.فإذا غلط عزرا في هذا السفر مع إنهما كانا معينين له ,فكيف مما انفرد بنقله مع اعتماده على األوراق الناقصة التي لم يقدر على التميز بين الغلط والصحيح منها!. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وردت :فلكت في المصدر. -2وردت :بإلهام في المصدر لم يكرها المصنف. -3كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي:ج 2ص,449الشاهد السادس عشر ,من المقصد األول,من الباب الثاني. -4وردت:األبناء في المصدر. -5كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي:ج 2ص,448الشاهد السادس عشر ,من المقصد األول,من الباب الثاني. -6كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي:ج 1ص,113األمر الثاني ,من الفصل الثاني,من الباب األول.
94
الرابع :ما يظهر من كتبهم إن موسى "عليه السالم" كتب التوراة وسلمها إلى األحبار ,ووصاهم بمحافظتها ووضعها في صندوق الشهادة ،وإخراجها بعد كل سبعة من السنين ,في يوم العيد إلسماع بني إسرائيل ,وعملت الطبقة األولى بالوصية )1(،ولما انقرضوا تغير حال بني إسرائيل ،فارتدوا مرة ويسلموا أخرى, إلى سلطنة داود "ع" ،فحسنت حالهم وإيمانهم،إلى صدر سلطنة سليمان وفي تلك االنقالبات ضاعت تلك النسخة وال يعلم متى ضاعت ,سوى أنها ضاعت قبل عهد سليمان ,ألنه لما فتح الصندوق في عهده ما ويجد غير اللوحين ,اللذين كانت األحكام العشرة فقط مكتوبة فيها كما في اآلية " "9من الباب " "8من سفر الملوك األول ,وبعد موته وقع انقالب عظيم ,وصارت السلطنة الواحدة سلطنتين ,وصار يربعام بن ناباط من أحفاد يوسف ,سلطان على عشرة أسباط ،وسميت السلطنة اإلسرائيلية ،وصار مرتدا وارتدت األسباط وعبدوا األصنام ،إلى مأتين وخمسين سنة وصار األمر إلى هوشاع بن إال ,سلط هللا عليهم سلمانعار ملك بابل ,فقتلهم ونهب أموالهم ,واسر هو شاع ومن بقي منهم ,فاختلطوا بالوثنيين وتزاوجوا وتوالدوا ,وسميت أوالدهم السامريين ,وفي تلك المدة لم يكن لهم غرض بالتوراة, وكان وجودها في مملكتهم كالعنقا ,وصار جعام بن سليمان سلطان على السبطين اليهود ,أو إل بنيامين ,وسميت تلك السلطنة سلطنة يهودا ,وشاع عبادة األصنام في عهده ,ووضعت تحت كل شجرة وسدت أبواب بيت المقدس ,وفي عهده نهب بيت المقدس واورشليم نهبا شديدا ,مرة يتسلط سيكان شيك سلطان مصر ,ومرة يتسلط سلطان إسرائيل المرتد ,واشتد الكفر في عهد منسا ,وصار أكثرهم وثنيـــــن ,وبني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي:ج 1ص,94القسم الثالث ,من الفصل الثالث , من الباب األول. 95
مذبح األصنام في فناء بيت المقدس ,إلى إن جلس يوشيا وهو السادس عشر من سالطين إل يهودا ,فتاب إلى هللا وهدم رسوم الكفر ,ولكنه ما رأى وال سمع وجود نسخة التوراة إلى سبع عشرة سلطنة ,ثم ادعى حليقا رئيس خدام بيت هللا انه وجد نسخة التوراة وأعطاها سافان الكاتب ,فقرء على يوشيا آيات تشعر بهالك بني إسرائيل لعصيانهم ,فشق ثيابهم كما في الباب " "22من سفر الملوك الثاني والباب " "34والسفر الثاني من أخبار األيام ،وال يعتمد على هذه النسخة ،بقول حلقيا :إذا البيت نهب قبل عهده ،ثم جعل بيت األصنام وسدنتها كانوا يدخلونه كل يوم ،وما سمع أحد إلى سبعة عشرة عاما ً من سلطنة يوشيا أيضا ً اسم التوراة ،مع أنه وإتباعه كانوا في غاية االجتهاد إلتباع الشريعة فكيف تكون فيه وال يراها أحد!، إن هي إال من مخترعات حلقيا ,حيث رأى ميل السلطان وإتباعه إلى الملة ، فجمعها في تلك المدة من الروايات اللسانية صادقة وكاذبة نسبها إلى موسى "عليه السالم" ،وهذا االفتراء لترويج الملة ,مستحب عند متأخري اليهود وقدماء المسيحيين ،مع إن هذه النسخة أيضا ما كانت معمولة إال في ثالث عشرة سنة مدة حياة يوشيا ،ثم جلس ابنه يوحاز( )1وارتد وشاع الكفر وتسلط عليه سلطان مصر, صر ,فاسر وأسره وأجلس أخاه يوياقيم ،وكان مرتدا ً وثنيا كأخيه ,وسلط عليه بختن َّ ونهب البيت واسر أيضا عشرة أالف من ال يهودا ,وجلس يواخين وكان كأبيه وعمه مرتدا ,مشغوال بالمالهي ,فرجع بختنصر وأخذه ,واجلس مشينا بن يوشيا, وسماه صديقا ,وكان كسابقيه كافرا متوغال في المعاصي ,بعث هللا عليه ارميا "ع" فلم يزتجر من إنذاره ,إلى إن طغى وبغى على بختنصر ,فرجع إليه فأسره وذبح أوالده قدام عينيه ,ثم قلع عينيه وربطه بالسالسل ,وأرسله إلى بابل وأحرق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وردت :ياهوحاز في المصدر. 96
بيت هللا وبيت الملك وجميع بيوت أورشليم وجميع بيوت الكبراء ,وأسر سائر شعوب بني إسرائيل وسباهم ،وفي هذه الحادثة الثانية ،انعدمت التوراة ,وكذا جميع كتب العهد العتيق ,التي مصنفها قبلها عن صفحة العالم ,وهذا مسلم عند أهل الكتاب ,ثم لما نقلها عزرا بن عمهم ثانيا وقعت حوادث أخرى انعدمت فيها نقوله أيضا ,منها حادثة انيتوكس ملك ملوك الفرنج ,لما فتح اورشليم احرق جميع نسخ كتاب العهد العتيق التي حصلت له من إي مكان ,وأمر إن من يوجد عنده نسخة منها أو يؤدي رسم الشريعة يقتل ,وتعدم تلك النسخة ,وكانت ممتدة إلى ثالث سنين ,وانعدمت فيها جميع ما كتبها عزرا ,وقد تقدم تصريح بعض مفسريهم بذلك, ونقله االتفاق عليه ,ومنها حادثة طيطوس الرومي بعد عروج المسيح بسبع وثالثين سنة ,وهلك فيها من اليهود في اورشليم ونواحيه إلف إلف ,ومات إلف بالجوع والنار والسيف والصلب ,واسر سبع وتسعون إلفا ,وبيعوا في األقاليم المختلفة ,وتفصيل تلك الحوادث مذكورة في محله)1(.
الخامس :في الباب " "9من سفر التكوين :وبنو نوح الذين خرجوا من الفلك سلم وحام ويافث وحام أبو كنعان ,وبدا نوح فالح يحرث في األرض ,وغرس كرما ً, وشرب خمرا ً فسكر وتكشف في خبا )2(,وفي الباب" "19منه فصعد لوط من صاغر ,وسكن الجبل وابنتاه معه ,وخاف إن يسكن صاغرا ,وأوى إلى كهف هو وابنتاه معه ,فقالت الكبرى منهما للصغرى :إن أبانا قد شاخ وليس رجل على األرض يـــــــستطيع يــــــدخل علينا كالمرسوم لكل األرض ,فهلمي نسقيه خمرا ً ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي:ج 2ص,608-599المغالطة الرابعة ,من المقصد الثالث ,من الباب الثاني. -2نفس المصدر:ج 4ص,1216-1215دفع المطاعن ,من الفصل الثاني ,من الباب السادس. 97
ونضطجع معه ونقيم من أبينا خلفا ً ,فسقتا أباهما خمرا ً في تلك الليلة ,ودخلت الكبرى فاضطجعت مع أبيها وهو لم يعلم عند انضجاع ابنته وال نهوضها ,ولما كان الغد قالت الكبرى للصغرى :هو ذا قد اضطجعت البارحة مع أبي فلنسقه خمرا ً في ليلتنا هذه أيضا ً ,وادخلي فاضطجعي معه ,فنقيم نسالً من أبينا ,فسقتا أباهما خمرا ً في تلك الليلة أيضا ً ,ودخلت الصغرى فاضطجعت مع أبيها ,ولم يعلم عند انضجاعها وال نهوضها فحملت ابنتا لوط من أبيهما ,وولدت الكبرى ابنا ً ودعت اسمه مواب ,وهو أبو الموابيين إلى يومنا هذا ,وولدت الصغرى أيضا ً ابنا ً ودعت اسمه عمان ،أي ابن جنسي فهو أبو العمانيين انتهى .ومن العجب إن راعوث أم عوبيد جد داود كانت موابيه ,وأم رحيعام بن سليمان الذي هو من أجداد عيسى "عليه السالم" عمانية ,فداود وسليمان وعيسى كلهم من أوالد زنا عندهم )1(,وفي الباب " "27منه إن يعقوب كذب ثالث مرات ,وخادع أباه وخداعه كما أثر عنده ،أثر عند هللا أيضاً ،ألن إسحاق كان بصميم قلبه داعيا ً لعيسو ال ليعقوب ،فكما لم يميز في الدعاء ،لم يميز بينهما في اإلجابة ,وفي الباب" "25إن يعقوب طبخ شيئا فجاء عيسو من الحقل تعبان ,فقال له :أطعمني من هذا الطبيخ ,فقال له يعقوب :بع لي بكوريتك ,فأجاب وقال :ماذا تنفعني البكورية! فقال له يعقوب :احلف لي ,فحلف له عيسو وباع البكورية ,فقدم له خبزا ً ومأكوالً من العدس ,فأكل وشرب ومضى وتهاون في أنه باع البكورية .انتهى, وكان استحقاق منصب النبوة والبركة بالبكورية )2(.وفي الباب " "29والباب ""31 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي:ج 4ص,1221دفع المطاعن ,من الفصل الثاني ,من الباب السادس -2نفس المصدر:ج 4ص,1225دفع المطاعن ,من الفصل الثاني ,من الباب السادس.
98
والباب " "35والباب " "37والباب " "38زالت غريبة ليعقوب واألسباط ,وفي الباب " "32من سفر الخروج,إن هارون صنع العجل لبني إسرائيل)1(.
السادس :اآلية " "15من الباب " "46من سفر التكوين هكذا :فهؤالء بنو إليا الذين ولدتهم بين نهر سورية ،ودينا ابنتها ،فجميع بنيها وبناتها ثالثة وثالثون نفسا ً ,فقوله ثالثة وثالثون نفسا ً ,غلط والصحيح أربعة وثالثون )2(,كما يعلم من تعداد أوالد زلفا والزمان من خلق ادم إلى طوفان نوح وفق العبرانية ،1656 وعلى وفق اليونانية ،2262وعلى وفق السامرية ,1307وكان عمر نوح في الطوفان ستمائة سنة وفق الثالث ,وعاش أدم تسعمائة وثالثين سنة ,فيلزم على وفق السامرية كان نوح حين مات آدم ابن مائتين وثالث وعشرين سنة ,وهو باطل باتفاق المؤرخين ،ووالدته على األولى بعد آدم بمائة وست وعشرين سنة، وعلى الثانية بسبعمائة واثنتين وثالثين سنة ،وكذا الزمان من الطوفان إلى والدة إبراهيم"ع" على العبرانية ،2092وعلى اليونانية ،1072وعلى السامرية )3(،942وعاش نوح بعد الطوفان ثلثمائة وخمسين سنة كما هو مصرح في اآلية " )4( "28من الباب " "9من سفر التكوين ،فإبراهيم "ع" حين مات ابن ثمان وخمسيــــــن سنة ،وهذا باطل باتفاق المؤرخين ،وتكذبه النسختان ،إذ والدته على ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي:ج 4ص,1232-1227دفع المطاعن ,من الفصل الثاني ,من الباب السادس. -2نفس المصدر:ج 1ص ,120األمر العاشر,من الفصل الثاني,من الباب األول. -3نفس المصدر:ج 2ص ,433-431الشاهد األول,من المقصد األول,من الباب الثاني. -4وردت 22 :في المصدر.
99
األولى بعد نوح بسبعمائة واثنتين وعشرين سنة على الثانية بخمسمائة واثنتين وتسعين )1(،ويزيد في اليونانية قينان بين ارفخشد وشالح "عليه السالم" اعتمد لوقا في إنجيله في بيان نسب المسيح وال يوجد في النسختين( )2واآلية " "4من الباب " "27من سفر االستثناء في العبرانية هكذا :وإذا عبرتم األردن فانصبوا الحجارة التي إنا أوصيكم في جبل عيبال ,وفي السامرية هكذا :فانصبوا الحجارة التي أنا أوصيكم في جبل ِج ْرزيم ,ويفهم من اآلية " "12و" "13من هذا الباب، وجرزيم جبالن متقابالن ومن اآلية " "29من الباب " "11من هذا السفر ,عيبال ِ فيفهم من األولى أن موسى أمر ببناء الهيكل ,أعني المسجد على جبل عيبال ،ومن الثانية ,أنه أمر به على جبل ِج ْرزيم ،ويدعي كل من اليهود والسامريين :إن الفرقة حرفت التوراة في هذا المقام ،وقال ادم كالرك المفسر :إن األكثر األخرى ّ يجزمون بأن اليهود حرفوه ألجل عداوة السامريين ،وهذا مسلم عند الكل ,أن جرزيم ذو عيون وحدائق ونباتات كثيرة ،وعيبال يابس ال شيء عليه ،مناسبا ً للبركة والثاني للعن ,في الباب " "29من سفر التكوين :ونظر بئرا ً في الحقل، وثالثة قطعان غنم رابضةً عندها ,ألن من تلك البئر كانت تشرب الغنم ،وكان حجر عظيم على فم البئر ,وفيه فقالوا :ما نستطيع حتى تجتمع الماشية ,كذا في العبرانية والصحيح لفظ الرعاة بدل قطعان غنم ,ولفظ الماشية كما في السامرية واليونانية والترجمة العبرية لوالتن ولهيوبي كينت وصرح بذلك مفسروهم أيضا في الباب( )3والباب " "15منه وقيـــــل له :اعلم عالما ً أن نَ ْسلك سيكون ساكنا ً في ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق لرحمة هللا الهندي:ج 2ص ,436الشاهد األول,من المقصد األول,من الباب الثاني. -2نفس المصدر :ج 3ص,158الشبهة الثانية من الفصل الثاني ,من الباب الخامس. -3نفس المصدر:ج2ص,440-438الشاهد الرابع من المقصد األول ,من الباب الثاني. 100
غير أرضهم ويستعبدونهم ويضيقون عليهم أربعمائة سنة ,والمراد باألرض أرض مصر ،ألن أهلها استعبدوا بني إسرائيل وضيقوا عليهم ال غيرهم ,وفي الباب " "12من سفر الخروج :فكان جميع ما سكن بنو إسرائيل في أرض مصر أربعمائة وثالثين سنة ,فلفظ ثالثين إما زيد في الثاني أو حرف من األول! ومع ذلك فالمدة المذكورة مائتان وخمسة عشر سنة ,على ما صرح به مفسروهم والمؤرخون( )1ويظهر بعد التأمل فيه أيضا واآلية في السامرية واليونانية هكذا : فكان جميع ما سكن بنو إسرائيل وإبائهم وأجدادهم في ارض كنعان وارض مصر أربعمائة وثالثين سنة ,واآلية " "8من الباب الرابع من سفر التكوين في هكذا: وقال قابل لهابل أخيه ولما صار في الحقل قام قابل على هابيل أخيه فقتله ,وفي السامرية واليونانية والتراجم القديمة هكذا :وقال قابل لهابل تعال نخرج إلى الحقل, ولما صارا في الحقل الخ ,فهذه الزيادة سقطت من األولى وصرح بذلك علمائهم أيضا( )2واآلية " "17من الباب " "7من سفر التكوين هكذا :وصار الطوفان أربعين يوما على األرض ,وفي اليونانية وكثيرا من نسخ الالطينة أربعين يوما ً وليلة على األرض ,قال هورن في المجلد األول من تفسيره :فليزد لفظ في المتن العبري واآلية " "22من الباب " "35منه في العبري هكذا :ولما سكن إسرائيل تلك األرض ,مضى روبيل وضاجع بلها سرية أبيه ,قال مفسرو المسيحية :إن اليهود يسلمون أن شيئا ً سقط من هذه اآلية ,والترجمة اليونانية تتمها هكذا :وكان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق لرحمة هللا الهندي:ج2ص,514-513الشاهد األول ,من المقصد الثالث, من الباب الثاني. -2نفس المصدر"ج 3ص:163الشبهة الثانية ,من الفصل الثاني ,من الباب الخامس.
101
قبيحا ً في نظره,وصرح هارسلي المفسر :إن جملة لم سرقتم صواعي ساقطة من أول اآلية " "5من الباب " "44فيه في العبرانية واآلية " "25من الباب ""50 منه هكذا :فاذهبوا بعظامي من ههنا ,وفي السامرية واليونانية والالطينية وبعض التراجم القديمة زيد بعده "معكم" ,فلفظ "معكم" سقط من العبري كما صرح به هورن المفسر ونقله من غيره واآلية " "22من الباب ""2من سفر الخروج هكذا : فولدت له ابنا ً ودعا اسمه جرسون ،قائالً :إنما أنا كنت ملتجئا ً في أرض غريبة, وفي اليونانية والالطينية وبعض التراجم القديمة زيد بعدها ،وولدت أيضا ً غالما ً ثانيا ً ودعا اسمه العازر ،فقال :من أجل أن إله أبي أعانني وخلصني من سيف فرعون ,وصرح ادم كالرك :أنها ال توجد في نسخة من نسخ العبرانية مع وجودها في التراجم المعتبرة! فهي عندهم ساقطة منها واآلية " "20من الباب " "6من سفر الخروج هكذا :فولدت له هارون وموسى وزيد في السامرية واليونانية ,ومريم أختها ,نقل المفسر المذكور عن بعض محققيهم :إن هذا اللفظ كان في المتن العبري اآلية " "6من الباب " "10من سفر العدد هكذا :وإذا هتفوا ونفخوا مرة ثانية بالقَ ْرن يهللون كأول مرة يرفع الخيام الحالَّة نحو الجنوب ,وفي اليونانية بعدها :وإذا نفخوا مرة ثالثة يرفع الخيام الغربية لالرتحال وإذا نفخوا مرة رابعة يرفع الخيام الشمالية لالرتحال,صرح المفسر المذكور :إن متن العبراني ناقص تتمة اليونانية إلى غير ذلك من التحريف والزيادة والغلط واالختالف )1( ,ومن أراد االستقصاء فعليه بالكتاب المذكور وقد تركنا ما فيه مما يجب تنزيهه تعالى عنه كالجسمية والندامة خوفا لإلطالة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1نفس المصدر :ج 2ص ,526-523الشاهد الثالث من المقصد الثالث من الباب الثاني. 102
تنبيهات فيها تحقيقات. وينبغي التنبيه على أمور :األول :إن عدد ذكور بني إسرائيل الذين كانوا بين عشرين وخمسين في سنة وفاة موسى على نبينا واله وعليه السالم ,لما عدهم ثانيا في ارض مواب ستمائة إلف وألف وسبعمائة ,وذكر المسعودي في إثبات الوصية حكاية العجل والسامري :إن موسى "ع" قام خطيبا وذكرهم بأيام هللا وانه كان تحت المنبر ذلك اليوم إلف نبي مرسل)1(.
الثاني :استخرجوا اليهود بأصنافهم من التوراة مع اختالف نسخها ستمائة وثالث عشر فريضة ,األوامر منها مائتان وثمانية وأربعون عدد العظام من بدن اإلنسان ,والنواهي ثالثمائة وخمسة وستون عدد أيام السنة الشمسية ,قالوا وزادت النواهي على األوامر لغلبة الهوى على الطبيعة البشرية)2(.
الثالث :إن ما وقع في التوراة من التغيير كان بعضه من غير قصد لالنقالبات المتقدمة ,وبعضه عن قصد ,كما تقدم أنهم حرفوه في 13سنة من ميالد المسيح "ع" ,ونقل في الكتاب المذكور :عن أشهر تفاسيرهم التوراة ,المسمى عندهم بالتلمود ,إن تلماي الملك بعد بختنصر طلب من أحبارهم التوراة ,فخافوا على إظهاره إلنكاره بعض أوامره ،فاجتمع سبعون منهم فغيروا ما شاء من الكلمات التي كان ينكرها الملك)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب إثبات الوصية لعلي بن الحسين المسعودي:ج 1ص" ,61فقام شعيب باألمر بعد مادوم". -2كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة :ج 1ص, 505باب التاء/التوراة ,نقال عن" أرشاد القاصد. -3إظهار الحق:ج 2ص ,568الهادية الثالثة ,من المغالطة األولى ,من المقصد الثالث, من الباب الثاني. 103
ونقل عن تاريخ يوسي بيس :إن جستن الشهيد وهو من أجلة قدماء المسيحيين, ذكر في مقابلة طريفون اليهودي عدة بشارات المسيح "ع" وادعى إن اليهود أسقطوها ,وجزم واتسن في المجلد الثالث من كتابه :إن تلك العبارات كانت في العبرانية واليونانية ،ونقل عن داكتر كتي كات الذي عليه اعتماد المسيحين في تصحيح العهد العتيق :إن النسخ التي كتبت في المائة السابعة والثامنة ,أعدمت بأمر محفل الشورى لليهود ,ألنها كانت تخالف مخالفة كثيرة لما كانت معتبرة عندهم ,وإنما وصل إليهم ما كتب ما بين إلف وألف أربعمائة ,قال :وهذا اإلعدام بعد ظهور محمد "صلى هللا عليه واله")1(.
قلت :ويظهر ذلك من جملة اآليات الشريفة أيضا كما ال يخفى .الرابع :إن احد ممن اعتنى بذكر موته هنا لم يذكر في عددا ما وقع من التغيير تغييرا في ترتيب الموجود منه ,وانه يخالف األصل من هذه الجهة.
في بيان وقوع التحريف في اإلنجيل. وأما اإلنجيل :معرب انكليون ,لفظ يوناني في األصل بمعنى البشارة والتعليم ,وفي االصطالح اسم الكتاب الذي نزل على عيسى "ع" لثالث عشر ليلة خلت من شهر رمضان ,وهو كتاب واحد نزل من عند واحد ,كالتوراة والزبور وأمثالهما ,ولكن له عند النصارى نسخ كثيرة تربوا على سبعين ,كما يأتي أشهرها أربع نسخ متخالفة متناقضة ,حتى في صفات المسيح ,وأيام دعوته ,ونسبة وقت صلبه بزعمهم ,كلها في مصحف واحد يعرف باألناجيل األربعة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق:ج 2ص ,558الهادية الثالثة ,من المغالطة األولى ,من المقصد الثالث, من الباب الثاني. 104
في تعدد األناجيل األربعة: أ :إنجيل متي. ب :إنجيل مرق ساو مارقوس. ج :إنجيل لوقا. د :إنجيل يوحنا. ونقل في إظهار الحق عن هورن المفسر في المجلد الرابع من تفسيره :إن األول أ ُ ِلّف سنة , 37أو سنة , 38أو سنة , 41أو سنة ،43أو سنة , 48أو سنة , 61أو سنة , 62أو سنة , 63أو سنة 64من الميالد .والثاني سنة , 56أو ما بعده إلى سنة ،65قال :واألغلب أنه ألف سنة , 60أو سنة ،63والثالث سنة , 53أو سنة ، )1(63والرابع سنة , 68أو سنة , 69أو سنة )2( 70أو سنة 98من الميالد. انتهى )3( .وتعدد األناجيل مع وجود االختالف كاف في إثبات وقوع التغيير فيه, غير إنا نذكر خصوص بعض ما يوهن اعتبار الموجود مما يــــــوجد فيه أو ذكره ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1أو سنة ,64هذا التاريخ غير موجود في نسخة المصنف لكن موجود في المصدر الذي نقل عنه. -2أو سنة , 97هذا التاريخ غير موجود في نسخة المصنف لكن موجود في المصدر الذي نقل عنه. -3إظهار الحق:ج 1ص,157التاسع,من الفصل الثاني ,من الباب األول.
105
أهله,وال نتعرض لذكر اإلخبار الدالة على التغيير ,ووجود أشياء كثيرة في األصل ليس لها فيه عين وال اثر ,بل ثبوته فيه كأخيه مما يمكن دعوى الضرورة عليه. األول :إن اصح اإلنجيل عندهم هو إنجيل متي ,وقد صرح جميع القدماء من المسيحية وغير المحصورين من متأخريهم على ما في الكتاب المذكور انه كان في اللسان العبراني ,وفقد بسبب تحريف الفرق المسيحية ,والموجود أالن ترجمته, وال يوجد عندهم إسناد هذه الترجمة ,حتى لم يعلم اسم المترجم إلى هذا الحين باليقين ,وإنما عينوه على سبيل االحتمال وفي بعض كتبهم المعتبرة ,وهو الكتاب الذي يعرف بانسائي كلوبيد يابر تينيكا وهو كتاب اتفق على تأليفه كثيرون من علماء االنكلين منه ما لفظه :كتب اإلنجيل في السنة الحادية واألربعين في اللسان العبراني في اللسان الذي ما بين الكلداني ,لكن الموجود منه الترجمة اليونانية، والذي يوجد اآلن في اللسان العبراني فهي ترجمة الترجمة اليونانية)1(.
وقال الردن في المجلد الثاني من الكليات :كتب بي بيس إن متي كتب إنجيله في العبرانية ,وترجمة كل احد على قدر لياقته ,ونقل قريبا منه جملة من قدمائهم ,وقال هورن في المجلد الرابع من تفسيره :اختار بلرمن وكر ونيس وكساين وعد ست وعشرين منهم ,وغيرهم من العلماء المتقدمين والمتأخرين ,قول بي بيس :إن هذا اإلنجيل كتب باللسان العبراني ,وقال بعضهم :إن متي وحده كتب في اللسان العبراني الذي كان لسان أهل فلسطين ,وقال جامعو تفسير هنري واسكات :سبب فقدان النسخة العبرانية ,أن الفرقة األبيونية التي كانت تنكر ألوهية المسيح حرفت هذه النسخة ,وضاعت بعد فتنة يروشالم ،وقال البعض :إن الناصرييــــن أو اليهود ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق:ج 1ص ,151حال إنجيل متي ,الفصل الثاني من الباب األول.
106
الذين دخلوا في الملة المسيحية حرفوا اإلنجيل العبراني ،وأخرجت الفرقة األبيونية فقرات كثيرة منه ,ونورتن كتب كتابا ً ضخما ً أثبت فيه أن التوراة جعلي يقينا ً ليس من تصنيف موسى "عليه السالم" ،وأقر باإلنجيل لكن مع االعتراف بالتحريفات الكثيرة ,واثبت أيضا إن متي كتب إنجيله في العبراني.انتهى)1(.
فعلم من هذه األقوال انه كتب في العبراني وان الموجود ترجمته ,وال يعلم اسم مترجمه ,فضال عن العلم بحاله ,ومع ذلك نقول إن متي كان من الحواريين ,ورأى أكثر أحوال المسيح بعينه ,فلو كان مؤلف هذا اإلنجيل يظهر في كالمه في موضع منه انه يكتب األحوال التي رآها ,ويعبر عن نفسه بصيغة المتكلم ,كما هو العادة سلفا وخلفا ,وتوجد في رسائل الحواريين إن صحف النسبة إليهم ,وعلم من بعض األحوال المتقدمة انه ما كان متواترا في القرن األول ,وان التحريف كان شائعا فيه في المسيحيين ,وإال لما كان أمكن ألحد تحريفه ,وان وقع بالفرض فال يكون سببا لتركه ,فإذا لم يسلم األصل فكيف يظن السالمة بالترجمة التي ال يعلم مترجمها , وقال فاستس من علماء فرقة ماني في القرن الرابع :إن اإلنجيل المنسوب إلى متي ليس من تصنيفه )2(.وقال أيضا :إن هذا العهد الجديد ما صنفه المسيح ,وال الحواريون ,بل صنفه رجل مجهول االسم)3(.
وقال بروفسور الجرمني :إن هذا اإلنجيل كله كاذب ,وهذا اإلنجيل كان عند فرقة مارسيوني ,ولم يكن البابان األوالن فيـــــــه ،فهما عندهم إلحاقيان ،وكذا عند فرقة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق:ج2ص,536-532الشاهد الثامن عشر,المقصد الثالث,الباب الثاني. -2إظهار الحق:ج2ص, ,538-532المقصد الثالث,الباب الثاني. -3نفس المصدر:ج1ص,83القسم الثالث من الفصل الثالث من الباب األول.
107
إبيونية ،وتردهما فرقة يوني تيرين و ِو ْلي ْْمس وأنكرهما وأكثر مواضع هذا اإلنجيل نورتن )1(,هذا حال أول األناجيل وأقدمها وأصحها ,وقال وارد كاتلك في كتابه: صرح جيروم في مكتوبه ,وهو من أفاضل قدمائهم ,إن بعض العلماء من المتقدمين كانوا يشكون في الباب األخير من إنجيل مرقس األخير ،وبعض القدماء كانوا يشكون في بعض اآليات من الباب الثاني والعشرين من إنجيل لوقا ،وبعض القدماء كانوا يشكون على البابين األولين من إنجيل متي ،وما كان هذان البابان في نسخة فرقة مارسيوني ,وقال نورتن في كتابه في حق إنجيل مرقس :في هذا اإلنجيل عبارة واحدة قابلة للتحقيق ،وهي من اآلية ""9إلى آخر الباب اآلخر، والعجب من كريسباخ أنه ما جعلها ُمعَلَّمة بعالمة الشك في المتن ،وأورد في شرحه أدلة على كونها إلحاقية ونقلها ,قال :فثبت منها أن هذه العبارة مشتبهة. انتهى .وكريسباخ عند فرقة البروتستنت من العلماء المعتبرين )2(,وليس عندهم سند معتبر إن اإلنجيل المنسوب إلى يوحنا من تصنيفه ,بل ما ذكرنا من االستبعاد والمخالفة في طريق التأليف جار فيه ,بل في أخره ,هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا ونعلم إن شهادته حق .انتهى .وهذا قول الكاتب في حق يوحنا ,فعبر عن نفسه بصيغة التكلم وعنه بالغائب ,فعلم إن المؤلف غيره ,والظاهر انه وجد شيئا من مكتوباته ,فنقل عنه مع زيادة ونقصان ,وقد أنكر جماعة كونه من تصنيفه في القرن الثاني ,وكان في هذا القرن ارينيوس تلميذ يوليكارب ,الذي هو تلميذ يوحنا, فما قال في مقابلهم :إني سمعته من استاذي انه من تصنيفه ,فلو صح االستناد, لعلمه يوليكارب واخبر تلميذه . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق:ج2ص,538الشاهد التاسع عشر ,المقصد الثالث,الباب الثاني. -2نفس المصدر:ج1ص,153حال إنجيل مرقس ولوقا ,الفصل الثاني ,من الباب األول.
108
وفي المجلد السابع من كاتلك هرلد كيت كتب أستادلن في كتابه :إن كاتب إنجيل يوحنا طالب من طلبة المدرسة االسكندرية ,وقال برطشنيدر :إن هذا اإلنجيل كله، وكذا رسائل يوحنا ليست من تصنيفه ,بل صنّفها أحد في ابتداء القرن الثاني ,قال المحقق المشهور ِك َر ْوتِيَس :إن هذا اإلنجيل كان عشرين بابا ً فألحق كنيسة افسس الباب الحادي عشر انتهى ,والفرقة ألوجين التي كانت في القرن الثاني كانت تنكر هذا اإلنجيل وجميع تصانيف يوحنا)1(.
ونقل هورن في المجلد الرابع من تفسيره عن جماعة كثيرة إن اآلية " "53من الباب " "7واحد عشر أية من الباب " "8من إنجيل يوحنا الحاقية ,وحكم نورتن أيضا بان هذه اآليات الحاقية)2(.
وقال المقرين :إن عند كل من أصحاب َم ْرقيون وأصحاب ابن ويصان إنجيل ضه هذه األناجيل ،وألصحاب ماني إنجيل على حدة يخالف ما عليه يخالف بع ُ النصارى من أوله إلى آخره ،ويزعمون أنه الصحيح ،وما عداه باطل ،ولهم أيضا ً إنجيل يسمى إنجيل السبعين ينسب إلى تالمس ،والنصارى وغيرهم ينكرونه)3(.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق:ج1ص,156-155الفصل الثاني من الكتاب األول ,حال إنجيل يوحنا, األمر الثالث ,وجاء في المصدر"فألحق كنيسة افسس الباب الحادي والعشرين" وليس" الحادي عشر". -2نفس المصدر:ج2ص ,509الشاهد األربعون ,من المقصد الثاني ,من الباب الثاني. -3نفس المصدر:ج2ص ,398الوجه السابع عشر ,من الفصل الرابع ,من الباب األول.
109
في ذكر التواريخ الدالة على ما يوجب قلة النسخ وإمكان التجريف. الثاني :يظهر من تواريخهم انه كان في المسيحيين أيضا في الطبقات أألولى أمر موجب لقلة النسخ وإمكان التحريف ,فأنهم إلى ثالثمائة وثالث عشر سنة كانوا مبتلين بأنواع المحن والباليا ,ووقع عليهم عشر قتالت عظيمة.
أ:
في عهد السلطان نيرون في سنة 64وقتل فيه بطرس الحواري وزوجته
وبولس ,وكان كذلك في مدة سلطنته ,وكان يعد اإلقرار بالمسيحية جرما عظيما. ب :في عهد السلطان دومشيان ,وكان عدوا ً لهم ,وأمر بالقتل العام الذي حصل منه خوف استئصال هذه الملة ,وأجلى يوحنا وقتل فليوبس كليمنس أسقف الروم. ج :في عهد السلطان ترجان ابتدء بقتلهم سنة )1(11إلى ثماني عشرة سنة ،وقتل فيه إكناسش أسقف كورنتيه ،وكليمنت ،وشمعون أسقف أورشليم. د :في عهد السلطان مرقس أنتونيس الفيلسوف المتعصب في الوثنية ابتدء سنة 161إلى عشر سنين ،وبلغ القتل شرقا ً وغربا ً. ه :في عهد السلطان سويرس وكان ابتداؤه سنة 202وقتل ألوف في مصر ,وكذا في ديار فرانس وكارتهيج ،وكان القتل في غاية الشدة بحيث ظن المسيحيون أن هذا الزمان زمان الدجال. و :في عهد السلطان مكسيمن ,وكان ابتداؤه سنة ,237وقتل أكثر العلماء ألنه ظن أنه إذا قتلوا فأطاعه العوام في غاية السهولة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1في المصدر "."101 110
ز :في عهد السلطان دلشيس سنة 253وأراد استئصال تلك الملة ،فصدر أوامره. إلى حكام اإلياالت وارتد في هذه الحادثة بعض المسيحيين. ح :في عهد السلطان ولريان سنة 257وقتل فيه ألوف ،ثم صدر أمره في غاية الشدة بأن يقتل األساقفة وخدام الدين ،ويذل األعزة وتؤخذ أموالهم ،فلو بقوا بعد هذا أيضا ً يقتلون ،وتسلب أموال النساء الشرائف ويجلين من األوطان ،ويؤخذ الباقون منهم عبيدا ً ,ويحبسون ويلقون في أرجلهم سالسل ويستعملون في أمور الدولة. ط :في عهد السلطان أريلين وكان ابتداؤه سنة . 274 ي :في سنة 302وامتألت األرض شرقا ً وغربا ً في هذا القتل ,وأحرقت بلدة فريجيا كلها دفعة واحدة ,بحيث لم يبق فيها أحد من النصارى)1(.
فال يتصور مع صدق تلك الوقائع كثرة النسخ وال محافظتها وتصحيحها ,قال في إظهار الحق :وطلبنا منهم مرارا سندا متصال فال يتصور مع ثقاتهم من أخر القرن الثاني أو القرن الثالث إلى مصنف األناجيل ,وتتبعنا في كتب إسنادهم فما نلنا المطلوب ،بل اعتذر قسيسهم بأنه ال يوجد عندنا هذا السند ألجل وقوع الحوادث العظيمة في القرون األولى()2 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق:ج 2ص ,613-610األمر السابع ,من المغالطة الرابعة ,من الباب الثاني. -2نفس المصدر:ج 2ص,403الوجه السابع عشر من الفصل الرابع من الباب األول.
111
وفي أمثال هذه األوقات مجال واسع للمحرفين ,وقد ذكر بل في تاريخه وغيره ,إن فرقة االبيونية التي كانت في القرن األول معاصرة لبولس منكرة عليه ,تسلم من االناجيل إنجيل متى ،لكن الذي عندها مخالفا ً لإلنجيل المنسوب إلى مت ّى ,الموجود عند معتقدي بولس في كثير من المواضع ،ولم يكن البابان األوالن فيه ,والفرقة المارسيونية تسلم منها إنجيل لوقا ,وما عندها أيضا مخالف للموجود ,وما كانت تسلم البابين األولين منه ,وصرح الردن في المجلد الثامن من تفسيره بعض المواضع التي غيروا منه بالتبديل أو باإلسقاط مؤخر بعد قوله كالعنقاء )1(,وقال آدم كالرك في المجلد السادس من تفسيره :هذا األمر محقق أن األناجيل الكثيرة الكاذبة كانت رائجة في أول القرون المسيحية ,وكثرتها هيجت لوقا على تحرير اإلنجيل ،ويوجد ذكر أكثر من سبعين من هذه األناجيل الكاذبة ،واألجزاء الكثيرة من هذه األناجيل باقية ,وكان فايري سيوس جمع هذه االناجيل الكاذبة وطبعها في ثالث مجلدات)2(.
الثالث :في الباب األول من رسالة بولس إلى أهل عالطية :ثم إني أعجب من إنكم أسرعتم باالنتقال عمن استدعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر وهو ليس بإنجيل, بل إن معكم نفرا ً من الذين يزعجونكم ويريدون أن يحرفوا إنجيل المسيح .انتهى, فعلم منه أوال انه كان في عهد الحواريون إنجيل يسمى بإنجيل المسيح وهو الحق الحقيق ,ومختار الفاضل اكهارن وكثير من المتأخرين من علماء الجرمن ،وإليه مال المحقق لكلرك وكوب وميكايلس وليسنك ونيمير ومارس)3(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق:ج 2ص,549-548الهداية الثانية من المغالطة األولى من الباب الثاني. -2نفس المصدر :ج 3ص ,942الشبهة الثالثة ,من الفصل الرابع ,من الباب الخامس. -3نفس المصدر :ج 2ص ,554الهداية الثالثة ,من المغالطة األولى من الباب الثاني.
112
وثانيا :انه كان إنجيل أخر مخالف له ,وثالثا :إن المحرفين كانوا في صدد تحريف إنجيل المسيح في زمانهم فضال عن الزمان األخر ألنه ما بقى له بعد ذلك إال االسم كالعنقاء)1(.
الرابع :ما يظهر من كتبهم إن السلطان ديوك ليشين ملك ملوك الفرنج ,أراد إن يمحو وجود الكتب المقدسة لهم عن صفحة العالم واجتهد فيه ,فأمر في سنة 303 بهدم الكنائس وإحراق الكتب ,وعدم اجتماع المسيحيين للعبادة ,فهدمت الكنائس وأحرق كل كتاب حصل له بالجد التام ،ومن أبى أو ُ ع ِذّب عذابا ً ظن أنه أخفى كتابا ً ُ شديدا ً ,وامتنعوا عن االجتماع للعبادة ,قال الردز في المجلد السابع من تفسيره :إن أمره بذلك صدر في شهر مارج من السنة التاسعة عشرة من جلوسه ,قال :وقال: يوسى بيس بالحزن التام إنه رأى بعينيه أن الكنائس هدمت والكتب المقدسة أحرقت في األسواق .انتهى ,وقال آدم كالرك في مقدمة تفسيره :إن التفسير المنسوب إلى تي شن انعدم ،والمنسوب إليه اآلن مشكوك عند العلماء وشكهم حق ,وقال واتسن في المجلد الثالث من كتابه :كان التفسير المنسوب إلى تي شن موجودا ً في عهد تهيو دورت ،وكان يقرأ في كل كنيسة ،لكن تهيو دورت أعدم جميع نسخه ليقيم اإلنجيل مقامه .انتهى .فإذا جاز انعدام هذا التفسير واختراع بدله من المسيحيين جاز انعدام كتب العهد الجديد من األناجيل وغيرها! بل هو أولى! إذ ال شك عندهم إن اقتدار تهيو دورت واليهود الذين اعدموا النسخ المخالفة لنسختهم بعد المائة الثامنة كما تقدم ,وكذا زمان إعدامه كان اقرب من زمان إعدامهم ,فال بعد في انعدام اإلنجيل لهذه الحادثة والحوادث التي تقدمت ,واختالقهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق :ج 2ص ,553الهداية الثالثة ,من المغالطة األولى من الباب الثاني.
113
إنجيال أخر بل االهتمام باختالقه أكثر من اختالق التفسير المذكور)1(.
الخامس :اتفقت األناجيل األربعة في ذكر قتل المسيح وكيفية صلبه ,وما جرى عليه في خالل ذلك ودفنه وقيامه من القبر بعد ثالث ,وغير ذلك مما هو صريح في كونه من كالم شيوخ النصارى ,وكيف يكون في المنزل على المسيح تلك القصص على نهج اإلخبار على األمور الواقعة والحوادث الماضية ,مضافا إلى كونه في نفسه من األكاذيب التي إبان هللا عز وجل عنها في كتابه المجيد , والحواريون عند النصارى أفضل من موسى وسائر األنبياء االسرائلية ,وكان منهم يهوذا االسحريوطي ,وكان مستفيضا روح القدس وممتلئا عنه كما في الباب العاشر من إنجيل متي ,وقد صرح في الباب " "27انه باع دينه بدنياه وسلم المسيح "ع" بأيدي اليهود بطمع ثالثين درهما ثم خنق نفسه ومات ,وفي الباب " "12من إنجيل يوحنا انه كان سارقا ،وكان الكيس عنده ،وكان يحمل ما يلقى فيه .وفي الباب " "26من إنجيل متي ,أنهم فروا في الليلة التي أخذا اليهود عيسى "عليه السالم" وتركوه في أيدي األعداء ,وأن عيسى "ع" كان في غاية االضطراب في هذه الليلة ،وقال لهم :إن نفسي حزينة جداً ،امكثوا ههنا واسهروا معي ،ثم تقدم قليالً للصالة ،ثم جاء إليهم فوجدهم نياماً ،فقال لبطرس وهو شمعون الصفا خليفته ورئيسهم :أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة ،اسهروا وصلوا ,فمضى مرة ثانية للصالة ,ثم جاء فوجدهم نياما ً فتركهم ومضى ,ثم جاء إلى تالميذه وقال لهم :ناموا واستريحوا ,وهذا ذنب عظيم ,بل لو كان لهم محبة ما ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق :ج 2ص ,616-614األمر الثامن ,من المغالطة الرابعة ,من الباب الثاني.
114
لما فعلوا هذا األمر ،فأن العصاة من أهل الدنيا إذا كان مقتداهم أو قريب منهم في االضطراب والمرض الشديد ,في ليلة ال ينامون فيها ولو كانوا أفسق الناس ,وفي الباب " "16منه إن المسيح "ع" قال لبطرس :اذهب عني يا شيطان ,أنت معثرة لي ألنك ال تهتم بما هلل ،لكن تهتم بما للناس ,وفي الباب " "26منه انه قال لتالميذه أالثني عشر في ليلة قتله :كلكم تشكون في هذه الليلة ,فأجاب بطرس وقال :لو شك جميعهم فيك ,فال اشك أنا أبدا ,فقال له :انك في هذه الليلة قبل إن يصيح الديك تنكر بي ثالث مرات ,ثم ذكر كيفية إنكاره ,وفي الباب " "9من إنجيل لوقا في اآلية " "33إن بطرس كان في بعض األوقات ال يدري ما يقول , واآلية " "51من الباب " "11من إنجيل يوحنا هكذا :ولم يقل أي قيافا الذي أمر بقتل عيسى "ع" كما في اآلية التي قبلها هذا من نفسه ,لكن من اجل انه كان عظيم الكهنة في تلك السنة ,فتنبأ إن يسوع كان مزمعا إن يموت بدل األمة .انتهى ,فدلت على إن قيافا كان نبيا ,وقد أفتى بقتل عيسى وكفره وأهانه ,فلو كانت هذه األمور بالنبوة واإللهام ،فعيسى "ع" واجب الرد ,وإن كانت بإغواء الشيطان ،فكيف يكون نبيا وأي ذنب اعظم من هذه)1(.
السادس :فكر كل من متي ولوقا في إنجيلهما نسب المسيح "ع" ومن قابلهما وجدت ست اختالفات: أ :يعلم من متى أنه يوسف بن يعقوب ،ومن لوقا أنه ابن هالي. ب :يظهر من متى أن عيسى"ص" من أوالد سليمان "ع" ،ومن لوقا أنه من أوالد ناثان. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق:ج 4ص ,256-253الفصل الثاني من الباب السادس. 115
ج :يعلم من متى أن آباء المسيح من داود إلى جالء بابل سالطين مشهورون ،ومن لوقا أنهم غير سالطين وال مشهورين غير داود وناثان. د :يعلم من متى أن شلتائيل بن يوخانيا ،ومن لوقا أنه ابن نيرى. ه :ذكر متى أن اسم ولد زور بابل أبيهود ،ولوقا أنه ريصا. و :من داود "ع" إلى المسيح "ع" ستة وعشرون جيالً في إنجيل متى ،واحد وأربعون في إنجيل لوقا ،وبين الرسولين ألف سنة ,ففي مقابل كل جيل أربعون سنة على األول وخمسة وعشرون على الثاني( ، )1وال يخفى إنهما ذكرت نسب يوسف بن يعقوب زوج مريم أو خاطبها ,وأي ربط له بنسب المسيح ,وإنما الواجب ذكر نسب مريم ,وذكر متي في الباب " "2إن يوسف ومريم بعد والدة المسيح "ع" كانا يقيمان في بيت لحم إلى قريبة من سنتين ،وجاء المجوس هناك, ثم ذهبا إلى مصر ،وأقاما فيه مدة حياة هيرود في مصر ،ورجعا بعد موته ،وأقاما في ناصرة ،وذكر لوقا إنهما بعد ما تم نفاس مريم ذهبا إلى أورشليم ،وبعد تقديم الذبيحة رجعا إلى ناصرة ،وأقاما فيها وكانا يذهبان منها إلى أورشليم أيام العيد في كل سنة ،وان المسيح أقام فيها بال إطالعهما في السنة الثانية عشرة ,فعلى كالمه ال مجال لمجيء المجوس في بيت لحم ،وال لذهابهما في مصر ,فأنه صريح في أن يوسف لم يسافر قط من أرض اليهود ,ال إلى مصر وال إلى غيرها ,وذكر متى أن أهل أورشليم وهيرود ما كانوا عالمين بوالدة المسيح قبل أخبار المجوس ،وكانوا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق :ج 1ص ,190-188االختالف السادس واألربعون,من الفصل الثاني , من الباب األول. 116
معاندين له ،وذكر لوقا أن يوسف ومريم لما ذهبا إلى أورشليم لتقديم الذبيحة، فسمعان الذي كان رجالً صالحا ً ممتلئا ً بروح القدس ,وكان قد أوحى إليه أنه ال يرى الموت قبل رؤية المسيح ،أخذ عيسى "ع" على ذراعيه في الهيكل وبين أوصافه ،وكذلك َحنَّة النبية ,اعتقد اليهود نبوة جماعة من النساء: أ :سارة زوجة إبراهيم. ب :مريم أخت موسى. ج :ذبور دابي خال زوجة داود. ه :حنا أم سموئيل النبي. و :خولدا زاته, وظاهر آيات كتابنا المهم على ان الجميع ينفي نبوة النساء ,وقفت تسبح الرب في تلك الساعة ،وأخبرت جميع المنتظرين في أورشليم ،فلو كان هيرود وأهل أورشليم معاندين له ,لما أخبر الرجل الصالح في الهيكل الذي كان مجمع الناس في كل حين ،ولما أخبرت النبية به في أورشليم ,الذي كان دار السلطنة لهيرود, والفاضل نورتن أن بيان متى غلط وبيان لوقا صحيح ,وذكر مرقس في الباب ""4 أن المسيح أمر الجماعة بالذهاب ,وحدث التموج والهيجان في البحر بعد وعظ التمثيالت ،ويعلم من الباب " "8من إنجيل متى ,أن الحالين المذكورين بعد وعظ الجبل ،وكتب وعظ التمثيالت في الباب " ،"13فهو متأخر عن الحالين المذكورين تأخرا ً كثيراً ،ألن بين الوعظين مدة ً مديدة فأحدهما غلط ,وذكر متي في الباب " "21أن مباحثة اليهود والمسيح كانت في اليوم الثاني من وصوله إلى أورشليم، 117
وذكر مرقس في الباب " "11أنها كانت في اليوم الثالث ,وكتب متي في الباب""8 أوالً شفاء األبرص بعد وعظ الجبل ،ثم شفاء عبد قائد المائة بعد ما دخل عيسى "عليه السالم" كفر ناحوم ،ثم شفاء حماة بطرس،وذكر لوقا في الباب " "4أوالً: شفاء حماة بطرس ,ثم في الباب " "5شفاء األبرص ,ثم في الباب " "7شفاء عبد قائد المائة ،ووقع لوقا في الباب " "11من إنجيل متى والباب " "1من إنجيل مرقس والباب " "7من إنجيل لوقا هكذا :اها إنا أرسل إمام وجهك مالكي الذي هيئ طريقك قدامك ,ذكر مفسروهم أنهم نقلوا تلك العبارة من اآلية األولى من الباب " "3من كتاب مالخيا ،والموجود فيه هكذا :ها أنا ذا مرسل مالكي ،ويسهل الطريق أمام وجهي ,فبين المنقول والمنقول عنه اختالف من وجهين ,ونقل هورن في الجلد الثاني من تفسيره عن داكتر ريدلف :انه ال يمكن إن يبين سبب المخالفة بسهولة غير إن النسخ القديمة وقع فيها تحريف ما ,وذكر متي في الباب " "20إن عيسى"ع" لما خرج من أريحا أعميين جالسين في الطريق فشفاهما ، وكتب مرقس في الباب " "10أنه وجد أعمى واحدا ً اسمه باريتمارس ,وكتب في الباب " "8انه لما عبر إلى كورة الجدريين استقبله مجنونان خارجان من القبور فشفاهما ،وكتب مرقس في الباب " "5ولوقا في الباب " "8أنه كان واحد ,وذكر متى في الباب " "21أنه أرسل تلميذين إلى القرية ،ليأتيا باألتان والجحش وركب عليهما ،وكتب الباقون ليأتيا بالجحش فأتيا به وركب عليه )1(.ومن قابل الباب " "4من إنجيل متـــي والباب " "1من نجيـــل مرقس وانجيـــــل يوحنا وجد ثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق :ج 1ص ,209-197االختالف الثاني والخمسون,من الفصل الثالث ,من الباب األول.
118
اختالفات في كيفية إسالم الحواريين ,و َم ْن نظر الباب " "9من إنجيل متى والباب " "5من إنجيل في وجد اختالفا ً معينا ظاهرا قصة ابنة الرئيس,ويظهر من الباب " "10من إنجيل متى والباب " "9من إنجيل لوقا أنه "ع" لما أرسل الحواريين منعهم من أخذ العصا ،و من الباب " "6من إنجيل مرقس أنه أجازهم أخذها ,ويعلم من الباب " "15من إنجيل متى أن أالمرأة المستغيثة كانت كنعانية ،ومن الباب " "7من إنجيل مرقس أنها كانت يونانية باعتبار القوم ،وفينقية سورية باعتبار القبيلة ,كتب مرقس في الباب " "7أنه"ع" أبرأ واحدا ً كان أصم وأبكم وجعله متى في انجي لجموها كثيرة)1(.
ومن نظر األناجيل األربعة وجدهم مختلفين في بيان إنكار بطرس بثمانية أوجه, وفي العنوان الذي كتبه بيالطس وضعه على الصليب بأربعة أوجه ,ومن نظر الثالثة غير إنجيل لوقا وجدهم مختلفين في قصة امرأة أفرغت قارورة طيب على عيسى "عليه السالم" من ستة أوجه ,إلى غير ذلك من االختالفات والتناقضات التي يتعذر ضبطها ,وتنبىء عن عدم كون مؤلفيها إلهاميين. السابع :ذكر متي في الباب " "1إن جميع األجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر ,ومنه إلى سبي بابل أربعة ,ومنه إلى المسيح أربعة عشر ,وهذا غلط ,الن القسم األول يتم على داود ,فهو داخل فيه وخارجا ً عن القسم الثاني ,ويبتدئ الثاني من سليمان ويتم على يوخانيا ،فهو خارجا ً عن القسم الثالث ،ويبتدئ القسم الثالث من شلتائيل ويتم على المسيح ،وفي هذا القسم ال يـــوجد إال ثالثة عشر ،وذكر فيه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق :ج 1ص ,214-210االختالف ,76من الفصل الثالث ,من الباب األول.
119
أيضا ان ويوشيا ولد يوخانيا وإخوته في جالء بابل وهو غلط بأربعة أوجه: أ :أن يوشيا مات قبل هذا الجالء باثني عشر عاما ً. ب :أن يوخانيا ابن يواقيم وهو ابن يوشيا. ج :أن يوخانيا كان في جالء بابل ابن ثمان عشرة سنة فما معنى والدته فيه. د :أنه ما كان ليوخانيا إخوة ،وإنما كان ألبيه ثالثة إخوة. واحتمل آدم كالرك المفسر بعد اعترافه باإلشكال انه كانت اآلية هكذا :ويوشيا ولد يواقيم وإخوته ،ويواقيم ولد يوخانيا عند جالء بابل ,فأمر بالتحريف لرفع االعتراض ،ومع ذلك فالثالث بحاله )1(.ويظهر من الباب " "3من السفر األول من إخبار األيام ,إن األجيال في القسم الثاني الذي ذكره متي ثمانية عشر ال أربعة عشر ,ولذلك قال نيومن متحسرا ً :إنه كان تسليم اتحاد الواحد والثالثة ضروريا ً في الملة المسيحية ،واآلن تسليم اتحاد ثمانية عشر ,وأربعة عشر أيضا ً ضروري ,ألنه ال احتمال لوقوع الغلط في الكتب المقدسة ,واآلية " "8من الباب " "1من إنجيل متي هكذا :يورام ولد عوزيا وهو غلط بوجهين: أ :أن عوزيا ابن احزيا بن يواش بن امصياه بن يورام ،وثالثة من السالطين المشهورة ,وحالهم مذكور في الباب " "8و" "12و" "14من سفر الملوك الثاني والباب " "22و" "24و" )2("5من السفر الثاني من أخبار األيام. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق :ج 1ص , 297-294الغلط " "38من الفصل الثالث ,من الباب األول. -2في المصدر ورد :والخامس والعشرين ,وليس الخامس.
120
ب :أن اسمه عزيا ال عوزيا كما في الباب "3" .من السفر األول من أخبار األيام والباب " "14و " "15من سفر الملوك الثاني ,وذكر فيه أيضا إن زور بابل ولد شلتائيل ،وهو غلط بل هو ابن فدايا وابن األخ لشلتائيل ،كما هو في الباب " "3من السفر األول من أخبار األيام ,وذكر فيه أيضا أن أبي هود ابن زور بابل وهو غلط ً ،ألن زور بابل كان له خمسة بنين ,كما في الباب المقدم وليس فهيم احد مسمى بهذا االسم )1(.وذكر أيضا في الباب " "27إن حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل ,واألرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت ,وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين ,وخرجوا من القبور بعد قيامته ,ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين ,وهذه الحكاية كاذبة ،وصرح نورتن :أن أمثال هذه الحكايات كانت رائجة في اليهود ,ولعل أحدا كتب في حاشية النسخة العبرانية إلنجيل متى ,وأدخلها الكتاب في المتن ,ويدل على كذبها وجوه ال يسع ذكرها المقام )2(,واآلية " "28من الباب " "19منه هكذا :فقال لهم يسوع الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد ،متى جلس ابن اإلنسان على كرسي مجده, تجلسون أنتم أيضا ً على اثني عشر كرسيا ً انتهى .وهذه شهادة منه للحواريين أالثني عشر بالفوز والنجاة وهو غلط ،ألن يهودا األسخريوطي الواحد منهم قد ارتد ومات مرتدا ً جهنميا ً على زعمهم ،فال يمكن أن يجلس على الكرسي الثاني عشر ,واآلية " "13من الباب " "3من إنجيــــل يــــوحنا هكذا :ألـــيس احد صعد إلى السماء إال الذي نزل من السماء ابن هللا الذي هو في السماء ,وهذا غلط أيضا ً ألن أخنوخ وإيلياء رفعا إلى السماء كما في الباب " "5من سفر التكوين ،والباب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق :ج 1ص , 301-298الغلط " "44من الفصل الثالث ,من الباب األول. -2نفس المصدر:ج 2ص,314-313الغلط""59من الفصل الثالث ,من الباب األول. 121
" "2من سفر الملوك الثاني )1(,اآلية " "27من الباب " "3من إنجيل لوقا هكذا: ابن يوحنا ابن ريسا ابن زور بابل بن شلتيئل بن نيري ,وفيه ثالث أغالط: أ :انه ليس احد من بني زور بابل مسمى بهذا االسم مع انه مخالفا لما ذكره متي أيضا. ب :أن زور بابل ابن فدايا. ج :أن شلتئيل ابن يوخانيا كما ذكره متى)2(.
واآلية " "25من الباب " "25من إنجيل لوقا هكذا :انه لم تمطر على األرض ثالث سنين وستة أشهر في زمان إيليا الرسول ,وهو غلط ،ألن المطر الثالثة ،كما في الباب " "18من سفر الملوك األول إلى غير ذلك من األغالط الكثيرة التي تقف عليها المناظرة)3(. الثامن :ذكر متي في الباب " )4("4ومرقس في " "6ولوقا في " :"3إن هيروديس اخذ يحيى وقيده في السجن ألجل هيروديا زوجة أخيه فيلبوس ,صرح مفسروهم :بان فيليوس زايد فليسقط من المتن بل قال هورن في المجلد األول :إن كريباخ أسقطه وإنما اسم زوجها هيرود ,اآلية ")5("13 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق:ج2ص ,328الغلط " "82من الفصل الثالث من الباب األول. -2نفس المصدر:ج2ص ,333الغلط" "86من الفصل الثالث من الباب األول. -3نفس المصدر :ج 2ص ,343الغلط"101و ,"102الفصل الثالث ,من الباب األول. -4في المصدر ورد :الرابع عشر. -5في المصدر ورد :الحادية والثالثون وليس الثالث عشر. 122
من الباب " "7من إنجيل لوقا هكذا :ثم قال الرب :فبماذا أشبه أهل هذا الجيل؟ أو ما الذي يشابهونه؟ ,قال ادم كالرك :هذه األلفاظ ما كانت أجزاء لمتن لوقا ،ولهذا األمر شهادة تامة ,وردَّ كل محقق هذه األلفاظ وأخرجها بنجل وكريسباخ من المتن ,اآلية " "9من الباب " "27من إنجيل متى هكذا :وحينئذ كمل قول النبي أرمياء حيث قال :فقبضوا الدراهم الثالثين ثمن المثمن الذي ثمنه بنو إسرائيل ,هذه العبارة ال توجد في كتاب ارميا ,وال في كتاب أخر من كتب العهد العتيق ,نعم توجد في كتاب زكريا عبارة تناسب تلك العبارة لكن بينهما فرق كثير ,ثم اختلف مفسروهم فقال هورن في المجلد الثاني من تفسيره :انه إلحاقي وان لفظ ارميا زائد ,وذكر شواهد لإللحاق ,وقال في المجلد األول :انه أدرجه بعض الناقلين, وقال وارد كاتلك :انه غلط متي فكتب ارميا موضع زكريا ,وقال جواد بن ساباط في البراهين الساباطية :إني سألت القسيسين الكثيرين عن ذلك ,فقال طامن :غلط الكاتب ،وقال بيوكانان ومارطيروس وكيراكوس :إن متى كتب اعتمادا ً على حفظه بدون المراجعة إلى الكتب ،فوقع في الغلط ,وقال بعضهم :لعل زكريا يكون مسمى بأرمياء أيضا ً ,واآلية " "35من الباب" "27من إنجيله أيضا هكذا : فصلبوه واقتسموا بقرع القرعة لباسه ,لكل قول النبي حيث قال :إنهم اقتسموا لباسي واقترعوا على قميصي .انتهى .اثبت هورن باألدلة القاطعة في المجلد الثاني إن قوله ليكمل إلى أخره زائد واجب الحذف ,وحذفه كريسباخ وكذا ادم كالرك في المجلد الخامس من تفسيره )1(.وصرح هورن أيضا :إن كلمة أيضا في اآلية " "8من الباب " "12من إنجيله الحاقية وأخرجهما كريسباخ ,وكذا لفظ القلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق :ج 2ص ,497-492الشاهد الثامن عشر" ,من المقصد الثاني ,من الباب الثاني. 123
في اآلية " "35من الباب " "12منه ,وفرقة رومن كاتلك ,يحكمون بان قوله :فان الملكوت والقدوة والمجد لك إلى األبد ,واآلية " "13من الباب " "6منه :الحاقية َج ْزما ً وال توجد في الترجمة الالطينية ,ونقله وارد كاتلك في كتاب األغالط من بعض محققيهم أيضا ,واآلية " "53من الباب " ،"7واآلية األولى إلى حادية عشرة من إنجيل يوحنا إلحاقية ،كما صرح به نورتن ونقله هورن في المجلد الرابع من تفسيره ,عن أرازمس وكالوين وبيزا وكروتيس وليكرك ووتستين وسملر وشلز ومورس وهين لين وبالس وسمت ونفينس وكوجو وغيرهم ,ممن ذكرهم وجماعة شرحوا اإلنجيل ولم يشرحوا هذه اآليات وكلمة عالنية في اآلية " "18من الباب " "6من إنجيل متي الحاقية ,كما صرح به ادم كالرك قال: وأسقطه كريسباخ ووتسين وبنجل ،وكلمة إلى التوبة في اآلية " "71من الباب " "2من إنجيل مرقس إلحاقية ،كما صرح به آدم كالرك قال :وأسقطه كريسباخ من المتن وتبعه كرويتس ومل وبنجل ,وهكذا في اآلية " "13من الباب " "9من إنجيل متى ,وصرح أيضا ً قوله في الباب " "20منه :وتصطبغوا بالصبغة التي أنا بها أصطبغ ,وقوله :وأما الصبغة التي أنا أصطبغ بها فتصطبغون ,الحاقيان وأسقطهما كريسباخ ,وقوله في الباب " "9من إنجيل لوقا :فإن ابن اإلنسان لم يأت لهالك أنفس الناس ,بل لنجاتها ,ثم ساروا إلى قرية أخرى ,الحاقي وأسقطه كريسباخ )1(.وقال هورن في تفسيره :سقطت أية تامة ما بين اآلية " "33و""34 من الباب " )2( "11من إنجيل لوقا)3(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إظهار الحق ج 2ص ,512-502الشاهد السابع والثالثون" ,من المقصد الثاني ,من الباب الثاني. -2في المصدر ورد :الحادي والعشرين. -3نفس المصدر :ج 2ص ,512-530الشاهد الخامس عشر" ,من المقصد الثالث ,من الباب الثاني. 124
فلنقبض عنان األقالم ,فان التعرض لجميع ما يوهن اعتبار الموجود منه لعلة تضييع للوقت ,إذ وجود غلط أو تناقض أو اختالف أو تحريف واحد كاف في عدم كون جامعه ثقة ضابطا ,فضال عن كونه ملهما مسددا مؤيدا بروح القدس ,فضال عن كونه نبيا مرسال ,بل يظهر من لوقا وهو المتأخر منهم عدم اعتنائه بما جمع قبله ,وإال كيف يخالف من الهم إليه؟ وهذا أصبح والحمد هلل الذي أزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا هذا تمام الكالم في األول.
في بيان إن كل ما وقع في األمم السالفة يقع في األمة المرحومة . األمر الثاني :في إن كل ما وقع في األمم السابقة خصوصا بني إسرائيل يقع في هذه األمة ,وإنها تقتضي سنن السابقين وسيرة من كان قبلهم في كل أحوالهم
وجميع أطوارهم ,خصوصا فيما يتعلق بأمور الدين قال هللا تعالى﴿ :لَتَ ْر َكبُ َّن َ طبَقًا ع ْن َ ق﴾ االنشقاق ,19:أي لتتبعن سنن من كان قبلكم من األولين وأحوالهم, َ ط َب ٍّ صرح بهذا التفسير جمع من المفسرين كما في ضياء العالمين ونقله في مجمع البيان عن الصادق "عليه السالم" قال :والمعنى انه يكون فيكم ما كان فيهم ويجري عليكم ما جرى عليهم حذو القذة بالقذة)1(.
ي ٍّ إِ َّال وقال تعالىَ ﴿ :و َك ْم أ َ ْر َ ي ٍّ فِي ْاأل َ َّو ِلينَ ﴿َ ﴾6و َما يَأْتِي ِه ْم ِم ْن نَ ِب ّ س ْلنَا ِم ْن نَ ِب ّ شدَّ ِم ْن ُه ْم َب ْ ط ً ض ٰى َمث َ ُل َكانُوا بِ ِه َي ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿ ﴾7فَأ َ ْهلَ ْكنَا أَ َ شا َو َم َ س ْلنَا ِم ْن قَ ْب ِل َك ْاأل َ َّو ِلينَ ﴿ ﴾8الزخرف .وقال تعالـــــــــــــــــــــــــــــــىَ ﴿ :ولَقَ ْد أ َ ْر َ سو ٍّل إِ َّال َكانُوا بِ ِه يَ ْستَ ْه ِزئُونَ ﴿﴾11 فِي ِشيَعِ ْاأل َ َّو ِلينَ ﴿َ ﴾10و َما يَأْتِي ِه ْم ِم ْن َر ُ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير مجمع البيان للطبرسي:ج10ص "62",307سورة االنشقاق. 125
سنَّةُ ب ْال ُم ْج ِر ِمينَ ﴿َ ﴾12ال يُؤْ ِمنُونَ ِب ِه ۖ َوقَ ْد َخلَ ْ ت ُ َك ٰذَ ِل َك نَ ْسلُ ُكهُ فِي قُلُو ِ س ِلنَا ۖ َو َال س ْلنَا قَ ْبلَ َك ِم ْن ُر ُ ْاأل َ َّو ِلينَ ﴿ ﴾12الحجر .وقال سبحانهُ ﴿ : سنَّةَ َم ْن قَ ْد أ َ ْر َ سنَّتِنَا تَ ْح ِو ً اَّللِ الَّتِي قَ ْد َخلَ ْ سنَّةَ َّ ت ِم ْن يال﴾ اإلسراء , 77:وقال تعالىُ ﴿ : تَ ِجدُ ِل ُ اَّللِ تَ ْبد ً سنَّةَ َّ سنَّ ِة َّ اَّللِ ِفي الَّذِينَ ِيال﴾ الفتح ,23:وقال عز اسمهُ ﴿ : قَ ْب ُل ۖ َولَ ْن تَ ِجدَ ِل ُ َخلَ ْوا ِم ْن قَ ْب ُل َو َكانَ أَ ْم ُر َّ ُورا﴾ األحزاب , 38:وقال تعالى: اَّللِ قَدَ ًرا َم ْقد ً شدَّ ِم ْن ُك ْم قُ َّوة ً َوأَ ْكثَ َر أَ ْم َو ًاال َوأ َ ْو َالدًا فَا ْستَ ْمتَعُوا ﴿ َكالَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم َكانُوا أَ َ ضت ُ ْم بِخ ََالقِ ِه ْم فَا ْست َ ْمتَ ْعت ُ ْم بِخ ََالقِ ُك ْم َك َما ا ْستَ ْمت َ َع الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم بِخ ََالقِ ِه ْم َو ُخ ْ س ْلنَا ِم ْن قَ ْب ِل َك ِفي َكالَّذِي خَا ُ ضوا ﴾ التوبة , 69:وقال تعالىَ ﴿ :و َك ٰذَ ِل َك َما أ َ ْر َ ار ِه ْم ع َل ٰى أ ُ َّم ٍّة َو ِإنَّا َ ِير ِإ َّال قَا َل ُمتْ َرفُوهَا ِإنَّا َو َج ْدنَا آ َبا َءنَا َ قَ ْريَ ٍّة ِم ْن نَذ ٍّ ع َل ٰى آثَ ِ ٰ عد ًُّوا َ اطينَ ش َي ِ ي ٍّ َ ُم ْقتَدُونَ ﴾ الزخرف , 23:وقال تعالىَ ﴿ :و َكذَ ِل َك َج َع ْلنَا ِل ُك ِّل نَبِ ّ اإل ْن ِس َو ْال ِج ِّن ﴾ اإلنعام .112: ِْ إلى غير ذلك من اآليات الكثيرة التي فيها داللة أو إشارة على المطلب ,وال يضر ضعف داللة بعضها ,لكونها مجبورة باإلخبار المستفيضة التي نذكرها. قال العالمة ألمجلسي في البحار :وقد ثبت باإلخبار المتضافرة إن ما وقع في األمم السابقة ,يقع نظيره في هذه األمة ,فكلما ذكر سبحانه في القران الكريم من القصص ,فإنما هو زجر هذه األمة عن أشباه إعمالهم وتحذيرهم عن أمثال ما نزل بهم من العقوبات ,حيث علم وقوع نظيرها منهم وعليهم.انتهى)1(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار للمجلسي:ج24ص,236الباب " "59نادر في تأويل قوله تعالى: (سيروا فيها ليالي وأياما امنين). 126
وقد افرد له بالتصنيف الشيخ الصدوق وسماه كتاب حذو النعل بالنعل)1(.
وقال المحدث الحر ألعاملي في إيقاظ الهجعة في إثبات الرجعة :انه يمكن إن يستدل عليه بإجماع المسلمين في الجملة ,فان األحاديث بذلك كثيرة من طرق العامة والخاصة ,وقد صنف علمائنا كتبا في إثباته مذكورة في كتب الرجال)2(.
قلت :لم يصلنا تلك الكتب ألينا وإنما نورد من اإلخبار ما عثرت عليه ,مما روى متفرقا في الكتب المعتبرة ونتبعه بما رواه العامة.
في ذكر الروايات الواقعة في هذا المضار. أ :الصدوق في إكمال الدين ,عن علي بن أحمد الدقاق ,عن محمد بن أبي عبد هللا الكوفي ،عن موسى بن عمران النخعي ،عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن غياث بن إبراهيم ،عن الصادق جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن آبائه "عليهم السالم" قال :قال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" :كلما كان في األمم السالفة فإنه يكون في هذه األمة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة)3( ,
ع ْن َ ب :علي بن إبراهيم في تفسيره في قوله تعالى﴿ :لَتَ ْر َكبُ َّن َ ق﴾ طبَقًا َ طبَ ٍّ االنشقاق ,19:يقول :لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ،والقذة بالقذة ال تخطئون طريقهم ،وال يخطأ شبر بشبر ،وذراع بذراع ،وباع بباع ،حتــــــى أن لو ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الفهرست للطوسي:ص,237رقم الترجمة " / "710رجال النجاشي:ص-391 ,392رقم الترجمة.1049: -2اإليقاظ من الهجعة للحر ألعاملي:ص "90" ,114الباب الرابع,في إثبات إن ما وقع في األمم السابقة يقع مثله في هذه األمة...... -3إكمال الدين للصدوق:ج 1ص,604الباب الرابع والخمسون,قصة بلوهر وبوذاسف.
127
كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه ،قالوا :اليهود والنصارى تعنى يا رسول هللا؟ قال :فمن أعني؟ لتنقضن عرى اإلسالم عروة عروة ،فيكون أول ما تنقضون من دينكم األمانة وآخره الصالة)1(.
ج :الصدوق في اإلكمال ,مرسال صح عن النبي "صلى هللا عليه وآله",انه قال: كلما كان في األمم السالفة فإنه يكون في هذه األمة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة)2(.
د :عن الصدوق عن احمد بن الحسن القطان بإسناده ,عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده "عليهم السالم" قال :قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :والذي بعثني بالحق بشيرا ,لتركبن أمتي سنن من كان قبلها ,حذو النعل بالنعل ,حتى لو أن حية من بني إسرائيل دخلت في جحر لدخلت في هذه األمة حية مثلها )3(.ه :الصدوق في الفقيه في باب فرض الصالة ,قال :النبي "صلى هللا عليه وآله" :يكون في هذه األمة كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة )4(.وقال مثله في العقائد في باب الرجعة)5(.
والصدوق في العيون ,عن تميم بن عبد هللا بن تميم القرشي رضي هللا عنه ,قال: حدثني أبي ,قال :حدثنا أحمد بن علي األنصاري ,عن الحسن بن الجهم ,قال: حضرت مجلس المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضا "عليه السالم" ,وقد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير القمي:ج 2ص,413سورة االنشقاق. -2إكمال الدين للصدوق:ج 1ص,604الباب الرابع والخمسون,قصة بلوهر وبوذاسف. -3كمال الدين للصدوق:ج 1ص,604الباب الرابع والخمسون,قصة بلوهر وبوذاسف. -4من ال يحضره الفقيه للصدوق :ج 1ص,203ح ,609أبواب الصالة وحدودها. -5االعتقادات في دين األمامية للصدوق:ص,62باب الرجعة.
128
اجتمع الفقهاء وأهل الكالم من الفرق المختلفة ,فسأله بعضهم ,فقال له :يا بن رسول هللا بأي شئ تصح اإلمامة لمدعيها؟ قال بالنص والدليل ،إلى إن قال "عليه السالم" :وقد قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :يكون في هذه األمة كل ما كان في األمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة)1(.
ز :سليم بن قيس الهاللي من أصحاب أمير المؤمنين "عليه السالم" في كتابه ,عن سليمان ,عن أمير المؤمنين صلوات هللا عليه ,قال :سمعت رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" يقول :لتركبن أمتي سنة بني إسرائيل ,حذو النعل بالنعل ,وحذو القذة بالقذة ،شبرا بشبر ,وذراعا بذراع ,وباعا بباع ،حتى لو دخلوا جحرا لدخلوا فيه معهم ,وإنه كتب التوراة واإلنجيل والقرآن ,ملك واحد في رق واحد بقلم واحد، وجرت األمثال والسنن سواء)2(.
ح :الشيخ الجليل عبد هللا بن جعفر الحميري في قرب اإلسناد,عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب,عن احمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ,قال :قلت للرضا "عليه السالم" :جعلت فداك إن أصحابنا رووا عن شهاب عن جدك "عليه السالم" انه قال :أبى هللا تبارك وتعالى إن يملك احد ما ملك رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ثالثا وعشرين سنة ,إلى إن قال الرضا "ع" :فعليكم بالصبر ,فإنه إنما يجئ الفرج على اليأس ،وقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم ,وقد قال أبو جعفر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1عيون إخبار الرضا للصدوق:ج 1صص,218-216ح ,1باب ما جاء عن الرضا عليه السالم في وجه دالئل األئمة عليهم السالم والرد على الغالة والمفوضة لعنهم هللا . -2كتاب سليم بن قيس:ص "4" ,163قضايا السقيفة على لسان سلمان الفارسي.
129
"عليه السالم" :هي وهللا السنن ،القذة بالقذة ,ومشكاة بمشكاة ،وال بد أن يكون فيكم ما كان في الذين من قبلكم ،ولو كنتم على أمر واحد ,كنتم على غير سنة الذين من قبلكم)1(.
ط :الشيخ الثقة علي بن محمد بن علي الخزاز ألقمي في كفاية األثر,عن أبي المفضل محمد عن عبد هللا بن المطلب الشيباني,عن احمد بن مطوق بن سواد بن الحسين أبو الحسين القاضي ألبستي ,عن أبي حاتم المهلبي المغيرة بن محمد بن مهلب ,عن عبد الغفار بن كثير الكوفي ,عن إبراهيم بن حميد ,عن أبي هاشم ,عن مجاهد ,عن ابن عباس ,قال :قدم يهودي على رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يقال له نعثل ,فقال :يا محمد :إني أسائلك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين, فإن أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك ,قال سل يا أبا عمارة ,فسأله عن أشياء, وفي أخر الخبر ,فقال - :إي رسول هللا "صلى هللا عليه واله" -يا أبا عمارة أتعرف األسباط؟ قال :نعم يا رسول هللا ,إنهم كانوا اثني عشر ,قال :فإن فيهم الوي بن أرحيا ,قال :أعرفه يا رسول هللا ,وهو الذي غاب عن بني إسرائيل سنين, ثم عاد فأظهر شريعته بعد دراستها ,وقاتل مع قرسيبطا الملك حتى قتله ,فقال "ص" كائن في أمتي ما كان من بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ,ثم ذكر "ص" غيبة القائم "عليه السالم")2(.
ي :الطبرسي في االحتجاج ,عن أمير المؤمنين "عليه السالم" في قوله تعالى: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب قرب اإلسناد للحميري القمي :ص "44" ,381-380أحاديث متفرقة. -2كفاية األثر في النص على األئمة أالثني عشر للخزاز ألقمي الرازي :ص",15-12 ما جاء عن عبد هللا بن العباس من النصوص" . 130
ع ْن َ ﴿لَتَ ْر َكبُ َّن َ ق﴾ االنشقاق,19:أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من األمم ط َبقًا َ ط َب ٍّ في الغدر باألوصياء بعد األنبياء)1(.
يا :أبوعلي الطبرسي في إعالم الورى ,كما في كشف الغمة ,قال :قد صح عن النبي "صلى هللا عليه واله" انه قال :كلما كان في األمم السابقة فانه يكون في هذه األمة مثله ,حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة)2(.
يب :الكشي كما يأتي ,عن الصادق "عليه السالم" انه لم يكن في بني إسرائيل شيء إال وفي هذه األمة مثله)3(.
يج :سعد بن عبد هللا ألقمي في بصائره ,كما نقله الشيخ حسن بن سليمان الحلي, عن محمد بن الحسين بن صفوان بن يحيى ,عن أبي خالد القماط ,عن حمران بن أعين ,عن أبي جعفر "عليه السالم" قال :قلت :له هل كان في بني إسرائيل شيء إال يكون مثله هاهنا قال :ال .الخبر)4(.
يد :القطب الراوندي في قصص األنبياء بإسناده ,عن الصدوق ,عن أبيه ,عن سعد بن عبد هللا,عن احمد بن محمد بن عيسى,عن الحسين بن سيف بن عميرة,عن أخيه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج 1ص,369احتجاج"ع" على زنديق جاء مستدال عليه بأي من القران متشابهة تحتاج إلى التأويل,على أنها تقتضي التناقض واالختالف فيه ,وعلى أمثاله في أشياء أخر. -2إعالم الورى بإعالم الهدى للطبرسي:ج 2ص,309الباب الخامس. -3اختيار معرفة الرجال للكشي:ص ,314الترجمة المرقمة" "568في ما روي في حيان السراج واحتجاج ابي عبد هللا"ع" عليه في محمد بن الحنفية. -4مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي:ص,23في كلما كان في بني إسرائيل ففي هذه األمة مثله.
131
علي( )1عن محمد بن مارد ,عن عبيد األعلى بن أعين ,قال :قلت ألبي عبد هللا "عليه السالم" :حيث يرويه الناس إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قال :حدث عن بني إسرائيل وال حرج ,قال :نعم ,قلت :فنحدث عن بني إسرائيل وألحرج علينا؟ قال :إما سمعت ما قال :كفى بالمرء كذبا إن يحدث بكل ما سمع ,قلت: كيف هذا؟ قال :ما كان في الكتاب انه كان في بني إسرائيل فحدث انه كائن في هذه األمة وال حرج)2(.
يه :السيد المرتضى في الفصول على ما حكي عنه في البحار ,عن شيخه المفيد, قال :قال:الحارث بن عبد هللا ألربعي ,قال السيد الحميري في حديث طويل :قال: النبي "صلى هللا عليه واله" لم يجر في بني إسرائيل شيء إال ويكون في أمتي مثله ,حتى الخسف والقذف ,وقال حذيفة :وهللا ما ابعد إن يمسخ هللا عز وجل كثيرا من هذه األمة قردة وخنازير.الخبر)3(.
يو :الثقة الجليل فضل بن شاذان في جملة كالم له :إن النبي "صلى هللا عليه واله",قال المته :انتم أشبه شيء ببني إسرائيل ,وهللا ليكون فيكم ما كان فيهم ,حذو النعل بالنعل ,والقذة بالقذة ,حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)4(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " -1عن أبيه"وردت في المصدر وسقطت من المصنف. -2قصص األنبياء لقطب الدين الراوندي :ص187ح,234الباب التاسع :فصل" "50في بني إسرائيل. -3بحار األنوار:ج10ص" ,233باب "15احتجاجات أصحابه "عليه السالم" على المخالفين. -4اإليضاح للفضل بن شاذان االزدي:ص,426في إخبار النبي"ص" عن وقوع الرجعة في هذه األمة.
132
ين :علي بن أسباط في نوادره ,عن إبراهيم بن علي المحمدي ,عن أبيه ,عن عبد هللا بن موسى ,عن أبيه ,عن جده جعفر بن محمد ,عن محمد بن علي "عليهم السالم" عن جابر بن عبد هللا األنصاري ,قال :خرج ألينا رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ذات يوم ,وساق الخبر ,وفيه حكاية البساط وتسليم أصحاب الكهف, وفي أخره قال"ع" :إن استقمتم على الطريقة لعلي "عليه السالم" في واليته أسقيتم ماء غدقا ,وأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أرجلكم ,وان لم تستقيموا اختلفت كلمتكم وشمت بكم عدوكم ,ولتتبعن بني إسرائيل شيئا شيئا ,لو دخلوا حجر ظب لتبعتموهم فيه.الخبر( )1(.األصول الستة عشر:ص,131-128نوادر علي بن أسباط),
يح :العياشي في تفسيره ,عن حريز ,عن بعض أصحابه ,عن أبي جعفر "عليه السالم" ,قال :قال :رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" :والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم ,حذو النعل بالنعل ،والقذة بالقذة ،حتى ال تخطأون طريقهم ،وال
يخطئكم سنة بني إسرائيل ,ثم قال أبو جعفر "عليه السالم" :قال موسى لقومهَ ﴿ :يا ب َّ اَّللُ لَ ُك ْم ﴾ المائدة ,21:فردوا عليه سةَ الَّ ِتي َكت َ َ ض ْال ُمقَدَّ َ قَ ْو ِم ا ْد ُخلُوا ْاأل َ ْر َ س ٰى إِ َّن ِفي َها قَ ْو ًما َجبَّا ِرينَ َو ِإنَّا لَ ْن نَ ْد ُخلَ َها وكانوا ستمائة ألف ،فقالواَ ﴿ :يا ُمو َ اخلُونَ ﴿ ﴾22قَا َل َر ُج َال ِن ِمنَ َحت َّ ٰى َي ْخ ُر ُجوا ِم ْن َها فَإِ ْن َي ْخ ُر ُجوا ِم ْن َها فَإِنَّا دَ ِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَ ْن َع َم َّ علَ ْي ِه َما﴿﴾23المائدة ,أحدهما يوشع بن نون ،واآلخر اَّللُ َ اب فَإِذَا دَخ َْلت ُ ُموهُ﴾ علَ ْي ِه ُم ا ْلبَ َ كالب بن يافنا ،قال :وهما ابنا عمه فقاال﴿ :ا ْد ُخلُوا َ
المائدة ,23:إلى قولهِ ﴿ :إنَّا هَا ُهنَا قَا ِعدُونَ ﴾
المائدة ,24:قال :فعصى أربعون
ألفا ،وسلم هارون وابناه ويوشع بن نون وكالب بن يافنا ،فسماهم هللا فاسقين فقال: س ِقينَ ﴾ المائدة ,26:فتاهوا أربعيــــن سنة ألنهم عصوا علَى ْالقَ ْو ِم ْالفَا ِ س َ ﴿ فَ َال تَأ ْ َ 133
فكانوا حذو النعل بالنعل ،إن رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" لما قبض لم يكن على أمر هللا إال علي والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذر ،فمكثوا أربعين حتى قام علي ,فقاتل من خالفه)1(.
قلت :لعل األربعين من يوم إظهار النبي "صلى هللا عليه واله" خالفة أمير المؤمنين "عليه السالم". يط :ثقة اإلسالم في الكافي ,عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن جميل بن صالح ،عن زرارة ،عن أبي جعفر "عليه السالم" في قوله
ع ْن َ تعالى﴿ :لَتَ ْر َكبُ َّن َ ق﴾ االنشقاق,19:قال :يا زرارة أو لم تركب هذه طبَقًا َ ط َب ٍّ األمة بعد نبيها طبقا عن طبق في أمر فالن وفالن وفالن !)2(.
قال بعض المحققين :إي كانت ضاللتهم بعد نبيهم مطابقة لما صدر من األمم السابقة ,من ترك الخليفة وإتباع العجل والسامري وأشباه ذلك .انتهى )3( .وروى هذا الخبر علي بن إبراهيم ألقمي عن علي بن الحسين عن احمد بن أبي عبد هللا مثله)4(.
ك :العياشي في تفسيره ,عن بعض أصحابنا ,عن أحدهما "عليه السالم" قال :إن هللا قضى االختالف على خلقه ،وكان أمرا قد قضاه في علمه ،كما قضى علـى األمم من قبلكم ،وهي السنن واألمثال يجري على الناس ،فجرت علينا كما جرت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج1ص ,304-303في قوله تعالى :يا قوم ادخلوا األرض المقدسة. -2الكافي للكليني :ج 1ص414ح,17باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية.
-3بحار األنوار للمجلسي:ج 24ص 350ح,64أقول :القول للمجلسي وليس لبعض المحققين!. -4تفسير القمي:ج2ص ,413سورة البروج. 134
على الذين من قبلنا ،وقول هللا حق ،قال هللا تبارك وتعالى لمحمد "صلى هللا عليه
سنَّ ِتنَا تَ ْح ِو ً يال﴾ س ِلنَا ۖ َو َال تَ ِجدُ ِل ُ س ْلنَا قَ ْب َل َك ِم ْن ُر ُ وآله"ُ ﴿ : سنَّةَ َم ْن قَ ْد أ َ ْر َ اإلسراء ,77:وقال﴿:فَ َه ْل َي ْن ُ ت َّ سنَّ ِ سنَّ َ ت ْاأل َ َّو ِلينَ فَ َل ْن تَ ِجدَ ِل ُ ظ ُرونَ إِ َّال ُ اَّللِ اَّللِ تَ ْح ِو ً تَ ْبد ً ت َّ يال﴾ فاطر ,43:وقال﴿ :فَ َه ْل يَ ْنت َ ِظ ُرونَ ِإ َّال ِمثْ َل سنَّ ِ ِيال ۖ َولَ ْن تَ ِجدَ ِل ُ أَي َِّام الَّذِينَ َخلَ ْوا ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم قُ ْل فَا ْنت َ ِظ ُروا ِإ ِنّي َم َع ُك ْم ِمنَ ْال ُم ْنتَ ِظ ِرينَ ﴾ يونس ,102:وقال "عليه السالم" ":ال تبديل لقول هللا" ,وقد قضى هللا على موسى "عليه السالم" وهو مع قومه يريهم اآليات والنذر ،ثم مروا على قوم يعبدون أصناما ,قالوا يا موسى :اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ,قال :إنكم قوم تجهلون, فاستخلف موسى هارون ,فنصبوا عجال جسدا له خوار ,فقالوا هذا إلهكم وإله موسى ،وتركوا هارون ,فقال :يا قوم إنما فتنتم به ,وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ,قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ,فضرب لكم أمثالهم ،وبين لكم كيف صنع بهم ،وقال :إن نبي هللا "صلى هللا عليه وآله" ,لم يقبض حتى أعلم الناس أمر علي "عليه السالم "فقال :من كنت مواله فعلي مواله، وقال :إنه مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه ال نبي بعدي ،وكان صاحب راية رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" في المواطن كلها ،وكان معه في المسجد يدخله على كل حال ،وكان أول الناس إيمانا به ،فلما قبض نبي هللا "صلى هللا عليه وآله "كان الذي كان ،لما قد قضى من االختالف ،وعمد عمر فبايع أبا بكر, ولم يدفن رسول هللا "صلى هللا عليه وآله",إلى أخر ما مر في المقدمة األولى)1(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج2ص,307-306ح,134في قوله تعالى:سنة من أرسلنا قبلك من رسلنا. 135
كا :أبو علي بن شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي في االمالي ,عن أبيه ,عن أبي عمر عبد الواحد بن محمد ,عن ابن عقدة ،عن أحمد بن يحيى ،عن عبد الرحمن ,عن أبيه ،عن أبي معشر عن أبيه ،عن أبي هريرة ،عن النبي "صلىهللاعليه وآله" قال :تؤخذون كما أخذت األمم من قبلكم ،ذراعا بذراع، وشبرا بشبر ،وباعا بباع ،حتى لو أن أحدا من أولئك دخل جحر ضب لدخلتموه,
شدَّ قال :قال أبو هريرة :وان شئتم فاقرءوا القرانَ ﴿ :كالَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم َكانُوا أَ َ ست َ ْمت َعُوا بِخ ََالقِ ِه ْم﴾ التوبة ,69:قال أبو هريرة ِم ْن ُك ْم قُ َّوة ً َوأ َ ْكثَ َر أ َ ْم َو ًاال َوأَ ْو َالدًا فَا ْ :والخالق :الدين﴿ ,فَا ْستَ ْمت َ ْعت ُ ْم ِبخ ََال ِق ُك ْم َك َما ا ْستَ ْمتَ َع الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم ِبخ ََال ِق ِه ْم﴾ التوبة ,69:حتى فرغ من اآلية .قالوا :يا نبي هللا ،ما صنعت اليهود والنصارى؟ قال :وما الناس إال هم)1(.
كب :الشيخ محمد بن الحسن الصفار في البصائر,عن علي بن إبراهيم بن هاشم ,عن القاسم بن الربيع الوراق,عن محمد بن سنان ,عن صباح المدايني ,عن المفضل ,إن الصادق "عليه السالم" كتب إليه في جواب مسائله في جمع من الغالة والمالحدة وأشباههم :وإما ما ذكرت في آخر كتابك ,أنهم يزعمون أن هللا رب العالمين هو النبي"ص" ,وانك شبهت قولهم بقول الذين قالوا في عيسى ما قالوا, فقد عرفت إن السنن واألمثال كائنة لم يكن شئ فيما مضى إال سيكون مثله ,حتى لو كانت شاة بشاة ,وكان هاهنا مثله ,واعلم أنه سيضل قوم بضاللة من كان قبلهم.الخبر)2(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االمالي للطوسي:ص,266ح,30/492المجلس العاشر. -2بصائر الدرجات للصفار:ص ,555-546الباب"."21 136
ورواه سعد بن عبد هللا القمي في بصائره ,كما نقله عنه حسن بن سليمان الحلي, تلميذ الشهيد في مختصره ,عن وراق ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب ,عن محمد بن سنان مثله)1(.
كج :الصدوق في العلل ,واإلكمال ,عن المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي"ره", عن جعفر بن مسعود وحيدر بن محمد السمرقندي ,عن محمد بن مسعود, عن جبرائيل بن أحمد ,عن موسى بن جعفر البغدادي ,عن الحسن بن محمد الصيرفي ،عن حنان بن سدير ،عن أبيه ,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال :إن للقائم منا غيبة يطول أمدها ,فقلت له ولم ذاك يا بن رسول هللا؟ قال :إن هللا عز وجل أبى إال أن يجرى فيه سنن األنبياء "عليهم السالم" في غيباتهم ,وانه ال بد له
ع ْن َ يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم ,قال هللا عز وجل﴿ :لَت َ ْر َكبُ َّن َ ق﴾ طبَقًا َ طبَ ٍّ االنشقاق ,19:أي سننا عن سنن من كان قبلكم)2(.
كد :الشيخ الطبرسي في مجمع البيان ,في تفسير قوله تعالىَ ﴿ :و َي ْو َم نَ ْح ُ ش ُر ِم ْن جا﴾ النمل ,83:قال :وصح عن النبي "صلى هللا عليه واله",قوله : ُك ِّل أ ُ َّم ٍّة َف ْو ً سيكون في أمتي كل ما كان في بني إسرائيل ،حذو النعل بالنعل ،والقذة بالقذة ,حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه)3(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي:ص,87-78باب في نوادر مختلفة. -2علل الشرائع للصدوق :ج 1ص,245ح,7الباب " "179علة الغيبة ,إكمال الدين وتمام النعمة:ج 1ص,509-508ح ,6في الباب الرابع واألربعون ,في علة الغيبة. -3تفسير مجمع البيان للطبرسي:ج7ص ,405تفسير سورة النمل.83: 137
ست َ ْمتَعُوا ِبخ ََالقِ ِه ْم﴾ التوبة ,69:أي :بنصيبهم كه :وفيه في تفسير قوله تعالى﴿ :فَا ْ وحظهم من الدنيا ،بأن صرفوها في شهواتهم المحرمة عليهم ،وفيما نهاهم هللا ضوا ﴾ التوبة ,69:أي وخضتم في تعالى عنه ،ثم أهلكوا ﴿ َو ُخ ْ ضت ُ ْم َكالَّذِي خَا ُ الكفر واالستهزاء بالمؤمنين ،كما خاض األولون ,ووردت الرواية ،عن ابن عباس أنه قال في هذه اآلية :ما أشبه الليلة بالبارحة كالذين من قبلكم ،هؤالء بنو إسرائيل شبهنا بهم ،ال أعلم إال أنه قال :والذي نفسي بيده! لتتبعنهم حتى لو دخل الرجل منهم جحر ضب لدخلتموه ,وروي مثل ذلك عن أبي هريرة ،عن أبي سعيد الخدري ،عن النبي "صلى هللا عليه واله" قال :لتأخذن كما أخذت األمم من قبلكم، ذراعا بذراع ،وشبرا بشبر ،وباعا بباع ،حتى لو أن أحدا من أولئك دخل جحر ضب ،لدخلتموه! قالوا :يا رسول هللا! كما صنعت فارس ،والروم ،وأهل الكتاب؟ قال :فهل الناس إال هم؟ وقال عبد هللا بن مسعود :أنتم أشبه األمم ببني إسرائيل، سمتا وهديا ،تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة ،غير أني ال أدري أتعبدون العجل أم ال)1(.
كو :أبو عمرو الكشي عن العياشي ،عن الحسين بن أشكيب،عن الحسن بن خرزاد القمي,عن محمد بن حماد الشاشي،عن صالح بن نوح،عن زيد بن المعدل ،عن عبد هللا بن سنان ,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" ,قال :خطب سلمان الفارسي ,فقال: الحمد هلل إلى إن قال :ولكنكم أصبتم سنة األولين ،وأخطأتم سبيلكم ,والذي نفس سلمان بيده ,لتركبن طبقا عن طبق ،سنة بني إسرائيل ,القذة بالقذة ,الخطبة)2(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير مجمع البيان للطبرسي :ج 5ص,86-85تفسير سورة التوبة.69: -2اختيار معرفة الرجال للكشي :ص,21-20ح,47سلمان الفارسي. 138
ورواه في االحتجاج وزاد والنعل بالنعل)1(.
كز :الطبرسي في االحتجاج ,عن إبان بن ثعلب ,عن الصادق جعفر بن محمد "عليهما السالم" :إن أبا ذر قام يوم ولي أبو بكر ,فقال :يا معشر قريش أصبتم قناعة( )2وتركتم قرابة ،إلى إن قال :وكذلك األمم من قبلكم كفرت بعد أنبيائها ونكصت على أعقابها ,وغيرت وبدلت واختلفت ،فساويتموهم حذو النعل بالنعل, والقذة بالقذة ،الخبر)3(.
كح :في كتاب عتيق من مؤلفات قدماء أصحابنا ,عن عبادة بن الصامت ,قال النبي "صلى هللا عليه واله" :كيف فرت قراءكم وعلمائكم على رؤوس الجبال ,خشية إن يقتلوا بكم ,قالوا :نعم ,قال :لو لم تكن التوراة في اليهود فضيعوها ,واإلنجيل في النصارى فضيعوها ,إنما الشر يتبعه بعضه بعضا)4(.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج 1صص,151ترجمة سلمان الفارسي رضوان هللا عليه. -2في المصدر جاءت "قباحة"وليس "قناعة". -3االحتجاج للطبرسي :ج 1ص,101-100ترجمة محمد بن عبد هللا الشيباني "أبو الفضل". -4وفق تتبعي لم اعثر على الرواية في كتب الشيعة وإنما رويت في كتاب " السنة للمروزي " ألبي عبد هللا محمد بن نصر بن الحجاج ال َم ْر َو ِزي "المتوفى: ض ِل ،عن يٍّ ،عن ِب ْش ُر ْب ُن ا ْل ُمفَ َّ 294هـ",ص,33ح ,107عن َي ْح َيى ب ُْن َح ِبي ِ ب ب ِْن َ ع َر ِب ّ ع َ يِ ,قال :قَا َل ِلي ع ْن أ َ ِبي ُمنِي ٍّ ع ْن أ َ ِبي َ بَ ، دَ ُاود ُ َ -ي ْع ِني ا ْبنَ أ َ ِبي ِه ْن ٍّد َ - طاءٍّ ْال َي ْحب ِ ُور ّ ت ....:وساق الخبر دون إن ينسبه للنبي "ص" ,كما نقلت الرواية ام ِ ص ِ ُ عبَادَة ُ ب ُْن ال َّ في كتاب إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ألبي العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عثمان البوصيري الكناني الشافعي" المتوفى840 :هـ" ج 8ص,91ح.7547
139
كط :وفيه عن المستورد بن شداد ,قال :قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :ال تذر هذه األمة من سنن األولين حتى قاد هذه اإلبهام التي تليها)1(.
ل :وفيه عن حذيفة بن اليمان ,قال :ال يكون في بني إسرائيل شيء إال وكان فيكم مثله ,فقال رجل :نكون قردة وخنازير ؟ قال :وما يرى بك من ذلك ال أم لك)2(.
ال :وفيه وفي حديث أخر عنه انه قال :نعم اإلخوة لكم بنو إسرائيل ,كل حلو لكم وكل مر لكم )3(.
لب :نهج البالغة في بعض خطبه "عليه السالم" :واعلموا أنه لن يرضى عنكم بشئ سخطه على من كان قبلكم ،ولن يسخط عليكم بشئ رضيــــه ممن كان قبلكم،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ي -1وهذه الراوية أيضا لم اعثر عليها في كتب الشيعة وفق تتبعي ,وأخرجها الطبران ّ ي ِ صلَّى هللا عليه وآله , من حديث المستورد بن شدَّا ٍّد -رفعه عن النب ّ س ِعيد ُ ْب ُن ج,1ص,101ح ,313باب اإللف من اسمه احمد ,عن أ َ ْح َمدُ ب ُْن ِر ْشدِينَ عن َ ع ْب ِد َّ ع ْن أ َ ِبي َ يَِ ، أ َ ِبي َم ْر َي َم عن اب ُْن لَ ِهي َعةََ ، ع ْن َي ِزيدَ ب ِْن َع ْم ٍّرو ْال َم َعافِ ِر ّ الر ْح َم ِن ْال ُحبُ ِل ّ يِ ,وعلق الطبراني " َال ي ُْر َوى َهذَا ْال َح ِد ُ اإل ْسنَادِ ،تفرد به , يث َ ع ِن ْال ُم ْست َ ْو ِر ِد إِ َّال ِب َهذَا ْ ِ ابن لهيعة. -2وهذه الراوية كذلك لم اعثر عليها في كتب الشيعة وفق تتبعي ,وأخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه:ج 7ص 479ح,37380كتاب الفتن" َم ْن َك ِرهَ ْال ُخ ُرو َج ِفي ْال ِفتْنَ ِة َوتَ َع َّوذَ ع ْبدُ َّ ع ْن يَِ ، ع ِن ْاأل َ ْع َم ِشَ ، اَّللِ ب ُْن نُ َمي ٍّْرَ ، ع ْن َها" َ َ ع ِن ْال ِم ْن َها ِل ب ِْن َع ْم ٍّروَ ،ع ْن أ َ ِبي ْال َب ْخت َ ِر ّ ُحذَ ْيفَةَ. -3وهذه الراوية كذلك لم اعثر عليها في كتب الشيعة وفق تتبعي ,ورويت في كتاب " السنة للمروزي " البي عبد هللا محمد بن نصر بن الحجاج ال َم ْر َو ِزي (المتوفى: 294هـ),ص,5حِ , 65إ ْس َح ُ يمَ ،ع ْن َه َّما ِم ب ِْن اق ،أ َ ْنبَا َج ِر ٌ ع ِن ْاأل َ ْع َم ِشَ ، يرَ ، ع ْن ِإب َْرا ِه َ ث. ار ِ ْال َح ِ
140
وإنما تسيرون في أثر بين ،وتتكلمون برجع قول قد قاله الرجال من قبلكم)1(.
لج :وفيه عنه "عليه السالم" :إن الدهر يجري بالباقين كجريه بالماضين ,إلى قوله :آخر أفعاله كأوله .متشابهة أموره )2(,متظاهرة أعالمه)3( .
في ذكر األحاديث التي رواها العامة. لد :البخاري في صحيحه ,عن محمد بن عبد العزيز ,عن أبي عمر الصنعاني من اليمن ,عن زيد بن أسلم ,عن عطاء بن يسار ,عن أبي سعيد الخدري ,عن النبي "صلى هللا عليه واله" ,قال :لتتبعن سنن من كان قبلكم ,شبرا شبرا ,وذراعا بذراع, حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ,قلنا يا رسول هللا اليهود والنصارى ؟ قال فمن!)4(. له :وفيه عن أحمد بن يونس ,عن ابن أبي ذئب ,عن المقبري ,عن أبي هريرة,عن النبي "صلى هللا عليه واله" قال :ال تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها ,شبرا بشبر ,وذراعا بذراع ,فقيل :يا رسول هللا :كفارس والروم ؟ فقال :ومن الناس إال أولئك!)5(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1نهج البالغة:ج 2ص ,111ومن خطبة له في تعظيم هللا والحث على تعظيمه ثم في بيان منزلة اإلنسان من الدنيا ثم التخويف من عقاب اآلخرة. -2في المصدر متسابقة وليس متشابهه. -3نهج البالغة:ج 2ص ,51رقم .33 سلَّ َم" :لَتَتْ َبعُ َّن -4صحيح البخاري:ج9ص103حَ ,7320ب ُ صلَّى هللاُ َ علَ ْي ِه َو َ يِ َ اب قَ ْو ِل النَّ ِب ّ سنَنَ َم ْن َكانَ َق ْبلَ ُك ْم". َ سلَّ َم: -5صحيح البخاري :ج9ص 102ح ,7319بَ ُ صلَّى هللاُ َ علَ ْي ِه َو َ يِ َ اب قَ ْو ِل النَّ ِب ّ سنَنَ َم ْن َكانَ قَ ْب َل ُك ْم". "لَتَتْ َبعُ َّن َ 141
ونقله السيد بن طاووس رحمه هللا ,في الطرائف عن الجمع بين الصحيحين ألبي عبد هللا محمد بن نصر ألحميدي ( )1وكذا الذي قبله وفي لفظ ألحميدي حتى تأخذ أمتي ما اخذ القرون الخالية)2(.
لو :السيوطي في جامعه الكبير كما حكي ,وفي جامعه الصغير ,من صحيح الترمذي ,عن ابن عمر ,وعن النبي "صلى هللا عليه واله" انه قال :ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل ,حذو النعل بالنعل ,حتى إن كان منهم من أتى أمه عالنية ,لكان في أمتي من يصنع ذلك ,وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنين وسبعين ملة ,وتفترق أمتي على ثالث وسبعين ملة ,كلهم في النار إال ملة واحدة ما أنا عليه وأصحابي )3(.ورواه ابن األثير في جامع األصول ,كما نقله من الكتاب المذكور مثله ,إال إن فيه بعد قوله :واحده ,قالوا :من هي يا رسول هللا "ص" قال :من كان على ما إنا عليه وأصحابي)4(.
صلَّى لز :وفيه عن الحاكم في المستدرك ,عن ابن عباس ,قال :قال :رسول هللا " َ هللاُ َعلَ ْي ِه َواله" :لتركبن سنن من كان قبلكم ,شبرا بشبر ,وذراعا بذراع ,حتى لو أن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الطرائف البن طاووس:ص,379في أخبار النبي"ص"عن ارتداد بعض أصحابه بعد وفاته ,نقال عن كتاب الجمع بين الصحيحين البن أبي نصر علَ ْي ِه من ُمسْند أبي سعيد ،سعد بن َمالك ألحميدي:ج2ص437حْ "78",1753ال ُمتَّفق َ ي. بن ٍّ سنان ْال ُخد ِْر ّ -2الجمع بين الصحيحين البن أبي نصر ألحميدي:ج3ص248ح ,2541إفراد البخاري. -3جامع األحاديث للسيوطي:ج18ص211ح,19233حرف الالم ,والجامع الصغير وزيادته:ص 44ح.9474 -4جامع األصول البن األثير:ج10ص33ح,7491الركن الثاني,الفصل الثاني,الفرع الثاني.نوع ثان.
142
أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم ،وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه )1(.ورواه الهيثمي المصري في مجمع الزوائد ,عن البزاز ,قال :ورجاله ثقات)2(.
لح :وفيه من كتاب ابن أبي شيبة ,عن حذيفة عنه "ص" ,قال"ص" :لتركبن سنة بني إسرائيل ,حذو النعل بالنعل ,والقذة بالقذة ,غير إني ال ادري تعبدون العجل أو ال)3(.
لط :وفيه من كتاب الكبير الطبرانيَ ,ع ْن ابن مسعود ,قال :قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :أنتم أشبه األمم ببني إسرائيل ,لتركبن طريقتهم حذو القذة بالقذة, حتى ال يكون فيهم شئ إال كان فيكم مثل ,حتى إن القوم لتمر عليهم المرأة فيقوم إليها بعضهم فيجامعها ,ثم يرجع إلى أصحابه يضحك إليهم ويضحكون إليه)4( .
م :ابن حنبل في مسنده ,والطبراني في كتابه ,كما في مشكاة األنوار ,عن سهل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1جامع األحاديث للسيوطي:ج 17ص 333ح 18297حرف الالم ,والمستدرك للحاكم:ج4ص502ح.8404 ض. -2مجمع الزوائد للهيثمي:ج 7ص 261حَ ,12105ب ٌ اب ِم ْنهُ ِفي ا ِت ّبَاعِ ُ س َن ِن َم ْن َم َ -3جامع األحاديث للسيوطي:ج 34ص 316ح 37408حرف الحاء مسند حذيفة بن اليمان ,ومصنف ابن ابي شيبة:ج 7ص 481ح,37387كتاب الفتن ,من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنها. -4جامع األحاديث للسيوطي:ج 7ص 51ح 5776حرف الهمزة,تابع الهمزة مع النون ,والمعجم الكبير للطبراني:ج 10ص 39ح,9882باب العين من مسند ابن مسعود. 143
عن النبي "صلى هللا عليه واله" :قال :والذي نفسي بيده لتركبن سنن الذين قبلكم حذو النعل بالنعل)1(.
ما:
الدميري في حياة الحيوان ,قال جاء في الحديث :لتسلكن سنن من قبلكم,
ذراعا بذراع ,حتى لو سلكوا خشرم دبر لسلكتموه" والخشرم مأوى النحل" والدبر بفتح الدال جماعة النحل)2(.
مب :الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي في كتاب الحجة, عن عدنان سبط أبي نزار ,عن جده المطهر بن أبي نزار ,عن عبيد بن يعقوب, عن أبي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ,عن يعقوب بن سفيان الفسوي ,عن قبيصة بن عقبة ,عن سفيان عن عبد الرحمن بن زياد بن انعم ,عن عبد هللا بن يزيد ,عن عبد هللا بن عمر ,قال :قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل ,حذو النعل بالنعل ,حتى لو كان فيهم من يأتي أمه عالنية ,لكان في أمتي من يفعل ذلك .الخبر ,وذكر له طرقا أخرى)3(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفق تتبعي لم اعثر على نص الرواية أعاله في مسند احمد وإنما أوردها باختالف بسيط حيث جاء " ِمثْ ًال ِب ِمثْ ٍّل" بدال عن " حذو النعل بالنعل" ج37 ص517ح , 22878تتمه مسند األنصار ,حديث أبي مالك سهل بن سعد ألساعدي, ع ْن س َوادَة ََ ، والمعجم الكبير للطبراني:ج 6ص 204ح ,6017باب السين َب ْك ُر ب ُْن َ س ْع ٍّد. س ْه ِل ب ِْن َ َ -2حياة الحيوان الكبرى للدميري:ج1ص,456باب الدال المهملة,الدبر. -3الحجة في بيان المحجة إلسماعيل االصبهاني:ج 1ص,118-117فصل في ذكر الفرقة الناجية.
144
مج:
نور الدين علي بن ابي بكر بن سليمان الهيثمي المصري في مجمع الزوائد,
عن عمر بن عوف ,قال :كنا قعودا حول رسول هللا "صلى هللا عليه واله" في مسجد بالمدينة ,فجاءه جبريل "ع" بالوحي ,فتغشى رداءه ,فمكث طويال حتى سرى عنه ,ثم كشف رداءه ,فإذا هو يعرق عرقا شديدا ,وإذا هو قابض على شئ, فقال أيكم يعرف ما يخرج من النخل؟ قلنا :نحن يا رسول هللا ,بآبائنا أنت وأمهاتنا, ليس شئ يخرج من النخل إال نحن نعرفه ,نحن أصحاب نخل ,ثم فتح يده"ص" فأذا فيها نوى ,فقال :ما هذا ؟ فقالوا :يا رسول هللا نوى ,فقال :نوى أي شئ ؟ فقالوا :نوى سنة ,قال :صدقتم ,جاء جبريل "عليه السالم" يتعاهد دينكم ,لتسلكن سنن من قبلكم ,حذو النعل بالنعل ,ولتأخذن بمثل أخذهم ,إن شبرا فشبر ,وإن ذراعا فذراع ,وإن باعا فباع ,حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتم فيه.الخبر ,قال :رواه الطبراني)1(.
مد:
وفيه عن سهل بن سعد األنصاري ,عن النبي "صلى هللا عليه واله" ,قال:
والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم ,مثال بمثل)2(.
ما :رواه أحمد والطبراني بنحوه ,وزاد حتى لو دخلوا جحر ضب التبعتموه ,قلنا: يا رسول هللا اليهود والنصارى؟ قال فمن إال اليهود والنصارى)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ق ْاأل ُ َم ِم -1مجمع الزوائد للهيثمي:ج 7ص260-259ح ,12100كتاب الفتن ,بَ ُ اب ا ْفتِ َرا ِ ضى. وإتباع ُ سن َِن َم ْن َم َ سن َِن َم ْن -2مجمع الزوائد للهيثمي:ج7ص261ح,12103كتاب الفتن ,بَ ٌ اب ِم ْنهُ فِي ا ِت ّبَاعِ ُ ض. َم َ س َن ِن -3مجمع الزوائد للهيثمي :ج 7ص261ح,12103كتاب الفتنَ ,ب ٌ اب ِم ْنهُ فِي ا ِت ّ َباعِ ُ ض. َم ْن َم َ 145
مه:
وفيه عن شداد بن أوس ,عن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,قال :ليحملن
شرار هذه األمة على سنن الذين خلوا من قبلهم من أهل الكتاب أهل الكتاب ,حذو القذة بالقذة .رواه أحمد والطبراني)1(.
مو :وفيه عن عبد هللا ابن مسعود ,قال :قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :أنتم أشبه األمم ببني إسرائيل ,لتركبن طريقهم حذو القذة بالقذة ,حتى ال يكون فيهم شئ إال كان فيكم مثله ,حتى إن القوم لتمر عليهم المرأة فيقوم إليها بعضهم فيجامعها ثم
يرجع إلى أصحابه يضحك لهم ويضحكون اليه .رواه الطبراني )2(.مر:
وفيه
وعن المستورد بن شداد أن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,قال :ال تترك هذه األمة شيئا من سنن األولين حتى تأتيه .رواه الطبراني في األوسط ورجاله ثقات)3(.
مح:
ابن األثير في جامع األصول ,كما حكي عن غير واحد من كتاب الترمذي,
عن ابن عمرو العاص ,إن النبي "صلى هللا عليه واله" لما خرج إلى غزوة حنين, مر بشجرة للمشركين ,كانوا يُعَ ِلّقُونَ عليها أسلحت َ ُه ْم ،يقال لها :ذاتُ أنواط ,فقالوا: ذات أنواطٍّ ،كما لهم ذَاتُ أنواط ،فقال رسو ُل هللا "ص": يا رسول هللا ،اجعل لنا َ سبحان هللا! هذا كما قال قو ُم موسى :اجعل لنا إلها ً كما لهم آلهة ،والذي نفسي بيده: سنَنَ من كان قبلَكم ,وزاد فيه زر بن حبش َح ْذ َو النعل بالنعل ،والقُذَّة بالقُذَّة، لَتر َكبُ َّن َ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سنَ ِن َم ْن -1مجمع الزوائد للهيثمي:ج7ص261ح,12104كتاب الفتنَ ,ب ٌ اب ِم ْنهُ ِفي ا ِت ّ َباعِ ُ ض. َم َ اب ِم ْنهُ فِي إتباع -2مجمع الزوائد للهيثمي :ج 7ص 261ح ,12106كتاب الفتن ,بَ ٌ ض. ُ سن َِن َم ْن َم َ سن َِن َم ْن -3مجمع الزوائد للهيثمي:ج7ص261ح,12107كتاب الفتن ,بَ ٌ اب ِم ْنهُ فِي إتباع ُ ض. َم َ 146
حتى ْ إن كان فيهم من أتى أ ُ َّمهُ يكون فيكم ،فال أدري :أتعبدون ال ِع ْجل ،أم ال؟ قلت: قال :بعض المحققين الظاهر إن مراده "ص" بقوله "ص" وال ادري أتعبدون العجل الخ ,اإلشارة إلى تحقيق النظير دون أصله كطلبهم ذات أنواط إال كإتيان إالم مثال وحينئذ فالتعبير هكذا اإلشارة بشدة التشابه فافهم)1(.
مط:
الخطيب العمري ,في الفصل األول من باب تغيير الناس ,من كتابه مشكاة
المصابيح ,من المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري ,قال :قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبرا ,وذراعا بذراعا ,حتى لو دخلوا جحر ضب التبعتموهم ,قيل :يا رسول هللا اليهود والنصارى؟ قال :قال فمن! ( )2وفي شرح النهج البن أبي الحديد وقد جاء في المسانيد الصحيحة إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قال" الخ)3(.
ن :الزمخشري في تفسير قوله تعالىَ ﴿ :و َم ْن لَ ْم َي ْح ُك ْم ِب َما أَ ْنزَ َل َّ اَّلل﴾ المائدة,45: اآلية ,من كشافه عن حذيفة قال :قال :النبي "صلى هللا عليه واله" :أنتم أشبه األمم سمتا ببني إسرائيل ,لتركبن طريقهم ,حذو النعل بالنعل ,والقذة بالقذة ،غير أنى ال أدرى أتعبدون العجل أم ال؟()4 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1جامع األصول البن األثير:ج 10ص 34ح ,7492الركن الثاني,الفرع الثاني,نوع ثالث. -2مشكاة المصابيح ألبي عبد هللا التبريزي :ج 3ص 473ح,5361كتاب الرقاق,باب تغيير الناس ,الفصل األول. -3شرح نهج البالغة البن أبي الحديد ألمعتزلي:ج 9ص,286الخطبة"."167 -4تفسير الكشاف للزمخشري :ج1ص ,638سورة المائدة :اآلية 44منه ,غير إن الرواية حسب نسخة المصدر التي أطلعة عليها الرواية منسوبة إلى حذيفة مباشرة دون النبي"ص".
147
إلى غير ذلك من اإلخبار الظاهرة ,بل الصريحة في تشابه أحوال هذه األمة وأفعالها وأقوالهم ,سيما فيما يتعلق بأمور الدين ,مما يوجب الوهن فيه ,والخروج عنه ,وردع الناس عن الحق والتمسك بأهله ,بأحوال األمم السالفة وأطوارهم, ولعل سر هذا التطابق والتشاكل ووجه ,اقتفاء الالحقين اثأر السابقين ,هو كون هذه األفعال والحركات من نتائج حب الشهوات ,من النساء والبنين والقناطير المقنطرة ,من الذهب والفضة والخيل المسومة واإلنعام والحرث ,وسائر متاع الدنيا وزخارفها وحب الرياسة والعلو والجاه والعز ,الذي هو عمدة أسباب التحاسد والتباغض والنفاق والمنافسة واالختالفات ,وهو نتيجة حب النفس الذي هو داء دفين في قلب كل احد ,ال يخلوا منه إال من عصمه هللا تعالى ,وكان هو السبب لعدواة الشيطان ألدم "عليه السالم" ولكل فتنة وفساد واختالف ونفاق وقع أو يقع
إلى قيام الساعة ,قال هللا تعالىَ ﴿ :ك ٰذَ ِل َك قَا َل الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم ِمثْ َل قَ ْو ِل ِه ْم ۘ تَشَا َب َه ْ ت قُلُوبُ ُه ْم﴾ البقرة.118: واخرج الصدوق في العلل ,عن عبد هللا بن الفضل الهاشمي ,قال :قلت ألبي عبد هللا "ع" :ألي علة جعل هللا عز وجل األرواح في األبدان بعد كونها في ملكوته األعلى في أرفع محمل؟ فقال "عليه السالم" :إن هللا تبارك وتعالى علم أن األرواح في شرفها وعلوها ,متى ما تركت على حالها ,نزع أكثرها إلى دعوى الربوبية دونه عز وجل ,فجعلها بقدرته في األبدان ,التي قدر لها في ابتداء التقدير ,نظرا لها ورحمة بها ,وأحوج بعضها إلى بعض ,وعلق بعضها على بعض ,ورفع بعضها على بعض في الدنيا ,ورفع بعضها فوق بعض درجات في اآلخرة ,وكفى بعضها ببعض ,وبعث إليهم رسله ,واتخذ عليهم حججه مبشرين ومنذرين يأمرون بتعاطي العبودية ,والتواضع لمعبودهم باألنواع التـــي تعبدهم بها ،ونصب لهم عقوبات في
148
العاجل ,وعقوبات في اآلجل ,ومثوبات في العاجل ,ومثوبات في اآلجل ,ليرغبهم بذلك في الخير ,ويزيدهم في الشر وليدلهم بطلب المعاش والمكاسب ,فيعملوا بذلك أنهم بها مربوبون وعباد مخلوقون ,ويقبلوا على عبادته فيستحقوا بذلك نعيم األبد وجنة الخلد ,ويأمنوا من الفزع إلى ما ليس لهم بحق ,ثم قال "عليه السالم" :يا بن الفضل ،إن هللا تبارك وتعالى أحسن نظرا لعباده منهم ألنفسهم ,أال ترى انك ال ترى فيهم إال محبا للعلو على غيره ,حتى يكون منهم لمن قد نزع إلى دعوى الربوبية ،ومنهم من قد نزع إلى دعوى النبوة بغير حقها ،ومنهم من قد نزع إلى دعوى اإلمامة بغير حقها ,وذلك مع ما يرون في أنفسهم من النقص والعجز والضعف والمهانة والحاجة والفقر واآلالم والمناوبة عليهم ,والموت الغالب لهم والقاهر لجمعهم ،يا بن الفضل :إن هللا تبارك وتعالى ال يفعل بعباده إال األصلح لهم ,وال يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون )1(.ومقتضى هذا الخبر الشريف ,إن النفس من حيث طبعها تطلب العلو وتريد الرياسة ,وال تقبل الدخول تحت الطاعة واالنقياد ,الن مقتضى الطاعة دخولها تحت محض العبودية ,وتركها ما كانت تهويه وتطلبه وتشتهيه ,وهو ضد لدعواها الربوبية ,التي بها خرت طينته وموهن لها ,وهذا أمر مشاهد محسوس ال يحتاج في إثباته إلى برهان ,ولذا ترى أكثر الناس على ما كان عليه إسالفهم عاكفين على ما عكفوا عليه من الباطل, ومشتغلين بما اشتغلوا به من الفسق والفجور ,وإتباع الجائرين ,وإعانة الظالمين, واإلعراض عن األنبياء والمرسلين ,ومنه يظهر وجه حب كل إنسان طائفته وعشيرتـه ,وما نشاء عليه وانس وأهل صنفه وصنعته ومذهبه وطريقتـــــه ,ومن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1علل الشرائع للصدوق:ج 1ص16-15ح ,1باب - 13العلة التي من أجلها جعل هللا عز وجل األرواح في األبدان ،بعد أن كانت مجردة عنها في أرفع محل. 149
نسج على منواله ,واتبع أطواره وأفعاله ,وهو من أعظم أنواع االمتحان واالفتتان, الذي يمتحن هللا به عباده. وفي تفسير علي بن إبراهيم :أن العباس قال ألمير المؤمنين "عليه السالم" :انطلق بنا نبايع لك الناس ،فقال له "عليه السالم" وتراهم فاعلين؟ قال :نعم قال "ع" فأين
اس أَ ْن يُتْ َر ُكوا أَ ْن يَقُولُوا آ َمنَّا َو ُه ْم َال يُ ْفتَنُونَ ﴿﴾2 ِب النَّ ُ قوله﴿ :الم ﴿ ﴾1أَ َحس َ العنكبوت)1(,
ويظهر أيضا وجه تشاكل أفعال هللا تبارك وتعالى ,وتشابه سنته في جميع األمم, كما أشير إليه في جملة من اآليات وبعض اإلخبار المذكورة ,فإنها بمقتضى طبائعهم وعلى طبق أفعالهم وأطوارهم التي هي نتيجة ما ذكرنا مما هو في جميعهم إال فيمن خالف نفسه وجاهد في سبيل ربه وقليل ما هم. وعن تاريخ اإلسالم عن النبي "صلى هللا عليه واله" ,انه قال :سيصيب أمتِي دَاء ْاأل ُ َمم قبل ُك ْم ,قَالُوا يا نبي هللا َو َما دَاء ْاأل ُ َمم؟ قَا َل :األشر والبطر َوالت َّ َكاثُر والتنافس فِي الدُّ ْن َيا والتباغض والتحاسد َحتَّى يكون ْالبَغي ث َّم ْال َهرج ,أي القتل)2(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير القمي:ج2ص,148سورة النعكبوت. -2وفق تتبعي لم أجد الرواية في كتاب تاريخ اإلسالم للذهبي ,وقد ذكرتها بعض المصادر منقولة عن كتابي العقوبات ,وذم البغي البن أبي الدنيا "المتوفى281 :هـ" العقوبات :ص 174ح ,261الفتن وذم البغي:ص49ح 2ما هو داء األمم ,وكال ي ،عن أ َ َبي ُه َري َْرة َ، يِ ،عن ابي َ س ِعي ٍّد ْال ِغفَ ِ ار َّ الروايتين مروية عن أ َ ِبي هَا ِن ٍّئ ْالخ َْو َالنِ ّ كما أورد الرواية الطبراني في األوسط:ج9ص 23ح,9016باب الميم :من اسمه مقدام ,وعلق عليها قائال :لَ ْم يَ ْر ِو َهذَا ْال َحد َ ي ِ ِإ َّال أَبُو هَانِىءٍّ , ِيث َع ْن أ َ ِبي َ س ِعي ٍّد ْال ِغفَ ِ ار ّ واردها الحاكم في مستدركه :ج4ص 185ح ,7311كتب البر والصلة ,بنفس اإلسناد وقال الحاكم حيث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه . 150
وفي محاسن البرقي ,عن أبي عبد هللا ,عن أبيه "عليهما السالم",وردت في المصدر ولم يذكرها المصنف,قال :صلى النبي "صلى هللا عليه وآله" صالة وجهر فيها بالقراءة ،فلما انصرف قال ألصحابه:هل أسقطت شيئا في القراءة؟ قال: فسكت القوم ،فقال النبي "ص":أفيكم أبي بن كعب؟ فقالوا :نعم ،فقال :هل أسقطت فيها بشئ؟ قال :نعم يا رسول هللا ,إنه كان كذا وكذا ،فغضب "عليه السالم" فقال "ص":ما بال أقوام يتلى عليهم كتاب هللا فال يدرون ما يتلى عليهم منه وال ما يترك! هكذا هلكت بنو إسرائيل ،حضرت أبدانهم وغابت قلوبهم ،وال يقبل هللا صالة عبد ال يحضر قلبه مع بدنه)1(.
سبُ ُه ْم َج ِميعًا َوقُلُوبُ ُه ْم َ شت َّ ٰى ﴿َ ﴾14ك َمث َ ِل الَّذِينَ ويشير الى ذلك قوله تعالى﴿ :تَ ْح َ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم قَ ِريبًا ۖ ذَاقُوا َو َبا َل أ َ ْم ِر ِه ْم﴿ ﴾15الحشر. وروى الخوارزمي عن ابن عباس ,قال :قال رسول هللا “صلى هللا عليه واله” :إن هللا عز وجل منع بني إسرائيل قطر السماء بسوء رأيهم في أنبيائهم ,واختالفهم في دينهم ،وإنه آخذ هذه األمة بالسنين ,ومانعهم قطر السماء ببغضهم علي بن أبي طالب "ع")2( . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1المحاسن للبرقي :ج 1ص260ح,317باب النية. -2الرواية أعاله لم ترد من الخوارزمي وفق تتبعي وإنما ذكرها صاحب كتاب "مناقب علي البن ألمغازلي":ج 1ص 195ح, 186وهذا االشتباه لم يكن من المصنف وفق ما اعتقد والدليل على ذلك إن العالمة الحلي في كتابه" كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين" نسب نفس الرواية "للخوارزمي" ولكن محقق الكتاب حسين الدركاهي أبا محمد حسن حسين أبادي ,أشار إلى ذلك في حاشية الكتاب أعاله ص ,428المبحث الخامس والعشرون. 151
وإنما رفع هللا بعض أنواع العذاب ,كالخسف والمسخ عن هذه األمة ,إكراما لنبيه نبي الرحمة "صلى هللا عليه واله" ال لعدم المقتضي له ,مع أنهم يعذبون به قبيل ظهور الحجة عجل هللا تعالى فرجة ,كما في إخبار كثيرة ,بل وقع في السابق أيضا ,كما روى انه مسخ مروان وعبد الملك بعد موتهما ,بل كل بني أمية كما في حديث وزغه ,ومسخ الخطيب الذي كان يلعن أمير المؤمنين "عليه الصالة السالم" في عهد هارون)1(.
ومثله في عهد منصور كما في خبر االعمش )2( .ومسخ الرجل الذي اعترض على أمير المؤمنين "عليه السالم" في قضيته حين خروجه إلى صفين)3( .
بل جميع المخالفين على صورة القردة والخنازير ,كما في خبر أبي بصير في الحج ,ويترأى في النظر أنهم على صورة البشر ,وإنما أخر هالكهم وعذابهم)4(.
قال تعالى﴿ :فَإِ َّن ِللَّذِينَ َ ص َحا ِب ِه ْم﴾ الذاريات ,59:قال ب أَ ْ ظلَ ُموا ذَنُوبًا ِمثْ َل ذَنُو ِ الطبرسي :أي نصيبا من العذاب ,مثل نصيـــــب أصحابهم الذين اهلكوا ,نحو قوم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الثاقب في المناقب ألبي حمزة الطوسي:ص229ح ,1/200فصل في بيان ظهور آياته مما رؤى في المنام ثم ظهر حكمه في اليقظة من تغيير صور أعدائه وقتلهم. -2الثاقب في المناقب ألبي حمزة الطوسي:ص233ح ,2/201فصل في بيان ظهور آياته مما رؤى في المنام ثم ظهر حكمه في اليقظة من تغيير صور أعدائه وقتلهم. -3الثاقب في المناقب ألبي حمزة الطوسي:ص242ح ,7/206فصل في بيان ظهور آياته مما رؤى في المنام ثم ظهر حكمه في اليقظة من تغيير صور أعدائه وقتلهم. -4بصائر الدرجات للصفار:ص 290ح ,4الباب الثالث في األئمة عليهم السالم أنهم يحيون الموتى ويبرؤون األكمه واألبرص بإذن هللا .
152
نوح وعاد وثمود ,فال يتعجلون بإنزال العذاب عليهم فأنهم ال يفوتون ﴿فَ َو ْي ٌل ِللَّذِينَ عدُونَ ﴾ الذاريات ,60:هذا يدل على أنهم أخروا إلى َكفَ ُروا ِم ْن يَ ْو ِم ِه ُم الَّذِي يُو َ يوم القيامة .انتهى)1( .
وبمالحظة جميع ما ذكرناه ,ربما ال يحتاج في إثبات التغيير في القران إلى شيء أخر ,إذ قد عرفت حال الكاتبين وما وقع فيهما من التغيير والتحريف والتبديل)2(.
وروى العالمة أبو الحسن الشريف في ضياء العالمين :إن موسى"ع" لما ارتحل عن الدنيا ,أوصى بإسرار التوراة واأللواح إلى يوشع بن نون وصيه من بعده, وأودعه ما كان عنده من العلوم وكتب األنبياء ,فلما شوش على يوشع أمره من دخل في أمره من قومه ,ولم يتمكن يوشع بذلك من إظهار ما عنده ,بقى التوراة متفرقا ,وكان يحفظ كل شخص شيئا منه إلى إن غلب عليهم بختنصر ,فقتل كثيرا من حفاظ ذلك ,فلما رأى بعض أوالد هارون ذلك من محفوظاته ومن الفصول التي كانت عنده غيره إسفارا ,فهذه التوراة التي بيد اليهود ذلك المجموع ال كتاب هللا التام! وعلى هذا اتفاق اليهود كما صرح به بعضهم ,وقال :وفيه التغيير والتبديل ولو من غير تعمد .انتهى)3(.
وصريح تلك اإلخبار الكثيرة ,ركوب تلك األمة طريقتهم وسنتهم ,وأية طريقة أشبه بهذه الطريقة! وأية سنة اطهر من هذه السنة! ومدار المذهب وقطبه الذي عليــــــه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان للطبرسي:ج 9ص,269تفسير سورة الذاريات. -2أقول :هذا تصريح واضح وصريح من المصنف على إن القران طاله التغيير وليس النقصان فقط كما ادعى البعض . -3ضياء العالمين للعالمة الفتوني:ج 1ص,412-411الفصل الخامس ,وجه الشبه كما حث للتوراة مع القران.
153
يدور هو كتاب هللا الصامت والناطق ,وتأتي اإلشارة إلى ما فعلوا بناطقه حذو ما فعلنه بنو إسرائيل بيوشع وصي موسى "عليه السالم" فيجب إن يصدر منهم بالنسبة إلى صامته ما صدر منهم بالنسبة إلى الكتابين ,وهذا في غاية الوضوح, وقد مر في المقدمة األولى في كيفية جمع القران بعد قتل جمع كثير من حفاظه ما يظهر من المشابهة وتطبيق فعلهم بفعل اليهود. األمر الثالث في ذكر بعض موارد مؤيدة للمقام. األمر الثالث :في ذكر الموارد المخصوصة التي شبه فيها بعض هذه األمة بنظيره في األمم السابقة مدحا أو قدحا ,وبعض ما صنع هللا تعالى بهم بما صنع بأمثالهم, وبعض فعالهم المذمومة القبيحة بما سبقهم فيه الذين كانوا قبلهم ,أو أشير فيها إلى وجوب تحقيق ذلك ووقوعه فيها ,بحيث يمكن استخراج القاعدة السابقة من تلك الموارد الجزئية ,ولو أغمضنا النظر عن اإلخبار السابقة لكان فيها كفاية ,بل أشير في جملة منها إلى تلك القاعدة ,واستدل بها على أمور ال يخفى خفائها بالنسبة إلى المقام ,فيتم بذلك وجه االستدالل بها فيه ,وينجبر ضعف مضامين اإلخبار السابقة لو كان بهذه اإلخبار لظهورها حينئذ في معنى يشمل المقام قطعا ,بعد كونه اظهر إفرادها واجلي مواردها.
س ِل ِم ْن قَ ْب ِل َك﴾ لر ُ قال هللا تبارك وتعالىَ ﴿ :ما يُقَا ُل لَ َك ِإ َّال َما َق ْد قِي َل ِل ُّ فصلت ,43:وقال سبحانه﴿ :بَ ْل قَالُوا ِمثْ َل َما قَا َل ْاأل َ َّولُونَ ﴾ المؤمنون,81:وقال عز وجل اسمهَ ﴿ :وقَا َل الَّذِينَ َال يَ ْعلَ ُمونَ لَ ْو َال يُ َك ِلّ ُمنَا َّ اَّللُ أَ ْو تَأ ْ ِتينَا آيَةٌ ۗ َك ٰذَ ِل َك قَا َل الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم ِمثْ َل قَ ْو ِل ِه ْم ۘ تَشَابَ َه ْ ت قُلُوبُ ُه ْم ﴾ البقرة,118:وقال عز وجل: ت ْاليَ ُهودُ علَ ٰى َ س ِ ش ْيءٍّ َوقَالَ ِ س ِ ﴿ َوقَالَ ِ ار ٰى َ ار ٰى لَ ْي َ ت ْاليَ ُهودُ لَ ْي َ ت النَّ َ ت النَّ َ ص َ ص َ اب ۗ َك ٰذَ ِل َك قَا َل الَّذِينَ َال َي ْعلَ ُمونَ ِمثْ َل قَ ْو ِل ِه ْم ﴾ علَ ٰى َ ش ْيءٍّ َو ُه ْم َيتْلُونَ ْال ِكتَ َ َ 154
عزَ ي ٌْر اب ُْن َّ ارى اَّللِ َوقَالَ ِ البقرة ,113:وقال تعالىَ ﴿ :وقَالَ ِ ت ْال َي ُهودُ ُ ت النَّ َ ص َ ْال َمسِي ُح ا ْب ُن َّ ضا ِهئُونَ قَ ْو َل الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن قَ ْب ُل اَّللِ ۖ ٰذَ ِل َك قَ ْولُ ُه ْم ِبأ َ ْف َوا ِه ِه ْم ۖ يُ َ قَاتَلَ ُه ُم َّ اَّللُ أَنَّ ٰى يُؤْ فَ ُكونَ ﴾ التوبة ,30:وقال تعالى شأنهَ ﴿ :وإِ ْن ِم ْن أ ُ َّم ٍّة ِإ َّال خ ََال ب الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم ﴿ ﴾25فاطر ,وقال جل ِير ﴿َ ﴾24و ِإ ْن يُ َك ِذّبُ َ فِي َها نَذ ٌ وك فَقَ ْد َكذَّ َ
ت َو ُّ ب س ٌل ِم ْن قَ ْب ِل َك َجا ُءوا ِب ْالبَ ِيّنَا ِ ذكره﴿ :فَإِ ْن َكذَّبُ َ ِب ُر ُ الزبُ ِر َو ْال ِكتَا ِ وك فَقَ ْد ُكذّ َ ت فَ َما سلُ ُه ْم بِ ْالبَ ِيّنَا ِ ير﴾ العمران ,184:وقال عز سلطانهَ ﴿ :ولَقَ ْد َجا َءتْ ُه ْم ُر ُ ْال ُمنِ ِ َكانُوا ِليُؤْ ِمنُوا ِب َما َكذَّبُوا ِم ْن قَ ْب ُل﴾ األعراف,101:وقال عز شأنه ﴿ َو َل َق ْد بَ َعثْنَا اجتَنِبُوا َّ س ً الطا ُ وت ۖ فَ ِم ْن ُه ْم َم ْن َهدَى َّ وال أَ ِن ا ْعبُدُوا َّ اَّللَ َو ْ غ َ اَّللُ فِي ُك ِّل أ ُ َّم ٍّة َر ُ علَ ْي ِه الض ََّاللَةُ﴾النحل ,36:وقال جل وعال﴿ :قَ ْد َخلَ ْ َو ِم ْن ُه ْم َم ْن َحقَّ ْ ت ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم ت َ ض فَا ْن ُ عا ِقبَةُ ْال ُم َك ِذّبِينَ ﴾ إل ُ ِيروا ِفي ْاأل َ ْر ِ سن ٌَن فَس ُ ْف َكانَ َ ظ ُروا َكي َ عمران ,137:وقال تعالى ذكره﴿ :يُ ِريدُ َّ سنَنَ الَّذِينَ ِم ْن اَّللُ ِليُبَيِّنَ لَ ُك ْم َويَ ْه ِد َي ُك ْم ُ سو ٌل قَ ْد َخلَ ْ ت ِم ْن قَ ْب ِل ِه قَ ْب ِل ُك ْم﴾ النساء ,26:وقال جل اسمهَ ﴿ :و َما ُم َح َّمدٌ إِ َّال َر ُ عقَا ِب ُك ْم﴾ إل عمران ,144:وقال جل علَ ٰى أَ ْ س ُل أَفَإِ ْن َم َ الر ُ ُّ ات أ َ ْو قُتِ َل ا ْنقَلَ ْبت ُ ْم َ
جاللة﴿ :أَ ْم َح ِس ْبت ُ ْم أ َ ْن تَ ْد ُخلُوا ْال َجنَّةَ َولَ َّما يَأْتِ ُك ْم َمث َ ُل الَّذِينَ َخلَ ْوا ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم ۖ سا ُء َوالض ََّّرا ُء َو ُز ْل ِزلُوا﴾ البقرة ,214:وقال عظم برهانهَ ﴿ :و َكأ َ ِيّ ْن َم َّ ستْ ُه ُم ْالبَأ ْ َ س ِبي ِل َّ اَّللِ﴾ إل ي ٍّ قَات َ َل َم َعهُ ِر ِبّيُّونَ َكثِ ٌ صابَ ُه ْم فِي َ ير فَ َما َو َهنُوا ِل َما أَ َ ِم ْن نَ ِب ّ ٰ اإل ْن ِس عد ًُّوا َ شيَ ِ ي ٍّ َ اطينَ ْ ِ عمران ,146:وقال عز ذكرهَ ﴿ :و َكذَ ِل َك َج َع ْلنَا ِل ُك ِّل نَ ِب ّ ب إِ َّن قَ ْو ِمي ات َّ َخذُوا الر ُ َو ْال ِج ِّن﴾ اإلنعام ,112:وقال تعالىَ ﴿ :وقَا َل َّ سو ُل َيا َر ّ ِ ٰ عد ًُّوا ِمنَ ْال ُم ْج ِر ِمينَ ﴿﴾31 ٰ َهذَا ْالقُ ْرآنَ َم ْه ُج ً ي ٍّ َ ورا﴿َ ﴾30و َكذَ ِل َك َج َع ْلنَا ِل ُك ِّل نَ ِب ّ س ٰى ِم ْن سولَ ُك ْم َك َما ُ الفرقان ,وقال عظم شأنه﴿ :أَ ْم ت ُ ِريدُونَ أ َ ْن ت َ ْسأَلُوا َر ُ سئِ َل ُمو َ 155
اس أَ ْن يُتْ َر ُكوا أَ ْن َيقُولُوا ِب النَّ ُ قَ ْب ُل ﴾ البقرة ,108:وقال عم طوله﴿ :الم﴿ ﴾1أَ َحس َ آ َمنَّا َو ُه ْم َال يُ ْفتَنُونَ ﴿َ ﴾22ولَقَ ْد فَتَنَّا الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم ﴿ ﴾3العنكبوت,وقال
ي ٍّ إِ َّال ِإذَا ت َ َمنَّ ٰى أ َ ْل َقى س ْلنَا ِم ْن قَ ْب ِل َك ِم ْن َر ُ سبحانهَ ﴿ :و َما أ َ ْر َ سو ٍّل َو َال نَ ِب ّ ش ْي َ ال َّ ط ُ ان فِي أ ُ ْمنِيَّتِ ِه﴾ الحج .52:إلى غير ذلك من اآليات. وروى علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن ( )1بن سعيد عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد هللا عليه السالم قال :ما بعث هللا رسوال إال وفي وقته شيطانان يؤذيانه ويفتنانه ويضالن الناس بعده )2( .فإما الخمسة أولو العزم من الرسل ,نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد على نبينا واله وعليهم السالم ,فأما صاحبا نوح ففطيقوس( )3وحرام ،وإما صاحبا إبراهيم فمكيل وردام ،وإما صاحبا موسى فالسامري ومرعقيبا وإما صاحبا عيسى فقبوفولس فموليس( )4وإما صاحبا محمد "صلى هللا عليه وآله" فحبتر وزريق)5(.
وفي كتاب سلمان في خبر جاثليق الذي أتى إلى المدينة بعد قبض رسول هللا "صلى هللا عليه واله" انه قال ألمير المؤمنين "عليه السالم" :يا وصي محمد وأبا ذريته ما نرى األمة إال هلكت كهالك من مضى من بني إسرائيل من قوم موسى وتركهم موسى وعكوفهم على أمر السامري ،وإنا وجدنا لكل نبي بعثه هللا عدوا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1في المصدر ورد :عن الحسن بن محبوب بن سعيد. -2تفسير ألقمي :ج2ص,64-63سورة طه".97 -3في المصدر ورد :فقنطيفوص او فغنطيغوص. -4في المصدر ورد :فبولس"يرليس يرليش" وميتون"مريبون" . -5تفسير ألقمي :ج 1ص,214سورة اإلنعام.112: 156
شياطين اإلنس والجن يفسدان على النبي دينه ،ويهلكان أمته ،ويدفعان وصيه، ويدعيان األمر بعده ،وقد أرانا هللا عز وجل ما وعد الصادقين ومن المعرفة بهالك هؤالء القوم.الخبر .وفيه انه "ع" قال :وأنا عنده بمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى؟! إلى إن قال وكونوا في أهل ملتكم كأصحاب الكهف .الخبر()1
وفي االحتجاج وعن أبي يحيى الواسطي ,قال :لما افتتح أمير المؤمنين "عليه السالم" اجتمع الناس عليه ,وفيهم الحسن البصري ومعه األلواح ،فكان كلما تلفظ أمير المؤمنين "عليه السالم" بكلمة كتبها ،فقال له أمير المؤمنين "ع" ما تصنع؟ فقال نكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم ،فقال "عليه السالم" :أما أن لكل قوم سامري ,وهذا سامري هذه األمة ،إال إنه ال يقول ال مساس ولكنه يقول ال قتال(.)2
وفي تفسير اإلمام "عليه السالم" قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :إن أصحاب موسى اتخذوا من بعده عجال ,وخالفوا خليفة هللا وستتخذ هذه األمة عجال وعجال وعجال ويخالفونك يا علي وأنت خليفتي ,هؤالء يضاهئون اليهود في اتخاذهم العجل)3(.
وفي ثواب اإلعمال عن الكاظم "عليه السالم" انه قال :إن األول بمنزلة العجل والثاني بمنزلة ألسامري)4(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار للمجلسي:ج 30ص,79-75الباب"."18 -2االحتجاج للطبرسي:ج 1ص "22",251ترجمة أبي يحيى الوسطي. -3تفسير اإلمام العسكري:ص"147",409حديث الحدائق. -4ثواب اإلعمال للصدوق:ص ,215عقاب من ادعى اإلمامة وليس بإمام. 157
وفي كتاب سليم في حديث طويل إن ابن عباس قال :له اكتم إال ممن تثق به من إخوانك ,فان قلوب هذه األمة أشربت حب هذين الرجلين ,كما أشربت قلوب بني إسرائيل حب العجل والسامري)1(.
وفي شرح ابن ميثم ,عن سويد بن عقلة ,قال :كنت مع أبي موسى على شاطئ الفرات في خالفة عثمان ,فروى لي خبرا قال :سمعت رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يقول :إن بني إسرائيل اختلفوا ,فلم يزل االختالف بينهم ,حتى بعثوا حكمين ضالين ,فضال واضال من اتبعهما ,وال ينفك أمر أمتي تختلف حتى يبعثوا حكمين يضالن من اتبعهما ,فقلت له :احذر يا أبا موسى إن تكون احدهما! قال :فخلع قميصه وقال :أبرئ إلى هللا من ذلك كما أبرء من قميصي)2( .
وفي كتاب الغارات بطرق عديدة ,إن أمير المؤمنين "عليه السالم" قال ألصحابه بعد قتال أهل النهران وحثهم على قتال أهل الشام :يا معشر المهاجرين ,ادخلوا األرض المقدسة التي كتب هللا لكم وال ترتدوا على إدباركم فتنقلبوا خاسرين فكبوا, وقالوا :البرد شديد فقال"ع" :إن القوم يجدون البرد كما تجدون ,قال :فلم يفعلوا وأبوا ,فلما رأى ذلك منهم قال :أف لكم أنها سنة جرت عليكم)3(.
وفي تفسير علي بن إبراهيم ,مسندا عن أبي جعفر "عليه السالم" قال :قال :أمير المؤمنين "عليه السالم" بعد رسول هللا "صلى هللا عليه واله" في المسجد والناس ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب سليم بن قيس:ص,324ابن عباس يحكي قضية الكتف. -2شرح ابن ميثم البحراني,ص 239 ,781من خطبة له"ع" في الحكمين وذم أهل الشام ,وهي بتمامها في شرح نهج البالغة البن أبي الحديد:ج 13ص ,315فصل في نسب أبى موسى والرأي فيه عند المعتزلة. -3الغارات إلبراهيم بن محمد الثقفي:ج1ص.27 158
ض َّل أَ ْع َمالَ ُه ْم﴾ س ِبي ِل ا ََّّللِ أَ َ صدُّوا َ ع ْن َ مجتمعون بصوت عال ﴿الَّذِينَ َكفَ ُروا َو َ محمد ,1:فقال له ابن عباس :يا أبا الحسن لم قلت ما قلت؟ إلى إن قال:قال :ابن عباس :اجتمع الناس على أبي بكر فكنت منهم ،فقال أمير المؤمنين "عليه السالم" كما اجتمع أهل العجل على العجل ها هنا فتنتم)1(.
واخرج الصدوق في الخصال عن أمير المؤمنين عليه السالم:انه قال :ستة من هذه األمة في التابوت في الدرك األسفل من النار ,العجل وهو نعثل ،وفرعون وهو معاوية ،وهامان هذه األمة وهو زياد ،وقارونها وهو سعد ،والسامري وهو أبو موسى عبد هللا بن قيس ألنه قال كما قال سامري قوم موسى :ال مساس أي ال قتال ,واألبتر وهو عمرو بن العاص )2(.وفيه عنه قال :قال لي رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :أول راية ترد علي مع فرعون هذه األمة يوم القيامة وهو معاوية ،والثانية مع سامري هذه األمة ,وهو عمرو بن العاص،الخبر )3(.وروى الطبرسي في الجوامع والعياشي وفرات بن إبراهيم في تفسيرهما ,عن السجاد "عليه السالم" قال :والذي بعث محمدا "صلى هللا عليه واله" بالحق بشيرا ونذيرا ,إن اإلبرار منا أهل البيت بمنزلة موسى وشيعته ,وان عدونا وشيعتهم بمنزلة فرعون وأشياعه)4(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير ألقمي:ج 2ص,301سورة محمد.1: -2الخصال للصدوق :ص ",458شر األولين واآلخرين اثنا عشر". -3الخصال للصدوق:ص ,575أبواب السبعين وما فوقه ألمير المؤمنين عليه السالم سبعون منقبة لم يشركه فيها أحد من األئمة. -4تفسير جوامع الجامع للطبرسي:ج ص,731سورة القصص ,5:وتفسير فرات الكوفي:ص 314ح,4-421سورة القصص ,5:ووفق تتبعي لم اعثر على الرواية عند العياشي في تفسيره. 159
وفي تفسير علي مسندا عن منهال بن عمرو ,انه قال لعلي بن الحسين "عليهما السالم " :كيف أصبحت يا بن رسول هللا "ع" ؟ قال :ويحك إما آن لك إن تعلم كيف أصبحت؟ أصبحنا في قومنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون ,يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا)1( .
وفي ضياء العالمين ,عن عبد الرزاق في كتابه ,عن وهب عن أبي الطفيل قال: دخل أبو ذر على معاوية ,فقرء معاوية شعرا تعريضا له ,فقال أبو ذر :ما ادري هذا ,ولكن سمعت رسول "صلى هللا عليه واله" يقول :معاوية بن أبي سفيان فرعون هذه األمة يموت على غير ملة)2(.
وروى الشيخ فرات بن إبراهيم عن أمير المؤمنين "عليه السالم" انه قال :من أراد أن يسأل عن أمرنا وأمر القوم ,فانا وأشياعنا يوم خلق هللا السماوات واألرض على سنة موسى وأشياعه ,وإن عدونا يوم خلق هللا السماوات واألرض على سنة فرعون وأشياعه)3(.
واخرج الطبرسي في االحتجاج ,عن الباقر "عليه السالم" في حديث طويل في خبر غدير ,وفيه إن النبي "صلى هللا عليه واله" ,حج بالناس وبلغ من حج معه من أهل المدينة واإلطراف واإلعراب سبعين إلف إنسان أو يزيدون ,وعلى عدد أصحاب موسى السبعين ألف ,الذين أخذ عليهم بيعة هارون ,فنكثوا واتبعوا العجل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير ألقمي :ج 2ص,134سورة القصص.5: -2ضياء العالمين:ج 9ص,117المقالة السادسة,المقام الثاني,ذكر ما رواه العامة في ذم معاوية وانه من أهل النار. -3تفسير فرات الكوفي:ص 314-313ح,5سورة القصص. 160
والسامري ,وكذلك أخذ رسول هللا "صلىهللاعليه وآله" البيعة لعلي "عليه السالم" بالخالفة على عدد ( )1موسى السبعين إلف ,الذين نكثوا واتبعوا العجل سنة بسنة ومثال بمثال.الخبر)2(.
ورواه السيد األجل على بن طاووس في كشف اليقين ,عن احمد بن محمد بن الطبري المعروف بالخليل في كتابه في المناقب)3(.
واخرج ابن عساكر عن الحسن بن علي "عليهما السالم" كما نقله السيوطي في الجامع عن النبي "صلى هللا عليه واله" انه قال :عشر خصال عملها قوم لوط بها ضا ,ورميهم بال ُجالهق أهلكوا ,وتزيدها أمتى ,بخلة إتيان الرجال بعضهم بع ً والخذف ,ولعبهم بالحمام وضرب الدفوف ,وشرب الخمور وقص اللحية ,وطول الشارب والصفير والتصفيق ولباس الحرير ,وتزيدها أمتى بخلة إتيان النساء ضا )4(. بعضهن بع ً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كلمة"أصحاب" سقطت من هذه النسخة للمصنف. -2االحتجاج للطبرسي:ج 1ص,56احتجاج "ص" يوم الغدير على الخلق كلهم وفي غيره من األيام بوالية علي بن أبي طالب "ع" ومن بعده من ولده من األئمة المعصومين "ع". -3كشف اليقين البن طاووس ,344-343:فيما ذكره عن هذا أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي,من روايته للكتاب الذي أشرنا إليه في حديث يوم الغدير. -4جامع األحاديث للسيوطي :ج 14ص 208ح,14130حرف العين.
161
وروى البيهقي ,عن علي "عليه السالم" ,قال :قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :إن بني إسرائيل اختلفوا ,فلم يزل اختالفهم بينهم حتى بعثوا حكمين ,وإن هذه األمة ستختلف ,فال يزال اختالفهم بينهم ,حتى يبعثوا حكمين ضال وضل من اتبعهما)1(.
وتقدم عن الرضا "عليه السالم" انه قال للبزنطي في وجوب وقوع االختالف بينهم :وال بد إن يكون فيكم ما كان في الذين من قبلكم ,ولو كنتم على أمر واحد, كنتم على غير سنة الذين من قبلكم)2(.
وفي اإلخبار المتواترة بين الفريقين إن هذه األمة تفرق بعد نبيها كما افترقت األمم السالفة ,ففي بعضها إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنين وسبعين ملة, وان هذه األمة ستفترق على ثالث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة .وفي النبي "ص" قال :إن موسى افترقت على واحدة وسبعين فرقة واحدة أخرى ,منها ناجية والباقون في النار ,وان امة عيسى افترقت إلى اثنين وسبعين فرقة ,واحدة منها ناجية ,والباقون في النار ,وان هذه األمة ستفترق إلى ثالث وسبعين فرقة ,واحدة منها ناجية والباقون في النار ,وفي جامع السيوطي ,عن الوسيط للطبراني ,عن ابن عباس ,عن النبي "صلى هللا عليه واله" انه قال :ما اختلفت امة بعد نبيها إال ظهر أهل باطلها على أهل حقها)3(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ع ِن ْال َح َك َمي ِْن اللَّذَ ْي ِن بُ ِعثَا -1دالئل النبوة للبيهقي:ج 6صَ , 423ب ُ ار ِه َ اب َما َجا َء فِي ِإ ْخ َب ِ ي هللاُ َع ْنهُ.- ي ٍَّ -ر ِ ان َ فِي زَ َم ِ ع ِل ّ ض َ -2مسند اإلمام الرضا "ع" للشيخ عزيز هللا عطاردي:ج 1ص 217ح ,373باب""14 ما جاء عنه في أخبار المهدى عليهما السالم. -3جامع األحاديث:ج 18ص 397ح ,19714حرف الميم. 162
وفيه عن البخاري والترمذي انه"ص" قال :إن هللا تبارك وتعالى لم يبعث نبيًّا وال خليفة إال وله بطانتنا ,بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ,وبطانة ال تألوه ق)1(. خباال ,ومن يُوقَ بطانة السوء فقد ُو ِ
وفيه عن كتاب الطبراني وابن عساكر ,انه "ص" قال :إن هللا تبارك وتعالى لم
يبعث نبيا قبلي إال كان في أمته من بعده مرجئة وقدرية يشوشون أمر األمة وأنهما ال يدخالن الجنة)2(.
وفيه عن الخطيب وابن عساكر ,عن ابن عباس ,انه "ص" قال :لكل شيء سبط, وسبط هذه األمة الحسن والحسين"ع" ,ولكل شيء مجن ,ومجن هذه األمة على بن أبى طالب "عليه السالم")3(.
وفيه عن مسند احمد بن حنبل عنه "ص" لكل أمة مجوس ،ومجوس أمتي الذين يقولون :ال قدر ،إن مرضوا فال تعودوهم ،وإن ماتوا فال تشهدوهم)4(.
وفيه عن الطبراني عنه"ص" :ما من أمة ابتدعت بعد نبيها في دينها بدعة إال أضاعت مثلها من السنة)5(.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1جامع األحاديث:ج 8ص 152ح ,7014حرف الهمزة.
-2جامع األحاديث:ج 8ص 152ح ,7013حرف الهمزة. -3جامع األحاديث:ج 17ص 465ح ,7013حرف الالم. -4مسند احمد:ج9ص415ح ,5584مسند المكثرين من الصحابة مسند عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما. -5المعجم الكبير للطبراني :ج 18ص 99ح ,178باب العين. 163
وفي اإلتقان عن سفيان الثوري قال :لم ينزل وحي إال بالعربية .ثم ترجم كل نبي لقومه)1(.
وفيه عن مسند احمد بن حنبل ,بإسناده عن الشعبي ,قال :لقيت علقمة ,قال :أتدري ما مثل علي عليه السالم؟ فقلت :وما مثله؟ قال :مثل عيسى بن مريم ,أحبه قوم حتى هلكوا في حبه ,وابغضه قوم حتى هلكوا في بغضه)2(.
وعنه وعن كتاب الكبير للطبراني ,عن ابن عمر عنه "صلى هللا عليه واله" قال: س َبا َيا األ ُ َم ِم الَّتِي لَ ْم َيزَ ْل أ َ ْم ُر بَنِي ِإ ْس َرائِي َل معتدال َحتَّى نَشَأ َ فِي ِه ُم ال ُم َولَّدُونَ ،وأ َ ْبنَا ُء َ َكان ْ ضلُّوا)3(. ضلُّوا وأ َ َ َت بَنُو ِإ ْس َرائِي َل ت َ ْسبِي َها ،فَقَالُوا بالرأي فَ َ قلت :وربيعة الرأي الذي هو أول من روج العمل بالرأي في المدينة ,وأبو حنيفة والحسن البصري وطاووس اليماني وعطاء بن أبي رباح وعكرمة وسعيد بن جبير وسفيان بن عيينة وغيرهم من المولودين وأبناء الموالي ,وبعضهم من أبناء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,163النوع السادس عشر:في كيفية انزاله. -2وفق تتبعي لم اعثر على الرواية في مسند احمد وإنما في كتابه فضائل الصحابة:ج2 ص 575ح ,974فضائل علي عليه السالم ,وشواهد التنزيل للحسكاني:ج 2ص235 ح ), 875وعن صحيح أبي داود ,عن معاوية ,عن النبي "صلى هللا عليه واله" انه قال :من قبلكم ,وساق كالخبر المتقدم ,وفي أخره :وانه سيخرج من أمتي أقوام تجارى بهم تلك األهواء ,كما يتجارى الكلب لصاحبه ,وال يبقى منه عرق وال مفصل إال دخله(.صحيح وضعيف سنن أبي داود :ص 2ح, 4597لأللباني. -3وفق تتبعي لم اعثر على الرواية بصحيح وضعيف سنن أبي داود ,وهي موجودة في المعجم الكبير للطبراني:ج 13ص 642ح.14569
164
السبايا من المجوس ,وقد صح عن النبي "صلى هللا عليه واله" قال لعلي "عليه السالم" :أنت مني بمنزلة هارون من موسى إال انه ال نبي بعدي)1(.
واخرج الصدوق في معاني اإلخبار ,مسندا عن ابن عباس ،قال :قال رسول هللا
ف "صلى هللا عليه وآله " :لما أنزل هللا تبارك و تعالىَ ﴿ :وأَ ْوفُوا ِبعَ ْهدِي أُو ِ ِب َع ْه ِد ُك ْم﴾ البقرة ,40:لقد خرج آدم من الدنيا ,وقد عاهد على الوفاء لولده شيث ،فما وفي له ،ولقد خرج نوح من الدنيا ,وعاهد قومه على الوفاء لوصيه سام ،فما وفت أمته ،ولقد خرج إبراهيم من الدنيا ,وعاهد قومه على الوفاء لوصيه إسماعيل ،فما وفت أمته ،ولقد خرج من الدنيا موسى وعاهد قومه على الوفاء لوصيه يوشع بن نون فما وفت أمته ،ولقد رفع عيسى ابن مريم على نبينا وعليهم السالم إلى السماء ,وقد عاهد قومه على الوفاء لوصيه شمعون بن حمون الصفا فما وفت أمته ،وإني مفارقكم عن قريب وخارج من بين أظهركم ,وقد عهدت إلى أمتي في علي بن أبي طالب "عليه السالم" وإنها لراكبة سنن من قبلها من األمم في مخالفة وصيي وعصيانه،الخبر)2(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر المعجم الكبير للطبراني:ج 24ص 147ح ,388وتاريخ دمشق البن عساكر: ج 42ص ,183ومسند احمد :ج 17ص373ح,11272والسنن الكبرى للنسائي: ج 7ص 426ح, 8379وسنن الترمذي :ج 5ص640
ح,3730وصحيح
البخاري:ج5ص19ح,3706وصحيح مسلم :ج 4ص 870ح ,2404وغيرها من المصادر. -2معاني اإلخبار للصدوق:ص372ح ,1باب" "821معنى وفاء العباد بعهد هللا ومعنى وفاء هللا عز وجل بعهد العباد.
165
وفي مجالس الشيخ الطوسي ,في خطبة الحسن "عليه السالم" وقد تركت بنو إسرائيل هارون وهم يعلمون أنه خليفة موسى فيهم واتبعوا السامري ،وقد تركت هذه األمة أبي وبايعوا غيره ،وقد سمعوا رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" ,يقول: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إال النبوة" ،إلى إن قال :فجعل هللا هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه ،وجعل هللا النبي "صلى هللا عليه وآله" ,في سعة حين دخل الغار ولم يجد أعوانا ،وكذلك أبي ،وأنا في سعة من هللا حين خذلتنا األمة وبايعوك يا معاوية ،وإنما هي السنن واألمثال يتبع بعضها بعضا)1(.
وفيه وفي غيره ,حديث المناشدة إن النبي "صلى هللا عليه واله" قال :اللهم إني أقول كما قال أخي موسى ,أجعل لي وزيرا من أهلي ,عليا "عليه السالم" اشدد به أزري ,وأشركه في أمري)2(.
وعن مناقب الفقيه البن ألمغازلي في حديث سد األبواب ما لفظه :ونفس ذلك رجال على علي عليه السالم فوجدوا في أنفسهم ،وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبي "صلى هللا عليه واله" ,فبلغ ذلك النبي "صلى هللا عليه واله" فقام خطيبا فقال :إن رجاالً يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليا ً في المسجد ،وهللا ما
أخرجتهم وال أسكنته! إن هللا عز وجل أوحى إلى موسى وأخيه ﴿أَ ْن تَبَ َّوآ ِلقَ ْو ِم ُك َما ص َالة َ ۗ﴾ يونس ,87:وأمر موسى ص َر بُيُوتًا َو ْ ِب ِم ْ اج َعلُوا بُيُوتَ ُك ْم قِ ْبلَةً َوأَقِي ُموا ال َّ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االمالي للشيخ الطوسي:ص 560ح ,9المجلس"."20 -2االمالي للشيخ الطوسي:ص 517المجلس" "18ح ,38ومناقب ألحمد الصحابة طه,وفضائل مردويه:ص,277ح,432سورة حنبل:ج2ص678ح,1158وغيرها من المصادر الكثير ومن كال الفريقين . 166
ابن بن
أن ال يسكن مسجده ،وال ينكح فيه ،وال يدخله إال هارون وذريته ،وإن عليا ً مني بمنزلة هارون من موسى ،وهو أخي دون أهلي ،وال يحل مسجدي ألحد ينكح فيه النساء إال عليا وذريته ،فمن ساءه فهاهنا ,وأومأ بيده نحو الشام)1(.
وفي الكافي إن عليا "ع" رفع يده يوما وقال :إن القوم استضعفوني كما استضعف بنو إسرائيل هارون)2(.
وفيه عن ابي جعفر "عليه السالم" ,قال :إن الناس صاروا بعد رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" بمنزلة من اتبع هارون "ع" ومن اتبع العجل ,وإن أبا بكر دعا فأبى علي "عليه السالم" إال القرآن ,وإن عمر دعا فأبى علي "ع" إال القرآن ,وإن عثمان دعا فأبى علي "عليه السالم" إال القرآن .الخبر)3(.
وعن البغوي وابن عساكر وغيرهما ,إن النبي قال :سمى هارون ابنيه شبرا وشبيرا ,واني سميت ابني الحسن والحسين ,كما سمى به هارون ابنيه)4(. وفي البصائر ,عن أبي جعفر "عليه السالم" قال :كانت في علي سنة إلف نبي)5(.
وفي علل الشرائع وغيره ,إن ابن الكواء سئل أمير المؤمنين "عليه السالم" عن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مناقب علي البن المغازلي:ج 1ص322ح" 304باب حديث سد األبواب". -2الكافي للكليني:ج8ص33ح,5مقامات الشيعة وفضاءلهم وبشارتهم بخير المال. -3الكافي للكليني:ج8ص297-296ح,456ارتداد اإليمان بعد النبي"ص". -4معجم الصحابة للبغوي:ج2ص9ح,395باب الحاء,حسن بن علي ,وتاريخ دمشق البن عساكر:ج14ص,119حرف الحاء ,الحسين بن علي بن أبي طالب. -5البصائر للدرجات:ص134ح,2الجزء الثالث ,الباب األول)
167
ذي القرنين ،أكان نبيا أم ملكا؟ وعن قرنه أكان ذهبا أم فضة؟ فقال"ع" :لم يكن نبيا وال ملكا ،ولم يكن قرناه من ذهب إلى إن قال :وفيكم مثله)1(.
وقد اشتهر في الحديث انه ذو قرني هذه األمة ,وذكروا له وجوها ليس هنا محلها, وعن ابن شهر أشوب في مناقبه ,عن تاريخ علي بن مجاهد ,مسندا عن النبي "صلى هللا عليه واله" انه قال :عند وفاته لعلي"ع" أنت مني بمنزلة يوشع من موسى"ع")2(.
وفي الكافي ,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال :إن هللا لم يعط األنبياء شيئا إال وقد أعطاه محمد "صلى هللا عليه وآله"،الخبر )3(.وروي في هذا المعنى إخبارا كثيرة فيه في باب ما أعطى هللا األئمة من االسم األعظم )4( .وفي باب مولد أبي جعفر عليه السالم )5( .وفي غيره أيضا. وروى الطبرسي في االحتجاج عن العسكري"ع" أنه قيل ألمير المؤمنين "عليه السالم" هل كان لرسول هللا "صلىهللاعليه وآله" مثل آية موسى في رفعه الجبل؟ فقال أمير المؤمنين "عليه السالم" إي والذي بعثه بالحق نبيا ,ما من آية كانت ألحد من األنبياء من لدن آدم إلى أن انتهى إلـــــــى محمد "صلـــىهللاعليــــــه وآله" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1علل الشرائع للصدوق:ج1ص "37" ,40-39العلة التي من أجلها سمى ذو القرنين ذا القرنين. -2مناقب ال ابي طالب البن شهر اشوب:ج3ص,46الباب الثاني في النكت والطائف. -3الكافي للكليني :ج1ص225ح ,5باب إن األئمة ورثوا علم النبي وجميع األنبياء واألوصياء الذين من قبلهم. -4نفس المصدرج1ص 230باب .98 -5نفس المصدرج1ص 469باب .181 168
إال وقد كان لمحمد "صلى هللا عليه واله" مثلها أو أفضل منها )1(.وفي تأويل اآليات عن محمد بن العباس في تفسيره مسندا ,إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قال :إن هللا لم يبعث نبيا إال جعل له من أهله أخا ووارثا ووزيرا ووصيا)2(.
وروى في كشف الغمة ,من مناقب ابن المغازلي ,عن ابن عباس في قوله تعالى (السابقون) قال :سبق يوشع بن نون إلى موسى ،وسبق صاحب يس إلى عيسى، وسبق علي"ع" إلى محمد بن عبد هللا "صلى هللا عليه واله" وهو أفضلهم)3(.
وروى الخوارزمي عنه ,قال :قال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" :السبق ثالثة, فالسابق إلى موسى "ع" يوشع بن نون ،والسابق إلى عيسى "ع" صاحب يس ، والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب عليهما الصالة)4(.
وفي العيون عن اإلمام الرضا ,علي بن موسى الرضا ,عن إبائه عن النبي "صلى هللا عليه واله" انه قال :لكل أمة صديق وفاروق ,وصديق هذه األمة وفاروقها علي بن أبي طالب "عليه السالم" ,إن عليا سفينة نجاتها وباب حطتها ,انه يوشعها وشمعونها وذو قرنيها.الخبر)5(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي :ج1ص "29" ,36احتجاج النبي"ص" على جماعة من المشركين. -2تأويل اآليات لشرف الدين الحسيني:ج1ص393ح,19في قوله تعالى(وانذر عشيرتك األقربين. -3كشف الغمة لالربلي:ج 1ص ,87في ذكر الصديقين ,مناقب علي البن المغازلي:ج1ص385ح "153",365قوله تعالى :والسابقون السابقون " .اآلية". -4المناقب للموفق الخوارزمي:ص55ح ,20الفصل الرابع في بيان ما جاء في إسالمه وسبقه إليه وبيان مبلغ سنه حين أسلم. -5عيون إخبار الرضا للصدوق:ج1ص16ح,30في بيان قصة بقرة بني إسرائيل. 169
وفي اإلخبار المتواترة ,إن النبي "صلى هللا عليه واله" قال :األئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل ,وحواري عيسى "عليه السالم")1(.
وروى الخزان في كفاية األثر ,عن علي "عليه السالم" قال :كنت عند النبي "صلى هللا عليه واله" في بيت أم سلمه ,إذ دخل عليه جماعة من أصحابه ,منهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعبد الرحمن بن عوف ,فقال سلمان :يا رسول هللا إن لكل نبي وصيا وسبطين فمن وصيك وسبطاك؟.الخبر)2(.
وفيه عن أبي هريرة ,إن النبي "صلى هللا عليه واله" قال :سبطي خير األسباط الحسن والحسين سبطا هذه األمة ،وأن األسباط كانوا من ولد يعقوب وكانوا اثنا عشر رجاال ,وأن األئمة بعدي اثنا عشر رجال من أهل بيتي ,علي"ع" أولهم وأوسطهم محمد وآخرهم محمد ،ومهدي هذه األمة.الخبر)3(.
وعن ابن شهر أشوب في مناقبه ,عن جابر بن يزيد الجعفي ,عن الباقر "عليه
اك ْال َح َج َر ۖ فَا ْنفَ َج َر ْ ت ِم ْنهُ ص َ السالم" في خبر طويل في قوله﴿ :فَقُ ْلنَا اض ِْربْ ِب َع َ َاس َم ْ ش َر َب ُه ْم﴾ البقرة ,60:فقال :إن قوم موسى ع ِل َم ُك ُّل أُن ٍّ ع ْينًا ۖ َق ْد َ ع ْش َرةَ َ اثْنَتَا َ لما شكوا إليه الجدب والعطش استسقوا موسى"ع" ,فاستسقى لهم ,فسمعت ما قال ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مقتضب األثر للجوهري:ص,9المقدمة التاسعة. -2كفاية األثر للخزاز ألقمي:ص ,147باب "ما روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات هللا عليه عن النبي صلى هللا عليه وآله وسلم في النصوص على األئمة أالثني عشر عليهم السالم. -3كفاية األثر للخزاز ألقمي:ص ,80باب "ما جاء عن أبي هريرة عن النبي صلى هللا عليه وآله وسلم في النصوص على األئمة أالثني عشر عليهم السالم . 170
هللا له ,ومثل ذلك جاء المؤمنون إلى جدي رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,قالوا: يا رسول هللا تعرفنا من األئمة بعدك؟ فقال"ص" وساق الحديث إلى قوله :فإنك إذا زوجت عليا من فاطمة ,خلفت منها أحد عشر إماما من صلب علي ,يكونون مع علي اثنا عشر إماما ,كلهم هداة المتك ,يهتدون بهم كل أمة بإمام منهم ويعلمون كما علم قوم موسى شربهم)1(.
وفي حديث هام بن الهيم بن القيس بن إبليس ,انه قال :يا رسول هللا حاجتي إن تأمر أمتك إن ال يخالفوا أمر الوصي ,فاني رأيت األمم الماضية إنما هلكت بتركها أمر الوصي)2(.
وفي الخصال ,عن الصادق "عليه السالم" إن ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان ,هي الليلة التي مات فيها أوصياء النبيين ,وفيها رفع عيسى بن مريم وقبض موسى"ع".الخبر)3(.
وفي اإلقبال عن كتاب النشر والطي ,عن الرضا "عليه السالم" في فضيلة يوم الجمعة ,وما بعث هللا نبيا إال وكان يوم بعثه مثل يوم الغدير عنده ,وعرف حرمته إذا نصب المته وصيا وخليفته من بعده في ذلك اليوم)4(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مناقب ابن شهر أشوب:ج1ص ,243باب في إمامة األئمة أالثني عشر عليهم السالم ,فصل :في اآليات المنزلة فيهم. -2الروضة في فضائل أمير المؤمنين لشاذان بن جبرائيل ألقمي:ص 184 " 218 حديث ألهام من ولد إبليس". -3الخصال للصدوق :ص 508ح ,1باب السبعة عشر الغسل في سبعة عشر موطنا. -4إقبال اإلعمال البن طاووس:ج2ص ,60فصل " "6فيما نذكره من فضل يوم الغدير. 171
وفي الكافي ,عن الصادق "عليه السالم" أن األنبياء صلوات هللا عليهم كانت تأمر األوصياء اليوم الذي كان يقام فيه الوصي إن يتخذوه عيدا.الخبر)1(.
وعنه في تفسير محمد بن العباس بإسناده عن الباقر عليه السالم انه قال ألبي إسحاق السبيعي ,يا أبا إسحاق :بنا يفك هللا رقابكم ,ويحل هللا رباق الذل من أعناقكم ،وبنا يغفر هللا ذنوبكم ،وبنا يختم وبنا يفتح ,ونحن كهفكم ككهف أصحاب الكهف،ونحن سفينتكم كسفينة نوح،ونحن باب حطتكم كباب حطة بني إسرائيل)2(.
وفي حديث والدة الحجة عجل هللا فرجه ,عن حكيمة أن أبا محمد "عليه السالم" قال :أم مثلها -إي نرجس -مثل أم موسى ,لم يظهر بها الحبل ,ولم يعلم بها احد إلى وقت والدتها ,الن فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى ,وهذا نظير موسى.الخبر ,وهو طويل )3(.وفي رجال الكشي ,عن الصادق "عليه السالم" إن صاحب هذا األمر يعني القائم "عليه السالم" فيه شبه من خمسة أنبياء)4(.
وروى السيد األجل علي بن طاووس في كشف اليقين ,بإسناده إلى علي "عليه السالم" قال :لما خطب أبو بكر ،قام أبي بن كعب يوم جمعة ,وكان أول يوم من شهر رمضان ,فقال :يا معشر المهاجرين إلى إن قال :أولستم تعلمون أن رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" جمعنا قبل موته في بيــــت ابنته فاطمة ،فقال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج4ص149ح,3باب صوم العيدين وأيام التشريق. -2الكافي للكليني:ج23ص218ح ,19باب إن من اصطفاه هللا من عباده وأورثه كتابه هم األئمة عليهم السالم ،وإنهم آل إبراهيم وأهل دعوته . -3إكمال الدين للصدوق:ج1ص455ح ,2باب ذكر من شاهد القائم "ع "ورآه وكلمه. -4رجال الكشي:ص,477ح 904في زرعة بن محمد الحضرمي. 172
لنا :إن هللا أوحى إلى موسى أن اتخذ أخا من أهلك وأجعله نبيا ،وأجعل أهله لك ولدا وأطهرهم من اآلفات ،وأخلعهم من الذنوب .فأتخذ موسى هارون وولده وكانوا أئمة بني إسرائيل من بعده ،والذين يحل لهم في مساجدهم ما يحل لموسى"ع" ،أال وإن هللا تعالى أوحى إلي :أن اتخذ عليا أخا كموسى ,اتخذ هارون أخا واتخذ ولده ,فقد طهرتهم كما طهر ولد هارون ،أال وأني ختمت بك النبيين ,فال نبي بعدك فهم األئمة ,وكنت عند رسول هللا "ص" يوما فألفيته يكلم رجال أسمع كالمه وال أرى وجهه ,فقال فيما يخاطبه :يا محمد ،ما أنصحه لك وألمتك ،وأعلمه بسنتك .فقال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" :أفترى أمتي تنقاد له بعد وفاتي؟ فقال :يا محمد ،يتبعه من أمتك أبرارها ،ويخالف عليه من أمتك فجارها ،وكذلك أوصياء النبيين من قبل ,يا محمد ،إن موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون، وكان أعلم بني إسرائيل وأخوفهم هلل وأطوعهم له ,فأمره هللا أن يتخذه وصيا كما اتخذت عليا وصيا ،وكما أمرت بذلك ,فسخط بنو إسرائيل سبط موسى خاصة, فلعنوه وشتموه وعنفوه ووضعوا أمره ,فإن أخذت أمتك لسنن بني إسرائيل كذبوا وصيك وجهلوا وجحدوا أمره ونبذوا خالفته ،وغالطوه في علمه ,.فقلت :يا رسول هللا من هذا؟ قال :ملك من مالئكة ربي،الخبر)1(.
وفي خبر المبيت ,قال النبي "صلى هللا عليه واله" لعلي "عليه السالم" :يا بن أم، ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كشف اليقين للسيد ابن طاووس:ص ,452-448فيما ذكره من الجزء الذي فيه حديث الرايات ،في تسمية رسول هللا "ص" لموالنا علي "ع" بسيد الصديقين وأفضل المتقين وأطوع األمة لرب العالمين وأمره بالتسليم عليه بخالفة المؤمنين.
173
وامتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم والذبيح إسماعيل )1(.وفي بعض الزيارات :السالم على إسرائيل األمة)2(.
وفي الزيارة الغديرية للعسكري "عليه السالم" وأشبهت في البيانات على الفراش الذبيح "عليه السالم" ،إذ أجبت كما أجاب ،وأطعت كما أطاع إسماعيل صابرا
ي ِإ ِنّي أَ َر ٰى فِي ْال َمنَا ِم أَ ِنّي أَ ْذ َب ُح َك فَا ْن ُ ظ ْر َماذَا تَ َر ٰى محتسبا ،إذ قال له َ ﴿ :يا بُنَ َّ صابِ ِرينَ ﴾ ستَ ِجدُنِي إِ ْن َ قَا َل يَا أَبَ ِ شا َء ا ََّّللُ ِمنَ ال َّ ت ا ْفعَ ْل َما تُؤْ َم ُر ۖ َ الصافات ,102:وكذلك أنت لما أباتك النبي صلى هللا عليكما ،وأمرك ان تضطجع في مرقده ،إلى إن قال :ثم محنتك يوم صفين ،وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا ،فاعرض الشك وعرف الحق واتبع الظن ،أشبهت محنة هارون إذ
أمره موسى على قومه فتفرقوا عنه ،وهارون يناديهم ﴿ :يَا قَ ْو ِم ِإنَّ َما فُتِ ْنت ُ ْم ِب ِه ۖ ع َل ْي ِه َو ِإ َّن َربَّ ُك ُم َّ الر ْح ٰ َم ُن فَاتَّبِعُو ِني َوأَ ِطيعُوا أَ ْم ِري﴿ ﴾90قَالُوا لَ ْن نَب َْر َح َ س ٰى﴿ ﴾91طه ,وكذلك أنت لما رفعت المصاحف َ عا ِك ِفينَ َحت َّ ٰى َي ْر ِج َع ِإلَ ْينَا ُمو َ قلت :يا قوم إنما فتنتم بها وخدعتم .الزيارة)3(.
واخرج الصدوق في إكمال الدين بسنده عن عبد هللا بن مسعود ,قال :قلت للنبي"ص" يا رسول هللا من يغسلك إذا مت؟ فقال :يغسل كل نبي وصيه ,قلت: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مناقب ابن شهر أشوب :ج 1ص.158 -2بحار األنوار:ج 97ص ,330الكتاب العتيق الغروي :زيارة ودعاء عند مشهد أمير المؤمنين عليه السالم" ,وكتاب المزار لمحمد بن ألمشهدي:ص ,185الباب ()12 التوجه إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السالم. -3المزار الكبير للمشهدي :ص ,280-279زيارة أخرى لموالنا أمير المؤمنين عليهالسالم مختصة بيوم الغدير ,الباب " "13العمل والصالة ليلة المبعث, القسم الثالث. 174
فمن وصيك يا رسول هللا؟ قال :علي بن أبي طالب "عليه السالم" ,فقلت :كم يعيش بعدك يا رسول هللا؟ قال :ثالثين سنة ,فإن يوشع بن نون وصي موسى عاش من بعده ثالثين سنة ,وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوج موسى ,فقالت :أنا أحق باألمر منك ,فقاتلها فقتل مقاتلها فأسرها فأحسن أسرها ,وإن ابنة أبي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفا من أمتي ,فيقاتلها فيقتل مقاتلها ويأسرها فيحسن أسرها)1(.
وفي الكافي ,وبشارة المصطفى ,عن الصدق "عليه السالم" قال :قال أمير المؤمنين "عليه السالم" في خطبة له :ولو لم تتواكلوا ,ولو لم تتخاذلوا عن نصرة الحق ,ولم تهنوا عن توهين الباطل ,لم يتشجع عليكم من ليس مثلكم ولم يقو من قوي عليكم ,وعلى هضم الطاعة وازوائها عن أهلها ,لكن تهتم كما تاهت بنو إسرائيل على عهد موسى ,وبحق أقول ليضاعفن عليكم التيه من بعدي, واضطهادكم ولدي إضعاف ما تاهت بنو إسرائيل.الخطبة)2(.
قال العالمة ألمجلسي"ره" :يعني إن بني إسرائيل لنا عصوا موسى وتركوا الجهاد معه ,تاهوا خارج المصر أربعين سنة ,فكذا أصحابنا لما لم ينصروه ولم يعينوه على أعدائه ,تحيروا في أديانهم وإعمالهم إضعاف تيه بني إسرائيل ,بحسب الشدة وكثرة الحيرة وبحسب الزمان أيضا فان هذه األمة إلى أالن متحيرون تائهون في أديانهم وإحكامهم)3(.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كمال الدين للصدوق:ج 1ص ,55أجوبة ابن قتيبة الرازي عن اعتراضات ابن بشار. -2الكافي للكليني:ج 8ص ,66وفق تتبعي لم اعثر على الخطبة في كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى للطبري. -3مرآة العقول للمجلسي:ج 25ص ,148خطبة ألمير المؤمنين "ع" في معاتبة األمة ووعيد بني أمية. 175
وفي روضة الكافي ,عن عمرو بن أبي المقدام ,عن أبيه ,عن أبي جعفر "عليه السالم" ,انه قال :إن العامة يقولون إن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس عليها كانت رضا هلل ,وما كان هللا ليفتن أمة محمد "صلى هللا عليه وآله" من بعده؟ إلى إن قال :فقال أبو جعفر"ع" أليس قد أخبر هللا عن الذين من قبلهم من األمم أنهم قد
ت سى ا ْبنَ َم ْر َي َم ْال َب ِيّنَا ِ اختلفوا من بعدما جاءتهم البينات ,حيث قالَ ﴿ :وآتَ ْينَا ِعي َ َوأَيَّ ْدنَاهُ بِ ُروحِ ْالقُد ُِس ۗ َولَ ْو شَا َء َّ اَّللُ َما ا ْقتَتَ َل الَّذِينَ ِم ْن بَ ْع ِد ِه ْم ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ُم ْال َب ِيّنَاتُ َو ٰلَ ِك ِن ْ اختَلَفُوا فَ ِم ْن ُه ْم َم ْن آ َمنَ َو ِم ْن ُه ْم َم ْن َكفَ َر ﴾ البقرة,253: وفي هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد صلى هللا عليه وآله اختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر)1(.
قلت :في هذا فائدتان: أ :كون الكبرى وهي إن كلما كان في األمم السالفة يكون في هذه األمة من الواضحات المسلمات التي لم يشر "عليه السالم" في كالمه إليها أصال وظاهران بدونها ال يصح االستدالل. ب :جواز االستدالل بها في أمثال المقام. وفي إكمال الدين ,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال :إن سنن األنبياء وما وقع فيهم من الغيبات جارية في القائم منا أهل البيت ،حذو النعل بالنعل ،والقذة بالقذة)2(.
وروى الكشي عن بريد ألعجلي ,قال :دخلت على أبي عبد هللا "عليه السالم", فقال :لو سبقت ألدركت حيان السراج ,وكان هنا جالسا ,فذكر له محمد بن الحنفية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إكمال الدين للصدوق:ج2ص345ح,31باب الثالث والثالثون. -2الكافي للكليني:ج 8ص270ح.398 176
وذكر حياته ,فقلت له :أليس نزعم وتزعمون ونروي وتروون :أنه لم يكن في بني إسرائيل شئ إال وفي هذه األمة مثله ؟ قال :بلى ,قلت :فهل رأيتم ورأينا، وسمعتم وسمعنا ،بعالم مات على أعين الناس ,فنكح نساءه وقسمت أمواله وهو حي ال يموت؟ فقام ولم يرد علي شيئا)1(.
وعن الخرائج والجرائح ,عن الصادق "عليه السالم" :انه قال :إن هللا رد على أيوب أهله وماله الذين هلكوا ,ثم ذكر قصة عزير ,وان هللا أماته وأحياه وقصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف ,فقال لهم هللا :موتوا ثم أحياهم وغير ذلك ,ثم قال :فمن اقر بجميع ذلك كيف ينكر الرجعة في الدنيا ,وقال النبي "صلى هللا عليه وآله" :ما جرى في أمم األنبياء قبلي شئ إال ويجري في أمتي مثله)2( .
وروى النعماني في تفسيره ,بسنده عن أمير المؤمنين "عليه السالم" انه قال : واعلموا رحمكم هللا إنما هلكت هذه األمة وارتدوا على إعقابهم بعد نبيهم ,بركوبها طريق من خال من األمم الماضية ,والقرون السالفة ,الذين اثروا عبادة األوثان على طاعة أولياء هللا عز وجل ,وتقديم من يجهل على من يعلم.الخبر)3(.
وروى السياري عن احدهما قال :قام الثاني إلى رسول هللا "صلى هللا عليه واله" فقال :انك ال تزال تقول لعلي "عليه السالم" :أنت مني بمنزلة هارون من موسى, وقد ذكر هللا عز وجل هارون في القران ,ولم يذكر عليا ,فقال ما عليك ,إما سمعت قول هللا وان هذا صراط علي مستقيم!)4( . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1رجال الكشي:ص314ح ,586في ترجمة حيان السراج. -2الجرائح والخرائج للراوندي:ج 2ص,934-933في قصة أيوب. -3رسالة المحكم والمتشابه للنعماني :ص,40هالك األمة وارتدادها. -4القراءات للسياري:ص74ح 286سورة الحجر. 177
وفي تفسير فرات عن أبي برزه ,ان رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قال :اللهم إني جعلت عليا بمنزلة هارون من موسى ،فصدق كالمي وأنجز وعدي ،واذكره كما ذكرت هارون)1( .
في ذكر الروايات المذكورة في الكافي والصفار. وعقد الكليني في الكافي( )2والصفار( )3بابا في إن :مثل سالح رسول هللا "صلى هللا عليه واله" مثل التابوت في بني إسرائيل. وفيه إخبار كثيرة تتضمن هذا المعنى .منها (الباقري)( :)4إنما مثل السالح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل أينما دار التابوت دار الملك وأينما دار السالح فينا دار العلم)5(.
منها (ألصادقي)( :)6إنما مثل السالح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل ،كانت بنو إسرائيل أي بيت وجد التابوت على بابهم أوتوا النبوة فمن صار إليه السالح منا أوتي اإلمامة)7(.
وفي الخرائج روي عن علي "عليه السالم" قال :لما خرجنا إلى خيبر ,فإذا نحن بواد مأل ماء ,فقدرناه أربع عشر قامة ،فقال الناس :يا رسول هللا العدو من ورائنا، والوادي أمامنا ،كما قال أصحاب موسى :إنا لمدركون ،فنزل "ص" فقال " :اللهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير فرات الكوفي:ص137ح.8-164 -2الكافي:ج1ص,238باب إن مثل سالح رسول هللا مثل التابوت في بني إسرائيل. -3بصائر الدرجات:ص,194باب ما عند األئمة "ع" من سالح رسول هللا "ص" وآيات األنبياء مثل عصى موسى وخاتم سليمان والطست و التابوت واأللواح وقميص آدم. -4وردت كذا. -5الكافي للكليني :ج1ص238ح ,2وبصائر الدرجات:ص203ح.34 -6وردت كذا. -7الكافي للكليني :ج1ص238ح ,1وبصائر الدرجات:ص202ح.27 178
إنك جعلت لكل مرسل عالمة ،فأرنا قدرتك " ,فركب و عبرت الخيل واإلبل ال تندى حوافرها وأخفافها)1(.
وفي شرح ابن أبي الحديد ,في سياق غزوة جمل وأمر علي "عليه السالم" بالجمل إن يحرق ويذرى في الريح وقال "ع" لعنه هللا من دابة ,فما أشبهه بعجل بني
إسرائيل ثم قرء َ ﴿ :وا ْن ُ ظ ْر ِإلَ ٰى ِإ ٰلَ ِه َك الَّذِي َ عا ِكفًا ۖ لَنُ َح ِ ّرقَنَّهُ ث ُ َّم ظ ْل َ علَ ْي ِه َ ت َ سفًا﴾ طه)2(,97: لَنَ ْن ِسفَنَّهُ فِي ْاليَ ِ ّم نَ ْ وفي تفسير اإلمام في غزوة تبوك قال "ع" فساروا أياما وعتق طعامهم ,وضاقت من بقاياه صدورهم ,فأحبوا طعاما طريا ,فقال قوم منهم :يا رسول هللا ,قد سئمنا هذا الذي معنا من الطعام ،فقد عتق وصار يابسا وكان يريح وال صبر لنا عليه, فقال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" :وما معكم ؟ قالوا :خبز ولحم قديد مالح وعسل وتمر ,فقال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" :فأنتم أالن كقوم موسى لما قالوا له لن نصبر على طعام واحد ،فما الذي تريدون؟ قالوا :نريد لحما طريا قديدا ،ولحما مشويا من لحم الطيور ،ومن الحلواء المعمول ,قال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" :ولكنكم تخالفون في هذه الواحدة بني إسرائيل ،ألنهم أرادوا البقل والقثاء والفوم والعدس والبصل ،فاستبدلوا الذي هو أدني بالذي هو خير ،وأنتم تستبدلون الذي هو أفضل بالذي هو دونه ،وسوف أسأله لكم ربى ,قالوا :يا رسول هللا فان فينا من يطلب مثل ما طلبوا من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها.الخبر)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الخرائج والجرائح للراوندي:ج1ص54ح.84 -2شرح نهج البالغة البن أبي الحديد:ج1ص ",266من أخبار يوم الجمل أيضا". -3تفسير اإلمام العسكري:ص,564تخليفه "ص" عليا"ع" في غزوة تبوك.
179
وفي كتاب قديم لبعض فضال قدمائنا ( )1لقد كان يعقوب وعيصا تؤامنين ,فعصى هللا عيصا في يعقوب وبغى عليه ,فبارك هللا نسل يعقوب ,وجعل منهم األنبياء األصفياء ,وكذلك هاشم وعبد شمس توأمين ,فعصى أمية في هاشم مضر ,فبارك هللا في بني هاشم ,فجعل منهم سيد األنبياء وخاتم األوصياء. قال :وكان اسم إسرائيل يعقوب ,فلما سار بالليل سمي إسرائيل فغلب اسمه حتى لو قيل بنو يعقوب لم يدر إال إن يقال بنو إسرائيل ,كذلك كان اسم هاشم عمروا فلما هشم الثريد لقومه سمي هاشما ,فغلب هاشم حيث لو قيل بنو عمرو ال يدر حتى إن يقال بنو هاشم ,حذو النعل بالنعل ,قال :ولقد لقي رسول هللا "صلى هللا عليه واله" من كفار قومه ما لقيت الرسل من كفار قومهم من التكذيب والرمي بالسحر
والبهتان ,إن فرعون ومالئه قالوا لموسىَ ﴿ :م ْه َما تَأْتِنَا بِ ِه ِم ْن آيَ ٍّة ِلت َ ْس َح َرنَا ِب َها ت بِ َها ِإ ْن ت بِآيَ ٍّة فَأ ْ ِ ت ِجئْ َ فَ َما ن َْح ُن لَ َك بِ ُمؤْ ِمنِينَ ﴾ األعراف ,132:وقَا َلِ ﴿ :إ ْن ُك ْن َ ي ث ُ ْع َب ٌ ع ُك ْن َ ت ِمنَ ال َّ ان ُمبِي ٌن﴿َ ﴾107ونَزَ َ صا ِد ِقينَ ﴿ ﴾106فَأ َ ْلقَ ٰى َ ع َ صاهُ فَإِذَا ِه َ سا ِح ٌر ضا ُء ِللنَّ ِ ي بَ ْي َ اظ ِرينَ ﴿ ﴾108األعراف ,ثم قال المألِ ﴿ :إ َّن ٰ َهذَا لَ َ يَدَهُ فَإِذَا ِه َ ع ِلي ٌم﴾ األعراف ,109:وقالواَ ٰ ﴿ :هذَا ِس ْح ٌر ُم ِب ٌ ين﴾ النمل ,13:وكذلك قالت كفرة َ قريش للنبي "صلى هللا عليه واله" :شق لنا هذا القمر ,فدعا ربه فانشق القمر
عةُ بنصفين ,فلما رأوه قالوا :أسحر محمد القمر قال تبارك وتعالى﴿ :ا ْقت َ َربَ ِ ت ال َّ سا َ ست َ ِم ٌّر﴿ ﴾2القمر, ضوا َويَقُولُوا ِس ْح ٌر ُم ْ َوا ْنش ََّق ْالقَ َم ُر﴿َ ﴾1وإِ ْن يَ َر ْوا آيَةً يُ ْع ِر ُ
وقال تعالى معزيا لنبيه "صلى هللا عليه واله"َ ﴿:و َلقَ ْد ُك ِذّ َب ْ س ٌل ِم ْن قَ ْب ِل َك ت ُر ُ ص ُرنَا﴾ اإلنعام.34: علَ ٰى َما ُك ِذّبُوا َوأُوذُوا َحت َّ ٰى أَتَا ُه ْم نَ ْ صبَ ُروا َ فَ َ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفق تتبعي لم أصل أو أقف على اسم الكتاب أو الكاتب.
180
سو ِل َيأ ْ ُك ُل َّ ق ﴾ الفرقان,7: الر ُ ﴿ َوقَالُوا َما ِل ٰ َهذَا َّ ام َو َي ْم ِشي فِي ا ْأل َ ْس َوا ِ الط َع َ س ِلينَ إِ َّال إِنَّ ُه ْم لَيَأ ْ ُكلُونَ َّ ام س ْلنَا قَ ْبلَ َك ِمنَ ْال ُم ْر َ وقال هللا جل ثناؤهَ ﴿ :و َما أَ ْر َ الط َع َ َو َي ْم ُ ق﴾ الفرقان.20: شونَ ِفي ْاأل َ ْس َوا ِ قال وان رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قال لبني عبد المطلب يوم انزل عليه: ك ْاأل َ ْق َربِينَ ﴾ الشعراء :,214:يا بني عبد المطلب إني أتيتكم بآيات ِيرتَ َ ﴿ َوأَ ْنذ ِْر َ عش َ بينات ,أتيتكم بعز الدين وشرف اآلخرة ,فتكونوا في هذا األمر رؤوسا وال تكونوا إذنابا ,فلما جاءهم بالبينات من إطعام أربعين رجال من رجل شاة وصاع من شعير وعس من لبن ,وكان الرجل منهم يأكل الجذع ويشرب الفرق فقالوا لقد سحركم صاحبكم ,ثم تضاحكوا وقالوا ألبي طالب :أمرك إن تسمع وتطيع لهذا الغالم
ض َح ُكونَ ﴾ كفرعون ومالئه قال عز وجل﴿ :فَلَ َّما َجا َء ُه ْم بِآيَاتِنَا إِذَا ُه ْم ِم ْن َها يَ ْ الزخرف.47: وقالت بنو إسرائيل لعيسى ابن مريم :سل ربك إن ينزل علينا مائدة من السماء ,كذلك قالت كفرة قريش لرسول هللا "صلى هللا عليه واله" :سل ربك يا محمد إن يجعل لنا هذا الصفا ذهبا ,ولقد دعا رسول هللا "صلى هللا عليه واله" على أهل مكة ,فقال :اللهم سني كسني يوسف ,فكانوا يأكلون الطعام والجيف ,وان هللا سبحانه لما ابتلى بني إسرائيل في التيه لعصيهم ,استسقى بنو إسرائيل وكان يحمل
س ٰى ِلقَ ْو ِم ِه فَقُ ْلنَا اض ِْربْ معه حجرا ,قال هللا عز وجل َ ﴿ :و ِإ ِذ ا ْستَ ْسقَ ٰى ُمو َ اك ْال َح َج َر ۖ فَا ْنفَ َج َر ْ ع ْينًا﴾ البقرة ,60:الثني عشرة ص َ ع ْش َرةَ َ ت ِم ْنهُ اثْنَتَا َ ِب َع َ قبيلة ,عطية من هللا سبحانه ونعمة وإكراما وزيادة في برهان نبوته ,كذلك عطش أصحاب رسول هللا "صلى هللا عليه واله" في بعض غزواته ونفد مائهم ,فاستسقوا رسول هللا "صلى هللا عليه واله" فوجد ماء قليال في أدلوه رجل ,فمأل فاه ماء ومج 181
فيها ,ثم سقى منها عسكرا عظيما عطية من هللا تعالى ونعمة وإكراما وزيادة في برهان نبوته ,فأراهم بركة لعابه وريقه ,حذو النعل بالنعل ,وان هللا أعطى روحه وكلمته لعيسى ,إن كان يحيي الموتى ,وينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم, وان هللا تعالى أعطى كذلك نبيه محمد "صلى هللا عليه واله" ,وانه إن قامت بين يديه جديا مشويا على أربع ,وقال ال تأكل مني يا محمد فاني مسمومة )1(,وأنباء أألسارى بما كانوا ادخروه في بيوتهم ,فقال لعمه العباس :أين الدنانير التي أعطيت أم الفضل)2(.
ولما كانت بنو إسرائيل في التيه ال اكنان لهم من حر الشمس ,الذي ال قوام معه لذي نفس إال يكن تكنه ,فمن هللا عليهم من االكتان ,بما جعل هللا عز وجل أية وحجة ظلل هللا نبيه "صلى هللا عليه واله" يوم رجعت ركب فيه لخديجة من الشام, فاطلع عليهم بحيرا ,فرأى سحابة تظلهم ,فدعاهم إلى طعامه ,فخلفوا رسول هللا "صلى هللا عليه واله" في الرجل ,فوقفت السحابة تظله ,فدعاه ,فسارت السحابة معه حيث سار)3(,
وان بني إسرائيل أطيروا بموسى"ع" ومن معه وقَالُوا﴿ :أُوذِينَا ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن تَأْتِيَنَا عد َُّو ُك ْم َويَ ْستَ ْخ ِلفَ ُك ْم فِي س ٰى َربُّ ُك ْم أَ ْن يُ ْه ِل َك َ َو ِم ْن بَ ْع ِد َما ِجئْتَنَا قَا َل َ ع َ ض﴾األعراف ,129:كذلك قالت قريش لرسول هللا "صلى هللا عليه واله" :قد ْاأل َ ْر ِ قامت حربنا بك على ساق ,فقال :ليتمن هللا هذا األمر وليظهر بي على الدين كله ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر مناقب ابن شهر أشوب:ج1ص,81فصل في نطق الجمادات. -2ينظر الكافي:ج8ص202ح.244 -3ينظر حلية اإلبرار لهاشم البحراني:ج1ص,42الباب الخامس في معرفة أهل الكتاب له بالنعت له في كتبهم وما ظهر لهم من دالئل النبوة.
182
ولو كره المشركون ,ولينفقن كنوز كسرى وقيصر في سبيل هللا ,ولو لم يبقى من الدنيا إال يوم واحد ,لطول هللا ذلك اليوم ,حتى يملكها رجل من عترتي ,فيمأل األرض عدال وقسطا ,كما ملئت جورا وظلما ,وليفتحن عليه مشارق األرض
عدَنَا َّ سولُهُ اَّللُ َو َر ُ ومغاربها ,فقالت ﴿ ْال ُمنَا ِفقُونَ َوالَّذِينَ ِفي قُلُو ِب ِه ْم َم َر ٌ ض َما َو َ ِإ َّال ُ ورا﴾ األحزاب ,12:يزعم محمد انه يملك مشارق األرض ومغاربها وهو غ ُر ً ك﴾ اإلنعام ,66:وان ب بِ ِه قَ ْو ُم َ يخندق على نفسه فانزل هللا عز وجلَ ﴿ :و َكذَّ َ
فرعون قال لقومه الذين يريدون زينة الحياة الدنيا ﴿ :أَ ْم أَنَا َخي ٌْر ِم ْن ٰ َهذَا الَّ ِذي ُ ُه َو َم ِه ٌ ين َو َال يَ َكادُ يُبِ ُ ب أَ ْو َجا َء َم َعهُ علَ ْي ِه أ َ ْس ِو َرة ٌ ِم ْن ذَ َه ٍّ ي َ ين ﴿ ﴾52فَلَ ْو َال أ ْل ِق َ َف قَ ْو َمهُ فَأ َ َ عوهُ إِنَّ ُه ْم َكانُوا قَ ْو ًما طا ُ ْال َم َالئِ َكةُ ُم ْقتَ ِرنِينَ ﴿ ﴾53فَا ْستَخ َّ َفا ِس ِقينَ ﴿ ﴾54الزخرف ,كذلك قالت فراعنة قريش إلتباعه الذين أترفوا في الدنيا يوم قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :سئلت ربي مؤاخاة علي "عليه السالم" ومؤازرته فإعطاني ,فقال :لشنة فيها تمر أحب إلي مما سئل محمد "صلى هللا عليه واله" ربه عز وجل إال سأل ملكا يعضده ,أو كنزا ينفقه ,فانزل هللا عز وجل:
ص ْد ُر َك أَ ْن َيقُولُوا لَ ْو َال أ ُ ْن ِز َل ض َما يُو َح ٰى إِلَي َْك َو َ ار ٌك َب ْع َ ضا ِئ ٌق ِب ِه َ ﴿فَلَعَلَّ َك تَ ِ ت نَذِي ٌر﴾هود ,12:حذو النعل بالنعل)1(, علَ ْي ِه َك ْن ٌز أَ ْو َجا َء َمعَهُ َملَ ٌك ِإنَّ َما أَ ْن َ َ وقالوا لنوح "عليه السالم"﴿ :قَالُوا أَنُؤْ ِم ُن لَ َك َواتَّبَ َع َك ْاأل َ ْرذَلُونَ ﴿ ﴾111قَا َل ع َل ٰى َربِّي ۖ َل ْو تَ ْشعُ ُرونَ سابُ ُه ْم إِ َّال َ َو َما ِع ْل ِمي ِب َما َكانُوا َي ْع َملُونَ ﴿ ﴾112إِ ْن ِح َ ﴿َ ﴾113و َما أَنَا ِب َ ار ِد ْال ُمؤْ ِمنِينَ ﴿ ﴾114الشعراء ,كذلك جاء األقرع بن حابس ط ِ صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه واله" مع التميمي ,و ُ عيينة بن حصن الفَزاري ,فوجدوا رسول هللا " َ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر مجمع البيان للطبرسي:ج5ص.249 183
عمار وخباب وصهيب في أناس من الضعفاء من المؤمنين ,فلما رأوهم استحقروهم ,وقالوا ما يمنعنا من الجلوس معك إال هؤالء إال عبد وريح جبابهم, فتح هؤالء عنك واجعل لنا منك مجلسا ,أتعرف لنا العرب القرب منك ,فان وفود العرب ستأتيك فنستحي إن ترانا العرب مع هؤالء إال عبد ,فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا فإذا نحن قمنا فاقعد معهم إن شئت ,فانزل هللا تعالى مجيبا عن نبيه "صلى هللا
عليه واله"َ ﴿ :و َال تَ ْ ي ِ يُ ِريدُونَ َو ْج َههُ﴾ ط ُر ِد الَّذِينَ يَ ْد ُ عونَ َربَّ ُه ْم ِبا ْلغَدَاةِ َو ْالعَ ِش ّ س َال ٌم األعراف ,52:وقال تعالىَ ﴿ :وإِذَا َجا َء َك الَّذِينَ يُؤْ ِمنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُ ْل َ ص ِب ْر الر ْح َمةَ﴾ اإلنعام ,54:وقال تعالىَ ﴿ :وا ْ علَ ٰى نَ ْف ِس ِه َّ ب َربُّ ُك ْم َ علَ ْي ُك ْم ۖ َكتَ َ َ ي ِ يُ ِريدُونَ َو ْج َههُ ۖ َو َال ت َ ْعدُ س َك َم َع الَّذِينَ يَ ْد ُ نَ ْف َ عونَ َربَّ ُه ْم ِب ْالغَدَاةِ َو ْالعَ ِش ّ ع ْن ُه ْم ت ُ ِريدُ ِزينَةَ ْال َحيَاةِ الدُّ ْنيَا﴾الكهف ,28:وقال تعالىَ ﴿ :و َال ت ُ ِط ْع َم ْن ع ْين َ َاك َ َ ع ْن ِذ ْك ِرنَا َوات َّ َب َع ه ََواهُ َو َكانَ أ َ ْم ُرهُ فُ ُر ً طا﴾ الكهف ,28:يعني ال أَ ْغفَ ْلنَا قَ ْل َبهُ َ تجالس اإلشراف كما قيل لنوح حذو النعل بالنعل)1(.
وقالت كفرة بني إسرائيل للتوراة واإلنجيل :سحران تظاهرا وانأ بكل كافرون قال
ب ِم ْن ِع ْن ِد َّ اَّللِ ُه َو أَ ْهدَ ٰى ِم ْن ُه َما أَت َّ ِب ْعهُ ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم هللا سبحانه﴿ :قُ ْل فَأْتُوا ِب ِكتَا ٍّ آن َو َال َ صا ِدقِينَ ﴾ القصص ,49:كذلك قالت كفرة قريش﴿ :لَ ْن نُؤْ ِمنَ ِب ٰ َهذَا ْالقُ ْر ِ ق لَ َّما َجا َء ُه ْم ٰ َهذَا ِس ْح ٌر بِالَّذِي بَيْنَ يَدَ ْي ِه﴾سبأ ,31:و﴿قَا َل الَّذِينَ َكفَ ُروا ِل ْل َح ّ ِ ُم ِب ٌ ين﴾ االحقاف ,7:وذاك انه كان قد بلغ من إخالص بني إسرائيل حين امتحنهم هللا عز وجل بعذاب فرعون وتوعدهــــــــم﴿ :قَا َل آ َم ْنت ُ ْم لَهُ قَ ْب َل أ َ ْن آذَنَ لَ ُك ْم ۖ إِنَّهُ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر مختصر تاريخ دمشق البن منظور:ج 11ص,114-114حرف الصاد المهملة.
184
ف ت َ ْعلَ ُمونَ َأل ُقَ ِ ّ طعَ َّن أَ ْي ِديَ ُك ْم َوأ َ ْر ُجلَ ُك ْم ِم ْن س ْ علَّ َم ُك ُم ال ّ لَ َك ِب ُ ير ُك ُم الَّذِي َ ِح َر فَلَ َ س ْو َ ص ِلّبَنَّ ُك ْم﴾ الشعراء ,49:جذوع النخل ولتعلمن أينا اشد عذابا وابقي ِخ َالفٍّ َو َأل ُ َ ت َوالَّذِي فَ َ ت علَ ٰى َما َجا َءنَا ِمنَ ْالبَ ِيّنَا ِ ض َما أ َ ْن َ ط َرنَا ۖ فَا ْق ِ ﴿قَالُوا لَ ْن نُؤْ ِث َر َك َ ضي ٰ َه ِذ ِه ْال َحيَاة َ الدُّ ْنيَا﴾ طه ,72:ولم يمسهم الم العذاب ,فبلغ من قَ ٍّ اض ۖ ِإنَّ َما تَ ْق ِ محنة إخوانهم من امتنا ,إن صلبوا على الخشب وكسرت عظامهم بالدهق ,كعمار وأصحابه وحبيب بن عبد هللا ,وقيل لحبيب وهو مصلوب :تود إن ما بك بمحمد "صلى هللا عليه واله" فقال :وال شوكة شاكية حذو النعل بالنعل ,قال هللا عز
اس يَ ْسقُونَ َو َو َجدَ ِم ْن علَ ْي ِه أ ُ َّمةً ِمنَ النَّ ِ وجلَ ﴿ :ولَ َّما َو َردَ َما َء َم ْديَنَ َو َجدَ َ ان ۖ قَا َل َما خ ْ عا ُء ۖ َطبُ ُك َما ۖ قَالَتَا َال نَ ْس ِقي َحت َّ ٰى يُ ْ صد َِر ِ ّ دُونِ ِه ُم ْ الر َ ام َرأَتَي ِْن تَذُودَ ِ سقَ ٰى لَ ُه َما ث ُ َّم ت َ َولَّ ٰى ِإلَى ِ ّ الظ ِّل﴿﴾24القصص ,وكانوا َوأَبُونَا َ ش ْي ٌخ َك ِب ٌ ير﴿ ﴾23فَ َ يسقون مع عصبة من الناس ,فكان احد براهينه وهو هارب إلى ربه ,فوصفت احديهما أباها لما رأت هذه عنده من القوة واألمانة :يا أبت من استأجره إن خير من استأجرت القوي األمين ,ولما توجه رسول هللا "صلى هللا عليه واله" تلقاء المدينة ,نزل على أم معبد الخزاعية ,فحلب شاتها العجفا التي أصابها الضر والجهد فدرت له ,فمأل القعب وشرب وسقى وجماعة ,وخلف عندها لبنا كثيرا, وكانت إحدى عالمات نبوته وهو هارب إلى ربه عز وجل ,فأخبرت زوجها ووصفت نوره وبهاه ,وأرته اثر بركته مثل ما وصفت ابنة شعيب أباها ,فقال :وهللا إن هذا صاحب قريش ,فتفرست في نبي هللا "صلى هللا عليه واله" ما تفرست ابنة شعيب في موسى"ع" حذو النعل بالنعل()1 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر كتاب مرآة الزمان في تواريخ األعيان لسبط بن الجوزي :ج3ص, 171السيرة النبوية ,فصل في سني هجته"ص",ذكر لقائه"ص" بريدة بن الحصيب االسلمي. 185
ويوم كسرت رباعية رسول هللا "صلى هللا عليه واله" هم إن يدعوا عليهم ثم قال رحمة هللا :على أخي موسى لقد أوذي في هللا أكثر من ذلك ,فلم يدع كفار قريش من سنة األولين شيئا إال وقد أتوا رسول هللا "صلى هللا عليه واله" حتى إن أبا لهب بغى عليه من قومه كما بغى قارون من قوم موسى على موسى ,وكان ابن عم موسى كابي لهب عم رسول هللا "صلعم" لقد خرج رسول هللا "صلى هللا عليه واله" من مكة خائفا يترقب إلى الغار ,كما خرج موسى"ع"من مصر إلى مدين خائفا يترقب ,قال هللا سبحانه وله الحمد:
وك َو َي ْم ُك ُرونَ وك أَ ْو يُ ْخ ِر ُج َ وك أ َ ْو َي ْقتُلُ َ ﴿ َو ِإ ْذ َي ْم ُك ُر ِب َك الَّذِينَ َكفَ ُروا ِليُثْ ِبت ُ َ اَّللُ ۖ َو َّ َو َي ْم ُك ُر َّ اَّللُ َ خي ُْر ْال َما ِك ِرينَ ﴾األنفال,30:ثم قال تعالى يعلم نبيه صلى هللا عليه واله إن هذه المحنة لم تزل كانت سائر األنبياء فقالَ ﴿ :و َه َّم ْ ت ُك ُّل أ ُ َّم ٍّة سو ِل ِه ْم ِل َيأ ْ ُ خذُوهُ﴾غافر ,5:ورجع رسول هللا "صلى هللا عليه واله" من المدينة ِب َر ُ على كفار قومه ,كما رجع موسى "ع" من مدين على فرعون وقومه ,وانزل هللا على أعداء موسى الفرق ,كذلك انزل على أعداء نبيه "ص"السيف ,وكذلك أورث أولياء رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ارض أعدائه يوم فتح مكة ,ما أورث بني إسرائيل من خبات وعيون وكنوز ومقام كريم ,هذه سنة هللا في كفار بني إسرائيل, حذو النعل بالنعل ,ولقد كان علي "عليه السالم" مكان هارون أول من اتبع موسى,
وعلي"ع" أول من اتبع محمدا "صلى هللا عليه واله" ,فقال هللا تعالى﴿ :فَ َما آ َمنَ ع ْونَ َو َملَئِ ِه ْم أَ ْن يَ ْفتِنَ ُه ْم ﴾ علَ ٰى خ َْوفٍّ ِم ْن فِ ْر َ س ٰى إِ َّال ذُ ِ ّريَّةٌ ِم ْن قَ ْو ِم ِه َ ِل ُمو َ يونس ,83:وما امن لمحمد "ص" إال ذرية من قومه ,مثل جعفر وعلي "عليه السالم" على خوف من فراعنة قريش إن يفتنوهم ,ولقد كان محمد النبي وعلي الوصي "عليهما الصالة" يصليان بمكة سبع سنين مخفيين كما مكث موسى عند شعيب مخفيا من قومه ,ولقد كانت فاطمة "عليها السالم" قرينة مريم طهرها هللا 186
واصطفاها على نساء العالمين كمريم أبنت عمران أعاذها هللا وذريتها من
الشيطان الرجيم ثم قال هللا عز وجلِ ﴿ :إنَّ َما يُ ِريدُ َّ س أَ ْه َل ع ْن ُك ُم ِ ّ ب َ اَّللُ ِليُ ْذ ِه َ الر ْج َ ط ِّه َر ُك ْم تَ ْ ت َويُ َ يرا﴾األحزاب,33: ْالبَ ْي ِ ط ِه ً ولقد انزل هللا على فاطمة "عليها السالم" مائدة من السماء ,كما انزل على مريم أبنت عمران ,يوم دخلت محرابها وصلت ركعتين ,ثم قالت :يأرب هذا محمد نبيك, وهذا على ابن عم نبيك ,وانأ فاطمة بنت نبيك ,وهذان الحسن والحسين سبطا نبيك, اللهم انزل علينا مائدة من السماء ,كما أنزلتها على بني إسرائيل فكفروا بها ,ربنا إن أنزلتها ال اكفر بها ,فإذا هي بجانب المحراب بصفة من ثريد ,وعليها من لحم يفور منها رائحة المسك ,فحملت فاطمة "عليها السالم" ووضعته بين يدي رسول هللا "صلى هللا عليه واله" فاقبل النبي"ص" يأكل وعلي "عليه السالم" يأكل فقال: يا أبا الحسن كل وال تسأل الحمد هلل الذي أراني فيك ما أرى زكريا في مريم"ع" كلما دخل عليها"اآلية"()1
وان هارون بن عمران لم يتخلف عن أخيه موسى إال مرتين ,يوم توجه تلقاء مدين ,ويوم خرج موسى إلى الطور فاستخلف أخاه هارون ,وان عليا لم يتخلف عن أخيه رسول هللا "صلى هللا عليه واله" إال مرتين ,يوم توجه تلقاء الغار ,ويوم خرج إلى تبوك فستخلف أخاه عليا "عليه السالم" ,فخرج إليه علي"ع" فقال :يا رسول هللا زعمت قريش انك استثقلتني وكرهت صحبتي ,فقال :إما ترضى إن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إال انه ال نبي بعدي قال:بلى()2 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سنًا َو َكفَّلَ َها س ٍّن َوأ َ ْن َبت َ َها َنبَات ًا َح َ -1أقول :انه يشير إلى قوله تعالىَ ( :فتَقَبَّلَ َها َربُّ َها بِقَبُو ٍّل َح َ اب َو َجدَ ِع ْندَهَا ِر ْزقًا ۖ قَا َل َيا َم ْر َي ُم أَنَّ ٰى لَ ِك ٰ َهذَا ۖ علَ ْي َها زَ َك ِريَّا ْال ِم ْح َر َ زَ َك ِريَّا ۖ ُكلَّ َما دَ َخ َل َ قَالَ ْ اَّللِ ۖ ِإ َّن َّ ت ُه َو ِم ْن ِع ْن ِد َّ ب) إل عمران.37: اَّللَ َي ْر ُز ُق َم ْن َي َ سا ٍّ شا ُء ِب َغي ِْر ِح َ -2أقول :حديث المنزلة معروفا مشهورا ال حاجة لبيان المصادر التي نقلته. 187
ولقد كان الحسن والحسين "عليهما السالم" قرينتي شبر وشبيرا ابني هارون, ويوم أمر النبي "صلى هللا عليه واله" بسد األبواب التي كانت لهم شارعة في مسجده ,وترك باب علي "عليه السالم" ( )1وقال إن هللا عز وجل أوحى إلى
اج َعلُوا بُيُوتَ ُك ْم قِ ْبلَةً﴾ ص َر بُيُوتًا َو ْ موسى وهارون﴿ :أ َ ْن تَ َب َّوآ ِلقَ ْو ِم ُك َما بِ ِم ْ يونس ,87:فقال :اللهم إني ال احل ألحد إن يدخل المسجد خائفا وال جنبا ,إال لعلي
وفاطمة والحسن والحسين عليهم السالمَ ﴿ .و ِإ ِذ ا ْبتَلَ ٰى ِإب َْرا ِهي َم َربُّهُ ِب َك ِل َما ٍّ ت َفأَت َ َّم ُه َّن﴾ البقرة .124:كانت محنة منها ذبح أحب خلقه إليه ابنه إسماعيل فقال يا ي بني إني أرى.اآلية ,أقول :مقصوده قوله تعالى﴿ :فَلَ َّما َبلَ َغ َم َعهُ ال َّ ي َقا َل َيا بُنَ َّ س ْع َ ِإ ِنّي أ َ َر ٰى فِي ْال َمن َِام أ َ ِنّي أ َ ْذ َب ُح َك فَا ْن ُ ت ا ْف َع ْل َما تُؤْ َم ُر ۖ ظ ْر َماذَا ت َ َر ٰى قَا َل َيا أ َ َب ِ ست َ ِجدُنِي ِإ ْن شَا َء َّ صابِ ِرينَ ﴾الصافات ,102:فوجده صابرا كما وعد أباه, اَّللُ ِمنَ ال َّ َ وابتلى محمدا "صلى هللا عليه واله" بأحب الخلق إليه ,إن قال له :يا علي إن كف قريش هموا بقتلي الليلة فهل أنت يا علي تنام على فراشي؟ قال :يا رسول هللا تنجو بنفسك؟ قال :نعم ,فنام على فراشه مستيقنا بتلف نفسه ,فأنجاه هللا من القتل ,مثل ما انجي إسماعيل وشكر سعيه ,قال هللا تعالى ومن الناس من يشري .اآلية .أقول:
اَّللِ ۗ َو َّ ت َّ ضا ِ اَّللُ مقصوده قوله تعالىَ ﴿ :و ِمنَ النَّ ِ سهُ ا ْبتِغَا َء َم ْر َ اس َم ْن َي ْش ِري نَ ْف َ وف ِب ْال ِعبَا ِد ﴾ البقرة ,207:ولقد أحب رسول هللا" ص" إن يخلف عليا "ع" َر ُء ٌ في أمته ويجعله وزيرا من أهله ووصيا من قومه كما سئل موسى ربه فقال رب
َارونَ أَ ِخي ﴿ ﴾30ا ْشدُ ْد ِب ِه أ َ ْز ِري﴿﴾31 ﴿ َو ْ يرا ِم ْن أَ ْه ِلي ﴿ ﴾29ه ُ اج َع ْل ِلي َو ِز ً ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1
ينظر تاريخ دمشق:ج7ص,123حرف الحاء المهملة,وكنز العمال :ج 12ص101 ح, 34183حرف الباء ,الباب الخامس ,الفصل األول,وغيرها الكثير من المصادر المعتبرة. 188
َوأَ ْ ش ِر ْكهُ فِي أ َ ْم ِري﴿ ﴾32طه ,وخاف تكذيب قومه ,فأنزل هللا عز وجل على هدايته وصحة والية أخيه من السماء ,وأمره إن يبلغ ذلك فقال بلغ ما انزل. اآلية( )1فبلغ وأكد في غدير خم كما فصل في محله ,ثم اخرج من المدينة جميع من خاف على منازعته في خالفته وواليته ,فجعلهم تحت يدي أسامة بن زيد مواله ,وأمرهم إن ال يبيت احد منهم بالمدينة ,وهو"ص" يؤكد حتى يصفو الخالفة له "ع" ,فكان ال بد لهذه األمة إن يحذوا حذو بني إسرائيل ,لما وعدهم رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أنهم سيركبون سنة بني إسرائيل ,وما وعدهم هللا عز وجل أنهم يفتنون كما فتن الذين من قبلهم ,وقال"ص" :يا علي لو رجعت عند فتنتهم
ألخذت برأسك ولحيتك ورددت على ما رد هارون على موسىِ ﴿ :إ َّن ْالقَ ْو َم ض َعفُونِي َو َكادُوا يَ ْقتُلُونَنِي فَ َال ت ُ ْش ِم ْ عدَا َء﴾ األعراف ,150:ولقد ا ْستَ ْ ي ْاأل َ ْ ت بِ َ سألوه عليه السالم ,فقالوا :من نفزع بعدك يا رسول هللا من خليفتك فينا ,فلما
ع ْن أ َ ْش َيا َء ِإ ْن اخبرهم ساءهم ذلك ,قال هللا تعالىَ ﴿ :يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال ت َ ْسأَلُوا َ ع ْن َها ِحينَ يُن ََّز ُل ْالقُ ْر ُ عفَا َّ ع ْن َها ۗ ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم ت َ ُ اَّللُ َ آن ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم َ سؤْ ُك ْم َوإِ ْن تَ ْسأَلُوا َ َو َّ اَّللُ َ سأَلَ َها قَ ْو ٌم ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم ث ُ َّم غف ُ ٌ ور َح ِلي ٌم #قَ ْد َ المائدة ,102-101:قال تعالى ألصحاب نبيه "ص" :
ص َب ُحوا بِ َها َكافِ ِرينَ ﴾ أَ ْ ﴿أَ ْم ت ُ ِريدُونَ أ َ ْن تَ ْسأ َلُوا
س ٰى ِم ْن قَ ْبلُ﴾ البقرة ,108:فسألوا رسول هللا "صلى هللا سولَ ُك ْم َك َما ُ َر ُ سئِ َل ُمو َ عليه واله" ما سئل أصحاب موسى حين جاوز بهم البحر ,إلى أخر ما مر قريبا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َك ۖ َو ِإ ْن لَ ْم الر ُ -1أقول :انه يشير إلى قوله تعالى( :يَا أَيُّ َها َّ ص ُم َك ِمنَ النَّا ِس ۗ إِ َّن َّ سالَتَهُ َو َّ اَّللَ َال يَ ْهدِي ْالقَ ْو َم ْال َكافِ ِرينَ ) ت َ ْف َع ْل فَ َما َبلَّ ْغ َ اَّللُ يَ ْع ِ ت ِر َ المائدة,67:
189
منه في األمر الثاني عن جامع األصول من قصته ذات األنواط )1(.قال سبحانه
سى﴾ ألصحاب نبيه "ص"﴿ :يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال تَ ُكونُوا َكالَّذِينَ آذَ ْوا ُمو َ األحزاب ,69:فقال بعض أصحابه :إن محمدا يفخذ نساءنا ,فوهللا لو مات
سو َل َّ اَّللِ َو َال ﴿و َما َكانَ لَ ُك ْم أَ ْن تُؤْ ذُوا َر ُ ألتزوجن بعائشة ,فانزل هللا عز وجلَ : حوا أ َ ْز َوا َجهُ ِم ْن بَ ْع ِد ِه ﴾األحزاب ,53:وكان موسى يدعو على فرعون أَ ْن تَ ْن ِك ُ وقومه ويؤمن هارون ربنا اطمس .اآلية ( .)2فجعل هللا شكرهم حجارة ,وكان رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أذا غمه وكربه شيء دعا عليا "عليه السالم" فيدعوا ويؤمن علي"ع" كموسى وهارون .ولقد جمع هللا عز وجل ليوسف في ﴿و َجا ُءوا أَبَا ُه ْم ِعشَا ًء يَ ْب ُكونَ ﴾ يوسف ,16:ويوم: قميصه براهينا ثالثة ,يومَ : ب﴾ يوسف ,18:ويوم قذفته امرأة العزيز بالزور يص ِه ِبدَ ٍّم َك ِذ ٍّ علَ ٰى قَ ِم ِ ﴿و َجا ُءوا َ َ فشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه.اآلية )3(.ويوم أرسل إخوته إلى أبيه ,فقال: يرا ﴾ يوسف ,93:كذلك علَ ٰى َو ْج ِه أَ ِبي يَأ ْ ِ ص ً ت بَ ِ يصي ٰ َهذَا فَأ َ ْلقُوهُ َ ﴿ا ْذ َهبُوا ِبقَ ِم ِ جمع هللا عز وجل لمحمد في أخيه علي صلوات هللا عليهما براهينا كثيرة أقامه هللا عز وجل يـوم األحزاب مقام عصا موسى ,وكفى هللا المؤمنيـن القتال به "ع" ,كما ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر جامع األصول ألبن األثير :ج10ص 34ح ,7492حرف الفاء,الكتاب الثالث,الفصل الثاني,الفرع الثاني.نوع ثالث. ع ْونَ َو َم َألَهُ ِزينَةً س ٰى َربَّنَا ِإنَّ َك آتَي َ ْت فِ ْر َ (وقَا َل ُمو َ -2أقول :انه يشير إلى قوله تعالىَ : سبِي ِل َك ۖ َربَّنَا ْ علَ ٰى اط ِم ْ علَ ٰى أ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوا ْشد ُ ْد َ س َ ُضلُّوا َ َوأ َ ْم َو ًاال فِي ْال َحيَاةِ الدُّ ْنيَا َربَّنَا ِلي ِ ع ْن َ يم) يونس.88: قُلُو ِب ِه ْم فَ َال يُؤْ ِمنُوا َحت َّ ٰى َي َر ُوا ْال َعذَ َ اب ْاأل َ ِل َ شا ِهد ٌ ِم ْن أ َ ْه ِل َها ش ِهدَ َ ع ْن َن ْف ِسي َو َ ي َر َاودَتْ ِني َ -3أقول :انه يشير إلى قوله تعالىَ ( :قا َل ِه َ صدَقَ ْ ت َو ُه َو ِمنَ ْال َكا ِذ ِبينَ ) يوسف.26: ِإ ْن َكانَ قَ ِمي ُ صهُ قُدَّ ِم ْن قُبُ ٍّل فَ َ
190
كفى بني إسرائيل بعصا موسى تلقف ما كانوا يأفكون ,وليلة الغار جعله هللا تعالى مكره ,قال سبحانه :وإذ يمكر بك الذين إلى قوله :ويمكر هللا )1(,فكان علي "عليه السالم" مكر هللا على فراش رسول هللا "صلعم" وشبه لشياطين قريش حين هموا بقتله "ص" ,كما شبه صطبانوس لليهود حين هموا بصلب عيسى "ع" وكان فداءه لرسول هللا "صلى هللا عليه واله" كالكبش إلسماعيل ,ولقد كان في علي "عليه السالم" وقريش آيات للمؤمنين ,كما كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين ,وان نبي هللا موسى لما عرض على قومه قتال الجبابرة ,الذين كانوا ببيت المقدس كان
ارينَ ﴿ِ ﴾22إنَّا لَ ْن نَ ْد ُخلَ َها من جوابهم إن﴿ :قَالُوا َيا ُمو َ س ٰى ِإ َّن فِي َها قَ ْو ًما َجبَّ ِ ت َو َرب َُّك فَقَاتِ َال ِإنَّا هَا ُهنَا قَا ِعدُونَ ﴿ِ ﴾23إ ِنّي َال أَ َبدًا َما دَا ُموا فِي َها ۖ فَا ْذهَبْ أَ ْن َ أَ ْم ِلكُ ِإ َّال نَ ْفسِي َوأَ ِخي ﴿ ﴾24قَا َل َر ُج َال ِن ِمنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَ ْنعَ َم َّ علَ ْي ِه َما اَّللُ َ علَى َّ اَّللِ فَتَ َو َّكلُوا ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم اب فَإِذَا دَخ َْلت ُ ُموهُ فَإِنَّ ُك ْم غَا ِلبُونَ َو َ علَ ْي ِه ُم ْال َب َ ا ْد ُخلُوا َ ُمؤْ ِمنِينَ ﴿ ﴾25المائدة ,كذلك كان رسول هللا"صلعم" يوم التقى الجمعان ,لم يملك إال نفسه وأخاه ,وآخرون يصعدون وال يلوون على احد والرسول يدعوهم في أخراهم فقام علي"ع" وأبو دجانة مقام يوشع بن نون وكالب بن يفنى ,الرجلين الذين يخافون انعم هللا عليهما ,فتوكال على هللا وقاتال بين يدي سول هللا "ص", حتى فتح هللا على نبيه"صلعم" ,فلما إن فارق رسول هللا "صلى هللا عليه واله" انقلب أكثر أمته على إعقابهم ,كما فعلت األمم الماضية بعد أنبيائهم ,كما قال ابن عباس :ما بعث هللا نبيا ثم قبضه إال وكانت بعده وقفة تمأل منها جهنم)2(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وك أ َ ْو وك أ َ ْو َي ْقتُلُ َ (و ِإ ْذ َي ْم ُك ُر ِب َك الَّذِينَ َكفَ ُروا ِليُثْ ِبت ُ َ -1أقول:انه يشير إلى قوله تعالىَ : اَّللُ ۖ َو َّ وك َويَ ْم ُك ُرونَ َو َي ْم ُك ُر َّ اَّللُ َخي ُْر ا ْل َما ِك ِرينَ ) األنفال.30: ي ُْخ ِر ُج َ -2المعجم الكبير للطبراني:ج 12ص 73ح,12514باب العين,سعيد بن جبير,عن ابن عباس. 191
سو ٌل قَ ْد َخلَ ْ ات س ُل أَفَإِ ْن َم َ الر ُ ﴿و َما ُم َح َّمدٌ إِ َّال َر ُ ت ِم ْن قَ ْب ِل ِه ُّ قال هللا عز وجلَ : عقَابِ ُك ْم﴾ إل عمران ,144:فنكصوا على إعقابهم وتركوا أخا علَ ٰى أ َ ْ أَ ْو قُتِ َل ا ْنقَلَ ْبت ُ ْم َ نبيهم ووليهم ووزير رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ووصيه في قومه وخليفته على أمته ,كما فعلت بنو إسرائيل بهارون ,بعدما غاب موسى عنهم واتخذوا العجل في بني إسرائيل عشرة أيام ,وواعد هللا عز وجل موسى"ع" ثالثين ليلة وأتمها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة ,فأضلهم ألسامري وأغواهم وأمرهم بعبادة العجل
س ٰى إِلَ ٰى بعد الثالثين ,وقال:هذا إلهكم واله موسى ﴿فَ َر َج َع ُمو َ سنًا أَفَ َ علَ ْي ُك ُم طا َل َ أَ ِسفًا قَا َل َيا قَ ْو ِم أَلَ ْم يَ ِع ْد ُك ْم َربُّ ُك ْم َو ْعدًا َح َ علَ ْي ُك ْم َ ب ِم ْن َربِّ ُك ْم﴾ طه ,86:فأصلحهم وكان توبتهم القتل فقال ض ٌ غ َ أَ ْن يَ ِح َّل َ تعالى﴿ :فَتُوبُوا إلَى َبارئِ ُك ْم فَا ْقتُلُوا أَ ْنفُ َ ٰ ار ِئ ُك ْم ﴾ س ُك ْم ذَ ِل ُك ْم َخي ٌْر لَ ُك ْم ِع ْندَ َب ِ ِ ٰ ِ َق ْو ِم ِه َ غ ْ ض َبانَ ْال َع ْهدُ أَ ْم أ َ َر ْدت ُ ْم
البقرة ,54:فجلس عبدة العجل مزملين بثيابهم بين يدي هارون وشيعته من رفع منهم إليه الطرف أو حل حياته ,لم يقبل لهم توبة ,فوضع هارون وشيعته فيهم السيف ,إلى إن أمر بالكف ,فقبض نبينا "صلى هللا عليه واله" ولم يغب كما غاب موسى ,فبقي عبدة العجل من امتنا في غيهم يترددون ,وال هم يتوبون ,وال هم يذكرون ,لما شرب قلوبهم العجل بكفرهم إلى يوم خليفة هللا المهدي "عليه الس,الم" ويوم عجل امتنا مبسوطة لكرامة النبي"صلعم" قبل خروجه "ع" دون القتل ,فإذا خرج خليفة هللا غلقت أبواب التوبة عن عبدة العجل من امتنا ,كما تغلق
ت ض آ َيا ِ من لم يؤمن قبل طلوع الشمس من الغرب ,قال تعالىَ ﴿ :ي ْو َم َيأ ْ ِتي َب ْع ُ سبَ ْ سا إِي َمانُ َها لَ ْم تَ ُك ْن آ َمن ْ ت فِي إِي َمانِ َها َخي ًْرا﴾ َر ِبّ َك َال يَ ْنفَ ُع نَ ْف ً َت ِم ْن قَ ْب ُل أَ ْو َك َ اإلنعام ,158:أفليس اليوم عنده عبدة العجل! إال من امن بالعجل ,واطلع ألسامري ومن أطاع نبيهم "عليه السالم" وخليفته فيهم استضعفوه ,كما فعلت بنو إسرائيل 192
بهارون وشيعته ,قالوا :اقتلوا أبناء الذين امنوا واستحيوا نسائهم ,تركيبا لسنة بني إسرائيل واحتذاء بهم ,وان نوح لما علم إن أمته مغرقون بالماء ,اخذ سفينته قبل إطفاء الماء ودعا الناس ركوبها واستهزؤوا به واستسخروه ,وما ركب معه إال قليل ,وظن آخرون إن غير تلك السفينة تعصمهم من الماء ,فتخلوا عنه فاغرقوا ودخلوا نارا. وان نبينا لما علم إن أمته مغرقون بالفتن كقوم نوح لما انذر أمته بالفتن ,فقال :إني ألرى مواقع الفتن خالل بيوتكم كموقع القطر( )1ثم دلهم على سفينة النجاة ,فقال: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ,من ركبها نجى ,ومن تخلف عنها غرق ,إي من سلك سبيلهم واستن بسنتهم ال يغرق بالفتن ,كقوم نوح بالماء ,فيدخل النار مع
الداخلين ,قال تعالى﴿ :ث ُ َّم أَ ْ غ َر ْقنَا بَ ْعدُ ْالبَاقِينَ ﴾ الشعراء ,120:وادخلوا نارا فظنوا إن سبيلهم كسبيل غيرهم فلم يسلك من أمته سبيلهم إال قليل كما لم يركب مع نوح
َصيبًا في سفينته من الناس إال قليل قال هللا عز وجل﴿ :أَلَ ْم ت َ َر إِلَى الَّ ِذينَ أ ُوتُوا ن ِ ت َو َّ الطا ُ ت َويَقُولُونَ ِللَّذِينَ َكفَ ُروا ٰ َهؤ َُال ِء أَ ْهدَ ٰى غو ِ ب يُؤْ ِمنُونَ ِب ْال ِج ْب ِ ِمنَ ْال ِكتَا ِ سبِ ً يال ﴿ ﴾51أ ُو ٰلَئِ َك الَّذِينَ لَعَنَ ُه ُم َّ اَّللُ﴿ ﴾52النساء, ِمنَ الَّذِينَ آ َمنُوا َ كذلك قالت ناصبة إل محمد "عليهم السالم" لشيعتهم الكفار واليهود والنصارى: أهدى منهم سبيال ,حذو النعل بالنعل ,وان اليهود والنصارى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون هللا ,حين احلوا حراما وحرموا عليهم حالال, ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر مسند احمد:ج36ص78ح ,21747تتمة مسند األنصار,حديث أسامة بن زيد حب رسول هللا"ص" ,صحيح البخاري :ج 3ص21ح"29" ,1878كتاب فضائل المدينة,باب اطام المدينة,وغيرها من المصادر. 193
فأطاعوهم في ذلك ,كذلك اتخذت امتنا ففائهم وعلماءهم أربابا من دون هللا)1(.
فكلما ذكر لهم من مخالفتهم الكتاب والسنة ,قالوا :فالن عالم بكتاب هللا وحديث رسول هللا "صلى هللا عليه واله" فيعلمون الشيء بخالف الكتاب والسنة ,ويقول: من اتخذهم أربابا من دون هللا افتراء على هللا عز وجل ,كما فعل من كان من قبلهم ,ويحرمون ما لم يأذن به هللا عز وجل وتركيبا لسنة بني إسرائيل واحتذاء بهم ,وان اليهود والنصارى حين طال عليهم األمد وقست قلوبهم ,نبذوا كتاب هللا عز وجل وراء ظهورهم ,إي لم يعلموا بما فيه من األمر والنهي وإقامة الحدود واإلحكام ,كما قال حذيفة :إن الكتاب بين أيديهم والعمل وراء ظهورهم فعيرهم هللا بذلك,
اب ا ََّّللِ َو َرا َء ُ وقال﴿ :نَبَذَ فَ ِر ٌ ور ِه ْم َكأَنَّ ُه ْم َال اب ِكتَ َ يق ِمنَ الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكتَ َ ظ ُه ِ يَ ْعلَ ُمونَ ﴾ البقرة ,101:فلما طال األمد على امتنا وقست قلوبهم ,ضيعوا الحدود واإلحكام ,وما في القران من الحالل والحرام ,ونبذوه وراء ظهورهم كأنهم ال يعلمون ,تركيبا لسنة بني إسرائيل ,واحتذاء بهم ,وان اليهود لما ضيعوا مواقيت الصالة واتبعوا شهواتهم ,فقالوا :نشتهي إن نرى أنبيائنا فصوروا صور أنبيائهم في بيعهم وكنائسهم ,فزخرفوا البيع والكنائس وضيعوا المواقيت,
ص َالةَ َوات َّ َبعُوا ال َّ ف َي ْلقَ ْونَ َ غيًّا﴾ ش َه َوا ِ ضا ُ عوا ال َّ قال هللا عز وجل﴿ :أَ َ ت ۖ فَ َ س ْو َ مريم ,59:والغي واد في جهنم بعيد قعره ,منتن ريحه ,وقد سئلوا رسول هللا "ص" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر الدر المنثور للسيوطي:ج 4ص,174التوبة " ,"31والمحاسن للبرقي :ج1 ص246ح244ح245ح ,246باب" "28ال طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
194
إن يزخرفوا المسجد ,فقال "ص" :يعجب المنافقون إذا حليتم مصاحفكم وزخرفتم مساجدكم فالديار عليكم( )1وقبل مساجدكم عامرة وهي خراب من الهدي()2
يجتمعون في المساجد ,ليس فيهم مؤمن ,فلما إن خربوها من الهدى وعمروها بالطين والزخرف ,اتخذوا فيها محاريبا كمذابح النصارى ,احتذاء بهم وتركيبا لسنتهم ,ولما إن رفع هللا عز وجل على بني إسرائيل جبل الطور ,رفعه في الهواء على رؤؤسهم ,لمعصيتهم نبيهم موسى"ع ",فخوفهم هللا وأسترهبهم واخبرهم موسى إن لم يعطوا العهد والميثاق في طاعته ,إن الجبل واقع بهم ,فخافوا إن عصوا يقع عليهم فيشدخهم ,فاخذ موسى يأخذ عليهم العهد واإليمان ,فكلما شرط عليهم من الطاعة شرطا حركوا رؤؤسهم باإلنعام مذعورون فزعين ,فاخبرهم أنهم سيكونوا سامعين مطيعين ,فزعمت اليهود أنهم حين حركوا رؤؤسهم يومئذ للخوف من الجبل والفزع ,جعلوا التحريك تذكرة ثانية عند القراءة للتوراة شرعة عليهم من الشرع وذلك زعموا ,وكان يقرأ التوراة عليهم وما عهد هللا فيها عليهم مع كل عهد عهده هللا عليهم ,أو فرض فرضه هللا عز وجل في التوراة عليهم إاليماء عليهم بالسمع والطاعة ,مستحيون مسرعين محركين رؤؤسهم خوفا من ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الرواية نقلها ابن شيبة في مصنفه:ج2ص262ح,899كتاب الصالة منقولة بسنده عن أبي هريرة وليست النبي"ص",وفضائل القران ألبي الفضل الرازي :ص147 ح ,116باب في كراهية تحلية المصاحف ,منقولة عن أبي الدرداء وليس النبي"ص" ,وكذلك كتاب المحلى باآلثار:ج3ص,168وأيضا عن أبي الدرداء وليست النبي"ص" ,إما ابن أبي داود في المصاحف:ص,239تحلية المصاحف بالذهب ,فقد نقلها عن أبي بن كعب وليس النبي:ص") -2هذه العبارة منقولة عن علي عليه السالم من كتاب العقوبات البن أبي الدنيا :ص,23 أسباب العقوبات وأنواعها. 195
الجبل,وقلوبهم مذعورة مرتاعة ,قالوا :فتحريك رؤؤسهم ذلك اليوم مسرعين فزعين بطاعة موسى"ع" ,مقرنين مذعنين إليه ,ألزموا تحريك الرؤوس عند القراءة كلما قرءوا ليكونوا بذلك اليوم تلك اآلية التي نجوا منها بعد خوفها ذاكرين غيره بسنين ,فيعبدون هللا عز وجل كل يوم على أنفسهم ومكنونه على المكان,
ض ِه ْم ِميثَاقَ ُه ْم لَ َعنَّا ُه ْم َو َج َع ْلنَا قُلُو َب ُه ْم لمخالفتهم التوراة قال هللا عز وجل﴿ :فَ ِب َما نَ ْق ِ اض ِع ِه﴾ المائدة ,13:فهم يعرفون الحجة على ع ْن َم َو ِ قَا ِسيَةً ۖ يُ َح ِ ّرفُونَ ْال َك ِل َم َ أنفسهم هلل كل يوم ,إذ يزعمون أنهم سامعون ومطيعون لعهده ,ذاكرين غير ناسين, وهم عن العهد الهون ,كذلك اخذ رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أصحابه واشترطوا عليهم ما كان اشترط على النساء ,إال يشركوا باهلل شيئا وال يسرقوا وال يزنوا ,وال يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم ,وال يعصونه في معروف ,ففي كل ليلة
يجددون هلل عز وجل على أنفسهم عهدا ,وينكثونه بالنهار وهللا يقولَ ﴿ :يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ِل َم تَقُولُونَ َما َال ت َ ْف َعلُونَ ﴿َ ﴾2كبُ َر َم ْقتًا ِع ْندَ َّ اَّللِ أَ ْن تَقُولُوا َما َال ت َ ْف َعلُونَ ﴿﴾3الصف ,فهم يعاهدون هللا في وترهم فيقولون :نخلع ونترك من يفجرك اللهم وينكثون بالنهار ,إن يفجرون بأنفسهم ويوالون الفجار كفعل اليهود سرا,
علَ ٰى حذوا النعل بالنعل ,قال هللا تعالى﴿ :لُ ِعنَ الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن َبنِي ِإ ْس َرائِي َل َ ص ْوا َو َكانُوا يَ ْعتَدُونَ ﴿َ ﴾78كانُوا سى اب ِْن َم ْريَ َم ٰذَ ِل َك بِ َما َ ان دَ ُاوودَ َو ِعي َ ِل َ ع َ س ِ يرا ِم ْن ُه ْم س َما َكانُوا َي ْفعَلُونَ ﴿ ﴾79ت َ َر ٰى َك ِث ً َال َيتَنَاه َْونَ َ ع ْن ُم ْن َك ٍّر فَعَلُوهُ لَ ِبئْ َ س ِخ َ س َما قَدَّ َم ْ ط َّ علَ ْي ِه ْم َوفِي ت لَ ُه ْم أَ ْنفُ ُ اَّللُ َ س ُه ْم أَ ْن َ يَتَ َولَّ ْونَ الَّذِينَ َكفَ ُروا لَ ِبئْ َ ب ُه ْم خَا ِلدُونَ ﴿ ﴾80المائدة ,وكذلك ترى كثيرا من هذه األمة يتولون الذين ْالعَذَا ِ كفروا بحكم الكتاب والسنة ,ويسموهم خلفاء هللا في أرضه علـــــــــى عباده ,بعدما
196
سمعوا هللا عز وجل ينهاهم عن مودة من حاد هللا ورسوله ,ولو كان إبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ,فوالهم هللا عز وجل ما تولوا ,وأمألهم جهنم وساءت مصيرا ,سلكوا مسلك فجرة بني إسرائيل ,فلعنوا كما لعنوا حذوا بالنعل, وان اليهود والنصارى اتخذوا أعيادهم لعبا ولهوا ,قال هللا عز وجل :يا محمد وذروا الذين اتخذوا دينهم -يعني عيدهم -لعبا ولهوا ,وغرتهم الحياة الدنيا, فاتخذت امتنا أعيادهم لعبا ولهوا ,فيوم عيدهم يوم زينتهم ,يركبون الملوك واألغنياء ويلبسون المشهرات ,وفساقهم يشربون الخمر ويتغنون ويحلون جواريهم ونساءهم وفتيانهم ,يلعبون بالصوالج وغلمانهم يلعبون بالجوز والكعاب, يخرجون فرحين بطرين إلى إن يعودون ,وإنما كان رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يخرج هو وأصحابه يوم العيد وجلين متضرعين خائفين مبتهلين إلى هللا عز وجل ,بقلوب خاشعة وابدأن متواضعة وعيون باكية ,ال يدرون قبل منهم ما عملوا أم ال ,وتركت األمة تلك السنة وضاهت اليهود والنصارى تركيبا لسنتهم واحتذاء
ق ِإ َّال أَ ْن يَقُولُوا ار ِه ْم ِبغَ ْي ِر َح ّ ٍّ بهم ,قال هللا عز وجل ﴿ :الَّذِينَ أ ُ ْخ ِر ُجوا ِم ْن ِد َي ِ َربُّنَا َّ اَّللُ﴾الحج ,40:كذلك اخرج امتنا من ديارهم بغير حق من هو اصدق لهجة ممن أظلته الخضراء وأقلته الغبراء ,لم ينقموا منه إال انه كان قواال بمر الحق,
﴿و ِمنَ ْالبَقَ ِر َو ْالغَن َِم َح َّر ْمنَا حذو النعل بالنعل ,قال هللا عز وجلَ : ت ُ اختَلَ َ ور ُه َما أَ ِو ْال َح َوايَا أَ ْو َما ْ ش ُحو َم ُه َما ِإ َّال َما َح َملَ ْ ُ ط ظ ُه ُ
علَ ْي ِه ْم َ ِب َع ْ ظ ٍّم﴾
اإلنعام ,146:فذكوها وأذابوها وباعوها وأكلوا أثمانها ,وقالوا :إنما حرم علينا جمادها كذلك حرم الخمر على هذه األمة ,قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله": إنما الخمر ما خامر العقل ,وما اسكر فقليله وكثيره حرام ,والمذقة من حرام, فجاءت المرجئة بشراب يسكر ,وقالوا :هذا حالل
197
وليس بخمر ,وسموه نبيذا ,وقالوا :إذا تخلى رفع عنه اسم الخمر ,وقال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :شرب ناس من أمتي الخمر يدعونها بغير اسمها)1( ,
فاحلوا الخمر بالبطيخ ,وطبخوها كما ذابت اليهود الشحم ,ورفعوا اسم الشحم وسموه دهنا ,وطبخوا هؤالء الخمر وسموه نبيذا ,وقالوا :إنما حرم علينا الخمر ما لم تطبخ ,كما قالت اليهود :إنما حرم علينا جمادها ,تركيبا لسنتهم ,واحتذاء بهم,
سو ُمونَ ُك ْم ع ْونَ يَ ُ ﴿و ِإ ْذ نَ َّج ْينَا ُك ْم ِم ْن آ ِل فِ ْر َ قال هللا عز وجلَ : سا َء ُك ْم َوفِي ٰذَ ِل ُك ْم بَ َال ٌء ِم ْن يُذَ ِبّ ُحونَ أَ ْبنَا َء ُك ْم َويَ ْستَ ْحيُونَ نِ َ
ب ُ سو َء ْال َعذَا ِ ع ِظي ٌم﴾ َر ِبّ ُك ْم َ
﴿وأَ ْو َرثْنَا ْالقَ ْو َم الَّذِينَ َكانُوا يُ ْستَ ْ ضعَفُونَ البقرة ,49:ثم قال هللا عز وجلَ : ار ْكنَا فِي َها ۖ َوتَ َّم ْ ت َك ِل َمتُ َر ِبّ َك ْال ُح ْسن َٰى َارقَ ْاأل َ ْر ِ َاربَ َها الَّتِي بَ َ ض َو َمغ ِ َمش ِ ع ْو ُن َو َق ْو ُمهُ َو َما ص َب ُروا ۖ َودَ َّم ْرنَا َما َكانَ َي ْ صنَ ُع ِف ْر َ َ علَ ٰى َب ِني إِ ْس َرا ِئي َل بِ َما َ َكانُوا يَ ْع ِر ُ شونَ ﴾األعراف ,137:كذلك فعلت ظلمة إل محمد "عليهم السالم", يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ,ووعدهم ليهلكن عدوهم ولينجيهم من عدوهم
عدَ َّ اَّللُ الَّذِينَ آ َمنُوا ﴿و َ وليستخلفنهم في األرض كبني إسرائيل ,فقال هللا عز وجلَ : ف الَّذِينَ ِم ْن صا ِل َحا ِ ع ِملُوا ال َّ ت لَيَ ْستَ ْخ ِلفَنَّ ُه ْم فِي ْاأل َ ْر ِ ِم ْن ُك ْم َو َ ض َك َما ا ْست َ ْخلَ َ ض ٰى لَ ُه ْم َولَيُبَ ِدّلَنَّ ُه ْم ِم ْن بَ ْع ِد َخ ْوفِ ِه ْم أ َ ْمنًا قَ ْب ِل ِه ْم َولَيُ َم ِ ّكن ََّن لَ ُه ْم دِينَ ُه ُم الَّذِي ْ ارتَ َ ش ْيئًا﴾النور,55:وقال :وعد هللا ال يخلف الميعاد ,وقال: َي ْعبُدُونَ ِني َال يُ ْش ِر ُكونَ ِبي َ وفي السماء رزقكم وما توعدون ,المهدي قائم إل محمد "عليهم السالم" حذو النعل ار ِإ َّال أَيَّا ًما َم ْعدُودَةً﴾البقرة ,80:لسوء بالنعل,وقالت اليهود﴿ :لَ ْن ت َ َم َّ سنَا النَّ ُ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1شرح سنن أبي داود للعباد:ج255ص ,4تراجم رجال إسناد حديث" ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها". 198
﴿وغ ََّر ُه ْم فِي دِينِ ِه ْم َما َكانُوا َي ْفت َ ُرونَ ﴾ إل عمران,24: إعمالهم قال هللا تعالىَ :
س ِيّئَةً َوأَ َحا َ ط ْ َطيئَتُهُ فَأُو ٰلَ ِئ َك ت ِب ِه خ ِ س َ ب َ ردا عليهم وقال تعالى﴿ :بَلَ ٰى َم ْن َك َ ار ۖ ُه ْم ِفي َها خَا ِلدُونَ ﴾ البقرة ,81:كذلك قالت من امتنا ,من ضارع ص َح ُ أَ ْ اب النَّ ِ قولهم قول اليهود :لن تمسنا النار إال أياما معدودة ,وال يخلد احد منا في النار, وكذبوا على نبينا "ص" ,ذكروا عنه انه "ص" قال :لو كان هذا القران في أهاب ما مسته النار أبدا فادعوا إن من قرء القران ال تمسه النار أبدا ولو عمل
َاص َبةٌ ﴿﴾3 ع ِ املَةٌ ن ِ ﴿و ُجوهٌ َي ْو َم ِئ ٍّذ خَا ِش َعةٌ ﴿َ ﴾2 بالموبقات )1(,قال هللا تعالىُ : اميَةً﴿ ﴾4الغاشية ,وقال﴿ :إِ َّن الَّذِينَ يَأ ْ ُكلُونَ أَ ْم َوا َل ْاليَتَا َم ٰى ُ ظ ْل ًما َارا َح ِ تَ ْ صلَ ٰى ن ً إِنَّ َما يَأ ْ ُكلُونَ فِي بُ ُ ﴿و َم ْن سيَ ْ س ِع ً طونِ ِه ْم ن ً صلَ ْونَ َ َارا ۖ َو َ يرا﴾النساء ,10:وقالَ : َي ْقت ُ ْل ُمؤْ ِمنًا ُمت َ َع ِ ّمدًا فَ َجزَ ا ُؤهُ َج َهنَّ ُم خَا ِلدًا فِي َها﴾ النساء ,93:فزعمت المرجئة :إن ال يخلد احد من أهل القبلة في النار ,وان أخر من يخرج من هذه األمة رجل يبقى في النار سبعين إلف عام وسبعين إلف عام معدودة ,كما قال اليهود ,قال تعالى :يا محمد قل اتخذتم عند هللا عهدا فلن يخلف هللا عده أم تقولون على هللا ما ال تعلمون )2(,بلى من كسب سيئة.اآلية )3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر شعب اإليمان للبيهقي :ج 4ص 231ح,2443تعظيم القران ,فصل في تنوير موضع القرآن وهذا ألنها مواضع تشهدها المالئكة فمن الحق أن ينور ويطيب. ار إِ َّال أَيَّا ًما َم ْعد ُودَة ً قُ ْل أ َت َّ َخ ْذت ُ ْم ِع ْندَ َّ ع ْهدًا (و َقالُوا لَ ْن ت َ َم َّ سنَا النَّ ُ اَّللِ َ -2يشير إلى قوله تعالىَ : ع َلى َّ ف َّ اَّللِ َما َال ت َ ْع َل ُمونَ ) البقرة.80: اَّللُ َع ْهدَهُ ۖ أ َ ْم تَقُولُونَ َ فَلَ ْن ي ُْخ ِل َ س ِيّئَةً َوأ َ َحا َ ط ْ اب ص َح ُ ت ِب ِه خ ِ َطيئَتُهُ فَأُو ٰلَ ِئ َك أ َ ْ س َ ب َ -3يشير إلى قوله تعالىَ ( :بلَ ٰى َم ْن َك َ ار ۖ ُه ْم فِي َها خَا ِلد ُونَ ) البقرة.81: النَّ ِ
199
سو ًءا يُ ْجزَ بِ ِه﴾ ب ۗ َم ْن َي ْع َم ْل ُ ي ِ أَ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ وقال تعالى﴿ :لَي َ ْس ِبأ َ َمانِ ِيّ ُك ْم َو َال أَ َمانِ ّ النساء ,123 :وقال تعالى﴿ :فَ َال يَأ ْ َم ُن َم ْك َر َّ اَّللِ ِإ َّال ْالقَ ْو ُم ْالخَا ِس ُرونَ ﴾ األعراف ,99:فأمنوا مكر هللا وبهتوا رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,لو كان هذا القران في أهاب ما مسته النار أبدا ,وزعموا إن ال يبقى في النار بعد سبعين إلف إلف عام ,وان الحجاج بن يوسف وأبا العادية( )1وعبيد هللا بن زياد وعمر بن سعد ويزيد بن معاوية وابن ملجم وأشباههم من أللعناء ,يخرجون يوما من النار فيدخلون الجنة مكتوبا على جباههم هؤالء الجهنميون عتقاء الرحمن ,وقد قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :اشقي األولين واآلخرين ,قدار بن سالف وعبد الرحمن بن ملجم ,قاتلك يا علي ,اشقي ولد ادم من األولين واآلخرين )2(.أفيخرج منها اشقي الخلق ويترك فيها من هو اسعد منه! وهللا يقول :فإما الذين شقوا.اآلية )3(.وإما الذين سعدوا.اآلية )4(.زالت عنهم اسم السعادة حين ادخلوا النار ,ومرجعهم إلى الجنة ,أم كيف زال عنهم اسم الشقاء وكانوا في النار ,ال يدخلها إال شقي ,خزي كافر ,تعالى هللا عن خلف وعده ووعيده قال هللا تعالى:
﴿يَ ۡو َم َال يُ ۡخ ِزي َّ ي ٱَّللُ ٱلنَّ ِب َّ ي َوٱلَّذِينَ َءا َمنُواْ َم َع ۥهُ﴾التحريم ,8 :وقالِ ﴿ :إ َّن ْال ِخ ْز َ علَى ْال َكا ِف ِرينَ ﴾ النحل,27: ْال َي ْو َم َوال ُّ سو َء َ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1أبو الغادية المزني الفزاري ,قاتل عمار بن ياسر,ينظر إلى ترجمته في كتاب أسد الغابة البن األثير أبو الحسن:ج6ص232ت.6148 -2مناقب ابن شهر أشوب :ج 3ص ,93باب في أحواله عليه السالم. ش ِهي ٌق) هود.106: ير َو َ -3يشير إلى قوله تعالى( :فَأ َ َّما الَّذِينَ َ ار لَ ُه ْم فِي َها زَ فِ ٌ شقُوا فَ ِفي النَّ ِ س َم َاواتُ س ِعدُوا فَ ِفي ْال َجنَّ ِة َخا ِلدِينَ فِي َها َما دَا َم ِ ت ال َّ (وأ َ َّما الَّذِينَ ُ -4يشير إلى قوله تعالىَ : ع َ طا ًء َغي َْر َم ْجذُوذٍّ) هود.108: َو ْاأل َ ْر ُ ض ِإ َّال َما شَا َء َرب َُّك ۖ َ
200
ار فَقَ ْد أَ ْخزَ ْيتَهُ ۖ َو َما ِل َّ ار﴾ ص ٍّ لظا ِل ِمينَ ِم ْن أَ ْن َ ﴿ربَّنَا ِإنَّ َك َم ْن ت ُ ْد ِخ ِل النَّ َ وقال ربناَ : ﴿و ِإ َّن َج َهنَّ َم لَ ُم ِحي َ طةٌ بِ ْال َكافِ ِرينَ ﴾العنكبوت ,54:فمن إل عمران ,192:وقالَ : إحاطته جهنم فهو كافر ,إما كافر شرك وإما كافر نعمة ,ومن لزم اسم الكفر حرم
علَ ْينَا ِمنَ عليه الجنة ,قال يحكي عن مسألة أهل النار األعراف﴿ :أَ ْن أَفِي ُ ضوا َ اَّللُ قَالُوا ِإ َّن َّ اء أَ ْو ِم َّما َرزَ قَ ُك ُم َّ علَى ْال َكافِ ِرينَ ﴾ األعراف,50: ْال َم ِ اَّللَ َح َّر َم ُه َما َ ومن يلزم هذا االسم من الوجهين جميعا فهم عنها مبعدون ,وال يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون ,وإما معنى الحديث الذي جاء في الشفاعة والخروج من النار ,وما كان من لحق المواقف في الحساب ,أو ما يأخذهم النار على الصراط منهم ,من أخذته النار إلى كعبه ,ومنهم إلى ركبتيه ,والى حقويه وسرته وعنقه ,وإما من أحاطت به خطيئته فهو في النار أبدا سرمدا خلود األموات فيها وال نهاية لعذابها ,كما إن من ادخل الجنة بقى فيها خالدا مخلدا ال موت فيها
﴿و ُه ْم فِي َما ا ْشتَ َه ْ س ُه ْم خَا ِلدُونَ ﴿َ ﴾102ال يَ ْح ُزنُ ُه ُم ت أ َ ْنفُ ُ وال زوال لنعيمه ,بل َ عدُونَ ﴿﴾103 ْالفَزَ ُ ع ْاأل َ ْكبَ ُر َوتَتَلَقَّا ُه ُم ْال َم َالئِ َكةُ ٰ َهذَا يَ ْو ُم ُك ُم الَّذِي ُك ْنت ُ ْم تُو َ علَ ْي ُك ْم ِط ْبت ُ ْم فَا ْد ُ خلُوهَا خَا ِلدِينَ ﴾ الزمر ,73:أليس س َال ٌم َ األنبياء ,ويقولونَ ﴿ : كمقالة من غرهم في دينهم ما كانوا يفترون ,حتى عتت األمة على ربها بقول علماء السوء تركيبا لسنة بني إسرائيل واحتذاء بهم ,وان عباد بني إسرائيل لما ظهر الفساد في أمتهم ,اعتزلوا واتخذوا صوامعا في رؤوس الجبال للعبادة,
وتركوا الجهاد واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,قال سبحانهَ ﴿ :و َر ْه َبانِيَّةً ان َّ عايَتِ َها﴾ ا ْبتَدَ ُ ع ْوهَا َح َّق ِر َ اَّللِ فَ َما َر َ عوهَا َما َكتَ ْبنَاهَا َ علَ ْي ِه ْم إِ َّال ا ْبتِغَا َء ِرض َْو ِ الحديد ,277:أي ما فرضنا عليهم وما أمرنا بذلك ,كذلك فعلت رهبانية امتنا, تركوا األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,كما وصفوا آياتي على الناس قوم يتبع 201
فيه قوما إحداثا سفهاء ال يرضون امرأ بمعروف وال نهيا عن منكر إال إذا امنوا الضرر ,يتبعون زالت العلماء وشاذ علمهم ,يقبلون على الصالة والصيام ,وما ال يكلمهم في نفس وال مال ,ولو أضرت الصالة والصيام وسائر ما يعلمون بأموالهم وابدأنهم ,لرفضوها أهم الفرائض وأشرفها ,األمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فهناك يتم غضب هللا عليهم فيعمهم بعذابه فيهلك اإلبرار في ذات الفجار والضعفاء في ذات الكبار )1(,كما روي معاذ بن جبل عن رسول هللا صلى هللا عليه واله قال :يكون أقوام في أخر الزمان يحبسون أنفسهم في المساجد ,يبتدعون كالما ليس من الكتاب والسنة فإياكم وإياهم)2(.
وفي حديث أخر عنه "ص" انه قال :يلبسون جلود الضان قلوبهم مثل قلوب الذئاب ألسنتهم احلي من السكر كما غلب األمة المتمزقة ببدع كالمهم الذي ليس من الكتاب وال من السنة ( )3وقد وعظ عباده على لسان نبيه "صلى هللا عليه واله" ما يغنيهم عن مواعظ شقيق وحاتم ومعاذ وابن كرام وسائر رهابين األمة,
لم يكتفوا بمواعظ هللا حتى اخترعوا من ذات أنفسهم وقال هللا عز وجلَ ﴿ :ولَقَ ْد اء َما فِي ِه ُم ْزدَ َج ٌر﴾ القمر ,4:فمن لم يــــــزجره بما ازجر هللا ,لم َجا َء ُه ْم ِمنَ ْاأل َ ْنبَ ِ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر تهذيب اإلحكام:ج 6ص,181-180ح,21باب األمر بالمعروف والنهي عن المنكر. -2ينظر كتاب جامع األحاديث للسيوطي :ج 24ص231ح,27046حرف الياء,ياء النداء مع الياء ,أخرجه احمد ومسلم عن أبي هريرة وابن عباس ,وليس معاذ مع اختالف بسيط بألفاظ الرواية. -3ينظر كتاب سنن الترمذي باختالف بسيط في ألفاظ الراوية :ج 4ص604 ح,2404أبواب الزهد. 202
يغنيه ما قالت الرهبانية ,الذي ابتدعوا مال يفرض هللا عليهم ,تركيبا لسنة بني
إل ِم ْن بَنِي ِإ ْس َرائِي َل ِم ْن إسرائيل ,واحتذاء بهم قال هللا عز وجل﴿ :أَلَ ْم تَ َر إِلَى ْال َم َ ِ ي ٍّ لَ ُه ُم ا ْبعَ ْ سبِي ِل َّ اَّللِ ۖ قَا َل ه َْل ث لَنَا َم ِل ًكا نُقَاتِ ْل فِي َ بَ ْع ِد ُمو َ س ٰى إِ ْذ قَالُوا ِلنَبِ ّ س ِبي ِل َّ اَّللِ ب َ س ْيت ُ ْم إِ ْن ُكتِ َ َ علَ ْي ُك ُم ْال ِقتَا ُل أَ َّال تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا َو َما لَنَا أ َ َّال نُقَاتِ َل فِي َ ع َ علَ ْي ِه ُم ا ْل ِقتَا ُل تَ َولَّ ْوا ِإ َّال قَ ِل ً يال ِم ْن ُه ْم ۗ ب َ ارنَا َوأَ ْبنَائِنَا ۖ فَلَ َّما ُكتِ َ َوقَ ْد أ ُ ْخ ِر ْجنَا ِم ْن ِديَ ِ ع ِلي ٌم ِب َّ َو َّ الظا ِل ِمينَ ﴾ البقرة ,246:كذلك قيل لرسول هللا "صلى هللا عليه واله" اَّللُ َ يوم صلح الحديبية :السنا على الحق وهم على الباطل! قال:بلى ,قالوا :فعالم الدنية في ولينا ومن لم يحكم بيننا وبينهم! سأله القتال واعرضوا عن الصلح ,فلما كتب
قتال أهل البغي تولوا إال قليال منهم وهللا عليم بالظالمين قال هللاَ ﴿ :و ِإ ْذ أَ َخ ْذنَا ار ُك ْم ث ُ َّم أَ ْق َر ْرت ُ ْم ِميثَاقَ ُك ْم َال تَ ْس ِف ُكونَ ِد َما َء ُك ْم َو َال ت ُ ْخ ِر ُجونَ أَ ْنفُ َ س ُك ْم ِم ْن ِد َي ِ َوأَ ْنت ُ ْم تَ ْ ش َهدُونَ ﴾ البقرة ,84:إلى قوله وما هللا بغافل )1(,كذلك اخذ هللا الميثاق على هذه األمة بلسان نبيه "ص" ,يوم بايعوه إن يمنعوا أوالد رسول هللا "صلى هللا عليه واله" عما يمنعون أوالدهم ,ثم خذلوهم وسلموهم إلى الدعي بن الدعي ,فقتلهم وسباهم ,فلما راسلهم يزيد لعنه هللا إلى المدينة ,على إن ال يدخلوا إلى المدينة ,وقد اوجب هللا عليهم إن يأتوهم أسارا ,يفدوهم وهو محرم عليهم إخراجهم ,فجزاهم تعالى الخزي في الحياة الدنيا’ قال هللا تعالى لبني إسرائيل :إن يدخلوا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ار ِه ْم -1يشير إلى قوله تعالى(:ث ُ َّم أ َ ْنت ُ ْم ٰ َهؤُ َال ِء ت َ ْقتُلُونَ أ َ ْنفُ َ س ُك ْم َوت ُ ْخ ِر ُجونَ فَ ِريقًا ِم ْن ُك ْم ِم ْن ِديَ ِ تَ َ علَ ْي ُك ْم ار ٰى تُفَاد ُو ُه ْم َو ُه َو ُم َح َّر ٌم َ ظاه َُرونَ َ ان َوإِ ْن يَأْتُو ُك ْم أ ُ َ س َ اإلثْ ِم َو ْالعُد َْو ِ علَ ْي ِه ْم بِ ْ ِ ض فَ َما َجزَ ا ُء َم ْن َي ْف َع ُل ٰذَ ِل َك ِم ْن ُك ْم ِإ َّال ب َوت َ ْكفُ ُرونَ ِب َب ْع ٍّ ض ْال ِكتَا ِ ِإ ْخ َرا ُج ُه ْم أَفَتُؤْ ِمنُونَ ِب َب ْع ِ ب ۗ َو َما َّ اَّللُ ِبغَا ِف ٍّل َع َّما ي ِفي ْال َح َيا ِة الدُّ ْن َيا ۖ َو َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة ي َُردُّونَ ِإ َل ٰى أ َ َ ش ِدّ ْال َعذَا ِ ِخ ْز ٌ ت َ ْع َملُونَ ) البقرة.85: 203
الباب سجدا ويقولوا حطة ,يغفر لهم خطاياهم ,وسنزيد المحسنين ,فدخلوا الباب رافعي رؤؤسهم ,وقالوا حنطة ,قال هللا :فبدل الذين ظلموا قوال .اآلية )1(.والرجز العذاب الذي غرقوا به ,وأمر هللا امتنا بمودة نبيهم ,قال هللا :قل ال أسألكم عليه أجرا .اآلية .)2(.فجحدوا أهل بيته من بعده مودتهم وبخسوا أجره وصغروا قدره
وخالفوا أمره واستضعفوه﴿ :فَ َبدَّ َل الَّذِينَ َ ظلَ ُموا قَ ْو ًال َ غي َْر الَّذِي قِي َل لَ ُه ْم فَأ َ ْنزَ ْلنَا علَى الَّذِينَ َ سقُونَ ﴾البقرة )3(,59:عمتهم ظلَ ُموا ِر ْج ًزا ِمنَ ال َّ س َم ِ اء بِ َما َكانُوا يَ ْف ُ َ ع ْن أ َ ْم ِر ِه أَ ْن فتنة تبقى الحليم فيها حيرانا قال تعالى﴿ :فَ ْل َي ْحذَ ِر الَّذِينَ يُ َخا ِلفُونَ َ ع َل ْي ِه ْم نَ َبأ َ عذَ ٌ اب أ َ ِلي ٌم﴾النور ,63:قال سبحانهَ ﴿ :واتْ ُل َ صي َب ُه ْم َ صي َب ُه ْم فِتْنَةٌ أَ ْو يُ ِ تُ ِ ش ْي َ سلَ َخ ِم ْن َها فَأَتْبَ َعهُ ال َّ ط ُ ان فَ َكانَ ِمنَ ْالغَا ِوينَ ﴿َ ﴾175ولَ ْو الَّذِي آتَ ْينَاهُ آيَاتِنَا فَا ْن َ ب إِ ْن ِشئْنَا لَ َرفَ ْعنَاهُ بِ َها َو ٰلَ ِكنَّهُ أَ ْخلَدَ ِإلَى ْاأل َ ْر ِ ض َوات َّ َب َع ه ََواهُ فَ َمثَلُهُ َك َمث َ ِل ْال َك ْل ِ ث أ َ ْو تَتْ ُر ْكهُ يَ ْل َه ْ علَ ْي ِه يَ ْل َه ْ ث﴿ ﴾176األعراف ,لم ينتفع بما أراه هللا من تَ ْح ِم ْل َ اآليات ,إن خسف هللا بحماره الذي بسطته ,كذلك الزبير من هللا عليه إن عرف حق من اوجب عليه حقه ,فكان يقاتل دون بيعته ,ثم استغواه ابنه وطلحة ,فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ,ولو شاء هللا لرفع بوالية من اوجب هللا واليته, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1يشير إلى قوله تعالى(:فَ َبدَّ َل الَّذِينَ َ ظلَ ُموا قَ ْو ًال َ علَى الَّذِينَ غي َْر الَّ ِذي قِي َل لَ ُه ْم فَأ َ ْنزَ ْلنَا َ َ سقُونَ )البقرة.59: ظلَ ُموا ِر ْج ًزا ِمنَ ال َّ س َم ِ اء بِ َما َكانُوا يَ ْف ُ ف علَ ْي ِه أ َ ْج ًرا ِإ َّال ْال َم َودَّة َ فِي ْالقُ ْربَ ٰى ۗ َو َم ْن يَ ْقت َ ِر ْ -2يشير إلى قوله تعالى (:قُ ْل َال أَسْأَلُ ُك ْم َ سنَةً ن َِز ْد لَهُ ِفي َها ُح ْسنًا إِ َّن َّ اَّللَ َ ور) الشورى. 23: ور َ ش ُك ٌ غف ُ ٌ َح َ -3لوحظ في نسخة إلف إن الناسخ نسخ اآلية بشكل خاطئ وعلى النحو التالي" فَ َبدَّ َل الَّذِينَ َ ظلَ ُموا قَ ْو ًال َ سقُونَ ". غي َْر الَّذِي ِقي َل لَ ُه ْم فَأ َ ْنزَ ْل هللا ِر ْج ًزا ِمنَ ال َّ س َم ِ اء ِب َما َكانُوا َي ْف ُ
204
لكنه اخلد إلى األرض فطلب األثرة ولم يرضى األسوة ,فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث ,ذكر له ما حذره رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :لتقاتلنه وأنت ظالم ,كان كما كان ناسي قوال من الصغير لم ينصر من اوجب هللا نصره .وان صفراء بنت شعيب خرجت على يوشع بن نون بعد
موسى"ع" وقتل فيما بينهم سبعون إلفا ,قال سبحانه للحميراءَ ﴿ :يا نِ َ سا َء النَّبِ ّ يِ ض ْعنَ ِب ْالقَ ْو ِل فَيَ ْ ط َم َع الَّ ِذي فِي قَ ْل ِب ِه س ِ اء ِإ ِن اتَّقَ ْيت ُ َّن فَ َال ت َ ْخ َ لَ ْست ُ َّن َكأ َ َح ٍّد ِمنَ ال ِنّ َ ض َوقُ ْلنَ قَ ْو ًال َم ْع ُروفًا ﴿َ ﴾32وقَ ْرنَ ِفي بُيُوتِ ُك َّن َو َال تَ َب َّر ْجنَ ت َ َب ُّر َج َم َر ٌ ْال َجا ِه ِليَّ ِة ْاألُولَ ٰى﴿ ﴾33األحزاب ,يعني صفراء بنت شعيب المخاطبة على السبقة والمعنى فهن واحد لسابق علم هللا فيها أنها صاحب كالب الحوأب( )1والمحرضة
ت ْاليَ ُهودُ على قتال المؤمنين وهاتكة سنن رسول هللا "صلى هللا عليه واله"َ ﴿ ,وقَالَ ِ اَّللِ َم ْغلُولَةٌ ُ غلَّ ْ َيدُ َّ ت أ َ ْيدِي ِه ْم َولُ ِعنُوا ِب َما قَالُوا﴾ المائدة ,64 :كذلك قالت إخوانهم من المرجئة :يمأل جهنم من قدم الرحمن تبارك وتعالى حين نقول النار قط قط , يعني حسبي حسبي ,سبحان هللا عما يصفون إال عبادا هللا المخلصين ,فوصفوا هللا كما وصف اليهود ,حذو النعل بالنعل .وان فجرة بني إسرائيل في زمنهم خير أهل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر مسند احمد:ج41ص197ح ,24654الملحق المستدرك من مسند األنصار بقية خامس عشر األنصار مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي هللا عنها ,ودالئل النبوة للبيهقي:ج6ص,410الشمائل ونحوها,
الشمائل ونحوها باب ما جاء في
إخباره بأن واحدة من أمهات المؤمنين تنبح عليها كالب الحوأب وما روي في إشارته على علي رضي هللا عنه بأن يرفق بها ,وما روي في توبتها من خروجها وتلهفها على ما خفي عليها من ذلك ,وكونها من أهل الجنة مع زوجها صلى هللا عليه وسلم ،ورضي عنها ,وغيرها من المصادر.
205
زمانهم ,أمرهم بالقسط ودعاهم إلى الرحمن ,لم ينقموا منهم إال إن امنوا باهلل اب ْاأل ُ ْخدُو ِد﴾ البروج ,4:اآليات ,كذلك ص َح ُ العزيز الحميد ,قال سبحانه﴿ :قُتِ َل أَ ْ احرق فجرة بني أمية خير أهل زمانهم ,لم ينقموا منهم إال أنهم امنوا باهلل العزيز الحميد ,والدة نبيهم وإقامة الكتاب في األمة ,وأحياءا لسنته ,مثل زيد بن علي احرقوه بالنار صلبا ,كما فعل بأصحاب األخدود من المؤمنين ,قال لهم زيد بن علي :ال تعبدوا فراعنة بني أمية ,أي ال تطيعوهم في معصية الخالق ,فغضب فراعنتهم وقالوا :حرقوه وانصروا إلهتكم ,كما غضب كفار قوم إبراهيم ألوثانهم, قالوا :حرقوه وانصروا إلهتكم ,حذو النعل بالنعل .وان فرعون حيث علم إن والدة موسى كائن في ملكه ,يذهب ملكه ويسفه رأيه ويغير دينه على يديه ,ذبح أبناء بني إسرائيل واستحي نسائهم ,ووكل على الخالفات من نسائهم ليرد أمر هللا ,فظهر أمر هللا وهم كارهون صاغرون ,وان الجبابرة من امتنا حين علموا والدة العبد الصالح كائن فيهم ليذهب عنهم ملكهم ويسفه رأيهم ويحيى هللا تعالى به الكتاب والسنة على يديه ,قتلوا أبناء إل محمد "ص" واستحيوا نسائهم ,ووكلوا على نساء إل محمد "ص" كما فعل فرعون في أيام مولد موسى"ع" على نساء بني إسرائيل, حتى قال :اقتلوا أبناء الذين امنوا معه واستحيوا نسائهم ,وانأ فوقهم قاهرون, وسيظهر هللا دينه على يدي خليفته المهدي صلوات هللا عليه وهم كارهون,قال تعالى:وعد هللا الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات.اآلية)2(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عدَ َّ ت لَيَ ْست َ ْخ ِلفَنَّ ُه ْم ِفي صا ِل َحا ِ اَّللُ الَّذِينَ آ َمنُوا ِم ْن ُك ْم َو َع ِملُوا ال َّ -1يشير إلى قوله تعالى( َو َ ض ٰى لَ ُه ْم َولَيُبَ ِدّلَنَّ ُه ْم ف الَّذِينَ ِم ْن َق ْب ِل ِه ْم َولَيُ َم ِ ّكنَ َّن لَ ُه ْم ِدينَ ُه ُم الَّ ِذي ْ ْاأل َ ْر ِ ارت َ َ ض َك َما ا ْستَ ْخلَ َ ش ْيئًا َو َم ْن َكفَ َر َب ْعدَ ٰذَ ِل َك فَأُو ٰلَئِ َك ُه ُم ِم ْن َب ْع ِد خ َْو ِف ِه ْم أ َ ْمنًا َي ْعبُد ُو َننِي َال يُ ْش ِر ُكونَ بِي َ ْالفَا ِسقُونَ ) النور.55 :
206
ص ِر َّ ص ُر َم ْن َيشَا ُء﴿ ﴾5الروم, وقالَ ﴿ :و َي ْو َمئِ ٍّذ َي ْف َر ُح ْال ُمؤْ ِمنُونَ ﴿ِ ﴾4بنَ ْ اَّللِ َي ْن ُ ف َّ وقالَ ﴿ :و ْعدَ َّ اَّللُ ْال ِمي َعادَ﴾ الزمر .20:انتهى ما أردنا نقله من هذا اَّللِ ۖ َال يُ ْخ ِل ُ الكتاب الشريف محررا في بعضه. قلت :واإلخبار واآلثار في هذا المعنى كثيرة لو أردنا استقصائها لخرجنا عن المقصود في ما ذكرنا كفاية للناظر البصير ,وقال الشيخ فضل بن شاذان صاحب الرضا "عليه السالم" في كتاب اإليضاح في مسألة الرجعة بعد كالم طويل :ولسنا ننكر هلل قدرة إن يحيى الموتى ,ولكنا نعجب إنكم إذا أبلغكم عن الشيعة قول عظمتموه وشنعتموه وأنتم تقولون بأكثر منه ،والشيعة ال تروي حديثا ً واحدا ً عن آل محمد "ص" ّ إلى الدنيا كما تروون أنتم من علمائكم ،إنّما يروون أن شيئا رجع ٰ عن آل محمد"ص" ّ أن النبي "صلىهللاعليه وآله" قال الُ ّمته إلى أخر ما مر ,وهذه الرواية أنتم تروونها أيضاً ،وقد علمتم ّ أن بني إسرائيل قد كان فيهم من عاش بعد إلى الدنيا ،فأكلوا وشربوا ونكحوا النساء إلى أخر ما قال)1(, الموت ،ورجعوا ٰ
وقال الصدوق في العقائد في الرجعة أنها حق وقد قال هللا تعالى :الم ترى إلى الذين .اآلية )2(.ثم ذكر اآليات والدالة على وقوع الرجعة والحياة بعد الموت في األمم السابقة ,ثم قال :ومثل هذا كثير ,فقد صح إن الرجعة كانت في األمم السابقة, وقال النبي "صلى هللا عليه واله" :يكون في هذه األمة مثل ما يكون في األمم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإليضاح البن شاذان:ص,426-422في إخبار النبي"ص"عن وقوع الرجعة في هذه األمة. ت وف َحذَ َر ْال َم ْو ِ ار ِه ْم َو ُه ْم أُلُ ٌ -2يشير الى قوله تعالى( :أَلَ ْم ت َ َر إِلَى الَّذِينَ خ ََر ُجوا ِم ْن ِديَ ِ اَّللُ ُموتُوا ث ُ َّم أ َ ْحيَا ُه ْم إِ َّن َّ فَقَا َل لَ ُه ُم َّ اس َال اَّللَ لَذُو فَ ْ اس َو ٰلَ ِك َّن أ َ ْكثَ َر النَّ ِ علَى النَّ ِ ض ٍّل َ يَ ْش ُك ُرونَ ) البقرة.243:
207
السالفة ،حذوا النعل بالنعل ،والقذة بالقذة ,فيجب على هذا األصل أن تكون في هذه األمة رجعة)1(. وحدث السيد المرتضى في الفصول عن المفيد"ره" قال :قال :الحارث بن عبد هللا ألربعي :كنت جالسا في مجلس المنصور وهو بالجسر األكبر ,وسوار القاضي عنده والسيد الحميري ينشده إلى إن قال :فقال سوار :يا أمير المؤمنين إنه يقول بالرجعة ،ويتناول الشيخين بالسب والوقيعة فيهما ،فقال السيد :أما قوله أني أقول بالرجعة فاني أقول بذلك على ما قال هللا تعالى ,ثم ذكر بعض اآليات ,وقال:قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :لم يجر في بني إسرائيل إلى أخر ما مر فالرجعة التي ال نذهب إليها هي ما نطق به القرآن وجاءت به السنة .الحكاية)2(.
وذكر الكفعمي في حاشية مصباحه ,في شرح دعاء يوم الثالث من شعبان :وقد نطق القران بوقوع أمثاله ,إي الرجوع بعد الموت في األمم الخالية ,كالذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت ,فقال لهم هللا موتوا ثم أحياهم ,والذي أماته هللا مائة عام يعني به العزير "عليه السالم" وقد صح عن النبي "صلعم" قوله :ستكون في أمتي كلما كان في بني إسرائيل ,حذو النعل بالنعل ,والقذة بالقذة ,حتى لو إن احدهم دخل في حجر ضب لدخلتموه)3( .
وقال السيد األجل علي بن طاووس في كشف المحجة ,ولقد جمعني وبعض أهل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االعتقادات للصدوق:ص "18",62-60باب االعتقاد في الرجعة. -2الفصول المختار للشريف المرتضى :ص "46",95-92كالم السيد الحميري مع سوار القاضي وشعره. -3مصباح الكفعمي أو جنة األمان الواقية وجنة اإليمان الباقية:ص’635الفصل الرابع واألربعون "فيما يعمل في شعبان" أدعية اليوم الثالث منه. 208
الخالف ومجلس منفرد ,فقلت لهم :ما الذي تأخذونه على األمامية؟ عرفوني به بغير تقية ال ذكر ما عندي فيه وغلقنا باب الموضوع الذي كنا ساكنيه؟ فقالوا :تأخذ عليهم تعرضهم بالصحابة ,ونأخذ عليهم القول بالرجعة ,ونأخذ عليهم حديث المهدي ,فقلت لهم :إما ما ذكرتم من تعرض من أشرتم إلى إن قال :وإما حديث ما اتخذتم عليه من القول بالرجعة ,فانتم تروون إن النبي "صلى هللا عليه واله" قال: انه يجري في أمتي ما جرى في األمم السالفة ,وهذا القران يتضمن الم ترى إلى الذين .اآلية )1(.فشهد هللا جل جالله انه قد احي الموتى في الدنيا وهي الرجعة, فينبغي إن يكون في هذه األمة مثل ذلك فوافقوا على ذلك.انتهى .ووافقهما في االستدالل بتلك القاعدة على ثبوت الرجعة أكثر من تعرض لها)2(.
وقال الصدوق أيضا في أوائل إكمال الدين :إن الرسل الذين تقدموا قبل عصر نبينا ي ٍّ قام بوصيّة ح ّجة من تقدّمه من وقت وفاة "ص" كان أوصيائهم أنبياء ,فك ُّل وص ّ آدم إلى عصر نبيّنا " ص " كان نبيّاً ،وذلك مثل وصي آدم ,وكان شيث إلى إن ألن هللا َّ قال :وأوصياء نبيّنا "ص" لم يكونوا أنبياءَّ ، عز وج َّل جعل مح ّمدا ً "صلى هللا عليه واله" خاتما ً لهذه األمم كرامة له وتفضيالً ،فقد تشاكلت األئمة "عليهم ي ي وص ٌّ السالم" واألنبياء بالوصية كما تشاكلوا فيما قدّمنا ذكره من تشاكلهم فالنب ُّ ي ح ّجة والوصي واإلمام ح ّجة، ي إمام والنبي إمام ،والنب ُّ ي ،والوص ُّ واإلمام وص ٌّ فليس في اإلشكال أشبه من تشاكل األئــــمة واألنبيـــــاء ,وكذلك أخبرنا رسول هللا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ت وف َحذَ َر ْال َم ْو ِ ار ِه ْم َو ُه ْم أُلُ ٌ -1يشير إلى قوله تعالى( :أَلَ ْم ت َ َر ِإلَى الَّذِينَ خ ََر ُجوا ِم ْن ِديَ ِ اَّللُ ُموتُوا ث ُ َّم أ َ ْح َيا ُه ْم ِإ َّن َّ فَقَا َل لَ ُه ُم َّ اس َال اَّللَ لَذُو فَ ْ اس َو ٰلَ ِك َّن أ َ ْكثَ َر النَّ ِ علَى النَّ ِ ض ٍّل َ َي ْش ُك ُرونَ ) البقرة.243: -2كشف المحجة لثمرة المهجة البن طاووس:ص,55-54الفصل التاسع والسبعون.
209
صة يوشع بن "صلىهللاعليه وآله" بتشاكل أفعال األوصياء ,فيمن تقدّم وتأ ّخر من ق ّ صة أمير ي ِ موسى "ع" مع صفراء بنت شعيب زوجة موسى"ع" وق ّ نون وص ّ ى رسول هللا "صلىهللاعليه وآله" مع عائشة بنت أبى بكر، المؤمنين "ع" وص ّ وإيجاب غسل األنبياء أوصيائهم بعد وفاتهم ,ثم ذكر حديث منازعة صفراء مع يوشع كما تقدم ,وقال :وهذا الشكل قد ثبت بين األئمة واألنبياء باالسم والصفة والنعت والفعل ،وك ُّل ما كان جائزا ً في األنبياء ,فهو جائز يجري في األئمة"ع" حذو النّعل بالنّعل ,والقذَّة بالقذَّة ،ولو جاز أن تجحد إمامة صاحب زماننا الغيبة بعد نبوة موسى بن عمران لغيبته ,إذ وجود من تقدّمه من األئمة "ع" لوجب أن تدفع َّ نبوته مع الغيبة, لم يكن ك ًّل األنبياء كذلك ،فل ّما لم تسقط نبوة موسى لغيبته وصحت َّ نبوة األنبياء الّذين لم تقع بهم الغيبة ,فكذلك ص ّحت إمامة صاحب كما ص ّحت َّ زماننا ,هذا مع غيبته كما صحت إمامة من تقدّمه من األئمة الّذين لم تقع بهم الغيبة إلى أخر ما ذكره)1(.
وفيه أيضا بعد ذكر إخبار المعمرين ,وقد روى عن النبي "صلى هللا عليه واله": أنَّه قال :كلّما كان في األمم السالفة ,يكون في هذه األمة ,مثله حذو النعل بالنعل, والقذَّة بالقذَّة ,وقد ص َّح هذا التعمير فيمن تقدَّم وصحت الغيبات الواقعة بحجج هللا عليهمالسالم فيما
مضى
من
القرون,
فكيف
السبيل
إلى
إنكار
القائم "عليهالسالم" لغيبته وطول عمره ,مع األخبار الواردة فيه عن ي ِ واألئمة "عليهمالسالم",ثم ذكر الحديث السابق مسندا(.)2 النب ّ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إكمال الدين للصدوق:ص ,28-26رد إشكال المخالفين. -2نفس المصدر :ص ,576الباب الرابع والخمسون ذكر المع ّمرين.
210
وفيه في موضع أخر ,ناقال عن المخالفين ,ويقولون :ليس في موجب عقولنا أن يعمر أحد ٌ في زماننا هذا عمرا ً يتجاوز عمر أهل َّ الزمان! ،وقد تجاوز عمر صاحبكم على زعمكم عمر أهل الزمان ,فنقول لهم :تقولون وتصدِّقون على أ َّن الدّ َّجال في الغيبة يجوز أن يعمر عمرا ً يتجاوز عمر أهل َّ الزمان ،إلى إن قال :ومع ي "صلى هللاعليه وآله" إذ قال :ك ّل ما كان في األمم السالفة يكون ما ص َّح عن النب ّ في هذه األمة ,مثله حذو النعل بالنعل ,والقذة بالقذة ,وقد كان فيمن مضى من أنبياء هللا َّ عز وج َّل وحججه "ع" مع ّمرين ،أ ّما نوح "ع" فإنّه عاش ألفي سنّة وخمسمائة سنّة ،وينطق القرآن أنّه "لبث في قومه ألف سنّة ّإال خمسين عاما ً". وقد روي في الخبر الّذي قد أسندته َّ أن في القائم "عليهالسالم" سنّة من نوح ,وهي طول العمر ,إلى إن قال :وكيف ال يقولون :أنَّه ل ّما كان في هذا َّ الزمان غير محتمل للتعمير ,وجب أن تجري سنة األولين بالتعمير في أشهر األجناس تصديقا ً ,لقول صاحب الشريعة "صلىهللاعليه وآله" وال جنس أشهر من جنس القائم "عليه السالم" إلى أخر ما قال)1(.
وقال غيره في المقام مما يطول ذكره وال حاجة إلى نقله بعد حصول المقصود بدونه :وقد عرفت انه تمسك الصادق والرضا "عليهما السالم" بهذه القاعدة ,على وجوب وقوع االختالف بين األمة وركوبهم طريق من خال من األمم ,وارتدادهم بعد نبيهم "ص" ,بل ويومي إليه اعتذار أمير المؤمنين "عليه السالم" عن اعتزاله عن القوم ,وقعوده في بيته ,وكذا األصحاب في إثبات غيبة القائم"عليه السالم" وتعميره ,زيادة عن عمر أهل زمانه ,ووجوب رجوع األموات ,وظاهر إن التمسك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إكمال الدين للصدوق:ص ,530الباب السابع واألربعون حديث الدّ ّجال. 211
بها لوقوع التغيير في القران أولى من التمسك بها ,لما ذكر إذ مدلول أكثر إخبار الباب إن األمة يفعلون ويرتكبون نظير ما فعلته األمم السالفة ,وان دل بعضها على انه يقع هنا ما وقع هنالك من الحوادث ,وانطباعها على المورد واضح ,الن التغيير الواقع في القران إنما حدث من فعلهم ,كالتغيير الذي حدث في التوراة وأخراها من فعل اليهود وهذا في التغيير ألقصدي ظاهر ,وإما في التغيير الذي حدث عن غير قصد ,فألنه نتائج إعراضهم عن الوصي وعن مصحفه الذي عرض عليهم وصرفهم الحق عن أهله ,ويؤيد ذلك قوة المشابهة بين الكتابين
وتوافقهما في أشياء كثيرة ,حتى أن هللا سمى التوراة نورا في قوله﴿ :قُ ْل َم ْن أَ ْنزَ َل ورا َو ُهدًى﴾ اإلنعام ,91:كما سمى القران في س ٰى نُ ً ْال ِكتَ َ اب الَّذِي َجا َء بِ ِه ُمو َ آمنُوا ِب َّ ور الَّذِي أ َ ْنزَ ْلنَا﴾ التغابن ,8:وفي قوله قول﴿ )1(:فَ ِ اَّللِ َو َر ُ سو ِل ِه َوالنُّ ِ سى وجعل القران نورا وسمي التوراة فرقانا وذكرا في قولهَ ﴿ :و ِإ ْذ آتَ ْينَا ُمو َ َارونَ ْالفُ ْر َقانَ س ٰى َوه ُ ْال ِكتَ َ اب َو ْالفُ ْرقَانَ ﴾ البقرة ,53:وفي قولهَ ﴿ :ولَقَ ْد آت َ ْينَا ُمو َ ضيَا ًء َو ِذ ْك ًرا ﴾ األنبياء ,148:وسمي التوراة هدى ورحمة وإماما في قوله﴿ :قُ ْل َو ِ ورا َو ُهدًى﴾اإلنعام ,91:وقولهَ ﴿ :ولَقَ ْد س ٰى نُ ً َم ْن أ َ ْنزَ َل ْال ِكتَ َ اب الَّذِي َجا َء بِ ِه ُمو َ اب ﴿ُ ﴾53هدًى َو ِذ ْك َر ٰى﴿﴾54 سى ْال ُهدَ ٰى َوأَ ْو َرثْنَا بَنِي ِإ ْس َرائِي َل ا ْل ِكتَ َ آتَ ْينَا ُمو َ س ٰى ِإ َما ًما َو َر ْح َمةً ﴾ أالحقاف ,12:كما سمي غافرَ ﴿ ,و ِم ْن قَ ْب ِل ِه ِكتَ ُ اب ُمو َ
القران بها في قولهَ ﴿ :و ُهدًى
ح َمةٌ ِل ْل ُمؤْ ِم ِنينَ ﴾ ()2 َو َر ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1نسخة إلف جاءت "وامنوا" خالف المصحف. اس قَ ْد َجا َءتْ ُك ْم َم ْو ِع َ ظةٌ ِم ْن َربِّ ُك ْم َو ِشفَا ٌء ِل َما فِي -2إشارة إلى في قوله تعالى( :يَا أَيُّ َها النَّ ُ ُور َو ُهدًى َو َر ْح َمةٌ ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ ) يونس.57: ال ُّ صد ِ
212
ب ِم ْن بَ ْع ِد َما سى ْال ِكتَا َ وسمي التوراة بصائر في قوله تعالىَ ﴿ :ولَقَ ْد آتَ ْينَا ُمو َ اس َو ُهدًى َو َر ْح َمةً﴾ القصص ,43:كما سمي صائِ َر ِللنَّ ِ أَ ْهلَ ْكنَا ْالقُ ُرونَ ْاألُولَ ٰى بَ َ صائِ ُر﴾الجاثية )1(,20:وفي قولهَ ﴿ :ولَ َق ْد َكتَ ْبنَا القران بها في قوله تعالىَ ٰ ﴿ :هذَا َب َ فِي َّ ور ِم ْن َب ْع ِد ال ِذّ ْك ِر﴾ األنبياء ,105:كما سمي القران بهما في قوله﴿ :إِ َّن الزبُ ِ علَ ْي ِه ال ِذّ ْك ُر ِم ْن بَ ْينِنَا﴾ الَّذِينَ َكفَ ُروا بِال ِذّ ْك ِر﴾ فصلت )2(,41:وفي قوله﴿ :أَأ ُ ْن ِز َل َ ك الَّذِي ن ََّز َل ْالفُ ْرقَانَ ﴾ الفرقان,1: ار َ ص ,8:وفي قوله﴿ :تَبَ َ وفي الكافي عن النبي "صلى هللا عليه واله" أعطيت السور الطوال مكان التوراة, وأعطيت المئين مكان اإلنجيل ,وأعطيت المثاني ,مكان الزبور ,وفضلت بالمفصل)3( . وفيه عن الصادق "ع" ,قال :إن القرآن نزل بالحزن فاقرؤوه بالحزن ()4
وفيه عنه"ع" :إن هللا عز وجل أوحى إلى موسى ابن عمران :إذا وقفت بين يدي فقف موقف الذليل الفقير ,وإذا قرأت التوراة فأسمعنيها بصوت حزين.)5(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اس َو ُهدًى َو َر ْح َمةٌ ِلقَ ْو ٍّم يُوقِنُونَ ) صا ِئ ُر ِللنَّ ِ -1يشير إلى في قوله تعالىَ ٰ ( :هذَا بَ َ الجاثية.20: -2نسخة إلف جاءت "والذين" وليس "إن الذين" من قوله تعالى(:إِ َّن الَّذِينَ َكفَ ُروا بِال ِذّ ْك ِر اب َع ِز ٌ يز) فصلت..41: لَ َّما َجا َء ُه ْم ۖ َوإِنَّهُ لَ ِكت َ ٌ -3الكافي للكليني:ج2ص601ح,10كتاب فضل القران. -4الكافي للكليني :ج2ص614ح ,2ترتيل القرآن بالصوت الحسن. -5الكافي للكليني :ج2ص615ح ,6ترتيل القرآن بالصوت الحسن.
213
وفي اإلتقان عن ابن عباس والسدي في روايتين ,إن سورة األعلى فِي صحف صلَّى َّ علَ ْي ِه واله")1( . اَّللُ َ ابراهيم"ع" وموسى "ع" مثل ما نزلت على النبي " َ
ض وفيه عن كعب قال :فُتِ َح ِ س َم َاوا ِ ت الت َّ ْو َراة ُ ب ﴿ ْال َح ْمدُ ِ ََّّللِ الَّذِي َخلَقَ ال َّ ت َواأل َ ْر َ َو َج َع َل ُّ ور ث ُ َّم الَّذِينَ َكفَ ُروا ِب َر ِبّ ِه ْم َي ْع ِدلُونَ ﴾ اإلنعام ,1:وختمت ب الظلُ َما ِ ت َوالنُّ َ ﴿ ْال َح ْمدُ ِ ََّّللِ الَّذِي لَ ْم يَت َّ ِخ ْذ َولَدا ً﴾إلى قوله ﴿ َو َك ِبّ ْرهُ ت َ ْك ِبيرا ً﴾ اإلسراء ,111:وفيه عنه قال :فاتحة اإلنعام وخاتمتها خاتمة هود ,وفي رواية أخرى عنه إن أولها عشر آيات من سورة اإلنعام ﴿قُ ْل ت َ َعالَ ْوا﴾اإلنعام ,151:إلى أخرها ,وأخرجها أيضا أبو عبيده عنه )2( .وروى الطبرسي في المجمع ,عن النبي "صلى هللا عليه واله" أنه قال :سورة "يس" تدعى في التوراة المعمة قيل :وما المعمة ؟ قال :تعم صاحبها خير الدنيا واآلخرة ،وتكابد عنه بلوى الدنيا ،وتدفع عنه أهاويل اآلخرة ،وتدعى المدافعة القاضية ( )3وفيه وقال كعب األحبار :والذي نفس كعب بيده إن هذا ألول
شئ في التوراة﴿ ،بسم هللا الرحمن الرحيم﴾ ﴿قُ ْل تَ َعالَ ْوا أَتْ ُل َما َح َّر َم َربُّ ُك ْم علَ ْي ُك ْم﴾اإلنعام ,151:اآليات )4( .وفيه وفي اإلتقان :عن ابن مسعود ,إن سورة َ الملك ,هي المانعة وهي التوراة سورة الملك)5(.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج1ص ,143النوع الخامس عشر :ما أنزل منه على بعض األنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى هللا عليه وسلم. -2اإلتقان للسيوطي :ج1ص ,144النوع الخامس عشر :ما أنزل منه على بعض األنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى هللا عليه وسلم. -3مجمع البيان للطبرسي:ج8ص "36" 254سورة يس. -4مجمع البيان للطبرسي:ج4ص.195 -5مجمع البيان للطبرسي:ج10ص "67" 66سورة الملك ,اإلتقان للسيوطي :ج1 ص,196النوع السابع عشر ,في معرفة أسمائه وأسماء سوره. 214
وفي الكافي ,والمجمع ,عن أبي جعفر "عليه السالم" :قال سورة الملك ,هي المانعة تمنع من عذاب القبر ,وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك ( )1وعد الصدوق من عقائد األمامية ,إن كلما كان في القران (يا أيها الذين امنوا) فهوا في التوراة " يا أيها المساكين " ( )2ورواه العياشي عن أمير المؤمنين وعن علي بن الحسين "عليهما السالم" ()3
وفي محاسن البرقي عن الصادق عليه السالم قال :ما نزل كتاب من السماء إال
أوله ﴿بسم هللا الرحمن
الرحيم﴾ ()4
األمر الرابع :في نقل اإلخبار خاصة الدالة على كون القران كالتوراة في وقوع التغيير والتحريف ذكر إخبار خاصة فيها داللة أو إشارة على كون القران كالتوراة واإلنجيل في وقوع التحريف والتغيير( )5فيه وركوب المنافقين ,الذين استولوا على األمة فيه طريقة بني إسرائيل فيهما ,وهي في نفسها حجة مستقلة إلثبات المطلوب ,ومعينة لدخول هذا الفرد في القاعدة السابقة ,والعموم الذي استفيد من اإلخبار المتقدمة وان ثبت تخصصه بمخصصات كثيــــــــــرة في موارد أخرى ,مع انه لم يبلغ حدا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني :ج2ص633ح ,26باب النوادر ,ومجمع البيان للطبرسي:ج10ص66 " "67سورة الملك. -2االعتقادات للصدوق:ص "33",87باب االعتقاد في مبلغ القرآن. -3تفسير العياشي:ج1ص ,22-19بسم هللا الرحمن الرحيم من سورة أم الكتاب . -4المحاسن للبرقي:ج 1ص41ح "37",49ثواب ما جاء في " بسم هللا الرحمن الرحيم". -5أقول :هذا تصريح واضح الداللة من المصنف على وقوع التحريف والتغيير وليس النقصان كما صرح البعض. 215
يوجب الوهن فيه أو استهجان إرادة ما يظهر منه ,حتى يجب حمله على معنى أخر غير ما يفهم منه في بادئ النظر ,بل لو بلغ التخصيص إلى حد المقامين ,فال يضر بالتمسك به في المقام ,إذ الوهن يرتفع بتمسك اإلمام "عليه السالم" بها في المقام والمعنى األخر ,ال بد وان يكون ما يمكن دخول المورد تحته ,وان لم نعلمه مفصال ,ولما ذكر أيضا فال مجال للمناقشة فيه بعد ورود تلك اإلخبار وهي كثيرة, منها :ما في االحتجاج ,في حديث الزنديق عن أمير المؤمنين "عليه السالم", وسنذكره مفصال إن شاء هللا وفيه قال"ع" :إن الكناية عن أسماء أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى ،وإنها من فعل المغيرين والمبدلين ،الذين جعلوا القرآن عضين ,واعتاضوا الدنيا من الدين ،وقد بين هللا
اب ِبأ َ ْيدِي ِه ْم ث ُ َّم يَقُولُونَ ٰ َهذَا تعالى قصص المغيرين بقولهِ ﴿ :للَّذِينَ يَ ْكتُبُونَ ْال ِكتَ َ ِم ْن ِع ْن ِد َّ اَّللِ ِليَ ْشتَ ُروا بِ ِه ثَ َمنًا قَ ِلي ًل﴾ البقرة )1(,79:وبقولهَ ﴿ :و ِإ َّن ِم ْن ُه ْم لَفَ ِريقًا ض ٰى ِمنَ َي ْل ُوونَ أَ ْل ِسنَت َ ُه ْم ِب ْال ِكتَا ِ ب﴾ إل عمران ,78:وبقولهِ ﴿ :إ ْذ يُ َب ِيّتُونَ َما َال َي ْر َ ْالقَ ْو ِل﴾ البقرة ,108:بعد فقد الرسول مما يقيمون به أود باطلهم ,حسب ما فعلته اليهود والنصارى’ بعد فقد موسى وعيسى من تغيير التوراة واإلنجيل ،وتحريف الكلم عن مواضعه.الخبر )2(،ومنها :ما رواه ثقة اإلسالم في الروضة ,عن علي بن محمد ,عن علي بن العباس ,عن الحسن بن عبد الرحمن ,عن عاصم بن
حميد,عن أبي حمزة ,عن أبي جعفر "عليه السالم" ,في قوله عز وجلَ ﴿:ولَقَ ْد آت َ ْينَا اب فَ ْ ف سى ْال ِكتَ َ ُمو َ اخت ُ ِل َ
فِي ِه﴾هود ,110:قال:اختلفوا كما اختلفت هذه األمة في الكتاب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1لوحظ إن هنالك خطأ في كتاب أول كلمة من اآلية عند المصنف وفي أصل المصدر وفق النسخة التي اطلعت عليها,حيث وردت " الذين " والصحيح " للذين ". -2االحتجاج للطبرسي:ج1ص "149",371-370في إن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف وال تبديل. 216
,وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم ,الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب أعناقهم( .)1ومنها :ما رواه الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته ,بسنده األتي في حديث المفضل بن عمر الطويل ,الذي فيه تفصيل أحوال الظهور والرجعة ,ونقله أجلة المحدثين ,وفيه قال الصادق "عليه السالم": ويسند القائم "عليه السالم" ظهره إلى الكعبة ،فيقول :يا معشر الخالئق أال ومن أراد أن ينظر إلى آدم وشيث ،فها أنا ذا آدم وشيث ،إلى إن قال :ثم يبتدئ بالصحف التي أنزلها هللا تعالى على آدم وشيث "عليهما السالم" ،فيقرؤها ,فيقول أمة آدم وشيث :هذه وهللا هي الصحف حقا ،ولقد قرءها ما لم نكن نعلمه منها ،وما كان خفي علينا ،وما كان أسقط منها و بدل وحرف ،ويقرأ صحف نوح وصحف إبراهيم والتوراة واإلنجيل والزبور فيقول أهل التوراة واإلنجيل والزبور :هذه وهللا صحف نوح وإبراهيم "عليهما السالم" حقا ،وما اسقط منها وبدل وحرف وهذه وهللا التوراة الجامعة واإلنجيل الكامل وإنها ألضعاف ما قرأنا منها ثم يتلو القرآن فيقول المسلمون :هذا وهللا القرآن حقا الذي أنزله هللا على محمد صلى هللا عليه وآله ،وما اسقط منه وحرف وبدل لعن هللا من أسقطه وبدله وحرفه.الخبر( )2ومنها ما رواه العياشي ,عن محمد بن سالم ,عن أبي بصير قال: قال جعفر بن محمد":عليهما السالم" خرج عبد هللا بن عمرو بن عامر()3 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 8ص 287ح.432 -2البحار للمجلسي:ج 53ص " 10باب " 25ما يكون عند ظهوره عليه السالم ,لم أجد هذه الجملة" لعن هللا من أسقطه وبدله وحرفه" في المصدر وفق النسخة التي نقلت منها . -3جاء في المصدر "بن العاص" وليس "ابن عامر".
217
من عند عثمان ,فلقي أمير المؤمنين "ع" ،فقال له :يا على بتنا الليلة في أمر نرجو إن يثبت هللا هذه األمة ,فقال أمير المؤمنين "عليه السالم" :لن يخفى على ما بيتم فيه ,حرفتم فيه وغيرتم وبدلتم تسعمائة حرف ،ثالثمائة حرفتم ,وثالثمائة
ب ِبأ َ ْيدِي ِه ْم ث ُ َّم َيقُولُونَ ٰ َهذَا غيرتم ,وثالثمائة بدلتم ﴿ .فَ َو ْي ٌل ِللَّذِينَ يَ ْكتُبُونَ ْال ِكتَا َ ِم ْن ِع ْن ِد َّ اَّلل﴾ البقرة ,79:إلى آخر اآلية وصدر الخبر( )1وان كان نصا في إثبات أصل المطلوب ,وسنذكره في عداد اإلخبار العامة ,ولكن الغرض من ذكره هنا, االستشهاد بذيله ,وان ذكره اآلية في المقام للتنبيه على أنهم كاليهود ,فعلوا بقرانهم على ما فعلوها بتوراتهم ,فهم أيضا مصداق لآلية بعد ركوبهم طريقتهم ,وتشاكلهم بهم في الجهة التي سيقت اآلية لذمهم من اجلها ,قال الطبرسي رحمه هللا في ذيل اآلية :وقيل :أنهم عمدوا إلى التوراة وحرفوا صفة النبي "صلى هللا عليه واله", ليوقعوا الشك بذلك للمستضعفين من اليهود ،وهو المروي عن أبي جعفر الباقر "عليه السالم" ،وعن جماعة من أهل التفسير,وقيل :كانت صفته في التوراة أسمر ،ربعة ،فجعلوه آدم طويال .وفي رواية عكرمة ،عن ابن عباس ،قال :إن أحبار اليهود ،وجدوا صفة النبي "صلعم" مكتوبة أكحل ،أعين ،ربعة ،حسن الوجه ،فمحوه من التوراة حسدا وبغيا ،فأتاهم نفر من قريش ،فقالوا :أتجدون في التوراة نبيا منا؟ قالوا :نعم ،نجده طويال أزرق ،سبط الشعر ،ذكره الواحدي في الوسيط ( .)2ومنها :ما رواه الصدوق في العقائد ,وابن شهر أشوب في المناقب, كما مر في المقدمة األولى :من إن أمير المؤمنين "عليه السالم" جمع القران ،فلما ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (تفسير العياشي:ج 1ص48-47ح")62"7 (مجمع البيان للطبرسي:ج1ص,279تفسير اآلية " "79من سورة البقرة)
218
جاءهم به قال" :هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم ،لم يزد فيه حرف ،ولم ينقص منه حرف" فقالوا :ال حاجة لنا فيه ،عندنا مثل الذي عندك .فانصرف وهو
يقول﴿ :فَنَبَذُوهُ َو َرا َء ُ ور ِه ْم َوا ْشتَ َر ْوا بِ ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً س َما يَ ْ شت َ ُرونَ ﴾ إل ظ ُه ِ يال ۖ فَبِئْ َ عمران )1(,187:والتقريب فيه كسابقه ,بل في االحتجاج في حديث الزنديق ,إن اآلية نزلت فيهم قال"ع" بعد إن ذكر عرضه كالم هللا عليهم :فلما وقفوا على ما بينه هللا تعالى من أسماء الحق والباطل ,وان ذلك إن ظهر نقض ما عدوه ,قالوا :ال
حاجة لنا فيه نحن مستغنون عنه بما عندنا ولذلك قال﴿ :فَنَبَذُوهُ َو َرا َء ُ ور ِه ْم ظ ُه ِ َوا ْشت َ َر ْوا ِب ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً س َما َي ْ شت َ ُرونَ ﴾ إل عمران)2( .187: يال ۖ فَبِئْ َ ومنها :ما مر في المقدمة األولى أيضا ,من إن النبي "صلى هللا عليه واله" قال :يا علي إن القران خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس ,فخذوه واجمعوه وال تضيعوه ,كما ضيعت اليهود التوراة فانطلق علي عليه السالم فجمعه .الخبر. ( )3وفي لفظ فرات :ال يخرج ثالثة أيام حتى تؤلف كتاب هللا كي ال يزيد فيه الشيطان شيئا وال ينقص منه شيئا )4(.وفيه إشارة إلى إن فيهم من دواعي تضييع القران ما كانت في اليهود ,وان لم يحفظه علي "عليه السالم" عن التضييع لم يكن لهم مانعا فيتبعون اليهود فيه كما تبعوها في سائر ما يتعلق بتخريب الدين وظاهر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االعتقادات للصدوق:ص "33" ,86باب االعتقاد في مبلغ القرآن ,ومناقب ابن شهر أشوب:ج1ص ,320فصل :في المسابقة بالعلم. -2االحتجاج للطبرسي:ج 1ص ,257احتجاجه"ع" على زنديق جاء مستدال عليه بأي من القران متشابهة تحتاج إلى تأويل على أنها تقتضي التناقض واالختالف فيه وعلى أمثاله في أشياء أخر. -3تفسير القمي:ج2ص,451سورة الناس. -4تفسير فرات الكوفي:ص399-398ح,530تفسير سورة حم عسق. 219
أنهم لم يعتنوا بما جمعه علي "عليه السالم" وعمدوا إلى جمعه من تلقاء أنفسهم, مع وجود الدواعي وعدم المانع من التضييع, ومنها :ما رواه الكشي في ترجمة زرارة في حديث طويل عن الصادق "عليه السالم" وفيه :ولو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا ,ثم استأنف بكم تعليم القران وشرائع الدين واإلحكام والفرائض كما انزله على محمد "صلى هللا عليه واله" إلى إن قال: إن الناس بعد نبي هللا "صلى هللا عليه واله" ركب هللا ( )1به سنة من كان قبلـكم, فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين هللا ونقصـوا.الخبر .وال يخفى صراحته في المطلوب ,فاتضح بحمد هللا تعالى وجه االستدالل بهذا الدليل واندفع ما يحتمل أن يقال أو قد قيل وهللا المرجع وهو المقيل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفق تتبعي لنسخة رجال الكشي التي رجعت إليها"ج2ص140-138ح 221في ترجمة زرارة بن أعين" ,إن الرواية تنقطع في نقل المصنف عند جملة "ركب هللا" وهذا يدل سقوط صفحة أو أكثر من نسخة إلف ,وما أخذته من هنا مع الدليل الثاني من نسخة باء.
220
الدليل الثاني
()1
أن كيفية جمع القرآن وتأليفه مستلمة عادة لوقوع التغيير والتحريف فيه ,وقد أشار إلى ذلك العالمة المجلسي رحمه هللا في مرآة العقول حيث قال :والعقل يحكم بأنه إذ كان القرآن متفرقا منتشرا عند الناس ،وتصدي غير المعصوم لجمعه يمتنع عادة أن يكون جمعه كامال موافقا للواقع.انتهى )2(.وهذا واضح جدا بعد التأمل في ما ذكرنا في المقدمة األولى ,فإنك قد عرفت أن القرآن لم يكن مجموعا مرتبا في عهد النبي "صلى هللا عليه واله" وإنما كان منتشرا متشتتا عند األصحاب في األلواح والصدور ,مع احتمال أنه لم يكن بعضه عند أحد منهم , كما أشير إليه في بعض األخبار ,نعم جمعت عند النبي "صلى هللا عليه واله" نسخة متفرقة في الصحف والحرير والقراطيس ,ورثها علي "عليه السالم" ولما جمعها بعده "صلى هللا عليه واله" بأمره ووصيته ,وألفه كما أنزل هللا تعالى ثم عرضها عليهم فأعرضوا عنه وعما جاء به لدواعي مرت ويأتي ذكرها في األخبار مما كانت مالزمة لدواعي الخالفة وطلب الرياسة,راموا معارضته بالمثل حمية وحسدا ,أو لصرف وجوه الناس عنه لما علموا من وصية النبي "صلى هللا عليه واله" بأخذه والتمسك به وعدم المفارقة عنه والحتياج الناس إليه ,أو إلدراك شبَّهُ ال َخ ِفراتُ اآلنِساتُ ِبها تلك الفضيلة كما قيل :ت َ َ الح َي ِل()3 في َمش ِيها فَ َينَلنَ ال ُحسنَ ِب ِ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1محتوى الدليل الثاني لم اعثر عليه من نسخة "إلف" وأخذتها من نسخة "باء". -2مرآة العقول للمجلسي:ج 3ص,31ح,1باب انه لم يجمع القران كله إال األئمة "ع" وإنهم يعلمون علمه كله. -3ينظر شرح ديوان المتنبي للواحدي:ص.245 221
فقاموا يجمعونه من األفواه واأللواح بالشرط المذكور سابقا ,وهو مقارنة كل ما يأتون به بشهادة شاهدين ,على أنه من كتاب هللا تعالى ,بعد ما قتل من الذين زعموا أنهم كانوا من القراء ,سبعون في بئر معونه وأربعمائة أنفس باليمامة, وخافوا أن يذهب القرآن شيئا فشيئا فيفتضحون ,وهذا أيضا إحدى الدواعي لجمعهم على ما ذكره المخالفون ,والذين باشروا هذا األمر الجسيم وضادوا النبأ العظيم, هم أصحاب الصحيفة ,أبو بكر وعمر وعثمان وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية ,واستعانوا بزيد بن ثابت ,وال يخفى إن مضامين القرآن ومطالبه ومعانيه وكيفية ترتيب آياته وكلماته وسوره ,ال يشابه كتاب مصنف وتأليف مؤلف وديوان شاعر ,مما يسهل جمعه وترتيبه لمن بلغ أدنى مرتبة من مراتب العلم وأخذ حظا قليال منه ,ويعلم نقصانه وتحريفه بأدنى مالحظة وتدبر ,إذ النقصان في سائر الكتب يعلم غالبا باختالل المقصود الذي سيق الكالم لبيانه باختالل القواعد المقررة في العربية ,مع أنه في بعض الموارد أيضا مشكل جدا ال يعرفه إال األوحدي ,وال يمكن معرفة ترتيب القرآن وتمامية جمعه من نفسه ,إذ هو موقوف على الوقوف على مراد هللا تعالى ,وحكمة وضع ترتيب السور واآليات بالترتيب المخزون وكيفية ارتباط اآليات بعضها ببعض ,كارتباط بعض كالم المتكلم مع بعضه في كالمه الذي ذكره لمقصود واحد ,حتى لو اختل ترتيبه أو نقص بعض آياته أو كلماته مما ال يضر بقواعد األدبية تبين التغيير وظهر التحريف ,وهذا من العلوم الشريفة التي قصرت أيدي المذكورين عن تناول أدنى مراتبه ,بل هم بمعزل عن تصور موضوعه وعن تصديقه المتوقف على تصديق أصله المفقود فيهم على ما نراه معاشر األمامية ,بل كانوا قاصرين عن معرفة نفس اآليات ,وأنها مما جاء به النبي "صلى هللا عليه واله" ,أو مما دسها
222
المدلسون واختلقها الكذابون ,فاحتاجوا إلى إقامة الشهود حذرا من التدليس واالفتضاح ,فضال عن معرفة ارتباط بعضها بالبعض الموقوف على معرفة حقيقة معانيها ,وكان أعرف هؤالء بالقرآن زيد بن ثابت ,ولذا قال له أبو بكر لما أراد جمعه :إنك كنت تكتب الوحي لرسول هللا "صلى هللا عليه واله" فاتبع القرآن , وروت العامة أن النبي "صلى هللا عليه واله" ,قال :زيد أفرضكم وعلي أقضاكم, وأبي أقرأكم ومعاذ أعلمكم بالحالل والحرام ,وهو من قول عمر كما حققه صاحب االستغاثة)1(,
قال الفضل بن شاذان في اإليضاح :وأما فرائض زيد فلم يبق أحد من الصحابة إال وقد اعترض له فيما فرض ,ونقل فيه شطرا وافيا من قضاياه في الميراث على خالف الكتاب والسنة )2(,وفي البحار عن االستيعاب :كان زيد عثمانيا ولم يكن فيمن شهد شيئا من مشاهد علي"عليه السالم" من األنصار )3(,وفي غيره عنه :أن عمره كان في سنة الهجرة إحدى عشرة سنة وكان كاتب عثمان والوالي على بيت المال في خالفته)4(,
وروى الشيخ في التهذيب ,عن أبي بصير عن أبي جعفر "عليه السالم" ,قال: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االستغاثة في بدع الثالثة ألبي القاسم الكوفي:ج 1ص ,46ومن بدعه أمره الناس إن يتبعوا قول زيد بن ثابت في المواريث وقوله بالعول والتعصيب. -2اإليضاح للفضل بن شاذان:ص,315في إن"زيد أفرضكم ,وعلي أقضاكم ,وأبي أقرأكم ,ومعاذ أعلمكم. -3بحار األنوار للمجلسي 31:ص ,216باب" "25تفصيل مثالب عثمان,...الطعن السابع. -4االستيعاب في معرفة األصحاب البن عبد البر:ج 2ص,538-537حرف الزاي,باب زيد""840زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف ابن غنم بن مالك بن النجار األنصاري النجاري.
223
س ُن ِمنَ الحكم حكمان حكم هللا وحكم الجاهلية ,وقد قال هللا عز وجلَ ﴿ :و َم ْن أَ ْح َ َّ ح ْك ًما ِلقَ ْو ٍّم يُوقِنُونَ ﴾ المائدة ,50:وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في اَّللِ ُ الفرائض بحكم الجاهلية )1(,وأما كتابته للوحي فكان يكتبه هو أو أبي ,إذا لم يكن أمير المؤمنين "عليه السالم" أو عثمان حاضرا كما ذكره أرباب السير ,وقد طعن عليه أبي بن كعب الممدوح المشكور األقرأ عندهم وعندنا. ففي مشكاة األسرار ,للشيخ أبي الحسن الشريف ,روى بن أبي داوود ,عن أبي إدريس الخوالني :أن أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق ,ومعهم المصحف الذي جاء به أهل الشام ليعرضوه على أبي بن كعب وزيد وعلي "عليه السالم" وأهل المدينة ,فقرؤوا يوما على عمر ,فلما قرأ هذه اآلية( :إذ جعل الذين كفروا) اآلية ( )2على النحو الذي يأتي ,فقال عمر :من أقرأكم هذا ؟ قالوا :أبي بن كعب ,فدعا به ,فجاء أبي وهو مشمر ,فسأله عمر عن قراءتهم اآلية؟ فقال أبي :أنا أقرأتهم ,فقال عمر لزيد :إقرأ ,فقرأ زيد قراءة العامة فقال عمر :اللهم ال أعرف إال هذا ,فقال أبي :وهللا يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر وتغيبون, وأدعى وتحجبون ,ويصنع بي وهللا)3(, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تهذيب اإلحكام للطوسي:ج 6ص,218ح ,4كتاب القضايا واألحكام ,باب من إليه الحكم وأقسام القضاة والمفتين. -2يشير إلى قوله تعالىْ (:ذ َج َع َل الَّذِينَ َكفَ ُروا فِي قُلُو ِب ِه ُم ا ْل َح ِميَّةَ َح ِميَّةَ ْال َجا ِه ِليَّ ِة َولَ ْو َح َم ْيت ُ ْم سدَ ْال َمس ِْجدُ ْال َح َرا ُم)واآلية في المصحفِ (:إ ْذ َج َع َل الَّذِينَ َكفَ ُروا فِي قُلُو ِب ِه ُم َك َما َح َم ْوا لَفَ َ علَى ْال ُمؤْ ِمنِينَ َوأ َ ْلزَ َم ُه ْم َك ِل َمةَ ْال َح ِميَّةَ َح ِميَّةَ ْال َجا ِه ِليَّ ِة فَأ َ ْنزَ َل َّ علَ ٰى َر ُ سو ِل ِه َو َ س ِكي َنت َهُ َ اَّللُ َ الت َّ ْق َو ٰى َو َكانُوا أ َ َح َّق ِب َها َوأ َ ْهلَ َها َو َكانَ َّ ع ِلي ًما) الفتح.26: َيءٍّ َ اَّللُ بِ ُك ِّل ش ْ -3وفق تتبعي لم أقف على نسخة مطبوعة من كتاب مرآة األنوار ومشكاة اإلسرار, والرواية بتمامها نقلها ابن أبي داود في المصاحف:ص,357في عرض المصاحف إذا كتبت. 224
وفي البحار عن االستيعاب ,عن شقيق ,عن أبي وائل ,قال :لما أمر عثمان في المصاحف بما أمر ،قام عبد هللا بن مسعود خطيبا ،فقال :تأمرونني أن أقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت ؟ والذي نفسي بيده لقد أخذت من في رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" سبعين سورة ,وإن زيد بن ثابت لذو ذؤابة يلعب مع الغلمان ،إلى أن قال :فما سمعت أحدا أنكر عليه وال رد ما قال)1(.
وفي تلخيص الشافي للشيخ الطوسي ,روى شريك عن األعمش قال :قال ابن مسعود :لقد أخذت من في رسول هللا"صلى هللا عليه وآله" سبعين سورة ,وأن زيد بن ثابت لغالم يهودي في الكتاب له ذؤابة)2(.
وروى الشيخ الطوسي أيضا في أماليه ,عن جماعة عن أبي المفضل الشيباني ، عن محمد بن القاسم ,عن عباد بن يعقوب ،عن مطر بن أرقم ،عن الحسن بن عمرو النعيمي ،عن ابي قبيصة صفوان بن قبيصة ،عن الحارث بن سويد ,أنه حدثه :أن عبد هللا بن مسعود أخبرهم ،قال :قرأت على النبي "صلى هللا عليه وآله" سبعين سورة من القرآن ,أخذتها من فيه ،وزيد ذو ذؤابتين يلعب مع الصبيان ،وقرأت سائر -أو قال :بقية -القرآن على خير هذه األمة وأقضاهم بعد نبيهم "صلى هللا عليه وآله" علي بن أبي طالب صلوات هللا عليه)3(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار للمجلسي31: عثمان,...الطعن السابع. -2الشافي في اإلمامة للطوسي:ج 6ص.284 -3االمالي للطوسي:ص,606ح ,1مجلس" "28فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمد بن عبد هللا الشيباني. ص,215-214
225
باب""25
تفصيل
مثالب
وعن جامع األصول ,فيما أخرجه الترمذي عن الزهري ,أنه قال :أخبرني عبيد هللا بن عبد هللا بن عتبة أن عبد هللا ابن مسعود كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف ,وقال :يا معشر المسلمين ،أعزل عن نسخ كتابة المصاحف ويتوالها رجل ,وهللا لقد أسلمت وإنه لفي صلب رجل كافر ,يريد زيد بن ثابت ,ولذلك قال عبد هللا بن مسعود :يا أهل العراق اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها ,فإن هللا
ت ِب َما َ غ َّل يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ﴾ إل عمران ,161:فاتقوا هللا يقولَ ﴿ :و َم ْن يَ ْغلُ ْل يَأ ْ ِ بالمصاحف )1(.ومما يوجب الطعن عليه شدة اعتمادهم عليه وكثرة اعتنائهم به واعتمادهم عليه ,ففي الكتاب المذكور ,عن كتاب ابن االنباري عن أبي عبد الرحمن السلمي ,انه قرأ على عثمان بن عفان ,وكان عثمان والي أمر األمة, فقال :إنك تشغلني عن النظر في أمور الناس ،فامض إلى زيد بن ثابت ,فإنه فارغ لهذا األمر ,يجلس فيه للناس ,فاقرأ عليه ,فإن قراءتي وقراءته واحدة ,ليس بيني وبينه فيها خالف)2(.
وعن أبي عبيدة وابن األنباري ,عن هانئ مولى عثمان ,قال :كنت الرسول بين زيد وعثمان لما كتب المصحف ,فأرسل إليه زيد يسأله عن "لم يتسن أو لم يتسنه ؟" فقال" :لم يتسنه")3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1جامع األصول البن األثير:ج 2ص,305ح ,975حرف التاء ,الكتاب الثالث :في ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه. -2وفق تتبعي لم أقف على ذلك في كتاب جامع األصول البن األثير! ونقل الخبر السيوطي في جامع األحاديث:ج 29ص 107ح,31810مسند العشرة,مسند عثمان بن عفان,نقلها,عن أبي عبد الرحمن السلمي,دون إن ينسبها إلى كتاب ابن االنباري. -3كنز العمال:ج 2ص,598ح ,4827حرف الهمزة كتاب األذكار من قسم األفعال من حرف الهمزة باب في لواحق التفسير القراآت.
226
ويأتي أيضا في جمع عثمان ما له ربط بالمقام ,وأما الخلفاء فمقامهم في العلم غير خفي كما فصل في محله ,حتى أن األول كان جاهال بمعنى الكاللة واألب , وقال السيوطي في اإلتقان :وال أحفظ عن أبي بكر رضي هللا عنه في التفسير إال آثارا قليلة جدا ال تكاد تجاوز العشرة )1(.نعم فيه عن ابن حجر أنه :قد صح حديث يؤم القوم أقرؤهم لكتاب هللا ,وقد قدمه "صلى هللا عليه واله" في مرضه إماما للمهاجرين واألنصار ,فدل على أنه كان أقرأهم )3(.وسبقه إلى ذلك ابن كثير( )4وجوابه مذكور في كتب اإلمامة ,وأما عمر فذكر الشيخ زين الدين البياضي في صراط المستقيم ,أنه اجتهد في حفظ سورة البقرة تسعة عشر سنة وقيل اثنتي عشر ,ونحر جزورا وليمة عند فراغه ,وفيه :ورووا أنه لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء ,وقد صح أنه أنكر موت النبي "صلى هللا عليه واله" لجهله بالكتاب حتى قريء عليه ( :إنك ميت)( )5اآلية(.)6
وقد جمع األصحاب أشياء كثيرة مما يتعلق بهذا الباب ,وعن أبي عبيدة في فضائله ,وابن جرير ,وابن المنذر ,وابن مردويه ,عن عمرو بن عامر
اج ِرينَ األنصاري ,أن عمر بن الخطاب قرأَ ﴿ :وال َّ سا ِبقُونَ ْاأل َ َّولُونَ ِمنَ ْال ُم َه ِ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 4ص ,233النوع الثمانون :في طبقات المفسرين. -2فتح الباري البن حجر العسقالني:ج 9ص,52قوله باب القراء من أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم. -3السيرة النبوية البن كثير:ج 4ص ,467ذكر أمره عليه السالم أبا بكر الصديق رضي هللا عنه أن يصلى بالصحابة أجمعين. -4يشير إلى قوله تعالىِ ":إنَّ َك َم ِيّتٌ َو ِإنَّ ُه ْم َم ِيّتُونَ "الزمر.30: -5الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي:ج 3ص", ,18تتمة الباب الثاني عشر" في الطعن فيمن تقدمه بظلمه وعدوانه ,النوع الثاني,في عمر.
227
ان﴾ التوبة ,100:فرفع األنصار ولم يلحق ار َوالَّذِينَ اتَّبَعُو ُه ْم ِبإِ ْح َ َو ْاأل َ ْن َ س ٍّ ص ِ ان﴾ التوبة,100: الواو في الذين ,فقال له زيد بن ثابتَ ﴿ :والَّذِينَ اتَّبَعُو ُه ْم ِبإِ ْح َ س ٍّ فقال عمر" :الذين اتبعوهم بإحسان" ،فقال زيد :أمير المؤمنين أعلم ،فقال عمر:
ان﴾ ائتوني بأبي بن كعب ،فسأله عن ذلك ؟ فقال أبيَ ﴿ :والَّذِينَ اتَّبَعُو ُه ْم بِإِ ْح َ س ٍّ التوبة ,100:فجعل كل واحد منهما يشير إلى أنف صاحبه بإصبعه ،فقال أبي: وهللا أقرأنيها رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وأنت تتبع الخبط ,فقال عمر :نعم إذن ،فنعم إذن ،فنعم إذن نتابع أبيا)1(. وذكر قريبا منه في الكشاف )2(.وفي رواية :أن عمر سمع رجال يقرأه بالواو, فقال :من أقرأك ؟ قال :أبي ,فدعاه ,فقال :أقرأنيه رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,وإنك لتبيع القرظ بالبقيع ,قال :صدقت وإن شئت قلت :شهدنا وغبتم، ونصرنا وخذلتم ،وآوينا وطردتم)3(. وعن عبد بن حميد ,وابن جرير وغيرهما ,عن أبي مجلز أن أبي بن كعب قرأ: ان﴾ المائدة ,107:قال عمر :كذبت ,قال :أنت ﴿ ِمنَ الَّذِينَ ا ْستَ َح َّق َ علَ ْي ِه ُم ْاأل َ ْولَيَ ِ أكذب ,فقال رجل :تكذب أمير المؤمنين ؟ قال :أنا أشد تعظيما لحق أمير المؤمنين منك ,ولكن كذبته في تصديق كتاب هللا ولم أصدق أمير المؤمنين في تكذيب كتاب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1فضائل القران للقاسم بن سالم:ص ,301باب الرواية من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن. -2الكشاف للزمخشري:ج 2ص,304سورة التوبة,100:نقلها عن الشعبي. -3الغدير لالميني:ج 6ص,303أقول :قد ارجع الشيخ االميني القراء لمجموعة مصادر نقلت الخبر,وهي :تفسير الطبري 1ص ،7مستدرك الحاكم 3ص ،305تفسير القرطبي 8ص ،238تفسير ابن كثير 2ص ،383تفسير الزمخشري 2ص ،46 الدر المنثور 3ص ،269كنز العمال 1ص ،287ذكر لفظ أبي الشيخ ثم حكاه عن جمع من الحفاظ ،وذكر تصحيح الحاكم إياه ،وفي ص 285نقله عن أبي عبيد في فضائله وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه ،تفسير الشوكاني 2ص ،379روح المعاني طبع المنيرية 1ص .8 228
هللا فقال عمر صدق )1(.وعن كتاب عبد الرزاق ,عن ابن جريج ,قال :وجد
مصحفا في حجر غالم في المسجد .فيه﴿ :النَّبِ ُّي أَ ْولَ ٰى بِ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِم ْن أَ ْنفُ ِس ِه ْم ۖ﴾ األحزاب ,6:فقال :احككها يا غالم! فقال :وهللا ال أحكها ,وهي في مصحف أبي بن كعب ،فانطلق إلى أبي ,فقال له:إني شغلني القرآن وشغلك الصفق باألسواق )2(.نعم يظهر من األخبار ,أنه كان يحب ترويج أخبار اليهود وأفعالهم, فعن تفسير الطبري وكتاب ابن سعد وعبد الرزاق )3(.والحاكم وغيرهم )4(,ما خالصته :أن عمر كتب من اليهود ما سمع منهم واستحسنه ,وفي رواية :أراد أن يكتب فسمع النبي "صلى هللا عليه واله" فتغير تغيرا شديدا ,وغضب غضبا عظيما .وفي معاني األخبار :وأتى عمر رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" ,فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا فترى أن نكتب بعضها ؟ فقال :أمتهوكون كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إال إتباعي .قوله" :متهوكون" ,أي متحيرون ,والضمير في بها راجع إلى الملة)5(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1جامع األحاديث للسيوطي:ج 25ص 434ح ,28308مسند العشرة مسند عمر بن الخطاب. -2كتاب المصنف للصنعاني:ج,10ص,181ح,18748باب قتل الساحر. -3كتاب المصنف للصنعاني :ج, 6ص,112ح,10163مسألة أهل الكتاب. -4وفق تتبعي لم أقف على هذا الخبر في تفسير الطبري وطبقات ابن سعد والحاكم,ونقله البيهقي في شعب اإليمان:ج 7ص,171ح ,4837في حفظ اللسان عما ال يحتاج إليه ,فصل. -5معاني اإلخبار للصدوق:ص,283-282باب معنى المحاقلة والمزابنة والعرايا والمخابرة والمخاضرة والمنابذة والمالمسة وبيع الحصاة وغير ذلك من المناهي.
229
وفي كتاب االستغائة بعد عد جملة من بدعه ما لفظه :ثم أتبعها بفعل من أفعال اليهود في عقد اليدين في الصالة ,وذلك عقد اليدين في الصدر إذا قاموا إلى الصالة )1(.ألن اليهود يفعل ذلك في صالتهم ,فلما رآهم الرجل يفعلون ذلك, استعمل ذلك موافقا لهم واقتداء بهم فيه ,وأمر الناس بفعل ذلك ,ومن قوله ما رووه بغير خالف أنه قال للرسول صلى هللا عليه واله :إنا نسمع من اليهود أشياء نستحسنها منهم أفنكتب ذلك؟ فغضب رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وقال: تعرفني يا بن الخطاب لو كان موسى حيا لما وسعه إال اتباعي ,وفي الصراط المستقيم :وأبدع الكتف وهو في الصالة من فعل اليهود والنصارى ,وحذف البسملة منها ،وزاد آمين فيها ,وهي كلمة سريانية يهودية)2(.
وأما عثمان فهو وإن كان من كتاب الوحي ,إال أنه لم يكتب منه إال قليال ,فعن مناقب ابن شهر اشوب في ذكر كتابه "صلى هللا عليه واله" :كان علي يكتب أكثر الوحي ,ويكتب أيضا غير الوحي ,وكان أبي ابن كعب وزيد بن ثابت يكتبان الوحي ,وكان زيد وعبد هللا بن األرقم يكتبان إلى الملوك ،وعالء بن عقبة و عبد هللا بن أرقم يكتبان القباالت ،والزبير بن العوام وجهم بن الصلت يكتبان الصدقات ,وحذيفة يكتب صدقات التمر ,وقد كتب له عثمان وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص والمغيرة بن شعبة والحصين بن نمير والعالء بن الحضرمي وشرحبيل بن حسنة الطانحي وحنظلة بن ربيع األسدي و عبد هللا بن سعد بن أبي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االستغاثة في بدع الثالثة ألبي القاسم الكوفي:ج 1ص ,28من بدع الثاني في الصالة. -2الصراط المستقيم للعاملي:ج 3ص" ,21تتمة الباب الثاني عشر" في الطعن فيمن تقدمه بظلمه وعدوانه ,النوع الثاني,في عمر.
230
سرح وهو الخائن في الكتابة ,فلعنه رسول هللا وقد ارتد )1(.وظاهره أن ما لم يكتبه أمير المؤمنين "عليه السالم" من الوحي وهو القليل منه شارك في كتابته أبي وزيد وعثمان على ما يظهر من غيره أنه من كتاب الوحي ,وإن كان يوهم كالمه خالف ذلك ,فيكون سهمه منه نزرا يسيرا ,ولم يكن دخوله في الكتاب بشوق منه ,وإنما أدخله النبي "صلى هللا عليه واله" فيهم لمصلحة هي أن ال يكذبوا في أمر القرآن بأن يقولوا أنه مفترى أو أنه لم ينزل به الروح األمين كما قال أسالفهم ,بل قالوا هم أيضا ,ذكر ذلك في األنوار)2(,
ومع ذلك ففي أربعين المولى الفاضل محمد طاهر القمي )3(,وصراط المستقيم للعاملي( )4وضياء العالمين( )5وغيرها :روى عكرمة ومجاهد والسدي والفراء والزجاج والجبائي وابن عباس وأبو جعفر "عليه السالم" أن عثمان كان يكتب الوحي ويغير ,فيكتب موضع غفور رحيم ,سميع عليم ,وموضع سميع عليم,
سأ ُ ْن ِز ُل ِمثْ َل َما أَ ْنزَ َل َّ اَّللُ ﴾ عزيز حكيم ,فأنزل هللا فيهَ ﴿:و َم ْن قَا َل َ
اإلنعام,93:
قال السيد في الطرائف :ومن طرائف ما ذكروه عن عثمان من سوء إقدامه على
ان القول في ربهم ورسولهم ,ما ذكره الثعلبي في تفسير قوله تعالىِ ﴿:إ ْن ٰ َهذَ ِ ان﴾ طه ,63:روى عن عثمان أنه قال :إن في المصحف لحنا وستـــقومه س ِ لَ َ اح َر ِ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مناقب ابن شهر اشوب:ج 1ص,140فصل في أقربائه وخدامه. -2لم أقف على المصدر المذكور لكون غير مطبوع. -3كتاب األربعين للقمي الشيرازي:ص,590في مفاسد القول بالجبر. -4الصراط المستقيم للعاملي:ج 3ص" ,36تتمة الباب الثاني عشر" في الطعن فيمن تقدمه بظلمه وعدوانه ,النوع الثاني,في عمر. -5وفق تتبعي لم أقف على هذا الخبر في ضياء العالمين للعالمة الفتوني العاملي. 231
العرب بألسنتهم ,فقيل له :أال تغيره ؟ ,فقال :دعوه فإنه ال يحلل حراما وال يحرم حالال ,وذكر نحو هذا الحديث ابن قتيبة في كتاب المشكل .قال رحمه هللا :فليت شعري هذا اللحن في المصحف ممن هو ؟ إن كان عثمان يذكر أنه من هللا ,فهو كفر جديد ال يخفى على قريب وال بعيد ,وإن كان من غير هللا فكيف نزل كتاب ربه مبدال مغيرا ،لقد ارتكب بذلك بهتانا عظيما ومنكرا)1(.
وفي محاضرات الراغب األصفهاني :كان القوم الذين كتبوا المصحف لم يكونوا قد حذقوا الكتابة فلذلك وضعت أحرف على غير ما يجب أن تكون عليه)2(,
وسنفصل القول في ذلك إن شاء هللا. وأما معاوية فقد عده جماعة من مخالفينا من كتاب الوحي ,مع أن جمهور الجمهور نقلوا أنه أسلم بعد فتح مكة ,وقبل وفاة النبي "صلى هللا عليه واله" بستة أشهر تخمينا ,قال في الطرائف :فكيف يقبل العقول أن يوثق في كتابة الوحي بمعاوية! مع قرب عهده بالكفر وقصوره في اإلسالم ,حيث دخل فيه )3(,وفي صراط المستقيم :وكان يكتب عن نفسه كاتب الوحي )4(,وفي إحقاق الحق ,عن المؤرخ المشهور حافظ أبرو من الشافعية :إنه كان كاتب الصدقات انتهى)5(, ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف البن طاووس,491-490:في قول عثمان :إن في القران لحنا. -2محاضرات األدباء للراغب األصفهانى:ج 2ص ,449ما في القرآن من تغيير الكتابة. -3الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف البن طاووس ,502 :في تسميتهم معاوية كاتب الوحي وخال المؤمنين. -4الصراط المستقيم للعاملي:ج 3ص" ,36تتمة الباب الثاني عشر" في الطعن فيمن تقدمه بظلمه وعدوانه,فصل في بدع معاوية ومساويه ومثالبه. -5إحقاق الحق"األصل" للتستري:ص.262
232
وقال ابن أبي الحديد :واختلف في كتابته له كيف كانت ,فالذي عليه المحققون من أهل السيرة أن الوحي كان يكتبه علي "عليه السالم" ,وزيد بن ثابت ،وزيد بن أرقم ،وأن حنظلة بن الربيع التيمي ومعاوية بن أبي سفيان كانا يكتبان له إلى الملوك وإلى رؤساء القبائل ,ويكتبان حوائجه بين يديه ،ويكتبان ما يجبى من أموال الصدقات وما يقسم في أربابها)1(,وقال غيره :أنه كان يكتب بعض المكاتب للناس فقط ,وقد روى جماعة أن النبي "صلى هللا عليه واله" دعاه لكتابة وأرسل إليه ابن عباس فلم يأته ,وقال :إنه يأكل ,فقال "صلى هللا عليه واله" :ال أشبع هللا بطنه)2(.
ومما يؤيد جميع ما ذكرنا أنهم لو كانوا معتنين بالدين ومعتصمين بجميع ما نزل به الوحي األمين ,وهم كانوا عالمين بالكتابة مدرجين في سلك الكتاب ,لكان عند كل واحد منهم قرآنا تاما وكتابا جامعا لوجود الدواعي الكثيرة إليه ,ومعه لم يحتاجوا إلى جمعه من األفواه والصدور ,وعلم من احتياجهم إليه أنهم متى أمروا بكتابة آية أو آيات ,إنما يكتبون ما كانوا يسلمونها إلى النبي "صلى هللا عليه واله" ولم يكن عندهم منها نسخة إال ما بقي من حفظهم قهرا حفظوها خوفا, وهؤالء مع ما هم عليه من الجهالة والغباوة وعدم الخبرة بمراتب تفصيل القرآن كما وكيفا ,لم يستعينوا في جمعهم بعالم معصوم جامع محيط لم يشذ عنه شيء منه في جميع مراتبه باعترافهم ,حتى يعرفهم الزيادة والنقيصة ويبين لهم الوضع والترتيب ,وال بأحد ممن يرجى منه بعض ذلك من الذين لم يفارقوا عنه ,كسلمان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1شرح نهج البالغة البن أبي الحديد:ج 1ص ,338في نسب معاوية وبعض أخباره. عا ُؤهُ -2البداية والنهاية البن كثير:ج 9ص ,86-85باب في كالم األموات وعجائبهم ,د ُ َ اس. ص َالة ُ َوال َّ علَ ْي ِه ال َّ ض النَّ ِ علَى َب ْع ِ س َال ُم َ َ 233
وأبي ذر والمقداد وحذيفة وعمار ,ومن كان يحذو حذوهم ويرى رأيهم ,وفي خبر الزنديق قال "عليه السالم" :ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معادات أولياء هللا ,فألفه على اختيارهم )1(.حتى أنهم أعرضوا عن أبي ومصحفه الذي جمعه ,مع قولهم أن النبي "صلى هللا عليه واله" قال :أقرأكم أبي ,وعن عبد هللا ابن مسعود ومصحفه ,وقد رووا عنه "صلى هللا ليه واله" :من أراد أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل ,فليقرأه على قراءة ابن أم عبد(.)2 وذكر الراغب في المحاضرات :أن عثمان أحرق مصحف ابن مسعود و إن ابن مسعود كان يقول :لو ملكت كما ملكوا ,لصنعت بمصحفهم مثل الذي صنعوا بمصحفي.انتهى )3(.ويأتي شرح ذلك إن شاء هللا, ولم يكن لهم أصل آخر تام محفوظ يعرضون جمعهم عليه ويرجعون في مقام الحاجة إليه ,إذ مر أنه كان متفرقا متشتتا في األلواح والصدور ,وكان في أكثر من حمله ما يقتضي تضييعه من عدم المباالة في الحفظ والصيانة ,وعدم االهتمام بالضبط والحراسة ,ومر ما في االحتجاج :من أن طلحة قال ألمير المؤمنين عليه السالم :وقد سمعت عمر يقول :إنه قد قتل يوم اليمامة قوم كانوا يقرؤون قرآنا ال يقرأه غيرهم فقد ذهب ,وقد جاءت شاة إلى صحيفة وكتاب يكتبون فأكلتها وذهب ما فيها ,والكاتب يومئذ عثمان)4(, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج 1ص,383في أن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف وال زيادة. -2االستيعاب البن عبد البر:ج 3ص,990تتمة حرف العين ,باب عبد هللا. -3محاضرات األدباء للراغب األصفهانى:ج 2ص ,448في جمع المصحف. -4االحتجاج للطبرسي:ج 1ص383في حديث الثقلين.
234
وفي محاضرات الراغب األصفهاني :قالت عائشة :لقد نزلت آية الرجم ورضاع الكبير ,وكانتا في رقعة تحت سريري ,وشغلنا بشكاة رسول هللا "صلى هللا عليه واله" فدخلت داجن للحي فأكلته()1
وفي ضياء العالمين :وكانت األصحاب مكتفين برهة من الزمان بما كان منه - أي القرآن -عندهم متفرقا إلى قتل عامة حفاظه في حرب اليمامة ,حتى نقلوا أنه كان بعض األوراق منه عند منبر النبي "صلى هللا عليه واله" فأكلته عنزة ,فعند ذلك قعد عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت الخ ,مضافا إلى الحوادث الخارجة والسوانح المعترضة كقتل القراء وموتهم قبل جمعهم كما مر ,وسهوهم ونسيانهم )2(,ومر في خبر ابن أبي داوود :أن عمر سأل عن آية من كتاب هللا فقيل كانت مع فالن قتل يوم اليمامة ,فقال إنا هلل وأمر بجمع القرآن ,وفي خبر ابن شهاب :أنه كان أنزل قرآن كثير فقتل علماؤه يوم اليمامة الذين كانوا قد وعوه, ولم يعلم بعدهم ولم يكتب ,ولما جمع أبو بكر وعمر وعثمان القرآن ولم يوجد مع أحد بعدهم ,وممن قتل يوم اليمامة سالم بن معقل مولى أبي حذيفة ,الذي روى البخاري ,عن عبد اله بن عمرو بن العاص ,عن النبي "صلى هللا عليه واله" أنه قال :خذوا القرآن من أربعة ,من عبد هللا بن مسعود ,وسالم ,ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب )3(,وروي أيضا في غزوة بئر معونة أن الذين قتلوا بها من الصحابة كان يقال لهم القراء وكانوا سبعين رجال)4(, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1محاضرات األدباء للراغب األصفهانى:ج 2ص ,448في جمع المصحف. -2وفق تتبعي لم أقف على هذا الخبر في ضياء العالمين للعالمة الفتوني العاملي. -3صحيح البخاري:ج 6ص 186ح ,4999كتاب فضائل القرآن باب القراء من أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم. -4صحيح البخاري:ج 5ص 104ح ,4088كتاب المغازي ,باب غزوة الترجيع. 235
ويأتي في خبر أبي عبيدة وغيره ,أن األحزاب كانت تقرأ في زمان النبي "صلى هللا عليه واله" مائتي آية ,فلما كتب عثمان المصاحف فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إال على ما هو عليه اآلن. وفي هذا المعنى أخبار كثيرة تأتي في محلها ,وبعد ذلك كله احتمال كتمان بعضهم ما كان عنده من اآليات خصوصا ما تضمنت مدح من يعاديه ,أو ذم من يواليه ,وهذا غير بعيد منهم بعد الرجوع إلى حاالتهم ,سيما في كتب اإلمامة ,فقد كتموا أكثرهم ما كان أعظم منه وضوحا ,كإنكارهم النص الجلي على خالفة أمير المؤمنين "عليه السالم" وإنكار عمر أخوته "عليه السالم" مع النبي "صلى هللا عليه واله" ,عقد األخوة بين المهاجرين واألنصار ,وبين كل فئتين من المهاجرين وبين كل أثنين من األنصار ,وبينه وبين علي "عليه السالم" في السنة األولى من الهجرة بمرأى منهم ومسمع منهم ,ولم ينكر عليه أحد ,ولما استشهد أمير المؤمنين "عليه السالم" حديث غدير خم من الصحابة ,لم يشهد عليه إال أثنا عشر منهم ,وقد كان عدد من حضر غدير خم سبعين ألفا. وهذا عجيب! وأعجب من هذا أن الصديقة الطاهرة "عليها السالم" لما طلبت إرثها من األول ,وكان في حشد من المهاجرين واألنصار وغيرهم ,وأنشدت خطبتها البليغة المشهورة ,قال في جملة كالمه في جوابها عليها السالم :أني سمعت رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" يقول":نحن معاشر األنبياء ال نورث ذهبا وال فضة وال دارا وال عقارا ,وإنما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة ،وما كان من طعمه فلولي األمر,إلى أن قال :وذلك بإجماع من المسلمين لم أنفرد به وحدي ،ولم أستبد بما كان الرأي فيه عندي ،ثم لما ردت "عليها السالم" كالمه باآليات الظاهرة الباهرة ,قال ثانيا :هؤالء المسلمون بيني وبينك قلدوني ما
236
تقلدت ,وباتفاق منهم أخذت ما أخذت غير مكابر وال مستبد وال مستأثر ,وهم بذلك شهود ,فالتفتت فاطمة "عليها السالم" إلى الجماعة توبخهم وتخوفهم فلم يتكلم أحد منهم ولم يعتذ إليها واحد ,ولم ينكر على أبي بكر أحد ,بأني لم أسمع هذا منه "صلى هللا عليه واله" ,مع أن جميعهم لم يسمعوه )1(.أفيستغرب من قوم أجمعوا على وضع خبر يكذبه ظاهر القرآن أن يكتم بعضهم بعض اآليات والدواعي متحدة موجودة ؟ وفي األمالي في حديث طويل ,عن أبي الحمراء مولى النبي "صلى هللا عليه واله" أنه دعا مائة من العرب ,وخمسين رجال من العجم ,وثالثين رجال من القبط ,وعشرين رجال من الحبشة ,فأخذ منهم العهد والشهادة بالتوحيد والرسالة وان علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وولي أمرهم بعده ,فأقروا ثم كتب في ذلك صحيفة أثبت فيها شهادتهم)2(.
ويأتي إن شاء هللا في الجواب عن أدلة النافين ذكر جملة من الموارد التي نسوا أصلها أو ضيعوا حدودها ,مما كان يجب على كل واحد منهم أخذه وحفظه, والعمل به حتى في كل يوم مرة أو مرات ,وبه يزول استغراب كتمان بعضهم أو أكثرهم بعض اآليات أو نسيانهم إياه مع عدم وجوب حفظه عينا على كل واحد منهم بل كفائيا أيضا ,لوجود فرد منه عند النبي "صلى هللا عليه واله" ,ثم إنه يظهر مما تقدم ويأتي ,أنهم لم يثبتوا في القرآن اآليات التي كانت مع واحد منهم ولم يشهد عليها اثنان ,منها آية الرجم التي كانت مع عمر ,ومنها سورتي الحفد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مواقف الشيعة لألحمدي الميانجي:ج 1ص ,466-465خطبة الزهراء عليها السالم في المسجد. -2االمالي للصدوق:ص ,465في فضائل علي"ع". 237
والخلع التي كانتا مع أبي ,صرح بذلك العالمة في قنوت التذكرة )1(,واعتذروا عن ثبت ما انفرد به خزيمة ,وهي آخر سورة براءة بأن النبي "صلى هللا عليه واله" جعل شهادته بمنزلة شهادتين ,ومما يؤيد االستلزام المذكور أن الظاهر بل المقطوع عادة ,أن جماعة ممن كانوا على الحق ومعه ظاهرا وباطنا ,كسلمان وأصحابه ,كانوا منفردين أيضا ببعض اآليات ,كانفراد غيرهم ممن ادعوا في حقهم ذلك ,وذلك لشدة حرصهم على تلقي القرآن مع فراغ بالهم وكثرة مالزمتهم للنبي "صلى هللا عليه واله" حتى قالت عائشة :كان لسلمان مجلس من رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ينفرد به بالليل حتى كاد يغلبنا على رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,وفي الصحيح عنه "صلى هللا عليه واله" :ما حضرني جبرائيل إال أمرني عن ربي عز وجل أن أقرئه السالم )2(,وفي أخبار كثيرة أنه قرأ الكتاب األول والكتاب اآلخر)3(,
والظاهر جواز كتمانهم على الجماعة ما كان عندهم من القرآن لعدم وجوب تسليمه عليهم قبل مطالبتهم به ,بل وبعدها ,ويحتمل كراهيته لهم ,لكونه داخال في إعانة الظالمين ,بل حرمته من حيث كونه إعانة لهم في الظلم ,لوضوح كون جمعهم هذا في مقابل جمع إمامهم الذي كان يجب عليهم إطاعته واألخذ بما جاء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تذكرة الفقهاء"ط.ق" للعالمة الحلي:ج 1ص,129في التعقيب واستحباب الدعاء بالمنقول وافضله تسبيح الزهراء وبيان كيفيته. -2االختصاص للمفيد:ص,222فضل سلمان وأبي ذر ومقداد وعمار. -3مجمع الزوائد للهيثمي:ج 9ص’158ح,14941
كتاب المناقب باب في فضل
جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وغيرهما رضي هللا عنهما.
238
به ,سيما مع قصدهم بجمعهم اإلضرار عليه كما علم ,وروى البرقي()1
والكافي( )2والشيخ بأسانيدهم عن موسى بن جعفر "عليهما السالم" في حديث طويل ,فيه :و ال تعلموا هذا الخلق أصول دين هللا بل ,ارضوا لهم بما رضى هللا لهم من ضالل ،وفي الكافي عن الصادق "عليه السالم" أنه قال لثابت :مالكم وللناس ,كفوا عن الناس وال تدعوا أحدا إلى أمركم )3(,وقد ورد في خصوص كتمان بعض األدعية عن المخالفين وحرمانهم عن فيضها أخبار كثيرة ,وكتمان القرآن عن هؤالء في هذا المقام أولى منه من وجوه عديدة ,بل تسليمه إليهم أشبه ببيع السالح من أعداء الدين ,إذ فيه تقوية للمنافقين ولصوص شريعة سيد المرسلين ,ووجود فرد تام محفوظ منه عند اإلمام "عليه السالم" كاف في إسقاط الوجوب الكفائي عن الجماعة المذكورة . ومما يؤيده أيضا احتمال انفرد جماعة ممن ارتدوا ظاهرا عن اإلسالم ,ببعض القرآن ,وهم خلق كثير على ما ذكره أرباب السير ,وحكى السيد بن طاووس في كشف المحجة ,عن جماعة منهم ,العباس بن عبد الرحيم المروزي ,أنه :ولم يلبث اإلسالم بعد موت النبي "صلى هللا عليه واله" من طوائف العرب إال في أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف ارتد سائر الناس ,ثم شرح فقال :ارتدت بنو تميم وغيرهم واجتمعوا على مالك ابن نويرة اليربوعي ,وارتدت ربيعة كلها وكانت لهم ثالثة عساكر ,عسكر باليمامة مع مسيلمة الكذاب ,وعسكر مع مغرور ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1المحاسن للبرقي:ج 2ص,308ح,22كتاب العلل. -2للكليني :ج 3ص,93-92ح,1باب معرفة دم الحيض والعذرة و القرحة. -3للكليني :ج 2ص,213ح,2باب في ترك دعاء الناس.
239
الشيباني وفيه بنو شيبان وعامة بكر بن وائل ,وعسكر مع الحطم العبدي ,وارتد أهل اليمن ,وارتد األشعث بن قيس في كندة ,وارتد أهل مأرب مع األسود, وارتدت بنو عامر إال علقمة بن عالفة)1(,
وظاهر أنهم لم يكونوا في مقام اإلطاعة كي يسلموا ما عندهم عند المطالبة ,ولم يكونوا متدينين حتى يحفظوه عن التلف واإلضاعة ,ومما يؤيده أيضا كثرة األصحاب وتفرقهم في أقاصي البالد ,فقد مات رسول هللا "صلى هللا عليه واله" عن مائة وأربعة وعشرين ألف صحابي. وقال السيوطي في مقام رد قول أنس بن مالك على ما رواه إمامهم في صحيحه عنه :من أن النبي "صلى هللا عليه واله" مات ولم يجمع القرآن غير أربعة ,أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد )2(,ما لفظه :وقد استنكر جماعة من األئمة الحصر في األربعة ,وقال المازري :ال يلزم من قول أنس لم يجمعه غيرهم ,أن يكون الواقع في نفس األمر كذلك ,ألن التقدير أنه ال يعلم أن سواهم جمعه ,وإال فكيف اإلحاطة بذلك مع كثرة الصحابة وتفرقهم في البالد ,وهذا ال يتم إال إن كان لقي كل واحد منهم على انفراده ,وأخبره عن نفسه أنه لم يكمل له جمع في عهد النبي "صلى هللا عليه واله" وهذا في غاية البعد في العادة)3(.
قلت :وهو في المقام أبعد إذ جمع القرآن كله منقبة عظيمة لم يكن ليخفيها جامعه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كشف المحجة البن طاووس ,69:الفصل الثاني والتسعون ,أسباب ارتداد الغرب بعد موت النبي"ص". -2صحيح البخاري:ج 6ص,187ح ,5004كتاب فضائل القرآن باب القراء من أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم. -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,245النوع العشرون :في معرفة حفاظه ورواته.
240
على أحد كما ال يخفى على من عرف طريقتهم ووقف على سيرتهم ,فقد كانوا يفتخرون بما هو دونه بمراتب ,وأما وجود آية أو آيتين عند بعض ممن لم يكن معهم من بين تلك الجم الغفير وخفائه عليهم فاحتمال قريب . والحاصل أن من أنصف نفسه وأمعن نظره في حال القرآن وكيفية نزوله منجما على حسب حدوث الحوادث والوقائع في طول بضع وعشرين سنة في أماكن كثيرة متباعدة في حال السفر والحضر وفي الغزوات وغيرها سرا وعالنية ,ثم سرح طرفه وأجال فكره في حال القوم المباشرين لجمع القرآن الذين آمنوا بألسنتهم ليحقنوا به دمائهم ,وهم بين جاهل غبي ,ومعاند غوي ,واله عن الدين وتاه في شيع األولين ,وصارف همته في ترويج كفره ,وجبار يخاف من مخالفة نهيه وأمره ,ليس فيهم من يرجى خيره ويؤمن شره ,ال يكاد يشك أنهم أخس قدرا وأعجز تدبيرا وأضل سبيال وأخسر عمال وأجهل مقاما وأشر مكانا وأسفه رأيا وأشقى فطرة من أن يوفقوا أو يقدروا على تأليف تمام ما أنزل في تلك المدة على النحو الذي أراده هللا من غير أن ينقص منه شيء ,أو يزيد فيه حرف أو يؤخر مقدم أو يقدم مؤخر ,وسيأتي إن شاء هللا تعالى في الجواب عن بعض أدلة من ذهب إلى عدم التغيير فيه ما به ينكشف حال القوم وهللا العاصم)1(.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1انتهى الدليل الثاني واخذ من نسخة باء,لعدم توفره في نسخة إلف.
241
الدليل
الثالث()1
إن أكثر العامة وجماعة من الخاصة ذكروا في أقسام اآليات المنسوخة ,ما نسخت تالوتها دون حكمها ,أو ما نسخت تالوتها وحكمها معا ,وذكروا للقسمين أمثلة ورووا أخبارا كثيرة ,ظاهرة بل صريحة في وجود بعض اآليات والكلمات التي ليس لها في القرآن المتداول أثر وال عين ,وأنه كان منه في عصر النبي "صلى هللا عليه واله" يتلونه األصحاب ,وحملوها على أحد القسمين من غير أن تكون فيها داللة وإشارة على ذلك ,وحيث أن نسخ التالوة غير واقع عندنا ,فهذه اآليات والكلمات ال بد وأن تكون مما سقطت أو أسقطوها من الكتاب جهال أو عمدا ,ال بإذن من هللا ورسوله وهو المطلوب ,ولنا في المقام دعويان: األولى :عدم نسخ تالوة بعض اآليات . الثانية :ورود تلك األخبار التي أشرنا إليها . أما األولى :فاعلم أنهم اختلفوا في نسخ التالوة وعدمه في مقامين: أ :في إمكانه وجوازه .ب :في وقوعه ووروده. أما األول :فالمنقول من جمهور األصوليين هم الجواز ,بل في نهاية العالمة ذهب إليه أكثر العلماء ,ونسب الخالف إلى شاذ من المعتزلة ,واستدلوا للجواز بأن التالوة حكم شرعي يثاب المكلف عليه ,قال "صلى هللا عليه واله" :من قرأ القرآن وأعربه فله بكل حرف منه عشر حسنات ,والحكم أيضا شرعي ,وقد ثبت إمكان اختالف األوقات في نسبة المصلحة لعبادة معينة إليها ,فتكون العبادة مصلحة في وقت ومفسدة في آخر ,ولهذا يجوز النسخ ,فجاز في هاتين العبادتين أن تكونا مصلحتين في وقت ومفسدتين في آخر,وأن تكون إحداهما مصلحة في وقت واألخرى مفسدة في بعض اآليات دون بعض ,أو أن تكون إحداهما مصلحة في وقت ,واألخرى في آخر,فال استبعاد حينئذ في نسخهما معا ,ونسخ إحداهما كغيرها من العبادات,وربما يستبعد في وجود الحكمة في رفع التالوة مع بقاء الحكم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بداية الدليل الثالث :اعتمدته من نسخة باء لعدم توفرها في نسخة إلف. 242
نقل السيوطي عن صاحب الفنون بأن ذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه األمة في المسارعة إلى بذل النفوس ,بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به ,فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده ,بمنام والمنام أدنى طريق الوحي)1(, وفيه :أن سد الشارع باب العلم المفتوح إلى حكمه وأمره بالرجوع إلى الطرق الظنية ,التي ال توصل سالكها إلى الواقع دائما قبيح ,لتفويت المصلحة الواقعية, إال أن تكون في ترك التالوة في المقام مثال مصلحة يتدارك بها ما يفوت من مصلحة الحكم مع تخلف الطريق ,أو في التالوة مفسدة هي أقبح مما يلزم عند التخلف من المفسدة ,وكالهما مستبعدان ,هذا على ما يقتضيه ظاهر كالمه ,من أن نسخ التالوة سد لباب العلم إلى نفس الحكم ,كما يظهر من تمثيله بالمنام ,وإال بأن يكون ذلك إبطال للطريق المقطوع حجيته لظنية داللة الكتاب كما هو الحق, فنقول إن الطريق الظني الذي يسلكه المكلف ,إن دل على وجوب سلوكه دليل قطعي شرعي أو عقلي فال معنى لالمتحان واالختبار بما ذكره ,إذ هو حينئذ في عرض ما لم ينسخ من القرآن ,والطريق الذي يوصل إلى الواقع قطعا في قطع المكلف باستحقاق العقاب مع عدم سلوكه ,وإال فال يجب بل ال يجوز الرجوع إليه فيفوت الواقع ,وتمام الكالم في األصول فاإلنصاف أن االستبعاد في محله إال أن الكالم في أصل الجواز ومجرد االستبعاد ال ينهض دليال على االمتناع ,مع أن الكالم أعم من اآليات التي تضمنت األحكام كما يظهر من أمثلة بعضهم فالحظ وتأمل . وأما الثاني :فاألكثر منا على عدم وقوعه ,ونسب القول بالوقوع في المعارج إلى القيل ,ويظهر منه التوقف فيه )2(,وذهب العالمة في النهاية( )3والمحقق الثاني في جامع المقاصد()4 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 4ص ,81النوع السابع واألربعون :في ناسخه ومنسوخه. -2معارج األصول للمحقق الحلي:ص,170الفصل الثالث في المنسوخ. -3نهاية اإلحكام للعالمة الحلي:ج 1ص,20مقدمة الكتاب. -4جامع المقاصد للمحقق الكركي:ج 1ص ,271-270حكم مس المنسوخ حكمه خاصة. 243
والسيد في المفاتيح( )1وصاحب القوانين( )2إلى الوقوع وهو ظاهر بعض الفقهاء في مسألة وجوب الوضوء لمس كتابة القرآن وأنه هل يجوز مس منسوخ التالوة أم ال! وهو مذهب أكثر المخالفين والحق هو األول لوجوه: األول :االتفاق الذي حكاه الشيخ المفيد في المقاالت ,قال رحمه هللا في الكتاب المذكور :القول في ناسخ القرآن ومنسوخه ,وأقول :إن في القرآن ناسخا ومنسوخا ,كما أن فيه محكما ومتشابها بحسب ما علمه هللا من مصالح العباد ,قال ت ِب َخي ٍّْر ِم ْن َها أَ ْو ِمثْ ِل َها﴾ س ْخ ِم ْن آيَ ٍّة أَ ْو نُ ْن ِس َها نَأ ْ ِ هللا عز اسمهَ ﴿ :ما نَ ْن َ البقرة ,106:والنسخ عندي في القرآن إنما هو نسخ متضمنه من األحكام وليس هو رفع أعيان المنزل منه كما ذهب إليه كثير من أهل الخالف ثم مثل لنسخ الحكم بآية العدة وأنها صارت أربعة أشهر وعشرا بعدما كانت حوال ,وقال: واستقر هذا الحكم باستقرار شريعة اإلسالم ،وكان الحكم األول منسوخا ,واآلية به ثابتة غير منسوخة ,وهي قائمة في التالوة ،كناسخها بال اختالف ,وهذا مذهب الشيعة و جماعة من أصحاب الحديث وأكثر المحكمة والزيدية ،ويخالف فيه المعتزلة و جماعة من المجبرة ،ويزعمون أن النسخ قد وقع في أعيان اآلي ,كما وقع في األحكام .انتهى)3(. الثاني :ظواهر جملة من األخبار ,كقول أمير المؤمنين "عليه السالم" في رواية سليم :هذا كتاب هللا مجموعا لم يسقط عني منه حرف )4(,وفي رواية أخرى وخبر االحتجاج :إني لم أزل منذ قبض رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" مشغوال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور. -2القوانين المحكمة في االصول للميرزا ابو القاسم القمي:ج 3ص,230قانون نسخ التالوة. -3أوائل المقاالت للشيخ المفيد:ص ,123-122القول " "132في ناسخ القران ومنسوخه. -4كتاب سليم بن قيس:ص ,209أمير المؤمنين"ع" يقيم الحجة على المسلمين في عصر عثمان. 244
بغسله ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد ,فلم ينزل هللا تعالى على رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" آية إال وقد جمعتها )1(,وغير ذلك مما مر في المقدمة األولى ,وقد جمع "عليه السالم" ما أمره بجمعه رسول هللا "صلى هللا عليه واله" كي ال يضيع منه شيء . وظاهر أنه ال يجوز جمع منسوخ التالوة وكتابتها في القرآن ,وال يجب حفظه عن الضياع ,إذ هو حينئذ كسائر الكتب السماوية المنسوخة ,بل هو من هذه الجهة أسوأ حاال منها ,لجواز حفظها بل وجوبها لفائدة الرد على أهلها ,وتخصيص تلك األخبار وتقييدها بما عدا منسوخ التالوة يحتاج إلى دليل مفقود في المقام ,ويمكن أن يؤيد تلك األخبار بما ورد في وجوب التمسك بالقرآن وحفظه وصيانته وتالوته ,وتالوة آياته وسوره واالستشفاء به لصدق القرآن ,واآلية على ما ادعي نسخ تالوته حقيقة عند الجميع قبله ,فيستصحب فيرتب عليه اآلثار المذكورة . الثالث :عدم ورود خبر من الصادقين "عليهم السالم" في وقوع هذا القسم من النسخ في القرآن ,ولو كان ألشاروا إليه سيما في مقام ذكر اآليات وأقسامها وأنواعها ,فقد روى النعماني في تفسيره حديثا مسندا طويال عن الصادق ,عن أمير المؤمنين "عليهما السالم" في أقسامها وأنهاها فيه إلى قريب من ستين, وذكر لجميع األقسام خصوصا للناسخ والمنسوخ ,منها أمثلة كثيرة وليس فيه وال في غيره إشارة إليه ,وذكر هذا القسم لعله أهم من ذكر كثير من األقسام التي فيه, لوجوب تميز ما هو محل لألحكام الكثيرة التي ال تحصى عن غيره ,ولم يذكره أيضا علي بن إبراهيم ألقمي ,وال الشيخ محمد بن الحسن الشيباني ,في مقدمة تفسيريهما مع اعتنائهما بذكر غيره ,ومما يظهر منه كذب أصل هذه الدعوى . إن ظاهر العامة الذين هم األصل في هذا القول ,أن جبرائيل "عليه السالم" بين للنبي "صلى هللا عليه واله" في العرضة األخيرة ما نسخ من القرآن وما بقي منه, ففي اإلتقان :أخرج ابن أشته في المصاحف ,وابن أبـــــــي شيبة في فضائله ,من ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب سليم بن قيس:ص ,147قضايا السقيفة على لسان سلمان الفارسي,وكتاب االحتجاج للطبرسي:ج 1ص,107ترجمة سليم بن قيس الهاللي.
245
طريق ابن سيرين ,عن عبيدة السلماني ,قال :القراءة التي عرضت على النبي "صلى هللا عليه وسلم" في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرؤها الناس اليوم ,وعن ابن أشته ,عن ابن سيرين ,قال :كان جبريل يعارض النبي "صلى هللا عليه وسلم" كل سنة في شهر رمضان مرة ,فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين ,فيرون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة األخيرة ,وقال البغوي في شرح السنة ,يقال :إن زيد بن ثابت شهد العرضة األخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي ,وكتبها لرسول هللا "صلى هللا عليه وسلم" وقرأها عليه, وكان يقرئ الناس بها حتى مات ,ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه وواله عثمان كتب المصاحف(,)1وقال أيضا :وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أنها مشتملة على ما يحتمل رسمها من األحرف السبعة فقط جامعة للعرضة األخيرة التي عرضها النبي "صلى هللا عليه وسلم" على جبريل متضمنة لها لم تترك حرفا منها )3()2(,مع أنه قد روى حديث عرض القرآن عليه "صلى هللا عليه واله" في عام وفاته مرتين ,المفيد في إرشاده )4(,وابن شهرا شوب في مناقبه( )5وغيرهما )6(,وليس فيه إشارة إلى ترك بعضه ,بل ليس فيما رووه عن ابن سيرين أيضا داللة عليه ,ومثله ما رواه البخاري في باب كان جبرائيل يعرض القرآن على النبي "صلى هللا عليه واله" عن مسروق ,عن عائشة ,عن فاطمة"عليها السالم" :أسر إلي النبي "صلى هللا عليه واله" أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وانه عارضني العام مرتين وال أراه إال حضر أجلي)7(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,177النوع السادس عشر :في كيفية إنزاله. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,177-176النوع السادس عشر :في كيفية إنزاله. -3إلى هنا اعتمد نسخة باء لعدم توفرها من نسخة إلف. -4اإلرشاد للمفيد:ج1ص,181استغفار رسول هللا"ص" ألهل البقيع. -5مناقب إل أبي طالب:ج 3ص,136باب مناقب قاطمة الزهراء. -6بحار األنوار للمجلسي:ج,43ص,181الباب السابع,في بحث وتحقيق في أسماء بنت عميس. -7صحيح البخاري:ج 6ص ,186كتاب فضائل القرآن,باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى هللا عليه وسلم. 246
وعن خالد بن يزيد ,عن أبي بكر ,عن أبي حصين ,عن أبي صالح ,عن أبي هريرة ,قال :كان يعرض على النبي "صلى هللا عليه واله" القرآن كل عام مرة, فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض ,وكان يعتكف كل عام عشرا ,فاعتكف عشرين في العام الذي قبض)1(. مضافا إلى ما يأتي في الدليل الخامس بطرقهم أن الذي شهد العرضة األخيرة عبد هللا بن مسعود الذي هجروا مصحفه ,ثم كيف يخفى ذلك على أهل بيته ويعلمه زيد بن ثابت الذي عرفت حاله إجماال! ,بل يحضره في مجلس عرض جبرائيل عليه "صلى هللا عليه واله" ولم يكن أمير المؤمنين "عليه السالم" حاضرا في ذلك المجلس ,ففي رواية الشيخين في مرض وفاته "ص" بعد توجه إلى البقيع ,ثم استغفر ألهل البقيع طويال ,واقبل على أمير المؤمنين "عليه السالم" فقال :إن جبرائيل "ص" كان يعرض علي القران كل سنة مرة ,وقد عرضه علي العام مرتين ,وال أراه إال لحضور اجلي.الخبر)2(. وهذا عجيب! وأعجب من ذلك إنكار أبي بن كعب! الذي قال في حقه النبي "صلى هللا عليه واله" :خذوا القران من أبي وأقرئكم أبي ,ما زعموه من النسخ ,فعن الجمع بين الصحيحين للحميدي ,من إفراد البخاري ومسلم ,من مسند أبي بن كعب ي، األنصاريَ ,عن سعيد بن ُجبَيرَ ,عن ابْن َعبَّاس قَا َل :قَا َل عمر :أقرؤنا أب ٌّ ي "عليه السالم"َ ،وإِنَّا لندع كثيرا من قَراءة أبي ،فأَن أبيا ًّ كان يَقُول: وأقضانا عل ٌّ َال أدع َشيْئا سمعته من َر ُسول هللا "صلى هللا َعلَ ْي ِه واله"َ ,وقد قَا َل هللا تَ َعالىَ ﴿ :ما س َها﴾ البقرة )3(,106:وفي حديث صدقة بن فضل وأبي يقول: س ْخ ِم ْن آيَ ٍّة أَ ْو نُ ْن ِ نَ ْن َ َيء ,وكيف يأمر أَخَذته من فِي َر ُ سول هللا صلى هللا َعلَ ْي ِه َواله ،فَ َال نتركه لش ْ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1صحيح البخاري:ج 6ص,186ح ,4998كتاب فضائل القرآن,باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي "ص". -2الجمع بين الصحيحين للحميدي :ج1ص408ح,648إفراد البخاري. -3ينظر صحيح البخاري:ج 4ص,203ح,3623كتاب المناقب,باب عالمات النبوة في اإلسالم ,وصحيح مسلم:ج 4ص,905-904ح98و ,99كتاب فضائل الصحابة .باب فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصالة والسالم,أقول :وفق تتبعي لم اعثر على رواية وفق ما ذكرها المصنف من حديث النبي"ص" مع علي"ع"..الخ. 247
النبي "صلى هللا عليه واله" بأخذ القران عنه ,وال يعلمه ما يجب تركه وما يجب إبقائه ,ومثله عبد هللا بن مسعود الذي قال"ص" فيه :من أراد إن يقرأ القران غضا كما انزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد()1 كما يأتي قول من قال :إن أكثر ما في مصحفه من الزيادة ,مما نسخت تالوته, ويخطر بالبال ,وال أراه غريبا إن أئمة الجور أبدعوا أصل هذا المطلب ,وادخلوه في أقسام النسخ لرفع الشنار عن أنفسهم ,حيث شاهدوا في أيدي الناس خصوصا في مصحف عبد هللا وأبي آيات وكلمات بعد ما جمعوا القران ,وتعمدوا في عدم كتابتها أو سقطت عن أيديهم أو لم تكن جامعه لشرطهم أو غير ذلك من أسباب النقص ,فحكموا بكونها من منسوخ التالوة بشهادة زيدا ومثله ,وبذلك دفعوا الطعن عن أنفسهم بأنهم كيف ادعوا الخالفة والجلوس مجلس النبي "صلى هللا عليه واله" وليس عندهم تمام ما به قوام دينهم ,ووجدوا مندوحة عن معارضة من له الخالفة وجوابا عما عسى إن يتمسك به إلثبات حقه ,ودفعهم عن مقامهم من اآليات التي فيها ذكر صريح منه ومن فضائله الخاصة ,التي ال توجد إال في مستحقي الرئاسة اإللهية ,والتي فيها ذكر من اإلعمال الشنيعة واألفعال الفضيحة التي ارتكبوها, وسد هذا الباب لمن ينشأ بعدهم بإعدامها وإذهابها عن القلوب لعدم كتابتها ,فان العلم صيد والكتابة قيد وليس ذلك ببعيد عن مكائد من حرم المتعة ليفشي الزنا فيكثر أوالد الزنا المبغضون لعلي "عليه السالم" على ما نص به النبي "صلى هللا عليه واله" فيكثر إتباعه ومحبوه. ومما يكذب دعواهم وجود هذا القسم في القران ,ما نقله السيوطي في اإلتقان ,عن ألطيبي والكرماني في البرهان وغيرهما :أنزل القران أوال جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ,ثم تزل مفرقا على حسب المصالح ,ثم اثبت في المصحف على التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ.انتهى )2(.وإذا خرجت اآليات التي نسخت تالوتها من القران كيف يطابق ترتيبه ترتيب ما في اللوح لوجود تلك اآليات فيه وهل هذا إال تهافت ظاهر. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر تاريخ دمشق البن عساكر:ج 33ص,104حرف العين ,عبد هللا بن مسعود. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,217النوع الثامن عشر ,في جمعه وترتيبه. 248
الثانية :في ذكر اإلخبار التي تدل على سقوط شيء من القران صريحا ,وبها تمسك من اثبت وجود منسوخ التالوة فيه ,مع عدم إشارة فيها إليه المحقق ألكاظمي في شرح الوافية ,ومنهم من منع من هذا النوع من النسخ ,أي نسخ التالوة ,وقضية رد تلك اإلخبار لكنها مستفيضة فهيم ,وهو صريح في صراحة تلك اإلخبار في وجود النقص في أصل القران ,إال انه في المحصول بعد منعه من وجود منسوخ التالوة ,قال :إن سبيل تلك اإلخبار سبيل إخبار التحريف ,أي ال بد من طرحها أو تأويلها ,ونحن نسوق تلك اإلخبار بتمامها حتى يتبين ما ادعينا ويظهر عدم جواز طرحها وعدم قابليتها للتأويل وهي كثيرة. أ :الشيخ الطوسي في التهذيب ,بإسناده عن يونس بن عبد الرحمن ,عن عبد هللا بن سنان ,قال :قال أبو عبد هللا "عليه السالم" الرجم في القرآن قوله تعالى" :إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة".وطريق الشيخ إلى يونس صحيح)1(. ب :احمد بن محمد السياري في كتاب القراءات ,عن الحسين بن سيف ,عن أخيه عن أبيه ,عن عيسى بن أعين ,عن أبي يعقوب البرقي ,عن عثمان بن عيسى ,عن أبي يعقوب ,قال:قال :أبو عبد هللا "عليه السالم" :أقرت القران؟ قلت :إما ما عندنا فقد قراناه ,قال :إنما أسالك فيما عندكم كم تجد السورة التي فيها األحزاب؟ قلت: نيف وسبعين أية ,قال :أنها كانت بطول السورة التي يقال لها البقرة قبل إن ينقص البقرة ,وكان فيها أية الرجم قال" :الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبته بما قضيا من الشهوة نكاال من هللا وهللا عزيز حكيم")2(. ج :الشيخ علي بن إبراهيم ألقمي في تفسيره ,قال :وكانت آية الرجم نزلت" :الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة نكاال من هللا وهللا عليم حكيم" )3(.ويأتي في الدليل الثاني عشر طرق أخرى إلسقاط هذه اآلية. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تهذيب اإلحكام للطوسي:ج10ص3ح,7كتاب الحدود,باب حدود الزنا. -2القراءات للسياري:ص110ح,421سورة األحزاب. -3تفسير القمي:ج2ص,95سورة النور. 249
د :السيوطي في اإلتقان ,قال أبو عبيد :حدثنا إسماعيل بن جعفر ,عن المبارك بن فضالة ,عن عاصم بن أبي النجود ,عن زر بن حبيش ,قال :قال لي أبي بن كعب: كأي تعد سورة األحزاب؟ قلت :اثنتين وسبعين آية أو ثالثة وسبعين آية ,قال :إن كانت لتعدل سورة البقرة ,وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم ,قلت :وما آية الرجم ,قال: " إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكاال من هللا وهللا عزيز حكيم")1( . ونقله السيد علي خان أيضا في شرح الصحيفة عن أبي عبيد)2( . ه :وعن عبد هللا بن صالح ,عن الليث عن خالد بن يزيد ,عن سعيد بن أبي هالل, عن مروان بن عثمان ,عن أبي أمامة بن سهل ,أن خالته قالت :لقد أقرأنا رسول هللا "صلى هللا عليه وسلم" آية الرجم " :الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة " ()3 و:مالك في موطاه كما نقله عنه بعض المعاصرين من علماء الهند دام ظله ,عن يحيى بن سعيد ,عن سعيد بن المسيب ،قال :لما صدر عمر بن الخطاب من منى, أناخ باألبطح ,ثم كوم كومة من بطحاء ,ثم طرح عليها رداءه فاستلقى ,ثم مد يديه إلى السماء ,فقال :اللهم كبرت سني ,وضعفت قوتي ,وانتشرت رعيتي ,فاقبضني إليك غير مضيع وال مفرط ,ثم قدم المدينة فخطب الناس ثم قال :أيها الناس قد سنت لكم السنن ,وفرضت لكم الفرائض ,وتركتم على الواضحة إال أن تضلوا بالناس يمينا وشماال ,وضرب بإحدى يديه على األخرى ,ثم قال :إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم ,أن يقول قائل ال نجد حدين في كتاب هللا ,فقد رجم رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وقد رجمنا,والذي نفسي بيده لوال أن يقول الناس زاد عمر بن الخطاب في كتاب هللا لكتبتها "الشيخ والشيخة فارجموهما البتة" فإنا قد قرأناها)4( . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي :ج3ص,82النوع السابع عشر,في ناسخه ومنسوخه. -2رياض السالكين للسيد علي خان المدني الشيرازي:ج 5ص,392في بيان اإلجماع على بطالن الزيادة أو النقصان في القران. -3اإلتقان للسيوطي :ج3ص,82النوع السابع عشر,في ناسخه ومنسوخه. -4موطأ مالك:ج2ص824ح,10كتاب الحدود,باب ما جاء في الرجم. 250
ز:الراغب االصبهاني في المحاضرات ,وروى إن عمر قال :لوال أن يقال زاد عمر في كتاب هللا تعالى ,ألثبت في المصحف فقد نزلت":الشيخ والشيخة إذا زنيا فأرجموهما البتة نكاال من هللا وهللا شديد العذاب" )1(. ح :السيوطي في جامعه الكبير ,عن ابن سعيد ومالك في مسنده ,والحاكم في المستدرك ,عن سعيد بن المسيب ,كما في تفسير مرآة األنوار ,أن عمر الخطاب قال في خطبة له :إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم وأن يقول قائل :لم نجد حديثا في كتاب هللا ,فقد رأيت رسول هللا "صلى هللا عليه واله" رجم ورجمنا بعده ،فوهللا لوال أن يقول الناس احدث عمر في كتاب هللا لكتبتها في المصحف ,فقد قراناها "الشيخ والشيخة إذا زينا فارجموهما البتة" قال سعيد :فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن عمر)2(. ط :احمد بن حنبل في مسنده ,على ما نقله بعض المعاصرين من علماء الهند سلمه هللا تعالى من نسخة عتيقة منه ,قال :حدثنا عبد هللا ,قال :حدثني أبي ,قال :حدثني هشيم ,قال :أخبرنا الزهري ,عن عبيد هللا بن عتبة بن مسعود ,قال :أخبرني عبد هللا بن عباس ,قال :حدثني عبد الرحمن بن عوف ,إن عمر بن الخطاب خطب الناس فسمعه يقول :إال وان أناسا يقولون ما بال الرجم؟ وفي كتاب هللا الجلد! وقد رجم رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ورجمنا بعده .ولوال أن يقول قائلون أو يتكلم متكلمون :إن عمر زاد في كتاب هللا ما ليس فيه ,ألثبتها كما نزلت)3(.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1محاضرات األدباء للراغب االصبهاني:ج 2ص ,448الحد العشرون في الديانات والعبادات ,ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما ادعى أنه من القرآن مما ليس في المصحف وما ادعى أنه منه وليس فيه. -2جامع األحاديث للسيوطي:ج26ص335ح,28954مسند العشرة,مسند عمر بن الخطاب,ومسند مالك للجهضمي:ص 44ح,73حديث يحيى بن سعيد األنصاري,اما مستدرك الحاكم وتفسير مرآة األنوار فلم اعثر على الخبر فيهما وفق تتبعي . -3مسند احمد:ج1ص 327ح ,197مسند العشرة المبشرين بالجنة مسند الخلفاء الراشدين مسند عمر بن الخطاب. 251
ي :وفيه قال حدثنا عبد هللا ,قال :حدثني أبي ,قال :حدثنا عبد الرحمن ,قال :حدثنا مالك عن الزهري ,عن عبيد هللا بن عبد هللا ,عن ابن عباس ,قال :قال عمر :إن هللا تعالى بعث محمدا "صلى هللا عليه واله" وأنزل عليه الكتاب ,فكان فيما أنزل عليه آية الرجم ,فقرءناها وعقلناها ووعيناها ,فأخشى إن يطول بالناس عهد فيقولون :إنا ال نجد أية الرجم ,فتترك الفريضة انزلها هللا ,وان الرجم في كتاب هللا حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء,إذا قامت البينة أو كان الحبل أو االعتراف)1(. يا :وفيه قال :حدثنا عبد هللا ,قال :حدثني أبي ,قال :حدثنا محمد بن جعفر وحجاج, قاال :حدثنا شعبة،عن سعد بن إبراهيم ,قال :سمعت عبيد هللا بن عبد هللا بن عتبة يحدث عن ابن عباس ,عن عبد الرحمن بن عوف ,قال :حج عمر بن الخطاب, فأراد إن يخطب الناس خطبة فقال عبد الرحمن بن عوف :انه قد اجتمع عندك رعاع الناس فاخر ذلك حتى تأتي المدينة ,فلما قدم المدينة دنوت منه قريبا من المنبر فسمعته يقول :وان ناسا يقولون :ما بال الرجم! وإنما في كتاب هللا الجلد! وقد رجم رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ورجمنا بعده ,ولوال أن يقولوا :أثبت في كتاب هللا ما ليس فيه,ألثبتها كما أنزلت)2(. يب :السيوطي في اإلتقان,أخرج ابن أشته في المصاحف,عن الليث بن سعد ,قال: أول من جمع القرآن أبو بكر ,وكتبه زيد ,وكان الناس يأتون زيد بن ثابت ,فكان ال يكتب آية إال بشاهدي عدل ,وأن آخر سورة براءة لم توجد إال مع خزيمة بن ثابت ,فقال :أكتبوها فإن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" جعل شهادته بشهادة رجلين فكتب,وإن عمر أتي بآية الرجم فلم يكتبها ,ألنه كان وحده)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مسند احمد :ج 1ص 378ح ,276مسند العشرة المبشرين بالجنة مسند الخلفاء الراشدين مسند عمر بن الخطاب. -2مسند احمد:ج1ص 426ح ,352مسند العشرة المبشرين بالجنة مسند الخلفاء الراشدين مسند عمر بن الخطاب. -3اإلتقان للسيوطي:ج1ص,206النوع الثامن عشر ,في جمعه وترتيبه.
252
يج :البخاري في صحيحه في كتاب المحاربين ,حدثنا عبد العزيز بن عبد هللا, حدثني إبراهيم بن سعد ,عن صالح ,عن ابن شهاب ,عن عبيد هللا بن عبد هللا بن عتبة بن مسعود,عن ابن عباس ،قال:كنت أقرئ رجاال من المهاجرين ,منهم عبد الرحمن بن عوف ,فبينما إنا في منزله بمنى ,وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها ,إذ رجع إلي عبد الرحمن ,فقال :لو رأيت رجال أتى أمير المؤمنين اليوم ,فقال يا أمير المؤمنين :هل لك في فالن؟ يقول :لو قد مات عمر لقد بايعت فالنا ,فوهللا ما كانت بيعة أبي بكر اال فلتة فتمت ,فغضب عمر ,ثم قال :إني إن شاء هللا لقائم العشية في الناس ,فمحذرهم هؤالء الذي يريدون أن يغصبوهم أمورهم,إلى إن قال ابن عباس :فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة ,فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس ,حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر ,فجلست حوله تمس ركبتي ركبته ,فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب ,فلما رأيته مقبال ,قلت لسعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل: ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف ,فأنكر علي وقال :ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله ,فجلس عمر على المنبر ,وذكر كالمه وكان فيما قال :إن هللا بعث محمدا "صلى هللا عليه واله" بالحق ,وأنزل عليه الكتاب ,فكان مما أنزل هللا آية الرجم ,فقرأناها وعقلناها ووعيناها ,فلذا رجم رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ورجمنا بعده ,فأخشى ان طال بالناس زمان أن يقول قائل :وهللا ما نجد آية الرجم في كتاب هللا ,فيضلوا بترك فريضة أنزلها هللا ,والرجم في كتاب هللا حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة ,أو كان الحبل أو االعتراف. الخبر وهو طويل)1(. يد :وفيه قال عكرمة :قال عمر لعبد الرحمن بن عوف :لو رأيت رجال على حد زنا أو سرقة ,وأنت أمير؟ فقال :شهادتك شهادة رجل من المسلمين ,قال :صدقت, قال عمر :لوال أن يقول الناس زاد عمر في كتاب هللا ,لكتبت آية الرجم بيدي)2(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1صحيح البخاري :ج 8ص 168ح, 6830كتاب الحدود,باب رحم الحبلى من الزنا إذا أحصنت. -2صحيح البخاري :ج9ص69ح,6830كتاب اإلحكام,باب ال َّ ش َهادَةِ ت َ ُك ُ ون ِع ْندَ ال َحا ِك ِم، ص ِم. ضا َء أ َ ْو قَ ْب َل ذَ ِل َكِ ،ل ْل َخ ْ فِي ِوالَ َيتِ ِه القَ َ 253
يه :الراغب االصبهاني في المحاضرات ,قالت عائشة :لقد نزلت آية الرجم ورضاع الكبير وكانتا في رقعة تحت سريري وشغلنا بشكاة رسول هللا "صلّى هللا عليه وسلّم" فدخلت داجن فأكلته)1(. يو :الشيخ الصدوق في ثواب اإلعمال,عن موسى بن المتوكل ,عن محمد بن يحيى ,عن محمد بن احمد ,عن محمد بن حسان ,عن إسماعيل بن مهران ,عن الحسن بن علي,عن عبد هللا بن سنان,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال:من كان كثير القراءة لسورة األحزاب ,كان يوم القيامة في جوار محمد "صلى هللا عليه وآله" وأزواجه ,ثم قال "ص" :سورة األحزاب فيها فضايح الرجال والنساء من قريش وغيرهم ،يا بن سنان إن سورة األحزاب فضحت نساء قريش من العرب, وكانت أطول من سورة البقرة ,ولكن نقصوها وحرفوها(.)2 ين :احمد بن محمد السياري في كتاب القراءات,ويقال له التنزيل والتحريف أيضا,عن علي بن الحكم,عن هشام بن سالم ,قال :سألت أبا عبد هللا "عليه السالم" عن سورة األحزاب؟ فقال :كانت مثل سورة البقرة مثلها ومثل ثلثيها)3(. يح :وعن القاسم بن األيادي عنهم صلوات هللا عليهم قال :كانت سورة األحزاب سبعمائة أية)4( . يط :وعن احمد بن محمد بن علي ,والحسن بن علي ,وعلي بن الحكم ,وابن أبي عثمان ,عن أبي المغراء ,عن سماعة ,عن أبي بصير ,قال :قلت ألبي جعفر "عليه السالم" :إن الناس يقولون قد ذهب من سورة األحزاب شيء كثير ,قال :سبحان هللا ما ذهب فيه ,قلت :أين هو؟ قال :هو وهللا عندنا)5(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1المحاضرات لالصبهاني:ج 2ص ,448الحد العشرون في الديانات والعبادات , ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما ادعى أنه من القرآن مما ليس في المصحف وما ادعى أنه منه وليس فيه . -2ثواب اإلعمال للصدوق :ص ",110ثواب من قرأ سورة األحزاب". -3القراءات للسياري:ص109ح ,418سورة األحزاب. -4القراءات للسياري:ص109ح ,419سورة األحزاب. -5القراءات للسياري :ص110ح ,420سورة األحزاب. 254
ك:الشيخ الطبرسي في االحتجاج ,في جملة احتجاج علي "عليه السالم" للمهاجرين واألنصار ,في خبر طلحة ,وقد مر بعضه في المقدمة ويأتي باقيه, وفيه :وسمعت عمر وأصحابه الذين ألفوا ما كتبوا على عهد عمر وعلى عهد عثمان يقولون :إن األحزاب كانت تعدل سورة البقرة،وإن النور نيف ومائة آية،والحجر تسعون ومائة آية ،فما هذا؟ وما يمنعك يرحمك هللا أن تخرج كتاب هللا إلى الناس،الخبر)1(. كا :فضل بن شاذان في اإليضاح في جملة كالم له :ثم رويتم إن سورة األحزاب كانت مائتي أية وخمسا وسبعين أية ,فذهب منها مائة أية ,فقيل ألبي موسى :قد ذهب من سورة واحدة مائتا أية ,فقال :نعم وقرانا كبير)2(. ى بن كعب :كم تعدّون سورة كب :الزمخشري في الكشاف,عن ّ زر ,قال :قال لي أب ّ ى بن كعب ،إن كانت األحزاب؟ قلت :ثالثا وسبعين آية ,قال :فو الذي يحلف به أب ّ لتعدل سورة البقرة أو أطول ولقد قرأنا منها آية الرجم :الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكاال من هللا وهللا عزيز حكيم)3(. كج :الراغب االصبهاني في المحاضرات ,قال :وقالت عائشة :كانت األحزاب تقرأ في زمن رسول هللا "صلّى هللا عليه واله" مائتي آية ،فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر ما اثبت أالن وكان فيه أية الرجم .نقل هذا والذي قبله في باب من ادعى انه من القران مما ليس في المصحف)4(. كد :أبو علي الفارسي في كتاب الحجة ,كما نقله عنه الشيخ الطبرسي في مجمع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج1ص,222حديث الثقلين. -2اإليضاح البن شاذان :ص,221ما قيل في سورة األحزاب ,ووفق تتبعي لم أجد نص ما ذكره المصنف في اإليضاح,حيث ذكرت الرواية على النحو التالي ":ورويتم أن سورة األحزاب كانت ضعف ما هي فذهب منها مثل ما بقي في أيدينا". -3الكشاف للزمخشري :ج3ص ,518سورة األحزاب. -4المحاضرات للراغب:ج2ص ,448الحد العشرون في الديانات والعبادات ,ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما ادعى أنه من القرآن مما ليس في المصحف وما ادعى أنه منه وليس فيه. 255
البيان ,عن زر بن حبش ,إن أبيا قال له :كم تقرؤن األحزاب؟ قال :بضعا وسبعين أية ,قال:قرأتها ونحن مع رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أطول من سورة البقرة)1(. كه :السيوطي في اإلتقان عن أبي عبيد قال :حدثنا ابن أبي مريم ,عن ابن لهيعة, عن أبي األسود ,عن عروة بن الزبير ,عن عائشة ,قالت :كانت سورة األحزاب تقرأ في زمن النبي "صلى هللا عليه َواله" مائتي آية ,فلما كتب عثمان المصاحف, لم يقدر منها إال على ما هو ْاآلنَ )2(. كو:السيوطي في الدر المنثور ,على ما نقله المعاصر المذكور,واخرج ابن الضريس,عن عكرمة ,قال :كانت سورة األحزاب مثل سورة البقرة وأطول, وكانت فيها أية الرجم)3(. كز :وفيه عن البخاري في تاريخه ,بإسناده عن حذيفة قال :قرأت سورة األحزاب على النبي "صلى هللا عليه واله" فنسيت منها سبعين آيَةً)4(. كح :وفيه عن ابن مردويه وابن االنباري ,عن عائشة ,قالت :كانت سورة األحزاب تقرأ في زمان النبي "صلى هللا عليه واله" مائتي أية ,فلما كتب عثمان المصاحف ,لم يقدر منها إال على ما هو أالن)5( . قلت:هذا ما عثرنا عليه مما ورد في سقوط خصوص أية الرجم من القران ونقصان سورة األحزاب ,وقد استشهد بها العالمة والسيد وغيرهما وقوع منسوخ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان للطبرسي:ج 1ص,341في "ما ننسخ من أية أو ننسها". -2اإلتقان للسيوطي:ج 3ص ,82النوع السابع واألربعون,في ناسخه ومنسوخه. -3الدر المنثور للسيوطي:ج6ص ,559سورة السجدة. -4الدر المنثور للسيوطي:ج6ص ,560سورة السجدة ,وينظر التاريخ الكبير للبخاري:ج 4ص 241ح,2659باب الشين,وان للرواية جملة أجدها مهمة لم يذكرها المصنف وهي" َما َو َج ْدت ُ َها " حيث إن سبب النسيان انه لم يجدها؟. -5الدر المنثور للسيوطي:ج6ص ,560سورة السجدة.
256
التالوة ,وفيه قال السيد في الذريعة :ومثال نسخ التالوة دون الحكم غير مقطوع به ،ألنه من جهة خبر اآلحاد ،وهو ما روى أن من جملة القرآن "والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة" فنسخت تالوة ذلك)1(.
وقال العالمة في النهاية في مقام إثبات جواز نسخ التالوة :لنا العقل والنقل,إما العقل ,فالن التالوة حكم شرعي الخ ,وإما النقل فيما ورد من نسخ التالوة خاصة, فما روى من قوله تعالى سبحانه":الشيخ والشيخة إن زنيا فارجموهما البتّة نكاال من هللا" ,وذكر مثاال أخر يأتي ,ثم قال:وأ ّما نسخهما لما روي ّ أن سورة األحزاب كانت تعدل البقرة)2(.
وفي جامع المقاصد ,بعد حكمه بعدم تحريم مس منسوخ التالوة والحكم ما لفظه: وكذا المنسوخ تالوته دون حكمه ،كآية الشيخ والشيخة ،وهي" :الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكاال من هللا وهللا عزيز حكيم ،فإن حكمها باق وهو وجوب الرجم إذا كانا محصنين(.)3
وفي بعض كتب األصول :إن جميع هذه األقسام واقعة فيكون جائزة ,إما نسخ التالوة فقط فلما روى انه كان فيما انزل الشيخ والشيخة الخ ,وإما نسخهما فلما روى سورة األحزاب كانت تعدل سورة البقرة ,ونسخ ما عدا الموجود منها في المصاحف حكما وتالوة)4(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الذريعة للسيد المرتضى:ج 1ص,429فصل في جواز نسخ العبادة قبل فعلها. -2نهاية الوصول إلى علم األصول للعالمة الحلي:ج3ص,49-47المبحث ال ّرابع :في جواز نسخ التالوة دون الحكم وبالعكس. -3جامع المقاصد للمحقق الكركي:ج 1ص,271حكم مس المنسوخ حكمه خاصة. الرابع -4ينظر نهاية الوصول إلى علم األصول للعالمة الحلي:ج 3ص,51-49المبحث ّ :في جواز نسخ التالوة دون الحكم وبالعكس. 257
وقال الشيخ الطبرسي في أقسام النسخ :ومنها ما يرتفع اللفظ ويثبت الحكم كأية الرجم فقد قيل :إنها كانت منزلة ،فرفع لفظها(. )1
وأنت خبير بأنه ال داللة في تلك اإلخبار على نسخ تالوة هذه اآليات ,وال إشارة فيها إليه ,بل هي ما بين ما دل صريحا على أنهم أسقطوها عمدا وعصيانا من القران ,وبين ما دل على أنها ضاعت عنهم ولم يقدروا على أعيانها ,وبين ما دل على أنها أسقطوها لعدم اجتماعها للشرط الذي قرروه لجمعها في المصحف وهي شهادة العدليين ,وبين ما دل على أنها كانت منزلة من هللا قرانا فال بد من الحكم بطرو النسخ على تالوتها من إقامة دليل أخر ,وهو مفقود في المقام ,ولو وجد لكان معارضا ألكثر تلك اإلخبار ,وال بد من مالحظة الترجيح فيهما ,وهذا بعد تسليم وجود أصل هذا القسم في الشريعة ,وإال كما قويناه فهو مطروح من أول األمر, نعم روى السيوطي في اإلتقان ,في خصوص أية الرجم ما يوهم ذلك ,منها ما أخرجه الحاكم من طريق كثير بن الصلت ,قال :كان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص ,يكتبان المصحف ,فمرا على هذه اآلية ,فقال زيد :سمعت رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يقول":الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة" فقال عمر: لما نزلت أتيت النبي "صلى هللا عليه واله" فقلت :أكتبها؟ فكأنه كره ذلك ,فقال عمر :أال ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد ,وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم)2( .
ومنها ما أخرجه النسائي ,إن مروان بن الحكم قال لزيد بن ثابت :إال تكتبها في ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان للطبرسي:ج 1ص,338في "ما ننسخ من أية أو ننسها". -2مستدرك الحاكم:ج 4ص 400ح,8071كتاب الحدود. 258
ان؟ ولقد ذكرنا ذلك فقال عمر:إنا المصحف؟ قال :إال ترى إن الشابين الثيبين يُ ْر َج َم ِ أكفيكم ,فقال يا رسول هللا ,اكتب لي أية الرجم ,قال ال تستطيع)1(.
ومنها ما اخرج ابن الضريس في فضائل القران :عن يعلى بن حكيم ,عن زيد بن أسلم ,أن عمر خطب الناس فقال :ال تشكوا في الرجم فإنه حق ,ولقد هممت أن أكتبه في المصحف ,فسألت أبي بن كعب ,فقال أليس أتيتني وأنا أستقرئها رسول هللا "صلى هللا عليه واله" فدفعت في صدري وقلت تستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر! )2(.وفي الجميع نظر. إما األول :ففيه أوال :إن زيد بن ثابت كان زعمهم حاضرا في العرضة األخيرة, عالما بجميع ما نسخ تالوته ,ولذا استعانوا به في جمعهم ,فكيف أراد كتابتها حتى ردعه عمر؟ وثانيا :إن عمر هو الذي كان جازما ببقائها عازما على إثباتها في المصحف لو ال خشية الناس ,كما صرح به في إخبار كثيرة فكيف يروى نسخها؟ وثالثا :إن كراهته "ص" للكتابة ,لعلها المانع كان في الكاتب حين السؤال ,أو أراد تشريف غيره بها ,فقد كان "ص" يخص بعضهم ببعضها أو لغير ذلك ,وال يظهر منه كونه هو نسخ تالوتها! بل قوله :فكأنه كره ,ظاهر في عدمه ,إذ األنسب معه ردعه صريحا. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1السنن الكبرى للنسائي:ج 6ص 407ح,7110كتاب الرجم,نسخ جلد الثيب. -2وفق تتبعي والنسخة التي اطلعت عليها لم اعثر على الرواية في فضائل القران البن الضريس ,وهي مذكورة في اإلتقان للسيوطي:ج 3ص ,87النوع السابع واألربعون, في ناسخه ومنسوخه ,منقوال عن المصدر المذكور.
259
ورابعا :إن قول عمر ظاهر في إن سبب النسخ ,هو كون العمل على غير ظاهر اآلية من العموم ,وقد اعترف بذلك ابن حجر في شرح المنهاج :وفيه إن الزم ذلك نسخ جميع اآليات العامة في اإلحكام ,إذ من أية إال وهي مخصصة ,فان قوله
الزانِيَةُ َو َّ تعالىَّ ﴿ : الزانِي﴾ النور ,2:وهي أية الجلد ,مخصوص بالحرين البالغين البكرين غير محصنين)1(.
وخامسا:انه ال يقاوم ما مر في خصوص المقام ,وما ذكرنا في إبطال أصل النسخ, وبذلك كله ظهر ما في الخبر الثاني. وإما الثالث :فداللته على عدمه اظهر ,هذا وظهر أيضا إن ما في الكشاف بعد نقل الخبر عن أبي كما تقدم ,أراد أبي إن ذلك من جملة ما نسخ من القران ,وإما ما يحكى إن تلك الزيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة فأكلتها ألداجن ,فمن تأليف المالحدة والروافض)2(,تحكم ظاهر وتعصب واضح ,وليس في ألفاظ الخبر ما يوهم منه تلك اإلرادة ,وخبر الدواجن قد رواه أيضا إمام الشافعية الراغب في محاضراته ,بل في إخبارهم التي أوردناها غنى عن هذا الخبر وصريح رواية ثواب اإلعمال إن سورة األحزاب كانت متضمنة لفضائح القوم فال معنى لنسخ حكمها. كط :السيد في الذريعة()3والمحقق الثاني في جامع المقاصد( :)4روى عن عائشة أنها قالت :كان فيما انزل هللا سبحانه" :عشر رضعات يحرمن" فنسخن "بخمس" فان ذلك كان يتلى ذكراه مثال لنسخ الحكم والتالوة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1لم أقف على المصدر وفق تتبعي لكتب ابن حجر العسقالني أو ابن حجر الهيثمي . -2الكشاف للزمخشري:ج 3ص,518الجزء الثالث,سورة األحزاب. -3الذريعة :ج 1ص ,429-428فصل في جواز نسخ الحكم دون التالوة ونسخ التالوة دونه. -4جامع المقاصد :ج 1ص,271حكم مس المنسوخ حكمه خاص.
260
ل :الزيلعي في تبيان الحقائق في شرح كنز الدقائق ,كما نقله المعاصر المذكور: قال الشافعي :ال يحرم إال بخمس رضعات ,يعني مشبعات ,لما روي عن عائشة انها قالت :كان فيما انزل من القرآن "عشر رضعات معلومات يحرمن" ,ثم نسخن "بخمس معلومات" فتوفى رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وهن فيما يقرأ من القرآن ,رواه مسلم)1(.
ال :الشيخ الطبرسي في مجمع البيان ,وقد رويت أخبار كثيرة بأن أشياء كانت في القرآن ،فنسخ تالوتها ,فمنها ما روي عن أبي موسى ،أنهم كانوا يقرأون " :لو أن البن آدم واديين من مال ،البتغى إليهما ثالثا ،وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب ،ويتوب هللا على من تاب " ثم رفع)2(.
لب:احمد بن محمد السياري في كتاب القراءات ,بعد ذكر خبر سنده البرقي ,عن احمد بن النضر ,عن محمد بن مروان ,رفعه إليهم "عليه السالم" قال :وفي حديث أخر انه كان في سورة األحزاب "لو كان البن ادم واديان من ذهب البتغى لهما ثالثا ,وال يمأل نظر ابن ادم إال التراب ,ويتوب هللا على من تاب")3(. لج :الثقة الجليل فضل بن شاذان في اإليضاح في جملة كالم تقدم بعضه مثله)4(.
لد :السيوطي في االتقان ,عن عبيد قال :حدثنا عبد هللا بن صالح ,عن هشام بن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تبيين الحقائق في شرح كنز الدقائق لفخر الدين الزيعلي:ج 2ص,181كتاب الرضاعة. -2مجمع البيان للطبرسي:ج 1ص ,338في " ما ننسخ من أية أو ننسها ". -3القراءات للسياري:ص 112-111ح 429وح 430سورة األحزاب. -4اإليضاح البن شاذان:ص,221ما قيل في" لو كان البن ادم واديان ".
261
سعد ,عن زيد بن أسلم ,عن عطاء بن يسار ,عن أبي واقد الليثي ,قال :كان رسول هللا "صلى هللا عليه واله" إذا أوحي إليه أتيناه فعلمنا مما أوحي إليه ,قال: فجئت ذات يوم ,فقال :إن هللا يقول" :إنا أنزلنا المال ألقام الصالة وإيتاء الزكاة ولو أن البن آدم واديا ألحب أن يكون إليه الثاني ولو كان له الثاني ألحب أن يكون إليهما الثالث وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب ويتوب هللا على من تاب"( )1ونقله في الدر المنثور عن أحمد والطبراني في األوسط والبيهقي ِفي عن أبي َواقد مثله)2(. اإليمان َ شعب ِ
له :السيوطي في الدر المنثور ,على ما نقله المعاصر المذكور ,عن أَبُي عبيد واحمد وأبي يعلى والطبراني ,عن زيد بن أرقم ,قال :كنا نقرأ على عهد رسول هللا "صلى هللا عليه واله"" :لو كان البن آدم واديان من ذهب وفضة البتغى الثالث وال يمأل بطن ابن آدم إال التراب ويتوب هللا على من تاب")3(.
لو :الراغب في المحاضرات ,أثبت ابن مسعود في مصحفه" :لو كان البن آدم واديان من ذهب البتغى إليهما ثالثا ،وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب ،ويتوب هللا على من تاب")4(.
لز :وفي الدر المنثور ,أخرج أبو عبيد وأحمد ,عن جابر بن عبد هللا ,قال :كنا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 3ص,83النوع السابع واألربعون,في ناسخه ومنسوخه. -2الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص,257البقرة"."106 -3الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص , 257البقرة""106الرواية نقلها أبو داود وليس أبو عبيد ,نعم أبو عبيد نقلها واحمد عن جابر بن عبد هللا مثله . -4المحاضرات للراغب االصبهاني:ج 2ص ,448الحد العشرون في الديانات والعبادات ,ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما ادعى أنه من القرآن مما ليس في المصحف وما ادعى أنه منه وليس فيه. 262
نقرأ" :لو أن البن آدم ملء واد ماال ألحب إليه مثله وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب ويتوب هللا على من تاب")1(.
لح :وفيه :وأخرج البزار ,وابن الضريس ,عن بريدة :سمعت النبي "صلى هللا عليه واله" يقرأ في الصالة" :لو أن البن آدم واديا من ذهب البتغى إليه ثانيا ولو أعطى ثانيا البتغى إليه ثالثا ال يمأل جوف ابن آدم إال التراب ويتوب هللا على من تاب")2( .
لط :وفيه أخرج ابن األنباري ,عن ذر ,قال :في قراءة أبي بن كعب "ابن آدم لو أعطى واديا من مال اللتمس ثانيا ولو أعطى واديين من مال اللتمس ثالثا وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب ويتوب هللا على من تاب")3(.
م :السيوطي في اإلتقان عن ,عن الحاكم في المستدرك ,عن أبي بن كعب ,قال: قال لي رسول هللا"صلى هللا عليه واله" :إن هللا أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ:
ب َو ْال ُم ْ ش ِر ِكينَ ﴾ البينة ,1:ومن بقيتها" :لو ﴿لَ ْم َي ُك ِن الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن أَ ْه ِل ْال ِكتَا ِ أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه سأل ثانيا وإن سأل ثانيا فأعطيه سأل ثالثا وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب ويتوب هللا على من تاب وإن ذات الدين عند هللا الحنيفية غير اليهودية وال النصرانية ومن يعمل خيرا فلن يكفره")4(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص , 257البقرة""106وهذه الرواية التي نوهنا عنها قبل قليل. -2الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص , 258-257البقرة"."106 -3الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص , 258البقرة"."106 -4اإلتقان للسيوطي:ج 3ص,83النوع السابع واألربعون ,في ناسخه ومنسوخه.
263
ما :ابن األثير الجزري صاحب النهاية في اللغة ,في جامع األصول ,كما نقله الفاضل المذكور :عن أبي بن كعب,أن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قال :إن هللا أمرني أن اقرأ عليك القرآن ,وقرأ عليه﴿ :لَ ْم يَ ُك ِن الَّذِينَ َكفَ ُروا﴾ البينة,1: وقرأ فيها" :إن الدين عند هللا الحنيفية المسلمة ,ال اليهودية وال المجوسية ,ومن يعمل خيرا فلن يكفره" ,وقرأ عليه" :لو أن البن آدم واديا من مال البتغى إليه ثانيا ،ولو َّ أن له ثانيا ً ,البتغى إليه ثالثا ,وال يمال جوف ابن آدم إال تراب ,ويتوب هللا على من تاب" ,أخرجه الترمذي)1(.
مب :السيوطي في الدر المنثور كما نقله ,أخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححاه عن أبي بن كعب إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,قال :إن هللا
ب﴾ أمرني أن أقرأ عليك القرآن ,فقرأ﴿ :لَ ْم َي ُك ِن الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن أَ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ البينة ,1:فقرأ فيها "ولو أن ابن آدم سال واديا من مال فأعطيته ,لسأل ثانيا ,ولو سأل ثانيا فأعطيته لسأل ثالثا ,وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب ,ويتوب هللا على من تاب ,وإن ذات الدين عند هللا الحنيفية غير المشركة وال اليهودية وال النصرانية ,ومن يفعل ذلك فلن يكفره")2(.
مج :وفيه أخرج أحمد عن ,أبي بن كعب ,قال:قال لي رسول هللا "صلى هللا عليه
قرأ َعلَيْك فَقَ َرأَ عل َّي﴿ :لم يكن الَّذين كف ُروا من أهل واله"ِ :إن هللا أَمرنِي أَن أ َ َ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1جامع األصول البن األثير:ج 2ص 500ح ",972الركن الثاني :في المقاصد "حرف التاء الكتاب الثاني :في تالوة القرآن وقراءته الباب الثاني :في القراءات الفصل الثاني :فيما جاء من القراءات مفصال. -2الدر المنثور للسيوطي:ج 8ص,586البينة. 264
سول من هللا يَتْلُو صحفا ً ْالكتاب َو ْال ُم ْش ِركين منفكين َحتَّى تأتيهم ْالبَ ِيّنَة﴿َ ﴾1ر ُ مطهرة﴿ ﴾2فِي َها كتب قي َمة﴿َ ﴾3و َما تفرق الَّذين أُوتُوا ْالكتاب ِإ َّال من بعد َما
َجا َءتْ ُهم ْالبَيِّنَة﴿﴾4
البينة",إن الدين عند هللا الحنيفية غير المشركة وال اليهودية
وال النصرانية ,ومن يفعل خيرا فلن يكفره" ,قال شبعة :ثم قرأ آيات بعدها ,ثم قرأ "لو أن البن آدم واديا من مال لسأل واديا ثانيا ,وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب" ,قال :ثم ختم بما لقي من السورة)1(.
مد :وفيه :أخرج أحمد ,عن ابن عباس ,قال :جاء رجل إلى عمر يسأله ,فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة ,وإلى رجليه أخرى ,هل يرى عليه من البؤس! ثم قال له عمر :كم مالك؟ قال :أربعون من اإلبل ,قال ابن عباس :قلت :صدق هللا ورسوله لو كان البن آدم واديان من ذهب البتغى الثالث وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب ,ويتوب هللا على من تاب" فقال عمر :ما هذا ؟ فقلت :هكذا أقرأني أبي ,قال :فمر بنا إليه فجاء إلى أبي ,فقال :ما يقول هذا ؟ قال أبي :هكذا أقرأنيها رسول "صلعم" ,قال :إذا أثبتها في المصحف ؟ قال :نعم)2(.
مه:وفيه اخرج ابن الضريس ,عن ابن عباس ,قال :قلت :يا أمير المؤمنين :إن أبيا يزعم أنك تركت من كتاب هللا آية لم تكتبها ,قال وهللا ألسألن أبيا فان أنكر لتكذبن ,فلما صلى صالة الغداة غدا على أبي ,فأذن له وطرح له وسادة وقال: يـــــــــزعم هذا أنك تزعم أني تركت آية من كتاب هللا لم أكتبها ,فقال إني سمعت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدر المنثور للسيوطي:ج 8ص,586البينة. -2الدر المنثور للسيوطي:ج 8ص,587البينة.
265
رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يقول" :لو أن البن آدم واديين من مال البتغى إليهما واديا ثالثا ,وال يمأل جوف بن آدم إال التراب ,ويتوب هللا على من تاب, فقال أوأكتبها ؟ قال :ال أنهاك)1(.
مو :ثقة اإلسالم في الكافي ,علي بن محمد ،عن بعض أصحابه ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ,قال :دفع إلي أبو الحسن "عليه السالم "مصحفا ,وقال :ال ب﴾ البينة,1: تنظر فيه ،ففتحته وقرأت فيه﴿ :لَ ْم َي ُك ِن الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن أَ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ فوجدت فيها اسم سبعين رجال من قريش ,بأسمائهم وأسماء آبائهم ,قال :فبعث إلي ابو الحسن "عليه السالم" :ابعث إلي بالمصحف )2(.ويأتي عن الكشي مثله)3(.
من :احمد بن السياري في كتاب القراءات ,عن ابن أسباط ,عن علي بن أبي حمزة ,عن أبي بصير ,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال :سورة (لم يكن) كانت مثل البقرة وفيها فضيحة قريش فحرفوها)4(.
مح :فضل بن شاذان في اإليضاح :و رويتم (لم يكن الذين كفروا) كانت مثل سورة البقرة ,قبل أن يضيع منها ما ضاع ,فإنما بقي في أيدينا منها ثمان آيات أو تسع آيات الخ)5(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدر المنثور للسيوطي:ج 8ص,587البينة . -2الكافي للكليني:ج 2ص 631ح,16باب النوادر. -3اختيار معرفة الرجال:ص 589-588ح,1101في أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي . -4القراءات للسياري:ص 187ح ,680سورة لم يكن. -5اإليضاح البن شاذان:ص ,222-221ما قيل في سورة األحزاب وسورة لم يكن.
266
قلت :وهذه اإلخبار أيضا صريحة قي سقوط تلك اآلية ونقصان سورة (لم يكن) وان اآلية كانت مثبتة في مصحف أبى بن كعب ،وظاهر بعضها أن عدم إدخالها عمر في المصحف بعد عثورها عليه ,النفراد أبى بها وعدم شهادة غيره بها عنده, وليس في نسخ تالوتها أثر في تلك اإلخبار بعد الغض عن بطالن أصله ,بل صريح بعضهم أنهم حرفوا سورة (لم يكن) لسر الفضيحة عن أنفس القوم ,ثم كيف تنسخ اآلية وال يعلمه أبى وهو سيد القراء عندهم؟ !وقد أمر النبي "صلى هللا عليه واله" ,بقراءة تلك السورة وغيرها عليه كما تقدم ويأتي ،وكذا ابن مسعود الّذي أمروا بأخذ القرآن عنه ,وقد تقدم أنه أثبتها في مصحفه ,ويؤيد ما ذكرنا أن الشيخ فضل بن شاذان جعل تلك الروايات من مطاعنهم وفهم منها أن تلك اآلية وغيرها مما ذكرها قد سقطت عن أيديهم فقال :لئن كان األمر على ما رويتم ,فقد ذهب عامة كتاب هللا الّذي نزل على رسوله "صلىهللاعليه وآله" وأنتم تروون أن القرآن قد حفظه على عهد رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ستة نفر كلهم من األنصار, وأنه لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء إال عثمان ,فكيف ضاع القرآن وهؤالء النفر قد حفظوه بزعمكم وروايتكم؟! ثم روى بعضكم أن رسول هللا "ص" أمر عليا بتأليف القرآن فألفه وكتبه ,وإنما كان إبطائه عن أبى بكر بالبيعة على ما زعمتم تأليف القرآن ,فأين ذهب ما ألفه على عليه السالم حتى صاروا يجمعونه من أفواه الرجال؟! ومن صحيفة زعمتم كانت عند حفصة؟! الخ )1(.ولو صح وقوع أصل النسخ وجاز حمل تلك اإلخبار عليه كما يظهر من الشيخ الطبرسي والسيوطي لكان الطعن عليهم بما ذكره في غاية السخافة! مع إنا لم نجد في رواياتهم نسبة نسخها إلى احد غير ما رواه أبو عبيد ,عن حجاج عن حماد بن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإليضاح البن شاذان:ص,223-222ما قيل في"لو كان البن ادم واديان". 267
سلمة ,عن علي بن زيد ,عن أبي حرب بن أبي األسود ,عن أبي موسى األشعري ,قال :نزلت سورة نحو براءة ثم رفعت وحفظ منها " :أن هللا سيؤيد هذا الدين بأقوام ال خالق لهم ,ولو أن البن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ,وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب ,ويتوب هللا على من تاب" )1( .وفيه مضافا إلى كون رواية أبو موسى وتضمنه لرفع بعض اآليات وإزالتها عن جميع القلوب حتى قلب خاتم النبيين "صلى هللا عليه واله" كما صرح به من أجازه وفسر به قوله س ْخ ِم ْن آيَ ٍّة أ َ ْو نُ ْن ِس َها﴾ البقرة ,106:بحمل النسيان على ما يقابل تعالىَ ﴿ :ما نَ ْن َ
س ﴿ِ ﴾6إ َّال َما شَا َء َّ اَّللُ﴿﴾7 الذكر وأيده قوله تعالىَ ﴿ : سنُ ْق ِرئ ُ َك فَ َال تَ ْن َ األعلى,:وهذا مما ال نقول به ,كما قرر في محله ,وتضمنه لكون تلك اآلية من سورة أخرى غير سورة األحزاب وسورة لم يكن ,وهو مخالف لإلخبار الماضية الصريحة في كونها من احديهما عدم مقاومته لما مر من وجوه عديدة ,مضافا إلى معارضته مع خبر أخر عنه كما يأتي ,وظاهره انه نسي السورة ال أنها رفعت عن جميع القلوب فالحظ! ومنه ظهر ما في خبر الطبرسي ,بل الظاهر اتحاد الخبرين فتأمل. مط :الطبرسي في مجمع البيان( )2والعالمة في النهاية( )3عن أبي بكر أنه قال: كنا نقرأ من القران " ال ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ". ن :السيوطي في اإلتقان عن أبي عبيد قال :حدثنا حجاج ,عن سعيد ,عن الحكم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 3ص,83النوع السابع واألربعون,في ناسخه ومنسوخه. -2مجمع البيان ج 1ص,338في ما ننسخ من أية أو ننسها. الرابع:في جواز نسخ التالوة دون الحكم و بالعكس. -3نهايةاألصول:ج 3ص,48المبحث ّ 268
بن عتيبة ,عن عدي ,قال :قال عمر كنا نقرأ" :ال ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم" ,ثم قال لزيد بن ثابت أكذلك؟ قال :نَ َع ْم)1(.
نا :السيوطي في الدر المنثور ,كما نقله المعاصر سلمه هللا :أخرج ابن الضريس, عن ابن عباس ,قال :كنا نقرأ" :ال ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم وأن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم")2(.
نب :وفيه أخرج عبد الرزاق ,وأحمد ,وابن حبان ,عن عمر بن الخطاب ,قال :إن هللا بعث محمدا "صلى هللا عليه واله" بالحق ,وأنزل معه الكتاب ,فكان فيما أنزل عليه آية الرجم ,فرجم ورجمنا بعده ,ثم قال :قد كنا نقرأ "وال ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم")3(.
نج :وفيه أخرج الطيالسي ,وأبو عبيد والطبراني ,عن عمر بن الخطاب ,قال كنا نقرأ فيما نقرأ "ال ترغبوا عن آبائكم ,فإنه كفر بكم" ثم قال لزيد بن ثابت :أكذلك يا زيد؟ قال نعم)4(.
ند :البخاري في صحيحه ,في خبر طويل تقدم بعضه ,مع سنده في خطبة عمر وفيه :ثم إنا كنا نقرء فيما نقرء من كتاب هللاَ " :ال ترغبوا َعن آبائكم فَإِنَّهُ كفر بكم ان ترغبوا عن ابائكم")5(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االتقان للسيوطي:ج 3ص ,84-83النوع السابع واألربعون,في ناسخه ومنسوخه . -2الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص,258سورة البقرة. -3الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص,258سورة البقرة . -4الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص,258سورة البقرة . -5صحيح البخاري:ج8ص168ح,6830كتاب الحدود,باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت. 269
قلت :وهذه اآلية أيضا ذكرها الطبرسي,والعالمة,والسيوطي والنيشابوري ,في مثال منسوخ التالوة ,ولم اعثر على ما فيه إشارة إلى نسخها ,ولم يذكروا وجها له, فحالها كحال أخواتها وهللا العالم. نه :العالمة في النهاية في أمثلة منسوخ التالوة ,وعن انس بن مالك في قتلى بئر معونة "بلغوا إخواننا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا")1( .
نو :الطبرسي في مجمع البيان ,وعن انس :أن السبعين من األنصار الذين قتلوا ببئر معونة ،قرأنا فيهم كتابا " بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا ،وأرضانا) ثم إن ذلك رفع)2(.
نز :السيوطي في اإلتقان :عن صحيح مسلم والبخاري عن أنس في قصة أصحاب بئر معونة الذين قتلوا وقنت يدعو على قاتليهم قال أنس ونزل فيهم قرآن قرأناه حتى رفع "أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ")3(.
أقول :هذه طائفة من اإلخبار الدالة صريحا على سقوط بعض اآليات ونقصان بعض السور مما استشهد بمضمونها بعض األصحاب إلثبات وقوع منسوخ التالوة ,أو أدرجها فيه من ال يعبئا بقوله ,ويوجد في كتب العامة إخبار كثيرة غير ما نقلناه ,وقد حملها بعضهم عليه ,رأينا ذكرها في ضمن ما استخرجنا من كتبهم مما يدل على وقوع التغيير والتحريف في القران ,وإنما اقتصرنا هنا على ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الرابع :في جواز نسخ التالوة دون -1نهاية األصول للعالمة الحلي:ج 3ص,48المبحث ّ الحكم وبالعكس. -2مجمع البيان للطبرسي :ج 1ص,338في ما ننسخ من أية أو ننسها. -3اإلتقان للسيوطي:ج 3ص,84النوع السابع واألربعون:في ناسخه ومنسوخه.
270
ما أشار إليه األصحاب ,وهذه اإلخبار الكثيرة التي قد نافت على خمسين ,وفيها الصحيح وغيره ,وال معارض لها لما سنبين من ضعف ما تمسك به من منع من وقوع التغيير في القران ,وقد تلقاها جماعة بالقبول ,وان احملوها على غير ظاهرها ال يجوز طرحها لوجود شرائط الحجة فيها ,بل لو ادعى القطع بصحة مضمون قدر الجامع منها والمشترك بينهما ,وهو عدم اشتمال القران الموجود على تمام ما نزل قرانا لم يكن بعيدا ,ومن منع من وقوع منسوخ التالوة نظرا إلى عدم ورود خبر معتبر فيه ,مع اعترافه بداللة بعض ما عثر عليه مما مر على وجود النقيصة ,وانه لو كان معتبرا لكان دليال على وقوعه ,فقد قصر باعه عن االطالع على تلك اإلخبار الكثيرة القريبة من التواتر لتشتتها في محال غير معهودة ,وتفرقها في أماكن متباعدة ,وليس هذا ببعيد منهم وال طعنا عليهم ,كما سيأتي التنبيه عليه ,ومع ذلك فقد تحكم في حملها على ما ذكر لما عرفت من عدم داللة لها عليه ,وال إشارة فيها إليه ,بعد تسليم وقوع أصله في الشريعة ,ووجود فرد منه في القران ,ثم ال يخفى انه ال مجال لتوهم حمل تلك اإلخبار على ما حمل عليه جماعة ما يأتي من اإلخبار الدالة على التحريف والنقصان ,بكون المراد نقصان ما كان في مصحف أمير المؤمنين "عليه السالم" من التأويل والتفسير ,أو ما كان فيه من كالم هللا تعالى المنزل على غير وجه اإلعجاز المعبر عنه باألحاديث القدسية ,لكونها صريحة في سقوط أعيان المنزل على وجه اإلعجاز, ومن جميع ذلك ظهر انه ال مانع من القول بها والعمل عليها ,وقد تمسك يبعضها شارح الصحيفة والشيخ أبو الحسن الشريف وغيرهما إلثبات التحريف فراجع وتأمل ,وهللا ألعاصم من الخطأ الهادي من الرشاد.
271
الدليل الرابع: انه كان ألمير المؤمنين "عليه السالم" قرانا مخصوصا ,جمعه بنفسه بعد وفاة رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,وعرضه على القوم فاعرضوا عنه ,فحجبه عن أعينهم ,وكان عند ولده "عليهم السالم" يتوارثه إمام عن إمام ,كسائر خصائص اإلمامة وخزائن النبوة ,وهو عند الحجة عجل هللا فرجه ,يظهره للناس بعد ظهوره ويأمرهم بقراءته ,وهو مخالف لهذا القران الموجود من حيث التأليف وترتيب السور واآليات ,بل الكلمات أيضا ومن جهة الزيادة والنقيصة( )1حيث أن الحق مع علي "عليه السالم" وعلي مع الحق ,ففي القران الموجود تغيير من جهتين وهو المطلوب ,وتوضيح هذا الدليل يتوقف على إثبات أمور.
في بيان األمور الواضحة للدليل الرابع: أ :وجود مصحف مخصوص له "ع" في عرض مصاحفهم. ب :مخالفته للموجود من حيث الترتيب. ج :وجود الزيادة فيه ,وإنها من أعيان المنزل إعجازا ,إي نفس القران حقيقته ال من األحاديث القدسية وال من التغيير والتأويل. إما األول :فهو مقطوع به ال خالف ألحد فيه ,وقد صرح به كل من تعرض لحال األمة بعد النبي "صلى هللا عليه واله" وعليه روايات كثيرة تقدم بعضها ويأتي ما ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1أقول :وهذا تصريح واضح من المصنف على إن التحريف الذي طال القران ال يشمل النقص فقط؟. 272
بقي منها ,وقد مر في المقدمة األولى ما فيه كفاية وال يحتاج معه إلى إعادة الكالم. وإما الثاني :فهو أيضا مصرح به في كالم جماعة من الخاصة والعامة ,وقد مر قول المفيد في مسائل السروية انه "ع" إلفه بحسب ما وجب من تأليفه ,فقدم المكي على المدني ,والمنسوخ على الناسخ ,ووضع كل شيء منه في موضعه )1(,وقوله رحمه هللا في المقاالت :والموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم ,ومن عرف الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني لم يرتب بما ذكرناه)2(,
بل ادعى في موضع أخر :اتفاق األمامية على إن األئمة الضالل خالفوا في كثير من تأليف القران)3(,
وقال علي بن إبراهيم في أقسام القران :ومنه تقديم ومنه تأخير ,إلى إن قال :وإما التقديم والتأخير ,فان آية عدة النساء الناسخة قدمت على المنسوخة ,الن في التأليف قد قدمت آية " عدة النساء أربعة أشهر وعشرا " على آية " عدة سنة كاملة " ,وكان يجب أوال إن يقرأ المنسوخة التي نزلت قبل ,ثم الناسخة التي نزلت بعد ,ثم عد بعض األمثلة التي تأتي)4(, ومنه يظهر إن وجوب كون ترتيب القران على النحو الذي ذكره هو ,والمفيد كان معهودا بينهم وهو الموفق لالعتبار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1المسائل السروية للمفيد:ص,79المسألة التاسعة صيانة القرآن من التحريف. -2أوائل المقاالت للمفيد:ص "59" ,81القول في تأليف القرآن وما ذكر قوم من الزيادة فيه والنقصان. -3نفس المصدر:ص "10",46القول في الرجعة والبداء وتأليف القرآن. -4تفسير القمي :ج 1ص,8مقدمة المصنف. 273
وقال ألمجلسي رحمه هللا في تاسع بحاره بعد إثبات نزول أية التطهير في شأن أهل البيت "عليهم السالم" واالستدالل بها على عصمتهم ما لفظه :وأجاب المخالفون عن هذا الدليل بوجوه: األول :أنا ال نسلم أن اآلية نزلت فيهم ,بل المراد بها أزواجه "ص" لكون الخطاب في سابقها وال حقها متوجها إليهن ،ويرد عليه أن هذا المنع بمجرده بعد ورود تلك الروايات المتواترة من المخالف والمؤالف غير مسموع ,وأما السند فمردود بما ستقف عليه في كتاب القرآن مما سننقل من روايات الفريقين ,أن ترتيب القرآن الذي بيننا ليس من فعل المعصوم حتى ال يتطرق إليه الغلط ،إلى إن قال :ولعل آية التطهير أيضا وضعوها في موضع زعموا أنها تناسبه ،أو أدخلوها في سياق مخاطبة الزوجات لبعض مصالحهم الدنيوية ،وقد ظهر من اإلخبار عدم ارتباطها بقصتهن ،فاالعتماد في هذا الباب على النظم والترتيب ظاهر البطالن)1( .
السيوطي في اإلتقان :ومما استدل به لذلك أي لكون ترتيب السور من اجتهاد الصحابة اختالف مصاحف السلف في ترتيب السور ,فمنهم من رتبها على النزول ,وهو مصحف علي "عليه السالم" ,كان أوله اقرأ ,ثم المدثر ,ثم ن ,ثم المزمل ,ثم تبت ,ثم التكوير ,وهكذا إلى آخر المكي والمدني)2(.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار:ج 35ص,324الباب الخامس أية التطهير. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,216النوع الثامن عشر,في جمعه وترتيبه,والكالم ليس للسيوطي وإنما البن فارس نقله السيوطي في اإلتقان.
274
وتقدم قول ابن سيرين في جمعه "ع" :بلغني انه كتبه على تنزيله ,ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير )1(.ويدل على ذلك أيضا جملة من الروايات ,مثل ما رواه الشيخ المفيد في اإلرشاد :عن جابر ،عن أبي جعفر "عليه السالم" أنه قال: إذا قام قائم آل محمد "عليه السالم" ضرب فساطيط لمن يعلم الناس القرآن على ما أنزل هللا جل جالله ,فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم ،ألنه يخالف فيه التأليف)2(.
وما رواه علي بن إبراهيم ,عن أبيه ,عن يحيى بن أبي عمران ,عن يونس, عن أبي بصير والفضيل ,عن أبي جعفر "عليه السالم "قال :إنما نزلت أفمن كان على بينة من ربه ،يعني رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"" ويتلوه شاهد منه إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به" فقدموا وأخروا في التأليف)3(.
ورواه النعماني في تفسيره ,عن أمير المؤمنين "عليه السالم" وفي أخره فقدموا حرفا على حرف ،فذهب معنى اآلية)4(.
وعن مناقب ابن شهر أشوب ,إن النبي "صلى هللا عليه واله" قال في مرضه الذي توفى فيه لعلي"ع" :يا علي هذا كتاب هللا خذه إليك ،فجمعه علي "عليه السالم" في ثوب ,فمضى إلى منزله ,فلما قبض النبي "صلى هللا عليه وآله" جلس علـي "عليه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر االستيعاب البن عبد البر:ج 3ص,974تتمة حرف العين,باب عبد هللا""1633 عبد هللا أبي قحافة أبو بكر. -2اإلرشاد للمفيد:ج ص,386سيرة القائم"ع" عند قيامه. -3تفسير ألقمي:ج 1ص,324معاني األمة. -4تفسير النعماني أو رسالة المحكم والمتشابه المنسوب للشريف المرتضى علم الهدى :ص",18المحرف". 275
السالم" فألفه كما أنزله هللا وكان به عالما )1(.إلى غير ذالك مما يأتي في محله, وإما العامة فاجمعوا كما في اإلتقان:إن ترتيب اآليات الموجودة أي ترتيب التالوة كما بأيدينا توقيفي ثابت بأمر من النبي "صلى هللا عليه واله" وان جبرائيل"ع" كان يقول له"ص" ضع أية كذا فيأمر به أصحابه ,وانه مطابق للترتيب الذي كان في اللوح المحفوظ ومخالف لترتيب النزول )2(,واستدل له فيه بإخبار غير وافيه للمراد ,مع ضعفها ومخالفتها إلخبار الصادقين"ع" ,بل وفي رواياتهم أيضا ما يعارضها ,مثل قول عمر ,فيما أخرجه ابن أبي داود ,وقد مر في المقدمة األولى: لو كانت ثالث آيات لجعلتها سورة على حدة ,فانظروا أخر سورة من القران فألحقوها في أخره)3(.
وإما في ترتيب السور فوافقنا جمهورهم ,وزعموا إن الموجود إنما هو باجتهاد من الصحابة ,ويدل عليه أيضا بعض إخبارهم ,ويخالف فيه القاضي في احد قوليه والكرماني والزركشي )4(.واإلعراض عن كلماتهم بعد ما ظهر إن الرشد في خالفهم أولى. وإما الثالث :فاعلم إن وجود أصل الزيادة فيه مقطوع به في كلمات األكثرين حتى من المنكرين للتحريف ,كالصدوق وإتباعه ,واإلخبار فيه متواترة وستقف عليها, وإنما الكالم في إثبات أنها من أعيان المنزل لإلعجاز ,ال من باب تفسير اآليات وتأويل الكلمات والذي يدل عل ذلك أمور: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مناقب ابن شهر أشوب:ج 1ص "53" ,319فصل في المسابقة بالعلم. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,215النوع الثامن عشر,في جمعه وترتيب. -3المصاحف البن أبي داود:ص,111خبر قوله تعالى"لقد جاءكم رسول". -4لبيان االطالع على آراءهم ينظر اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,217-216النوع الثامن عشر ,في جمعه وترتيبه. 276
األول :ما ذكره غير واحد من األصحاب وبعض المخالفين ,في مقام إثبات كون ﴿بسم هللا الرحمن الرحيم﴾ أية من القران ,وجزء من كل سورة ,والرد على من ذهب إلى أنها ليست منه وإنما يأتي بها التالي والكاتب تيمنا وتبركا كقراءة البصرة والشام والمدينة ,إال قالون وفقهاء هذه األمصار كمالك ,وهو المشهور بين قدماء الحنفية ,واليه ذهب القاضي والبلخي وجماعة من األصوليين ,من اتفاق السلف على إثباتها في جميع المصاحف قديمة كانت أو حديثة ,بلون خطها مع مبالغة كل واحد منهم في تجريد القران عن غيره مما يوهم انه منه ,حتى أنهم غايروا ألوان التراجم ,ومنع قوم منهم العجم ,فعلم من ذلك أنها من القران عند جميعهم بال خالف من احد فيه ,وقال بعضهم :أنهم منعوا من كتابة أسماء السور واإلعشار وغيرها مما ليس منه ,قالوا :وال يجوز إن يكون كتابتها للفصل بين السور ,الن فيه تقرير اعتقاد ما ليس بقران ,قرانا ,وهو غير جائز ,وأمير المؤمنين "عليه السالم" أولى الناس بإعمال هذه القاعدة ,وتجريد قراءته عن غيره ,فان غرضه "ع" من جمعه وعرضه عليهم انتفاعهم به ,وان امتنعوا منه, ولم يكن "ع" ليوقعهم في محذور اعتقاد مخالفة الواقع بل عليها)1(.
الثاني :ظهور اإلخبار التي مرت في المقدمة األولى ,في انه "ع" جمع وألف القران الذي كان عند النبي "صلى هللا عليه واله" متفرقا في األلواح واألكتاف واالقتاب والصحف واألحجار وغيرها ,مما كان يكتبه الكتاب الذين عينهم لذلك, من غير تصرف فيه بالزيادة والنقصان ,والذي كان عنده هو أصل القران الذي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,271-267النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج . 277
نزل به الروح األمين ,كما هو صريح رواية علي بن إبراهيم ,وفرات بن إبراهيم, وما في العيون ,وصحيفة الرضا "ع" ,ولم يكن "صلى هللا عليه واله" ليذكر تأويل القران لهؤالء الذين مر إلى ذكرهم اإلشارة ,فثبت إن تمام مصحفه "عليه السالم" تمام ما نزل إعجازا ,ويؤيد هذا ما ورد :إن الحجة عجل هللا فرجه إذا قام ,اخرج للناس القران الذي جمعه جده "عليه السالم" ويأمر الناس بقراءته وهي كثيرة, وعن مناقب ابن شهر أشوب ,عن جبلة بن سحيم ,عن أبيه ,عن أمير المؤمنين "عليه السالم" قال :لو ثنيت لي الوسادة وعرف لي حقي ,ألخرجت مصحفا كتبته وأماله علي رسول هللا "صلى هللا عليه واله")1(.
الثالث :داللة ظواهر كثير من اإلخبار على إن كل ما في مصحفه من أصل القران :منها ما رواه الصدوق في العقائد من انه "عليه السالم" جمع القران ,فلما جاء به,فقال :هذا كتاب ربكم لم يزد فيه حرف ولم ينقص منه حرف )2(.ومنها قوله في رواية سليم :فهذا كتاب هللا عندي مجموعا لم يسقط عني منه حرف واحد )3(.ومنها قوله"ع" في خبر االحتجاج وسليم بن قيس :أيها الناس ،إني لم أزل منذ قبض رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" مشغوال بغسله ,ثم بالقرآن ,حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد ,فلم ينزل هللا تعالى على نبيه آية من القران إال وقد جمعتها ،وليست منه آية إال وقد أقرأنيها رسول هللا "صلى هللا عليـــــــه واله"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مناقب ابن شهر أشوب:ج 1ص,320فصل" "53في المسابقة بالعلم. -2االعتقادات للصدوق:ص,86باب االعتقاد في مبلغ القران. -3كتاب سليم بن قيس:ص ,209في أمير المؤمنين يقيم الحجة على المسلمين في عصر عثمان ,وينظر بحار األنوار:ج 89ص,41رسالة سعد بن عبد هللا األشعري ألقمي في أنواع آيات القران. 278
وعلمني تأويلها )1(.وال يخفى انه لو كان تأويلها مكتوبا معها لكان األنسب اإلشارة إليه ,بل الظاهر إن مقصوده "عليه السالم" من القراءة وتعليم التأويل ,إظهار تمام المعرفة بما يتعلق بظاهر إن القران وباطنه وبألفاظه ومعانيه ,ليتم الحجة عليهم وتشتد حاجتهم إليه ,ولم يبق لهم عذر في الرجوع إليه ,وهذا ينافي مع كتابة التأويل معه وعرضه عليهم ,إذ في تأويل القران تبيان لكل شيء وتفضيل لجميع ما يحتاج إليه الناس من المعارف واإلحكام ومعالم الحالل والحرام ,مع انه "عليه السالم" كيف يعرض عليهم تأويله وفيه من اإلسرار اإللهية واللطائف الغيبية واإلشارات الملكوتية ما ال يحتمله إال ملك مقرب ونبي مرسل أو مؤمن امتحن هللا قلبه لإليمان! بل فيه ما ال يحتمله هؤالء أيضا!.ومنها ما في تفسير البرهان للسيد المحدث التوبلي ,عن ابن شهر أشوب ,عن تفسير جابر بن يزيد ,عن اإلمام "عليه السالم" أثبت هللا بهذه اآلية والية علي بن أبي طالب ,الن عليا كان أولى برسول هللا "صلعم" من غيره ,ألنه كان أخاه ,كما قال في الدنيا واآلخرة ,ألنه أحرز ميراثه وسالحه ومتاعه وبغلته الشهباء وجميع ما ترك ,وورث كتابه من بعده قال
ص َ طفَ ْينَا ِم ْن ِعبَا ِدنَا﴾ فاطر,32: اب الَّذِينَ ا ْ هللا تعالى﴿ :ث ُ َّم أَ ْو َرثْنَا ْال ِكتَ َ وهو القرآن كله نزل على رسول هللا "صلى هللا عليه واله" .الخبر)2(.
ومنها ما في خبر المفضل ,إن الحسني يقول للحجة عجل هللا فرجه :إن كنت قائم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب سليم بن قيس :ص , 147قضايا السقيفة على لسان سلمان الفارسي,االحتجاج للطبرسي:ج 1ص , 107ترجمة سليم بن قيس الهاللي. -2تفسير البرهان لهاشم البحراني:ج 2ص,722ح,4391/99وينظر مناقب ابن شهر أشوب:ج ص ,18فصل في القرابة. 279
إل محمد ,فأين المصحف الذي جمعه جدك أمير المؤمنين "عليه السالم" بغير تغيير وال تبديل؟ )1(.ومنها ما في رواية أبي ذر المروية في االحتجاج أيضا ,إن عمر بعد خالفته قال :يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبي بكر ,حتى نجتمع عليه ،فقال "عليه السالم" :هيهات ليس إلى ذلك سبيل ،إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ،وال تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا ما جئتنا به ,فأن القرآن الذي عندي ال يمسه إال المطهرون )2(.ومنها قوله "ع" في خبر ابن الضريس :رأيت كتاب هللا يزاد فيه ,فحدثت نفسي إن ال البس ردائي للصالة حتى اجمعه )3(.ومنها قول"ع" في خبر عبد خير ,أقسمت إن ال ادع ردائي عن ظهري حتى اجمع ما بين اللوحين فما وضعت ردائي حتى جمعت القران )4(.ومنها قوله"ع" في رواية ابن شهر أشوب ,بعد ما جمع القران, وجاء إليهم ,ووضع الكتاب بينهم ,إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قال :إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب هللا و عترتي أهل بيتي ,وهذا الكتاب وانأ العترة )5(.إلى غير ذلك مما دل على إن ما جمعه"ع" وعرضه عليهم هو القران الذي هو حقيقة في ما نزل إعجازا ,وكانوا مأمورين بالتمسك به ,وله إحكام خاصة في الشرع ,والمركب منه ومن غيره تفسيرا كان أو تأويال أو حديثا قدسيا, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سلمان الحلي:ص.189 -2االحتجاج للطبرسي:ج 1ص,228خطب رابي ذر في الموسم وهو اخذ بحلقة باب المسجد يدعوا الناس إلى أهل البيت"ع" ويحدثهم بحديث السفينة والثقلين. -3فضائل القران البن الضريس:ص,36ح ,22باب فيما نزل من القرآن بمكة ،وما نزل بالمدينة . -4كنز العمال:ج 13ص151ح ,36473حرف الفاء تابع كتاب الفضائل من قسم األفعال تابع باب فضائل الصحابة فضائل علي,عن "أبو نعيم في الدالئل". -5مناقب ابن شهر أشوب :ج1ص,320باب في إمامة أمير المؤمنين,فصل في شرائطها. 280
ال يسمى قرانا وال كتاب هللا ,وصرف اللفظ عن حقيقته يحتاج إلى قرينة معتبرة مفقودة في المقام. الرابع :داللة بعض إخبار وجود الزيادة في مصحفه على إن تلك الزيادة من أصل القران ,فيتم المطلوب من وجهين :األول :إن وجود أية أو كلمة من الكالم المعجز في مصحفه زيادة على ما في المصحف الموجود كاف في ثبوت التغيير والتحريف فيه ,وال يحتاج إلى إثبات كون تمام ما في مصحفه من الزيادة من القران .الثاني :عدم القول بالفصل بين تلك الزيادات ,بكون بعضها من القران وبعضها من التفسير ,إن التأويل واألحاديث القدسية. أ :ما رواه السياري ,عن هشام ,عن الصادق "عليه السالم" في قوله عز وجل: "والمالئكة حول العرش يسبحون بحمد ربهم وال يفترون ويستغفرون لمن في األرض من المؤمنين" قلت ما هذا جعلت فداك؟ قال هذا القران كما انزل على
محمد بخط علي صلوات هللا عليما ,قلت إنا نقرأَ ﴿ :ويَ ْستَ ْغ ِف ُرونَ ِل َم ْن فِي ض﴾ الشورى ,5:قال :ففي األرض اليهود والنصارى والمجوس وعبدة ْاأل َ ْر ِ األوثان ,افترى إن حملة العرش يستغفرون لها! ,ونسبه الطبرسي في الجوامع إلى الصادق "عليه السالم")1(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب القراءات للسياري:ص 126ح 479سورة المؤمن,وكتبت اآلية خطأ ال من المصنف أو الناسخ على ما يبدو وإنما من كتاب القراءات حيث وضع السياري هذه الرواية مع سورة المؤمن(غافر) في حين إن اآلية تعود إلى سورة الشورى ونذكرها س َم َاواتُ َيتَفَ َّ س ِبّ ُحونَ بتمام لبيان الصورة قال تعالى ":ت َ َكاد ُ ال َّ ط ْرنَ ِم ْن َف ْوقِ ِه َّن َو ْال َم َالئِ َكةُ يُ َ ض ۗ أ َ َال ِإ َّن َّ الر ِحي ُم" الشورى,5: ور َّ اَّللَ ُه َو ْالغَفُ ُ بِ َح ْم ِد َر ِبّ ِه ْم َويَ ْستَ ْغ ِف ُرونَ ِل َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ وينظر تفسير جامع الجوامع للطبرسي:ج 3ص ,277سورة الشورى .
281
ب :ما رواه النعماني ,عن علي "عليه السالم" كأن بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القران كما انزل,قلت :يا أمير المؤمنين أوليس هو كما انزل ؟ فقال :ال محي من سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء إبائهم وما ترك أبو لهب إال لالزدراء على رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ألنه عمه)1(.
ج :ما رواه الكشي ,عن محمد بن الحسن ،عن محمد بن يزداد ،عن أبي زكريا يحيى بن محمد الرازي ،عن محمد بن الحسين ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،قال :لما أتي بأبي الحسن "عليه السالم" أخذ به على القادسية ولم يدخل الكوفة ،وأخذ به على البر إلى البصرة .قال :فبعث إلي مصحفا وأنا بالقادسية ،ففتحته فوقعت بين يدي سورة (لم يكن) فإذا هي أطول وأكثر مما يقرأها الناس ،قال :فحفظت منه أشياء قال :فأتى مسافر ومعه منديل وطين وخاتم، فقال :هات ،فدفعته إليه ،فجعله في المنديل ووضع عليه الطين وختمه ،فذهب عني ما كنت حفظت منه ،فجهدت أن أذكر منه حرفا واحدا فلم أذكره )2(.ورواه في الكافي كما يأتي. د :ما مر في خبر سليم ,إن الحسين "عليه السالم" قال لمعاوية :إن عمر أرسلني إلى علي "عليه السالم" ,إني أريد أن أكتب القرآن في مصحف ،فابعث إلينا ما كتبت من القرآن ,فقال :تضرب وهللا عنقي قبل أن يصل إليه,إلى إن قال :فمن قال يا معاوية -إنه ضاع من القرآن شئ فقد كذب ،هو عند أهله مجموع محفوظ)3(.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الغيبة للنعماني:ج 1ص 331ح,5باب .20 -2الكشي أو اختيار معرفة الرجال:ج 2ص 854ح ,1101في ترجمة أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي. -3كتاب سليم بن قيس:ص,369احتجاجات عبد هللا بن جعفر على معاوية. 282
إلى غير ذلك مما يأتي ويأتي أيضا مخالفة كثير من آيات مصحفه وكلماته لما هو الموجود. الخامس :انه ال يمكن كون بعض تلك الزيادة من غير القران كزيادة "وصالة
ص َالةِ ْال ُو ْس َ ط ٰى﴾ البقرة ,238:و"إل محمد على العصر" بعد قوله تعالىَ ﴿ :وال َّ العالمين" بعد قوله تعالىَ ﴿ :وآ َل ِع ْم َران﴾ إل عمران " ,33:أو بدله ,وعائذا بك"
ص ِرفَ ْ ار﴾األعراف,47: ار ُه ْم تِ ْلقَا َء أَ ْ بعد قوله تعالىَ ﴿ :و ِإذَا ُ ص ُ ص َحا ِ ت أَ ْب َ ب النَّ ِ "قالوا ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين" بعد قوله تعالى﴿ :أَلَ ْستُ ِب َر ِبّ ُك ْم﴾ األعراف,172:و"مظلما" بعد قوله تعالى﴿ :فَأ َ ْس ِر ِبأ َ ْه ِل َك ِب ِق ْ طعٍّ ِمنَ اللَّ ْي ِل﴾ اء ذِي ْالقُ ْربَ ٰى﴾ النحل ,90:و "ليعموا الحجر,65:و "حقه" بعد قوله تعالىَ ﴿ :وإِيتَ ِ اك إِ َّال فِتْنَةً فيهم" بعد قوله تعالىَ ﴿ :و َما َجعَ ْلنَا الرؤْ يَا الَّتِي أ َ َر ْينَ َ ُّ اس﴾اإلسراء" ,60:وكان كافرا" بعد قوله تعالى﴿ :فَ َكانَ أ َ َب َواهُ ُمؤْ ِمنَي ِْن﴾ ِللنَّ ِ سو ٍّل س ْلنَا ِم ْن قَ ْب ِل َك ِم ْن َر ُ الكهف ",80:وال محدث" بعد قوله تعالىَ ﴿ :و َما أ َ ْر َ ِيرتَ َك ي ٍّ﴾الحج " ,52:ورهطك المخلصين " بعد قوله تعالىَ ﴿ :وأَ ْنذ ِْر َ عش َ َو َال نَبِ ّ ْاأل َ ْق َر ِبينَ ﴾الشعراء " ,214:وهو أب لهم " بعد قوله تعالىَ ﴿ :وأ َ ْز َوا ُجهُ أ ُ َّم َهات ُ ُه ْم﴾ األحزاب" ,6:وأصلياها فال تموتان فيها وال تحييان " بعد قوله تعالىَ ٰ ﴿ :ه ِذ ِه َج َهنَّ ُم ِب بِ َها ْال ُم ْج ِر ُمونَ ﴾الرحمن " )1(,43:ومنكم " بعد قوله تعالى﴿ :فَيَ ْو َمئِ ٍّذ الَّتِي يُ َكذّ ُ ع ْن ذَ ْن ِب ِه﴾ الرحمن " ,39:وانه فيه إلى أخر الدهر " بعد قوله َال يُ ْسأ َ ُل َ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1جاءت اآلية في هذه النسخة خطأ على النحو التالي"هذه جهنم التي كنتم بها تكذبان" ولدى الرجوع لكتاب الكافي :ج 89ص,64التحريف في اآليات ,وجدت نفس الخطأ.
س ٍّر﴾ العصر.2: سانَ لَ ِفي ُخ ْ اإل ْن َ -2تعالىِ ﴿ :إ َّن ْ ِ 283
س ٍّر﴾ العصر .2:وأوضح من جميع ذلك ما ورد في سانَ لَ ِفي ُخ ْ اإل ْن َ تعالىِ ﴿ :إ َّن ْ ِ
إنكار بعض الكلمات الموجودة ,وإنها مبدلة مغيرة مثل تكذيب قراءة ﴿ َوأَ ْنت ُ ْم أَذِلَّةٌ﴾ إل عمران,123:وإنما هو "وانتم ضعفاء" ,ففي إخبار كثيرة ال يجوز وصفهم بأنهم "أذلة" أو ما كانوا أذلة وفيهم رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وما أذل هللا ورسوله قط ,وما ورد في تكذيب قراءة ﴿ َخي َْر أ ُ َّم ٍّة ﴾ إل عمران ,123:واألصل
ي ق﴾ المائدة,6:واألصل "من المرافق" ,وقراءة ﴿ذَ َو ْ "أئمة" ,وقراءة ﴿إِلَى ْال َم َرافِ ِ ع ْد ٍّل﴾ الطالق ,2:واألصل "ذوا عدل" ,وقراءة ﴿الَّذِينَ فَ َّرقُوا دِينَ ُه ْم﴾ َ ع ِن ْاأل َ ْنفَا ِل﴾ األنفال,1: اإلنعام ,159:واألصل " فارقوا " ,وقراءة ﴿يَ ْسأَلُون ََك َ
ار َو ْال ُمنَافِ ِقينَ ﴾ واألصل "يسألونك األنفال " ,وقراءة ﴿ َجا ِه ِد ْال ُكفَّ َ اب َّ اَّللُ َ التوبة ,73:واألصل "بالمنافقين" ,وقراءة ﴿لَقَ ْد تَ َ ع َلى النَّ ِب ّ يِ اج ِرينَ ﴾ التوبة ,117:واألصل "بالنبي على المهاجرين" ,وقراءة ﴿ ُخ ِلّفُوا﴾ َو ْال ُم َه ِ التوبة ,118:واألصل " خالفوا " ,وقراءة ﴿لَهُ ُم َع ِقّ َب ٌ ات ِم ْن َبي ِْن يَدَ ْي ِه َو ِم ْن خ َْل ِف ِه َي ْحفَ ُ ظونَهُ﴾ الرعد ,11:واألصل "له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه" ي ﴾إبراهيم ,41:واألصل "ولولدي " ,وقراءة وقراءة ﴿ َربَّنَا ا ْغ ِف ْر ِلي َو ِل َوا ِلدَ َّ اج َع ْلنَا ِل ْل ُمت َّ ِقينَ ِإ َما ًما﴾ الفرقان ,74:واألصل "واجعل لنا من المتقين" ,وقراءة ﴿ َو ْ ت ْال ِج ُّن أ َ ْن لَ ْو َكانُوا﴾ سبأ ,14:واألصل "تبينت اإلنس إن الجن ﴿فَلَ َّما خ ََّر تَبَيَّنَ ِ لو كانوا" ,وقراءة ﴿ َوت َ ْجعَلُونَ ِر ْزقَ ُك ْم﴾ الواقعة" ,82واألصل "شكركم" ,وقراءة
صغ ْ َت قُلُوبُ ُك َما﴾ التحريم,4:واألصل "زاغت" ,وقراءة ﴿فَ َما يُ َك ِذّبُ َك بَ ْعدُ﴾ ﴿ َ التين ,7:واألصل "فمن يكذبك" ,واإلخبار في التكذيب واإلنكار لكون الموجود مما ذكر هو المنزل وانه في مصحفه وقراءتهم "ع" كما ذكر كثيرة وغير قابلة 284
أيضا للحمل على تعدد القراءات ,بناء على القول بها ,وان ما في مصحفه "ع" احد وجوها كما ال يخفى على المنصف الخبير.
في تأويل الصدوق الزيادات بكونها من األحاديث القدسية. أقول :وزعم الشيخ من منكري التغيير ,إن تلك الزيادات من األحاديث القدسية, والمحقق ألكاظمي في شرح الوافية ,حملها على البيان والتأويل تبعا لما نقله المفيد عن بعض أهل اإلمامة كما مر ,وأخرى على بعض وجوه القراءات ,وإحدى السبعة األحرف التي زعموا إن القران نزل عليها ,وان تلك القراءة مختصة بهم "عليهم السالم" فقال األول في عقائده :إنه قد نزل من الوحي الذي ليس بقرآن ،ما لو جمع إلى القرآن ,لكان مبلغه مقدار سبعة عشر ألف آية ,وذلك مثل قول جبرئيل"ع" للنبي "صلى هللا عليه واله" :إن هللا يقول لك :يا محمد دار خلقي مثل ما إداري ,ومثل قوله :اتق شحناء الناس وعداوته.ومثل قوله:عش ما شئت فإنك ميت ،وأحبب ما شئت فإنك مفارقه ،واعمل ما شئت فإنك مالقيه .وشرف المؤمن صالته بالليل ،وعزه كف األذى عن الناس ,ومثل قول النبي "صلى هللا عليه واله" ما زال جبرائيل يوصيني بالسواك حتى خفت أن أدرد وأحفر ،وما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ،وما زال يوصيني بالمرأة حتى ظننت أنه ال ينبغي طالقها ،وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه سيضرب له أجال يعتق به ,ومثل قول جبرائيل للنبي "صلى هللا عليه واله" حين فرغ من غزوة الخندق :يا محمد إن هللا تبارك وتعالى يأمرك أن ال تصلي العصر إال ببني قريظة, ومثل قوله"ص" :أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض ,ومثل قوله "ص" :إنا معاشر األنبياء أمرنا أن ال نكلم الناس إال بمقدار عقولهم ,ومثل قوله "ص" :إن جبرائيل أتاني من قبل ربي بأمر قرت به عيني ،وفرج به صدري 285
وقلبي ،قال :إن هللا عز وجل يقول :عليا أمير المؤمنين ،وقائد الغر المحجلين, ومثل قوله "ص" :نزل علي جبرائيل فقال :يا محمد إن هللا تعالى قد زوج فاطمة عليا من فوق عرشه ،وأشهد على ذلك خيار مالئكته ،فزوجها منه في األرض، وأشهد على ذلك خيار أمتك,ومثل هذا كثير ،كله وحي ليس بقرآن ،ولو كان قرآنا لكان مقرونا به ،وموصال إليه غير مفصول عنه كما إن أمير المؤمنين "عليه السالم" جمعه ،فلما جاءهم به قال:هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم ،لم يزد فيه حرف ،ولم ينقص منه حرف ,فقالوا :ال حاجة لنا فيه ،عندنا مثل الذي عندك. فانصرف وهو يقول :فنبذوه اآلية .الخبر )1(.انتهى كالمه وقوله قد نزل من الوحي ..الخ ,إشارة إلى ما رواه الكليني وغيره كما يأتي ,إن القران الذي جاء به جبرائيل"ع" عشر إلف أية ,مع إن الموجود منه على القول المعروف ستة أالف أية ومائتان أية وست وثالثون أية.
في االعتراض على الشيخ الصدوق. فحمل القران في هذا الخبر على تمام ما أوحى إليه صلوات هللا عليه واله سواء كان مما أريد بألفاظه اإلعجاز أو ال ,وفيه: أوال :إن القران حقيقة فيما نزل عليه "ص" لإلعجاز ,واآلية طائفة معينة منه, فإخراجهما عن حقيقتهما بال صارف وقرينته غير جائز ,ولم يحضرني مورد استعمل في الحديث القدسي أو األعم منه كما ادعاه في المقام. وثانيا :إن الذي يظهر من اإلخبار الكثيرة التي مر ذكرها ,إن تلك الزيادات التـي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االعتقادات للصدوق:ص,86-84باب 32االعتقاد في القران.
286
كانت في مصحفه "عليه السالم" من اإلسرار المخزونة عندهم "عليهم السالم" لم يظهروها ولن يظهروها إلى إن يقوم الحجة عجل هللا فرجه ,وفي حديث أبي ذر: إن أمير المؤمنين "عليه السالم" قال لعمر :إن القران الذي عندي ال يمسه إال المطهرون من ولدي ,فقال عمر :هب وقت إلظهاره معلوم فقال"ع" نعم إذا قام القائم من ولدي الخبر )1(.وإنما أشار إلى كلمات قليلة منها وبعض اآليات المحرفة ,من باب المثال والتحسر لضياع حقهم"ع" بما صنعه األولون ,وإما األحاديث القدسية فهي معروفة مشهورة ذكروها للناس ,وقد جمع منا الشيخ المحدث الحر ألعاملي قدس هللا سره مما يقارب من نصف القران الموجود, وسماها الجواهر السنية في األحاديث القدسية. وقال معاصره الفاضل المتبحر الميرزا عبد هللا األصفهاني تلميذ العالمة ألمجلسي صاحب رياض العلماء في ديباجة الصحيفة الثالثة :ولكن كلها مجرد وهم وخيال, وذلك ألنه قد صنف بعض األصحاب قبله مثل ما إلفه وزاد عليه بكثير ,ومع ذلك لم يحط هو وال هذا الشيخ المعاصر أيضا بجميع ما ورد من األحاديث القدسية كما ال يخفى على من تتبع وتأمل وأعاد وانعم النظر وأجاد )2(,ولكن كلها مجرد وهم وخيال ,وذلك ألنه قد صنف بعض األصحاب قبله مثل ما إلفه وزاد عليه بكثير, ومع ذلك لم يحط هو وال هذا الشيخ المعاصر أيضا بجميع ما ورد من األحاديث القدسية كما ال يخفى على من تتبع وتأمل وأعاد وانعم النظر وأجاد .انتهى)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي :ج 1ص ,228خطب رابي ذر في الموسم وهو اخذ بحلقة باب المسجد يدعوا الناس إلى أهل البيت"ع" ويحدثهم بحديث السفينة والثقلين. -2رياض العلماء وحيض الفضالء للميرزا االصبهاني :ج 5ص 63حرف الميم. -3لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور.
287
قلت :وهو السيد المحدث الجليل السيد خلف بن السيد عبد المطلب الحسني المشعشي الحويزي ,وسمي كتابه هذا بالبالغ المبين على ما صرح به في ترجمته ,ثم إن الموجود منها في الجواهر السنية لعله يساوي أو يزيد على العدد المذكور فكيف صار جميعها بأيدي الناس ,وقد نصوا على أنها من المخزونان المكنونات عندهم "عليهم السالم" ()1
وثالثا :انه ال يجوز إن يكون تمام اآلية من القران وكلمة منها مثال من األحاديث القدسية على ما يظهر ,مما دل على انه كان أو سقط من أية كذا الكلمة الفالنية, وقد مر ويأتي انه كان في القران سبعة أو سبعون من قريش بأسمائهم ترك منها أبو لهب ,وكلمة أبي لهب من القران حقيقة وكذا غيرها. ورابعا :إن األحاديث القدسية إضعاف ما ذكر من العدد كما ال يخفى على من تأمل في عمر النبي "صلى هللا عليه واله" ,وما صدر منه في تلك المدة من األقوال والحركات والغزوات والبذل والعزل والنصب والوعظ والوصايا وغير ذلك ,مما كان أكثره بوحي منه مما يدخل في سلك األحاديث القدسية على ما يظهر من جملة من تلك المواضع فالحظ وتأمل. وخامسا :إن قوله ولو كان قرانا ..الخ .إن كان غرضه دعوى توفر الدواعي على ما نقله قرانا لو كان كذلك فيأتي الجواب عنه مفصال إن شاء هللا تعالى ,وقد مر إجماال في الدليل الثاني ,وان كان غرضه كون ذلك من إحكام القران ,وانه كان يجب عليهم جمعهما في مصحف واحد ,فحيث لم يفعلوا علم انه ليس منه ,ففيه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1لم أتوصل لنسخة من الكتاب المذكور.
288
إن من كان مؤتمرا بجميع أوامر هللا ومنتهيا عن مناهيه ,قد جمع بينهما في مصحف ,وصرح بأنه كتاب هللا كما هو ظاهر عبارته ,وإما القوم فعدم إطاعتهم لتلك األوامر التي كانت على خالف هواهم غير عزيز في اإلسالم وتجارتهم في إخفاء ما يبطل دعواهم ليس ببدع من القول وال ينكر في الكالم. وسادسا :إن قوله :كما إن أمير المؤمنين "عليه السالم" ..الخ .دليل لنقيض مدعاه إذ يقال حينئذ انه لو لم يكن قرانا لما جمع بينهما ,ولما قال :انه كتاب ربكم الظاهر في القران ,وقد مر استظهار أخر من ذيل الخبر فتأمل.
في نقل كالم السيد الشارح للوافية. وقال الثاني في شرح الوافية ( :)1إما رد ما جمعه أمير المؤمنين "عليه السالم" فإنما كان للذب عن مناصبهم التي ابتزوها منه ,والستر على فضائحهم التي عرفوها فيه ,فقد جاء أنهم قالوا :دعه ,فقال :إن قبلتموه فاقبلوني معه فان فيه حقنا ووجوب طاعتنا ,وقد قال"ص" :إني تارك فيكم الثقلين لن يفترقا ,فقال له الثاني :ال حاجة لنا به ,خذه معك كي ال يفارقك ,وإنهم لما فتحوه وجدوا فيه فضائح القوم وأسماء المنافقين وأعداء الدين واسروا النجوى ,إن قد جاءكم بما فيه فضائح المهاجرين واألنصار ,فردوه وأبوا إن يأخذوه ,وذلك لما اشتمل عليه من التأويل والتفسير, وقد كان عادة منهم إن يكتبوا التأويل مع التنزيل ,ال إن ذلك كله كان في التنزيل, والذي يدل على ذلك قوله"ع" في جواب زنديق :ولقد جئتم بالكتاب كامال مشتمال على التأويل والتنزيل ,والمحكم والمتشابه ,والناسخ والمنسوخ ,فانه صريح في إن الذي جاءهم به ليس تنزيال كله ,ويـــــــؤيده ما اشتهر من إن الذي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تعذر تخريج قول ألكاظمي كون نسخة الكتاب التي عثرت عليها مخطوطه . 289
جاءهم به كان مشتمال على جميع ما يحتاج إليه حتى ارش الخدش ,ومن المعلوم إن صريح القران غير مشتمل على ذلك كله ,وأي غرض يدعوهم إلى إسقاط ما يدل على اإلحكام وسائر العلوم ,وهم اشد الناس حاجة إلى ذلك ,مع انه قد جاء في جواب الزنديق أيضا :أنهم اسقطوا ما كان عليهم على أنهم لو اشتمل على ذلك صريحا لم يبق لحاجة اإلمام وجه ,فكل خبر دل على اختصاص علوم القران بهم وحاجته إلى القيم لبيانه ,دليل على عدم صراحته في ذلك ,وانه هذا أو مع ذكر بعض األسماء, وإما ما نطق به معظم اإلخبار من دعوى ثبوت بعض األسماء ,كاسم علي وال محمد "عليهم السالم" كما في "بلغ ما انزل إليك في علي" "وسيعلم الذين ظلموا إل محمد" وأسماء بعض المنافقين ,فقد يجوز إن يكون ذلك وجها من الوجوه التي نزل بها الكتاب ,وأباح هللا لنبيه "صلى هللا عليه واله" إن يقرأ بها وبغيرها المسماة لديهم بالحروف السبعة ,إلى إن قال :فان قلت :حديث نزول القران بالحروف السبعة إنما يعرف فيهم ,وقد كذبه الرضا "عليه السالم" وقال :كذبوا إنما هو واحد نزل من عند الواحد. قلت :إن تم هذا وسيجيء الكالم عليه في القراءات ,قلنا :إنما نزل بهذه الزيادات كما قالوا"ع" فكان واحدا ,لكنه منع إن يلقيه بهذه الزيادة إال إليهم أوالى محبيهم ,وأمر إن يجرده منها إذا ألقاه إلى السواد للحكمة المقتضية لذلك ,إلى إن قال :فان قلت :هذا قول بالسقوط فان النفاة يدعون إن ما بين الدفتين جميع ما نزل. قلت :المراد جميع ما ألقى إلى الناس وانه لم يبلغ أكثر من ذلك ,وأسقطوه لما أشار إليه السيد من توفر الدواعي ,إلى إن قال :فان قلت :إن كان العلم بهذه الزيادات مقصورا عليهم وعلى خاصتهم فكيف صح ألمير المؤمنين "عليه السالم" إن يأتيهم بها؟ أيأتيهم بما ال يعلمون ليكذبوه؟.
290
قلت :إن لم يأتيهم به على انه تنزيل فقد جاءهم به على انه بيان وتأويل ,وقد بينا أنهم مما يكتبون التأويل مع التنزيل إلى أخر ما ذكره مما يأتي.
في وجوه االعتراض على شارح الوافية. أقول :مستمدا من إل الرسول "عليهم السالم" إما قوله :فقد جاء أنهم قالوا له :دعه.. الخ .فليته أشار إلى من رواه ومحل رآه ,وقد جمعت ما ورد في هذا الباب في المقدمة ولم نعثر على هذا الخبر مع غاية بذل الجهد والتفحص في الكتب المعتمدة ,مع إن سبب ردهم تضمنه لفضائحهم كما مر وأشار إليه بقوله واسروا ..الخ .فكيف يقولون له دعه؟ نعم مر إن الثاني طلبه في خالفته ليعدمه ,فأبي "عليه السالم" إن يمسه , وإما قوله :وذلك لما اشتمل عليه ,إلى قوله :والذي يدل على ذلك ..الخ. ففيه :أوال :إن الخبر ال يدل على إن ذلك كان عادتهم منهم ,وإنما دل على إن ما جاء "ع" به كان مشتمال عليه .وثانيا :إن في مواضع من هذا الخبر داللة واضحة صريحة على نقصان أصل القران وحينئذ البد من التصرف في هذا اللفظ المعارض له بظاهره لوجوب حمل الظاهر على األظهر ,بل النص كما ال يخفى. أ :قوله"ع" في موضع :إن الكناية عن أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القران ليست من فعله تعالى ,وإنها من فعل المغيرين والمبدلين الذين جعلوا القران عضين ,واعتاضوا الدنيا من الدين ،وقد بين هللا تعالى قصص المغيرين بقوله قصص
ب ِبأ َ ْي ِدي ِه ْم ث ُ َّم يَقُولُونَ ٰ َهذَا ِم ْن المغيرين بقوله تعالى﴿ :فَ َو ْي ٌل ِللَّذِينَ يَ ْكتُبُونَ ْال ِكتَا َ ِع ْن ِد َّ اَّللِ ِليَ ْشت َ ُروا بِ ِه ثَ َمنًا قَ ِلي ًل﴾ البقرة ,75:وبقولهَ ﴿ :وإِ َّن ِم ْن ُه ْم لَفَ ِريقًا يَ ْل ُوونَ ض ٰى ِمنَ ْالقَ ْو ِل﴾ أَ ْل ِسنَتَ ُه ْم ِب ْال ِكتَا ِ ب﴾ إل عمران ,78:وبقولهِ ﴿ :إ ْذ يُ َب ِيّتُونَ َما َال يَ ْر َ النساء ,108:بعد فقد الرسول مما يقيمون به أود باطلهم ,حسب ما فعلته 291
اليهود والنصارى بعد فقد موسى وعيسى من تغيير التوراة واإلنجيل ،وتحريف الكلم
عن مواضعه ،وبقوله﴿ :يُ ِريدُونَ أَ ْن يُ ْ اَّللِ ِبأ َ ْف َوا ِه ِه ْم َويَأْبَى َّ ور َّ اَّللُ إِ َّال أ َ ْن ط ِفئُوا نُ َ ورهُ َولَ ْو َك ِرهَ ْال َكا ِف ُرونَ ﴾ التوبة ,32:يعني :أنهم أثبتوا في الكتاب ما لم يقله هللا, يُ ِت َّم نُ َ ليلبسوا على الخليقة ,فأعمى هللا قلوبهم حتى تركوا فيه ما دل على ما أحدثوه فيه وحرفوا فيه)1(.
ب :وقوله"ع" في موضع أخر منه :وإنما جعل هللا تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي ال يعلمها غيره ،وغير أنبيائه وحججه في أرضه ،لعلمه بما يحدثه في كتابه المبدلون ،من إسقاط أسماء حججه منه ،وتلبيسهم ذلك على األمة ,ليعينوهم على باطلهم ،فأثبت به الرموز ،وأعمى قلوبهم وأبصارهم ،لما عليهم في تركها وترك غيرها ،من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه(2
ج :قوله"ع" :ولو علم المنافقون لعنهم هللا ما عليهم من ترك هذه اآليات التي بينت لك تأويلها ,ال سقوطها مع ما أسقطوا منه ،ولكن هللا تعالى ،ماض حكمه بإيجاب جةُ ا ْل َبا ِلغَةُ﴾ اإلنعام,149: الحجة على خلقه ،كما قال هللا تبارك وتعالى﴿ :فَ ِللَّ ِه ْال ُح َّ أغشى أبصارهم وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك ,فتركوه بحاله وحجبوا عن تأكيد الملتبس بإبطاله)3( ، ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج 1ص,371-370في إن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف وال زيادة ,وتأكيدا لما سبق فان المصنف والمصدر ذكروا اآلية من "الذين" بال التعريف في حين هي بالمين وعدم ذكر "فويل". -2نفس المصدر ص.376 -3نفس المصدر ص.376
292
د :قوله"ع" :ثم إن هللا جل ذكره لسعة رحمته ،ورأفته بخلقه ،وعلمه بما يحدثه المبدلون من تغيير كتابه ،قسم كالمه ثالثة أقسام ،فجعل قسما منه :يعرفه العالم والجاهل وقسما :ال يعرفه إال من صفى ذهنه ،ولطف حسه ،وصح تميزه ،ممن شرح
علَ ٰى إِ ْل َيا ِسينَ ﴾ س َال ٌم َ هللا صدره لإلسالم ،وعد"ع" من هذا القسم قوله تعالىَ ﴿ : الصافات ,130:قال "عليه السالم" :ألن هللا تعالى سمى النبي "صلى هللا عليه وآله" س ِلينَ ﴿ ﴾3يس, آن ْال َح ِك ِيم ﴿ِ ﴾2إنَّ َك لَ ِمنَ ْال ُم ْر َ بهذا االسم حيث قال﴿ :يس ﴿َ ﴾1و ْالقُ ْر ِ لعلمه بأنهم يسقطون قول" :سالم على آل محمد" كما أسقطوا غيره)1(.
ه :قوله"ع" :وأما ظهورك على تناكر قولهَ ﴿:و ِإ ْن ِخ ْفت ُ ْم أَ َّال ت ُ ْق ِس ُ طوا ِفي ْاليَتَا َم ٰى فَا ْن ِك ُحوا َما َ اء﴾ النساء ,3:وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح س ِ ط َ اب لَ ُك ْم ِمنَ النِّ َ النساء .وال كل النساء أيتام ،فهو مما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن، وبين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن, وقوله "ع" :ولو شرحت لك كلما أسقط وحرف وبدل ما يجرى هذا المجرى لطال وظهر ما يخطر التقية إظهاره من مناقب األولياء ومثالب األعداء(.)2
ز :قوله"ع" :وأنزل ﴿ ِإنَّ َما َو ِليُّ ُك ُم َّ اَّللُ﴾ المائدة ,55:اآلية وليس بين األمة خالف أنه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج 1ص, 377في إن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف وال زيادة. -2نفس المصدر ص ,378-377أول كلمة من أية النساء جاءت خطأ "فأن" من المصنف والمصدر والصحيح"وان" .
293
لم يؤت الزكاة يومئذ أحد منهم وهو راكع غير رجل ،ولو ذكر اسمه في الكتاب ألسقط مع ما أسقط من ذكره ,وهذا وما أشبه من الرموز التي ذكرت لك ثبوتها في الكتاب ,ليجهل معناها المحرفون فيبلغ إليك وإلى أمثالك)1(.
ح :قوله"ع" :ولم ير شيئا أبلغ في تمام كيده من تنفيرهم من مواالة وصيه، وإيحاشهم عنه ،وصدهم عنه ،وإغرائهم بعداوته ،والقصد لتغيير الكتاب الذي جاء به، وإسقاط ما فيه من فضل ذوي الفضل ،وكفر ذوي الكفر ،منه وممن وافقه على ظلمه،
وبغيه ،وشركه ،ولقد علم هللا ذلك منهم فقالِ ﴿ :إ َّن الَّذِينَ يُ ْل ِحدُونَ فِي آيَاتِنَا َال علَ ْينَا﴾ فصلت,40:وقال﴿ :يُ ِريدُونَ أَ ْن يُبَ ِدّلُوا َك َال َم َّ اَّللِ﴾ الفتح)2( ,15: يَ ْخفَ ْونَ َ ط :وقوله"ع" :دفعهم االضطرار بورود المسائل عليهم عما ال يعلمون تأويله ،إلى جمعه وتأليفه وتضمينه من تلقائهم ,ما يقيمون به دعائم كفرهم ،فصرخ مناديهم :من كان عنده شئ من القرآن فليأتنا به ،ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء هللا ،فألفه على اختيارهم ،وما يدل على المتأمل له على اختالل تمييزهم ،وافترائهم ،وتركوا منه ما قدروا أنه لهم ،وهو عليهم،الخبر)3(.
وثالثا :انه ال يدل على اشتماله على التأويل ,وإما إن جميع ما كان فيه من الزيادة كان منه ,فهو ساكت عنه فال يعارض ما دل على إن منها ما كان من أصل القران كما عرفت ,ورابعا :انه ال يقاوم ما دل على إن ما جمعه"ع" وإلفه ,هو ما جمع عند ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج 1ص, 379في إن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف وال زيادة. -2نفس المصدر ص.383-382 -3نفس المصدر ص.383
294
النبي "صلى هللا عليه واله" مما نزل عليه لإلعجاز زمن وجوه عديدة .وخامسا :انه يظهر من خبر طلحة المروي في كتاب سليم واالحتجاج أيضا ,إن تأويل اآليات كان مكتوبا مع اإلحكام ,ويأتي انه كان كتابا أخر غير القران ,ففيه قال طلحة بعد العبارة التي تقدمت في المقدمة األولى :وسمعت عمر وأصحابه الذين ألفوا ما كتبوا على عهد عمر وعلى عهد عثمان يقولون:إن األحزاب كانت تعدل سورة البقرة ،وإن النور نيف ومائة آية ،والحجر تسعون ومائة آية ،فما هذا؟ وما يمنعك يرحمك هللا أن تخرج كتاب هللا إلى الناس؟ وقد عهد عثمان حين أخذ ما ألف عمر فجمع له الكتاب ،وحمل الناس على قراءة واحدة ،فمزق مصحف أبي بن كعب ،وابن مسعود ،وأحرقهما بالنار؟ فقال له علي "عليه السالم" :يا طلحة إن كل آية أنزلها هللا جل وعال على محمد عندي بإمالء رسول هللا"ص" وخط يدي ،وتأويل كل آية أنزلها هللا على محمد "صلى هللا عليه واله" ,وكل حالل أو حرام ,أو حد أو حكم أو شئ تحتاج إليه األمة إلى يوم القيامة ,مكتوب بإمالء رسول هللا "ص" وخط يدي ،حتى أرش الخدش. الخبر)1( .
فاألولى صرف الخبر عن ظاهره ,وحمل التأويل فيه على قسم من اآليات ,كنظائره المذكورة في هذا الخبر ,من الناسخ والمنسوخ ,والمحكم والمتشابه ,والمراد منه وهللا العالم ما دل على أمور حدثت بعد عصر النبي "صلى هللا عليه واله" من غصب حق أل محمد"عليهم السالم" ,وما وعدهم هللا من النصر على أعدائهم ما اخبر هللا تعالى نبيه"ص" من إخبار القائم "عليه السالم" ,وإخبار الرجعة والساعة ,وهي كثيرة ,ومن التنزيل ما دل على ما حدث قبل عصره ,أو فيه مقارنا للنزول ,وفـــــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج 1ص. 223-222في إن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف وال زيادة. 295
الصادق "عليه السالم" :إن هللا علم نبيه التنزيل والتأويل ,فعلمه رسول هللا "صلى هللا عليه واله" عليا "عليه السالم" ,وفي هذا المعنى إخبار كثيرة فالحظ وتأمل. وإما قوله "ره" :ويؤيد ما اشتهر من إن الذي ..الخ .ففيه :إنا لم نجد ذلك إال في خبر عبد العزيز المهتدي ,عن الرضا "عليه السالم" ولكن الموجود في إخبار كثيرة ,انه كان لعلي "عليه السالم" كتاب يسمى بالجامعة ,فيه جميع اإلحكام وهو غير القران قطعا. ففي الكافي في الصحيح عن أبي بصير عن الصداق "عليه السالم" في خبر طويل, قال :قال :يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة؟ قال :قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟ قال :صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" وإمالئه من فلق فيه ,وخط علي "عليه السالم" بيمينه ،فيها كل حالل وحرام ,وكل شئ يحتاج الناس إليه ,حتى األرش في الخدش ,وضرب بيده إلي فقال: تأذن لي يا أبا محمد؟ قال :قلت :جعلت فداك إنما أنا لك ,فاصنع ما شئت ،قال: فغمزني بيده ,وقال :حتى أرش هذا -كأنه مغضب .-الخبر( )1وفيه في الصحيح عن أبي عبيدة ,قال :سأل أبا عبد هللا "عليه السالم" بعض أصحابنا عن الجفر؟ فقال :هو جلد ثور مملوء علما ،قال له :فما الجامعة؟ قال :تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض األديم ,مثل فخذ الفالج ,فيها كل ما يحتاج الناس إليه ،وليس من قضية إال وهي فيها ،حتى أرش الخدش.الخبر)2(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 1ص 239ح,1باب في ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة "ع". -2نفس المصدر:ج 1ص 241ح,5باب في ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة "ع".
296
وفيه وفي البصائر ,عن بكر بن كرب الصيرفي ,قال :سمعت أبا عبد هللا "عليه السالم" يقول :إن عندنا ماال نحتاج معه إلى الناس ،وإن الناس ليحتاجون إلينا ،وإن عندنا كتابا إمالء رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" وخط علي "عليه السالم" ،صحيفة فيها كل حالل وحرام)1(.
وفي اإلرشاد واالحتجاج ,عن الصادق ,في خبر طويل وأما الجامعة :فهو :كتاب طوله سبعون ذراعا ،إمالء رسول هللا "صلى هللا عليه واله" من فلق فيه وخط علي بن أبي طالب "عليه السالم" بيده ،فيه وهللا جميع ما يحتاج الناس إليه ،حتى أن فيه أرش الخدش ،والجلدة ،ونصف الجلدة)2(.
وفي البصائر,عن منصور بن حازم ,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال :قلت :إن الناس يذكرون أن عندكم صحيفة طولها سبعون ذراعا ,فيها ما يحتاج الناس إليه ,وان هذا لهو العلم ,فقال أبو عبد هللا "ع" :ليس هذا هو العلم ,إنما هو اثر عن رسول هللا "صلى هللا عليه واله")3(.
وفيه عن علي بن رئاب ,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" انه سئل عن الجامعة؟ قال: تلك صحيفة سبعون ذراعا في عريض األديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس)4(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 1ص 242-241ح,6وبصائر الدرجات للصفار:ص169 ح,14باب" "13باب أخر فيه أمر الكتب. -2االحتجاج للطبرسي:ج 2ص,134ترجمة سعيد بن عبد الرحمن,واإلرشاد للمفيد:ج2 ص,186من كالمات اإلمام الصادق"ع". -3بصائر الدرجات:ص 166ح ,21باب " "12في األئمة إن عندهم الصحيفة الجامعة التي هي إمالء رسول هللا وخط على عليهم السالم بيده وهي سبعون ذراعا. -4نفس المصدر:ص 162ح.2
297
وفيه عن سليمان بن خالد ,قال :سمعت أبا عبد هللا "عليه السالم" يقول :إن عندنا لصحيفة سبعين ذراعا إمالء رسول هللا "ص" وخط علي "عليه السالم" بيده ,ما من حالل وال حرام إال وهو فيها حتى أرش الخدش)1(.
وفيه عن محمد بن مسلم ,قال :قال أبو جعفر "عليه السالم" :إن عندنا صحيفة من كتب على طولها سبعون ذراعا فنحن نتبع ما فيها ال نعدوها .الخبر()2
وفيه عن أبي بصير ,قال :اخرج إلى أبو جعفر "عليه السالم" صحيفة فيها الحالل والحرام و الفرائض ,قلت :ما هذه؟ قال :هذه إمالء رسول هللا "صلى هللا عليه وآله "وخطه علي "عليه السالم" بيده ,قال :فقلت :فما تبلى؟ قال :فما يبليها؟ قلت :وما تدرس؟ قال :وما يدرسها؟ قال :هي الجامعة أو من الجامعة)3(.
وفيه عن محمد بن عبد الملك ,قال :كنا عند أبي عبد هللا "عليه السالم" نحوا من ستين رجال ,قال :فسمعته يقول :عندنا وهللا صحيفة طولها سبعون ذراعا ,ما خلق هللا من حالل أو حرام إال وهو فيها حتى أن فيها أرش الخدش)4(.
إلى غير ذلك مما رواه فيه وغيره مما يزيد عن حد التواتر ,وأين هذا الكتاب من القرائن الذي إلفه وجمعه من الصحف والقراطيس بعد النبي "صلى هللا عليه واله" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بصائر الدرجات:ص 163-162ح , ,3باب " "12في األئمة إن عندهم الصحيفة الجامعة التي هي إمالء رسول هللا وخط على عليهم السالم بيده وهي سبعون ذراعا. -2نفس المصدر :ص 163ح.7 -3نفس المصدر:ص 164ح.9 -4نفس المصدر:ص 171ح ,2باب " "14في األئمة عليهم السالم أنهم أعطوا الجفر و الجامعة ومصحف فاطمة عليها السالم .
298
وقد عقد في الكافي( )1والبصائر( )2بابا في إن جميع القران عندهم"ع" ,وبابا في ما عندهم من كتب علي "عليه السالم" من الجفر والجامعة ومصحف فاطمة "عليها السالم" ,وكيف كان ولو صح ما ذكره فهو من الشواهد على صحة ما ندعيه. وقوله "ره" :وأي غرض يدعوهم ..الخ .مما يقتضي منه العجب ,بعد االطالع على حال القوم ,وأي غرض أهم من تخريب الدين لمن يبغضه أو يتمكن منه ,ومتى كانوا في مقام تعلم اإلحكام وتحصيل العلوم غير علم النفاق والخديعة! وقد دخلوا في اإلسالم طمعا واخذوا منه بقدر ما يحفظوا به ظاهرهم ,ويستروا به نفاقهم ,وهذا عند معشر األمامية أوضح من نار على علم ,ويأتي تتمة القول في ذلك إن شاء هللا .قوله: مع انه جاء في خبر الزنديق ..الخ .أعجب من سابقه ,فان فيه كما تقدم إن بين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القران .قوله :على انه لو اشتمل على ذلك صريحا ..الخ .فيه إن هذا وارد عليه ,حيث ادعى إن ما جاء به كان مشتمال عليه ,ولو من باب التأويل ,وانه عرضه عليهم ليأخذوه ويعلموا به, وأي فرق في عدم بقاء الحاجة بين كون ما ذكر من صريح القران ,أو من تأويله بعد ما كتبه وعرضه ,فان رافعها يتبين اإلحكام لكل احد ,وهو حاصل بكل واحد منهما, ثم إن الحاجة إلى اإلمام "عليه السالم" غير منحصرة في اخذ اإلحكام ومعرفة الحالل والحرام ,فان الخلق كلهم محتاجون في وجودهم وبقائهم ومعاشهم ونظامهم على وجوده ,على ما تعتقده األمامية ,وكيف تنحصر الحاجة فيه وقد مضى من عمر الحجة عجل هللا فرجه أزيد من إلف سنة! والناس محتجبون عن اخذ اإلحكام عنه, فلوال انتـــــــــفاع الناس بالخلق كلهم عنه "عليه السالم" من وجوه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر الكافي للكليني ج 1األبواب من 96إلى .102 -2ينظر البصائر للصفار األبواب 6:و 12و 13و .14 299
أخرى ,للزم العبث في تطويل عمره "ع" تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا .وقوله"ره": فقد يجوز إن يكون ذلك وجها ..الخ .فيه إن من ذهب إلى صحة هذا القول وهم جميع العامة وبعض الخاصة ,زعم إن تلك الوجوه واألحرف السبعة كانت متداولة بين األصحاب مكتوبة في مصاحفهم ,وان عثمان هو الذي منعهم عن القراءة بغير قراءته الموافقة لقراءة زيد ,بعد ما شاع االختالف واقتتل عليه الغلمان ,فاحرق أو مزق غير مصحفه الشتماله على الستة الباقية ,وقد صرحوا بذلك في مطاعنه ,وانه كيف جاز له منهم عنها ,مع صدور كلها عن النبي "صلى هللا عليه واله" وأجابوا بما حاصله :انه اجتهد في ذلك فكان مأجورا. وسنشير إليه عن قريب إن شاء هللا تعالى ,فالقول بنزولها كذلك وإخفاء حرف منها على غير أهل بيته "عليهم السالم" مما لم يذهب إليه احد ,وهذا في الحقيقة رجوع إلى القول بالنقيصة ,كما اعترف به وما ذكره من االحتمال مما ال يساعده خبر وال اعتبار ,وضعف تتمة كالمه يظهر مما تقدم سيما قوله :إن لم يأتهم به على انه تنزيل ..الخ .فانه فيه مضافا إلى كونه تفصيال بين الزيادات التي كانت في مصحفه"ع" ,بحمل بعضها على القران المختص بهم ,وبعضها على البيان والتأويل, وعدم شاهد على انه "عليه السالم" جاءهم به على هذا العنوان ,وعدم خلوصه عن شائبة الكذب ,إن الحكمة إن اقتضت اإلخفاء فكيف ساغ له "ع" اإلظهار وتغيير العنوان غير مجد بعد استناد البيان والتأويل إلى النبي"صلعم"! فان الفساد الذي زعم انه في إلقائه "صلى هللا عليه واله" مثل قوله تعالى" :وسيعلم الذين ظلموا إل محمد", إليهم من التنفر والمباينة ,هو بعينه موجود فيما لو صرح"ع" بان المراد هو ظلمهم"ع" خاصة مع أنها ال تأتي فيما اشتملت على الفضائل ويأتي تمام الكالم بعون الملك العالم.
300
فائدة في نقل كالم المفيد. فائدة قال المفيد"ره" في المقاالت :وقد قال جماعة من أهل اإلمامة :إنه لم ينقص من كلمة وال من آية وال من سورة ,ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين "عليه السالم" من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله ,وذلك كان ثابتا منزال, وإن لم يكن من جملة كالم هللا تعالى الذي هو القرآن المعجز ،وقد يسمى
ض ٰى إِلَي َْك آن ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن يُ ْق َ تأويل القرآن قرآنا قال هللا تعالىَ ﴿ :و َال ت َ ْع َج ْل ِب ْالقُ ْر ِ ب ِز ْدنِي ِع ْل ًما﴾ طه ,114:فسمى تأويل القرآن قرآنا ،وهذا ما ليس َو ْحيُهُ ۖ َوقُ ْل َر ّ ِ فيه بين أهل التفسير اختالف.انتهى)1(.
في االعتراض على المفيد. وهذا الكالم بمكان من الوهن إما أوال :فالن مجرد استعمال لفظ القران في مورد في تأويل ما نزل إعجازا ,ال يصح حمل لفظه فيما ورد في سقوط بعض ما فيه عليه, وإال لم يبق ألصالة الحقيقة مورد يمكن إجراءها فيه ,إذ ما من لفظ وإال وقد استعمل في معنى محاذي له في مورد أو أزيد ,مع انه ال رابطة في المقام بين الموردين ,وال جامع مع قريب لها ,حتى يصير سببا للشك في حمله على معناه الحقيقي ,فضال عن صرفه عنه .وإما ثانيا :فالن في اآلية وجهين آخرين كليهما اظهر مما ذكره ,األول: ما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره ,قال :كان رسول هللا "صلى هللا عليه واله" إذا نزل عليه القران ,بادر بقراءته قبل تمام نزول اآلية ,والمعنى فأنزل هللا عز وجل : ك َو ْحيُهُ﴾ طه ,114:إي ض ٰى إِلَ ْي َ آن ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن يُ ْق َ ﴿ َو َال تَ ْع َج ْل ِب ْالقُ ْر ِ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1أوائل المقاالت للمفيد:ص ,81القول" "59في تأليف القرآن وما ذكر قوم من الزيادة فيه والنقصان. 301
يفرغ من قراءته)1(.
وقال المفيد في شرح عقائد الصدوق :أن جبرئيل كان يوحي إليه بالقرآن فيتلوه معه حرفا بحرف ،فأمره هللا تعالى أن ال يفعل ذلك ويصغي إلى ما يأتيه به جبرائيل ،أو ينزله هللا تعالى عليه بغير واسطة حتى يحصل الفراغ منه ،فإذا تم الوحي به تاله ونطق به وقرأه )2(.وقال الطبرسي فيه وجوه: أ :إن معناه ال تعجل بتالوته قبل أن يفرغ جبرائيل من إبالغه فإنه "ص" كان يقرأ معه ،ويعجل بتالوته مخافة نسيانه أي :تفهم ما يوحى إليك إلى أن يفرغ الملك من
سان ََك قراءته ،وال تقرأ معه ،ثم اقرأ بعد فراغه منه .وهذا كقولهَ ﴿ :ال ت ُ َح ِ ّر ْك ِب ِه ِل َ ِلت َ ْع َج َل بِ ِه﴾ القيامة ,16:عن ابن عباس والحسن والجبائي. ب :إن معناه وال تقرأه ألصحابك ،وال تمله عليهم حتى يتبين لك معانيه ،عن مجاهد وقتادة وعطية وأبي مسلم. ج :إن معناه وال تسأل إنزال القرآن قبل أن يأتيك وحيه ،ألنه تعالى إنما ينزله بحسب المصلحة ،وقت الحاجة)3( .
ّ فتأن عليك وفي الكشاف في تفسيرها :وإذا لقنك جبريل ما يوحى إليك من القرآن، ريثما يسمعك ويفهمك ،ثم أقبل عليه بالتحفظ بعد ذلك ،وال تكن قراءتك مساوقة َك ِلت َ ْع َج َل ِب ِه﴾القيامة.16: لقراءته .ونحوه قوله تعالى﴿ :ال ت ُ َح ِ ّر ْك بِ ِه ِلسان َ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير القمي:ج 2ص,65سورة طه.114: -2تصحيح اعتقادات األمامية للمفيد:ص,126-125في تفسير أية طه .114 -3مجمع البيان للطبرسي:جج 77ص,60-59سورة طه أية .114 302
وقيل معناه :ال تبلغ ما كان منه مجمال حتى يأتيك البيان)1(.
الثاني :ما ذكره الصدوق الذي هو رئيس تلك الجماعة بل أول من احدث هذا القول في الشيعة في عقائده:)2(.من أن هللا تبارك وتعالى علمه القران جملة واحدة ثم قال عز وجل :وال تعجل بالقران .اآلية )3(.وقال تعالى :ال تحرك به لسانك لتعجل به. اآلية )4(.ويظهر من المفيد انه مروي ويساعده اللغة ومذهب أهل اللسان ,إال انه استبعده بان القران لو كان منزال في السماء الرابعة جملة واحدة كما ذكره الصدوق, وعليه جملة من اإلخبار لما كان لنهى النبي "صلى هللا عليه واله" عن العجلة بقراءته وجه ,ألنه لم يكن محيطا علما بما في السماء قبل الوحي ,وان أحاط بها علما فال معنى الختصاصه بالسماء الرابعة ,الن ما في صدره"ص" وحفظه في األرض, والجواب عن كال الشقين غير خفي عن اللبيب ,وإما ثالثا :فالن ما ذكره من التفسير خروج عن ظاهر اآلية من غير قرينة تصرفها عنه من خبر معتبر أو إجماع أو عقل قطعي ,وكلها منتفية ,وان نسبه إلى المفسرين ,إذ لم أجد له قائال فضال عن إطباقهم, نعم روى النيشابوري بعد ما ذكر قريبا مما نقلنا عن الطبرسي,عن الحسن :أن امرأة أتت النبي "ص" فقالت :زوجي لطم وجهي فقال :بينكما القصاص فنزلت اآلية فأمسك رسول هللا "ص" عن القصاص )5(.الخبر منكر حتى إن راويه غير قائل به كما عرفت. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكشاف للزمخشري:ج 3ص ,90سورة طه .114 -2االعتقادات للصدوق:ص ,82باب" "31االعتقاد في نزول القرآن في ليلة القدر. ض ٰى إِلَ ْي َك َو ْحيُهُ ۖ َوقُ ْل َربّ ِ ِز ْد ِني آن ِم ْن قَ ْب ِل أ َ ْن يُ ْق َ -3يشير إلى في قوله تعالىَ (:و َال تَ ْع َج ْل بِ ْالقُ ْر ِ ِع ْل ًما" طه.114: سان ََك ِلتَ ْع َج َل ِب ِه" القيامة.16: -4يشير إلى في قوله تعالىَ (:ال ت ُ َح ِ ّر ْك ِب ِه ِل َ -5تفسير النيسابوري:ج4ص,574سورة طه .114: 303
وإما رابعا :فبعدم لزوم ما ذكره بعد تسليم صحته استعمال لفظ القران في تأويله, وإنما هو تصرف في متعلق التعجيل وتعيين لبعض وجوهه ,فان التعجيل بالقران يحصل تارة بتعجيل قراءته في نفسه ,وأخرى بتعجيله في تأديته إلى غيره ,ومرة في اعتقاده ظاهره ,وتارة في تعريف الغير ما يقتضيه ظاهره ,ولذا اختلف أقوالهم لصدق التعجيل بالقران في الجميع من غير تصرف في لفظه فافهم.
الدليل الخامس وجود مصحف مخصوص معتبر لعبد هللا بن مسعود ,مخالف للمصحف الموجود, مستلزم لعدم مطابقته لتمام ما نزل على النبي"ص" إعجازا ,وان كان في مصحفه أيضا مخالفة لمصحف أمير المؤمنين"ع" من جهة الترتيب كما مر ,وعدم اشتماله على تمام ما فيه ,بل بعض ما في الموجود أيضا ,إال إن المطلوب بثبوت اعتبار تمام ما جمعه فيه ,وعدم شمول الموجود لبعضه ,وبه يتم االستدالل وال تضره المخالفة المذكورة كما ال يخفى ,فالمهم إثبات الدعوى المذكورة المركبة من أمور: األول :في ثبوت مصحف له في قبال مصحفهم. الثاني :في اشتماله على ما ليس في مصحفهم أو يخالفه. الثالث :في اعتباره وصحته. الرابع :في بعض ما يتعلق بمصحفه مما توضح به الدعوى. إما األول :فهو مما ال ريب فيه ,وقد اشرنا إليه في المقدمة األولى وفي الدليل الثانــــي ,وقد ذكره األصحاب في باب مطاعن الثالث ,وانه كسر إضالع عبد هللا
304
بن مسعود لما طلب منه مصحفه ليحرقه فامتنع منه ,وأجاب المخالفون بما ال يرجع إلى إنكار المصحف ,ويأتي أيضا من اإلخبار ألداله عليه ما يزيد على التواتر. وإما الثاني :فتدل عليه جملة من اإلخبار وكلمات علماء اآلثار. قال ابن شهر أشوب( )1في كما في تاسع البحار(:)2ورأيت في مصحف ابن مسعود ثمانية مواضع()3علي "عليه السالم". وقال المحقق الثاني في جامع المقاصد ,بعد تمثيله لمنسوخ التالوة والحكم بأية الرضاع ولألول بأية الرجم كما تقدم :ويوشك إن يكون بعض ما يروى من قراءة ابن مسعود من هذا النوع)4(.
وهذا تصريح منه بوجود الزيادة وان حملها على ما أوضحنا بطالنه ,بل قال هو أيضا في نفحات الالهوت في جملة مطاعن الثالث :فضرب عبد هللا بن مسعود حتى كسر ضلعين من إضالعه ,وحرم عطائه سنين ,فمات من ذلك ,ثم قال :أجاب أهل النصب بان ضرب ابن مسعود إن صح ,فقد قيل :انه لما أراد عثمان إن يجمع الناس على مصحف واحد ,ويرفع االختالف بينهم في كتاب هللا ,طلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1المناقب البن شهر اشوب:ج 2ص ,301فصل :في تسمية بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب وغير ذلك. -2بحار األنوار:ج 35ص 56ح,12في اآليات التي كانت فيها اسم علي"ع" وواليته, نقال عن ابن شهر أشوب. -3كلمة":اسم" في المصدر لم يذكرها المصنف. -4جامع المقاصد للمحقق الكركي:ج 1ص,271-270حكم مس المنسوخ حكمه خاصة.
305
مصحفه منه فأبى ذلك ,وقد كان فيه زيادة ونقصان فأدبه ,إلى إن قال رحمه هللا: إن هذا الجواب وأمثاله من تخرصات أهل العناد ,لظهور بطالنه غني عن المتعرض لرده ,فان ضرب عثمان لعبد هللا بن مسعود أشهر من الصباح ,فكيف يقول فيه إن صح وإرادة عثمان جمع الناس على مصحف واحد ,وامتناع ابن مسعود ال غايته إن الزيادة والنقصان اللذين فيه ال يكونان متواترين ,لكن ال يلزم إن يكونان باطلين عندهم ,إذ ليسا مخالفين لإلجماع ,وليس في ذلك شيء موجب للتأديب والتعزير وال مخالف للشرع .انتهى)1(.
وال يخفى إن الزيادة لو كانت من باب منسوخ التالوة ولكان ردعه في محله لعدم جواز كتابته في المصحف. وفي إحقاق الحق :وقد روى الضرب كثير من علماء الجمهور كالشهرستاني في الملل والنحل ,عن النظام ,واعترف به شارح التجريد ,حيث قال :لما أراد عثمان إن يجمع الناس على مصحف واحد ,طلب مصحفه فأبى ذلك ,مع ما فيه من الزيادة والنقصان ,فأدبه عثمان لينقاد )2(.وقال العالمة في نهاية الفقه :وال يقرأ بمصحف ابن مسعود وأبي سواء اتصلت به الرواية أو ال)3(.
هذا ولنذكر بعض إخبار الباب وهي كثيرة.
في ذكر اإلخبار الواردة في المقام: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1نفحات الالهوت في لعن الجبت والطاغوت للمحقق الكركي :ص ,108البحث الثالث ,الفصل الخامس. -2إحقاق الحق"األصل" للتستري:ص.253 -3نهاية اإلحكام للعالمة الحلي:ج 1ص "186",465ما يجب في القراءة)
306
أ :حسين بن حمدان الحضيني في الهداية :ووجدت في قراءة عبد هللا بن مسعود الذي قال النبي "صلى هللا عليه وآله" ,من أراد أن يسمع القرآن غضا جديدا طريا كما أنزله هللا تبارك وتعالى ,فليسمعه من ابن أم عبده ,وأم عبده ,أم عبد هللا بن مسعود بها كان يدعو ألبيه ،ففي قراءته :إن علينا جمعه وقرآنه ،فإذا قراناه فاتبع قرآنه ،ثم إن علينا بيانه)1(.
ب :ابن شهر أشوب في المناقب ,في حديث عرض أمير المؤمنين "عليه السالم" مصحفه على القوم وإعراضهم عنه ,ما لفظه وفي خبر طويل عن الصادق "عليه
السالم" :انه حمله وولى راجعا إلى حجرته وهو يقول﴿ :فَنَ َبذُوهُ َو َرا َء ُ ور ِه ْم ظ ُه ِ َوا ْشت َ َر ْوا ِب ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً س َما َي ْ شت َ ُرونَ ﴾ إل عمران ,187:وبهذا قرأ ابن يال ۖ فَبِئْ َ مسعود إن عليا جمعه وقرأنه فإذا قرأه فاتبعوا قراءنه)2(.
ج :احمد بن محمد السياري في كتاب القراءات ,قال في قراءة ابن مسعود: "سيقول لك السفهاء من الناس ماردكم عن القبلة التي كنتم عليه")3(.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الحضيني:ص ,92الباب الثاني باب أمير المؤمنين "ع". -2مناقب ابن شهر أشوب:ج 1ص,320فصل في المسابقة بالعلم. سيَقُو ُل -3القراءات للسياري:ص 20ح 60سورة البقرة,االية 142في قوله تعالىَ ﴿ : علَ ْي َها ﴾. ال ُّ سفَ َها ُء ِمنَ النَّ ِ ع ْن قِ ْبلَ ِت ِه ُم الَّ ِتي َكانُوا َ اس َما َو َّال ُه ْم َ
307
د :الثعلبي في تفسيره )1(,كما نقله الشيخ يحيى بن بطريق الحلي في العمدة)2(.
والسيد المحدث في غاية المرام :)3(.قال حدثنا أبو محمد عبد هللا بن محمد القاضي قال :حدثنا أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي قال :حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين ابن صالح السبيعي قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن ميثم بن نعيم قال :حدثنا أبو عبادة السلولي عن األعمش عن أبي
ص َ واثل قال :قرأت في مصحف عبد هللا بن مسعود ﴿ ِإ َّن َّ طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا اَّللَ ا ْ علَى ْال َعالَ ِمينَ ﴾ العمران.,33: يم -وآل محمد َ - َوآ َل ِإب َْرا ِه َ ه :الشيخ الطبرسي في مجمع البيان :وقد روي عن جماعة من الصحابة، ست َ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى - منهم عبدهللا بن مسعود ،أنهم قرأوا﴿ :فَ َما ا ْ
فَآتُو ُه َّن
ور ُه َّ ن﴾ النساء)4(.24: أ ُ ُج َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفق النسخة التي اطلعت عليها من تفسير الثعلبي,جاء الخبر هكذا :عن األعمش عن ص َ أبي واثل قال :قرأت في مصحف عبد هللا بن مسعود ﴿ ِإ َّن َّ طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل اَّللَ ا ْ علَى ْالعَالَ ِمينَ ﴾ ولم تذكر كما نقلها المصنف ,وقد تكون حرفت يم َوآ َل ِع ْمرانَ َ إِب َْرا ِه َ في السنين التالية عن زمان المصنف وهللا العالم!. الحلّي :ص,55 -2عمدة عيون صحاح األخبار في مناقب إمام األبرار البـن البَطريق ِ الفصل التاسع :في آية "المودة". -3غاية المرام للسيد هاشم البحراني:ج 3ص 270الباب الثالث عشر في قوله تعالى : ص َ " ِإ َّن َّ علَى ْال َعالَ ِمينَ " إل عمران.33: اَّللَ ا ْ يم َوآ َل ِع ْم َرانَ َ طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل ِإب َْرا ِه َ -4مجمع البيان للطبرسي:ج 3ص,61سورة النساء في "والمحصنات من النساء".
308
و :السيد الجليل في الطرائف )1(.عن ابن مردويه في مناقبه ,والسيوطي في الدر المنثور )2(.كما في شرح الصحيفة )3(,بإسنادهما عن زر عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول هللا "صلى هللا عليه واله"" :يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك إن عليا مولى المؤمنين" وان اآلية .ز :الطبرسي في مجمع البيان: وروي أن في قراءة عبد هللا بن مسعود ،وسالم" .وإذا قلبت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا عائذا بك أن تجعلنا مع القوم الظالمين")4(.
ح :ابن شهر أشوب في المناقب( )5كما في تاسع البحار( )6وفي مصحف ابن مسعود" :حقيق على علي إن ال يقول على هللا إال الحق". ط :الطبرسي :قرء ابن مسعود" :يسألونك األنفال" ,وقال في موضع أخر :قد صح أن قراءة أهل البيت "عليهم السالم"" :يسألونك األنفال" وكذلك ابن مسعود،وغيره،إنما قرأوا كذلك)7(.
ي :الطبرسي فــــــي قراءة عبد هللا بن مسعود" :التائبين العابدين" ,باليــــاء إلى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الطرائف البن طاووس:ص 152-151ح.233 -2الدر المنثور :ج ص 298سورة المائدة,اآلية.67: -3رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدي للسيد علي خان المدني الشيرازي:ج 5ص,393في بيان في القراءات السبعة. -4مجمع البيان للطبرسي:ج 4ص,263-262سورة األعراف ,اآلية.47: -5المناقب :ج 2ص ,302صل :في تسمية بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب وغير ذلك. -6بحار األنوار للمجلسي:ج 35ص 59اآليات التي كانت فيها اسم علي"ع" وواليته. -7مجمع البيان للطبرسي:ج 4ص,424يسألونك عن األنفال.
309
أخرها )1(.وذكره الزمخشري أيضا في الكشاف()2
يا :الطبرسي في مصحف عبد هللا بن مسعود ,وقراءة ابن عباس" :من الصادقين")3( .
يب :السيوطي في اإلتقان( )4عن أبي عبيد في فضائل القرآن ,إن في قراءة ابن مسعود" :فَا ْق َ طعُوا أ َ ْي َمانَ ُه َما". يج :الصدوق في العيون واالمالي :عن علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب ,وجعفر بن محمد بن مسرور معا ,عن محمد بن عبد هللا بن جعفر الحميري ,عن أبيه ,عن زيان بن الصلت ,في حديث طويل ,عن الرضا "عليه السالم" وفيه: قالت العلماء :فأخبرنا هل فسر هللا عز وجل االصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا "عليه السالم" فسر االصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنا عشر موطنا ك ْاأل َ ْق َر ِبينَ ﴾ الشعراء,214: ِيرتَ َ وموضعا ,فأول ذلك قوله عز وجلَ ﴿ :وأَ ْنذ ِْر َ عش َ "ورهطك المخلصين" هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد هللا بن مسعود)5(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان للطبرسي:ج 5ص 128سورة التوبة. -2الكشاف للزمخشري :ج 2ص,314سورة التوبة ,اية.112 -3مجمع البيان للطبرسي:ج 5ص 139سورة التوبة. -4اإلتقان للسيوطي :ج 1ص ,279النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. -5عيون إخبار الرضا للصدوق:ج 2ص 209-207ح ,1باب" "23ذكر مجلس الرضا "عليه السالم" مع المأمون في الفرق بين العترة واألمة ,واالمالي للصدوق:ص617ح,1المجلس التاسع والسبعون.
310
يد :الشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره :عن الحسين بن سعيد معنعنا:عن
أبي جعفر عن أبيه "عليهما السالم" قال :قال النبي صلى هللا عليه واله ﴿ َوأَ ْنذ ِْر ك ْاأل َ ْق َربِينَ -ورهطك منهم المخلصين ﴾ -الشعراء , 214:فقال أبو جعفر ِيرتَ َ َ عش َ "ع" هذه قراءة عبد هللا)1(.
ك ا ْأل َ ْق َربِينَ - ِيرتَ َ يه :الطبرسي "ره" وفي قراءة عبد هللا بن مسعود﴿ َوأَ ْنذ ِْر َ عش َ ورهطك منهم المخلصين ﴾-الشعراء)2( .214: يو :الطبرسي والزمخشري في الكشاف وفي قراءة ابن مسعود "وبحر يمده")3(.
يز :الترمذي في صحيحه ,على ما نقله عنه بعض المعاصرين من علماء الهند, عن عبد بن حميد ,عن عبيد هللا ,عن إسرائيل ,عن أبي إسحق ,عن عبد الرحمن بن يزيد ,عن عبد هللا بن مسعود ,قال :أقرأني رسول هللا "ص" "إني أنا الرزاق ذو القوة المتين" .وهذا خبر صحيح عندهم)4(.
يح :احمد بن حنبل في مسنده ,كما نقله عنه المعاصر ,عن أبيه ,عن يحيى بن آدم, ويحيى بن أبي بكر ,قاال :حدثنا إسرائيل ,عن أبي إسحاق ,عن عبد الرحمن بن يزيد ,عن بن مسعود مثله)5(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير فرات الكوفي:ص,302ح ,5-407سورة الشعراء. -2مجمع البيان للطبرسي:ج 7ص,357سورة الشعراء. -3مجمع البيان للطبرسي :ج 8ص,91سورة لقمان’ الكشاف للزمخشري :ج3ص501 سورة لقمان. -4صحيح وضعيف سنن الترمذي:ج6ص.2940 /2500 ,440 -5مسند احمد:ج 6ص 285ح ,3741مسند المكثرين من الصحابة ,مسند عبد هللا بن مسعود. 311
يط :الزمخشري في الكشاف( )1قرء ابن مسعود" :ولكن نبينا ختم النبيين". ك :المفيد في اإلرشاد :روى يوسف بن كليب ،عن سفيان بن زيد ،عن قرة
وغيره ،عن عبد هللا بن مسعود ،أنه كان يقرأَ ﴿ :و َكفَى َّ اَّللُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ْال ِقتَا َل - ع ِز ً بعليَ -و َكانَ َّ يزا﴾ األحزاب)2(.25: اَّللُ قَ ِويًّا َ كا:الشيخ شرف الدين ألنجفي تلميذ المحقق الثاني في تأويل اآليات الباهرة:)3(.عن الشيخ الثقة محمد بن العباس الماهيار في تفسيره ,عن علي بن العباس ،عن أبي سعيد عباد بن يعقوب ،عن فضل بن القاسم البراد ،عن سفيان
الثوري ،عن زبيد النامي ،عن مرة ،عن عبد هللا بن مسعود أنه كان يقرأَ ﴿ :و َكفَى ع ِز ً اَّللُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ْال ِقتَا َل -بعلي بن أبي طالبَ -و َكانَ َّ َّ يزا﴾ اَّللُ قَ ِويًّا َ األحزاب.25: كب :وفيه محمد بن يونس بن مبارك ،عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ،عن يحيى بن معلى األسلمي ،عن محمد بن عمار بن زريق ،عن أبي إسحاق ،عن
أبي زياد بن مطر قال كان عبد هللا بن مسعود يقرأَ ﴿ :و َكفَى َّ اَّللُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ا ْل ِقتَا َل ع ِز ً بعليَ -و َكانَ َّيزا﴾ األحزاب 25:قال أبو زياد ،وهي في مصحفه: اَّللُ قَ ِويًّا َ هكذا رأيتها)4(.
كج :في البحار :عن يحيى بن بطريق في المستدرك عن الحافظ أبــــــــــي نعيم، ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكشاف للزمخشري ح 3ص,544سورة األحزاب,اآلية.40: -2اإلرشاد للمفيد:ج 1ص ,106مبارزته"ع" لعمرو بن عبد ود وقتله. -3تأويل اآليات:ج 2ص 450ح,10سورة األحزاب. -4نفس المصدر :ص 451-450ح.11 312
بإسناده عن مرة ،عن ابن مسعود مثله)1(.
كد:
أبو بكر بن مردويه في مناقبه ,كما نقله جماعة ,منهم صاحب كشف الغمة
بإسناده عن ابن مسعود ,انه كان يقرأ هذا الحرفَ ﴿ :و َكفَى َّ اَّللُ ا ْل ُمؤْ ِمنِينَ ْال ِقتَا َل - بعليَ -و َكانَ َّ اَّللُ قَ ِويًّا
كه:
ع ِز ً يزا﴾ األحزاب)2(.25: َ
السيوطي في الدر المنثور ,على ما نقله المعاصر المذكور ,أخرج ابن أبي
حاتم ,وابن مردويه ,وابن عساكر ,عن ابن مسعود ,أنه كان يقرأ هذا الحرف:
ع ِز ً ﴿ َو َكفَى َّ يزا﴾ اَّللُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ْال ِقتَا َل -بعلي بن أبي طالبَ -و َكانَ ا ََّّللُ قَ ِويًّا َ األحزاب)3(,25:
كو:
الطبري والزمخشري :روى إن ابن مسعود قرء "ال مستقر لها")4(.
سلَ َما﴾ الصافات ,103:بغير ألف، كح :الطبرسي :وروي عن ابن مسعود ﴿فَلَ َّما أَ ْ والم مشددة)5( .
كط :السيوطي في الدر المنثور :أخرج عبد الرزاق ,والفريابي ,وأبو عبيد وسعيد بن منصور ,وابن أبــــــــي شيبة ,وعبد بن حميد ,وابن جرير ,وابن المنذر ,وابن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار:ج 36ص 26ح ,12الباب الثامن والعشرون. -2كشف الغمة البن أبي الفتوح:ج 1ص ",324في بيان ما نزل من القرآن في شأنه عليه السالم". -3الدر المنثور للسيوطي:ج 6ص’590األحزاب.25: -4الكشاف للزمخشري:ج 4ص,16سورة يس ,38:وفق تتبعي لتفسير جامع البيان للطبري لم أجد إشارة لقراء ابن مسعود في أية سورة يس"."38 -5مجمع البيان للطبرسي:ج 8ص, 319سورة يس. 313
األنباري ,والطبراني من طرق ,عن ابن مسعود ,أنه كان يقرأ "فامضوا إلى ذكر هللا" قال:ولو كانت "فاسعوا" لسعيت حتى يسقط ردائي)1(.
ل :الطبرسي رحمه هللا ,والزمخشري ,قرء عبد هللا بن مسعود" :فامضوا إِلَى ذكر هللا")2( .
ار ِإذَا تَ َجلَّ ٰى﴿َ ﴾2و َما َخلَقَ الذَّ َك َر ال :الطبرسي :قرأ ابن مسعودَ ﴿ :والنَّ َه ِ َو ْ األ ُ ْنث َ ٰى﴿ ﴾3الليل ,بغير ما)3( . لب :الزمخشري :وقرأ ابن مسعود-﴿ :والذيَ -خلَقَ الذَّ َك َر
َو ْ األ ُ ْنث َ ٰى﴾)4( .
لج :اسعد بن ابراهيم بن الحسن االربلي في اربعينه ,الحديث التاسع والثالثون, يرويه بإسناده إلى المقداد بن األسود الكندي ,قال :كنت مع رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وهو متعلق بأستار الكعبة ,وهو يقول :اللهم أعضد لي وشد أزري
ص ْد َر َك واشرح صدري ,وارفع ذكري ,فنزل جبرائيل وقال﴿ :أَلَ ْم نَ ْش َرحْ لَ َك َ ض َ ك- ظ ْه َر َك ﴿َ ﴾3و َرفَ ْعنَا َل َك ِذ ْك َر َ ﴿َ ﴾1و َو َ ض ْعنَا َ ع ْن َك ِو ْز َر َك ﴿ ﴾2الَّذِي أَ ْنقَ َ بعلي صهرك ﴾4﴿-االنشراح ,فأقرأها النبي صلى هللا عليه واله فألحقها بمصحفه وأسقطها عثمان بن عفان)5(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدر المنثور للسيوطي:ج 8ص,161سورة الجمعة. -2مجمع البيان للطبرسي:ج 10ص ,13سورة الجمعة ,الكشاف للزمخشري:ج4 ص,534سورة الجمعة. -3مجمع البيان للطبرسي:ج 10ص,373سورة الليل. -4الكشاف الزمخشري:ج 4ص,761سورة الليل. -5األربعون حديث لالربلي:ص,104الحديث التاسع والثالثون ,في رفع ذكره"ص" بعلي"ع". 314
سانَ لَ ِفي لد :الطبرسي ,قيل إن في قراءة ابن مسعودَ ﴿ :و ْال َع ْ ص ِر ﴿ِ ﴾1إ َّن ا ْ ِإل ْن َ س ٍّر-وانه فيه إلى أخر الدهر ﴾2﴿-العصر)1(. ُخ ْ له :السيوطي في جامعه الكبير ,كما في تفسير الشيخ أبي الحسن الشريف, بإسناده عن ابن االنباري ,عن سليمان بن األرقم ,عن الحسن ,وابن سيرين ,وابن شهاب الزهري ,في خبر نقلناه في المقدمة األولى وفي أخره :وقال ابن مسعود: اكتبوا "إن اإلنسان ليخسر وانه فيه إلى أخر الدهر" فقال عمر :نحوا عنها هذه اإلعرابية)2(. لو :الزمخشري قرء ابن مسعود" :صراط من أنعمت"()3
لز :احمد بن محمد السياري في كتاب القراءات ,والزمخشري ,والنيسابوري ,قرء
ابن مسعود﴿ :ألم
ْب فِي ِه﴿ ﴾2السجدة.)4(, ﴿ ﴾1ت َ ْن ِزي ُل ْال ِكتَا ِ ب َال َري َ
لح :الطبرسي رحمه هللا والزمخشري :قرء ابن مسعود " :نادوا يا مال " ()5
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان الطبرسي:ج 10ص,436سورة العصر. -2جامع األحاديث للسيوطي:ج 28ص, 333مسند العشرة,مسند عمر بن الخطاب. -3الكشاف الزمخشري:ج 1ص,16سورة الفاتحة. -4القراءات للسياري:ص 17ح,45سورة البقرة ,الكشاف الزمخشري:ج1 ص,33سورة البقرة ,تفسير النيسابوري:ج 1ص,137سورة البقرة. -5مجمع البيان للطبرسي:ج 9ص ,95سورة الزخرف,الكشاف الزمخشري:ج4 ص,264سورة الزخرف.
315
لط :الطبرسي رحمه هللا( )1والسيوطي في اإلتقان( )2والزمخشري( )3وغيرهم قرء ابن مسعود" :ثالثة أيام متتابعات".وفي اإلتقان( :)4احتج عليه أبو حنيفة في وجوب التتابع. م :الزمخشري وفي مصحف عبد هللا "وان هذا صراط ربكم")5(.
ما :الطبرسي رحمه هللا :قرء ابن عباس وابن مسعود" :هذه اإلنعام خالصة" مرفوع مضاف )6(.وفي الكشاف وفي مصحف عبد هللا "خالص")7(. مب :الزمخشري عن ابن مسعود" :ال يخفى عليه منهم شيء")8(. مج :الزمخشري وفي قراءة ابن مسعود" :وإذ قال ربك لئن شكرتم")9(.
مد :الراغب االصفهاني في المحاضرات :أثبت ابن مسعود في مصحفه" :لو كان البن آدم واديان من ذهب ,البتغى إليهما ثالثا ،وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب، ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان:ج 3ص,409سورة المائدة. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,280النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. -3الكشاف:ج 1ص,673سورة المائدة.89: -4اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,280النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. -5الكشاف الزمخشري :ج 2ص,80سورة اإلنعام. -6مجمع البيان للطبرسي:ج 4ص,173سورة اإلنعام. -7الكشاف الزمخشري :ج 2ص,71سورة اإلنعام. -8الكشاف الزمخشري :ج 4ص,156سورة غافر. -9الكشاف الزمخشري :ج 2ص,541سورة إبراهيم. ويتوب هللا على من تاب)1(. 316
مه :وفيه عن علقمة والبخاري في صحيحه ,عن موسى ,عن أبي عوانه ,عن مغيره ,عن علقمة ,واللفظ لألول قال :أتيت الشام ,فجاء رجل فقعد إلى جنبي, فقيل :هو أبو الدرداء ،فقال :من أنت؟ قالت :من أهل الكوفة ,فقال :أولم يكن فيكم صاحب السواك والنعلين والمطهرة ,يعني ابن مسعود ،قلت :نعم ,أتحفظ كيف كان يقرأ "والليل إذا يغشى" فقلت نعم "والنهار إذا تجلى وخلق الذكر واألنثى" ,فقال: ي ,فما زال وهللا لقد أقرأنيه هكذا رسول هللا "صلّى هللا عليه واله" وفوه إلى ف ّ هؤالء بي حتى كادوا يردونني عنهما)2(. مي :وفيه وقرء عبد هللا" :فال إثم عليه لمن اتقى هللا")3( . مر :وفيه اثبت ابن مسعود "بسم هللا" في سورة البراءة)4(. مح :الطبرسي رحمه هللا قرء ابن مسعود " :صوافن")5(.
مط:الطبرسي :قرء ابن عباس والضحاك" :تبينت اإلنس إن الجن".اآلية .إلى إن
ْب َما لَبِثُوا ِفي قال ,وإما قوله تعالى﴿ :ت َ َبيَّنَ ِ ت ْال ِج ُّن أ َ ْن لَ ْو َكانُوا َي ْعلَ ُمونَ ْالغَي َ ين﴾ سبأ,14:هكذا هو في مصحف عبد هللا)6(. ْال َعذَا ِ ب ْال ُم ِه ِ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1محاضرات األدباء للصفهاني:ج 2ص ,448الحد العشرون في الديانات والعبادات ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما ادعى أنه من القرآن مما ليس في المصحف وما ادعى أنه منه وليس فيه. -2نفس المصدر. -3نفس المصدر:ص.449 -4نفس المصدر:ص.448 -5مجمع البيان للطبرسي:ج 7ص ,152سورة الحج. -6نفس المصدر::ج 8ص,197سورة سبأ. ن :الزمخشري :قرء ابن مسعود" :الم يروا من أهلكنا")1(. 317
نا :الطبرسي في مصحف عبد هللا " :وإما اليتيم فال تكهر")2( . نب :الكشاف :وقرء عبد هللا" :حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا " ()3 نج :وفيه وفي قراءة عبد هللا ":كل سفينة صالحة")4(. ند :وفيه قرء ابن مسعود" :فظن الذين كفروا")5( . نه :وفيه قرء عبد هللا بن مسعود" :ولو قطعت قلوبهم")6(. نو :وفيه قرء ابن مسعود" :ما أصلح لكم ربكم من أزواجكم")7(. نز :وفيه انه قرء" :ولي تسع وتسعون نعجة" .انتهى)8(. نح :وفيه انه قرء" :وعلى الصالة الوسطى")9(.
نط :وفيه انه قرء "فبئس صباح المنذرين")10(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكشاف الزمخشري :ج 4ص,14سورة يس. -2مجمع البيان للطبرسي:ج 10ص ,379سورة الضحى. -3الكشاف الزمخشري :ج 3ص,227سورة النور. -4الكشاف الزمخشري :ج 2ص,741سورة الكهف. -5نفس المصدر :ص.749 -6نفس المصدر :ص,313سورة التوبة. -7نفس المصدر :ج 3ص,330سورة الشعراء. -8نفس المصدر :ج 4ص,83سورة ص. -9نفس المصدر :ج 1ص,88سورة البقرة. -10نفس المصدر :ج 4ص,68سورة الصافات.
س :الشيخ الفقيه شاذان بن جبرائيل ألقمي في كتاب الروضة والفضائل,قال وباإلسناد يرفعه إلى الثقات الذين كتبوا اإلخبار :أنهم أوضحوا ما وجدوا وبان لهم 318
من أسماء أمير المؤمنين "ع" فله ثالثمائة اسم في القرآن،منها ما رواه باإلسناد
علَ ْينَا َج ْم َعهُ َوقُ ْرآنَهُ ﴿ ﴾17فَإِذَا الصحيح ،عن ابن مسعود:قوله تعالى﴿ :إِ َّن َ علَ ْينَا علَ ْينَا بَيَانَهُ﴿ ﴾19القيامة,وقوله﴿ :إِ َّن َ قَ َرأْنَاهُ فَاتَّبِ ْع قُ ْرآنَهُ ﴿ ﴾18ث ُ َّم إِ َّن َ ى﴾ الليل ,12:الخ)1(. لَ ْل ُهدَ ٰ
سا :الشيخ الطوسي في التبيان قال وفي قراءة ابن مسعود" :أكثرهم بنو تميم ال يعقلون")2(.
ي أَ ۡو َل ٰى سب :الطبرسي( )3والزمخشري( )4روى عن ابن مسعود انه قرء﴿ :ٱلنَّ ِب ُّ ج ٓۥهُ أ ُ َّم ٰ َهت ُ ُه ۡ ۗم -وهو أب لهم ﴾ -األحزاب.,6: ِب ۡٱل ُم ۡؤ ِمنِينَ ِم ۡن أَنفُ ِس ِه ۡۖم َوأَ ۡز ٰ َو ُ وإما الثالث فلوجهين :األول :موافقة قراءته لقراءة أهل البيت "عليهم السالم" ,وما روي عنهم لما يأتي مفصال ,إال في قليل لم ينقل خالفه ,ولما رواه الكليني ,عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن عبد هللا بن فرقد والمعلى بن خنيس ,قاال :كنا عند أبي عبد هللا "عليه السالم" ومعنا ربيعة الرأي ,فذكرنا فضل القرآن ,فقال أبو عبد هللا "عليه السالم" :إن كان ابن مسعود ال يقرأ على قراءتنا فهو ضال ،فقال ربيــــعة :ضال؟ فقال :نعم ضال ،ثم قال أبو ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الروضة لشاذان ألقمي:ص,231حديث" "191علي في ألقابه. -2التبيان للطوسي:ج 9ص,342سورة الحجرات. -3مجمع البيان:ج 8ص,122-121سورة األحزاب. -4الكشاف للزمخشري:ج 3ص,523سورة األحزاب.
عبد هللا "عليه السالم" :وأما نحن فنقرأ على قراءة أبي )1(.وجه الداللة إن ابن مسعود ليس بضال ,فقراءته موافقة لقراءتهم ,إما األول :فلما رواه الصدوق في 319
الخصال بسنده عن عيسى بن عبد هللا العمري ،عن أبيه ،عن جده ،عن علي "عليه السالم" ,قال :خلقت األرض لسبعة بهم يرزقون ،وبهم يمطرون ،وبهم ينصرون: أبو ذر وسلمان والمقداد وعمار وحذيفة وعبد هللا بن مسعود ،قال"ع" :وأنا إمامهم ,وهم الذين شهدوا الصالة على فاطمة "عليها السالم" (.)2
وما رواه فرات في تفسيره ,عن عبيد بن كثير عنه"ع" قال :خلقت األرض لسبعة إلى أخره بأدنى تفاوت )3(.ويظهر منهما انه احد السبعة ,فيما رواه الكشي بسنده عن ابن فضال ،عن ثعلبة بن ميمون ،عن زرارة ،عن أبي جعفر ،عن أبيه عن جده "عليهم السالم" ،قال :خلقت األرض لسبعة بهم ترزقون وبهم تنصرون وبهم تمطرون ،منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة رحمة هللا عليهم ,وكان علي "ع" يقول :وأنا إمامهم ،وهم الذين صلوا على فاطمة "عليها السالم" ( .)4ورواه المفيد في االختصاص ( )5كما في البحار( )6بسنده عن ابن الوليد عن الصفار ,عن ابن عيسى ,عن ابن فضال ..الخ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 2ص 634ح,27باب النوادر. -2الخصال للصدوق :ص 361ح,50ما روي من طريق العامة إن األرض خلقت لسبعة. -3تفسير فرات الكوفي:ص 570ح,5-733سورة الضحى. -4اختيار معرفة الرجال :ج1ص 34-33ح ,13قصة بيعة اإلمام علي"ع" ألبي بكر. -5االختصاص للمفيد:ص,5خلقت األرض لسبعة بهم ترزقون. -6بحار االنوار:ج 22ص 326ح ,26باب" "10فضائل سلمان وأبي ذر ومقداد وعمار,وفيه فضائل بعض أكابر الصحابة.
320
ولما رواه الكشي في ترجمة مالك االشتر ,عن أبي ذر ,انه قال :اخبرني رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" :أني أموت في أرض غربة ،وأنه يلي غسلي ودفني والصالة علي رجال من أمتي صالحون)1(.
وفي رواية أالستيعاب عنه :سمعت رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يقول لنفر أنا فيهم :ليموتن رجل منكم بفالة من األرض ,تشهده عصابة من المؤمنين )2(.وقد صح في كتب السير( )3وكتب اإلمامة في باب مطاعن الثالث :إن من الذين شهدوا على جنازته عبد هللا بن مسعود وان عثمان ضربه لذلك أيضا)4(.
وفي تلخيص الشافي للشيخ الطوسي"ره" وروى محمد بن إسحاق ,عن محمد بن كعب القرضي :أن عثمان ضرب ابن مسعود أربعين سوطا في دفنه أبا ذر ,ومن أراد التفصيل فليراجع الباب المذكور ,وفي الكتاب المذكور ,فان قيل فقد روى إن عبد هللا بن مسعود إنما كان يطعن عليه أي عثمان ألنه عزله ,قيل إن عبد هللا بن مسعود عند كل من عرفه بخالف هذه الصورة ,ألنه لم يكن ممن يخرج من دينه ويطعن في أمانته بأمر يعود إلى منفعته الدنيا ,وان كان عزله بمن ال يشبهه في دين وال أمانة عيبا ال شك فيه .انتهى)5(.
وفيه وفي رد من زعم إن ضربه عثمان طعن عليه ال على عثمان ,الن لإلمام ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اختيار معرفة الرجال:ج 1ص,283ح,117فيصل القول في زرارة. -2االستيعاب في معرفة األصحاب البن عبد البر:ج 1ص,254باب حرف الجيم,جندب,ابن جنادة. -3ينظر الطبقات الكبرى البن سعد:ج 4ص,234الطبقة الثانية من المهاجرين واألنصار ممن لم يشهد بدرا . -4ينظر شرح نهج البالغة البن أبي الحديد:ج 3ص,44في ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها. -5تلخيص الشافي للطوسي:ج 4ص , 110فصل في إبطال إمامة عثمان. 321
تأديب غيره ما لفظه :وذلك انه إنما كان طعنا فيه دون ابن مسعود! ألنه ال خالف بين األمة في طهارة ابن مسعود وفضله وإيمانه ومدح رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وثنائه عليه ,وانه مات على الجملة المحمودة منه ,وفي كل هذا خالف بين المسلمين في عثمان .انتهى)1(.
وفي أمالي الصدوق :عن مسروق ،قال :بينا نحن عند عبد هللا بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه ،إذ يقول له فتى شاب :هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال :إنك لحدث السن ،وإن هذا الشئ ما سألني عنه أحد قبلك ،نعم عهد إلينا نبينا "صلى هللا عليه وآله" ,أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة،عدد نقباء بني إسرائي )2(.وله في هذا المعنى إخبار كثيرة ويأتي عن الخصال( :)3انه من أالثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر خالفته ,ويأتي عن االستغاثة :انه استشهد المهاجرين واألنصار على إن النبي "صلى هللا عليه واله" قال :رضيت ألمتي ما رضي لها ابن أم عبد ,فشهدوا جميعا بذلك )4(.ورواه الفضل بن شاذان في اإليضاح( )5عن العامة من غير حكاية االستشهاد.وفي تنبيه الغافلين لبعض علمائنا المعاصرين للشيخ الطبرسي وأمثاله عن أبي الدرداء ,قال :العلماء ثالثة, رجل بالشام يعني نفسه ,ورجل بالكوفة يعني عبد هللا بن مسعود ,ورجل بالمدينة يعني علي بن أبي طالب"عليه السالم" .فالذي بالشام يسأل الذي بالكوفة ,والذي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تلخيص الشافي للطوسي:ج 4ص , 111فصل في إبطال إمامة عثمان. -2االمالي للصدوق:ص,386ح,4-495عدد خلفاء رسول هللا"ص". -3الخصال للصدوق:ص,464-461الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخالفة. -4وفق تتبعي لم أقف على ذلك في كتاب االستغاثة ألبي القاسم الكوفي. -5اإليضاح :ص , 224بعض ما ورد عن النبي في ابي وابن مسعود ,بدون االستشهاد كما قال المصنف ,ولكن االستشهاد ورد في ص,57منهم عبد هللا بن مسعود الصحابي. 322
بالكوفة يسأل الذين بالمدينة ،والذي بالمدينة ال يسأل أحدا )1(.وفيه عن أبن مسعود :لو علم احد اعلم بكتاب هللا مني ألتيته ,قيل يا أبا عبد الرحمن فعلي "عليه السالم" قال :أولم أته )2(.نعم لم يظهر من اإلخبار انقطاعه إلى مواله "ع" كغيره ممن ذكر معه في تلك اإلخبار ,بل كان مخالطا للقوم في الظاهر ,لكنه غير مناف لما أردنا إثباته لما مضى ويأتي عن الغارات ,وإما الثاني فواضح إذ تحصل من تلك اإلخبار قضية صورتها هكذا :إن كان ابن مسعود ال يقرأ على قراءتهم فهو ضال ,لكنه ليس بضال ,فهو يقرأ على قراءتهم. الثاني :أمر النبي "صلى هللا عليه واله" يأخذ القران عنه والقراءة عليه ويلزمه صحة ما كان عنده ,لما رواه الشيخ في تلخيص الشافي عن النبي "صلى هللا عليه واله" انه قال :من سره إن يقرأ القران غضا كما انزل فليقرأ عل قراءة ابن أم عبد )3( .وتقديم قريب منه عن الحضيني ونقله الشيخ فضل بن شاذان في اإليضاح( )4وله طرق في كتب المخالفين()5
ويؤيد ذلك ما في كتاب الغارات للشيخ إبراهيم بن محمد الثقفي ,بإسناده عن أبي عمرو الكندي ,قال :كنا ذات يوم عند علي "عليه السالم" فوافق الناس منه طيب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر غاية المرام للبحراني:ج 5ص ,201الباب الخامس والعشرون في غزارة علم أمير المؤمنين"ص" وسعته من طريق العامة ,نقال عن مناقب أمير المؤمنين البن المغازلي. -2مجمع البيان للطبرسي:ج 6ص,54سورة الرعد. -3تلخيص الشافي للطوسي:ج 4ص , 106فصل في إبطال إمامة عثمان. -4اإليضاح ص,223بعض ما ورد عن النبي في أبي وابن مسعود. -5ينظر تاريخ دمشق البن عساكر:ج 33ص ,103حرف العين عبد هللا بن مسعود ابن غافل بن حبيب بن شمخ بن فاد بن مخزوم ابن صاهلة بن ,المعجم الكبيرللطبراني:ج 9ص 67ح,8415باب العين ,مصنف ابن شيبة:ج 6ص139 ح,30133كتاب فضائل القران,ممن يؤخذ القران. 323
نفس ومزاح ,فقالوا :يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك ،قال"ع" :عن أي أصحابي تسألون ؟ قالوا عن أصحاب محمد "صلى هللا عليه وآله" فقال"ع" :كل أصحاب محمد"ص" أصحابي ،فعن أيهم تسألونني ؟ قالوا :عن الذين رأيناك تلطفهم بذكرك وبالصالة عليهم دون القوم ،قال"ع" :عن أيهم؟ قالوا :حدثنا عن عبد هللا بن مسعود ،قال"ع" :قرأ القرآن وعلم السنة وكفى بذلك ،قالوا :فوهللا ما درينا بقوله :وكفى بذلك ،كفى بقراءة القرآن وعلم السنة أم كفى بعبد هللا)1(.
وروى الصدوق في االمالي ,بسنده عن المسيب بن نجية ,عن علي"ع" انه قيل له حدثنا عن أصحاب محمد "صلى هللا عليه واله" حدثنا عن أبي ذر ,إلى إن قال: فعن عبد هللا بن مسعود قال :قرء القران فبرك عنده وفي نسخة :فنزل عنده)2( .
فأما الرابع :فهي أمور ينبغي التنبيه عليها األول :انه قد صح عن ابن مسعود انه أنكر كون المعوذتين والحمد من القران وأسقطها من مصحفه ,بل كان يحكها من المصاحف,
فروى
علي
بن
إبراهيم
في
تفسيره,
عن علي بن
الحسين ,عن البرقي ,عن علي ابن الحكم ,عن سيف بن عميرة ,عن أبي بكر الحضرمي ,قال :قالت ألبي جعفر "عليه السالم" :إن ابن مسعود كان يمحو المعوذتين من المصحف ,فقال :كان أبي يقول إنما فعل ذلك ابن مسعود برأيه, وهما من القرآن)3(.
وفي طب األئمة ألبي غياث ,والحسين بن بسطام ,عن إبراهيم البيطار ,قال: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الغارات للثقفي:ج 1ص,177في كالم علي"ع" في وصف جماعة من أصحاب النبي وجوابه ألسئلة ابن الكواء. -2االمالي للصدوق:ص 324ح,9/377صفة أصحاب رسول هللا "ص". -3تفسير القمي:ج 2ص,450سورة الفلق.
324
حدثنا محمد بن عيسى ,عن يونس بن عبد الرحمن ,ويقال :يونس المصلى لكثرة صالته ,عن ابن مسكان ,عن زرارة ,عن أبي عبد هللا الصادق "ع" ,انه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن ؟فقال الصادق "عليه السالم" نعم ,هما من القرآن , فقال الرجل :إنهما ليستا من القرآن في قراءة بن مسعود وال في مصحفه! فقال أبو عبد هللا "عليه السالم" أخطأ ابن مسعود ,أو قال :كذب ابن مسعود هما من القرآن)1(.
وفي اإلتقان عن ابن حجر في شرح البخاري:أخرج أحمد ,وابن حبان عنه ,أنه كان ال يكتب المعوذتين في مصحفه .وأخرج عبد هللا بن أحمد في زيادات المسند, والطبراني وابن مردويه من طريق األعمش ,عن أبي إسحاق ,عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي ,قال :كان عبد هللا بن مسعود يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول :إنهما ليستا من كتاب هللا .وأخرج البزار والطبراني من وجه آخر عنه, أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول :إنما أمر النبي "صلى هللا عليه واله" أن يتعوذ بهما )2(.وتقدم المقدمة األولى في ترتيب سور مصحفه ,انه لم يكن فيه الحمد ,وإذا كان مصحفه كذلك فكيف يمكن تصحيح قراءته! ويجوز أمر النبي "صلى هللا عليه واله" بأخذ القران عنه؟. الجواب :إن عدم وجود بعض السور بل بعض اآليات أيضا في مصحفه ال يضر بالموجود ,وال يصير سببا للوهن فيه ,كما يأتي بيان ذلك في الجواب عما ربما ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1طب األئمة البن سأبور الزيات:ص,114في المعوذتين. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,271النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج.
325
يقال :إن النقصان في القران الموجود موجب لسقوط اعتباره ,وعدم جواز التمسك به ,بل نظير هذا وارد على الجميع ,فانه ال خالف ظاهرا في جواز القراءة بأحد القراءات السبع ,والتمسك بها سواء قلنا بتواتر كلها أو واحد منهما أو لم نقل به, مع إن البسملة ليست في قراءة حمزة ,وقراءة البصرة والشام والمدينة إال قالون, ولم يجوز احد من األصحاب تركها ,مع تجويزهما القراءة بقراءة من أسقطها ,ولم يظهر منهم الطعن عليه ,لعدم اشتمال قراءتها عليها ,ومما ذكرنا ظهر إن عدم موافقة ترتيب مصحفه لترتيب مصحف أمير المؤمنين"ع" الذي هو األصل والميزان في معرفة التام والتناقض ,غير مضر بالمطلوب ,وربما ينكر نسبته ما ذكر إليه. قال في اإلتقان ,قال النووي في شرح المهذب :أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن ,وأن من جحد منها شيئا كفر ,وما نقل عن ابن مسعود باطل ليس بصحيح)1(.
وقال أبن حزم في المحلى :هذا كذب على اب ِْن َم ْسعُو ٍّد وموضوع وإنما صح َع ْنه ُ ع ْن زر عنه َوفِي َها المعوذتان والفاتحة)2(. اص ٍّم َ قِ َرا َءة ُ َع ِ وفيه إن إنكار ذلك بعد إخبار الصادقين"ع" بخالفه مما ال يصغى إليه ,بل صحح السيوطي إسناد ما مر بطرقهم ,وقال ابن حجر :قد صح عن ابن مسعود إنكار ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,271النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. -2المحلى باآلثار البن حزم األندلسي:ج 1ص,32كتاب التوحيدَ ,مسْأَلَة" "21ا ْلقُ ْرآن َك َالم َّ ع َلى قَ ْلب نبيه ُم َح َّمد. اَّلل ووحيه أنزله َ
326
ذلك ,وقال البزاز :لم يتابع ابن مسعود على ذلك أحد من الصحابة وقد صح أنه صلى هللا عليه قرأ بهما في الصالة .قال ابن حجر :فقول من قال إنه كذب عليه مردود والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند ال يقبل,ثم نقل عن بعضهم العذر فيما فعله بما ال يوجب الطعن فيه وان اخطأ فيه وال حاجة إلى نقله بعد ما مر)1(.
الثاني :إن تلك الزيادات واالختالفات ال تجوز إن تكون من باب منسوخ التالوة وال من باب تعدد القراءات! إما األول :فلبطالن أصله أوال ,وعدم الدليل على وقوع ذلك في المقام ثانيا ,ومنافاته لعد ضرب عثمان إياه المتناعه من تسليم مصحفه من مطاعنه كما اشرنا إليه ثالثا ,ووجود عدم الدليل على عدم كونها منه رابعا ,وهو ما ذكرنا من مطابقة أكثر تلك القراءات لقراءة أهل البيت "عليهم السالم",وما في اإلتقان عن أبي عبيدة بسنده عن ابن مسعود قال :جردوا القران وال تخلطوه بشيء)2(.
وما رواه شيخ الطائفة في تلخيص الشافي للسيد"ره" ,عن ابن عباس رحمه هللا, انه قال :قراءة ابن أم عبد هي القراءة األخيرة ,إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يعرض عليه القران في كل سنة في شهر رمضان ,فلما كان العام الذي توفى"ص" فيه عرض عليه مرتين ,فشهد عبد هللا ابن مسعود ما نسخ منه وما بدل فهي القراءة األخيرة)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,272-271النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج, -2اإلتقان للسيوطي:ج 4ص ,184النوع السادس والسبعون :في مرسوم الخط وآداب كتابته. -3تلخيص الشافي للطوسي:ج 4ص , 106فصل في إبطال إمامة عثمان. 327
وهذا الخبر وان كان مردودا عندنا كما تقدم في الدليل الثالث ,ونقله السيد أيضا من طريقهم ,للرد عليهم في ترك أئمتهم قراءته واختيارهم قراءة زيد ,إال انه حجة على من اعتقد ووجود أصله بمثل هذا الخبر ,إذ مر انه لم يرد من طرقنا ما يدل عليه. وإما الثاني :فلبطالن القول بتعدد القراءات كما يأتي ,بل لو قيل بتعددها حتى فيما لو اشتمل بعضها على كلمة أو أية ,ارتفع الخالف من أصله ,بل هو رجوع إلى القول بالنقيصة كما ال يخفى وقد اعترف به شارح الوافية أيضا فراجع. الثالث :الظاهر إن اختياره "عليه السالم" قراءة أبي الشتماله على أكثر مما اشتمله مصحف عبد هللا مما كان في مصحف جده "عليه السالم" كما يأتي ال لوهن في مصحفه كما ربما يتراءى ,وإال فمصحف أبي مثله في تلك الجهة بالنسبة إلى مصحفه "عليهم السالم" فال تغفل. الرابع :اإلخبار المتقدمة وان كان أكثرها ضعافا ,إال إن المقصود ليس التمسك بآحادها ,بل بمجموعها المشتملة على ما هو المعتبر عندنا المؤيد بغيره السليم عما يقبل للمعارضة ,إلثبات وجود الزيادة فيه مما ال توجد في الموجود ,بل ال يبعد دعوى حصول القطع منها بذلك ,فال حاجة إلى مالحظة آحادها وكون بعضها من طرق العامة لعله انجح للمطلوب ,بعد ما تقرر إن تطرق النقص في الموجود من سوء صنيع سلفهم ,فان إخبار شخص بخبر له داع إلى كتمانه قرينته على كثرة وضوحه ,وإباءه عن اإلخفاء وشاهد على إن أهلل تعالى صرف قلبه عما أراد إلنفاذ ما يريده من تبين الحق لمن كان له قلب أو القي السمع وهو شهيد.
328
فائدة: عبد هللا هذا هو ابن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فاد بن مخزوم بن صاهل بن كاهل بن الحارث بن تميم بن غانم بن( )1سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر جد النبي صلى هللا عليه واله ,وأمه أم عبد بنت( )2الحارث بن زهرة ,كنيته أبو عبد الرحمن ,أسند عن النبي "صلى هللا عليه واله" نيفا وثالثمائة حديث على ما ضبطه المخالفون ,كان رجال نحيفا قصيرا يكاد الجلوس يواريه من قصره ,وهو من السابقين وصاحب الهجرتين ومصلي القبلتين , وكان على قضاء الكوفة زمن عمر ,ثم رجع إلى المدينة إلى أن ضربه عثمان في خالفته. وفي تلخيص الشافي :وبلغ من إصرار عبد هللا لمظاهرته -أي عثمان -أنه قال لما حضره الموت :من يتقبل مني وصية أوصيه بها على ما فيها ؟ فسكت القوم وعرفوا الذي يريده! فأعادها ,فقال عمار بن ياسر :أنا أقبلها ,فقال ابن مسعود :ال يصلي علي عثمان ,قال :ذلك لك ,فيقال :أنه لما دفن جاء عثمان منكرا لذلك فقال له قائل :إن عمارا ولي األمر ,فقال لعمار :ما حملك على أن تؤذ نني ؟ فقال إنه عهد إلي أال أؤذنك ,فوقف على قبره وأثنى عليه ثم انصرف ,وهو يقول :رفعتم أيديكم عن خير من بقي ,فتمثل الزبير بقول الشاعر : وفي حياتي ما زودتني زادي
ألعرفنك بعد الموت تندبني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1قطع عند ص 168من نسخة إلف وأتممتها من نسخة باء. ارث بْن تميم ابن سعد بْن َ " -2 عبْد ود بْن سواء بْن قريم بْن صاهلة بْن كاهل بْن ْال َح ِ هذيل .وأمها هند ِب ْنت" سقط كم المصنف واخذ من مصدر طبقات بن سعد:ج3ص ,111في القول في الطبقة األولى وهم البدريون من المهاجرين واألنصار,ومن حلفاء بني زهرة بن كالب من قبائل العرب. 329
ولما مرض ابن مسعود مرضه الذي مات فيه أتاه عثمان عائدا فقال :ما تشتكي ؟ قال :ذنوبي ,فقال :فما تشتهي ؟ قال :رحمة ربي ,قال :أال أدعو لك طبيبا ؟ قال :الطبيب أمرضني ,قال :أفال آمر لك بعطاء ؟ قال :منعتنيه وأنا محتاج إليه وتعطينيه وأنا مستغن عنه ؟ قال :يكون لولدك ,قال :رزقهم على هللا ,قال : استغفر لي يا أبا عبد الرحمن ,قال :أسأل هللا أن يأخذ لي بحقك .انتهى )1(.توفي سنة اثنتين وثالثين وهو ابن تسع وستين سنة ودفن بالبقيع )2( .
الدليل
السادس()3
إن هذا المصحف غير شامل لتمام ما في مصحف أبي بن كعب فيكون غير شامل لتمام ما نزل إعجازا لصحة ما مصحف أبي واعتباره . أما األول :فيدل عليه جملة من األخبار : أ :الشيخ الطبرسي في مجمع البيان ,عن تفسير الثعلبي ,بإسناده عن حبيب بن أبي ثابت ,قال :أعطاني ابن عباس مصحفا ,فقال هذا على قراءة أبي ,فرأيت في
المصحف ﴿فَ َما ا ْست َ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى﴾-
النساء)4(.24:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الشافي في اإلمامة للشريف المرتضى:ج 4ص.281-280 -2طبقات بن سعد:ج3ص ,111طبقات الكوفيين ,تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول هللا "ص" ومن كان بها بعدهم من التابعين وغيرهم من أهل الفقه والعلم ""1826عبد هللا بن مسعود. -3الدليل السادس بتمامه أخذناه من نسخة باء لفقدان صحائفه من نسخة إلف. -4مجمع البيان للطبرسي:ج 3ص,61تفسير سورة النساء.24:
330
ب:الرازي في تفسيره( ,)1والنيشابوري( :)2روي أن أبي بن كعب كان يقرأ ﴿فَ َما ور ُه َّن ﴾ النساء,24:وبه قرأ ا ْست َ ْمتَ ْعت ُ ْم بِ ِه ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى -فَآتُو ُه َّن أ ُ ُج َ ابن عباس أيضا ,والصحابة ما أنكروا عليهما فكان إجماعا. ج :الصدوق في العيون( )3واألمالي( )4بسنده المتقدم عن الرضا "عليه السالم" : ك ْاأل َ ْق َربِينَ -ورهطك المخلصين- ِيرتَ َ أن في قراءة أبي بن كعبَ ﴿:وأَ ْنذ ِْر َ عش َ ﴾.الشعراء.214:
د :السيوطي في اإلتقان :نقل عن مصحف أبي ِ ﴿ :إ ْن ت ُ َع ِذّ ْب ُه ْم فَإِنَّ ُه ْم ِعبَاد َُك ۖ َو ِإ ْن ت -الغفور الرحيم ﴾-المائدة ,118:وبها قرأ ابن شنبوذ)5(. تَ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم َفإِنَّ َك أَ ْن َ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1التفسير الكبير:ج 10ص,43سورة النساء.24: -2تفسير غرائب القران ورغائب الفرقان للنيسابوري:ج ص,393سورة النساء.24: -3االمالي للصدوق,617:المجلس التاسع والسبعون. -4عيون إخبار الرضا للصدوق:ج 2ص,209باب" "23ذكر مجلس الرضا"ع" مع المأمون في الفرق بين العترة واألمة,في اآليات االثنى عشر الدالة على أفضلية العترة. -5اإلتقان للسيوطي:ج 3ص,352النوع التاسع والخمسون,في فواصل اآليات ,أقول: هنالك مالحظة مهمة جديرة بذكرها حيث قال السيوطي بعد الخبر :فَإ ِ َّن قَ ْولَهُ" َ :وإِ ْن يم " َو َكذَا نُ ِقلَ ْ ص َح ِ ت َع ْن ُم ْ ور َّ ضي أ َ ْن ت َ ُكونَ ْالفَ ِ ت َ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم "يَ ْقت َ ِ اصلَةُ" ْالغَفُ َ ي ٍّ ف أ ُ َب ّ الر ِح َ ْس فَ ْوقَهُ َو ِب َها قَ َرأ َ اب ُْن َ ش ْنبُوذَ َوذ ُ ِك َر فِي ِح ْك َمتِ ِه أَنَّهُ َال َي ْغ ِف ُر ِل َم ْن ا ْست َ َح َّق ْال َعذَ َ اب ِإ َّال َم ْن لَي َ ض ُع ال َّ علَ ْي ِه ُح ْك َمهُ َف ُه َو ْالعَ ِز ُ ش ْي َء فِي َم َح ِلّ ِه يز أَي ِ ْالغَا ِل ُ ب َو ْال َح ِكي ُم ُه َو الَّذِي يَ َ أ َ َحد ٌ َي ُردُّ َ َار ٌج َع ْن َها ض ال ُّ ض َعفَ ِ اء فِي بَ ْع ِ علَى َب ْع ِ َوقَ ْد يَ ْخ َفى َو ْجهُ ْال ِح ْك َم ِة َ ض ْاأل َ ْف َعا ِل فَيَتَ َو َّه ُم أَنَّهُ خ ِ ي َو ِإ ْن ت َ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم َم َع ا ْستِ ْحقَاقِ ِه ُم ف ِب ْال َح ِك ِيم ْ ص ِ ْس َكذَ ِل َك فَ َكانَ فِي ْال َو ْ احتِ َر ٌ اس َح َ س ٌن أ َ ْ َولَي َ علَي َْك ِأل َ َح ٍّد ِفي ذَ ِل َك َو ْال ِح ْك َمةُ ِفي َما فَ َع ْلتَهُ. ض َ ْال َعذَ َ اب فَ َال ُم ْعت َ َر َ
331
هـ :الطبرسي رحمه هللا :وفي قراءة أبي":التائبين العابدين" بالياء إلى آخرها)1(.
و :الطبرسي :روي عن ابن عباس" :أكاد أخفيها من نفسي" وهي كذلك في قراءة أبي )2(. ز :الطبرسي :قرأ أبي":حطب جهنم")3(.
ي أَ ْو َل ٰى ح :روي عن أبي ,وابن مسعود ,وابن عباس ,أنهم كانوا يقرؤون﴿ :النَّ ِب ُّ جهُ أ ُ َّم َهات ُ ُه ْم -وهو أب لهم ﴾-األحزاب ,6:وكذلك ِب ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِم ْن أَ ْنفُ ِس ِه ْم ۖ َوأَ ْز َوا ُ هو في مصحف أبي)4(. ط :الطبرسي :قرأ أبي بن كعب "يا حسرة العباد")5(, ي :الطبرسي :روي عن أبي بن كعب أنه قرأ " :فامضوا إلى ذكر هللا")6(. يا :الطبرسي :روي عن أبي بن كعب " :فطلقوهن في قبل لعدتهن ")7(.
يب :السيوطي في اإلتقان :وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنتا عشرة سورة, ألنه لم يكتب المعوذتين ,وفي مصحف أبي ست عشرة ,ألنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع ,أخرج أبو عبيد عن ابن سيرين ,قال :كتب أبي بن كعب في ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان للطبرسي:ج5ص,128سورة التوبة.112: -2مجمع البيان للطبرسي:ج7ص,13سورة طه.15: -3مجمع البيان للطبرسي :ج 7ص,113سورة األنبياء.98: -4مجمع البيان للطبرسي :ج 8ص,122-120سورة األحزاب.6: -5مجمع البيان للطبرسي :ج 8ص,267سورة يس.30: -6مجمع البيان للطبرسي :ج 10ص,13سورة الجمعة.13: -7مجمع البيان للطبرسي :ج 10ص,37سورة الطالق.1:
332
مصحفه,فاتحة الكتاب والمعوذتين و اللهم إنا نستعينك ..الخ ,و اللهم إياك نعبد)1(.
يج :وفيه ,قال ابن الضريس ,أنبأنا أحمد بن جميل المروزي ,عن عبد هللا بن المبارك ,أنبأنا األجلح ,عن عبد هللا بن عبد الرحمن ,عن أبيه ,قال :في مصحف ابن عباس ,قراءة أبي ,وأبي موسى" :بسم هللا الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ,وال نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ,وفيه اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق")2( .
يد :وفيه ,أخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصالة ,عن أبي بن كعب أنه كان يقنت بالسورتين ,فذكرهما وأنه كان يكتبهما في مصحفه)3(.
يه :وعن در المنثور ,قال ابن الضريس في فضائله :أخبرنا موسى بن إسماعيل, أنبأنا حماد قال :قرأنا في مصحف أبي بن كعب :اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير وال نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك الخ)4(.
يو :وفيه ,أخرج محمد بن نصر ,عن ابن إسحاق ,قال :قرأت في مصحف أبي بن كعب بالكتاب األول العتيق :بسم هللا الرحمن الرحيم قل هو هللا أحد إلى آخرها, بسم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,226النوع التاسع عشر :في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,227النوع التاسع عشر :في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه. -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,227النوع التاسع عشر :في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه. -4الدر المنثور للسيوطي:ج 8ص,695تفسير سورة الناس. 333
هللا الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق إلى آخرها ,بسم هللا الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس إلى آخرها ,بسم هللا الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير وال نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ,بسم هللا الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق الخ)1(.
يز :وعنه ,وأخرج محمد بن نصر عن الشعبي ,قال :قرأت أو حدثني من قرأ في بعض مصاحف أبي بن كعب هاتين السورتين :اللهم إنا نستعينك ,واألخرى بينهما بسم هللا الرحمن الرحيم ,قبلهما سورتان من المفصل ,وبعدهما سور من المفصل)2(.
يح :وفي اإلتقان ,أخرج ابن أشتة في المصاحف ,عن محمد بن يعقوب ,عن أبي داود عن أبي جعفر الكوفي ,قال :هذا تأليف مصحف أبي ,وساق كما مر إلى قوله: ثم العصر ,ثم الخلع ,ثم الحفد ,ثم ويل لكل .الخبر ,وفيه ,أنه كتب أول الزمر حم )3(,قلت :ويأتي لهاتين السورتين طرق أخر . يط :الحاكم في المستدرك ,كما حكي عنه عن أبي إدريس ,عن أبي بن كعب
رضي هللا عنه ,انه كان يقرأِ ﴿ :إ ْذ َج َع َل الَّذِينَ َكفَ ُروا فِي قُلُوبِ ِه ُم ْال َح ِميَّةَ َح ِميَّةَ ْال َجا ِه ِليَّ ِة -ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام -فَأ َ ْنزَ َل َّ علَ ٰى س ِكينَتَهُ َ اَّللُ َ سو ِل ِه﴾ الفتح)4( ,26: َر ُ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدر المنثور للسيوطي:ج 8ص,697تفسير سورة الناس. -2الدر المنثور للسيوطي:ج 8ص,697تفسير سورة الناس. -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,223-222النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. -4المستدرك للحاكم:ج 2ص ,245ح , 2891كتاب التفسير. 334
ك :الشيخ أبو الحسن الشريف في تفسيره ,قال :روى ابن أبي داوود ,عن أبي إدريس الخوالني ,أن أبا درداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل الشام ,ومعهم المصحف الذي جاء به أهل الشام ,ليعرضوه على أبي بن كعب وزيد وعلي "عليه
السالم" وأهل المدينة ,فقرأ يوما على عمر بن الخطاب ,فلما قرأ هذه اآليةِ ﴿ :إذْ ح ِميَّةَ ْال َجا ِه ِليَّ ِة -ولو حميتم كما حموا َج َع َل الَّذِينَ َكفَ ُروا فِي قُلُو ِب ِه ُم ْال َح ِميَّةَ َ لفسد المسجد الحرام ﴾ -الفتح, ,26:فقال عمر من أقرأك هذا ؟ قال أبي بن كعب , فقال :أدعو لي أبي ,فجاءه أبي وهو مشمر ,فسأله عمر عن قراءتهم اآلية ,فقال أبي :أنا أقرأتهم ,فقال عمر لزيد أقرأ ,فقرأ زيد قراءة العامة ,فقال عمر :اللهم ال أعرف إال هذا ,فقال أبي :وهللا يا عمر ,إنك لتعلم أني كنت أحضر وتغيبون, وأدعى وتحجبون ,ويصنع بي وهللا لئن أحببت أللزمن بيتي فال أحدث أحدا بشيء)1(.
كا :وعن در المنثور ,أخرج النسائي ,والحاكم ,وصححه من طريق أبى إدريس,
عن أبي بن كعب ,انه كان يقرأِ ﴿ :إ ْذ َجعَ َل الَّذِينَ َكفَ ُروا ِفي قُلُوبِ ِه ُم ْال َح ِميَّةَ َح ِميَّةَ ْال َجا ِه ِليَّ ِة -ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام -فَأ َ ْنزَ َل َّ علَ ٰى س ِكينَتَهُ َ اَّللُ َ سو ِل ِه﴾ الفتح ,26:فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه ,فبعث إليه فدخل عليه ,فدعا ناسا َر ُ من أصحابه فيهم زيد بن ثابت ,فقال :من يقرأ منكم سورة الفتح ,فقرأ زيد على قراءتنا اليوم ,فغلظ له عمر ,فقال أبى :أأتكلم ؟ قال :تكلم ,فقال :لقد علمت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1لم أقف على نسخة كتاب تفسير الشيخ أبو الحسن الشريف,وينظر كتاب المصاحف البن أبي داود:ص,357في عرض المصاحف إذا كتبت,باعتباره المصدر األصل الذي نقل عنه الشيخ المذكور.
335
أنى كنت أدخل على النبي "صلى هللا عليه واله" ويقرئني وأنت بالباب ,فإن أحببت أن أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت ,وإال لم أقرئ حرفا ما حييت ,قال بل أقرئ الناس)1(.
كب :الشيخ أبو الحسن ,عن عبد الرزاق في كتابه ,عن ابن جريج ,عن عمرو بن دينار ,قال :سمعت بجالة التيمي ,قال:وجد عمر بن الخطاب مصحفا في حجر
ي أَ ْولَ ٰى بِ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِم ْن أَ ْنفُ ِس ِه ْم -وهو أبوهم﴾- غالم في المسجد ,فيه﴿ :النَّبِ ُّ األحزاب ,6:فقال :احككها يا غالم ,فقال:وهللا ال أحكها ,وهي في مصحف أبي بن كعب ,فانطلق إلى أبي ،فقال له :إني شغلني القرآن وشغلك الصفق باألسواق الخبر)2(.
كج :وعن الدر المنثور ,أخرج عبد الرزاق ,وسعيد بن منصور ,وإسحاق بن راهويه ,وابن المنذر ,والبيهقي ,عن بجالة ,قال :مر عمر بن الخطاب رضي هللا
ي أَ ْولَ ٰى ِب ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِم ْن أَ ْنفُ ِس ِه ْم ۖ عنه بغالم وهو يقرأ في المصحف﴿ :النَّ ِب ُّ جهُ أ ُ َّم َهات ُ ُه ْم ۗ -وهو أب لهم ﴾-األحزاب ,6:فقال :يا غالم حكها,فقال :هذا َوأَ ْز َوا ُ مصحف أبي ,فذهب إليه فسأله ,فقال :إنه كان يلهيني القرآن ,ويلهيك الصفق باألسواق)3(. كد :الزمخشري في الكشاف ,وفي مصحف أبي" :وهذا صراط ربك")4( . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدر المنثور للسيوطي:ج7ص,535تفسير سورة الفتح.26: -2المصنف لعبد الرزاق الصنعاني:ج 10ص 181ح,18748باب قتل الساحر. -3الدر المنثور للسيوطي :ج 6ص , 567تفسير سورة األحزاب.6: -4الكشاف للزمخشري:ج 2ص, 80سورة اإلنعام.153:
336
كه :وفيه,وفي قراءة أبي ﴿ :فَإِ َّن َّ اَّللَ
ض ُّ ل﴾ النحل)1(.37: َال -هادي لمن -يُ ِ
كو :الراغب في المحاضرات,عن أبي( )2أنه قرأ﴿ :فَإِ ْن فَا ُءوا -فيهن -فَإِ َّن َّ اَّللَ َ ور َر ِحي ٌم﴾ البقرة)3(,226: غف ُ ٌ كز :الكشاف,قرأ أبي ابن كعب" :هللا سماكم من قبل وفي هذا")4( . كح:وفيه,في قراءة أبي" :حتى تستأذنوا")5(.
كط :وفيه ,في مصحف أبي﴿ :أ َ َال فِي
ْال ِفتْنَ ِة -سقط ﴾-التوبة)6(,49:
ل :وفيه ,وفي قراءة أبي " :وإذا ال يلبثوا")7(. ال :وفيه ,وفى قراءة أبي" :ثالثمائة سنة")8(. لب :وفيه ,في قراءة أبي" :كل سفينة صالحة")9(.
لج :وفي تفسير الشيخ أبي الحسن رحمه هللا ,روى عبد بن حميد وابن جرير وابن
علَ ْي ِه ُم عدي ,عن أبي مجلز ,أن أبي بن كعب قرأِ ﴿ :منَ الَّذِينَ ا ْستَ َح َّق َ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكشاف للزمخشري:ج 2ص, 605سورة النحل.37: -2ورد"عن أبي ذر" في المصدر. -3المحاضرات للراغب االصبهاني:ج 2ص,449الحد العشرون في الديانات والعبادات ,في ما روي فيه. -4الكشاف للزمخشري:ج 3ص,173تفسير سورة الحج.78: -5الكشاف للزمخشري:ج 3ص ,227تفسير سورة النور.27: -6الكشاف للزمخشري:ج 2ص,277تفسير سورة التوبة.49: -7الكشاف للزمخشري:ج 2ص , 686تفسير سورة اإلسراء.76: -8الكشاف للزمخشري:ج 2ص , 716تفسير سورة الكهف.25: -9الكشاف للزمخشري:ج 2ص,741تفسير سورة الكهف.79: 337
ان﴾ المائدة,107:قال عمر :كذبت ,قال :أنت أكذب ,فقال رجل :تكذب أمير ْاأل َ ْولَ َي ِ المؤمنين ,قال :أنا أشد تعظيما لحق أمير المؤمنين منك ,ولكن كذبته في تصديق كتاب هللا فقال عمر صدق)1(.
ص ُروا ِمنَ ْس َعلَ ْي ُك ْم ُجنَا ٌح أ َ ْن ت َ ْق ُ لد :الطبرسي ,وفي قراءة أبي بن كعب﴿ :فَلَي َ ص َال ِة - -أ َ ْن َي ْفتِنَ ُك ُم الَّذِينَ َكفَ ُروا ﴾ النساء ,101:من غير أن يقرأِ ﴿ :إ ْن ِخ ْفت ُ ْم﴾ ال َّ ()2 قلت :نسب الزمخشري تلك الزيادة والنقصان إلى عبد هللا بن مسعود)3(.
له :الطبرسي ,روي أن أبي بن كعب لم يفصل بين "ألم تر" و "إليالف" في مصحفه)4(.
قلت :وتقدم في الدليل الثالث من طرق كثيرة ,أنه كان في مصحفه آيات أخرى مثل آية الرجم وغيرها ,وتقدم أيضا قول عمر فيما رواه الحميدي :إنا لندع كثيرا من قراءة أبي ,فإن أبيا كان يقول :ال أدع شيئا سمعته من رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,وقد قال هللا تعالى :ما ننسخ ..اآلية,وقول أبي :أخذته من في رسول هللا "صلى هللا عليه واله" فال أتركه لشيء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1لم أقف على نسخة تفسير الشيخ أبي الحسن,وينظر كتاب الغدير للشيخ االميني:ج6 ص 305ح.4 -2مجمع البيان للطبرسي:ج 3ص,173تفسير سورة النساء . 101: -3الكشاف للزمخشري:ج 1ص,559تفسير سورة النساء .101: -4مجمع البيان للطبرسي:ج 10ص,449تفسير سورة قريش . 338
كالم في مدح أبي بن كعب وأما الثاني :فلما مر من قول الصادق "عليه السالم" في الخبر الصحيح :وأما نحن فنقرأ على قراءة أبي()1
وعن ابن شهرآشوب في المناقب ,روي أن النبي "صلى هللا عليه وآله" قال له :إن هللا أمرني أن أقرأ عليك ,فقال :يا رسول هللا بأبي وأمي أنت وقد ذكرت هناك؟ قال :نعم باسمك ونسبك فأرعد فالتزمه رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" حتى سكن وقال :قل بفضل هللا ورحمته فبذلك فليفرحوا وهو خير مما يجمعون)2(.
وفي الدرجات الرفيعة في طبقات األمامية :روى البخاري ومسلم والترمذي عن أنس بن مالك ,قال :قال النبي "صلى هللا عليه وآله" ألبي :إن هللا أمرني أن أقرأ عليك (لم يكن الذين كفروا) قال وسماني؟ قال :نعم ,فبكى ,قيل فعل ذلك لتعلم آداب القراء ,وأن تكون القراءة سنة ,وروى البخاري أن النبي "صلى هللا عليه وآله" قال ألبي بن كعب :إن هللا أقرئك القرآن قال هللا سماني لك ؟ قال نعم ,قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال نعم فذرفت عيناه)3(.
ومما اشتهر في كتب القوم رووه بعدة طرق قوله "صلى هللا عليه واله" :أبي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 2ص 634ح,27باب النوادر. -2وفق تتبعي لم اعثر عليه في كتاب المناقب لكن ذكر الحديث السيد علي خان المدني في كتابه الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة:ص,324الباب الثاني في ذكر غير بني هاشم من الصحابة,ابي بن كعب,أقول :نعم ذكر السيد في ذيل الحديث" :ذكره ابن شهرآشوب في المناقب". -3الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان المدني:ص,324الباب الثاني في ذكر غير بني هاشم من الصحابة,أبي بن كعب.
339
أقرأكم ,وقوله "صلى هللا عليه واله" :خذوا القرآن من أربعة منهم أبي ,ومما يؤيد صحة قراءته مخالفته لزيد بن ثابت ,وطعنه عليه في قراءته ,وهجر القوم قراءته ,قال فضل بن شاذان في اإليضاح :وأما أبي بن كعب فقد نبذتم قراءته وآله, وكذلك قراءة ابن مسعود ,فيما تروون منها عن النبي "صلى هللا عليه واله" ،فلئن كان الذي رويتموه عن رسول هللا حقا لقد خالفتم النبي "صلى هللا عليه واله" فيما قال في هؤالء النفر )1(.وقال في موضع آخر :وقد رويتم أنه "صلى هللا عليه وآله" قال :من أراد أن يقرأ القرآن الخ ما مر )2(.وقال :كما زعمتم :أبي أقرأكم , فقد تركتم قول رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" وقرأتم قراءة زيد خالفا لقول رسول هللا "صلى هللا عليه واله" انتهى)3(.
وكيف ال يهجر قراءة من كان منقطعا إلى من لم يكن لهم هم إال خالفه ,فإن أبي كان من أالثني عشر نفر الذين أنكروا على أبى بكر فعله وجلوسه مجلس رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" ,فروى الطبرسي في االحتجاج ,عن أبان بن تغلب ,عن الصادق جعفر بن محمد "عليهما السالم",أن أبي بن كعب قام فقال :يا أبا بكر ال تجحد حقا جعله هللا لغيرك ،وال تكن أول من عصى رسول هللا صلى هللا عليه وآله في وصيه وصفيه وصدف عن أمره ،أردد الحق إلى أهله تسلم ،وال تتماد في غيك فتندم ,وبادر اإلنابة يخف وزرك ,وال تخصص بهذا األمر الذي لم يجعله هللا لك نفسك فتلقى وبال عملك ,فعن قليل تفارق ما أنت فيه وتصير إلــــى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإليضاح البن شاذان :ص ,315ما قال به زيد في ابنة وأخت. -2اإليضاح البن شاذان :ص,223بعض ما ورد عن النبي في ابي وابن مسعود. -3اإليضاح البن شاذان :ص,224بعض ما ورد عن النبي في ابي وابن مسعود.
340
ربك فيسألك عما جنيت وما ربك بظالم للعبيد)1(.
وفي الدرجات الرفيعة كذلك روي عن أبي بن كعب ,أنه قال :مررت عشية يوم السقيفة بحلقة األنصار ,فسألوني من أين مجيئك؟ قلت :من عند أهل بيت رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" قالوا :كيف تركتهم وما حالهم؟ قلت :وكيف تكون حال قوم كان بينهم إلى اليوم موطئ جبرائيل ومنزل رسول رب العالمين ,وقد زال اليوم ذلك وذهب حكمهم عنهم ,ثم بكى أبى وبكى الحاضرون()2
وأخرج النسائي عن قيس بن عبادة ,قال :بينا إنا في المسجد في الصف المقدم, فجذبني رجل جذبة فنحاني وقام مقامي ,فوهللا ما عقلت صالتي ,فلما أنصرف إذا هو أبي بن كعب ,فقال :يا فتى ال يسوؤك هللا إن هذا عهد من النبي "صلى هللا عليه وآله" إلينا أن نليه ,ثم استقبل القبلة فقال :هلك أهل العقد ورب الكعبة ,ثم قال :وهللا ما آسى عليهم ولكن آسى على من أضلوا ,قلت :يا أبا يعقوب من تعنى بأهل العقد قال األمراء)3(.
وعن كتاب بن أبي داوود ,وأبي عبيد ,عن محمد بن أبي بن كعب ,أن ناسا من أهل العراق قدموا عليه فقالوا :إنا تحملنا إليك من العراق,فأخرج فأخرج لنا مصحف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج 1ص ,102ذكر طرف مما جرى بعد وفاة رسول هللا "ص" من اللجاج والحجاج في أمر الخالفة. -2الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان المدني:ص,325الباب الثاني في ذكر غير بني هاشم من الصحابة,أبي بن كعب. -3الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان المدني:ص,325الباب الثاني في ذكر غير بني هاشم من الصحابة,أبي بن كعب,نقال عن سنن النسائي:ج 2ص88 ح ,808كتاب اإلمامة,من يلي اإلمام ثم الذي يليه. 341
أبي ,فقال محمد:قد قبضه عثمان،قالوا:سبحان هللا أخرجه،قال:قد قبضه عثمان . ()1
ويأتي ما يؤيد ذلك في جمع عثمان .ونقل بعض علمائنا عن قتيبة من أكابر علماء السنة ,أنه ذكر :أنه لم يبايع أبا بكر من أصحاب رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ثمانية عشر رجال ,وكانوا رافضية وعد منهم أبي بن كعب)2(.
وروى الصدوق في الخصال ,عن أبيه ,عن البرقي ,عن أبيه ,عن جده ,عن النهيكي ,عن خلف بن سالم ,عن محمد بن جعفر ,عن شعبة ,عن عثمان بن المغيرة ,عن زيد بن وهب ,قال :كان الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخالفة وتقدمه على علي بن أبي طالب عليه السالم ,اثني عشر رجال من المهاجرين واألنصار ,وكان من المهاجرين :خالد بن سعيد ابن العاص ,والمقداد بن األسود ,وأبي بن كعب ,وعمار بن ياسر ,وأبو ذر الغفاري ,وسلمان الفارسي, وعبد هللا بن مسعود ,وبريدة األسلمي ,وكان من األنصار :خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ,وسهل بن حنيف ,وأبو أيوب األنصاري ,وأبو الهيثم بن التيهان ,الخبر وهو طويل)3(.
ونقله السيد األجل علي بن طاووس في كشف اليقين ,عن أحمد بن محمد الطبري, بإسناده عن زيد بن وهب مثله ,إال أنه عد أبي من األنصار)4(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر كتاب األربعين للشيخ الماحوزي,341:في إبطال شبهة من قال بإمامة سلمان,والخبر منقول عن ابن قتيبة وليس قتيبة. -2الخصال للصدوق,461:ح ,4أبواب االثني عشر باب الواحد إلى اثني عشر. -3كشف اليقين البن طاووس:ص ,336فيما ذكره عن هذا أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي من رواتهم ورجالهم فيما رواه من إنكار اثني عشر نفسا على أبي بكر بصريح مقالهم عقيب واليته على المسلمين. 342
وفي الدرجات الرفيعة في طبقات األمامية :أبى ابن كعب ,قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار األنصاري الخزرجي يكنى أبا المنذر وأبا الطفيل وأبا يعقوب من فضالء الصحابة شهد العقبة مع السبعين()1
وكان يكتب الوحي آخى رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" بينه وبين سعيد بن زيد ابن عمرو بن نفيل ,وشهد بدرا والعقبة الثانية ,وبايع لرسول هللا "صلى هللا عليه وآله" كان يسمى سيد القراء)2(.
وقال ابن حجر في التقريب :اختلف في سنة موته اختالفا كثيرا ,قيل سنة تسع عشرة ,وقيل سنة اثنتين وثالثين ,وقيل غير ذلك)3(.
قال بعض المؤرخين :األصح أنه مات في زمن عمر ,فقال عمر :اليوم مات سيد المسلمين )4(.وألبي بن كعب حديث شريف في النص على األئمة أالثني عشر بأساميهم الشريفة ,علمه النبي إياها مع دعاء مختص بكل إمام يظهر منه غاية شفقته "صلى هللا عليه واله" إليه ,وهو موجود في العيون واإلكمال)6()5(.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ورد "التسعين"من المصدر. -2الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان المدني:ص,324-323الباب الثاني في ذكر غير بني هاشم من الصحابة,أبي بن كعب. -3تقريب التهذيب البن حجر العسقالني:ص 96ح ,283حرف األلف,ذكر من اسمه أبي إلى من اسمه إسحاق. -4ينظر كتاب المعارف الن قتيبة:ج 1ص,261أبي بن كعب. -5عيون إخبار الرضا للصدوق:ج 2ص 62ح ,29باب النصوص على الرضا "ع" باإلمامة في جمله األئمة االثنا عشر "ع",إكمال الدين للصدوق:ص-300 ,301ح.21-19 -6انتهى الدليل السادس وقد حققناه بتمامه من نسخة باء فقط . 343
الدليل السابع
()1
أن ابن عفان لما استولى على األمة جمع المصاحف ,واستخرج منها نسخة بإعانة زيد بن ثابت ,وكتابته وقراءته وقراءة نفسه وسماها باإلمام ,وأحرق أو مزق سائر المصاحف ,وما فعل ذلك إال إلعدام ما بقي فيها مما كان بأيدي الناس ,أو غفل عنه أخواه مما كان يلزمهم حذفه ,صونا لسلطتهم عما يوهم الوهن فيها ,وصادفه بعض الدواعي األخر مما لزم منها سقوط بعض الكلمات بل اآليات أيضا ,كما يستفاد من أخبار الباب ,فالكالم تارة في إثبات صدور هذا العمل منه ,وأخرى في كون غرضه منه ما ذكرنا ,إال ما ذكره بعض المخالفين من إن ما جمع في خالفة األول لم يكن مرتبا فجمعه ورتبه ,وال ما قيل من أنه أراد منه حذف ما نسخ تالوته من بين المصاحف ,وال ما ذكره بعضهم وتبعه بعض أصحابنا من أنه أراد جمع الناس على قراءة واحدة ,وإن كان فيه أيضا تأييد لما ندعيه. أما األول :فهو في غاية الوضوح :قال الشيخ أبو الحسن الشريف في ضياء العالمين وغيره :روى القاضي عبد هللا بن طاهر في كتاب لطائف المعارف وغيره :أن عثمان لما جمع المصحف كتب أربع نسخ ,وأخذ سائر ما كان عند الناس من القرآن فحرق الجميع بالنار لينحصر في نسخة ,وكان عند ابن مسعود مصحف فأبى أن يعطيه ,فضربه حتى كسر ضلعه وأخذه منه قهرا فحرقه ومنعه العطاء ,فلنا مرض عاده عثمان وسأله االستغفار له فقال :أسأل هللا أن يأخذ لـــــي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدليل السابع بتمامه أخذناه وحققناه من نسخة باء.
344
منك بحقي ووصى أن ال يصلي عليه عثمان ,قال رحمه هللا :وهو مسلم عند المخالف والمؤالف )1(.
وروى البخاري في صحيحه بسنده عن أنس ,أن عثمان أرسل إلى حفصة :إن أرسلي ألينا بالصحف ننسخها في المصاحف ,ثم نردها إليك ,فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ,فأمر زيد بن ثابت وعبد هللا بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام فنسخوها في المصاحف ,وقال عثمان للرهط القرشيين الثالثة :إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ,ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ,رد عثمان الصحف إلى حفصة ,فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ,وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق)2(.
وفي اإلتقان ,قال ابن حجر :وكان ذلك في سنة خمس وعشرين ,قال :وغفل بعض من أدركناه فزعم أنه كان في حدود سنة ثالثين ولم يذكر له مستندا ,انتهى)3(.
وأخرج ابن أبي داوود وابن األنباري وغيرهما ,عن أبي قالبة ,قال :لما كان في خالفة عثمان ,جعل المعلم يعلم قراءة الرجل ,والمعلم يعلم قراءة الرجل ،فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون ،حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين ,قال أيوب :فال أعلمه إال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفق تتبعي لم أقف على الخبر في ضياء العالمين,ونقله البالذري في انساب اإلشراف:ج 5ص,525في أمر عبد هللا بن مسعود الهذلي رضي هللا عنه. -2صحيح البخاري:ج 6ص 183ح ,4987كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن. -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,209النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه.
345
قال :حتى كفر بعضهم بقراءة بعض ,فبلغ ذلك عثمان ،وساق الخبر إلى أن قال: قال أنس بن مالك القشيري :كنت فيمن يملي عليهم ,قال :فربما اختلفوا في اآلية فيذكرون الرجل قد تلقاها من رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ولعله أن يكون غائبا أو في بعض البوادي ،فيكتبون ما قبلها وما بعدها ويدعون موضعها ,حتى يجئ أو يرسل إليه ,فلما فرغ من المصحف ,كتب عثمان إلى أهل األمصار :إني قد صنعت كذا وكذا ،ومحوت ما عندي ,فامحوا ما عندكم)1(.
وفي اإلتقان ,أخرج ابن أشته من طريق أيوب ,عن أبي قالبة ,قال :حدثني رجل من بني عامر يقال له أنس بن مالك ,قال :اختلفوا في القراءة على عهد عثمان حتى اقتتل الغلمان والمعلمون ,فبلغ ذلك عثمان بن عفان ,فقال :عندي تكذبون به وتلحنون فيه فمن نأى عني كان أشد تكذيبا وأكثر لحنا يا أصحاب محمد ,اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما .الخبر)2(.
وفيه :أخرج ابن أبي داود من طريق محمد بن سيرين ,عن كثير بن أفلح ,قال :لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف ,جمع له اثني عشر رجال من قريش واألنصار, فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر ,فجيء بها وكان عثمان يتعاهدهم ,فكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه ,قال محمد :فظننت أنما كانوا يؤخرونه لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة األخيرة فيكتبونه على قوله)3(.
وفيه أخرج ابن أشته في المصاحف ,قال :حدثنا الحسن بن عثمان ,أنبأنا الربيع بن بدر ,عن سوار بن شبيب ,قال :سألت ابن الزبير عن المصاحف؟ فقال :قام ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1المصاحف البن أبي داود:ص,96-95في جمع عثمان رحمة هللا عليه المصاحف. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,209النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,210-209النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. 346
رجل إلى عمر فقال :يا أمير المؤمنين إن الناس قد اختلفوا في القرآن ,فكان عمر قد هم أن يجمع القرآن على قراءة واحدة فطعن طعنته التي مات بها ,فلما كان في خالفة عثمان ,قام ذلك الرجل فذكر له فجمع عثمان المصاحف ,ثم بعثني إلى عائشة فجئت بالصحف ,فعرضناها عليها حتى قومناها ,ثم أمر بسائرها فشققت)1(.
وفيه قال ابن اشته :أنبأنا محمد بن يعقوب ,أنبأنا أبو داود سليمان بن األشعث, أنبأنا أحمد بن مسعدة ,أنبأنا إسماعيل ,أخبرني الحارث بن عبد الرحمن ,عن عبد األعلى بن عبد هللا بن عامر ,قال :لما فرغ من المصحف أتي به عثمان ,فنظر فيه فقال :أحسنتم وأجملتم أرى شيئا سنقيمه بألسنتنا)2(.
وفيه قال أبو عبيد في فضائل القرآن :حدثنا حجاج ,عن هارون بن موسى ,أخبرني الزبير بن الخريت ,عن عكرمة ,قال :لما كتبت المصاحف ,عرضت على عثمان, فوجد فيها حروفا من اللحن ,فقال :ال تغيروها فإن العرب ستغيرها ,أو قال: ستعربها بألسنتها ,لو كان الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف ,أخرجه من هذا الطريق ابن األنباري في كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان ,وابن أشته في كتاب المصاحف ,وأخرج ابن األنباري نحوه من طريق عبد األعلى بن عبد هللا بن عامر ,وابن أشته نحوه من طريق يحيى بن يعمر)3(.
وروى أبو عمرو الكشي عن حمدويه ,وإبراهيم ابنا نصير ,قاال :حدثنا أيوب بن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 2ص ,323النوع الحادي واألربعون :في معرفة إعرابه. -2اإلتقان للسيوطي:ج 2ص ,323النوع الحادي واألربعون :في معرفة إعرابه. -3اإلتقان للسيوطي:ج 2ص ,320النوع الحادي واألربعون :في معرفة إعرابه. 347
نوح ,عن صفوان ابن يحيى ,عن عاصم بن حميد الحناط ,عن أبي بصير,عن عمرو بن سعيد ,قال :حدثنا عبد الملك بن أبي ذر الغفاري ,قال :بعثني أمير المؤمنين عليه السالم يوم مزق عثمان المصاحف ,فقال :ادع أباك ,فجاء أبي إليه مسرعا ,فقال :يا أبا ذر أتى اليوم في اإلسالم أمر عظيم ،مزق كتاب هللا ووضع فيه الحديد،
وحق على هللا أن يسلط الحديد على من مزق كتابه بالحديد
الخبر(,)1ورأيته في أصل كتاب عاصم بن حميد كما نقله الكشي()2
وروى السيد الجليل علي بن طاووس في كتاب كشف المحجة من كتاب الرسائل للكليني ,عن علي بن إبراهيم بإسناده أن أمير المؤمنين "عليه السالم" كتب بعد منصرفه من نهروان كتابا وأمر أن يقرأ على الناس وهو طويل ,وفيه جملة شكاية طلحة وزبير عن عثمان ,أنه استعمل الفاسق على كتاب هللا الوليد بن عقبة ,وسلط خالد بن عرفطة العذري على كتاب هللا تعالى يمزقه ويحرقه ,فقال "عليه السالم": كل هذا قد علمت ...الخبر)3(.
وفي كتاب حبل المتين في المعجزات :أنه أحرق أربعين ألف قرآن( ,)4وكذا نقله التقي المجلسي في شرحه الفارسي على الفقيه في باب ما ال يسجد عليه ويسجد عليه()5 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اختيار معرفة الرجال أو رجال الكشي للطوسي:ج 1ص 108ح.50 -2األصول الستة عشر لعدة مؤلفين:ص ,36كتاب عاصم بن حميد الحناط. -3كشف المحجة لثمرة المهجة البن طاووس:ص,183ذكر ما جرى ألمير المؤمنين مع طلحة والزبير وعائشة. -4لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور. -5وفق النسخة العربية للكتاب المذكور وفي الباب المذكور,لم اقف على هذا الخبر:كتاب روضة المتقين في شرح من ال يحضره الفقيه للمجلسي:ج 3ص-262 ,283باب ما يسجد عليه وما ال يسجد عليه. 348
وروى البخاري في صحيحه )1(,وابن أبي داوود )2(,وابن األنباري( )3بأسانيدهم, عن مصعب بن سعد ,قال :أدركت الناس متوافرين حين أحرق عثمان المصاحف, فأعجبهم ذلك ,أو قال :لم ينكر ذلك منهم أحد)4(،
وروى النسائي عنه قال :سمع عثمان قراءة أبي وعبد هللا ومعاذ ,فخطب الناس ,ثم قال :إنما قبض نبيكم "صلى هللا عليه واله" منذ خمس عشرة سنة ،وقد اختلفتم في القرآن ,عزمت على من عنده شئ من القرآن سمعه من رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,لما أتاني به ,فجعل الرجل يأتيه باللوح والكتف والعسيب فيه الكتاب,إلى أن قال :قال عثمان :فليكتب زيد ,وليمل سعيد بن العاص ,فكتب مصاحف فقسمها في األمصار,فما رأيت أحدا عاب ذلك عليه)5(.
ويظهر من هذا الخبر وغيره ,أن طريق جمع عثمان أيضا كان كطريق جمع أخويه :أوال :بأن جمع ما كان عند الناس من القرآن متفرقا بالشرط المتقدم لما يأتي عن العالمة في التذكرة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفق تتبعي لم أقف على الخبر في نسخة البخاري التي اطلعت عليها. -2المصاحف البن أبي داود:ص ,68باب اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصاحف. -3لم أقف على نسخة كتاب المصاحف البن االنباري. -4ينظر جامع األحاديث للسيوطي:ج 29ص 42ح,31661في مسند العشرة,مسند عثمان بن عفان " ,البخارى في خلق أفعال العباد ،وابن أبى داود ،وابن األنبارى في المصاحف " وقال السيوطي :أخرجه البخارى فى خلق أفعال العباد), (1/86وينظر فضائل القران البن كثير:ج 1ص ,78كتاب فضائل القرآن كتابة عثمان رضي هللا عنه للمصاحف,وتاريخ المدينة البن شبة:ج 3ص,1004في كتابة القران وجمعة. -5وفق تتبعي لم أقف على الخبر ضمن تراث النسائي,ونقله ابن أبي داود في المصاحف,101:في جمع عثمان رحمة هللا عليه المصاحف.
349
وما رواه البخاري في ذيل الحديث األول بعد قوله :وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق ,قال زيد :فقدت آية من األحزاب حين نسخنا المصحف ,قد كنت أسمع رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يقرأ بها ,فالتمسناها
صدَقُوا َما فوجدناها مع خزيمة بن ثابت األنصاريِ , ﴿منَ ْال ُمؤْ ِم ِنينَ ِر َجا ٌل َ عا َهدُوا َّ علَ ْي ِه اَّللَ َ َ
﴾األحزاب ,23:فألحقناها في سورتها في المصحف)1(.
وما رواه أيضا عن موسى بن إسماعيل ,كما تقدم في المقدمة األولى ,فالظاهر أنه في هذا المقام كما ال يخفى ,والفرق بين الجمعين هو أن الجمع األول لم يكن عند أحد قرآنا مجموعا ال مرتبا وال غير مرتب كما بيناه ,وفي الجمع الثاني كانت النسخة التي جمعت أوال موجودة عند حفصة أو عائشة ,ولما كان غرض عثمان في جمعه إعدام غير ما أراد بقاءه لما ذكرنا أو ذكروه ,لم يتكل على ما في تلك النسخة فقط ,إذ ال يترتب عليها ما قصده ,فجمع أعيان ما كان عند األصحاب مجموعا ,مثل ما كان عند عبد هللا بن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ ,أو متفرقا وهو ما كان عند غيرهم ,ثم استخرج من تلك النسخ التامة بالنسبة والناقصة هذا القرآن الموجود ,وأتلف غيرها وقد علم أيضا أن ما جمعه ابني قحافة وخطاب لم يكن متداوال بين الناس ,وإنما كانت له نسخة واحدة أخذها عثمان ,وبعد قضا وطره منها ردها إلى حفصة ,وفي رواية ابن أبي داوود ,عن ابن شهاب ,عن سالم وخارجة ,ما لفظه :فكانت الكتب عند أبي بكر حتى توفي ,ثم عند عمر حتى توفي ,ثم كانت عند حفصة ,فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها حتى عادها ليردنها إليها فبعثت بها إليه فنسخها عثمان هذه المصاحف ,ثم ردها إليها فلم تزل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1صحيح البخاري:ج 6ص 183ح4987و 4988كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن. 350
عندها ،وقال سالم :أن مروان كان يرسل إلى حفصة ,يسألها الصحف التي كتب فيها القرآن ،فتأبى حفصة أن تعطيه إياها ،فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها, أرسل مروان إلى عبد هللا بن عمر ليرسل إليه بتلك الصحف ,فأرسل بها عبد هللا بن عمر ,فأمر بها مروان فشققت ,وقال :إنما فعلت هذا ألن ما فيها قد كتب وخط في المصاحف ,فخشيت إن طال في الناس زمان أن يرتاب في شأن هذا المصحف مرتاب ,أو يقول قائل :قد كان فيها شئ لم يكتب)1(.
والظاهر أن ما كان يخشى منه مروان كان حقا ,وإنما لم يتلفها عثمان ,إما للعهد الذي عهده ,أو كان مطمئنا بعدم انتشارها ,أو كان بانيا عليه فغفل عنه ,بل ال يبعد أن يكون ما فعله مروان من أمره ووصيته ,وكيف كان فما جمعه عثمان وهذبه بزعمه بمشاركة من علم انحرافهم عن الدين مثل زيد بن ثابت ,وعبد هللا بن الزبير ,وأنس بن مالك ,وسعيد بن العاص ,وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ,ومروان وزياد ,كان قابال أيضا للتغيير والنقصان ومعرضا إلنجاز مكائد الشيطان ,مضافا إلى ما أسسوه من احتمال تطرق نسخ التالوة على بعض اآليات كما مر في خبر ابن سيرين ,وسهولة إقامة شهود الزور عليه ,وقد مر أنهم لم ينكروا عليه إحراقه تلك المصاحف ,وقد كان ذلك في أول خالفته ,وهو من األمور العظيمة التي كان الطعن عليه بها أظهر وأعذر مما نقموا عليه مما جعلوه سببا لقتله ,فكيف ينكرون عليه إخراج بعض الكلمات أو اآليات منه ولو لالحتمال المذكور؟ ويؤيد ذلك أنه لم يدخل في هذا العمل أحدا ممن كان حميد الطريقة مرضي الدين والسريرة . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1المصاحف البن أبي داود,102:في جمع عثمان رحمة هللا عليه المصاحف.
351
نعم نقل السيد األجل رضي الدين بن طاووس في أواخر كتاب سعد السعود ,عن أبي جعفر محمد بن منصور بن يزيد المقري ,ما لفظه :إن القرآن جمعه على عهد أبي بكر زيد بن ثابت ,وخالفه في ذلك أبي وعبد هللا ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ,ثم عاد عثمان جمع المصحف برأي موالنا علي بن أبي طالب ,وأخذ عثمان مصحف أبي وعبد هللا بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة فغسلها غسال, وكتب عثمان مصحفا لنفسه ومصحفا ألهل المدينة ومصحفا ألهل مكة ومصحفا ألهل الكوفة ومصحفا ألهل البصرة ومصحفا ألهل الشام .انتهى )1(.وهو في الغرابة بمكان مثل ما رواه السيوطي في اإلتقان ,عن ابن أبي داود ,عن سويد بن غفلة ,قال :قال علي:ال تقولوا في عثمان إال خيرا,فوهللا ما فعل الذي فعل في المصاحف إال عن مأل منا,قال:ما تقولون في هذه القراءة,فقد بلغني أن بعضهم يقول:إن قراءتي خير من قراءتك,وهذا يكاد يكون كفرا ,قلنا :فما ترى؟ قال :أرى أن يجمع الناس على مصحف واحد ,فال تكون فرقة وال اختالف ,قلنا :نعم ما رأيت)2(. وفيه :مع ضعفه وظهور عالئم الوضع فيه على مذهبنا ,تناقض يدخله في أقسام المنكرات ,فإن قرب قول من فضل بين القراءات على بعض إلى الكفر ,ألن فيه شائبة توهين المفضل عليه المأخوذ عن النبي "صلى هللا عليه واله" متواترا على ما زعموا ,كما نص عليه في آخر الباب السابع والعشرين ,قال :إنه قد ترجح إحدى القرائتين على األخرى ترجيحا يكاد يسقطها ,وهذا غير مرضي ,ألن كال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1سعد السعود البن طاووس:ص ,278فصل فيما ذكره من كتاب عليه جزء فيه اختالف المصاحف تأليف أبي جعفر محمد بن منصور رواية محمد بن زيد بن مروان. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,210النوع الثامن عشر:في جمعه وترتيبه. 352
منهما متواتر ,وقد حكى أبو عمر الزاهد في كتاب اليواقيت ,عن ثعلب ,أنه قال: إذا اختلف اإلعرابان في القرآن لم أفضل إعرابا على إعراب ,فإذا خرجت إلى كالم الناس فضلت األقوى ,وقال أبو جعفر النحاس :السالمة عند أهل الدين إذا صحت القراءتان ,أال يقال إحداهما أجود ,ألنهما جميعا عن النبي "صلى هللا عليه واله" فيأثم من قال ذلك وكان رؤساء الصحابة ينكرون مثل هذا .وقال أبو شامة: أكثر المصنفون من الترجيح بين قراءة مالك وملك ,حتى إن بعضهم يبالغ إلى حد يكاد يسقط وجه القراءة األخرى وليس هذا بمحمود بعد ثبوت القراءتين)1(.
وعن النووي كانوا يكرهون أن يقولوا قراءة عبد هللا وقراءة سالم وقراءة أبي وقراءة زيد ,بل يقال :فالن كان يقرأ بوجه كذا وفالن يقرأ بوجه كذا)2(.
فإذا كان التفضيل قريبا من الكفر ,فإعدام ستة من القراءات المأخوذة عن النبي "صلى هللا عليه واله" كذلك ,وانحصارها في واحدة عين الكفر والزندقة ,وظاهر الخبر أنه أراد ردعهم عن األول ,فأوقعهم في أشد منه بمراتب ,كما قيل سترت شيئا وظهرت أشياء . واعلم أنه قد مر أن مدعي السقوط والتغيير في الجمع الثاني يحتاج إلى إقامة الدليل ,ولكنه يمكن أن يقال بعدما ذكرنا من كيفية هذا الجمع ,وأن الوجود بأيدي الناس هو ما جمعه ,وانعدام جميع المصاحف حتى ما جمعه األول وتابعيه ,أن العلم بمطابقة ما جمعه لتمام المنزل إعجازا ,أو لما جمعه األول بناء على اجتماع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,281النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. -2نفس المصدر :والكالم للنخعي والنووي في المصدر.
353
جميعه عنده وأنه األصل الذي استنسخ مصحفه منه ,متوقف على أحد أمور, بعضها معلوم االنتفاء ,مثل عدالة الناسخين والكاتبين أو صدقهم أو العرض على المصحف الصحيح التام ,وبعضها مشكوك يحتاج إلى اإلثبات كإخبار المعصوم "عليه السالم" بالمطابقة ,أو اإلجماع عليها أو غير ذلك مما يأتي ذكره مع الجواب عنه مفصال إن شاء هللا تعالى . وأما الثاني :فيتضح بذكر ما ورد مما يدل صريحا على إسقاطه بعض اآليات أو الكلمات أو سقوطه من مصحفه ,مضافا إلى بطالن غيره من الدواعي كما يأتي, فينحصر فيه ,وتصريح جماعة ,قال السيد علي بن أحمد الكوفي في كتاب االستغاثة وقد صنفه في أيام استقامته :ومن بدعه -أي عثمان -أنه جمع ما عند الناس من صحف القرآن ,فلم يترك عند أحد صحيفة فيها شيء من القرآن إال أخذها منه ,غير عبد هللا بن مسعود فإنه امتنع من دفع صحيفته إليه ,فطالبه بدفعه فأبى فضربه حتى كسر له ضلعين ,وحمل من موضعه ذلك لما به ,فبقي عليال أياما فالموا عثمان في أمره فنهض ومعه مال ليدفعه إليه ويستحل مما فعله به, فدخل عثمان ومن معه إلى ابن مسعود فكلمه في ذلك فدمعت عيناه فنادى :يا معشر المهاجرين واألنصار ألستم تعلمون أن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قال :رضيت ألمتي ما رضي لها ابن أم عبد؟ قالوا :اللهم نشهد ,قال :فاشهدوا علي أني ما أرضى ألمة حبيبي رسول هللا "صلى هللا عليه واله" عثمان ,قال: فنهض عثمان من عنده حنقا عليه ,وبعد أيام أخبر عثمان بموته ,وكان مات بضرب عثمان ,ثم عمد إلى المصاحف فألف منها هذا المصحف الذي في أيدي الناس ,فأمر مروان بن الحكم وزياد بن سمية وكانا كاتبيه يومئذ ,أن يكتبا هذا المصحف مما ألفه من تأليــــف المصحف ,ودعا زيد بن ثابت فأمره أن يجعل له
354
قراءة يحمل الناس عليها ففعل ذلك ,ثم طبخ تلك الصحف بالماء على النار وغسلها ورمى بها ,وهذه بدعة في اإلسالم عظيمة الذكر فظيعة األمر ,ألنه ال يخلو من أن تكون في تلك الصحف ما هو في هذا المصحف أو كان فيها زيادة على ما هو في أيدي الناس ,فإن كان فيها ما هو في أيدي الناس فال معنى لفضله من الطبخ ,إذ كان جائزا أن يكون عند قوم بعض القرآن في بعض المصحف من غير أن يكون عنده القرآن كله ,وهذا ما ال يظنه ذو فهم ,فإن كان فيها زيادة على ما في أيدي الناس فقد منع المسلمين منه ,وقصد إبطال بعض كتاب هللا عز وجل
وتعطيل بعض شريعته ,ومن قصد ذلك فقد حق عليه قول هللا تعالى﴿ :أَفَت ُؤْ ِمنُونَ ض﴾ البقرة ,85:اآلية ,هذا مع ما يلزمه من الحجة ب َوت َ ْكفُ ُرونَ ِببَ ْع ٍّ ِب َب ْع ِ ض ْال ِكتَا ِ أنه لم يترك ذلك ويطرحه تعمدا إال وفيه ما قد كره ,ومن يكره ما انزل هللا في
كتابه حبط جميع عمله كما قال هللا تعالىٰ ﴿ :ذَ ِل َك بِأَنَّ ُه ْم َك ِر ُهوا َما أ َ ْنزَ َل َّ اَّللُ فَأ َ ْح َب َ ع َمالَ ُه ْم﴾ محمد ,9:وهو ممن أخذ بتحقيق هذه اآلية فهي له أحق ,ألنه ط أَ ْ ممن قصد إلى صحف القرآن فطبخها بالماء وغسلها تعطيال لما كان فيها من القرآن ,وقد اجمع أهل النقل واآلثار من الخاص والعام أن هذا الذي في أيدي الناس من القرآن ليس هذا القرآن كله ,وأنه ذهب من القرآن ما ليس هو في أيدي الناس ,وبهذا تحقق ما قلناه أنه كان في تلك الصحف شيء من القرآن كرهه عثمان فأزاله عن أيدي الناس ,وكفى بذلك عناده هلل ورسوله انتهى)1(.
وقال السيد األجل علي بن طاووس رحمه هللا تعالى في كتاب سعد السعود :ذكر أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي في أواخر تفسيره الذي ذكر أنه في عشرة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االستغاثة في بدع الثالثة ألبي القاسم الكوفي:ج 1ص,92-90فصل في ذكر البدع الثالث منهم. 355
مجلدات ما لفظه :محنة الرافضة على ضعفاء المسلمين أعظم من محنة الزنادقة, ثم شرع يدعى بيان ذلك بأن الرافضة تدعى نقصان القرآن وتبديله وتغييره ,فيقال له كلما ذكرته من طعن وقداح على من يذكر :أن القرآن وقع فيه تبديل وتغيير فهو متوجه على سيدك عثمان بن عفان ,ألن المسلمين أطبقوا أنه جمع الناس على هذا المصحف الشريف ,وحرف وأحرق ما عداه من المصاحف ,فلوال اعتراف عثمان بأنه وقع تبديل وتغيير من الصحابة ما كان هناك مصحف محرف وكانت تكون متساوية.انتهى)1(.
وذكر الشيخ علي بن محمد المقابي في مشارق األنوار الملكوتية قريبا مما ذكره صاحب االستغاثة)2(.
ويأتي كالم الشيخ في تلخيص الشافي ,وقال الفاضل المقداد في اللوامع اإللهية في مطاعنه :التاسع حمل الناس على قراءة زيد وأسقط ما شك أنه قرآن)3(.
وقال الفاضل الشيخ يحيى المفتي تلميذ المحقق الثاني في كتاب اإلمامة في الطعن التاسع كالما يقرب مما ذكره صاحب البدع ,وقد مر بعضه في نقل األقوال)4(, وأما األخبار فهي كثيرة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1سعد السعود البن طاووس:ص ,144فصل فيما ذكره من أواخر المجلد من تفسير أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي من القائمة الثانية إلى ما ذكره من كالمه في الكراس األول. -2لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور. -3لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور. -4لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور.
356
أ :ما مر عن البخاري( ,)1وأبي عبيدة ,وابن األنباري ,وابن مردويه)2(,
والراغب( ,)3بطرقهم :أن األحزاب كانت تقرأ في زمان النبي "صلى هللا عليه واله" مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إال على ما هو أالن . ب :الشيخ شاذان بن جبريل القمي في كتابي الروضة والفضائل ,بإسناده إلى المقداد بن األسود الكندي ,قال :كنا مع رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول :اللهم اعضدني ,واشدد أزري ,واشرح صدري, وارفع ذكري ,قال :فنزل جبرائيل"عليه السالم" وقال :اقرأ يا محمد ,قال :وما
ص ْد َر َك ﴿﴾1 أقرأ ؟ قال :إقرأ﷽﴿ : أَلَ ْم نَ ْش َرحْ لَ َك َ ض َ ظ ْه َر َك ﴿َ ﴾3و َرفَ ْعنَا َل َك ِذ ْك َر َك َو َو َ ض ْعنَا َ ع ْن َك ِو ْز َر َك ﴿ ﴾2الَّذِي أَ ْنقَ َ ﴿ -﴾4بعلي صهرك ﴾-الشرح ,قال :فقرأها عليهم "صلى هللا عليه وآله" ,وأثبتها ابن مسعود ,وأسقطها عثمان )4(,وتقدم الخبر عن أربعين أسعد بن إبراهيم الحنبلي( )5بأدنى تفاوت(.)6
ج :السيوطي في اإلتقان ,قال -:أي عبيدة -عن حميدة بنت أبي يونس ,قالت :قرأ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفق نسخة البخاري التي تتبعتها لم أقف على هذا الخبر. -2الدر المنثور للسيوطي:ج 6ص,560سورة السجدة.28: -3محاضرات األدباء للراغب:ج 2ص ,448الحد العشرون في الديانات والعبادات ,ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما ادعى أنه من القرآن مما ليس في المصحف وما ادعى أنه منه وليس فيه. -4الروضة لشاذان القمي:ص,168ح ,144حديث علي عضد النبي ,والفضائل لشاذان القمي:ص,151في خبر االسقف. -5جاء"االربلي" في المصدر. -6األربعون حديث ألسعد بن إبراهيم االربلي:ص,104الحديث التاسع والثالثون,رفع ذكره "ص" بعلي"ع". 357
علي أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة ﴿إِ َّن َّ صلُّونَ اَّللَ َو َم َالئِ َكت َهُ يُ َ س ِلي ًما -وعلى الذين س ِلّ ُموا تَ ْ صلُّوا َ َ علَ ْي ِه َو َ ي ِ يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َ علَى النَّ ِب ّ يصلون الصفوف
األول﴾-
األحزاب ,56:قالت :قبل أن يغير عثمان
المصاحف)1(.
د :العالمة رحمه هللا في بحث القنوت من التذكرة ,روى واحد من الصحابة صورتين :إحداهما (اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونستهديك ونستنصرك ,ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله ,نشكرك وال نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك) والثانية (اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونرجو رحمتك ونخشى عذابك وإن عذابك بالكفار ملحق) ,فقال عثمان :اجعلوهما في القنوت ،ولم يثبتهما في المصحف النفراد الواحد ,وكان عمر يقنت بذلك ,ولم ينقل ذلك من طريق أهل البيت "عليهم السالم" ،فلو قنت بذلك جاز الشتماله على الدعاء ,انتهى)2(.
قلت :قال الشيخ محمد المشهدي المقدم على العالمة في المزار الكبير :أخبرني الشيخ الجليل المقرئ مسلم بن نجم المعروف بابن األخت ,البزاز الكوفي الزيدي, إمالء من لفظه ,قال :أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد المقرئ ,قال :حدثني عبد هللا بن حمدان ويعرف بنميس المعدل ،قال :حدثنا محمد بن إسماعيل ،قال :حدثنا أبو نعيم ،عن حمزة الزيات،عن حبيب بن أبي ثابت ،عن عبد الرحمان بن األسود الكاهلي ,وأخبرنـــــــي الفقيه الجليل العالم عز الدين أبو المكارم حمزة بن زهرة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 3ص ,82النوع السابع واألربعون:في ناسخه ومنسوخه. -2تذكرة الفقهاء للعالمة الحلي:ج 3ص,263في استحباب رفع اليدين بالقنوت. 358
الحسيني الحلبي إمالء من لفظه وأراني المسجد ,وروى لي هذا الخبر عن رجاله عن الكاهلي ,قال :قال لي :أال تذهب بنا إلى مسجد أمير المؤمنين "عليه السالم" فنصلي فيه ,قلت :وأي المساجد هذا؟ قال :مسجد بني كاهل ،وأنه لم يبق منه سوى أسه ،وأس مئذنته ,قلت :حدثني بحديثه ،قال :صلى علي بن أبي طالب بنا في مسجد بني كاهل الفجر فقنت بنا ،فقال :اللهم إنا نستعينك و نستغفرك ونستهديك، ونؤمن بك ,ونتوكل عليك ،ونثني عليك الخير كله ،نشكرك وال نكفرك ,ونخلع ونترك من ينكرك .اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ،وإليك نسعي ونحفد ،نرجو رحمتك ونخشى عذابك ,إن عذابك بالكافرين ملحق .اللهم أهدنا فيمن هديت , الدعاء( )1ورواه في البحار عن مزار الشهيد ,عن حبيب بن أبي ثابت مثله)2(,
والسيد عبد الكريم بن طاووس المعاصر للعالمة ,ينقل في كتابه فرحة الغري عن المزار المتقدم )3(,فقوله رحمه هللا لم ينقل من طريق أهل البيت "عليهم السالم" لعله في غير محله . هـ :ما مر عن العياشي بسنده عن محمد بن مسلم ,عن أبي بصير ,قال :قال جعفر بن محمد :خرج عبد هللا بن عمرو بن العاص من عند عثمان ,فلقي أمير المؤمنين صلوات هللا عليه له ,فقال :يا علي بيتنا الليلة في أمر نرجو أن يثبت هللا هذه األمة, فقال أمير المؤمنين :لن يخفى علي ما بيتم فيه ,حرفتم فيه وغيرتم وبدلتم تسع مئة
حرف ,ثالثمائة حرفتم وثالثمائة غيرتم وثالثمائــــــة بدلتم ﴿فَ َو ْي ٌل ِللَّ ِذينَ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1المزار لمحمد بن المشهدي ,121-120:الباب " "3ذكر ما جاء في مسجد بني كاهل ويعرف بمسجد أمير المؤمنين "ع". -2بحار األنوار للمجلسي:ج 97ص 453-452ح,27الباب السابع في مسجد السهلة وسائر المساجد بالكوفة,مسجد بني كاهل والصالة والدعاء فيه. -3وفق تتبعي لم أقف على الخبر في الكتاب المذكور. 359
اب ِبأ َ ْيدِي ِه ْم ث ُ َّم يَقُولُونَ ٰ َهذَا ِم ْن ِع ْن ِد َّ اَّللِ﴾ إلى آخر اآلية ﴿ ِم َّما يَ ْكتُبُونَ ْال ِكتَ َ
َي ْك ِسبُونَ ﴾
البقرة)1(.79:
و :فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره ,عن إسماعيل بن إبراهيم معنعنا ,عن ميسرة بن فالن الشك من الحسن ,قال :سمعت علي بن موسى الرضا "عليهما السالم" وهو يقول :ال وهللا ال يرى في النار منكم اثنان أبدا ,ال وهللا وال واحد, قال :قلت له :أصلحك هللا أين هذا في كتاب هللا ؟ قال :هو في الرحمان وهو قوله
س َو َال َج ٌّ ان﴾ الرحمن,39: ع ْن ذَ ْنبِ ِه -منكم -إِ ْن ٌ تبارك وتعالى ﴿فَيَ ْو َمئِ ٍّذ َال يُ ْسأ َ ُل َ .قال :قلت :ليس فيها "منكم" .قال :بلى وهللا إنه لمثبت فيها ,وإن أول من غير ذلك البن أروى.الخبر)2(.
ز :أحمد بن محمد السياري في كتاب القراءات ,عن محمد بن عباد ,عن بعض أصحابه ,عن أبي الحسن الرضا "عليه السالم" قال :ال يرى في النار منكم اثنان, ال وهللا وال واحد ,ذلك في كتاب هللا تعالى ,قلت :أين هو من كتاب هللا تعالى؟ فسكت عني حوال ,ثم اجتمعت معه في الطواف فقال "عليه السالم" :ما أذن لي إال الساعة قال هللا تعالى :
﴿
ع ْن ذَ ْنبِ ِه -منكم- َال يُ ْسأ َ ُل َ
س َو َال َج ٌّ ان﴾ إِ ْن ٌ
الرحمن ,,39:قلت :ليس "منكم"؟ قال :بلى ,ولكن محاها ابن أروى)3(.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج 1ص,48-47ح,62سورة البقرة.79: -2تفسير فرات الكوفي 462-461:ح,4سورة الرحمن.39 -3القراءات للسياري:ص 150ح,551سورة الرحمن.39:
360
ج:الصدوق في بشارة الشيعة)1(,على ما في تفسير البرهان للسيد المحدث التوبلي )2(,عن محمد بن ماجيلويه ,عن محمد بن يحيى ,عن حنظلة ,عن ميسر, قال :سمعت أبا الحسن الرضا "عليه السالم" يقول :ال يرى منكم في النار اثنان ,ال وهللا وال واحد ,قال :فقلت :أين ذا من كتاب هللا؟ فأمسك عني هنيئة وفي نسخة سنة ,قال :فإني معه ذات يوم في الطواف ,إذ قال :يا ميسر أذن لي في جوابك عن مسألتك كذا ,قال :قلت :فأين هو من القرآن؟ فقال :في سورة الرحمن ,وهو قول هللا
س َو َال َج ٌّ ان﴾ الرحمن ,39:فقلت له: ع ْن ذَ ْنبِ ِه -منكمِ -إ ْن ٌ عز ﴿فَ َي ْو َمئِ ٍّذ َال يُ ْسأ َ ُل َ ليس فيها "منكم" قال :إن أول من قد غيرها ابن أروى ,وذلك أنها عليه وعلى أصحابه ولو لم يكن فيها "منكم" لسقط عقاب هللا عز وجل عن خلقه ,إذا لم يسأله عن ذنبه إنس وال جان فلمن يعاقب هللا إذا يوم القيامة! وأروى :هي أم عثمان بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس . قلت :ويدخل في سلك تلك األخبار ما ورد في تغليط بعض الكلمات الموجودة والحروف المثبتة ,وأنه من خطأ الكتاب ,إذ جميع ما في المصحف الموجود ينتهي إلى مصحفه ويستند إلى فعله وفعل كتابه . ط :أحمد بن محمد ,عن بن سالم ,عن حبيب السجستاني ,قال :سألت أبا جعفر "عليه السالم" ،والعياشي بإسناده عنه "عليه السالم" :إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة ,ولم يزد فيه إال حروف ,أخطأت بها الكتبة ,وتوهمتها الرجال )3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1فضائل الشيعة البن بابويه القمي:ص,41-40الحديث الثالث واألربعون. -2البرهان لهاشم البحراني:ج 7ص,393ح,2سورة الرحمن,39:نقال عن ابن بابويه. -3تفسير العياشي:ج 1ص 180ح,73سورة إل عمران.81:
361
ي :الكليني عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن حماد بن عيسى ,عن إبراهيم بن عمر اليماني ,عن أبي عبد هللا"عليه السالم" ,قال :سألته عن قول هللا عز وجل ع ْد ٍّل ِم ْن ُك ْم﴾ المائدة ,106:قال :العدل رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" ﴿ذَ َوا َ واإلمام من بعده ,ثم قال :هذا مما أخطأت به الكتاب)1(.
يا :وعن علي بن إبراهيم ,عن أبيه ,عن ابن أبي عمير ,عن حماد بن عثمان, ع ْد ٍّل ِم ْن ُك ْم﴾ المائدة ,106:فقال: قال :تلوت عند أبي عبد هللا "عليه السالم"﴿ :ذَ َوا َ "ذو عدل منكم" ,هذا مما أخطأت به الكتاب)2(.
يب :السياري عن البرقي ,عن حماد بن عيسى ,عن ربعي بن الجارود ,عن
ع ْد ٍّل محمد بن مسلم ,عن أبي جعفر "عليه السالم" أنه قرأَ ﴿ :ي ْح ُك ُم ِب ِه ذَ َوا َ
ِم ْن ُك ْم﴾
المائدة ,95:ثم قال :وهذا مما أخطأت به الكتاب)3(.
ب يج :العياشي عن جابر ,قال :سألت أبا جعفر "عليه السالم" عن قول هللاَ ﴿ :ر ّ ِ ي﴾ نوح ,28:قال :هذه كلمة صحفها الكتاب ,إنما كان استغفاره ا ْغ ِف ْر ِلي َو ِل َوا ِلدَ َّ ألبيه عن موعدة وعدها إياه وإنما قال":رب اغفر لي ولولدي" يعنى :إسماعيل واسحق ,والحسن والحسين وهللا ابنا رسول هللا صلى هللا عليه وآله)4(.
يد :السيوطي في اإلتقان ,أخرج ابن جرير ,وسعيد بن منصور ,في سننه من ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 4ص 396ح,3باب نوادر. -2الكافي للكليني:ج 8ص 205ح ,247في قراء"ذوا عدل منكم". -3القراءات للسياري:ص 46ح,167سورة المائدة.95: -4تفسير العياشي:ج 2ص 235ح,47سورة نوح.28: 362
سوا طريق سعيد بن جبير ,عن ابن عباس في قولهَ ﴿ :حت َّ ٰى تَ ْستَأْنِ ُ س ِلّ ُموا﴾ نور ,27:قال :إنما هي خطأ من الكاتب! "حتى تستأذنوا وتسلموا", َوت ُ َ أخرجه ابن أبي حاتم بلفظ "هو" فيما أحسب مما أخطأت به الكتاب)1(.
يه :وفيه أخرج ابن األنباري من طريق عكرمة ,عن ابن عباس ,أنه قرأ﴿ :أَفَ َل ْم يتبين -الَّذِينَ آ َمنُوا أ َ ْن لَ ْو يَشَا ُء َّاس َج ِميعًا ﴾ اَّللُ لَ َهدَى النَّ َ
إنها في المصحف﴿أَفَلَ ْم يَ ْيأ َ ِس﴾
الرعد ,31:فقيل له
فقال :أظن الكاتب كتبها وهو ناعس)2(.
يو :وفيه ,أخرج سعيد بن منصور ,من طريق سعيد بن جبير ,عن ابن عباس, ُّك﴾ اإلسراء ,23:إنما هي "ووصى ض ٰى َرب َ أنه كان يقول في قوله تعالىَ ﴿ :وقَ َ ربك" التزقت الواو بالصاد)3(.
يز :وفيه ,أخرج ابن أشته بلفظ استمد الكاتب منه مدادا كثيرا فالتزقت الواو بالصاد)4(.
يح :وفيه ,أخرج من طريق الضحاك ,عن ابن عباس ,أنه كان يقرأ "ووصى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 2ص ,327النوع الحادي واألربعون :في معرفة إعرابه. -2نفس المصدر. -3نفس المصدر. -4نفس المصدر:ص.328
363
ربك" ويقول :أمر ربك إنهما واوان التصقت إحداهما بالصاد)1(.
يط :وفيه ,أخرج ابن أشته من طريق أخرى عن الضحاك ,أنه قال :كيف تقرأ ُّك﴾ اإلسراء ,23:قال :ليس كذلك نقرؤها نحن وال ض ٰى َرب َ هذا الحرف قالَ ﴿ :وقَ َ ابن عباس! ,إنما هو "ووصى ربك" وكذلك كانت تقرأ وتكتب ,فاستمد كاتبكم
ص ْينَا الَّذِينَ فاحتمل القلم مدادا كثيرا فالتصقت الواو بالصاد ثم قرأَ ﴿ :ولَقَ ْد َو َّ اب ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم َو ِإيَّا ُك ْم أَ ِن اتَّقُوا َّ اَّللَ ﴾ النساء ,131:ولو كانت قضى أُوتُوا ْال ِكتَ َ من الرب ,لم يستطع أحد رد قضاء الرب ,ولكنه وصية أوصى بها العباد)2(.
ك :وفيه,أخرج سعيد بن منصور وغيره ,من طريق عمرو بن دينار ,عن عكرمة
َارونَ ْالفُ ْرقَانَ س ٰى َوه ُ عن ابن عباس ,أنه كان يقرأَ ﴿ :ولَقَ ْد آتَ ْينَا ُمو َ ض َيا ًء﴾األنبياء ,48:ويقول :خذوا هذه الواو واجعلوها هنا -﴿ :و -الَّذِينَ قَا َل َو ِ اس قَ ْد َج َمعُوا لَ ُه ُم النَّ ُ اس ِإ َّن النَّ َ
لَ ُك ْم﴾..إل عمران ,173:اآلية)3(.
كا :وفيه ,وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق الزبير بن خريت ,عن عكرمة ,عن
ش َو َم ْن ابن عباس ,قال :انزعوا هذه الواو فاجعلوها في﴿ :الَّذِينَ يَ ْح ِملُونَ ا ْلعَ ْر َ ح ْولَهُ﴾غافر)4(,7: َ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1لم أقف على الخبر في اإلتقان وفق تتبعي ,ونقله الزرقاني في مناهل العرفان:ج1 ص ,390المبحث العاشر :في كتابة القرآن ورسمه ومصاحفه وما يتعلق بذلك الشبهات التي أثيرت حول كتابة القرآن ورسمه. -2اإلتقان للسيوطي :ج 2ص ,328النوع الحادي واألربعون :في معرفة إعرابه. -3نفس المصدر. -4نفس المصدر. 364
كب :وفيه ,عن أبي عبيد في فضائل القرآن ,حدثنا أبو معاوية ,عن هشام بن
ان عروة ,عن أبيه قال :سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله تعالىِ ﴿ :إ ْن ٰ َهذَ ِ
ص َالةَ َو ْال ُمؤْ تُونَ ا َّلز َكاةَ﴾ ان﴾ طه ,63:وعن قوله تعالىَ ﴿ :و ْال ُم ِق ِ س ِ يمينَ ال َّ لَ َ اح َر ِ النساء ,162:وعن قوله تعالى:
صا ِبئُونَ ﴾ ﴿إِ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا َوالَّذِينَ هَادُوا َوال َّ
المائدة ,69:فقالت :يا بن أخي هذا عمل الكتاب أخطئوا في الكتاب "الرد من جهة اإلجمال في عبارة السيوطي منه" ,هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين)1(.
كج :وفيه ,أخرج ابن األنباري ,وابن أشته ,من طريق أبي بشير ,عن سعيد بن جبير ,أنه كان يقرأ:
ص َالةَ ﴾ ﴿ َو ْال ُم ِق ِ يمينَ ال َّ
النساء,162:ويقول:هو لحن من
الكاتب)2(.
قلت :وتقدم بطرق عديدة أنه لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان ,فوجد فيها من اللحن ,فقال :ال تغيروها فإن العرب ستغيرها ,وفي رواية الثعلبي وابن قتيبة في كتاب المشكل :دعوه فإنه ال يحلل حراما وال يحرم حالال)3(.
وقال السيد علي بن طاووس رحمه هللا في الطرائف :إن كان عثمان يذكر أنه من هللا فهو كفر جديد ال يخفى على قريب وال بعيد ,وإن كان من غير هللا فكيف نزل كتاب ربه مبدال مغيرا! .لقد ارتكب بذلك بهتانا عظيما ومنكرا)4(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي :ج 2ص ,320النوع الحادي واألربعون :في معرفة إعرابه. -2اإلتقان للسيوطي :ج 2ص ,321النوع الحادي واألربعون :في معرفة إعرابه. -3لم أقف على الخبر في المصدر والمذكور وذكرته مصادر أخرى منها تفسير البغوي:ج 2ص,310سورة النساء.161 -4الطرائف البن طاووس,491:قول عثمان إن في القران لحنا.
365
وقال رحمه هللا في سعد السعود :عن البلخي في الجزء العاشر من تفسيره ما لفظه" :أم لهم شركوا" بالواو واأللف وكذلك الذي في عسق "أم لهم شركوا" وليس في القرآن بالواو واأللف غير هذين الحرفين ,كذلك كتبوا "والضعفوا" بواو ال ألف قبلها "وتعصو أشركوا وبنوا الدار وقل هو نبأ" نقطة على صدر الواو ليست قدام الفآت الزوائد اإلعراب في الواو مع همزتها ,ألن هذه الواو هي األعراب ,وإنما كتب في المصاحف بالواو على لفظ المملى ,وليست الواو منها, وإنما ادخلها سعد بن ابان الذي كتب مصحف عثمان على لفظ المملى ,وليست في الوقف "واوا" بل هي همزة خفيفة انتهى )1(.وال تخلو نسختي من سقم . وفي الكشاف :وقد اتفقت في خط المصحف أشياء خارجة عن القياسات التي بنى عليها علم الخط والهجاء ,ثم ما عاد ذلك بصير وال نقصان الستقامة اللفظ وبقاء الحفظ ,وكان اتباع خط المصحف سنة ال تخالف)2(.
وفي كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون :ومنها علم خط المصحف على ما اصطلح عليه الصحابة عند جمع القرآن الكريم على ما اختاره زيد بن ثابت ويسمى االصطالح السلفي انتهى)3(.
وقال المتعصب المتبحر عبد الرحمن بن خلدون المغربي في مقدمات تاريخه في جملة كالم له في صناعة الخط :فكان الخط العربي ألول اإلسالم غير بالغ إلى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1سعد السعود البن طاووس:ص ,200فصل فيما ذكره من الجزء العاشر من تفسير البلخي من الوجهة الثانية من القائمة الثامنة من الكراس الثامن من تفسير قول هللا: وما نرى معكم شفعائكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء. -2الكشاف للزمخشري:ج 1ص,27سورة البقرة.1: -3كشف الظنون لحاجي خليفة:ج 1ص,713باب الخاء المعجمة ,ذكر النقط واالعجام في اإلسالم. 366
الغاية من اإلحكام واإلتقان واإلجادة وال إلى التوسط ,لمكان العرب من البداوة والتوحش وبعدهم عن الصنائع ,وانظر ما وقع ألجل ذلك في رسمهم المصحف حيث رسمه الصحابة بخطوطهم ,وكانت غير مستحكمة في اإلجادة ,فخالف الكثير من رسومهم ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهلها ,ثم اقتفى التابعون من السلف رسمهم فيها تبركا بما رسمه أصحاب الرسول "صلى هللا عليه واله" وخير الخلق من بعده المتلقون لوحيه من كتاب هللا وكالمه ,كما يقتفى لهذا العهد خط ولي أو عالم تبركا ويتبع رسمه خطأ أو صوابا ,وأين نسبة ذلك من الصحابة فيما كتبوه ,فاتبع ذلك وأثبت رسما ونبه العلماء بالرسم على مواضعه ,وال تلتفتن في ذلك إلى ما يزعمه بعض المغفلين من أنهم كانوا محكمين لصناعة الخط! وأن ما يتخيل من مخالفة خطوطهم ألصول الرسم ليس كما يتخيل! بل لكلها وجه يقولون في مثل زيادة األلف في (ال أذبحنه) إنه تنبيه ,على أن الذبح لم يقع! وفي زيادة الياء في (بأييد) إنه تنبيه ,على كمال القدرة الربانية! وأمثال ذلك مما ال أصل له إال التحكم المحض ,وما حملهم على ذلك إال اعتقادهم أن في ذلك تنزيها للصحابة عن توهم النقص في قلة إجادة الخط ,وحسبوا أن الخط كمال فنزهوهم عن نقصه ,ونسبوا إليهم الكمال بإجادته ,وطلبوا تعليل ما خالف اإلجادة من رسمه وذلك ليس بصحيح)1(.
وقال الراغب في المحاضرات :كان القوم الذين كتبوا المصحف لم يكونوا قد حذقوا الكتابة ,فلذلك وضعت أحرف على غير ما يجب أن تكون عليه)2(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تاريخ ابن خلدون:ج 1ص,527-526الباب الخامس ,الفصل الثالثون في أن الخط والكتابة من عداد الصنائع اإلنسانية. -2محاضرات األدباء للراغب االصفهاني:ج 2ص ,449الحد العشرون في الديانات والعبادات ,ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما روي فيه زيادة.
367
وفي األنوار :وهذا القرآن الموجود اآلن في أيدي الناس هو خط عثمان ,وسموه اإلمام وأحرقوا ما سواه أو أخفوه ,وبعثوا به زمن تخلفه إلى األقطار واألمصار, ومن ثم ترى قواعد خطه تخالف قواعد العربية ,مثل كتابة األلف بعد المفرد, وعدمها بعد واو الجمع ,وغير ذلك ,وسموه رسم الخط القرآني ولم يعلموا أنه من عدم اطالع عثمان على قواعد العربية والخط .انتهى)1(.
وقد أفرد لبيان المواضع التي خالف فيها رسم القرآن لقاعدة الكتابة بعض علمائنا ,وداللة أغلب مواضعها على قلة معرفة كتاب األصل وجهلهم بقواعد الكتابة في غاية الظهور ,بل منها ما لو قريء بظاهر الخط لكان لحنا ظاهرا مثل "ال أوضعوا" "وال أذبحنه" باأللف بعد ال و"الظالمين" بواو وألف و"بأييد" بيائين كما نص عليه السيوطي وغيره )2(.
هذا وأما المخالفون فلحسن ظنهم بعثمان عدوا ذلك من علوم القرآن وسموه علم رسم المصحف كما عرفت ,وصنفوا فيه كتبا مثل أبحاث الجليلة في شرح العقيلية ,وكتاب المقنع ألبي عمرو الداني ,وقد نظمه أبو القاسم المغربي وتعرف قصيدته بالرائية والعقيلة الرائية للشاطبي ,وعنوان الدليل في مرسوم خط التنزيل ألبي العباس المراكشي ,وكشف األسرار في رسم مصاحف األمصار ,وإيضاح الخوالف في رسم مصاحف السوالف لمحمد بن محمد السمرقندي المقري ,وله أيضا مشجر في ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1األنوار النعمانية:ج 2ص,361في نورا فيما يختص بالصالة. -2اإلتقان للسيوطي :ج 2ص ,322النوع الحادي واألربعون :في معرفة إعرابه.
368
وفي اإلتقان,عن أحمد :أنه يحرم مخالفة خط مصحف عثمان )1(.وبعضهم لما ضاق به الخناق رام تضعيف بعض األخبار المتقدمة ,فقال ابن األنباري في كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان كما في اإلتقان :في األحاديث المروية عن عثمان في ذلك ال تقوم بها حجة ,ألنها منقطعة غير متصلة ,وما يشهد عقل بأن عثمان وهو إمام األمة الذي هو إمام الناس في وقته وقدوتهم يجمعهم على المصحف الذي هو اإلمام فيتبين فيه خلال ويشاهد في خطه زلال فال يصلحه! كال وهللا ما يتوهم عليه هذا ذو إنصاف وتمييز إلى آخر ما ذكره )2(.ال يصلح عن حديث عائشة ألن إسناده صحيح وأيده بما تقدم من األخبار ,وأجاب هو تبعا البن أشته ,بأن المراد أخطأوا في االختيار وما هو األولى لجمع الناس عليه من األحرف السبعة ,ال أن الذي كتب كان خطأ خارج عن القرآن ,فمعنى قول ابن عباس كتبها وهو ناعس ,يعني فلم يتدبر الوجه الذي هو أولى من اآلخر .وكذا سائرها )3(.وهذه الكلمات ينبغي أن تكتب بغسلين على وجنات الشياطين ,أما مباشرة عثمان لهذا األمر بمشاركة من ذكر فإنها السبب األعظم لتطرق تلك التغييرات في المصحف ,وال يتولد من الفاسد إال الفساد ,وكل إناء بالذي فيه ينضح ,فكيف تصير دليال على صيانة المصحف ؟ ونزول القرآن على األحرف السبعة باطل عندنا لوجوه تأتي إن شاء هللا تعالى ,مع أنه يظهر من أخبارهم أن تصرفاتـــهم لم مبتنية عليها ,مثل قول عثمان في خبر البخاري وغيره :إذا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي :ج 4ص ,169النوع السادس والسبعون :في مرسوم الخط وآداب كتابته. -2اإلتقان للسيوطي :ج 2ص ,322النوع الحادي واألربعون :في معرفة إعرابه. -3اإلتقان للسيوطي :ج 2ص ,329النوع الحادي واألربعون :في معرفة إعرابه.
369
اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم)1(.
فإن ظاهره كون ما انفرد به زيد وما كان بلسان غير قريش غير منزل ,وما مر مرارا من تخطئة أبي وعبد هللا لبعض الكلمات صريحا ,وقول الثاني على ما رواه الراغب :لو ملكت كما ملكوا لصنعت بمصحفهم مثل الذي صنعوا بمصحفي)2(.
بل ما روي عن ابن عباس في هذا المعنى مما ال يقبل التأويل ,وما ذكره السيوطي قريب من الهذيان ,وعلى زعمهم وحسن ظنهم بإمامهم كيف يشهد العقل بأنه يوكل أمر اختيار أحد األحرف السبعة الذي ألجله ارتكب إحراق المصاحف على ما ذكروا إلى كاتب ناعس غير متدبر يختار كل ما يريد ! وهل هذا إال كر إلى ما فر منه ! مع تصريح ابن أشته :بأن القوم كانوا يتخيرون أجمع الحروف للمعاني وأسلسها على األلسنة وأقربها في المأخذ وأشهرها عند العرب للكتاب في المصاحف)3(.
وهذا األمر ال يقوم به إال من أخذ من العلم حظا وافرا ,وأما من لم يعرف من العلم قواعد الكتابة وهي مما تالعب به الصبيان فهو عنه بمراحل ,ثم غذا تبين أن ما اختاره غير الوجه الذي هو األولى به فما يمنعهم من التبديل وزمام األمر بيدهم ! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1صحيح البخاري:ج 4ص 180ح,3506كتاب المناقب,باب نزل القران بلغة قريش. -2محاضرات األدباء للراغب االصفهاني:ج 2ص ,448الحد العشرون في الديانات والعبادات ,ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ,ما ادعى أنه من القرآن مما ليس في المصحف وما ادعى أنه منه وليس فيه. -3اإلتقان للسيوطي :ج 2ص ,329النوع الحادي واألربعون :في معرفة إعرابه. 370
والحاصل أن من أنصف النظر إلى ما ذكرنا ال يرتاب في سهولة وقوع الخلل والتغيير والتحريف في هذا الجمع من وجوه عديدة ,ووقوعه كذلك ,ويقطع بأن القوم كانوا غير معتنين بضبط ما أخذوه عن النبي "صلى هللا عليه واله" وغير مواظبين لحفظ مقدار ما تلقوه عنه "صلى هللا عليه واله" كعدم اعتنائهم بضبط غيره من األحكام . هذا ولنذكر بعض ما لفقوه لتصحيح عمل عثمان ,والجواب عنه ليتضح انحصار غرضه فيه فيما ذكرنا :قال قاضى القضاة عبد الجبار بن أحمد الهمداني المعتزلي في كتاب المغني في اإلمامة على ما في شرح ابن أبي الحديد :أن الوجه في جمع القرآن على قراءة واحدة تحصين القرآن وضبطه ,وقطع المنازعة واالختالف فيه .قولهم :لو كان ذلك واجبا لفعله الرسول "صلى هللا عليه واله" غير الزم ،ألن اإلمام إذا فعله صار كأن الرسول "صلى هللا عليه واله" فعله ،وألن األحوال في ذلك تختلف ،وقد روي أن عمر كان عزم على ذلك فمات دونه ,وليس ألحد أن يقول :إن إحراقه المصاحف استخفاف بالدين، وذلك ألنه إذا جاز من الرسول "صلى هللا عليه واله" أن يخرب المسجد الذي بنى ضرارا وكفرا ،فغير ممتنع إحراق المصاحف انتهى)1(.
وفي اإلتقان ,قال القاضي أبو بكر في االنتصار :لم يقصد عثمان قصد أبي بكر في جمع نفس القرآن بين لوحين ,وإنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبي "صلى هللا عليه وسلم" وإلغاء ما ليس كذلك وأخذهم بمصحف ال تقديم فيــــــه وال تأخير,وال تأويل أثبت مع تنزيل ,وال منسوخ تالوته كتب مع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1شرح ابن أبي الحديد:ج 3ص,46في ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها. 371
مثبت رسمه ومفروض قراءته وحفظه ,خشية دخول الفساد والشبهة على من يأتي بعد)1(.
وقال الحارث المحاسبي :المشهور عند الناس إن جامع القرآن عثمان وليس كذلك! إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين واألنصار لما خشي الفتنة عند اختالف أهل العراق والشام في حروف القراءات ,فأما قبل ذلك فقد كانت المصاحف بوجوه من القراءات المطلقات على الحروف السبعة ,التي نزل بها القرآن ,فأما السابق إلى الجمع من الحملة فهو الصديق ,وقد قال علي :لو وليت لعملت بالمصاحف عمل عثمان بها)2(.
وقال ابن التين وغيره :الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان ,أن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب جملته ,ألنه لم يكن مجموعا في موضع واحد ,فجمعه في صحائف مرتبا آليات سوره على ما وقفهم عليه النبي "صلى هللا عليه واله" ,وجمع عثمان كان لما كثر االختالف في وجوه القراءة, حتى قرؤوه بلغاتهم على اتساع اللغات ,فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض, فخشي من تفاقم األمر في ذلك ,فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتبا لسوره ,واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش ,محتجا بأنه نزل بلغتهم ,وإن كان قد وسع قراءته بلغة غيرهم رفعا للحرج والمشقة في ابتداء األمر ,فرأى أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي :ج 1ص ,10النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. -2اإلتقان للسيوطي :ج 1ص ,211النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. -3اإلتقان للسيوطي :ج 1ص ,210النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. 372
وقال الحاكم :جمع القرآن ثالث مرات ,إلى أن قال :والجمع الثالث هو في ترتيب السورة ,كان في خالفة عثمان ,ثم أورد حديث البخاري المتقدم )1(.وتقدم ما نقله الكركي رحمه هللا عنهم. وقال محمود اآللوسي المعاصر في الفائدة السادسة من مقدمات تفسيره :وما اشتهر إن جامعه عثمان فهو على ظاهره باطل ,ألنه إنما حمل الناس في سنة خمس وعشرين على القراءة بوجه واحد ,على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين واألنصار لما خشي الفتنة عند اختالف أهل العراق والشام في حروف القراءات ,ثم أورد حديث البخاري وغيره ,وقال :وهذا الذي ذكرناه من فعل عثمان هو ما ذكره غير واحد من المحققين ,حتى صرحوا بأن عثمان لم يضع شيئا فيما جمعه أبو بكر من زيادة أو نقص أو تغيير وترتيب سور ,سوى أنه جمع الناس على القراءة بلغة قريش ,محتجا بأن القرآن نزل بلغتهم الخ)2(. وفي اإلتقان :اختلف هل المصاحف العثمانية مشتملة على جميع األحرف السبعة, فذهب جماعات من الفقهاء والقراء والمتكلمين إلى ذلك ,وبنوا عليه أنه ال يجوز على األمة أن تهمل نقل شيء منها ,وقد أجمع الصحابة على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك, وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أنها مشتملة على ما يحتمل رسمها من األحرف السبعة فقط جامعة للعرضة األخيرة التي عرضها النبي "صلى هللا عليه وسلم" على جبريل متضمنة لها لم تترك حرفا منها)3(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1المستدرك للحاكم:ج 2ص 249ح,2901كتاب التفسير ،في ما روي في المسند من القراءات ،وذكر الصحابة الذين جمعوا القرآن وحفظوه ،هذا قبل تفسير السور. -2روح المعاني لاللوسي:ج 1ص,24-23في خطبة المفسر. -3كتاب اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,177-176النوع السادس عشر :في كيفية إنزاله. 373
قال ابن الجزري :وهذا هو الذي يظهر صوابه ,ويجاب عن األول بما ذكره ابن جرير :أن القراءة على األحرف السبعة لم تكن واجبة على األمة ,وإنما كان جائزا لهم ومرخصا لهم فيه ,فلما رأى الصحابة أن األمة تفترق وتختلف إذا لم يجتمعوا على حرف واحد ,اجتمعوا على ذلك اجتماعا شائعا ,وهم معصومون من الضاللة ,ولم يكن في ذلك ترك واجب وال فعل حرام وال شك أن القرآن نسخ منه في العرضة األخيرة وغير ,فاتفق الصحابة على أن كتبوا ما تحققوا أنه قرآن مستقر في العرضة األخيرة ,وتركوا ما سوى ذلك .انتهى )1(.ما أردنا نقله من كلماتهم. أقول وباهلل التوفيق:ال يخفى على الناظر في تلك الكلمات من التهافت والتناقض الكاشف عن كون أصلها شجرة خبيثة ,اجتثت من فوق األرض ما لها من قرار, فإن بعضها صريح في أن سبب الجمع كثرة القراءات واختالفها ,زيادة على ما ثبت عن النبي "صلى هللا عليه واله" من األحرف السبعة ,فاختار واحدا منها وأتلف غيرها ,والزمه كون تلك المصاحف على حرف واحد ,وإنما فعل ذلك لرفع التشاح ,ولواله لكانت القراءة بكل واحد منها جائزة ,وصريح ابن جرير(:)2
أنهم تركوا ما لم يكن جائزا ثبوته في المصحف لكونه منسوخا ,وإن لم يكن هناك اختالف ,والزمه نسخ األحرف الستة الباقية ,وبعضها صريح في أن الوجه ثبوت االختالف من جهة تقديم ما حقه التأخير في الترتيب من السور واآليات أيضا, وهو مع اختالط التأويل مع التنزيل ,وكيف كان فالمحصل من كالمهم أن الداعي أحد أمور: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,177النوع السادس عشر :في كيفية إنزاله. -2لم أقف على هذا القول ومصدره. 374
األول :تشتت القراءات زيادة على ما ثبت عنه "صلى هللا عليه واله" من السبعة بزعمهم فردهم إليها .وفيه: أوال :أنه لم يقع إال في كالم الباقالني ,وهو مخالف لكالم األكثرين منهم حتى من تعرض لدفع ما أورده األمامية على إمامهم من المطاعن ,أن هذا الجواب أقعد لهم من غيره لعدم جواز القراءة بغير ما ثبت عنه "صلى هللا عليه واله" عند كل أحد ولو كان فيه احتمال صدق لذكروه ,لتشبثهم في هذا المقام وغيره بكل حشيش. وثانيا :أنه مجرد دعوى لم يقم عليها شاهد ودليل . وثالثا:أنه مناف لطريقة الصحابة بزعمهم,للزوم إعراضهم عن القراءات المتواترة ,واختراعهم قراءة أو قراءات مستحدثة وهذا قريب من الكفر . ورابعا :أن مما أتلفه سيدهم وتركوه سلفهم مصحف أبي وعبد هللا وقراءتهما, وهما داخلتان في األحرف السبعة على ما صرحوا به في غير موضع . الثاني :حصول االختالف في أصل الحروف السبعة والقراءات المجوزة عنه "صلى هللا عليه واله" ,فاختار منها قراءة زيد وجمعهم عليها وأعدم سواها ,وهذا هو المعروف عندهم ,وعليه جملة من أصحابنا الذين أنكروا وقوع التغيير في القرآن. قال السيد المرتضى رضي هللا عنه في الشافي في الجواب عما ذكره صاحب المغني كما تقدم :إن اختالف الناس في القراءة ليس بموجب لما صنعه عثمان, ألنهم يروون أن النبي "صلى هللا عليه وآله" قال" :نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف" ,فهذا االختالف عندهم في القرآن مباح مسند عن رسول هللا 375
"صلى هللا عليه وآله" فكيف يحظر عليهم عثمان من التوسع في الحروف ما هو مباح ! فلو كان في القراءة الواحدة تحصين القرآن كما ادعى لما أباح النبي "صلى هللا عليه وآله" في األصل إال القراءة الواحدة ,ألنه أعلم بوجوه المصالح من جميع أمته ,من حيث كان مؤيدا بالوحي ,موفقا في كل ما يأتي ويذر ،وليس له أن يقول :حدث من االختالف في أيامه ،ما لم يكن في أيام الرسول "صلى هللا عليه وآله" وال من جملة ما أباحه ,وذلك أن األمر لو كان على هذا لوجب أن ينهى عن القراءة الحادثة ،واألمر المبتدع وال يحمله ما حدث من القراءة على تحريم المتقدم المباح بال شبهة الخ)1(.
وفيه :أوال :أنه يأتي إن شاء هللا أن القرآن نزل على وجه واحد وحرف واحد من عند واحد ,وإنما ظهر االختالف من سوء ضبط رواته وقلة مباالة حملته وحفاظه ,وإن ما اشتهر من نزلوه على سبعة أحرف بالمعنى المعروف في هذا المقام من موضوعات العامة وخرافاتهم ,وعليه فالذي أراد تمييز الصحيح من السقيم والمنزل من غيره ,بحيث يظهر لكل أحد وال يختلف فيه اثنان ,ال بد وأن يكون إما عالما معصوما عندهم ,أو مستعينا بعصبة من أهل التقى الواقفين على حقيقة األمر الذين تزول الشبهة باتفاقهم على شيء ,وإال فإما يبقى االختالف بحاله أو يزول بالقهر والسلطنة كما نراه في المقام ,وكالهما مفقودان في المقام, أما األول :فواضح. وأما الثاني :فألن الجماعة المستعان بهم ممن سبقت أسامي رؤسائهم في األخبار المتقدمة مجروحون متهمون بالكذب وإتباع الشهوات ,بل وفوق ذلك عندنا ,وأما ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الشافي في اإلمامة للشريف المرتضى:ج 4ص ,285-284فصل في إعراض كالمه على الطاعنين على عثمان,في ضرب ابن مسعود وإحراق القران. 376
عند المخالفين فهم وإن كانوا في أعلى درجات العدالة إال أنهم صرحوا بمخالفة قراءة أبي وعبد هللا وسالم ومعاذ ,الذين ذكروا فيهم المدائح والمناقب ما لم يذكروا لهؤالء ,بل ومخالفة قراءة أمير المؤمنين "عليه السالم" ,على ما نقله في اإلتقان عن بعضهم :من أن المراد باألحرف السبعة هي قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب)1(.
وما يظهر من كتبهم من نقل قراءته "عليه السالم" فهم معترفون بوجود االختالفات في مصاحف الصحابة وقراءاتهم الراجعة إلى األحرف السبعة عندهم ,وحيث ثبت بطالن أصلها ,فهذا االختالف الواقع راجع إلى االختالف بالزيادة والنقيصة في الممدوحين منهم ,كما صرح به المحقق الثاني في نفحات الالهوت في عبارته المتقدمة في الدليل الخامس)2(.
وفي تلخيص الشافي للشيخ الطوسي :ثم عظيم ما أقدم عليه من جمعه الناس على قراءة زيد وإحراقه المصاحف ,وإبطاله ما شك أنه منزل من القرآن ,وأنه مأخوذ عن الرسول)3(.
ويدل عليه قول عمر في رواية البخاري :أنا لنترك كثيرا من قراءة أبي ,وقول أبي ال أترك شيئا أخذته من في رسول هللا "صلى هللا عليه واله" لشيء ,وقول زيد في روايته األخرى في الجمع الثاني :ففقدت آية من األحزاب حين نسخنا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,175النوع السادس عشر :في كيفية إنزاله. -2نفحات الالهوت في لعن الجبت والطاغوت للمحقق الكركي :ص ,108البحث الثالث ,الفصل الخامس. -3الشافي في اإلمامة للشريف المرتضى ,229:فصل في إعراض كالمه على الطاعنين على عثمان,في تفريطه بيت مال المسلمين.
377
المصحف ..الخ ,وقد تنبه لذلك محمود اآللوسي حيث قال عبارته المتقدمة: ويشكل عليه ما مر آنفا من قول زيد :ففقدت آية من األحزاب ,فإنه بظاهره يستدعي أن في المصاحف العثمانية زيادة لم تكن في هاتيك الصحف ,واألمر في ذلك هين ,ألن إذ مثل برة الزيادة اليسيرة ,ال توجب مغايرة يعبأ بها ,ولعلها تشبه مسألة التضاريس ,ولو كان هناك غيرها لذكر ,وليس فليس ,وال تقدح أيضا في الجمع السابق إذ يحتمل إن يكون سقوطها منه من باب الغفلة وكثيرا ما يعتري السارحين في رياض خطائر قدس كالم رب العالمين ,فيذكرهم سبحانه بما غفلوا فيتداركون ما غفلوا ,وزيد هذا كان في الجمعين ولعله فرد المعول عليه في البين, لكن عراه في أولهما ما عراه وفي ثانيهما ذكره من تكفل بحفظ الذكر وتدارك ما نساه,انتهى)1(.
فلينظر البصير المنصف إلى كالم هذا الجهول المتعسف ,كيف فتح باب الطعن على السلف وسهولة دخول التغيير والنقصان في المصحف ,وهو في مقام الذب والتعديل فجعل هللا كيده في تضليل ,فإنه إذا جاز أن ينسى الجميع في الجمع
عا َهدُوا َّ ض ٰى علَ ْي ِه ۖ فَ ِم ْن ُه ْم َم ْن قَ َ اَّللَ َ صدَقُوا َما َ األول هذه اآلية وهيِ ﴿ :ر َجا ٌل َ ن َْح َبهُ َو ِم ْن ُه ْم َم ْن َي ْنت َ ِظ ُر ۖ َو َما َبدَّلُوا ت َ ْب ِد ً يال﴾ األحزاب ,23:ولم ينههم خزيمة الذي انفرد بحملها في هذه المدة التي تزيد على عشر سنين ,بل لوال تذكروا مطالبته. فظاهر الخبر أنه كان كسابقه جاز نسيانهم غيرها وعدم تذكرهم ,بل وعدم معرفتهم :أوال :لجواز انفراد غيرهم به كما شرحناه سابق ,ثم كيف شبه نسبتــــه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير روح المعاني لاللوسي:ج 1ص,24في خطبة المفسر. 378
تلك اآلية إلى تمام القرآن في القلة إلى نسبة أعظم الجبال إلى كرة األرض من حيث عدم خروجها به من الكروة الحسية ,فال يخرج القرآن بنقصانها عن صدق القرآنية عرفا ,مع أن الكالم في إثبات مطابقة مصحفهم لتمام ما نزل ,وال يتم مع نقصان حرف فكيف بآية ؟ وال ينفعه الصدق العرفي الذي يتسامح فيه بأزيد من ذلك ,أرأيت أحدا صحح صالة من نقص من الفاتحة حرفا ؟ أو حكم بوفاء نذر من نذر تالوة القرآن فترك منه آية ؟ وأما تشبثه بأذيال ألطاف اللطيف الخبير
فحقيق أن يقطع بقوله تعالىَ ﴿ :و َما ِل َّ ير﴾ الحج , ,71:وقد أرانا لظا ِل ِمينَ ِم ْن ن ِ َص ٍّ هللا بمنه إمارات الخذالن والغواية بعدم تذكرهم في خالل تلك المدة هذه اآلية, ويحتمل رجوع بعض االختالفات في غير قراءة علي "عليه السالم" إلى اختالف بعض الكلمات على وجه ال ينافي عدالة بعضهم وضبطه ,كالحاصل من الخطأ والنسيان,أو ينافيها كالمتولد من قلة المباالة في الحفظ الموجودة في أكثرهم. ومن ذلك ما في اإلتقان ,عن أبي عبيدة ,عن عبد الرحمن )1(,عن هانئ البربري مولى عثمان قال :كنت عند عثمان وهم يعرضون المصاحف ,فأرسلني بكتف شاة إلى أبي بن كعب فيها "لم يتسن" وفيها "ال تبديل للخلق" وفيها "فأمهل الكافرين" قال :فدعا بالدواة فمحا أحد الالمين فكتب "لخلق هللا" ومحى "فأمهل" وكتب "فمهل" وكتب "لم يتسنه")2(.
وفي مشكاة األنوار ,عن أبي عبيد ,وابن جرير وابن األنباري عن هانئ مولى عثمان ,قال :كنت الرسول بين زيد وعثمان لما كتب المصحف ,فأرسل إليه زيد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1عن عبد هللا بن مبارك حدثنا أبو وائل شيخ من أهل اليمن ,في المصدر,وسقطت من المصنف) -2كتاب اإلتقان للسيوطي:ج 2ص ,323-322النوع الحادي واألربعون :في معرفة إعرابه. 379
يسأله عن "لم يتسن" أو "لم يتسنه" ؟ فقال :لم يتسنه,بالهاء )1(.ثم إن االتفاق على مصحف عثمان وقراءة زيد ,نظير االتفاق على خالفة األول من حيث خروج جملة من الذين ال يتخلف الحق عنهم عنه في األول ودخولهم فيه بعد ذلك كرها , وفي المشكاة :ويستفاد منها -أي من اإلخبار -أيضا من أنهم لم يدخلوا عليا "عليه السالم" في ذلك أصال وأنهم محوا سائر المصاحف)2(.
ويأتي أنه قرأ عنده "عليه السالم" رجل ﴿ َو َ ضو ٍّد﴾ الواقعة ,29:فقال :ما ط ْلحٍّ َم ْن ُ شأن الطلح! إنما هو "وطلع" كقوله تعالىَ ﴿ :ون َْخ ٍّل َ َضي ٌم﴾ الشعراء ط ْلعُ َها ه ِ ,148:فقيل له :أال تغيره؟ فقال :إن القرآن ال يهاج اليوم وال يحرك .وتقدم قول ابن مسعود :لو ملكت كما ملكوا ...الخ ,وغرضه هجر الموجود لنقصانه ال إحراقه وتمزيقه ,لكونه أجل من أن يتمنى ما يهان به الدين ,وفي ثامن البحار: ومن جملة القراءات التي حظرها وأحرق المصحف المطابق لها ,قراءة أبي بن كعب ,ومعاذ بن جبل )3(.هذا وليس ألبي ذر وعمار وأضرابهما ذكر في هذا الجمع أيضا فتأمل . وثانيا :إنا لم نعثر في جميع أخبارهم في هذا الباب ما فيه إشارة إلى ذلك ,بل صريح رواية البخاري التي هي األصل فيه نفي أصله ,وإن ما كان بغير لسان قريش غير منزل ,ويؤيده ما رواه الزمخشري في سورة يوسف عن عمر :أنه سمع رجال يقرأ "عتى حين" فقال :من أقرأك ؟ قال :ابن مسعود ،فكتب إليه :إن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مرآة األنوار ومشكاة اإلسرار ألبي الحسن العاملي االصفهاني:ص,42الفصل الثاني من المقدمة الثانية. -2نفس المصدر:ص.41 -3بحار األنوار للمجلسي 31:ص,216الطعن السابع :حرقه المصاحف وجمع الناس على قراءة زيد بن ثابت. 380
هللا أنزل هذا القرآن فجعله عربيا وأنزله بلغة قريش،فأقرئ الناس بلغة قريش وال تقرئهم بلغة هذيل والسالم )1(.وأين هذا من االتساع والسهولة التي جعلوها حكمة أو علة لتسبيع األحرف ,ويؤيد ذلك جميع ما مر من التخطئة والتغليط المنافي العتقاد النزول عليها ,وأنها منشأ التشاح الداعي لما فعله. وثالثا :إن المصاحف العثمانية في نفسها مختلفة في كثير من الحروف والكلمات غير ما فيها مما صار سببا لتشعب القراءات السبع أو العشر كما يأتي في مقامه, فمع صحة جميعها المتفرعة على قراءة واحدة وحرف واحد ,يلزم االلتزام بنزول القرآن على أزيد من سبعة أحرف ,إذ ال يخفى أنه ال يجب أن تكون في السبعة كل كلمة كما صرحوا به ,وهذا مما لم يقل به أحد خصوصا من أصحابنا ,فهو دليل على عدم كون الداعي ما ذكر ,وإال لكان الجميع على نسق واحد ,لئال يلزم نقض الغرض من رفع الخلف بين األمة ,ولم يكن اختالفهم في جميع الكلمات حتى يتسامح بالموجود مع كونه كثيرا أيضا ,وهذا واضح بحمد هللا تعالى فلنذكر أصل االختالف الموجود فيها : فاعلم أنهم اختلفوا في عدة المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى اآلفاق ,قال السيوطي :المشهور أنها خمسة ,وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات, قال:أرسل عثمان أربعة مصاحف ,قال ابن أبي داود وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول :كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة وإلى الشام وإلى اليمن وإلى البحرين وإلى البصرة وإلى الكوفة وحبس بالمدينة واحدا)2(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكشاف للزمخشري:ج 2ص,468سورة يوسف.35: -2كتاب اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,211النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه.
381
قلت :وتقدم عن محمد بن منصور أنها ستة ,وكيف كان ففي سعد السعود للسيد األجل علي بن طاووس ,عن محمد بن بحر الرهني ,من الجزء الثاني من مقدمات علم القرآن ,من التفاوت في المصاحف التي بعث عثمان إلى األمصار, من ثالث كراس من الوجهة األولة منها في أول قائمة من أخر سطر بلفظه :اتخذ عثمان سبع نسخ ,فحبس منها مصحفا بالمدينة ,وبعث إلى أهل مكة مصحفا, وإلى أهل الشام مصحفا ,وإلى أهل الكوفة مصحفا ,وإلى أهل البصرة مصحفا, وإلى أهل اليمن مصحفا ,وإلى أهل البحرين مصحفا ,فالخالف بين مصحف المدينة ومصحف البصرة أربعة عشر حرفا ,وقيل بل أحد وعشرون حرفا ,منها في البقرة ":وأوصى بها" ,إبراهيم :بزيادة إلف وفي آل عمران" :لعلكم ترحمون" "سارعوا" بغير واو ,وفي المائدة" :في أنفسهم نادمين" يقول بغير واو ,وقوله: "من يرتد منكم عن دينه" بزيادة دال ,وفي براءة" :عليهم حكيم" "الذين اتخذوا" بغير واو ,وفي الكهف" :لعله ألجدن خيرا منهما منقلبا" بزيادة ميم ,وفي المؤمنين" :سيقولون هلل هلل هلل ثلثهن" ,وفي الشعراء" :فتوكل على العزيز الرحيم" بالفاء ,وفي مصحف البصريين بالواو ,وفي مصحف المدنية "إن يبدل دينكم وان يظهر" بحذف األلف ,وفي عسق" :من مصيبة بما كسبت" بغير فاء ,وفي الزخرف" :وما تشتهيه األنفس" بزيادة هاء ,وفي الحديد" :فان هللا هو الغني الحميد" بنقصان هو ,وفي الشمس" :فال يخاف عقباها" بالفاء ,وهو عند البصريين بالواو ,فهذه أربعة عشر حرفا ,وزعم آخرون إن في مصحف أهل المدينة في يوسف" :وقال الملك ائتوني به" ,وفي بني إسرائيل" :قال سبحان ربي" ,وفي الكهف" :ما مكنني فيه" بنونين ,وعند البصريين بنون واحد ,وفي المالئكة" :من ذهب ولؤلؤا" بزيادة إلف ,وفي الزخرف" :يا عبادي ال خوف عليكم" وفي هل أتى" :قواريرا قواريرا" بزيادة إلف في الثانية ,وفي قل أوحى: 382
"إنما أنا أدعوا ربي" بنقصان ألف ,وعند البصريين ,قال :إنما أدعوا ربي وهو تمام أحد وعشرون حرفا ,ثم ما بين مصحف أهل مكة والبصرة حرفان ويقال خمسة عند أهل مكة في أخر النساء "فامنوا باهلل ورسوله" ,وعند البصريين "ورسله" ,وفي براءة" :تجرى من تحتها األنهار" وعندهم "تجرى تحتها األنهار" بغير من" ,وما مكنني ربى خيرا" أو "ليأتني بسلطان مبين" بزيادة نون ,وفيه: "وان يظهر في األرض الفساد" بغير إلف ,ثم ما بين مصحف أهل الكوفة والبصرة عشرة أحرف ويقال أحد عشر حرفا في مصحف أهل الكوفة ,في يسن: "وما عملته أيديهم" بغير هاء ,وفي األحقاف" :ووصينا االنسان بوالديه احسانا", وفي اإلنعام" :لئن أنجانا من هذه" باأللف ,وعند البصريين "لئن أنجيتنا" ,وفي بني إسرائيل" :نقرئه" قال باأللف ,وفي األنبياء" :قال ربي يعلم القول في السماء" وفي أخرها" :قال رب احكم" وهي ثلثهن عند البصريين "قل قل قل" وفي المؤمنين" :سيقولون هلل" الثانية والثالثة فحذف الفين وفي المالئكة" :ولؤلؤا" باأللف ,وفي سورة اإلنسان" :قواريرا قواريرا" بزيادة ألف في الثانية ,ثم جاء في مصحف أهل حمص الذي بعث عثمان إلى أهل الشام وما خالف المصاحف تسعة عشر حرفا ويقال أحد وعشرون حرفا في مصحفهم ,في البقرة" :واسع عليهم" "قالوا اتخذ" بنقصان الواو ,وفي آل عمران":بالبينات" بزيادة باء ,وفي النساء" :ما فعلوه إال قليال" ,وفي األنعام" :ولدار اآلخرة" بالم واحدة ومصحف البصريين" ,وللدار اآلخرة" وفي اإلنعام" :زين" مضمومة "لكثير من المشركين قتل أوالدهم شركائهم" وهذا غير جائز في الكالم وجائز منه في الضرورات الشعر ,وفي األعراف" :في أولها قليال ما تتذكرون" بتائين ,وفيها" :تجرى من تحتها األنهار" مكان "تحتهم" وفيه" :الحمد هلل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي" بغير واو ,وفيها "وإذا نجاكم من آل فرعون" باأللف ,وفيها" :ثم كيدوني" بإثبات 383
الياء ,وفي األنفال" :وهللا مع الصابرين" "ما كان للنبي" بالمين ,وفي يونس" :هو الذي ينشركم في البر والبحر" وفيها" :وقال اتخذوا" بالواو ,وفي الكهف" :ولو شئت التخذت" بالمين ,وفى النمل" :وآبائنا إننا" بنونين منقلبين ,وفي أخر المؤمنين" :كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منكم" بالكاف ,وفي الرحمن" :والحب ذا العصف" بنصب األلف ,وفي أخر الرحمن" :تبارك اسم ربك ذو الجالل واإلكرام" بالواو مرفوع مثل األول في صدر السورة ,وفي الحديد" :وكل وعد هللا الحسنى" بغير إلف مرفوع ,وفي المدثر" :والليل إذا أدبر" بألفين "أفغير هللا تأمرونني" بزيادة نون وأهل مصر يقرؤن بمثل قراءة أهل الشام "وكل وعد هللا الحسنى"" ,وهو الذي ينشركم في البر والبحر" في سورة وقيل إن في قبلة مسجد مصر مكتوب "وكل وعد هللا الحسنى" بغير ألف.انتهى)1(.
وصرح الشيخ الطوسي في بعض مواضع التبيان ,وكذا الشيخ الطبرسي في المجمع ,في كثير من تلك األحرف باختالفها الختالف المصاحف ,ويأتي إن شاء هللا عن المخالفين في ضابط القراءة المتواترة ,أن كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ,ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتماال ,وصح سندها ,فهي القراءة الصحيحة التي ال يجوز ردها وال يحل إنكارها ,وفي الكشاف:أن في مصاحف أهل الكوفة"وما عملت أيديهم"بدون الضمير,وفي مصاحف أهل الحرمين و البصرة والشام مع الضمير)2(.وفيه:وفي بعض المصاحف قطعا متجاورات)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1سعد السعود البن طاووي ,281-179:فصل فيما نذكره عن محمد بن بحر الرهني من الجزء الثاني من مقدمات علم القرآن من التفاوت في المصاحف التي بعث عثمان إلى األمصار من ثالث كراس من الوجهة األولة. -2الكشاف للزمخشري:ج 4ص,10سورة يس.36: -3الكشاف للزمخشري:ج 2ص,513سورة الرعد.5:
384
وفي مجمع البيان في سورة األنبياء :وقرأ ابن كثير" ألم ير" بغير واو ,وكذلك هو في مصاحف مكة .والباقون "أو لم يروا" بالواو)1(.
وقال السيوطي :قال ابن الجزري :ونعني بموافقة أحد المصاحف ما كان ثابتا في بعضها دون بعض كقراءة ابن عامر "قالوا اتخذ هللا" في البقرة بغير واو و "وبالزبر وبالكتاب" بإثبات الباء فيهما ,فإن ذلك ثابت في المصحف الشامي,وكقراءة ابن كثير"تجري من تحتها األنهار" في آخر براءة بزيادة من فإنه ثابت في المصحف المكي ونحو ذلك فإن لم تكن في شيء من المصاحف العثمانية فشاذ ,وذكر المثال الثاني في المجمع أيضا ,إلى غير ذلك مما يدل على وجود اختالف في أصل تلك المصاحف)2(.
بل في اإلتقان :أن ابن جبير المكي صنف كتابا في القراءات فاقتصر على خمسة, اختار من كل مصر إماما ,وإنما اقتصر على ذلك ألن المصاحف التي أرسلها عثمان كانت خمسة إلى هذه األمصار ويقال إنه وجه بسبعة هذه الخمسة -أي البصرة والكوفة ومكة والمدينة والشام -ومصحفا إلى اليمن ومصحفا إلى البحرين ,إلى آخر ما يأتي )3(.
ومن الغريب ما ذكره بعض المتأخرين من األصوليين بعدما ذكر أنه لم يسقط من المصحف الموجود بعد الجمع الثاني شيء ما لفظه :وأما أنه في نفسه هل وضع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان للطبرسي:ج 7ص,78سورة األنبياء.30: -2كتاب اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,260النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. -3كتاب اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,275النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. 385
على نحو واحد أو على وجوه مختلفة وأطوار متشعبة ,فظاهر أصحابنا بل ظاهر المسلمين على األول ,وذهب بعض إلى الثاني مستندا إلى ما ذكره ابن طاووس في كتاب سعد السعود عن محمد بن بحر الرهني الخ ,وأنت خبير بأنه يمكن دعوى عكس ما ادعاه بل هو كذلك ,ولكن ليس لداء قلة التتبع دواء إال تعب المراجعة . ورابعا :أنا نسلم كون غرضه في الظاهر رفع االختالف بجمعهم على قراءة واحدة وإعدام الستة األخرى ,لكنه ال ينافي ما مر مما دل على إسقاطه بعض الكلمات وما شك أنه من القرآن لوجود مقتضيه ,ولم يكن له مانع منه عدا ما يتوهم من ثبوتها في الصدور ,قال السيد الكاظمي في شرح الوافية :وأما اآلخرون– أي أصحاب الجمع الثاني – فإن عملهم في حد ذاته وإن كان صالحا لذلك إال أنه بعد المدة المتطاولة ما كانوا ليقدروا على انتزاعه من صدور الناس. وفيه :أنهم كيف قدروا على إتالف األحرف الستة بإحراق المصاحف ,وتهديد الناس من القراءة بها مع ثبوتها في صدورهم ,واعتقادهم بكونها من النبي "صلى هللا عليه واله" على ما زعموا ؟ بل وعلم أكثرهم بحرمة ما فعله عثمان ,وأي فرق في مقام السهولة بين إتالف قوله تعالى" :ورهطك منهم المخلصين" مثال في قراءة أبن مسعود الداخلة في األحرف السبعة ,وإتالف مثله أو أنقص منه مما يتعلق بمدح أهل البيت عليهم السالم؟ أو ينافي طريقتهم مثال؟ وقد كان لهم في إسقاطه ظاهرا عذران ,أحدهما :كونه في غير قراءة زيد التي بني على ترويجها ,وثانيهما :كونه مما نسخت تالوته مضافا إلى قهر السلطة وهيمنة الخالفة التي بها أحرق المصاحف ,ولم ينكر عليه أحد كما تقدم ,ثم كيف تمكنوا من انتزاع قول حي على خير العمل في فصول األذان من صدور الناس ,وقد سمعه الصغير والكبير والعالم والجاهل ؟ في مدة تزيد على عشر سنين في كل 386
يوم أزيد من خمس مرات ,ولم يتمكنوا من انتزاع ما يمكن إن لم يذكره النبي "صلى هللا عليه واله" بعد نزوله إال مرة أو مرتين ,ولم يعيه من أصحابه إال المصطفين ,فما ذكره مجرد استغراب ال يليق بمن عرف حقيقة أمرهم وكيفية سيرتهم . قال السيد األجل في الطرائف بعد ما طعن على عمر :بأنه زاد في األذان الصالة خير من النوم ,مع عدم كونه مرويا عنه "صلى هللا عليه وال" ,معدودا من فصوله ,وأنه استمر العمل به إلى اآلن ما نصه :ومن طريف ما رأيت سبب اندراس سنن نبيهم التي غيرها عمر وظهور سنن عمر ما ذكره بعض المسلمين العارفين بضالل من ضل منهم ,قال :إن السبب في ذلك ما تقدم بعض الداللة على إيضاحه من تعصب كثير من المسلمين على أهل بيت النبي "عليهم السالم" ،الذين تقدمت روايتهم في صحاحهم عن نبيهم أن أهل بيته ال يفارقون كتابه, وأن التمسك بهم ،أمان من الضالل ،واطراح المتعصبين وأتباعهم لالقتداء بأهل بيت نبيهم ,وكون كثير من البالد فتح في خالفة عمر ,وتلقن أصحاب تلك البالد سنن عمر في خالفته من نوابه رهبة ورغبة ،كما تلقنوا شهادة أن ال إله إال هللا وشهادة أن محمدا رسول هللا ،فنشأ عليهما الصغير ,ومات عليهما الكبير ,ولم يعتقد أصحاب البالد التي فتحت أن عمر تقدم على تغيير شئ من سنن نبيهم ، وال أن أحدا من المسلمين يوافقه على ذلك ،فاضل عمر نوابه التابعين له وأضل
نوابه من تبعهم ،فما أقرب وصفهم يوم القيامة بما تضمنه كتابهم﴿ :إِ ْذ تَبَ َّرأَ الَّذِينَ اب َوتَقَ َّ ط َع ْ اب﴿َ ﴾166وقَا َل ت بِ ِه ُم ا ْأل َ ْس َب ُ ات ُّ ِبعُوا ِمنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا َو َرأَ ُوا ْال َعذَ َ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَ ْو أَ َّن لَنَا َك َّرة ً فَنَتَبَ َّرأَ ِم ْن ُه ْم َك َما تَبَ َّر ُءوا ِمنَّا ۗ َك ٰذَ ِل َك يُ ِري ِه ُم َّ اَّللُ س َرا ٍّ ار﴿ ﴾716البقرة. ت َ أَ ْع َمالَ ُه ْم َح َ َار ِجينَ ِمنَ النَّ ِ علَ ْي ِه ْم ۖ َو َما ُه ْم بِخ ِ 387
انتهى )1(.فتأمل فيه حتى ينفتح لك باب عظيم في رفع الغرابة من أمثال تلك األمور مما كان معروفا فجعلوه منكرا وما كان منكرا فجعلوه معروفا . الثالث :االختالف المتولد من اختالف ترتيب السور ,فرتبه عثمان على الترتيب الموجود وأحرق غيرها مما كان على خالف ترتيبه ,وهو صريح الحاكم منهم, وفي شرح الوافية للسيد الكاظمي :وأما الثاني – أي الجمع الثاني – فلم يزد عثمان أن قصره على لغة قريش ,ورتب سوره على ما هو عليه اآلن ,نعم قصد إلى إتالف ما لم يكن بهذا الترتيب وكتبه نسخا عديدة وبثه في البلدان ,وحمل الناس على تالوته واإلعراض عنه . وفيه :مضافا إلى منافاته لما ذكره بعضهم كاآللوسي وغيره من أنه لم يغير ترتيب السور ومنافاته إلحراق كل ما وجد من القرآن في كل صحيفة أو مصحف كما مر في حديث البخاري ,وعدم منافاته إلسقاطه بعض الكلمات واآليات لم مر أن اختالف الترتيب في السور ال يصير سببا للتشاح بين اثنين فضال عن جماعة, فيكون داعيا لهم إلى ارتكاب هذا األمر العظيم ,ثم اعلم أن في أخبارهم ما هو صريح في كون ترتيب السور توقيفي ,وعليه جملة من علمائهم ,فإن كان الموجود هو الثابت عن النبي "صلى هللا عليه واله" فيلزم مخالفة امير المؤمنين "عليه السالم" وابن مسعود وأبي وسالم ومعاذ ألمره "صلى هللا عليه واله" ,أو جهلهم به لكون مصاحفهم على خالف هذا الترتيب كما تقدم ,وجاللة قدرهم جميعا عندهم وعلمهم بخصوص ما يتعلق بالمقام ينافي ذلك ,وإال فيلزم أن يحملهم عثمان على مخالفة ما ثبت عنه "صلى هللا عليه واله" وال يلتزمون به. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الطرائف البن طاووس ,479-478:العلة التي من أجلها اندرس سنن النبي " ص" .
388
وفي اإلتقان :قال أبو بكر األنباري أنزل هللا القرآن كله إلى سماء الدنيا ثم فرقه في بضع وعشرين ,فكانت السورة تنزل ألمر يحدث واآلية جوابا لمستخبر, ويوقف جبريل النبي "صلى هللا عليه واله" على موضع اآلية والسورة ,فاتساق السور كاتساق اآليات والحروف كله عن النبي "صلى هللا عليه واله" فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن ,وقال الكرماني في البرهان :ترتيب السور هكذا هو عند هللا في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب ,وعليه كان "صلى هللا عليه واله" يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه ,وقال الطيبي: أنزل القرآن أوال جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ,ثم نزل مفرقا على حسب المصالح ثم أثبت في المصاحف على التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ)1(.
وأخرج أحمد()2وأبو داوود( )3والترمذي( )4والنسائي( )5وابن حبان( )6والحاكم (,)7عن ابن عباس قال :قلت لعثمان بن عفان :ما حملكم أن عمدتم إلى األنفال وهي من المثاني ,وإلى براءة وهي من المئين ،فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم هللا الرحمن الرحيم,ووضعتموها في السبع الطول،ما حملكم على ذلك؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,217النوع الثامن عشر :في جمعه وترتيبه. -2مسند احمد بن حنبل:ج 1ص ,460مسند العشرة المبشرين بالجنة مسند الخلفاء الراشدين مسند عثمان بن عفان رضي هللا عنه. -3سنن أبي داود السجستاني:ج 1ص 208ح ,786أبواب تفريع استفتاح الصالة باب من جهر بها. -4سنن الترمذي:ج 5ص 272ح,3086أبواب تفسير القران,باب :ومن سورة التوبة. -5السنن الكبرى للنسائي:ج 7ص 253ح ,7953كتاب فضائل القرآن . -6صحيح ابن حبان:ج 1ص 230ح ,43كتاب الوحي ذكر ما كان يأمر النبي صلى هللا عليه وسلم بكتبة القرآن. -7المستدرك على الصحيحين للحاكم:ج 2ص 360ح,2372كتاب التفسير,تفسير سورة التوبة"بسم هللا الرحمن الرحيم". 389
فقال عثمان :كان رسول هللا "صلى هللا عليه واله" مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد ,فكان إذا نزل عليه الشئ دعا بعض من كان يكتب ,فيقول :ضعوا هؤالء اآليات في السورة التي يذكر فيا كذا وكذا ،فإذا نزلت عليه اآلية ,فيقول :ضعوا هذه اآلية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ,وكانت األنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة ،وكانت براءة من آخر القرآن ,وكانت قصتها شبيهة بقصتها ،فظننت أنها منها فقبض رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ولم يبين لنا أنها منها ،فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم هللا الرحمن الرحيم .فوضعتها في السبع الطول .ولهم في المقام أخبار متناقضة وكلمات متهافتة من أرادها راجعها . الرابع :وجود منسوخ التالوة في خالل المصاحف ,وفيه مضافا إلى بطالن أصله وإنكار أبي ,وجوده في مصحفه وحضور ابن مسعود كما مر في العرضة األخيرة ,التي تبين فيها بزعمهم المنسوخ من غيره ,وعدم شاهد عليه في تلك األخبار أن جعل ذلك داعيا ,واالعتماد على تمييز المنسوخ من غيره على شهادة عثمان ,أو زيد الذي صرحوا بأن استعانتهم به في الجمعين لذلك ,لكونه الذي شهد العرضة األخيرة ,أو شهادة من تقدم ذكرهم ممن ال يثبت بشهادة جميعهم فضال عن آحادهم باقة بقل في الشريعة ,فكيف بخروج ما نزل لإلعجاز عن القرآنية ,اعتراف بضياع جملة من اآليات وفتح باب عظيم لهم للتحريف والنقصان ,ومن جميع ذلك ظهر بطالن احتمال كون الغرض إخراج ما كتب من التأويل من بين التنزيل,والحمد هلل الذي أرسل عليهم بأيدينا أحجارا من سجيل)1(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1انتهى الدليل السابع وأخذناه بتمامه من نسخة باء. 390
الدليل
الثامن()1
األخبار الكثيرة التي رواها المخالفون زيادة على ما مر في المواضع السابقة, الدالة صريحا على وقوع التغيير والنقصان في المصحف الموجود ,ولكثرتها ووثاقة بعض ناقليها ووجود الداعي على ترك روايتها لرجوعها باآلخرة إلى الطعن على الخلفاء ,تطمئن النفس بصدق مضمونها ,مضافا إلى عدم وجود الدواعي القريبة لهم لوضعها وعدم وجود معارض لها في أخبارنا ,بل فيها من المؤيدات ما يجعلها قريبا من المتواترات: أ :السيد علي خان في شرح الصحيفة عن أبي عبيد -صاحب كتاب الفضائل- بسنده عن ابن عمر,قال :ال يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله ,وما يدريه ما كله، قد ذهب منه قرآن كثير ،ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر)2(.
ب :الحاكم في المستدرك على ما نقل منه :عن أبي حرب بن أبي األسود(,)3 قال :بعث أبو موسى األشعري إلى قراء أهل البصرة ,فدخل عليه ثالثمائة رجل قد قرأوا القرآن ,فقال :أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم ,فاتلوه وال يطولن عليكم األمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ,وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها ,غير أنى قد حفظت منها" :لو كان البن آدم واديان من مال البتغى واديا ثالثا ,وال يمال جوف ابن آدم إال التراب" وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها ,غير أنى حفظت منها" :يا أيها الذين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدليل الثامن أخذناه بتمامه من نسخة باء. -2رياض السالكين للسيد علي خان المدني:ج 5ص,392بيان في اإلجماع على بطالن الزيادة أو النقصان في القران. -3ورد"عن أبيه" في المصدر,وسقطت من المصنف 391
آمنوا لم تقولون ماال تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم")1(.
ج :السيوطي في الدر المنثور ,على ما نقله بعض المعاصرين من علماء الهند, أخرج مسلم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية ,والبيهقي في الدالئل ,عن أبي موسى األشعري قال :كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها, غير أنى حفظت منها" :لو كان البن آدم واديان من مال البتغى واديا ثالثا وال يمأل جوفه إال التراب" وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات أولها" :سبح هللا ما في السماوات" فأنسيناها ,غير أنى حفظت منها" :يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما ال تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة")2(.
د :السيوطي في اإلتقان ,أخرج ابن أبي حاتم ,عن أبي موسى األشعري ,قال :كنا نقرأ سورة نشبهها المسبحات فأنسيناها ,غير أني حفظت منها" :يا أيها الذين آمنوا ال تقولوا ماال تفعلون
فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم
القيامة")3(.
هـ :الشيخ الجليل فضل بن شاذان في اإليضاح فيما رواه عنهم :وقد سقط من نسختي سطور وهذا لفظ الباقي" :ويتوب هللا على من تاب" ولقد نزلت علينا سورة كنا نشبهها بالمسبحات فنسيناها,غير أني أحفظ منها حرفا أو حرفين" :يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما ال تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفق تتبعي لم اعثر على الخبر في المستدرك للحاكم,ونقله مسلم في صحيحة:ج2 ص 726ح ,"1050"199كتاب الزكاة ,باب لو أن البن آدم واديين البتغى ثالثا. -2الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص,257-256سورة البقرة.106: -3اإلتقان للسيوطي:ج 3ص ,83النوع السابع واألربعون :في ناسخه ومنسوخه.
392
يوم القيامة")1(.
و :السيوطي في اإلتقان ,أخرج الطبراني في الدعاء ,من طريق عباد بن يعقوب أألسدي ,عن يحيى بن يعلى األسلمي ,عن ابن لهيعة عن ابن هبيرة ,عن عبد هللا بن زرير الغافقي ,قال :قال لي عبد الملك بن مروان :لقد علمت ما حملك على حب أبي تراب ,إال أنك أعرابي جاف ,فقلت :وهللا لقد جمعت القرآن من قبل أن يجتمع أبواك ,ولقد علمني منه علي بن أبي طالب سورتين علمهما إياه رسول هللا "صلى هللا عليه وسلم" ما علمتهما أنت وال أبوك" ,اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك وال نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ,اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى
ونحفد ,نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار
ملحق")2(.
ز :وفيه,أخرج البيهقي من طريق سفيان الثوري ,عن ابن جريج ,عن عطاء ,عن عبيد بن عمير ,أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال" :بسم هللا الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك وال نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ,بسم هللا الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى نقمتك إن عذابك بالكافرين ملحق" ,قال ابن جريج حكمة البسملة أنهما سورتان في مصحف بعض الصحابة)3(.
ح :وفيه ,وفي مجمع الزوائد ,وأخرج الطبراني بسند صحيح ,عن أبي إسحاق, ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإليضاح البن شاذان:ص,224بعض ما ورد عن النبي في أبي وابن مسعود,انظر الحاشية. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,226النوع التاسع عشر :في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه. -3نفس المصدر :ص.227-226 393
قال أمنا أمية بن عبد هللا بن خالد بن أسيد بخراسان ,فقرأ بهاتين السورتين" :إنا نستعينك ونستغفرك")1(.
ط :وفيه ,وأخرج البيهقي وأبو داود في المراسيل ,عن خالد بن أبي عمران ,أن جبريل نزل بذلك على النبي "صلى هللا عليه وسلم" وهو في الصالة مع قوله:
ش ْي ٌء﴾ ْس لَ َك ِمنَ ْاأل َ ْم ِر َ ﴿لَي َ
إل عمران)2(.128:
ي :السيوطي في الدر المنثور على ما نقل عنه ,أخرج ابن الضريس ,عن عبد هللا بن عبد الرحمن ,عن أبيه ,قال :صليت خلف عمر بن الخطاب ,فلما فرغ من السورة الثانية قال" :اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير كله وال نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ,اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد واليك نسعى ونحفد ,نرجو رحمتك ونخشى عذابك ان عذابك بالكفار ملحق" ,وفي مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى" :بسم هللا الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير وال نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك")3(. يا:الراغب في المحاضرات:أثبت زيد بن ثابت سورتي القنوت في القرآن)4(.
يب :السيوطي في اإلتقان والدر المنثور ,عن أبي عبيدة ,قال :حدثنا ابن أبي مريم ,عن نافع بن عمر الجمحي ,وحدثني ابن أبي مليكة ,عن المسور بن مخرمة,قال:قال عمر لعبد الرحمن بن عوف :ألم تجد فيما أنزل علينا "أن جاهدوا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,227النوع التاسع عشر :في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه,ومجمع الزوائد للهيثمي:ج 7ص 157ح ,11616كتاب التفسير باب تسمية السور. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,227النوع التاسع عشر. -3الدر المنثور للسيوطي:ج 8ص,195سورة الناس. -4محاضرات األدباء للراغب االصفهاني:ج 2ص ,448الحد العشرون ,مما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ,ما ادعى أنه منه وليس فيه. 394
كما جاهدتم أول مرة" ,فإنا ال نجدها! قال أسقطت فيما أسقط من القرآن)1(.
يج :وفيه عنه قال ,حدثنا ابن أبي مريم ,عن ابن لهيعة ,عن يزيد بن عمرو المعافري ,عن أبي سفيان الكالعي ,أن مسلمة بن مخلد األنصاري قال لهم ذات يوم :أخبروني بآيتين في القرآن لم يكتبا في المصحف ,فلم يخبروه وعندهم أبو سبِي ِل ا ََّّللِ الكنود سعد بن مالك فقال مسلمةِ " :إ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا َوهَا َج ُروا َو َجا َهدُوا فِي َ ص ُرو ُه ْم َو َجادَلُوا َع ْن ُه ُم بِأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأ َ ْنفُ ِس ِه ْم أ َ َال أ َ ْبش ُِروا أ َ ْنت ُ ُم ْال ُم ْف ِل ُحونَ َوالَّذِينَ َآو ْو ُه ْم َونَ َ ُ ب َّ ي لَ ُه ْم ِم ْن قُ َّرةِ أ َ ْعيُ ٍّن َجزَ ا ًء اَّللُ َعلَ ْي ِه ْم أُولَئِ َك َال ت َ ْعلَ ُم نَ ْف ٌ َض َ ْالقَ ْو َم الَّذِينَ غ ِ س َما أ ْخ ِف َ ِب َما َكانُوا َي ْع َملُونَ ")2(. يد:وفيه ,عن الحاكم في المستدرك ,عن حذيفة قال :ما تقرءون ربعها يعني براءة)3( .
يه :وفيه ,عنه ,عن مالك :أن أولها لما سقط ,سقط معه البسملة ,فقد ثبت أنها كانت تعدل البقرة لطولها)4(.
يو :السيوطي في الدر المنثور كما نقل عنه ,أخرج ابن أبي شيبة والطبراني في األوسط ,وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه ,عن حذيفة قال :التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب وهللا ما تركت أحدا إال نالت منه ,وال تقرؤن منها مما كنا نقرأ إال ربعها)5(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 3ص ,83النوع السابع واألربعون :في ناسخه ومنسوخه ,الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص,258سورة البقرة.106: -2اإلتقان للسيوطي:ج 3ص ,84النوع السابع واألربعون :في ناسخه ومنسوخه. -3اإلتقان للسيوطي:ج 3ص ,84النوع السابع واألربعون :في ناسخه ومنسوخه. -4اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,226النوع التاسع عشر :في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه. -5الدر المنثور للسيوطي:ج 4ص,120سورة األنفال.75: 395
يز :وفيه ,أخرج أبو الشيخ ,عن حذيفة ,قال :ما تقرؤن ثلثها يعنى سورة التوبة)1(.
قلت :ويؤيد تلك األخبار ما في الدر المنثور ,عن أبي عبيد وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه ,عن سعيد بن جبير ,قال :قلت البن عباس :سورة التوبة, قال :التوبة! بل هي الفاضحة ,ما زالت تنزل "ومنهم" حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إال ذكر فيها)2(.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه ,عن ابن عباس رضي هللا عنهما :إن عمر رضي هللا عنه قيل له :سورة التوبة ,قال :هي إلى العذاب أقرب ,ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا ,وعن أبي الشيخ عن عكرمة قال :قال عمر :ما فرغ من تنزيل براءة حتى ظننا أنه لم يبق منا أحد إال سينزل فيه وكانت تسمى الفاضحة)3(.
وعن تفسير الرازي ،عن حذيفة :إنكم تسمونها سورة التوبة ,وهللا ما تركت أحدا إال نالت منه ,وعن ابن عباس في هذه السورة قال :إنها الفاضحة ما زالت تنزل فيهم وتنال منهم حتى خشينا أن ال تدع أحدا)4(.
فإن ظاهر تلك األخبار أنه كان في تلك السورة ذكر معايب أكثر الصحابة ومثالبهم ,وليس في القدر الموجود منه إال مذمة قليل منهم! فالباقي ال بد وأن يكون مما أسقط أو أسقطوه عنه وهو المطلوب! ويأتي هذا الخبر بطريق آخر . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدر المنثور للسيوطي:ج 4ص,121سورة األنفال.75: -2الدر المنثور للسيوطي:ج 4ص,120سورة األنفال.75: -3الدر المنثور للسيوطي:ج 4ص,121سورة األنفال.75: -4تفسير الرازي:ج 15ص,521سورة التوبة. 396
يح :مسلم في صحيحه كما نقله بعض المعاصرين ,عن يحيى بن يحيى التميمي, قال :قرأت على مالك ,عن زيد بن أسلم ,عن القعقاع بن حكيم ,عن أبي يونس مولى عائشة ,أنه قال :أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا ,وقالت :إذا بلغت هذه
اآلية فأذني ﴿ َحا ِف ُ ص َال ِة ْال ُو ْس َ ط ٰى ﴾ البقرة ,238:فلما صلَ َوا ِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ بلغتها آذنتها فأملت عليَ ﴿ :حافِ ُ ص َالةِ ْال ُو ْس َ ط ٰى -وصالة صلَ َوا ِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ العصرَ -وقُو ُموا ِ ََّّللِ قَا ِن ِتينَ ﴾ البقرة ,238:قالت عائشة :سمعتها من رسول هللا "صلى هللا عليه واله")1(.
يط :السيوطي في الدر المنثور ,أخرج عبد الرزاق والبخاري في تاريخه ,وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف ,عن أبي رافع مولى حفصة ,قال :استكتبتني حفصة مصحفا ,فقالت :إذا أتيت على هذه اآلية فتعال حتى أمليها عليك كما
أقرئتها ,فلما أتيت على هذه اآلية ﴿ َحافِ ُ ت ﴾ البقرة ,238:قالت: صلَ َوا ِ علَى ال َّ ظوا َ اكتبَ ﴿ :حافِ ُ ص َالةِ ْال ُو ْس َ ط ٰى -وصالة العصر﴾ - صلَ َوا ِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ البقرة ,238:فلقيت أبي بن كعب ,فقلت :أبا المنذر إن حفصة قالت :كذا وكذا, فقال :هو كما قالت ,أوليس أشغل ما نكون عند صالة الظهر في عملنا ونواضحنا!)2(.
ك :وفيه ,أخرج مالك وأبو عبيد وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن األنباري في المصاحف ,والبيهقي في سننه ,عن عمرو بن رافع ,قال :كنت أكتب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1صحيح مسلم:ج 1ص 437ح ,"629"207كتاب المساجد ومواضع الصالة -باب الدليل لمن قال الصالة الوسطى هي صالة العصر. -2الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص,721سورة البقرة.238:
397
مصحفا لحفصة زوج النبي "صلى هللا عليه واله" فقالت :إذا بلغت هذه اآلية
فأذني ﴿ َحافِ ُ ص َالةِ ْال ُو ْس َ ط ٰى ﴾ البقرة ,238:فلما بلغتها صلَ َوا ِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ آذنتها ,فأملت على ﴿ َحا ِف ُ ص َال ِة ا ْل ُو ْس َ ط ٰى -وصالة صلَ َوا ِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ العصرَ -وقُو ُموا ِ ََّّللِ قَانِتِينَ ﴾ البقرة ,238:وقالت :أشهد أني سمعتها من رسول هللا "صلى هللا عليه واله" )1(.وقال الحافظ الهيتمي المصري في مجمع الزوائد بعد نقل الخبر عن أبي يعلى :ورجاله ثقات)2(.
كا :وفيه ,أخرج عبد الرزاق ,عن نافع :أن حفصة دفعت مصحفا إلى مولى لها
يكتبه ,وقالت :إذا بلغت هذه اآلية ﴿ َحا ِف ُ ص َال ِة ْال ُو ْس َ ط ٰى صلَ َوا ِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ ﴾ البقرة ,238:فأذني ,فلما بلغها جاءها ,فكتبت بيدها ﴿ َحافِ ُ ت صلَ َوا ِ علَى ال َّ ظوا َ ص َالةِ ْال ُو ْس َ ط ٰى -وصالة العصر﴾ - َوال َّ
البقرة)3(.238:
كب :وفيه ,أخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبي داود وابن األنباري في المصاحف والبيهقي في سننه ,عن أبي يونس مولى عائشة قال :أمرتني عائشة وساق كما مر)4(.
كج :وفيه ,أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر عن أم حميد بنت عبد الرحمن ,أنها سألت عائشة عن "الصالة الوسطى"؟ فقالت :كنا نقرؤها في الحرف األول على عهد النبي "صلى هللا عليه واله" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص,722سورة البقرة.238: -2مجمع الزوائد للهيثمي:ج 6ص 320ح,10867كتاب التفسير ,باب سورة البقرة. -3الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص,722سورة البقرة.238: -4الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص,722سورة البقرة.238: 398
﴿ َحافِ ُ ص َالةِ ْال ُو ْس َ صلَ َوا ِ ت َوال َّ علَى ال َّ ط ٰى -وصالة العصرَ -وقُو ُموا ِ ََّّللِ ظوا َ قَانِتِينَ ﴾ البقرة)1(.238: كد :ابن حجر العسقالني في فتح الباري كما نقله المعاصر ,روى ابن المنذر من طريق عبيد هللا بن رافع :أمرتني أم سلمة أن أكتب لها مصحفا وذكر نحوه)2(.
كه :الزمخشري في الكشاف,عن حفصة أنها قالت لمن كتب لها المصحف :إذا بلغت هذه اآلية فال تكتبها حتى أمليها عليك كما سمعت رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يقرؤها ,فأملت عليه" :والصالة الوسطى صالة العصر",بدون الواو)3(. كو :روى عن عائشة وابن عباس":والصالة الوسطى وصالة العصر"بالواو)4(.
كز :السيد األجل علي بن طاووس في فالح السائل :روى الحاكم النيشابوري في الجزء الثاني من تاريخ نيشابور من طريقهم في ترجمة احمد بن يوسف السلمي, بإسناده إلى عمر,قال :أمرت حفصة ابنة عمر إن يكتب لها مصحف ,فقالت للكاتب :إذا أتيت إلى أية الصالة فأرني حتى آمرك إن تكتبها كما سمعتها من
رسول هللا "صلى هللا عليه واله",فلما أراها إمرته لن يكتب ﴿ َحا ِف ُ علَى ظوا َ ص َالةِ ْال ُو ْس َ ط ٰى -وصالة العصر ﴾-البقرة ,238:قال السيد رحمه صلَ َوا ِ ت َوال َّ ال َّ هللا :ذكر عبد هللا بن سليمان بن األشعث السجستاني في الجزء األول من كتاب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدر المنثور للسيوطي:ج 1ص,722سورة البقرة.238: -2فتح الباري البن حجر العسقالني:ج 8ص ,197قوله باب حافظوا على الصلوات والصالة الوسطى. -3الكشاف للزمخشري:ج 1ص,287سورة البقرة.238: -4نفس المصدر.
399
جمع المصاحف ستة أحاديث أن ذلك كان في مصحفها -أي عائشة -و ثماني أحاديث ,أنه كذلك في مصحف حفصة ,وروى حديثين أن ذلك كان كذلك في مصحف أم سلمة)1(.
كح :البخاري في كتاب البيوع من صحيحه ,عن علي بن عبد هللا ,عن سفيان عن عمرو بن دينار,عن ابن عباس ,قال :كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في
علَ ْي ُك ْم ُجنَا ٌح س َ الجاهلية ,فلما كان اإلسالم تأثموا من التجارة فيها ,فأنزل هللا ﴿لَ ْي َ في مواسم الحج -أ َ ْن ت َ ْبتَغُوا فَض ًْال ِم ْن َربِّ ُك ْم ﴾البقرة,198:قرأ ابن عباس كذا)2(.كط :البخاري في كتاب التفسير من صحيحه ,عن محمد ,قال :أخبرني ابن عيينة ,عن عمرو,عن ابن عباس ,قال :كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا
علَ ْي ُك ْم ُجنَا ٌح أ َ ْن تَ ْبتَغُوا ْس َ في الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت﴿:لَي َ فَض ًْال ِم ْن َربِّ ُك ْم -في مواسم الحج﴾ -
البقرة)3(,198:
عونَ ِإلَى ْال َخي ِْر ل :السيوطي في اإلتقان ,قرأ ابن الزبيرَ ﴿ :و ْلتَ ُك ْن ِم ْن ُك ْم أ ُ َّمةٌ َي ْد ُ ع ِن ْال ُم ْن َك ِر -ويستعينون باهلل على ما أصابهم﴾ - َويَأ ْ ُم ُرونَ ِب ْال َم ْع ُر ِ وف َويَ ْن َه ْونَ َ إل عمران)4(.104: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1فالح السائل البن طاووس:ص,94-93في تعيين الصالة الوسطى. -2صحيح البخاري:ج 3ص 62ح ,2098كتاب البيوع باب األسواق التي كانت في الجاهلية ،فتبايع بها الناس في اإلسالم. -3صحيح البخاري:ج 6ص 27ح ,4519كتاب تفسير القرآن ,باب "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضال من ربكم". -4اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,265النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج.
400
ال :الثعلبي في تفسيره كما نقله الطبرسي وغيره ,بإسناده عن أبي نضرة ,قال: سألت ابن عباس عن المتعة؟ فقال :أما تقرأ سورة النساء ؟ فقلت :بلى ,فقال :فما ست َ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى ﴾ -ألنساء ,24:قلت :ال أقرؤها تقرأ﴿ :فَ َما ا ْ هكذا ,قال ابن عباس :وهللا هكذا أنزلها هللا تعالى "ثالث مرات")1(.
ست َ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن -إلى لب :وفيه ,بإسناده عن سعيد بن جبير ,أنه قرأ﴿ :فَ َما ا ْ أجل مسمى ﴾ -ألنساء)2(,24:
لج :الشيخ فضل بن شاذان في اإليضاح ,من طريق العامة ,عن هشام عن ابن جريج ,عن عطاء ,في حديث قال :سمعت ابن عباس يراها اآلن حالال ,وأخبرني
أنه كان يقرأ﴿ :فَ َما ا ْستَ ْمتَ ْعت ُ ْم بِ ِه ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى﴾ -
ألنساء)3(,24:
لد :وفيه ,عن بشر بن المفضل ,قال :حدثنا داود بن أبي هند ,عن أبي نضرة, قال :سألت ابن عباس عن متعة النساء؟ فقال :أو ما تقرأ سورة النساء ؟ قلت:
بلى ,قال :وما تقرؤ فيها﴿ :فَ َما ا ْست َ ْمتَ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى﴾ - ألنساء ,24:قال :لو قرأتها هكذا لم أسألك عنها! قال :فإنها كذلك)4(.
له :وفيه ,عن وكيع ,قال :حدثنا عيسى القاري ,عن عمر بن مرة ,عن سعيد بن جبير ,أنه قرأ﴿ :فَ َما ا ْستَ ْمت َ ْعت ُ ْم بِ ِه ِم ْن ُه َّ ن -إلى أجل مسمى ﴾ -ألنساء)5(,24: وقال الرازي في تفسيره :الطريق الثاني :أن نقول :هذه اآلية مقصورة على بيان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان للطبرسي:ج 3ص,61سورة النساء.24: -2نفس المصدر. -3اإليضاح للفضل بن شاذان:ص,440البحث عن متعة النساء على سبيل التفصيل. -4نفس المصدر:ص,442-441البحث عن متعة النساء على سبيل التفصيل. -5نفس المصدر:ص,442البحث عن متعة النساء على سبيل التفصيل. 401
نكاح المتعة ,وبيانه من وجوه :األول :ما روي أن أبي بن كعب كان يقرأ﴿:فَ َما ور ُه َّن ﴾ ألنساء ،24:وهذا ا ْست َ ْمتَ ْعت ُ ْم بِ ِه ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى -فَآتُو ُه َّن أ ُ ُج َ أيضا هو قراءة ابن عباس ,واألمة ما أنكروا عليهما في هذه القراءة ،فكان ذلك إجماعا من األمة على صحة هذه القراءة ،ولم يتعرض في مقام الجواب عن حجج المجوزين لمنع تلك القراءة وعدم صحتها فتأمل)1(.
لو :الحاكم في المستدرك )2(,كما في تفسير الشيخ أبي الحسن الشريف )3(,من كتاب الفردوس )4(,بإسناد عن جابر ,قال :سمعت رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" يقول :يجئ يوم القيامة ثالثة يشكون :المصحف ،والمسجد ,والعترة ،يقول المصحف :حرفوني ومزقوني ،ويقول المسجد :يا رب عطلوني وضيعوني, وتقول العترة :يا رب قتلونا وطردونا وشردونا ،وجثوا باركين للخصومة ،فيقول هللا جل جالله:ذلك إلي ,وأنا أولى بذلك ,ويأتي وجه الداللة في هذا الخبر إن شاء هللا . لز :وفيه ,عن أبي عبيد في فضائله ,عن ابن راهويه :أن عثمان كتب في آخر المائدة "هلل ملك السماوات واألرض وهللا سميع بصير")5(.
لح :السيوطي في اإلتقان ,أخرج ابن أشته وابن أبي حاتم من طريق عطاء ,عن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1التفسير الكبير للرازي:ج 10ص,43سورة النساء.24: -2لم أقف على الخبر في الكتاب المذكور. -3لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور. -4كتاب الفردوس بمأثور الخطاب للدليمي:ج 5ص ,449رقم 8880:جابر بن عبد هللا, باب الياء,مع اختالف كلمة "حرفوني" " إلى "خرقوني". -5ينظر كنز العمال للمتقي الهندي:ج 2ص 599ح ,4828حرف الهمزة ,كتاب األذكار من قسم األفعال من حرف الهمزة ,باب في لواحق التفسير القراآت. 402
ور ِه َك ِم ْ ش َكاةٍّ﴾ ألنور ،35:قال :هي خطأ من ابن عباس ,في قوله تعالىَ ﴿ :مثَ ُل نُ ِ الكاتب! هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة! إنما هي مثل نور المؤمن كمشكاة)1(.
لط :الثعلبي في تفسيره كما نقله غير واحد ,عن أبي جعفر "عليه السالم" ,أنه ك ۖ -في علي ﴾ -المائدة,67: سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ الر ُ قالَ ﴿ :يا أَيُّ َها َّ وقال :هكذا أنزلت)2(.
م :البخاري في كتاب التفسير من صحيحه ,عن الحميدي ,عن سفيان ,عن عمرو بن دينار ,عن سعيد بن جبير ,عن ابن عباس في حديث طويل أنه كان يقرأ:
س ِفينَ ٍّة -صالحةَ - صبًا﴾ الكهف ,79:وكان غ ْ ﴿ َو َكانَ َو َرا َء ُه ْم َم ِل ٌك يَأ ْ ُخذُ ُك َّل َ يقرأَ ﴿:وأ َ َّما ْالغُ َال ُم فَ َكانَ -كافرا وكان -أ َ َب َواهُ ُمؤْ ِمنَ ْي ِن﴾ الكهف )3(,80:ورواه في موضع آخر ,عن قتيبة ,عن سفيان ابن عيينة ,عن عمرو ,مثله )4(.
ما :الشيخ أبو الحسن في تفسيره(,)5عن الخطيب ,بإسناده عن المسور بن مخرمة ,قال :قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف :ألم يكن فيما تقرأ: "قاتلوا في هللا آخر مرة كما قاتلتم أول مرة" ؟ ,قال :متى ذاك! قال :إذا كانت بنو أمية األمراء وبنو مخزوم الوزراء)6(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 2ص ,328النوع الحادي واألربعون :في معرفة إعرابه. -2تفسير الكشف والبيان للثعلبي:ج 4ص,92سورة المائدة.67: -3صحيح البخاري:ج 6ص 88ح ,4725كتاب تفسير القران. -4صحيح البخاري:ج 6ص 91ح ,4727كتاب تفسير القران. -5لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور. -6تاريخ بغداد للخطيب البغدادي:ج 14ص 408ح,7734أبو عثمان البغدادي.
403
مب :الفقيه ابن المغازلي الشافعي في مناقبه )1(,كما نقله الشيخ يحيى بن بطريق الحلي في العمدة )2(,والسيد صاحب غاية المرام(,)3عن الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني ,عن هالل بن محمد الحفار,عن إسماعيل بن علي ,عن أبي علي ,عن الرضا "عليه السالم" عن آبائه "عليهم السالم" عن جابر في حديث :وأنزل
هللا تعالى على أثر ذلك﴿:فَإِ َّما نَ ْذ َهبَ َّن ِب َك فَإِنَّا ِم ْن ُه ْم ُم ْنتَ ِق ُمونَ -بعلي ﴾41﴿ -أَ ْو نُ ِريَنَّ َك ﴿ ﴾41الزخرف ,إلى أن قال :ثم نزلت :فَا ْستَ ْمس ْ ْك - ي إِلَي َ ِك بِالَّذِي أ ُ ِ وح َ ص َراطٍّ ُم ْستَ ِق ٍّيم ﴿ - ﴾43وإن عليا لعلم للساعة َ -و ِإنَّهُ لَ ِذ ْك ٌر علَ ٰى ِ في علي ِ -إنَّ َك َ سأَلُونَ -عن علي بن أبي طالب ﴾44﴿-الزخرف. ف تُ ْ لَ َك َو ِلقَ ْو ِم َك ۖ َو َ س ْو َ مج :مالك في موطأه كما نقل عنه بعض المعاصرين في كتابه :أنه سأل ابن شهاب عن قول هللا تبارك
ص َالةِ ِم ْن ي ِلل َّ وتعالىَ ﴿ :يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ِإذَا نُو ِد َ ِذ ْك ِر َّ اَّللِ﴾ الجمعة ,9:فقال ابن شهاب :كان عمر بن
يَ ْو ِم ْال ُج ُم َع ِة فَا ْس َع ْوا ِإلَ ٰى ص َال ِة ِم ْن َي ْو ِم ْال ُج ُم َع ِة -فامضوا -إِلَ ٰى ِذ ْك ِر ِي ِلل َّ الخطاب يقرؤها ﴿ :إِذَا نُود َ َّ اَّللِ﴾ الجمعة)4(.9: مد :السيوطي في الدر المنثور :أخرج أبو عبيد في فضائله ,وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة ,وابن األنباري في المصاحف عن خرشة الحر( )5قال رأى معي
ص َالةِ ِم ْن يَ ْو ِم ْال ُج ُم َع ِة فَا ْس َع ْوا ِي ِلل َّ عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه ﴿ ِإذَا نُود َ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مناقب ابن المغازليج 1ص 239-238ح,321في قولة تعالى" :فَإ ِ َّما نَ ْذ َه َب َّن ِب َك فَإِنَّا ِم ْن ُه ْم ُم ْنت َ ِق ُمونَ " الزخرف.41: -2العمدة البن بطريق,449-448:ح ,936فصل في ذكر شئ من اإلحداث بعد رسول هللا صلى هللا عليه وآله وذكر أعداء أمير المؤمنين علي"ع". -3غاية المرام:ج 4ص ,140الباب التاسع والثمانون. -4موطأ مالك:ج 2ص 147ح,357كتاب السهو,ما جاء في السعي يوم الجمعة. -5ورد"ابن الحر" في المصدر وليس"الحر" كما أوردها المصنف. 404
ِإلَ ٰى ِذ ْك ِر َّ اَّللِ﴾ الجمعة ,9:فقال :من أملى عليك هذا؟ قلت :أبي بن كعب ,قال :إن أبيا أقرؤنا للمنسوخ قرأها "فامضوا إلى ذكر هللا")1(.
مه :وفيه ,أخرج عبد بن حميد ,عن إبراهيم ,قال :قيل لعمر :إنَ أبيا يقرأ
﴿فَا ْس َع ْوا ِإلَ ٰى ِذ ْك ِر َّ اَّللِ﴾ الجمعة ,9:قال عمر :أبي أعلمنا بالمنسوخ وكان يقرؤها "فامضوا إلى ذكر هللا")2(.
مو :وفيه ,أخرج الشافعي في األم ,وعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن األنباري في المصاحف ,والبيهقي في سننه ,عن ابن عمر ,قال :ما سمعت عمر يقرؤها قط إال "فامضوا إلى ذكر هللا")3(.
مز :وفيه ,وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد ,عن ابن عمر ,قال :لقد توفى عمر وما يقرأ هذه اآلية التي في سورة الجمعة إال "فامضوا إلى ذكر هللا")4(.
مج :وفيه ,أخرج مالك والشافعي وعبد الرزاق في المصنف ,واحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في سننه ,عن ابن عمر :انه طلق امرأته وهي حائض ,فذكر ذلك لرسول هللا "صلى هللا عليه واله" فتغيظ فيه رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ثم قال :ليراجعها ,ثم يمسكها حتى تطهر ,ثم تحيض فتطهر ,فان بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرة قبل أن يمسها ,فتلك العدة
ي التي أمر هللا أن يطلق لها النساء ,وقرأ النبي "صلى هللا عليه واله"َ ﴿:يا أَيُّ َها النَّ ِب ُّ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدر المنثور للسيوطي:ج 8ص,161سورة الجمعة.9: -2نفس المصدر. -3نفس المصدر. -4نفس المصدر. 405
سا َء فَ َ ِإذَا َ ط ِلّقُو ُه َّن طلَّ ْقت ُ ُم النِّ َ
-في قبل عدتهن ﴾-الطالق)1(,1:
مط :وفيه ,أخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر والحاكم وابن مردويه, عن ابن عمر :إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قرأ" :فطلقوهن في قبل عدتهن")2( .
ن :أخرج عبد الرزاق وأبو عبيد في فضائله ,وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي ,عن ابن عباس ,أنه كان يقرأ" :فطلقوهن لقبل عدتهن")3(. نا :وفيه,أخرج ابن األنباري ,عن ابن عمر ,أنه قرأ" :فطلقوهن لقبل عدتهن")4(.
نب :وفيه,أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي ,عن مجاهد أنه كان يقرأ" :فطلقوهن لقبل عدتهن")5(.
نج :عن ابن عباس قال :كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة ,وعمر على بغل و أنا على فرس ،فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب "عليه السالم" فقال: أما وهللا يا بني عبد المطلب لقد كان فيكم أولى بهذا األمر مني من أبي بكر, الخبر)6(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الدر المنثور للسيوطي:ج 8ص,190-189سورة الطالق.1: -2الدر المنثور للسيوطي:ج 8ص,190سورة الطالق.1: -3نفس المصدر. -4نفس المصدر. -5نفس المصدر. -6محاضرات األدباء للراغب االصفهاني:ج 2ص ,496-495الحد العشرون في الديانات والعبادات ,ومما جاء في فضائل أعيان الصحابة علي بن أبي طالب كرم هللا تعالى وجهه من فضائله.
406
ند :وفيه وفي الكشاف والمجمع :كان عمر يقرأ" :غير المغضوب عليهم وغير الضالين")1(. نه :وفيه:قرأ عبد هللا بن الزبير" :صراط من أنعمت عليهم")2(. نو :وفيه ,قرأ بدل "كالعهن المنفوش" "كالصوف المنفوش")3( . نز :وقرأ بدل "فهي كالحجارة أو أشد قسوة" " ,فكانت كالحجارة")4(. نح :وفيه ,وقرأ أبو بكر "وجاءت سكرة الحق بالموت")5(. نط :وفيه ,قرأ " :اصبروا وصابروا واربطوا ورابطوا")6( .
ي أَ ْولَ ٰى بِ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِم ْن أ َ ْنفُ ِس ِه ْم ۖ َوأ َ ْز َوا ُجهُ س :وفيه ,وقرأ بعضهم﴿ :النَّبِ ُّ أ ُ َّم َهات ُ ُه ْم ۗ -وهو أب لهم ﴾ -األحزاب)7(. ,6: سا :وفيه ,و قرأ بعضهم﴿ :إِ َّن ٰ َهذَا أَ ِخي لَهُ تِ ْس ٌع َوتِ ْسعُونَ نَ ْع َجةً -أنثى﴾ - ص)8(,23:
ار ُق -والسارقات -فَا ْق َ طعُوا سب :وفيه ,وقرأَ ﴿ :وال َّ س ِ
أ َ ْي ِديَ ُه َما﴾المائدة)9(,38:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1محاضرات األدباء للراغب االصفهاني:ج 2ص,449الحد العشرون في الديانات والعبادات ,ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما روي فيه زيادة,الكشاف للزمخشري:ج 1ص,17سورة الفاتحة,ومجمع البيان للطبرسي:ج 1ص,67سورة الفاتحة. -2محاضرات األدباء للراغب االصفهاني:ج 2ص,449الحد العشرون في الديانات والعبادات ,ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما روي فيه زيادة. -3نفس المصدر :ص.448 -4نفس المصدر :ص.448 -5نفس المصدر :ص.449 -6نفس المصدر :ص.449 -7نفس المصدر :ص.449 -8نفس المصدر :ص.449 -9نفس المصدر :ص.449 407
ت -بنو تميم -أَ ْكثَ ُر ُه ْم اء ا ْل ُح ُج َرا ِ سج :وفيه ,وقرأ﴿ :إِ َّن الَّذِينَ يُنَادُون ََك ِم ْن َو َر ِ َال يَ ْع ِقلُونَ ﴾ الحجرات)1(,4: سد :وفيه ,وقرأ سعد" :فإن كان له أخ أو أخت من أبيه" ,قال الراغب :ومثل هذا كثير فلنقتصر على هذا القدر,ذكر ذلك في باب ما روي في القرآن من الزيادة)2(.
سه :الشيخ أبو الحسن الشريف في تفسيره( ,)3عن كتاب عبد الرزاق( )4وكتاب ابن المنذر( )5بسندهما ,عبد الرحمن السلمي قال :قال عمر بن الخطاب :ال تغالوا
في مهور النساء ,فقالت :امرأة ليس ذلك لك يا عمر ,إن هللا يقولَ ﴿ :وآتَ ْيت ُ ْم إِ ْحدَا ُه َّن قِ ْن َ ارا﴾ النساء ,20:قال :وكذلك هي في قراءة ابن مسعود ,فقال عمر: ط ً إن امرأة خاصمت عمر فخصمته. سو :وفيه ,روى ابن جرير وابن األنباري وغيرهما,عن عكرمة :أن عمر ابن الخطاب كان يقرأ" :وإن كاد مكرهم" بالدال المهملة)6(.
سز :أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي في كتابه,على ما نقله عنه السيد األجل علي بن طاووس في الباب الرابع والعشرون بعد المائة من كتاب اليقين, عن محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي العدل,وعلي بن أحمد بن حاتم التميمي, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفق تتبعي لم أقف على الخبر في المصدر المذكور. -2محاضرات األدباء للراغب االصفهاني:ج 2ص,449الحد العشرون في الديانات والعبادات ,ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما روي فيه زيادة. -3لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور. -4مصنف عبد الرزاق الصنعاني:ج 6ص,180ح ,10420كتاب النكاح باب غالء الصداق. -5تفسير ابن المنذر:ج 2ص 615ح ,1511سورة النساء قوله عز وجل" :وآتيتم إحداهن قنطارا فال تأخذوا منه شيئا". -6ينظر الدر المنثور للسيوطي:ج 5ص,53سورة ابراهيم.44: 408
وعلي بن العباس البجلي ,وعلي بن الحسين العجلي ,وجعفر بن محمد بن مالك الفزاري ,والحسن بن السكن األسدي الكوفيون ,قالوا:حدثنا عبابة بن يعقوب،قال: أخبرنا علي بن هاشم بن زيد ,عن أبي الجارود وزياد بن المنذر ,عن عمران بن ميثم الكيال ,عن مالك بن ضمرة الرواسي ,عن أبي ذر الغفاري ,قال :لما نزلت
ض ُو ُجوهٌ َوتَ ْس َودُّ هذه اآلية على رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" ﴿ َي ْو َم تَ ْب َي ُّ جوهٌ ﴾ إل عمران ,106:قال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" :ترد أمتي يوم ُو ُ القيامة على خمس رايات :فأولها مع عجل هذه األمة ،فآخذ بيده فترجف قدماه ويسود وجهه وجوه أصحابه ,فأقول :ما فعلتم بالثقلين ؟ ,فيقولون :أما األكبر فحرقناه ومزقناه ,وأما األصغر فعاديناه وأبغضناه ،فأقول :ردوا ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ,فيؤخذ بهم ذات الشمال ال يسقون قطرة ,ثم ترد علي راية فرعون هذه األمة,فأقوم فآخذ بيده ثم ترجف قدماه ويسود وجهه ووجوه أصحابه، فأقول :ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون :أما األكبر فمزقناه وأما األصغر فبرئنا منه ولعناه ,فأقول :ردوا ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ،فيؤخذ بهم ذات الشمال ال يسقون قطرة ,ثم ترد علي راية ذي الثدية معها أول خارجة وآخرها ,فأقوم فآخذ بيده فترجف قدماه وتسود وجهه ووجوه أصحابه ،فأقول :ما فعلتم بالثقلين بعدي ؟ فيقولون :أما األكبر فمرقنا منه ,وأما األصغر فبرئنا منه ولعناه ,فأقول: ردوا ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ,فيؤخذ بهم ذات الشمال ال يسقون قطرة ،ثم ترد علي راية أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه ,فأقول :ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون :إما األكبر فاتبعناه وأطعناه ,وأما األصغر فقاتلنا معه حتى قتلنا ,فأقول: ردوا رواء مرويين مبيضة وجوهكم فيؤخذ بهم ذات اليمين ،وهو قول هللا عز
ض ُو ُجوهٌ َوتَ ْس َودُّ ُو ُجوهٌ فَأ َ َّما الَّذِينَ ا ْس َود ْ َّت ُو ُجو ُه ُه ْم أَ َكفَ ْرت ُ ْم وجل﴿ :يَ ْو َم تَ ْبيَ ُّ 409
اب ِب َما ُك ْنت ُ ْم ت َ ْكفُ ُرونَ ﴿َ ﴾106وأَ َّما الَّذِينَ ا ْب َيض ْ َّت َب ْعدَ ِإي َمانِ ُك ْم فَذُوقُوا ْال َعذَ َ ُو ُجو ُه ُه ْم فَ ِفي َر ْح َم ِة َّ اَّللِ ُه ْم فِي َها خَا ِلدُونَ ﴿ ﴾107إل عمران,وإنما ذكرنا تمام الخبر تبركا بذكر مثالب القوم ومناقب األئمة الراشدين من لسان المخالفين , ويأتي إن شاء هللا أن الظاهر من التحريف تحريف اللفظ ال المعنى)1(.
سح )2(:صاحب كتاب دبستان المذاهب )3(,بعد ذكر أصول عقائد الشيعة ما معناه :وبعضهم يقولون أن عثمان أحرق المصاحف وأتلف السور التي كانت في فضل علي وأهل بيته "عليهم السالم" ,منها هذه السورة :بسم هللا الرحمن الرحيم, يا أيها الذين آمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم ,نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم ,إن الذين يوفون بعهد هللا ورسوله في آيات لهم جنات النعيم ,والذين كفروا من بعد ما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم ,ظلموا أنفسهم وعصوا لوصي الرسول أولئك يسقون من حميم ,إن هللا الذي نور السموات واألرض بما شاء واصطفى من المالئكة وجعل من المؤمنين أولئك في خلقه يفعل هللا ما يشاء ال إله إال هو الرحمن الرحيم ,قد مكر الذين من قبلهم برسلهم فأخذتهم بمكرهم إن أخذي شديد أليم ,إن هللا قد أهلك عادا وثمود بما كسبوا وجعلهم لكم تذكرة فال تتقون ,وفرعون بما طغى على موسى وأخيه هارون أغرقته ومن تبعه أجمعين, ليكون لكم آيته وإن أكثرهم فاسقون ,إن هللا يجمعهم في يوم الحشر فال يستطيعون ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كشف اليقين البن طاووس ,330-329:فيما نذكره عن هذا أحمد بن محمد الطبري من كتابه برجالهم في حديث الخمس رايات ،وذكر فيها تسمية موالنا علي عليه السالم أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. -2إلى هنا أخذناه من نسخة إلف. -3لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور. 410
الجواب حين يسألون ,إن الجحيم مأواهم وإن هللا عليم حكيم ,يا أيها الرسول بلغ إنذاري فسوف يعلمون ,قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضون ,مثل الذين يوفون بعهدك إني جزيتهم جنات النعيم ,إن هللا لذو مغفرة وأجر عظيم ,وإن عليا من المتقين ,وإنا لنوفيه حقه يوم الدين ,ما نحن عن ظلمه بغافلين ,وكرمناه على أهلك أجمعين ,فإنه وذريته لصابرون ,وإن عدوهم إمام المجرمين ,قل للذين كفروا بعدما آمنوا أطلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ما وعدكم هللا ورسوله ونقضتم العهود من بعد توكيدها وقد ضربنا لكم األمثال لعلكم تهتدون ,يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات بينات فيها من يتوفاه مؤمنا ومن يتوليه من بعدك يظهرون ,فأعرض عنهم إنهم معرضون إنا لهم محضرون ,في يوم ال يغني عنهم شيء وال هم يرحمون ,إن لهم في جهنم مقاما عنه ال يعدلون, فسبح باسم ربك وكن من الساجدين ,ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون فصبر جميل فجعلنا منهم القردة والخنازير ولعناهم إلى يوم يبعثون ,فاصبر فسوف يبصرون ,ولقد اتينا بك الحكم كالذين من قبلك من المرسلين , وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون ,ومن يتول عن أمري فإني مرجعه فليتمتعوا بكفرهم قليال فال تسأل عن الناكثين ,يا أيها الرسول قد جعلنا لك في أعناق الذين امنوا عهدا ,فخذه وكن من الشاكرين ,إن عليا قانتا بالليل ساجدا يحذر اآلخرة ويرجو ثواب ربه قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون سيجعل األغالل في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون إنا بشرناك بذريته الصالحين ,وإنهم ألمرنا ال يخلفون ,فعليهم مني صلوات ورحمة أحياءا وأمواتا يوم يبعثون ,وعلى الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الغرفات آمنون , والحمد هلل رب العالمين .
411
قلت :ظاهر كالمه أنه أخذها من كتب الشيعة ولم أجد لها أثرا فيها ,غير أن الشيخ محمد بن علي بن شهر اشوب المازندراني ذكر في كتابه المثالب على ما حكي عنه أنهم أسقطوا من القرآن تمام سورة الوالية ولعلها هذا السورة وهللا العالم )1(.
سط :علي بن عيسى األربلي في كشف الغمة من طريق العامة ,عن زر ,عن
عبد هللا قال :كنا نقرأ على عهد رسول هللا "صلى هللا عليه واله"﴿:يَا أَيُّ َها سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َك ۖ-أن عليا مولى المؤمنينَ -و ِإ ْن لَ ْم تَ ْفعَ ْل فَ َما الر ُ َّ سالَتَهُ َو َّ اس﴾ َبلَّ ْغ َ ص ُم َك ِمنَ النَّ ِ اَّللُ يَ ْع ِ ت ِر َ
المائدة )2(,67
ع :الشيخ محمد بن أحمد بن شاذان الفقيه في المناقب المائة من طريق المخالفين السادس والخمسون ,عن أبي هريرة ,قال :قال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله": ليلة أسري بي إلى السماء السابعة سمعت نداء من تحت العرش :إن عليا آية الهدى وحبيب من يؤمن بي بلغ عليا ,فلما نزل عن السماء نسي ذلك فأنزل هللا ك ۖ-أن عليا مولى المؤمنين- سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَ ْي َك ِم ْن َر ِبّ َ الر ُ تعالى﴿:" :يَا أَيُّ َها َّ
سالَتَهُ ﴾ َو ِإ ْن لَ ْم تَ ْفعَ ْل فَ َما َبلَّ ْغ َ ت ِر َ
المائدة ,67اآلية)3(.
عا :صاحب غاية المرام عن أبي نعيم األصفهاني ,بإسناده عن األعمش ,عن علَ ٰى إِ ْل يَا ِسينَ ﴾ الصافات,130 : س َال ٌم َ مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالىَ ﴿ : قال :آل يس آل محمد صلى هللا عليه وآله)4(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1لم أقف على هذا القول في الكتاب المذكور وفق تتبعي. -2كشف الغمة لالربلي 1:ص ,326في بيان ما نزل من القرآن في شأنه عليه السالم. -3مائة منقبة لمحمد بن احمد القمي:ص,90-89المنقبة السادس والخمسون. -4غاية المرام لهاشم البحراني:ج 4ص ,136الباب السابع والثمانون. 412
عب :وفيه :عنه -يعني أبا نعيم االصفهاني -في كتابه الموسوم بنزول القرآن في علي ,عن مرة ,عن عنبسة ,أنه كان يقرأ هذه اآلية "وكفى هللا المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب عليه السالم")1(.
عج :ابن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة الخامس والثمانون :عن جعفر بن محمد ,عن أبيه ,عن آباءه "عليهم السالم" ,قال :قام عمر بن الخطاب إلى النبي "صلى هللا عليه واله" فقال :إنك ال تزال تقول لعلي :أنت مني بمنزلة هارون من موسى ,وقد ذكر هللا هارون في القرآن ولم يذكر عليا "عليه السالم"! ,فقال النبي "صلى هللا عليه وآله" :يا غليظ يا أعرابي أما تسمع قول هللا تعالى: "هذا صراط علي مستقيم " ؟)2(.
عد :الزمخشري في الكشاف :وقراءة أهل البيت "زوجتكها" ,وقيل لجعفر بن محمد :أليس تقرأ على غير ذلك ؟ فقال :ال والذي ال إله إال هو ما قرأتها على أبي إال كذلك ,وال قرأها الحسن بن علي على أبيه إال كذلك ,وال قرأها علي بن أبي طالب على النبي "صلى هللا عليه واله ,إال كذلك)3(. عه :وفيه ,قرأ علي "عليه السالم"" :أمثال الجنة" على الجمع)4(.
عو :وفيه ,قرأ علي "عليه السالم" وابن عباس وزيد بن علي وجعفر بن محمد وعكرمة" :يحفظونه بأمر هللا")5(.
عز :الطبرسي في مجمع البيان :وروت العامة عن علي "عليه السالم" أنه قرأ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1غاية المرام لهاشم البحراني:ج 4ص,273-272ح ,3الباب التاسع والستون ومائة. -2مائة منقبة لمحمد بن احمد القمي:ص,161-160المنقبة الخامس والثمانون. -3الكشاف للزمخشري:ج 3ص,543سورة األحزاب.37: -4الكشاف للزمخشري:ج 2ص,533-532سورة الرعد.35: -5الكشاف للزمخشري:ج 2ص,517سورة الرعد.11:
413
عنده رجل ﴿ َو َ ضو ٍّد﴾ الواقعة ,29 :فقال :ما شان الطلح ؟ إنما هو وطلع ط ْلحٍّ َم ْن ُ كقولهَ ﴿ :ون َْخ ٍّل َ َضي ٌم﴾ الشعراء ,148:فقيل له :أال تغيره ؟ ,فقال :إن ط ْلعُ َها ه ِ القرآن ال يهاج اليوم وال يحرك)1(.
عح :محمد بن بحر الرهني في كتابه كما في منبع الحياة للسيد المحدث الجزائري ,مرسال الصحابة يقولون لنبيهم "عليه الصالة والسالم" على الحوض إذا سألهم :كيف خلفتموني في الثقلين من بعدي :أما األكبر فحرفناه وبدلناه ,وأما األصغر فقلينا,ثم يذادوا عن الحوض )2(,ذكر ذلك في مقام الطعن على القراء السبعة. عط :أبو إسحاق إبراهيم الزجاج في إعراب القرآن ,على ما حكى عنه في سعد السعود :أن سعد بن أبي وقاص قرأ "يسألونك األنفال")3(.
قلت :يأتي أنه قراءة أهل البيت "عليهم السالم" . ف :عبد الرشيد ين الحسين بن محمد االسترابادي في كتاب تأويل اآليات التي تعلق بها أهل الضالل كما في الكتاب المذكو :روى محمد بن عبد هللا بن جعفر الحميري ,عن أبيه ,عن الريان بن الصلت ,قال :حضر الرضا علي بن موسى الرضا "عليهما السالم" عند المأمون لعنه هللا بمرو ,وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء العراق وخراسان ,فقال الرضا "عليه السالم" :أخبروني عن قول هللا
علَ ٰى س ِلينَ ﴿َ ﴾3 آن ْال َح ِك ِيم﴿ِ ﴾2إنَّ َك لَ ِمنَ ْال ُم ْر َ عز وجل﴿ :يس ﴿َ ﴾1و ْالقُ ْر ِ ست َ ِق ٍّيم ﴿ ﴾4يس ,فمن عنى بقوله ياسين ؟ قالت العلماء :ياسين محمد ص َراطٍّ ُم ْ ِ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان للطبرسي:ج 9ص,364سورة الواقعة.29: -2منبع الحياة للجزائري:ج 1ص,69المسألة التاسعة,ووفق النسخة التي اطلعت عليها, وجدة الرواية ناقصة إلى قوله :كيف خلفتموني في الثقلين من بعدي. -3سعد السعود البن طاووس:ص ,275فصل فيما نذكره من الجزء الثاني من كتاب الزجاج . 414
"صلى هللا عليه وآله" لم يشك فيه أحد ,فقال أبو الحسن "عليه السالم" :فإن هللا أعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضال ال يبلغ أحد كنه وصفه إال من غفل ،وذلك
علَ ٰى نُوحٍّ فِي س َال ٌم َ أن هللا عز وجل ال يسلم على أحد إال على األنبياء ,فقالَ ﴿ : ع َل ٰى س َال ٌم َ س َال ٌم َ يم﴾ الصافاتَ ﴿ ,109: ْال َعالَ ِمينَ ﴾ الصافاتَ ﴿ ,79: علَ ٰى ِإب َْرا ِه َ َارونَ ﴾ الصافات ,120:ولم يقل" :سالم على آل نوح وال آل إبراهيم س ٰى َوه ُ ُمو َ سينَ ﴾ الصافات ,130 :يعني علَ ٰى ِإ ْل يَا ِ س َال ٌم َ وال آل موسى وهارون" وقالَ ﴿ : آل محمد "صلى هللا عليه وآله")1(.
فا :السيوطي في اإلتقان ،أخرج الحاكم من طريق عاصم الجحدري ,عن أبي بكرة :أن النبي"صلى هللا عليه وآله" قرأ" :متكئين على رفارف خضر وعباقري حسان" )2(,ورواه البزار أيضا كما في مجمع الزوائد)3(.
فب :وفيه ,أخرج الحاكم من حديث أبي هريرة :أنه "صلى هللا عليه وآله" قرأ:
ُ ي لَ ُه ْم ِم ْن -قرأت -أَ ْعيُ ٍّن﴾ ﴿فَ َال تَ ْعلَ ُم نَ ْف ٌ س َما أ ْخ ِف َ
السجدة)4(,17:
فج :وفيه ,وأخرج عن ابن عباس :أنه "صلى هللا عليه واله" قرأ﴿ :لَقَ ْد َجا َء ُك ْم س ُك ْم﴾ التوبة ,128:بفتح الفاء )5(. سو ٌل ِم ْن أ َ ْنفُ ِ َر ُ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تأويل اآليات لشرف الدين الحسيني:ج 2ص,501-500ح,18سورة الصافات. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,264النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. -3مجمع الزوائد للهيثمي:ج 7ص,156ح ,11608كتاب التفسير باب ما جاء في المصحف. -4اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,265النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. -5نفس المصدر.
415
فد:وفيه ,وأخرج عن عائشة :أنه "صلى هللا عليه واله" قرأ﴿ :فَ َر ْو ٌح َو َر ْي َح ٌ ان﴾ الواقعة ,89:يعني بضم الراء)1(.
ب ْالعَالَ ِمينَ ﴾ الفاتحة,2: فه :الكشاف ,قرأ زيد بن علي "عليهما السالم"َ ﴿ :ر ّ ِ بالنصب على المدح)2( .
فو :وفيه ,قرأَ ﴿ : علَ ْي ِه ْم﴾ الفاتحة ,7:بالنصب على الحال وهى غي ِْر ْال َم ْغ ُ ضو ِ ب َ قراءة رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وعمر بن الخطاب ,ورويت عن ابن كثير)3(.
فز :السيوطي في اإلتقان ,أخرج الطبراني ,عن عمر بن الخطاب مرفوعا: القرآن ألف ألف حرف ,وسبعة وعشرون ألف حرف ,فمن قرأه صابرا محتسبا كان له بكل حرف زوجة من الحور العين ,رجاله ثقات ,إال شيخ الطبراني محمد بن عبيد بن آدم أبي إياس تكلم فيه الذهبي لهذا الحديث وقد حمل ذلك على ما نسخ رسمه من القرآن أيضا إذ الموجود اآلن ال يبلغ هذا العدد)4(.
قلت :الموجود أقل من النصف ,وتقدم بطالن نسخ الرسم مع أن األجر على التالوة ينافي الحمل المذكور ,وإن صح أصله وليس في المتن نكارة بها يضعف ناقله ,ولكن الغريق يتشبث بكل حشيش . فح :الكشاف ,وفى مصحف الحرب بن سويد صاحب عبد هللا" ,وكانوا أهلها وأحق بها" ,وهو الذي دفن مصحفه أيام الحجاج لعنه هللا)5(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,265النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. -2الكشاف للزمخشري:ج 1ص,10سورة الفاتحة.2: -3الكشاف للزمخشري:ج 1ص,17سورة الفاتحة.7: -4اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,243-242المجلد األول النوع التاسع عشر :في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه -5الكشاف للزمخشري:ج 4ص,344سورة الفتح.26: 416
فط :الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيتمي في مجمع الزوائد, عن حذيفة قال :التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب ,وما يقرؤون منها مما كنا نقرأ إال ربعها ,رواه الطبراني في األوسط ورجاله ثقات)1(.
ص :وفيه ,عن الطبراني بإسناده عن ابن عباس ,أنه كان يقرأ﴿ :قُلُوبُنَا ُ ف﴾ غ ْل ٌ البقرة ,88:مثقلة)2(.
صا :وفيه ,عن أنس بن مالك :أن النبي "صلى هللا عليه واله" قراَ ﴿ :و َكتَ ْبنَا س ِبالنَّ ْف ِس َو ْالعَيْنَ بِ ْال َعي ِْن ﴾ المائدة ,45:بنصب النفس ورفع َ علَ ْي ِه ْم فِي َها أَ َّن النَّ ْف َ العين .قلت :رواه أبو داود غير قوله نصب النفس ورفع العين ,رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح)3( .
صب :وفيه ,عن عائشة ,قالت :قرأها رسول هللا "صلى هللا عليه واله"﴿ :إِنَّهُ ع َم ٌل َ صا ِلحٍّ ۖ﴾ َ غي ُْر َ
هود ,46:رواه الطبراني في األوسط)4(.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع الزوائد للهيثمي:ج 7ص,28ح ,11035كتاب التفسير,سورة البراءة. -2مجمع الزوائد للهيثمي:ج 7ص,154ح ,11591كتاب التفسير,باب القراءات. -3مجمع الزوائد للهيثمي:ج 7ص,154ح ,11595كتاب التفسير,باب القراءات. -4مجمع الزوائد للهيثمي:ج 7ص,155ح ,11598كتاب التفسير,باب القراءات.
417
الدليل التاسع
() 1
إن هللا تبارك وتعالى قد ذكر اسأمي خاتم النبيين وابنته الصديقة الطاهرة"عليهم السالم" ,وبعض شمائلهم وصفاتهم في تمام الكتب المباركة التي انزلها على رسله ,وصرح فيها بوصايتهم وخالفتهم وان ختمها بهم ,وذلك إما للعناية التامة بتلك األمم ,ليتبركوا بتلك االسامي التي وجدوها في صحف نبيهم بهذه الصفات الشريفة ,ويجعلونها وسيلة إلنجاح سؤلهم وانجاز مأمولهم وكشف ضرهم ودفع باسهم على ما يظهر من جملة من اإلخبار ,أو الرتفاع قدرهم واعالء شأنهم بذكرهم قبل ظهورهم بهذه األوصاف الكاشفة عن بلوغهم اشرف محل المكرمين وأعلى منازل المقربين ,أو بما يقتضي كون معرفتهم بها كمعرفة هللا جل جاللة واجبة على جميعهم ,وإنهم إنما بعثوا إلى العباد لذلك وأرسلوا لتعليمهم تلك المسالك ,وهذا ظاهر كثير من اإلخبار خصوصا فيما ورد في علة عذابهم بما ترجع إلى إبائهم من قبول واليتهم"ع". وعلى تلك الوجوه الراجعة حقيقة إلى أمر واحد ,كيف يحتمل المنصف إن يهمل هللا تعالى ذكر اسأميهم في كتابه المهيمن على جميع الكتب الباقي على مر الدهور الواجب التمسك به إلى قيام الساعة! وال يعرفهم ألمة نبيه الذين هم اشرف من جميع األمم السالفة! والعناية بتكميلهم اشد واستحكام أمرهم"ع" ورفع قدرهم وأعال ذكرهم بدرجهم فيه اظهر ووجوب طاعتهم ومودتهم على هذه األمة اشد من غيرهم! وهو أهم من غيره من الواجبات التي تكرر ذكرها في الكتاب الكريم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بداية الدليل التاسع أخذناه من مخطوطة باء.
418
وهذا الوجه بظاهره وان كان مجرد االستبعاد ,إال إن مرجعه حقيقة إلى االستقراء التام أو إلى تنقيح المناط القطعي ,يظهر ذلك بعد المراجعة إلى إخبار الباب والتأمل فيها بعين اإلنصاف ومالحظة شدة االهتمام في تلك الكتب بهذا األمر ,مع انه لو كان استبعادا لكان أحسن مما ذكره النافون في حججهم بما حاصله استبعاد سقوط شيء من القران مع شدة اهتمام الصحابة في حفظه وحراسته ,وهو عمدة ما لهم في هذا المقام كما يأتي ,فالواجب علينا إن نسوي تلك اإلخبار ليزول الريب عن القلوب والغشاوة عن اإلبصار فنقول: اخرج الصدوق"ره" في المجلس الثامن والثمانين في اماليه :عن محمد بن موسى بن المتوكل ,عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه إبراهيم ,عن بن سنان ،عن زياد بن المنذر ،عن ليث بن سعد ،قال :قلت لكعب وهو عند معاوية :كيف تجدون صفة مولد النبي "ص" ,وهل تجدون لعترته فضال؟ فالتفت كعب إلى معاوية لينظر كيف هواه ،فأجرى هللا على لسانه ،فقال :هات يا أبا إسحاق رحمك هللا ما عندك؟ فقال كعب :إني قد قرأت اثنين وسبعين كتابا كلها أنزلت من السماء ،وقرأت صحف دانيال كلها ،ووجدت في كلها ذكر مولده"ص" ومولد عترته ،وأن اسمه لمعروف،ثم ذكر ما يتعلق بمولده,إلى إن قال:ونجد في الكتب أن عترته خير الناس بعده ،وأنه ال يزال الناس في أمان من العذاب ما دام من عترته في دار الدنيا خلق يمشي فقال :يا أبا إسحاق ،ومن عترته؟ قال كعب :ولد فاطمة"ع" .فعبس وجهه، وعض على شفتيه ،وأخذ يعبث بلحيته .فقال كعب :وإنا نجد صفة الفرخين المستشهدين ،وهما فرخا فاطمة عليهما السالم ،يقتلهما شر البرية ،قال :ومن يقتلهما؟ قال :رجل من قريش .فقام معاوية فقال :قوموا إن شئتم ،فقمنا)1(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االمالي للصدوق:ص,700-698ح,1المجلس الثامن والثمانون. 419
وروى الكليني عن محمد يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن محمد بن الفضيل ،عن أبي الحسن "ع" قال :والية علي "عليه السالم" مكتوبة في جميع صحف األنبياء ,ولن يبعث هللا رسوال إال بنبوة محمد "صلى هللا عليه وآله" ووصية علي "عليه السالم)1( ".
وفي تفسير العياشي عن الحسن بن علي بن أبي طالب "عليهما السالم" ,انه قال: من دفع فضل أمير المؤمنين "عليهم السالم" فقد كذب بالتوراة واإلنجيل والزبور وصحف إبراهيم وسائر كتب هللا المنزلة ،فإنه ما نزل شيء منها إال واهم ما فيه بعد اإلقرار بتوحيد هللا عز وجل واإلقرار بالنبوة واالعتراف بوالية علي والطيبين من اله "عليهم السالم")2( .
وفي إكمال الدين في حديث بحير الراهب وبشارته بالنبي"ص" انه قال ألبي طالب "عليه السالم" :إما أنت يا عم فارع فيه قرابتك الموصولة وأحفظ فيه وصية أبيك ,فان قريشا ستهجرك فيه فال تبال ،فإني أعلم إنّك ال تؤمن به ،ولكن سيؤمن سماوات البطل الهاصر ،والشجاع به ولد تلده وسينصره نصرا ً عزيزا ً اسمه في ال ّ األفرع منه الفرخان المستشهدان وهو سيّد العرب ورئيسها وذو قرنيها وهو في الكتب أعرف من أصحاب عيسى "ص" ،فقال أبو طالب :قد رأيت وهللا ك ّل الّذي وصفه بحيرا وأكثر)3(.
وفي تفسير اإلمام "عليه السالم" ,قال الحسن بن علي "عليهما السالم" :من دفع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج1ص437ح,6باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الوالية. -2وفق تتبعي لم أجد الرواية في تفسير العياشي ,وهي موجودة في تفسير اإلمام العسكري:ص,88من دفع فضل علي عليه السالم,وتأويل اآليات لشرف الدين:ج1ص,33في تأويل اآلية الرابعة من سورة البقرة. الراهب. -3إكمال الدين للصدوق:ص187ح ,36الباب الرابع عشر في خبر بحيري ّ 420
فضل أمير المؤمنين "عليهم السالم" على جميع من بعد النبي "صلى هللا عليه واله" فقد كذب بالتوراة واإلنجيل والزبور وصحف إبراهيم وسائر كتب هللا المنزلة ،فإنه ما نزل شيء منها إال واهم ما فيه بعد اإلقرار بتوحيد هللا تعالى واإلقرار بالنبوة واالعتراف بوالية علي والطيبين من اله عليهم السالم)1(.
ما في صحيفة أبي البشر ادم على نبينا واله وعليه السالم: في األربعين للشيخ اسعد بن إبراهيم الحنبلي الحديث العشرون وعن ابن مسعود قال :قال رسول هللا "صلىهللاعليه وآله" :ل ّما خلق هللا آدم سأل ربّه أن يريه من ذريته من األنبياء واألوصياء والمقربين ,فأنزل هللا تعالى صحيفة فقرأها يكون من ّ ي بن كما علمه هللا تعالى إلى أن انتهى إلى مح ّمد "ص" ,فوجد عند اسمه اسم عل ّ ي وال نبي بعد مح ّمد "صلىهللاعليه وآله"! أبي طالب "عليهالسالم" :فقال أهذا نب ّ قيل له :ال ,بل هذا وارث علمه ووصيّه ,فل ّما وقع آدم في الخطيئة فجعل وتوسل إلى ربّه جعل عليا ممن توسل به وبأهل بيته )2(.ورواه الشيخ شاذان بن جبرائيل ألقمي في الروضة( )3مع اختالف يسير. وقال السيد الجليل علي بن طاووس في خالل إعمال يوم المباهلة من كتاب اإلقبال :روينا باألسانيد الصحيحة والروايات الصريحة إلى أبي المفضل محمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير اإلمام العسكري:ص,88من دفع فضل علي عليه السالم. -2وفق تتبعي لم أتوصل للمصدر ,والرواية ذكرها المصنف في مستدرك الوسائل:ج5ص ,231باب" "35استحباب التوسل في الدعاء بمحمد واله"ع" نقال من الروضة ,وكذلك صاحب البحار:ج6ص331ح,13الباب" " 7إن دعاء األنبياء استجيب بالتوسل واالستشفاع بهم" ص" أيضا نقال عن الروضة ولم يشار إلى المصدر األول. -3الروضة لشاذان ألقمي ص" ,165حديث علي وارث علم النبي")
421
عبد المطلب الشيباني رحمه هللا من كتاب المباهلة ،ومن أصل كتاب الحسن بن إسماعيل بن اشناس من كتاب عمل ذي الحجة ,فيما رويناه بالطرق الواضحة عن ذوي الهمم الصالحة ,ال حاجة إلى ذكر أسمائهم ,الن المقصود ذكر كالمهم ،قالوا: لما فتح النبي "صلى هللا عليه وآله "مكة وانقادت له العرب ،وأرسل رسله ودعاته إلى األمم ,وكاتب الملكين ,كسرى وقيصر يدعوهما إلى اإلسالم ،وإال أقرا بالجزية والصغار ،وإال أذنا بالحرب العوان أكبر شأنه نصارى نجران وخلطاؤهم من بني عبد المدان ،وجميع بني الحارث بن كعب ومن ضوي إليهم ونزل بهم من دهماء الناس على اختالفهم هناك في دين النصرانية من األروسية والسالوسية وأصحاب دين الملك والمارونية والعياد والنسطورية. إلى إن ذكر ورود رسل نبي "ص" وإنهم اجتمعوا للمشورة في بيعتهم العظمى، وأسرعت إليهم القبائل من مذحج وعك وحمير وأنمار ومن دنا منهم نسبا ودارا من قبائل سبأ ،كلهم فتكلم رؤسائهم كابي حامد حصين بن علقمة أسقفهم األول صاحب مدارسهم ,وزعيم بني الحارث بن كعب وأمير حروبهم كرز بن سيرة الحارث ,وأمير رأيهم والعاقب واسمه عبد المسيح بن شرجيل ,والسيد أسقف نجران اهتم بن النعمان ,وجهير بن سراقة البارقي من زنادقة النصارى ,وحارثة بن اثال من ربيعة بن نزار في أمر النبي "صلى هللا عليه واله" أربعة أيام. وذكر في هذا الخبر الشريف جميع كلماتهم إلى إن اتفقت كلمتهم النظر إلى الكتب المباركة والعمل بما فيها ,فمضى غالم واتى بالجامعة يحملها على رأسه ال تكاد يتماسك بها لثقلها ,ففتح أبو حارثة طرفها واستخرج منها صحيفة ادم الكبرى المستودعة علم ملكوت هللا عز وجل وجالله وما ذرء وبرءها في أرضه وسمائه وما وصلها جل جالله من ذكر عالميه ,وهي الصحيفة التي ورثها شيث عن أبيه
422
ادم"ع"عمادها من الذكر المحفوظ ,فقرء القوم السيد والعاقب والحارثة في الصحيفة ,تطلبا لما تنازعوا فيه من نعت رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وصفته ومن حضرهم يومئذ من الناس إليهم مضجون مرتقبون يستدرك من ذكرى ذلك, فألفوا في المصباح الثاني من فواصلها ,بسم هللا الرحمن الرحيم ,إنا هللا ال إله إال أنا الحي القيوم ،معقب الدهور ،وفاصل األمور ،سبقت بمشيتي األسباب ،وذللت بقدرتي الصعاب ،فأنا العزيز الحكيم الرحمن الرحيم ،أرحم وأترحم ،وسبقت رحمتي غضبي ،وعفوي عقوبتي ،خلقت عبادي لعبادتي ,وألزمتهم حجتي أال إني باعث فيهم رسلي ،ومنزل عليهم كتبي ،ابرم ذلك من لدن أول مذكور من البشر إلى أحمد نبي وخاتم رسلي ،ذلك الذي أجعل عليه صلواتي وأسلك في قلبه بركاتي ،وبه أكمل أنبيائي ونذري. قال آدم عليه السالم :من هؤالء الرسل؟ ومن أحمد هذا الذي رفعت وشرفت؟ قال: كل من ذريتك ،وأحمد عليه السالم عاقبهم ،قال :رب بما أنت باعثهم ومرسلهم؟ قال :بتوحيدي ،ثم أقتفي ذلك بثالثمائة شريعة وثالثين شريعة أنظمها وأكملها ألحمد جميعا ،فأذنت لمن جاءني بشريعة منها مع اإليمان بي وبرسلي أن ادخله الجنة. ثم ذكر ما جملته إن هللا تعالى عرض على ادم"ع" معرفة األنبياء وذريتهم ونظرهم ادم عليه السالم ثم قال :ما هذا لفظه ثم نظر ادم"ع" إلى نور قد لمع, فسد الجو المنخرق ,فأخذ بالمطالع من المشارق ,ثم سرى كذلك حتى طبق المغارب ,ثم سما حتى بلغ ملكوت السماء ،فنظر فإذا هو نور محمد "ص" ,وإذا األكناف به قد تضوعت طيبا ،وإذا أنوار أربعة قد اكتنفته عن يمينه وشماله ومن خلفه وأمامه أشبه به أرجا ونورا يتلوها أنوار من بعدها تستمد منها ،وإذا هــــــــي
423
شبيهة بها في ضيائها وعظمها ونشرها ،ثم دنت منه فتكللت عليها وحفت بها.ونظر فإذا أنوار من بعد ذلك في مثل عدد الكواكب ودون منازل األوائل جدا جدا،وبعض هذه أضوء من بعض وهي في ذلك متفاوتة جدا ثم طلع عليه سواد كالليل وكالسيل ينسلون من كل وجه وأوب فأقبلوا كذلك حتى مألوا البقاع واالكم، فإذا هم أقبح شئ صورا وهيئة وأنتنه ريحا ,فبهر آدم عليه السالم ما رأى من ذلك ،وقال :يا عالم الغيوب ويا غافر الذنوب ويا ذا القدرة القاهرة والمشية العالية من هذا الخلق السعيد الذي كرمت ورفعت على العالمين؟ ومن هذه األنوار المنيفة المكتنفة له؟ فأوحى هللا عز وجل إليه :يا آدم هذا وهؤالء وسيلتك ووسيلة من أسعدت من خلقي هؤالء السابقون المقربون والشافعون والمشفعون ،وهذا أحمد سيدهم وسيد بريتي اخترته بعلمي واشتققت اسمه من اسمي ،فأنا المحمود وهو محمد ،وهذا صنوه ووصيه أزرته به ،وجعلت بركاتي وتطهيري في عقبه وهذه سيدة إمائي ،والبقية في علمي من أحمد نبيي ،وهذان السبطان والخلفان لهم ،وهذه األعيان الصادع نورها أنوارهم بقية منهم ،أال إن كال اصطفيت وطهرت ،وعلى كل باركت وترحمت ،فكال بعلمي جعلت قدوة عبادي ونور بالدي ,فنظر فإذا شيخ في آخرهم يزهر في ذلك الصفيح كما يزهر كوكب الصبح ألهل الدنيا ،فقال تبارك وتعالى :وبعبدي هذا السعيد أفك عن عبادي األغالل ،وأضع عنهم اآلصار، وأمال ارضي به حنانا ورأفة وعدال كما ملئت من قبله قسوة وجورا ,قال آدم :يا رب إن الكريم من كرمت ،وإن الشريف من شرفت ،وحق يا إلهي لمن رفعت وأعليت أن يكون كذلك ،فيا ذا النعم الذي ال تنقطع ال يجاري وال ينفذ ،بم بلغ عبادك هؤالء العالون بهذه المنزلة من شرف عطائك وعظيم فضلك وحبائك وكذلك من كرمت من عبادك المرسلين.قال هللا تبارك وتعالى :إني أنا هللا ال إله إال أنا العزيز الحكيم عالم الغيوب ومضمرات القلوب ،أعلم ما لم يكن مما يكون كيف 424
يكون ،وما ال يكون لو كان يكون ,وإني اطلعت يا عبدي في علمي على قلوب عبادي فلم أر فيهم أطوع لي وال أنصح لخلقي من أنبيائي ورسلي ،فجعلت لذلك فيهم روحي وكلمتي ،وألزمتهم عتب حجتي ،واصطفيتهم على البرايا برسالتي ووحيي ،ثم ألقيت بمكافأتهم تلك في منازلهم قلوب حوامهم وأوصيائهم من بعدهم، ودائع حجتي والسادة في بريتي ،ألجبر بهم كسر عبادي وأقيم بهم أودي ,ذلك أني بهم وبقلوبهم لطيف وخبير .ثم اطلعت على قلوب المصطفين من رسلي فلم أجد فيهم أطوع وال أنصح لخلقي من محمد خيرتي وخالصتي ،فاخترته على علمي ورفعت ذكره إلى ذكري ،ثم وجدت كذلك قلوب حامته الالئي من بعده على صفة قلبه فألحقتهم به وجعلتهم ورثة كتابي ووحيي وأركان حكمتي ونوري، واليت بي أن ال أعذب بناري من لقيني معتصما بتوحيدي وحبل مودتهم أبدا)1(.
صحيفة شيث النبي على نبينا واله السالم: وفي الخبر المذكور ثم أمرهم أبو حارثة إن يصيروا إلى صحيفة شيث الكبرى التي انتهى ميراثها إلى إدريس النبي عليهما السالم ،قال :وكان كتابتها بالقلم السرياني القديم ،وهو الذي كتب به من بعد نوح عليه السالم من ملوك الهياطلة وهم النمادرة ،قال :فاقتص القوم الصحيفة وأفضوا منها إلى هذا الرسم.قالوا: اجتمع إلى إدريس "ع" قومه وصحابته ،وهو يومئذ في بيت عبادته من ارض كوفان ،فخبرهم فيما اقتص عليهم ،قال :إن بني أبيكم آدم الصلبية وبنـــــــــي بنيه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إقبال اإلعمال البن طاووس:ج 2ص ,336-310الباب السادس فيما يتعلق بمباهلة سيد أهل الوجود لذوي الجحود.
425
وذريتهم اختصموا فيما بينهم وقالوا :أي الخلق عندكم أكرم على هللا عز وجل وارفع لديه مكانه وأقرب منه منزلة؟ فقال بعضهم :أبوكم آدم عليه السالم خلقه هللا عز وجل بيده واسجد له مالئكته وجعله الخليفة في أرضه وسخر له جميع خلقه، وقال آخرون :بل المالئكة الذين لم يعصوا هللا عز وجل ،وقال بعضهم :ال بل رؤساء المالئكة الثالث جبرئيل وميكائيل واسرافيل "عليهم السالم". وقال بعضهم بل أمين هللا جبرائيل ,فانطلقوا إلى آدم "عليه السالم" فذكروا الذي قالوا واختلفوا فيه ،فقال :يا بني أنا أخبركم بأكرم الخالئق جميعا على هللا عز وجل ،انه وهللا لما إن نفخ في الروح حتى استويت جالسا فبرق لي العرش العظيم، فنظرت فيه فإذا فيه :ال إله إال هللا محمد رسول هللا ،فالن صفوة هللا فالن أمين هللا فالن خيرة هللا عز وجل ،فذكر عدة أسماء مقرونة بمحمد "صلى هللا عليه وآله". قال آدم :ثم لم أر في السماء موضع أديم -أو قال :صفيح -منها ،إال وفيه مكتوب ال إله إال هللا ،وما من موضع مكتوب فيه :ال إله إال هللا وفيه مكتوب خلقا ال خطا: محمد رسول هللا ،وما من موضع مكتوب فيه :محمد رسول هللا ،إال وفيه ومكتوب :فالن خيرة هللا فالن صفوة هللا فالن أمين هللا عز وجل ،ثم ذكر عدة أسماء ينتظم الحساب المعدود ،وقال محمد "صلى هللا عليه وآله" يا بني ومن خط من تلك األسماء معه أكرم الخالئق على هللا عز وجل جميعا)1(.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إقبال اإلعمال البن طاووس:ج 2ص ,337-336الباب السادس فيما يتعلق بمباهلة سيد أهل الوجود لذوي الجحود.
426
صحيفة إدريس النبي على نبينا واله وعليه السالم: في كتاب سعد السعود للسيد الجليل علي بن طاووس فصل فيما نذكره من صحائف إدريس"ع" وجدت هذه الصحف بنسخة عتيقة يوشك أن يكون تاريخها من مأتين من السنين بخزانة كتب مشهد موالنا أمير المؤمنين "عليه السالم" وقد ذهب أولها وأخرها فكان الموجود منها نحو سبعة عشر كراسا ثم نقل شطرا وافيا إلى إن نقل من الكراس الثاني عشر منه بعد وصف الموت ما لفظه :ثم يقول هللا جل جالله لمحمد :يا محمد وقد أنجزت لك وعدي وأتممت عليك نعمتي وشفعتك فيما سألت إلخوانك من األنبياء والمؤمنين ويجاور ذلك من أهل التوحيد ،وألحقت بك أوليائك الذين امنوا بك وتولوك بمواالتي ووالوا بذلك وليك وعاد وعدوك وشفيت صدرك ممن اذاني وأذاك وأذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا وخلفتك
في
عقبك
وأولياءك
من
أهلك
الذين
اذهب
هللا
عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا وأوليائك من أهل بيتك ومن اتبعهم منهم ومن غيرهم فهم منهم ومعهم وأعذب الذين آذوني فيك وأذوك وإياهم نفاقا في قلوبهم في الدنيا إلى يوم يلقوني ولعنتهم بذلك في الدنيا وأعددت لهم عذابا أليما أخلفوا وعدي ونقضوا ميثاقي فعادوك وعادوا أوليائك ووالوا عدوك فتمت في الفريقين كلمة ربك لتدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها األنهار خالدين فيها ونكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند هللا فوزا ،ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين باهلل ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب هللا عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا)1(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1سعد السعود البن طاووس:ص ,39-32فصل فيما نذكره من صحائف إدريس "ع".
427
صحيفة خليل الرحمن إبراهيم على نبينا واله وعليه السالم: وفي الخبر المذكور ثم ذكر إن أبا حارثة سأل السيد والعاقب إن يقفا على صلوات إبراهيم عليه السالم الذي جاء به األمالك من عند هللا عز وجل فقنعوا بما وقفوا عليه في الجامعة ،قال أبو حارثة :ال بل شارفوها بأجمعها واسبروها ،فإنه أصرم للمعذور وارفع لحكة الصدور ،وأجدر إال ترتابوا في األمر من بعد ،فلم يجد من المصير إلى قوله من بد ،فعمد القوم إلى تابوت إبراهيم "ع" قال :وكان هللا عز وجل يفضله على من يشاء من خلقه ،قد اصطفى إبراهيم "ع" بخلته وشرفه بصلواته وبركاته وجعله قبلة وإماما لمن يأتي من بعده وجعل النبوة واإلمامة والكتاب في ذريته يتلقاها آخر عن أول وورثه تابوت آدم "ع" المتضمن للحكمة والعلم الذي فضله هللا عز وجل به على المالئكة طرا. فنظر إبراهيم عليه السالم في ذلك التابوت فأبصر فيه بيوتا بعدد ذوي العزم من األنبياء المرسلين وأوصيائهم من بعدهم ونظر ،فإذا بيت محمد "صلى هللا عليه واله" أخر األنبياء عن يمينه علي بن أبي طالب اخذ بحجزته فإذا شكل عظيم يتألأل نورا فيه:هذا صنوه ووصيه المؤيد بالنصر ،فقال إبراهيم "ع" ،الهي وسيدي من هذا الخلق الشريف؟ فأوحى هللا عز و جل :هذا عبدي وصفوتي الفاتح الخاتم وهذا وصيه الوارث ،قال:رب ما الفاتح الخاتم؟ قال :هذا محمد خيرتي وبكر فطرتي وحجتي الكبرى في بريتي ،نبأته واجتبيته إذا آدم بين الطين والجسد ،ثم أنى باعثه عند انقطاع الزمان لتكملة ديني وأختم به رساالتي ونذرى، وهذا على أخوه وصديقه األكبر ،آخيت بينهما واخترتهما وصليت وباركت عليهما وطهرتهما واخلصتهما واألبرار منهما وذريتهما قبل إن أخلق سمائي وارضي وما فيهما من خلقي ،وذلك لعلمي بهم وبقلوبهم أنى بعبادي عليهم خبير.
428
قال :ونظر إبراهيم "ع" فإذا اثنا عشر تكاد تألأل أنوارهم بحسنها نورا ،فسأل ربه عز وجل فقال :رب نبئني بأسماء هذه الصور المقرونة بصورة محمد ووصيه وذلك لما رأى من رفيع درجاتهم والتحاقهم بشكلي محمد ووصيه عليهما السالم، فأوحى هللا عز وجل إليه :هذه أمتي والبقية من بنيي فاطمة الصديقة الزهراء وجعلتها مع خليلها عصبة لذرية نبيي ،هؤالء وهذان الحسنان وهذا فالن وهذا فالن وهذا كلمتي التي انشر به رحمتي في بالدي وبه انتاش ديني وعبادي ذلك بعد إياس منهم وقنوط منهم من غياثي ،فإذا ذكرت محمدا نبيي لصلواتك فصل عليهم معه يا إبراهيم ,قال :فعندها صلى عليهم إبراهيم "صلى هللا عليه واله" فقال: رب صل على محمد وآل محمد كما اجتبيتهم واخلصتهم اخالصا ،فأوحى هللا عز وجل لتهنئك كرامتي وفضلي عليك فأنى صائر بساللة محمد صلى هللا عليه وآله ومن اصطفيت معه منهم إلى قناة صلبك ومخرجهم منك ثم من بكرك إسماعيل ،فأبشر يا إبراهيم فأنى واصل صلواتك صلواتهم ومتبع ذلك بركاتي وترحمي عليك وعليهم وجاعل حناني وحجتي إلى األمد المعدود واليوم الموعود الذي ارث فيه سمائي وارضي وابعث له خلقي بفصل قضائي وإفاضة رحمتي وعدلي)1(.
وفي إثبات الوصية لعلي بن الحسين المسعودي صاحب مروج الذهب في حديث طويل في بشارة األحبار والكهان بالنبي صلى هللا عليه واله :إن فاطمة بنت أسد قال لبعض األحبار أقسمت عليك بدينك وسفرك وكتابك لتخبرني باألمر على حقيقته ،فان الحكيم ال يكتم من استنصحه نصيحة يقوي بها ,فنظر الحبر إلـــى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إقبال اإلعمال البن طاووس:ج 2ص ,339-337الباب السادس فيما يتعلق بمباهلة سيد أهل الوجود لذوي الجحود. 429
رسول هللا صلّى هللا عليه وآله نظرا مستقصيا ثم قال :وهللا هذا غالم همام ،آباؤه كرام ،يكفله األعمام ،دينه اإلسالم ،شريعته الصالة والصيام ،يظلّه الغمام ،يجلي بوجهه الظالم ،من كفله رشد ،ومن أرضعه سعد ،وهو لألنام سند ،يبقى ذكره ما بقي األبد. ثم ذكر كفالة أبي طالب إيّاه وعدّد سيرته وخاتمة أمره وعقباه.ثم قال :وتكفله منكم امرأة تطلب بذلك زيادة العدد فسيكون هذا المبارك المحمود لها في طيب الغرس ولد فيحبوه بسره ونصيحته ويهدي إليه أفضل النساء كريمته ,قالت :فقلت له :لقد أصبت فيما وصفت إلى حيث انتهيت ،وقلت الحق فيما شرحت ،إنا المرأة التي أكفله ،زوجة ع ّمه الذي يرجوه ويؤمله ,فقال لها :إن كنت صادقة فستلدين غالما، قواما ،لربّه رابع أربعة من أوالدك شجاعا قمقاما عالما إماما مطواعا ه ّماما ،بدينه ّ صواما ،غير خرق وال شرق وال أحيف وال أخيف ،اسمه على ثالثة مصلّيا ّ أحرف ،يلي هذا النبي في جميع أموره ،ويواسيه في قليله وكثيره ،يكون سيفه على أعدائه ،وبابه الذي يؤتى منه أوليائه ،يقطع في جهاد الكفّار ،ويدع أهل النكث يفرج عن وجه نبيّه الكربات ،ويجلي به دياجر حندس والغدر والنفاق دعا ّ ، الغمرات ،أقربهم منه رحما ،وأمسهم لحما ،وأسخاهم كفّا ،وأنداهم يدا ،يصاهره على أفضل كريمة ،ويوقيه بنفسه في أوقات شدّته ،تعجب من صبره مالئكة الحجاب إذا قهر أهل الشرك بالطعن والضراب ،يهاب صولته أطفال المهاد، وترعد من خيفته الفرائص يوم الجالد ،مناقبه معروفة ،وفضائله مشهورة ،هزبر فرار ،أحمش الساقين ،غليظ كرار ،مصدّق غير ّ دفاع ،شديد مناع ،مقدام ّ شرفه هللا بأمينه ،واختصه لدينه، الساعدين ،عريض المنكبين ،رحب الذراعينّ ، سره ،واستحفظه علمه ،عماد دينه ،ومظهر شريعته ،يصول على واستودعه ّ الملحدين ،ويغيظ هللا به المنافقين ،ينال شرف الخيرات ،ويبلغ معالي الدرجات، 430
يجاهد بغير ّ شك ،ويؤمن من غير شرك ،له بهذا الرسول وصلة منيعة ،ومنزلة ذريته ،يقوم بسنّته ،ويتولّى دفنه في يزوجه ابنته ،ويكون من صلبه ّ رفيعةّ ، حفرته ،قائد جيشه ،والساقي من حوضه ،والمهاجر معه عن وطنه الباذل دونه دمه ،سيصح لك ما ذكرت من داللته إذا رزقته ،وترين ما قلته فيه عيانا كما صح لي دالئل مح ّمد المحمود باهلل ،إن ما وصفته من أمرهما موجود مذكور في األسفار والزبور ،وصحف إبراهيم وموسى ،ثم أنشأ يقول : ال تعجبي من مقالي سوف تختبري
ع ّما قليل ترين القول قد وضحا
إما النبي الذي قد كنت اذكره
فاهلل يعلم ما أقوله له مرحا
يأوي الرشاد إليه ما سكنت
أم إلى ولد إذ صادفت نجحا
ثم الموازر والموصي إليه إذا
تتابع الصيد من افراطه كلحا
فاحمد المصطفى يعطيه رايته
يحبوه بابنته ناهي بها سمحا
بذاك اخبرنا في الكتب أولنا
والجن تشرق اإلسماع والبطحاء
فاستبشري ال تراعي إن خطوبة
قد خطها صهره من نضلها ربحا()1
وعن مناقب ابن شهر أشوب :قال :قال صاحب كتاب األنوار إن اسم علي"ع" في صحف إبراهيم"ع" حزبيل)2(.
وفي سعد السعود للسيد األجل علي بن طاووس عن كتاب التفسير للثقة محمد بن العباس الماهيار ,عن الحسين بن محمد بن سعيد ,عن محمد بن الفيض بن الفياض, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إثبات الوصية ألبي الحسن علي المسعودي:ص,141-140في مولد علي"ع". -2مناقب إل أبي طالب البن شهر أشوب:ج3ص,66باب في النكت واللطائف. 431
عن إبراهيم بن عبد هللا بن همام ,عن عبد الرزاق ,عن معمر ,عن ابن حماد ,عن أبيه ,عن جده,قال :قال :رسول هللا "صلى هللا عليه واله" بينما أنا في الحجر وذكر"ص" نزول جبرائيل وسيره به إلى بيت المقدس وصالته بأربعة أالف وأربعمائة نبي وأربعة عشر نبيا قال"ص" :فالتفت عن يميني وإذا أنا بأبي إبراهيم "ع" عليه حلتان خضراوان ,وعن يمينه ملكان ,وعن يساره ملكان ,ثم التفت عن يساري وإذا أنا بأخي ووصيي علي بن أبي طالب "ع" عليه حلتان بيضاوان ,عن يمينه ملكان ,وعن يساره ملكان ,فاهتززت سرورا ,فغمزني جبرائيل بيده ,فلما انقضت الصالة قمت إلى إبراهيم"ع" ,فقام إلي فصافحني وأخذ يميني بكلتا يديه, فقال :مرحبا بالنبي الصالح واالبن الصالح والمبعوث الصالح في الزمان الصالح, وقام إلى علي بن أبي طالب"ع" فصافحه وأخذ بيمينه بكلتا يديه ,وقال :مرحبا باالبن الصالح ووصي الصالح يا أبا الحسن ,فقلت :يا أبت كنيته بأبي الحسن وال ولد له! فقال :كذلك وجدته في صحفي وعلم غيب ربي باسمه علي وكنيته بأبي الحسن والحسين ووصي خاتم أنبياء ربي)1(.
التوراة التام الذي لم يغير ولم يبدل المفقود عن أعين الناس: حدث الشيخ أبو عبد هللا احمد بن محمد بن عياش في الجزء الثاني من كتابه مقتضب األثر عن أبي الخير ثوابة بن أحمد الموصلي الحافظ ،قال :عن أبي عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني عن موسى بن عيسى بن عبد الرحمن اإلفريقي ،عن هشام بن أبي عبد هللا الدستوائي عن عمرو بن شمر عن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1سعد السعود البن طاووس:ص,101-100فصل من الجزء الخامس من الوجهة األولى من القائمة الخامسة والخمسين من الجزء المذكور في تأويل قوله تعالى صى"اإلسراء.1: " ُ سبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِ َع ْب ِد ِه لَ ْيالً ِمنَ ْال َمس ِْج ِد ْال َحر ِام إِلَى ْال َمس ِْج ِد ْاأل َ ْق َ 432
جابر بن يزيد الجعفي ،قال :سمعت سالم بن عبد هللا بن عمر بن الخطاب يحدث أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين "ع" بمكة قال :سمعت أبي عبد هللا بن عمر بن الخطاب يقول :سمعت رسول هللا "ص" يقول :إن هللا عز وجل أوحى إلى ليلة اسري بي يا محمد! من خلفت في األرض على أمتك -وهو اعلم بذلك -؟ قلت :يا رب أخي ،قال :يا محمد !علي بن أبي طالب"ع"؟ قلت ،نعم يا رب! قال :يا محمد أنى اطلعت إلى األرض اطالعة فاخترتك منها ،فال أذكر حتى تذكر معي ،إنا المحمود وأنت محمد ،ثم اطلعت إلى األرض إطالعة أخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب"ص" فجعلته وصيك ،فأنت سيد األنبياء وعلى سيد األوصياء ،ثم اشتققت له اسما من أسمائي فانا األعلى وهو على ،يا محمد أنى خلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين "ع" واألئمة عليهم السالم من نور واحد ،ثم عرضت واليتهم على المالئكة ،فمن قبلها كان من المقربين ومن جحدها كان من الكافرين، يا محمد لوان عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع ثم لقيني جاحدا لواليتهم أدخلتهم ناري ،ثم قال :يا محمد أتحب أن تراهم ،قلت :نعم ،قال :تقدم إمامك فتقدمت فإذا علي بن أبي طالب ( )1والحسن،والحسين ،وعلي بن الحسين ،ومحمد بن علي ،وجعفر بن محمد ،وموسى بن جعفر ،وعلي بن موسى ،ومحمد بن علي وعلي بن محمد ،والحسن بن علي ،والحجة القائم كأنه كوكب درى في وسطهم ،فقلت :يا رب! من هؤالء؟ فقال :هؤالء األئمة ،وهذا القائم يحل حاللي ويحرم حرامي وينتقم من أعدائي ،يا محمد! أحببه فأنى أحبه وأحب من يحبه ،قال جابر :فلما انصرف سالم من الكعبة تبعته ،فقلت :يا أبا عمر وأنشدك هللا هل أخبرك أحد غيـــــــر أبيك بهذه األسماء، ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1نهاية الصفحة 136من مخطوطة إلف ال تنسجم مع ما بعدها,ويبدو فقدان صفحة أو أكثر من هذه النسخة ,وأكملت الرواية وما بعدها من المصدر ونسخة باء. 433
قال :اللهم أما الحديث عن رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم فال ،ولكني كنت مع أبي عند كعب األحبار ،فسمعته يقول :إن األئمة من هذه األمة بعد نبيها على عدد نقباء بني إسرائيل ،وأقبل علي بن أبي طالب عليه السالم فقال كعب :هذا المقفى أولهم وأحد عشر من ولده ،وسماه كعب أسمائهم في التورية تقوبيث ،قيذوا ،دبيرا، مفسورا ،مسموعا ،دوموه ،مشيو ،هذار ،يثمو ،بطور ،نوقس ،قيذمو)1(.
قال أبو عامر هاشم الدستواني :لقيت يهوديا بالحيرة يقال له عتو بن اوسو ,وكان حبر اليهود وعالمهم ,فسألته عن هذه األسماء وتلتها عليه ,فقال لي:من أين عرفت هذه النعوت؟ قلت:هي أسماء ,قال:ليست أسماء ,لو كانت أسماء لتطرزت في تواطى األسماء ،ولكنها نعوت القوام وأوصاف بالعبرانية صحيحة نجدها عندنا في التورية ,ولو سالت عنها غيري لعمي عن معرفتها أو تعامى ,قلت:ولم ذلك ؟ قال:أما العمه فللجهل بها ,وأما التعامي لئال تكون على دينه ظهير أو به خبيرا, وانما أقررت لك بهذه النعوت النى رجل من ولد هارون بن عمران مؤمن بمحمد صلى هللا عليه وآله وسلم ,أسر ذلك عن بطانتي من اليهود الذين لم أظهر لهم اإلسالم ولن أظهره بعدك ألحد حتى أموت ,قلت:ولم ذاك ؟ قال :النى أجد في كتب آبائي الماضين من ولد هارون أال نؤمن لهذا النبي الذي اسمه محمد ظاهرا, ونؤمن به باطنا حتى يظهر المهدى القائم من ولده ,فمن أدركه منا فليؤمن به, وبه نعت األخير من األسماء قلت:وبما نعت به ,قال :بأنه يظهر على الدين كله ويخرج إليه المسيح فيدين به ويكون له صاحبا ,قلت لي :هذه النعوت ألعلم علمها ،قال :نعم فعه عنى وصنه إال عن أهله وموضعه إن شاء هللا تعالى. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مقتضب األثر ألحمد بن عياش الجوهري:ص ,27-26الجزء الثاني من مقتضب األثر في األئمة أالثني عشر. 434
أما تقويث فهو أول األوصياء ووصى آخر األنبياء وأما قيذوا فهو ثاني األوصياء وأول العترة األصفياء ,وأما دبيرا فهو ثاني العترة و سيد الشهداء ,وأما مفسورا فهو سيد من عبد هللا من عباده ،وأما مسموعا فهو وارث علم األولين واآلخرين ، وأما دوموه فهو المدرة الناطق عن هللا الصادق ,وأما مشيو فهو خير المسجونين في سجن الظالمين,أما هذا فهو المنخوع بحقه النازح األوطان الممنوع ,وأما يثمو فهو القصير العمر الطويل األثر ,وأما بطور فهو رابع اسمه ،وأما نوقس فهو سمي عمه ,وأما قيذمو فهو المفقود من أبيه وأمه ,ألغائب بأمر هللا وعلمه والقائم بحكمه)1(.
وروى النعماني رحمه هللا في كتاب الغيبة ,عن ابن عقدة ,عن علي بن الحسن, عن محمد بن علي ،عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ,عن منصور بن يونس بن بزرج ،عن حمزة بن حمران ،عن سالم األشل ،قال :سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر "عليه السالم" يقول :نظر موسى بن عمران "عليه السالم" في السفر األول إلى ما يعطى قائم آل محمد من التمكين والفضل ,فقال موسى :رب اجعلني قائم آل محمد ,فقيل له :إن ذاك من ذرية أحمد ,ثم نظر في السفر الثاني فوجد فيه مثل ذلك ،فقال مثله،فقيل له مثل ذلك)2(.
وفي الجزء الثاني من المقتضب للشيخ أحمد بن عياش :قال حدثني ثوابة بن أحمد الموصلي ,قال :حدثني الحسن بن أحمد بن حازم المصيصي ,قال :حدثني حاجب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مقتضب األثر ألحمد بن عياش الجوهري:ص ,29-28الجزء الثاني من مقتضب األثر في األئمة أالثني عشر. -2كتاب الغيبة للنعماني:ج 1ص 240ح ,34باب 13ما روي في صفته و سيرته و فعله و ما نزل من القرآن فيه "ع" ,في فضله"ص".
435
بن سليمان أبو موزج الصيدوي ،قال :لقيت ببيت المقدس عمران بن خاقان الوافد إلى المنصور المنصوب على يهود الجزيرة وغيرها أسلم على يد أبى جعفر المنصور ،وكان قد حج اليهود ببيانه وكانوا إال يستطيعون جحده لما في التورية من عالمات رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" والخلفاء من بعده ,فقال لي يوما :يا أبا موزج انا نجد في التورية ثلثة عشر اسما منها محمد "صلى هللا عليه وآله"، واثنى عشر من بعده من أهل بيته ,هم أوصيائه وخلفائه مذكورون في التورية ليس فيهم القائمون بعده ,من تيم وال عدى وال بنى أمية ,وأين ألظن ما يقوله هذه الشيعة حقا ؟ قلت :فأخبرني به ،قال :لتعطيني عهد هللا وميثاقه ان ال تخبر الشيعة بشئ من ذلك فيظهروه على؟ قلت :وما تخاف من ذلك ؟ والقوم من بني هاشم! قال :ليست أسمائهم أسماء هؤالء ,بل هم من ولد األول منهم ،وهو محمد "صلى هللا عليه وآله" ومن بقيته في األرض من بعده ،فأعطيته ما أراد من المواثيق، وقال لي :حدث به بعدي إن تقدمتك وإال فال عليك أن ال تخبر به أحدا ،قال: نجدهم في التورية شموعل شما عسحوا وهي بيرختى ايثوا بمايذيثم عوشود بستم بوليد وبشير العوى قوم لوم كود ودعان ال مذبور وهومل ,قال :وفى التورية إن شموعل يخرج من صلبه ابن مبارك صلواتي عليه وقدسي ،يلد اثنى عشر ولدا يكون ذكرهم باقيا إلى يوم القيمة ،وعليهم القيمة تقوم ,طوبى لمن عرفهم بحقيقتهم)1(.
وأخرج الصدوق في أماليه بإسناده عن جابر بن عبد هللا األنصاري ,قال :قال النبي "صلى هللا عليه وآله" :إن هللا تبارك وتعالى اصطفاني واختارني ,إلــــى أن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مقتضب األثر ألحمد بن عياش الجوهري:ص ,40-39الجزء الثاني من مقتضب األثر في األئمة أالثني عشر. 436
قال :فجعل هللا لي عليا وزيرا وأخا ,وذكر بعض مناقبه ,وقال :واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي ,وقد تقدم شطر من مناقبهما فيه في رواية المسعودي في إثبات الوصية ,وفيه :بإسناده عن الصادق "عليه السالم" عن آباءه عن أمير المؤمنين "عليه السالم" قال :قال لي رسول هللا "صلى هللا عليه واله" على منبره :يا علي , وذكر "صلى هللا عليه واله" من فضائله شطرا منها :يا علي ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير الخبر)1(.
وقال الجليل محمد بن إبراهيم النعماني تلميذ الكليني في كتاب الغيبة :أقرأني عبد الحليم بن الحسين السمري رحمه هللا ما أماله عليه رجل من اليهود بأرجان يقال له الحسين بن سليمان من علماء اليهود بها من أسماء األئمة"عليهم السالم" بالعبرانية وعدتهم وقد أثبته على لفظه ،وكان فيما قرأه :أنه يبعث من ولد إسماعيل في التوراة اشموعيل يسمى مابد يعني محمدا "صلى هللا عليه وآله" يكون سيدا ،ويكون من آله اثنا عشر رجال أئمة وسادة يقتدى بهم ،وأسماءهم: تقوبيت ,فيذوا ,ذبيرا ,مفسورا ,مسموعا ,دوموه ,ثبو ,هذار ,يثمو ,بطور ,نوقس, قيدموا ,وسئل هذا اليهودي عن هذه األسماء في أي صورة هي ؟ فذكر أنها في مشلى سليمان يعني في قصة سليمان"عليه السالم")2(.
قلت :المراد بالتوراة في هذا الخبر إما معناه اآلخر الذي أشرنا إليه في أول الدليل األول ,أو المراد بقصة سليمان هي السورة التي اخبر هللا تعالى فيها بوجوده وأنه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االمالي للصدوق :ص , 657ح,2/891المجلس الثالث والثمانون. -2كتاب الغيبة للنعماني:ج 1ص 109-108ح,38باب " "4ما روي في أن األئمة اثنا عشر إماما و أنهم من هللا و باختياره,فصل في ما روي أن األئمة اثنا عشر من طريق العامة و ما يدل عليه من القرآن و التوراة.
437
يأتي بعد موسى "عليهما السالم" كما أخبر عن نبينا "صلى هللا عليه واله" فيــــــه كذلك فإنه بعث بعد موسى بمدة تقرب من ألف سنة . ثم قال النعماني:وقرأ منها أيضا قوله :وليشمعيل شمعتيخا هنيي برختي اوتو وهيفريتي وهيريتي اتو بميئد مئدشنيم عاسار نسيئيم يولد وتتتو لغوي غادل,وقال: تفسير هذا الكالم :أنه يخرج من صلب إسماعيل ولد مبارك,عليه صالتي وعليه رحمتي ،يلد من آله اثنا عشر رجال يرتفعون ويبجلون ،ويرتفع اسم هذا الرجل ويجل ويعلو ذكره ،وقرئ هذا الكالم والتفسير على موسى بن عمران بن زكريا اليهودي فصححه ،وقال :فيه إسحاق بن إبراهيم بن بختويه بحسون اليهودي الفسوي مثل ذلك ,وقال سليمان بن داود النوبنجاني مثل ذلك)1(.
وباإلسناد المتقدم في خبر المباهلة :ثم صار القوم إلى ما نزل على موسى "صلى هللا عليه وآله" فألفوا في السفر الثاني من التوراة ,إني باعث في األميين من ولد إسماعيل رسوال أنزل عليه كتابي وابعثه بالشريعة القيمة إلى جميع خلقي ,أوتيته حكمتي وأيدته بمالئكتي وجنودي يكون ذريته من ابنة له مباركة باركتها ثم من شبلين لهما كإسماعيل وإسحاق ،أصلين لشعبتين،عظيمتين أكثرهم جدا جدا ,يكون منهم اثنى عشر فيما أكمل بمحمد "صلى هللا عليه وآله" وبما أرسله به من بالغ وحكمة ديني واختم به أنبيائي ورسلي فعلى محمد "صلى هللا عليه وآله" وأمته تقوم الساعة)2(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب الغيبة للنعماني:ج 1ص 109-108ح,38باب " "4ما روي في أن األئمة اثنا عشر إماما و أنهم من هللا و باختياره,فصل في ما روي أن األئمة اثنا عشر من طريق العامة و ما يدل عليه من القرآن و التوراة. -2إقبال اإلعمال البن طاووس:ج 2ص ,340-339الباب السادس فيما يتعلق بمباهلة سيد أهل الوجود لذوي الجحود. 438
وروى الصدوق في الباب التاسع والعشرين من توحيده مسندا عن عبد الرحمن بن األسود,عن جعفر بن محمد ,عن أبيه عليهما السالم ,قال :كان لرسول هللا "صلى هللا عليه وآله" صديقان يهوديان ،قد آمنا بموسى رسول هللا ،وأتيا محمدا رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" و سمعا منه ،وقد كانا قرءا التوراة وصحف إبراهيم وموسى "عليهما السالم" ،وعلما علم الكتب األولى ،فلما قبض هللا تبارك وتعالى رسوله "صلى هللا عليه وآله" ,أقبال يسأالن عن صاحب األمر بعده، وقاال :إنه لم يمت نبي قط إال وله خليفة يقوم باألمر في أمته من بعده ,قريب القرابة إليه من أهل بيته ,عظيم الخطر ,جليل الشأن ,فقال أحدهما لصاحبه :هل تعرف صاحب األمر من بعد هذا النبي ؟ قال اآلخر :ال أعلمه إال بالصفة التي أجدها في التوراة ،وهو األصلع المصفر ،فإنه كان أقرب القوم من رسول هللا, فلما دخال المدينة وسأال عن الخليفة أرشدا إلى أبي بكر ,فلما نظرا إليه قاال :ليس هذا صاحبنا ,ثم قاال له :ما قرابتك من رسول هللا "صلى هللا عليه وآله وسلم"؟، قال :إني رجل من عشيرته وهو زوج ابنتي عائشة ،قاال :هل غير هذا ؟ قال: ال ،قاال :ليست هذه بقرابة,قال :فأخبرنا أين ربك؟ قال :فوق سبع سماوات ،قاال: هل غير هذا؟ قال :ال ,قاال :دلنا على من هو أعلم منك ،فإنك أنت لست بالرجل الذي نجد صفته في التوراة أنه وصي هذا النبي وخليفته,قال :فتغيظ من قولهما وهم بهما ،ثم أرشدهما إلى عمر وذلك أنه عرف من عمر أنهما إن استقباله بشئ بطش بهما،
فلما أتياه قاال :ما قرابتك من هذا النبي ؟ قال :أنا من عشيرته,
وهو زوج ابنتي حفصة ،قاال:هل غير هذا ؟ قال:ال ،قاال :ليست هذه بقرابة ,و ليست هذه الصفة التي نجدها في التوراة,ثم قاال له فأين ربك ؟ قال:فوق سبع سماوات ،قاال :هل غير هذا ؟ قال:ال ،قاال :دلنا على من هو أعلم منك ، فأرشدهما إلى علي صلوات هللا عليه فلما جاءاه فنظرا إليه قال أحدهما لصاحبه: 439
إنه الرجل الذي نجد صفته في التوراة أنه وصي هذا النبي وخليفته وزوج ابنته و أبو السبطين والقائم بالحق من بعده ,ثم قاال لعلي "عليه السالم":أيها الرجل ما قرابتك من رسول هللا ؟ قال :هو أخي ،وأنا وارثه ووصيه وأول من آمن به،وأنا زوج ابنته فاطمة ،قاال له :هذه القرابة الفاخرة والمنزلة القريبة ،وهذه الصفة التي نجدها في التوراة ,ثم قاال له :فأين ربك عز وجل؟ قال لهما علي عليه الصالة والسالم :إن شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبيكما موسى "عليه السالم" ،وإن شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبينا محمد "صلى هللا عليه وآله" ،قاال :أنبئنا بالذي كان على عهد نبينا موسى "عليه السالم" ,قال علي "عليه السالم" :أقبل أربعة أمالك :ملك من المشرق ،وملك من المغرب ،وملك من السماء،وملك من األرض ،فقال صاحب المشرق لصاحب المغرب :من أين أقبلت ؟ قال :أقبلت من عند ربي,وقال صاحب المغرب لصاحب المشرق :من أين أقبلت ؟ قال :أقبلت من عند ربي ,وقال النازل من السماء للخارج من األرض :من أين أقبلت ؟ قال: أقبلت من عند ربي,وقال الخارج من األرض للنازل من السماء :من أين أقبلت ؟ قال :أقبلت من عند ربي ,فهذا ما كان على عهد نبيكما موسى عليه السالم ,وأما ما كان على عهد نبينا محمد "صلى هللا عليه وآله" فذلك قوله في محكم كتابه:
﴿ َما يَ ُك ُ س ُه ْم َو َال سا ِد ُ س ٍّة ِإ َّال ُه َو َ ون ِم ْن ن َْج َو ٰى ثَ َالثَ ٍّة إِ َّال ُه َو َرابِعُ ُه ْم َو َال خ َْم َ ك َو َال أ َ ْكث َ َر ِإ َّال ُه َو َمعَ ُه ْم أَيْنَ َما َكانُوا﴾ المجادلة ,7:قال اليهوديان: أَ ْدن َٰى ِم ْن ٰذَ ِل َ فما منع صاحبيك أن يكونا جعالك في موضعك الذي أنت أهله ؟ فوالذي أنزل التوراة على موسى إنك ألنت الخليفة حقا ,نجد صفتك في كتبنا.الخبر)1(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1التوحيد للصدوق:ص,181-180ح ,15باب نفي المكان والزمان والسكون والحركة والنزول والصعود واالنتقال عن هللا عز وجل. 440
وفي البحار( )1عن مناقب ابن شهر اشوب )2(,عن أبي بكر الشيرازي فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه السالم ,عن مقاتل ,عن عطاء في قوله تعالى: اب﴾ هود )3(,110:كان في التوراة :يا موسى غني سى ْال ِكتَ َ ﴿ َولَقَ ْد آتَ ْينَا ُمو َ اخترتك ووزيرا هو أخوك يعني هارون ألبيك وأمك كما اخترت لمحمد اليا هو اخوه ووزيره ووصيه والخليفة من بعده ,طوبى لكما من أخوين ,وطوبى لهما من أخوين ,اليا أبو السبطين الحسن والحسين ومحسن الثالث من ولده كما جعلت ألخيك هارون شبرا وشبيرا ومشبرا. وفي خبر الراوندي في الخرائج كما يأتي عن الرضا "عليه السالم" ,قال لرأس الجالوت :بحق العشر اآليات التي أنزلها هللا على موسى بن عمران "عليه السالم" في التوراة ،هل تجد صفة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين في التوراة منسوبين إلي العدل والفضل ؟ قال :نعم ,ومن جحد هذا فهو كافر بربه وأنبيائه ,قال له الرضا "عليه السالم" :فخذ أالن علي سفر كذا من التوراة ,فأقبل الرضا "عليه السالم" يتلو التوراة ،وأقبل رأس الجالوت يتعجب من تالوته وبيانه ,وفصاحته ولسانه حتى إذا بلغ ذكر محمد ,قال رأس الجالوت :نعم ،هذا أحماد وبنت أحماد وإليا وشبر وشبير ،وتفسيره بالعربية :محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ,فتال الرضا "عليه السالم" السفر إلى تمامه الخبر)4(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار للمجلسي:ج 28ص,145ح,112باب جوامع األخبار الدالة على إمامته من طرق الخاصة والعامة. -2مناقب ابن شهر اشوب:ج 2ص ,255فصل :في انه أمير المؤمنين والوزير واألمين. -3وردت اآلية خطأ هكذا" :ولو أتينا موسى الكتاب",والصحيح كما أثبتناه أعاله, والخطأ ورد أيضا في المناقب. -4الخرائج والجرائح للراوندي:ج 1ص,346ح ,6الباب التاسع في معجزات اإلمام المظلوم المسموم علي بن موسى الرضا عليه السالم. 441
ورواه أيضا صاحب الثاقب في المناقب)1(.
اب﴾ هود ,110:التوراة سى ْال ِكتَ َ وفي تفسير اإلمام "عليه السالم"َ ﴿ :ولَقَ ْد آتَ ْينَا ُمو َ المشتمل على أحكامنا ،وعلى ذكر فضل محمد وعلي وآلهما الطيبين ,وإمامة علي بن أبي طالب "عليه السالم" وخلفائه بعده ،وشرف أحوال المسلمين له، وسوء أحوال المخالفين عليه)2(.
وفي كنز الفوائد للشيخ شرف الدين الغروي )3(,نقال عن خط الشيخ أبي جعفر الطوسي من كتاب مسائل البلدان )4(,رواه بإسناده عن أبي محمد الفضل بن شاذان ,يرفعه إلى جابر بن يزيد الجعفي ,عن رجل من أصحاب أمير المؤمنين"عليه السالم" قال :دخل سلمان على أمير المؤمنين فسأله عن نفسه؟ فقال :يا سلمان أنا الذي دعيت األمم كلها إلى طاعتي فكفرت فعذبت بالنار ,وأنا خازنها عليهم حقا أقول يا سلمان :إنه ال يعرفني أحد حق معرفتي إال كان معي في المال األعلى ,قال :ثم دخل الحسن والحسين "عليهما السالم" ,فقال :يا سلمان هذان شنفا عرش رب العالمين ,وبهما تشرق الجنان ,وأمهما خيرة النسوان ,أخذ هللا على الناس الميثاق بي فصدق من صدق وكذب من كذب فهو في النار ,وأنا الحجة البالغة والكلمة الباقية ,وأنا سفير السفراء ،قال سلمان :يا أمير المؤمنين لقد وجدتك في التوراة كذلك وفي اإلنجيل كذلك .الخبر)5(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الثاقب في المناقب ألبي حمزة الطوسي:ص ,192فصل:في ظهور آيات آصف بن برخيا وصي سليمان بن داود مما ذكره هللا تعالى في القرآن. -2تفسير اإلمام العسكري:ص 371ح,260سورة البقرة. 87: -3لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور. -4ولم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور ايضا. -5تأويل اآليات لالسترابادي:ج 1ص,494-493سورة ص وما فيها من اآليات في األئمة الهداة,نقال عن خط الشيخ أبي جعفر الطوسي من كتاب مسائل البلدان. 442
قلت :قد نسبنا هذا الخبر في كتابنا المسمى بنفس الرحمن إلى العالمة الكراجكي في كنزه وهو من طغيان القلم وقد تنبهت بذلك بعد انتشار النسخ . وفي تاسع البحار( )1عن مناقب بان شهر اشوب )2(,عن بعض األصول ,قال سلمان :والذي نفسي بيده لو أخبرتكم بفضل علي في التوراة لقالت طائفة منكم إنه لمجنون ,ولقالت طائفة أخرى اللهم اغفر لقاتل سلمان. وفيه,عن جابر األنصاري قال :يا رسول هللا وجدت في التوراة أيقظوا شبرا وشبيرا ,فلم أعرف أساميهم ,فكم بعد الحسين من األوصياء وما أساميهم ؟ فقال: تسعة من صلب الحسين والمهدي منه.الخبر )3(.وفيه عن مجالس المفيد علي بن بالل ،عن العباس بن الفضل ،عن علي بن سعيد الرازي ،عن محمد بن أبان، عن محمد بن تمام بن سابق ,عن عامر بن سار ,عن أبي الصباح ،أبي همام عن كعب الخير ,قال :جاء عبد هللا بن سالم إلى رسول هللا"صلى هللا عليه وآله" قبل أن يسلم فقال :يا رسول هللا ما اسم علي فيكم ؟ فقال له النبي"صلى هللا عليه وآله":عندنا الصديق األكبر ,فقال عبد هللا :أشهد أن ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا إنا لنجد في التوراة :محمد نبي الرحمة وعلي مقيم الحجة)4(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار:ج 38ص,47ح ,4باب" "58ذكره في الكتب السماوية وما بشر السابقون به وبأوالده المعصومين "ع" . -2مناقب ابن شهر اشوب:ج 2ص ,91-90فصل في ذكره في الكتب,باب ذكره عن الخالق وعند المخلوقين) -3مناقب ابن شهر اشوب:ج 1ص ,254فصل :فيما روته الخاصة,وبحار األنوار للمجلسي:ج 36ص 271ح ,92باب" "41نصوص الرسول صلى هللا عليه وآله عليهم السالم. -4مناقب ابن شهر اشوب:ج 2ص,286باب تعريف باطنه"ع" ,في انه الشاهد والشهيد ,وبحار األنوار للمجلسي:ج 38ص,51ح ,7باب" "58ذكره في الكتب السماوية وما بشر السابقون به وبأوالده المعصومين "ع" ,االمالي للمفيد:ص106 ح,6المجلس الثاني عشر) 443
وفي كتاب الروضة للشيخ الفقيه شاذان بن جبريل القمي الحديث الثاني عشر, باإلسناد يرفعه إلى عبد هللا بن أبي ،عن رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" أنه قال: إنه لما فتحت خيبر ،قالوا له إن بها حبرا قد مضى له من العمر مائة سنة ,وعنده علم التوراة فأحضر بين يديه ،فقال له :أصدقني بصورة اسمي في التوراة ,وإال ضربت عنقك ,قال :فانهملت عيناه بالدموع وقال له :إن صدقتك قتلني قومي, وإن كذبتك قتلتني أنت ,فقال له :قل وأنت في أمان هللا وأماني ،قال له الحبر: أريد الخلوة بك ،قال :لست أريد إال أن تقول جهرا ,قال :إن في سفر من أسفار التوراة اسمك وابنتك وأتباعك ،وإنك تخرج من جبل فاران ،وهو جبل عرفات، وينادونك بأسمائك على كل منبر ،ورأيت في عالمتك بين كتفيك خاتم مختم به, أي ال نبي من بعدك ,ومن ولدك إحدى عشر نقيبا يخرجون من ابن عمك، واسمه علي ,ويبلغ اسمك المشرق والمغرب ،وتفتح خيبر ،وتبلغ بابها ،ثم يعبر الجيش على الكف والزند،لئن كان فيك هذه الصفات ,آمن بك ,وأسلمت على يديك ،قال رسول هللا"صلى هللا عليه وآله" :يا حبر ،أما الشامة فهي لي ،ثم كشفها ،وأما العالمة فهي لناصري علي بن أبي طالب"عليه السالم" وقال :أنت قاتل مرحب األعظم ؟ قال :بل األحقر ,أنا جدلته بحول هللا وقوته ,أنا معبر الجيش على كفي وزندي ,قال :فعند ذلك قال :مد يدك فأنا أشهد أن ال إله إال هللا ,وأن محمدا رسول هللا ,أنك معجزته وأنه يخرج منك أحد عشر نقيبا ,فاكتب لي عهدا ولقومي ,فإنهم كنقباء بني إسرائيل ,أبناء يعقوب"عليه السالم" ,فكتب له بذلك عهد)1(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الروضة لشاذان القمي:ص,167-166حديث علي في التوراة.
444
وروي فيه وفي كتاب الفضائل :أن اسم علي "عليه السالم" في التوراة إليا)1(,
وفيه وفي غيره في حديث الهام بن الهيم بن القيس بن إبليس ,أن النبي"صلى هللا عليه وآله" ,قال له :هل تعرف وصيي ؟ قال :إذا نظرت إليه عرفته ,واسمه الذي قرأته في الكتب ,إلى أن قال :والذي بعثك بالحق نبيا إن اسمك في التوراة: ميد ميد )2(,واسم وصيك :إليا ,قال :فما معنى اسم وصيي في التوراة إليا ؟ قال: إنه الولي من بعدك.الخبر()3
وروى الصدوق في معاني األخبار مسندا عن الباقر "عليه السالم" ,قال :خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات هللا وسالمه عليه بالكوفة بعد منصرفه من النهروان ,وذكر الخطبة ,وفيها :أنا اسمي في التوراة برئ )4(.قال الصدوق: أي برئ من الشرك )5(.وروى الخطبة عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى وفيها :بريها بدل بريا)6(.
وفي أمالي الصدوق بإسناده عن الحسن بن علي"عليهما السالم" ،قال :جاء نفر من اليهود إلى رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" ,إلى أن قال :قال اليهودي: فأخبرني عن السادسة عن خمسة أشياء مكتوبات في التوراة ,وساقه إلى أن قال: فقال النبي "صلى هللا عليه وآله" :أول ما فـــي التوراة مكتوب محمد رسول هللا, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الفضائل لشاذان القمي:ص,175الخاتمة. -2جاء"مئد مئد" في المصدر. -3الروضة لشاذان القمي:ص ,222-218حديث الهام بن الهيم بن القيس بن إبليس. -4معاني اإلخبار للصدوق:ص,59ح ,9باب معاني أسماء محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين"ع". -5معاني اإلخبار للصدوق :ص ,60أقول :والقول لجابر ينقله الصدوق. -6بشارة المصطفى لمحمد بن علي الطبري:ص ,33خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "ع" بالكوفة عند منصرفه من النهروان. 445
وهي بالعبرانية :طلب ,ثم تال رسول هللا هذه اآليةَ ﴿ :ي ِجدُونَهُ َم ْكتُوبًا ِع ْندَ ُه ْم فِي اإل ْن ِجي ِل ﴾ األعرافَ ﴿ ,157:و ُمبَ ّ سو ٍّل يَأْتِي ِم ْن بَ ْعدِي ا ْس ُمهُ ش ًِرا ِب َر ُ الت َّ ْو َراةِ َو ْ ِ أ َ ْح َمدُ ﴾ الصف ,6:وفي السطر الثاني اسم وصيي علي بن أبي طالب"عليه السالم" ،والثالث والرابع سبطي الحسن والحسين ,وفي السطر الخامس أمهما فاطمة سيدة نساء العالمين ,وفي التوراة اسم وصيي أليا واسم سبطي شبر وشبير, وهما نورا فاطمة ,فقال اليهودي :صدقت يا محمد)1(.
وعن مناقب ابن شهر اشوب عن كتاب األنوار :أن اسم علي في التوراة إيليا ,إلى غير ذلك من األخابر المودعة في كتب األخيار )2(.
التوراة المحرفة المتداولة بين الناس. في النسخة التي عندي بالعربية وعليها خط بعض العلماء ,وأظنه القاضي سعيد القمي في الفصل العشرين من السفر األول ,وهو سفر التكوين )3(,هكذا قال هللا إلبراهيم :سارى زوجتك ال تسمها ,سارى بل سمها ساره فإني أبارك فيها وأعطي منها لك ابنا وأباركها ,ويكون منها أمة وملوك الشعب ,منها يخرجون فوقع إبراهيم على وجهيه وضحك وقال في قلبه :أال ابن مائة سنة يولد أو سارة ابنة تسعين سنة تلد ؟ فقال إبراهيم :هللا ليت إبراهيم يجيء بين يديك ,فقال هللا: لكن سارة زوجتك ستلد لك ابنا تسميه إسحاق ,وأثبت عهدي معه عهدا مؤبدا ومع نسله بعده ,وقد سمعت قولك في إسماعيل ,وها أنا مبارك فيه وأثمره وأكثره جدا جدا ,ويولد اثني عشر شريفا واجعل منه أمة عظيمة الخ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االمالي للصدوق,259:المجلس الخامس والثالثون. -2مناقب ابن شهر اشوب:ج 3ص,67باب فيه النكت واللطائف. -3لم أقف على نسخة مطبوعة من هذا كتاب. 446
وأما النسخة العبرانية على ما نقله العالمة المجلسي رحمه هللا في تاسع البحار عن جماعة من الثقات من أهل الكتاب ,ونقله عنها الفاضل الحاج المولى رضا الهمداني في مفتاح النبوة )1(.وقال :إنه في الفصل السابع عشر من باراش لخلخا ,والشيخ أوب الحسن الشريف في ضياء العالمين في تفسيره مرآة األنوار فهكذا" :وليشمعيل شمعتيك هينه برختي اوتو وهيفريتي اوتو وهيبريتى اوتو بماود ماود شنيم عاسار نسيئيم يوليدو نتيتو لكوى كدول" .قال في البحار: وسمعتهم يترجمونه هكذا :ومن إسماعيل أسمعتك أني باركت إياه وأوفرت إياه وأكثرت إياه في غاية الغاية اثني عشر رؤساء يولدون ,ووهبته قوما عظيما, أقول :يظهر من األخبار أن "مادماد" اسم محمد "صلى هللا عليه وآله" بالعبرانية, أي أكثرت نسل إسماعيل بسبب محمد "صلى هللا عليه وآله" فحرفوه لفظا ومعنى ,وعلى ما ذكروه أيضا المراد بغاية الغاية هو النبي "صلى هللا عليه وآله" ,ألنه في غاية الغاية من الكمال .انتهى )1(.وذكر األخير عن بعض من أسلم من علمائهم ترجمة كل كلمة منها بما ال حاجة لنا إلى نقلها . وفي غيبة النعماني :فمما ثبت في التوراة مما يدل على األئمة االثني عشر"عليهم السالم" ما ذكره في السفر األول فيها من قصة إسماعيل بعد انقضاء قصة سارة, وما خاطب هللا تعالى به إبراهيم في أمرها وولدها قوله عز وجل :وقد أجبتك دعائك في إسماعيل,وقد سمعتك ما باركته ,وسأكثره جدا جدا ,وسيلد اثني عشر عظيما أجعلهم أئمة كشعب عظيم)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور. -2بحار األنوار للمجلسي:ج 36ص,215-214ح ,15باب " "40نصوص هللا عليهم من خبر اللوح والخواتيم ،وما نص به عليهم في الكتب السالفة وغيرها. -3الغيبة للنعماني:ج 1ص,106الباب الرابع ,فصل فيما روي أن األئمة اثنا عشر من طريق العامة ،وما يدل عليه من القرآن والتوراة 447
كتاب يوشع بن نون وصي موسى "عليهما السالم". السيد بن طاووس في مهج الدعوات عن كتاب فضل الدعاء لسعد بن عبد هللا القمي بإسناده إلى الرضا "عليه السالم" ,قال :وجد رجل من الصحابة صحيفة فأتى بها رسول هللا"صلى هللا عليه واله" فنادي الصالة جامعة ,فما تخلف احد ذكر وال أنثى ,فرقي المنبر فقرأها فإذا كتاب يوشع بن نون وصي موسى وأذن فيها وان ربكم لروف رحيم إال إن خير عباد هللا التقي الخفي ,وان شر عباد هللا المشار إليه باألصابع ,فمن أحب إن يكتال بالمكيال األوفى ,وان يؤدي الحقوق التي انعم هللا بها عليه ,فليقل في كل يوم :سبحان هللا كما ينبغي هلل ,وال اله إال هللا كما ينبغي هلل وال حول وال قوة إال باهلل وصلى هللا على محمد وعلى أهل بيت النبي األمي وعلى جميع المرسلين والنبيين حتى يرضى هللا ,ونزل رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وقد الحوا في الدعاء فصبر هنيئة ثم رقى المنبر ,فقال :من أحب إن يعلوا ثناؤه على ثناء المجاهدين ,فليقل هذا القول في كل يوم يكتب في اللوح المحفوظ)1(.
زبور داوود على نبينا واله وعليه السالم. في خبر هام المتقدم ,قال هام :واسمك في الزبور ماح ماح محى بك كل كفر وشرك واسم وصيك فيها قاروطيا ,إلى أن قال صلوات هللا عليه واله :فما معنى اسمه في الزبور قاروطيا ؟ قال :حبيب ربه)2(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مهج الدعوات ومنهج العبادات البن طاووس:ج 1ص,310-309ذكر ما اختاره من األدعية المتفرقة من الكتاب,ومن ذلك دعاء يوشع بن نون وصي موسى"ع". -2الروضة لشاذان القمي:ص ,222حديث الهام بن الهيم بن القيس بن إبليس.
448
وفي معاني األخبار( )1وبشارة المصطفى( )2في خطبة أمير المؤمنين "عليه السالم" :أنا اسمي في الزبور أريا)3(.
وعن مناقب ابن شهر اشوب عن كتاب األنوار أن اسمه "عليه السالم" في الزبور أريا)4( .
وفي كتاب الروضة( )5والفضائل( )6لشاذان بن جبريل القمي أن اسمه "عليه السالم" في الزبور فريا. وفي خبر الراوندي اآلتي ,فتال الرضا "عليه السالم" السفر األول من الزبور حتى انتهى إلى ذكر محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ,فقال :سألتك يا رأس الجالوت بحق هللا أهذا في زبور داود؟ ولك من األمان والذمة والعهد ما قد أعطيته الجاثليق ,فقال رأس الجالوت :نعم هذا بعينه في الزبور بأسمائهم. الخبر)7(.
وفي تفسير علي بن ابراهيم في قوله تعالىَ ﴿ :ولَقَ ْد َكتَ ْبنَا فِي َّ ور﴾ الزبُ ِ األنبياء ,105:اآلية ,قال :وأنزل عليه الزبور فيه توحيد وتمجيد ودعاء وأخبار ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1معاني اإلخبار للصدوق:ص,59ح ,9باب معاني أسماء محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين"ع". -2بشارة المصطفى لمحمد بن علي الطبري:ص ,33خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "ع" بالكوفة عند منصرفه من النهروان. -3أقول :وجاء االسم في مصدري المعاني والبشارة "أري" وليس "أريا". -4مناقب ابن شهر اشوب:ج 3ص,67باب فيه النكت واللطائف. -5الروضة لشاذان القمي:ص ,233حديث علي في التوراة واالنجيل. -6الفضائل لشاذان القمي:ص ,175في الخاتمة,وجاء االسم في المصدر"قريا" بالقاف. -7الخرائج والجرائح للراوندي:ج 1ص,346ح ,6الباب التاسع في معجزات اإلمام المظلوم المسموم علي بن موسى الرضا عليه السالم.
449
رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" وأمير المؤمنين "عليه السالم" واألئمة "عليهم السالم" من ذريتهما "عليهم السالم" وأخبار الرجعة والقائم "عليه السالم")1(.
كتاب دانيال عليه السالم. قال السيد الجليل رضي الدين علي بن طاووس قدس سره في كتاب كشف المحجة ما لفظه :ووقفت أنا على كتاب دانيال المختصر من كتاب المالحم ,وهو عندنا اآلن يتضمن ما يقتضي أن أبا بكر وعمر كانا عرفا من كتاب دانيال ,وكان عند اليهود حديث ملك النبي "صلى هللا عليه وآله" ووالية رجل من تيم ورجل من عدي بعده دون وصيه أبيك( ))2علي "عليه السالم" وصفتهما ,فلما رأيا الصفة في محمد جدك "صلى هللا عليه وآله" تبعاه وأسلما معه طلبا للوالية التي ذكرها دانيال في كتابه)3(.
وفي اإلنجيل الموجود اآلن بين يدي أهل الكتاب في الفصل التاسع منه على ما نقله سيف األمة ما معناه :أن جبرئيل أخبر دانيال بأنه يبعث بعد سنين نبي األنبياء ,ويبني اإلسالم مرة أخرى ,ووصيه يصير شهيد وليس من أمته من أنكره)4(.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير القمي:ج 2ص,126سورة النمل. -2الكاف في أبيك تعود البن المؤلف محمد بن طاووس كون الكتاب من وصياه لولده قراءة كتاب المفضل بن عمر واالهليجية الذي الذي أمالها اإلمام الصادق"ع". -3كشف المحجة البن طاووس:ص,61الفصل السادس والثمانون. -4لم أقف على نسخة مطبوعة من كتاب سيف األمة للنراقي.
450
اإلنجيل المنزل على روح هللا عيسى على نبينا واله وعليه الصالة والسالم. في األمالي في الخبر المتقدم عن النبي "صلى هللا عليه واله" أنه قال :يا علي ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير ،و كذلك في اإلنجيل, فسل أهل اإلنجيل وأهل الكتاب عن إليا يخبروك مع علمك بالتوراة واإلنجيل وما أعطاك هللا عز وجل من علم الكتاب ،وإن أهل اإلنجيل ليتعاظمون إليا وما يعرفونه ،وما يعرفون شيعته ,وإنما يعرفونهم بما يجدونهم في كتبهم)1(.
وفيه في المجلس السادس واألربعون :حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ,قال: حدثنا عبد العزيز ابن يحيى الجلودي ,قال )2(:هشام بن جعفر ,عن حماد ,عن عبد هللا بن سليمان ,وكان قارئا للكتب ,قال :قرأت في اإلنجيل :يا عيسى جد في أمري وال تهزل ،واسمع وأطع يا بن الطاهرة الطهر البكر البتول ،أتيت من غير فحل،أنا خلقتك آية للعالمين ،فإياي فاعبد ,وعلي فتوكل ,خذ الكتاب بقوة ,فسر ألهل سوريا السريانية ،وبلغ من بين يديك أني أنا هللا الدائم الذي ال أزول، صدقوا النبي"صلى هللا عليه وآله" األمي صاحب الجمل والمدرعة والتاج وهي العمامة
والنعلين والهراوة وهي القضيب األنجل العينين ,الصلت الجبين،
الواضح الخدين ,األقنى االنف ,المفلج الثنايا ،كأن عنقه إبريق فضة ،كأن الذهب يجري في تراقيه ،له شعرات من صدره إلى سرته ،ليس على بطنه وال علـــــى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االمالي للصدوق :ص , 657ح,2/891المجلس الثالث والثمانون. -2أقول :في المصدر" :حدثنا محمد بن عطية ,قال :حدثنا عبد هللا بن عمرو بن سعيد البصري ,قال :حدثنا" ,ويبدو إن المصنف لم يذكر ذلك لعدم وجوده في نسخة االمالي قبل تحقيقيها! وهذا ما أشار آليه محقق االمالي في الحاشية قائال :أثبتناه من كمال الدين ،18 / 159 :وللسند نظائر في الخصال,80 / 59 :وكمال الدين,1/385: و.5/392
451
صدره شعر ،أسمر اللون ،دقيق المسربة ،شثن الكف والقدم ,إذا التفت التفت جميعا ,وإذا مشى كأنما يتقلع من الصخرة وينحدر من صبب ,وإذا جاء مع القوم بذهم ،عرقه في وجهه كاللؤلؤ وريح المسك ينفح منه ,لم ير قبله مثله وال بعده, طيب الريح ،نكاح النساء ذو النسل القليل ،إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة ،ال صخب فيه وال نصب ،يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك ،لها فرخان مستشهدان ،كالمه القرآن ،ودينه اإلسالم ،وأنا السالم ,طوبى لمن أدرك زمانه ،وشهد أيامه ،وسمع كالمه ,قال عيسى"عليه السالم" :يا رب ،وما طوبى؟ قال :شجرة في الجنة ,أنا غرستها ,تظل الجنان ,أصلها من رضوان ,ماؤها من تسنيم ،برده برد الكافور ،وطعمه طعم الزنجبيل ,من يشرب من تلك العين شربة ال يظلما بعدها أبدا ,فقال عيسى"عليه السالم" :اللهم اسقني منها ,قال :حرام يا عيسى على البشر أن يشربوا منها ,حتى يشرب ذلك النبي ،وحرام على األمم أن يشربوا منها حتى تشرب أمة ذلك النبي ،أرفعك إلي ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب ,ولتعينهم على العين الدجال ,أهبطك في وقت الصالة لتصلي معهم إنهم أمة مرحومة)1(.
وفي معاني األخبار وبشارة المصطفى في خطبة أمير المؤمنين عليه السالم :أنا اسمي في اإلنجيل "إليا" فهو علي بلسان العرب)2(.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االمالي للصدوق :ص , 347-345ح , 10/ 418المجلس السادس واألربعون. -2معاني اإلخبار للصدوق:ص,60ح ,9باب معاني أسماء محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين"ع" ,وبشارة المصطفى لمحمد بن علي الطبري:ص,34-33 خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "ع" بالكوفة عند منصرفه من النهروان.
452
وفي كتاب الروضة( )1والفضائل( )2ومناقب ابن شهر اشوب( )3عن كتاب األنوار :أن اسمه "عليه السالم"في اإلنجيل "بريا". وفي األول في حديث هام :واسمك في اإلنجيل"حمياطا" واسم وصيك فيها "هيدر" إلى أن قال النبي "صلى هللا عليه واله" :فما معنى "هيدار"؟ قال: الصديق األكبر والفاروق األعظم)4(.
وروى ابن عياش في مقتضب األثر بسنده عن أبي هارون العبدي ,عن عمر بن سلمة ,قال :شهدت مشهدا ما شهدت مثله كان أعجب عندي ،وال أوقع على قلبي منه ،قال :فقيل :يا أبا جعفر فما ذاك ؟ قال :لما مات أبو بكر أقبل الناس يبايعون عمر بن الخطاب ,إذ إقبل يهودي قد أقر له بالمدينة يهودها انه أعلمهم ,وكذلك كان أبوه من قبل فيهم ,ثم ذكر سؤاله عمر عن أعلم األمة وإشارته إلى علي "عليه السالم" وذكر سؤاالته عنه "عليه السالم" وإسالمه وتصديقه أن ما أجاب به موجود في كتاب أبيه هارون وإمالء موسى "عليه السالم" ,إلى أن قال :ثم أخرج الهاروني من كمه كتابا مكتوبا بالعبرانية ,فأعطاه عليا "عليه السالم" فنظر فيه علي "عليه السالم" فبكا ،فقال له الهاروني :ما يبكيك ؟ قال له علي "عليه السالم" :يا هارون :هذا فيه اسمي مكتوبا ،فقال له :يا علي ,اقرأ اسمك في أي موضع هو مكتوب ,فإنه كتاب بالعبرانية وأنت رجل عربي ؟ فقال له علي "عليه السالم" :ويحك يا هاروني! هذا اسمي أنا في التورية اسمي :هابيل وفى اإلنجيل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الروضة لشاذان القمي:ص ,233حديث علي في التوراة واالنجيل. -2الفضائل لشاذان القمي:ص ,175في الخاتمة,وجاء االسم في المصدر"قريا" بالقاف. -3مناقب ابن شهر اشوب:ج 3ص,67باب فيه النكت واللطائف. -4الروضة لشاذان القمي:ص ,222حديث الهام بن الهيم بن القيس بن إبليس.
453
حيدار ,فقال له اليهودي صدقت والذي ال إله إال هو ،إنه لخط أبي هارون ,و إمالء موسى بن عمران توارثته اآلباء حتى صار إلي ،قال :فأقبل علي يبكي ويقول :الحمد هلل الذي لم يجعلني عنده منسيا ,الحمد هلل الذي أثبتني في صحف الخيار)1(.
وعن الراوندي في الخرائج في حديث طويل في ذكر دخول الرضا "عليه السالم" البصرة بعد وفاة أبيه "عليه السالم" إعجازا وحضور الفرق عنده ,منهم: جاثليق النصارى ,ورأس الجالوت ,واحتجاجه على األول باستخراج اسم محمد وذكر نبوته "صلى هللا عليه" واله في السفر األول من اإلنجيل وإقراره به إلى أن قال "عليه السالم" :فخذ علي في السفر الثاني ،فإني أوجدك ذكره وذكر وصيه, وذكر ابنته فاطمة ,وذكر الحسن والحسين ,فلما سمع الجاثليق ورأس الجالوت ذلك علما أن الرضا "عليه السالم" عالم بالتوراة واإلنجيل فقاال :وهللا قد أتى بما ال يمكننا رده وال دفعه إال بجحود التوراة واإلنجيل والزبور .الخبر )2(.ورواه صاحب ثاقب المناقب أيضا)3(.
وأخرج الحافظ رجب البرسي في مشارق األنوار :أن معاوية لم أراد حرب علي "عليه السالم" سمع بذلك ملك الروم فقيل له :رجالن قد خرجا يـــــــطلبان الملك, ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مقتضب األثر ألحمد بن عياش الجواهري:ص ,17-14ما رووه في مسائل اليهودي الوارد إلى المدينة في أيام عمر ومسائله ألمير المؤمنين "ع" وفيها االثني عشر أئمة بعد محمد صلى هللا عليه وعليهم. -2الخرائج والجرائح للراوندي:ج 1ص,345ح ,6الباب التاسع في معجزات اإلمام المظلوم المسموم علي بن موسى الرضا عليه السالم. -3الثاقب في المناقب البن حمزة الطوسي:ص,190فصل" "10في ظهور آيات آصف بن برخيا وصي سليمان بن داود مما ذكره هللا تعالى في القرآن.
454
فقال:من أين؟ فقيل له :رجل بالكوفة ورجل بالشام ،فقال :صفوهما لي,فوصفوهما له,فقال :الشامي ضال و الكوفي هاد ,ثم كتب إلى معاوية أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك ،و بعث إلى أمير المؤمنين "عليه السالم" ابعث إلي أعلم أهل بيتك ،حتى أجمع بينهما ,وأنظر في اإلنجيل من أحق بالملك منكما وأخبركما ،فبعث إليه معاوية ابنه يزيد ،وبعث إليه أمير المؤمنين الحسن "عليه السالم" ,فلما دخل يزيد أخذ الرومي يده فقبلها ،ولما دخل الحسن "عليه السالم" قام الرومي فانحنى على قدميه فقبلهما ,فجلس الحسن "عليه السالم" ال يرفع بصره ،فلما نظر ملك الروم إليهما أخرجهما معا ،ثم استدعى يزيد وحده ،و أخرج له من خزانته 113 ّ زينت بكل زينة ،فأخرج صنما فعرضه صنما تماثيل األنبياء وصورهم ,وقد على يزيد فلم يعرفه ،ثم عرض آخر فلم يعرفه ،ثم سأله عن أرزاق العباد وعن أرواح المؤمنين وأرواح الكفار أين تجمع بعد الموت ؟ فلم يعرف ,فدعا الحسن بن علي "عليه السالم" وقال :أنما بدأت بهذا حتى يعلم أنك تعلم ما اليعلم ،وأن أباك يعلم ما ال يعلم أبوه ,وان أباك رباني هذه األمة ،وقد نظرت في اإلنجيل فرأيت الرسول محمدا والوزير عليا ونظرت إلى األوصياء فرأيت أباك فيها وصي محمد ،فقال للرومي :سلني عما بدا لك من علم التوراة واإلنجيل والفرقان أخبرك ،فدعا األصنام فأول صنم عرضه عليه على صفة القمر ,فقال الحسن "عليه السالم" :هذه صفة آدم أبي البشر ،إلى أن قال :وإنا نجد في اإلنجيل أن أول فتنة هذه األمة وثوب شيطانها الضليل على ملك نبيها واجتراؤه على ذريته. الخبر)1(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مشارق أنوار اليقين للبرسي:ص ,130-129الفصل الرابع "في أسرار الحسن بن علي عليهما السالم".
455
وباإلسناد السابق في خبر المباهلة الذي رواه السيد في اإلقبال ,قال :فقال أبو حارثة :اعتبروا اإلمارة الخاتمة من قول سيدكم المسيح "عليه السالم" فصار إلى الكتب واألناجيل التي جاء بها عيسى عليه السالم ,فألفوا في المفتاح الرابع من الوحي إلى المسيح "عليه السالم" :يا عيسى بن الطاهرة البتول اسمع قولي وجد في أمرى ,إني خلقتك من غير فحل وجعلتك آية للعالمين,فإياي فأعبد وعلى فتوكل ,وخذ الكتاب بقوة ,ثم فسره ألهل سوريا وأخبره أنى أنا هللا ال اله إال أنا الحي القيوم الذي ال أحول وال أزول ,فآمنوا بي وبرسولي النبي األمي الذي يكون في آخر الزمان نبي الرحمة والملحمة األول واألخر,قال :أول النبيين خلقا وآخرهم مبعثا ،ذلك العاقب الحاشر فبشر به بني إسرائيل. قال عيسى "عليه السالم" :يا مالك الدهور وعالم الغيوب من هذا العبد الصالح الذي قد أحبه قلبي ولم تره عيني ,قال :ذلك خالصتي ورسولي المجاهد ,بيده في سبيلي يوافق قوله فعله وسريرته عالنيته أنزل عليه توراة حديثة,أفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا ,فيها ينابيع العلم وفهم الحكمة وربيع القلوب, وطوباه طوبى أمته ,قال :رب ما اسمه وعالمته وما أكمل أمته ,يقول :ملك أمته وهل له من بقية يعنى ذرية ؟ قال :سأنبئك بما سألت ,اسمه أحمد "صلى هللا عليه وآله" منتخب من ذرية إبراهيم ومصطفى من ساللة إسماعيل "عليه السالم",ذو الوجه األقمر والجبين األزهر راكب الجمل ،،تنام عيناه وال ينام قلبه ،يبعثه هللا في أمة أمية ما بقي الليل والنهار ,مولده في بلد أبيه إسماعيل يعنى مكة ،كثير األزواج قليل األوالد نسله من مباركة صديقة ,يكون له منها ابنة ،لها فرحان سيدان يستشهدان ،أجعل نسل أحمد منهما ,فطوباهما ولمن أحبهما وشهد أيامهما فنصرهما ,قال عيسى "عليه السالم" :إلهى وما طوبى ؟ قال :شجرة في الجنة
456
ساقها وأغصانها من ذهب ,وورقها حلل وحملها كثدي اإلبكار ,أحلى من العسل وألين من الزبد ,وماؤها من تسنيم ,لو أن غرابا طار وهو فرخ ال دركه الهرم من قبل أن يقطعها ,وليس منزل من منازل أهل الجنة إال وظالله فنن من تلك الشجرة .الخبر)1(.
وفي البحار( )2عن مناقب ابن شهر اشوب( )3عن الحارث األعور وعمرو بن حريث وأبو أيوب ,عن أمير المؤمنين"عليه السالم" ,أنه لما رجع من وقعة الخوارج نزل يمنا السواد فقال له راهب :ال ينزل ههنا إال وصي نبي يقاتل في سبيل هللا ,فقال علي"عليه السالم" :فأنا سيد األوصياء ،وصي سيد األنبياء ,قال فإذا أنت أصلع قريش وصي محمد خذ علي اإلسالم ،إني وجدت في اإلنجيل نعتك ،وأنت تنزل مسجد براثا بيت مريم وأرض عيسى"عليه السالم" ,قال أمير المؤمنين"عليه السالم" :فاجلس يا حباب ,قال :وهذه داللة أخرى ،ثم قال :فأنزل يا حباب من هذه الصومعة ,وابن هذا الدير مسجدا ,فبنى حباب الدير مسجدا, ولحق أمير المؤمنين إلى الكوفة ,فلم يزل به مقيما حتى قتل أمير المؤمنين"عليه السالم" فعاد حباب إلى مسجده ببراثا. وفي رواية ان الراهب قال :قرأت انه يصلي في هذا الموضع إيليا وصي البار قليطا محمد نبي األميين الخاتم لمن سبقه من أنبياء هللا ورسله في كالم كثير ,فمن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1إقبال اإلعمال البن طاووس:ج 2ص ,341-340الباب السادس فصل " "1فيما ذكره من إنفاذ النبي "ص" لرسله إلى نصارى نجران . -2للمجلسي:ج 38ص 50ح ,6باب " "58ذكره في الكتب السماوية وما بشر السابقون به وبأوالده المعصومين "ع". -3مناقب ابن شهر اشوب:ج 2ص,100فصل في ذكره في الكتب,في إخباره"ع" بالغيب.
457
ادركه فليتبع النور الذي جاء به ,أال وأنه تغرس في آخر األيام بهذه البقعة شجرة ال يفسد ثمرها)1(.
كتاب شمعون الصفا عليه السالم. في تاسع البحار( )2عن مناقب ابن شهر اشوب )3(,عن إبراهيم النخعي ,عن علقمة عن ابن عباس ,في خبر أنه أتي براهب قرقيسيا إلى أمير المؤمنين"عليه السالم" فلما رآه قال :مرحبا ببحيرا األصغر ,أين كتاب شمعون الصفا ؟ قال: وما يدريك يا أمير المؤمنين ؟ قال :إن عندنا علم جميع األشياء ,وعلم جميع تفسير المعاني فأخرج الكتاب وأمير المؤمنين واقف ،فقال"عليه السالم" :أمسك الكتاب معك،
ثم قرأ} :بسم هللا الرحمن الرحيم قضى فيما قضى وسطر فيما
كتب أنه باعث في األميين رسوال منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويدلهم على سبيل هللا ال فظ وال غليظ{ وذكر من صفاته واختالف أمته بعده إلى أن قال} :ثم يظهر رجل من أمته بشاطئ الفرات يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقضي بالحق{ وذكر من سيرته,ثم قال} :ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره فإن نصرته عبادة والقتل معه شهادة{ فقال أمير المؤمنين"عليه السالم" :الحمد هلل الذي لم يجعلني عنده منسيا ,الحمد هلل الذي ذكر عبده في كتب األبرار ،فقتل الرجل في صفين)4(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مناقب ابن شهر اشوب:ج 2ص,100فصل في ذكره في الكتب,في إخباره"ع" بالغيب ,وبحار األنوار للمجلسي:ج 38ص 50ح ,6باب " "58ذكره في الكتب السماوية وما بشر السابقون به وبأوالده المعصومين "ع". -2البحار للمجلسي:ج 38ص 49-48ح ,5باب " "58ذكره في الكتب السماوية وما بشر السابقون به وبأوالده المعصومين "ع". -3مناقب ابن شهر اشوب:ج 2ص ,92فصل في ذكره في الكتب. -4إلى هنا أخذناه من مخطوطة نسخة باء لعدم توفر صحائفه من نسخة إلف. 458
بعض الكتب المنزلة من السماء في كتاب سليم بن قيس الهاللي ,واالحتجاج للطبرسي عنه بإسناده إلى سلمان الفارسي رحمه هللا في حديث غصب الخالفة وهو خبر طويل وفيه :فقال عمر :يا سلمان أما إذا بايع صاحبك وبايعت فقل ما بدا لك وليقل صاحبك ما بدا له ,قال سلمان :فقلت :إني سمعت رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يقول :إن عليك وعلى صاحبك الذي بايعته مثل ذنوب أمته إلى يوم القيامة ومثل عذابهم جميعا ,فقال :قل ما شئت ,أليس قد بايعت ولم يقر هللا عينيك بان يليها صاحبك! فقلت :اشهد إني قد قرأت في بعض كتب هللا المنزل ,انك باسمك ونسبك وصفتك باب من أبواب جهنم ,فقال لي :قل ما شئت أليس قد انزل هللا عن أهل البيت الذين اتخذتموهم أربابا من دون هللا! .الخبر)1(.
أقول :وقد روى إخبار كثيرة في ذكر صفاتهم "عليهم السالم" وأفعالهم وما سيجري عليهم في الكتب التي كانت بخط هارون وأمأل موسى "عليهما السالم", وفي الكتب التي كانت بأمأل عيسى وخط وصيه "عليهما السالم" ,وفي غيرها تركناها مخافة اإلطالة وفيما ذكرناه كفاية لمن نظر إليه بعين البصائر وتأمل في شدة اعتناء هللا تعالى بذكر اسأميهم وصفاتهم ووصايتهم وهالك أعدائهم في تلك الكتب الشريفة والصحف المطهرة. وظاهر إن ما وصل ألينا شيء قليل بالنسبة إلى ما لم يصل ألينا ,وهل يبقى معه ريب في انه تعالى ال يهمل ذكرهم! كذلك في كتابه المنزل لهداية األنام إلى يوم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب سليم بن قيس"ص,159في قضايا السقيفة على لسان سلمان الفارسي ,االحتجاج للطبرسي:ج 1ص ,111ترجمة سليم بن قيس الهاللي.
459
القيامة ,ومن العجب خلوه عما يدل صريحا على وجوب وجود وصي بعد نبيه الخاتم المرسل على الكافة! وعدم جواز خلو الزمان عن حجة منه تعالى من ال يعرفه كانت ميتته ميتة الجاهلية ,فضال عن تعيينه باالسم أو بالصفات المختصة التي ال مجال إلنكارها ,مع إن في الصحف السابقة الموجودة مع ما هي عليها من التحريف والتغيير ,تصريح باسم األوصياء ومقاماتهم. وفي أخر السفر الخامس من التوراة ما لفظه :وفي يوشع بن نون مأل روحا وحكمة إذ اسند موسى يديه عليه وقبل منه بنو إسرائيل عملوا كما أمر هللا موسى"ع". وفي سعد السعود :اعلم إن قول النبي "صلى هللا عليه واله" لموالنا علي بن أبي طالب"ع" أنت مني بمنزلة هارون من موسى ,يشتمل على خصائص عظيمة غير الخالفة ,ولقد وجدت في التوراة من منازل هارون من موسى ما يضيق عنه ما قصدناه بفصول هذا الكتاب مما ينتفع بمعرفتها ذوي األلباب ,ثم ساق من هذا الباب شطرا وجدناه فيه كما نقله وفي األناجيل في فضائل الحواريين أالثني عشر خصوصا بترس وهو شمعون الصفا رئيس الجماعة أشياء كثيرة)1(.
فأن قلت :التصريح باالسم والوصاية مناف لقانون الحكمة ,وطريق الهداية من بيان مصالح العباد ومفاسدهم ,مع بقاء مواضع االمتحان واالختبار ,وتسليك الناس إليه تعالى سلوكا فيه محال لتطرق الشبهة في قلب من فيه مرض حتى يخرج المدرة من بين جب الحصيد ويغرف المطيع والطيب من العاصي العنيد, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1سعد السعود البن طاووس :ص ,43فصل فيما نذكره من بعض منازل هارون وذريته من موسى كما وجدناه في التوراة.
460
إال ترى كيف لم يصرح النبي "صلى هللا عليه واله" لعلي "عليه السالم" بالخالفة بعده بال فصل في يوم الغدير! وأشار إليها بكالم مجمل مشترك بين معان يحتاج في تعيين ما هو المقصود منها إلى قرائن حالية أو مقاليه! بعد إخالء الدخائل من الهواجس الردية والترهات الشيطانية ,وقد ضل من ضل لشبه عرضت لهم تنتهي كلها إلى إجماله ظاهر أو إنكار تلك القرائن جهال أو تجاهال ,مع إن إظهار وصاية علي "عليه السالم" واألئمة من بعده فيه كذلك مخالف لما استقامت عليه طريقة النبي "صلى هللا عليه واله" في معاشرة القوم وتألف قلوبهم ,وقد ملئت منه "ع" أحقادا وضغائن ألسباب كثيرة مذكورة في محلها ال يجابه النفور الذي يوجب انفضاضهم عن حوله ,وهو مناف لغرض البعثة كما أشير إليه في قوله تعالى:
ت َف ًّ غ ِلي َ ظا َ ك﴾ إل عمران ,159:ومن هنا ب َال ْنفَضُّوا ِم ْن َح ْو ِل َ ﴿ َولَ ْو ُك ْن َ ظ ْالقَ ْل ِ قال بعض(هو السيد ألكاظمي شارح الوافية"ره"منه)( )1من اعترف بوجود أمثال ذلك في القران :إن النبي "صلى هللا عليه واله" منع إن يلقيه بهذه الزيادة إال إليهم, أي األئمة "عليهم السالم" أو إلى محبيهم ,وأمر إن يجرده منها إذا ألقاه إلى السواد, للحكمة المقتضية لذلك ,خصوصا ما جاء في المنافقين ,وأنى يصح إظهاره وهو"ص" يتألف قلوبهم ويثني لهم الوسائد ويجزل لهم العطاء ويقدمهم على خاصة نفسه وأهله! أترى إن من ينطوي على عداوته وعداوة أهل بيته من الرؤساء وغيرهم كان يتلى عليه لعن نفسه في المجامع ويلعن نفسه ,كال إذن ألعادوها جذعاء أم ترى انه كان يتسير لهم دعوى الخالفة لو ال إسبال ذيل الستر عليهم والغض عنهم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب"الوافي في شرح الوافية أو أصول الفقه" تأليف :السيد محسن بن الحسن األعرجي ألكاظمي. 461
قلت هذه شبهة أوهى من بيت العنكبوت التي هي اوهن البيوت فأنه منقوض .أوال: بذكر أو يشاء األنبياء "عليهم السالم" في كتاب نبيهم وطريق اإلرشاد والتسليك واحد واألزمان متقاربة وقلوب الناس متشابهة ومقاصد األنبياء متحدة .وثانيا: بذكر على واألئمة من ولده "عليهم السالم" في تلك الكتب الشريفة وهو اقعد ألهل اللجاج وأتقن لالحتجاج ,وقد كان كثير من األصحاب من أهل الكتاب وهل يبقى لهم بعد اطالعهم على ما فيها من ذلك شك وارتياب ومن كان منهم من المشركين وعبده األوثان كانوا بعد اإلسالم مأمورين باإليمان بها!
قال تعالىَ ﴿ :و ْال ُمؤْ ِمنُونَ ُك ٌّل آ َمنَ ِب َّ س ِل ِه﴾ البقرة,285: اَّللِ َو َم َالئِ َكتِ ِه َو ُكت ُ ِب ِه َو ُر ُ ب ِم ْن ِع ْن ِد ا ََّّللِ ُه َو أَ ْهدَ ٰى وقال تعالى مشيرا إلى التوراة والقران﴿ :قُ ْل فَأْتُوا بِ ِكتَا ٍّ صا ِد ِقينَ ﴾ القصص ,49:وكانوا مختلفين مع الطائفة األولى ِم ْن ُه َما أَتَّبِ ْعهُ ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ في إناء الليل وإطراف النهار ,وكانت نسخ التوراة وغيرها في المدينة وإطرافها في غاية االنتشار كما ال يخفى على من راجع التفاسير وطالع السير ,خصوصا ما ورد في احتجاجات خير البشر فتؤل تلك الشبهة إلى الطعن فيما في صحف األولى وهو اشد محذورا مما فرمنها. وثالثا :بتصريح النبي "صلى هللا عليه واله" بخالفتهم ,كذلك على ما نراه معاشر األمامية من ثبوت النص الجلي في اإلخبار المتواترة في مرات عديدة كما قرر في محله ,خصوصا الشافي وتلخيصه ,قال العالمة في شرح الياقوت بعد قول المصنف :وأصحابنا على كثرتهم ينقلون انه استخلفه بألفاظ صريحة الخ .الثاني إن النبي "صلى هللا عليه واله" نص على علي "عليه السالم" باألقوال الصريحة فان الشيعة على اختالف طبقاتهم وتباعد أمكنتهم ينقلون تواترا إن جماعة
462
متواترين اخبروهم إلى إن انتهى النقل ,كذلك عن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" انه استخلفه ,وقال له :أنت الخليفة من بعدي ,وقال له :هذا خليفتي عليكم وإمامكم من بعدي .انتهى)1(.
ومن تأمل الخطبة التي رواها الطبرسي في االحتجاج( )2والسيد بن طاووس في كشف اليقين( )3بطرق عن النبي "صلى هللا عليه واله" في يوم الغدير ,وقد تكمل مستمعيها سبعين إلفا عرف انه"ص" لم يكن متآلفا لقلوبهم بكل ما تهويه أنفسهم, ولم يثبطه في إبالغ ما يتعلق بفضائلهم نفور نافرهم ولومة الئمهم ,وأي فرق في هذا المقام بين الكتاب والسنة! نعم ذكر ذلك في الكتاب أتقن وابقي وداوم وأولى بمراعاة الالحقين الذين أخرتهم الدهور وأحاطت بهم شبهات الشياطين من كل جانب ليس لهم نبي ناصر وال إمام حاضر يغدون بال راعي يروحون بال حامي. رابعا :إن الموجب لمزيد النفور الذي يجب االحتراز عنه هو التصريح بالخالفة بعده على ما زعموا ,وإما ذكر الفضائل الخاصة والمناقب المختصة بهم"ع" صريحا فهو سليم عن هذا المحذور ,أليس بغريب إن يكون اسم علي مكتوب بإمارة المؤمنين بعد التهليل والرسالة على قوائم العرش ومجرى الماء وقوائم الكرسي وفي اللوح على جبهة أسرافيل وجناح جبرائيل وأكناف السموات وإطباق أالرضين ورؤوس الجبال والشمس والقمر ,على ما رواه الطبرسي فـــي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الياقوت في علم الكالم ألبي إسحاق إبراهيم بن نوبخت:ص,80القول في إثبات الرسول "ص" بغير فصل. إمامة أمير المؤمنين "ع" بعد ّ -2االحتجاج للطبرسي:ج1ص,56احتجاج النبي "ص" يوم الغدير على الخلق كلهم وفي غيره من األيام بوالية علي بن أبي طالب "ع" ومن بعده من ولده من األئمة المعصومين "ع". -3كشف اليقين البن طلووس:ص,343باب .127
463
االحتجاج ,عن الصادق "عليه السالم" وفي أخر هذا الخبر :فإذا قال أحدكم ال اله إال هللا محمد رسول هللا فليقل علي أمير المؤمنين( )1ولم يكر صريحا مقترنا بأدنى فضيلة من فضائله في موضع من القران ,مع انه قد روى المؤالف والمخالف نزول آيات كثيرة في شأنه"ع" وفيها جمة وافرة من مناقبه"ع". وقد بينها لهم رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,فأي مانع بعد الوقوع فيما يخاف منه ذكره"ع" باسمه فيها حتى ال يحتاج في إثبات نزولها فيه"ع" إلى شيء أخر! إال إن يتعلق الغرض بإلقاء الغائبين في بحار الشكوك وظلم الحيرة! وهو مناف للرأفة التي هم أحوج إليها ممن سمع ذلك منه"ص"! ومن هنا ظهر إن ذكر علي "عليه السالم" وكذا األئمة من ولده "عليهم السالم" في القران بالعناوين الكلية التي هي في نفسها قابلة الصدق على غيرهم أيضا ,وإنما يظهر اختصاصها بهم بعد ضم القرائن الحالية أو المقالية الثابتة من طريق السنة التي فيها مداخل كثيرة وأبواب واسعة لدخول أفواج شبهات ,إال بالسنة ال يغني عن التصريح بهم بأساميهم الشريفة أو بما ال يحتمل صدقه على غيرهم ,للغرض الذي ألجله مرت اسأميهم الشريفة في الكتب السالفة واقترنت اسأمي األوصياء باسم نبيهم. قال الشيخ رحمه هللا في تلخيص الشافي :إن أقوى ما يدل على إمامة أمير
سولُهُ المؤمنين "ص" من نصوص القران قوله تعالى﴿ :إِنَّ َما َو ِليُّ ُك ُم ا ََّّللُ َو َر ُ َّ الز َكاةَ َو ُه ْم َرا ِكعُونَ ﴾ ص َالةَ َويُؤْ ت ُونَ َوالَّذِينَ آ َمنُوا الَّذِينَ يُ ِقي ُمونَ ال َّ المائدة ,55:اآلية)2(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج1ص,230ترجمة القاسم بن يزيد بن معاوية العجلي. -2تلخيص الشافي للطوسي:ج2ص,10في النص على إمامته من القران).
464
ومن راجعه وراجع تفسير إمام المشككين يظهر عليه صدق ما ادعيناه! ومحصل القول في دفع أصل الشبهة إن ينبغي إن يكون الحجة المعصوم عنه منزها في خلقه وخلقه وأفعاله وأطواره ,مما يوجب نفور الناس عنه وانتشارهم عن حوله ,حفظا للغرض الذي بعث عليهم ألجله ,هو ما يكون في نفسه موجبا لتنفر األكثرين من حيث طباعهم المجبولة عليهم كاألخالق الذميمة من الحسد والكبر والخرق والسفه ,والشمائل القبيحة كالعور والقصر المفرط ,واألفعال الشنيعة كالكذب والسباب واللعب ,وأمثال ذلك ال ما ال يوجب ذلك في نفسه ,وان نفرت عنه طباع الجماعة ,من حيث مخالفته لما هم عليه مما بنوا عليه أمر دينهم ومعاشهم ,وقرروه لمخالطتهم ومعاشرتهم ,مما تنتهي أصول كلها إلى الهوى واإلنس بالطريقة المتلقاة من اإلباء ,كاإلتيان بأكثر العبادات واألمر بها خصوصا
ت صدَقَا ِ ما فيه بذل األموال والنفوس ,قال هللا تعالىَ ﴿ :و ِم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْل ِم ُز َك ِفي ال َّ ط ْوا ِم ْن َها ِإذَا ُه ْم يَ ْس َخ ُ فَإِ ْن أ ُ ْع ُ ضوا َو ِإ ْن لَ ْم يُ ْع َ طونَ ﴾التوبة,58: طوا ِم ْن َها َر ُ ق َوإِ َّن فَ ِريقًا ِمنَ ْال ُمؤْ ِم ِنينَ وقال تعالىَ ﴿ :ك َما أ َ ْخ َر َج َك َرب َُّك ِم ْن بَ ْيتِ َك بِ ْال َح ّ ِ ار ُهونَ ﴾األنفال ,5:وقال تعالى﴿ :قَ ْد َي ْعلَ ُم َّ اَّللُ ْال ُم َع ّ ِوقِينَ ِم ْن ُك ْم َو ْالقَائِ ِلينَ لَ َك ِ س ِإ َّال قَ ِل ً علَ ْي ُك ْم ۖ فَإِذَا َجا َء يال ﴿ ﴾18أ َ ِش َّحةً َ ِ ِإل ْخ َوانِ ِه ْم َهلُ َّم إِلَ ْينَا ۖ َو َال يَأْتُونَ ْالبَأ ْ َ ف َرأَ ْيت َ ُه ْم َي ْن ُ تۖ ُور أ َ ْعيُنُ ُه ْم َكالَّذِي يُ ْغ َ علَ ْي ِه ِمنَ ْال َم ْو ِ ظ ُرونَ ِإلَي َْك تَد ُ ْالخ َْو ُ ش ٰى َ علَى ْال َخ ْي ِر﴿﴾19األحزاب. َب ْالخ َْو ُ سلَقُو ُك ْم ِبأ َ ْل ِسنَ ٍّة ِحدَا ٍّد أَ ِش َّحةً َ فَإِذَا ذَه َ ف َ وكذا ال يجب عليه اإلتيان بما يتعلق باألمور العادية مما يوجب منه جلب القلوب وجذب األفئدة ,كبذل األموال الكثيرة ,والعفو عن الجرائم الكبيرة ,خصوصا ما يتعقبه اإلخالل بما علق على إبالغه إبالغ الرسالة ,وهكذا كان يفعل صلوات هللا
465
عليه واله من تقريب األقصين وهجر األقربين ,والمساواة بين األحمر واألسود والشريف والوضيع والمحافل والمناقب ,واإلعطاء والمنع وإقامة الحدود ,وكان يقسم العطايا بين الناس بالسوية ,وال يفضل شريفا لشرفه ,ويقول لهم :إن كان بينكم تفاضل في الدرجات يكون بينكم في الدرجات ,وأول من وضع ديوان العطية وجعل التفاوت على قدر تفاوت درجاتهم في الدنيا عمر بن الخطاب كما رواه في العيون )1(,كل ذلك مما كان يتنفر عنه طباع أكثرهم ,خصوصا في تأمير غير الشريف عندهم عليهم ,مثل تأمير أسامة المعدود من الموالي وهو من أبناء عشرين على صناديد القوم وكهول قريش ,ولقد كان الموت أحب إليهم من هذه اإلمارة ,وهذا ظاهر على من عرف إخبارهم وجاس ديارهم )2(,وإما ما ذكره البعض( )3من انه"ص" كان مأمورا من تجريد القران عن تلك الزيادة التي كانت منه ,فهو افتراء محض إذ ال يوجد له شاهد وليس له في اإلخبار اثر بل لم يقل قائل فليت شعري كيف جزم بهذا اإلخبار المنافية كطريقة اإلخبار .نعم مر غير مرة إن أمير المؤمنين عليه السالم ستر تلك الزيادات عنهم بعد إعراضهم عنها( )4وحرمان أنفسهم عن بركاتها وكذا األئمة من ولده عليه السالم إلى إن يظهر الحق الجديد ويظهر الكتاب الجديد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفق تتبعي لم اعثر على هذه المعلومة كما قصدها المصنف في العيون للصدوق:ج1 ص ,201-199باب" "45ذكر ما يتقرب به المأمون إلى الرضا عليه السالم من مجادلة المخالفين في اإلمامة والتفضيل ,ولكن هنالك ما يشير إلى ذلك في كتاب اإلحكام السلطانية للماوردي:ص,298الباب الثامن عشر :في وضع الديوان وذكر أحكامه. -2ينظر مصنف ابن أبي شيبة:ج6ص "27" ,392كتاب الفضائل ما جاء في أسامة، وأبيه رضي هللا عنهما. -3يقصد السيد محسن بن الحسن األعرجي ألكاظمي شارح الوافية. -4االعتقادات للصدوق :ص "33" ,86باب االعتقاد في مبلغ القرآن ,ومناقب ابن شهر أشوب :ج 1ص ,320فصل :في المسابقة بالعلم. 466
وإما ما ذكره من االستغراب في إلقائه "صلى هللا عليه واله" لعن أنفسهم إليهم ففيه :إما أوال :إن الموجود في أكثر إخبار التحريف انه كان فيه لعن المنافقين وتهديدهم بالعناوين العامة كقوله تعالى" :الذين ظلموا إل محمد عليهم السالم أو ظالمي إل محمد عليهم السالم أو المشركين بوالية علي عليه السالم أو الكافرين بوالية علي عليه السالم" وأمثال ذلك ,وهو نظير اآليات التي ذكر فيها لعن الذين كانوا يؤذون رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أو تهديدهم مما ليس فيها ما يوجب خلال في تقمصهم بالخالفة بعد وجود المندوحة عن شمولها لهم ,بما ارتكبوه من فضائع اإلعمال وشنائع األفعال ,من اإليذاء والظلم والشرك وغيرها ال مكان إخراج أنفسهم عن موضوعها بإبداء االحتماالت التي كانت شياطينهم يلقونها إليهم ,نظير إخراج معاوية نفسه وأصحابه عن موضوع الفئة الباغية التي صح عندهم وغيرهم عن النبي "ص" هي التي تقتل عمار بان من يخرجه إلى البراز( )1وقد بلغ من العمر أربع وتسعين سنة هو الذي يستند القتل إليه. ومن هذا الباب ما في كتاب سليم في حديث غصب الخالفة وإنكار سلمان وبيعة مكرها ,قال :فلما إن بايع أبو ذر والمقداد ولم يقوال شيئا ,قال عمر :يا سلمان إال تكف كما كف صاحباك ,وهللا ما أنت بأشد حبا من أهل هذا البيت منهما ,وال اشد تعظيما لحقهم منهما ,وقد كفا كما ترى وبايعا ,فقال أبو ذر :أفتعيرنا يا عمر بحب آل محمد وتعظيمهم ؟ لعن هللا وقد فعل من أبغضهم وافترى عليهم وظلمهم حقهم وحمل الناس على رقابهم ,ورد هذه األمة القهقرى علــــــى أدبارها ,فقال عمر: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر االحتجاج للطبرسي:ج1ص,268-266في ترجمة عما بن ياسر رضوان هللا عليه,والمستدرك للحاكم:ج2ص168ح ,2663كتاب قتال أهل البغي وهو آخر الجهاد.
467
آمين ,لعن هللا من ظلمهم حقوقهم ال وهللا ما لهم فيها من حق,وما هم فيها وعرض الناس إال سواء .الخبر)1(.
وإما ثانيا :فبالنقض بذم جماعة إحياء فيه ألفعال مخصوصة ,مع ذكره باسمه كابي لهب وامرأته ,أو بالوصف المختص كالشانئ األبتر لعمرو بن العاص والفاسق للوليد بن عقبة والمنافق لعبد هللا بن أبي( )2وإغفال القلب لعيينة بن حصين( )3والمجيء بآالفك لحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثه و حمنة بنت جحش وعبد هللا بن أبي سلول وهو الذي تولى كبره أو هو احد األولين( )4والخصيم البين ألبي بن أبي خلف ,والمتولي الذي أعطى قليال وأكدى لعثمان بن عفان ,أو للوليد بن المغيرة ,وأمثال ذلك كثير في القران ممن ذكر اسمه فيه بوصف معين مخصوص مفردا أو جمعا ,وبعد معلومية لهم من جهة االختصاص أو ببيان منه "ص" ,يلزم المحذور الذي ذكره ,ويقال في رفعه أيضا إن الكفر والفسق والذم في زمان ألمر ال ينافي اإليمان والعدالة والمدح فــــــي زمان أخر الرتفاع األمر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1 -2 -3
-4
كتاب سليم بن قيس:ص,160في قضايا السقيفة على لسن سلمان الفارسي. وفق تتبعي لم اعرف مقصود المصنف من "عبد هللا بن أبي"هل هو "عبد هللا بن أبي سلول" أو غيره ,وان كان غيره لماذا أعاد ذكر ابن سلول بعد ذلك بقليل؟. ع ْن ُ عيَ ْينَةُ ب ُْن ِح ْ ارة َ ,و َ ع ْم ِرو ب ِْن ُج َويَّةَ ب ِْن لَ ْوذَانَ ب ِْن ث َ ْعلَ َبةَ ب ِْن َ ص ِن ب ِْن ُحذَ ْيفَةَ ب ِْن َبد ِْر ب ِْن َ ي ِ ب ِْن فَزَ َ ع ِد ّ ْ َّ َ َ ُ ْ َ َ َ َ ُ زَ َ سو ِل ر ى ل إ وا ار س ذ ال ب ا أل ا ع م ف ط غ وس ر د ح أ ن ص ح ْن ب ة ن َ ي ي ع : ل ا ق ب ي س م ال ْن ب د ي ع س َ ِ ِ ِ ُ َ ِّ ِ َ انَ ُ َ ْ انَ َ َ حْ ِ ِينَ َ ُ ِ َ ُ ِ ْ ٍّ َ َ ُ ؤُ ِ َ َ ُ َ َ َّ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ سو َل َّ َّ اَّللِ "ص" ر ن أ م ه ض ع ب ر ك ذ ف ، ِير س ي ب ة ك م ح ت ف ل ب ق م ل س أ م ث ، ق د ن َ ُ اَّللِ "ص" َم َع قُ َري ٍّْش ِإلَى ْال َخ َ ِ َّ ْ َ ْ َ ِ َ ِ َ ٍّ َ َْ ُ ُْ اَّللِ "ص" َّ سو ِل َّ ف،فقال :يَا عيَ ْينَةَ َو ْاأل َ ْق َرعِ َ ,و َ ش ِهدَ ُ دَ َخ َل َم َّكةَ يَ ْو َم ْالفَتْحِ َو ُه َو بَيْنَ ُ عيَ ْينَةُ َم َع َر ُ الطائِ َ ي ِحصْنَ َّ عيَ ْينَةُ سو َل َّ ف فَأ ُ َك ِلّ َم ُه ْم .فَأَذِنَ لَهُ ,الى ان قال :فَلَ َّما َر َج َع ُ الطائِ ِ َر ُ اَّللِ "ص" ،ائْذَ ْن ِلي َحتَّى آتِ َ ْ ْ َّ ُ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ ي ِ قا َل لهَُ :ما قلتَ ل ُه ْم؟ الى ان قال النبي"ص" لعيينه :كذ ْبتَ ،قلتَ ل ُه ْم كذا َوكذاِ ،للذِي قا َل,قال: إِلَى النبِ ّ سو ُل َّ سو َل َّ اَّللِ "ص": ب ُ عنُقَهُ ,فَقَا َل َر ُ فقال عيينه :استغفر هللا ,فقال عمر :يَا َر ُ اَّللِ ،دَ ْعنِي أُقَ ِدّ ُمهُ فَأَض ِْر َ َ َ ُ َ َ َ َ ْ َال يَت َ َحد ُ ْ َّ َ َّ عيَ ْينَة ،إِن َما ص َحابِي,ويقال :إِن أبَا بَك ٍّر أغلظ لهُ يَ ْو َمئِ ٍّذ َوقا َل لهَُ :و ْي َحكَ يَا ُ اس أَنِّي أ َ ْقت ُ ُل أ َ ْ َّث النَّ ُ قَ ،ويَ ْو ِم بَنِي قُ َر ْي َ يرَ ،و َخ ْيبَ َر , ض ٌع فِي ْالبَ ِ ظةََ ،والنَّ ِ أ َ ْنتَ أَبَدًا َم ْو ِ ض ِ اط ِل َك ْم لَنَا ِم ْنكَ ِم ْن يَ ْو ٍّمْ : ,و ِم ا ْل َخ ْندَ ِ عد َُّونَا ,ينظر الطبقات الكبرى البن علَ ْينَا َ ض َ س ْيفِكَ ,ث ُ َّم أ َ ْسلَ ْمتَ ،زَ َ ت َ َجلَّبْتَ َوتُقَاتِلُنَا بِ َ ع ْمتَ ،فَت ُ َح ِ ّر َ سعد:متمم الصحابة:الطبقة الرابعة:ص)556-550 َّ ْ صبَةٌ ِم ْنك ْمُ ينظر تفسير الطبري:ج19ص,116تفسير قوله تعالى" إِ َّن الذِينَ َجا ُءوا بِاإلف ِك ُ ع ْ "النور.11: 468
المذكور كعكسه على ما نراه معاشر األمامية من ارتداد جميع الصحابة إال قليل منهم بعده "ص" ,مع ذكر جميعهم أو أكثرهم بالمدح العظيم في مواضع منه, وحينئذ يبقى مورد التلبيس ومحل استحواذ الشيطان على أوليائه كدعوى المخالفين رجوع الحميراء وقرينها عن خالف خليفتهم ,ونقض بيعته وحرب من حربه حرب هللا ورسوله. وفي الخبر المذكور إن عثمان قال :يا أبا الحسن :إما عندك وعند أصحابك هؤالء حديث في فقال له علي "عليه السالم" :بلى سمعت رسول هللا "ص" يلعنك ثم لم يستغفر هللا لك بعد ما لعنك.الخبر)1(.
وإما ثالثا :فبالنقض يلعنه "ص" جماعة منهم بنو أمية قاطبة وقد نزل في كفرهم آيات رواها المخالفون أيضا )2(,ومع ذلك نالوا من الخالفة في مدة إلف شهر أقصى مناها ,ولعن معاوية وأباه إذا قبال يتبع األول الثاني ,فقال"ص" :اللهم العن التابع والمتبوع ,اللهم عليك باالقيعس ,أي معاوية ,وخرج من فج فنظر إليه"ص" والى أخيه والى أبي سفيان وهو راكب ,واحدهما قائد واألخر سائق فقال"ص":اللهم العن القائد والسائق والراكب)3(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب سليم بن قيس:ص ,162في قضايا السقيفة على لسن سلمان الفارسي. اس َوال َّ ش َج َرة َ -2ينظر تفسير قوله تعالى":و َما َج َع ْلنَا ُّ الرؤْ َيا الَّ ِتي أ َ َر ْينَا َك ِإ َّال ِفتْنَةً ِللنَّ ِ َ آن" اإلسراء ,60:تفسير القرطبي:ج10ص ,283وتفسير ابن ْال َم ْلعُونَةَ فِي ْالقُ ْر ِ عطية:ج3ص ,468وتفسير الطبري :ج 14ص ,646وان استعاض عن كلمة بني أمية ببني فالن؟. -3ينظر الغدير لالميني:ج10ص,139في ما جاء عن النبي في معاوية,وتاريخ الطبري :ج10ص,58سنه أربع وثمانين ومائتين ذكر كتاب المعتضد في شان بني أميه ,وقد علق الطبري على أية الشجرة الملعونة قائال" وال اختالف بين احد انه أراد بها بني أميه".
469
وقد استفاض قوله"ص" :إذا رأيتم معاوية على منبري يخطب فاقتلوه)1(,
ولعن"ص" ابنه يزيد في كل موطن وموقف وقف فيه كما في الزيارة ( )2وقد استوليا على األمة سنين وقال أمير المؤمنين عليه السالم في العيون :لقد علم المستحفظون من أصحاب محمد "صلى هللا عليه واله" إن أهل صفين قد لعنهم هللا عز وجل على لسان نبيه وقد خاب من افترى)3(.
وقال أيضا كما في البحار عن الكافي :إلبطال توبة الخاطئة :علم المستحفظون من أصحاب محمد "صلعم" وفي حديث أخر من أصحاب عائشة ابنة أبي بكر وها هي ذه فسألوها إن أصحاب الجمل ملعونون على لسان النبي"ص" الخبر)4(.
ولعن "ص" مروان بن الحكم بن أبي العاص عالنية ,قال في حياة الحيوان :روى الحاكم في المستدرك ,عن عبد الرحمن بن عوف ,قال :كان ال يولد ألحد مولود إال أتى رسول هللا "صلى هللا عليه واله" فيدعو له ,فادخل عليه مروان بن الحكم فقال :هو الوزغ بن الوزغ ,الملعون بن الملعون ,ثم قال :صحيح اإلسناد)5(.
وفيه عن عمرو بن مرة الجهني إن الحكم استأذن عليه"ص" فعرف صوته ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر سيرة إعالم النبالء للذهبي:ج18ص298ح ,2714الطبقة الخامسة والثالثون, حرف الالم ,وتاريخ دمشق البن عساكر :ج 59ص , 156حرف الميم معاوية بن صخر أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد. -2يقصد "زيارة عاشوراء" -3عيون إخبار الرضا للصدوق:ج1ص69ح,275في مدح علي وأوالده عليهم السالم. -4بحار األنوار للمجلسي 32:ص 196ح ,146الباب الثالث ,باب ورود البصرة ووقعة الجمل وما وقع فيها من االحتجاج ,ووفق تتبعي لم اعثر على الرواية في الكافي وإنما وجدتها في كتاب الكافئة للشيخ المفيد:ص24ح ,24وفي كتاب سليم بن قيس:ص "29",327في احتجاجات أمير المؤمنين عليه السالم على طلحة والزبير. -5كتاب حياة الحيوان:ج2ص,545باب الواو"الوزغة" ,وكتاب المستدرك للحاكم :ج4 ص 526ح,8477كتاب الفتن والمالحم,إما حديث بن عوانة. 470
فقال"ص" :ائذنوا له عليه وعلى من يخرج من صلبه لعنة هللا .الخبر)1(.
ومع ذلك ولى نيابة المدينة مرات ,وقام بأمر الخالفة بعد معاوية بن يزيد ,ومن راجع ثامن البحار وأخر الجزء الخامس عشر من شرح النهج وغيرهم ,يعلم إن ما ذكره مجرد استبعاد ال ينبغي صدوره عمن له خبرة بسير النبي "صلى هللا عليه واله" وأحوال السلف ,فضال عن جعله أصال يتفرع عليه األمور ,ومانعا عن حمل اإلخبار على ظاهره وهللا العالم ,ومن اختاره إلتمام المكارم وتعليم المعالم.
الدليل العاشر انه ال إشكال وإلخالف بين أهل اإلسالم في تطرق اختالفات كثيرة وتغيرات غير محصورة في كلمات القران وحروفه وهيئاته ,من زيادة كلمة ونقصانها ,وزيادة حرف ونقصان ,وتبديل كلمة واثبات أخرى ,وتأنيث لفظ وتذكيره ,وإفراده مرة وجمعه أخرى ,وأمثال ذلك من وجوه التغيير الذي مر ذكرها إلى إن بلغ من الكثرة بمكان خرج عن اندراجه تحت الضبط )2(,فاستقر أراء المخالفين إلى اختيار ما اختاره سبعة منهم أو عشرة. قال في اإلتقان بعد ذكر القراء السبعة ورواتها :ثم لما اتسع الخرق وكاد الباطل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب حياة الحيوان:ج1ص ,95باب الهمزة .االوز ,فائدة اجنبية ,خالفة مروان بن الحكم ,وكتاب المستدرك للحاكم:ج4ص528ح,8484كتاب الفتن والمالحم,إما حديث بن عوانة. -2وهذا تصريح أخر من المصنف على انه يقول بكل أنواع التحريف للقران ,وليس النقص كما قالوا عنه. 471
يلتبس بالحق ,قام جهابذة األمة وبالغوا في االجتهاد وجمعوا الحروف والقراءات, وعزوا الوجوه والروايات ,وميزوا الصحيـح والمشهور والشاذ ,بأصول أصولها وأركان فصولها ,فأول من صنف في القراءات أبو عبيدة الخ منه)1(.
بما فيه من االختالف كإجماعهم على اختيار األربعة من سائر المذاهب بعد تشتتها ,لكن لم ينصوا على بطالن جميع ما ينسب إلى غيرهم ,بل اعتنوا بتوجيه وتفسيره بإرجاعه مهما تيسر إلى مختار المشهور ,ثم انه ال بد من انتهاء ما اختاروه وغيره مما يحتمل صحته إلى النبي "صلى هللا عليه واله" كما زعموه أيضا وادعوه في المقام ,فيكون القران في نفسه وعند نزوله مبنيا على االختالف وموضوعا على المغايرة في المراتب المذكورة. وحيث إن القران نزل في جميع مراتبه بنحو واحد ال تغيير فيه وال اختالف ,كان جميع ما ذكروه غير الوجه الواحد المجمعون المردد فيه غير مبينة إلى رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وقراءة القران به قراءة بغير ما انزل هللا ,وظاهر إن المصحف الموجود الدائر غير خالص عن بعضه أو أكثره ,فهو حينئذ غير مطابق لما انزل عليه"ص" إعجازا وهو المقصود. وهذا الدليل وان كان غير واف إلثبات نقصان السورة واآلية والكلمات لعدم شمول تلك االختالفات ,لها إال انه يمكن تعميمه بعدم القول بالفصل أو بان يقال: إذا لم يكن اعتنائهم في حفظ القران وصيانته عن تطرق االختالفات بمقام لم يحفظوا سورة الفاتحة كما هي ,وقد كانوا يتلونها في كل يوم مرات عديدة فــــــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج1ص,253النوع العشرون,في معرفة حفاظه ورواته.
472
أزيد من عشرين سنة ,وكانوا يسمعونها عنه"ص" كذلك حتى قرء بعضهم " مالك " ,وبعضهم " ملك " ,وبعضهم " ملك "( ,)1وبعضهم "ملك "( ,)2وبعضهم " ملك " (, )3وبعضهم "أهدنا" ,وبعضهم "أرشدنا" ,وبعضهم "صراط", وبعضهم "سراط" ,وبعضهم"زراط" ,وبعضهم" صراط الذين" ,وبعضهم" صراط من" ,وبعضهم "وال الضالين" ,وبعضهم "غير الضالين" ,وهكذا في اختالف إعراب كلماتهم ,وذكروا في قوله تعالى "عليهم" سبعة وجوه, والمفروض إن المنزل المقروء عليهم واحد ,فعدم حفظهم غيرها مما لم تكن لهم ضرورة إلى تالوتها في كل سنة مرة مثال بحيث يلزم منه ما ذكرنا من التحريف والنقصان أولى ,هو حينئذ في غاية الوضوح ,فالمهم إثبات نزوله على نسق واحد وإبطال نزوله على وجوه عديدة في التالوة ,وان منشأ بعض تلك االختالفات سوء الحفظ وقلة المباالة وبعضها النسيان والعادي ,وبعضها التصرف ألعمدي, وبعضها اختالف مصاحف عثمان لبعض تلك الوجوه كما مر ,وبعضها اختالف اإلفهام في مرسوم مصاحفه كما ستعرف إلى غير ذلك مما يعود إلى تقصير أو قصور في أنفسهم ال إلى إذن ورضا من نبيهم صلى هللا عليه واله والذي يدل على ذلك أمور.
اَّللِ لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ غي ِْر َّ األول :قوله تعالىَ ﴿ :ولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ اختِ َالفًا يرا﴾النساء ,82:فان االختالف فيه كما يصدق على اختالف المعنى ,وتناقضه َكثِ ً كنفيه مرة وإثباته أخرى كذلك ,وعلى اختالف النظم كفصاحة بعض فقراتها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الم مشددة مفتوحة. -2بفتح الميم والالم والكاف. -3فتح الميم وسكون الالم.
473
البالغة حد اإلعجاز وسخافة بعضها األخرى ,وعلى اختالف في مراتب الفصاحة ببلوغ بعضها أعلى درجاتها ,ووصول بعضها إلى ادني مراتبها ,وعلى اختالف اإلحكام كوجوب شيء فيه لحسن موجود في غيره مع عدم وجوبها وحرمته كذلك, كذلك يصدق على اختالف تصاريف كلمة واحدة وهيئتها في موضوع واحد واختالف أجزاء أية واحدة في التالوة والكتابة. وهذا إطالق شائع في العرف صحيح في اللغة كما يقال نسخ هذا الحديث أو هذا الشعر أو هذا الكتاب مختلفة إذا كان فيه اختالف بأحد الوجوه السابقة ,سواء اختلف المعنى بالعموم والخصوص أو بالتباين أو لم يختلف ,بل هذا المعنى اظهر في اآلية من األول وان كان أوضح إفراده إذ العاقل المدعى للنبوة ولو كان كاذبا باال يأتي في كالمه الذي جعله مصدقا لرسالته وداللة على نبوته بالتناقض الصريح الذي ال يقبل التأويل وال يمكن إرجاع احدهما إلى األخر المكذب لدعواه عند كل من له أدنى شعور. وإما االختالف بالمعنى األخير فكثيرا ,إما يصدر من غير المعصوم في كالمهم وزبرهم ومصنفاتهم سهوا أو عمدا ,العتقادهم كون هذه الكلمة مثال أفصح مما ذكره أو أثبته في كتابه ,أو هذا الكالم بتعيير هذا اللفظ ابلغ في تأدية المراد ,لكنه غير جائز على محصي كل شيء الذي ال يجوز عليه السهو والنسيان. ثم إن الشيخ أمين الدين الطبرسي بعد ما نقل عن الذين يفسرون القران بآرائهم في معنى االختالف ما يرجع إلى احد الوجوه المذكورة غير الوجه األخير ,قال رحمه هللا :واالختالف في كالم يكون على ثالثة إضراب :اختالف تناقض ,واختالف تفاوت ,واختالف تالوة ,واختالف التفاوت ,يكون في الحسن والقبح والخطأ والصواب ونحو ذلك مما تدعو إليه الحكمة وتصرف عنه ,وهذا النوع من 474
االختالف ال يوجد في القران ألبته ,كما ال يوجد اختالف التناقض ,وإما اختالف التالوة ,فهو ما يتالئم في الحسن كاختالف وجوه القران واختالف مقادير اآليات والسور واختالف اإلحكام في الناسخ والمنسوخ ،فذلك موجود في القرآن ،وكله حق ،وكله صواب.انتهى )1(.وظاهره تسليم صدق االختالف على االختالف المذكور ,فاآلية بظاهرها تنفي وقوعه فيه ,فعلى مدعية إثباته كما ثبت وجود الناسخ والمنسوخ فيه ,ويأتي ضعف ما تمسكوا به في المقام إن شاء هللا تعالى ,مع انه قد يستلزم االختالف في القراءة ,االختالف في المعنى كقراءة "يطهرن" من الطهر الظاهر في انقطاع الدم و"يطهرن" ( )2من التطهير الظاهر في االغتسال, "ويعصرون" من عصر العنب وغيره" ,ويعصرون" على البناء للمفعول أي يمطرون" ,ومتكا" بال همزة وهو االرجح "ومتكأ" معها أي ما يتكئ عليه, "والشمس تجري لمستقر لها"" ,والشمس تجري ال مستقر لها", وقال السيد علي بن طاووس في سعد السعود بعد ما نقل عن الجزء الخامس عشر من تفسير القراء :ان عبد هللا بن مسعود قرء بدل قوله تعالى" وزوجناهم بحور عين وأمددناهم بعيس بعين ,والعيس البيضاء والحور ,ما لفظه وما أدرى كيف ذكر قراءة عبد هللا واختالف لفظين على اختالف المصحف وكذا يتضمن تأويل القرآن اختالفا كثيرا ,وكيف احتمل المسلمون نحو من صحة هذا والطعن على لفظ المصحف الشريف انتهى)3(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان للطبرسي:ج3ص,142في تفسير قوله تعالى" أفال يتدبرون القران". -2بالتشديد. -3سعود السعود البن طاووس:ص ,269فصل فيما نذكره من الجزء الخامس عشر منه من الوجهة األولة منه بلفظه قوله عز وجل وزوجناهم بحور عين.
475
وأمثال ذلك كثيرة خصوصا ما يلزم منه نسبة الفعل الواحد إلى متعدد وال تسبيب في البين بحسب قراءة اللفظ على الخطاب والغيبة فالحظ وتأمل. الثاني :اإلخبار الكثيرة الدالة على نزول القران على وجه واحد وقراءة واحدة وانه ال اختالف في ما نزل على النبي صلى هللا عليه واله أصال وتكذيب ما جاء انه نزل على سبعة أحرف مطلقا أو على كون المراد منه سبعة قراءات. أ :ثقة اإلسالم في الكافي,عن الحسين بن محمد،عن معلى بن محمد،عن الوشاء، عن جميل بن دراج،عن محمد بن مسلم ،عن زرارة،عن أبي جعفر عليه السالم قال :إن القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن االختالف يجيء من قبل الروايات)1(.
ب :وفيه عن علي بن إبراهيم،عن أبيه،عن ابن أبي عمير،عن عمر بن أذينة، عن الفضيل بن يسار قال :قلت ألبي عبد هللا عليه السالم :إن الناس يقولون: إن القرآن نزل على سبعة أحرف ،فقال :كذبوا أعداء هللا ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد)1( .
ج :الصدوق في عقائده مرسال عن الصادق "عليه
السالم" انه قال:
القرآن واحد ،نزل من عند واحد على واحد ،وإنما االختالف من جهة الرواة)3(.
د :أبو عبد هللا احمد بن محمد السياري في كتاب القراءات ,عن البرقي وغيره, عن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج2ص630ح,12باب النوادر,واالختالف حسب المصدر من "الرواة" وليس"الروايات". -2الكافي للكليني:ج2ص630ح,13باب النوادر. 476
-3االعتقادات للصدوق:ص,86باب االعتقاد في مبلغ القران.
ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى واحمد بن محمد بن أبي نصر ,عن جميل بن دراج ,عن زرارة ,عن أبي جعفر "عليه السالم" ,قال :القران واحد نزل من عند رب واحد إلى نبي واحد ولكن االختالف يجيء من قبل الرواة)1(.
ه :عنه عن البرقي وغيره عن حماد بن عيسى عن جابر بن عبد هللا( )2قال :قيل ألبي عبد هللا عليه السالم :إن الناس يقولون إن القران نزل على سبعة أحرف,فقال :كذبوا ,نزل حرف واحد من عند رب واحد على نبي واحد)3(.
و :وعنه عن الحميري( )4عن الحسين بن سيف بن عميرة عن أخيه عن أبيه عن ( )5سيف بن عميرة ألنخعي عن يحيى بن صالح عن أبي نصر( )6عن أبي جعفر عليه السالم قال :قلت له :قول الناس نزل القران على سبعة أحرف فقال"ص" واحد من عند واحد)7(.
ز :وعنه بإسناده عنه زرارة بن أعين قال :سأل سائل أبا عبد هللا"ع" عن رواية الناس في القران ,نزل على سبعة أحرف ,فقال :كذبوا الناس في رواياتهم ,بل هو حرف واحد من عند واحد نزل به المالئكة على واحد)8(.
ح :وعنه ,عن سيف ,عن جميل بن دراج ,عن زرارة ,عن أبي جعفر "عليه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1القراءات للسياري:ص6ح.1 -2جاء في نسخة الف اسم "يزيد" فوق اسم عبد هللا ,وهو الصحيح وفق المصدر. -3القراءات للسياري:ص7ح.2 -4في المصدر جاء الخيبري. -5في المصدر ليس هنالك حرف "عن". -6في المصدر جاء أبي بصير. -7القراءات للسياري:ص7ح.5 477
-8القراءات للسياري:ص7ح.6
السالم" قال :إن القران لواحد نزل من عند واحد لكن االختالف يجيء من قبل الرواة)1(.
ط :وعنه,عن الحسين بن سيف ,عن أخيه ,عن أبيه ,عن أبي بكر بن الربيع االسدي ,عن الحسن الصيقل ,قال :قلت ألبي عبد هللا "عليه السالم" :على كم حرف نزل القران فقال :على حرف واحد)2(.
ي :وعن ابن سيف ,عن أخيه ,عن أبيه ,عن ابن سالم ,عن أبي عبد هللا "ع" في حديث يأتي وفيه قال :من أين جاء االختالف فقال"ع" من قبل الرواة,إن القران كان مكتوبا في الجريد واالدم وكان الناس يأتون فيأخذون منه)3(.
وفي شرح الوافية للسيد المحقق ألكاظمي :إن حديث نزول القران بالحروف السبعة إنما يعرف فهيم وقد كذبه الرضا عليه السالم ,وقال:كذبوا إنما هو واحد نزل من عند الواحد ولم نعثر على هذا الخبر وال إشارة إليه احد ولعله من طغيان القلم.
الثالث :االجماعات المنقولة منها ما يظهر من كالم السيد الجليل على بن طاووس ,قال في سعد السعود في الطعن على الجبائي الذي طعن على األمامية بأنهم يدعون الزيادة والنقيصة في القران ما نصه :ويقال له :أنت مقر بهؤالء القراء السبعة الذين يختلفون في حروف وإعراب وغير ذلك من القرآن ولوال اختالفهم ما كانوا سبعة,بل كانوا يكونون قارئا واحدا,وهؤالء السبعة منكم وليسوا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص7ح.7 -2القراءات للسياري:ص8ح.10 -3وفق تتبعي لكتاب القراءات للسياري لوحظ إن هذه الرواية هي تتمة للرواية الواردة في (ط) المروية بسنده عن الصيقل. 478
من رجال من ذكرت أنهم رافضة,ويقال له أيضا إن القران( )1العشرة أيضا من رجالكم وهم قد اختلفوا في حروف ومواضع كثيرة من القرآن وكلهم عندكم على ثواب( )2فمن ترى ادعى اختالف القرآن وتغيره أنتم وسلفكم أو الرافضة ومن المعلوم من مذهب الذي تسميهم رافضة إن قولهم واحد في القرآن.انتهى )3(.ويؤيد ما ذكره السيد المحدث الجزائري في منبع الحياة :إن السيد المرتضى مع منعه عن العمل بإخبار اآلحاد ,عول على ما روى عنهم "ع" من إن القران واحد نزل من عند واحد على نبي واحد واالختالف من جهة الرواة )4(.وقال الطبرسي :إن الشائع في إخبارهم إن القران نزل بحرف واحد )5(.ويمكن استظهار اإلجماع من عقائد الصدوق()6وأيضا وممن صرح باإلجماع الشيخ في التبيان فقال على ما حكي عنه المعروف من مذهب األمامية والتطلع في إخبارهم ورواياتهم إن القران نزل بحرف واحد على نبي واحد )7(.وقال األستاذ األكبر في حاشية المدارك: اليخفى أن القراءة عندنا نزلت بحرف واحد ،واالختالف جاء من قبل الرواية، فالمتواتر ما تواتر صحة قراءته في زمان األئمة"ع" بحيث يظهر أنهم كانوا يرضون به ويصححون ويجوزون ارتكابه في الصالة ,ألنهم صلوات هللا عليهم كانوا راضين بقراءة القران على ما هو عند الناس,وربما كانوا يمنعون الحق ويقولون هي مخصوصة بزمان ظهور القائم"عليه السالم"()8 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1 -2 -3 -4 -5 -6 -7 -8
الصحيح "القراء" وفق المصدر. الصحيح "الصواب" وفق المصدر. سعد السعود البن طاووس:ص,145-144القراءات السبعة هم الذين أوجدوا التغيير ولم يكونوا من الشيعة. منبع الحياة للسيد الجزائري :ص,70المسألة التاسعة من الثاني عشر. مجمع البيان للطبرسي:ج1ص,38مقدمة الكتاب. االعتقادات للصدوق:ص,86باب االعتقاد في مبلغ القرآن. التبيان للطوسي:ج1ص.7 الحاشية على مدارك اإلحكام للوحيد البهبهاني:ج3ص ,21-20بيان المراد من تواتر القراءات السبع. 479
وقريب منه ما ذكره "ره" في شرح المفاتيح( )1وفي الجواهر( :)2إن المعلوم عندنا خالفه ,إي كونها متواترة عن النبي "صلى هللا عليه واله" ضرورة معلومية مذهبنا بان القران نزل بحرف واحد على نبي واحد واالختالف فيه من الرواة. الرابع :اإلخبار الكثيرة الدالة على تخطئة بعض القراءات الشائعة وتكذيب قارئها ,ومن يرى نزول القران مختلفة الوجوه والكلمات ال يتجاوز عن السبع أو العشر ,وال يقصر عن األولى ,فمع بطالن بعضها يظهر حال بقية وحال أصل االختالف ,لعدم القول بالتفصيل بيننا ,فما روى في هذا المعنى ما مر من قول الصادق "عليه السالم" إن كان ابن مسعود ال يقرأ على قراءتنا فهو ضال)3(.
إذ مع تعدد القراءات ال يكون القارئ بغير قراءتهم ضاال ,وقد اشرنا إلى تلك اإلخبار في الدليل الخامس فالحظ ,وتأتي مسندا إن شاء هللا تعالى في الدليل الثاني عشر ,وتقدم أيضا تخطئة أبي وعبد هللا بن مسعود وابن عباس بعض القراءات, وتخطئة غيرهم بعض قراءتهم أيضا ,وروى السياري عن الصادق عليه السالم أصحاب العربية يحرفون الكلم عن مواضعه)4(.
الخامس :القرائن الكثيرة التي تظهر منها كون تلك االختالفات غير منسوبة إلى النبي صلى هللا عليه واله بل منسوبة إلى أراء القراء واجتهاد أهل العربية وما استحسنوه إلفهامهم القاصرة وعقولهم الفاسدة وبعضها إلى تضييع سلفهم ما كان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مفتاح الكرامة:ج7ص,217وظيفة المكلف في القراءات السبعة والعشر. -2جواهر الكالم للجواهري:ج 9ص,294في إنكار تواتر القراءات. -3الكافي للكليني:ج1ص634ح,27باب النوادر. -4وفق تتبعي لم اعثر الرواية في القراءات للسياري وذكرها السيد البروجردي في جامع أحاديث الشيعة:ج 15ص 35ح. "12" 85
480
في حفظهم كما اشرنا إليه وغير ذلك مما ال ترجع إلى كهف حصين ومعقل حريز. إ :إن للسيد الجليل زيد بن علي بن الحسين "عليهما السالم" قراءة منفردة عن تلك القراءات المعروفة ,وقد افرد لها بالتصنيف عمر بن موسى ,فقال الشيخ في الفهرست :عمر بن موسى الوجهي زيدي له كتاب قراءة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب "عليهم السالم" ,اخبرنا بها أحمد بن عبدون ،عن أبي بكر الدوري ،عن أبي بكر محمد بن عمر بن سالم الجعاني ،قال :حدثنا أبو عبد هللا محمد بن سليمان بن محبوب،من أصل كتابه،قال :حدثني إبراهيم بن مسكين أبو إسحاق البصري ،كتبت عنه في الخريبة سنة إحدى وستين ومائتين, قال:حدثني يحيى بن كهمش أبو بكر الفزاري ،قال :حدثني عمر بن موسى الوجيهي ،قال :هذه القراءة سمعتها عن زيد بن علي بن الحسين "عليهما السالم" ،قال :وسمعت زيد بن علي "عليه السالم",يقول :هذه قراءة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب"عليه السالم" ،قال :وما رأيت اعلم بكتاب هللا عز وجل، وناسخه ومنسوخه ،ومشكله وإعرابه منه(.)1
وتقدم عن سعد السعود إن غيره أيضا جمع قراءته ,وكثيرا ما يشير المفسرون إلى قراءته ويعدونها في قبال قراءة القراء ,وحاشا إن يترك القراءات الصحيحة المتواترة عن جده "صلى هللا عليه واله" ويستبد برأيه ومذهبه ,نعم الظاهر إن بعض قراءته أيضا كان مبنيا على االجتهاد وال يضر بحاله لما يأتي. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الفهرست للطوسي :ص186ح " -7"508عمر بن موسى الوجيهي زيدي.
481
ب :إن للثقة الجليل الذي أمره اإلمام"ص" باإلفتاء في مسجد المدينة وهو حي بين أظهرهم إبان بن تغلب( )1أيضا قراءة مفردة وال يجتمع ذلك مع كون القراءات الشائعة مأثورة عن النبي "صلى هللا عليه واله" واحتمال الخطأ عليه وعلى زيد مما ال ينبغي اإلصغاء إليه. قال الشيخ في الفهرست :وألبان رحمة هللا عليه قراءة مفردة اخبرنا بها احمد بن محمد بن موسى ،قال :حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ،قال :حدثنا أبو بكر محمد ابن يوسف الرازي المقري بالقادسية سنة إحدى وثمانين ومائتين ،قال:حدثني أبو نعيم الفضل
بن عبد هللا بن العباس بن معمر األزدي الطالقاني ،ساكن
سواد البصرة سنة خمسة وخمسين ومائتين بالري ،قال :حدثنا محمد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ ،قال:سمعت أبان بن تغلب وما أحد اقرأ منه يقرأ القرآن من أوله إلى آخره وذكر القراءة ،وسمعته يقول :إنما الهمزة رياضة)2(.
وفي رجال النجاشي وألبان قراءة مفردة مشهورة عند القراء ,أخبرنا أبو الحسن التميمي قال :حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد إلى أخر ما في الفهرست وفي أخره وما رأيت احد أقرء منه قط)3(.
واغرب المحقق ألكاظمي قي شرح الوافية,فانه بعد ما استدل على صحة األخذ بالقراءات السبعة بل عده جواز األخذ بغيرها بشيوعها في عصر األئمة "عليهم السالم" بين األصحاب وعدم إنكارهم "ع" عليهم ,قال :مع إن فيهم من وجوه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر رجال النجاشي:ص,10باب اإللف منه"إبان بن تغلب بن رباح. -2الفهرست للطوسي:ص ,59-57باب إبان " - 1 "61أبان بن تغلب بن رباح. -3رجال النجاشي:ص ,11باب األلف منه " "7أبان بن تغلب بن رباح. 482
القراء وأئمتهم ,مثـــل إبان بن تغلب الذي قال له أبو جعفر الباقر "عليه السالم": اجلس في مسجد المدينة .الخ ,وقال الصادق "عليه السالم" لما أتاه نعيه :أم وهللا لقد أوجع قلبي موت إبان بن تغلب ,قال"ره" :في هذه المدة لم يرد خبر وال خرج توقيع في إنكار شيء من ذلك الخ. وأنت خبير بان جعل استبداد إبان بقراءته متميزة عن القراءات المشهورة كما هو صريح عبارة الشيخين ,وما يظهر من بعض المنقول منها كقراءته "ونحشره" بالجزم على ما ذكره الطبرسي( )1دليال على عدم جواز األخذ بالسبعة ,مع معينا أولى بل هو المتعين ,فانه اجل من إن يفعل أمثال هذه األمور بدون رضى منهم, وأي خبر انجح من فعله ما مر! ويأتي من اإلخبار الخاصة في تخطئته بعض القراءات الشائعة مع انه لو كانت قراءته مأثورة عن النبي"ص" سواء كانت موافقة إلحدى السبع أم ال,ولم تكن باجتهاد منه في العربية إلسنادها إلى مواله الصادق"ع"الذي روى عنه ثالثين إلف حديث( )2أو غيره"ع"ممن كان يعتمد عليه ولو كان لذكروها مع انه ال وجه لنسبة القراءة إليه حينئذ كما ال يخفى. ج :أنهم كثيرا ما يجعلون قراءة أمير المؤمنين وعلي بن الحسين والصادقين "عليهم السالم" بل وقراءة رسول هللا "صلى هللا عليه واله" في قبال القراءات المشهورة ,فان كان الكل ينتهي إليه "ص" فما وجه التفكيك في النسبة. قال السيد رحمه هللا في سعد السعود :قال أبو عبد هللا الحسين بن خالويه النحوي في كتاب إعراب ثالثين سورة من القران ,والذين أنعمت عليهم هم األنبياء"عليهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان للطبرسي:ج7ص,61تفسير سورة طه. -2رجال النجاشي:ص,12باب اإللف منه.
483
السالم"واألصل في عليهم بضم الهاء,وهي لغة رسول هللا"صلعم" ,وقد قرء بذلك حمزة,وإنما كسر الهاء من كسرها لمجاورة الياء,وإما أهل المدينة ومكة فيصلون الميم بواو في اللفظ ,فيقولون "عليهموا" قالوا :عالمة الجمع الواو كما كانت األلف في عليهما عالمة التثنية .ثم قال السيد :ما الجواب لمن يقول إذا كانت لغة رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,ضم( )1القرآن فأحق ما نزل بلغته "ص" وعالم كان ظاهر قراءة أهل اإلسالم في الصلوات أوغيرها بكسر الهاء,وألي حال صار مجاورة الهاء للياء حجة على قراءة رسول هللا "صلى هللا عليه واله :وهو أفصح العرب! وإذا اختلفت لغاتهم كان"ص" هو الحجة عليهم ,وأعجب من ذلك أن يكون أهل المدينة وأهل مكة البلدين الذين أقام فيهما على خالف قراءته وان تقدم أحد بذكر هذا عنهم أو عن مسلم من المسلمين ,كيف جاز ذكر مثل هذا من العلماء العارفين!.انتهى(.)2
ثم إن الشيخ في التبيان والزمخشري في الكشاف ,لم يفرقا في النقل بين القراءات الشائعة وقراءة أهل البيت"ع"وغيرهم)3(.وأما الطبرسي رحمه هللا ,فجعل السبعة في مقام النقل من المتواترات وغيرها من الشواذ ,وذكر أن الناس اجتمعوا على السبعة لسببين :األول :إنهم تجردوا لقراءة القرآن ,واشتدت بذلك عنايتهم مع كثرة علمهم ,ومن كان قبلهم ,أو في أزمنتهم ,ممن نسب إليه القراءة من العلماء, وعدت قراءتهم في الشواذ ,لم يتجرد لذلك تجردهم ،وكان الغالب على أولئك الفقه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1جاء في المصدر"بضم الميم" سقطت كلمة"الميم" من المصنف في نسخة باء. -2سعد السعود البن طاووس:ص,259اعتراف بن خالويه بان الهاء في"أنعمت عليهم "نزلت على النبي"ص" مضمومة ولكن الفقهاء كسروها ورأي المصنف"ره" في ذلك. -3من هنا أخذناه من نسخة باء لعدم توفره نسخة إلف. 484
,أو الحديث ،أو غير ذلك من العلوم .الثاني :إن قراءتهم وجدت مسندة لفظا ،أو سماعا ،حرفا حرفا ,من أول القرآن إلى آخره ،مع ما عرف من فضائلهم ،وكثرة علمهم بوجوه القرآن)1(.
قلت :المعروف بين العامة الذين عنهم أخذ هذا الكالم خالف ذلك ,ففي اإلتقان: قال أبو بكر بن العربي :ليست هذه السبعة متعينة للجواز حتى ال يجوز غيرها, كقراءة أبي جعفر وشيبة واألعمش ونحوهم ,فإن هؤالء مثلهم أو فوقهم ,وكذا قال غير واحد ,منهم :مكي وأبو العالء الهمذاني وآخرون من أئمة القراء ,وقال أبو حيان :ليس في كتاب ابن مجاهد ومن تبعه من القراءات المشهورة إال النزر اليسير ,وقال مكي من ظن أن قراءة هؤالء القراء كنافع وعاصم هي األحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطا عظيما ,قال :ويلزم من هذا أن ما خرج عن قراءة هؤالء السبعة مما ثبت عن األئمة وغيرهم ,ووافق خط المصحف أال يكون قرآنا ,وهذا غلط عظيم فإن الذين صنفوا القراءات من األئمة المتقدمين كأبي عبيد القاسم بن سالم وأبي حاتم السجستاني وأبي جعفر الطبري وإسماعيل القاضي قد ذكروا أضعاف هؤالء وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب وبالكوفة على قراءة حمزة وعاصم وبالشام على قراءة ابن عامر وبمكة على قراءة ابن كثير وبالمدينة على قراءة نافع واستمروا على ذلك فلما كان على رأس الثالثمائة أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب الخ)2(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان للطبرسي:ج 1ص,38مقدمة الكتاب. -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,275-274النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. 485
وقال القراب في الشافي :التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر وال سنة ,وإنما هو من جمع بعض المتأخرين ,فانتشر وأوهم أنه ال تجوز الزيادة على ذلك وذلك لم يقل به أحد)1(.
هذا مع أن قد اطلعنا على سند كثير مما نسب إلى أهل البيت "عليهم السالم" وإلى غيرهم في األخبار المعتبرة التي يعتمدها األصحاب كما تقدم ويأتي,ولم نقف على سند واحد معتبر إلحدى القراءات فضال عن جميعها فضال عن تواترها كما ستعرف! وقد صرح البغوي كما في اإلتقان :أن في السبعة شيئا كثيرا من الشواذ. ويأتي تمام الكالم إن شاء هللا)2(.
د :إن قاضي القضاة عبد الجبار الهمداني وأبا القاسم البلخي في تفسيرهما كما في سعد السعود,والقاضي أبا بكر وجماعة من األصوليين كما في النهاية ,وقراء البصرة والشام والمدينة إال قالون وفقهاء هذه األمصار,كمالك واألوزاعي وحمزة من قراء الكوفة كما في العروة الوثقى للبهائي رحمه هللا وغيرها ومشهور الحنفية كما قيل والمالكية كما صرح في اإلتقان :أنكروا كون التسمية آية من القرآن)3(.
فكيف يحتمل المنصف أن يكون قراءاتهم الخالية عن مائة وثالثة عشر آية متصلة إلى النبي "صلى هللا عليه واله" ! ولم يقرأ سورة بدون التسمية كي يعيها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,276النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. -2نفس المصدر :ص.277 -3نفس المصدر :ص.268
486
بدونها سامعها منه "صلى هللا عليه واله"! ولم تكن القراءة بها مختصة بوقت دون وقت وبسورة دون سورة فتقل حملتها وتكثر نقلة غيرها من اآليات والسور فتشتبه حال األولى وتتواتر الثانية عند الجميع! فإنه ال مجال للتفكيك بينهما كما ال يتصور الفرق بين سائر أجزاء سورة الفاتحة مثال ,إذ كل من سمعها من النبي "صلى هللا عليه واله" في حال الصالة وغيرها في تلك المدة المتطاولة سمع جميع أجزائها,وتكرر اآليات ليس مختصا بها ,فأين موضع الشبهة التي احتملها بعض األصوليين لمنكرها خوفا من لزوم تكفيرهم ؟ بل للكالم في عدم تكفيرهم وإن كان إنكارهم عن شبهة أخرجهم عن حد الوضوح إلى حد اإلشكال ,كما صرح به مجال لرجوعه إلى القول بكون تكفيرهم في أمثال المقام مشروط بحصول القطع عند المنكر الالزم منه عدم جواز تكفير الخوارج والنواصب المتقربين أكثرهم ,سيما في القرون المتأخرة إلى هللا تعالى بسب أمير المؤمنين "عليه السالم" واألئمة "عليهم السالم" ونصب بغضهم وعداوتهم فضال عن احتمالهم أو ظنهم أو قطعهم يكون مودتهم من الدين الذي يجب التدين به,وهو خالف المعروف بين األصحاب ,وتمام الكالم في محله ,وال ينفع في دفع هذا الطعن كون التسمية مكتوبة في مصاحفهم وإن لم يعتقدوا قرآنيتها ,لعدم الفرق بين وجودها وعدمها بعد عدم االنتفاع بها بما أراد هللا تعالى وأمر به ,فإنها حينئذ بمنزلة أسماء السور وآمين عندهم وغيرها,ويشير إلى ذلك قول ابن عباس: استرق الشيطان من الناس أعظم آية من القرآن الكريم بسم هللا الرحمن الرحيم,فإنه لم يسترق ذاتها لوجودها عند جميعهم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,268النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. 487
قال السيد األجل في سعد السعود في الطعن على الجبائي ما لفظه :ويقال له قد رأينا في تفسيرك ادعيت إن "بسم هللا الرحمن الرحيم" ما هي من القرآن الشريف ,وقد أثبتها عثمان فيه ,وهو مذهب لسلفكم أنهم ال يرونها آية من القرآن, وهي مائة وثالثة عشر آية في المصحف الشريف ,تزعمون أنها زائدة وليست من القرآن ,فهل هذا االعتراف منك يا أبا علي بزيادتكم في المصحف الشريف والقرآن ما ليس فيه! إلى أن قال :ويقال له قد رأيناك قد طولت الحديث بأن سورة الحمد كانت تقرأ مدة زمان البعثة ,وكيف يمكن أن يكون فيها تغير! فهل قرأت هذا الكالم على نفسك وعيرته بميزان عقلك؟ فكيف ذكرت مع هذا إن "بسم هللا الرحمن الرحيم" المذكورة في أولها في كل مصحف وجدناه ليست منه؟ وكيف اختلف المسلمون في "بسم هللا الرحمن الرحيم" من سورة الحمد هل آية منها أم ال ؟ وكيف قرء عمر بن الخطاب غير المغضوب عليهم وغير الضالين بزيادة غير قبل وال الضالين على ما حكاه الزمخشري عنه في تفسيره ؟ أما سمع المسلمون رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يقرأ الحمد في صالته وغيرها ؟ فعلى م اختلفوا بها في هذا وأمثاله منها ؟ فهل ترى إال أن كلما طعنت به على الذي تسميهم رافضة متوجه إلى سلفك وإليك وإلى سيدك الذي تتعصب به!(.)1
وكيف يصدق مع ذلك قول من يدعي كون تلك القراءات بما فيها من المواد والهيئات والكيفيات بل وصفات الحروف وغيرها مما هو مسطور في كتبهم متواترة عن النبي "صلى هللا عليه واله" ويشتبه حال "بسم هللا الرحمن الرحيم" ؟ وهل هذا إال زور من القول وتهافت في الكالم! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1سعد السعود البن طاووس:ص ,146-144فصل فيما نذكره من أواخر المجلد من تفسير أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي. 488
ثم إن شيخنا البهائي أورد شبهة في المقام وأجاب عنها وال بأس بنقلها,قال في تفسيره المسمى بعروة الوثقى :ثم إن في المقام بحثا يحسن التنبيه عليه ,وهو أنه ال خالف بين فقهائنا رضوان هللا عليهم في أن كل ما تواتر من القرآن يجوز القراءة به في الصالة ,ولم يفرقوا بين تخالفها في الصفات أو في إثبات بعض الحروف والكلمات كملك ومالك,وقوله تعالى" :تجري من تحتها األنهار" بإثبات لفظة "من" وتركها,فالمكلف مخير في الصالة بين الترك واإلثبات,إذ كل منهما متواتر,وهذا يقتضي الحكم بصحة صالة من ترك البسملة أيضا ألنه قد قرأ بالمتواتر من قراءة أبي عمرو وحمزة وابن عامر وورش عن نافع,وقد حكموا ببطالن صالته,وقد تناقض الحكمان,فإما أن يصار إلى القدح في تواتر الترك وهو كما ترى أو يقال بعدم كلية تلك القضية وإن عقدوها كلية ويجعل حكمهم هذا منها على تطرق االستثناء إليها,فكأنهم قالوا كلما تواتر يجوز الصالة به إال ترك البسملة قبل الصالة,ولعل هذا أهون وللكالم في هذا المقام مجال واسع وهللا أعلم.انتهى)1(.
قلت :إن أراد بالمتواتر ما تواتر عن النبي "صلى هللا عليه واله" فنختار الشق األول وهو الحق الذي ال محيص عنه,وإن أراد ما تواترت القراءة به عن القراء فنختار الشق الثاني وال محذور فيه أصال,وإن أراد ما تواتر جواز القراءة به في عصر األئمة "عليهم السالم" على ما أشار إليه األستاذ األكبر في حاشية المدارك فاإلشكال ساقط من أصله,إذ المتواتر عندنا عدم جواز القراءة بالترك في عصرهم "عليهم السالم" مع أن في صدق التواتر على الترك نوع خفاء . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفق تتبعي لم أقف على هذا الكالم في العروة الوثقى للبهائي! وإنما في كتابه األخر مشرق الشمسين:ص,392في جزئية البسملة. 489
حكاية ظريفة قال السيد المحدث الجزائري في لوامع األنوار في شرح عيون األخبار :إني لما تشرفت بزيارة قبر النبي "صلى هللا عليه واله" وقبور أئمة البقيع "عليهم السالم" رأيت الشيعة يزورون أئمة البقيع من غير مباالة وال تقية شديدة فعجبت من ذلك! فحدثني من أثق به من صلحاء ألشيعة من ساكنيها في عشر المائة بعد األلف أنه قبل هذا بأربع أعوام تقريبا أمر القاضي أن تفتش الكتب التي في خزانة البقيع, فلما فتشوها وجدوا فيها كتاب المزار للشيخ المفيد نور هللا ضريحه ,وفيه لعن األول والثاني والثالث’ فطلبوا من المفتي أن يكتب لهم فتوى في جواز هدم القبة الشريفة ,فلم يجتر على ذلك خوفا من السلطان فاجتمع رأي علمائهم أن يمضوا إلى السلطان محمد في استنبول ,فلما وصلوا أمر لهم السلطان بالضيافة واحترمهم بما ال يوصف ألنهم من علماء الحرمين ,فلما حضر يوم الجمعة أمر الوزير بأن هؤالء العلماء ينبغي أن يعينوا منهم عالما يصلي بنا صالة الجمعة, فعينوا رجال اسمه مال إبراهيم ,فلما قرأ الفاتحة ترك البسملة فسأل السلطان بعد الفراغ من الصالة عن مذهب اإلمام فقال مذهبي مذهب الشافعي ,فقال :لم تركت قراءة البسملة وهو يوجبها في الصالة ؟ فقال :تركتها رعاية لمذهب السلطان وهو حنفي المذهب ,فقال السلطان :إن الصالة عبادة هلل تعالى ال طاعة للسلطان وأيضا إذا كان مذهب الشافعي وجوب البسملة فتركها يبطل الصالة باعتقادك وإذا بطلت صالة األمام بطلت صالة المأمومين فبطلت صالتنا كلنا هذا اليوم, فأمر عليهم بشق البطون ,فالتمس لهم الوزير العظم بأنهم من علماء المدينة فعفى عنهم وأمر بإخراجهم ذلك الحين فأخرجوهم وركبوا سفينة قاصدين المدينة, فمات جماعة منهم في السفينة ورموهم في البحر لحيتانه وبلغ الباقون فانهدم عليهم سقف بيت كانوا تحته فماتوا بأجمعهم وعلم الناس وتحققوا أن ما وقع 490
عليهم أوال وأخرا فإنما هو من إعجاز أئمة البقيع "عليهم السالم" فزال عن الشيعة ما كانوا يخافونه منهم وارتفعت التقية فصار المر كما ترى ,انتهى كالمه والحمد هلل أوال وأخرا)1(.
هـ :كثرة طعن بعضهم على بعض في ترجيح قرائته عليه وإنكار قراءة اآلخر وعدم تجويز القراءة عليها ,واعتمادهم في الغالب على المناسبات االعتبارية والقوانين المختلفة في النحو والصرف واللغة ال اآلثار النبوية واألسانيد المتواترة الحاسمة لمادة النزاع ,وكثيرا ما يقولون أن القراءة الكذائية كانت أحب عند فالن, وجمود بعضهم على رسم خط المصاحف العثمانية التي تقدم شطر من حال كتابها,بل جل االختالفات الراجعة إلى االعراب والنقط واالعجام راجع إليه,فإن تلك المصاحف وغيرها كانت عرية عنها كما شهد بذلك جماعة,وشاهدنا ما كان منها بخط موالنا أمير المؤمنين"عليه السالم"في الخزانة الرضوية,على صاحبها ألف سالم وتحية على ظهرها خط شيخنا البهائي وخاتم الشاه عباس الصفوي ووقفها عليها,ولما وقعت بأيديهم تصرفوا فيها بآرائهم,وفي منبع الحياة للسيد الجزائري ذكر جالل الدين السيوطي في كتابه الموسوم بالمطالع السعيدة أن أبا األسود الدوئلي أعرب مصحفا واحدا في خالفة معاوية)2(.وعن كتاب األوائل()3
له أيضا :أن أول من خط المصحف أبو األسود الدئلي بأمر عبد الملك بن مروان وقيل الحسن البصري)4(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور. -2منبع الحياة للجزائري:ج 1ص ,69المسألة التاسعة في التشاجر الواقع بين األخباريين و األصوليين في بيان مفاد األدلة. -3لم أقف على نسخة من المصدر المذكور. -4ينظر اإلتقان للسيوطي:ج 4ص ,184النوع السادس والسبعون :في مرسوم الخط وآداب كتابته. 491
وفي تاريخ ابن خلكان في ترجمة الحجاج :حكى أبو أحمد عنه نيفا وأربعين سنة إلى إيام عبد الملك بن مروان ثم كثر التصحيف وانتشر بالعراق ففزع الحجاج بن يوسف الثقفي إلى كتابه وسألهم أن يضعوا لهذه الحروف المشتبهة عالمات, فيقال :إن نصر بن عاصم قام بذلك فوضع النقط أفرادا وأزواجا وخالف بين أماكنها ,فغبر الناس بذلك زمانا ال يكتبون إال منقوطا فكان مع استعمال النقط أيضا يقع التصحيف فأحدثوا اإلعجام ,فكانوا يتبعون النقط واإلعجام فإذا أغفل االستقصاء عن الكلمة فلم توف حقوقها اعترى التصحيف فالتمسوا حيلة فلم يقدروا فيها إال على األخذ من أفواه الرجال بالتلقين)1(.
وفي كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون:واعلم أن الصدر األول أخذ القرآن والحديث من أفواه الرجال بالتلقين ,ثم لما كثر أهل اإلسالم اضطروا إلى وضع النقط واإلعجام ,فقيل:إن أول من وضع النقط مرار,واالعجام عامر,وقيل: الحجاج,وقيل أبو األسود الدؤلي بأمر علي"عليه السالم")2(.
قلت :الظاهر انه أبو األسود على ما يظهر من جماعة ذكروا فيه كيفية حدوث
وعلم النحو وأول من اخترعه وانه سمع قارئا يقرأ﴿:أَ َّن َّ اَّللَ بَ ِري ٌء ِمنَ سولُهُ﴾ التوبة ,3:بجر رسوله فذهب إلى أمير المؤمنين عليه ْال ُم ْش ِر ِكينَ ۙ َو َر ُ السالم واخبره بذلك فكتب له صحيفة فيها أصول النحو وقال انح نحو هذا ,وقال الشيخ أبو الخير سالمة بن عباس بن احمد الشامي النحوي المعروف في أوائل كتاب المصباح في النحو(:)3على ما حكي عنه :ولما رسم علي بن أبي طالب"عليه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفيات األعيان البن خلكان:ج 2ص,32حرف الحاء,الحجاج بن يوسف. -2كشف الظنون عن اسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة:ج 1ص ,713باب الخاء المعجمة ذكر النقط واإلعجام في اإلسالم. -3لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور. 492
السالم" ألبي األسود الدؤلي حرفا يعلمها الناس حين فساد ألسنتهم بمعاشرة األعاجم كان أبو األسود ال يجب إن يظهر ذلك بخالفه على أهل زمانه ولم يزل
يدافع عن إظهاره حتى سمع قارئا يقرأ﴿:أَ َّن َّ اَّللَ بَ ِري ٌء ِمنَ ا ْل ُم ْش ِر ِكينَ ۙ سولُهُ﴾ التوبة,3:بكسر الالم فقال:ال يحل لي بعد ذلك إن اترك الناس فاستدعى َو َر ُ كاتبا مجيدا,وقال:إذا رأيتني قد ضممت فمي بخرف فأنقط نقطة بين يدي الحروف,وإذا رأيتني قد فتحت فمي فأنقط نقطة على أعاله,وإذا رأيتني قد كسرت فأنقط نقطة تحت الحرف,فإذا اتبعت ذلك غنة فاجعل النقطة نقطتين ,ففعل فكان الشكل حينذاك نقطا,ثم لطفت الصناعة لطفا ورقت حاشيته تهذيبا حسنا وظرفا فاشتق للضمة من نقطها إذا أشبعتها في الشكل واو لطيفة وللفتحة ألف صغيرة وللكسرة مثلها من تحت فرقا الشتراك الجر والنصب في أشياء إلى آخر ما ذكره)1(.
وقال محمد بن بحر الرهني في الجزء األول من مقدمات علم القران على ما في سعد السعود:أن كل واحد من القراء قبل أن يتحدد القارئ الذي بعده كانوا ال يجيزون إال قراءته,ثم لما جاء القارئ الثاني انتقلوا عن ذلك المنع إلى جواز قراءة الثاني وكذلك في القراء السبعة,فاشتمل كل واحد منهم على إنكار قراءته ,ثم عادوا إلى خالف ما أنكروه,ثم اقتصروا على هؤالء السبعة مع أنه قد حصل في علماء المسلمين والقائلين العالمين بالقراءة بالقرآن أرجح منهم,ومع أن زمان الصحابة ما كان هؤالء السبعة وال عددا معلوما من الصحابة للناس يأخذون القرآن عنهم)2(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر كتاب تاريخ االسالم للذهبي:ج 5ص ,278سنة " 80 – 61الطبقة السابعة " ذكر أهل هذه الطبقة "الكنى". -2سعد السعود البن طاووس:ص ,227فصل فيما نذكره من الجزء األول من مقدمات علم القرآن تصنيف محمد ابن بحر الرهني ذكر في أول كراس منه ما وجده من اختالف القراءة.
493
وفي الكشاف في سورة اإلنعام :وأما قراءة ابن عامر ﴿:قَتْ َل أَ ْو َال ِد ِه ْم ُ ش َر َكا ُؤ ُه ْم﴾ وجر الشركاء على إضافة القتل إلى اإلنعام ,137 :برفع القتل ونصب األوالد ّ الشركاء،والفصل بينهما بغير الظرف،فشيء لو كان في مكان الضرورات وهو الشعر،لكان سمجا ً مردوداً ،كما سمج وردّ" ,ز ّج القلوص أبى مزاده" ,فكيف به في الكالم المنثور،فكيف به في القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته,والذي حمله على ذلك أن رأى في بعض المصاحف شركائهم مكتوبا ً بالياء,ولو قرأ بجر األوالد والشركاء -ألن األوالد شركاؤهم في أموالهم لوجد في ذلك مندوحة عن هذا
االرتكاب )1(.وقال في سورة النساء:وقوله تعالىَ ﴿:واتَّقُوا َّ سا َءلُونَ ِب ِه اَّللَ الَّذِي تَ َ ام﴾ النساء,1:انه قرء بالحركات الثالث ,قال :والجر على عطف الظاهر َو ْاأل َ ْر َح َ على المضر وليس بسديد ّ ألن الضمير المتصل متصل كاسمه ،والجار والمجرور كشيء واحد ،فكانا في قولك " مررت به وزيد " و " هذا غالمه وزيد " شديدي االتصال ،فلما اشتد االتصال لتكرره أشبه العطف على بعض الكلمة ،فلم يجز ووجب تكرير العامل ,إلى إن قال :وقد تمحل لصحة هذه القراءة بأنها على تقدير تكرير الجار)2(.
قلت :وقراءة الجر قراءة حمزة ,قال الشيخ الرضي في الرد على استدالل الكوفيين لجواز العطف على الضمير المجرور بال إعادة الجار بقراءة حمزة إن هذا بناء على مذهب الكوفيين وهو كوفي وال نسلم تواتر القراءات السبع)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكشاف للزمخشري:ج 2ص,70سورة اإلنعام.137: -2الكشاف للزمخشري:ج 1ص,462سورة النساء. 1: -3شرح الرضي على الكافية لرضي الدين االستربادي:ج 2ص,336في العطف على الضمير المرفوع والمجرور,علما إن الكالم المتأخر لم أقف عليه في النسخة التي اطلعت عليها. 494
إذا كان المراد كل حرف منها ال إنكار إن يكون فيها متواتر للقطع باشتمالها على المتواتر ال يقال إن تم هذا كانت جميع القراءات متواترة ,إذ ما من قراءة إال وبعض ما الفت منه بل أكثره متواتر ,وهو مواقع اإلجماع كبسم هللا والعالمين والدين وإياك نستعين وأهدنا والمستقيم وأنعمت والمغضوب وال الضالين,فانه مشترك بين الكل مع تواتره ,بل اغلب مواقع اإلجماع بين كثير منها فضال عن اجتماع الكل متواتر ,النا نقول :إنما أرادوا بالبعض المذكور ما به االمتياز, والمعنى إن ما يفارق به غير السبع السبع مثال ال متواتر فيه بخالف السبع فان ما تفارق به غيرها أكثره متواتر ,لكن لنا بعد ذلك كله في التواتر نظر فان تواتر ما به امتياز كل قراءة عن البواقي مع عدم علم صاحبها بمكانه من البعد ,كيف يطلع من جاء بعدهم على تواتر الجميع وال يطلع بعضهم على بعض مع أنها من فن واحد والمآخذ واحد! إن هذا خارج عن مجاري العادات ,أم كيف يصح هذا وكل إمام زمان منع من إن يؤخذ إال بقراءته! ومن ثم اتخذها طريقة وكذلك أهل زمانه الذين يعتدون به ,فكيف صار من جاء بعد الكل يجيزون الكل ويزعمون إن جميعها متواتر! وان كل واحد منها جاء على وجه من الوجوه التي نزل بها الكتاب! أتراهم اطلعوا على ما لم يطلع عليه األئمة وأهل زمانهم وعرفوا من وجوه القراءات ما لم يعترفوا! غير إن هذا كله ال يقدح في دعوى وجوب االقتصار على السبع أو العشر ,وذلك الن يقين البراءة إنما يحصل باالقتصار عليها إذ ال كالم في األخذ بها إال ما علم شذوذه أو رفضه إنما الكالم فيما عداها. انتهى. ومما يظهر منه الطعن على قراءة كثير من تلك القراءات اشتراطهم في صحة القراءة موافقتها ألحد المصاحف العثمانية وان ما خالفها شاذ ضعيف مع مخالفة كثير منها لجميعها. 495
قال السيوطي في اإلتقان :قال أبو الخير بن الجزري :قال في أول كتابه النشر: كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتماال وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي ال يجوز ردها وال يحل إنكارها ,بل هي من األحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها ,سواء كانت عن األئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من األئمة المقبولين ,ومتى اختل ركن من هذه األركان الثالثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة ,سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم ,هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف صرح بذلك الداني ومكي والمهدوي وأبو شامة ,وهو مذهب السلف الذي ال يعرف خالفه ,قال أبو شامة في المرشد الوجيز ال ينبغي أن يغتر بكل قراءة تعزى إلى أحد السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة وأنها أنزلت هكذا إال إذا دخلت في ذلك الضابط )1(.وقال المكي :واألصل المعتمد عليه صحة السند في السماع واستقامة الوجه في العربية وموافقة الرسم .وقال الكواشي :كل ما صح سنده واستقام وجهه في العربية ووافق خط المصحف اإلمام فهو من السبعة المنصوصة ومتى فقد شرط من الثالثة فهو الشاذ )2(.إلى غير ذلك من كلماتهم التي جمعها في اإلتقان ولما رأى الجزري مخالفة كثير من السبع لمرسوم الخط زاد في الشرط الثاني قوله ولو احتماال وقال َ :وقَ ْولُنَا " َولَ ِو ا ْحتِ َما ًل " نَ ْعنِي ِب ِه َما ِين﴾ فإنه كتب في الجميع بال ألف فقراءة َوافَقَهُ َولَ ْو ت َ ْقد ً ِيرا :ك ﴿ َم ِل ِك َي ْو ِم الدّ ِ الحذف توافقه تحقيقا وقراءة األلف توافقه تقديرا لحذفها في الخط اختصارا.انتهى)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,259-258النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. -2نفس المصدر:ص.276 -3نفس المصدر:ص.260 496
وهذا كالم تضحك منه الثكلى إذ فتح باب الموافقة التقديرية خرج عن أصل االشتراط ,فان كل كلمة قرئت بوجه صحيح أو غير صحيح توافق المرسوم قطعا إما تحقيقا أو تقديرا فأين موضع المخالفة؟ مع انه ال يصدق توافق الكلمتين عرفا إال إن يكون تحقيقا فأن التوافق التقديري نظير توافق الخمسة للعشرة لو سقط منها خمسة وكونهم كتبوا "ملك" بال إلف و"نبغ" بدون ياء مثال لالختصار دعوى ال شاهد لها بل غير جائز ,كترخيم ما وقع منادى في القران لذلك إال إن يثبت جواز القراءة باألصل والمرسوم كليهما ومعه يسقط اعتبار هذا الشرط ,ولهم في هذا المقام كلمات متهافتة وعبارات متضادة تنبئ عن اجتثاث أصلها واضطراب فرعها أنزه الكتاب عن نقلها وفيما ذكرناه كفاية للمتأمل البصير. و :إن تلك القراءات واالختالفات لو كانت مسندة إلى النبي "صلى هللا عليه واله" ومنتهية إليه "ص" لكان ضبطها وتحملها من أهم األمور التي ينبغي االهتمام بها واالعتناء بحفظها وحراستها ,وأحق الناس بذلك الذين وقفوا أنفسهم على مرضات هللا ورسوله ونشر إحكامه وإتباع حرامه وحالله وهم الخلص من األصحاب الذين اتبعوا نبيهم في حياته ولم يخالفوه بعد وفاته ,ثم من كان تالهم من رواة أصحابنا األمامية الذين لوالهم الندرست اثأر النبوة وانطمست إعالم الهداية وكان عليهم إن يتلقونها خلفا عن سلف ويحرسونها عن الضياع والتلف ويحفظونها عن تطرق الشبهات واالرتياب بالسؤال عمن هم المرجع واليهم المآب ,ومعه كان يكثر فيهم التصنيف في هذا الباب ولم يفتقر أصحابنا إلى النزول بعقوة دار شيعة ابن الخطاب ,ولما اشتهر نسبة كل قراءة إلى طاغوت من إتباع ابن عفان بحيث يشتبه كون التواتر الدائر على األلسن إليهم أو إلى من نزل عليه القران ,وإذا سرحت بريد الطرف إلى تلك األكناف والربوع تراهم خالية عن هؤالء الجموع وترى أول طبقات المتسمين بالقراء هم الذين استبدوا اآلراء ولم يبايعوا إمام زمانهم أمير 497
المؤمنين واعتزلوا عن معسكره بصفين ,ثم مدائمة الضالل لها باعا واتخذوها لسوقهم الكاسد متاعا فألفوا وصفقوا ودونوا فأكثروا وتزينوا بها المجالس والمحافل واشتغلوا الناس بها عن تحصيل الفواضل واكتساب الفضائل وجعلوا الكتاب المكنون الذي ال يمسه إال المطهرون غرضا لنبال الرموز واإلشارة عن اسأمي طواغيت صادين عما ينفع في اآلخرة ,فترى القران كشمس منيرة غشها سحاب مظلم مركوم أو ما عذب في إناء بالقطران مختوم ,وقد نقل المخالفون الذين هم األصل في ذلك إن الصحابة كانوا يمنعون إن يكتب في المصحف ما ليس منه كأسماء السور وآمين واإلعشار ذكره السيوطي في اإلتقان)1(.
وأل أمر أولياء الرحمن الذين نزل لهم وعليهم القران إلى إن اقتربوا مع كل مارد وشيطان شاع في النقل قرء علي "عليه السالم" أو محمد بن علي أو جعفر بن محمد "عليهما السالم" وفالن وفالن ممن نصبوا عداوتهم في السر واإلعالن وتكاد تميز من غيظهم النيران كذا أو كذا ,وأين هذا من احترام مقدس الحضرة النبوية وأعال شأن الكلمة العلوية ,فان كان ما نقل عن تلك البيوت المطهرة صدقا وحجة فينبغي االقتصار عليه ,إذ ال فائدة في االقتران إال التأييد المنفي في المقام, وإال فال فائدة في النقل غير انخراط اسأميهم الشريفة في سلك اسأمي أعدائهم الموهم لقرب مقام بعضهم مع بعض وقد قال أمير المؤمنين"ع" ما معناه :الدهر أنزلني ثم أنزلني حتى يقال معاوية وعلي. سبِي ِله ،جعلها في جماعــــــة وفي الخطبة الشقيقيةَ :حتَّى إِذَا َم َ ضى -أي عمر ِ -ل َ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,267النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج.
498
زعم أني أحدهم فيا هلل وللشورى متى اعترض الريب في مع األول حتى صرت اقرن إلى هذه النظائر.الخ)1(.
ز :انه ليس لما ذكروه من االختالفات وادعوه من تعدد القراءات سند واحد معتبر متصل إلى النبي "صلى هللا عليه واله" فضال عن تعدده وتكثره ,فضال عن اجتماعه لشرائط التواتر ,وما في المدارك عن جده الشهيد من إن بعض محققي القراء افرد كتابا في أسماء الرجال الذين نقلوا هذه القراءات في كل طبقة وإنهم يزيدون عما يعتبر في التواتر موهون)2(.
أوال :بأن عرضه االنتهاء كل إلى القراء السبعة ال إلى النبي "صلى هللا عليه واله" كما أشار إليه شارح الوافية. ثانيا :بان السند الموجود في كتبهم المعتبرة الذي عليه عول محققوهم موضوع مدلس من جهات مع إن دأب أصحاب األسانيد وطريقتهم في مقام االختصار هو ذكر السند الصحيح المعتبر ,فكيف بما لم يذكروه وحذقوه وأشار إليه من ال يعرف حاله! بل الظاهر من كثير منهم انحصار الطريق فيما ذكره خصوصا في بعض الطبقات وال بأس بذكره وبعض ما فيه. فنقول :ذكر محمد بن محمود سبط أبي الليث السمرقندي وهو من أكابر محققيهم في هذا الفن في كتابيه في القراءة,ووافقه في أكثر ما ذكره السيوطي والنيشابوري وابن خلكان والشيخ أبو علي الطبري رحمه هللا وغيرهم ما حرره. نافع :وهو أبو رويم أو أبو عبد هللا أو أبو عبد الرحمن أو أبو الحسن نافع بن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1نهج البالغة للشريف الرضي:ص,49الخطبة الشقشقية) -2مدارك اإلحكام للسيد محمد العاملي:ج 3ص,338في فصول اإلقامة. 499
عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني مولى بني ليث األصفهاني األصل المتوفي سنة 169أو سنة 167أو سنة 166في خالفة الهادي ,يروى عن خمسة :وهم أبو جعفر يزيد بن قعقاع المدني مولى عبد هللا بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي, وأبو داود عبد الرحمن بن هرمز األعرج ,وشيبة بن نصاح القاضي ,وأبو عبد هللا بن مسلم بن جندب الهذلي القاضي ,وأبو روح يزيد بن رومان المدنس مولى الزبير بن العوام ,والخمسة يروى عن أبي هريرة وعبد هللا بن عباس وعبد هللا بن عياش المتقدم ,والثالثة تروي عن أبي بن كعب عن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وفي تاريخ ابن خلكان في ترجمة يزيد بن رومان مكان أبي هريرة عروة بن الزبير)1(.
ابن كثير :وهو أبو معبد عبد هللا بن كثير الداري أو الدارمي المكي مولى عمرو بن علقمة الكتابي المتوفي سنة 120قرء على ثالثة :وهم عبد هللا بن السائب المخزومي من الصحابة ,وأبو الحجاج مجاهد بن جبير مولى قيس بن السائب, ودرباس مولى ابن عباس ,واألول يروي عن أبي بن كعب عن النبي "صلى هللا عليه واله" ,واآلخرين عن ابن عباس عن أبي بن كعب وزيد بن ثابت عنه"ص". أبو عمرو :وهو الزيان أو العريان أو يحيى أو جزء أو عييبة أو محبوب أو اسمه كنيته كما اختاره المبرد وصاحب الوفيات ابن العالء بن عمار بن العريان بن عبد هللا بن الحصين التميمي المازني البصري أو عمار بن عبد هللا بن الحصين بن الحارث بن جلهم بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم المتوفي سنة 154أو سنة 157او سنة 159يروي من أهل مكة :عن مجاهد بن جبير وسعيد بن جبير ,وعكرمة بن خالد ,وعطاء بن رياح ,وعبد هللا بن كثيــــر, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفيات األعيان البن خلكان:ج 6ص,277حرف الياء,يزيد بن رومان. 500
ومحمد بن عبد الرحمن بن محتصن ,وحميد بن قيس األعرج ,ومن أهل المدينة: عن يزيد بن قعقاع ,ويزيد بن رومان ,وشيبة بن نصاح ,ومن أهل البصرة :الحسن بن أبي الحسن البصري ,ويحيى بن يعمر ,قال :ويروون عن تقدم من الصحابة وغيرهم عنه "صلى هللا عليه واله" والذي تقدم منهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت, ويروى أبو عمرو عن ابن كثير أيضا ,وذكر النيشابوري انه يروي عن مجاهد والسعيد عن ابن عباس عن أبي بن كعب)1(.
ابن عامر :وهو أبو عمران عبد هللا بن عامر بن يزيد بن تميم اليحصبي الدمشقي القاضي المتوفي سنة 118يروي عن أبي الدرداء ,عن النبي "صلى هللا عليه واله" وعن المغيرة بن شهاب المخزومي عن عثمان عن النبي"ص" ,وقيل :انه قرء علي على عثمان أيضا ,وفي اإلتقان اخذ ابن عامر عن أبي الدرداء وأصحاب عثمان)2(.
وعاصم :وهو أبو بكر عاصم بن أبي النجود,ويقال :ابن بهدلة,وهي أمه كما قيل أو هو اسم أبي النجود مولى جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد المتوفي سنة 127أو سنة 128اخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن بن عبد هللا بن حبيب السلمي,وأبي مرة زر بن حبيش ,واألول يروي عن زيد بن ثابت وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب "ع" وعبد هللا بن مسعود وابن عفان ,والثاني يروي عن األخيرين والخمسة عن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" . وحمزة:وهو أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي المعروف ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير غرائب القران ورغائب الفرقان للنيسابوري:ج 1ص,10-9مقدمة المصنف, المقدمة األولى ,ذكر القراء السبعة وتسمية نقلتهم من الرواة وطرقهم من الثقات. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,252النوع العشرون :في معرفة حفاظه ورواته. 501
بالزيات مولى إل عكرمة ابن ربعي التميمي أو الميمي أو التملي المتوفي سنة 156في خالفة المنصور,اخذ القراءة عن أبي محمد بن سليمان بن مهران األعمش ,ومحمد بن عبد الرحمن بن ليلى القاضي ,وحمران بن أعين ,وأبي اسحق السيبعي ,ومنصور بن المعتمر ,ومغيره بن مقسم ,وجعفر بن محمد الصادق "عليهما السالم",وذكر في اإلتقان:من مشايخه عاصم أيضا )1(.وهؤالء يروون عن يحيى بن وثاب الكوفي,عن علقمة,واألسود,وعبيد بن نفيلة,وزر بن حبيش,وأبي عبد الرحمن السلمي جميعا,عن عبد هللا بن مسعود,عن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,وذكر النيشابوري مع ابن مسعود علي بن أبي طالب "عليه السالم"(. )2
والكسائي :وهو ابو الحسن علي بن حمزة بن عبد هللا بن عثمان بن بهمن بن فيروز أألسدي ،موالهم الكوفي النحوي الذي كان يشرب النبيذ ويأتي الغلمان ويؤدب ولدا الرشيد المتوفي سنة 189اخذ القراءة عن حمزة الزيات بسنده المتقدم ,وعن عيسى بن عمر الهمداني ,ومحمد لن أبي ليلى ,ولم يذكر في الكتابين لهما سندا ,أو في اإلتقان :انه اخذ عن حمزة وأبي بكر بن أبي عياش وزاد في تاريخ ابن خلكان:سفيان بن عيينة)3(.
وقال السمرقندي :إن أصل قراءته واعتماده على حمزة( )4بسنده هذا ما ذكروه من األسانيد التي تلوح عنها اثأر الوضع وعالئم الكذب. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي :ج 1ص,252النوع العشرون,في معرفة حفاظه ورواته. -2تفسير غرائب القران ورغائب الفرقان للنيسابوري:ج 1ص,12مقدمة المصنف, المقدمة األولى ,ذكر القراء السبعة وتسمية نقلتهم من الرواة وطرقهم من الثقات. -3وفيات االعيان البن خلكان:ج 3ص,296حرف العين ,الكسائي. -4أقول :هذا رأي معروف,لكن لم أقف على هذا القول وفق تتبعي ومن هو المقصود بالسمرقندي؟ هل هو أبو الليث أو الدرامي أو عالء الدين أو ابو عمرو ابن الفاخر. 502
وقال السيد السعيد في سعد السعود:ومن عجيب ما وقفت عليه ورويته من تفاسير القرآن المجيد واالختالف فيه نيل الموصوفين بالتأييد اقتصار كثير من المسلمين في المعرفة بمكيته من مدنيته وعدد آياته ووجوه قراءته على القراء السبعة والعشرة وعلى مجاهد وقتادة وعطاء والضحاك وأمثالهم ,وقد كان ينبغي نقل ذلك مسندا عن المهاجرين األولين واألنصار السابقين والبدريين ومن كان حاضر ألول اإلسالم وأخره ومطلعا على سرائره .انتهى)1(.
وهذا صريح في إنكاره ألصل تلك األسانيد وكفى به مكذبا ,غير إنا نشير إلى بعض ما فيها من قرائن التدليس مضافا إلى إن ناقلها أحاد المخالفين الذين لم يوثقهم احد من أصحابنا كبعض من تقدمهم من رواتهم وعدم بلوغ طبقة واحدة س ْب ِعينَ ِمنَ منها إلى ادني مرتبة التواتر غير ما في اإلتقان :من إن نَافِ ٌع يروي َع ْن َ التَّابِ ِعينَ )2(.وهو معارض بصريح كالم السمرقندي من إن مشايخه خمسة()3
قال الزركشي :والتحقيق أنها متواترة عن األئمة السبعة إما تواترها عن النبي "ص" ففيه نظر;فإن إسناد األئمة السبعة بهذه القراءات السبعة موجود في كتب القراءات,وهي نقل الواحد عن الواحد )4(.وفيه عن مكي في كالم طويل يأتي بعضه:وأصح القراءات سندا نافع وعاصم وأفصحها أبو عمرو والكسائي)5(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1سعد السعود البن طاووس:ص,283ذكر ما اتفقوا عليه من نزول السور واآليات. -2اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,252النوع العشرون,في معرفة حفاظه ورواته. -3كما أسلفنا سابقا عن اسم ومصدر السمرقندي. -4البرهان للزركشي:ج 1ص ,319النوع الثاني والعشرون :معرفة اختالف األلفاظ بزيادة أو نقص أو تغيير حركة أو إثبات لفظ بدل آخر) -5نفس المصدر:ص.331
503
ومع تواتر الجميع ال معنى للصحيح واألصح ,منها ما في طريق نافع وأبي عمرو ,من إن ابن عباس يروي القراءتين عن أبي ,وفي طريق ابن كثير انه اخذ قراءته عنه وعن زيد بن ثابت,وهو في الغرابة بمكان! فان ابن عباس من خصائص أصحاب أمير المؤمنين "عليه السالم" وكلما كان عنده خصوصا ما يتعلق بالقران فهو منسوب إليه "ع" .قال في سعد السعود :وإما ابن عباس كان تلميذ موالنا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب "عليه السالم" فهو من األمور المشهورة بين أهل اإلسالم ,وقد ذكر محمد بن عمر الرازي في كتاب األربعين ما هذا لفظه :ومنها علم التفسير وابن عباس رئيس المفسرين وهو كان تلميذ علي بن أبي طالب"ع"(.)1
والعجب إن زر بن حبيش وأبا عبد الرحمن السلمي يأخذان القراءة عنه"ع" وابن عباس الذي كان معه سفرا وحضرا سرا وعالنية يأخذها عن غيره! وفي السيرة النبوية للسيد احمد الشافعي المعاصر المفتي بمكة المعظمة:عن ابن عباس :كل ما تكلمت به في التفسير فإنما أخذه عن علي"ع" )2(.وأعجب من ذلك كله اخذ الغير عن زيد بن ثابت العثماني ,وقد كان بينهما غاية المنافرة والمخاصمة على ما يظهر من إخبار الفرائض والمواريث!. وأيضا ذكر ابن األثير الجزري في أسد الغابة في معرفة الصحابة :عن ابن منده وأبي نعيم وابن عبد البر إن ابن عباس يروي عن علي "عليه السالم" وعمر ومعاذ بن جبل وأبي ذر )3(.ولم يذكروا غيرهم وأيضا تقدمت إخبار كثيرة وتأتي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1سعد السعود البن طاووس :ص , 266رأي الفراء في قوله تعالى"يسارعون في الخيرات" ورأي المصنف في ذلك. -2السير الحلبية للحلبي :ج 2ص.474 -3أسد الغابة البن االثير:ج 3ص ,291حرف العين باب العين ،والباء" "3037عبد هللا بن عباس بن عبد المطلب. 504
مثلها في مخالفة كثيرة من قراءة ابن عباس لقراءة جميع السبعة وزيادة حروف فيها ليست في المشهورة. منها :ما في طريق نافع إن أبا هريرة ,اخذ القراءة عن أبي مع ما ذكروا في حقه انه بعد إسالمه في عام فتح خيبر الزم النبي "صلى هللا عليه واله" وواظب عليه رغبة في العلم ,فدعا رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وكان يقول :إنكم تقولون أن أبا هريرة يكثر الحديث عنه "ص" ,وهللا الموعد كنت رجال مسكينا أخدم رسول هللا "صلى هللا عليه واله" على ملء بطني ,وكان المهاجرون يشغلهم الصفق باألسواق,وكانت األنصار يشغلهم القيام على أموالهم)1(.وقال البخاري :روى عنه أكثر من ثمانمائة رجل من صاحب وتابع )2(.فكيف لم يأخذ قراءته عنه"ص"! مع هذه المواظبة الشديدة في تلك المدة الطويلة وأخذها عمن كان بزعمه مشغوال بما له!. منها :انتهاء طريق قراءة نافع إلى أبي بن كعب ,وقد مر مشروحا إن عثمان اجمع الناس على قراءة زيد ,وهي التي بأيدي الناس ,واتلف سائر القراءات الستة التي منها قراءة أبي ,وقد مر أيضا إنكاره لكثير من القراءات الشائعة الموافقة لقراءة نافع وغيره ,ومخالفة كثير من قراءته لقراءة السبعة ,وقد ذكرنا بعضها ومن أراد الزيادة فليراجع الكشاف فقد ذكر منها شطرا وافيا. منها :ما في طريق ابن كثير وأبي عمرو وعاصم من انتهاء قراءتهم إلى أبي بن كعب وزيد بن ثابت ,إذ لم يكن الحل واحد منها إال قراءة واحدة مختصة به علــى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر صحيح مسلم:ج 4ص,939ح 44 - ,2492كتاب فضائل الصحابة 35 - باب من فضائل أبي هريرة الدوسي . -2االستيعاب البن عبد البر:ج 4ص,1771باب الهاء" "3208أبو هريرة الدويسي. 505
القول بتعدد القراءات ,بل وعلى المختار لما اشرنا إليه من إنكار بعضهم لبعض, نعم لما كان سبب اختالف كثير من القراءات السبعة تردد رسم المصاحف واحتماله لوجوه أو اختالفها ,وقد وضعت جميعها على قراءة زيد يمكن فرض التعدد بالنسبة إليه وفيه أيضا تأمل لكون منشأ تلك االختالفات هل الجهل أو الغفلة أو التصرف العمد لإلغراض الفاسدة كما مر مشروحا. منها :ما في طريق أبي عمرو من إن الحسن البصري يروي عن أبي وقد تولد الحسن لسنتين بقينا من خالفة عمر كما في تاريخ ابن خلكان( )1ويظهر من ابن حجر أيضا ألنه قال :مات سنة عشر ومات وقد قارب التسعين)2(.وقد تقدم إن األصح إن أبي مات في خالفة عمر وعلى القول األخر كان عمره حين وفاة أبي إحدى عشرة سنة فكيف اخذ القراءة عنه. منها ما في طريق ابن كثير من انه اخذ القراءة عن عبد هللا بن السائب المخزومي على ما صرح به السيوطي في اإلتقان( )3والسمرقندي()4مع إن ابن عبد البر وابن منده وأبا نعيم صرحوا على ما في أسد الغابة البن األثير الجزري :إن ابن كثير قرء على مجاهد وقرء مجاهد على عبد هللا ثم إن عبد هللا كان شريك النبي "صلى هللا عليه واله" في الجاهلية على ما في الكتاب المذكور( )5عن هشام بن محمد الكلبي فهو أقدم من أبي فيبعد إن ال يكون اخذ القراءة عنه "ع" وأخذها عن أبي مع أنهم لم يصرحوا في ترجمته توسيط أبي. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفيات األعيان:ج 2ص,72حرف الحاء,الحسن البصري. -2تقريب التهذيب البن حجر :ص,160رقم الترجمة""1227حرف الحاء,من اسمه حبان. -3اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,252النوع العشرون,في معرفة حفاظه ورواته. -4لم أتوصل للمصدر المقصود لألسباب التي ذكرناها أنفا. -5أسد الغابة:ج 4ص,402حرف القاف "4352" ,قيس بن السائب بن عويمر. 506
منها :إن أبا عمرو يروي عن ابن كثير أيضا ,وكيف كان يروي عنه وال يجوز احدهما القراءة بقراءة األخر على ما صرح به محمد بن بحر الرهني والشيخ الرضي كما تقدم!. منها:إن ابن عامر اخذ عن أبي الدرداء ,وقد تقدم في الدليل الخامس عن الراغب وغيره تصديقه لقراءة عبد هللا بن مسعود المغاير لقراءة السبعة على نحو يظهر منه تكذيبه لها وتقدم أيضا أخذه عنه. منها :ذكر علي ابن أبي طالب "عليه السالم" في طريق عاصم مع زيد وأبي وابن مسعود وابن عفان الظاهر في اتحاد قراءتهم ,وفيه مضافا إلى ما تقدم ويأتي من مخالفة قراءة علي "عليه السالم" للقراءة المشهورة ,وعدم معهودية القراءة عليه وإال ألخذ عنه "ع" من كان اقرب إليه ما ذكره الطبرسي رحمه هللا في سورة الكهف ما لفظه :القراءة :قرأ أبو بكر في رواية األعشى ،والبرجمي عنه ،وزيد ِب الَّذِينَ َكفَ ُروا ﴾الكهف ,102:برفع الباء ،وسكون السين، عن يعقوب﴿ :أَفَ َحس َ وهو قراءة أمير المؤمنين "عليه السالم" ،وابن يعمر والحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة والضحاك،وابن أبي ليلى ،وهذا من األحرف التي اختارها أبو بكر وخالف عاصما فيها ،وذكره أنه أدخلها في قراءة عاصم من قراءة أمير المؤمنين عليه السالم حتى استخلص قراءته)1(.وقال في سورة الطالق :قرأ الكسائي وحده: (عرف) بالتخفيف .واختاره أبو بكر بن عياش ،وهو من الحروف العشر التي قال : إني أدخلتها في قراءة عاصم من قراءة علي بن أبي طالب عليه السالم)2(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان للطبرسي:ج 6ص ,390سورة الكهف. -2نفس المصدر:ج 10ص,52سورة التحريم.
507
وهذا صريح في عدم انتهاء قراءة عاصم إليه "ع" وان كان في دعوى أبي بكر انحصار المخالفة في الحروف العشرة ما ال يخفى ,وأيضا فان قراءة زيد بن علي بن الحسين "عليهما السالم" تخالف قراءة عاصم كما يأتي اإلشارة إلى بعضها, وقد تقدم نصه على إن قراءته هي قراءة أمير المؤمنين عليه السالم. منها :ذكر عبد هللا بن مسعود في طريق عاصم وانتهاء قراءة حمزة إليه ,وفيه مضافا إلى ما تقدم من اتحاد قراءته إن مخالفة قراءته للقراءة المشهورة أوضح من نار على علم ,وقد تقدم إنكاره لها وإنكارهم لقراءته وإحراقهم لمصحفه ,وقد مر بعض ما في مصحفه مما يخالف المشهور والباقي موكل إلى الكشاف وأمثاله. منها :ما ذكره السمرقندي والنيشابوري( )1في طريق عاصم إن أبا عبد الرحمن عبد هللا بن حبيب السلمي هو معلم الحسن والحسين "عليهما السالم" وزاد الثاني في حياة رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,خذلهم هللا ما أجراهم علم وعلى انتهاك حرمة الرسول"صلعم" وما اقل حياء من يدعي العلم واإليمان ,ثم يرى ويكتب مثل هذا البهتان الذي ال يتحمله إال الظلوم الجهول من اإلنسان ,فليتهم قلدوا قرينهم في الهاوية وابن خالهم يزيد بن معاوية ,حيث يقول وهو في مقامه من العناد مشيرا إلى موالنا السجاد "عليه السالم" :انه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا ,ثم إن أحدا من العلماء الرجال لم يذكر السلمي في الصحابة مع استقصائهم لكل من احتمل في حقه المصاحبة ,وأنهاهم الجزري في أسد الغابة إلى سبعة اإللف وخمسمائة واستدرك كل ما فات عن صاحب االستيعاب وغيره وليس فيهم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير غرائب القران ورغائب الفرقان للنيسابوري:ج 1ص,11مقدمة المصنف, المقدمة األولى ,ذكر القراء السبعة وتسمية نقلتهم من الرواة وطرقهم من الثقات.
508
عبد هللا بن حبيب ,والبرقي من أصحابنا ذكره في عداد خواص أمير المؤمنين "عليه السالم" فكيف كان معلما لهما "ع" في عهده"ص" فالحمد هلل الذي افتضح الكاذب ورماهم بأيدينا بشهاب ثاقب. منها:عد موالنا الصادق "عليه السالم" من مشايخ حمزة في عداد األعمش والسبيعي وابن أبي ليلى ,وأخذه القراءة عن يحيى بن وثاب ,وانتهاء قراءته "عليه السالم" إلى عبد هللا بن مسعود ,ولنعم ما قيل :إال أيها الساقي أدر كأسا وناولها)1(.وفيه إنحاء من الكذب الصريح ال يخفى على ذي شعور فيما أخذه "ع" القراءة عن يحيى كتعلم الحسنين "عليهما السالم" على السلمي وقد تقدم في الخبر الصحيح نصه"ع" على إن قراءته موافقة لقراءة أبي. وفي مجمع البيان في سورة األنبياء :قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر( :وحرم) بكسر الحاء بغير ألف.والباقون(:وحرام) وهو قراءة الصادق عليه السالم )2( .وروى السياري في كتاب القراءات ,عن البرقي ,عن ابن أبي عمير ,عن بعض أصحابه, عن أبي عبد هللا "عليه السالم" ,قال :ال يقرأ "وحرم" على قرية .وعن ابن مسكان ,عن زيد الشحام ,قال :قلت ألبي عبد هللا "عليه السالم" :أحرف في القران" وحرم "فقال"ع" اغرب اغرب إنما هي "وحرام" )3(.إلى غير ذلك من اإلخبار التي تأتي والغرض التنبيه على مخالفة حمزة لقراءته "ع" ثم إن في التفريق بينه"ع" وبين جده"ص" بجعله في طريق حمزة وجعل أمير المؤمنين "ع" في طريق عاصم الالزم منه اختالف قراءتهما "ع" ما تضحك منه الثكلى. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1هذا صدر البيت وعجزه " بدا لي العشق ميسورا فأضحى يسره عسرا " للشاعر حافظ الشيرازي. -2مجمع البيان للطبرسي:ج 7ص,110سورة األنبياء. -3القراءات للسياري :ص 89ح 346و ,349سورة األنبياء. 509
منها :إن جماعة مما ذكروه وأدرجوا في تلك األسانيد المجعولة ,كمجاهد وسعيد بن جبير واألعمش والحسن ,تخالف كثير من قراءتهم لقراءة السبعة ,كما ال يخفى على مراجع الكشاف ومجمع البيان في األخير في ذكر اسأمي القراء المشهورين إما المدني فأبو جعفر يزيد بن القعقاع وليس من السبعة. وغرضه إن قراءته غير قراءتهم وفي اإلتقان :قال القاضي جالل الدين البلقيني: القراءة تنقسم إلى متواتر وآحاد وشاذ فالمتواتر القراءات السبعة المشهورة واآلحاد قراءات الثالثة التي هي تمام العشر ويلحق بها قراءة الصحابة والشاذ قراءات التابعين كاألعمش ويحيى بن وثاب وابن جبير)1(.
منها :اخذ عبد هللا بن مسعود تمام القران عن رسول هللا "صلى هللا عليه واله", مع انه قد روي شيخ الطائفة في أماليه :انه لم يأخذ عنه "ص" إال سبعين سورة منه واخذ الباقي عن أمير المؤمنين "عليه السالم" )2(,فأن اسند إليه "ع" وأسقطوه فهو تدليس منهم وإال فهو تدليس منه. منها :انتهاء قراءة ألكسائي إلى حمزة وهو ال يجامع الخالف بينهما ومنع كل منهما عن قراءة األخر. واعلم :إن الشيخ أبا علي الطبرسي في مجمع البيان :زاد في طرق حمزة انه قرء على حمران بن أعين وهو قرء على أبي األسود الدؤلي وهو قرء على علي بن أبي طالب عليه السالم()3 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي :ج 1ص ,258النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. -2وفق تتبعي لم أقف على ذلك في كتاب االمالي للطوسي. -3مجمع البيان للطبرسي:ج 1ص,37مقدمة الكتاب. 510
وهذا منه رحمه هللا في غاية البعد فأن أبا األسود توفي سنة سبع أو تسع وستين وحمران من أصحاب الباقر والصادق "عليهما السالم" على ما صرح به الشيخ في رجاله()1وفي رسالة أبي غالب الزراري :انه لقي السجاد "عليه السالم" أيضا( )2وهذه العبارة تذكر غالبا في مقام رآه في أخر عمره "ص" مرة أو مرات معدودة ,وعلى ما ذكره فهو من أصحاب أبي عبد هللا الحسين "عليه السالم" وان فرص انه اخذ القراءة عنه في أوائل بلوغه ,فال بد إن يذكر في المعمرين وممن تشرف بخدمته أربعة من األئمة "عليهم السالم" ,وان يكثر روايته عن السجاد "عليه السالم" لطول مدته ,والكل كما ترى بل لم نعثر له على رواية واحدة عنه"ص" فضال عن الكثير منها ,وذكر رحمه هللا في طريق ألكسائي :انه قرء على إبان بن تغلب أيضا,وهو كسابقه في الغرابة ,فانه مما انفرد هو"ره" بذكره, وقد تقدم عن الشيخ والنجاشي :إن له قراءة مفردة وذكرا طريقها وليس فيه ألكسائي ,ولم يذكره أيضا احد من رواته مع شدة المباينة بين حالة الالطي وشارب المسكر وحالة من موته وجع قلب اإلمام"ع" ,والقراءة تحتاج إلى كثرة المراودة والمواظبة ,وقد ذكر األعمش كما في الخالصة عن يحيى بن وثاب :فرغ من قراءة القران على عبيد بن نضلة بعد سبع وأربعين سنة )3(,هذا ولعل المتتبع يجد أكثر ما وجدناه من إمارات الكذب والتدليس ومن جميع ما ذكرنا ظهر بطالن نزول القران على وجوه مختلفة وظهر بطالن عمدة دليل المخالفين وهو التواتر مضافا إلى ما اشرنا إليه سابقا من إن القول بتواتر السبع عن النبي"صلعم" مستلزم للقول بنزوله على ثالثة عشر وجها مختلفا لما ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1رجال الطوسي:ص,132رقم الترجمة" "41-1362حمران بن أعين الشيباني. -2رسالة في إل أعين ألبي غالب الزراري:ص,2من لقي من إل أعين اإلمام السجاد"ع". -3خالصة األقوال للعالمة الحلي:ص,292الفصل " "27في الياء. 511
ذكروا في مطاعن الثالث من انه اعدم ستة من القراءات التي كانت دائرة بين الصحابة وهو خالف اإلجماع. فأن قلت :فما معنى ما رواه الصدوق في الخصال:عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار،عن محمد بن أحمد،عن أحمد بن هالل,عن عيسى بن عبد هللا الهاشمي،عن أبيه,عن آبائه ,قال :قال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله": أتاني آت من هللا فقال :إن هللا تبارك وتعالى يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد ،فقلت :يا رب وسع على أمتي ,فقال :إن هللا يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد،فقلت:يا رب وسع على أمتي,فقال:إن هللا عز وجل يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد ،فقلت يا رب وسع على أمتي ,فقال :إن هللا عز وجل يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف)1(.
قلت :هذا الخبر مما ال يجوز العمل بظاهره ,أما أوال :فبان في طريقه أحمد بن هالل العبرتائي الملعون الذي ورد لعنه ووجوب البراءة منه التوقيعات العديدة في أحدها" :احذروا الصوفي المتصنع" )2(,وفي األخرى" :قد كان أمرنا نفذ إليك في المتصنع ابن هالل ال رحمه هللا ،بما قد علمت لم يزل ال غفر هللا له ذنبه وال أقاله عثرته الخ ’( )3نعم استثنى من رواياته ما رواه عن الحسن بن محبوب من كتاب المشيخة ومحمد بن أبي عمير من نوادره,وليس الخبر المذكور مرويا عن أحدهما,وكفاه ضعفا أن الصدوق والناقل له لم يعمل به ,فجعل في عقائده نزول القرآن على حرف واحد . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الخصال للصدوق:ص,358ح,44نزل القران على سبعة أحرف. -2رجال الكشي:ج 2ص,815ح ,1020في أحمد بن هالل العبرتائي والدهقان عروة. -3نفس المصدر. 512
وأما ثانيا :فبمعارضته لما تقدم من األخبار الصريحة بعضها في تكذيب هذا الخبر وأنه من موضوعات أعداء هللا . وأما ثالثا :فبعد ظهور األحرف السبعة في القراءات السبعة بل الظاهر من أخبار عديدة كون المراد منها غيرها وعليه فيرجع التكذيب إلى تكذيب فهمهم من النزول على سبعة أحرف,النزول على القراءات السبعة كما أشار إليه المحقق ألقمي()1
ولعل الصدوق"ره" أيضا فهم منه ذلك فقال في باب أن القرآن نزل على سبعة أحرف من كتاب الخصال:حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد ابن الحسن الصفار,عن العباس بن معروف,عن محمد بن يحيى الصيرفي,عن حماد ابن عثمان قال :قلت ألبي عبد هللا "عليه السالم" :إن األحاديث تختلف عنكم قال: فقال:إن القرآن نزل على سبعة أحرف وأدنى ما لإلمام أن يفتي على سبعة وجوه، ثم قال":هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب "( )2ثم ساق الخبر المتقدم والظاهر أنه فهم منها معنى واحدا هو ما دل عليه هذا الخبر وإال ألشار إلى االختالف . وروى الصفار في بصائره بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر "عليه السالم" قال" تفسير القرآن على سبعة وجوه منه ما كان و منه ما لم يكن بعد ذلك يعرفه األئمة عليهم السالم)3(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1قوانين األصول للميرزا ألقمي:ص,407في إن القران متواتر. -2الخصال للصدوق:ص,358ح,43نزل القران على سبعة أحرف. -3بصائر الدرجات للصفار:ص 216ح ,8باب" "7في األئمة أنهم أعطوا تفسير القران الكريم والتأويل.
513
وروى النعماني في تفسيره بسنده اآلتي عن أبي عبد هللا "عليه السالم" ,قال :بعد قوله "ع" :إن المفسر يحتاج إلى معرفة أقسام القرآن من الناسخ والمنسوخ والخاص والعام الخ ,ولقد سأل أمير المؤمنين "عليه السالم" عن مثل هذا فقال: إن هللا تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أحرف ,كل قسم منها كاف شاف وهي :أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل ومثل وقصص)1(.
وقال الشيخ محمد بن الحسن الشيباني في تفسيره نهج البيان بعد نقل الحديث: واختلف علماء التأويل في معنى ذلك فقال جماعة منهم هي سبعة أوجه من اللغات متفرقة في القرآن )2(.وروى ابن مسعود عن النبي "صلعم" أنه قال":نزل القرآن على سبعة أحرف :زجر وأمر وحالل وحرام ومحكم ومتشابه وقصص وقصص وأمثال )3(.وقال قوم من المفسرين :نزل على سبعة أحرف ناسخ ومنسوخ ,ومحكم ومتشابه ومجمل ومفصل وتأويل ال يعلمه إال هللا والراسخون في العلم من اله عليه السالم )4(.وقال اآلخرون :األحرف السبعة :وعد ووعيد وحالل وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج ,وقال اآلخرون :حالل وحرام وأمر ونهي وخبر ما كان وخبر ما هو كائن بعد وأمثال)5(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار:ج 90ص ,3في خطبة رسالة النعماني ,نقال من تفسير النعماني. -2ىتفسير نهج البيان عن كشف معاني القرآن للشيباني:ج1ص,21في مقدمة أخرى يحسن تقديمها. -3ينظر األحرف السبعة ألبي عمرو الداني:ص 57ح,67خبر نزول القران على سبعة أبواب وبيان معانيه ,والتبيان للطوسي:ج 1ص,7فصل في ذكر جمل البد من معرفتها. -4تفسير نهج البيان عن كشف معاني القرآن للشيباني:ج1ص,21في مقدمة أخرى يحسن تقديمها ,وذكر الشيباني إن هذه الرواية :لم يعثر عليها فيما حضره من المصادر) -5ينظر اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,173النوع السادس عشر,في كيفية إنزاله)
514
وروي عن الصادق جعفر بن محمد “عليهما السالم” أنه قال :نزل القرآن على سبعة أحرف أمر وزجر وترغيب وترهيب وقصص ومثل وجدل انتهى )1(.ولم ينقل عن أحد الحمل على سبع قراءات .وروى الطبرسي رحمه هللا في مجمع البيان حديث بن مسعود()2وليس فيه وقصص على ما رواه الشيباني ,فال بد من عد أحد الزوجين واحدا لئال يزيد العدد. وفي اإلتقان :أخرج الحاكم والبيهقي ,عن ابن مسعود ,عن النبي "صلى هللا عليه واله" ,قال :كان الكتاب األول ينزل من باب واحد على حرف واحد ,ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف ,زاجر وآمر وحالل وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال)3(.
وفي المجمع أيضا :روى أبو قالبة ,عن النبي "صلى هللا عليه وآله" أنه قال :نزل القرآن سبعة أحرف :أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل)4(.
وفي مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي المصري ,عن الطبراني بإسناده ,عن عمر بن أبي سلمة :أن النبي "صلى هللا عليه واله ,قال لعبد هللا بن مسعود :إن الكتب كانت تنزل من السماء من باب واحد ,وإن القرآن أنزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف :حالل وحرام ومحكم ومتشابه وضرب أمثال وأمر وزجر )5(.وفيه عن عبد هللا ابن مسعود :إن هذا القرآن ليس منه حرف إال له حد ولكل حد مطلع)6(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1 -2 -3 -4 -5 -6
تفسير نهج البيان عن كشف معاني القرآن للشيباني:ج1ص,27في مقدمة أخرى يحسن تقديمها,وينظر بحار األنوار:ج 90ص,4-3خطبة رسالة النعماني. مجمع البيان للطبرسي:ج 1ص,39مقدمة الكتاب. ينظر اإلتقان للسيوطي:ج 3ص,7النوع الثالث واألربعون,في المحكم والمتشابه. مجمع البيان للطبرسي:ج 1ص , 39مقدمة الكتاب. مجمع الزوائد للهيثمي:ج 7ص,153ح,11583كتاب التفسير,باب القراءات وكم انزل القران على حرف. نفس المصدر:ح.11584 515
ومن العجب أن يحمل حديث النزول على سبعة أحرف على سبع قراءات! مع أن العامة الذين هم األصل في رواية هذا الخبر ,وادعوا تواترها وذكروا له قريبا من أربعين معنى أنكروا الحمل المذكور أشد اإلنكار! ففي اإلتقان بعد نقل المعاني المحتملة فيه:وقال المرسي :هذه الوجوه أكثرها متداخلة وال أدري مستندها وال عمن نقلت,إلى أن قال :وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبعة وهو جهل قبيح)1(.
وقال أبو شامة :ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة اآلن هي التي أريدت بالحديث! وهو خالف إجماع أهل العلم قاطبة ,وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل. وقال أبو العباس بن عمار :لقد نقل مسبع هذه السبعة ما ال ينبغي له ,وأشكل األمر على العامة بإيهامه كل من قل نظره أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر, وليته إذا اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل الشبهة. وقال مكي :من ظن أن قراءة هؤالء القراء كنافع وعاصم هي األحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطا عظيما .إلى أن قال :وقد صنف ابن جبير المكي قبل ابن مجاهد كتابا في القراءات فاقتصر على خمسة اختار من كل مصر إماما, وإنما اقتصر على ذلك ,ألن المصاحف التي أرسلها عثمان كانت خمسة إلى هذه األمصار ,ويقال :إنه وجه بسبعة هذه الخمسة ومصحفا إلى اليمن ومصحفا إلى البحرين ,لكن لما لم يسمع لهذين المصحفين خبر,وأراد ابن مجاهد وغيره مراعاة عدد المصاحف ,استبدلوا من مصحف البحرين واليمن قارئين كمل بهما العدد, فصادف ذلك العدد الذي ورد الخبر به فوقع ذلك لمن لم يعرف أصل المسألة ولم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,176النوع السادس عشر,في كيفية إنزاله. 516
تكن له فطنة ,فظن أن المراد باألحرف السبعة القراءات السبع.الخ)1(.
وفي القاموس:ونزل القرآن على سبعة أحرف:سبع لغات من لغات العرب وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه ,وإن جاء على سبعة أو عشرة أو أكثر ولكن المعنى:هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن)2(.
وفي نهاية ابن األثير في غريب الحديث:نزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف,أراد بالحرف اللغة ،يعني على سبع لغات من لغات العرب:أي إنها مفرقة في القرآن،فبعضه بلغة قريش ،وبعضه بلغة هذيل،وبعضه بلغة هوازن،وبعضه بلغة اليمن,وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه)3(. وفي اإلتقان,عن أبي صالح,عن ابن عباس,قال :نزل القرآن على سبع لغات)4(.
وإذ ظهر بعون هللا تعالى بطالن نزول القرآن على أزيد من حرف واحد ووجه واحد ,وأن تلك االختالفات الموجودة سواء كانت من السبعة أو من غيرها من اختالف الرواة فينبغي التبيه على أمور: األول :إنا بعد أن أبطلنا التواتر عن النبي صلى هللا عليه وآله فال حاجة لنا إلى إبطال ما اشتهر من ثبوت التواتر إلى هؤالء السبعة وإثبات أن الراوي عن بعضهم كأبي عمرو وابن عامر وحمزة واحد,فعن األول أبي محمد يحيى اليزيدي ,وعن الثاني يحيى الزماري وعن الثالث سليــــم بن عيسى الحنفــــــــي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اإلتقان للسيوطي:ج 1ص ,275-274النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون :معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج. -2القاموس المحيط للفيروزابادي:ج 1ص,799باب الفاء,فصل الحاء. -3النهاية في غريب الحديث واآلثار البن األثير:ج 1ص,369حرف الحاء,باب الحاء مع الراء. -4اإلتقان للسيوطي:ج 1ص,169النوع السادس عشر,في كيفية إنزاله. 517
الكوفي ,وعن بعضهم إثنان ,بل التعرض لذلك تضييع للوقت والكتاب,وفيما ذكرنا بلغة لمن أراد انكشاف األمر فليدخل فيه من هذا الباب . الثاني:أن الوجه المنزل عليه القرآن وإن كان واحدا,إال أن جماعة ادعوا اإلجماع على جواز القراءة بإحدى السبع أو العشر ,بل تعيينها ,بل ادعى تواتر ذلك عن األئمة "عليهم السالم" .وتقدم عن األستاذ األكبر ما يظهر منه حمله التواتر الدائر على ألسن األصحاب على هذا المعنى,وهو فيما يتعلق بالكمية والمباني من حروف أو حركات وسكنات ,ومؤيد بما يأتي من األخبار اآلمرة بالقراءة كما يقرأ الناس أو كما تعلموه منهم الصريحة بمالحظة صدرها أو ذيلها في ترك ما كانوا يسمعونه أحيانا من األئمة "عليهم السالم" من الزيادات في السور أو اآليات أو الكلمات ,أو من الكلمات األصلية التي غيرها محرفوا الكلم عن مواضعه, والقراءة بما وصل إليهم مما بقي منه من تصرف أيدي أئمة الضالل بتوسط من سيقت إلى بعض أساميهم اإلشارة,وأما فيما يتعلق باإلعراب والبناء وما يقتضيه القواعد العربية والهيئات ومخارج الحروف وصفاتها وأمثال ذلك مما ذكروه من الواجب أو المستحب بزعمهم مراعاته في التالوة,ففيه تفصيل موكول إلى الكتب الفقهية .
الثالث :قال العالمة في المنتهى كما حكي عنه :وأحب القراءات إلي ما قرأه عاصم من طريق أبي بكر بن عياش ,وطريق أبي عمرو بن أبي العال ,فإنهما أولى من قراءة حمزة والكسائي ,لما فيهما من اإلدغام واإلمالة وزيادة المد ,وذلك كله تكلف ,ولو قرئت به صحت صالته بال خالف.انتهى)1(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وفق تتبعي لم أقف على هذا القول للعالمة في أي جزء من األجزاء الخمسة عشر كتابه المذكور ,ولكن أشار إلى هذا القول ,كل من الشيخ األنصاري في كتاب الصالة:ج 1ص,368في القراءة المشتملة على الحذف أو اإلبدال أو اإلمالة ,والميرزا ألقمي في كتابه غنائم األيام:ج 2ص,501في القراءات السبع.
518
وعن مناقب ابن شهر أشوب قال :قالوا أفصح القراءات قراءة عاصم ,ألنه أتى باألصل وذلك أنه يظهر ما أدغمه ,ويحقق من الهمزة ما لينه غيره ,ويفتح من األلفات ما أماله غيره )1(.وفيه نظر من وجهين: األول :أن قول العالمة "ره" وطريق أبي عمرو عطف على قوله طريق أبي بكر ,فيدل على أن أبا عمرو كأبي بكر يروي عن عاصم ,فيكون ما أحبه وحكم بأولويته من بين القراءات السبع قراءة عاصم من طريقهما وهو خالف الواقع,إذ قراءة أبي عمرو كنفسه في عرض قراءة عاصم وطبقته بل ليس له رواية عنه كرواية بعض السبعة عن بعض على ما تقدم,وإنما الذي يروي عن عاصم غير أبي بكر فهو أبو عمرو حفص بن سليمان,والظاهر أن مقصوده غير ما يظهر من كالمه ويؤيد قوله فإنهما أولى .الخ .فإنه صريح في التعدد . الثاني:أن القراءات السبعة إذا كانت متواترة عن النبي "صلى هللا عليه واله" على ما ذهب إليه رحمه هللا ,فترجيح بعضها على بعض بقلة ما ذكره من اإلدغام والمد وأمثالها وكثرة ترجيح من غير دليل ,فإنه حينئذ كترجيح بعض أفراد الواجب المخير على اآلخر للسهولة على المكلف ,وهو غير معهود منهم مع إن أفضل األعمال على ما ورد أخرها ,بل وجود هذه الكلفة في قراءتهما ال يوجب مرجوحية ما فيهما مما ليس فيه ما ذكر ,سيما بعد تصريحهم بجواز التركيب بين القراءات المعتبرة ما لم يرتب بعضها على بعض آخر بحسب العربية ,فيجب مراعاته كتلقى آدم من ربه كلمات,فإنه ال يجوز فيهما الرفع وال النصب,وإن كان كل منهما متواترا ,بأن يؤخذ رفع آدم من غير قراءة بن كثيـــر ,ورفع كلمات من ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1المناقب البن شهر أشوب:ج 1ص,321فصل في المسابقة بالعلم.
519
قراءته ,فإن ذلك ال يصح لفساد المعنى ونحوه,وكفلها زكريا بالتشديد مع الرفع أو بالعكس,واحتمال أن يكون مراده من التواتر ما كان من جوهر اللفظ ومقوماته, وما ذكره من األوصاف الخارجة عنه مما استبده القراء باراهم غير نافع بعد عدم وجوب مراعاة ما تبين كونه من اجتهادهم,بل وال استحبابه فإنه كما ذكره كاشف الغطاء كإيجاب مقدار الحرف في علم الكتابة والمحسنات في علم البديع, وحينئذ يبقى الترجيح من غير مرجح أصال لعدم وجوب الكلفة في المأثور عن النبي صلى هللا عليه واله,واألولى بعد وحدة المتواتر وتردده بين السبع بل على القول اآلخر في وجه غير خفي ترجيح قراءة بعضهم على بعض وإن كان في بعض فيوجب التركيب المجوز في األغلب فال يبعد إلحاقه غيره به بأحد أمور ترجع إلى انكشاف مطابقتها لقراءة األئمة عليهم السالم التي كانوا يقرؤون بها ظاهرا وتصديقهم لها: أ :ورود خبر معتبر على المطابقة أو تصديق المعتنين بذكر القراءات لذلك وهذا كثير يأتي متفرقا . ب :تكذيبهم "عليهم السالم" لبعض القراءات فإنه تعيين لألخرى إذا قرأت على وجهين. ج :وجود الكلمة المختلفة قراءتها أو اآلية مطابقة إلحدى السبع في األخبار الكثيرة في مقام االستشهاد أو التفسير أو بيان الثواب أو الخاصية في الخطب والمواعظ ,وكذا في تفاسير القدماء المقتصرين على ذكر األخبار التي ليس فيها من اسم القراء واختالف قراءاتهم عين وال أثر ,كتفسير العياشي وفرات وعلي بن إبراهيم ومحمد بن العباس والنعماني ,وكذا في تفسير العسكري "عليه السالم" ,فإنا نعلم يقينا أن وجودها في الجميع على ضبط واحد ال يجوز أن يكون 520
من باب المسامحة من حيث جواز التالوة والكتابة بما يطابق إحدى السبع لقضاء العادة بالتخلف في أكثر من موضع واحد ,فيكشف ذلك عن وصولها إليهم كذلك عن األئمة عليهم السالم,مثال ترى أن الفاتحة وأجزائها قد تكرر ذكرها في أخبار
ص َرا َ يم﴾ الفاتحة,6: تزيد عن اإلحصاء والموجود في الجميع ﴿ا ْه ِدنَا ال ِ ّ ط ْال ُم ْست َ ِق َ بالصاد وال تجدها مضبوطا في موضع بالزاي المعجمة,وهذا أيضا باب واسع يمكن بعد الدخول فيه الوقوف على كثير من قراءاتهم الظاهرة. د :تفسيرهم "عليهم السالم" لآلية بما ال ينطبق إال على بعض القراءات ,كقول
أمير المؤمنين "عليه السالم" في تفسير قوله تعالى ﴿ :لَت َ ْر َكبُ َّن َ ع ْن طبَقًا َ َ ق﴾ االنشقاق,19:أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من األمم في الغدر طبَ ٍّ باألوصياء "عليهم السالم" )1(.ومثله ما ورد عن الباقر "عليه السالم"( )2فإنه ظاهر في كون القراءة في لتركبن بالجمع خطابا لألمة ال بفتح الباء خطابا لإلنسان,وكما في تفسير ألقمي في قوله تعالى(:متكأ) أي أترنجة )3(.فإنه ظاهر في أن القراءة بإسكان التاء وحذف الهمزة وهكذا ,والحمد هلل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لوال إن هدانا هللا فهو حسبي ونعم الوكيل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج 1ص,369في احتجاجه"ع"على الزنديق. -2الكافي للكليني:ج 1ص 415ح,17باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -3تفسير ألقمي:ج 1ص ,343سورة يوسف.31:
521
الدليل الحادي عشر األخبار الكثيرة المعتبرة في وقوع السقط ودخول النقصان في الموجود من القرآن,زيادة على ما مر متفرقا في ضمن األدلة السابقة,وأنه أقل من تمام ما نزل إعجازا على قلب سيد اإلنس والجان من غير اختصاصها بآية أو سورة,وهي متفرقة في الكتب المعتبرة التي عليها المعول وإليها المرجع عند األصحاب,جمعت ما عثرت عليها في هذا الباب بعون هللا الملك الوهاب: أ :ثقة اإلسالم في آخر كتاب فضل القرآن من الكافي)1(,عن محمد بن يحيى,عن احمد بن محمد عن,علي بن الحكم,عن هشام بن سالم,عن أبي عبد هللا"عليه السالم"قال:إن القرآن الذي جاء به جبرائيل"عليه السالم"إلى محمد"صلى هللا عليه وآله"سبعة عشر ألف آية. ب :المولى محمد صالح في شرح الكافي )2(,عن كتاب سليم بن قيس الهاللي)3(:
أن أمير المؤمنين"عليه السالم"بعد وفاة رسول هللا"صلى هللا عليه وآله"لزم بيته وأقبل على القرآن يجمعه ويؤلفه,فلم يخرج من بيته حتى جمعه كله,وكتب على تنزيله الناسخ والمنسوخ منه والمحكم والمتشابه والوعد والوعيد وكان ثمانية عشر ألف آية. ج :أحمد بن محمد السياري في كتاب القراءات,عن علي بن الحكم,عن هشام بن سالم,قال:قال:أبو عبد هللا"عليه السالم":القرآن الذي جاء به جبرائيل"عليه السالم" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 2ص 634ح,28باب فضل القران ,باب النوادر. -2شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 11ص,87ح,28باب النوادر. -3كتاب سليم:ص,146قضايا السقيفة على لسان سلمان الفارسي ,ووفق النسخة التي اطلعت عليها لم أجد تحديد عدد اآليات . 522
إلى محمد"صلى هللا عليه واله"عشرة آالف)1(,كذا في نسختي وهي سقيمة,والظاهر سقوط كلمة سبعة قبل عشرة التحاده متنا وسندا لما في الكافي,بل ال يبعد كون ما فيه مأخوذ منه,فإن محمد بن يحيى يروي عن السياري,أو ثمانية لمطابقته للموجود في كتاب سليم بن قيس ,وكيف كان فال إشكال في اعتبار ما في الكافي وأشار إليه الصدوق في عقائده )2(,وإن أوله باألحاديث القدسية كما تقدم نقله وتضعيفه بما ال مزيد عليه,ولم يطعن عليه المفيد في شرحه عليه كما هو دأبه فيه من تضعيفه كثيرا مما رواه فيه وطعنه على الصدوق بنقله,وكذا في داللته على المطلوب بعد وضوح كون المراد من القرآن عند كافة المسلمين وفي جميع أطالقات النبي "صلى هللا عليه واله"واألئمة"عليهم السالم"واألصحاب,هو ما نزل عليه" صلى هللا عليه واله"إعجازا واآلية طائفة معينة منه تعرف بالتوقيف انقطاعها عن الكالم الذي بعدها في أوله وعن قبلها في آخره وعنهما في غيرهما,والموجود منه ستة آالف ومائتا آية وأربع آيات,أو وأربع عشرة أو تسع عشرة أو خمس وعشرون أو وست وثالثون آية على اختالف من القراء في كيفية العدد وتحديد المفاصل .وأما ما رواه الطبرسي,عن طريق العامة,عن سعيد بن المسيب,عن علي بن أبي طالب"عليه السالم"أنه قال:سألت النبي عن ثواب القرآن فأخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء,إلى إن قال :ثم قال النبي"صلى هللا عليه واله" جميع سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة,وجميع آيات القرآن ستة
آالف
أية
ومائتان
أية
وست
وثالثون
آية,وجميع
حروف القرآن ثالثمائة ألف وواحد وعشرون ألف ومائتان وخمسون حالفا)3(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 9ح,16باب في ما جاء بالقران. -2االعتقادات للصدوق:ص ,87-84باب االعتقاد في مبلغ القرآن. -3مجمع البيان للطبرسي:ج 10ص, 212سورة اإلنسان. 523
فهو مع معارضته بما رواه ابن الضريس كما في اإلتقان بإسناده,عن عثمان بن عطاء,عن أبيه,عن ابن عباس,قال:جميع آي القرآن ستة آالف وستمائة وست عشرة آية,وجميع حروف القرآن ثالثمائة ألف حرف وثالثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وواحد وسبعون حرفا )1(.وما فيه عن الديلمي في فردوسه بإسناده,عن الفيض بن وثيق,عن فرات بن سلمان,عن ميمون بن مهران ,عن ابن عباس مرفوعا :درج الجنة على قدر آي القرآن بكل آية درجة فتلك ستة آالف آية ومائتا آية وست عشرة آية )2(.الخبر غير قابل لمعارضة ما في الكافي من وجوه عديدة ,وتقدم في الدليل الثامن منه ما رواه الطبراني :من أن أحرف القرآن ألف ألف حرف وسبعة عشرة ألف حرف)3(.
وهو مؤيد للخبر المذكور ألن ستة آالف ومائتا آية إذا كانت ثالثمائة ألف وأثنين وعشرون ألفا وستمائة وسبعون حرفا على ما ذكر أبو الليث السمرقندي,ونقله في الوافي عن السيد حيدر بن علي بن حيدر العلوي الحسيني اآلملي,تلميذ فخر المحققين في تفسيره الموسوم بالمحيط األعظم,عن أكثر القراء فسبعة عشر ألف آية,تقرب من العدد المذكور,وظهر أيضا ضعف آخر لرواية الطبرسي,ألن عدد هذا وفي الوافي بعد نقل الخبر ورواية الطبرسي رحمه هللا :فلعل البواقي تكون مخزونة عند أهل البيت عليهم السالم ويكون فيما جمعه أمير المؤمنين عليه السالم,أو جاء االختالف من قبل تحديد اآليات وحسابها أو يكون مما نسخ تالوته حروفها ينقص عن الموجود بألف ومائتين وعشرين حرفا.انتهى )4(.ويأتـــي نقل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1 -2 -3 -4
اإلتقان للسيوطي:ج1ص ,231النوع التاسع عشر:في عدد سوره وآياته وكلماته و حروفه . نفس المصدر:ص,232وقال السيوطي :قال ابن معين فيه:الفيض بن واثق:كذاب خبيث. المعجم األوسط للطبراني:ج 6ص 361ح,6616باب الميم,من اسمه احمد. لم أتوصل لهذا القول من كتاب الوافي وفق تتبعي.
524
ما كتبه العالمة ألمجلسي بخطه في هذا الموضع من نسخة كان يقرئها على والده "ره"في أخر الدليل الثاني عشر وضعف الوجهين األخيرين غير خفي على المنصف الخبير,وأعجب منه أن الموجود في النسخ المشهورة من الكافي المقررة كثيرة منها على أجلة العلماء ما نقلناه وكذا شرحه الفاضل الطبرسي,ولم يتعرض الختالف النسخ وربما يوجد في بعض النسخ سبعة أالف,واقتصر عليه في الوافي ولم يتعرض لما في النسخ المشهورة وهو منه قريب من الخيانة,وظن أنه قد سقط في نسخة لفظ عشر فجعل الكاتب أو الناظر كلمة ألف آالف,مراعاة لقواعد النحو من غير مراجعة إلى غيرها,مع أن فيما نقله أيضا كفاية,ثم العجب من السيد شارح الوافية وغيره ممن تعرض لذكر بعض أخبار التحريف,حيث لم ينقلوا هذا الخبر الصريح,فإن لم يعثروا عليه فعدم عثورهم على ما ليس في الكافي أولى وإال فهم أعرف بما فعلوا. د :في الكافي,عدة من أصحابنا,عن سهل بن زياد,عن محمد بن سليمان,عن بعض أصحابه,عن أبي الحسن"عليه السالم"قال:قلت له :جعلت فداك إنا نسمع اآليات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها وال نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم؟فقال:ال,اقرؤوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم)1(.
ه :وفيه عن محمد بن يحيى,عن محمد بن الحسين,عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن هاشم,عن سالم بن أبي سلمة,قال :قرأ رجل على أبي عبد هللا"عليه السالم" وأنا أستمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس,فقال"عليه السالم" :كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم" عليه السالم" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 2ص 619ح,2باب إن القران يرفع كما انزل. 525
فإذا قام القائـــم"عليه السالم" قرأ كتاب هللا عز وجل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي "عليه السالم"( )1إلى آخر ما تقدم في المقدمة ورواه الصفار في البصائر عن محمد بن الحسين مثله)2(.
و :وعن عدة من أصحابنا,عن سهل بن زياد ,عن علي بن الحكم ,عن عبد هللا ابن جندب ,عن سفيان بن سمط ,قال :سألت أبا عبد هللا"عليه السالم":عن تنزيل القرآن فقال"ع" :اقرؤوا ،كما علمتم)3(.
ز :الثقة الجليل محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده,عن أبي جعفر"عليه السالم"قال :لوال أنه زيد في كتاب هللا ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى, ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن )4(.قال المحدث البحراني في الدرر النجفية :يمكن حمل الزيادة في هذا الخبر على التبديل,حيث أن األصحاب ادعوا اإلجماع على عدم الزيادة فيه,واألخبار الواردة في هذا الباب مع كثرتها ليس فيها ما هو صريح في الزيادة,فتأويل هذا الخبر بما ذكرنا ال بعد فيه.انتهى )5(.وهو حسن إال أنه يأتي اإلشارة إلى زيادة بعض الحروف,ويأتي ذكره في محله. ح :وعنه بإسناده عن الصادق عليه السالم لو قرئ القرآن كما أنزل أللفيتنا فيه مسمين)6(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1الكافي للكليني:ج2ص 633ح,23باب النوادر. -2بصائر الدرجات للصفار:ص 213ح ,3باب" "6في األئمة إن عندهم جميع القرآن الذي انزل على رسول هللا "ص" . -3الكافي للكليني:ج 2ص 631ح,15باب النوادر. -4تفسير العياشي:ج 2ص 13ح,6في ما عني به األئمة من القران. درة" "69نجفيّة في االختالف في -5الدرر النجفية للمحدث البحراني:ج 4صّ ,79 تحريف القرآن. -6تفسير العياشي:ج 2ص 13ح,4في ما عني به األئمة من القران. 526
ط :وعنه بإسناده,عن إبراهيم بن عمرو,قال:قال أبو عبد هللا"عليه السالم" :أن في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن,كانت فيه أسماء الرجال فألقيت,وإنما االسم الواحد منه في وجوه ال تحصى,يعرف ذلك الوصاة )1(.ورواه الصفار في البصائر :عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد,عن حماد بن عيسى ,عن إبراهيم بن عمرو,عنه "عليه السالم")2(.
ي :وعنه بإسناده عن حبيب السجستاني,عن أبي جعفر"عليه السالم",قال"ع" :إن القرآن طرح منه آي كثير,ولم يزد فيه إال حروفا أخطأت به الكتبة وتوهمتها الرجال)3(.
يا :علي بن إبراهيم في تفسيره,عن علي بن الحسين,عن أحمد بن أبي عبد هللا,عن علي بن الحكم,عن سيف بن عميرة,عن أبي بكر الحضرمي,عن أبي عبد هللا"عليه السالم" ,قال :قال رسول هللا"صلى هللا عليه واله" :لو أن الناس قرؤوا القرآن كما أنزل هللا ما اختلف اثنان )4(,قال في الدرر :وهو واضح الداللة في المطلوب والمراد ,وال تعتريه شائبة الشبهة واإليراد)5(.
قلت :وهو كذلك,إذ الظاهر أن المراد رفع االختالف في أمر اإلمامة والرئاسة أو ما هو مثلها والظاهر أن ما به يزول االختالف من جهة قراءته كما أنزل هو وجود اسم الرئيس فيه بحيث ال يحتمل غيره,وإال فاالختالف موجود وحمل الخبر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1 -2 -3 -4 -5
تفسير العياشي:ج 2ص 12ح,10في تفسير الناسخ والمنسوخ والظاهر والباطن والمحكم والمتشابه. بصائر الدرجات للصفار:ص 216-215ح ,6باب" "7في أن األئمة أنهم أعطوا تفسير القرآن الكريم والتأويل. تفسير العياشي:ج 1ص 180ح,73في تفسير سورة إل عمران.81: تفسير ألقمي:ج 2ص,451تفسير سورة الناس. درة" "69نجفيّة في االختالف في تحريف القرآن. الدرر النجفية للمحدث البحراني:ج 4صّ ,74 527
على حمله على أسباب نزوله ينافي كون رافع االختالف القراءة كما أنزل ,إذ هو على ما ذكر تفسيره كذلك,وهو خالف ظاهر,مع أن رافع االختالف في أسباب النزول لتعارض ما ورد فيه هو ظاهر القرآن أيضا,فال يتوقف هو عليه. يب :الشيخ أبو عمرو الكشي في رجاله,في ترجمة أبي الخطاب,عن أبي خلف بن حماد,عن أبي محمد الحسن بن طلحة,عن أبي فضال,عن يونس بن يعقوب,عن بريد العجلي,عن أبي عبد هللا "عليه السالم"قال:أنزل هللا في القرآن سبعة بأسمائهم,فمحت قريش سبعة وتركوا أبا لهب.الخبر)1(.
يج :محمد بن إبراهيم النعماني في غيبته,عن أحمد بن هوذه,عن النهاوندي,عن عبد هللا بن حماد,عن صباح المزني,عن الحارث بن الحصيرة,عن أصبغ بن نباتة,قال:سمعت عليا"عليه السالم"يقول:كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل,قلت :يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما أنزل ؟ فقال:ال ،محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم,وما ترك أبو لهب إال لإلزراء على رسول هللا صلى هللا عليه وآله ألنه عمه )2(.قال بعض األفاضل:ال ينافي هذا الخبر وخبر البزنطي الذي مر في الدليل الثالث من أنه كان في سورة "لم يكن" سبعون رجال من قريش خبر الكشي لعدم حجية مفهوم العدد,ولعل االقتصار على السبعة فيه لعدم تحمل السامع أزيد منها,فإنهم كانوا يتكلمون الناس على قدر عقولهم,ولهذا في األخبار نظائر ال تحصى وهو أحد الوجوه التي يجمع بها األخبار المختلفة في ثواب زيارة أبي عبد هللا"عليه السالم" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اختيار معرفة الرجال للطوسي:ج 2ص 577ح.511 -2الغيبة للنعماني:ج 1ص 331ح ,5باب "."20
528
يد :محمد بن العباس ماهيار في تفسيره على ما نقله عنه الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل اآليات الباهرة في سورة زخرف,عن محمد بن مخلد الدهان,عن علي بن أحمد العريضي بالرقة,عن إبراهيم بن علي بن جناح,عن الحسن بن علي بن محمد بن جعفر بن محمد,عن أبيه,عن آبائه"عليهم السالم" :أن رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" نظر إلى علي"عليه السالم" ,إلى أن قال:قال الصادق"عليه السالم" :ولقد قال عمرو بن العاص على منبر مصر :محي من كتاب هللا ألف
حرف,وحرف منه بألف درهم,وأعطيت مائتي ألف درهم على أن أمحي﴿ إِ َّن ك ُه َو ْاأل َ ْبت َ ُر﴾الكوثر,3:فقالوا ال يجوز ذلك,فكيف جاز ذلك لهم ولم يجز لي شَانِئَ َ ؟ فبلغ ذلك معاوية فكتب إليه :قد بلغني ما قلت على منبر مصر ولست هناك)1(.
يه :عماد الدين محمد بن ابي القاسم الطبري في بشارة المصطفى,عن الشيخ أبي البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصري,قراءته عليه في المحرم سنة ست عشر وخمسمائة في مشهد أمير المؤمنين"عليه السالم"عن أبي طالب محمد بن الحسن بن عتبة,عن أبي الحسن محمد بن الحسين ابن أحمد,عن محمد بن وهبان الدبيلي,عن علي بن أحمد بن كثير العسكري،عن أحمد بن المفضل أبو سلمة األصفهاني,عن أبي علي راشد بن علي بن وائل القرشي,عن عبد هللا بن حفص المدني,قال حدثني محمد بن إسحاق,عن سعيد بن زيد بن أرطاة,عن كميل بن زياد ,عن أمير المؤمنين"عليه السالم" في وصية إليه وهي طويلة شريفة جامعة لفوائد كثيرة وفيها :يا كميل إن هللا عز وجل:حليم كريم عظيم رحيم,دلنا على أخالقه وأمرنا باألخذ بها وحمل الناس عليها,فقد أديناها غير مختلفين وأرسلناها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تأويل اآليات لشرف الدين الحسيني:ج 2ص,569سورة زخرف:االيات.60-57 529
غير منافقين وصدقناها غير مكذبين وقبلناها غير مرتابين،لم يكن لنا وهللا شياطين يوحي إليها وتوحي إلينا كما وصف هللا تعالى قوما ذكرهم هللا عز وجل
ض ُه ْم بأسمائهم في كتابه لو قرء كما أنزلَ ﴿ : وحي بَ ْع ُ اإل ْن ِس َو ْال ِج ِّن يُ ِ شيَ ِ اطينَ ْ ِ ف ْالقَ ْو ِل ُ ورا ﴾ اإلنعام ,112:الوصية )1(.ورواها الشيخ ِإلَ ٰى َب ْع ٍّ غ ُر ً ض ُز ْخ ُر َ حسن بن علي بن شعبة في كتاب تحف العقول مرسال( )2وتوجد أيضا في بعض نسخ نهج البالغة قبل الحديث اآلخر المروي عن كميل أيضا وعندي منه نسخة. يو :الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته,وفي كتابه اآلخر الذي وصل إلينا منه ما يتعلق باإلمام الثاني عشر"عليه السالم" عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد هللا الحسنيان,عن أبي شعيب,عن محمد بن نصير,عن عمر بن فرات,عن محمد بن المفضل,عن مفضل بن عمر,عن الصادق"عليه السالم"في حديث طويل في أحوال القائم"عليه السالم"وفيه :أنه يسند ظهره"ع" إلى الكعبة ويقول ,:إلى أن قال :ثم يتلو القرآن,فيقول المسلمون :هذا وهللا القرآن حقا الذي أنزله هللا على محمد"صلى هللا عليه واله"وما اسقط وبدل وحرف لعن هللا من أسقطه وبدله وحرفه .وفي موضع آخر منه :أن الحسني يقول للمهدي صلوات هللا عليه :إن كنت مهدي آل محمد"عليهم السالم"فأين المصحف الذي جمعه جدك أمير المؤمنين "عليه السالم" بغير تغيير وال تبديل.الخبر)3(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بشارة المصطفى لمحمد بن علي الطبري:ص,60-50وصية علي"ع" لكميل بن زياد النخعي. -2تحف العقول البن شعبة الحراني:ص ,175-171وصية "ع" لكميل بن زياد مختصرة. -3الهداية الكبرى للخصيبي:ص,404-398الباب الرابع عشر باب اإلمام المهدي المنتظر"ع".
530
يز :غير واحد من أجلة المحدثين عن الحسن بن سليمان الحلي قال :وجدت بخط موالنا أبي محمد الحسن العسكري"عليه السالم" :أعوذ باهلل من قوم حذفوا محكمات الكتاب ونسوا هللا رب األرباب والنبي وساقي الكوثر في مواقف الحساب,فنحن السنام األعظم وفينا النبوة والوالية والكرم واألنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا ويقتفون من آثارنا)1(.
يح :الشيخ الطبرسي في االحتجاج قال :جاء بعض الزنادقة إلى أمير المؤمنين علي"عليه السالم" ,وقال له :لوال ما في القرآن من االختالف والتناقض لدخلت في دينكم وساق الخبر)2(,وهو طويل وفيه تسعة مواضع فيها داللة صريحة على النقصان والتحريف ذكرناها في حال مصحف أمير المؤمنين"عليه السالم",واعلم أنه رحمه هللا قال في أول كتابه :وال نأتي في أكثر ما نورده من األخبار بإسناده إما لوجود اإلجماع عليه أو موافقته لما دلت العقول أو الشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف إال ما أوردته عن أبي محمد الحسن العسكري"عليه السالم" الخ )3(.وروى هذا الخبر الشيخ الصدوق رحمه هللا في كتاب التوحيد عن أحمد بن الحسن القطان,عن أحمد بن يحيى,عن بكر بن عبد هللا بن حبيب,قال:حدثنا أحمد بن يعقوب بن مطر,قال:حدثنا محمد بن الحسن(الحسين) ابن عبد العزيز األحدب الجند بنيسابور,قال:وجدت في كتاب أبي بخطه :حدثنا طلحة بن يزيد,عن عبد هللا بن عبيد,عن أبي معمر السعداني: أن رجال أتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب"عليه السالم"وساق الخبر)4(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1 -2 -3 -4
مشارق األنوار للبرسي:ص,73منازل اآلل عليهمالسالم العالية ,وبحار األنوار :ج 26ص264 ح,49باب" "5جوامع مناقبهم وفضائلهم "ع". االحتجاج للطبرسي :ج 1ص,358في احتجاجه"ع" على الزنديق. االحتجاج للطبرسي :ج 1المقدمة العاشرة. التوحيد للصدوق:ص ’ 255-254بيان في معنى انه تعالى برء أوليائه نفسه. 531
مع نقصان كثير عما في االحتجاج,منه ما يتعلق بنقصان القرآن وتغييره,إما لعدم الحاجة إليه كما يفعل كثيرا فيه وفي سائر كتبه أو لعدم موافقته لمذهبه. قال المحقق النحرير الشيخ أسد هللا ألكاظمي في كشف القناع :في جملة كالم له: وبالجملة فأمر الصدوق مضطرب جدا وال يحصل من فتواه غالبا علم وال ظن ال يحصل من فتاوى أساطين المتأخرين,وكذلك الحال في تصحيحه وترجيحه)1(.
وقد ذكر صاحب البحار حديثا عنه في كتاب التوحيد عن الدقاق,عن الكليني بإسناده,عن أبي بصير,عن الصادق"عليه السالم",ثم قال :هذا الخبر مأخوذ من الكافي وفيه تغييرات عجيبة,تورث سوء الظن بالصدوق,وأنه إنما فعل ذلك ليوافق مذهب أهل العدل.انتهى( )2وربما طعن عليه بعض القدماء بمثل ذلك في حديث رواه في العمل في الصوم بالعدد وهذا عجيب من مثله وكيف كان فاألول أظهر . يط :أحمد بن محمد السياري في كتاب القراءات,عن محمد بن سليمان,عن هارون بن الجهم,عن محمد بن مسلم,قال :قرأ أبو جعفر"عليه السالم" بين يدي آيات من كتاب هللا جل ثناؤه فقلت له :جعلت فداك إنا ال نقرأها هكذا,فقال: صدقت نقرأه وهللا كما نزل به جبرئيل على محمد"صلى هللا عليه واله" ,ما يعرف القرآن إال من خوطب به)3(.
ك :وعن سيف -وهو ابن عميرة -عن غير واحد,عن أبي عبد هللا",عليه السالم" أنه قال:لو ترك القرآن كما أنزل أللفيتنا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا)4(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كشف القناع عن وجوه اإلجماع للتستري:ص,213في حال كتاب فقه الرضا. -2بحار األنوار للمجلسي:ج 5ص 156ح,8الباب السادس. -3القراءات للسياري:ص 6ح.3 -4القراءات للسياري:ص 8ح.9 532
ورواه المفيد في المسائل السروية )1(,كما تقدم في المقدمة الثالثة. كا :وعن ابن سالم عن حبيب السجستاني,عن أبي جعفر"عليه السالم"في حديث انه قال يا حبيب:إن القرآن قد طرح منه آي كثير ولم يزد فيه إال حروفا أخطأت به الكتاب وتوهمتها الرجال)2(.
كب :وعن حماد بن عيسى,عن إبراهيم بن عمير النخعي,قال :قال أبو عبد هللا "عليه السالم":إن القرآن فيه خبر ما مضى وما يحدث وما هو كائن وكانت فيه أسماء الرجال فألقيت)3(.
كج :وعن علي بن النعمان,عن أبيه,عن عبد هللا بن مسكان,عن أبي جعفر"عليه السالم"قال :لوال إنه زيد في القران ونقص ما خفي حقنا على ذي حجى ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن)4(.
كد :وعن بن فضال,عن داوود بن زيد,عن بريد,عن أبي عبد هللا"عليه السالم",قال :نزل القرآن في سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستة وتركت أبا لهب)5(.
كه) وعن الحجال,عن قطبة بن ميمون,عن عبد األعلى,قال:قال أبو عبد هللا"عليه السالم" :أصحاب العربية يحرفون كالم هللا عز وجل عن مواضعه)6(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1 -2 -3 -4 -5 -6
المسائل السروية للمفيد:ص ,79المسألة التاسعة:صيانة القرآن من التحريف. القراءات للسياري:ص 33-32ح,115إل عمران,81:وينظر تفسير العياشي:ج 1ص180 ح ,73إل عمران.81: القراءات للسياري:ص 9ح.14 القراءات للسياري:ص 9ح.15 القراءات للسياري:ص 9ح.17 لم اعثر على الرواية عند السياري وفق تتبعي وقد أشار إليها البروجردي في جامع أحاديث ألشيعة:ج 15ص 35ح "12"85الباب الثاني نقال عن السياري. 533
والظاهر أنه"عليه السالم"أشار إلى التغييرات التي وقعت في القرآن من جهة تصرفات القراء وأرباب األدبية فيه بما تقتضيه قواعدهم الغير المنتهية إلى النبي"صلى هللا عليه واله"وال إلى أهل اللسان كما أشرنا,وكفى في ذلك بعض أقسام اإلدغام الواجب عند بعضهم المغير لهيئة الكلمة,لسقوط حرف منها وتبديله بآخر يقاربه في المخرج وهكذا . كو :النعماني في غيبته عن ابن عقدة عن علي بن الحسين عن الحسن ومحمد ابني يوسف عن سعدان بن مسلم عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن حبة العرني قال أمير المؤمنين عليه السالم :كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة وقد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما أنزل أما إن قائمنا إذا قام كسر وسوى قبلته)1(.
كز:النعماني رحمه هللا في تفسيره,عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة,عن جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي,عن إسماعيل بن مهران,عن الحسن بن علي بن أبي حمزة,عن أبيه,عن إسماعيل بن جابر,قال :سمعت أبا عبد هللا جعفر بن محمد الصادق"عليهما السالم"يقول :إلى أن قال :قال أمير المؤمنين"عليه السالم":إن في القرآن ناسخا ومنسوخا ومحكم ومتشابه,إلى أن عد "عليه السالم " من األقسام,ومنه حرف مكان حرف,ومنه ما هو محرف عن جهته,ومنه ما هو على خالف تنزيله,ثم شرح اإلمام وذكر لكل واحد أمثلة إلى أن قال :وأما ما حرف من كتاب هللا فقوله تعالى":كنتم خير أمة" وعد صلوات هللا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب الغيبة للنعماني:ج 1ص 331ح,3باب"."20
534
عليــــــه بعض اآليات المحرفة كما يأتي,وقال"عليه السالم" :في أخره ومثل هذا كثير)1(.
كح :الشيخ الكشي في أول رجاله :عن حمدويه وإبراهيم ابنا نصير,قاال حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي,قال :حدثني علي بن حبيب المدايني,عن علي بن سويد النسائي,قال :كتب إلي أبو الحسن األول وهو في السجن :وإما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك! ال تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا,فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا هللا ورسوله وخانوا أماناتهم,أنهم اؤتمنوا على كتاب هللا عز وجل وعال فحرفوه وبدلوه فعليهم لعنة هللا ولعنة رسوله ولعنة مالئكته ولعنة إبائي الكرام البررة ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة)2(.
كط :محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,عن أحمد بن محمد,عن الحسين,قال:حدثني أحمد بن إبراهيم,عن عمار,عن إبراهيم بن الحسين,عن بسطام,عن عبد هللا بن بكير,قال:حدثني عمر بن يزيد,عن هشام الجواليقي,عن أبي عبد هللا"عليه السالم"قال :إن هلل مدينة خلف البحر سعتها مسيرة أربعين يوما فيها قوم لم يعصوا هللا قط ,إلى أن قال :إذا رأيتهم رأيت الخشوع واالستكانة وطلب ما يقربهم إليه إذا حبسنا ظنوا أن ذلك من سخط يتعاهدون ساعة التي نأتيهم فيها ال يسئمون وال يفترون يتلون كتاب هللا كما علمناهم ,وإن فيما نعلمهم ما لو تلي على الناس لكفروا به وألنكروه.الخبر)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير النعماني أو رسالة المحكم و المتشابه المنسوبة للشريف الرضي:ص4-3 أقسام القران ,ونقلة المجلسي في بحاره:ج 90ص,4خطبة رسالة النعماني ,في أقسام آيات القران. -2اختيار معرفة الرجال المعروف بالكشي للطوسي:ج 1ص 7ح.4 -3بصائر الدرجات للصفار:ص,511-510ح 4الباب"."14 535
ل :الشيخ محمد بن الحسن الشيباني في أول تفسيره المسمى بنهج البيان,قال :ذكر بعض المفسرين ممن روى,عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر"عليه السالم"وعن أبي عبد هللا جعفر بن محمد الصادق"عليه السالم"فقال :إن القرآن المجيد يشتمل على أمر ونهي وناسخ ومنسوخ محكم ومتشابه وبيان ومبين ومجمل ومفسر ومطلق ومقيد وحقيقة ومجاز وعام وخاص ومقدم ومؤخر, وعلى المعطوف المنقطع,وعلى الحرف مكان الحرف ,وفيه ما هو على خالف
ب اب ُْن َم ْر َي َم الظاهر التنزيل,إلى أن ذكر من أمثلة األخير قوله تعالىَ ﴿:ولَ َّما ُ ض ِر َ صدُّونَ " وقوله تعالى : َمثَ ًال ِإذَا َق ْو ُم َ ك ِم ْنهُ-يضجون﴾-الزخرف ,57:فحرفوها " َي ِ ﴿بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َك
-في علي عليه السالم)-المائدة ,67:فمحو اسمه)1(.
ال :الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي,عن أبيه,عن صفوان بن يحيى,عن أبي الجارود,عن عمران بن هيثم,عن مالك بن حمزة,عن أبي ذر,قال :لما نزلت هذه جوهٌ ﴾إل عمران ,106:قال رسول هللا"صلى اآليةَ ﴿ :ي ْو َم تَ ْب َي ُّ ض ُو ُجوهٌ َوتَ ْس َودُّ ُو ُ هللا عليه وآله" ترد علي أمتي يوم القيامة على خمس رايات ,فراية مع عجل هذه األمة فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي ؟ فيقولون :أما األكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا وأما األصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه ,فأقول :ردوا إلى النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ،ثم ترد علي راية فرعون هذه األمة ,فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي ؟ فيقولون :أما األكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه وأما األصغر فعاديــــــناه وقاتلناه ،فأقول لهم :ردوا إلـــى النار ظماء مظمئين مسودة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1نهج البيان للشيباني:ص,40-27فصل فيما يشتمل عليه القرآن العزيز ,وفصل في سرين وأئ ّمة ذكر حقائق ما ذكرناه وأمثلته في الكتاب العزيز وعند المحقّقين من المف ّ اللّغة ومتكلّمي أصول الفقه. 536
وجوهكم ,ثم ترد علي رأيه مع سامري هذه األمة ,فأقول لهم :ما فعلتم بالثقلين من بعدي ؟ فيقولون :أما األكبر فعصيناه وتركناه وأما األصغر فخذلناه وضيعناه وصنعنا به كل قبيح ,فأقول :ردوا إلى النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ,ثم ترد علي راية ذي الثدية مع أول الخوارج وآخرهم,فأسألهم :ما فعلتم بالثقلين من بعدي ؟ فيقولون :أما األكبر فمزقناه وبرئنا منه وأما األصغر فقاتلناه وقتلناه, فأقول :ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ،ثم ترد علي راية مع أمام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين ,فأقول لهم :ما فعلتم بالثقلين من بعدي ؟ فيقولون :أما األكبر فاتبعناه وأطعناه وأما األصغر فأحببناه وواليناه و وازرناه ونصرناه حتى أهرقت فيهم دماؤنا ,فأقول: ردوا الجنة روى مرويين مبيضة وجوهكم ,ثم تال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"":يوم تبيض وجوه"اآلية)1(.
لب :السيدان الجليالن :أبو القاسم بن رضي الدين ابن طاووس في كتاب زوائد الفوائد,والسيد المحدث الجزائري في األنوار النعمانية,عن الشيخ العالم أبي جعفر محمد بن جرير الطبري,قال :أخبرنا األمين السيد أبو المبارك أحمد بن محمد بن أردشير الدستاني,قال :أخبرنا السيد أبو البركات محمد الجرجاني,قال :أخبرنا هبة هللا ألقمي ,واسمه يحيى ,قال :حدثنا إسحاق بن محمد البغدادي,قال :حدثنا الفقيه الحسن بن الحسن السامري ,أنه قال :كنت أنا ويحيي بن محمد بن حويج البغدادي قصدنا أحمد بن إسحاق البغدادي(,)2وهو صاحب اإلمام الحسن العسكري"عليه السالم" بمدينة قم ,فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا صبيـــة عراقية فسألناها عنه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير القمي:ج 1ص,109سورة ال عمران,ورود الرايات يوم القيامة. -2جاء االسم "القمي" في مصدر البحار. 537
فقالت:هو مشغول وعياله فإنه يوم عيد ,فقلنا :سبحان هللا األعياد عندنا أربعة عيد الفطر,وعيد النحر ,والغدير ,والجمعة قالت :روى سيدي أحمد ابن إسحاق,عن سيده العسكري,عن أبيه علي بن محمد"عليهما السالم" :أن هذا اليوم يوم عيد وهو خيار األعياد عند أهل البيت"عليهم السالم" وعند مواليهم ،إلى أن ذكر خروج احمد بن إسحاق إليهم,وروايته عن العسكري"عليه السالم" ,عن أبيه :أن حذيفة دخل في يوم التاسع من ربيع األول على رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" وذكره "صلى هللا عليه واله" :بعض فضائل هذا اليوم ومثالب من يقتل فيه ,قال حذيفة :فقلت :يا رسول هللا :في أمتك وأصحابك من ينتهك هذه الحرم ؟ قال"ص" :جبت من المنافقين يظلم أهل بيتي ويستعمل في أمتي الريا ويدعوهم إلى نفسه ويتطاول على األمة من بعدي ويستجلب أموال هللا من غير حله, وينفقها في غير طاعة ,ويحمل على كتفه درة الخزي ويضل الناس عن سبيل هللا, ويحرف كتابه ويغير سنتي,إلى أن قال:ثم قام رسول هللا"صلى هللا عليه وآله" فدخل بيت أم سلمة فرجعت عنه وأنا غير شاك في أمر الشيخ الثاني حتى رأيته بعد رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" قد فتح الشر وأعاد الكفر واالرتداد عن الدين وحرف القرآن)1(.
لج :الشيخ الجليل سعد بن عبد هللا ألقمي في بصائره )2(,على ما نقله عنه الشيخ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1األنوار النعمانية للجزائري:ج 1ص,109-108في يوم قتل الخليفة الثاني ,إما كتاب زوائد الفوائد البن طاووس لم نتوصل إليه كونه ال زال مخطوط قيد التحقيق في العتبة الحسينية عند العام 2017م ,ونقل الخبر من الكتاب المذكور ألمجلسي في بحاره:ج 95ص 351ح ,1باب" "13فضل اليوم التاسع من شهر ربيع األول وأعماله. -2وفق تتبعي لم نعثر على هكذا كتاب لهكذا اسم,حيث إن بصائر الدرجات للصفار,ومختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي. 538
حسن بن سليمان الحلي في منتخبه( )1عن القاسم بن محمد األصفهاني,عن سليمان بن داود المنقري المعروف بالشاذكوني,عن يحيى بن آدم,عن شريك بن عبد هللا,عن جابر بن يزيد الجعفي,عن أبي جعفر"عليه السالم" قال:دعا رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" بمنى فقال :أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين,أما إن تمسكتم بهما لن تضلوا :كتاب هللا وعترتي والكعبة البيت الحرام ,ثم قال أبو جعفر"عليه السالم" :أما كتاب هللا فحرفوا وأما الكعبة فهدموا,وأما العترة فقتلوا وكل ودائع هللا قد نبذوا ومنها قد تبروا )2(.ورواه الصفار في الجزء الثامن من بصائره عن علي بن محمد عن القاسم بن محمد مثله)3(.
لد :الصدوق في الخصال,عن محمد بن عمر الجعاني,عن عبد هللا بن بشير,عن الحسن بن الزبرقان,عن أبي بكر ابن عياش,عن األجلح,عن أبي الزبير,عن جابر,عن النبي"صلى هللا عليه وآله"قال :يجئ يوم القيامة ثالثة يشكون:المصحف والمسجد والعترة ,يقول المصحف :يا رب حرقوني ومزقوني ,ويقول المسجد :يا رب عطلوني وضيعوني ،وتقول العترة :يا رب قتلونا وطردونا وشردونا فاجثوا للركبتين في الخصومة،فيقول هللا لي :أنا أولى بذلك)4(.
له :ثقة اإلسالم في روضة الكافي,عن عدة من أصحابنا,عن سهل بن زياد,عن إسماعيل بن مهران,عن محمد بن منصور الخزاعي,عن علي بن سويـــــد ومحمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1 -2 -3 -4
وفق تتبعي لم نعثر على هكذا كتاب لهكذا اسم ,وإما كتاب المنتخب من تفسير القران والنكت المستخرجة من كتاب التبيان ,فهو للشيخ محمد ابن احمد ابن ادريس الحلي. مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي:ص ,277-275باب في صفاتهم "ع" وما فضلهم هللا عز وجل به . بصائر الدرجات للصفار:ص 434-433ح,3الباب" "17في قوله"ص" إني تارك فيكم الثقلين) الخصال للصدوق:ص,175-174ح ,232ثالثة يشكون إلى هللا يوم القيامة. 539
يحيى,عن محمد بن الحسين,عن محمد بن إسماعيل بن بزيع,عن عمه حمزة بن بزيع,عن علي بن سويد والحسن بن محمد,عن محمد بن أحمد النهدي,عن إسماعيل بن مهران,عن محمد بن منصور,عن علي بن سويد,قال :كتبت إلى أبي الحسن موسى"عليه السالم" ,وهو في الحبس كتابا أسأله عن حاله وعن مسائل كثيرة ,فاحتبس الجواب علي شهرا ,ثم أجابني بجواب هذه نسخته :بسم هللا الرحمن الرحيم,الحمد هلل العلي العظيم الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين ,إلى أن قال :وال تلتمس دين من ليس من شيعتك ,وال تحبن دينهم ,فإنهم الخائنون الذين خانوا هللا ورسوله وخانوا أماناتهم,وتدري ما خانوا أماناتهم! ائتمنوا على كتاب هللا فحرفوه وبدلوه.الخبر(,)1ورواه الصدوق بسند صحيح مثله)2(.
لو :الثقة الجليل الحسين بن سعيد األهوازي في كتابه على ما نقله عنه في البحار,عن أبي الحسن بن عبد هللا,عن ابن أبي يعفور,قال :دخلت على أبي عبد هللا"عليه السالم"وعنده نفر من أصحابه فقال لي :يا بن أبي يعفور هل قرأت القرآن ؟ قال :قلت :نعم قرأت هذه القراءة ,قال عنها سألتك ليس من غيرها,قال: فقلت :نعم جعلت فداك ولم ؟ قال:ألن موسى"عليه السالم" حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بمصر فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم ،والن عيسى "عليه السالم" حدث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه فقاتلهم
َت َ طائِفَةٌ ِم ْن بَنِي ِإ ْس َرائِي َل َو َكفَ َر ْ فقتلهم ,وهو قول هللا عز وجل﴿ :فَآ َمن ْ ت ص َب ُحوا َ َ ظا ِه ِرينَ ﴾الصف ,14:وأنه عد ّ ُِو ِه ْم َفأ َ ْ علَ ٰى َ طا ِئفَةٌ ۖ فَأَيَّ ْدنَا الَّذِينَ آ َمنُوا َ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 12ص 73ح ,95في حديث أبي الحسن موسى"ع". -2وفق تتبعي لم أقف على هذه الرواية في تراث الصدوق. 540
أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث ال تحتملونه ،فتخرجون عليه برميلة االسكرة فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلك ,وهي آخر خارجة تكون.الخبر .قال المجلسي رحمه هللا :قوله "ولم" أي ولم لم تسألني عن غير تلك القراءة! وهي المنزلة التي ينبغي أن يعلم فأجاب"عليه السالم" بأن القوم ال يحتملون تغيير القرآن وال يقبلونه واستشهد"ع" بما ذكر)1(.
لز :الشيخ الطوسي في المصباح في دعاء قنوت الوتر :اللهم العن الرؤساء والقادة واألتباع من األولين واآلخرين الذين صدوا عن سبيلك ,اللهم أنزل بهم بأسك ونقمتك فإنهم كذبوا على رسولك وبدلوا نعمتك وأفسدوا عبادك وحرفوا كتابك وغيروا سنة نبيك .الدعاء)2(.
لح :وفيه روي,عن أبي عبد هللا"عليه السالم" :أنه يستحب أن يصلى على النبي "صلى هللا عليه واله" بعد العصر يوم الجمعة بهذه الصالة ثم ساقها وفيها :اللهم العن الذين بدلوا دينك وكتابك وغيروا سنة نبيك)3(.
لط :الشيخ رحمه هللا في غيبته عن أحمد بن علي الرازي عن أبي الحسين محمد بن جعفر أألسدي قال :قال :حدثني الحسين بن محمد بن عامر األشعري ألقمــــي ,قال :حدثني يعقوب بن يوسف الضراب العسان االصفهاني ,قال: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار:ج 52ص 375ح 174عن الحسين بن سعيد أو النوادر ,في إن ثالثة عشر مدينة وطائفة يحارب القائم "ع". -2مصباح المتجهد للطوسي:ص,154ح ,39/243في ما ينبغي إن يفعله من غفل عن صالة الليل. -3مصباح المتجهد للطوسي:ص,392ح,120/510في خطبة أخرى ,وينظر بحار األنوار:ج 87ص , 86في الصالة النبي"ص" وأسانيدها ,نقال عن جمال األسبوع والمتهجد وغيرهما" كما قال المجلسي",وينظر المصباح للكفعمي:ص.431 541
حججت في سنة إحدى وثمانين ومائتين)1(.وقال في متهجده :دعاء آخر مروي عن صاحب الزمان "عليه السالم" خرج إلى أبي الحسن الضراب األصفهاني بمكة بإسناد لم نذكره اختصارا نسخته :بسم هللا الرحمن الرحيم ,إلى قوله "عليه السالم" :اللهم جدد به ما امتحى من دينك وأحي به ما بدل من كتابك الدعاء)2(.
م :الشيخ جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة,عن محمد بن جعفر الرزاز الكوفي,عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب,عن أبي نجران,عن يزيد بن إسحاق,عن الحسن بن عطية,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال:إذا دخلت الحائر فقل ,إلى قوله"ع" :اللهم العن الذين كذبوا رسلك وهدموا كعبتك ,وحرفوا كتابك .الزيارة)3(.
ما :وفيه عن الحسين بن محمد,عن أحمد بن إسحاق,عن سعدان بن مسلم,عن بعض أصحابنا,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال :إذا أتيت القبر بدأت فأثنيت على هللا عز وجل ,إلى أن قال "عليه السالم" في سياق الدعاء :اللهم العن الذين كذبوا رسولك وهدموا كعبتك,وحرفوا كتابك,وسفكوا دم أهل بيت نبيك "صلى هللا عليه واله")4(.
مب :العالمة المجلسي في البحار,عن مزار المفيد في زيارة أبي عبد هللا "عليه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الغيبة للطوسي :ج 1ص,303-296ح 238وفيه رواية طويله تتضمن دعاء عن الحجة"ع" جاء في موضع الشاهد " اللهم جدد به ما محي من دينك ،وأحي به ما بدل من كتابك وأظهر به ما غير من حكمك."، -2مصباح المتجهد للطوسي:ص,408في خطبة أخرى. -3كامل الزيارة البن قولويه:ص,362-358ح,1/617الباب" "79الزيارات. -4كامل الزيارة البن قولويه:ص ,387-385ح, 17/633الباب " "79الزيارات.
542
السالم" غير مقيدة بوقت وفيها :اللهم العن الذين كذبوا رسلك ,وهدموا كعبتك, واستحلوا حرمك ,وألحدوا في البيت الحرام ,وحرفوا كتابك)1(.
مج :السيد رضي الدين علي بن طاووس رحمه هللا في اإلقبال :رويناه بإسنادنا إلى,عبد هللا بن جعفر الحميري,عن الحسن بن علي الكوفي,عن الحسن بن محمد الحضرمي,عن عبد هللا بن سنان,عن الصادق"عليه السالم"في زيارة فيها: وخالفوا السنة وبدلوا الكتاب)2(.
مد :الشيخ الطوسي"ره" في المصباح في زيارة يوم عاشوراء,روى عبد هللا بن سنان,عن الصادق "عليه السالم" في حديث شريف فيه ذكر زيارة فيها :اللهم إن كثيرا من األمة ناصبت المستحفظين من األئمة ,إلى قوله"عليه السالم" :وحرفت الكتاب )3(.ورواه محمد بن المشهدي في مزاره كما في البحار,عن عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري,عن أبي على بن شيخ الطائفة,عن أبيه,عن المفيد,عن ابن قولويه والصدوق,عن الكليني,علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن ابن أبي عمير,عن عبد هللا بن سنان)4(.
مه :الكفعمي في البلد األمين وفي جنته المعروف بالمصباح,عن عبد هللا بن عباس,عن علي"عليه السالم":أنه كان يقنت بدعاء صنمي قريش,وقال:إن الداعي به كالرامي مع النبي"صلى هللا عليه وآله"في بدر وحنين بألف ألف سهم ,وقال ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار:ج 98ص,209ح,33الباب" "18زياراته صلوات هللا عليه المطلقة . -2اإلقبال البن طاووس:ج 3ص ,67فصل " "13فيما نذكره من ألفاظ الزيارة المنصوص عليها يوم عاشوراء. -3مصباح المتهجد للطوسي:ص,784ح,9/854زيارة أخرى في يوم عاشوراء. -4بحار األنوار:ج 98ص,305ح,4الباب" "24زياراته صلوات هللا عليه يوم عاشوراء . 543
أيضا :إنه من غوامض اإلسرار وكرائم األذكار,وكان أمير المؤمنين"عليه السالم",يواظب عليه في ليله ونهاره وأوقات أسحار )1(.وفيه :وحرفا كتابك,وفي موضع آخر:اللهم العنهما بكل آية حرفوها )2(.وللشيخ العالم أسعد بن عبد القاهر شرح على هذا الدعاء سماه رشح الوالء في شرح الدعاء,كما فيهما وفي أمل اآلمل للمحدث الحر العاملي ,وشرحه أيضا المولى علي العراقي في سنة 1878 وكذا الفاضل الماهر المولى مهدي بن العالم الجليل المولى علي أصغر القزويني في أواخر الصفوية . مو :السيد بن طاووس رحمه هللا في مهج الدعوات بإسناده إلى سعد بن عبد هللا في كتاب فضل الدعاء,عن أبي جعفر محمد بن إسماعيل بن بزيع,عن الرضا "عليه السالم" وبكير بن صالح,عن سليمان بن جعفر الجعفري,عن الرضا "عليه السالم" قاال :دخلنا عليه وهو في سجدة الشكر,فأطال في سجوده ثم رفع رأسه فقلنا له :أطلت السجود,فقال :من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعاء كان كالرامي مع رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" يوم بدر ,قاال قلنا فنكتبه ؟ قال إذا أنت سجدت سجدة الشكر فقل :اللهم العن اللذين بدال دينك ,إلى قوله :وحرفا كتابك)3(.
مز :ابن شهر أشوب في المناقب كما في البحار بإسناده إلى عبد هللا بن محمد بن سليمان بن عبد هللا بن الحسن,عن أبيه,عن جده,عن عبد هللا في خطبة أبي عبد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار:ج 82ص 260ح , 5باب" "33في القنوتات الطويلة المروية عن أهل البيت"ع" نقال البلد األمين. -2المصباح للكفعمي :ص.553-552 -3مهج الدعوات للسيد بن طاووس:ص ,307في دعاء اإلمام الرضا "ع" في سجدة الشكر.
544
هللا "عليه السالم" يوم عاشورا,وفيها :فإنما أنتم من طواغيت األمة وشذاذ األحزاب,ونبذة
الكتاب,ونفثة
الشيطان,وعصبة
اآلثام,ومحرفو
الكتاب
.الخطبة )1(.ونسبته "عليه السالم" التحريف إليهم مع كونه من فعل أسالفهم كنسبة قتل األنبياء إلى اليهود المعاصرين لجده "صلى هللا عليه واله" في القرآن العظيم لرضاهم جميعا بما فعلوه واقتفائهم بآثارهم واقتدائهم بسيرتهم . مح :السيد ابن طاووس رحمه هللا في مصباح الزائرين,ومحمد بن المشهدي في مزاره كما في البحار,عن األئمة "عليهم السالم" في زيارة جامعة طويلة معروفة وفيها في ذكر ما حدث بعد النبي "صلى هللا عليه واله" :وعقت سلمانها ,وطردت مقدادها,ونفت جندبها,وفتقت بطن عمارها,وحرفت القرآن,وبدلت األحكام)2(.
مط :السيد قدس سره في مهجه عن نسخة عتيقة فيها :حدثني الشريف أبو الحسن محمد بن محمد بن المحسن بن يحيى الرضا أدام هللا تأييده,عن أبيه,عن أبي عبد هللا محمد بن إبراهيم بن صدقة,عن سالمة بن محمد األزدي,عن أبي محمد جعفر بن عبد هللا العقيلي,وعن أبي الحسن محمد بن تريك الرهاوي,عن أبي القاسم عبد الواحد الموصلي,عن أبي محمد جعفر بن عقيل بن عبد هللا بن عقيل بن محمد بن عبد هللا بن عقيل بن أبي طالب,عن أبي روح النسائي,عن أبي الحسن علي بن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار:ج 45ص,8في بقية الباب السابع والثالثين ,في ما قاله موالنا الحسين"ع" في يوم عاشوراء لجماعة الكوفي من النصائح والمواعظ,ووفق تتبعي لم أقف على الرواية في المناقب. -2بحار األنوار:ج 99ص,166الباب الثامن في الزيارات الجامعة,الزيارة الخامسة, والمزار البن ألمشهدي :ص,297الباب " "13العمل والصالة ليلة المبعث,زيارة جامعة لسائر األئمة"ع",مصباح الزائر البن طاووس:ص,464الفصل الثامن عشر,في مختار الزيارات الجوامع الموضوعة لزيارة كل إمام في سائر الشهور واأليام وما يلحق بها. 545
محمد "عليهما السالم"في دعاء طويل له شرح عجيب وفيه :وأدل ببواره الحدود المعطلة ,واإلحكام المهملة,والسنن الدائرة ,والمعالم المغيرة والتالوات المتغيرة, واآليات المحرفة.الدعاء)1(.
ن :الكشي في ترجمة زرارة عن حمدوية بن نصير,عن محمد بن عيسى بن عبيد ,عن يونس بن عبد الرحمن,عن عبد هللا بن زرارة,وعن محمد بن قولويه والحسين بن الحسن,عن سعد بن عبد هللا,عن هارون بن الحسن بن محبوب,عن محمد بن عبد هللا بن زرارة وابنيه الحسن والحسين,عن عبد هللا بن زرارة قال: قال لي أبو عبد هللا "عليه السالم" اقرأ مني على والدك السالم,إلى أن قال"ع": عليكم بالتسليم والرد إلينا وانتظار أمرنا وأمركم وفرجنا وفرجكم ولو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا ,ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرائع الدين واألحكام والفرائض كما أنزله هللا على محمد "صلى هللا عليه وآله" ألنكر أهل البصائر فيكم ذلك اليوم إنكار شديد ,ثم لم تستقيموا على دين هللا وطريقته إال من يحب حد السيف فوق رقابكم ,إن الناس بعد نبي هللا "صلى هللا عليه واله",ركب هللا به سنة من كان قبلكم ,فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين هللا ونقصوا منه ,فما من شئ عليه الناس اليوم إال وهو محرف عما نزل به الوحي من عند هللا)2(.
قال المحق الداماد :الم التعليل الداخلة على أن باسمها وخبرها على ما في أكثر النسخ متعلقة باستئناف التعليم و" فتكم " بفتح الفاء وتشديد التاء المثناة من فوق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار:ج 95ص,239دعاء" "30عن المهج ,باب األدعية واالحراز لدفع كيد األعداء,نقال عن كتاب مهج الدعوات البن طاووس:ص,323-318في ذكر ما نختاره من أدعية موالنا أبي الحسن علي بن محمد الهادي"ع". -2اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي:ج 1ص,352-349ح ,221في ترجمة زرارة بن أعين. 546
جملة فعليته على جواب لو :و"ذلك اليوم" منصوب على الظرف و" إنكار شديد " مرفوع على الفاعلية,والمعنى شق عصاكم,وكسر قوة اعتقادكم,وبدد جمعكم,وفرق كلمتكم,وفي بعض النسخ "إنكارا شديدا" نصبا على التمييز وعلى نزع الخافض وذلك اليوم بالرفع على الفاعلية,وربما يوجد في النسخ "ألنكر" بفتح الالم للتأكيد وأنكر على الفعل من اإلنكار وأهل البصائر بالرفع على الفاعلية وفيكم بحرف الجر المتعلقة بمجرورها بأهل البصائر للظرفية,أو بمعنى منكم وذلك بالنصب على الظرف ,و"إنكارا شديدا" منصوبا على المفعول المطلق وعلى التمييز فليعرف.انتهى)1(.
نا :النعماني رحمه هللا في غيبته,عن علي بن الحسين,عن محمد بن يحيى العطار,عن محمد بن الحسن الرازي,عن محمد بن علي الكوفي,عن أحمد بن محمد بن أبي نصر,عن عاصم بن حميد,عن أبي بصير,قال :قال أبو جعفر "عليه السالم" :يقوم القائم "عليه السالم" بأمر جديد ,وكتاب جديد على العرب شديد ليس شأنه إال السيف,ال يستتيب أحدا,وال تأخذه في هللا لومة الئم )2(.ورواه أيضا بطريق آخر( )3نب :السياري في كتاب القراءات,عن سيف بن عميرة,عن أبي بكر بن محمد قال :سمعت أبا عبد هللا "عليه السالم" يقول :لو قرء القرآن على ما أنزل ما اختلف فيه اثنان)4(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1التعليقة على اختيار معرفة الرجال للميرداماد االسترابادي:ج 1ص-350 ,351زرارة بن أعين. -2الغيبة للنعماني:ج 1ص 236ح,19الباب""13ما روي في صفته وسيرته وفعله, وما انزل من القران فيه"ع". -3نفس المصدر:ج 1ص 268ح,22الباب" "14في ما جاء في العالمات التي تكون قبل قيام القائم"ع". -4القراءات للسياري:ص 8ح.8 547
بخ :اإلسالم في الكافي,عن عدة من أصحابنا,عن سهل بن زياد،وعلي بن إبراهيم ،عن أبيه جميعا,عن ابن محبوب,عن أبي حمزة ,عن أبي يحيى ,عن االصبغ بن نباته قال :سمعت أمير المؤمنين "عليه السالم" يقول :نزل القرآن أثالثا:ثلث فينا وفي عدونا وثلث سنن وأمثال وثلث فرائض وأحكام)1(.
ند :وعن عدة من أصحابنا،عن أحمد بن محمد،عن الحجال،عن علي بن عقبة، عن داود بن فرقد،عمن ذكره،عن أبي عبد هللا "عليه السالم" ,قال :إن القرآن نزل أربعة أرباع:ربع حالل وربع حرام وربع سنن وأحكام وربع خبر ما كان قبلكم ونبأ ما لم يكن بعدكم وفصل ما بينكم)2(.
نه :وعنه,عن ابي علي األشعري،عن محمد بن عبد الجبار،عن صفوان،عن إسحاق بن عمار،عن أبي بصير،عن أبي جعفر "عليهالسالم" ,قال :نزل القرآن أربعة أرباع :ربع فينا وربع في عدونا وربع سنن وأمثال وربع فرائض وأحكام)3(.
نو :العياشي في تفسيره,عن أبي الجارود,قال:سمعت أبا جعفر"عليه السالم": يقول نزل القرآن على أربعة أرباع ربع فينا وربع في عدونا وربع في فرائض وإحكام ،وربع سنن وأمثال ولنا كرائم القرآن)4(.
نز :وعن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخي,عن بعض أصحابه رفعه إلـــى خيثمة قال :قال أبو جعفر "عليــه السالم" :يـــاخيثمة القرآن نزل أثالثا ثلث فينا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 2ص 627ح,2باب النوادر. -2الكافي للكليني:ج 2ص 627ح,3باب النوادر. -3الكافي للكليني:ج 2ص 628ح,4باب النوادر. -4تفسير العياشي:ج 1ص 9ح,1في ما انزل القران.
548
وفى أحبائنا وثلث في أعدائنا وعدو من كان قبلنا وثلث سنة ومثل)1(.
نح :فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره,عن أحمد بن موسى,عن الحسن بن ثابت,عن أبيه,عن شعبة بن الحجاج,عن الحكم,عن ابن عباس,قال :أخذ النبي يد علي صلوات هللا عليهما فقال :إن القرآن أربعة أرباع ربع فينا أهل البيت خاصة وربع في أعدائنا وربع حالل وحرام وربع فرائض وأحكام )2(.ورواه ابن المغازلي من الجمهور في مناقبه( )3كما نقله عنه في " البرهان" ()4
نط :وعن محمد بن سعيد بن رحيم الهمداني ومحمد بن عيسى بن زكريا,عن عبد الرحمن بن سراج,عن حماد بن أعين,عن الحسن بن عبد الرحمن,عن األصبغ بن نباته:عن علي "عليه السالم" قال :القرآن أربعة أرباع ربع فينا وربع في عدونا وربع فرائض وأحكام وربع حالل وحرام ولنا كرائم القرآن)5(.
س :وعن أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن صبيح والحسن بن علي بن الحسين السلولي,عن محمد بن الحسين بن المطهر,عن صالح ابن األسود,عن جميل بن عبد هللا النخعي,عن زكريا بن ميسرة,عن األصبغ بن نباتة,قال:قال علي"عليه السالم" :نزل القران ارباعا .وذكر قريبا منه)6(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج 1ص 10ح,7في ما انزل القران. -2تفسير فرات الكوفي:ص 48-47ح,3المقدمة. -3المناقب البن المغازلي:ج 1ص 394ح [159] ,375قوله تعالى" :إِ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا الر ْح ٰ َم ُن ُودًّا"مريم.96: صا ِل َحا ِ س َي ْج َع ُل لَ ُه ُم َّ ع ِملُوا ال َّ َو َ ت َ -4البرهان للبحراني:ج 1ص 54ح,8الباب االول في ما انزل عليه القران من االقسام. -5تفسير فرات الكوفي:ص 46-45ح,1المقدمة. -6تفسير فرات الكوفي:ص 47-46ح,2المقدمة.
549
سا :السياري في كتاب القراءات,عن الحسين بن سيف بن عميرة,عن أخيه,عن أبيه,عن أبي حمزة الثمالي,عن أبي جعفر "عليه السالم" قال :نزل القرآن أرباعا ربعا في عدونا وربعا فينا وربعا في سنن وأمثال وربعا فيه فرائض وأحكام)1(.
قلت :وهذا الطائفة من األخبار قد استدل بها المفيد رحمه هللا في المسائل السروية كما تقدم في المقدمة الثالثة,وهو مبني على كون بناء التقسيم فيها على التسوية الحقيقية كما هو ظاهر التربيع والتثليث ,ال مجرد التقسيم وإن زاد بعضه على بعض ,فإن المناسب حينئذ أن يقال :نزل على ثالثة أقسام أو أربعة وعلى أن المراد تقسيم ظاهر القرآن بحسب تنزيله ال ما يشمل البطون والتأويل, والمفروض أن الموجود ال يالئم هذه القسمة ,فإن المشهور أن آيات األحكام نحو من خمسمائة آية أو يزيد عليها أو ينقص بقليل ,وجميع اآليات كما تقدم ستة آالف ومائتان وست وثالثون على قول ,فهي ال تبلغ العشر ,بل وال تبلغ أحد التحديدين وإن اعتبر بحسب الكلمات والحروف وضم آيات األصول إلى الفروع ,واكتفى بمجرد اإلشعار الغير البالغ حد الظهور كما أشار إليه العالمة الطباطبائي في فوائده ,ولذا رفع اليد عن ظهور الربع والثلث والتقسيم الحقيقي ,وقال :والوجه حمل األثالث واألرباع على مطلق األقسام واألنواع وإن اختلف في المقدار, وحمل الربع على ما يشمل البطون والثلث على ما يعمه وبطون البطون ,واألول على غاية ما يصل إليه أفكار العلماء,والثاني على ما يعمه والمختص باألئمة عليهم السالم,أو حملها على أحكام اآليات دون آيات األحكام مع االكتفاء في الثلث باإلشعار,أو تعميمه بحيث يشمل البطون,وال ريب أن األول أكثر من الثاني انتهى)2(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 8ح.11 -2ينظر كتاب االجتهاد والتقليد"التعاليقة على معالم االصول":ج 1ص,220من شروط االجتهاد معرفة الكتاب. 550
وقد تقدمه في الحمل على مطلق األقسام شيخ شيخه الشيخ أبو الحسن الشريف في تفسيره,وهو غير بعيد بالنظر إلى االختالف الواقع في تلك األخبار في تثليثه تارة وتربيعه أخرى ثم االختالف في كل واحد منها. ففي خبر األصبغ :أدرج ما نزل في أعدائهم"عليهم السالم"في ثلثهم,وذكر الفرائض واألحكام ثلثا مستقال .وفي خبر خيثمة :أدرج الثاني في السنن واألمثال, وذكر لعدوهم ثلثا برأسه ,ومثله في أخبار التربيع .وال حاجة لنا إلى التمسك بها ألن في األخبار المتقدمة غنى وكفاية لتماميتها سندا ومتنا . أما األول :فواضح ألن فيها الصحيح والموثق ,مع أن جلها موجودة في الكتب المعتبرة التي ضمن بعض أربابها أن ال يدرج فيها إال الصحيح بالمعنى القديم الذي عليه البناء ,وأن مالحظة السند في تلك األخبار الكثيرة توجب سد باب التواتر المعنوي فيها ,بل هو أشبه بالوسواس الذي ينبغي االستعاذة منه . وأما الثاني :فكذلك بالنسبة إلى أكثرها خصوصا فيما تضمن لفظ السقط والمحو واإللقاء والحذف والطرح والنقص وتحديد القرآن ,فلو أراد أحد أن يذكر مثل تلك الدعاوى في كتاب أو رسالة لما يزيد في كالمه على تلك الكلمات شيئا ,وكذا ما اشتمل على لفظ التحريف على ما هو الظاهر المتبادر منه فإن معناه التغيير. قالوا :وتحريف الكالم تغييره عن مواضعه وهو ظاهر في تغيير صورته بأحد الوجوه المتقدمة ,بل وهو الشائع منه في استعماله في أمثال تلك الموارد. فروى الصدوق في الفقيه,عن إبراهيم بن أبي محمود,قال:قلت للرضا "عليه السالم" :يا ابن رسول هللا ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" أنه قال :إن هللا تبارك وتعالى ينزل في كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا ؟ فقال:لعن هللا المحرفين الكلم عن واضعه ,وهللا ما قال رسول هللا 551
"صلى هللا عليه وآله" ذلك إنما قال:إن هللا تبارك وتعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث األخير وليلة الجمعة في أول الليلة فيأمره فينادي الخ)1(.
وفي طب األئمة مسندا عن الصادق "عليه السالم" :إن رجال قال له :يا بن رسول هللا إن قوما من علماء العامة يروون أن النبي "صلى هللا عليه وآله" قال: إن هللا يبغض اللحامين,ويمقت أهل البيت الذي يؤكل فيه كل يوم اللحم فقال"ع": غلطوا غلطا بينا إنما قال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" :إن هللا يبغض أهل بيت يا كلون في بيوتهم لحم الناس ,أي يغتابونهم ما لهم ال يرحمهم هللا عمدوا إلى الكالم فحرفوه بكثرة رواياتهم)2(.
وفي صفات الشيعة للصدوق بإسناده عن الصادق "عليه السالم" قال:همكم معالم دينكم وهم عدوكم بكم وأشرب قلوبهم بكم بغضا ،يحرفون ما يسمعون منكم كله، ويجعلون لكم أندادا ،ثم يرمونكم به بهتانا,فحسبهم بذلك عند هللا معصية)3(.
وفي تفسير اإلمام "عليه السالم" :وقد كان فريق منهم يعني من هؤالء اليهود من بني إسرائيل يسمعون كالم هللا في أصل جبل طور سيناء وأوامره ونواهيه ,ثم يحرفونه عما سمعوه إذا أدوه إلى من وراءهم من سائر بني إسرائيل من بعد ما عقلوه,وعلموا أنهم فيما يقولونه كاذبون وهم يعلمون أنهم في قبلهم كاذبون)4(.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1من ال يحضره الفقيه للصدوق:ج 1ص 421ح,1240فضيلة يوم الجمعة واستحباب اإلكثار من الدعاء واالستغفار فيها. -2طب األئمة البن سابور الزيات:ص,139في اللحم. -3صفات الشيعة للصدوق :ص.17-16 -4تفسير اإلمام العسكري:ص,292في قوله تعالى" أفتطمعون إن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منكم" اآليات.77-75: 552
اض ِع ِه﴾ ع ْن َم َو ِ وفي الكشاف في قوله تعالى في سورة النساء﴿:يُ َح ِ ّرفُونَ ْال َك ِل َم َ النساء ,46:يميلونه عنها ويزلونه ,ألنهم إذا بدلوه ووضعوا مكانه كلما غيره فقد أمالوه عن مواضعه التي وضعه هللا فيها وأزالوه عنها ,وذلك نحو تحريفهم "أسمر ربعة" عن موضعه في التوراة بوضعهم "آدم طوال" مكانه ونحو تحريفهم
"الرجم" بوضعهم "الحد" بدله )1(.وقال قريبا من ذلك في قوله تعالى﴿ :يَ ْس َمعُونَ َك َال َم َّ ح ِ ّرفُونَه ُ ﴾البقرة)2(.75: اَّللِ ث ُ َّم يُ َ اض ِع ِه﴾ النساء,46:أي يبدلون ع ْن َم َو ِ وقال الشيخ الطبرسي﴿ :يُ َح ِ ّرفُونَ ْال َك ِل َم َ كلمات هللا وأحكامه عن مواضعها ,وقال مجاهد :يعني بالكلم التوراة وذلك أنهم كتموا ما في التوراة من صفات النبي "صلى هللا عليه واله")3(.
ومن ذلك جميع األخبار الدالة على وقوع التحريف في التوراة واإلنجيل وهو بهذا المعنى عند الجميع ,ثم إنه لو سلمنا عدم ظهوره فيه فنقول :ال بد لنا من حمل التحريف في تلك األخبار على التحريف اللفظي والتغيير الصوري ,ال التحريف المعنوي لقرائن كثيرة : منها :أن األلفاظ المذكورة المتكررة في تلك األخبار من السقط والمحو وغيرها صريحة في المطلوب ,فتكون قرينة لحمل التحريف عليه أيضا لوحدة سياق تلك األخبار مع ما ورد من أن أخبارهم يفسر بعضها بعضا . منها :ذكره مع بعض األلفاظ المذكورة كقوله "عليـه السالم" :لعن هللا من أسقطه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكشاف للزمخشري :ج 1ص,516سورة النساء.46: -2نفس المصدر:ص,156سورة البقرة.75: -3مجمع البيان للطبرسي:ج 3ص,98سورة النساء ,في قوله تعالى":من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه". 553
وبدله وحرفه ,وقوله :فحرفوه وبدلوه ووقوعه بيانا له كقوله :محي من كتاب هللا ألف حرف وحرف منه بألف درهم ويظهر منه حال غيره بالتقريب . منها :تمثيله "عليه السالم" لآليات المحرفة بما غيرت صورتها وحذف حرف أو كلمة منها كما في خبري النعماني والشيباني . منها:أنا لم نعثر على التحريف المعنوي الذي فعله الخلفاء الذين نسب إليهم التحريف في تلك األخبار في آية أو أكثر ,وتفسيرهم لها بغير ما أراد هللا تعالى منها ,ولو وجد ذلك لكان في غاية القلة ,وإنما شاع التحريف المعنوي والتفسير بالرأي واألهواء في الطبقات المتأخرة عنهم من المفسرين الذين عاصروا األئمة "عليهم السالم" كقتادة والضحاك والكلبي ومقاتل ,أو تأخروا عنهم "ع" كالبلخي والقاضي والزمخشري والرازي وأضرابهم,وإنما الذي صدر من الخلفاء مخالفة القرآن في مقام العمل للدواعي النفسانية والشبهات اإلبليسية وليس هذا تحريفا,ويوضح ما ذكرنا ما في أخبار المناشدة وغيرها من تصديقهم ما عده أمير المؤمنين "عليه السالم" من مناقبه من اآليات البينات ,وإن لم يعملوا بالزمه,نعم فسرها الزمخشري والرازي وأمثالهما بما يلزم منه التحريف المعنوي فالحظ ما ذكروه في قوله تعالى :يا أيها الرسول بلغ .وقوله تعالى :إنما وليكم هللا .اآلية . منها :قلة إطالق التحريف على تغيير المعنى في مقام بيانه ,مع ذكره بغيره من األلفاظ ,كالنهي عنه في أخبار كثيرة ادعى تواترها ,وليس في خبر منها من حرف القرآن فهو كذا,أو مثال ذلك وإنما الموجود.
554
منها :من فسر القرآن برأيه ومثله,ومن ذلك كثير من اآليات المفسرة عند العامة بغير ما أنزله هللا الشائعة في عصر األئمة "عليهم السالم" كآية الوضوء والتيمم والسرقة أمثالها ولم توصف بالتحريف في خبر أو كالم أحد من األصحاب . منها :مناسبة هدم الكعبة وقتل الذرية لكون المراد من تحريف القرآن المذكور معهما تنقيص بعض أجزائه الظاهرة . منها :ما مر من تشبيه تحريف المنافقين بتحريف اليهود والنصارى ومر إن تحريفهم كان تحريفا لفظيا كما هو صريح القرآن في مواضع كثيرة,إلى غير ذلك من القرائن التي يجدها المتأمل المنصف ,بل يظهر للمتتبع أنه بهذا المعنى هو الشائع في كلمات األصحاب قديما وحديثا وفي ألسنة المخالفين,حتى أنهم عبروا في تحرير الخالف في سقوط بعض القرآن وعدمه بهذا اللفظ. وتقدم في المقدمة الثالثة ذكر الكتب المصنفة في التحريف اللفظي من القدماء والتعبير عنها بكتاب التحريف أو بكتاب التحريف والتبديل,وأما ما في رسالة أبي جعفر "عليه السالم" إلى سعد الخير :وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده فهم يروونه وال يرعونه ,فهو إشارة إلى األحبار والرهبان من أهل الكتاب لقوله "عليه السالم" قبل ذلك :وكل أمة قد رفع هللا عنهم علم الكتاب حين نبذوه ووالهم عدوهم حين تولوه وكان من نبذهم الخ .وقوله عليه السالم بعد شرحه لذلك:ثم أعرف أشباههم من هذه األمة الذين أقاموا حروف الكتاب وحرفوا حدوده)1(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 8ص ,54-52في رسالة أبي جعفر "ع" إلى سعد الخير.
555
ثم إن الظاهر من الفقرتين أن علماء اليهود والنصارى وعلماء العامة أقاموا حروفه ,يعني بفطرتهم له باألصوات الحسنة واأللحان المستحسنة والمحافظة على اآلداب المذكورة في علم القراءة والواجبات والمستحبات المصطلح عليها بينهم والمداومة على ختمه ,وحرفوا حدوده بتفسيرهم له بآرائهم وعقولهم من غير استناد في معرفة أحكامه وحالله وحرامه إلى أهل الذكر المأمور بالرجوع إليهم في ذلك. وهذا مما ال ننكره وليس في الخبر داللة وال إشارة إلى كون المراد من التحريف في سائر األخبار تغيير المعنى,إذ المحرف فيها هو القرآن أو اآليات أو الحروف وفي هذا الخبر حدود القرآن ,وال يخفى اختالف مفاد العبارتين بحسب الظهور وال منافاة بينهما توجب رفع اليد عن إحداهما,والمحرفون فيها الخلفاء وفيه علماء العامة,وأشرنا إلى تغاير فعلهما,مع أن عدم كونه صارفا لما ورد في تحريف التوراة واالنجيل مما قامت عليه الضرورة وجعله صارفا في المقام يوجب التفكيك المستهجن فيه. بل صرف األخبار المذكورة الصريحة بعضها على المطلوب لظاهر هذا الخبر الضعيف المبني على التقية لقوله "عليه السالم" في آخره:ولوال أن تذهب بك الظنون عني لجليت لك عن أشياء من الحق غطيتها ,ولنشرت لك أشياء من الحق كتمتها,ولكني أتقيك الخ )1(.وظاهر الخبر أن الحق المكتوم هو ما يشبه األمر المذكور ال األسرار المخزونة خروج عن االستقامة واإلنصاف . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 8ص ,54في رسالة أبي جعفر "ع" إلى سعد الخير.
556
الدليل الثاني عشر األخبار الوارد في الموارد المخصوصة من القرآن الدالة على تغيير بعض الكلمات واآليات والسور بإحدى الصور المتقدمة وهي كثيرة جدا ً. حتى قال السيد نعمة هللا الجزائري في بعض مؤلفاته كما حكي عنه :أن األخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث ,وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والمحقق الداماد والعالمة المجلسي وغيرهم ,بل الشيخ "ره" أيضا ً صرح في التبيان بكثرتها ,بل ادعى تواترها جماعة يأتي ذكرهم في آخر المبحث. ونحن نذكر منها ما يصدق دعواهم مع قلة البضاعة ونبين في آخرها ضعف بعض الشبهات التي أوردها عليها جماعة ما ال ينبغي صدورها عنهم من ضعفها مرة وقلتها أخرى ,وعدم داللتها على المطلوب تارة مخالفتها للمشهود أخرى. واعلم أن تلك األخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات األحكام الشرعية واآلثار النبوية ,إال كتاب"القراءات" ألحمد بن محمد السياري ,فقد ضعفه أئمة الرجال ,فالواجب علينا ذكر بعض القرائن الدالة على جواز االستناد إلى هذا الكتاب ليكون حاله كحال غيره مما نقلنا عنه في هذا الباب فنقول :قال الشيخ في الفهرست :أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد هللا الكاتب بصري ,كان من كتاب الطاهر في زمن أبي محمد "عليه السالم" ,ويعرف بالسياري ضعيف الحديث فاسد المذهب محفو الرواية كثير المراسيل ,وصنف كتبا ً منها :كتاب ثواب القران ,كتاب الطب ,كتب القراءات ,كتاب النوادر ,أخبرنا بالنوادر خاصة الحسين بن عبيد هللا ,عن أحمد بن محمد بن يحيى ,قال :حدثنا أبي قال :حدثنا السياري ,إال بما كان فيه من غلو أو تخليط ,،وأخبرنا بالنوادر وغيره
557
جماعة من أصحابنا منهم الثالثة الذين ذكرناهم عن محمد بن أحمد بن داود قال: حدثنا سالمة بن محمد ,قال :حدثنا علي بن محمد الحنائي قال حدثنا السياري)1(.
وقال النجاشي "ره" :أحمد بن محمد بن سيار ,أبو عبد هللا الكاتب بصرى ,كان من كتاب أل طاهر في زمن أبي محمد "عليه السالم" ويعرف بالسياري ضعيف الحديث فاسد المذهب ،ذكر ذلك لنا الحسين بن عبيد هللا مجفو الرواية كثير المراسيل له كتب وقع إلينا منها :كتاب ثواب القران ,كتاب الطب ,كتب القراءات, كتاب النوادر ,كتاب الغارات ,أخبرنا الحسين بن عبيد هللا ,قال :حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى ,وأخبرنا أبو عبد هللا القزويني ,قال :حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى ,عن أبيه ,قال :حدثنا السياري ,إال ما كان من غلو وتخليط)2(. وظاهرها بعد كون مستندا ً لتضعيف الغضائري المعروف ,ضعف تضعيفاته االعتماد على ما رواياته الخالية عن الغلو والتخليط)3(.
وإال فال داعي لذكر الطريق إليها وكيف يروي عنه شيخ القيمين محمد بن يحيى العطار الثقة الجليل ,وقد قال النجاشي في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك بعد تضعيفه وذكر فساد مذهبه ,وال أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام ,وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الرازي رحمهما هللا تعالى! (.)4وفي باب الفيء واألنفال من الكافي عن علي بن محمد بن عبد هللا عن بعض أصحابنا أظنه السياري)5(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الفهرست للطوسي:ص,67-66رقم الترجمة ".8 "70 -2رجال النجاشي:ص,80رقم الترجمة"."192 -3رجال ابن الغضائري:ص 40رقم الترجمة " "11اإللف :ثمانية عشر رجال. -4رجال النجاشي:ص,122رقم الترجمة "."313 -5الكافي للكليني:ج 1ص 543ح ,5باب الفيء واألنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه.
558
وظاهره عدم االعتناء بما قيل فيه بناء على ظهور أصحابنا في مشايخ األمامية أو مشائخ أرباب الرواية ,والحديث المعتبرة رواياتهم ,ويؤيده ما ذكره الشيخ محمد بن إدريس في آخر كتاب السرائر ما لفظه :باب الزيادات وهو آخر أبواب هذا الكتاب مما استنزعته واستطرفته من كتب المشيخة المصنفين والرواة المخلصين وستقف على أسمائهم )1(,إلى أن قال :ومن ذلك ما استطرفته من كتاب السياري واسمه أبو عبد هللا صاحب موسى والرضا "عليهما السالم" وفي قوله صاحب موسى"ع" الخ )2(،نظر ال يخفى على الناظر. ومما يؤيد االعتماد على روايات خصوص كتاب قراءاته ,وإن قلنا بفساد مذهبه كثرة رواية الشيخ الجليل محمد بن العباس بن ماهيار عنه عن كتابه هذا في تفسيره بتوسط أحمد بن القاسم ,وعدم وجود حديث فيه يشعر بالغلو حتى على ما اعتقده القميون نفيه فيهم "ع" ,ومطابقة أكثر روايات العياشي لما فيه ,بل ال يبعد أخذه منه إال أنه لم يصل إلينا سند األخبار المودعة في تفسيره لحذف بعض النساخ ,بل ما تفرد به في هذا الكتاب قليل إلنكاره فيه ,فال بأس بتخريجه شاهدا ً على كل حال ,فنقول مستمدا ً من آل الرسول "عليهم السالم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مستطرفات السرائر البن ادريس الحلي :ص ,549المستطرفات من كتاب موسى بن بكر الواسطي. -2مستطرفات السرائر البن ادريس الحلي :ص ,568المستطرفات من كتاب السياري. 559
سورة الفاتحة أ :علي بن إبراهيم القمي في تفسيره,عن أبيه,عن حماد بن حريز,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" أنه قال" :اهدنا الصراط المستقيم صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين".الخبر)1(.
ب :الطبرسي في مجمع البيان :قرأ "صراط من أنعمت عليهم" عمر بن الخطاب وعبد هللا بن الزبير,وروى ذلك عن أهل البيت"عليهم السالم")2( .
ج :أحمد بن محمد السياري في كتاب القراءات,عن محمد بن خالد,عن علي بن النعمان,عن داود بن فرقد ومعلى بن خنيس :أنهما سمعا أبا عبد هللا "عليه السالم" يقول" :صراط من أنعمت عليهم")3( .
د :وعن يحيى الحلبي,عن ابن مسكان,عن عبد الحميد الطائي,عن زرارة,عن أبي جعفر"عليه السالم" قال:سمعته يقرأ" :صراط من أنعمت عليهم")4( .
ه :وعن حماد عن حريز,عن فضيل,عن أبي جعفر "عليه السالم" أنه كان يقرأ: صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين")5(.
و :علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن ابن أبي عمير,عن ابن أذينة,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" في قوله تعالى":غير المغضوب عليهم وغير الضالين",قال: المغضوب عليهم النصاب,والضالين الشكاك الذين ال يعرفون اإلمام"عليه السالم")6(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير القمي:ج 1ص,29سورة الفاتحة. -2مجمع البيان للطبرسي:ج 1ص,67فاتحة الكتاب. -3القراءات للسياري:ص 15ح,34الفاتحة. -4القراءات للسياري:ص 15ح,38الفاتحة. -5القراءات للسياري:ص 15ح,35الفاتحة. -6تفسير القمي:ج 1ص , 29الفاتحة. 560
ز :العياشي في تفسيره,عن محمد بن مسلم,قال :سألت أبا عبد هللا "عليه السالم"
يم﴾ عن قول هللا تعالىَ ﴿ :ولَقَ ْد آتَ ْين َ َاك َ س ْبعًا ِمنَ ْال َمثَانِي َو ْالقُ ْرآنَ ْال َع ِظ َ الحجر ,87:فقال :فاتحة الكتاب من كنز العرش فيها "بسم هللا الرحمن الرحيم" ار ِه ْم اآلية ,التي يقولَ ﴿ :و ِإذَا ذَ َك ْر َ آن َو ْحدَهُ َولَّ ْوا َ علَ ٰى أَ ْد َب ِ ت َرب ََّك ِفي ْالقُ ْر ِ ب ْالعَالَ ِمينَ ﴾ دعوى أهل الجنة حين شكروا نُفُ ً ورا﴾ اإلسراء ,46:و﴿ ْال َح ْمدُ ِ ََّّللِ َر ّ ِ
هللا حسن الثواب و﴿ َما ِل ِك يَ ْو ِم
ِين﴾ قال جبرئيل :ما قالها مسلم قط إال صدق الدّ ِ
َّاك نَ ْستَ ِع ُ ين﴾ أفضل ما طلب َّاك نَ ْعبُدُ﴾ إخالص العبادة ﴿ َو ِإي َ هللا وأهل سماواته ﴿ ِإي َ ص َرا َ يم﴾ صراط األنبياء وهم الذين أنعم هللا به العباد حوائجهم ﴿ا ْه ِدنَا ال ِ ّ ط ْال ُم ْست َ ِق َ عليهم ﴿ َ علَ ْي ِه ْم﴾ غي ِْر ْال َم ْغ ُ ضو ِ ب َ
اليهود "وغير الضالين" النصارى)1(.
ح :وعن رجل,عن ابن أبي عمير رفعه في قوله" :غير المغضوب عليهم وغير الضالين" وهكذا نزلت قال "المغضوب عليهم" فالن وفالن وفالن والنصاب و"الضالين" الشكاك الذين ال يعرفون اإلمام"ع")2(.
ط:الطبرسي:وقرأ":غير الضالين"عمر بن الخطاب وروى ذلك عن علي"ع" ()3 ي :السياري :عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن فضل بن يسار وزرارة عن
أحدهما "ع" في قوله تعالىَ ﴿ : علَ ْي ِه ْم﴾ قال النصارى"وغير غي ِْر ْال َم ْغ ُ ضو ِ ب َ الضالين" قال اليهود)4(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج 1ص 22ح,17الفاتحة. -2تفسير العياشي:ج 1ص 24ح,28الفاتحة. -3مجمع البيان للطبرسي:ج 1ص,67الفاتحة. -4القراءات للسياري:ص 15ح,36الفاتحة ,وجاء تاويل:وغير الضالين" الشكاك وليس اليهود ,فقد يكون الخطأ من المصنف او النساخ وهللا العالم. 561
يا :وعن صفوان,عن عال,عن محمد بن مسلم,قال :سألت أبا عبد هللا عليه السالم. الخ ما في تفسير العياشي)1(.
يب :العياشي:عن محمد بن علي الحلبي,عن أبي عبد هللا"ع" أنه كان يقرأ" :ملك يوم الدين" ويقرأ "أهدنا السراط المستقيم")2( .
يج :وعنه,عن داود بن فرقد,قال :سمعت أبا عبد هللا "عليه السالم" يقرأ ما ال أحصي"ملك يوم الدين" )3( .وهذه العبارة تحمل وجهين: األول :أنه سمعه "ع" يقرأ في الصالة الكثيرة وفي غيرها "ملك" دون "مالك" وغرضه بيان خصوص قراءته "عليه السالم". الثاني:أن يكون المراد بيان تكرار اآلية الواحدة في الصالة الواحدة بعد مفروضيته كون قراءته كذلك,وهذا أظهر ويؤيده ما رواه العياشي أيضا ً عن الزهري قال:كان ِين﴾ يكررها حتى كاد أن علي بن الحسين"عليهما السالم" إذا قرأ ﴿ َما ِل ِك َي ْو ِم الدّ ِ يموت )4(.ثم أن كون قراءتهم "ع" (ملك) ال ينافي في كثرة قراءتهم كما في البحار )5(.إذ بعد نزول القرآن على نحو واحد يفهم كون األول هو األصل من جهة كون القراءة به,وكونه خالف المشهور,وأيده شيخنا البهائي في آخر مفتاح الفالح بوجوه خمسة )6(.ولوال النص لما كان لما ذكره وقع عندنا وهللا الهادي. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1لم أقف على هذا السند,وقد يكون مقصود المصنف نفس الرواية المذكورة في"ز" أعاله. -2تفسير العياشي:ج 1ص 22و ,24ح 21و,26الفاتحة,نقلها عنه البحار:ج 82ص22 ح,11في بحث حول البسملة. -3تفسير العياشي:ج 1ص , 23-22ح ,22الفاتحة. -4تفسير العياشي:ج 1ص , 23ح ,23الفاتحة. -5ينظر قول المجلسي في البحار:ج 82ص,23-22ح ,11في بيان رواية محمد بن علي الحلبي من تفسير العياشي. -6مفتاح الفالح للبهائي:ص,285تفسير سورة الفاتحة,أخر موضوع من الكتاب. 562
يد :الثقة الجليل سعد بن عبد هللا القمي في باب تحريف اآليات من كتاب ناسخ القرآن قال :وقرأ رجل على أبي عبد هللا "عليه السالم" سورة الحمد :على ما في المصحف ,فرد عليه فقال :اقرأ" :صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين")1(.
سورة البقرة أ :ثقة اإلسالم في الكافي,عن علي بن إبراهيم,عن أحمد بن محمد البرقي,عن أبيه,عن محمد بن سنان,عن عمار بن مروان,عن منخل,عن جابر,عن أبي جعفر "عليه السالم" قال :نزل جبرائيل بهذه اآلية على محمد "صلى هللا عليه واله"
ورةٍّ ع ْب ِدنَا – في علي -فَأْتُوا بِ ُ هكذاَ ﴿ :وإِ ْن ُك ْنت ُ ْم فِي َر ْي ٍّ علَ ٰى َ ب ِم َّما ن ََّز ْلنَا َ س َ ِم ْن ِمثْ ِل ِه﴾ البقرة )2(.23:قال الفاضل الطبرسي في شرح الكافي ,بعد نقل الخبر: د ّل ظاهرا ً على أن قوله تعالى في علي "عليه السالم" كان في نظم القرآن ,وأن نبأ كونهم في ريب مما نزله هللا على محمد "صلى هللا عليه واله" في علي "ع" كونهم في ريب من النبوة ومن كون القرآن من عند هللا تعالى,ولذلك خاطبهم على ور ٍّة ِم ْن ِمثْ ِل ِه﴾ البقرة ,23:ليعلموا أن القرآن من سبيل التعجيز بقوله﴿:فَأْتُوا بِ ُ س َ قبله تعالى ,وأن محمدا ً "صلى هللا عليه واله" نبيه,وأن كلما ً جاء به في حق علي"عليه السالم"من قبله تعالى)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ناسخ القران ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد االشعري القمي :ص , 246ح13 باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا. -2الكافي للكليني:ج 1ص 417ح ,26باب " "170في نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -3شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 7ص 66ح ,26باب " "6في نكت ونتف من التنزيل في الوالية. 563
ب :السياري,عن محمد بن علي بن سنان,عن عمار بن مروان,عن منخل,عن جابر بن يزيد,عن أبي جعفر "عليه السالم",مثله)1(.
ج :الكليني,عن أحمد بن مهران,عن عبد العظيم الحسني,عن محمد بن الفضل,عن أبي جعفر "عليه السالم" ,قال :نزل جبرائيل بهذه اآلية على محمد "صلى هللا عليه
واله"هكذا﴿:فَبَدَّ َل الَّذِينَ َ ظلَ ُموا -آل محمد -قَ ْو ًال َ علَى غي َْر الَّذِي قِي َل لَ ُه ْم فَأ َ ْنزَ ْلنَا َ الَّذِينَ َ ظلَ ُموا
سقُونَ ﴾ البقرة)2(.59: آل محمد ِ -ر ْج ًزا ِمنَ ال َّس َم ِ اء ِب َما َكانُوا َي ْف ُ
د :العياشي,عن زيد الشحام,عن أبي جعفر"عليه السالم"قال :نزل جبرائيل بهذه اآلية على محمد "ص"":فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم" الخ)3(.
ه :السياري,عن الحسن بن يوسف,عن أخيه,عن أبيه,عن زيد الشحام,عن أبي جعفر"عليه السالم",قال :نزل جبرائيل بهذه اآلية هكذا وذكر مثله)4(. و :وعن محمد بن الفضيل,عن أبي حمزة,عن أبي جعفر"عليه السالم" مثله)5(. ز :وعن محمد بن علي,عن محمد بن الفضيل,عن أبي عبد هللا "ع" مثله)6(.
قال الفاضل المذكور :ولعل الغرض من نزول جبرائيل باآلية هكذا :هو اإلشعار بأن هذه األمة يخالفون قول هللا تعالى فيما يوجب حطة لذنوبهم وهو الوالية كما خالف بنو إسرائيل أمره ,بأن يقولوا حطة عند دخول الباب سجدا ً وبدلوها بغيرها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 25ح,87البقرة. -2الكافي للكليني:ج 1ص 424-423ح ,58باب " "170في نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -3تفسير العياشي:ج 45 1ح,49سورة البقرة. -4القراءات للسياري:ص,21-20ح,63سورة البقرة,عن "الحسين بن سيف"وليس " الحسن بن يوسف" وقد أشار محقق الكتاب في الهامش إلى اسم " الحسن بن يوسف" لبعض النسخ التي اطلع عليها. -5للسياري:ص,24ح ,81سورة البقرة. -6للسياري:ص,21ح ,64سورة البقرة. 564
حذو النعل بالنعل ,وإال فالظاهر أن اآلية نزلت في ذم بني إسرائيل بقرينة التفريغ, وقد صرح علي بن إبراهيم في تفسير هذه اآلية بما ذكره "ع" قال قوله تعالى:
﴿ َوقُولُوا ِح َّ طةٌ ﴾ البقرة ,58:أي حطت عنا ذنوبنا فبدلوا ذلك وقالوا حنطة وقال هللا تعالى﴿ :فَ َبدَّ َل الَّذِينَ َ ظلَ ُموا قَ ْو ًال َ علَى الَّذِينَ غي َْر الَّذِي قِي َل لَ ُه ْم فَأ َ ْنزَ ْلنَا َ َ سقُونَ ﴾ البقرة)1(.59: ظلَ ُموا -آل محمد ِ -ر ْج ًزا ِمنَ ال َّ س َم ِ اء بِ َما َكانُوا يَ ْف ُ ح :سعد بن عبد هللا القمي في كتاب ناسخ القران كما في البحار,قال :وقال أبو جعفر"عليه السالم" :نزل جبرائيل بهذه اآلية هكذا-﴿ :وقال الظالمون آل محمد
علَى الَّ ِذينَ َ حقهم َ - ظلَ ُموا -آل محمد ِ -ر ْج ًزا ِمنَ غي َْر الَّذِي ِقي َل لَ ُه ْم فَأ َ ْنزَ ْلنَا َ سقُونَ ﴾ البقرة)2(.59: ال َّ س َم ِ اء بِ َما َكانُوا يَ ْف ُ قلت :ال منافاة بين نزول اآلية في ذم بني إسرائيل وبين ظاهر الخبر من سقوط آل محمد حقهم في موضعين منها ,فإن الحق أعم من الخمس والوالية والطاعة وغيرها كما صرح به قبيل هذا الكالم ,فمن لم يقبل واليتهم فقد ظلمهم ,فال مانع من كون المراد من الظالمين هم الذين لم يقبلوا واليتهم ولم يقروا بفضائلهم"ع" من بني إسرائيل ,بل هو المعين في المقام لظاهر األخبار المذكورة ,وصريح ما في تفسير العسكري"ع" قال"ع" :قال هللا تعالى :اذكروا يا بني إسرائيل "إذ قلنا" ألسالفكم :ادخلوا هذه القرية وهي "أريحا" من بالد الشام ,وذلك حين خرجوا من ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 7ص 89ح ,58باب " "6في نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -2ناسخ القران ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري القمي :ص , 255ح40 باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا ,وبحار األنوار:ج89 ص,64في التحريف في اآليات. 565
التيه"فكلوا منها" من القرية "حيث شئتم رغدا ً" واسعا ً بال تعب وادخلوا الباب "باب القرية" سجدا ً ,مثل هللا عز وجل على الباب مثال محمد "صلعم" وعلي "عليه السالم" وأمرهم أن يسجدوا تعظيما ً لذلك األمثال ,ويجددوا على أنفسهم بيعتهما وذكر مواالتهما ,وليذكروا العهد والميثاق المأخوذين عليهم لهما" ,وقولوا حطة" أي قولوا :إن سجودنا هلل تعظيما ً لمثال محمد وعلي واعتقادنا لواليتهما حطة لذنوبنا ومحو لسيئاتنا ,قال هللا تعالى :نغفر لكم بهذا الفعل "خطاياكم" السابقة ونزيل عنكم آثامكم الماضية "وسنزيد المحسنين" من كان فيكم لما يقارف الذنوب التي قارفها من خالف الوالية وثبت على ما أعطاه هللا من نفسه من عهد الوالية
فإنا نزيدهم بهذا الفعل زيادة درجات ,إلى أن قال﴿ :فَبَدَّ َل الَّ ِذينَ َ ظلَ ُموا قَ ْو ًال َ غي َْر الَّذِي قِي َل لَ ُه ْم﴾"لم يسجدوا كما أمروا وال قالوا ما أمروا ولكن دخلوها مستقبلوها بأستائهم وقالوا حطا ً شمقاتا ً يعني :حنطة حمراء تنفقونها أحب إلينا من هذا الفعل
علَى الَّذِينَ َ ظلَ ُموا﴾ وغيروا وبدلوا ما قيل لهم ولم ينقادوا وهذا القول ﴿فَأ َ ْنزَ ْلنَا َ سقُونَ ﴾ لوالية محمد وعلي وآلهما الطيبين ﴿ ِر ْج ًزا ِمنَ ال َّ س َم ِ اء بِ َما َكانُوا يَ ْف ُ يخرجون عن أمر هللا وطاعته وقال :والرجز الذي أصابهم أنه مات منهم بالطاعون في بعض يوم مائة وعشرون ألفا ً وهم من علم هللا تعالى منهم أنهم ال يؤمنون وال يتوبون ,ولم ينزل هذا الرجز على من علم أنه يتوب أو يخرج من صلبه ذرية طيبة وتوحد هللا وتؤمن بمحمد وتعرف الوالية لعلي وصيه وأخيه صلى هللا عليهما وآلهما)1(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير اإلمام العسكري:ص ,261-259سورى البقرة,58:تفسير قوله تعالى :وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها.
566
وفي الكافي عن الصادق "عليه السالم" :أما وهللا ما هلك من كان قبلكم وما هلك من هلك حتى يقوم قائمنا إال في ترك واليتنا وجحود حقنا .الخبر )1(.ويؤيده قول أمير المؤمنين "عليه السالم" فيما رواه الشيخ شرف الدين النجفي عن خط الشيخ الطوسي :يا سلمان أنا الذي دعيت األمم كلها إلى طاعتي فكفرت عذبت بالنار)2(.وإليه اإلشارة بقوله "ع" والباب المبتلى به الناس وبهذا المضمون أخبار كثيرة. ط :الكليني"ره",عن علي بن إبراهيم,عن أحمد بن محمد البرقي,عن أبيه,عن محمد بن سنان,عن عمار بن مروان,عن منخل,عن جابر,عن أبي جعفر "عليه السالم" قال :نزل جبرائيل بهذه اآلية على محمد "صلى هللا عليه واله",هكذا:
س ُه ْم أ َ ْن يَ ْكفُ ُروا ِب َما أَ ْنزَ َل َّ اَّللُ -في علي -بَ ْغيًا﴾ س َما ا ْشتَ َر ْوا بِ ِه أَ ْنفُ َ ﴿ ِبئْ َ البقرة )3(.90:ي :العياشي :قال أبو جعفر "عليه السالم" :نزلت هذه اآلية على رسول هللا "صلى هللا عليه واله"( :بئسما اشتروا) .الخ)4(. يا :السياري,عن محمد بن سنان مثله)5(.
يب :فرات بن إبراهيم في تفسيره,عن جعفر بن محمد الفزاري,عن القاسم بن الربيع,عن محمد بن سنان مثله)6(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 1ص 427-426ح ,74باب " "170في نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -2تأويل اآليات لشرف الدين الحسيني:ج 2ص 505-504ح,4سورة ص ,41:نقلها عنه, وعن كنز الفوائد للكراجكي ,المجلسي في بحاره:ج 26ص 92ح ,52باب تفضيلهم"ع" على األنبياء وعلى جميع الخلق. -3الكافي للكليني:ج 1ص 417ح ,25باب " "170في نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -4تفسير العياشي:ج 1ص,50سورة البقرة. -5القراءات للسياري:ص 20ح,61البقرة. -6تفسير فرات الكوفي:ص,60سورة البقرة. 567
يج :ابن شهر أشوب في المناقب كما نقله في البحار,عن كتاب المنزل عن الباقر "عليه السالم" :بئسما اشتروا به .اآلية)1(.
يد :السياري,عن محمد بن علي بن سنان,عن عمار بن مروان,عن علي بن
يزيد,عن جابر الجعفي,عن أبي عبد هللا "ع" في قوله عز وجلَ ﴿ :و ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم ِآمنُوا بِ َما أَ ْنزَ َل َّ علَ ْينَا﴾البقرة)2( .91: اَّللُ -في علي -قَالُوا نُؤْ ِم ُن ِب َما أ ُ ْن ِز َل َ يه :العياشي,قال جابر:قال أبو جعفر"عليه السالم" :نزلت هذه اآلية على محمد "صلى هللا عليه واله",هكذا وهللا" :وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل هللا في علي "يعني بني أمية" لعنهم هللا قالوا نؤمن بما أنزل علينا" يعني في قلوبهم بما أنزل هللا عليه "ويكفرون بما ورائه" بما أنزل هللا في علي "وهو الحق مصدق لما معهم" يعني عليا ً )3(.كذا عنه في البحار( )4وفي البرهان(" :)5وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي .الخ" وفيه سهو إما من النساخ أو من قلم العياشي وهللا العالم)6(.
يو :العياشي عن عمر بن يزيد قال :سألت أبا عبد هللا عليه السالم عن قول هللا: ت بِ َخي ٍّْر ِم ْن َها أ َ ْو ِمثْ ِل َها﴾ البقرة ,106:فقال"ع" : س ْخ ِم ْن آيَ ٍّة أَ ْو نُ ْن ِس َها نَأ ْ ِ ﴿ َما نَ ْن َ كذبوا ما هكذا هي,إذا كان ينسى وينسخها أو يأت بمثلها لم ينسخها! قلت:هكذا قال هللا ,قال :ليس هكذا قال تبارك وتعالى ،قلت :فكيف قال؟ قال :ليس فيها إلف وال ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1المناقب البن شهر أشوب:ج 2ص ,302في تسميته "ع" بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب ,وبحار األنوار:ج 35ص ,58اآليات التي كانت فيها اسم علي عليه السالم وواليته. -2القراءات للسياري:ص 19ح,53البقرة. -3العياشي:ج 1ص 51ح,71في قوله تعالى :وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل هللا. -4بحار األنوار:ج 31ص 641ح ,159في ما ورد في عائشة وحفصة وبني أمية. -5تفسير البرهان لهاشم البحراني:ج 1ص 282ح ,2سورة البقرة .91: -6مقصود المصنف من "السهو" إن اآلية وردت في العياشي على النحو التالي( :وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم) والصحيح ( :وإذا قيل لهم ماذا أنزل هللا من ربكم).
568
واو ,قال " :ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها مثلها " يقول :ما نميت من إمام أو ننسه ذكره نأت بخير منه من صلبه مثله)1(.
يز :السياري,عن محمد بن علي,عن عمرو بن عثمان,عن عبد هللا بن حماد
بن,عبد هللا,عن عمر بن يزيد,قال :قرأت عند أبي عبد هللا "عليه السالم"َ ﴿ :ما ت ِب َخي ٍّْر ِم ْن َها أ َ ْو ِمثْ ِل َها﴾ البقرة ,106:فقال"ع" :إذا س ْخ ِم ْن آيَ ٍّة أَ ْو نُ ْن ِس َها نَأ ْ ِ نَ ْن َ كان ينسخها "ويأتي" مثلها فلم ينسخها! قلت هكذا قال هللا عز وجل ,قال ال ,قلت كيف؟ قال ليس فيها ألف وال واو أيضا ً ,قال تعالى" :نأت بخير منها مثلها")2(.
بخ :علي بن إبراهيم في تفسيره :وأما قوله "أو مثلها" فهي زيادة إنما نزلت "نأت بخير منها مثلها" )3(.قال المجلسي "ره" :لعل المراد بخير منه بحسب المصلحة ال بحسب الفضائل)4(.
وقال بعض األفاضل :ويحتمل أن ال يقصد بخير خير إال فعلية وبمن من األفضلية ,بل يجعل قوله "ع" من صلبه وقع موقع البدل من منه ,وخير كناية عن اإلمام "ع" ألنه خير محض ,بين "ع" أن معنى منها والتأنيث باعتبار لفظ اآلية من صلب المنسوخ وهو الممات ,ومثله بدل من خير أو وصفه ,أي بإمام مثله في اإلمامة نقص عنه في الفضيلة أو زاد ,فيكون "ع" قد أوضح ذلك ردا ً على من يختلج بخاطره أن خيرا ً منها بمعنى أفضل منها ,والتقدير حينئذ نأت بإمام مثله من صلبه بناء على األغلب لئال ينتقض بالحسنين عليهما السالم ,ولقد أفاد "ع" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج 1ص 56ح,78في قوله تعالى :ما ننسخ من آية أو ننسها. -2القراءات للسياري:ص 22ح 72البقرة. -3تفسير القمي:ج 1ص,58سورة البقرة. -4البحار للمجلسي:ج 23ص 208ح ,10باب" "11أنهم عليهم السالم آيات هللا وبيناته وكتابه. 569
أنه ليس المراد بنسخ اإلمام إبطال إمامته في مستقبل األزمنة! كنسخ الحكم الشرعي ,بل إخفاء أشخاصهم بحيث ال يبصرهم من هو في هذا العالم ,وإال فهم أحياء عند ربهم يرزقون ,واإلمام إمام دائما ً في الدنيا واآلخرة ,بل قبل الدنيا كما قال"ص" :كنت نبيا ً وآدم بين الماء والطين( )1ففي اآلية داللة على اتصال اإلمامة إلى يوم القيامة وأن األرض ال تخلو عن حجة. يط :الكليني :عن علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن علي بن أسباط,عن علي بن
حمزة,عن أبي بصير,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" في قوله عز وجلَ ﴿ :وات َّ َبعُوا َما تَتْلُو ال َّ اط ُ سلَ ْي َمانَ ﴾ البقرة)2(.102: ش َي ِ علَ ٰى ُم ْل ِك ُ ين -بوالية الشياطين َ - ك :السياري,عن محمد بن علي,عن ابن أسباط .مثله)3(.
قال المجلسي "ره" في مرآة العقول :الظاهر أن هذه الفقرة كانت في اآلية فالمراد بالشياطين :أوالً :شياطين اإلنس ,أي :الكهنة ,أي :اتبعوا ما كانت الكهنة تتلوه عليهم بسبب استيالئهم على ملكه بعده وافترائهم عليه ,كما رواه علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن ابن أبي عمير,عن أبان بن عثمان,عن أبي بصير,عن أبي جعفر "عليه السالم" قال :لما هلك سليمان وضع إبليس السحر وكتبه في كتاب ,ثم طواه وكتب على ظهره :هذا ما وضع آصف بن برخيا لملك سليمان بن داؤد من ذخائر كنوز العلم ,من أراد كذا وكذا ,ثم دفنه تحت السرير ثم استشار لهم فقرأه , ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر بحار األنوار:ج 16ص 402ح ,1باب " "12نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى هللا عليه وآله في الفضائل. -2القراءات للسياري:ص 20ح 58البقرة. -3الكافي للكليني:ج 8ص 290ح,440بيان قوله تعالى :واتبعوا ما تتلوا الشياطين...اآلية. 570
فقال الكافرون :ما كان سليمان يغلبنا إال بهذا ,وقال الموحدون :بل هو عبد هللا ونبيه ,وقال جل ذكره :واتبعوا اآلية .فعلى هذا يحتمل أن يكون الظرف في قوله "على ملك" متعلقا ً بقوله "تتلوا" وبقوله "بوالية" ,ويحتمل أيضا ً أن يكون بوالية بيانا ً لما كانوا يتلونه ,أي :اتبعوا واعتقدوا ما كان يقوله الشياطين من أن :الجن والشياطين كانوا مسلطين على ملك سليمان ,وإنما كان يستقيم ملكه بسحرهم)1(.
قلت :ويؤيد ظهور الخبر في السقوط ذيله كما يأتي.
س ْل كا :الكليني باإلسناد المذكور,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" ويقرأ أيضا ًَ ﴿ : س َرائِي َل َك ْم آت َ ْينَا ُه ْم ِم ْن آ َي ٍّة َبيِّنَ ٍّة ۗ -فمنهم من آمن ومنهم من جحد ومنهم َب ِني إِ ْ
اَّللِ ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َءتْهُ فَإِ َّن َّ من أقر ومنهم من بدل َ -و َم ْن يُبَدّ ِْل نِ ْع َمةَ َّ شدِيدُ اَّللَ َ ب﴾البقرة)2(.211: ْال ِعقَا ِ كب :السياري,عن حمد بن علي,عن ابن أسباط,عن علي بن أبي حمزة,عن أبي بصير,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" مثله)3(. كج :العياشي,عن أبي بصير عن أبي عبد هللا"ع" مثله)4(.
كد :العياشي,عن ابن أبي عمير,عمن ذكره,عن أبي عبد هللا"عليه السالم"﴿:إِ َّن ى -في علي ﴾ -البقرة)5(.159: الَّذِينَ يَ ْكت ُ ُمونَ َما أَ ْنزَ ْلنَا ِمنَ ْالبَيِّنَا ِ ت َو ْال ُهدَ ٰ كه :السياري,عن يعقوب بن يزيد,عن ابن أبي عمير,عمن ذكره,عن أبي عبد هللا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مرآة العقول للمجلسي:ج 26ص,317-316ح,440في قراءة قوله تعالىَ :وات َّ َبعُوا َما تَتْلُو ال َّ اط ُ ين. شيَ ِ -2الكافي للكليني:ج 8ص 291-290ح,440بيان قوله تعالى:سل بني إسرائيل ..اآلية. -3القراءات للسياري:ص 20ح 59البقرة. س ْل َبنِي ِإس َْرائِي َل َك ْم آت َ ْينَا ُه ْم ِم ْن آيَ ٍّة -4تفسير العياشي:ج 1ص 103ح,304في قوله تعالىَ : َب ِّينَ ٍّة. -5تفسير العياشي:ج 1ص 71ح,136في قوله تعالى:أن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات. 571
ت "عليه السالم" في قول هللا عز وجلِ ﴿ :إ َّن الَّذِينَ َي ْكت ُ ُمونَ َما أَ ْنزَ ْلنَا ِمنَ ا ْل َبيِّنَا ِ ب ۙ أُو ٰلَئِ َك يَ ْل َعنُ ُه ُم َّ اَّللُ َو ْال ُهدَ ٰى -في علي ِ -م ْن بَ ْع ِد َما بَيَّنَّاهُ ِللنَّ ِ اس فِي ا ْل ِكتَا ِ َو َي ْل َعنُ ُه ُم
َّ عنُونَ ﴾ البقرة)1(.159: الال ِ
كو :الكليني,عن عدة من أصحابنا,عن سهل بن زياد,عن ابن محبوب,عن محمد بن سليمان األزدي,عن أبي الجارود,عن أبي إسحاق,عن أمير المؤمنين "عليه
ض ِليُ ْف ِسدَ فِي َها َويُ ْه ِل َك ْال َح ْر َ س َل - ث َوالنَّ ْ س َع ٰى ِفي ْاأل َ ْر ِ السالم"َ ﴿ :و ِإذَا تَ َولَّ ٰى َ بظلمه وسوء سريرته َ -و َّ ب اَّللُ َال يُ ِح ُّ
سادَ﴾ البقرة)2(.205: ْالفَ َ
كز :العياشي عن أبي إسحاق عنه"ع" مثله)3(. كح :السياري عن ابن محبوب مثله)4(.
كط :الكليني,عن محمد بن يحيى,عن أحمد بن محمد بن عيسى,عن الحسين بن يوسف,عن أخيه,عن أبيه,عن أبي بكر بن محمد,قال :سمعت أبا عبد هللا"ع" يقرأ: وزلزلوا ثم زلزلوا حتى يقول الرسول )5(.قال في مرآة العقول :الظاهر أنه كان عن بكر بن محمد فزيد فيه قوله "أبي" من النساخ ويدل على أنه سقط من اآلية قوله "ثم زلزلوا" انتهى)6(.
ل :السياري,عن ابن أبي عمير,عن علي بن عطية,عن أبي العباس,عن أبي عبد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 23ح 77البقرة. -2الكافي للكليني:ج 8ص 289ح ,435في قراءة بعض اآليات. ض س َع ٰى فِي ْاأل َ ْر ِ -3تفسير العياشي:ج 1ص 101ح,290في قوله تعالىَ :و ِإذَا تَ َولَّ ٰى َ ِليُ ْف ِسدَ فِي َها . -4القراءات للسياري:ص 19ح 54البقرة. -5الكافي للكليني:ج 8ص 290ح ,439في قراءة بعض اآليات. -6مرآة العقول للمجلسي:ج 26ص,317-316ح,439في قراءة قوله تعالى :وزلزلوا حتى يقول الرسول. 572
سو ُل لر ُ هللا "عليه السالم" في قوله عز وجلَ ﴿:و ُز ْل ِزلُوا -ثم زلزلواَ -حت َّ ٰى َيقُو َل ا َّ ص ُر َوالَّذِينَ آ َمنُوا َمعَهُ َمت َ ٰى نَ ْ
َّ اَّللِ﴾البقرة)1(.214:
ال :وعن الحسين بن يوسف,عن أخيه,عن أبيه,عن أبي بكر بن محمد,قال :سمعت أبا عبد هللا "عليه السال"م يقول وذكر مثله )2(.ومنه يظهر عدم االختالل في سند الكافي مع أن رواية "سيف" الذي هو من أصحاب الصادق والكاظم "عليهما السالم",عن بكر بن محمد الذي صرح الشيخ بأنه من أصحاب الرضا "عليه السالم" أيضا ً بعيد ولم يذكره أحد من رواية. لب :علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن النضر بن سويد,عن ابن سنان,عن أبي عبد هللا "عليه السالم",أنه قرأَ ( :حافِ ُ ص َالةِ ْال ُو ْس َ ط ٰى -وصالة صلَ َوا ِ ت َوال َّ ظوا َعلَى ال َّ العصر َ -وقُو ُموا ِ ََّّللِ قَانِتِينَ ) البقرة)3(.238:
لج :العياشي :عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السالم ,قال :قلت له:
الصالت الوسطى ,فقال"ع"َ ﴿ :حافِ ُ ص َالةِ ا ْل ُو ْس َ ط ٰى- صلَ َوا ِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ وصالة العصرَ -وقُو ُموا ِ ََّّللِ قَانِتِينَ ﴾البقرة ,238:والوسطى هي الظهر قال وكذلك يقرأها رسول هللا صلى هللا عليه واله)4( .
لد :السيد األجل علي بن طاؤس في فالح السائل :رويت عن محمد بن مسلم,عن أبي جعفر "عليه السالم",قال :كتبت امرأة الحسن "عليهما السالم"مصحفا ً,فقال:
الحسن "عليه السالم" للكاتب لما بلغ هذه اآليــــةَ ﴿ :حافِ ُ ت صلَ َوا ِ علَى ال َّ ظوا َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 19ح 55البقرة. -2القراءات للسياري:ص 21ح 66البقرة. -3تفسير القمي:ج 1ص,79سورة البقرة. -4تفسير العياشي:ج 1ص 127ح,415في قوله تعالىَ :حا ِف ُ ص َال ِة صلَ َوا ِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ ْال ُو ْس َ ط ٰى. 573
ص َالةِ ْال ُو ْس َ َوال َّ ط ٰى-وصالة العصرَ -وقُو ُموا ِ ََّّللِ
قَانِتِينَ ﴾البقرة)1(.238:
له :وفيه :رويت من كتاب إبراهيم الخزار,عن أبي بصير,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال" :حافظوا على الصلوات والصالة الوسطى وصالة العصر". اآلية)2(.
لو :وفيه :رأيت في كتاب تفسير القران,عن الصادقين "عليهما السالم" من نسخة عتيقة مليحة عندنا اآلن ,أربعة أحاديث بعدة طرق,عن الباقر والصادق "عليهما السالم" :أن الصالة الوسطى صالة الظهر ,وأن رسول هللا "صلى هللا عليه واله", كان قرأ" :حافظوا على الصالت والصالة الوسطى وصالة العصر" .اآلية)3(.
لز :السيد رحمه هللا في سعد السعود,في الفصل المنقول عن الكاشف,في جملة االستدالل بأن الوسطى هي الظهر ما لفظه:ومنها الرواية عن ابن عباس وعائشة: والصالة الوسطى وصالة العصر,وكذلك رويناه عن غير ابن عباس من أهل البيت,بالواو المعطوفة في العصر على األقرب منها,وهي صالة الظهر)4(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1أقول :الرواية ذكرها المجلسي في بحاره:ج 79ص 289ح ,17في إن أول صالة فرضت صالة العصر ,نقال عن "فالح السائل" ص ,93ويبدو إن المصنف نقلها عن البحار ,كون عند رجوعي لنسخة كتاب "فالح السائل البن طاووس" التي اطلعت عليها لم أقف على الرواية ,وفق ما ذكرها صاحب البحار او المصنف ففي الفصل "الخامس عشر" فيما ذكره من تعيين أول صالة فرضت على العباد وإنها هي الوسطى ,ذكر ابن طاووس الرواية على النحو التالي" ورويت عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السالم قال(:حافظوا على الصلوات والصالة الوسطى وصالة العصر وقوموا هلل قانتين) " ولم يذكر قصة اإلمام الحسن"ع" وامرأته. -2فالح السائل البن طاووس:ص,93الفصل الخامس عشر ,فيما نذكره من تعيين أول صالة فرضت على العباد وإنها هي الوسطى ,ونقلها عنه المجلسي في بحاره:ج79 ص 290ح ,17في إن أول صالة فرضت صالة العصر. -3فالح السائل البن طاووس:ص,95-94الفصل الخامس عشر ,فيما نذكره من تعيين أول صالة فرضت على العباد وإنها هي الوسطى ,ونقلها عنه المجلسي في بحاره:ج79 ص 291-290ح ,17في إن أول صالة فرضت صالة العصر. -4سعد السعود البن طاووس:ص,129في المراد من الصالة الوسطى. 574
لح :الصدوق "ره" في معاني اإلخبار,عن علي بن عبد هللا الوراق وعلي بن محمد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني معا ً,عن سعد بن عبد هللا بن أبي خلف,عن سعد بن داؤد,عن مالك بن أنس,عن زيد بن أسلم,عن القعقاع بن حكيم,عن أبي يونس مولى عائشة زوجة النبي "صلى هللا عليه واله",قال :أمرتني
عائشة أن أكتب لها مصحفا ً,وقال :إذا بلغت هذه اآلية فاكتبَ ﴿ :حافِ ُ علَى ظوا َ ص َالةِ ْال ُو ْس َ ط ٰى-وصالة العصرَ -وقُو ُموا ِ ََّّللِ قَانِتِينَ ﴾ البقرة,238: صلَ َوا ِ ت َوال َّ ال َّ ثم قالت عائشة :سمعتها وهللا من رسول هللا "صلى هللا عليه واله")1(.
لط :وفيه باإلسناد,عن سعد,عن أحمد بن الصباح,عن محمد بن عاصم,عن الفضل بن دكين,عن هشام سعد,عن زيد بن أسلم,عن أبي يونس,قال :كتبت لعائشة مصحفا ُ,فقالت :إذا مررت بآية الصالة فال تكتبها حتى أمليها عليك فلما مررت بها
أملتها عليَ ﴿ :حافِ ُ ص َالةِ ْال ُو ْس َ ط ٰى-وصالة العصر﴾- صلَ َوا ِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ البقرة)2(.238:
م :وفيه باإلسناد,عن سعد بن داؤد,عن أبي دهر,عن مالك بن أنس,عن زيد بن أسلم,عن عمرو بن نافع,قال :كنت أكتب مصحفا ً لحفصة زوجة النبي "صلى هللا
عليه واله",فقالت :إذا بلغت هذه اآلية فاكتبَ ﴿:حافِ ُ صلَ َوا ِ ص َالةِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ ْال ُو ْس َ ط ٰى-وصالة العصر ﴾-البقرة)3(.238: ما :الكليني"ره",عن علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن حماد بن عيسى ومحمد بن يحيى,عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن إسماعيل,عن الفضل بن شاذان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1معاني اإلخبار للصدوق:ص 331ح ,4معنى الصالة الوسطى. -2معاني اإلخبار للصدوق:ص 331ح ,2معنى الصالة الوسطى. -3معاني اإلخبار للصدوق:ص 331ح ,3معنى الصالة الوسطى.
575
جميعا,عن حماد بن عيسى,عن حريز,عن زرارة,قال :سألت أبا جعفر"عليه السالم"عما فرض هللا من الصالة ؟ فقال :خمس صلوات في الليل والنهار,فقلت: هل سماهن وبينهن في كتابه؟ فقال نعم! قال هللا تعالى :إلى أن قال "ع" وفي بعض
القراءاتَ ﴿ :حا ِف ُ ص َال ِة ْال ُو ْس َ ط ٰى-وصالة العصر- صلَ َوا ِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ َوقُو ُموا ِ ََّّللِ قَانِتِينَ ﴾البقرة .238:الخبر )1(.ورواه الصدوق في علل الشرائع,عن أبيه,عن سعد بن عبد هللا,عن أحمد بن محمد بن عيسى,عن علي بن حديد وابن أبي نجران,عن حماد,عن حرير مثله )2(.ورواه الشيخ في التهذيب بإسناده,عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله )3(.ورواه في الفقيه بإسناده عن زرارة)4(.
والظاهر أن السؤال لما كان عما فرض هللا من الصلوات اليومية بقرينة االقتصار في الجواب على ذكرها ,فال بد وأن يكون غرض زرارة معرفة استخراج ذلك من القرآن لالحتجاج مع العامة وغيرهم ,ألنه أجل من الجهل بها ,ويشهد لذلك قوله عما فرض هللا ,الظاهر عما فرضه في كتابه على ما يظهر من أخبار كثيرة وحينئذ فقوله :هل سماهن وبينهن! أي على التفصيل والبيان الظاهر ال مطلقا ً ,ولو إجماالً لمعلوميته بالجواب األول ,فظهر أن االستشهاد لبيان ذكر صالة العصر في القرآن ببعض القراءات المعتبر عنده "ع" المتحد مع قراءتهم "ع" ,بقرينة عدم ذكرها فيه موضع أخر ,وإال ألشار إليه "ع" ولما مضى,ويأتي من األخبار مع ما تقدم من وحدة ما نزل هو إلزام المخالفين لشدة اعتمادهم علـى الصحابة ,وقد تقدم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 3ص 271ح,1باب فرض الصالة. -2علل الشرائع للصدوق:ج 2ص 354ح ,1باب " " 67العلة التي من أجلها وضعت الركعتان اللتان أضافهما النبي "ص" يوم الجمعة. -3تهذيب اإلحكام للطوسي:ج 2ص 241ح ,23أبواب الزيادات في هذا الجزء باب فضل الصالة والمفروض منه والمسنون. -4من ال يحضره الفقيه للصدوق:ج 1ص195ح,600باب فرض الصالة. 576
أنه قراءة جمع منهم وهذا نظير قوله "ع" في محضر بعض العامة :وأما نحن فنقرأه على قراءة أبي ,مع أنهم "ع" هم المتبوعون ال التابعون! واحتمل بعضهم كون ذلك من كالم الراوي ,بقرينة أن الصدوق أسقطه في معاني األخبار وهو في غاية البعد للزوم سقوط بيان ذكرها فيه عن كالمه ,مع أنه "ع" في مقام التفصيل, وقد ذكر أربعا ً منها فنسبة السهو إلى الصدوق أولى من نسبته إليه "ع" ,مع أن الظاهر من تلك األسانيد كون الخبر مأخوذا ً من كتاب حريز الذي صدقه اإلمام "ع" ,مع عدم معهودية اإلدراج في األخبار من تلك الطبقة ,ثم إن نسخ الحديث مختلفة ففي التهذيب وعلل الشرائع "وصالة العصر" وفي الكافي والفقيه بدون "الواو" ,وقد تقدم عن الكشاف أن "بالواو" قرأ ابن عباس وعائشة ,وبدونها قرأت حفصة ,وال يبعد ترجيح األولى لتأييدها بجميع األخبار()1الباب المصرحة بوجودها فيها ,واحتمال ذكرها بدون "الواو" تقية كما في شرح التهذيب للمجلسي بعيد ,فأن عائشة أعظم شأنا ً عندهم من غيرها ,ثم أن في الفقيه هكذا" :وقوموا هلل قانتين في الصالة الوسطى" ( )2قال التقي المجلسي "قده" في شرحه( :)3ويمكن أن يكون أي قوله" :في صالة الوسطى" داخالً في القراءة والظاهر أنه "ع" أراد أن هذا مراد هللا تعالى وهللا العالم. مب:السياري,عن صفوان,عن علي,عن محمد بن مسلم,قال :قلت ألبي جعفر"عليه
السالم :ما الصالة الوسطى؟ فقرأَ ﴿:حا ِف ُ ص َال ِة ا ْل ُو ْس َ ط ٰى- صلَ َوا ِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ وصالة العصرَ -وقُو ُموا ِ ََّّللِ قَانِتِينَ ﴾البقرة ,238:ثم قال :الوسطى الظهر وكذلك ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الصحيح هو"إخبار الباب" وليس" اإلخبار الباب". -2من ال يحضره الفقيه للصدوق:ج 1ص196ح,600باب فرض الصالة. -3وفق تتبعي لم نقف على قول التقي المجلسي في مرآة العقول. 577
كان يقرأها رسول هللا "صلى هللا عليه واله")1( .
مج :وعنه,عن محمد بن جمهور يرويه عنهم"ع" :حافظوا على الصلوات والصالة الوسطى هي الظهر ,وهي وسط النهار,وكذلك سمعت وصالة العصر وقوموا هلل قانتين ,قال :راغبين)2(.
مد :وعن الحسين بن يوسف,عن أخيه,عن أبيه,عن ابن مسلم,عن أبي جعفر"عليه السالم" أن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" كان يقرأ":والوسطى وصالة العصر")3(.
مه :سعد بن عبد هللا القمي في كتاب ناسخ القران ومنسوخه ,قال :وكان يقرأ -أي
الصادق"عليه السالم" َ ﴿ : -حافِ ُ ص َالةِ ْال ُو ْس َ ط ٰى -وصالة صلَ َوا ِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ العصر﴾-البقرة)4(.238:
مو :وعن عبد الملك بن -كذا,)5(-عن علي بن مريم,عن ابن عباس :أنه كان يقرأها هكذا)6(.
مز :وعن أبان بن عثمان,عن عبد الحميد,عن ابن مسلم,عن أبي جعفر"ع" قال:
كان رسول هللا"صلى هللا عليه واله"يقرأَ ﴿:حافِ ُ صلَ َوا ِ ص َالةِ ت َوال َّ علَى ال َّ ظوا َ ْال ُو ْس َ ط ٰى -وصالة العصرَ -وقُو ُموا ِ َّ َّللِ قَانِتِينَ ﴾ البقرة)7(.238: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 21ح 67البقرة. -2القراءات للسياري:ص 22ح 68البقرة. -3القراءات للسياري:ص 22ح 69البقرة. -4ناسخ القران ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري القمي :ص , 247ح,15 باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا. -5وردت هكذا في المخطوط وفي المصدر"حسين عن أبي إسحاق". -6القراءات للسياري:ص 22ح 71البقرة ,عن عبد الملك بن حسين. -7القراءات للسياري :ص 24ح 79البقرة. 578
مح :وبهذا اإلسناد,عن أبي بصير,عن أبي عبد هللا"عليه السالم"مثله)1(.
مط:وعن ابن سيف,عن أخيه,عن أبيه,عن عمرو بن جابر في قوله تعالى:
عا ِإلَى ْال َح ْو ِل اج ِه ْم َمتَا ً ﴿ َوالَّذِينَ يُتَ َوفَّ ْونَ ِم ْن ُك ْم َو َيذَ ُرونَ أ َ ْز َوا ًجا َو ِ صيَّةً ِأل َ ْز َو ِ غي َْر ِإ ْ َ خ َراجٍّ-مخرجات﴾-البقرة)2(.240: ن :ثقة اإلسالم في روضة الكافي,عن علي بن إبراهيم,عن أحمد بن محمد,عن محمد بن خالد,عن محمد بن سنان,عن أبي جرير القمي وهو محمد بن عبيد هللا
ت َو َما فِي س َم َاوا ِ وفي نسخة عبد هللا,عن أبي الحسن "عليه السالم"﴿ :لَهُ َما فِي ال َّ ض ۗ -وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم َ -م ْن ْاأل َ ْر ِ ذَا الَّذِي يَ ْشفَ ُع ِع ْندَهُ إِ َّال نا :وباإلسناد,عن محمد بن خالد,عن حمزة بن عبيد,عن إسماعيل بن عباد,عن أبي عبد هللا "عليه السالم"َ ﴿:و َال يُ ِحي ُ ش ْيءٍّ ِم ْن ِع ْل ِم ِه ِإ َّال بِ َما شَا َء﴾ طونَ ِب َ البقرة,255:وآخرها"العلي العظيم والحمد هلل رب العالمين" وآيتين بعدها )4(.نب: بِإ ِ ْذنِ ِه﴾البقرة)3(.255:
وعن عدة من أصحابنا,عن سهل بن زياد,عن ابن محبوب,عن ابن رئاب,عن
حمران بن أعين,عن أبي جعفر عليه السالمَ ﴿:والَّذِينَ َكفَ ُروا أَ ْو ِليَا ُؤ ُه ُم َّ الطواغيتُ ﴾البقرة)5(.257: نج :تاسع البحار,عن ابن شهر آشوب في مناقبه,قال :وجدت في كتاب المنزل عن
الباقر"عليه السالم"َ ﴿:والَّذِينَ َكفَ ُروا -بوالية علي بن أبي طالب –أَ ْو ِليَا ُؤ ُه ُم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 24ح 80البقرة. -2القراءات للسياري:ص 23-22ح 73البقرة. -3الكافي للكليني:ج 8ص, 290-289ح ,437قراءة بعض اآليات. -4الكافي للكليني:ج 8ص,290ح,438قراءة بعض اآليات. -5الكافي للكليني:ج 8ص ,289ح,436قراءة بعض اآليات. 579
َّ الطواغيتُ ﴾
البقرة.257:قال نزل جبرائيل بهذه اآلية هكذا)1(.
ند :الشيخ الجليل أحمد بن علي القمي في كتاب العروس,عن الصادق"عليه السالم" ,قال :كان علي بن الحسين "عليهما السالم" ,يحلف مجتهدا ً أن من قرأها أي آية الكرسي قبل زوال الشمس سبعين مرة فوافق تكملة السبعين زوالها غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ,فإن مات في عامه ذلك مات مغفورا ً غير محاسب:
ٰ ﴿ َّ ت س َم َاوا ِ ي ْالقَيُّو ُم َال تَأ ْ ُخذُهُ ِسنَةٌ َو َال ن َْو ٌم لَهُ َما فِي ال َّ اَّللُ َال ِإلَهَ ِإ َّال ُه َو ْال َح ُّ ض ۗ -وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة فال يظهر َو َما فِي ْاأل َ ْر ِ على غيبه أحداَ -م ْن ذَا الَّذِي يَ ْشفَ ُع ِع ْندَهُ ِإ َّال ِبإِ ْذ ِن ِه يَ ْعلَ ُم َما َبيْنَ أَ ْيدِي ِه ْم﴾ البقرة ,255:إلى قوله (هم فيها خالدون) ()2
نه :وفيه عن الحسن بن علي:عليهما السالم" قال :قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" :آية الكرسي في لوح من زمرد أخضر مكتبوب بمداد مخصوص باهلل ,ليس من يوم الجمعة إال صك اللوح جبهة إسرافيل ,فإذا صك جبهته سبح فقال :سبحان من ال ينبغي التسبيح إال له وال العبادة وال الخضوع إال لوجهه ذاك إليه القدير الواحد العزيز ,فإذا سبح سبح جميع من في السماوات من ملك وهللوا ,فإذا سمع أهل السماء الدنيا تسبيحهم قد سوا فال يبقى ملك مقرب وال نبي مرسل إال دعا لقارئ آية الكرسي على التنزيل)3( . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار:ج 35ص,58اآليات التي كانت فيها اسم علي"ع" وواليته ,المناقب البن شهر اشوب:ج 2ص , 302فصل :في تسمية بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب وغير ذلك. -2كتاب العروس في فضائل الجمعة واإلعمال المستحبة فيه,الحمد بن علي القمي:ص 100ح,44باب خصوصية يوم الجمعة بقراءة"اية الكرسي" وثوابها. -3نفس المصدر:ص 99ح , 41وبحار األنوار للمجلسي:ج 86ص 355ح 33عن العروس,الباب الرابع إعمال يوم الجمعة وادابها ووظائفها .وجاءت الرواية عن الحسين وليس الحسن. 580
نو :السيد الجليل علي بن طاووس في مهج الدعوات,عن الشيخ علي بن عبد الصمد,عن السيد اإلمام أبي البركات محمد بن إسماعيل الحسيني المشهدي "ره" قال :حدثنا المفيد أبو الوفا عبد الجبار بن عبد هللا المقرئ ,قال :حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي وعنه,عن الشيخ الفقيه أبي القاسم الحسن بن علي الطوسي وعنه,عن الشيخ الفقيه أبي القاسم الحسن بن علي بن محمد الجويني "ره" ,وأخبرني الشيخ أبو عبد هللا الحسين بن أحمد بن محمد بن الطحال المقدادي "ره" ,قال :حدثنا أبو علي بن محمد بن الحسن الطوسي ,قال :حدثني والدي وعنه,عن جده عن والده أبي الحسن,عن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي,قال :حدثنا عدة من أصحابنا,عن أحمد بن محمد بن سعيد,قال :حدثنا الحسن بن علي بن فضال,قال :حدثنا محمد بن أرومة,قال :حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر,عن الرضا"عليه السالم"أنه قال :رقعة الجيب عوذة لكل شيء وهي ..وساقها إلى قوله"ع" :وتكتب آية الكرسي على التنزيل ,وتكتب ال حول وال قوة إال باهلل الخ)1(.
قال التقى المجلسي في شرحه الفارسي على الفقيه ما ترجمة :في آية الكرسي على ما نزلت في رواية أهل البيت "ع" بعد "العظيم والحمد هلل رب العالمين" وبعد "له ما في السماوات وما في األرض ورد" :وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مهج الدعوات في منهج العبادات البن طاووس:ص,522-51في إحراز اإلمام الرضا"ع",في رقعة الجيب برواية أخرى.
581
وهذا رواه علي بن إبراهيم)1(.والكليني( )2والشيخ الطبرسي( )3وابن طاووس()4
وغيرهم ويسمونها بآية الكرسي على التنزيل. وقال ولده العالمة في مرآة العقول في ذيل خبر أبي جرير المتقدم :وهذا الخبر يدل على أنه قد سقط من آية الكرسي كلمات ,وقد ورد في بعض األدعية المأثورة فليكتب آية الكرسي على التنزيل .وهو إشارة إلى هذا)5(.
وقال المحقق الداماد في حواشي القبسات:واألحاديث من طرقهم وطرقنا متظافرة:
بأنه كان في آية المتعة﴿ :فَ َما ا ْستَ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى ﴾- النساء,24:إلى أن قال :وإن آية الكرسي على التنزيل فيها ما ليس اآلن في المصاحف)6(.
وفي حواشي بعض النسخ القديمة من المهج عند قوله :ويكتب آية الكرسي عن التنزيل وهي قوله تعالى بعد قوله "فيها"" :له ما في السماوات وما في األرض وما بينهما وما تحت الثرى من ذا الذي يشفع عنده" إلى آخرها)7(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير القمي:ج 1ص,85-84في تفسير اية الكرسي,قال " :الم هلل ال إله إال هو الحي القيوم ال تأخذه سنة وال نوم له ما في السماوات وما في األرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده اال باذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم" ثم قال هكذا نزلت. -2الكافي للكليني:ج 8ص 290ح.437 -3ينظر مجمع البيان للطبرسي:ج 2ص,161حيث قال :أنه قرأ أبو الحسن الرضا " عليه السالم ":هللا ال إله إال هو الحي القيوم ،ال تأخذه سنة وال نوم ،له ما في السماوات وما في األرض ،وما بينهما ،وما تحت الثرى ،عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم ،من ذا الذي يشفع عنده إال بإذنه. -4ينظر كتاب العروس في فضائل الجمعة واإلعمال المستحبة فيه,ألحمد بن علي القمي:ص 99ح,41باب خصوصية يوم الجمعة بقراءة"اية الكرسي" وثوابها. -5مرآة العقول للمجلسي :ص,314ح,437في آيات من أية الكرسي. -6لم أتوصل إلى ذلك من المصدر وفق تتبعي. -7لم أتوصل إلى ذلك من المصدر وفق تتبعي. 582
نز :علي بن إبراهيم في تفسيره ,قال :وأما آية الكرسي فإنه حدثني أبي,عن الحسن
ٰ بن خالد :أنه قرأ أبو الحسن الرضا "عليه السالم"َّ ﴿ : ي اَّللُ َال إِلَهَ إِ َّال ُه َو ْال َح ُّ ض ۗ -وما س َم َاوا ِ ْالقَيُّو ُم َال تَأ ْ ُخذُهُ ِسنَةٌ َو َال ن َْو ٌم لَهُ َما فِي ال َّ ت َو َما فِي ْاأل َ ْر ِ بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم َ -م ْن ذَا الَّذِي يَ ْ شفَ ُع ِع ْندَهُ إِ َّال بِإ ِ ْذنِ ِه يَ ْعلَ ُم َما بَيْنَ أ َ ْي ِدي ِه ْم ﴾ البقرة,255:إلى قوله تعالى "هم فيها خالدون والحمد هلل رب العالمين" هكذا أنزلت)1(.
نح :السياري,عن سهل بن زياد,عن حمزة بن عبيد,عن إسماعيل بن عباد البصري,عمن ذكره,عن أبي عبد هللا"ع",قال :في آية الكرسي ,وآية :له ما في السماوات وما في األرض وما تحت الثرى ,وآية :عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم بديع السماوات واألرض ذو الجالل واإلكرام رب العرش العظيم)2(.
نط :وعن محمد بن جرير,عن ابن سنان التيمي,عن أبي الحسن الرضا"عليه السالم"" :له ما في السماوات وما في األرض وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم" )3(.
س:وعن ابن أبي عمير,عن صفوان بن يونس,عن أبي عبد هللا"عليه السالم":له ما في السماوات وما في األرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده)4(.
ما :وعن المنقري,عن جابر بن راشد,عن أبي عبد هللا"عليه السالم" قال"ع" في آية الكرسي" :عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم")5(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير القمي:ج 1ص,85-84في تفسير أية الكرسي. -2القراءات للسياري:ص 17ح 46البقرة. -3القراءات للسياري:ص 17ح 47البقرة. -4القراءات للسياري:ص 24ح 82البقرة. -5القراءات للسياري:ص 24ح 83البقرة. 583
سب :وعن محمد بن خالد,عن عمر بن يحيى التستري وحماد بن عثمان,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال :رأيت في بيت له عند السقف مكتوبا ً حول البيت آية الكرسي وفيها":له ما في السماوات وما في األرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم" فقلت له :جعلت فداك في هذا الكتاب شيء ال أعرفه وليس هكذا نقرأها! قال"ع" :هكذا فاقرأها فإنها كما أنزلت)1(.
سج :وعن سهل بن زياد,عن حمزة,عن إسماعيل,عن رجل,عن أبي عبد هللا "ع": "وما يحيطون من علمه من شيء إال بما شاء ,وآخرها :وهو العلي العظيم والحمد هلل رب العالمين" وآيتين بعدها)2(. سد :وعن غير واحد أنهم رووا" :وال يحفظون من علمه إال بما شاء")3(.
مه :وعن ابن محبوب,عن ابن رئاب,عن حمران,عن أبي جعفر"عليه السالم":
﴿ َوالَّذِينَ َكفَ ُروا
أَ ْو ِليَا ُؤ ُ ه ُم-الطواغيت.﴾-البقرة)4(.257:
واعلم :أن االختالف في تلك األخبار بكون"التحميد" بعد "العلي العظيم" في بعدها وبعدهم "فيها خالدون" في بعضها ووجود "هو" قبل الرحمن في بعضها وعدم ذكرها في بعضهم وغير ذلك من االختالف ,الينافي داللة مجموعها على وقوع التغيير في تلك اآلية وهو المطلوب. ثمر :إن قوله "ع" في آخر رواية إسماعيل بن عباد الذي رواه الكليني والسياري وآخرها :وهو العلي العظيم ,وقوله"ع" :وآيتين بعدها يحتمل وجوها ً: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 24ح 85البقرة. -2القراءات للسياري:ص 18ح 48البقرة. -3القراءات للسياري:ص 18ح 49البقرة. -4القراءات للسياري:ص 19ح 57البقرة. 584
األول :أن يكون المراد أي ذكر آيتين بعدها وعدهما من آية الكرسي ,فيدل على كون آخر آية الكرسي "هم فيها خالدون" بناء على أن مرجع الضمير في قوله "وآخرها آية الكرسي" كما هو الظاهر ,وهو أحد القولين ويؤيده بعض األخبار المذكورة. الثاني :ما قيل أن المراد أنه"ع" ذكر آيتين بعد "الحمد هلل رب العالمين" من سورة الحمد. الثالث :ما قيل أن العامة غيروا آيتين بعد آية الكرسي أيضا ً نقلهما في مرآة العقول وال يخفى بعدهما)1(.
الرابع :ما ذكره الفاضل السيد علي خان في شرح الصحيفة :من أن الرواية وردت بنصب آيتين وال وجه للنصب إال بعامل مقدر والتقدير :واقرأ آيتين بعدها, فيكون الكالم قد تم عند قوله عليه السالم "والحمد هلل رب العالمين" ,وهو في محل النصب على تقدير القول ,أي "وقل والحمد هلل رب العالمين" ,واقرأ آيتين بعدها ورد بأنه خالف الظاهر ,فإنه "عليه السالم" في مقام تحيد آية الكرسي ,فتقدير القراءة غير مالئم لسوق الكالم ,إذ يصير حاصل الخبر حينئذ هكذا آخر آية الكرسي "العلي العظيم قل والحمد هلل رب العالمين" واقرأ آيتين بعدها وهو كما ترى والفعل المقدر ال ينحصر فيما ذكر)2(.
الخامس :ما احتمله بعض األفاضل من كون الضمير في آخرها راجعا ً إلى أصل اآلية نظرا ً إلى اختالف المفسرين وعد بعضهم :ال إله إال هو الحي القيوم ,آيــــة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مرآة العقول للمجلسي :ص,315ح,438في آيات من أية الكرسي. -2رياض السالكين للسيد علي خان المدني الشيرازي :ج 7ص,425الروضة الرابعة والخمسون ,في تنبيهات في فضل أية الكرسي.
585
ففي الخبر إشارة إلى رده وفساد قوله بأن آخر اآلية المصدرة بقوله تعالى :هللا ال إله العلي العظيم ,وفيه من البعد وعدم المالئمة لذيل الخبر ما ال يخفى. السادس :ما خطر ببالي من أن يكون المراد بيان تغيير آية الكرسي ال تحديدها, والمراد باآليتين هو ما مر برواية إسماعيل بالسند المذكور في الحديث "نو", وليس المراد بالبعدية هو من البعدية بحسب الترتيب ,بل هو نظير قولهم في فالن كذا وكذا من الصفات ,وبعد ذلك فيه خصلة أو خصال أخرى ومنه قوله تعالى: ك دَ َحاهَا﴾ النازعات ,30:أي مع ذلك كما في المجمع وغيره ض بَ ْعدَ ٰذَ ِل َ ﴿ َو ْاأل َ ْر َ ومحل التغيير فيها على رواية الكليني موضعان ,وعلى رواية السياري ثالثة مواضع ,فتقدير الكالم وهللا العالم أنه "ع" قرأ في آية الكرسي :وما يحيطون ..الخ ,وفي آخرها الذي هو "العلي العظيم والحمد الخ" ,وقرأ أيضا ً منها آيتين بعد هذه اآلية ,وأما أن موضعهما بعد الحمد أو قبله فهو ساكت عنه ,ويعرف أنه قبله من الحديث المذكور. ثمر :إن ما في رواية السياري من ذكر الواسطة بين إسماعيل واإلمام "عليه السالم" هو المطابق لما في كتب الرجال من كونه من أصحاب الرضا "عليه السالم" ولم يذكره أحد في أصحاب الصادق "عليه السالم" ففي سند خبر الكافي اختالل فال تغفل. سو :السياري مرسالً,عن أبي الحسن "عليه السالم" في قوله عز وجل﴿:الَّذِينَ
الربَا َال يَقُو ُمونَ -يوم القيامة ِ -إ َّال َك َما يَقُو ُم الَّذِي يَتَ َخبَّ ُ ش ْي َ طهُ ال َّ ط ُ ان يَأ ْ ُكلُونَ ِ ّ س﴾ البقرة)1(.275: ِمنَ ْال َم ِ ّ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 27ح 93البقرة.
586
سز :وعنه"ع" في قوله عز وجلَ ﴿ :ك َمث َ ِل َحبَّ ٍّة أَ ْنبَتَ ْ سنَا ِب َل فِي ُك ِّل س ْب َع َ ت َ س ْنبُلَ ٍّة ِمائَةُ َحبَّ ٍّة -أو أكثر من ذلك﴾ البقرة )1(,261:كان حق الترتيب تقديم هذا ُ الخبر وما بعده ,ولكن النسيان من لوازم طبيعة اإلنسان منه وعن ابن سيف,عن أخيه,عن أبيه,عن منصور بن حاز,عن عمر بن حنظلة,عن أبي عبد هللا "عليه
عا ِإلَى اج ِه ْم َمتَا ً السالم"َ ﴿:والَّذِينَ يُتَ َوفَّ ْونَ ِم ْن ُك ْم َويَذَ ُرونَ أ َ ْز َوا ًجا َو ِ صيَّةً ِأل َ ْز َو ِ غي َْر إِ ْ ْال َح ْو ِل َ خ َراجٍّ -مخرجات﴾البقرة)2(.240: سح :النعماني :في تفسيره بالسند المتقدم,عن أمير المؤمنين"عليه السالم" في
س ً طا ِلت َ ُكونُوا جملة اآليات المحرفة :وقوله تعالىَ ﴿ :و َك ٰذَ ِل َك َج َع ْلنَا ُك ْم -أ ُئ َّمةً َ -و َ ش ِهيدًا﴾ البقرة,143:ومعنى وسطا ً ُ علَ ْي ُك ْم َ الر ُ اس َو َي ُكونَ َّ علَى النَّ ِ سو ُل َ ش َهدَا َء َ بين الرسول وبين الناس فحرفوها وجعلوها أمة)3(.
سط :السياري عن إسحاق بن إسماعيل,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال :فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غيركم إال خزي في الحياة الدنيا)4(. ع :سعد بن عبد هللا القمي في كتاب ناسخ القران في باب اآليات المحرفة ,قال:
س ً طا ِلت َ ُكونُوا ُ اس﴾ علَى النَّ ِ ش َهدَا َء َ وقوله تعالىَ ﴿:و َك ٰذَ ِل َك َجعَ ْلنَا ُك ْم أ ُ َّمةً َو َ البقرة,143:وهو أئمة وسطا ً لتكونوا شهداء على الناس)5(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 27ح 94البقرة. -2القراءات للسياري:ص 27ح 96البقرة. -3رسالة المحكم والمتشابه المنسوبة للشريف المرتضى :ص,19في المحرف من كتاب هللا. -4القراءات للسياري:ص 31ح 10البقرة. -5ناسخ القران ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري القمي :ص , 42-41ح,3 باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا.
587
(سورة إل عمران)
يم َوآ َل أ :علي بن إبراهيم في تفسيره:قال :قال العالم :لما نزلَ ﴿:وآ َل إِب َْرا ِه َ علَى ْال َعالَ ِمينَ ﴾إل عمران ,33:فأسقطوا آل محمد من ِع ْم َرانَ -وآل محمد َ - الكتاب)1(.
ب :فرات بن إبراهيم في تفسيره :معنعنا ً عن حمران ,قال :سمعت أبا جعفر "عليه
ص َ السالم" يقرأ هذه اآلية﴿ :إِ َّن َّ يم َوآ َل ِع ْم َرانَ - اَّللَ ا ْ طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل ِإب َْرا ِه َ علَى ْال َعالَ ِمينَ ﴾ إل عمران .33:قلت :ليس نقرأ هكذا! فقال :أدخل وآل محمد َ - حرف مكان حرف)2(.
ج :العياشي :عن هشام بن سالم قال :سألت أبا عبد هللا "عليه السالم" عن قول هللا
ص َ تعالىِ ﴿ :إ َّن َّ يم ﴾ إل عمران .33:قال :هو اَّللَ ا ْ طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل ِإب َْرا ِه َ "آل إبراهيم وآل محمد على العالمين" فوضعوا اسما ً مكان اسم)3(. ص َ د :وعن أيوب قال :سمعني أبو عبد هللا "عليه السالم" وأنا أقرأِ ﴿:إ َّن َّ طفَ ٰى اَّللَ ا ْ يم َوآ َل ِع ْم َرانَ ﴾ إل عمران .33: آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل إِب َْرا ِه َ
قال" :وآل محمد"
كانت فمحوها وتركوا آل إبراهيم وآل عمران)4(.
ه :وعن أبي عمرو الزبيري,عن أبي عبد هللا "عليه السالم",قال :قلت له :ما
الحجة في كتاب هللا إن آل محمد هم أهل بيته؟ قال :قول هللا تبارك وتعالىِ ﴿ :إ َّن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القمي:ج 1ص,100سورة إل عمران.33: -2تفسير فرات:ص,78سورة إل عمران.33: -3العياشي:ج 1ص168ح 30سورة إل عمران.33: -4العياشي:ج 1ص169ح 34سورة إل عمران.33: 588
ص َ َّ يم َوآ َل ِع ْم َرانَ -وآل محمد "-هكذا نزلت" اَّللَ ا ْ طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل ِإب َْرا ِه َ ض ۗ َو َّ ع ِلي ٌم﴿ ﴾34إل علَى ْال َعالَ ِمينَ ﴿ ﴾33ذُ ِ ّريَّةً بَ ْع ُ ض َها ِم ْن بَ ْع ٍّ س ِمي ٌع َ َ اَّللُ َ عمران .وال يكون الذرية من القوم إال نسلهم من أصالبهم! وقال :اعملوا آل داود شكرا ً وقليل من عبادي الشكور ,وآل عمران وآل محمد "رواية أبي خالد القماط")1(.
و :الشيخ الطوسي في التبيان :قال :وفي قراءة أهل البيت "عليهم السالم"" :وآل محمد على العالمين")2(.
ز :الشيخ في أماليه:عن أبي محمد الفحام,قال :حدثني محمد بن عيسى,عن هارون أبو عبد الصمد إبراهيم,عن أبيه,عن جده وهو إبراهيم بن عبد الصمد بن محمد بن
ص َ إبراهيم قال :سمعت جعفر بن محمد "عليهما السالم" يقرأِ ﴿ :إ َّن َّ طفَ ٰى آدَ َم اَّللَ ا ْ علَى ْال َعالَ ِمينَ ﴾ إل عمران يم َوآ َل ِع ْم َرانَ -وآل محمد َ - َونُو ًحا َوآ َل ِإب َْرا ِه َ .33:قال" :هكذا نزلت")3(.
ح :السياري :عن محمد بن سنان,عن أبي خالد القماط,عن حمران بن أعين,قال:
ص َ سمعت أبا عبد هللا "ع" يقرأِ ﴿:إ َّن َّ يم َوآ َل اَّللَ ا ْ ط َف ٰى آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل إِب َْرا ِه َ علَى ْالعَالَ ِمينَ ﴾إل عمران .33:ثم قال" :هكذا وهللا نزلت")4(. ِع ْم َرانَ -وآل محمد َ - يم َوآ َل ِع ْم َرانَ - ط :وعن بعض أصحابنا أسنده إليهم "عليهم السالم"َ ﴿:وآ َل ِإب َْرا ِه َ
علَى ْال َعالَ ِمينَ ﴾إل عمران .33:قلت:يقرؤونها الناس﴿ َوآ َل ِع ْم َرانَ ﴾ وآل محمد َ - ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1العياشي:ج 1ص170-169ح 35سورة إل عمران.34-33: -2التبيان للطوسي:ج 2ص ,441سورة إل عمران.33: -3االمالي للطوسي:ص 300ح ,39/592في هكذا انزل قوله تعالى":إن هللا اصطفى ادم.".... -4القراءات للسياري:ص 30ح,104سورة إل عمران. 589
قال :فقال :حرف مكان حرف)1(.
ي :وعن علي بن الحكم,عن داود بن النعمان,عن أيوب الحر,قال :سمعني أبو عبد
ص َ هللا"عليه السالم" وأنا أقرأِ ﴿:إ َّن َّ طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل ِإب َْرا ِهي َم َوآ َل اَّللَ ا ْ علَى ْال َعالَ ِمينَ ﴾إل عمران .33:فقال عليه السالم" :آل محمد" كان فيها ِع ْم َرانَ َ فمحوها وتركوا ما سواها)2(.
يا :الشيخ الطبرسي "ره" في مجمع البيان ,قال :وفي قراءة أهل البيت"عليهم السالم"":وآل محمد على العالمين")3(.
يب :الشيخ محمد بن الحسن الشيباني في نهج البيان :وروى في قراءة أهل البيت عليهم السالم "وآل محمد على العالمين")4(.
قلت :اتفقت تلك األخبار على نزول "آل محمد" في اآلية ,لكنها اختلفت في نزول "آل عمران" ,فصريح بعضها كونه موضوعا ً مكان "آل محمد" ,وظاهر بعضها نزوله ,ويمكن حمل األخير على عدم انتقال الراوي سقوطه في قراءة اإلمام "عليه السالم" فنقله كما هو الموجود المركوز في األذهان ,بل يظهر من ذيل رواية أبي عمرو الزبيري أنه لم ينقل "آل محمد" غير أبي خالد ,فيمكن الحمل على سهو النساخ أيضا ً ,بل خبر أبي خالد الذي رواه عن حمران الظاهر في وجوده معارض بصريح خبره اآلخر المروي في تفسير فرات الدال على عدم نزوله ,وتقدم في الدليل الخامس أنه كان كذلك في مصحف ابن مسعود. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 30ح,105سورة إل عمران. -2القراءات للسياري:ص 30ح,105سورة إل عمران. -3مجمع البيان للطبرسي:ج 2ص,278سورة إل عمران.33: -4نهج البيان عن كشف معاني القران للشيباني:ج 2ص,24في سورة إل عمران.
590
يج :علي بن إبراهيم في موضعين من تفسيره أنه نزل" :يا مريم اقنتي لربك واركعي واسجدي مع الراكعين")1(.
يد :محمد بن الحسن الشيباني في مقدمة تفسيره,في مثال ما قدم حرف على حرف في التأليف وكقوله تعالى" :يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين")2(.
يه :السياري:عن ابن أبي عمير,عن أبي أيوب الخراز,عن زياد بن سوقة,عن الحكم بن عيينة,عن أبي جعفر"عليه السالم" في قوله تعالى" :يا مريم اقنتي لربك واسجدي شكرا ً هلل واركعي مع الراكعين"( )3وفي قوله تعالى" :إذا يختصمون في مريم عند والدتها"( )4الخبر ,هكذا أورد السياري الخبر في المقام()5وكأنه فهم منه دخول الكلمتين في القراءة ولكن العياشي :أورده بنحو يظهر منه عدمه ,ففيه: عن الحكم بن عيينة ,قال :سألت أبا جعفر "عليه السالم" عن قول هللا تعالى في
ص َ اك َو َ ص َ ت ْال َم َالئِ َكةُ يَا َم ْريَ ُم ِإ َّن َّ اك الكتابَ ﴿ :و ِإ ْذ قَالَ ِ ط َف ِ ط َّه َر ِك َوا ْ طفَ ِ اَّللَ ا ْ اء ْال َعا َل ِمينَ ﴾ إل عمران .42:اصطفاها مرتين واالصطفاء إنما هو مرة س ِ َ علَ ٰى نِ َ واحدة قال :فقال لي :يا حكم إن لهذا تأويالً وتفسيرا ً فقلت له :فسره لنا أبقاك هللا, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير القمي:ج 1ص 8مقدمة المصنف,و ص 102سورة ال عمران ,في قصة مريم الرا ِكعِينَ " إل ,في قوله تعالى" :يَا َم ْريَ ُم ا ْقنُ ِتي ِل َر ِبّ ِك َوا ْس ُجدِي َو ْ ار َك ِعي َم َع َّ عمران.43: -2نهج البيان عن كشف معاني القران للشيباني:ج 1ص,37-36فصل في ذكر حقائق ما ذكره وأمثلته في الكتاب العزيز وعند المحققين من المفسرين وأئمة اللغة ومتكلمي أصول الفقه ,في قوله تعالى :من سورة إل عمران,اآلية",43المذكورة أنفا. -3في قوله تعالى :من سورة إل عمران,اآلية",43المذكورة أنفا. ت لَدَ ْي ِه ْم ِإ ْذ ي ُْلقُونَ أ َ ْق َال َم ُه ْم أَيُّ ُه ْم وحي ِه ِإلَي َْك َو َما ُك ْن َ ب نُ ِ -4في قوله تعالىٰ (:ذَ ِل َك ِم ْن أ َ ْن َب ِ اء ْالغَ ْي ِ ص ُمونَ ) إل عمران.44: يَ ْكفُ ُل َم ْريَ َم َو َما ُك ْن َ ت لَدَ ْي ِه ْم ِإ ْذ َي ْخت َ ِ -5القراءات للسياري:ص 35ح,123سورة إل عمران) 591
قال :يعني اصطفاه لها أوالً من ذرية األنبياء المصطفين المرسلين وطهرها من أن يكون في والدتها من آبائها وأمهاتها,قال سفاح :واصطفاها بهذا في القرآن" :يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي شكرا ً هلل" إلى أن قال :وفي رواية ابن خرذاذ: أن أيهم يكفل مريم حين أيتمت من أبويها ,وما كنت لديهم يا محمد إذ يختصمون في مريم عند والدتها بعيسى أيهم يكفلها ويكفل ولدها الخبر)1(.
يو :السياري :عن محمد بن جمهور,عن بعض أصحابنا,عن ابن عبد هللا:عليه السالم" في قول هللا جل ذكره" :إني رافعك إلي ومتوفيك"هكذا نزلت)2(.
قلت :يؤيد هذه القراءة ما رواه الصدوق,بإسناده عن الرضا "عليه السالم" أنه قال: ما شبه أمر أحد من أنبياء هللا وحججه عليهم السالم للناس إال أمر عيسى "عليه السالم" وحده ألنه رفع عن األرض حيا ً وقبض روحه بين السماء واألرض ثم رفع إلى السماء ورد عليه روحه )3(.وظاهر القراءة المشهورة كون التوفي في األرض ,وذكر المفسرون لها وجوها ً رابعها ما عن النحويين منهم من أن اآلية عذَا ِبي َونُذ ُ ِر﴾ القمر,18:ونسبه ْف َكانَ َ على التقديم والتأخير كقوله تعالى﴿ :فَ َكي َ الشيخ في التبيان إلى القراء)4(.وأيده الطبرسي بما روى عن النبي "صلى هللا عليه واله",أنه قال :إن عيسى لم يمت وأنه راجع إليكم قبل يوم القيامة )5(.والخبر المتقدم من مجموع أقوال نقلها الطبرسي ولم يؤيــــد أو يرجح ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج 1ص 173ح 47و,48تفسير سورة إل عمران. -2القراءات للسياري:ص 35ح,124سورة إل عمران. -3عيون إخبار الرضا للصدوق:ج ص 193ح,2باب في عالمات اإلمام"ع" ,والخصال للصدوق:ص,529ح,3ابواب الثالثين وما فوقه لالمام"ع" ثالثون عالمة. -4التبيان للطوسي:ج 2ص,478في قوله تعالى:إذ قال هللا يا عيسى إني متوفيك ورافعك. -5مجمع البيان للطبرسي:ج 2ص,306-305في قوله تعالى:إذ قال هللا يا عيسى إني متوفيك ورافعك. 592
قوال على قول ,واألمر يسري أيضا على الطوسي في تبيانه فهو نقل مجموعة من اآلراء بهذا الصدد. يز :محمد بن الحسن الشيباني في نهج البيان,قال :وروى في أخبارنا عن أئمتنا عليهم السالم":أني رافعك إلي ومتوفيك بعد نزولك على عهد القائم من آل محمد عليهم السالم" ,وال يبعد دخول تمام الكالم في القراءة وهللا العالم)1( .
يح :العياشي :عن حبيب السجستاني,قال :سألت أبا جعفر"عليه السالم" ,عن قول
هللا تبارك وتعالىَ ﴿ :و ِإ ْذ أَ َخذَ َّ ب َو ِح ْك َم ٍّة ث ُ َّم اَّللُ ِميثَاقَ النَّ ِب ِيّينَ لَ َما آتَ ْيت ُ ُك ْم ِم ْن ِكتَا ٍّ صدّ ٌ ص ُرنَّهُ﴾ إل عمران ,81:فكيف َجا َء ُك ْم َر ُ ِق ِل َما َم َع ُك ْم لَتُؤْ ِمنُ َّن ِب ِه َولَتَ ْن ُ سو ٌل ُم َ يؤمن موسى وعيسى "عليهما السال"م وينصره ولم يدركه! وكيف يؤمن عيسى بمحمد "صلى هللا عليه واله" ,وينصره ولم يدركه! فقال يا حبيب :إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة ولم يزد فيه إال حروف أخطأت به الكتبة وتوهمتها الرجال, وهذا وهم فاقرأها" :وإذا أخذ هللا ميثاق أمم النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه" هكذا أنزله هللا يا حبيب, فوهللا ما وفت أمة من األمم التي كانت قبل موسى بما أخذ هللا عليها من الميثاق لكل نبي بعثه هللا بعد نبيها ,ولقد كذبت األمة التي جاءها موسى لما جاءها موسى"ع" ولم يؤمنوا به وال نصروه إال القليل منهم ,ولقد كذبت أمة عيسى بمحمد "صلى هللا عليه واله" ,ولم يؤمنوا به وال نصروه لما جاءها إال القليل منهم, ولقد جحدت هذه األمة بما أخذ عليها رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,من الميثاق لعلي بن أبي طالب "عليه السالم" يوم إقامة للناس ونصب لهم ودعاهم إلــــــــى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1نهج البيان عن كشف معاني القران للشيباني:ج 2ص,37في تفسير سورة ال عمران.55: 593
واليته وطاعته في حياته وأشهدهم بذلك على أنفسهم ,فأي ميثاق أوكد من قول رسول هللا "صلى هللا عليه واله" في علي بن أبي طالب "عليه السالم" :فوهللا ما وفوا به بل جحدوا وكذبوا)1(.
يط :السياري :عن ابن سالم,عن حبيب السجستاني مثله ,إلى قوله "ع" :هكذا أنزل هللا يا حبيب)2(. ك :وعنه قال وروي عنهم"ع"":من أمم النبيين عليهم السالم")3(.
وقال الشيخ الطوسي "ره" في التبيان :قال الصادق "عليه السالم" :تقديره :إذ أخذ هللا ميثاق أمم النبيين بتصديق نبيها والعمل بما جاءهم به ,وأنهم خالفوهم فيما بعد وما وفوا به وتركوا كثيرا ً من شريعته وحرفوا كثيرا ً منها .انتهى)4(.
والظاهر أنه نقل الخبر بالمعنى ,وحمل وجود لفظ األمم في اآلية وكونه منزالً فيها على كونه مقدرا فيها ,وإال فهذا االصطالح غير معهود في كالم األئمة "ع" ,مع أن كون المقام مقام التقدير تأمل ,لعدم ما يدل عليه شيء في المذكور وتمامية الكالم بدونه غير إخراج له عن ظاهره. كا :السيد رضى الدين علي بن طاووس في سعد السعود ,عن كتاب عتيق لبعض القدماء جمع فيه قراءة رسول هللا "صلى هللا عليه واله" واألئمة صلوات هللا عليهم ما لفظه :حدثني أبو العباس قال :أخبرنا أبو الحسن بن القاسم قال :حدثنا علي بن
إبراهيم قال :حدثني أبي عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد هللا"ع"﴿ :لَ ْن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج 1ص 180ح,73سورة إل عمران.81: -2القراءات للسياري:ص 33ح,115سورة إل عمران. -3القراءات للسياري:ص 33ح,117سورة إل عمران. -4التبيان للطوسي:ج 2ص,514تفسير قوله وتعالىَ ( :وإِ ْذ أ َ َخذَ َّ اَّللُ ِميثَاقَ النَّ ِب ِيّينَ )....إل عمران.81: 594
تَنَالُوا ْالبِ َّر َحت َّ ٰى ت ُ ْن ِفقُوا }ما{ ِم َّما
ت ُ ِحبُّونَ ﴾ إل عمران ,92:بميم واحدة)1(.
كب :السياري :عن يونس بن ظبيان,عن أبي عبد هللا"عليه السالم" في قوله عز:
﴿لَ ْن تَنَالُوا ْال ِب َّر َحت َّ ٰى ت ُ ْن ِفقُوا }ما{ ِم َّما ت ُ ِحبُّونَ ﴾
إل عمران ,92:هكذا أقرأها)2(.
كج :ثقة اإلسالم في الكافي :عن علي بن إبراهيم,عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز,عن يونس بن ظبيان,عن أبي عبد هللا"عليه السالم" مثله)3(.
كد :العياشي عن يونس عنه"ع" مثله )4( .قال المجلسي "ره" في قوله" :هكذا فاقرأ" هذا يدل على جواز التالوة على غير القراءات المشهورة ,واألحوط عدم التعدي عنها لتواتر تقرير األئمة "عليهم السالم" أصحابهم على القراءات المشهورة ,وأمرهم بقراءتهم كذلك والعمل بها حتى يظهر القائم "عليه السالم". انتهى)5(.
قلت :يحتمل أنه كان تلك القراءة أيضا ً متداولة بين الناس في عهده "ع" وصيرورتها شاذة بعد ذلك ال يضر بالجواز أو الغرض بيان القراءة الصحيحة واألمر باالعتقاد بها. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1سعد السعود البن طاووس:ص ,121فصل فيما نذكره من مجلد قالب الثمن عتيق عليه مكتوب فيه مقرأ رسول هللا"ص".... -2القراءات للسياري:ص 34ح ,119إل عمران. -3الكافي للكليني:ج 8ص 183ح ,209في تفسير قوله تعالى :لَ ْن تَنَالُوا ْالبِ َّر َحت َّ ٰى ت ُ ْن ِفقُوا... -4تفسير العياشي:ج 1ص 184ح,84تفسير سورة إل عمران. -5مرآة العقول للمجلسي:ج 26ص 75ح,209في قوله تعالى :لَ ْن تَنَالُوا ْال ِب َّر َحت َّ ٰى ت ُ ْن ِفقُوا..... 595
كه :وعن الحسين بن خالد قال :قال أبو الحسن األول"ع" :كيف تقرأ هذه اآلية:
﴿يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا اتَّقُوا َّ س ِل ُمونَ ﴾ إل اَّللَ َح َّق تُقَاتِ ِه َو َال تَ ُموت ُ َّن إِ َّال َوأَ ْنت ُ ْم ُم ْ عمران ,102:ماذا قلت مسلمون؟ فقال سبحان هللا يوقع هللا عليهم اسم اإليمان فيسميهم مؤمنين ثم يسألهم اإلسالم واإليمان فوق اإلسالم! قلت :هكذا يقرأ في قراءة زيد ,قال :إنما هي في قراءة علي "عليه السالم" وهي التنزيل الذي نزل به جبرائيل على محمد "ص" ":إال وأنتم مسلمون لرسول هللا ثم اإلمام من بعده")1(.
كو :السياري :عن هارون بن الجهم,عن الحسين بن خالد مثله )2(.ويحتمل غير بعيد دخول تمام ما ذكره "ع" في القراءة. كز :الشيخ الطوسي في التبيان :وروي عن أبي عبد هللا"عليه السالم"" :وانتم مسلمون" بالتشديد ومعناه :إال وأنتم مستسلمون لما أتى به النبي "صلى هللا عليه واله" ومنقادون له)3(.
كح :أبو علي الطبرسي :يروي عن أبي عبد هللا"عليه السالم"" :ولتكن منكم أئمة")4( . (كط) علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن سنان قال :قرأت على
أبي عبد هللا عليه السالمُ ﴿ :ك ْنت ُ ْم َخي َْر أ ُ َّم ٍّة أ ُ ْخ ِر َج ْ اس﴾ إل عمران ,110:فقال ت ِللنَّ ِ أبو عبد هللا عليه السالم" :خير أمة" يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليهم السالم! فقال القارئ :جعلت فداك كيف نزلت قالُ ﴿:ك ْنت ُ ْم َخي َْر -أئمة -
أ ُ ْخ ِر َج ْ اس﴾ إل عمران ,110:أال تـــرى مدح هللا لهم تــــــأمرون ت ِللنَّ ِ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج 1ص 194-193ح,119تفسير سورة إل عمران. -2القراءات للسياري:ص 34ح ,120إل عمران. -3التبيان للطوسي:ج 2ص,545-544في قوله تعالىَ :و َال ت َ ُموت ُ َّن إِ َّال َوأ َ ْنت ُ ْم ُم ْس ِل ُمونَ . -4مجمع البيان للطبرسي:ج 2ص,358في تفسير قوله تعالى :ولتكن منكم أمة. 596
بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل)1(.
ل :العياشي:عن حماد بن عيسى,عن بعض أصحبه,قال :في قراءة علي"عليه
السالم"ُ ﴿ :ك ْنت ُ ْم َخي َْر}أئمة{ أ ُ َّم ٍّة أ ُ ْخ ِر َج ْ اس﴾إل عمران,110:قال :هم آل ت ِللنَّ ِ محمد عليهم السالم)2(.
ال :وعن أبي بصير,عنه "ع" ,أنه قال :إنما نزلت هذه اآلية على محمد "صلى هللا عليه واله" في األوصياء خاصة فقال تعالىُ ﴿ :ك ْنت ُ ْم }أنتم{(َ )3خي َْر}أئمة{
أ ُ ْخ ِر َج ْ ع ِن ْال ُم ْن َك ِر﴾ إل عمران,110: اس تَأ ْ ُم ُرونَ ِب ْال َم ْع ُر ِ ت ِللنَّ ِ وف َوت َ ْن َه ْونَ َ هكذا وهللا نزل بها جبرائيل وما عنى بها إال محمد وأوصياءه عليهم الصالة)4(.
لب :عن ابن شهر أشوب في مناقبه,عن الباقر"عليه السالم"" :أنتم خير أمة" باأللف نزل بها جبرائيل ,وما عنى بها إال محمدا و عليا ً واألوصياء من ولده "عليهم السالم")5(.
لج :النعماني في تفسيره,عن ابن عقدة بن جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي,عن إسماعيل بن مهران,عن الحسن بن علي بن أبي حمزة,عن إسماعيل بن جابر,عن الصادق"عليه السالم",عن أمير المؤمنين"عليه السالم"أنه قال :وأما ما حرف من كتاب هللا فقوله تعالى" :كنتم خير أئمة" اآلية فحرفت إلى "خير أمة" .الخبر وهو طويل)6(.
لد :السياري,عن محمد بن علي,عن ابن مسلم,عن علي بن أبي حمزة,عن أبـــــــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير ألقمي:ج 1ص,110تفسير سورة إل عمران.110: -2تفسير العياشي:ج 1ص 195ح ,128تفسير سورة إل عمران.110: -3في المصدر "كنتم" وفي نسخة المصنف"انتم" وأثبتنا االثنين. -4تفسير العياشي:ج 1ص 195ح ,129تفسير سورة إل عمران.110: -5المناقب البن شهر أشوب:ج 3ص,170باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي. -6رسالة المحكم والمتشابه المنسوبة للشريف المرتضى :ص,19في المحرف. 597
بصير قال :قلتُ ﴿ :ك ْنت ُ ْم َخي َْر أ ُ َّم ٍّة أ ُ ْخ ِر َج ْ اس﴾إل عمران110:فقال :ال أدري ت ِللنَّ ِ إنما نزلت هذه اآلية على محمد "صلى هللا عليه واله" وفي أوصياءه خاصة فقال:
﴿}أنتم{ َخي َْر}أئمة{أ ُ ْخ ِر َج ْ ع ِن ْال ُم ْن َك ِر﴾ اس تَأ ْ ُم ُرونَ بِ ْال َم ْع ُر ِ ت ِللنَّ ِ وف َوتَ ْن َه ْونَ َ إل عمران 110:ثم قال :نزل بها جبرائيل على محمد صلى هللا عليه واله هكذا فما عنى بها إال محمدا وأوصياءه عليهم السالم)1(.
له :وعن محمد بن سنان,عن حماد بن عيسى,عن أبي بصير,قال :قرأ أبو عبد هللا
"عليه السالم"ُ ﴿:ك ْنت ُ ْم َخي َْر-أئمة -أ ُ ْخ ِر َج ْ ت
اس﴾ إل عمران)2(.110: ِللنَّ ِ
لو :الشيخ الطبرسي :عن أبي عبد هللا "عليه السالم"ُ ﴿:ك ْنت ُ ْم َخي َْر-أئمة -أ ُ ْخ ِر َج ْ ت اس﴾إل عمران)3(.110: ِللنَّ ِ
لز :في المجلد التاسع عشر من البحار وحديث في رسالة قديمة سنده هكذا :جعفر بن محمد بن قولويه,عن سعد األشعري أبي القاسم "ره" وهو مصنفه روى مشايخنا,عن أصحابنا,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال:قال:أمير المؤمنين"عليه السالم" وساق الحديث إلى أن قال :باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما أنزل هللا عز وجل مما رواه مشايخنا رحمة هللا عليهم من العلماء من آل محمد
"عليهم السالم" قوله عز وجلُ ﴿:ك ْنت ُ ْم َخي َْر أ ُ َّم ٍّة أ ُ ْخ ِر َج ْ اس تَأ ْ ُم ُرونَ ت ِللنَّ ِ ع ِن ْال ُم ْن َك ِر َوتُؤْ ِمنُونَ بِ َّ اَّللِ﴾ إل عمران ,110:فقال أبو عبد بِ ْال َم ْع ُر ِ وف َوتَ ْن َه ْونَ َ هللا "عليه السالم" :لقارئ هذه اآلية :ويحك خير أمة يقتلون ابن رسول هللا "صلى هللا عليه واله"! ,فقلت :جعلت فداك فكيف هي؟ فقال :أنزل هللا" :كنتم خير ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 32ح ,114إل عمران. -2القراءات للسياري:ص 30ح ,102إل عمران. -3مجمع البيان للطبرسي:ج 2ص,358في تفسير قوله تعالى :ولتكن منكم أمة.
598
ع ِن أئمة" أما ترى إلى مدح هللا لهم في قوله﴿:تَأ ْ ُم ُرونَ ِب ْال َم ْع ُر ِ وف َوت َ ْن َه ْونَ َ ْال ُم ْن َك ِر َوتُؤْ ِمنُونَ ِب َّ اَّللِ﴾ إل عمران,110:فمدحه لهم دليل على أنه لم يعن األمة بأسرها ,أال تعلم أن األمة الزناة والالطة والسراق وقطاع الطريق والظالمين والفساقين! افترى أن هللا مدح هؤالء وسماهم اآلمرين بالمعروف والناهين عن المنكر! كال ما مدح هللا هؤالء وال سماهم أخيارا ً بل هم األشرار)1(.
قلت :الظاهر أن هذا الكتاب هو بعينه هو"كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه"( )2الذي عده النجاشي من كتب سعد بن عبد هللا( )3واستظهر ذلك العالمة المذكور في المجلد األول من بحاره)4(.
لح :ثقة اإلسالم في الكافي :عن علي بن إبراهيم,عن أحمد بن محمد بن خالد,عن
ار علَ ٰى َ أبي عبد هللا"عليه السالم"في قوله تعالىَ ﴿:و ُك ْنت ُ ْم َ شفَا ُح ْف َرةٍّ ِمنَ النَّ ِ فَأ َ ْنقَذَ ُك ْم ِم ْن َها -بمحمد﴾إل عمران,103:هكذا وهللا نزل بها جبرائيل"ع"على محمد "صلعم"( )5هكذا فيما رأيت من النسخ وفي بعض النسخ على ما حكاه في مرآة العقول عن أبيه عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عنه "ع" ( )6وهو الصحيح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1بحار األنوار :ج 89ص 60ح,47في التحريف في اآليات. -2كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي:ص239 ح,1باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل. -3رجال النجاشي:ص,177باب السين"."467 -4بحار األنوار"المدخل":ص ,187-186في سعد بن عبد هللا ,وينظر بحار األنوار:ج 89ص ,40الباب السابع في ما جاء في كيفية جمع القرآن وما يدل على تغييره ,وفيه رسالة سعد بن عبد هللا األشعري القمي في أنواع آيات القرآن أيضا. -5الكافي للكليني:ج 8ص 183ح,208في معنى قوله تعالى :وكنتم على شفا حفرة من النار ,عن احمد بن محمد بن خالد عن أبيه. -6مرآة العقول للمجلسي:ج 26ص 74ح ,208عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه, وجاء في حاشية الكتاب" :ورواه العياشي عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه ولعلها سقطا في هذا السند ,وفي بعض النسخ هكذا وهو الظاهر".
599
المطابق لما في كتب الرجال من عدم لقاء محمد بن خالد أبا عبد هللا"عليه السالم", ( )1وكونه الراوي عن محمد بن سليمان ويؤيده الموجود في العياشي. لط :العياشي :عن محمد بن سليمان البصري الديلمي,عن أبيه عن الصادق "عليه السالم" مثله)2(.
ص َر ُك ُم َّ اَّللُ ِببَ ْد ٍّر َوأ َ ْنت ُ ْم أ َ ِذلَّةٌ﴾إل م:علي بن إبراهيم في قوله تعالىَ ﴿:ولَقَ ْد نَ َ عمران ,123:قال أبو عبد هللا عليه السالم :ما كانوا أذلة وفيهم رسول هللا صلى هللا عليه واله ,وإنما نزل " :لقد نصركم هللا ببدر وأنتم ضعفاء")3(.
ما :الطبرسي"ره" :وروي عن بعض الصادقين"عليهم السالم" أنه قرأ" :وأنتم ضعفاء" وقال :ال يجوز وصفهم بأنهم أذلة وفيهم رسول هللا "ص")4(.
مب :السياري :عن محمد بن سنان وحماد بن عثمان,عن ربعي,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" في قوله عز وجل" :لقد نصركم هللا ببدر وأنتم ضعفاء")5( .
مج :العياشي:عن أبي بصير,قال :قرأت عند أبي عبد هللا "عليـــــه السالم"َ ﴿:ولَ َق ْد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1ينظر رجال النجاشي:ص 335رقم الترجمة " "898في ترجمة :محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي أبو عبد هللا ,وذكر ابنه احمد انه ينقل عن أبيه في جميع كتبه ,وينظر رجال الطوسي:ص ,363رقم الترجمة " "5391في باب الميم ,ترجمة :محمد بن خالد البرقي ,وقال عنه ثقة من أصحاب أبي الحسن موسى عليه السالم,وينظر معجم رجال الحديث للخوئي:ج 17ص,74-71رقم الترجمة " "10715محمد بن خالد بن عبد الرحمن :وقال السيد الخوئي :قد عرفت من البرقي والشيخ عد محمد بن خالد من أصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهم السالم. -2تفسير العياشي:ج 1ص 194ح ,124تفسير سورة إل عمران. -3تفسير القمي:ج 1ص ,122تفسير سورة إل عمران,في شهادة حمزة"ع". -4مجمع البيان للطبرسي:ج 2ص,381في تفسير قوله تعالى :ولقد نصركم هللا ببدر إلى قوله تعالى :وما النصر إال من عند هللا العزيز الحكيم. -5القراءات للسياري:ص 29ح ,100سورة إل عمران.
600
ص َر ُك ُم َّ اَّللُ بِ َب ْد ٍّر َوأ َ ْنت ُ ْم أَذِلَّةٌ﴾ إل عمران ,123:فقال مه وهللا ليس هكذا أنزلها هللا نَ َ إنما أنزلت "وأنتم قليل")1(.
مد :وعن عبد هللا بن سنان,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال :سأله أبي عن هذه
ص َر ُك ُم َّ اَّللُ ِب َب ْد ٍّر َوأ َ ْنت ُ ْم أَذِلَّةٌ﴾ إل عمران ,123:قال ليس هكذا أنزل اآليةَ ﴿:ولَقَ ْد نَ َ هللا! ما أذل هللا رسوله قط ,إنما أنزلت "وأنتم قليل" )2(.ورواه السياري أيضا ً)3(. مه :وعن عيسى عن صفوان عن ابن سنان مثله)4(.
مو :وعن ربعي عن حريز,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" أنه قرأ" :ولقد نصركم هللا ببدر وأنتم ضعفاء" وما كانوا أذلة ورسول هللا فيهم عليه وعلى آله الصالة والسالم)5(.
قلت :لما كان الغرض في تلك األخبار نفي نزول الموجود واستنكار نزوله مع تعين القراءة به ,عبروا عن األصل المحذوف تارة بلفظه وتارة بمعناه لحصول الغرض ,مع عدم فائدة في لفظه بعد عدم جواز القراءة به. مز :الثقة سعيد بن عبد هللا في الكتاب المذكور ,قال :وقرأ -أي الصادق"عليه
ص َر ُك ُم َّ اَّللُ ِب َب ْد ٍّر َوأ َ ْنت ُ ْم أَذِلَّةٌ﴾ إل عمران ,123:قال أبو عبد هللا السالم" َ ﴿ -ولَقَ ْد نَ َ "عليه السالم" :ما كانوا أذلة وفيهم رسول هللا صلى هللا عليه واله)6( . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج 1ص 196ح , 133في تفسير قوله تعالى :لقد نصركم هللا ببدر وأنتم أذلة. -2نفس المصدر :ح. 134 -3القراءات للسياري:ص 9ح ,101سورة إل عمران. -4تفسير العياشي:ج 1ص 196ح , 134في تفسير قوله تعالى :لقد نصركم هللا ببدر وأنتم أذلة. -5نفس المصدر :ح. 135 -6كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي:ص252 ح,29باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل. 601
علَ ْي ِه ْم أَ ْو يُ َع ِذّ َب ُه ْم ْس لَ َك ِمنَ ْاأل َ ْم ِر َ وب َ ش ْي ٌء أَ ْو َيت ُ َ مح :وفيه في قوله تعالى﴿:لَي َ فَإِنَّ ُه ْم َ ظا ِل ُمونَ ﴾ إل عمران ,128:فقال أبو عبد هللا عليه السالم :إنما أنزل هللا: "لك من األمر شيء أو يتوب عليهم أن يعذبهم فإنهم ظالمون" )1(.كذا في النسخة وال تخلو من سقم وال يضر بأصل المقصود وهو وجود التغيير في اآلية. مط :وعن الجرمي,عن أبي جعفر "عليه السالم" أنه قرأ" :ليس لك من األمر شيء أن يتوب عليهم أو تعذبهم فإنهم ظالمون")2(. ن :السياري:عن المفضل,عن صالح بن علي الجرمي وسيف,عن زرارة جميعا ً ,عن أبي عبد هللا"ع":ليس لك من األمر شيء إن تبت عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون")3(.
نا :وعن محمد بن جمهور,عن بعض أصحابنا,قال :تلوت بين يدي أبي عبد هللا َي ٌء﴾ إل عمران ,128:فقال :بلى "عليه السالم" هذه اآلية﴿ :لَي َ ْس لَ َك ِمنَ ْاأل َ ْم ِر ش ْ وشيء وهل األمر كله إال له "ص" لكنها نزلت" :ليس لك من األمر إن تبت عليهم أو تعذبهم فإنهم ظالمون" وكيف ال يكون من األمر شيء وهللا عز وجل يقولَ ﴿:و َما الر ُ آتَا ُك ُم َّ سو ُل فَ ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َع ْنهُ َفا ْنت َ ُهوا﴾ الحشر ,7:وقال عز وجلَ ﴿:م ْن يُ ِطعِ اك َعلَ ْي ِه ْم َح ِفي ً سو َل فَقَ ْد أ َ َ ع َّ ظا﴾ النساءِ ﴿ )4( .80:إ ْن س ْلنَ َ الر ُ َّ طا َ اَّللَ ۖ َو َم ْن ت َ َولَّ ٰى فَ َما أ َ ْر َ َعلَي َْك إِ َّال ْالبَ َال ُ غ﴾الشورى)5(.48: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي:ص 243ح,7باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل. -2تفسير العياشي:ج 1ص 198ح ,141تفسير سورة إل عمران.128: -3القراءات للسياري:ص 30ح ,103سورة إل عمران. -4القراءات للسياري:ص 36-35ح ,125سورة إل عمران. -5وفق فهمي القاصر:إن أية سورة الشورى ,48:أقحمت بالرواية سهوا من "السياري" علَي َْك إِ َّال ْالبَ َال ُ غ" ,قوله عز وجل لمناسبة سبق قوله تعالى في سورة الشورى" :48:إِ ْن َ علَ ْي ِه ْم َح ِفي ً ظا" وهذه االية بتمامها وردت بأية سورة النساء,80:وااللتباس س ْلن َ َاك َ "فَ َما أ َ ْر َ جاء نتيجة تشابه األلفاظ في كال اآليتين ,ونقلها المصنف كما هي من السياري وهللا العالم. 602
نب :النعماني بالسند المتقدم عن أمير المؤمنين "عليه السالم" وقال سبحانه في
علَ ْي ِه ْم أَ ْو يُ َع ِذّبَ ُه ْم فَإِنَّ ُه ْم ْس لَ َك ِمنَ ْاأل َ ْم ِر َ وب َ ش ْي ٌء أَ ْو يَت ُ َ سورة آل عمران﴿:لَي َ َ ظا ِل ُمونَ -آلل محمد ﴾-إل عمران ,128:فحذفوا آل محمد "ع")1(. نج :السياري :عن حماد بن عيسى,عن بعض أصحابه,عن أبي عبد هللا"عليه السالم"" :ويتخذ منكم شهيداً")2(.
ند :وعن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد هللا عليه
سي ُ َ ط َّوقُونَ َما بَ ِخلُوا بِ ِه -من الزكاة -يَ ْو َم السالم في قول هللا جل وعزَ ﴿: ْال ِقيَا َم ِة﴾إل عمران)3( .180: قلت :الظاهر أن قوله :من الزكاة ,بيان للموصولة عن اإلمام "ع" ,بقرينة ما في
سي ُ َ ط َّوقُونَ َما الكافي في ذيل خبر عنه "ع" في عقاب مانع الزكاة وهو قول هللاَ ﴿: بَ ِخلُوا بِ ِه يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة﴾إل عمران.180:يعني ما بخلوا به من الزكاة)4(. نه :وعن أبي طالب,عن يونس,عن علي بن أبي حمزة,عن سماعة بن مهران,عن ت -والزبر- س ٌل ِم ْن قَ ْب ِلي ِب ْالبَ ِيّنَا ِ أبي عبد هللا "عليه السالم"﴿ :قُ ْل قَ ْد َجا َء ُك ْم ُر ُ
فَ ِل َم
قَتَ ْلت ُ ُمو ُ ه ْم﴾ إل عمران)5(.183:
نو :العياشي :عن محمد بن يونس,عن بعض أصحابنا,قال :قال لي أبو جعفر:عليه ت ۗ-ومنشورة ﴾-إل عمران,185:نزل بها على محمد السالمُ ﴿:ك ُّل نَ ْف ٍّس ذَائِقَةُ ْال َم ْو ِ "صلى هللا عليه واله" أنه ليــــس من أحد من هذه األمـــــــة إال سيـــنشر فأما ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1رسالة المحكم والمتشابه المنسوبة للشريف المرتضى :ص,19في المحرف. -2القراءات للسياري:ص 31ح ,108سورة إل عمران.140: -3القراءات للسياري:ص 31ح ,110سورة إل عمران. -4الكافي للكليني:ج 3ص 502ح 1باب منع الزكاة. -5القراءات للسياري:ص 31ح ,111سورة إل عمران.183: 603
المؤمنون فينشرون إلى قرة عين وأما الفجار فينشرون إلى خزي هللا إياهم )1(.
نز :الشيخ الجليل سعد بن عبد هللا القمي في بصائره ,كما نقله عنه الشيخ حسن بن سليمان الحلي في منتخبه,عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب,عن محمد بن سنان,عن عمار بن مروان,عن المنخلي بن جميل,عن جابر بن يزيد,عن أبي جعفر"عليه السالم" قال :ليس من مؤمن إال وله قتلة وموتة ,إنه من قتل نشر حتى يموت ,ومن مات نشر حتى يقتل ,ثم تلوت على أبي جعفر "عليه السالم" هذه ت﴾إل عمران ,185:فقال هو"عليه السالم" ومنشورة, اآليةُ ﴿:ك ُّل نَ ْف ٍّس ذَائِقَةُ ْال َم ْو ِ قلت :قولك ومنشورة ما هو؟ فقال "ع" :هكذا أنزل بها جبرائيل على محمد "صلى هللا عليه واله"" :كل نفس ذائقة الموت ومنشورة" .الخبر)2(.
نح :السياري :عن محمد بن سنان,عن فضيل,عن أبي حمزة,قال :قرأت على أبي ت﴾إل عمران ,185:قال :ومنشورة جعفر"عليه السالم"ُ ﴿:ك ُّل نَ ْف ٍّس ذَا ِئقَةُ ْال َم ْو ِ نزل بها جبرائيل على محمد "ص" هكذا أنه ليس من أحد من هذه األمة إال وهو منشورة ,فأما المؤمنون فينشرون إلى قرة أعينهم ,وأما الفجار فينشرون إلى خزي هللا إياهم)3(.
نط :عن محمد بن سنان,عن عمار بن مروان,عن منخل,عن جابر بن أبي عبد هللا
ت "عليه السالم" قالُ ﴿:ك ُّل نَ ْف ٍّس ذَائِقَةُ ْال َم ْو ِ
ۗ -ومنشورة ﴾-إل عمران)4(.185:
س :أسعد بن عبد هللا في الكتاب المذكور,قال :قرأ رجل على أبي جعفر"عليه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج 1ص 210ح,169تفسير قوله تعالى :كل نفس ذائقة الموت. -2مختصر البصائر للحسن بن سليمان الحلي:ص ,104-103ح ,1باب في الكرات وحاالتها وما جاء فيها. -3القراءات للسياري:ص 32ح ,113سورة إل عمران.185: -4القراءات للسياري:ص 31ح ,112سورة إل عمران.185:
604
ت﴾إل عمران ,185:فقال أبو جعفر "عليه السالم"ُ ﴿ :ك ُّل نَ ْف ٍّس ذَائِقَةُ ْال َم ْو ِ السالم"" :ومنشورة" هكذا وهللا نزل بها جبرائيل "عليه السالم" على محمد "صلعم" أنه ليس من أحد من هذه األمة إال سينشر ,وأما المؤمنون فينشرون إلى قرة أعينهم ,وأما الفجار فيحشرون إلى خزي هللا وأليم عذابه)1(.
سا :العياشي :عن يزيد,عن أبي جعفر"عليه السالم" في قوله تعالى" :اصبروا" يعني بذلك عن المعاصي" ,وصابروا" يعني التقية" ,ورابطوا" يعني على األئمة "عليهم السالم" ,ثم قال :تدري ما معنى البدو؟ أما لبدنا فإذا تحركوا فتحركوا, فاتقوا هللا ما لبدنا ربكم لعلكم تفلحون ,قال :قلت جعلت فداك :إنما نقرؤوها واتقوا هللا ,قال"ع" :أنتم تقرؤونها كذا ونحن نقرأها هكذا)2(.
قال في البحار :لبد كنصر وفرح لبودا ً ولبدا ً أقام ولزق كالبد ,ذكره الفيروز آبادي والمعنى :ال تستعجلوا في الخروج على المخالفين وأقيموا في بيوتكم ما لم يظهر منا ما يوجب الحركة من النداء والصيحة وعالمات خروج القائم "عليه السالم" وظاهره أن تلك الزيادات كانت داخلة في اآلية ,ويحتمل أن يكون تفسيرا ً للمرابطة والمصابرة بارتكاب تجوز ,في قوله "ع" :نحن نقرؤها كذا ,ويحتمل أن يكون لفظة الجاللة زيدت من النساخ ,ويكون :واتقوا ما لبدنا ربكم ,كما يومي إليه كالم الراوي .انتهى)3(.
واحتمال التفسير بعيد في الغاية عن سياق الكالم ,ويحتمل أن يكون المراد من الرب المضاف هو اإلمام "عليه السالم" كما استعمل كذلك فيهم "ع" في مواضع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي:ص257 ح,43باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل. -2العياشي :ج 1ص 213ح,184في تفسير قوله تعالى :يا أيها الذين امنوا اصبروا. -3بحار األنوار:ج 24ص 218ح,13باب ما نزل فيهم"ع" من الحق والصبر والرباط والعسر واليسر. 605
كثيرة من القرآن ,والمعنى وهللا العالم :واتقوا هللا في الخروج ما أقمنا إمامكم وأمرناه بالوقوف وأن ال يبرح من مكانه ,ولعل النساخ أسقطوا تمام اآلية من كالم الراوي ,أو لم يذكره إحالة على الموجود في المصاحف.
(سورة النساء) أ :الشيخ الطبرسي في االحتجاج:عن أمير المؤمنين"عليه السالم" أنه قال للزنديق:
وأما ظهورك على تناكر قوله تعالىَ ﴿:و ِإ ْن ِخ ْفت ُ ْم أَ َّال ت ُ ْق ِس ُ طوا فِي ْاليَتَا َم ٰى فَا ْن ِك ُحوا َما َ اء﴾ النساء ,3:وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح س ِ ط َ اب لَ ُك ْم ِمنَ النِّ َ النساء! وال كل النساء يتامى! فهو مما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن,وبين قوله في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن .الخبر)1(.
ب :علي بن إبراهيم,عن الصادق"عليه السالم" أنه قال﴿ :فَ َما ا ْستَ ْمتَ ْعت ُ ْم بِ ِه ِم ْن ُه َّن ضةً﴾ النساء ,24:فهذه اآلية دليل على ور ُه َّن فَ ِري َ إلى أجل مسمى -فَآتُو ُه َّن أ ُ ُج َالمتعة)2(.
ج :ثقة اإلسالم في الكافي()3عن أبيه,عن ابن أبي عمير,عمن ذكره,عن أبي عبد ست َ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى - هللا"عليه السالم" قال:إنما نزلت﴿:فَ َما ا ْ
ور ُه َّن فَآتُو ُه َّن أ ُ ُج َ
ضةً﴾النساء)4(,24: فَ ِري َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج 1ص,377في إن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف وال زيادة. -2تفسير القمي:ج 1ص,136تفسير سورة النساء.24: -3علي بن إبراهيم ,لم تكن موجودة في المخطوط دون المصدر. -4الكافي للكليني:ج 5ص 449ح,3في أبواب المتعة. 606
د :كتاب عاصم بن حميد الحناط برواية الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري,عن أبي علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب,عن حميد بن زياد,عن عبد هللا أحمد بن نهيك,عن مساور وسلمة,عن عاصم بن حميد,عن أبي بصير,قال: سمعت أبا جعفر"عليه السالم" يقول :قال علي"عليه السالم" :لوال ما سبقني به ابن الخطاب ما زنى إال شقي,قال ثم قرأ هذه اآلية﴿:فَ َما ا ْست َ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن -إلى
ض ْيت ُ ْم بِ ِه علَ ْي ُك ْم فِي َما تَ َرا َ ور ُه َّن فَ ِري َ ضةً َو َال ُجنَا َح َ أجل مسمى -فَآتُو ُه َّن أ ُ ُج َ ض ِة﴾النساء ,24:قال :يقول :إذا انقطع األجل فيما بينكما استحللتها ِم ْن بَ ْع ِد ْالفَ ِري َ بأجل آخر ترضيها ,وال يحل لغيرك حتى ينقضي األجل وعدتها حيضتان)1(.
ه :الصدوق "ره" في الفقيه بإسناده,عن الحسن بن محبوب,عن أبان,عن أبي مريم,عن أبي جعفر"عليه السالم"قال :أنه سأل عن المتعة فقال :أن المتعة اليوم ليست كما كانت قبل اليوم ,إنهن كن يؤمن يؤمئذ ,فاليوم ال يؤمن فسألوا عنهن وأحل رسول هللا "صلى هللا عليه واله" المتعة ولم يحرمها حتى قبض ,وقرأ ابن ضةً﴾ ور ُه َّن فَ ِري َ عباس﴿:فَ َما ا ْستَ ْمتَ ْعت ُ ْم بِ ِه ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى -فَآتُو ُه َّن أ ُ ُج َ النساء)2(.24:
والظاهر أن قوله :وقرأ الخ ,من تتمة كالم اإلمام "عليه السالم" بقرينة ما يأتي عن العياشي ,والوجه فيه ما مر في ذيل الحديث األربعين من سورة البقرة ,وزعم الفاضل المولى مراد القريشي :أنه من كالم الصدوق حيث قال :قوله :وقرأ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1األصول الستة عشر لعدة محدثين:ص,24في أصل عاصم بن حميد الحناط. -2من ال يحضره الفقيه للصدوق:ج 3ص 459ح,4585المتعة إباحتها واستحبابها لمن عرفها. 607
الخ ,مقصود المؤلف من االستشهاد ضم إلى أجل مسمى إلى اآلية ,فيصير نصا ً في المتعة ,واالنضمام لبيان معنى اآلية دون أن المنضم منها حتى يق أنه لو كان منها لوجب تواتره ,وطرح الخبر أهون من هذا الحمل الذي يأباه ذوق كل من له درية بأساليب الكالم )1(,ويأتي الجواب عن كالمه األخير إن شاء هللا تعالى و :العياشي :عن محمد بن مسلم,عن أبي جعفر"عليه السالم" قال :قال :جابر بن عبد هللا,عن رسول هللا"ص" :أنهم غزوا معه فأحل لهم المتعة ولم يحرمها ,وكان علي"عليه السالم" يقول :لوال ما سبقني به ابن الخطاب يعني عمر ما زنى إال
شقي ,وكان ابن عباس يقرأ﴿:فَ َما ا ْستَ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى -فَآتُو ُه َّن ضةً﴾النساء ,24:وهؤالء يكفرون بها ورسول هللا "صلى هللا عليه ور ُه َّن فَ ِري َ أ ُ ُج َ واله" أحلها ولم يحرمها)2(.
ز :وعن أبي بصير,عن أبي جعفر"عليه السالم" قال :كان يقرأ﴿ :فَ َما ا ْستَ ْمتَ ْعت ُ ْم بِ ِه علَ ْي ُك ْم فِي َما ور ُه َّن فَ ِري َ ضةً َو َال ُجنَا َح َ ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى -فَآت ُو ُه َّن أ ُ ُج َ ض ِة﴾النساء , 24:فقال"ع" :هو أن يزوجها إلى أجل ض ْيت ُ ْم بِ ِه ِم ْن بَ ْع ِد ْالفَ ِري َ تَ َرا َ ثم يحدث شيء بعد األجل)3(.
ح :وعن عبد السالم عن أبي عبد هللا عليه السالم قال :قلت له :ما تقول في المتعة؟
ا ْستَ ْمتَ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى -فَآتُو ُه َّن ض ْيت ُ ْم بِ ِه ِم ْن بَ ْع ِد علَ ْي ُك ْم فِي َما تَ َرا َ ُجنَا َح َ
قال :قول هللا تعالى﴿ :فَ َما ضةً َو َال ور ُه َّن فَ ِري َ أ ُ ُج َ ض ِة﴾النساء , 24:قال :قلت :جعلت فداك أهي من األربع ؟ قالت :ليــــس من ْالفَ ِري َ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1لم أقف على اسم المصدر المقصود. -2تفسير العياشي:ج 1ص 233ح ,85تفسير سورة النساء.24: -3تفسير العياشي:ج 1ص 234ح ,87تفسير سورة النساء.24:
608
األربع إنما هي إجارة فقلت :أرأيت إن أراد أن يزداد أو وتزداد قبل انقضاء األجل الذي أجل! قال :ال بأس أن يكون ذلك برضا ً منه ومنها باألجل والوقت وقل سيزيدها بعد ما يمضي األجل )1(.كذا في النسخة وال يبعد كون السهو من الراوي التفاق جميع األخبار هنا ,وفي ما تقدم في مصحف عبد هللا بن مسعود وأبي أن الزيادة بعد قوله تعالى منهن. ط :السياري :عن البرقي,عن علي بن النعمان,عن داؤد بن فرقد,عن عامر بن
سعيد الجهني,عن جابر بن أبي جعفر"عليه السالم" أنه قال﴿:فَ َما ا ْستَ ْمتَ ْعت ُ ْم بِ ِه ضةً﴾النساء.24:اآلية )2(.قال ور ُه َّن فَ ِري َ ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى -فَآتُو ُه َّن أ ُ ُج َ المحقق الداماد في حاشية القبسات :واألحاديث من طرقهم وطرقنا متظافرة بأنه ست َ ْمت َ ْعت ُ ْم بِ ِه ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى ﴾ -النساء ,24:وقد كان في أية المتعة ﴿:فَ َما ا ْ كان مكتوبا ً في مصحف ابن مسعود وابن عباس وكانا يقرءان كذلك )3(.قلت: وكذلك كان في مصحف أبي وتقدم بعض تلك الطرق فليالحظ. ي :سعد بن عبد هللا القمي في كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ,قال :وقرأ أبو جعفر
وأبو عبد هللا "عليهما السالم"﴿:فَ َما ا ْستَ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن -إلى أجل مسمى -فَآتُو ُه َّن ضةً﴾النساء)4(.24: ور ُه َّن فَ ِري َ أ ُ ُج َ يا :السياري :عن محمد بن علي بن سنان,عن عمار بن مروان,عن منخل,عن جابر عن أبي عبد هللا"عليه السالم" قال نزل جبرائيل بهذه اآلية على رسول هللا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج 1ص 234ح ,88تفسير سورة النساء.24: -2القراءات للسياري:ص 41ح,148النساء.24: -3لم أتوصل إلى المصدر. -4كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي:ص259 ح,48باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل. 609
آمنُوا بِ َما نَ َّز ْلنَا -في اب ِ "صلى هللا عليه واله"هكذا﴿ :يَا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكتَ َ ص ِدّقًا ِل َما َمعَ ُك ْم﴾النساء)1(.47: علي ُ -م َ يب :السيد المحدث التوبلي في تفسير البرهان مرسالً,عن عمرو بن شمر,عن جابر قال :قال أبو جعفر"عليه السالم" :نزلت هذه اآلية على محمد "صلى هللا آمنُوا بِ َما ن ََّز ْلنَا -في علي - اب ِ عليه واله" هكذا﴿:يَا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكتَ َ
ص ِدّقًا ِل َما َم َع ُك ْم ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن ن ْ ارهَا أَ ْو ن َْل َعنَ ُه ْم س ُو ُجو ًها فَن َُردَّهَا َ ُم َ علَ ٰى أ َ ْدبَ ِ َط ِم َ إلى قوله َ -م ْفعُ ًوال﴾النساء)2(.47: يج :ثقة اإلسالم في الكافي,عن علي بن إبراهيم,عن أحمد بن محمد البرقي,عن أبيه,عن محمد بن سنان,عن عمار بن مروان,عن منخل,عن جابر,عن أبي جعفر
اب "عليه السالم" قال نزل جبرائيل"ع" بهذه اآلية هكذا﴿:يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ أ ُوتُوا ْال ِكتَ َ آمنُوا ِب َما ن ََّز ْلنَا -في علي نورا ً مبينا ً ﴾-النساء ,47:كذا متن الحديث في نسخ ِ الكافي )3(,قال المولى محمد صالح في شرحه :ظاهر هذا الحديث على أن قوله تعالى :في علي نورا ً مبينا ً كان في نظم القرآن والمنافقون حرفوه وأسقطوه ,ونورا ً حال عن علي "عليه السالم")4(.
قلت :الذي ظهر لي أنه قد أسقط الراوي أو الناسخ منه كلمات ,وهي عجز تلك اآلية كما نقلناها على ما هو الموجود في المصاحف وصدر آية أخرى فــــي آخر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 38ح , 135النساء .47: -2البرهان للبحراني:ج 2ص 238-237ح , 4تفسير سورة النساء ,47:نقال عن اب آ ِمنُوا. العياشي:ج 1ص 245ح ,148في قوله تعالىَ :يا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ َ -3الكافي للكليني:ج 1ص 417ح,26باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -4شرح أصول الكافي:ج 7ص 66ح,27الباب السادس فيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. 610
اس قَ ْد َجا َء ُك ْم بُ ْرهَا ٌن ِم ْن َر ِبّ ُك ْم هذه السورة ,وهي قوله تعالىَ ﴿:يا أَيُّ َها النَّ ُ ورا ُمبِينًا﴾ النساء ,174:وأن لفظ "في علي" متوسطا ً بين "نزلنا" َوأَ ْنزَ ْلنَا إِلَ ْي ُك ْم نُ ً و "مصدقا ً" في األولى وبين "إليكم" و "نورا ً" في الثانية موجودا ً سقط من الموضعين ,وكان األصل بعد قوله "في علي" هكذا":مصدقا ً لما معكم" وبهذا اإلسناد,عن محمد بن سنان,عن عمار,عن منخل,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال :نزل إلى قوله":وأنزلنا إليكم علي نورا ً مبينا ً" )1(.ويوضح ذلك أنه "ره" أورد سندا ً قبل هذا هكذا :علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن محمد بن سنان,عن عمار بن مروان,عن منخل,عن جابر,عن أبي جعفر"عليه السالم" :وذكر سقوط "في س ُه ْم﴾البقرة,90:اآلية )2(.ثم قال: س َما ا ْشت َ َر ْوا بِ ِه أ َ ْنفُ َ علي" في قوله تعالىِ ﴿:بئْ َ وبهذا اإلسناد,عن محمد بن سنان الخ ,وذكر سقوط "في علي" في قوله تعالى: "وإن كنتم في ريب".اآلية .كما تقدم ,ثم قال:وبهذا اإلسناد وذكر الحديث المذكور, والسياري أورد في كتابه تلك األخبار بهذا السند وزاد بعد قوله" :لما معكم" وبإسناده ثم ذكر اآلية األخيرة المتضمنة لقوله"في علي" )3(,واحتمال كون ما في مصحفهم "ع" موافقا ً لما في الخبر ومخالفا ً لما عندنا كما ظنه الفاضل المذكور بعيد.
يد :السياري عن البرقي عن الديلمي عن داؤد الرقي قال :قال أبو عبد هللا "عليه
علَ ٰى َما آتَا ُه ُم َّ ض ِل ِه ۖ فَقَ ْد آتَ ْينَا آ َل اَّللُ ِم ْن فَ ْ السالم"﴿:أَ ْم َي ْح ُ اس َ سدُونَ النَّ َ ظي ًما﴾النساء,54: ب َو ْال ِح ْك َمةَ َوآت َ ْينَا ُه ْم ُم ْل ًكا َع ِ يم -وآل عمران وآل محمد ْ -ال ِكتَا َ ِإب َْرا ِه َ ثم قال"ع" :نحن وهللا الناس الذين ذكرهم هللا عز وجل في كتابه ونحن وهللا المحسودون ثالثاً)4(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 1ص 417ح,27باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -2الكافي للكليني:ج 1ص 417ح,25باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -3القراءات للسياري:ص 38ح , 135النساء.47: -4القراءات للسياري:ص 40ح , 142النساء.54: 611
يه :علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن حماد,عن حريز,عن أبي عبد هللا"عليه السالم"
ش ْيءٍّ -فأرجعوه -إِلَى َّ سو ِل -وإلى أولي قال :نزلت﴿:فَإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِي َ الر ُ اَّللِ َو َّ األمر منكم ﴾-النساء)1(,59:
يو :العياشي :عن بريد بن معاوية ,قال :كنت عند أبي جعفر "عليه السالم" فسألته
عن قول هللا تعالى﴿ :أَ ِطيعُوا َّ سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم﴾ الر ُ اَّللَ َوأَ ِطيعُوا َّ ب َصيبًا ِمنَ ْال ِكتَا ِ النساء ,59:قال :فكان جوابه أن قال﴿:أَلَ ْم ت َ َر إِلَى الَّذِينَ أ ُوتُوا ن ِ ت َو َّ الطا ُ ت -فالن وفالن ﴾-النساء ,51:إلى أن قال"ع" ثم قال غو ِ يُؤْ ِمنُونَ ِب ْال ِج ْب ِ للناسَ ( :يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا) فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة﴿أَ ِطيعُوا َّ اَّللَ سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم﴾ النساء ,59:إيانا عني خاصة "فإن خفتم" الر ُ َوأَ ِطيعُوا َّ تنازعا ً في األمر "فأرجعوه" إلى هللا وإلى الرسول وأولي األمر منكم ,هكذا نزلت وكيف يأمرهم بطاعة أولي األمر ويرخص لهم في منازعتهم! إنما قيل ذلك
للمأمورين الذين قيل لهم﴿:أَ ِطيعُوا َّ سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم﴾ الر ُ اَّللَ َوأ َ ِطيعُوا َّ النساء)2(,59:
يز :وعن العجلي,عن أبي جعفر"عليه السالم" مثله سواء ,وزاد في آخره تفسير بعض اآليات)3(.
يج :وعن محمد بن مسلم ,قال :قال أبو جعفر"عليه السالم"﴿:فَإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِي ش ْيءٍّ -فأرجعوه ِ -إلَى َّ ل -وإلى أولي األمر منكم ﴾-النساء)4(.59: َ الر ُ اَّللِ َو َّ سو ِ يط :السياري:عن البرقي,عن محمد بن أبي عمير,عن يزيد بن معاوية العجلي,عن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير القمي:ج 1ص ,141تفسير سورة النساء.59: -2تفسير العياشي:ج 1ص,247-246ح ,153تفسير سورة النساء.59: -3تفسير العياشي:ج 1ص,247ح ,154تفسير سورة النساء.59: -4تفسير العياشي:ج 1ص,254ح ,178تفسير سورة النساء.59: 612
أبي جعفر"عليه السالم" قال :تالَ ﴿ :يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا﴾ فجمع المؤمنين إلى يوم
القيامة ﴿أَ ِطيعُوا َّ سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم﴾النساء ,59:إيانا عني الر ُ اَّللَ َوأَ ِطيعُوا َّ خاصة" :فإن خفتم تنازعا ً في األمر "فأرجعوه" إلى هللا وإلى الرسول وأولي األمر منكم" كذا نزلت)1(.
ك :العياشي في ذيل خبر محمد بن مسلم,وفي رواية عامر بن سعيد الجهني,عن جابر عنه "ع" :وأولي األمر)2(.
كا :السياري :عن علي بن الحكم,عن عامر بن سعيد الجهني,عن أبي جعفر,عليه السالم"" :قال أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم من آل محمد صلوات هللا عليهم" هكذا نزل بها جبرائيل)3(.
كب :ثقة اإلسالم في الكافي,عن الحسين بن محمد,عن معلى بن محمد,عن الحسن بن علي الوشاء,عن أحمد بن عائل,عن ابن أذينة,عن يزيد العجلي,قال :سألت أبا
جعفر"ع" عن قول هللا عز ذكرهِ ﴿ :إ َّن َّ ت إِلَ ٰى أَ ْه ِل َها اَّللَ َيأ ْ ُم ُر ُك ْم أ َ ْن ت ُ َؤدُّوا ْاأل َ َمانَا ِ اس أ َ ْن ت َ ْح ُك ُموا ِب ْال َع ْد ِل﴾ النساء ,58:قال :إيانا عنى أن يؤدى َو ِإذَا َح َك ْمت ُ ْم َبيْنَ النَّ ِ
اس أَ ْن األول إلى اإلمام الذي بعده الكتب والعلم والسالح﴿ َو ِإذَا َح َك ْمت ُ ْم بَيْنَ النَّ ِ تَ ْح ُك ُموا ِب ْال َع ْد ِل﴾ النساء,58:الذي في أيديكم ثم قال للناسَ ﴿:يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم﴾ النساء,59:إيانا عنى خاصة الر ُ اَّللَ َوأَ ِطيعُوا َّ أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا "فإن خفتم تنازعا ً فـي أمر فردوه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 38ح , 132النساء.59: -2تفسير العياشي:ج 1ص,254ح ,178تفسير سورة النساء.59: -3القراءات للسياري:ص 41ح , 147النساء.54: 613
إلى هللا وإلى الرسول وإلى أولي األمر منكم" كذا نزلت وكيف يأمرهم هللا عز وجل بطاعة والة األمر ويرخص في منازعتهم ! إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم "أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم")1(.
كج :وعن علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن ابن أبي عمير,عن عمر بن أذينة,عن بريد بن معاوية,قال :تال أبو جعفر"عليه السالم"" :أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم فإن خفتم تنازعا ً في األمر فأرجعوه إلى هللا وإلى الرسول وأولي األمر منكم" ,ثم قال"ع" :كيف يأمر بطاعتهم ويرخص في منازعتهم! إنما قال ذلك للمأمورين الذي قيل لهم "أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول")2(.
كد :سعد بن عبد هللا القمي في كتاب ناسخ القران مما رواه عن مشايخه ,قال :كان أي الصادق – يقرأ" :فإن تنازعتم من في شيء فأرجعوه إلى هللا وإلى رسولهوأولي األمر منكم")3( .
كه :كتاب سليم بن قليس الهاللي في حديث طويل,عن علي"عليه السالم" في ذكر اختالف األخبار وأقسام رواية ,إلى أن قال :فقلت :يا نبي هللا ومن شركائي؟ قال: الذين قرنهم هللا بنفسه وبي الذين قال في حقهم" :يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم فإن خفتم التنازع في شيء فأرجعوه إلى هللا وإلى الرسول وإلى أولي األمر منكم" .الخبر)4(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 1ص 276ح ,1باب أن اإلمام "ع" يعرف اإلمام الذي يكون من بعده وأن قول هللا تعالى" :إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها" فيهم "ع" نزلت. -2الكافي للكليني:ج 8ص 185-184ح,212في ان ال يوجب هللا طاعة أولي األمر ويرخص في منازعتهم. -3كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي:ص247 ح,16باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل. -4كتاب سليم بن قيس:ص ,184علة الفرق بين أحاديث الشيعة وأحاديث مخالفيهم. 614
قلت :وفي تلك األخبار داللة صريحة على فساد قول من قال :أن الخطاب في تنازعتم ألولي األمر على سبيل االلتفات من الغيبة إلى الخطاب ,وفساد ما في الكشاف من أن المراد :فإن اختلفتم أنتم وأولو األمر منكم في شيء من أمور الدين فارجعوا فيه إلى الكتاب والسنة)1(.
وجه الفساد وجود أولى األمر في الموضع الثاني أيضا ً ,وضرورة حكم العقل بعدم تصور منازعة من أمر هللا بطاعتهم وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله ,كما ال يتصور منازعة هللا ومنازعة رسوله ,فإن جاز منازعتهما جاز منازعتهم, فالمخاطبون بالرد والرجوع المؤمنون المخاطبون بالطاعة ,وهذا من أجلى الضروريات ال ينكره إال مكابر أو مباهت ,وهو أيضا ً بنفسه قرينة على لزوم وجود أولي األمر في الموضع الثاني. وقال المجلسي "ره" :وظاهر كثير من األخبار أن قوله وأولي األمر منكم كان مثبتا ً ههنا فأسقط)2(.
وزعم الفاضل الطبرسي "ره" :أنه يفهم أمرهم بالرجوع إلى والة األمر عند التنازع على تقدير عدم وجوده أيضا ً )3(.كما في هذا المصحف الذي جمعوه على عهد عثمان بقرينة األمر بطاعتهم أوالً ,وإنما لم يذكرهم هنا للتنبيه على أن الرجوع إليهم رجوع إلى هللا وإلى الرسول ,وفيه أن الذي يفهم من صدر اآلية عدم جواز منازعتهم في شيء من أمور الديـــن والدنيا لمنافاتها لمطاعينهم ,وأما أنهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكشاف للزمخشري:ج 1ص,524تفسير سورة النساء.59: -2مرآة العقول للمجلسي :ج 26ص 77ح,212تفسير قوله تعالى :أ َ ِطيعُوا َّ اَّللَ َوأ َ ِطيعُوا سو َل..... الر ُ َّ -3مجمع البيان للطبرسي:ج 3ص ,115-113تفسير قوله تعالى :يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا . 615
المرجع أيضا ً في صورة التنازع فعدم ذكره معهما قرينة على عدمه,نعم لو اقتصر في الموضع الثاني على األمر بالرد إلى هللا كان لما ذكره وجه للعلم بكون الرجوع إلى الرسول رجوع إليه تعالى,فيكون قرينته على أنهم أيضا ً كذلك. ومن هنا قال الرازي :في تفسيره في وجوه الرد على ما زعمه األمامية من كون
المراد بأولى األمر هم األئمة"عليهم السالم",وأيضا ً أنه تعالى قال﴿:فَإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم ش ْيءٍّ فَ ُردُّوهُ إِلَى َّ سو ِل﴾ النساء.59:وعلى هذا ينبغي أن يقال فردوه ِفي َ الر ُ اَّللِ َو َّ إلى األمام.انتهى)1(.والتعرض للجواب عن أوهامه خروج عن وضع الكتاب. كو :ثقة اإلسالم في روضة الكافي,عن علي بن إبراهيم,عن أحمد بن محمد بن خالد,عن أبي جنادة الحصين بن المخارق بن عبد الرحمن بن ورقاء بن حبشي بن جنادة السلولي صاحب رسول هللا "صلعم",عن أبي الحسن األول"ع" في قول هللا
عز وجل﴿:أُو ٰلَ ِئ َك الَّذِينَ َي ْعلَ ُم َّ ع ْن ُه ْم -فقد سبقت عليهم اَّللُ َما ِفي قُلُو ِب ِه ْم فَأَع ِْر ْ ض َ كلمة الشقاء وسبق لهم العذاب َ -و ِع ْ ظ ُه ْم َوقُ ْل لَ ُه ْم فِي أ َ ْنفُ ِس ِه ْم قَ ْو ًال بَ ِليغًا﴾ النساء)2(.63:
قال العالمة المجلسي في مرآة العقول :ظاهر الخبر أن هاتين الفقرتين كانتا داخلتين في اآلية ,ويحتمل أن يكون "عليه السالم" أوردها للتفسير ,أي إنما أمر تعالى باإلعراض عنهم لسبق كلمة الشقاء عليهم ,أي علمه تعالى بشقائهم وسبق تقدير العذاب لعلمه بأنهم يصيرون أشقياء بسوء اختيارهم)3(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير الرازي:ج 1ص ,114تتمة سورة النساء :آية .59 -2الكافي للكليني:ج 8ص 184ح,211بيان قوله تعالى :أولئك الذين يعلم هللا ما في قلوبهم. -3مرآة العقول للمجلسي :ج 26ص 76ح,211تفسير قوله تعالى :أولئك الذين يعلم هللا ما في قلوبهم... 616
قلت :ما احتمله في غاية البعد عن ظاهر السياق ,مع أنهما ليستا تفسيرا ً للموجود وكشفا لمعناه ,وذكر علة اإلعراض فيهما ال يجعلهما تفسيرا ً له بل يجعلهما مربوطا ً به. ثم قال :وتركه أي قوله تعالى :وعظهم في الخبر ,إما من النساخ أو لظهوره أو لعدمه في مصحفهم "ع" )1(.
قلت :واألول بعيد ألن العياشي()2والسياري( )3أيضا ً أورداه كذلك وكذا الثاني وإال لم يحتج إلى ذكر تمام اآلية. كز :السياري :عن الحسين بن سيف,عن أبي جنادة الحصين بن المخارق مثله)4(.
كح :العياشي :عن محمد بن علي,عن أبي جنادة مثله .إال أن فيه,عن أبي الحسن األول,عن أبيه "عليهما السالم" الخ)5(.
كط :السياري:عن يونس,عن حمزة بن الربيع,عن عبد السالم بن المثنى,قال :قال سو َل -وظلموا الر ُ ص ُوا َّ أبو عبد هللا"عليه السالم"﴿:يَ ْو َمئِ ٍّذ يَ َودُّ الَّذِينَ َكفَ ُروا َو َ ع َ
ض َو َال َي ْكت ُ ُمونَ َّ س َّو ٰى بِ ِه ُم ْاأل َ ْر ُ اَّللَ آل محمد حقهم-لَ ْو ت ُ َ
حدِيثًا﴾النساء)6(.42 : َ
ل :علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن ابن أبي عمير,عن ابن أذينة,عن زرارة,عن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مرآة العقول للمجلسي :ج 26ص 76ح,211تفسير قوله تعالى :أولئك الذين يعلم هللا ما في قلوبهم... -2تفسير العياشي:ج 1ص 415ح ,185/1027تفسير سورة النساء.63: -3القراءات للسياري:ص 40ح , 145النساء.63: -4القراءات للسياري:ص 40ح , 145النساء.63: -5تفسير العياشي:ج 1ص 415ح ,185/1027تفسير سورة النساء.63: -6القراءات للسياري:ص 42ح , 152النساء.42:
617
جعفر"عليه السالم" قالَ ﴿:ولَ ْو أَنَّ ُه ْم ِإ ْذ َ وك -يا علي س ُه ْم َجا ُء َ ظلَ ُموا أَ ْنفُ َ سو ُل لَ َو َجدُوا َّ فَا ْستَ ْغفَ ُروا َّ اَّللَ ت َ َّوابًا َر ِحي ًما﴾النساء,64 : الر ُ اَّللَ َوا ْست َ ْغفَ َر لَ ُه ُم َّ هكذا نزلت)1(.
ال :ثقة اإلسالم,عن العدة,عن البرقي,عن أبيه,عن ابن ساباط(,)2عن البطائي,عن
أبي بصير,عن أبي عبد هللا"عليه السالم" في هذه اآلية﴿:ث ُ َّم َال يَ ِجدُوا فِي أَ ْنفُ ِس ِه ْم س ِلي ًما﴾النساء: س ِلّ ُموا -هلل الطاعة -ت َ ْ ضي َ َح َر ًجا ِم َّما قَ َ ْت -في أمر الوالية(َ -)3ويُ َ )4(.65
لب :السياري :عن ابن أسباط,عن علي بن أبي حمزة,عن أبي بصير,عن أبي عبد ْت -من أمر ضي َ هللا "ع" في قوله عز وجلَ ﴿:ال يَ ِجدُوا فِي أ َ ْنفُ ِس ِه ْم َح َر ًجا ِم َّما قَ َ س ِلي ًما﴾النساء)5(.65 : س ِلّ ُموا -هلل -تَ ْ الوالي َ -ويُ َ
لج :العياشي :عن جابر,عن أبي جعفر"عليه السالم"﴿:فَ َال َو َر ِبّ َك َال يُؤْ ِمنُونَ جا ِم َّما -قضى وك فِي َما َ َحت َّ ٰى يُ َح ِ ّك ُم َ ش َج َر بَ ْينَ ُه ْم ث ُ َّم َال يَ ِجدُوا فِي أَ ْنفُ ِس ِه ْم َح َر ً س ِلي ًما﴾النساء)6(,65 : س ِلّ ُموا ت َ ْ محمد وآل محمد َ -ويُ َ لد :وعن عبد هللا بن يحيى الكاهلي,عن أبي عبد هللا"عليه السالم" ,قال :سمعتــه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير القمي:ج 1ص,142تفسير سورة النساء.64: -2ورد "ابن اسباط" في المصدر. -3ورد"من أمر الوالي" في المصدر. -4الكافي للكليني:ج 8ص 184ح,210في بيان قوله تعالى :ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا...... -5القراءات للسياري:ص 39ح , 141النساء.65: -6تفسير العياشي:ج 1ص 256ح,186في قوله تعالى :فَ َال َو َر ِبّ َك َال يُؤْ ِمنُونَ َحت َّ ٰى وك. يُ َح ِ ّك ُم َ 618
يقول :وهللا لو أن قوما ً عبدوا هللا وحده ال شريك له وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ,ثم لم يسلموا لنا ,لكانوا بذلك مشركين, فعليهم بالتسليم,ولو أن قوما ً عبدوا هللا وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ,ثم قالوا لشيء صنعه رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,لم
صنع كذا وكذا! ووجدوا ذلك في أنفسهم ,لكانوا بذلك مشركين ,ثم قرأ﴿:فَ َال َو َربِّ َك ش َج َر بَ ْينَ ُه ْم ِم َّما -قضى محمد وآل محمد , -إلى وك فِي َما َ َال يُؤْ ِمنُونَ َحت َّ ٰى يُ َح ِ ّك ُم َ س ِلّ ُموا قولهَ :ويُ َ
س ِلي ًما﴾ النساء)1(,65 : تَ ْ
له :السياري :عن سليمان بن إسحاق,عن يحيى بن مبارك,عن عبد هللا بن جبلة,عن إسحاق بن عمار,عن أبي عبد هللا"عليه السالم" قال" :حتى يحكموا محمد وآل محمد( )2وال يجدون في أنفسهم حرجاً" اآلية)3(.
لو :ثقة اإلسالم في الكافي,عن العدة عن أحمد بن محمد البرقي,عن أبيه,عن علي بن أسباط,عن علي بن أبي حمزة,عن أبي بصير,عن أبي عبد هللا"عليه السالم":
س ُك ْم -وسلموا لإلمام تسليما ً -أَ ِو ْ اخ ُر ُجوا ِم ْن ﴿ َولَ ْو أَنَّا َكت َ ْبنَا َ علَ ْي ِه ْم أَ ِن ا ْقتُلُوا أَ ْنفُ َ ار ُك ْم -رضا ً له َ -ما فَ َعلُوهُ ِإ َّال قَ ِلي ٌل ِم ْن ُه ْم ۖ َولَ ْو -أن أهل الخالف -فَ َعلُوا َما ِد َي ِ ع ُ ظونَ ِب ِه لَ َكانَ َخي ًْرا لَ ُه ْم يُو َ
شد َّ تَثْبِيتًا﴾النساء)4(.66: َوأَ َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج 1ص 256-255ح,184في قوله تعالى :فَ َال َو َر ِبّ َك َال يُؤْ ِمنُونَ َحت َّ ٰى وك. يُ َح ِ ّك ُم َ ش َج َر بَ ْينَ ُه ْم" في المصدرسقط من المصنف. -2ورد "فِي َما َ -3القراءات للسياري:ص 40ح , 143النساء.65: -4الكافي للكليني:ج 8ص 184ح,210في بيان قوله تعالى :ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا....
619
لز :السياري عن علي بن أسباط مثله)1(.
لح :العياشي,عن أبي بصير,عنه "ع" مثله سواء ,إال أنه ليس فيما كلمة "وسلموا" بعد "أنفسكم")2(.
قال العالمة المجلسي :ظاهر الخبر أنه أي قوله "وسلموا" داخل في اآلية في قراءتهم "ع" ,ويحتمل أن يكون من كالمه "ع" إضافة للتفسير ,أي المراد بالقتل القتل الذي يكون في أمر التسليم لإلمام "ع" )3(.وفيه بعد يعرف وجهه مما تقدم ويؤيد نقله السياري في هذا الباب قوله رضي له :أي يكون خروجكم لرضاء اإلمام"ع" أو على وفق رضاه. وقال بعض المفسرين :وهذا الحديث يحتمل التأويل ,ويكون قوله":وسلموا الخ" عطفا ً تفسيريا ً "القتلوا أنفسكم" ,فإن في التسليم لإلمام"ع" نوع قهر شديد للنفس عبر عنه بالقتل لشدته ,أو سلموا له في قتل األنفس لو أمر بالجهاد ,ويحتمل التنزيل باللفظ .انتهى)4(.
والوجه األول وإن كان حسنا ً في نفسه إال أنه في غاية البعد عن سياق اآلية, ومقابلة قتل النفس بالخروج من الديار فإن الظاهر منه إما عرض النفس للقتل بالجهاد أو قتلها كما قتل بنو إسرائيل. لط :الكليني,عن علي بن محمد,عن أحمد بن محمد بن خالد,عن أبيه,عن أبي
طالب,عن يونس بن بكار,عن أبيه,عن جابر,عن أبي جعفر"عليه السالم"َ ﴿:ولَ ْو ع ُ شدَّ تَثْ ِبيتًا﴾البقرة)5(.66: ظونَ ِب ِه -في علي -لَ َكانَ َخي ًْرا لَ ُه ْم َوأ َ َ أَنَّ ُه ْم فَ َعلُوا َما يُو َ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 39ح , 140النساء.66: -2تفسير العياشي:ج1ص256ح,188في قوله تعالى:ولو إنا كتبنا عليهم إن اقتلوا أنفسكم. -3مرآة العقول:ج 26ص 75ح,210في قوله تعالى:ولو إنا كتبنا عليهم إن اقتلوا أنفسكم. -4لم أقف على صاحب هذا القول أو المصدر. -5الكافي للكليني:ج 1ص 417ح ,28باب وفيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. 620
م :وعن أحمد بن مهران "ره",عن عبد العظيم بن عبد هللا الحسني,عن بكار,عن
جابر,عن أبي جعفر"عليه السالم" قال :هكذا نزلت هذه اآليةَ ﴿:ولَ ْو أَنَّ ُه ْم فَ َعلُوا َما ع ُ ظونَ ِب ِه -في علي -لَ َكانَ َخي ًْرا لَ ُه ْم يُو َ
شدَّ تَثْ ِبيتًا﴾البقرة)1(.66: َوأَ َ
ما :السياري :عن علي بن الحكم,عن داؤد بن النعمان,عن منصور بن حازم,عن
سنَ ٍّة فَ ِمنَ َّ اَّللِ ۖ صا َب َك ِم ْن َح َ أبي عبد هللا"عليه السالم" في قوله جل وعالَ ﴿:ما أَ َ س ِيّئ َ ٍّة -فأنا قضيتها﴾النساء)2(.79: صا َب َك ِم ْن َ َو َما أَ َ مب :وعن بعض الهاشميين,عن ابن اورمة,عن يونس,عن الرضا"عليه السالم"
ضوا -عما أمرتم به -فَإ ِ َّن َّ اَّللَ َكانَ ِب َما في قوله تعالىَ ﴿:و ِإ ْن تَ ْل ُووا أَ ْو ت ُ ْع ِر ُ يرا﴾ النساء)3(.135: تَ ْع َملُونَ َخ ِب ً مج :الكليني :عن الحسين بن محمد,عن معلى بن محمد,عن علي بن أسباط,عن علي بن أبي حمزة,عن أبي بصير,عن أبي عبد هللا"عليه السالم" في قوله ضوا ﴾ النساء ,135:قال" :إن تلووا األمر وتعرضوا تعالىَ ﴿:و ِإ ْن ت َ ْل ُووا أَ ْو ت ُ ْع ِر ُ عما أمرتم به فإن هللا كان بما تعملون خبيرا ً ")4(.
وظاهر الخبر وإن كان في مقام التفسير إال أنه يمكن استظهار نزوله كذلك بمالحظة صدر اآلية وذيلها فإن صدرها هكذا عن أبي عبد هللا"ع" في قوله تعالى: ين( )5يا معشر المكذبين حيث أنبأتكم رسالة ربي ست َ ْعلَ ُمونَ َم ْن هُ َو فِي َ "فَ َ ض َال ٍّل ُمبِ ٍّ في والية علي واألئمة من بعده من هو في ضالل مبين" كذا نزلت ,وذيلها فــــــي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 1ص 424ح ,60باب وفيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -2القراءات للسياري:ص 41ح , 146النساء.79: -3القراءات للسياري:ص 43ح , 156النساء.135: -4الكافي للكليني:ج 1ص 421ح ,45باب وفيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -5سورة الملك.29: 621
شدِيدًا عذَابًا َ قوله تعالى﴿:فَلَنُذِيقَ َّن الَّذِينَ َكفَ ُروا -بتركهم والية أمير المؤمنين َ - س َوأ َ الَّذِي َكانُوا يَ ْع َملُونَ ﴾ فصلت ,27:وهما ظاهران في كونه"ع" َولَن َْج ِزيَنَّ ُه ْم أَ ْ في مقام بيان النزول اللفظي ,ويؤيده خبر يونس وذكر السياري في هذا المقام. مد :العياشي :عن زرارة وحمران,عن أبي جعفر,عن أبي عبد هللا "عليهما ْك َك َما أ َ ْو َح ْينَا إِلَ ٰى نُوحٍّ َوالنَّ ِب ِيّينَ ِم ْن بَ ْع ِد ِه -فجمع له السالم" قالِ ﴿:إنَّا أَ ْو َح ْينَا ِإلَي َ كل وحي﴾النساء)1(.163:
مه :السياري :عن البرقي,عن القاسم بن محمد,عن محمد الحلبي,عن أبي عبد هللا"عليه السالم" قال :قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,قال هللا عز وجل: "إني أوحيت إليك كما أوحيت إلى نوح والنبيين من بعده")2(.
مو :علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن ابن أبي عمير,عن أبي بصير,عن أبي عبد هللا
"عليه السالم" قال :إنما نزلتٰ ﴿ :لَ ِك ِن َّ اَّللُ يَ ْش َهدُ بِ َما أَ ْنزَ َل ِإلَي َْك -في علي -أَ ْنزَ لَهُ بِ ِع ْل ِم ِه ۖ َو ْال َم َالئِ َكةُ يَ ْش َهدُونَ َو َكفَ ٰى
بِ َّ ش ِهيدًا﴾ النساء)3(.163: اَّللِ َ
مز :سعد بن عبد هللا القمي في الكتاب المذكور,قال :قرأ أبو جعفر "عليه السالم": "لكن هللا" وذكر مثله)4( . مخ :العياشي:عن أبي حمزة الثمالي,قال:سمعت أبا جعفر"ع" يقول:وذكر مثله)5(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير العياشي:ج 1ص 285ح,305تفسير سورة النساء.163: -2القراءات للسياري:ص 41ح , 151النساء.163: -3تفسير القمي:ج 1ص ,159تفسير قوله تعالى" :لكن هللا يشهد بما انزل إليك أنزله بعلمه" النساء . 163: -4كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي:ص255 ح,38باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل. -5تفسير العياشي:ج 1ص 285ح,307تفسير سورة النساء.163:
622
مط :السياري:عن محمد بن علي,عن محمد بن فضيل,عن أبي حمزة الثمالي,قال: قال أبو جعفر"عليه السالم" :نزل جبرائيل بهذه اآلية على محمد"صلى هللا عليه
واله"ٰ ﴿ :لَ ِك ِن َّ اَّللُ يَ ْش َهدُ ِب َما أ َ ْنزَ َل
ْك -في علي -أ َ ْنزَ لَهُ ِب ِع ْل ِم ِه﴾النساء)1(.163: ِإلَي َ
ن :ثقة اإلسالم,عن أحمد بن مهران,عن عبد العظيم بن عبد هللا,عن محمد بن فضيل,عن أبي حمزة,عن أبي جعفر"عليه السالم",قال :نزل جبرائيل بهذه اآلية
هكذاِ ﴿ :إ َّن الَّذِينَ َ َ ظلَ ُموا -آل محمد حقهم -لَ ْم َي ُك ِن َّ اَّللُ ِل َي ْغ ِف َر لَ ُه ْم َو َال ِل َي ْه ِد َي ُه ْم ط ِريقًا ﴿ِ ﴾168إ َّال َ َ ط ِريقَ َج َهنَّ َم ﴾169﴿ ....النساء,اآلية )2(.كذا في نسختي المقروءة على المجلسي "ره" وعليها خطه واآلية هكذا :إن الذين كفروا وظلموا الخ )3(.قال المولى محمد صالح :ولعل االختصار للداللة على أن العطف للتفسير مع احتمال عدم نزوله)4(.
قلت :واألولى الحمل على سهو النساخ أو الراوي لوجود تلك الكلمة وفي رواية القمي والعياشي والسياري. نا :العياشي :عن أبي حمزة الثمالي قال :سمعت أبا جعفر"عليه السالم" يقول :نزل جبرائيل بهذه اآلية هكذا" :إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم" اآلية)5(. نب :سعد بن عبد هللا القمي في الكتاب المذكور,قال :قرأ أبو جعفر"عليه السالم" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 41ح , 150النساء.163: -2الكافي للكليني:ج 1ص 424ح ,59باب وفيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -3اآليتان في سورة النساء :وهي على النحو التالي ﴿ ِإ َّن الَّذِينَ َك َف ُروا َو َ ظلَ ُموا لَ ْم يَ ُك ِن َّ اَّللُ ط ِريقًا ﴿ ﴾168إِ َّال َ ِليَ ْغ ِف َر لَ ُه ْم َو َال ِل َي ْه ِد َي ُه ْم َ ط ِريقَ َج َهنَّ َم خَا ِلدِينَ فِي َها أَبَدًا َو َكانَ ٰذَ ِل َك علَى َّ ِيرا﴿.﴾169 اَّللِ َيس ً َ -4شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 7ص 89ح ,59الباب" "6فيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -5تفسير العياشي:ج 1ص 285ح,307تفسير سورة النساء.168: 623
هذه اآلية,وقال :هكذا نزل به جبرائيل"ع"على محمد"صلى هللا عليه واله"" :إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم" إلى قوله "يسيرا ً")1(.
نج :السياري :عن محمد بن علي,عن محمد بن الفضيل,عن أبي حمزة والحسين بن سيف,عن أخيه,عن أبيه,عن أبي حمزة الثمالي,عن أبي جعفر"عليه السالم" قال :نزلت هذه اآلية هكذا وذكر"ع" مثله)2(.
ند :علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن ابن أبي عمير,عن أبي بصير,عن أبي عبد هللا "عليه السالم" أنه قرأ هذه اآلية هكذا" :إن الذين كفروا" الخ)3(.
قال الفاضل المذكور بعد نقله في ذيل شرحه للحديث المتقدم :وفيه داللة على أن ذلك نزل قرآنا ً ويقرب من الروايتين ما ذهب إليه بعض المفسرين من أن المراد "أن الذين كفروا وظلموا" الناس بصدهم عما فيه صالحهم وخالصهم من العذاب, ألن من ظلم آل محمد حقهم فقد ظلم الناس وهم التابعون له عما فيه صالحهم وخالصهم من العذاب,انتهى)4(.
واعلم أن القمي "ره" نقل الحديث السابق بهذا السند ثم قال بعده من غير فصل: وقرأ أبو عبد هللا عليه السالم ..الخ .والظاهر أنه منقطع عن الخبر السابق فيكون مرسالً ,وكذا فهمه جماعة فنقلوه كذلك ,إال أن الفاضل المذكور أدخله في الخبر السابق ,فأورده بسنده كما نقلنا ,واألمر عندنا سهل بعد ما كان مرسالت مثله كالمسانيد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي:ص255 ح,39باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل. -2القراءات للسياري:ص 39ح , 138النساء.168: -3تفسير القمي:ج 1ص ,159تفسير سورة النساء . 168: -4شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 7ص90-89ح ,59الباب" "6فيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. 624
نه :الكليني :عن الحسين بن محمد,عن معلى بن محمد,عن محمد بن أورمة وعلي بن محمد بن عبد هللا,عن علي بن حسان,عن عبد الرحمن بن كثير,عن أبي عبد
هللا"عليه السالم" في قول هللا عز وجل﴿ :إِ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا ث ُ َّم َكفَ ُروا ث ُ َّم آ َمنُوا ث ُ َّم َكفَ ُروا ث ُ َّم ْ ازدَادُوا ُك ْف ًرا -لن تقبل توبتهم﴾ النساء ,.137:قال :نزلت في فالن وفالن وفالن.الخبر)1(.والموجود في المصحف هكذا﴿ :ث ُ َّم ْ ازدَادُوا ُك ْف ًرا لَ ْم يَ ُك ِن سبِ ً َّ يال﴾ النساء.137:وليس فيها قول"لن تقبل توبتهم " اَّللُ ِل َي ْغ ِف َر لَ ُه ْم َو َال ِليَ ْه ِد َي ُه ْم َ نعم هو في آية في سورة آل عمران وهيِ ﴿:إ َّن الَّذِينَ َكفَ ُروا بَ ْعدَ إِي َمانِ ِه ْم ث ُ َّم ْ ك ُه ُم الضَّالُّونَ ﴾ إل عمران ,90:واحتمل ازدَادُوا ُك ْف ًرا لَ ْن ت ُ ْقبَ َل تَ ْوبَت ُ ُه ْم َوأُو ٰلَئِ َ الفاضل المتقدم أن يكون ذكر آية النساء وضم إليها بعض آية آل عمران للتنبيه, على أن مورد الذم في اآليتين واحد وأن كل واحدة منها مفسرة لألخرى)2(.
وقال بعض المفسرين :وال يبعد أن يكون السهو من الراوي حين نقله الحديث أو من القلم ,وأن الراوي سأل اإلمام "ع" خالطا لآليتين ,فأجابه اإلمام"ع" على قدر سؤاله لبيان أن مفادهما ومورد نزولهما واحد ,وأن ما في مصحفهم خالف ما في المصاحف ,والراوي اطلع على ما فيه ,وأنت خبير بما في غير االحتمال األخير من التكلف وارتكاب خالف الظاهر فتأمل. نو :السياري عن يونس,عن علي بن أبي حمزة,عن أبي بصير,عن أبي عبد هللا
ت س َال َم لَ ْس َ عليه السالمَ ﴿:و َال تَقُولُوا ِل َم ْن أَ ْلقَ ٰى إِلَ ْي ُك ُم ال َّ
ُمؤْ ِمنًا﴾النساء)3(.94:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكافي للكليني:ج 1ص 420ح ,42باب وفيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -2شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 7ص76ح ,42الباب" "6فيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -3القراءات للسياري:ص 42ح , 153النساء.94: 625
نز :الطبرسي في مجمع البيان :وروي عن أبي جعفر القارئ من بعض الطرق "لست مؤمنا ً" بفتح الميم الثانية ,وحكى أبو القاسم البلخي أنه قراءة أبي جعفر محمد بن علي الباقر"عليهما السالم" ,ثم ومن قرأ "مؤمنا ً" فإنه من األمان ومعناه: ال تقولوا لمن استسلم لكم لسنا نؤمنكم)1(.
نح :الكليني :عن أحمد بن مهران,عن عبد العظيم بن عبد هللا الحسني,عن محمد
اس قَ ْد بن الفضيل,عن أبي حمزة,عن أبي جعفر"عليه السالم" قال﴿:يَا أَيُّ َها النَّ ُ آمنُوا َخي ًْرا لَ ُك ْم َو ِإ ْن ق ِم ْن َر ِبّ ُك ْم -في والية علي -فَ ِ الر ُ َجا َء ُك ُم َّ سو ُل ِب ْال َح ّ ِ ض﴾النساء)2(.170: س َم َاوا ِ تَ ْكفُ ُروا -بواليته -فَإِ َّن ِ ََّّللِ َما فِي ال َّ ت َو ْاأل َ ْر ِ نط :العياشي :عن أبي حمزة الثمالي,قال :سمعت أبا جعفر"عليه السالم" يقول: نزل جبرئيل وذكر مثله)3(.
س :السياري :عن محمد بن علي,عن محمد بن الفضيل عن,أبي حمزة والحسين بن سيف,عن أخيه,عن أبيه,عن أبي حمزة,عن أبي جعفر"عليه السالم" قال :نزلت ق ِم ْن َر ِبّ ُك ْم -في والية الر ُ اس قَ ْد َجا َء ُك ُم َّ هذه اآلية هكذاَ ﴿:يا أَيُّ َها النَّ ُ سو ُل ِب ْال َح ّ ِ آمنُوا -بواليته َ -خي ًْرا لَ ُك ْم َو ِإ ْن -يكفروا بواليته﴾ النساء.170: علي -فَ ِ الخبر)4(.
سا :وعن محمد بن علي بن سنان,عن عمار بن مروان,عن منخل,عن جابر,عن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مجمع البيان للطبرسي:ج 3ص ,163-162تفسير سورة النساء.94: -2الكافي للكليني:ج 1ص 424ح ,59باب وفيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -3تفسير العياشي:ج 1ص 285ح,307تفسير سورة النساء.170: -4القراءات للسياري:ص 39ح , 139النساء.170:
626
اس قَ ْد َجا َء ُك ْم بُ ْره ٌ َان ِم ْن َر ِبّ ُك ْم َوأ َ ْنزَ ْلنَا ِإلَ ْي ُك ْم -في أبي عبد هللا"ع"َ ﴿ :يا أَيُّ َها النَّ ُ ورا ُمبِينًا﴾ النساء)1(.174:وقد مر احتمال كون هذا الخبر في الكافي علي -نُ ً أيضا)2(.
(سورة المائدة) أ :علي بن إبرهيم,عن الحسين بن محمد بن عامر,عن المعلى بن محمد
البصري,عن ابن أبي عمير,عن أبي جعفر الثاني"عليه السالم" في قوله تعالى﴿:يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا أ َ ْوفُوا ِب ْالعُقُو ِد﴾ المائدة,1:قال :إن رسول هللا "صلعم" عقد عليهم لعلي عليه السالم بالخالفة في عشرة مواطن ثم أنزل هللا سبحانه وتعالىَ ﴿:يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا أ َ ْوفُوا ِب ْالعُقُو ِد-التي عقدت عليكم ألمير المؤمنين صلوات هللا عليه﴾ المائدة)3(,1:
ب :السياري :قال :حدثني أبو عمرو األصبهاني,عن أبي جعفر الثاني"عليه السالم" في قول هللا عز وجل﴿:يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا أ َ ْوفُوا ِب ْالعُقُو ِد -التي عقدت لعلي بن أبي طالب عليه السالم﴾ المائدة)4(,1:
ج :الكليني :عن محمد بن الحسن وغيره,عن سهل بن زياد,عن علي بن الحكم,عن الهيثم بن,عروة التميمي,قال:سألت أبا عبد هللا"عليه السالم",عن قوله تعالى: ق﴾ المائدة ,6:فقلت هكذا :ومسحت من ﴿فَا ْغ ِسلُوا ُو ُجو َه ُك ْم َوأَ ْي ِديَ ُك ْم ِإلَى ْال َم َرافِ ِ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 39ح , 136النساء.170: -2الكافي للكليني:ج 1ص 417ح ,27باب وفيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية. -3تفسير القمي:ج 1ص ,160تفسير سورة المائدة.1: -4القراءات للسياري:ص 45ح , 162المائدة.1: 627
ظهر كفي إلى المرافق,فقال :ليس هكذا تنزيلها,إنما هي﴿ :فَا ْغ ِسلُوا ُو ُجو َه ُك ْم أمر يده من مرفقه إلى أصابعه )1(.د:الشيخ ق﴾المائدة ,6:ثم ّ َوأَ ْي ِديَ ُك ْم -منْ -ال َم َرافِ ِ الطوسي في التهذيب بإسناده عن الكليني مثله)2(.
ه :أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي صاحب البدع المحدثة في بدع الثالثة ويعرف االستغاثة أيضا ً ,فيما ذكره من بدع الثاني بعد ذكر اآلية :وفي مصحف أمير المؤمنين "صلوات هللا عليه" برواية األئمة من ولده "صلوات هللا عليهم"" :من المرافق وإلى الكعبين" ,حدثنا بذلك علي بن إبراهيم بن هاشم القمي,عن أبيه,عن الحسن بن محبوب,عن علي بن رياب,عن جعفر بن محمد الباقر,عن آبائه
"صلوات هللا عليهم" :أن التنزيل في مصحف أمير المؤمنين عليه السالم﴿ :يَا أ َيُّ َها جو َه ُك ْم َوأ َ ْي ِد َي ُك ْم -من - ص َال ِة فَا ْغ ِسلُوا ُو ُ الَّذِينَ آ َمنُوا ِإذَا قُ ْمت ُ ْم ِإلَى ال َّ ق﴾المائدة 6:اآلية .ثم ذكر كالما ً طويالً )3(,ثم أن الظاهر من تلك األخبار ْال َم َرافِ ِ بل صريح األخير وجوده من في اآلية ال "إلى" ولذا قال الشيخ في التهذيب بعد إيراد الخبر ما لفظه :وعلى هذه القراءة يسقط السؤال عن أصله )4(.والمراد من السؤال هو كون ظاهر ما في المصحف االبتداء من األصابع. فقول البهائي "ره" :لعل المراد من التنزيل التأويل كما يقال :ينبغي تنزيل الحديث على كذا,وإال فهي متواترة,فكيف يمكن نفيها خالف الظاهر! بل إرادة التأويل من التنزيل ال يخلو من ركاكة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1الكافي للكليني:ج 3ص 28ح ,5باب حد الوجه الذي يغسل والذراعين وكيف يغسل. -2تهذيب اإلحكام للطوسي:ج 1ص 57ح ,8/159باب صفة الضوء والفرض منه والسنة والفضيلة فيه. -3االستغاثة ألبي القاسم الكوفي:ص,57في فصل ذكر بدع الثاني منهم ,نقال باختصار من الحافظ ابن شهر أشوب السروي. -4تهذيب اإلحكام للطوسي:ج 1ص 57ح ,8/159باب صفة الضوء.... 628
ورده المجلسي "ره" في شرح التهذيب :بأنه إن أردتم تواترها إلى القراء أو تواتر ما اشترك بينها إلى من جمع القرآن فمسلم ,وأما تواترها عن النبي "صلى هللا عليه واله" فغير مسلم ,وقد دلت األخبار المتواترة بالمعنى على النقص والتغيير في الجملة ,لكن ال يمكن الجزم في خصوص موضع وأمرنا بقراءته والعمل به على ما ضبطه القراء إلى أن يظهر القائم "عليه السالم".انتهى )1(.وهو جيد وتقدم ما يوضحه. و :الشيخ في التهذيب,عن المفيد"ره",عن أحمد بن محمد,عن أبيه,عن أحمد بن إدريس وسعد بن عبد هللا,عن محمد بن أحمد بن يحيى,عن أبي عبد هللا,عن حماد عن محمد بن النعمان,عن غالب بن الهذيل,قال :سألت أبا جعفر"عليه السالم",عن جلَ ُك ْم ِإلَى ْال َك ْعبَي ِْن﴾ المائدة ,6: س ُحوا(ِ )2ب ُر ُءو ِس ُك ْم َوأ َ ْر ُ قول هللا عز وجلَ ﴿ :و ْ ام َ على الخفض هي أم على النصب قال :بل هي على الخفض)3(.
ز:العياشي:عن غالب بن الهذيل,عنه "ع" مثله ,إال أن فيه السؤال الرفع بدل النصب ويحمل على سهو النساخ)4(.
جلَ ُك ْم ِإلَى ْال َك ْعبَي ِْن﴾ بالكسر ح:دعائم اإلسالم للقاضي النعماني ,قوله تعالىَ ﴿ :وأَ ْر ُ قراءة أهل البيت"عليهم السالم"وكذلك قال أبو جعفر"ع")5(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1مالذ األخيار في فهم تعذيب اإلخبار للمجلسي:ج 1ص 259ح ’8باب صفة الضوء والفرض منه والسنة والفضيلة فيه. -2ورد "فامسحوا" عند المصنف ومن المصدر,وأثبتناها طبقا للمصحف. -3تهذيب اإلحكام للطوسي:ج 1ص 70ح ,37/188باب صفة الضوء والفرض منه والسنة والفضيلة فيه. -4تفسير العياشي:ج 1ص 301ح ,60/3تفسير قوله تعالى:يا أيها الذين امنوا إذا قمتم إلى الصالة... -5دعائم اإلسالم للقاضي النعماني:ج 1ص ,108قي ذكر صفات الوضوء. 629
قلت :ظاهر تلك األخبار انحصار القراءة بالجر ونفي النزول بالنصب وكذا صرح الشيخ في التهذيب حيث قال:فإن قيل:فأين أنتم من القراءة بنصب األرجل وعليها أكثر القراء وهي موجبة للغسل وال يحمل سواء! قلنا :أول ما في ذلك أن القراءة بالجر مجمع عليها,والقراءة بالنصب مختلف فيها ,ألنا نقول القراءة بالنصب غير جائزة ,وإنما القراءة المنزلة هي القراءة بالجر ,ثم استدل بالخبر السابق)1(,وهذا منه صريح في عدم تواتر السبعة عن النبي "صلى هللا عليه واله" ,ونزول القرآن على حرف واحد ,وترجيح بعض القراءات باألخبار كما شرحنا كله سابقا ً ,ثم أن الموجود في نسختي بل وفي أكثر النسخ كما أشار إليه المجلسي "ره" (فامسحوا) بالفاء وال يبعد حمله على سهو النساخ ويؤيده كونه بالواو في خبر العياشي مع اتحاد الراوي. ط :علي بن إبراهيم في أول تفسيره :وأما هو محرف منه فهو إلى أن قال :وقوله ك -في علي ﴾-المائدة,67: سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ الر ُ تعالىَ ﴿ :يا أَيُّ َها َّ كذا نزلت)2(.
ي :وفيه في سورة سبأ,حدثني أبي,عن ابن أبي عمير,عن ابن سنان,عن أبي عبد هللا"عليه السالم"قال :لما أمر هللا تعالى نبيه أن ينصب أمير المؤمنين"ع" للناس ك -في علي﴾- سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَ ْي َك ِم ْن َربِّ َ الر ُ في قوله تعالىَ ﴿ :يا أَيُّ َها َّ المائدة ,67:الخبر)3(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تهذيب اإلحكام للطوسي:ج 1ص 71-70ح ,37/188باب صفة الضوء والفرض منه والسنة والفضيلة فيه. -2تفسير القمي:ج 1ص ,10في مقدمة المصنف. -3تفسير القمي:ج 2ص ,201سورة سبأ ,فرع االبالسة يوم الغدير. 630
يا :فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره ,قال :حدثنا الحسين معنعنا ً عن ابن عباس ك -في سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ الر ُ رضي هللا عنه في قوله تعالى﴿:يَا أَيُّ َها َّ علي﴾-المائدة ,67:أمر رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أن يبلغ فيه الخبر)1(.
يب :الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل اآليات الباهرة()2والسيد التوبلي في غاية المرام()3عن علي بن إبراهيم والظاهر أنه من غير تفسيره,عن زيد الشحام,قال:
دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر"عليه السالم" وسأله عن قوله عز وجلَ ﴿:ولَقَ ْد يس َ ظنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ ِإ َّال فَ ِريقًا ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ﴾ سبأ ,20:قال :لما علَ ْي ِه ْم ِإ ْب ِل ُ صدَّقَ َ َ سو ُل الر ُ أمر هللا نبيه بنصب أمير المؤمنين"ع" للناس وهو قوله تعالى( :يَا أَيُّ َها َّ سا َلتَهُ) َب ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َك -في علي َ -و ِإ ْن لَ ْم تَ ْفعَ ْل فَ َما َبلَّ ْغ َ ت ِر َ المائدة .67:الخبر. يج :أحمد بن علي الطبرسي في االحتجاج,عن مهدي بن أبي حرب,عن أبي محمد العلوي من ولد األفطس,وكان من عباد هللا الصالحين,عن محمد بن همام,عن محمد بن خالد,عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا ً,عن قيس بن سمعان,عن علقمة بن محمد الحضرمي,عن أبي جعفر محمد بن علي"عليهما السالم" أنه قال :حج رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ,من المدينة وقد بلغ جميع الشرائع قومه غيــر الحج والوالية إلــــــــى أن قال :فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير فرات الكوفي:ص 131ح’154تفسير سورة المائدة. 67: -2تأويل اآليات لشرف الدين:ج 2ص 474ح ,6سورة سبأ.20: -3غاية المرام لهاشم البحراني:ج 1ص,310الباب السابع عشر في نص رسول هللا "ص"على امير المؤمنين علي بن ابي طالب بالوالية المقتضية لالمارة واالمامة بغدير خم. 631
بثالثة أميال أتاه جبرائيل على خمس ساعات من النهار بالزجر واالنتهار
والعصمة من الناس فقال :يا محمد إن هللا عز وجل يقرئك السالم ويقول﴿ :يَا أَيُّ َها ك -في علي ﴾-المائدة .67:إلى أن قال بعد سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ الر ُ َّ ك -في سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ الر ُ كالم طويل ,ثم تال"ع"َ ﴿ :يا أَيُّ َها َّ علي﴾-المائدة .67:الخبر.وهو طويل شريف )1(.ورواه الشيخ الجليل الشهيد ابن الفارسي في روضة الواعظين مثله)2(,ورواه السيد األجل رضي الدين بن طاؤس "قده",عن أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليل في كتابه في المناقب,عن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن,عن الحسن بن علي أبي محمد الدينوري,عن محمد بن موسى الهمداني,عن محمد بن خالد الطيالسي,عن سيف بن عميرة إلى آخره متنا ً وسندا ً مع اختالف في بعض األلفاظ)3(.
يد :السيد رضي الدين بن طاؤس في كشف اليقين,عن كتاب الشيخ الثقة أبي بكر محمد بن أبي الثلج مرسالً,عن الصادق"عليه السالم" قال :أنزل هللا عز وجل على ك -في علي - سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ الر ُ نبيه بكراع الغميم﴿ :يَا أَيُّ َها َّ
َو ِإ ْن َل ْم
ت َ ْفعَ ْل﴾المائدة.67:اآلية)4(.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1االحتجاج للطبرسي:ج 1ص ,84-66في احتجاج النبي "ص" يوم الغدير على الخلق كلهم وفي غيره من األيام بوالية علي بن أبي طالب "ع" ومن بعده من ولده من األئمة المعصومين صلوات هللا عليهم أجمعين. -2روضة الواعظين للفتال النيسابوري:ص ,99-89مجلس في ذكر اإلمامة وامامة علي ابن أبي طالب وأوالده صلوات هللا عليهم أجمعين. -3اليقين للسيد ابن طاووس:ص ,352-343فيما نذكره عن هذا أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي من روايته للكتاب الذي أشرنا إليه في حديث يوم الغدير. -4اليقين للسيد ابن طاووس :ص ,212فيما نذكره من كتاب الثقة أبي بكر محمد بن أبي الثلج في تسمية موالنا علي عليه السالم بأمير المؤمنين.
632
يه :وفيه:عن الرسالة الموضحة تأليف المظفر بن جعفر بن الحسين,عن محمد بن معمر,عن حمدان المعافى,عن علي بن موسى الرضا,عن أبيه,عن جده جعفر "عليهما السالم" قال :يوم غدير خم يوم عظيم شريف ,إلى أن قال :ثم أنزل هللا ك -في سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ الر ُ تبارك وتعالى وعيدا ً وتهديدا ًَ ﴿ :يا أَيُّ َها َّ علي ﴾-المائدة ,67:الخ .الخبر)1(.
يو :ابن شهر آشوب في المناقب( )2كما في البحار عن عيسى بن عبد هللا عن أبيه ك -في علي سو ُل َب ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ الر ُ عن جده في قوله تعالىَ ﴿ :يا أَيُّ َها َّ َو ِإ ْن لَ ْم ت َ ْفعَ ْل -عذبتك عذابا ً أليما ً﴾المائدة ,67:فطرح عدوى اسم علي"عليهالسالم")3(.
يز :األمالي :عن ابن أبي عمير,عن ابن سنان,عن أبي عبد هللا"عليه السالم" قال:
لما أمر هللا نبيه أن ينصب أمير المؤمنين"ع" للناس في قوله تعالىَ ﴿:يا أَيُّ َها ك -في علي ﴾-المائدة ,67:الخبر)4(. سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ الر ُ َّ يح :السياري :عن ابن عمير,عن بعض أصحابه,عن أبي عبد هللا"عليه السالم" ك -في علي سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَ ْي َك ِم ْن َر ِبّ َ الر ُ في قول هللا جل ذكره﴿ :يَا أَيُّ َها َّ سالَتَهُ﴾ المائدة)5(.67: فأن -لَ ْم تَ ْف َع ْل فَ َما َبلَّ ْغ َ ت ِر َ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1اليقين للسيد ابن طاووس :ص ,373-372فيما نذكره عن المظفر بن جعفر بن الحسن من كتابه بخطه في النظامية العتيقة. -2مناقب ابن شهر اشوب:ج 2ص ,302فصل :في تسمية بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب وغير ذلك. -3بحار االنوار:ج 35ص ,58اآليات التي كانت فيها اسم علي "ع" وواليته. -4وفق تتبعي لم أقف على هذه الرواية في االمالي للصدوق ,وقد ذكره القمي في تفسيره:ج 2ص,201تفسير سورة سبأ في قوله تعالى:ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إال فريقا من المؤمنين. -5القراءات للسياري:ص 45ح , 165المائدة.67: 633
يط :علي بن عيسى في كشف الغمة,عن زر,عن عبد هللا,قال :كنا نقرأ على عهد ك- سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ الر ُ رسول هللا "صلى هللا عليه واله"﴿ :يَا أَيُّ َها َّ إن عليا ً مولى المؤمنين ﴾-المائدة.67:اآلية)1(.
ك :محمد بن الحسن الشيباني في نهج البيان في عداد اآليات المحرفة :وكقوله ك -في علي ﴾-المائدة.67: سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ الر ُ تعالى﴿ :يَا أَيُّ َها َّ فمحوا اسمه "ع")2(.
كا:علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن القاسم بن محمد,عن سليمان بن داؤد المنقري,عن سفيان بن عيينة,عن الزهري,عن علي بن الحسين"عليهما السالم"في حديث طويل
في ذكر وجوه الصيام وفيه :قال :قال هللا تعالىَ ﴿:و َم ْن قَتَلَهُ ِم ْن ُك ْم ُمتَعَ ِ ّمدًا فَ َجزَ ا ٌء ل ِم ْن ُك ْم﴾ المائدة ,95:الخبر)3(. ع ْد ٍّ ِمثْ ُل َما قَتَ َل ِمنَ النَّ َع ِم يَ ْح ُك ُم ِب ِه -ذَ َوي َ - كب :السياري :عن محمد بن علي,عن أبي جميلة,عن زيد,عن أبي عبد هللا"عليه السالم" في قوله عز وجل" :يحكم به ذوي عدل" يعني به اإلمام"ع" )4(.
كج :الطبرسي :قرأ محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق"عليهم السالم"" :يحكم به ذوي عدل")5(.
كد :العياشي:عن حريز,عن زرارة ,قال :سألت أبا جعفر"عليه السالم",عن قول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1كشف الغمة البن ابي الفتح االربلي :ج 1ص , 326في ما انزل من القران في شأنه. -2نهج البيان عن كشف معاني القرآن للشيباني:ج 1ص,40فصل في ذكر حقائق ما ذكرناه وامثلته في الكتاب العزيز. -3الكافي للكليني:ج 4ح,86-83ح,1في وجوه الصيام ,وجاء في المصدر"ذوا وليس ذوي". -4وفق تتبعي لم أقف على هذا الحديث في قراءات السياري او غيره. -5مجمع البيان للطبرسي:ج 3ص,416تفسير سورة المائدة ,95:وجاء في المصدر"ذو" وليس "ذوي". 634
هللا" :يحكم به ذوا عدل منكم",قال" :العدل" رسول هللا"صلى هللا عليه واله", و"اإلمام" من بعده,ثم قال :وهذا مما أخطأت به الكتّاب)1(.
كه :الكليني :عن محمد بن يحيى,عن أحمد بن محمد,عن ابن فضال,عن ابن بكير,عن زرارة,قال :سألت أبا جعفر "عليه السالم" وذكر مثله)2(.
كو :سعد بن عبد هللا القمي في كتابه,عن مشايخه :أن الصادق "عليه السالم" قرأ: "يحكم به ذو عدل منكم" يعني اإلمام )3(.وتقدم في الدليل السابع طرق أخرى لهذا الخبر من الكليني والسياري فالحظ وقال المجلسي :اشتهر بين المفسرين أن قراءة أهل البيت "عليهم السالم" بلفظ المفرد)4(.
وقال الطبرسي"ره" :وأما "ذوا عدل",فقد قال أبو الفتح فيه :إنه لم يوحد "ذوا" ألن الواحد يكفي,لكنه أراد معنى من أن يحكم به من أن يعدل ومن يكون لالثنين كما يكون للواحد ,كقوله "يكن مثل ما فأذنت بصطحيان")5(.
وأقول:إن هذا الوجه الذي ذكره ابن جني بعيد غير مفهوم,وقد وجدت في تفسير أهل البيت"ع" منقوالً عن السيدين"عليهما السالم":أن المراد بذي العدل رسول هللا وأولي األمر من بعده "صلوات هللا عليهم" وكفى بصاحب القراءة خبرا ً بقراءته)6(. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1العياشي:ج 1ص 344-343ح",197"6تفسير قوله تعالىَ " :يا أ َ ُّي َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال ص ْيدَ َوأ َ ْنت ُ ْم ُح ُر ٌم". ت َ ْقتُلُوا ال َّ -2الكافي للكليني:ج 4ص 397ح,5باب نوادر. -3كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي:ص254 ح,34باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل. -4مرآة العقول للمجلسي:ج 26ص 119ح.247 -5ورد المثل في المصدر هكذا" :نكن مثل من يا ذئب يصطحبان". -6مجمع البيان للطبرسي:ج 3ص,417تفسير سورة المائدة ,95:وجاء في المصدر"ذو" وليس "ذوي". 635
وفي الكشاف :وقرأ محمد بن جعفر "ذو عدل منكم" أراد يحكم به من يعدل منكم ولم يرد الوحدة ,وقيل أراد اإلمام )1(.والظاهر أنه اشتبه عليه جعفر بن محمد عليهما السالم فنقله مغلوبا ً قلب هللا أفئدتهم. كز :الطبرسي "ره" وروي أن في قراءة جعفر بن محمد"عليها السالم": "تطعمون أهاليكم")2(.
وفي الكشاف :قرأ جعفر بن محمد"عليهما السالم"" :أهاليكم" بسكون الياء, و"األهالي" اسم جمع ألهل ,كالليالي في جمع ليلة ,واألراضي في جمع ارض, وقولهم" :أهلون" كقولهم :أرضون بسكون الراء ,وأما تسكين الياي في حال النصب فللتخفيف كما قالوا" :رأيت معدي كرب" تشبيها ً للياء باأللف)3(.
كح :الكليني عن العدة,عن سهل بن زياد,عن أحمد بن محمد بن أبي نصر,عن
ع ْن أَ ْ شيَا َء -لم رجل عن أبي جعفر"عليه السالم"﴿:يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال تَ ْسأَلُوا َ ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم -إِ ْن ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم
سؤْ ُك ْم﴾ المائدة)4(.101: تَ ُ
كط :السياري :عن محمد بن علي,عن أبي سلمة زيد الشحام,عن أبي عبد هللا"عليه سؤْ ُك ْم﴾ ع ْن أ َ ْشيَا َء -لم ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم -إِ ْن ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم ت َ ُ السالم" في قوله تعالىَ ﴿ :ال تَ ْسأَلُوا َ المائدة )5(,101:قال :في مرآة العقول :ظاهره أنه كانت هذه الزيادة في مصحفهم”ع” ويحتمل أن يكون”ع” ذكرها للتفسير )6(.انتهى وال يخفى بعده. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكشاف للزمخشري:ج 1ص,679تفسير سورة المائدة.95: -2مجمع البيان للطبرسي:ج 3ص,406تفسير سورة المائدة.89: -3الكشاف للزمخشري:ج 1ص,673تفسير سورة المائدة.89: ع ْن أ َ ْشيَا َء ِإ ْن ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم -4الكافي للكليني:ج 8ص 205ح ,248في قوله تعالىَ :ال تَسْأَلُوا َ سؤْ ُك ْم. تَ ُ -5القراءات للسياري:ص 45ح , 164المائدة.101: ع ْن -6مرآة العقول للمجلسي:ج 26ص,120-119ح,248في قوله تعالىَ :ال تَسْأَلُوا َ سؤْ ُك ْم) أ َ ْش َيا َء ِإ ْن ت ُ ْبدَ َل ُك ْم ت َ ُ 636
ل :السياري :عن النضر بن يزيد,عن الحلبي,عن رجل,عن أبي عبد هللا"عليه
السالم"والمفضل بن صالح بن أبي يعقوب,قال :سمعته يقول :اقرأِ ﴿:إ ْذ قَا َل سى ابْنَ َم ْر َي َم ه َْل َ -رب َُّك َي ْست َ ِطي ُع ﴾-المائدة,112:وال يقرأ: ْال َح َو ِاريُّونَ َيا ِعي َ ﴿ه َْل يَ ْستَ ِطي ُع
ُّك﴾ )1(. َرب َ
ك﴾ المائدة,112: ال :العياشي:عن يحيى الحلبي في قوله تعالى﴿ :ه َْل َي ْستَ ِطي ُع َربُّ َ قال :قرأتها "هل تستطيع ربك" يعني :هل تستطيع أن تدعو ربك)2(.
قلت :هذا صريح في كون القراءة بالتاء وهي قراءة الكسائي وحده والباقون بالياء. قال الطبرسي :والمراد هل تستطيع سؤال ربك ,وذكروا االستطاعة في سؤالهم ال ألنهم شكوا في استطاعته,ولكن كأنهم ذكروه على وجه االحتجاج عليه منهم كأنهم قالوا :إنك مستطيع فما يمنعك ,فمثل ذلك قولك لصاحبك أتستطيع أن تذهب عني فإني مشغول ,أي اذهب ألنك غير عاجز عن ذلك ,ثم ذكر أنه ال بد أن يكون تقدير اآلية :هل تستطيع أن تسأل ربك إنزال مائدة ,وقال :وروي عن أبي عبد هللا"عليه السالم"ما يقارب هذا التقدير,قال"ع" يعني هل يستطيع أن تدعوا ربك)3(.
قلت :وهذه القراءة أنسب بحال الحواريين ومقامهم الذي أشير إليه قبل هذه اآلية
سو ِلي قَالُوا آ َمنَّا بقوله تعالىَ ﴿:و ِإ ْذ أَ ْو َحيْتُ ِإلَى ْال َح َو ِار ِيّينَ أَ ْن ِآمنُوا ِبي َوبِ َر ُ س ِل ُمونَ ﴾المائدة ,111:وإال فظاهر القراءة الموجودة تدل على شكهم َوا ْش َه ْد بِأَنَّنَا ُم ْ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 46ح , 168المائدة.112: سى ا ْبنَ -2تفسير العياشي:ج 1ص 350ح ,222في قوله تعالىِ :إ ْذ قَا َل ْال َح َو ِاريُّونَ َيا ِعي َ َم ْريَ َم ه َْل يَ ْستَ ِطي ُع. سى ابْنَ -3مجمع البيان للطبرسي:ج 3ص ,351في قوله تعالى :إِ ْذ قَا َل ْال َح َو ِاريُّونَ يَا ِعي َ َم ْريَ َم ه َْل يَ ْستَ ِطي ُع. 637
في القدرة وبطالن دعواهم باإليمان أوالً كما صرح به في الكاشف)1(.
(سورة اإلنعام) أ :الكليني :عن محمد بن يحيى,عن أحمد بن محمد,عن الحسين بن سعيد,عن النضر بن سويد,عن محمد بن أبي حمزة,عن يعقوب بن شعيب,عن عمران بن
ميثم,عن عباية أألسدي( )2قال :قرأ رجل عند أمير المؤمنين"عليه السالم"﴿:فَإِنَّ ُه ْم َال يُ َك ِذّبُون ََك َو ٰلَ ِك َّن َّ ت َّ اَّللِ يَ ْج َحدُونَ ﴾اإلنعام ,33:فقال :بلى وهللا لقد الظا ِل ِمينَ ِبآ َيا ِ كذبوه أشد التكذيب ,ولكنها مخففة "ال يكذبونك" ال يأتون بباطل يكذبون به حقك)3(.
ب :العياشي عن عمران( )4بن مثيم عن أبي عبد هللا"عليه السالم"قال :رجل عند أمير المؤمنين"عليه السالم" وذكر مثله)5(.
ج :السياري :عن الحسن بن سيف,عن أخيه,عن أبيه,عن داوود بن فرقد,عن أبي عبد هللا"عليه السالم"في من يقرأ :فإنهم "ال يكذبونك" مثقلة فقال إنما هي "ال يكذبونك" مخففة)6(. د :وعن صفوان,عن يعقوب بن شعيب,عن عمران إلى آخر ما مر)7( . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1الكشاف للزمخشري:ج 1ص,693-691تفسير سورة المائدة.111: -2ليس في المصدر عباية االسدي وإنما عن أبي عبد هللا"ع". -3الكافي للكليني:ج 8ص 200ح ,241قراءة قوله تعالى :فإنهم ال يكذبونك ...اآلية. -4ورد باسم"عمار" في المصدر. -5تفسير العياشي:ج 1ص 359ح,20تفسير اإلنعام.33: -6القراءات للسياري:ص 49ح , 180اإلنعام.33: -7القراءات للسياري:ص 49ح , 181اإلنعام.33: 638
ه :علي بن إبراهيم في قوله تعالى﴿:قَ ْد نَ ْعلَ ُم ِإنَّهُ لَ َي ْح ُزنُ َك الَّذِي َيقُولُونَ ۖ فَإِنَّ ُه ْم َال َك﴾اإلنعام ,33:فإنها قرئت على أبي"عبد هللا" فقال :بلى وهللا لقد كذبوه أشد يُ َك ِذّبُون َ التكذيب وإنما نزلت "ال يكذبونك"()1أي :ال يأتونك()2بحق يبطلون حقك)3(.
و :الطبرسي :قرأ نافع والكسائي واألعشى عن أبي بكر "ال يكذبونك" بالتخفيف, وهو قراءة علي"عليه السالم"المروي عن جعفر الصادق"عليه السالم"والباقون بفتح الكاف والتشديد,إلى أن قال :وروي عن علي"عليه السالم"أنه كان يقرأ "ال يكذبونك" ,ويقول إن المراد بها أنهم "ال يأتون بحق أحق من حقك")4(.
ز :علي بن إبراهيم,عن الحسين بن محمد,عن المعلى بن محمد,عن علي بن أسباط,عن علي بن أبي حمزة()5عن أبي عبد هللا "عليه السالم" في قوله
تعالىَ ﴿:و َّ اَّللِ َر ِبّنَا َما ُكنَّا ُم ْش ِر ِكينَ
-بوالية علي﴾اإلنعام )6(. 23:
ح :السياري:عن محمد بن علي,عن ابن أسباط,عن ابن أبي حمزة,عن أبي بصير مثله)7(.
قلت :روى الكليني,عن علي بن نوح بن العباس,عن الحسن بن عبد الرحمن,عن عاصم بن حميد,عن أبي حمزة,عن أبي جعفر"عليه السالم"قال :قوله عز وجل:
﴿ َر ِبّنَا َما ُكنَّا
ُم ْ ش ِر ِكينَ ﴾اإلنعام ,23:قال :يعنون بوالية علي"عليه السالم ")8( .
وعليه فقوله"ع" بوالية علي"عليه السالم"في الخبرين تفسير ال تنزيل وإنما نقلناه تبعا ً للسياري. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1وردت "ال يأتونك" في المصدر. -2وردت "ال يأتون" في المصدر. -3تفسير القمي:ج 1ص,196تفسير اإلنعام.33: -4تفسير مجمع البيان للطبرسي:ج 4ص 41و ,43سورة اإلنعام.33: -5ورد "عن أبي بصير" في المصدر) -6تفسير القمي:ج 1ص,199تفسير سورة اإلنعام.23: -7القراءات للسياري:ص 48ح , 177اإلنعام.23: -8الكافي للكليني:ج 8ص 287ح ,432تأويل آيات في خروج القائم . 639
ط :الكليني "ره" :عن محمد بن يحيى,عن أحمد بن محمد بن عيسى,عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا ً,عن النضر بن سويد,عن يحيى بن عمران,عن عبد هللا بن مسكان,عن زيد بن الوليد الخثعمي,عن أبي الربيع الشامي,قال :سألت أبا
عبد هللا"عليه السالم",عن قول هللا عز وجلَ ﴿:و َما ض َو َال َر ْ َو َال َحبَّ ٍّة فِي ُ ب َو َال ظلُ َما ِ ط ٍّ ت ْاأل َ ْر ِ
تَ ْسقُ ُ ط ِم ْن َو َرقَ ٍّة ِإ َّال َي ْعلَ ُم َها ين﴾ َيا ِب ٍّس إِ َّال فِي ِكتَا ٍّ ب ُمبِ ٍّ
اإلنعام ,59:قال :فقال :الورقة السقط ,والحبة الولد ,وظلمات األرض األرحام, والرطب ما يحصي الناس به ,واليابس ما يغيظ ,وكل ذلك في إمام مبين)1(.
قال المجلسي "ره" :يحتمل أن يكون في مصحفهم"ع" هكذا ,ثم استظهر كونه
تفسيرا ً ,وأيده بما رواه الخاصة والعامة في تفسير قوله تعالىَ ﴿ :و ُك َّل َ ش ْيءٍّ ين﴾ يس ,12:أن النبي "صلى هللا عليه واله" ,أشار إلى أمير أَ ْح َ ص ْينَاهُ فِي ِإ َم ٍّام ُمبِ ٍّ المؤمنين "عليه السالم" بعد نزولها وقال :هذا هو اإلمام المبين )2(,وفي التأييد نظر. ي :العياشي :عن الحسين بن خالد,قال سألت أبا الحسن"عليه السالم" ,عن قول
هللاَ ﴿ :و َما ت َ ْسقُ ُ ين﴾اإلنعام,59: ط ِم ْن َو َرقَ ٍّة﴾ إلى أن قال :قال :قلت﴿ :فِي ِكتَا ٍّ ب ُم ِب ٍّ قال :في "إمام مبين")3(.
قال :الفاضل المذكور :وظاهر خبر الحسين أيضا ً أنه"ع" فسر الكتاب باإلمام وإن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1أصول الكافي للمازندراني:ج 12ص 343ح.349 (و َما ت َ ْسقُ ُ ط ِم ْن -2مرآة العقول للمجلسي:ج 26ص 222ح ,349في قوله عز وجلَ : ض َو َال َر ْ َو َرقَ ٍّة ِإ َّال َي ْع َل ُم َها َو َال َحبَّ ٍّة فِي ُ ين). ظلُ َما ِ ب َو َال َيا ِب ٍّس ِإ َّال فِي ِكتَا ٍّ ط ٍّ ت ْاأل َ ْر ِ ب ُم ِب ٍّ (و َما ت َ ْسقُ ُ ط ِم ْن َو َرقَ ٍّة ِإ َّال -3تفسير العياشي:ج 1ص 361ح ,29في قوله عز وجلَ : ض َو َال َر ْ يَ ْعلَ ُم َها َو َال َحبَّ ٍّة فِي ُ ين). ظلُ َما ِ ب َو َال يَابِ ٍّس ِإ َّال فِي ِكت َا ٍّ ط ٍّ ت ْاأل َ ْر ِ ب ُمبِ ٍّ 640
احتمل أن يكون مراده"ع" أن اآلية نزلت هكذا .انتهى)1(.واإلنصاف أنه ال ظهور لهما في أحد المحتملين وإن كان سياق الثاني في بيان التفسير فإنهم"ع" كثيرا ً ما يبنوا كيفية النزول وتغيير اللفظ بأمثال هذه العبارة كما تقدم ويأتي فتأمل. يا :الكليني "ره" :عن علي بن إبراهيم,عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي,عن أبيه,عن محمد بن سنان,عن محمد بن مروان,قال تال أبو عبد هللا"عليه السالم":
﴿ َوتَ َّم ْ ع ْد ًال َال ُمبَ ِدّ َل ِل َك ِل َماتِ ِه﴾ اإلنعام,115: ص ْدقًا َو َ ت َك ِل َمتُ َر ِبّ َك -الحسنى ِ - فقلت :جعلت فداك إنما نقرأهاَ ﴿ :وتَ َّم ْ ع ْد ًال﴾ فقال"ع :إن ص ْدقًا َو َ ت َك ِل َمتُ َر ِبّ َك ِ فيها "الحسنى")2(.
يب :السياري :عن رجل,عن محمد بن مروان,قال :قال أبو عبد هللا"عليه السالم":
﴿ َوتَ َّم ْ ع ْد ًال ص ْدقًا َو َ ت َك ِل َمتُ َربِّ َك -الحسنى ِ -
َال ُمبَ ِدّ َل ِل َك ِل َماتِ ِه﴾
اإلنعام,115:فقلت :إنا نقرأها بغير "الحسنى" فقال يا ابن مروان إن فيها "الحسنى")3(.قال في مرآة العقول :الخبر ضعيف ويدل على أنه كان فيها الحسنى فتركت)4(.
قلت :ال يضر ضعف سنده بعد تكرره وتأيده بسائر األخبار وخصوصا ً بعد مالحظة كونه مما رواه الكليني في الكافي كما سنشير إليه إن شاء هللا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (و َما ت َ ْسقُ ُ ط ِم ْن -1مرآة العقول للمجلسي:ج 26ص 222ح,349في قوله عز وجلَ : ض َو َال َر ْ َو َرقَ ٍّة ِإ َّال يَ ْع َل ُم َها َو َال َحبَّ ٍّة فِي ُ ين. ظلُ َما ِ ب َو َال يَا ِب ٍّس ِإ َّال فِي ِكتَا ٍّ ط ٍّ ت ْاأل َ ْر ِ ب ُم ِب ٍّ -2الكافي للكليني:ج 8ص 206-205ح,249في قوله تعالىَ :وتَ َّم ْ ت َك ِل َمتُ َر ِبّ َك - الحسنى .)- -3القراءات للسياري:ص 49ح , 182اإلنعام.115: -4مرآة العقول للمجلسي:ج 26ص 121ح,249في قوله عز وجل( :وتمت كلمة ربك صدقا ً وعدالً).
641
يج :علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن صفوان,عن ابن مسكان,عن أبي بصير,عن أبي جعفر"عليه
ِإي َمانُ َها لَ ْم
سا ض آيَا ِ ت َربِّ َك َال يَ ْنفَ ُع نَ ْف ً السالم"في قوله تعالى﴿:يَ ْو َم يَأْتِي بَ ْع ُ س َب ْ تَ ُك ْن آ َمن ْ ت فِي ِإي َمانِ َها َخي ًْرا﴾اإلنعام,158: َت ِم ْن قَ ْب ُل أَ ْو َك َ
قال"ع" :نزلت "أو اكتسبت في إيمانها خيرا ً")1(.
يد :السياري :عن أخيه,عن أبيه,عن معلى بن عثمان,عن أبي عبد هللا"ع" "أو اكتسبت في إيمانها")2(.
يه :سعد بن عبد هللا األشعري في كتابه ناسخ القرآن ومنسوخه ,أنه قرأ الباقر أو
سا ِإي َمانُ َها َل ْم ض آ َيا ِ ت َر ِبّ َك َال َي ْنفَ ُع نَ ْف ً الصادق"عليهما السالم"َ ﴿:ي ْو َم َيأ ْ ِتي َب ْع ُ تَ ُك ْن آ َمن ْ َت ِم ْن قَ ْب ُل أ َ ْو -أ َكت َسبَ ْت -فِي إِي َمانِ َها َ خ ْي ًرا ﴾ اإلنعام)3(,158: يو :وفيه :قرأ رجل على أمير المؤمنين"عليه السالم"" :فإنهم ال يكذبونك" فقال أمير المؤمنين"عليه السالم" :بلى وهللا لقد كذبوه أشد التكذيب,ولكن نزلت بالتخفيف" :يكذبونك ولكن الظالمين بآيات هللا يجحدون" ,أي ال يأتون بحق يطلبون حقك)4(.
يز :علي بن إبراهيم,عن أبيه,عن النضر بن سويد,عن الحلبي,عن معلى بن ش َيعًا﴾ خنيس,عن أبي عبد هللا في قوله تعالىِ ﴿ :إ َّن الَّذِينَ فَ َّرقُوا ِدينَ ُه ْم َو َكانُوا ِ اإلنعام ,159:قال" :فارقوا" القوم وهللا دينهم)5(. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير القمي:ج 1ص ,222-221تفسير سورة اإلنعام.158: -2القراءات للسياري:ص 49ح , 179اإلنعام.158: -3كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي:ص261 ح,52باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل. -4كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي:ص261 ح,54باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل. -5تفسير القمي:ج 1ص ,222تفسير سورة اإلنعام.158: 642
ت ِم ْن ُه ْم فِي يح :وعنه في قوله تعالى﴿ :إِ َّن الَّذِينَ فَ َّرقُوا دِينَ ُه ْم َو َكانُوا ِشيَعًا لَ ْس َ ش ْيءٍّ إِنَّ َما أ َ ْم ُر ُه ْم إِلَى َّ اَّللِ ث ُ َّم يُنَ ِبّئ ُ ُه ْم ِب َما َكانُوا يَ ْفعَلُونَ ﴾ اإلنعام ,159:قال: َ قال" :فارقوا" أمير المؤمنين"عليه السالم" وصاروا أخرابا ً ,ومرجع المستتر في قال ,راجع إلى الصادق"عليه السالم" كما ال يخفى على من عرف عادته وطريقته)1(.
يط :العياشي :عن الصادق "عليه السالم" قال كان علي "عليه السالم" يقرأها "فارقوا دينهم" قال فارق وهللا القوم)2(.
ك :الطبرسي :قرأ حمزة والكسائي "فارقوا" باللف وهو المروي عن علي "عليه السالم" والباقون "فرقوا" بالتشديد)3(.
(سورة األعراف) أ :السياري :عن البرقي,عن ابن سيف,عن القاسم بن -كذا ,)4(-عن الحسين بن أبي العال,عن أبي بصير,قال :تال أبو عبد هللا "عليه السالم"َ ﴿:و ِإذَا -قلبت - ار قَالُوا -عائذا ً بك أن -تَ ْج َع ْلنَا َم َع ا ْلقَ ْو ِم َّ الظا ِل ِمينَ ﴾ ار ُه ْم تِ ْلقَا َء أَ ْ ص ُ ص َحا ِ أَ ْب َ ب النَّ ِ األعراف)5(.47: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير القمي:ج 1ص ,222-221تفسير سورة اإلنعام.158: -2تفسير العياشي:ج 1ص 385ح ,131في قوله تعالىِ :إ َّن الَّذِينَ فَ َّرقُوا دِي َن ُه ْم َو َكانُوا ِشيَعًا. -3مجمع البيان للطبرسي:ج 1ص,202في قوله تعالى" :إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ إنما أمرهم إلى هللا ثم ينبئهم يما كانوا يفعلون" اإلنعام.159 : -4ورد "ابن عروة" في المصدر. -5القراءات للسياري:ص 52ح , 192األعراف.47: 643
ب :وعن محمد بن علي,عن علي بن صالح,عن الحسين بن أبي العال مثله ,وفيه "وإذا صرفت")1(.
ج :الطبرسي :وروى أن في قراءة عبد هللا بن مسعود وسالمَ ﴿:و ِإذَا -قلبت -
ار قَالُوا -عائذا ً بك أن -ت َ ْج َع ْلنَا َم َع ا ْلقَ ْو ِم ار ُه ْم ِت ْلقَا َء أ َ ْ ص ُ ص َحا ِ أَ ْب َ ب النَّ ِ َّ الظا ِل ِمينَ ﴾األعراف )2(.47:وروى ذلك عن أبي عبد هللا عليه السالم,الظاهر عن يعقوب بن يزيد كما يأتي عن الكافي منه. قلت :وفي الكاشف :أن أعمش قرأ "وإذا قلبت")3(.
د :السياري:عن محمد بن إسماعيل وغيره,عن ابن سنان,عن منصور,عن أبي السفاح,عن جابر بن يعقوب,عن ابن أبي عمير,عن أبي الربيع القزاز,عن أبي
جعفر"عليه السالم" في قوله عز وجلَ ﴿:و ِإ ْذ أَ َخذَ َرب َُّك ِم ْن بَنِي آدَ َم ِم ْن ُ ستُ ِب َربِّ ُك ْم -ومحمد رسولي وعلي علَ ٰى أَ ْنفُ ِس ِه ْم أَلَ ْ ور ِه ْم ذُ ِ ّريَّتَ ُه ْم َوأ َ ْش َهدَ ُه ْم َ ظ ُه ِ أمير المؤمنين ﴾-األعراف ,172:كذا في نسختي وال تخلوا من سقم وفي السند اختالل ظاهر ,والصواب وعن جابر بن يعقوب ,فإن أبا السفاح من أصحاب الباقر "عليه السالم")4(.
ه :وعن البرقي,عن بعض أصحابه مثله ,إال أنه قال "وعلي وصيه" تنزيل قال: بلى)5( .
و :فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره ,قال :حدثنا علي بن عتاب معنعنا ً,عن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1القراءات للسياري:ص 52ح , 194األعراف.47: -2مجمع البيان:ج 4ص ,263-262سورة األعراف.47: -3الكشاف للزمخشري:ج 2ص,107سورة األعراف.47: -4القراءات للسياري:ص 52ح , 195األعراف.172: -5القراءات للسياري:ص 53ح , 196األعراف.172: 644
أبي جعفر "عليه السالم" قال :لو أن الجهال من هذه األمة يعرفون متى سمى أمير المؤمنين "عليه السالم" ,لم ينكروا أن هللا تبارك وتعالى حين أخذ ميثاق ذرية آدم وذلك فيما أنزل هللا على محمد"ص" في كتابه ,فنزل به جبرائيل كما قرأناه ,يا
جابر ألم تسمع هللا يقولَ ﴿:و ِإ ْذ علَ ٰى أ َ ْنفُ ِس ِه ْم أَلَ ْستُ َوأَ ْش َهدَ ُه ْم َ
أَ َخذَ َرب َُّك ِم ْن بَ ِني آدَ َم ِم ْن ُ ور ِه ْم ذُ ِ ّريَّتَ ُه ْم ظ ُه ِ بِ َر ِبّ ُك ْم -قالوا بلى وأن محمدا ً رسولي وأن عليا ً
أمير المؤمنين ﴾-األعراف !.172:فوهللا لسماه أمير المؤمنين في األظلة حيث أخذ ميثاق ذرية آدم)1(.
ز :وعن أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة الخرساني معنعنا ً,عن أبي جعفر "عليه السالم" قال :قلت له :يا ابن رسول هللا متى سمي أمير المؤمنين؟ فقال :إن هللا تبارك وتعالى :حيث أخذ ميثاق ذرية ولد آدم ,وذلك فيما أنزل هللا على محمد
"صلى هللا عليه واله" ,كما قرأناهَ ﴿:و ِإ ْذ أ َ َخذَ َرب َُّك ِم ْن َبنِي آدَ َم ِم ْن ُ ور ِه ْم ظ ُه ِ ستُ بِ َربِّ ُك ْم -وأن محمدا ً عبدي ورسولي وأن علَ ٰى أَ ْنفُ ِس ِه ْم أَلَ ْ ذُ ِ ّريَّتَ ُه ْم َوأ َ ْش َهدَ ُه ْم َ عليا ً أمير المؤمنين ﴾-األعراف ,172:فسماه هللا أمير المؤمنين حيث أخذ ميثاق ذرية بني آدم)2(.
ح :وعن جعفر بن محمد الفزاري معنعنا ً,عن أبي جعفر "عليه السالم" قال :لو أن الجهال من هذه األمة يعلمون متى سمى علي أمير المؤمنين لم ينكروا واليته وطاعته! قال :فسألته متى سمي علي أمير المؤمنين ,قال :حيث أخذ هللا ميثاق
ذرية آدم هكذا نزل به جبرائيل على محمد "صلى هللا عليه واله"َ ﴿ :و ِإ ْذ أَ َخذَ َرب َُّك ِم ْن بَنِي آدَ َم ِم ْن ُ ستُ ِب َر ِبّ ُك ْم -إن ع َل ٰى أ َ ْنفُ ِس ِه ْم أ َ َل ْ ور ِه ْم ذُ ِ ّريَّت َ ُه ْم َوأ َ ْش َهدَ ُه ْم َ ظ ُه ِ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير فرات الكوفي:ص 146ح,12-181تفسير سورة األعراف.172: -2تفسير فرات الكوفي:ص 146ح,14-182تفسير سورة األعراف.172: 645
محمدا ً عبدي ورسولي وإن عليا ً أمير المؤمنين قالوا بلى ﴾-األعراف ,172:ثم قال أبو جعفر عليه السالم :وهللا لقد سماه باسم ما سمى به أحد قبله)1(.
ط :وعن جعفر بن محمد األودي معنعنا ً,عن جابر الجعفي,قال :قلت :متى سمى علي عليه السالم أمير المؤمنين؟ قال :قال لي :أو ما تقرأ القرآن؟ قال :قلت :بلى,
قال :فاقرأ ,قلت :وما أقرأ؟ قال :اقرأَ ﴿ :وإِ ْذ أَ َخذَ َرب َُّك ِم ْن بَنِي آدَ َم ِم ْن ُ ور ِه ْم ظ ُه ِ ستُ بِ َربِّ ُك ْم﴾األعراف ,172:فقال لي هبه وإلى علَ ٰى أَ ْنفُ ِس ِه ْم أَلَ ْ ذُ ِ ّريَّتَ ُه ْم َوأ َ ْش َهدَ ُه ْم َ أيش ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين ,فثم سماه يا جابر أمير المؤمنين)2(.
ي :العياشي:عن جابر,قال :قلت ألبي جعفر"عليه السالم" :متى سمي أمير المؤمنين؟ قال :وهللا نزلت هذه اآلية على محمد "ص"" :وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمدا ً رسولي وأن عليا ً أمير المؤمنين" فسماه هللا ,وهللا أمير المؤمنين)3(.
يا :وعن جابر,قال :قال لي أبو جعفر "عليه السالم" :يا جابر لو يعلم الجهال متى سمي أمير المؤمنين علي "عليه السالم" لم ينكروا حقه ,قال :قلت :جعلت فداك
متى سمي؟ فقال لي :قوله تعالىَ ﴿:و ِإ ْذ أَ َخذَ َرب َُّك ِم ْن بَنِي آدَ َم﴾ إلى ﴿أَلَ ْستُ ِب َر ِبّ ُك ْم وإن محمدا ً رسولي وإن عليا ً أمير المؤمنين ﴾-األعراف ,172:قال :ثم قال لي:يا جابر هكذا وهللا جاء بها محمد "صلى هللا عليه واله")4(.
يب :رضي الدين علي بن طاؤس في كشف اليقين,عن الثقة الجليـل محمد بن العباس في تفسيره,عن علي بن العباس البجلي,عن محمد بن مروان الغزال,عن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -1تفسير فرات الكوفي:ص 147-146ح,15-183تفسير سورة األعراف.172: -2تفسير فرات الكوفي :ص 146-145ح,10-180تفسير سورة األعراف.172: -3تفسير العياشي:ج 2ص 41ح,113تفسير سورة األعراف.172: -4تفسير العياشي:ج 2ص 41ح,114تفسير سورة األعراف.172: 646
زيد بن المعدل,عن أبان بن عثمان,عن خالد بن يزيد,عن أبي جعفر "عليه السالم" قال :لو أن جهال هذه األمة يعلمون متى سمي أمير المؤمنين "عليه السالم" لم ينكروا واليته وطاعته! قلت متى سمي أمير المؤمنين؟ قال :حيث أخذ هللا ميثاق
ذرية آدم ,كذا نزل به جبرائيل على محمد "صلى هللا عليه واله"َ ﴿ :و ِإ ْذ أَ َخذَ َرب َُّك ِم ْن بَنِي آدَ َم ِم ْن ُ ستُ بِ َر ِبّ ُك ْم -إن علَ ٰى أَ ْنفُ ِس ِه ْم أَلَ ْ ور ِه ْم ذُ ِ ّريَّتَ ُه ْم َوأ َ ْش َهدَ ُه ْم َ ظ ُه ِ محمدا ً رسولي وإن عليا ً أمير المؤمنين قالوا بلى ﴾-األعراف ,172:ثم قال أبو جعفر"ع" :وهللا لقد سماه هللا باسم ما سمى به أحد قبله)1(.
يج :ثقة اإلسالم في الكافي,عن علي بن إبراهيم,عن يعقوب بن يزيد,عن ابن أبي عمير,عن أبي الربيع القزاز,عن جابر عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال :قلت له :لم سمي أمير المؤمنين,أمير المؤمنين؟ قال :هللا سماه ,وهكذا أنزل هللا في
كتابهَ ﴿:و ِإ ْذ أَ َخذَ َرب َُّك ِم ْن بَنِي آدَ َم ِم ْن ُ علَ ٰى أَ ْنفُ ِس ِه ْم ور ِه ْم ذُ ِ ّريَّت َ ُه ْم َوأ َ ْش َهدَ ُه ْم َ ظ ُه ِ