182 7 3MB
![ملخص الوضع البشري لجميع الشعب (عادل الجراوي) [PDF]](https://vdoc.tips/img/200x200/6808d2da38fd0a7900bac49da2b7c349.jpg)
انجاز االستاذ :عادل الجراوي
تضعنا هذه المجزوءة أمام موضوع الوضع البشري او الوجود االنساني هذا الوجود يتسم بالتعقيد بحيث تساهم في تشكيله مجموعة من العوامل منها ما يأخد طابع ذاتي وتفاعلي وتاريخي
ذاتي
تفاعلي
تاريخي
الشخص
الغير
التاريخ
اذن سنرى عن كثب في مجزوءة الوضع البشري كل ماهو مرتبط بالذات كذات ،وعالقتها باألخرين ،و عالقتها بالزمن ويحيلنا هذا الوضع المتشابك من جهة الى مسألة الشخص وما يتعلق بهويته ،باعتباره ذاتا يمكنها إدراك ذاتها ،ومعرفة خصوصياتها ،بفضل وعيها أو باألحرى بفضل وعيها بذلك الوعي أو شعورها بإحساساتها… ومن هنا يمكن طرح مسألة الهوية الشخصية في مجزوءة الوضع البشري . انجاز االستاذ :عادل الجراوي
انجاز االستاذ :عادل الجراوي
الشخص
الوضع البشري
الغير
التاريخ
محور الشخص والهوية : الشخص :يطلق على الفرد في بعده المادي من حيث هو مظهر وجسم وفي بعده المعنوي هي تلك الذات الواعية العاقلة المفكرة الحرة والمسؤولة قانونيا وأخالقيا على أفعالها. الهوية :هي الصفات الجوهرية للشخص التي تميزه عن غيره و تجعله هو هو مطابق لذاته . االشكال : ما الذي يحدد هوية الشخص ؟ هل هي ثابثة ام متغيرة ؟ فالسفة المحور : ديكارت – جون لوك –شوبنهاور انجاز االستاذ :عادل الجراوي
أساس هوية الشخص عند ديكارت هو :الفكر
انجاز االستاذ :عادل الجراوي
يؤكد ديكارت أن أساس هوية الشخص هو الفكر ألنه هو الشيء الوحيد الذي ال يقبل الشك حيث ينطلق من قولته «أنا أفكر اذن أنا موجود» التي اوصلته الى ان الذات جوهرها الفكر فالشخص هو ذات مفكرة وواعية .ويتجلى هذا الوعي في القدرة على الشك والفهم والتصور والنفي واإلثبات والتخيل واالحساس ..الخ .وتعتبر هذه األفعال خصائص مكونة لهوية الشخص بحيث ال يمكن تصوره بدونها ،فهي إذن ثابتة لدى الكائن البشري وتميزه عن باقي الكائنات .ويعتبرا الحواس خداعة فاإلنسان.
تتحدد هوية الشخص عند جون لوك في الشعور و الذاكرة : يرى جون لوك ان هوية الشخص ال تتأسس على العقل الن في نظره صفحة بيضاء بل تقوم على المعرفة الحسية التي تصاحب جميع افعاله الشعورية من شم و تذوق و احساس .فاالنسان كائن واع و مفكر لكن ال يمكنه ان يفكر بمعزل عن المعارف الحسية التي اكتسبها بواسطة االحساس والشعور وبفضل الذاكرة يستمر في الوعي في الزمان ويدرك الشخص انه ذات واحدة ال يشوبها التحور والتغير .
يرى شوبنهاور أن هوية الشخص تتحدد باإلرادة « خالفا لباقي التصورات ،يرى شوبنهاور أن هوية الشخص تتحدد باإلرادة ،إرادة الحياة التي تظل ثابتة فينا حتى عندما ننسى ونتغير كلية.بالرغم من التحوالت التي يحملها الزمن إلى اإلنسان ،فإنه يبقى فيه شيء ال يتغير ،وهواالرادة فأحداث الماضي يعتريها النسيان ،والذاكرة معرضة للتلف بسبب الشيخوخة أو المرض ،لذا فاإلرادة هي أساس هوية الشخص ونواة وجوده بحيث تظل ثابتة وفي هوية مع نفسها ،وهي التي تمثل ذاتنا الحقيقية والمحركة لوعينا وذاتنا العارفة» .
محور الشخص بوصفه قيمة :
انجاز االستاذ :عادل الجراوي
القيمة :هي الخاصية التي اذا وجدت في الشيء جعلته مرغوبا فيه. االشكال :من اين يستمد الشخص قيمته ؟
يستمد الشخص قيمته من :عقله االخالقي العملي يركز كانط على البعد األخالقي في اإلنسان ،هو ما يمنح الشخص قيمته .وفي هذا اإلطار نجده يميز الشخص عن باقي الكائنات األخرى، ال باعتباره مالكا لعقل فقط ،ولكن باعتباره قادرا على جعل ذلك العقل غاية في حد ذاته ،وليس مجرد وسيلة مثلما هو الحال بالنسبة ألشياء الطبيعة المحرومة من اإلرادة والعقل او انه وسيلة لتحقيق غايات الذات أوغايات اآلخرين .بل هو غاية في ذاته اي انه له قيمة وليس بضاعة قابلة ألن تباع وتشترى وتقوم بسعر.
يستمد الشخص قيمته من :المشاركة في الحياة االجتماعية يرى ان الشخص يستمد قيمته عن طريق المشاركة في الحياة االجتماعية و ان القيمة ال تحدد في اطار االنعزال بل في اطار الوجود االجتماعي التشاركي فالشخص اليكتسب قيمته االخالقية وكأنه امبراطور داخل امبراطورية بل من التضامن مع االخرين واالنفتاح عليهم من خالل ربط عالقة تعاون وتضامن اساسها االخد و العطاء فال يكفي ان يكون الشخص شخصا حتى يتمتع بقيمة اخالقية باعتباره غاية في ذاته بقدر ماوجب عليه االنفتاح على العالم ويتقبل االخرين .
يستمد الشخص قيمته من :ادائه للواجب واالمتثال للقوانين يرى هيغل ان قيمة الشخص يستمد قيمتها انطالقا من امتثاله لقوانين الجماعة التي ينتمي اليها و ادائه للواجب القانوني و االخالقي التي تحدده تشريعات المجتمع لذلك وجب على الشخث االنفتاح على الجماعة وأن يمتثل للقوانين المنظمة لها ويؤدي الواجب المنوط به حتى يكتسب قيمته فعندما يؤدي واجبه المنوط به والقيام بالمهام التي اسندت اليه حسب المرتبة التي يشغلها يكتسب الشخص قيمته
محور الشخص بين الضرورة والحرية مفاهيم المحور : الضرورة:هي نقيض الحرية وتعني غياب االختيار اي االكراه وهناك مجموعة من الضروريات منها البيلوجية و السوسيولوجية و السكولوجية: ضرورة بيولوجية :بمعنى الضرورة البيولوجية هي كل االمورة التي خلقت مع االنسان وغريزته كاالكل النوم قضاء الحاجة.. لتوضيح االمر اكثر نعطي مثاال بالنوم :فاذا كنت تظن انك حر في حياتك فجرب ان تختار عدم النوم بحيث ستجد نفسك تقاوم النوم وهذا بحد ذاته ضرورة مفروضة عليك . حتمية سيكولوجية :تتشكل لدى الطفل من جراء مؤثرات خارجية ورواسب مدفونة ،تصبح بمثابة الخزان الالشعوري الذي يتحكم في المرء عندما يكبر بشكل خفي وفي خلسة منه ،وقد تكون تلك الرواسب من السلب .بحيث توجد له عقدا واضطرابات نفسية ال يكون المرء بقادر على ردها أو تسييرها ،فهي أكبر منه. حتمية اجتماعية(سوسيولوجية ) :يولد اإلنسان ويجد نفسه في أحضان مجتمع لم يختره هو .هذا المجتمع له ثقافته التي سيتشربها ويستدمجها في كيانه دون خيار منه ،فعندما يكبر يجد نفسه بلغة ودين وعادات وتقاليد متغلغلة في أعماق جوفه ولن يستطيع الخروج عنها ،فالمجتمع بمثابة اإلطار والقالب الذي تم صهرنا فيه ونحن صغار ،فهو سلطة قاهرة تتحكم في اختياراتنا وقناعاتنا وأذواقنا الحرية :هي استقالل الذات فكرا و تصرفا و عدم خضوعها الى اي اكراهات خار ٌجية.الحرية هي القدرة على االختيار بين البدائل واإلمكانات ،هي التصرف دون موانع أو قيود ،إنها سلوك ال كابح له .ومنها كلمة التحرر أي التحرر من قبضة الحتميات. االشكال :هل الشخص حر أم خاضع للضرورة ؟
فالسفة المحور : انجاز االستاذ :عادل الجراوي
الشخص خاضع للضرورة يؤكد سبينوزا على ان ال وجود لحرية انسانية فالناس يعتقدون انهم احرار النهم يكونون على وعي بما يقومون به ،اال ان الحقيقة بخالف ذلك فالناس يجهلون االسباب الحقيقية الفعالهم .لذا فالشخص خاضع للضرورة ما دام محكوما بعوامل ال متناهية في العالم المحيط به منها الضرورات البيولوجية والسوسيولوجية والسكولوجية .فاإلنسان في نظر اسبينوزا كالحجر الساقط؛ يعتقد عن جهل أنه يسقط بحرية ،وأنه سبب أفعاله. الشخص حر على خالف سبينوزا يؤكد سارتر ان اإلنسان كائن حر يمتلك من الحرية ما يجعله قادرا على تحمل مسؤولية ما يقوم به من أفعال ،بل إن حريته ليس لها حدود ،ألنه محكوم عليه بالحرية ,يؤكد سارتر أن اإلنسان لن يكون إال وفق ما سيصنع بنفسه ،و كما يريد أن يكون ،و يشبهه بالمشروع ألنه ينفتح على المستقبل ،و يملك إمكانيات عديدة لتجاوز الوضع الحاضر ،و ذلك ألنه كائن حر متحمل لمسؤولية فعله. الشخص حر حسب امكانياته الجسدية والفكرية
إن "موني" كان متوازنا ،فال يعتقد بالحرية المطلقة وال بالتقيد المطلق ،بل يرى أن حرية الشخص نسبية ،ألنها مشروطة بوضع محدد ،وذلك ألن الشخص يعيش داخل جماعة ويتفاعل مع وضعيات متعددة ومختلفة مما يجعله مطالبا بتوجيه حريته في اتجاه ما ينسجم مع الوضع الواقعي الذي يوجد فيه وفي حدود امكانياته الجسدية والفكرية اال ان هذا الوضع ال يعني انه خاضع للضرورة لكنه حر في تحديد مصيره وبما في ذلك المجتمع الذي ينحصر دوره في التوجيه والترشيد . انجاز االستاذ :عادل الجراوي
مفــــــــــــــــهوم الغـــــــــــــــــير
إن اإلنسان من حيث هو شخص ال يعيش في عزلة ،بل إنه موجود ليعيش مع األغيار .إن التأمل في مشاعر اإلنسان و مواقفه مثل المحبة ،الصداقة ،الكراهية ،التسامح ...يدعونا إلى االنتباه إلى أهمية حضور الغير وإلى أن الوجود اإلنساني ال يكتمل إال باعتباره وجوداً عالئقيا يفترض وجود ذوات إنسانية تتفاعل و تتواصل فيما بينها قصد بناء معرفة وعالقة أساسها التعاون والتضامن . انجاز االستاذ :عادل الجراوي
مفــــــــــــــــهوم الغـــــــــــــــــير ينقسم مفهوم الغير الى ثالث محاور
العالقة مع الغير
وجود الغير
معرفة الغير
وجود الغـــــــــــــــــير المفاهيمً: الغيرً :هوًاالناًالذيًليسًاناًفهوًذلكًالشخصًالذيًيشبهنيًويختلفًعنيًفيًنفسًالوقتًانهاًاناًاخرًمنظورًاليهاًكذاتً واعيةًوعاقلةً. الوجودً :هوًحصولًالشيءًوقيامهًبالفعلًوهوًمقابلًللماهيةًوللوجودًبالقوةً،ويعتبرًالبعضًانًالشيءًيمكنًأنًيوجدً بمجردًحصولًصورتهًفيًالذهنًايًبدونًانًيصبحًمحسوساًحقيقياً. االشكالً :هلًوجودًالغيرًضروريًلكيًأحققًوعييًبذاتي؟ًوكيفًيمكننيًإدراكًوجودًهذاًالغير؟ًهلًبوصفهًشيءًمنً األشياءًالموجودةًفيًالطبيعةًأمًباعتبارهًأناًآخرًغيريًيستحقًالتقديرًواالحترام؟ انجاز االستاذ :عادل الجراوي
المواقف الفلسفية لمحور وجود الغـــــــــــــــــير تصورالفيلسوف :رونيه ديكارت
يرى ديكارت ان وجود الغير غير ضروري لوجودي االنا مادام ان االنا قادرة على تحقيق وجودها والوعي بذاتها بمعزل عن االخر فمن خالل تجربة الشك عاشت االنا الديكارتية عزل انطلوجية (علم الوجود)مطلقة بعيدا عن االخرين فوجود االنا هو وجود يقيني والضامن ليقين كل وجود اخر اي وجود االنا وجود حقيقي بديهي ال يقبل الشك اما الغير فوجوده افتراضي قابل للشك . تصور الفيلسوف جون بول سارتر يؤكد سارتر على ان وجود الغير ضروري لوجودي االنا لتحقق وعيها بذاتها فرغم ان وجود الغير يحد من حرية االنا وفقدها عفويتها وتلقائيتها مادام ينظر اليها كموضوع وليس كذات حرة واعية اال انه يبقى مع ذلك الوسيط الذي الغنى عنه بين االنا وذاتها .ان نظرة الغير الى االنا هي التي تمكن هذه االخيرة من الوعي بكثير من حاالتها النفسية والسلوكية كتجربة الخجل مثال التي ما كان من الممكن ان يحصل لالنا الوعي بها لوال النظرة التي تتعرض لها أثناء اللقاء مع الغير ومواجهته . انجاز االستاذ :عادل الجراوي
محور معرفة الغـــــــــــــــــير المعرفة :هي نتيجة االتصال والتقابل بين ذات مدركة وموضوع مدرك ،غايتها تكوين تصور واضح عن الموضوع المدروس. االشكال :هل معرفة الغير ممكنة ام مستحيلة ؟ المواقفًالفلسفيةً: ميرلوبنتي : يرى ان معرفة الغير ممكنة وذلك عن طريق التواصل معه فما ان يبادر الغير بالحديث الى االنا او العكس حتى ينشأ نوع من التواصل والحوار بينهما مما يؤدي الى تحقيق معرفة يقينية ببعضهما البعض ،اساسها التعاون والمشاركة فاالنا حسب ميرلوبنتي قادرة على معرفة الغير والنفاذ الى اعماقه اذا تخلت على تعاليها وحققت شرط التواصل اللغوي والوجداني معه واعترفت به كذات حرة ومستقلة . سارتر: بالنسبة لسارتر معرفة الغير صعبة فيرى انه عند محاولة معرفة الغير ،أول شيء أقوم به هو النظر اليه من أجل تكوين صورة له في مخيلتي ،هذه النضرة تمكنني من تحديد المالمح الخارجية لهذا الشخص ،ومن هنا تحويله من ذات إلى شيء ،وذلك بسبب تركيزي على الجوانب الخارجية .إذا كلما ركزنا معرفتنا للشخص على الجسد نحوله إلى شيء.هكذا فالتعامل مع الغير كموضوع مثله مثل الموضوعات واألشياء يؤدي إلى إفراغه من مقومات الوعي والحرية واإلرادة .ويقدم سارتر هنا مثال النظرة المتبادلة بين األنا والغير؛ فحين يكون إنسان ما وحده يتصرف بعفوية وحرية ،وما إن ينتبه إلى أن أحدا آخر يراقبه وينظر إليه حتى تتجمد حركاته وأفعاله وتفقد عفويتها وتلقائيتها .هكذا يصبح الغير جحيما ،وهو ما تعبر عنه قولة سارتر الشهيرة":الجحيم هم اآلخرون". انجاز االستاذ :عادل الجراوي
محور العالقة مع الغـــــــــــــــــير مفاهيمًالمحورً: مفهوم العالقة :رابطةًماديةًاوًوجدانيةًبينًشيئينًاوًشخصينًواكثر. مفهوم الصداقة :فضيلةًورابطةًانسانيةًنبيلة،وشعورلحاجةًالقيامًبعملًالخيرًتجاهًالغير. مفهوم الغرابة :عالقةًقائمةًعلىًالتعارضًوهيًمدعاةًللعداءًوالقصاءًالغيرًوافقادهًوحدتهًوانسجامه. مفهوم الغيرية :الدعوةًلمحبةًالغيرًوالتضحيةًبمصالحناًلفائدةًالغيرًفيًمقابلًاالنانية. مفهوم التواصل :الفعل الذيًعبرهًيخرجًكلًوعيًعنًعزلتهًوانانيتهًلينفتحًعلىًالغير. االشكالً :هلًالعالقةًمعًالغيرًعالقةًصداقةًامًغرابةً؟وهلًتتسمًعالقةًاالناًبالغيرًبالودًوالتسامحًأمً بالنبذًواالقصاءً؟ً
انجاز االستاذ :عادل الجراوي
محور العالقة مع الغـــــــــــــــــير المواقفًالفلسفيةً: ارسطوً :عالقةًصداقةً: يؤكد أرسطوعلى أن العالقة التي يجب أن تكون بين األنا والغير ،هي عالقة صداقة ،باعتبارها الصداقة فضيلة أخالقية .ألنها مجردة من المصلحة النفعية الذاتية ، وألنها أيضا تستمر .والذي دافع به أرسطو عن أهمية صداقة الفضيلة هو كون اإلنسان يظل في حاجة إلى األصدقاء ،سواء في فترة الضيق والشدة ،أو في وقت الرخاء .وسواء في مرحلة الشباب ،وسواء في مرحلة الشيخوخة ،ففي مرحلة الشباب تعصم الصداقة اإلنسان من الزالت ،وفي مرحلة الشيخوخة ،فالصداقة تعوض لإلنسان ضعفه .يقول أرسطو :كل الناس على اتفاق في أن األصدقاء هم المالذ الوحيد الذي يمكننا اإلعتصام به في حالة البؤس وفي الشدائد المختلفة” .زيادة على ذلك فالصداقة تجعل المجتمع في غنى عن العدالة ،فالصداقة تحقق العطف والمحبة ،وتمنع الصراع والعنف.
فريدريك هيجل :العالقة مع الغير عالقة صراع رغم أن هيجل يذهب إلى التأكيد على أن وجود الغير ضروري لوجود الذات ،وتحقيق اإلعتراف بها .فإنه يؤكد على أن اإلعتراف بالذات ال يتم إال عبر الصراع، الذي تكون غايته تحقيق اإلعتراف بالذات .ففي البداية كان كل فرد يعيش لوحده مع األشياء ،وكان يتحكم فيها من جهة أنها تلبي له حاجياته .ولكن سيتغير الوضع حين يلتقي الفردين ،ويصبح كل واحد ضمن المجال اإلدراكي لآلخر .في البداية سيعتقد كل واحد منهما ،أن اآلخر شبيه بالموضوعات التي كان يسيطر عليها، وسيحاول الشيطرة عليه ،لكنه سيكتشف أن هذا اآلخر ليس كبقية األشياء وإنما يمتلك مثله وعيا ،هنا سيدخالن في صراع من أجل اإلعتراف بالذات ،وهذا ما ينقصها _أي الذات_ في وجودها مع األشياء المادية .لكن اإلعتراف لن يتم بشكل سلمي وودي ،بل عبر صراع يخاطر فيه الطرفان بحياتهما .إال أن الموت لن يحقق اإلعتراف ،لهذا على أحدهما أن يفضل اإلستسالم على الموت ،فيصبح المنهزم عبدا ،ويصبح المنتصر سيدا. انجاز االستاذ :عادل الجراوي
يعتبر اإلنسان كائنا تاريخيا ،يجعل من التاريخ موضوع معرفة منظمة وموثقة؛ فهو يتطلع إلى وصف أحداث الماضي وفهم منطلقها التاريخی وبيان كيفية حدوثها ،وكذلك طبيعة التقدم الذي كان أو يكون ووتيرته ،أي تحديد ما إذا كان التقدم يتم على شكل خط متصل ،أم يتم بشكل فجائي قافز .إن التاريخ هو ذاكرة حية من صنع اإلنسان ،ال يمكن أن تكون بدون إرادته ووعيه وتأثيره ،رغم أن بعض النظريات الفلسفية تريد أن تجعل التاريخ فوق اإلنسان ومستقال عنه ،أو يرى بعضها على األقل بأن الوجود التاريخي هو الذي يصنع اإلنسان بدوره .إن هذه المفارقة في الوجود التاريخي لإلنسان تتولد عنها األسئلة التالية :ما التاريخ؟ ما داللة المعرفة التاريخية؟ هل يتقدم التاريخ نحو وجهة محددة -سلفا -؟ ثم ما دور اإلنسان في التاريخ؟
المحور األول :المعرفة التاريخية تعريف المفاهيم : التاريخ :هي مجموع الوقائح واالحداث التي وقعت في الماضي ،والتي تشكل االساس الذي يقوم عليه الحاضر ويسمح باستشراف المستقبل . المعرفة التاريخية :ال تعني معرفة األحداث التاريخية وحفظها فقط ،وإنما دراسة تلكك األحكداث علكى اخكتالف تفاصكيلها ،وقراءتهكا بموضكوعية ودون تحيكز ،ومعرفكة أسباب وقوعها ،من أجل فهم التاريخ بشكل بعيد عن التحيز ومخالفة العقل. االشكال :هل يمكن جعل أحداث التاريخ موضوع معرفة علمية وموضوعية ؟ المواقف الفلسفية : انجاز االستاذ :عادل الجراوي
ابن خلدون :معرفة التاريخ يجب اال تعتمد على النقل فقط
فيؤكد أن المعرفة التاريخية ليست مجرد رواية وسرد لألخبار ،بل نظر وتحقيق وتعليل وعلم بالكيفيات واألسباب .وفي ذلك يميز ابن خلدون بين ظاهر التاريخ وباطنه ،من حيث أنه في ظاهره ما هو إال نقل لألخبار ،أما في باطنه فهو نظر (عقلي) وتحقيق ،وتعليل ،وعلم بكيفية حدوث الوقائع .ويتبين أن ابن خلدون ينتصر لباطن التاريخ ،ألنه هو ما يجعل منه علما .ويستدل ابن خلدون على ضرورة اعمال العقل ال النقل بما وقع للمؤرخين فقد وقعوا في المغالط في الحكايات والوقائع ،وذلك بسبب اعتمادهم على مجرد النقل ،وألنهم لم يعرضوا الوقائع واألحداث على أصولها ،وهكذا ،لمعرفة التاريخ يجب أن تعتمد على العقل ،والتمحيص ،والتعليل ،لكي تسموا إلى مرتبة العلوم العقلية .وأن ال يعتمد فيها على مجرد النقل.
رمون أرون :معرفة التاريخ صعبة
يركز الفيلسوف الفرنسي أرون على عائق المسافة الزمنية في تحدديه للمعرفة التاريخية حيث يعتبرها "إعادة بناء ما كان موجودا ولم يعد، انطالقا مما بقي كأثر" .وهي بذلك تنفصل عن تجربتنا في الزمان والمكان .فتجربتنا خاصة وحاضرة ،ويمكننا أن نعرفها معرفة تلقائية ألنها تتعلق بالعالم الذي يحيط بنا .أما عندما يتعلق األمر بعالم الذين عاشوا قبلنا ،فإن تلك المعرفة ستكون صعبة ونسبية ،ألنها تتطلب إعادة بناء عالم الماضي كما كان ،وهو مطلب يحتاج جهدا وحذرا منهجيا مضاعفا نتيجة التباعد بين الحاضر والماضي .إذ أن المؤرخ سيبني الواقعة من خالل قيم زمانه ورؤيته الخاصة للحدث .وهو ما يضع الموضوعية موضع تساؤل. انجاز االستاذ :عادل الجراوي
المحور الثاني :التاريخ وفكرة التقدم
انجاز االستاذ :عادل الجراوي
تعريف المفاهيم : التقدم :كل تطور كمي أو كيفي سواء كان إيجابيا أو سلبيا ،كما يدل اللفظ أيضا على كل تحسن أو نمو من حالة إلى حالة أخرى أفضل. االشكال :هل التاريخ تقدم أم تكرار؟ هل التاريخ عبارة عن صيرورة خطية لألحداث أم أنه عبارة عن حركة دائرية؟ام أم أنه يعرف طفرات وقفزات وتحوالت؟ المواقف الفلسفية : كلود ليفي ستراوس :التاريخ عبارة عن طفرات وقفزات فجائية.
ينتقد كلود ليفي ستراوس مفهوم التقدم كما يتصوره رواد النزعة التطورية ،مؤكدا أن التاريخ ليس سلسلة من األحداث الضرورية، المنتظمة والمتصلة الحلقات ،بل يتطور عبر قفزات وطفرات فجائية ،فالتاريخ ال يسير سيرا تقدميا تصاعديا بل هو حركة مبنية على القطائع واالنفصاالت ،فاإلنسانية في تقدمها ،حسب ستراوس ،ال تشبه الفرد الذي يصعد سلما فيخطو خطوات دقيقة في اتجاه مسار واحد ،بل تشبه العب النرد الذي يرمي بالمكعب رميات متعددة فيحصل على حسابات مختلفة غير متوقعة. موقف "كارل ماركس"التاريخ عبارة عن حركة تقدمية متصلة
يعتقد "كارل ماركس" أنه فما دام التاريخ مبني على الالمساواة واالستغالل ،بسبب احتكار البعض لقوى ووسائل اإلنتاج ،فأن الصراع الطبقي سيؤدي بالضرورة إلى زوال هذا النمط من اإلنتاج ،وتعويضه بآخر يكفل المساواة ويضمن الحقوق واالمتيازات للجميع .بذلك يكون التاريخ عبارة عن حركة تقدمية متصلة ،يتجه خاللها اإلنسان نحو غاية حتمية هي تأسيس مجتمع اشتراكي ،تصبح فيه الممتلكات والوسائل مشتركة بين الجميع.
المحور الثالث :دور االنسان في التاريخ
انجاز االستاذ :عادل الجراوي
االشكال :هل اإلنسان فاعل في التاريخ ومنتج لألحداث التاريخية أم أنه نتاج لهذه األحداث؟ المواقف الفلسفية: موقف فريدريك هيغل :اإلنسان وسيلة في يد التاريخ.
ففريدريك هيغل يؤكد أن اإلنسان ليس هو من يوجه التاريخ ويتحكم في أحداثه ،كما أن التاريخ ال يخضع إلرادة اإلنسان ،بل إن اإلنسان مجرد وسيلة في يد التاريخ فالتاريخ ،ما هو إال التجسيد والتجلي الموضوعي للروح المطلق .ويرى أيضا أن األحداث التاريخية يحكمها منطق الضرورة والحتمية .وإذا قلنا أن التاريخ ليس إال تجل للروح المطلق ،وأن التاريخ يحكمه منطق الحتمية ،فإن اإلنسان وفق هذا التصور لن يكون فاعال في التاريخ ،ولن يكون له دور في صناعة أحداثه ،ما دامت األحداث التاريخية تبقى خارج إرادته. سارتر :االنسان صانع التاريخ
إن سارتر ،يرى أن لإلنسان له دور فعال في صناعة التاريخ وانهم هم يصنعون التاريخ وليس شروطهم السابقة،النهم يمتلكون صفة فريدة وهي القدرة على التجاوزفهم يمتلكون ارادة وحرية وهكذا فسارتر ينفي فكرة تحكم ما هو ال إنساني ،أي الشروط الواقعية ،في اإلنسان .زيادة على ذلك ،يرى سارتر ،أن انفالت التاريخ من اإلنسان ،ليس معناه أنه ال يصنعه ،بل معناه أن الغير يصنعه أيضا”. ،إذن فلإلنسان دور في التاريخ ،وفي صناعته وصناعة أحداثه ووقائعه.