فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الارباب [PDF]

‫فصل اخلطاب‬ ‫في تحريف كتاب رب األرباب‬ ‫تأليف املريزا حسني النوري الطربسي‬ ‫تحقيق طالب إل مكي‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحي

2 0 17MB

Report DMCA / Copyright

DOWNLOAD PDF FILE

فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الارباب [PDF]

  • 0 0 0
  • Gefällt Ihnen dieses papier und der download? Sie können Ihre eigene PDF-Datei in wenigen Minuten kostenlos online veröffentlichen! Anmelden
Datei wird geladen, bitte warten...
Zitiervorschau

‫فصل اخلطاب‬ ‫في تحريف كتاب رب األرباب‬ ‫تأليف املريزا حسني النوري الطربسي‬ ‫تحقيق طالب إل مكي‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫مقدمة المحقق‬ ‫والحمد هلل رب العالمين‪ ,‬وصلى هللا على محمد واله االطيبين األطهار‪ ,‬وأشهد إن‬ ‫ال اله إال هللا الواحد األحد الصمد‪,‬الذي عجز عن وصفه الواصفين‪ ,‬فقرب من‬ ‫خطرات الظنون‪ ,‬وبعد عن مالحظة العيون‪ ,‬وأشهد إن محمدا عبده ورسوله‪,‬‬ ‫أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون‪ ,‬واشهد إن‬ ‫أهل بيته أالئمة الهداة‪ ,‬وعباده المكرمين الذين ال يسبقونه بالقول وهم بأمره‬ ‫يعملون‪.‬‬ ‫وبعد فأنه ال يخفى على كل متتبع حذق‪ ,‬إن كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب‬ ‫رب األرباب للميرزا حسين النوري الطبرسي‪ ,‬من الكتب التي قل نظيرها في‬ ‫إثارة الشبهات والجدل واللغط فيما طرحة الكاتب‪ ,‬منذ صدوره والى وقتنا‬ ‫الحاضر‪.‬‬ ‫وذلك كون ما طرحه موضوعا حساسا وشائكا‪ ,‬رأت فيه المؤسسة الدينية الشيعية‬ ‫انه تجاوز الخطوط الحمر‪ ,‬لذا منعت من طبع الكتاب وتناوله‪ ,‬وحاول بعض‬ ‫العلماء والباحثين من تلكم المؤسسة من تأويل مراد ومقصود الطبرسي‪ ,‬انه لم يقل‬ ‫بتحريف القران! وإنما أراد أثبات عدم تحريف القران‪ )1(,‬وهذا منافي تماما لمن‬ ‫يتتبع مضامين الكتاب‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر الذريعة ألغا برزك الطهراني‪:‬ج‪ 12‬ص‪ 231‬رقم ‪.912‬‬ ‫‪2‬‬

‫إما المؤسسة الدينية السنية‪ ,‬فقد نظرت للكتاب باعتباره سبة ومثلبة بحق الشيعة‬ ‫كونهم يقولون بتحريف القران‪ ,‬وغضت الطرف من إن الكتاب مشحون بالروايات‬ ‫الصحيحة والصريحة وأقوال بعض أئمتهم وعلمائهم في إثبات وقوع التحريف‬ ‫ومن أمهات مصادرهم!‬ ‫إن ما طرحه الطبرسي في كتابه‪,‬هو نقل الروايات واإلخبار وأقوال األئمة‬ ‫والعلماء ومن كال المدرستين ‪ -‬الشيعية والسنية ‪ -‬في إثبات وقوع تحريف القران‪,‬‬ ‫وناقشها نقاشا علميا‪ ,‬وكان األجدر من علماء تلكم المدرستين مناقشة ما طرحه‬ ‫الطبرسي‪ ,‬وتفنيد ما ذهب إليه بأسلوبا علميا‪.‬‬ ‫ال إن يتبعوا أسلوب التشهير والتسقيط كما فعلته السنة! وال بمحاربة طباعة‬ ‫وتداول الكتاب كما فعلته الشيعة‪.‬‬ ‫واعتمدت بتحقيق الكتاب على نسختين مخطوطتين‪ ,‬حصلت عليهم من بعض‬ ‫المواقع االلكترونية في الشبكة العنكبوتية‪ ,‬وذلك لتعذر الوصول إلى نسخة‬ ‫مخطوط ورقية من مكتبات النجف وكربالء وبغداد‪ ,‬بالرغم من إني بحثت وكلفت‬ ‫كثير من األصدقاء والفضالء‪ ,‬ولم تفلح جهودهم وهم مشكورون على ذلك‪ ,‬وهذا‬ ‫تأكيد لما قلته من إن المؤسسات الشيعية تمنع تداول هذا المخطوط‪.‬‬ ‫وكانت النسخة األولى وأسميتها إلف تنقصها بعض الصحائف‪ ,‬ونسخة ثانية‬ ‫وأسميتها باء‪ ,‬فهي كاملة تقريبا‪,‬وبخط المصنف نفسه‪ ,‬لذا عوضت ما نقص من‬ ‫نسخة إلف بنسخة باء‪ ,‬مع مقارنة النسختين مع باقي صحائف النسختين واختيار‬ ‫االصوب ووفق ما رأيت‪.‬‬ ‫وكانت طريقتي في تحقيق هذا المخطوط‪ ,‬هو التركيز على إخراج اآليـــــــات من‬

‫‪3‬‬

‫الكتاب الكريم وتصحيح ما ورد فيها طبقا للمصحف مع مراعاة كتابتها بالتشكيل‬ ‫ألقراني‪ ,‬وإما الروايات فاستخرجتها من مصادرها مع تصحيح السند دون المتن‪,‬‬ ‫وذلك كون المصنف قد اعتمد في نقل المتن‪ ,‬إما بالمعنى لالختصار أو انه اعتمد‬ ‫على نسخ في زمنه غير محققة كما اليوم‪ ,‬لذا لم اهتم بذلك ال سيما إن الطبرسي لم‬ ‫يغير المعنى باختصاره! إما السند فقد ركزت على تصحيحه خوفا من إن يطعن‬ ‫بصحة الرواية‪.‬‬ ‫إما أقوال األئمة والعلماء أيضا استخرجتها من مصادرها إال ما عجزت عن‬ ‫بعضها كونها مصادر إما الزالت مخطوطة أو لم تطبع باللغة العربية‪.‬‬ ‫واعتمد بالرجوع للمصادر عن طريق موقع المكتبة الشاملة الحديثة والمكتبة‬ ‫الشيعية وغير ذلك من الشبكة العنكبوتية‪.‬‬ ‫وعلى كل حال أضع بين يدي القارئ الكريم كتاب فصل الخطاب في تحريف‬ ‫كتاب رب األرباب للميرزا النوري الطبرسي بعد تحقيقه‪ ,‬باعتباره بحث قيما قد‬ ‫وقع عليه حيفا كبير‪,‬وبصرف النظر عن موفقي مما طرحه‪ ,‬إال إني ارجوا من‬ ‫الباحثين دراسة ما أورده المصنف‪ ,‬السيما انه أورد مئات من الروايات وأقوال‬ ‫أئمة وعلماء المدرستين!‬ ‫هذا وأرجو من هللا القبول‪ ,‬واعتذر إليكم عن كل خطأ وهفوة وردت بهذا العمل‬ ‫المتواضع من رجل قليل العلم‪.‬‬

‫طالب إل مكي‬

‫‪4‬‬

‫ترجمة المصنف‪:‬‬ ‫الميرزا حسين ابن الشيخ محمد تقي بن محمد علي أو علي محمد النوري الطبرسي‪.‬‬

‫ولد في ‪ 18‬شوال سنة ‪ 1254‬في قرية بالو من قرى نور بلفظ اسم الضياء إحدى‬ ‫كور طبرستان‪ ,‬وتوفي بالنجف ليلة األربعاء ‪ 27‬جمادي اآلخر في سنة ‪1320‬‬ ‫ودفن في الصحن الشريف في االيوان الثالث منه عن يمين الداخل من جهة القبلة‪.‬‬ ‫كان عالما فاضال محدثا متبحرا في علمي الحديث والرجال‪ ,‬عارفا بالسير‬ ‫والتاريخ منقبا فاحصا ناقما على أهل عصره عدم اعتنائهم بعلمي الحديث‬ ‫والرجال‪ ,‬زاهدا عابدا لم تفته صالة الليل‪ ,‬وكان وحيد عصره في اإلحاطة‬ ‫واالطالع على اإلخبار واآلثار والكتب الغربية وجمع من نفائس المخطوطات كتبا‬ ‫كثيرة‪ ,‬دخلت عليه مرة وهي منضدة حوله لكنها تفرقت بعد موته أيدي سبا‪ ,‬وكان‬ ‫ال يفتر عن المطالعة والتأليف‪)1(.‬‬

‫أحواله وأخباره‪ :‬ترجم نفسه في آخر كتابه مستدركات الوسائل فقال‪ :‬ولدت في‬ ‫‪ 18‬شوال سنة ‪ 1254‬في قرية بالو من كور طبرستان‪ ,‬وتوفي والدي وأنا ابن‬ ‫ثمان سنيــن‪ ,‬فبقيت سنيــن ال أجد مربيا حتـــى بلغت أوان الحلم‪ ,‬فأنعم هللا علـي‬ ‫بمالزمة العالم الجليل الفقيه الزاهد الورع النبيل المولى محمد علي ابن آقا زين‬ ‫العابدين بن موسى رضى المحالتي‪ ,‬وهاجرت معه إلى العراق سنة ‪ ,1273‬ثم‬ ‫رجع وبقيت في النجف قريبا من أربع سنين‪ ,‬ثم سافرت إلى بالد العجم لتشتت‬ ‫األمور‪ ,‬ثم رجعت ثانيا إلى العراق سنة ‪ ,1278‬والزمت العالم النحرير الفقيه‬ ‫الجامع الشيخ عبد الحسين الطهراني‪ ,‬وهو أول من أجازني‪ ,‬وبقيت معه برهة‬ ‫في كربالء‪ ,‬ثم سنتين في الكاظمية وفي آخرهما وهي سنة ‪ ,1280‬رزقنــــــي هللا‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬أعيان الشيعة لالمين‪:‬ج‪ 6‬ص‪ ,143‬حسين الطبرسي النوري‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫تعالى زيارة بيته الحرام‪ ,‬ثم رجعت إلى النجف فحضرت مجلس بحث الشيخ‬ ‫مرتضى األنصاري أشهرا قالئل إلى أن توفي‪ ,‬ثم سافرت إلى بالد العجم سنة‬ ‫‪ 1284‬وزرت الرضا "ع" ورجعت إلى العراق سنة ‪ ,1286‬وفيها توفي شيخنا‬ ‫العالمة الطهراني‪ ,‬ورزقت ثانيا زيارة بيت هللا الحرام ورجعت إلى النجف‬ ‫وبقيت سنين إلى أن ساعدني التقدير بالمهاجرة إلى سامراء لما هاجر إليها‬ ‫الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي‪ ,‬وبقيت فيها سنين ورزقني هللا تعالى‬ ‫فيها الحج ثالثا‪ ,‬ولما رجعت سافرت إلى بالد العجم ثالثا سنة ‪ 1297‬وزرت‬ ‫مشهد الرضا "ع" ثانيا ورجعت مسافرا إلى حج بيت هللا الحرام رابعا سنة‬ ‫‪ 1299‬ورجعت وبقيت في سامراء إلى سنة ‪ ,1314‬ثم رجعت مهاجرا‬ ‫إلى النجف عازما على التوطن فيه إن شاء هللا تعالى وقد ناهزت من العمر فوق‬ ‫الستين‪ ,‬ومضى كثير من عمري في اإلسفار واالنقطاع عن العلماء األخيار‪ ,‬ومع‬ ‫ذلك رزقني هللا تعالى في خالل ذلك جمع شتات اإلخبار ونظم متفرقات اآلثار‪)1(.‬‬

‫مشايخه‪:‬‬ ‫‪ -1‬الفقيه الشيخ عبد الرحيم البروجردي والد زوجته قرأ عليه في طهران‪.‬‬ ‫‪ -2‬الشيخ عبد الحسين الطهراني الملقب شيخ العراقيين قرأ عليه في كربالء‬ ‫والكاظمية‪.‬‬ ‫‪ -3‬الشيخ مرتضى األنصاري قرأ عليه أشهرا في النجف ‪.‬‬ ‫‪ -4‬الميرزا الشيرازي قرأ عليه في سامراء‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬أعيان الشيعة لالمين‪:‬ج‪ 6‬ص‪ ,143‬حسين الطبرسي النوري‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫تالميذه منهم‪:‬‬ ‫‪ -1‬الشيخ عباس القمي‪.‬‬ ‫‪ -2‬آقا بزرگ الطهراني صاحب الذريعة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الشيخ إسماعيل ابن الشيخ محمد باقر األصفهاني يروي عنه إجازة‪.‬‬ ‫مؤلفاته‪:‬‬ ‫‪ -1‬مواقع النجوم ومرسلة الدر المنظوم في سلسلة إجازات العلماء من عصره‬ ‫إلى زمن الغيبة وهو أول مؤلفاته فرع منه ليلة االثنين ‪ 24‬رجب سنة ‪1275‬‬ ‫في النجف األشراف‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس الرحمن في فضائل سلمان ألفه بعد مواقع النجوم مطبوع‪.‬‬ ‫‪ -3‬اللؤلؤ والمرجان في الشرائط الالزمة لذاكري العزاء فارسي مطبوع ألفه بعد نفس‬ ‫الرحمن‪.‬‬ ‫‪ -4‬مستدركات الوسائل ومستنبط المسائل وهو أكبر مؤلفاته استدرك به على صاحب‬ ‫الوسائل مطبوع في ثالثة مجلدات كبار تقرب من تمام الوسائل وأدرج فيه الفقه‬ ‫الرضوي بتمامه ألنه يرى صحة انتسابه إلى الرضا ع ولكن صاحب الوسائل لم‬ ‫تكن هذه األخبار معتبرة عنده فلذلك لم يدرجها في كتابه‪.‬‬ ‫‪ -5‬دار السالم فيما يتعلق بالرؤيا والمنام مطبوع في مجلدين‪.‬‬ ‫‪ -6‬فصل الخطاب مطبوع ولم يكن مرضيا عند علماء عصره‪)1(.‬‬

‫‪ -7‬رسالة في رد بعض الشبهات على كتاب فصل الخطاب ‪.‬‬ ‫‪ -8‬معالم العبر في استدراك جزء البحار السابع عشر مطبوع‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬هذا قول السيد محسن األمين صاحب أعيان الشيعة‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪ -9‬جنة المأوى فيمن فاز بلقاء الحجة في الغيبة الكبرى من الذين لم يجمعوا في‬ ‫البحار مطبوع‪.‬‬ ‫‪ -10‬الفيض القدسي في أحوال المجلسي مطبوع‪.‬‬ ‫‪ -11‬الصحيفة الثانية العلوية مطبوعة‪.‬‬ ‫‪ -12‬الصحيفة الرابعة السجادية مطبوعة‪.‬‬ ‫‪-13‬النجم الثاقب في أحوال اإلمام الغائب فارسي مطبوع‪.‬‬ ‫‪ -14‬ميزان السماء في تعيين مولد خاتم األنبياء فارسي مطبوع‪.‬‬ ‫‪ -15‬الكلمة الطيبة بالفارسية مطبوعة‪.‬‬ ‫‪ -16‬األربعينيات مقالة مختصرة كتبها على هامش نسخة الكلمة الطيبة المطبوعة‬ ‫جمع فيها أربعين أمرا من األمور التي أضيف إليها عدد األربعين في أخبار‬ ‫األئمة "ع"‪.‬‬ ‫‪ -17‬ظلمات الهاوية‪.‬‬ ‫‪ -18‬البدر المشعشع في ذرية موسى المبرقع ابن اإلمام الجواد"ع"‪.‬‬ ‫‪ -19‬كشف األستار عن وجه الغائب عن اإلبصار مطبوع وهو في جواب أبيات‬ ‫وردت من بغداد في شان اإلمام المهدي"ع"‪.‬‬ ‫‪ -20‬سالمة المرصاد مطبوعة وهي رسالة فارسية في زيارة لعاشورا غير معروفة‬ ‫وأعمال لمقامات مسجد الكوفة غير ما هو المعروف بين الناس مطبوعة‪.‬‬ ‫‪ -21‬رسالة مختصرة فارسية في مواليد األئمة ع على ما هو األصح عنده مطبوعة‪.‬‬ ‫‪ -22‬مستدرك مزار البحار لم يتم‪.‬‬ ‫‪ -23‬حواش على رجال أبي علي لم تتم‪.‬‬ ‫‪ -24‬شاخت طوبى شجرة طوبى فارسية‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ -25‬تحية الزائر وبلغة المجاور استدرك بها على تحفة الزائر للمجلسي وهي آخر‬ ‫مؤلفاته توفي قبل إتمامها فأتمها تلميذه الشيخ عباس القمي‪ .‬ووجدنا في مسودة‬ ‫الكتاب إن جميع مؤلفاته التامة مطبوعة في إيران عدا ظلمات الهاوية ومواقع‬ ‫النجوم وشاخت طوبى‪)1(.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬أعيان الشيعة لالمين‪:‬ج‪ 6‬ص‪ ,144‬حسين الطبرسي النوري‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫الصفحة االولى من نسخة الف‬

‫‪10‬‬

‫الصفحة األخيرة من نسخة إلف‬

‫‪11‬‬

‫الصفحة االولى من نسخة باء‬

‫‪12‬‬

‫الصفحة االخيرة من نسخة باء‬

‫‪13‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫فهرست ما في هذا الكتاب الشريف من المطالب إجماال‪.‬‬ ‫المقدمة األولى‪ :‬في ذكر األخبار التي وردت في جمع القرآن‪ ,‬وجامعه‪ ,‬وسبب‬ ‫جمعه‪ ,‬وكونه في معرض النقص‪ ,‬بالنظر إلى كيفية الجمع‪ ,‬وأن تأليفه يخالف‬ ‫تأليف المؤلفين ‪.‬‬ ‫المقدمة الثانية ‪ :‬في بيان أقسام التغيير الممكن حصوله في القرآن‪ ,‬والممتنع دخوله‬ ‫فيه ‪.‬‬ ‫المقدمة الثالثة ‪ :‬في ذكر أقوال علمائنا في تغيير القرآن وعدمه ‪.‬‬ ‫الباب األول‪ :‬في ذكر ما يدل أو استدلوا به على وقوع التغيير‪ ,‬والنقصان في‬ ‫القرآن ‪.‬‬ ‫الدليل األول ‪ :‬مركب من أمور ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬وقوع التحريف في التوراة واإلنجيل بطرز حسن لطيف ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬في أن كل ما وقع في األمم السالفة يقع في هذه األمة ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬في ذكر موارد شبه فيها بعض هذه األمة بنظيره في األمم السابقة مدحا أو‬ ‫قدحا ‪.‬‬ ‫د‪ -‬في أخبار خاصة فيها داللة على كون القرآن كالتوراة واإلنجيل في وقوع‬ ‫التغيير فيه ‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫الثاني‪ :‬أن كيفية جمع القران مستلزمة عادة لوقوع التغيير‪ ,‬والتحريف فيه‪ ,‬وفيه‬ ‫إجمال حال كتاب الوحي ‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬في إبطال وجود منسوخ التالوة‪ ,‬وأن ما ذكروه مثاال له البد وأن يكون مما‬ ‫نقص من القرآن ‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬في أنه كان ألمير المؤمنين عليه السالم قرءانا مخصوصا‪ ,‬يخالف‬ ‫الموجود في الترتيب‪ ,‬وفيه زيادات ليست من األحاديث القدسية‪ ,‬وال من التفسير‬ ‫والتأويل ‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬أنه كان لعبد هللا بن مسعود مصحفا معتبرا‪ ,‬فيه ما ليس في القرءان‬ ‫الموجود ‪.‬‬ ‫السادس‪ :‬أن الموجود غير مشتمل لتمام ما في مصحف أبي المعتبر عندنا ‪.‬‬ ‫السابع‪ :‬أن ابن عفان لما جمع القرءان ثانيا‪ ,‬أسقط بعض الكلمات واآليات‪ ,‬وفيه‬ ‫كيفية جمعه ‪ ,‬وبعض ما أسقطه ‪ ,‬واختالف مصاحفه‪ ,‬وما أخطأ فيه الكتاب‬ ‫الثامن‪ :‬في أخبار كثيرة دالة صريحا على وقوع النقصان‪ ,‬زيادة على ما مر رواها‬ ‫المخالفون ‪.‬‬ ‫التاسع‪ :‬أنه تعالى ذكر أسامي أوصيائه‪ ,‬وشمائلهم في كتبه المباركة السالفة ‪ ,‬فال بد‬ ‫أن يذكرها في كتابه المهيمن عليها ‪ ,‬وفيه ما وصل إلينا من ذكرهم عليهم السالم‬ ‫في المصاحف األولى مما لم يجمع في كتاب ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫العاشر‪ :‬إثبات اختالف القراء في الحروف والكلمات وغيرها ‪,‬وإبطال نزوله على‬ ‫غير وجه واحد ‪ ,‬وفيه شرح أحوال القراء‪ ,‬وإثبات وجود التدليس في أسانيدهم ‪.‬‬ ‫الحادي عشر‪ :‬في أخبار كثيرة دالة صريحا على وقوع النقصان في القرءان‬ ‫عموما ‪.‬‬ ‫الثاني عشر‪ :‬أخبار خاصة كذلك ‪ ,‬رتبناها على ترتيب سور القرءان‪ ,‬وفيه ذكر‬ ‫الجواب [ تمزق هذا الجزء من المخطوطة] أوردها على االستدالل بها ‪.‬‬ ‫الباب الثاني‪ :‬ذكر أدلة القائلين بعدم تطرق [ تمزق هذا الجزء من المخطوطة]‬ ‫اآليات واألخبار واالعتبار والجواب عنها مفصال ‪ ,‬وفيه ذكر وقوع التحريف في‬ ‫التوراة ثانيا [ تمزق هذا الجزء من المخطوطة] ‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم وبه تقتي‬ ‫الحمد هلل الذي انزل على عبده‪ ,‬كتابا جعله شفاء لما في الصدور‪ ,‬ومهيمنا على‬ ‫التوراة واإلنجيل والزبور‪ ,‬والصالة والسالم على حامله‪ ,‬نور األنوار ‪,‬والبيت‬ ‫الرفيع المعمور‪ ,‬ومحل تدبير األمور‪ ,‬ومالك أزمة النشور‪ ,‬محمد المنتجب مع‬ ‫عالم السرور ‪,‬وادم صلصال تهب عليه الشمال والدبور‪ ,‬وعلى اله الصحف‬ ‫الناطقة بكل غائب ومستور‪ ,‬والزبر المحتوية لما يكون ‪ ,‬أو مضى في سالفات‬ ‫الدهور‪ ,‬ومصابيح األنام في ظلمات عالم الغرور‪ ,‬ومفاتيح خزانة العلم المسطور‬ ‫في رق منشور‪ ,‬خصوصا على مختلف المالئكة في اآلصال والبكور‪ ,‬القطب‬ ‫الذي على مدار وجوده األفالك تدور ‪ ,‬المشرق نوره في قلوب مواليه ‪,‬‬ ‫المحتجب عن أعين كل عديم الشعور‪ ,‬إلى يوم ينفخ في الصور‪ ,‬ويبعث من في‬ ‫القبور‪ ,‬وبعد فيقول العبد المذنب المسيء حسين بن محمد تقي ألنوري الطبرسي‬ ‫جعله هللا تعالى من الواقفين ببابه المتمسكين بكتابه ‪ :‬هذا كتاب لطيف وسفر‬ ‫شريف عملته في إثبات تحريف القران وفضايح أهل الجور والعدوان وأسميته "‬ ‫فصل الخطاب في تحريف كتاب رب األرباب" ‪.‬‬ ‫وجعلت له ثالث مقدمات وبابين‪ ,‬وأودعت فيه من بدائع الحكمة ما تقر به كل‬ ‫عين‪ ,‬و أرجو ممن ينتظر رحمته المسيئون‪ ,‬إن ينفعنا في يوم ال ينفع مال وال‬ ‫بنون‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫المقدمة األولى‬ ‫في نبذ مما جاء في جمع القرآن‪ ,‬وسبب جمعه‪ ,‬وزمانه‪ ,‬وكونه في معرض تطرق‬ ‫النقص‪ ,‬واالختالف‪ ,‬بالنظر إلى كيفية الجمع‪ ,‬مع قطع النظر عما يدل على تحققه‬ ‫أو عدمه من الخارج‪ ,‬وأن تأليفه يخالف تأليف المؤلفين‪ [ ,‬تمزق هذا الجزء من‬

‫ضانَ الَّذِي أ ُ ْن ِز َل فِي ِه‬ ‫المخطوطة] المصنفين ‪ ,‬قال هللا تبارك وتعالى‪َ ﴿ :‬‬ ‫ش ْه ُر َر َم َ‬ ‫ْالقُ ْر ُ‬ ‫آن﴾ البقرة‪ ,185:‬وقال تعالى‪﴿ :‬إِنَّا أ َ ْنزَ ْلنَاهُ فِي لَ ْيلَ ِة ْالقَ ْدر﴾ القدر‪.1:‬‬ ‫في ذكر اإلخبار الواردة في هذا المضار‬

‫أ‪:‬‬

‫ثقة اإلسالم في الكافي‪ ,‬عن علي بن إبراهيم عن أبيه ‪ ,‬ومحمد القاسم‪,‬عن‬

‫محمد بن سليمان‪,‬عن داود‪,‬عن حفص بن غياث‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم"‬

‫ضانَ الَّذِي أ ُ ْن ِز َل فِي ِه ا ْلقُ ْر ُ‬ ‫آن﴾‬ ‫قال‪ :‬سئلت عن قول هللا عز وجل‪َ ﴿ :‬‬ ‫ش ْه ُر َر َم َ‬ ‫البقرة‪ ,185:‬وإنما انزل في عشرين سنة بين أوله وآخره؟ فقال أبو عبد هللا "عليه‬ ‫السالم"‪ :‬نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور‪,‬ثم نزل في‬ ‫طول عشرين سنة‪ ،‬ثم قال‪ :‬قال النبي "صلى هللا عليه وآله"‪:‬نزلت صحف إبراهيم‬ ‫في أول ليلة من شهر رمضان‪ ,‬وأنزلت التوراة لست مضين من شهر‬ ‫رمضان‪ ,‬وانزل اإلنجيل لثالث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ‪,‬وانزل الزبور‬ ‫لثمان عشر خلون من شهر رمضان‪ ,‬وانزل القرآن في ثالث وعشرين من شهر‬ ‫رمضان ‪)1(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 2‬ص‪,629-628‬ح‪ ,6‬باب النوادر‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫ب‪:‬‬

‫وعن محمد بن يحيى‪,‬عن احمد بن محمد ‪,‬عن الحسين بن سعيد‪ ,‬عن القاسم‬

‫بن محمد‪,‬عن علي بن أبي حمزة‪ ,‬عن أبي بصير‪ ,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم"‬ ‫قال‪ :‬نزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان‪ ,‬ونزل اإلنجيل في اثني‬ ‫عشرة ليلة مضت من شهر رمضان‪ ,‬ونزل الزبور في ليلة ثماني عشرة مضت‬ ‫من شهر رمضان‪ ,‬ونزل القران في ليلة القدر‪)1(.‬‬

‫ح‪:‬‬

‫وعن علي بن إبراهيم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن ابن أبي عمير‪ ,‬عن عمر ابن أذينة‪ ,‬عن‬

‫الفضيل بن يسار‪ ,‬وزراره ومحمد بن مسلم ‪,‬عن حمران‪ ,‬انه سئل أبا جعفر "عليه‬ ‫السالم" عن قول هللا ّ‬ ‫ضانَ الَّذِي أ ُ ْن ِز َل ِفي ِه ْالقُ ْر ُ‬ ‫آن﴾‬ ‫عز وجل‪َ ﴿ :‬‬ ‫ش ْه ُر َر َم َ‬ ‫البقرة‪ ,185:‬قال‪ :‬نعم ؛ هي ليلة القدر‪ ،‬وهي في ك ِّل سنة في شهر رمضان في‬ ‫العشر األواخر‪,‬فلم ينـزل القرآن إالّ في ليلة القدر‪)2(.‬‬ ‫وروىهذا الخبر وسابقه الصدوق في الفقيه بإسناده عن أبي بصير وحمران‪)3(.‬‬

‫د‪:‬‬

‫علي بن إبراهيم الثقة الجليل في تفسيره ‪ ,‬قال‪ :‬أنزل هللا القران فيها ‪ -‬أي في‬

‫ليلة القدر‪ -‬إلى البيت المعمور جملة واحدة‪ ,‬ثم نزل من البيت المعمور على‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله" في طول عشرين سنة ‪ ,‬قال رحمه هللا‪ :‬حدثنا‬ ‫علي بن الحسين‪ ,‬عن احمد ابن أبي عبد هللا‪ ,‬عن علي بن الحكم‪ ,‬عن سيـــف بن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 4‬ص‪ 157‬ح‪,5‬باب في ليلة القدر‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني ‪:‬ج‪ 4‬ص‪, 157‬ح‪,6‬باب في ليلة القدر‪.‬‬ ‫‪ -3‬من ال يحضره الفقيه للصدوق‪:‬ج‪2‬ص‪,159‬ح‪,2026‬ليلة القدر والعمل الصالح فيها‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫عميرة‪ ,‬عن أبي بكر الحضرمي‪ ,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال‪ :‬إن رسول‬ ‫هللا "صلى هللا عليه واله" قال لعلي "صلوات هللا عليه"‪ :‬يا علي إن القران خلف‬ ‫فراشي في الصحف والحرير والقراطيس‪ ,‬فخذوه واجمعوه وال تضيعوه كما‬ ‫ضيعت اليهود التوراة ‪ ,‬فانطلق علي "عليه السالم" فجمعه في ثوب أصفر‪ ,‬ثم‬ ‫ختم عليه في بيته ‪ ,‬وقال‪ :‬ال أرتدي حتى أجمعه‪ ,‬قال‪ :‬كان الرجل ليأتيه فيخرج‬ ‫إليه بغير رداء حتى‬

‫ه‪:‬‬

‫جمعه‪)1(.‬‬

‫وعن احمد بن علي القرشي‪ ,‬عن محمد بن الفضيل‪ ,‬عن أبي حمزة الثمالي‪,‬‬

‫عن أبي جعفر "عليه السالم "قال‪ :‬ما أحد من هذه األمة جمع القرآن كما انزل به‬ ‫جبرائيل "عليه السالم" على محمد إال وصي محمد "صلى هللا عليه وآله"‪)2(.‬‬

‫و‪ :‬فرات ابن إبراهيم الكوفي في تفسيره‪ ,‬بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير‪ ,‬عن‬ ‫أبي جعفر "عليه السالم" انه قال في حديث له ‪:‬قال رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله" ‪ :‬يا علي ال تخرج ثالثة أيام ‪ ,‬حتى تؤلف كتاب هللا ‪ ,‬كيال يزيد فيـــه‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير القمي‪:‬ج‪2‬ص‪,451‬تفسير سورة الناس‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفسير القمي‪:‬ج‪:2‬ص‪ ,451‬تفسير سورة الناس‪ ,‬باختالف اسم الراوي محمد بن علي‬ ‫القرشي ‪ ,‬وليـــــــــــس احمد بن علي القرشي ‪,‬وقد ترجم له السيد الخوئي في رجاله‬ ‫بالرقم"‪ "11420‬محمد بن علي القرشي ‪ :‬روى علي بن إبراهيم بسنده‪ ،‬عن عبد الكريم‬ ‫بن عبد الرحيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن علي القرشي‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي‬ ‫حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم‪ ،‬قال‪ :‬ما أحد من هذه األمة جمع القرآن إال‬ ‫وصي محمد صلى هللا عليه وآله‪" .‬الحديث"‪ .‬تفسير القمي ‪:‬سورة الناس‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫الشيطان شيئا‪ ،‬وال ينقص منه شيئا‪ ،‬فإنك في ضد سنة وصي سليمان‬ ‫"عليه الصالة والسالم"‪ ،‬فلم يضع علي "عليه السالم" رداءه على ظهره‪ ,‬حتى‬ ‫جمع القرآن ‪,‬فلم يزد فيه الشيطان شيئا‪ ,‬ولم ينقص منه شيئا‪)1(.‬‬

‫ز‪ :‬ثقة اإلسالم في الروضة‪ ,‬عن محمد بن علي بن معمر‪ ،‬عن محمد بن علي بن‬ ‫عكاية التميمي‪ ،‬عن الحسين بن النضر الفهري‪ ،‬عن أبي عمرو األوزاعي ‪،‬‬ ‫عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر بن يزيد قال‪ :‬دخلت على أبى جعفر"عليه‬ ‫السالم" فقلت‪ :‬يا ابن رسول هللا قد أرمضني اختالف الشيعة في مذاهبها‪,‬‬ ‫فقال"عليه السالم"‪ :‬وذكر كالما ‪,‬ثم قال‪ :‬إن أمير المؤمنين "عليه السالم" خطب‬ ‫الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفات رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وذلك‬ ‫حين فرغ من جمع القران وتأليفه‪.‬الخبر‪)2( .‬‬

‫ح‪:‬‬

‫العياشي في تفسيره‪ ,‬عن بعض أصحابنا ‪,‬عن احدهما "عليما السالم" في‬

‫خبر ما يأتي‪ ,‬وفيه‪ :‬فلما قبض نبي هللا "صلى هللا عليه وآله " كان الذي كان لما‬ ‫قضى من االختالف‪ ،‬وعمد عمر فبايع أبا بكر‪ ,‬ولم يدفن رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه وآله" بعد‪ ،‬فلما رأى ذلك علي "عليه السالم " ورأى الناس قد بايعوا أبا‬ ‫بكر‪ ،‬خشي إن يفتتن الناس‪ ،‬ففرغ إلى كتاب هللا‪ ,‬وأخذ بجمعه في مصحف‪،‬‬ ‫فأرسل أبو بكر إليه إن تعال فبايـــــع‪ ،‬فقال علي "عليه السالم" ‪ :‬ال أخرج حتى‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير فرات الكوفي‪:‬ص‪,399-398‬ح‪,20‬تفسير سورة حم عسق‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪8‬ص‪ ,18‬خطبة ألمير المؤمنين"ع" وهي خطبة الوسيلة‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫أجمع القرآن‪ ،‬فأرسل إليه مرة أخرى‪ ,‬فقال‪ :‬ال أخرج حتى افرغ‪ ،‬فأرسل إليه‬ ‫الثالثة عمر رجال يقال له قنفذ‪ .‬الخبر‪)1( .‬‬

‫ط‪:‬‬

‫كتاب سالم بن أبي عمرة ‪,‬سالم‪ ,‬عن أبي يحيى الهمداني‪ ,‬قال‪ :‬دخلنا على‬

‫أبى عبد هللا "عليه السالم" فقلنا له‪ :‬أصلحك هللا‪ ,‬إنا ال ندري ما صحبتنا إياك وما‬ ‫صحبتك إيانا‪ ,‬فإن حدث بك حدث فإلى من؟ فقال‪ :‬إن فالنا قد جمع القران‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫ثم دخلت عليه السنة الثالثة‪ ,‬فقلت‪ :‬رحمك هللا ما ندري ما صحبتك إيانا‪ ,‬فإن حدث‬ ‫بك حدث فإلى من؟ فقال‪ :‬إن فالنا قد جمع القران ‪ ,‬وهو صاحبكم وهو كما‬ ‫سرك‪)2( .‬‬

‫ي‪:‬‬

‫العياشي في تفسيره‪ ,‬عن عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ,‬قال‪ :‬ما‬

‫أتى علي عليه السالم يوم قط أعظم من يومين أتياه‪ ،‬فأما أول يوم‪ ,‬فاليوم الذي‬ ‫قبض فيه رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‪ ،‬وأما اليوم الثاني‪ ,‬فوهللا إني لجالس‬ ‫في سقيفة بني ساعده‪ ,‬عن يمين أبي بكر‪ ,‬والناس يبايعونه‪ ,‬إذ قال له عمر‪ :‬يا هذا‬ ‫ليس في يديك شي منه‪ ,‬ما لم يبايعك علي "عليه السالم"‪ ,‬ثم ذكر بعثه قنفذا‬ ‫إليه"ع" ورده ‪ ،‬قال‪ :‬فما لبث إن رجع‪ ,‬فقال ‪ :‬قال لك ان رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه وآله" قال لي وأوصاني‪ :‬إني إذا واريته في حفرته‪ ,‬ال أخرج من بيتي حتى‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪ :‬ج‪:2‬ص‪ ,307‬في قوله تعالى"سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا" ‪.‬‬ ‫‪ -2‬األصول الستة عشر من األصول األولية‪ ,‬تحقيق ضياء الدين المحمودي‪ :‬ص ‪,335‬‬ ‫ح"‪, 10"557‬من كتاب سالم بن أبي عمرة‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫أؤلف كتاب هللا‪ ,‬فإنه في جرائد النخل وفي أكتاف اإلبل‪.‬الخبر‪)1( .‬‬

‫يا‪:‬‬

‫ثقة اإلسالم‪ ,‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪،‬‬

‫عن عمرو بن أبي المقدام‪ ,‬عن جابر‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر "عليه السالم" يقول‪:‬‬ ‫ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إال كذاب‪ ،‬وما جمعه‬ ‫وحفظه كما نزله هللا تعالى إال علي بن أبي طالب "عليه السالم" واألئمة من بعده‬ ‫"عليهم السالم"‪)2( .‬‬ ‫ورواه محمد بن الحسن الصفار في البصائر عن احمد بن محمد مثله‪)3( .‬‬

‫يب‪ :‬الصدوق في العقائد‪ ,‬مرسال أن أمير المؤمنين "عليه السالم "جمع القران ‪،‬‬ ‫فلما جاء به‪ ,‬فقال‪ :‬هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم‪ ،‬لم يزد فيه حرف‪ ،‬ولم‬ ‫ينقص منه حرف‪ ,‬فقالوا‪ :‬ال حاجة لنا فيه‪ ،‬عندنا مثل الذي عندك‪ ,‬فانصرف وهو‬

‫يقول ‪﴿:‬فَنَبَذُوهُ َو َرا َء ُ‬ ‫ور ِه ْم َوا ْشت َ َر ْوا بِ ِه ث َ َمنًا قَ ِل ً‬ ‫س َما يَ ْ‬ ‫شت َ ُرونَ ﴾ إل‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫يال ۖ فَبِئْ َ‬ ‫عمران‪)4( .187:‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 66‬ح‪,76‬في قوله تعالى‪ :‬وان جنحوا للسلم فأجنح لها‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪ :‬ج‪1‬ص‪,228‬ح‪,1‬باب انه لم يجمع القرآن كله إال األئمة عليهم السالم‬ ‫وإنهم يعلمون علمه كله ‪.‬‬ ‫‪ -3‬بصائر الدرجات للصفار‪:‬ص‪,213‬ح‪ ,2‬باب في األئمة إن عندهم جميع القرآن الذي‬ ‫انزل على رسول هللا "ص"‪.‬‬ ‫‪ -4‬االعتقادات في دين اإلسالم للصدوق‪:‬ص‪,86‬باب االعتقاد في مبلغ القران‪ ,‬باختالف‬ ‫بسيط في بعض ألفاظ الحديث‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫يج‪ :‬الطبرسي في االحتجاج‪ ,‬عن اسحق بن موسى بن جعفر ‪,‬عن أبيه‪ ,‬عن إبائه‬ ‫"عليهم السالم" قال‪ :‬خطب أمير المؤمنين "عليه السالم" بالكوفة‪ ,‬فقال‪ :‬في أخر‬ ‫كالمه‪ :‬فلما توفى رسول هللا "صلى هللا عليه واله" اشتغلت بدفنه‪ ,‬والفراغ من‬ ‫شأنه‪ ,‬ثم آليت يمينا أني ال أرتدي إال للصالة‪ ,‬حتى أجمع القرآن‪ ,‬ففعلت‪ .‬الخبر‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫يد‪:‬‬

‫وفيه خبر الزنديق الطويل‪ ,‬بعد ذكره "عليه السالم"‪ ,‬عرض القران الذي‬

‫جمعه عليهم وإعراضهم عنه ما لفظه‪ :‬ثم دفعهم االضطرار بورود المسائل عليهم‬ ‫عما ال يعلمون تأويله‪ ,‬إلى جمعه‪ ,‬وتأليفه‪ ,‬وتضمينه‪ ,‬من تلقائهم ما يقيمون به‬ ‫دعائم كفرهم‪ ,‬فصرخ مناديهم‪ :‬من كان عنده شي من القران فليأتنا به‪ ,‬ووكلوا‬ ‫تأليفه ونظمه‪ ,‬إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء هللا ‪ ،‬فألّفه على اختيارهم‪,‬‬ ‫وما يد ّل على المتأ ّمل له على اختالل تمييزهم‪ ,‬وافترائهم‪ ,‬وتركوا منه ما قدروا‬ ‫أنّه لهم وهو عليهم‪ .‬الخبر‪)2( .‬‬

‫يه‪:‬‬

‫الطبقات الرفيعة‪ ,‬في ترجمة العباس‪ ,‬وقوله لعلي "عليه السالم"‪ :‬مد يدك‬

‫أبايـــــــــعك‪ ,‬قال‪ :‬إن رسول هللا "صلى هللا عليــــــه واله" وصى إلــــــي‪,‬‬ ‫وأوصاني إن ال اجرد سيـــــــــفا بعده‪ ,‬حتـــــــى تأتيــــــــــــــــني الناس طوعا‪,‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪1‬ص‪,281-280‬ترجمة اسحق بن موسى‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتاب االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪1‬ص‪ ,383‬في إن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف‬ ‫وال زيادة‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫وأمرني بجمع القران‪ ,‬والصمت‪ .‬الخبر‪)1( .‬‬

‫يو‪:‬‬

‫الصفار في البصائر‪ ,‬عن محمد بن الحسين بن شعيب‪ ,‬عن عبد الغفار‪,‬‬

‫قال‪ :‬سئل رجل أبا جعفر "عليه السالم" فقال أبو جعفر‪ :‬ما يستطيع احد يقول‬ ‫جمع القران كله غير األوصياء‪)2(.‬‬

‫يز‪:‬‬

‫وعن عبد هللا بن عامر‪ ,‬عن أبي عبد هللا البرقي‪ ,‬عن الحسن بن عثمان‪ ,‬عن‬

‫محمد بن فضيل‪ ,‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ,‬عن أبي جعفر"عليه السالم" قال‪ :‬قال‪:‬‬ ‫ما أجد من هذه األمة من جمع القران إال األوصياء‪)3(.‬‬

‫يح‪:‬‬

‫سليم بن قيس الهاللي في كتابه‪ ,‬في حديث طويل‪ ,‬عن أمير المؤمنين "عليه‬

‫السالم" يأتي جملة منه‪ ,‬وفيه‪ ,‬فقال طلحة‪ :‬رايتك حرجت بثوب مختوم فقلت‪ :‬يا‬ ‫أيها الناس إني لم أزل مشغوال برسول هللا "صلى هللا عليه واله"‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان المدني‪:‬ص‪ ,84‬الباب األول في‬ ‫بني هاشم وساداتهم من الصحابة العلية أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم وإيمانه‬ ‫بالنبي "ص" وشيء من شعره‪.‬‬ ‫‪ -2‬بصائر الدرجات للصفار‪:‬ص‪,213‬ح‪ ,4‬باب في األئمة إن عندهم جميع القران الذي‬ ‫انزل على رسول هللا"ص"‪ ,‬باختالف في سند الرواية "محمد بن الحسين عن النضر بن‬ ‫شعيب" بدال من " محمد بن الحسين بن شعيب" ‪ ،‬حيث ترجم للنضر بن شعيب السيد‬ ‫الخوئي في رجاله‪:‬ج‪20‬ص‪ ,173‬رقم الترجمة‪,13075 :‬فراجع‪.‬‬ ‫‪ -3‬بصائر الدرجات للصفار‪:‬ص‪,214‬ح‪ ,5‬باب ‪ 6‬في األئمة إن عندهم جميع القران الذي‬ ‫انزل على رسول هللا"ص"‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫وبغسله وتكفينه ودفنه‪ ,‬ثم شغلت بكتاب هللا حتى جمعته‪ ،‬فهذا كتاب هللا عندي‬ ‫مجموعا لم يسقط عني منه حرف واحد‪ ،‬فلم نر ذلك الكتاب الذي كتبت وألفته‪،‬‬ ‫رأينا عمر بعث إليك حين استخلف أن تبعث به إليه‪ ،‬فأبيت أن تفعل‪ ،‬فدعا عمر‬ ‫الناس‪ ,‬فإذا شهد رجالن على انه قرانا كتبته‪ ,‬وما لم يشهد عليه غير رجل واحد‬ ‫ال يقرئه غيرهم لم يكتب‪ ,‬وقد سمعت عمر يقول‪ :‬انه قتل يوم اليمامة قوم كانوا‬ ‫يقرءون فقد ذهب‪ .‬الخبر‪ .‬ويأتي باقيه‪)1( ,‬‬

‫ورواه الطبرسي في االحتجاج‪ ,‬وزاد بعد قوله "غيرهم"‪ :‬وقد جاءت شاة إلى‬ ‫صحيفة وكتاب يكتبون فأكلها وذهب ما فيها‪ ,‬والكتاب يومئذ عثمان‪.‬الخبر‪)2(.‬‬

‫يط‪:‬‬

‫كتاب سليم‪ ,‬واالحتجاج‪ ,‬واللفظ األخير عن سلمان في خبر طويل‪ ,‬وفيه‪:‬‬

‫لما رأى علي عليه السالم غدرهم وقلة وفائهم‪ ,‬لزم بيته‪ ,‬واقبل على القران يؤلفه‬ ‫ويجمعه‪ ,‬فلم يخرج حتى جمعه كله‪ ,‬فلما جمعه كله فكتبه على تنزيله والناسخ‬ ‫والمنسوخ‪ ،‬فبعث إليه أبو بكر‪ ,‬أن أخرج وبايع فبعث إليه إني لمشغول قد آليت‬ ‫يمينا أن ال أرتدي برداء إال للصالة حتى أؤلف القران واجمعه فجمعه في ثوب‬ ‫وختمه‪ ،‬ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد النبي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب سليم بن قيس‪ -‬تحقيق محمد باقر األنصاري‪:‬ص‪ ,210-209‬مع اختالف بسيط‬ ‫في ألفاظ الرواية‪.‬‬ ‫‪ -2‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪1‬ص‪",222‬حديث الثقلين"‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫"صلى هللا عليه واله" فنادى علي "عليه السالم" بأعلى صوته‪ :‬أيها الناس أني لم‬ ‫أزل منذ قبض رسول هللا "صلى هللا عليه واله" مشغوال بغسله ثم بالقران‪ ,‬حتى‬ ‫جمعته كله في هذا البيت ‪ ,‬فلم ينزل هللا تعالى على نبيه آية من القران إال وقد‬ ‫جمعتها‪ ،‬وليست منه آية إال وقد أقرانيها رسول هللا "صلى هللا عيه واله" وعلمني‬ ‫تأويلها‪ ,‬ثم دخل بيته‪)1(.‬‬

‫ك‪:‬‬

‫االحتجاج‪,‬عن سليم‪ ,‬في خبر طويل‪ ,‬في ذكر مجلس جرى بين معاوية‬

‫والحسن "عليه السالم" وأصحابه‪ ,‬قال‪ :‬سمعت عبد هللا بن جعفر بن أبي طالب‬ ‫يقول‪ :‬قال‪ :‬الحسن بن علي "عليه السالم" لمعاوية‪ :‬وتزعم إن عمر أرسل إلى‬ ‫أبي إني أريد إن اكتب القران في مصحف فابعث إلي بما كتبت من القران‪ ,‬فأتاه‬ ‫فقال‪ :‬تضرب وهللا عنقي قبل أن يصل إليك‪ ,‬قال‪:‬ولم؟ قال‪:‬ألن هللا تعالى قال‪:‬‬

‫الرا ِس ُ‬ ‫خونَ فِي ْال ِع ْل ِم﴾ إل عمران‪ ,7:‬إياي عنى‪ ،‬ولم يعنك وال أصحابك‪،‬‬ ‫﴿ َو َّ‬ ‫فغضب عمر‪ ,‬ثم قال يا بن أبي طالب تحسب أن أحدا ليس عنده علم غيرك‪ ،‬من‬ ‫كان يقرأ من القرآن شيئا فليأتني به‪ ،‬إذا جاء رجل فقرأ شيئا معه يوافقه فيه آخر‬ ‫كتبه وإال لم يكتبه ‪ ,‬ثم قالوا‪ :‬قد ضاع منه قرآن كثير‪ ،‬بل كذبوا وهللا بل هو‬ ‫مجموع محفوظ عند أهله‪.‬الخبر‪)2( .‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب سليم بن قيس‪:‬تحقيق محمد باقر األنصاري‪:‬ص‪,147-146‬واالحتجاج للطبرسي‪:‬‬ ‫ج‪ 1‬ص‪ ,107‬ترجمة سليم بن قيس الهاللي‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتــــــــــاب االحتــــــــــــجاج للطبرسي‪:‬ج‪2‬ص‪,7-3‬ووفق تتبعي الحظت اختالفا بين‬ ‫الرواية أنفا التي نقلها صاحب االحتجاج عن كتاب سليم‪ ,‬في حين الرواية التي نقلها‬ ‫سليم بن قيس في كتابه‪ :‬ص‪ , 369‬تختلف عن الرواية أعاله وتنطبق مع الرواية التي‬ ‫بعدها‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫كا‪:‬‬

‫كتاب سليم‪ ,‬قال الحسن "عليه السالم" ‪ :‬يا معاوية إن عمر بن الخطاب‬

‫أرسلني في إمارته إلى علي بن أبي طالب "عليه السالم ‪":‬إني أريد أن‬ ‫أكتب القرآن في مصحف‪ ،‬فابعث إلينا ما كتبت من القرآن‪ ,‬فقال "عليه السالم"‪:‬‬

‫سهُ‬ ‫تضرب وهللا عنقي قبل أن تصل إليه‪ ,‬فقلت‪ :‬ولم؟ قال ‪ :‬ألن هللا يقول‪َ ﴿:‬ال يَ َم ُّ‬

‫ِإ َّال ْال ُم َط َّه ُرونَ ﴾‬

‫الواقعة‪ ,79:‬يعني ال يناله كله إال المطهرون‪ ,‬إيانا عنى‪ ،‬نحن‬

‫الذين أذهب هللا عنا الرجس وطهرنا تطهيرا‪ ,‬وأورثنا الكتاب‪ ,‬ونحن الذين‬ ‫اصطفانا هللا من عباده‪ ,‬ونحن صفوة هللا ‪ ,‬ولنا ضربت األمثال‪ ,‬وعلينا نزل‬ ‫الوحي ‪ ,‬فغضب عمر وقال‪ :‬إن ابن أبي طالب يحسب أنه ليس عند أحد علم غيره‬ ‫فمن كان يقرأ من القرآن شيئا فليأتنا به‪ ,‬فكان إذا جاء رجل بقرآن فقرأه ومعه‬ ‫آخر كتبه‪ ،‬وإال لم يكتبه‪ ,‬فمن قال ‪ -‬يا معاوية ‪ -‬إنه ضاع من القرآن شئ‬ ‫فقد كذب؟‪ ,‬هو عند أهله مجموع محفوظ‪)1(.‬‬

‫كب‪ :‬وفيه قال‪ :‬كنت عند عبد هللا بن عباس في بيته‪ ,‬ومعه جماعة من شيعة علي‬ ‫"عليه السالم" ‪ ,‬فحدثنا فكان فيما حدثنا إن قال‪ :‬توفي رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله" يوم توفي ‪ ,‬فلم يوضع في حفرته حتى نكث الناس‪ ,‬وارتدوا واجمعوا على‬ ‫الخالف‪ ,‬واشتغل علي بن أبي طالب"ع" برسول هللا "صلى هللا عليه واله"‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب سليم بن قيس ‪ :‬ص‪ ", 369‬احتجاجات عبد هللا بن جعفر علـى معاوية" أقول‪:‬‬ ‫وفق فهمي القاصر إن هذه الرواية والتي سبقتها هي رواية واحدة واالختالف بين‬ ‫الروايتين قد يكون بسبب اختالف الطبعات وما يتبعها من التصحيف غير المقصود وهللا‬ ‫العالم‪).‬‬

‫‪28‬‬

‫حتى فرغ من غسله وتكفينه وتحنيطه وضغطه في حفرته‪ ,‬ثم اقبل على تأليف‬ ‫القران‪ ,‬وشغل عنهم بوصية رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪.‬الخبر‪)1(.‬‬

‫كح‪:‬‬

‫االحتجاج‪ ,‬عن أبي ذر الغفاري "رضي هللا عنه"‪ ,‬انه لما توفى رسول هللا‬

‫"صلى هللا عليه واله" جمع علي "عليه السالم" القران وجاء به إلى المهاجرين‬ ‫واألنصار‪ ,‬وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‪،‬‬ ‫فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم‪ ،‬فوثب عمر وقال‪ :‬يا‬ ‫علي اردده فال حاجة لنا فيه‪ ،‬فأخذه "عليه السالم" وانصرف ثم أحضروا زيد بن‬ ‫ثابت ‪ -‬وكان قارئا للقرآن ‪ -‬فقال له عمر‪ :‬إن عليا جاء بالقرآن وفيه‬ ‫فضائح المهاجرين واألنصار‪ ،‬وقد رأينا أن نؤلف القرآن‪ ,‬ونسقط منه ما كان فيه‬ ‫فضيحة وهتك للمهاجرين واألنصار‪ ،‬فأجابه زيد إلى ذلك‪ ،‬ثم قال‪ :‬فإن أنا فرغت‬ ‫من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل ما عملتم؟‬ ‫قال عمر‪ :‬فما الحيلة؟ إلى إن قال‪ :‬فلما استخلف عمر سأل عليا "عليه السالم" أن‬ ‫يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي‬ ‫كنت قد جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه‪ ،‬فقال "عليه السالم"‪ :‬هيهات ليس‬ ‫إلى ذلك سبيل‪ ،‬إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم‪ ،‬وال تقولوا يوم‬ ‫القيامة ‪:‬إنا كنا عن هذا غافلين‪ ،‬أو تقولوا‪ :‬ما جئتنا به فأن القرآن الذي عندي ال‬ ‫يمسه إال المطهرون واألوصياء من ولدي‪ ،‬فقال عمر‪:‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب سليم بن قيس ‪ :‬ص‪ ",385‬وقائع السقيفة على لسان ابن عباس "‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫هل وقت اإلظهار معلوم‪ ,‬فقال"عليه السالم"‪ :‬نعم ‪ ,‬إذا قام القائم من ولدي‪.‬‬ ‫الخبر‪)1(.‬‬

‫كد‪:‬‬

‫االحتجاج ‪,‬عن عبد هللا بن عبد الرحمن‪ ,‬في خبر يتضمن طلبهم أمير‬

‫المؤمنين "عليه السالم" للبيعة‪ ,‬وفيه‪ :‬فراسلهم علي "عليه السالم"‪ :‬إن ليس إلى‬ ‫خروجي حيلة إال في جمع كتاب هللا تعالى الذي قد نبذتموه وألهتكم الدنيا عنه‪ ,‬وقد‬ ‫حلفت إن ال اخرج من بيتي وال ادع ردائي على عاتقي حتى اجمع القران ‪ .‬الخبر‬ ‫‪)2(.‬‬

‫كه‪ :‬ثقة اإلسالم ‪,‬عن محمد بن يحيى‪ ,‬عن محمد بن الحسين ‪,‬عن عبد الرحمن بن‬ ‫أبي نجران‪ ,‬عن هاشم عن سالم بن أبي سلمة‪ ,‬عن الصادق "عليه السالم" في‬ ‫خبر ما يأتي‪ ,‬وفيه‪ :‬فإذا قام القائم "عليه السالم" قرء كتاب هللا عز وجل على حده‬ ‫‪ ,‬واخرج المصحف الذي كتبه علي "عليه السالم" إلى الناس‪ ,‬وقال‪ :‬أخرجه علي‬ ‫"عليه السالم" إلى الناس حين فرع منه ‪ ,‬وكتبه فقال لهم‪ :‬هذا كتاب هللا عز وجل‬ ‫كما انزله هللا على محمد "صلى هللا عليه واله" قد جمعته بين من اللوحين فقالوا‪:‬‬ ‫هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القران‪ ,‬ال حاجة لنا فيه‪ ,‬فقال‪ :‬إما وهللا ما ترونه‬ ‫بعد يومكم هذا‪ ,‬إنما كان علي إن أخبركم حين جمعته لتقرؤه‪)3(.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪1‬ص‪ ,228-225‬في ترجمة أبي ذر‪.‬‬ ‫‪ -2‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪1‬ص‪ ,105‬ترجمة سليم بن قيس الهاللي‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكافي للكليني‪:‬ج‪2‬ص‪,633‬ح‪ ,23‬باب النوادر‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫ورواه‬

‫الجليل محمد بن الحسن الصفار‪,‬عن محمد بن الحسين إلى أخره‪)1(.‬‬

‫في ذكر بعض اإلخبار الواردة عن طرق المخالفين‬

‫كو‪:‬‬

‫السيوطي في اإلتقان‪ ,‬اخرج ابن أبي داود في المصاحف‪ ,‬من طريق ابن‬

‫ي "عليه السالم"‪ :‬لما مات رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬ ‫سيرين‪ ,‬قال‪ :‬قال َع ِل ٌّ‬ ‫آليت أال آخذ علي ردائي إال لصالة جمعة حتى اجمع القران فجمعه‪)2(.‬‬

‫ي ٍّ "عليه السالم"‪ :‬أنه جمع القرآن على‬ ‫كز‪ :‬وفيه‪ :‬قال ابن حجر‪ :‬وقد ورد َع ْن َع ِل ّ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫علَ ْي ِه َواله"‪)3(.‬‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫ترتيب النزول عقب موت " َ‬

‫كح‪:‬‬

‫وفيه اخرج ابن الضريس في فضائله ‪ ,‬عن بشر بن موسى‪ ,‬عن هوذة بن‬

‫خليفة‪ ,‬عن عون‪ ,‬عن محمد بن سيرين‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬قال‪ :‬لما كان بيعة أبي بكر‪,‬‬ ‫قعد علي بن أبي طالب"صلوات هللا عليه" في بيته‪ ,‬فقيل ألبي بكر‪ :‬قد كره‬ ‫بيعتك فأرسل إليه‪ ,‬فقال‪ :‬أكرهت بيعتي! قال‪ :‬ال وهللا‪ ,‬قال‪ :‬ما أقعدك عني! قال‪:‬‬ ‫رأيت كتاب هللا يزاد فيه‪ ,‬فحدثت نفسي أال ألبس ردائي إال لصالة حتى أجمعه‪,‬‬ ‫قال له أبو بكر‪ :‬فإنك نعم ما رأيت ‪ ,‬قال السيوطي ‪ :‬وأخرجه ابن أشته في‬ ‫المصاحف من وجه أخر عن ابن سيرين‪)4(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وبصائر الدرجات للصفار‪:‬ص‪ ,213‬ح‪ ,3‬باب ‪ 6‬في األئمة إن عندهم جميع القران‬ ‫الذي انزل على رسول هللا"ص"‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪1‬ص‪ ,204‬النوع الثامن عشر‪:‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪1‬ص‪ ,248‬النوع العشرون‪:‬في معرفة حفاظه ورواته‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلتقان للسيوطي ‪:‬ج ‪ 1‬ص‪ ,204‬النوع الثامن عشر‪:‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫كط‪:‬‬

‫عبد الملك العصامي في كتابه المسمى بسمط النجوم العوالي‪ ,‬عن ابن سعد‬

‫ي "عليه السالم"‬ ‫‪َ ,‬عن ُم َح َّمد بن محمد بن عمران‪,‬انه لما بُو ِي َع أَبُو بكر‪ ,‬وتخلف َعل ّ‬ ‫جلس فِي بَيته‪ ,‬بعث ِإلَ ْي ِه أَبُو بكر‪َ :‬ما أ َ ْب َ‬ ‫طأ َ بك عني أكرهت‬ ‫َعن مبايعته ‪َ ,‬و َ‬ ‫ي "عليه السالم"‪َ :‬ما كرهت إمارتك‪ ,‬لكنى آلَيْت أ َال أرتدي‬ ‫إمارتي؟ قَا َل َعل ّ‬ ‫ص َالة‪َ ,‬حتَّى أجمع ْالقُ ْرآن‪َ .‬قا َل ابْن ِسي ِرين فبلغني أ َنه كتبه على‬ ‫بردائي إال ِإلَى ال َّ‬ ‫صيب ذَ ِلك ْالكتاب لوجد فِي ِه علم كثير‪)1(.‬‬ ‫ت َ ْن ِزيله َولَو أ ُ ِ‬

‫ل‪ :‬مشكاة األنوار‪,‬عن صاحب االستيعاب‪ ,‬وصاحب عقد الجواهر بإسنادهما‪ ,‬إن‬ ‫عليا والعباس قعدا في بيت فاطمة "عليها السالم" لما بويع أبو بكر فبعث أبو بكر‬ ‫عمر بن الخطاب ليخرجهما من بيت فاطمة ‪ ,‬وقال لهما‪ :‬إن أبيا فقاتلهما‪ ,‬إلى إن‬ ‫قال‪ :‬فخرج علي "عليه السالم" حتى دخل على أبي بكر ‪,‬فقال له‪ :‬أكرهت‬ ‫إمارتي؟ قال‪ :‬ال‪ ,‬ولكني آليت أن ال أرتدي بعد رسول هللا "صلّى هللا عليه واله"‬ ‫حتى أحفظ القرآن‪ ،‬واجمعه ‪ ,‬فعليه حبست نفسي‪)2(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء األوائل والتوالي‪ :‬لعبد الملك العصامي ‪:‬ج‪2‬‬ ‫ص‪ ,333‬المقصد الثالث فِي ذكر ْال ُخلَفَاء ْاأل َ ْربَ َعة َوذكر َ‬ ‫خالفَة ْالحسن"ع"‪ ,‬أقول‪:‬‬ ‫الرواية منقولة عن "محمد بن سيرين" ولم يذكر عبد الملك العصامي رجال السند‬ ‫الوارد ذكرهم أعاله‪ ,‬وينظر االستيعاب البن عبد البر‪:‬ج‪3‬ص‪,973‬تتمة حرف‬ ‫العين‪,‬باب عبد هللا"‪ ,"1633‬الرواية منقولة عن محمد بن سيرين‪.‬‬ ‫‪ -2‬وفق تتبعي لم أقف على الرواية في كتاب مشكاة األنوار للغزالي الطوسي‪ ,‬وينظر كتاب‬ ‫االستيعاب البن عبد البر ‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,973‬تتمة حرف العين‪,‬باب عبد هللا (‪ )1633‬بسنده‬ ‫ع ْن عكرمة ‪ ,‬وينظر كتاب والعقد الفريد البن‬ ‫عن َعبْد َّ‬ ‫ع ْن أَيُّوب‪َ ،‬‬ ‫ع ْن َم ْع َمر‪َ ،‬‬ ‫ق‪َ ،‬‬ ‫الر َّزا ِ‬ ‫عبد ربه‪ :‬ج‪ 5‬ص ‪ ",13‬الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر"‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫ال‪:‬‬

‫الخوارزمي في مناقبه‪ ,‬بسنده عن عبد خير‪ ,‬عن علي "عليه السالم" قال‪ :‬لما‬

‫قبض رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أقسمت إن ال ادع ردائي عن ظهري حتى‬ ‫اجمع ما بين اللوحين‪ ,‬فما وضعت ردائي حتى جمعت القران‪)1(.‬‬

‫لب‪ :‬أبو بكر الشيرازي في نزول القران‪ ,‬وأبو يوسف يعقوب في تفسيره‪ ,‬كما في‬

‫البحار‪,‬عن المناقب ابن شهر أشوب‪,‬عن ابن عباس في قوله‪َ ﴿ :‬ال ت ُ َح ِ ّر ْك بِ ِه‬ ‫َك﴾القيامة‪ ,16:‬كان النبي "صلى هللا عليه واله" يحرك شفتيه عند الوحي‬ ‫سان َ‬ ‫ِل َ‬ ‫َك﴾القيامة‪ ,16:‬يعني‪ :‬بالقران لتعجل به من قبل‬ ‫سان َ‬ ‫ليحفظه‪ ,‬فقيل‪َ ﴿ :‬ال ت ُ َح ِ ّر ْك ِب ِه ِل َ‬ ‫علَ ْينَا َج ْم َعهُ َوقُ ْرآنَهُ﴾ القيامة‪ ,17:‬قال‪ :‬ضمن‬ ‫إن يفرغ به من قراءته عليك ‪ِ ﴿,‬إ َّن َ‬ ‫هللا إن يجمع القران بعد رسول هللا "صلى هللا عليه واله" علي بن أبي طالب‬ ‫"صلوات هللا عليه" ‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬فجمع هللا القران في قلب علي "عليه السالم"‬ ‫وجمعه بعد موته رسول هللا "صلى هللا عليه واله" بستة أشهر‪)2(.‬‬

‫لج‪ :‬مناقب ابن شهر أشوب‪ ,‬عن ابن أبي رافع‪ ,‬إن النبي " صلى هللا عليه واله "‬ ‫قال في مرضه الذي توفى لعلــــي‪ :‬يا علي هذا كتاب هللا خذه إليــــــــــــك فجمعه‬ ‫علي "عليه السالم" فـــــــي ثوب ومضي إلــــــــى منزله‪ ,‬فلمــــــــــــــــــا قبض‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مناقب الخوارزمي‪:‬ص‪ 94‬ح‪ ,93‬الفصل السابع في بيان غزارة علمه وانه أقضى‬ ‫األصحاب‪.‬‬ ‫‪ -2‬بحار األنوار للمجلسي ‪ :‬ج‪40‬ص‪ ,155‬في إن النبي "ص" أمر علينا"ع" بتأليف‬ ‫القران فألفه وكتبه‪ ,‬ومناقب ابن شهر أشوب‪:‬ج‪1‬ص‪" 53 ,319‬فصل في المسابقة‬ ‫في العلم "‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫النبي "صلى هللا عليه واله" فألفه‪ ,‬كما انزله هللا وكان به علما‪)1(.‬‬

‫لد‪:‬‬

‫وفيه كما البحار قال ‪ :‬حدثني أبو العالء العطار ‪ ,‬والموفق خطيب خوارزم‬

‫في كتابيهما‪ ,‬باإلسناد عن علي بن رباح إن النبي "صلى هللا عليه واله" أمر عليا‬ ‫"عليه السالم" بتأليف القران فألفه وكتبه‪)2(.‬‬

‫له‪:‬‬

‫وفيه‪,‬عن أبي نعيم في الحلية‪ ,‬والخطيب في األربعين‪ ,‬باإلسناد عن ألسدي‪,‬‬

‫عن عبد خير‪ ,‬عن علي "عليه السالم" قال ‪ :‬لما قبض رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله"‪ :‬أقسمت لو حلفت إن ال أضع ردائي عن ظهري حتى اجمع ما بين‬ ‫اللوحين‪ ,‬فما وضعت رداي حتى جمعت القران‪)3(.‬‬

‫لو‪ :‬وفيه قال ‪ :‬وفي أخبار أهل البيت "عليهم السالم" ‪:‬أنه آلى أن ال يضع رداءه‬ ‫على عاتقه إال للصالة حتى يؤلف القرآن ويجمعه‪ ،‬فانقطع عنهم مدة إلى أن‬ ‫جمعه‪ ،‬ثم خرج إليهم به في إزار يحمله وهم مجتمعون في المسجد‪ ،‬فأنكروا‬ ‫مصيره بعد انقطاع مع التيه‪ ،‬فقالوا‪ :‬ألمر ما جاء أبو الحسن ؟ فلما توسطهم‬ ‫وضع الكتاب بينهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" قال‪ " :‬إنــــــــي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مناقب ابن شهر أشوب‪:‬ج‪1‬ص‪" 53 ,319‬فصل في المسابقة في العلم "‪.‬‬ ‫‪ -2‬مناقب ابن شهر أشوب‪:‬ج‪1‬ص‪" 53 ,320‬فصل في المسابقة في العلم "‪ ,‬وبحار‬ ‫األنوار للمجلسي ‪ :‬ج‪40‬ص‪ ,155‬في إن النبي "ص" أمر علينا"ع" بتأليف القران‬ ‫فألفه وكتبه‪.‬‬ ‫‪ -3‬مناقب ابن شهر أشوب‪:‬ج‪1‬ص‪" 53 ,320‬فصل في المسابقة في العلم"‪ ,‬وبحار‬ ‫األنوار للمجلسي ‪ :‬ج‪40‬ص‪ ,155‬في إن النبي "ص" أمر علينا"ع" بتأليف القران‬ ‫فألفه وكتبه‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا‪ :‬كتاب هللا وعترتي أهل بيتي " وهذا‬ ‫الكتاب وأنا العترة‪ ،‬فقام إليه الثاني فقال له‪ :‬إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله‪ ،‬فال‬ ‫حاجة لنا فيكما! فحمل "عليه السالم" الكتاب وعاد به بعد أن ألزمهم الحجة‪ ,‬وفي‬ ‫خبر طويل عن الصادق "عليه السالم" أنه حمله وولى راجعا نحو حجرته وهو‬

‫يقول‪﴿ :‬فَنَ َبذُوهُ َو َرا َء ُ‬ ‫ور ِه ْم َوا ْشتَ َر ْوا ِب ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً‬ ‫س َما يَ ْ‬ ‫شت َ ُرونَ ﴾إل‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫يال ۖ فَ ِبئْ َ‬ ‫عمران‪ .187:‬ولهذا قرأ ابن مسعود‪﴿:‬إِ َّن ‪َ -‬علَيْا‪َ -‬ج ْمعَهُ َوقُ ْرآنَهُ ﴿‪ ﴾17‬فَإِذَا قَ َرأْنَاهُ‬ ‫فَات َّ ِب ْع قُ ْرآنَهُ﴿‪.﴾18‬القيامة‪)1(.‬‬ ‫لز‪ :‬حسين بن حمدان الخصيبي في هدايته‪ ,‬في حديث المفضل بن عمر الطويل‪,‬‬ ‫في أحوال الظهور والرجعة ‪,‬عن الصادق "عليه السالم" وفيه‪ :‬فيقول له الحسني‪:‬‬ ‫إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‬ ‫وخاتمه‪ ،‬وبردته‪ ،‬ودرعه الفاضل‪ ،‬وعمامته السحاب‪ ،‬والمصحف الذي جمعه‬ ‫جدك أمير المؤمنين "عليه السالم" بغير تغيير وال تبديل ‪ ,‬قال‪ :‬فيحضر المهدي‬ ‫السفط الذي فيه جميع ما طلبه وذكره‪)2(.‬‬

‫لح‪:‬‬

‫خبر الشيخ علي بن فاضل الذي نقله في البحار والعوالم وفيه‪ :‬قصة جزيرة‬

‫الخضراء‪ ,‬والبحر األبيض‪ ,‬وتشرفه بخدمته السيد شمس الديــن من أحفاد الحجة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مناقب ابن شهر أشوب‪:‬ج‪1‬ص‪" 53 ,320‬فصل في المسابقة في العلم"‪ ,‬وبحار‬ ‫األنوار للمجلسي ‪ :‬ج‪40‬ص‪ ,156-155‬في إن النبي "ص" أمر علينا"ع" بتأليف‬ ‫القران فألفه وكتبه‪.‬‬ ‫‪ -2‬الهداية الكبرى للخصيبي‪ :‬ص‪ ,404‬الباب الرابع عشر باب اإلمام المهدي المنتظر‬ ‫"عليه السالم")‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫عجل هللا فرجه‪ ,‬وفيه قال علي‪ :‬فقلت‪ :‬يا سيدي أرى بعض اآليات غير مرتبطة‬ ‫بما قبلها وبما بعدها كأن فهمي القاصر لم يصل إلى غور ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬نعم األمر‬ ‫كما رأيته‪ ,‬وذلك لما انتقل سيد البشر محمد بن عبد هللا "صلى هللا عليه وآله" من‬ ‫دار الفناء إلى دار البقاء‪ ,‬وفعل صنما قريش ما فعاله من غصب الخالفة الظاهرية‬ ‫وجمع أمير المؤمنين "عليه السالم" القرآن كله ووضعه في إزار وأتى به إليهم‬ ‫وهم في المسجد‪ ,‬فقال لهم‪ :‬هذا كتاب هللا سبحانه أمرني رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫وآله" أن أعرضه إليكم لقيام الحجة عليكم يوم العرض بين يدي هللا تعالى‪ ،‬فقال له‬ ‫فرعون هذه األمة ونمرودها ‪ :‬لسنا محتاجين إلى قرآنك‪ ،‬فقال‪ :‬لقد أخبرني‬ ‫حبيبي محمد "صلى هللا عليه وآله" بقولك هذا وإنما أردت بذلك إلقاء الحجة‬ ‫عليكم‪ ،‬فرجع أمير المؤمنين "عليه السالم" به إلى منزله وهو يقول‪ :‬ال إله إال‬ ‫أنت وحدك ال شريك لك ال راد لما سبق في علمك‪ ,‬وال مانع لما اقتضته حكمتك‪,‬‬ ‫فكن أنت الشاهد لي عليهم يوم العرض عليك‪ ،‬فنادى ابن أبي قحافة بالمسلمين‬ ‫وقال لهم‪ :‬كل من عنده قرآن من آية أو سورة فليأت بها‪ ،‬فجاءه أبو عبيدة بن‬ ‫الجراح‪ ,‬وعثمان‪ ,‬وسعد بن أبي وقاص‪ ,‬ومعاوية بن أبي سفيان‪ ,‬وعبد الرحمن‬ ‫بن عوف‪ ,‬وطلحة بن عبد هللا‪ ,‬وأبو سعيد الخدري‪ ,‬وحسان بن ثابت ‪,‬وجماعات‬ ‫المسلمين‪.‬‬ ‫وجمعوا هذا القرآن وأسقطوا ما كان فيه من المثالب التي صدرت منهم‬ ‫بعد وفاة سيد المرسلين "صلى هللا عليه واله"‪ ،‬فلهذا ترى اآليات غير‬ ‫مرتبطة‪ ,‬والقرآن الذي جمعه أمير المؤمنين "عليه السالم" بخطه محفوظ عند‬ ‫صاحب األمر "عليه السالم" فيه كل شئ حتى أرش الخدش‪ ،‬وأما هذا القرآن فال‬

‫‪36‬‬

‫شك وال شبهة وإنما كالم هللا سبحانه هكذا صدر عن صاحب األمر عليه السالم‪.‬‬ ‫الحكاية‪)1(.‬‬

‫لط‪:‬‬

‫السيوطي في اإلتقان عن‪ ,‬الديرعاقولي في فوائده‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن بشار‬

‫‪,‬حدثنا سفيان بن عيينة‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬عن عبيد ‪,‬عن زيد بن ثابت‪ ,‬قال‪ :‬قبض‬ ‫النبي "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬ولم يكن القرآن جمع في شيء‪)2(.‬‬

‫م‪:‬‬

‫البخاري في صحيحه ‪,‬في باب جمع القران‪ ,‬عن موسى ابن إسماعيل‪ ,‬عن‬

‫إبراهيم بن سعد ‪,‬حدثنا ابن شهاب ‪,‬عن عبيد بن السباق‪ :‬إن زيد بن ثابت قال‪:‬‬ ‫أرسل إلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة‪ ,‬فإذا عمر بن الخطاب عنده‪ ,‬قال أبو بكر‪:‬‬ ‫إن عمر أتاني فقال‪ :‬إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن‪ ,‬وإني أخشى أن‬ ‫يستحر القتل بالقراء بالمواطن‪ ,‬فيذهب كثير من القرآن ‪,‬واني أرى أن تأمر بجمع‬ ‫القرآن‪ ,‬قلت لعمر‪ :‬كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول هللا صلى هللا عليه واله ؟ قال‬ ‫عمر‪ :‬هذا وهللا خير‪ ,‬فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح هللا صدري لذلك ورأيت‬ ‫في ذلك الذي رأى عمر‪ ,‬قال زيد‪ :‬قال أبو بكر‪ :‬إنك رجل شاب عاقل ال نتهمك‬ ‫وقد كنت تكتب الوحي لرسول هللا صلى هللا عليه واله فتتبع القرآن فاجمعه‪ ,‬فوهللا‬ ‫لو كلفونــــي نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على مما أمرني به من جمع القرآن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار للمجلسي‪:‬ج‪52‬ص‪ ,170-169‬الباب الرابع والعشرون‪ :‬قصة الجزيرة‬ ‫الخضراء في البحر األبيض ‪ ,‬وعوالم العلوم للبحراني‪:‬ج‪ 3/26‬ص‪,216-215‬باب‬ ‫قضية الجزيرة الخضراء في البحر األبيض‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان في علوم القران للسيوطي‪:‬ج‪1‬ص‪ ,202‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه‬ ‫وترتيبه‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫قلت‪ :‬كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول هللا صلى هللا عليه واله؟ قال هو وهللا خير‬ ‫فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح هللا صدري للذي شرح له صدر أبى بكر‬ ‫الر َجا ِل‪َ ،‬حتَّى‬ ‫اللّ َخ ِ‬ ‫ب َو ِ‬ ‫وعمر ‪ ،‬فَتَتَبَّ ْعتُ القُ ْرآنَ أ َ ْج َمعُهُ ِمنَ العُ ُ‬ ‫صدُو ِر ِ ّ‬ ‫اف‪َ ،‬و ُ‬ ‫س ِ‬

‫ي ِ لَ ْم أَ ِج ْدهَا َم َع أَ َح ٍّد َغي ِْر ِه‪﴿،‬لَ َق ْد‬ ‫َو َجدْتُ ِ‬ ‫آخ َر ُ‬ ‫ورةِ الت َّ ْوبَ ِة َم َع أ َ ِبي ُخزَ ْي َمةَ األ َ ْن َ‬ ‫س َ‬ ‫ار ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫عنِت ُّ ْم﴾ التوبة‪َ ,128:‬حتَّى خَاتِ َم ِة‬ ‫َجا َء ُك ْم َر ُ‬ ‫علَ ْي ِه َما َ‬ ‫ع ِزي ٌز َ‬ ‫سو ٌل ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم َ‬ ‫َب َرا َءة َ‪ ،‬فَ َكانَ ِ‬ ‫ف ِع ْندَ أ َ ِبي َب ْك ٍّر َحتَّى ت َ َوفَّاهُ ا ََّّللُ‪ ،‬ث ُ َّم ِع ْندَ ُ‬ ‫ع َم َر َح َياتَهُ‪ ،‬ث ُ َّم ِع ْندَ‬ ‫ت ال ُّ‬ ‫ص ُح ُ‬ ‫ع َم َر‪)1(,‬‬ ‫صةَ ِب ْن ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫َح ْف َ‬ ‫ما‪ :‬البخاري عن يحيى بن بكير ‪,‬حدثنا الليث عن يونس‪ ,‬عن ابن شهاب‪ :‬إن ابن‬ ‫السباق قال‪ :‬إن زيد بن ثابت قال‪ :‬أرسل إلي أبو بكر‪ ,‬قال‪ :‬إنك كنت تكتب الوحي‬ ‫لرسول هللا صلى هللا عليه واله‪ ,‬فاتبع القرآن فتتبعت حتى وجدت آخر سورة‬

‫التوبة آيتين مع أبي خزيمة األنصاري لم أجدهما َم َع أَ َح ٍّد َغي ِْر ِه‪﴿ ،‬لَقَ ْد َجا َء ُك ْم‬ ‫ع ِز ٌ‬ ‫يز َعلَ ْي ِه َما َعنِت ُّ ْم﴾‬ ‫َر ُ‬ ‫سو ٌل ِم ْن أ َ ْنفُ ِس ُك ْم َ‬

‫التوبة‪)2(.128:‬‬

‫مب‪ :‬البخاري عن موسى بن إسماعيل‪ ,‬عن إبراهيم ‪,‬عن ابن شهاب‪,‬عن خارجة‬ ‫بن زيد بن ثابت‪ ,‬سمع زيـد بن ثابت‪ ,‬قال‪ :‬فقدت آية من األحزاب حين نسخنا‬ ‫المصحف كنت اسمع رسول هللا صلى هللا عليه واله يقرؤها فالتمسناها فوجدناها‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 6‬ص‪,183‬ح ‪ , 4986‬كتاب فضائل القران‪ ,‬باب جمع القران‪.‬‬ ‫‪ -2‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 6‬ص‪,184‬ح‪ , 4989‬كتاب فضائل القران‪ ,‬بَ ُ‬ ‫اب َكا ِت ِ‬ ‫ب النَّبِ ّ‬ ‫يِ‬ ‫سلَّ َم‪ ,‬لم يرد االسم الزهري في سند الحديث حسب نسخة البخاري‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َ‬ ‫وحسب تتبعي ‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫عا َهدُوا َّ‬ ‫صدَقُوا َما َ‬ ‫اَّللَ‬ ‫مع خزيمة بن ثابت األنصاري‪ِ ﴿,‬منَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِر َجا ٌل َ‬ ‫ظ ُر ﴾ األحزاب‪ ,23 :‬فَأ َ ْل َح ْقنَاهَا ِفي‬ ‫ض ٰى ن َْح َبهُ َو ِم ْن ُه ْم َم ْن َي ْنتَ ِ‬ ‫علَ ْي ِه ۖ فَ ِم ْن ُه ْم َم ْن قَ َ‬ ‫َ‬ ‫ف‪ )1(.‬ورواه أيضا في كتاب التفسير عن أبي اليمان عن‬ ‫ص َح ِ‬ ‫ورتِ َها فِي ال ُم ْ‬ ‫ُ‬ ‫س َ‬ ‫شعيب عن الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت مثله وزاد لم أجدها مع احد إال‬ ‫مع خزيمة األنصاري الذي جعل رسول هللا صلى هللا عليه واله شهادته شهادة‬ ‫رجلين‪ )2(.‬وروى الخبر األول أيضا وفيه‪ :‬عن أبي اليمان ‪,‬عن شعيب‪ ,‬عن‬ ‫الزهري‪ ,‬عن ابن السباق‪ ,‬مع اختالف قليل في األلفاظ ‪,‬وزاد بعد قوله‪ :‬عند حفصة‬ ‫بنت عمر‪ ,‬تابعه عثمان بن عمر‪ ,‬والليث بن سعد‪ ,‬عن يونس‪ ,‬عن ابن شهاب‪,‬‬ ‫وقال الليث‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن خالد‪ ,‬عن ابن شهاب ‪,‬وقال‪ :‬مع أبي خزيمة‬ ‫األنصاري وقال موسى‪ :‬عن إبراهيم‪ ,‬عن ابن شهاب‪ :‬مع أبي خزيمة وتابعه‬ ‫يعقوب بن إبراهيم عن أبيه‪ ,‬وقال أبو ثابت إبراهيم‪ :‬وقال‪ :‬مع خزيمة أو أبي‬ ‫خزيمة‪ )3(.‬ورواه السيوطي في الجامع الكبير‪,‬عن ابن أبي داود‪ ,‬وابن جرير‬ ‫والعدني‪ ,‬ومن صحيح الترمذي‪ ,‬والنسائي‪ ,‬ومسند احمد بن حنبل‪ ,‬وغيرها‪)4(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬صحيح البخاري‪:‬ج‪5‬ص‪,95‬كتاب المغازي‪:‬باب غزوة احد‪ ,‬ح‪.4049‬‬ ‫ضى ن َْح َبهُ‬ ‫‪ -2‬صحيح البخاري‪:‬ج‪6‬ص‪ ,116‬ح‪,4784‬كتاب التفسير‪ :‬باب " َف ِم ْن ُه ْم َم ْن قَ َ‬ ‫َو ِم ْن ُه ْم َم ْن َي ْنتَ ِظ ُر َو َما َبدَّلُوا تَ ْبدِيلً" األحزاب‪.23:‬‬ ‫سو ٌل‬ ‫‪ -3‬صحيح البخاري‪:‬ج‪6‬ص‪ ,71‬ح‪ , 4679‬كتاب التفسير‪ :‬باب قوله" لَ َق ْد َجا َء ُك ْم َر ُ‬ ‫ع ِز ٌ‬ ‫الرأْفَ ِة‪.‬‬ ‫ع ِنت ُّ ْم‪َ ،‬ح ِر ٌ‬ ‫وف َر ِحي ٌم" ِمنَ َّ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِب ْال ُمؤْ ِمنِينَ َر ُء ٌ‬ ‫يص َ‬ ‫ع َل ْي ِه َما َ‬ ‫يز َ‬ ‫ِم ْن أ َ ْنفُ ِس ُك ْم َ‬ ‫‪ -4‬ج‪ 24‬ص‪ 323‬ح‪,27257‬مسند العشرة‪,‬مسند أبي بكر‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫مج‪:‬‬

‫الراغب في المحاضرات‪ ,‬قال زيد بن ثابت‪ :‬دعاني أبو بكر‪ ,‬وقال‪ :‬انك‬

‫رجل شاب‪ ,‬وقد كنت تكتب الوحي لرسول هللا "صلى هللا عليه واله" فاجمع القران‬ ‫واكتبه ففعلت‪)1(.‬‬

‫مد‪:‬‬

‫عن ابن عبد البر في االستيعاب في ترجمة أبي بكر‪ ,‬بإسناده محمد بن‬

‫سيرين‪ ,‬قال لما بويع أبو بكر الصديق‪,‬أبطأ على"عليه السالم" عن بيعته‪ ,‬وجلس‬ ‫في بيته فبعث‪ ,‬إليه أبو بكر‪ :‬ما أبطأ بك! أكرهت إمارتى؟ فقال على"عبسه‬ ‫السالم"‪ :‬ما كرهت إمارتك‪ ,‬ولكني آليت أال أرتدي ردائي إال إلى صالة حتى‬ ‫أجمع القرآن‪ ,‬قال ابن سيرين فبلغني أنه كتب على تنزيله‪ ,‬ولو أصيب ذلك‬ ‫الكتاب لوجد فيه علم كثير‪ .‬ثم روى عن عكرمة تخلفه عليه السالم عن البيعة‬ ‫لجمع القران ‪ ,‬قال‪ :‬وقد نكرنا جمع علي "عليه السالم" للقران في بابه أيضا من‬ ‫غير هذا الوجه‪)2(.‬‬

‫مه‪:‬‬

‫السيوطي في اإلتقان‪ ,‬أخرج ابن أبي داود من طريق الحسن‪ :‬أن عمر سأل‬

‫عن آية من كتاب هللا‪ ,‬فقيل‪ :‬كانت مع فالن قتل يوم اليمامة‪ ,‬فقال‪ :‬إنا هلل‪ ,‬وأمر‬ ‫بجمع القرآن‪ ,‬فكان أول من جمعه في المصحف‪)3(.‬‬

‫مو‪ :‬وفيه اخرج ابن ابي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب‪ ,‬قال‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬محاضرات األدباء للراغب األصفهانى‪ :‬ج‪ 2‬ص‪,448‬‬ ‫‪ -2‬االستيعاب في معرفة االصحاب‪:‬ج‪ 3‬ص‪",974‬تتمة حرف العين‪,‬باب عبد هللا‪,‬‬ ‫ي َّ‬ ‫ع ْن ُه َما‪.‬‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫‪1633‬عبد هللا ب أ َ ِبي قحافة‪ ،‬أَبُو بَ ْكر الصديق َر ِ‬ ‫ض َ‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,204‬النوع الثامن عشر‪:‬في جمعه وترتيبه‪ ,‬ينظر‬ ‫ع َم َر ب ِْن ْالخ َّ‬ ‫ع ْنهُ ْالقُ ْرآنَ فِي‬ ‫المصاحف البن أبي داود‪:‬ص‪َ ",60‬ج ْم ُع ُ‬ ‫َطا ِ‬ ‫ي ا ََّّللُ َ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ف "‪.‬‬ ‫ص َح ِ‬ ‫ْال ُم ْ‬ ‫‪40‬‬

‫قدم عمر فقال‪ :‬من كان تلقى من رسول هللا "صلى هللا عليه واله" شيئا من القرآن‬ ‫فليأت به‪ ,‬وكانوا يكتبون ذلك في الصحف واأللواح والعسب‪ ,‬وكان ال يقبل من‬ ‫أحد شيئا حتى يشهد شهيدان‪)1(.‬‬

‫مز‪ :‬وفيه وفي روح المعاني لمحمود االلوسي المعاصر أخرج ابن أبي داود أيضا‬ ‫من طريق هشام بن عروة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬أن أبا بكر قال لعمر ولزيد‪ :‬اقعدا على باب‬ ‫المسجد‪ ,‬فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب هللا فاكتباه‪ ,‬قال رجاله‬ ‫ثقات‪)2(.‬‬

‫مح‪:‬‬

‫وفيه اخرج ابن أبي داود في المصاحف من طريق محمد بن إسحاق‪ ,‬عن‬

‫يحيى بن عباد بن عبد هللا بن الزبير‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬أتى الحارث ابن خزيمة بهاتين‬ ‫اآليتين من آخر سورة براءة‪ ,‬فقال‪ :‬أشهد أني سمعتهما من رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه واله"‪ ,‬ووعيتهما‪ ,‬فقال عمر‪ :‬وأنا أشهد لقد سمعتهما‪ ,‬ثم قال‪ :‬لو كانت ثالث‬ ‫آيات لجعلتها سورة على حدة‪ ,‬فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوها‪ ,‬فألحقتها‬ ‫في أخره‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,205‬النوع الثامن عشر‪:‬في جمعه وترتيبه‪ ,‬ينظر‬ ‫ع َم َر ب ِْن ْالخ َّ‬ ‫ع ْنهُ ْالقُ ْرآنَ فِي‬ ‫المصاحف البن أبي داود‪:‬ص‪َ ",62‬ج ْم ُع ُ‬ ‫َطا ِ‬ ‫ي ا ََّّللُ َ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ص َح ِ‬ ‫ْال ُم ْ‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,205‬النوع الثامن عشر‪:‬في جمعه وترتيبه‪ ,‬ينظر‬ ‫ي ا ََّّللُ َع ْنهُ ْالقُ ْرآنَ فِي‬ ‫المصاحف البن أبي داود‪:‬ص‪َ ",51‬ج ْم ُع أ َ ِبي بَ ْك ٍّر ال ِ ّ‬ ‫ق َر ِ‬ ‫صدِّي ِ‬ ‫ض َ‬ ‫سو ِل َّ‬ ‫سلَّ َم ‪ ,‬روح المعاني لاللوسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,23‬‬ ‫اح ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ف َب ْعدَ َر ُ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬ ‫ع َل ْي ِه َو َ‬ ‫اَّللِ َ‬ ‫ْال َم َ‬ ‫خطبة المفسر‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,205‬النوع الثامن عشر‪:‬في جمعه وترتيبه‪ ,‬المصاحف البن‬ ‫سولٌ) التوبة‪.128:‬‬ ‫ع َّز َو َج َّل(لَقَ ْد َجا َء ُك ْم َر ُ‬ ‫ابي داود‪:‬ص‪َ ,111‬خبَ ُر قَ ْو ِل ِه َ‬

‫‪41‬‬

‫مط‪ :‬وفيه أخرج القاضي أبو بكر في االنتصار‪ ,‬عن ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬سمعت مالكا‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫علَ ْي ِه َواله"‪)1(.‬‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫يقول‪ :‬إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من النبي" َ‬

‫ن‪:‬‬

‫وفي حكى المظفري في تاريخه‪ ,‬قال‪ :‬لما جمع أبو بكر القرآن قال‪ :‬سموه‪,‬‬

‫فقال بعضهم‪ :‬سموه إنجيال فكرهوه من نصارى‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬سموه سفرا‬ ‫فكرهوه من يهود‪ ,‬فقال ابن مسعود رأيت للحبشة كتابا يدعونه "المصحف" فسموه‬ ‫به‪)2(.‬‬

‫نا‪:‬‬

‫وفيه أخرج ابن أشته في كتاب المصاحف‪ ,‬من طريق موسى بن عقبة‪ ,‬عن‬

‫ابن شهاب‪ ,‬قال‪ :‬لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق‪ ,‬قال أبو بكر‪ :‬إلتمسوا له‬ ‫اسما‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬السفر‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬المصحف‪ ,‬وكان أبو بكر أول من جمع‬ ‫كتاب هللا وسماه المصحف‪)3(.‬‬

‫نب‪:‬‬

‫وفيه أخرج ابن اشته في المصاحف‪ ,‬عن الليث بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬أول من جمع‬

‫القرآن أبو بكر‪ ,‬وكتبه زيد‪ ,‬وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان ال يكتب آية إال‬ ‫بشاهدي عدل‪ ,‬وأن آخر سورة براءة لم توجد إال مع خزيمة بن ثابت‪ ,‬فقال‪:‬‬ ‫أكتبوها فإن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" جعل شهادته بشهادة رجلين فكتب‪,‬‬ ‫وإن عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها ألنه كان وحده‪)4( .‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,215‬النوع الثامن عشر‪:‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,184‬النوع السابع عشر‪:‬في أسمائه وأسماء سوره‪ ,‬ينظر‬ ‫البرهان للزركشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,282‬النوع الخامس عشر‪:‬معرفة أسمائه واشتقاقتها‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,185‬النوع السابع عشر‪:‬في أسمائه وأسماء سوره‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,206‬النوع الثامن عشر‪:‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫نج‪ :‬وفيه عن موطأ ابن وهب‪ ,‬عن مالك عن ابن شهاب‪ ,‬عن سالم بن عبد هللا بن‬ ‫عمر‪ ,‬قال‪ :‬جمع أبو بكر القرآن في قراطيس‪ ,‬وكان سأل زيد بن ثابت في ذلك‪,‬‬ ‫فأبى حتى استعان بعمر ففعل‪)1(.‬‬

‫ند‪:‬‬

‫وفيه عن مغازي موسى بن عقبة‪ ,‬عن ابن شهاب‪ ,‬قال‪ :‬لما أصيب المسلمون‬

‫باليمامة فزع أبو بكر وخاف أن يذهب من القرآن طائفة‪ ,‬فأقبل الناس بما كان‬ ‫معهم وعندهم حتى جمع على عهد أبي بكر في الورق‪ ,‬فكان أبو بكر أول من جمع‬ ‫القرآن في الصحف‪)2(.‬‬

‫نه‪:‬‬

‫وفيه قال ابن حجر‪ :‬ووقع في رواية عمارة بن غزية‪ :‬أن زيد بن ثابت قال‪:‬‬

‫فأمرني أبو بكر فكتبته في قطع األديم والعسب‪ ,‬فلما هلك أبو بكر وكان عمر‪,‬‬ ‫كتبت ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده‪)3(.‬‬

‫نو‪ :‬السيوطي في الجامع الكبير‪ ,‬على ما نقله عنه خاتم المحدثين الشيخ أبو الحسن‬ ‫الشريف في مرآة األنوار‪,‬عن ابن أبي داود ‪,‬عن ابن شهاب‪ ,‬عن سالم بن عبد هللا‬ ‫وخارجه‪ ,‬أن أبا بكر كان جمع القرآن في قراطيس‪ ,‬وكان قد سئل زيد بن ثابت‬ ‫النظر في ذلك فأبى حتى استعان عليه بعمر‪ ,‬ففعل فكانت الكتب عند أبى بكر حتى‬ ‫توفى‪ ,‬ثم عند عمر حتى توفى‪ ,‬ثم كانت عند حفصة زوج النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله" فأرسل إليها عثمان‪ ,‬فأبت أن تدفعها حتــــى عاهدها ليردنها إليها ‪,‬فبعثت بها‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,207‬النوع الثامن عشر‪:‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,208-207‬النوع الثامن عشر‪:‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,208‬النوع الثامن عشر‪:‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫إليه‪ ,‬فنسخها عثمان هذه المصاحف ثم ردها إليها‪ ,‬فلم تزل عندها‪ .‬وقال الزهري‪:‬‬ ‫أخبرني سالم بن عبد هللا أن مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصحف التي‬ ‫كتب فيها القرآن فتأبى حفصة أن تعطيه إياها‪ ,‬فلما توفيت حفصة ورجعنا من‬ ‫دفنها ‪,‬أرسل مروان إلى عبد هللا بن عمر ليرسل إليه بتلك الصحف‪ ,‬فأرسل بها‬ ‫عبد هللا بن عمر ‪,‬فأمر بها مروان فشققت‪ ,‬وقال مروان‪ :‬إنما فعلت هذا ألن ما فيها‬ ‫قد كتب وحفظ بالصحف فخشيت إن طال بالناس زمان يرتاب في شأن هذه‬ ‫المصحف مرتاب أو يقول إنه قد كان فيها شيء لم يكتب‪)1(.‬‬

‫نن‪:‬‬

‫وفيه عن ابن االنباري ‪,‬عن سليمان بن أرقم‪ ,‬عن الحسن وابن سيرين وابن‬

‫شهاب الزهري‪ ,‬وكان الزهري أشبعهم حديثا قالوا‪ :‬لما أسرع القتل في قراء‬ ‫القرآن يوم اليمامة قتل منهم يومئذ أربعمائة رجل‪ ,‬لقي زيد بن ثابت عمر بن‬ ‫الخطاب وقال له‪ :‬إن هذا القرآن هو الجامع لديننا‪ ،‬فإن ذهب القرآن ذهب ديننا‪,‬‬ ‫وقد عزمت على أن أجمع القرآن في كتاب‪ ،‬فقال له انتظر حتى أسئل أبا بكر‪,‬‬ ‫فمضيا إلى أبى بكر فأخبراه بذلك‪ ,‬فقال‪ :‬ال تعجل حتى أشاور الناس‪ ،‬ثم قام‬ ‫خطيبا‪ ،‬فأخبرهم بذلك ‪,‬فقالوا‪ :‬أصبت‪ ،‬فجمعوا القرآن وأمر أبو بكر مناديا‪ ،‬فنادى‬ ‫فى الناس من كان عنده من القرآن شيء فليجيء به فقالت حفصة‪ :‬إذا انتهيتم إلى‬ ‫هذه اآلية فأخبروني‬

‫﴿ َحا ِف ُ‬ ‫ص َال ِة ْال ُو ْس َط ٰى﴾‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬

‫البقرة‪ ,238:‬فلما بلغوا إليها قالت‪ :‬اكتبوا والصالة الوسطى وهى صالة العصر‪،‬‬ ‫فقال لها عمر‪ :‬ألك بهذا بيــــنة قالت‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فوهللا ال ندخل في القرآن ما تشهد به‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬جامع األحاديث للسيوطي‪:‬ج‪ 24‬ص‪ 388‬ح‪,27366‬مسند العشرة‪,‬‬

‫‪44‬‬

‫سانَ‬ ‫امرأة بال إقامة بينة‪ ،‬وقال عبد هللا بن مسعود‪ :‬اكتبوا ﴿ َو ْال َع ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ص ِر ﴿‪ِ ﴾1‬إ َّن ْ ِ‬ ‫س ٍّر‪ -‬وإنه فيه إلى آخر الدهر ﴿‪ ﴾2‬العصر‪ ,‬قال عمر‪ :‬نحوا عنها هذه‬ ‫لَ ِفي ُخ ْ‬ ‫األعرابية‪)1(.‬‬

‫نح‪ :‬وفيه عن ابن أبي داود عن ابن شهاب قال‪ :‬بلغنا أنه كان نزل قرآن كثير فقتل‬ ‫علمائه يوم اليمامة‪ ,‬الذين كانوا قد وعوه ولم يعلم بعدهم ولم يكتب‪ ,‬ولما جمع أبو‬ ‫بكر وعمر وعثمان القرآن‪ ,‬ولم يوجد مع أحد بعدهم‪ ,‬وذلك فيما بلغنا حملهم على‬ ‫أن تتبعوا القرآن فجمعوه في المصحف في خالفة أبى بكر خشية أن يقتل رجال‬ ‫من المسلمين في المواطن معهم كثير من القرآن‪ ,‬فيذهبوا بما معهم من القرآن فال‬ ‫يوجد عند أحد بعدهم‪)2(.‬‬

‫نط‪:‬‬

‫اخرج ابن أبي داود من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب أنهم جمعوا‬

‫ف َّ‬ ‫اَّللُ‬ ‫ص َرفُوا َ‬ ‫القران فَلَ َّما انتهوا إلى اآلية التي في سورة براءة‪﴿ :‬ث ُ َّم ا ْن َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫قُلُو َب ُه ْم ِبأَنَّ ُه ْم قَ ْو ٌم َال َي ْفقَ ُهونَ ﴾ التوبة‪ .27:‬ظنوا أن هذا آخر ما أنزل‪ ,‬فقال أبي بن‬ ‫كعب‪ :‬إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أقرأني بعد هذا آيتين ﴿لَقَ ْد َجا َء ُك ْم﴾‬ ‫التوبة‪ ,28:‬اآلية‪)3(.‬‬

‫إلى أخر ذلك من اإلخبار الكثيرة التي سيأتي بعضها في الجمع الثاني‪ ,‬وهو جمع‬ ‫عثمان‪ ,‬ويستفاد من مجموع تلك اإلخبار‪ ,‬خاصها وعامها‪ ,‬منطوقا ومفهوما‪ ,‬وبعد‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬جامع األحاديث للسيوطي‪:‬ج‪ 28‬ص‪ 334‬ح‪ ,31243‬مسند العشرة‪:‬مسند عمر‪.‬‬ ‫‪ -2‬جامع األحاديث للسيــوطي‪:‬ج‪ 29‬ص‪ 116‬ح‪ ,31830‬مسند العشرة ‪ :‬مسند عثمان‬ ‫بن عفان‪.‬‬ ‫سو ٌل "‬ ‫ع َّز َو َج َّل " لَقَ ْد َجا َء ُك ْم َر ُ‬ ‫‪ -3‬كتاب المصاحف البن ابي داود‪:‬ص‪َ ,112‬خبَ ُر َق ْو ِل ِه َ‬ ‫التوبة‪.128:‬‬ ‫‪45‬‬

‫إمعان النظر فيها إن القران الموجود أالن بأيدي المسلمين شرقا وغربا‪,‬‬ ‫المحصور بين الدفتين جمعا وترتيبا‪ ,‬لم يكن كذلك في حياة رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه واله" بأيدي احد من أصحابه ولم يكن احد منهم حافظا له كذلك عن ظهر‬ ‫القلب ‪ ,‬وإنما كان بعد النزول منجما في طول عشرين سنة في موضعين‪.‬‬

‫في بيان إن القران الموجود فيما بين أظهرنا لم يكن مرتبا كذلك‬ ‫كان في زمن النبي "صلى هللا عليه واله"‪.‬‬ ‫األول‪ :‬عنده "صلى هللا عليه واله" متفرقا من غير جمع وال ترتيب‪ ,‬مما كتبه‬ ‫كتاب الوحي‪ ,‬وهم‪ :‬ثالثة أو أربعة ورئيسهم أمير المؤمنين "عليه السالم" في‬ ‫الصحف والحرير والقراطيس واألكتاف والعسب "جمع عسيب" وهو‪ :‬جريد‬ ‫النخل‪ ,‬كانوا يكشفون الخوص ويكتبون في الطرف العريض‪ ,‬واللخاف "بكسر‬ ‫الالم وبخاء معجمة خفيفة" جمع لخفة "بفتح الالم وسكون الخاء" وهي‪ :‬الحجارة‬ ‫الدقاق او صفائح الحجارة واالقتاب جمع "قتب" وهو‪ :‬الخشب الذي يوضع على‬ ‫ظهر البعير ليركب عليه وغير ذلك ‪,‬وكان عنده "ص" إلى حين وفاته "ص" ثم‬ ‫عند أمير المؤمنين "عليه السالم" وصاية أو أرثا على ما رواه الخاصة عموما‪,‬‬ ‫وخصوصا في العيون‪ ,‬وفي صحيفة الرضا "عليه السالم" عن علي بن أبي طالب‬ ‫"عليه السالم " قال‪ :‬ورثت عن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" كتابين كتاب هللا‬ ‫وكتابي في قراب سيفي‪.‬الخبر‪)1(.‬‬

‫وفي رواية ابن شهر أشوب‪,‬كما يأتي‪ :‬وورث ‪ -‬أي علي"عليه السالم"‪ -‬كتابه من‬

‫ص َ‬ ‫طفَ ْينَا ِم ْن ِعبَا ِدنَا ﴾ فاطر‪.32:‬‬ ‫اب الَّذِينَ ا ْ‬ ‫بعده‪ ,‬قال هللا تعالى‪﴿ :‬ث ُ َّم أَ ْو َرثْنَا ْال ِكتَ َ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬عيون إخبار الرضا"ع" للصدوق‪ :‬ج‪ 1‬ص‪ ,43‬قصة حفر الخندق وفائدة الخل‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫وهو القران كله نزل على رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ‪.‬الخبر‪ )1(.‬وعلى قول‬ ‫بعض المخالفين‪ :‬كان عند حفصة‪ ,‬فأخذه أبو بكر وجمعه وربط بعضه ببعض‪,‬‬ ‫حتى ال يضيع منه شيء‪ ,‬ونقله السيوطي في اإلتقان من حارث المحاسيبي في‬ ‫كتاب فهم السنن من غير استناده إلى خبر‪ ,‬وهو بالنظر إلى إخبارهم بمكان من‬ ‫الغرابة والضعف‪)2(.‬‬

‫الثاني‪ :‬صدور الرجال من أصحابه "ص" ‪ ,‬وأفواههم وألواحهم وأكتافهم‪ ,‬كل‬ ‫بقدر ما كان له من الداعي والحاجة واالستعداد والتوفيق‪ ,‬وحضور زمان النزول‬ ‫في السفر والحضر ‪,‬وغير ذلك مما تبعث على أخذه وحفظه والعمل به ‪ ,‬ووراء‬ ‫ذلك القرب عنده "ص"‪ ,‬حتى ال يخفى عليه وال يحجب عنه ما كان ينزل عليه في‬ ‫السر‪ ,‬ولم يعلم من تلك اإلخبار إن أحدا منهم كان عنده تمام ما نزل عليه "ص"‬ ‫قرانا ‪ ,‬فضال عن كونه عنده على هذا الترتيب الموجود‪ ,‬فضال عن تداوله بين‬ ‫المسلمين في حياته‪ ,‬بل الظاهر من تلك اإلخبار خصوصا إخبار المخالفين‪ ,‬انتفاء‬ ‫كل ذلك‪ ,‬فأنه لو كان بهذا الترتيب متداوال في حياته لما كان لألمر بتأليفه وجمعه‬ ‫وخوفا من التضييع والنقصان‪ ,‬كما صنعه اليهود بتوراتهم وجها ‪ ,‬ولو كان تمامه‬ ‫عند احد غير علي "عليه السالم" لم يكن جمع تمامه من فضائله‪ ,‬وليس المراد‬ ‫بقوله "عليه السالم"‪ :‬كما انزل في بعض اإلخبار‪ ,‬وهو الترتيب‪ ,‬أي لم يجمعه‬ ‫بترتيب نزوله إال الوصي‪ ,‬كما توهمه ابن سيرين وتابعه غيره لما سيأتـي‪ ,‬من إن‬ ‫المراد التشبيه والمماثلة من حيث الكمية أو األعم منها‪ ,‬ومن الترتــــيب والحروف‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مناقب إل أبي طالب‪:‬ج‪ 2‬ص‪,18‬فصل في القرابة‪).‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,207-206‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫والحركات والسكنات وحدود اآلي والسور وغير ذلك‪ ,‬ويأتي عن العياشي عن‬ ‫الصادق "عليه السالم" قال‪ :‬لو قرء القرآن كما انزل أللفيتمونا فيه مسمين‪)1(.‬‬ ‫وعن ألنعماني‪,‬عن أمير المؤمنين "عليه السالم" ‪ :‬كأني بالعجم فساطيطهم في‬ ‫مسجد الكوفة يعلمون الناس القران كما انزل ‪ ,‬قلت‪ :‬يا أمير المؤمنين أوليس هو‬ ‫كما انزل؟ فقال‪ :‬ال‪ ،‬محي منه سبعون من قريش‪.‬الخبر‪)2(.‬‬ ‫وأمثال ذلك من االطالقات كثيرة‪ ,‬وقد خالف فيما ذكرنا البلخى من العامة والسيد‬ ‫المرتضى منا ‪ ,‬فقال األول‪ ,‬في تفسيره المسمى بجامع علم القران ‪,‬كما نقله عنه‬ ‫السيد بن طاووس في سعد السعود ما لفظه‪ :‬واني ألعجب من إن يقبل المؤمنين‬ ‫قول من زعم إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ترك القران الذي هو حجة على‬ ‫أمته والذي تقوم برد دعوته والفرائض التي جاء بها من عند ربه وبه يصح دينه‬ ‫الذي بعثه هللا داعيا إليه مفرقا في قطع الحروف ولم يجمعه ولم "بنصه" (‪ ,)3‬ولم‬ ‫يحفظه ولم يحكم األمر في قراءته وما يجوز من االختالف وماال يجوز ‪ ,‬وفي‬ ‫إعرابه ومقداره وتأليف سوره وآية هذا ال يتوهم على رجل من عامة المسلمين‬ ‫فكيف برسول رب العالمين‪)4(.‬‬ ‫وقال الثاني في جملة كالم له يأتي‪ :‬إن القران كان على عهد رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه واله" مجموعا مؤلفا على ما هو عليه أالن‪ ,‬واستدل بان القران كان يـــــحفظ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي ‪:‬ج‪ 1‬ص‪,13‬ح‪ ,4‬ما عنى به األئمة من القرآن‪.‬‬ ‫‪ -2‬الغيبة للنعماني‪ :‬ج‪ 1‬ص‪ 331‬ح‪ ,5‬باب ‪ 21‬ما جاء في ذكر أحوال الشيعة عند‬ ‫خروج القائم "عليه السالم" وقبله وبعده‪.‬‬ ‫‪ -3‬أقول‪:‬هذا اللفظ "بنصه" ورد بالمخطوط والمصدر بهذا اللفظ‪.‬‬ ‫‪ -4‬كتاب سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪,193-192‬دعوى أبو القاسم البلخي إن‬ ‫النبي"ص" جمع القران في حياته‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫ويدرس جميعه في ذلك الزمان حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له‪,‬‬ ‫وانه كان يعرض على النبي "صلى هللا عليه واله" ويتلى عليه‪ ,‬وان جماعة من‬ ‫الصحابة مثل‪ ,‬عبد هللا بن مسعود‪ ,‬وأبي بن كعب‪ ,‬غيرهما ختموا القران على‬ ‫النبي "صلى هللا عليه واله" عدة ختمات‪ ,‬وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على انه كان‬ ‫مجموعا مرتبا غير مبتور وال مبثوث الخ ‪.‬‬ ‫وأنت خبير بما فيهما‪ ,‬إما فيما ذكره البلخي‪ ,‬فبالنقض على مذهبه أوال‪ ,‬فأنه‬ ‫صلوات هللا عليه واله مع علمه بأنه يموت في مرضه‪ ,‬وتختلف أمته بعده ثالثا‬ ‫وسبعين فرقة‪ ,‬وانه يرجع بعده يضرب بعضهم رقاب بعض‪ ,‬كيف لم يعين لهم‬ ‫على من يقوم مقامه! وال قال لهم اختاروا انتم ‪,‬حتى تركهم في ضالل مبين إلى‬ ‫يوم الدين هذا ما ال يعتقده جاحد أو معاند‪ ,‬فإذا جاز توكيل هذا األمر العظيم إليهم‬ ‫مع اختالف اآلراء وتشتت إالهواء ‪ ,‬جاز توكيل أمر جمع القران وتأليفه إليهم!‬ ‫وبالحل ثانيا‪ ,‬وهو إنا نسلم إن القران بتمامه كان عنده "ص" متفرقا‪ ,‬وإنما فوض‬ ‫أمر الجمع والتأليف‪ ,‬الذي هو سبب لبقائه وحفظه ‪ ,‬إلى من فوض إليه جميع‬ ‫أموره وأمور أمته بعده‪ ,‬واحتياج الناس إليه‪ ,‬بحيث نحيل عليهم أمرهم لوالة إنما‬ ‫هو بعده ‪ ,‬وليس في ذلك تنقيص في نبوءته أصال‪ ,‬بل في ذلك أعاله ‪ ,‬لشأن من‬ ‫فوض إليه األمر‪ ,‬وتثبيت إلمامته وإعالم برفعته ‪ ,‬وقد امتثل ما أمره به فجمعه‬ ‫بعده‪ ,‬وحينئذ فان أرادا ما كان بأيديهم‪ ,‬إنما نسخوه من هذه المجموع المعين ال من‬ ‫األماكن المتفرقة من الصدور واأللواح ففيه‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬انه لم يكن مرتبا وإنما إلفه ورتبه أمير المؤمنين "عليه السالم" وقد هجروا‬ ‫مصحفه لما تقدم من طرقنا وما نقله العصامي منهم عن ابن سيرين‪.‬‬ ‫وقال المفيد رحمه هللا في المسألة التاسعة واألربعين من المسائل اإلحدى‬ ‫والخمسين المعروفة بمسائل عكبرية بعد قول السائل‪ :‬رأينا الناس بعد الرسول‬ ‫‪49‬‬

‫"صلى هللا عليه واله" قد اختلفوا خلفا عظيما في فروع الدين‪ ,‬وبعض أصوله حتى‬ ‫لم يتفقوا على شيء منه‪ ,‬وحرفوا الكتاب وجمع كل واحد منهم مصحفا زعم أنه‬ ‫الحق‪ ،‬مثل أبي بن كعب‪ ,‬وابن مسعود‪ ,‬وعثمان بن عفان‪ ،‬ورويتم‪ :‬أن أمير‬ ‫المؤمنين "عليه السالم "جمع القرآن ولم يظهره‪ ،‬وال تداوله الناس كما ظهر غيره‪,‬‬ ‫ولم يكن أبي بن كعب وابن مسعود في نفوس الناس أجل من أمير المؤمنين "عليه‬ ‫السالم" ‪ ،‬ولم يتمكن عثمان منعهما مما جمعاه‪ ،‬وال الحظر عليهما قراءته‪ ،‬فما بال‬ ‫أمير المؤمنين "عليه السالم" لم يظهره حتى يقرؤه الناس ويعرفوه وهل الحجة‬ ‫ثابتة بهذا المتداول أم ال؟‪.‬‬ ‫الجواب‪ :‬ثم ذكر بعض الكالم في وجه االختالف وقال‪ :‬فأما سؤالهم عن ظهور‬ ‫مصحف أبي وابن مسعود‪ ،‬واستتار مصحف أمير المؤمنين "عليه السالم"‪،‬‬ ‫فالسبب في ذلك عظم وطأة أمير المؤمنين "عليه السالم" على ملوك الزمان‪،‬‬ ‫وخفة وطأة أبي وابن مسعود عليهم‪ ،‬إلى إن قال‪ :‬ولم يكن على القوم‬ ‫كثرة ضرر بظهور مصحفيهما‪ ،‬بخالف مصحف أمير المؤمنين "عليه السالم"‬ ‫فلذلك تباينت الحالتان في مصحف القوم‪ ,‬انتهى‪)1(.‬‬ ‫ويظهر من السؤال والجواب إن مستورية مصحفه "ص" من المسلمات ‪ ,‬وقال‬ ‫الشيخ األقدم فضل بن شاذان‪ :‬في كتاب اإليضاح في جملة كالم يأتي فيما بعد‪:‬‬ ‫روى بعضكم‪ )2(:‬إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أمر عليا "عليه السالم"‬ ‫بتأليف القران‪ ,‬فألفه وكتبه ‪ ,‬وإنما كان إبطائه عن أبي بكر بالبيعة على ما زعمتم‬ ‫تأليف القران‪ ,‬فأين ذهب ما إلفه علي "عليه السالم" حتى صار يجمعونه من أفواه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬المسائل العكبرية للمفيد ‪ :‬ص‪ ,119-118‬المسألة التاسعة واألربعون‪.‬‬ ‫‪ -2‬مشيرا إلى المخالفين‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫الرجال؟ ومن صحف زعمتم كانت عند حفصة بنت عمر الخ‪)1(.‬‬

‫وثانيا‪ :‬إن ما تقدم بطرقهم المستفيضة صريح في أنهم جمعوه من األفواه واأللواح‬ ‫المتفرقة‪ ,‬هذا وفي اإلتقان قال الخطائي‪ :‬إنما لم يجمع صلوات هللا عليه واله القران‬ ‫في المصحف‪ ,‬لما كان يترقبه من مرود ناسخ لبعض إحكامه أ َ ْو تالوته فلما‬ ‫انقضى نزوله بوفاته ألهم هللا الخلفاء ذلك فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة‬ ‫عمر‪)2(.‬‬

‫وقال الحارث المحاسيبي في كتاب فهم السنن ‪ :‬كتابة القرآن ليست بمحدثة‪ ,‬فإنه‬ ‫"صلى هللا عليه واله" كان يأمر بكتابته‪ ,‬ولكنه كان مفرقا في الرقاع واألكتاف‬ ‫والعسب‪ ,‬فإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعا‪ ,‬قال‪ :‬فإن قيل‪:‬‬ ‫كيف وقعت الثقة بأصحاب القاع وصدور الرجال؟ قيل‪ :‬ألنهم كانوا يبدون عن‬ ‫تأليف معجز ونظم معروف قد شاهدوا تالوته من النبي "صلى هللا عليه واله"‬ ‫عشرين سنة‪ ,‬فكان تزوير ما ليس منه مأمونا‪ ,‬وإنما كان الخوف من ذهاب شيء‬ ‫من صحفه‪)3(.‬‬

‫وقال في بيان جمع عثمان قال ابن التين‪ :‬وغيره الفرق بين جمع أبى بكر وبين‬ ‫جمع عثمان‪ ,‬إن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شئ بذهاب حملته‪,‬‬ ‫ألنه لم يكن مجموعا في موضع واحد‪ ,‬فجمعه في صحائف مرتبا آليات سور‪)4(.‬‬

‫وقال ابن حجر‪ :‬إنما كان ‪ -‬اي القران ‪ -‬في األديم والعسب أوال قبل أن يجمع في‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإليضاح‪:‬ص‪,222‬ما قيل في سورة األحزاب وسورة لم يكن‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,202‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,207-206‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,210‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫عهد أبي بكر‪ ,‬ثم جمع في الصحف في عهد أبي بكر كما دلت عليه األخبار‬ ‫ض" جمعوا‬ ‫"ر ِ‬ ‫الصحيحة المترادفة ‪ )1(.‬وقال البغوي في شرح السنة‪ :‬الصحابة َ‬ ‫بين الدفتين القرآن الذي أنزله هللا على رسوله"ص" من غير أن زادوا أو نقصوا‬ ‫منه شيئا‪ ,‬خوف ذهاب بعضه بذهاب حفظته‪ ,‬فكتبوه كما سمعوه إلى إن قال‪ :‬فثبت‬ ‫أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد ال في ترتيبه‪ )2(.‬وقال القاضي‬ ‫أبو بكر في االنتصار‪ :‬لم يقصد عثمان قصد أبي بكر في جمع نفس القرآن بين‬ ‫لوحين‪ )3(.‬وقال الحارث المحاسبي‪ :‬المشهور عند الناس إن جامع القرآن عثمان‬ ‫وليس كذلك! إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد‪ ,‬إلى إن قال‪ :‬فأما‬ ‫السابق إلى الجمع من الحملة فهو الصديق‪ .‬انتهى‪ )4(.‬وقال النيشابوري ‪ :‬أول من‬ ‫أمر بجمع القران أبو بكر مخافة إن يضيع منه شيء‪,‬انتهى‪ )5(,‬وعد بعضهم الجمع‬ ‫بعده "ص" من فضائل أبي بكر‪ ,‬وفي اإلتقان اخرج ابن أبي داود في المصاحف‬ ‫بسند حسن عن عبد خير قال‪ :‬سمعت عليا عليه السالم يقول‪ :‬أعظم الناس في‬ ‫اب ّ‬ ‫المصاحف اجرا أبو بكر‪َ ,‬ر ْح َمةُ َّ‬ ‫اَّلل‪)6(.‬‬ ‫اَّللِ َعلَى أَبِي بَ ْك ٍّر‪ُ ,‬ه َو أ َ َّو ُل َم ْن َج َم َع ِكت َ َ‬ ‫وقد التجأ علمائهم إلى تأويل تلك اإلخبار والمتضمنة لذكر الشاهدين بما سنذكره‬ ‫من غير إشارة من احد منهم إلى ضعفها أو طرحها وعلى ما ذكره يلزم طرح تلك‬ ‫اإلخبار وما تضمن إن سبب الجمع قتل القراء باليمامة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,208‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,215‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,210‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,211‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -5‬لم أقف على المصدر الناقل لقول النيشابوري وفق تتبعي‪.‬‬ ‫‪ -6‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,204‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫ثم إن السيد رحمه هللا نقل عنه في تفسيره ما لفظه‪ :‬واختلف أهل العلم في أول أية‬ ‫منها‪ ,‬فقال أهل الكوفة وأهل مكة أنها‪ :‬بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ,‬وأبى ذلك أهل‬ ‫المدينة‪ ,‬وأهل البصرة ‪ ,‬واحتجوا بأنها لو كانت أية من نفس السورة‪ ,‬لو وجب إن‬ ‫يكون قبلها مثلها‪ ,‬ليكون احدهما افتتاحا للسورة حسب الواجب في سائر السور‪,‬‬ ‫واألخر أول أية منها‪ ,‬وما قالوه عندنا هو الصواب‪.‬انتهى‪ .‬وقال رحمه هللا ‪ :‬قد‬ ‫تعجبت ممن قد استدل على إن القران محفوظ من عند رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله"! وانه هو الذي جمعه! ثم قد ذكر ههنا اختالف أهل مكة والمدينة‪ ,‬وأهل‬

‫الكوفة والبصرة‪ ,‬واختار إن بسم هللا الرحمن‬

‫الرحيم ليست من السورة ‪..‬الخ‪)1(.‬‬

‫والتناقض في كالمه ظاهر‪ .‬وإما ما ذكره السيد المرتضى ففيه ‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬إن القران نزل نجوما ‪ ,‬وتم بتمام عمره "صلى هللا عليه واله" فان صح ما‬ ‫نقله‪ ,‬فالمراد درس ما كان عنده من السور واآليات‪.‬‬ ‫وثانيا‪ :‬إن قعود أمير المؤمنين "عليه السالم" في بيته بعده "ص" لجمع القران‬ ‫وتأليفه‪ ,‬خوفا من ضياعه مما ال يقبل اإلنكار بعد استفاضة اإلخبار بذلك‪ ,‬كما تقدم‪,‬‬ ‫وكيف يجمع هذا مع كونه مجموعا مؤلفا مرتبا متداوال بين الصحابة في حياته‪.‬‬ ‫وثالثا‪ :‬إن ما نقله‪ :‬إن ابن مسعود وأبي وغيرهم الخ ‪ ,‬فإنما هو من خبر ضعيف‬ ‫رواه المخالفون‪ ,‬فروي البخاري مرة عن عبد هللا بن العاص‪ ,‬قال‪ :‬سمعت النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله" يقول‪ :‬خذوا القرآن من أربعة‪ ,‬من عبد هللا بن مسعود‪ ,‬وسالم‬ ‫مولى أبى حذيفة‪ ,‬ومعاذ بن جبل‪ ,‬وأبي بن كعب‪)2(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬سعد السعود البن طاووس‪ ,193:‬إنكار البلخي إن البسملة من القران ورد المصنف‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫‪ -2‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 5‬ص‪,36‬ح‪" ,3808‬كتاب مناقب األنصار‪ ,‬مناقب أبي بن كعب‬ ‫رضي هللا عنه‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫وأخرى عن قتادة‪,‬قال‪ :‬سألت انس بن مالك‪ :‬من جمع القرآن على عهد النبي هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله"؟‪ ,‬فقال‪ :‬أربعة كلهم من األنصار‪ ,‬أبى بن كعب‪ ,‬ومعاذ بن‬ ‫جبل‪ ,‬وزيد ابن ثابت‪ ,‬وأبو زيد‪ .‬قلت‪ :‬من أبو زيد؟ قال‪ :‬أحد عمومتي‪ )1(.‬وتارة‬ ‫عن أنس‪ ,‬قال ‪ :‬مات النبي "صلى هللا عليه واله" ولم يجمع القرآن غير أربعة‪ :‬أبو‬ ‫الدرداء‪ ,‬ومعاذ بن جبل‪ ,‬وزيد بن ثابت‪ ,‬وأبو زيد‪)2(.‬‬

‫وفي اإلتقان عن محمد بن كعب القرظي إن الجامعين خمسة‪:‬معاذ وعبادة بن‬ ‫الصامت وأبي وأبو أيوب‪ .‬وعن ابن سيرين أنهم أربعة‪:‬معاذ وأبي وأبو زيد وأبو‬ ‫ي وزيد ومعاذ‬ ‫الدرداء أو عثمان أو هو مع تميم الداري‪ ,‬وعن الشعبي‪:‬أنهم ِستَّةٌ‪ :‬أ ُبَ ٌّ‬ ‫وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وابو زيد ومجمع بن جارية‪)3( .‬‬

‫وروى الخوارزمي في مناقبه عن علي بن رباح قال جمع القران على عهد رسول‬ ‫هللا صلى هللا عليه واله علي عليه السالم وأبي بن كعب‪)4(.‬‬ ‫وصرح أبو عبيده في كتاب القراءات كما في اإلتقان إن بعضهم إنما كمله بعد‬ ‫النبي صلى هللا عليه واله‪)5(.‬‬ ‫إلى غير ذلك من االختالف واالضطراب والتناقض في رواية رجل واحد ليس له‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 5‬ص‪,37‬ح‪" ,3810‬كتاب مناقب األنصار‪ ,‬مناقب زيد بن ثابت‬ ‫رضي هللا عنه‪.‬‬ ‫اء ِم ْن‬ ‫اب القُ َّر ِ‬ ‫‪ -2‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 6‬ص‪,187‬ح‪" 5004‬كتاب فضائل القران‪َ ,‬ب ُ‬ ‫سلَّ َم‪.‬‬ ‫أَ ْ‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫يِ َ‬ ‫ب النَّ ِب ّ‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,248‬النوع العشرون‪:‬في معرفة حفاظه ورواته‪.‬‬ ‫‪ -4‬مناقب الخوارزمي‪:‬ص‪,94-93‬ح‪,91‬نقال عن شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني‪:‬ج‪1‬‬ ‫ص‪.25‬‬ ‫‪ -5‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,249‬النوع العشرون‪:‬في معرفة حفاظه ورواته‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫من اإلسالم نصيبا‪ ,‬بل هو من الثالثة الذين كانوا يكذبون على رسول هللا "صلــــى‬ ‫هللا عليه واله"‪ ,‬وليس في جميعها خبر مسند عن صادق إال ما رواه البخاري‪ ,‬وهو‬ ‫ضعيف ال يدل على كون األربعة جامعين لتمامه سلمنا لكنه معارض‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬بما رويناه عن الصادقين "عليهما السالم" كما تقدم‪ ,‬واخرج الصفار في‬ ‫البصائر مسندا عن االصبغ بن نباته‪ ,‬قال‪ :‬قدم علي "عليه السالم" الكوفة‪ ,‬صلى‬ ‫بهم أربعين صباحا‪ ,‬فقرء بهم "سبح اسم ربك األعلى" فقال المنافقون ‪:‬وهللا ما‬ ‫يحسن إن يقرأ ابن أبي طالب القرآن‪ ,‬ولو أحسن إن يقرء لقرء بنا غير هذه‬ ‫السورة! قال‪ :‬فبلغه ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬ويلهم أنى ألعرف ناسخه ومنسوخه ‪ ,‬ومحكمه‬ ‫ومتشابهه‪ ,‬وفصله من وصله‪ ,‬وحروفه من معانيه‪ ,‬وهللا ما حرف نزل على محمد‬ ‫"صلى هللا عليه وآله" إال وانأ اعرف فيمن انزل‪ ,‬وفى أي يوم نزل‪ ,‬إلى إن قال‪:‬‬ ‫وهللا أنى إنا الذي انزل هللا في‪َ ﴿ :‬وت َ ِع َي َها أُذُ ٌن َوا ِعيَةٌ﴾الحاقة‪ ,12:‬فانا كنا عند‬ ‫رسول هللا فخبرنا بالوحي فأعيه ويفوتهم فإذا خرجنا قالوا ما ذا قال أنفا‪)1(.‬‬

‫وثانيا‪ :‬بما رووه كما تقدم‪ ,‬وقد جعل الشيخ الجليل فضل بن شاذان هذا الخبر من‬ ‫متناقضات إخبارهم‪ ,‬ويأتي كالمه عن قريب‪ ,‬وقال المفيد رحمه هللا بعد كالمه‬ ‫المنقول سابقا‪ :‬مع انه ال يثبت ألبي وابن مسعود وجود مصحفين منفردين‪ ,‬وإنما‬ ‫يذكر ذلك من طريق الظن وإخبار اآلحاد‪)2(.‬‬

‫والظن إن مراده وجودهما لهما في حياته وإال فقد جمعا مصحفين منفردين‬ ‫بعده"ص" كما يأتـــــــي‪ ,‬وتركه تلك اإلخبار المنقولة من الكتب المعتبرة‪ ,‬لخبر أو‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بصائر الدرجات للصفار‪:‬ص‪ ,156-155‬الباب العاشر ما عند األئمة من كتب‬ ‫األولين كتب األنبياء التورية واإلنجيل والزبور وصحف إبراهيم‪.‬‬ ‫‪ -2‬المسائل العكبرية للمفيد‪ ,119:‬المسألة التاسعة واألربعون‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫خبرين تفرد بنقله المخالف مما يقضي منه العجب‪.‬‬ ‫ورابعا(‪ :)1‬أنهم لو كانوا حافظين وجامعين وقد كانوا من الثقات عندهم كما ال‬ ‫يخفي على من راجع أحوالهم‪ ,‬فما وجه مطالبته الشاهدين في إثبات كون اآلية من‬ ‫القران‪ ,‬ورد ما لم يكن معه إال واحد على ما هو صريح تلك اإلخبار‪ ,‬والظاهر إن‬ ‫هذا من المسلمات‪.‬‬ ‫حتى إن السيد علي بن احمد الكوفي المعاصر للكليني عد ذلك في جملة بدعهم‬ ‫التي جمعها في كتاب "بدع المحدثة" المعروف بكتاب "االستغاثة" الذي إلفه في‬ ‫حال استقامته‪ ,‬فقال‪ :‬ومن بدعه‪ -‬إي األول ‪ -‬ووافقه عليه صاحبه الثاني انه أمر‬ ‫مناديا ينادي في المدينة من كان عنده شيء من القران فليأتنا به ‪ ,‬قال‪ :‬فال يقبل من‬ ‫احد شيئا إال بشاهدي عدل‪ ,‬وهذا منهما مخالف مضاد لكتاب هللا تعالى إذ يقول‪" :‬‬ ‫لئن اجتمعت الجن واإلنس" اآلية‪,)2(,‬فأن كان الرجل وصاحبه جهال هذا من كتاب‬ ‫هللا تعالى‪ ,‬وظنا انه ال يجوز ألحد من الناس إن يأتي بمثل هذا‪ ,‬فذلك غاية الجهل‪,‬‬ ‫وقلة الفهم‪ ,‬وهذا الوجه أحسن أحوالها‪ ,‬ومن حل هذا المحل لمن يجيز إن يكون‬ ‫حاكما بين المسلمين‪ ,‬فضال عن منزلة اإلمامة وان كانا علما ذلك من كتاب هللا عز‬ ‫وجل‪ ,‬فلم يصدقا إخبار هللا تعالى فيه‪ ,‬ولم يثقا بذلك في حكمه‪ ,‬كانت هذه حالة‬ ‫توجب عليهما اإلخفاء على ذي فهم‪ ,‬ولكن األئمة من أهل البيت "عليهم السالم"‬ ‫قالوا‪ :‬إنهما قصدا بذلك عليا "عليه السالم" فجعال هذا سببا لترك قبول ما كان‬ ‫جمعه وإلفه من القران في مصحفه‪ ,‬بتمام ما انزل هللا تعالـــــــى على رسوله منه‪,‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الصحيح هو "ثالثا" وليس "رابعا"‪.‬‬ ‫‪ -2‬في قوله تعالى‪ ( :‬قل لئن اجتمعت اإلنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ال‬ ‫يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) اإلسراء‪.88:‬‬

‫‪56‬‬

‫وخشيا إن يقبال ذلك منه ‪,‬فيظهر ما فيه ما يفسد عليهما عند الناس ما ارتكباه من‬ ‫االستيالء على أمورهم‪ ,‬فيظهر فيه فضائح للمذمومين بأسمائهم وطهارة الفاضلين‬ ‫المحمودين بذكرهم‪ ,‬فلذلك قال‪ :‬ال نقبل القران من احد إال بشاهدي عدل! هذا مع‬ ‫ما يلزم من توالهما إن يعلم إنهما لم يكونا يعلمان بتنزيل القران ‪,‬ألنهما لو كانا‬ ‫يعلمانه لم يحتاجا إن يطلبا من غيرهما بنية عادلة إلى أخر ما ذكره ‪ ,‬ومتأخروهم‬ ‫لما رأوا شناعة هذا العمل وقبحه وكشفه عن احد أمور ال يمكنهم االلتزام به راموا‬ ‫صرف الخبر عن ظاهره‪)1(.‬‬

‫فقال ابن حجر‪ :‬وكان المراد بالشاهدين الحفظ والكتابة‪ ,‬وقال السخاوي‪ :‬المراد‬ ‫انهما يشهدان على ان ذلك المكتوب كتب بين يدي رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله" أو المراد إنهما يشهدان على إن ذلك من الوجوه التي نزل بها القران‪)2(.‬‬

‫وقال السيوطي‪ :‬أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك مما عرض على النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله" علم وفاته‪)3(.‬‬

‫وال يخفى عن الناظر في تلك التأويالت من التمحالت الباردة الكاشفة عن جهل‬ ‫مؤلها‪ ,‬أو تجاهله‪ ,‬سيما األول منها الذي ال يتفوه به من له ادني انس بمواقع‬ ‫استعمال األلفاظ‪ ,‬فانه ال ربط لما ذكره بواحد من تلك اإلخبار‪ ,‬منطوقا ومفهوما ‪,‬‬ ‫خصوصا ما تضمن ذكر خزيمة‪ ,‬وإما الثاني ففيه‪ :‬انه ال مدخلية للكتابة بين يديه‬ ‫في قرآنية القران إذ لم يقل احد بعدم قرآنية ما لم يكتب بين يديه ومفهوم تلك‬ ‫اإلخبار بل منطوقة دال على أنهم لم يدخلوا فيه ما لم يشهد عليه شاهدان وحنيئذ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االستغاثة في بدع الثالثة ألبي القاسم الكوفي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,20‬من بدع األول‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,205‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,206‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫وحتى فال بد من االلتزام بخروج كل ما لم يكتب بين يديه سواء كتب في غير‬ ‫محضره الشريف‪ ,‬أو كان محفوظا في الصدور‪ ,‬بل وما كتب بين يديه‪ ,‬ولم يشهد‬ ‫عليه شاهدان‪ ,‬أو شهد شاهد واحد‪ ,‬وال أظن أحدا يلتزم بذلك‪.‬‬ ‫وإما الثالث ففيه‪ :‬مضافا إلى عدم ذكر الوجوه في تلك اإلخبار وفسادها رأسا‪ ,‬كما‬ ‫يأتي إن شاء هللا تعالى مفصال‪ ,‬إن غرضهم في هذا الجمع عدم ضياع شيء من‬ ‫أصل القران‪ ,‬ال من الوجوه كما ال يخفى على من نظر في اإلخبار‪ ,‬مثل قول عمر‬ ‫في الحديث المتفق عليه بينهم‪ :‬إن القتل قد استحر بقراء القران واني اخشي إن‬ ‫يستحر القتل بالقران في المواطن‪ ,‬فيذهب كثير من القران‪ ,‬واني أرى إن نجمع‬ ‫القران الخ‪ ,‬وقوله في حديث ابن أبي داود بعد إن سئل عن أية فقيل‪ :‬كانت مع فالن‬ ‫قتل يوم اليمامة‪" :‬إنا هلل" وأمر بجمع القران‪ ,‬وقول ابن شهاب‪ :‬لما أصيب‬ ‫المسلمون خاف إن يذهب من القران طائفة‪ ,‬فاقبل الناس بما كان معهم وعندهم‬ ‫حتى جمع الخ‪ ,‬وكذلك في كلماتهم الصريحة في ذلك‪.‬‬ ‫وإما الرابع‪ :‬ففيه‪ :‬ما قلنا في الثاني‪.‬‬ ‫فأن قلت‪ :‬لعل غرضه إن مقصودهم في الجمع كما هو الواجب جمع ما لم ينسخ‬ ‫تالوته ‪ ,‬لعدم جواز إدخال ما نسخ تالوته فيه‪ ,‬وال يعلم كون اآلية كذلك‪ ,‬إال مع‬ ‫ثبوت عرضه عليه "ص" في عام وفاته "ص" فان كل ما عرض عليه "ص" قبل‬ ‫ذلك في معرضه ‪ ,‬وإما فيه فال‪,‬وحيث انه كان مجهوال عندهم احتاجوا في إثباته‬ ‫بالشاهدين‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أوال‪ :‬إنما نمنع وجود هذا القسم من النسخ كما يأتي إن شاء هللا‪.‬‬ ‫وثانيا‪ :‬انه ليس في تلك اإلخبار الكثيرة إشارة أو إيماء إلى هذا‪.‬‬ ‫وثالثا‪ :‬إن الواجب إثبات كل ما ثبت قرآنيته في المصحف إال إن يعلم كونه‬ ‫منسوخا بالكتاب أو السنة المتواترة ‪,‬ال بالخبر الواحد على ما هو التحقيق عند‬ ‫‪58‬‬

‫األكثر من المحققين‪ ,‬كما في نسخ الحكم ‪ ,‬وأين هذا من إخراج ما احتمل نسخه من‬ ‫غير إن يدل عليه الخبر الواحد‪ ,‬فضال عن الكتاب والسنة القطعية‪ ,‬بل دل الخبر‬ ‫على عدمه كما هو المفروض‪ ,‬وهذا خالف اإلجماع بل ضرورة المسلمين من‬ ‫وجوب العمل بكل ما جاء به النبي "صلى هللا عليه واله" إلى إن يعلم نسخه‪,‬‬ ‫والحاصل إن التعرض لفساد ما ذكروه من التأويل تضييع للوقت لوضوحه على‬ ‫كل جاهل غبي‪ ,‬أو معاند غوي‪ ,‬هذا وتحصل من جميع ما ذكرنا‪ ,‬إن القران لم يكن‬ ‫مجموعا مرتبا كما هو أالن في حياته "ص"‪ ,‬بل ظهر إن تمامه لم يكن عند احد‬ ‫غيره‪ ,‬وانه تصدى لجمعه الصحابة بعد وفاته والجامعون منهم جماعة‪.‬‬

‫في بيان الجامعين بعد النبي"ص"‪.‬‬ ‫األول‪ :‬أمير المؤمنين "عليه السالم" وجمعه يخالف جمع اآلخرين إجماال ولو من‬ ‫حيث الترتيب‪ ,‬وهو شامل لتمام ما نزل قطعا‪ ,‬وصار جمعه بعد ما عرضه عليهم‬ ‫واعرضوا عنه من ذخائر اإلمامة‪ ,‬ويأتي بعض ما يتعلق بهذا المصحف الشريف‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬أبو بكر وعمر وإتباعهما ‪,‬وجمعهم هو الجمع الشائع أالن‪ ,‬وان تصرف‬ ‫فيه عثمان في إمارته بما يأتي بيانه ‪ ,‬لذا ينسب أليه أيضا ‪,‬إال إن الظاهر بل‬ ‫المصرح به في كالم بعض المخالفين انه لم يتصرف في ترتيبه‪ ,‬وقد عرفت أنهم‬ ‫جمعوه من األماكن المتفرقة‪ ,‬وربما ينسب هذا الجمع إلى زيد بن ثابت‪ ,‬وجه‬ ‫النسبة ظاهرة بعد مالحظة اإلخبار الماضية‪ ,‬وقال ابن شهر أشوب في جملة‬ ‫كالمه له‪ :‬فأما ما روي انه جمعه أبو بكر وعمر وعثمان‪,‬فأن أبا بكر لما التمسوا‬ ‫منه جمع القران فقال كيف افعل شيئا لم يفعله رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وال‬

‫‪59‬‬

‫أمرني به! ذكره البخاري في صحيحه وادعى علي"ع" إن النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله" أمره بالتأليف‪ ,‬ثم أنهم أمروا زيد بن ثابت وسعد بن العاص وعبد الرحمن‬ ‫بن الحارث بن هشام وعبد هللا بن الزبير بجمعه‪ ,‬فالقران يكون جمع هؤالء‬ ‫جميعا‪)1(.‬‬

‫الثالث‪ :‬أبي بن كعب‪ ,‬وجود مصحف مستقل له مما ال خفاء فيه‪ ,‬كما يأتي ذكره في‬ ‫ضمن إخبار كثيرة‪ ,‬ويأتي أيضا مخالفة مصحفه مصحفهم من حيث الكمية‪ ,‬بل في‬ ‫اإلتقان‪ :‬انه يخالف في الترتيب أيضا ‪ ,‬قال فيه‪ :‬اخرج ابن اشته في المصاحف‪,‬‬ ‫عن محمد بن يعقوب‪ ,‬عن أبي داود‪ ,‬عن أبو جعفر الكوفي‪ ,‬قال‪ :‬هذا تأليف‬ ‫مصحف أبي‪ :‬الحمد‪,‬البقرة‪,‬النساء‪,‬آل عمران ‪,‬األنعام ‪,‬األعراف ‪,‬المائدة ‪,‬يونس‪,‬‬ ‫األنفال‪ ,‬براءة ‪,‬هود‪ ,‬مريم ‪ ,‬الشعراء ‪ ,‬الحج ‪,‬يوسف ‪ ,‬الكهف ‪ ,‬النحل ‪ ,‬األحزاب ‪,‬‬ ‫بني إسرائيل ‪ ,‬الزمر أولها حم‪ ,‬طه‪ ,‬األنبياء ‪ ,‬النور ‪ ,‬المؤمنون ‪ ,‬سبأ ‪ ,‬العنكبوت ‪,‬‬ ‫المؤمن ‪ ,‬الرعد ‪,‬القصص ‪ ,‬النمل ‪ ,‬الصافات ‪ ,‬ص ‪ ,‬يس ‪ ,‬الحجر ‪ ,‬حمعسق ‪,‬‬ ‫الروم ‪ ,‬الحديد ‪ ,‬الفتح ‪ ,‬القتال ‪ ,‬الظهار وتبارك الملك ‪ ,‬السجدة ‪,‬إنا أرسلنا نوحا‪,‬‬ ‫األحقاف‪,‬ق ‪,‬الرحمن‪ ,‬الواقعة‪ ,‬الجن‪ ,‬النجم‪ ,‬سأل سائل‪,‬المزمل‪ ,‬المدثر‪,‬اقتربت‪,‬حم‬ ‫الدخان ‪ ,‬لقمان ‪ ,‬حم الجاثية‪ ,‬الطور ‪ ,‬الذاريات ‪ ,‬ن‪ ,‬الحاقة ‪ ,‬الحشر ‪ ,‬الممتحنة ‪,‬‬ ‫المرسالت‪ ,‬عم ‪,‬ال أقسم بيوم القيامة ‪,‬إذا الشمس‪ ,‬يا أيها النبي إذا طلقتم ‪,‬‬ ‫النازعات‪ ,‬التغابن‪ ,‬عبس ‪ ,‬المطففين‪,‬إذا السماء انشقت ‪,‬التين ‪,‬الزيتون ‪,‬اقرأ ‪,‬‬ ‫الحجرات‪ ,‬المنافقون‪ ,‬الجمعة‪,‬لم تحرم‪,‬الفجر‪,‬ال أقسم بهذا البلد ‪,‬والليل‪,‬إذا السماء‬ ‫انفطرت‪ ,‬والشمس‪ ,‬والسماء‪ ,‬والطارق وسبح اسم‪,‬الغاشية‪ ,‬الصف‪ ,‬لم يكن‪,‬‬ ‫الضحى‪,‬ألم نشرح‪ ,‬القارعة‪ ,‬التكاثر‪,‬العصر‪,‬الخلع ‪ ,‬الحفد ‪ ,‬ويل لكل ‪ ,‬إذا زلزلت‪,‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مناقب ابن شهر أشوب‪:‬ج‪ 1‬ص‪,321‬فصل في المسابقة في العلم‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫العاديات‪ ,‬الفيل‪,‬إليالف‪,‬أرأيت‪,‬إنا أعطيناك‪,‬القدر ‪,‬الكافرون‪ ,‬إذا جاء نصر هللا‬ ‫‪,‬تبت‪,‬الصمد‪ ,‬الفلق‪,‬الناس‪.‬انتهى‪ .‬وزاد و زاد على المصحف الشائع بسورتي الحفد‬ ‫والخلع وسيأتي ذكرهما‪)1(.‬‬ ‫الرابع‪ :‬عبد هللا بن مسعود‪ ,‬ووجود مصحف مستقل له أيضا مما ال ريب فيه‪ ,‬ويدل‬ ‫عليه إخبار كثيرة تأتي في محلها‪ ,‬ولما أراد عثمان جمع المصاحف امتنع عبد هللا‬ ‫من دفع مصحفه‪ ,‬فضربه حتى كسر منه ضلعين‪ ,‬فصار عليال حتى مات من علته‬ ‫‪ ,‬وهذا من المطاعن المعروفة على ابن عثمان كما قرر في محله‪ ,‬وقد نقل حسين‬ ‫بن حمدان الخصيبي في الهداية وابن شهر أشوب في المناقب عن أصل مصحفه‬ ‫ما يأتي ذكره‪ ,‬وليس له في هذه اإلعصار عين وال اثر‪ ,‬وله أيضا ترتيب خاص‪,‬‬ ‫ففي اإلتقان‪ :‬أخرج ابن أشتة‪ ,‬عن أبي الحسن بن نافع‪ :‬أن أبا جعفر محمد بن‬ ‫عمرو بن موسى‪ ,‬حدثهم كذا‪ ,‬قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم‪ ,‬حدثنا علي بن‬ ‫مهران الطائي‪ ,‬حدثنا جرير بن عبد هللا‪ ,‬قال‪ :‬تأليف مصحف عبد هللا بن مسعود‬ ‫الطوال‪ :‬البقرة والنساء وآل عمران واألعراف واألنعام والمائدة ويونس‪ ,‬والمئين‪:‬‬ ‫براءة والنحل وهود ويوسف والكهف وبني إسرائيل واألنبياء وطه والمؤمنون‬ ‫والشعراء والصافات‪ ,‬والمثاني‪ :‬األحزاب والحج والقصص وطس النمل والنور‬ ‫واألنفال ومريم والعنكبوت والروم ويس والفرقان والحجر والرعد وسبأ والمالئكة‬ ‫وإبراهيم وص والذين كفروا ولقمان والزمر‪ ,‬والحواميم‪ :‬حم المؤمن والزخرف‬ ‫والسجدة وحمعسق واألحقاف والجاثية والدخان وإنا فتحنا لك والحشر وتنزيل‬ ‫السجدة والطالق ون والقلم والحجرات وتبارك والتغابن والمنافقون والجمعة‬ ‫والصف وقل أوحــــــــــي وإنا أرسلنا والمجادلة والممتحنة ويا أيها النبي لم تحرم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪1‬ص‪,223‬في الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫والمفصل‪ :‬الرحمن والنجم والطور والذاريات واقتربت الساعة والواقعة‬ ‫والنازعات وسأل سائل والمدثر والمزمل والمطففين وعبس وهل أتى والمرسالت‬ ‫والقيامة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت والغاشية‬ ‫وسبح‬

‫والليل والفجر والبروج وإذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك والبلد‬

‫والضحى والطارق والعاديات وأرأيت والقارعة ولم يكن والشمس وضحاه والتين‬ ‫وويل لكل وألم تر كيف وإليالف وألهاكم وإنا أنزلناه و إذا زلزلت والعصر وإذا‬ ‫جاء نصر هللا والكوثر وقل يا أيها الكافرون وتبت وقل هو هللا أحد وألم نشرح‪.‬‬ ‫وليس فيه الحمد وال المعوذتان‪)1(.‬‬

‫قلت‪ :‬فهذه مصاحف أربع متخالفة‪ ,‬وال نعلم وجود مصحف أخر يخالفها ‪ ,‬وان‬ ‫أمكن استظهاره من بعض ما جاء في جمع عثمان المصاحف كما يأتي‪ ,‬لكنه‬ ‫اليهمنا معرفته‪ ,‬بل المهم معرفة إن الجمع الشائع وهو جمع الشيخين وزيد‪ ,‬مشتمل‬ ‫على تمام ما نزل على النبي "صلى هللا عليه واله" قرانا أو ال! بل سقط عن‬ ‫أيديهم حين الجمع أو اسقطوا بعضه! فتلك المعرفة بعد مالحظة كيفية جمعهم‬ ‫وحال جامعيهم متوقفة على إحراز أمور‪:‬‬ ‫أ‪ :‬انه "ص" لم يخف عليهم شيئا مما نزل عليه منه‪.‬‬

‫ب‪:‬‬

‫إن كلما كتبه أمير المؤمنين "عليه السالم" منه من بين الكتاب وهو أكثر‬

‫الوحي‪ ,‬كما نص عليه محمد بن علي بن شهر أشوب في المناقب في ذكر كتابه‬ ‫"ص" كتبه غيره أيضا‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪ :‬ج‪1‬ص‪ ,224-223‬في الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫ج‪:‬‬

‫إن ما كتبه أو حفظه غير أمير المؤمنين "عليه السالم" كان محفوظا بتمامه‪,‬‬

‫لم يضع منه شيء بنسيان حافظه‪ ,‬أو بتلف المكتوب‪ ,‬أو بموت صاحبه‪ ,‬أو غير‬ ‫ذلك من اآلفات وأسباب الضياع ‪.‬‬ ‫د‪ :‬إن الحفاظ والكتاب‪ ,‬ومن كان عنده شيء منه‪ ,‬لم يخفوا على الجامعين شيئا مما‬ ‫كان معهم‪.‬‬ ‫ه‪ :‬إن كلما نزل منه كان محفوظا عند عدلين فصاعدا ‪ ,‬غير أمير المؤمنين "عليه‬ ‫السالم" ولم ينفرد احد منهم بأية أو أكثر ‪.‬‬

‫و‪:‬‬

‫إن غرض الجامعين وما دعاهم إلى الجمع حفظ الدين وصيانة شرع خاتم‬

‫النبيين‪ ,‬وترويج نبوة سيد المرسلين‪ ,‬بجمع تمام ما نزل عليه صلوات هللا عليه واله‬ ‫‪ ,‬وعدم ضياع شيء منه ‪,‬ولم يكن لهم غرض وال داع إلى إسقاط بعض ما نزل‪,‬أي‬ ‫عدم إدخاله في المصحف الذي جمعوه‪ ,‬لكونه منافيا إلغراضهم األخر‪ ,‬التي‬ ‫اسلموا لها ونالوا أقصاها وماتوا عليها ‪ ,‬فهذه أمور ستة ال بد من إحرازها جميعها‬ ‫بالعلم حتى يمكن دعوى القطع باشتمال القران الموجود على تمام ما نزل عليه‬ ‫"ص" قرانا ‪ ,‬ومع عدم ثبوت دليل قطعي على انتفاء جميع تلك المحتمالت ولو‬ ‫بااللتزام كتصريح المعصوم "عليهم السالم" باشتماله على تمامه أو انعقاد‬ ‫اإلجماع عليه‪ ,‬تكون الدعوى فاسدة لكونه في معرض تطرق النقص عادة باحتمال‬ ‫إخفائه "ص" عليهم بعض ما نزل‪ ,‬واختصاص عليا "عليه السالم" بالقراءة عليه‪,‬‬ ‫واحتمال انفراد أمير المؤمنين "عليه السالم" ببعض ما كتبه بين أظهرهم‪ ,‬كانفراد‬ ‫غيره "ص" فيه‪ ,‬واحتمال ضياع بعض ما كتبوه ولو بقتل أربعمائة من القراء‬ ‫باليمامة‪ ,‬واحتمال إخفاء بعضهم‪ ,‬كسلمان ومن شابهه بعض ما كان معهم لعدم‬ ‫كونهم مكلفين بتسليمه إليهم كما ال يخفى‪ ,‬واحتمال انفراد بعضهم بأية أو أكثر كما‬ ‫‪63‬‬

‫انفرد خزيمة بأخر سورة براءة كما مر‪ ,‬واحتمال إسقاطهم بعض ما بينا في‬ ‫غرضهم مما ال يضر بإعجازه ونظمه‪.‬‬ ‫والحاصل إن تأليف القران حيث كان مخالفا لتأليف سائر الكتب كما عرفت‪ ,‬ال‬ ‫يستبعد فيه ما ذكر بخالف سائر الكتب! إذ يعرف دخول النقص والزيادة في الكتب‬ ‫وعدمه بمطابقته األصل الذي إلفه مؤلفه ‪ ,‬ومع وجود األصل ال يتمكن احد من‬ ‫إدخال ذلك فيه! وإما ما ليس له أصل يرجع إليه عند الشك فدخول ذلك أو إدخاله‬ ‫فيه بعيد‪ ,‬سيما إذا انضم إلى ذلك بعض االحتماالت التي ذكرنا! نعم الذي هذبه‬ ‫وحرره هو عثمان كسائر الكتب‪ ,‬يعرف دخول النقص فيه لوجوب األصل الذي‬ ‫هو المرجع‪ ,‬وهذا في غاية الوضوح ‪,‬ومن هنا ظهر ضعف ما ذكره السيد‬ ‫المرتضى‪ :‬من إن العلم بتفصيل القران وأبعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته‪.‬‬ ‫وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة‪ ,‬ككتاب سيبويه والمزني‬ ‫مثال ‪,‬فان أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلها ما يعلمونه من جملتها‪ ,‬حتى‬ ‫لو إن مدخال ادخل في كتاب سيبويه مثال بابا في النحو ليس من الكتاب يعرف‬ ‫ويميز ‪,‬ويعلم انه ليس من الكتاب‪ ,‬وإنما هو ملحق ومعلوم إن العناية بنقل القران‬ ‫وضبطه اصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعر ‪.‬انتهى‪)1(.‬‬

‫وجه الضعف إن المشبه هو ما جمعه الشيخان‪ ,‬وحرره بزعمه عثمان ‪ ,‬وقبلهم لم‬ ‫يكن كتابا مجموعا تتعلق العنايـــة بضبطه‪ ,‬كضبط سائر الكتب‪ ,‬وإما توفر دواعي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفق تتبعي لألجزاء األربعة من كتاب المسائل الطرابلسيات للمرتضى لم أقف على‬ ‫هذا القول! لكن نقله من نفس المصدر الطبرسي في مجمع البيان‪:‬ج‪ 1‬ص‪,43‬في‬ ‫مقدمة الكتاب‪ ,‬كما نقله الفيض الكاشاني في تفسيره‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,53‬المقدمة السادسة‪ :‬في‬ ‫نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫الصحابة على ضبط جميع ما نزل وحراسته ونقله كما ذكره في كالم األخر‬ ‫فيأتي الجواب عنه مفصال في ضمن أدلة النافين‪ ,‬والكالم هنا في عدم استبعاد‬ ‫دخول النقص فيه‪ ,‬بل كونه في معرضه بالنظر إلى كيفية الجمع وحال‬ ‫الجامعين‪ ,‬وقد ظهر إن األصل عدم اشتماله على تمام ما نزل‪ ,‬بل العادة أيضا‬ ‫تقتضيه كما يأتي بيانه وبيان وقوع التغيير فيه‪ ,‬بسبب وجود جميع تلك‬ ‫المحتمالت‪.‬‬

‫المقدمة الثانية‪ :‬في بيان إنحاء االختالف الممكن في الكتاب الكريم‪.‬‬ ‫المقدمة الثانية‪ :‬في بيان أقسام االختالف والتغيير الممكن حصوله في القران‪,‬‬ ‫والممتنع دخوله فيه‪.‬‬ ‫اعلم إن التغيير أما بالزيادة أو بالنقيصة أو بالتبديل وهو حقيقة راجع إليهما معا‪,‬‬ ‫فأن من بدل حرفا بحرف مثال فقد نقص حرفا وزاد أخر‪.‬‬ ‫ومراتب تفصيل القران‪ ,‬السورة واآلية والكلمة والحرف واإلعراب والترتيب بين‬ ‫السور وبين اآلي وبين الكلمات‪ ,‬وعد بعضهم منها حدود اآلي والسور والتبديل‪,‬‬ ‫إما مع اختالف المعنى أو مع بقائه وربما يجتمع بعضها مع بعض فالصورة‬ ‫كثيرة‪:‬‬

‫األولى‪ :‬زيادة السورة وال ريب في امتناعها قال تبارك وتعالى‪َ ﴿ :‬و ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم فِي‬ ‫ورةٍّ ِم ْن ِمثْ ِل ِه﴾ البقرة‪,23:‬‬ ‫ع ْب ِدنَا فَأْتُوا بِ ُ‬ ‫َر ْي ٍّ‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫ب ِم َّما ن ََّز ْلنَا َ‬ ‫س َ‬ ‫الثانية‪ :‬تبديل السورة وهي كاألولى‪.‬‬ ‫الثالثة‪ :‬نقصان السورة وهو جائز كسورة الحفد وسورة الخلع وسورة الوالية‪.‬‬ ‫الرابعة‪ :‬زيادة اآلية ‪.‬‬ ‫‪65‬‬

‫الخامسة‪ :‬تبديلها‪,‬وهما منتفيان باإلجماع ‪ ,‬وليس في إخبار التغيير ما يدل على‬ ‫وقوعهما ‪ ,‬بل فيها ما ينفيهما كما يأتي‪.‬‬

‫سانَ‬ ‫السادسة‪ :‬نقصانها وهي كباقي األقسام غير ممتنعة مثاله ﴿ َو ْالعَ ْ‬ ‫اإلن َ‬ ‫ص ِر ِإ َّن ِ‬ ‫س ٍّر‪ -‬وانه فيه إلى أخر الدهر ‪ ﴾-‬العصر‪.,1:‬‬ ‫لَ ِفي ُخ ْ‬ ‫ع ِن األَنفَا ِل﴾ األنفال‪.1:‬‬ ‫السابعة‪ :‬زيادة الكلمة كزيادة عن قوله تعالى‪﴿ :‬يَ ْسأَلُون ََك َ‬ ‫الثامنة‪ :‬نقصانها وهو كثير‪ ,‬كفى علي في مواضع "وال محدث" بعد قوله "وال‬ ‫رسول" و "صالة العصر" بعد قوله "والصالة الوسطى"‪.‬‬

‫ص َ‬ ‫التاسعة‪ :‬تبديلها كتبديل "آل محمد" بعد قوله تعالى‪ِ ﴿:‬إ َّن َّ‬ ‫طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا‬ ‫اَّللَ ا ْ‬ ‫يم﴾ إل عمران‪ ,33:‬بال عمران‪ ,‬و"تجعلون شكركم" برزقكم‪.‬‬ ‫َوآ َل ِإب َْرا ِه َ‬ ‫العاشرة‪ :‬زيادة الحرف كزيادة ألف والدي في قوله تعالى حكاية عن إبراهيم‪:‬‬ ‫ي﴾ نوح‪.28:‬‬ ‫﴿ َر ّ ِ‬ ‫ب ا ْغ ِف ْر ِلي َو ِل َوا ِلدَ َّ‬

‫الحادية عشر‪ :‬نقصان الحروف‪ ,‬كنقصان "همزة" من قوله تعالى‪ُ ﴿ :‬ك ْنت ُ ْم َخ ْي َر‬ ‫أ ُ َّم ٍّة﴾العمران‪" ,110:‬وياء" في قوله تعالى‪﴿ :‬يَا لَ ْيتَنِي ُك ْنتُ ت ُ َرابًا﴾ النبأ‪.40:‬‬ ‫الثانية عشر‪ :‬تبديل الحرف‪ ,‬كتبديل الواو والتاء بالياءات في قوله تعالى‪:‬‬ ‫"التائبين العابدين" إلى أخرها ‪.‬‬ ‫الثالثة عشر‪ :‬تبديل الحركات بعضها بأخر" كيعصرون ويعصرون"(‪ )1‬الضمة‬

‫ص َراط‬ ‫بالفتحة والفتحة بالكسرة‪ " ,‬وعلي بعلي " في قوله تعالى‪﴿ :‬قَا َل َٰ َهذَا ِ‬ ‫ست َ ِقيم﴾ الحجر‪,41:‬‬ ‫علَي ُم ْ‬ ‫َ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬فتح العين في األول وضمها في الثاني‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫الرابعة عشر‪ :‬تبديل السكون بالحركة‪ ,‬كتبديل "أفحسب" بسكون السين‪ ,‬ورفع‬ ‫الباء بكسر األول وفتح األخر‪ ,‬في قوله‬

‫ِب الَّذِينَ َكفَ ُروا﴾‬ ‫تعالى‪﴿:‬أَفَ َحس َ‬

‫الكهف‪.,102:‬اآلية‪ ,‬وباقي صور التبديل ما يأتي في محله‪.‬‬ ‫الخامسة عشر‪ :‬الترتيب بين السور‪ ,‬وأمثلته كثيرة‪ ,‬فأن الموجود في مصحف‬ ‫أمير المؤمنين "عليه السالم" ‪ ,‬تقديم السور المكية على السور المدنية‪ ,‬كما نص‬ ‫عليه الشيخ المفيد‪.‬‬ ‫السادسة عشر‪ :‬الترتيب بين اآلي‪ ,‬وأمثلته أيضا كثير‪ ,‬فان في مصحف أمير‬ ‫المؤمنين "عليه السالم" قدمت اآليات المنسوخة على الناسخ‪ ,‬كما نص عليه‬ ‫الشيخ المقدم‪ ,‬ومصحفه "عليه السالم" هو األصل الذي به يعرف المغايرة‬ ‫والمطابقة‪.‬‬

‫السابعة عشر‪ :‬الترتيب بين الكلمات‪ ,‬وأمثلته أيضا كثيرة‪ ,‬كقوله تعالى‪﴿ :‬أَفَ َم ْن‬ ‫س ٰى ﴾‬ ‫علَ ٰى بَ ِيّنَ ٍّة ِم ْن َر ِبّ ِه َو َيتْلُوهُ شَا ِهدٌ ِم ْنهُ َو ِم ْن قَ ْب ِل ِه ِكت َ ُ‬ ‫َكانَ َ‬ ‫اب ُمو َ‬ ‫س ٰى إِ َما ًما‬ ‫هود‪ )1(,17:‬والموجود‪َ ﴿ :‬ويَتْلُوهُ شَا ِهدٌ ِم ْنهُ َو ِم ْن َق ْب ِل ِه ِكتَ ُ‬ ‫اب ُمو َ‬ ‫َو َر ْح َمةً﴾ هود‪ ,17:‬وقوله تعالى‪" :‬وما هي إال حياتنا الدنيا نحي ونموت"‬ ‫والموجود "نموت ونحيى" وقوله تعالى‪" :‬يا مريم اقنتي واركعي واسجدي"‬ ‫والموجود "واسجدي واركعي" وقوله تعالى‪ " :‬وجاءت سكرة الحق بالموت "‬ ‫والموجود "سكرت الموت بالحق"‪.‬‬ ‫الثامنة عشر‪ :‬حد السورة ‪,‬ومرجعه إلى نقصان اآلية أو الكلمة أو إلى اختالف‬ ‫ترتيبهما‪ ,‬كأخر سورة براءة على ما تــــقدم من قول ابن الخطاب‪ ,‬لما أتاه خزيمة‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مقصود المصنف " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه إماما ورحمة ومن قبله‬ ‫كتاب موسى‪ ".‬ينظر تفسير القمي ‪.9:1:‬‬ ‫‪67‬‬

‫بقوله تعالى‪" :‬لقد جاءكم رسول هللا"‪.‬اآلية‪ .‬انظروا أخر سورة من القران‬ ‫فألحقوها في أخرها ولو كانت ثالث آيات لجعلتها سورة على حدة‪)1(.‬‬

‫التاسعة عشر‪ :‬حد اآلي كحد‪ ,‬قوله تعالى ‪" :‬صراط الذين" فأنه "وال الضالين"‬ ‫عندنا وعند كل من عد البسملة جزء من السور‪" ,‬وعليهم" عند جمع "من‬ ‫الضالين" ولعل منه وقف األئمة "عليهم السالم" كما ذكره الصدوق في التوحيد‬ ‫جدَ ِل َما َخلَ ْقتُ ﴾ ثم ابتدائهم بقوله تعالى‪:‬‬ ‫على قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ما َمنَ َع َك أَ ْن تَ ْس ُ‬ ‫ت﴾ ص‪ ,75:‬وقد عرفوا اآلية بتعاريف كثيرة إال أنهم بعد النقض‬ ‫ي ۖ أ َ ْستَ ْكبَ ْر َ‬ ‫﴿ ِب َيدَ َّ‬ ‫واإلبرام اعترفوا بتوقيفيتها‪ ,‬وحينئذ حتى يكثر دخول التغيير في حدودها‪ ,‬كما ال‬ ‫يخفى على من عثر على الذين يسندون إليهم‪ ,‬ويحتجون بقولهم ويعتمدون‬ ‫بآرائهم‪ ,‬بل على ما نراه من نزول القران على وجه واحد‪ ,‬تزيد صور االختالف‬ ‫والتغيير على ما ذكرنا بعد مالحظة ما اختلفت عليه القراء‪.‬‬ ‫بيان حاالت القران‬ ‫واعلم انه قد ظهر مما مر انه كان للقران حاالت‪ :‬أ حال التفرق والشتات قبل‬ ‫زمان جمع الشيخين‪ .‬ب حال االجتماع بعده إلى زمان جمع عثمان‪ .‬ج حاله بعد‬ ‫جمعه ومحل النزاع في تطرق التغيير فيه وعدمه إنما هو في احد الحالين األولين‪.‬‬ ‫وإما في األخير‪ ,‬فال خالف ألحد فيه ‪,‬بل الكل متفقون على انه أالن باق على ما‬ ‫كان عليه في عهده‪ ,‬وإما اختصاص بعض أدلة النافين به‪ ,‬فانه للخلط بين الحالين‪,‬‬ ‫ال لوقوع النزاع في البين‪ ,‬نعم هنا كالم أخر في جمع عثمان ‪ ,‬وهو انه في نفسه‪,‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,214‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬

‫‪68‬‬

‫هل وضع على نحو واحدا‪ ,‬وعلى وجوه مختلفة‪ ,‬وأطوار متشعبة ‪,‬ويأتي إن شاء‬ ‫هللا تعالى ترجيح األخير‪ ,‬وبيان موارد االختالف التي كانت في مصاحفه‪ ,‬التي‬ ‫كتبها وبعث بها إلى األمصار بعدما احرق سائر المصاحف أو مزقها‪.‬‬ ‫في تأسس األصل األصيل‪.‬‬ ‫واعلم أيضا إن األصل مع من يدعى النقيصة في الجمع األول‪ ,‬ومع من ينكرها‬ ‫في جمع عثمان‪ ,‬فأن مرجع الشك في األول في وجود الحادث‪ ,‬وهو وجود حالة‬ ‫اجتماع تمام القران ‪,‬بعدما كان متشتتا ‪,‬وعدم العلم به كاف في عدم جواز الحكم‬ ‫بتماميته‪ ,‬مع إن األصل عدم وصول تمام ما نزل إليهم‪ ,‬وعدم ظفرهم بتمامه‬ ‫‪,‬وعدم خروج جميعه من حالة الشتات إلى حالة االجتماع ‪ ,‬ومرجع الشك في‬ ‫الثاني إلى الشك في انعدام الحادث بعد وجوده‪ ,‬فاألصل عدم سقوط بعض ما نزل ‪,‬‬ ‫وإسقاطه عما جمعوه‪ ,‬فمن أطلق في إن دعوى النقيصة في المقام على خالف‬ ‫األصل‪ ,‬وال بد لمدعيها من إقامة الدليل‪ ,‬فقد اشتبه عليه حال القران‪ ,‬قبل الجمع‬ ‫األول من حيث تفرق مواضعه وتشتت ما خذه‪ ,‬كما تقدم مع إن التحقيق إن األصل‬ ‫في الجمع الثاني أيضا مع من يدعي النقيصة كما يأتي في الدليل السابع‪.‬‬

‫المقدمة الثالثة‪ :‬نقل مقالة علمائنا األمامية رضوان هللا عليهم‪.‬‬ ‫في ذكر أقوال علمائنا رضوان هللا تعالى عليهم أجمعين‪ ,‬في تغيير القران وعدمه‪.‬‬ ‫فاعلم إن لهم في ذلك أقواال مشهورة اثنان‪:‬‬ ‫األول‪ :‬وقوع التغيير والنقصان فيه‪ ,‬وهو مذهب الشيخ الجليل علي بن إبراهيم‬ ‫ألقمــــــي ‪ ,‬شيخ الكليني في تفسيره‪ ,‬صرح بذلك في أوله ومأل كتابه من إخباره ما‬

‫‪69‬‬

‫رواه‪ ,‬مع التزامه في أوله‪ ,‬بأن ال يذكر فيه إال مشايخه وثقاته ‪ ,‬ومذهب تلميذه ثقة‬ ‫اإلسالم الكليني رحمه هللا على ما نسب إليه جماعة‪ ,‬لنقله اإلخبار الكثيرة‬ ‫الصريحة في هذا المعنى‪ ,‬في كتاب الحجة خصوصا‪ ,‬في "باب النكت والنتف من‬ ‫التنزيل"‪ ,‬وفي الروضة من غير تعرض لردها أو تأويلها‪.‬‬ ‫واستظهر المحقق السيد محسن ألكاظمي في شرح الوافية مذهبه من الباب الذي‬ ‫عقده فيه وسماه "باب انه لم يجمع القران كله إال األئمة عليهم السالم"‪ ,‬فان‬ ‫الظاهر من طريقته انه إنما يعقد الباب لما يرتضيه‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وهو كما ذكره فان مذاهب القدماء تعلم غالبا من عناوين أبوابهم وبه‪.‬‬ ‫صرح أيضا العالمة المجلسي في "مرات العقول"‪ ,‬وبهذا يعلم مذهب الثقة الجليل‬ ‫محمد بن الحسن الصفار في كتاب "بصائر الدرجات" من الباب الذي له أيضا فيه‬ ‫وعنوانه هكذا "باب في األئمة عليهم السالم إن عندهم لجميع القران الذب انزل‬ ‫على رسول هللا صلى هللا عليه واله"‪ ,‬وهو أصرح في الداللة مما في الكافي ومن‬ ‫" باب إن األئمة عليهم السالم محدثون "‪ ,‬وهذا المذهب صريح الثقة محمد بن‬ ‫إبراهيم النعماني‪ ,‬تلميذ الكليني صاحب كتاب "الغيبة" والمشهور في تفسيره‬ ‫الصغير الذي اقتصر فيه عل ذكر أنواع اآليات وأقسامها ‪ ,‬وهو بمنزلة الشرح‬ ‫لمقدمة تفسير علي بن إبراهيم‪.‬‬ ‫وصريح الثقة الجليل سعد بن عبد هللا القمي في كتابه "ناسخ القران ومنسوخه"‬ ‫كما في المجلد التاسع عشر من البحار‪ ,‬فأنه عقد فيه بابا ترجمة "باب التحريف‬ ‫باآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل مما رواه مشايخنا رحمة هللا عليهم‬ ‫من العلماء من إل محمد عليهم السالم"‪ ,‬ثم ساق مرسال إخبارا كثيرة ‪,‬تأتي في‬ ‫الدليل‬ ‫‪70‬‬

‫الثاني عشر فالحظ‪ ,‬وصريح السيد علي بن احمد الكوفي في كتاب "بدع المحدثة"‬ ‫وقد نقلنا سابقا عنه ما ذكر فيه في هذا المعنى ‪ ,‬وذكر أيضا في جملة بدع عثمان‬ ‫ما لفظه‪ :‬وقد اجمع أهل النقل واآلثار من الخاص والعام ‪ ,‬إن هذا الذي في أيدي‬ ‫الناس من القران ليس هذا القران كله ‪ ,‬وانه ذهب من القران ما ليس هو في أيدي‬ ‫الناس‪)1( .‬‬

‫وهو أيضا ظاهر أجلة المفسرين وأئمتهم الشيخ الجليل محمد بن مسعود العياشي‪,‬‬ ‫والشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي‪ ,‬والثقة النقة محمد بن العباس الماهيار‪ ,‬فقد ملئوا‬ ‫تفاسيرهم عن اإلخبار الصريحة في هذا المعنى كما يأتي ذكرها‪ ,‬بل روى األول‬ ‫في أول كتابه إخبارا عامة صريحة فيه‪ ,‬فنسبة هذا القول إليهم‪ ,‬كنسبته إلى علي‬ ‫بن إبراهيم‪ ,‬بل صرح بنسبته إلى العياشي جماعة كثيرة ‪ ,‬وممن صرح بهذا القول‬ ‫ونصره الشيخ األعظم محمد بن محمد بن النعمان المفيد فقال في المسائل السروية‬ ‫على ما نقله العالمة المجلسي في مرآة العقول‪)2(.‬‬

‫والمحدث البحراني في الدرر النجفية ما لفظها‪ :‬إن الذي بين الدفتين من القران‬ ‫جميعه كالم هللا تعالى وتنزيله ‪ ,‬وليس فيه شي أخر من كالم البشر‪ ,‬وهو جمهور‬ ‫المنزل والباقي مما انزله هللا تعالى قراننا عند المستحفظ للشريعة‪ ,‬المستودع‬ ‫لإلحكام‪ ,‬لم يضيع منه شيء ‪,‬وان كان الذي جمع ما بين الدفتين أالن لم يجعله في‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االستغاثة في بدع الثالثة ألبي القاسم الكوفي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,51‬في ذكر بدع الثالث منهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬مرآة العقول للمجلسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,31‬ج‪ ,1‬باب انه لم يجمع القران كله إال األئمة عليهم‬ ‫السالم وإنهم يعلمون علمه كله‪ ,‬وينظر كتاب المسائل السروية للمفيد‪:‬ص‪ ,78‬المسألة‬ ‫التاسعة‪.‬‬

‫‪71‬‬

‫جملة ما جمع ألسباب دعته إلى ذلك‪ ,‬منها قصور عن معرفة بعضه‪ ,‬ومنها ما‬ ‫شك فيه‪ ,‬ومنها ما تعمد إخراجه‪.‬‬ ‫وقد جمع أمير المؤمنين "عليه السالم" القران المنزل من أوله إلى أخره وإلفه‬ ‫بحسب ما وجب من تأليفه‪ ,‬فقدم المكي على المدني‪ ,‬والمنسوخ على الناسخ‪,‬‬ ‫ووضع كل شي منه في موضعه‪.‬‬ ‫ولذا قال جعفر بن محمد الصادق "عليه السالم ‪ ":‬أما وهللا لو قرئ القرآن كما‬ ‫انزل أللفيتمونا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا‪ ،‬وقال"عليه السالم"‪:‬‬ ‫نزل القرآن أربعة أرباع‪ :‬ربع فينا‪ ،‬وربع في عدونا‪ ،‬وربع قصص وأمثال‪ ،‬وربع‬ ‫قضايا وأحكام‪ ،‬ولنا أهل البيت فضائل القرآن‪ ,‬ثم قال‪ :‬غير أن الخبر قد صح عن‬ ‫أئمتنا "عليهم السالم" أنهم أمروا بقراءة ما بين الدفتين‪ ,‬وأن ال نتعداه بال زيادة فيه‬ ‫وال نقصان منه‪ ،‬حتى يقوم القائم "عليه السالم "فيقرئ الناس القرآن على ما أنزله‬ ‫هللا تعالى وجمعه أمير المؤمنين "عليه السالم"‪ ,‬وإنما نهونا "عليهم السالم" عن‬ ‫قراءة ما وردت به اإلخبار من أحرف يزيد على الثابت في المصحف‪ ،‬ألنها لم‬ ‫يأت على التواتر وإنما جاء باآلحاد‪ ،‬وقد يغلط الواحد فيما ينقله‪ ،‬وألنه متى قرأ‬ ‫اإلنسان بما يخالف ما بين الدفتين غرر بنفسه مع أهل الخالف‪ ،‬وأغرى به‬ ‫الجبارين‪ ،‬وعرض نفسه الهالك‪ ،‬فمنعونا "عليهم السالم" من قراءة القرآن بخالف‬ ‫ما يثبت بين الدفتين انتهى‪)1(.‬‬

‫وقال في موضع من كتاب المقاالت ‪ :‬واتفقوا ‪ -‬إي األمامية ‪ -‬على أئمة الضالل‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدرر النجفية ليوسف البحراني‪:‬ج‪ 4‬ص‪,67-66‬في االختالفات في تحريف القران‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫خالفوا في كثير من تأليف القران وعدلوا فيه عن موجب التنزيل‪ ,‬وسنة النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله"(‪ )1‬وقال في موضع من كتاب المقاالت ‪ :‬فأما القول في‬ ‫التأليف‪ ,‬فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر‪ ,‬وتأخير المتقدم‪ ,‬ومن عرف الناسخ‬ ‫والمنسوخ والمكي والمدني لم يرتب بما ذكرناه‪)2(.‬‬

‫وعد النجاشي من كتبه "كتاب البيان في تأليف القران" والظاهر انه مقصور على‬ ‫إثبات هذا المطلب وهللا العالم‪ ,‬ويأتي إن شاء هللا ما رواه في إرشاده من اإلخبار‬ ‫الصريحة في وقوع التغيير فيه‪ ,‬فنعم قال في موضع من الكتاب المذكور بعدما‬ ‫صرح بورود اإلخبار المستفيضة باختالف القران‪ :‬وما أحدثه بعض الظالمين فيه‬ ‫من الحذف والنقصان‪ ,‬وانه ليس لمن يدعي عدم النقصان فيه حجة يعتمد عليها إلى‬ ‫تأويل تلك اإلخبار‪ ,‬وان المراد منها انه حذف من مصحف أمير المؤمنين "عليه‬ ‫السالم" ما كان من التأويل والتفسير‪ ,‬وهذا مناف لبعض وجوه النقص التي ذكرها‬ ‫في المسائل السروية ‪,‬ثم انه رحمه هللا نسب بعد ذلك القول بالنقصان في نفس‬ ‫اآليات حقيقة ‪,‬بل كلمة أو كلمتين مما ال يبلغ حد اإلعجاز إلى بني نوبخت رحمهم‬ ‫هللا وجماعة من متكلمي األمامية وأهل الفقه واالعتبار‪)3(.‬‬ ‫وبنو نوبخت طائفة جليلة من متكلمي عصابة الشيعة ‪ ,‬وأعيانها مذكورون في كتب‬ ‫الرجال‪ ,‬وقد التزم في هذا الكتاب المذكورة‪ ,‬بنقل أقوالهم‪ ,‬منهم شيــــــخ المتكلمين‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬أوائل المقاالت للمفيد‪:‬ص‪ ,46‬القول العاشر في الرجعة والبداء وتأليف القران‪.‬‬ ‫‪ -2‬أوائل المقاالت للمفيد‪:‬ص‪ ,81‬القول التاسع والخمسين في تأليف القران وما ذكر قوم‬ ‫من الزيادة فيه والنقصان‪.‬‬ ‫‪ -3‬أوائل المقاالت للمفيد‪:‬ص‪ ,82‬القول التاسع والخمسين في تأليف القران وما ذكر قوم‬ ‫من الزيادة فيه والنقصان‪.‬‬ ‫‪73‬‬

‫ومتقدم النوبختين أبو سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت‬ ‫صاحب الكتب الكثيرة ‪,‬التي منها كتاب "التنبيه في اإلمامة" قد ينقل عنه صاحب‬ ‫صراط المستقيم‪ ,‬وابن أخته الشيخ المتكلم الفيلسوف أبو محمد حسن بن موسى‬ ‫صاحب التصانيف الجيدة‪ ,‬منها كتاب "الفرق والديانات" وعندنا منه نسخة‪,‬‬ ‫والشيخ الجليل أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت صاحب كتاب "الياقوت" الذي‬ ‫شرحه العالمة ‪,‬ووصفه في أوله بقوله‪ :‬شيخنا األقدم وإمامنا األعظم ‪,‬ومنهم‬ ‫إسحاق الكاتب الذي شاهد الحجة عجل هللا فرجه‪ ,‬ورئيس هذه الطائفة الشيخ الذي‬ ‫ربما قيل بعصمته أبو القاسم حسين بن روح بن أبي بحر النوبختي‪ ,‬السفير الثالث‬ ‫بين الشيعة والحجة صلوات هللا عليه‪ ,‬وممن يظهر من القول بالتحريف العالم‬ ‫الفاضل المتكلم حاجب بن الليث بن السراج‪ ,‬كذا وصفه في "رياض العلماء" وهو‬ ‫الذي سئل عن المفيد المسائل المعروفة‪.‬‬ ‫قال في بعض كلماته‪ :‬ورأينا الناس بعد الرسول "صلى هللا عليه واله" اختلفوا‬ ‫اختالفا عظيما في فروع الدين‪ ,‬وبعض أصوله‪ ,‬حتى لم يتفقوا على شيء منه‪,‬‬ ‫وحرفوا الكتاب‪ ,‬وجمع كل واحد منهم مصحفا‪ ,‬زعم انه الحق إلى أخر ما تقدم‪)1(.‬‬

‫وممن ذهب إلى هذا القول الشيخ الثقة الجليل األقدم فضل بن شاذان‪ ,‬في مواضع‬ ‫من كتاب "اإليضاح" ويظهر من كتابه إن ضياع طائفة من القران من المسلمات‬ ‫عند العامة قال رحمه هللا في أوائل الكتاب بعد نقل مذهب العامة الذين سموا‬ ‫أنفسهم بأهل السنة والجماعة في مأخذ الحالل والحرام وكيفية استنباط الفروع ما‬ ‫لفظه‪ :‬قيل لهم إن أكذاب الروايات وإبطالها ما نسب هللا تعالى فيه إلى الجور‪,‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬المسائل العكبرية للمفيد‪:‬ص‪,118‬المسألة التاسعة واألربعون‪.‬‬ ‫‪74‬‬

‫ونسب نبيه "صلى هللا عليه واله" إلى الجهل وفي قولكم أن أهله لم يبعث إلى خلقه‬ ‫بجميع ما يحتاجون إليه‪ ,‬تجوير له في حكمه‪ ,‬وتكذيب بكتابه‪ ,‬لقوله‪ :‬اليوم أكملت‬ ‫لكم دينكم‪ ,‬وال تخلوا اإلحكام تكون من الدين أو ليست من الدين‪ ,‬فان كانت من‬ ‫الدين فقد أكملها وبينها لنبيه "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬وان كانت ليست من الدين‪ ,‬فال‬ ‫حاجة بالناس إليها‪ ,‬وال يخيب في قولكم عليهم بما ليس في الدين‪ ,‬وهذه شنيعة لو‬ ‫دخلت على اليهود والنصارى في دينهم‪ ,‬لتركوا ما يدخل عليهم به هذه الشنيعة‪,‬‬ ‫وهذه الشنيعة تتصل بمثلها من تجهيلكم النبي "صلى هللا عليه وآله"‪ ,‬وادعائكم‬ ‫استنباط ما لم يكن من فروع الدين وحق الشيعة الهرب مما أقررتم به من هاتين‬ ‫الشنيعتين اللتين فيهما الكذب باهلل وبرسوله‪ ,‬ولقد أقررتم إنكم لم تجدوا ما هو‬ ‫اظهر من الضياع في الحالل والحرام‪ ,‬وهو ما زعمتم انه ذهب من القران ثم لم‬ ‫يوحشكم‪ ,‬فلم ال كلفتموهم إن يأتوكم بالقران الذي ذهب أو بمثله من تلقاء أنفسكم‪,‬‬ ‫كما أتوكم بالحالل والحرام من تلقاء أنفسهم‪ ,‬فما هذا والفقه إال في مجرى واحد‪,‬‬ ‫وإنما هو أمر ونهي‪ ,‬ولم لم تدعوا انه لم يأت بقران إال في أيديكم‪ ,‬ولكنكم لم تجدوا‬ ‫بدا لظهور األمر بأن يقروا بما عجز عنه أولوكم من جمع القران وضيعوه‪ ,‬وكذلك‬ ‫السنة التي جهلتموها قد أتى بها الرسول "صلى هللا عليه واله" في كل حالل‬ ‫وحرام ‪,‬ولكن كثر إتباعكم فطلبتم فوق أقداركم ‪,‬فكيف جاز إن تضيعوا القران وال‬ ‫يجوز إن تضيعوا السنة‪ ,‬ولما عجزتم عن جميع السنة كما عجزتم عن جميع‬ ‫القران‪ .‬انتهى‪)1(.‬‬

‫موضع الحاجة ويأتي بعض كلماته ورو آياته ومنه يظهر إن القول بعدم النقصان‬ ‫في العامة إنما حدث بعده فتنبه‪ .‬وممن ذهب إليه من القدماء الشيخ الجليل محمد بن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإليضاح للفضل بن شاذان‪:‬ص‪ ,108-105‬االحتجاج عليهم من عوامهم‪.‬‬ ‫‪75‬‬

‫الحسن الشيباني صاحب تفسير "نهج البيان عن كشف معاني القران" صرح بذلك‬ ‫في مقدماته‪ ,‬ويظهر من تراجم الرواة أيضا شيوع هذا المذهب‪ ,‬حتى افرد له‬ ‫بالتصنيف جماعة‪ ,‬فمنهم الشيخ الثقة احمد بن محمد بن خالد البرقي صاحب كتاب‬ ‫"المحاسن" المشتمل على كتب كثيرة ‪,‬وعد الشيخ الطوسي في الفهرست‬ ‫والنجاشي من كتبة كتاب التحريف‪ )1(.‬ومنهم والده الثقة محمد بن خالد عد‬ ‫النجاشي من كتبة كتاب التنزيل والتغيير‪ )2(.‬ومنهم الشيخ الثقة الذي لم يعثر له‬ ‫على زلة في الحديث ‪,‬كما ذكروا علي بن الحسن بن فضال عدد من كتبة كتاب‬ ‫التنزيل من القران والتحريف‪ )3(.‬ومنهم محمد بن الحسن الصيرفي في الفهرست‬ ‫له كتاب "التحريف والتبديل"‪ )4(.‬ومنهم احمد بن محمد بن سيار‪ ,‬عد الشيخ‬ ‫والنجاشي من كتبة كتاب "القراءات"‪)5(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر فهرست الطوسي‪:‬ص‪ ,62‬باب احمد‪,‬رقم ترجمة }‪ ,3 {65‬وينظر رجال‬ ‫النجاشي‪:‬ص‪ ,76‬ومن هذا الباب احمد رقم الترجمة}‪.{182‬‬ ‫‪ -2‬رجال النجاشي‪:‬ص‪ ,335‬باب الميم‪ ,‬رقم الترجمة}‪ ,{898‬حيث ذكر النجاشي كتابه‬ ‫باسم "التنزيل والتعبير" وليس"التنزيل والتغيير"‪.‬‬ ‫‪ -3‬رجال النجاشي‪ :‬ص‪,258-257‬رقم الترجمة}‪ {676‬باب علي ‪ ,‬وينظر فهرست‬ ‫الطوسي‪:‬ص‪ ,156‬باب علي‪ ,‬رقم الترجمة}‪,18{391‬حيث لم يذكر الطوسي كتابه"‬ ‫كتاب التنزيل من القران والتحريف"‪.‬‬ ‫‪ -4‬فهرست الطوسي ‪:‬ص ‪ ,230‬رقم الترجمة}‪ ,67{661‬باب محمد‪.‬‬ ‫‪ -5‬فهرست الطوسي ‪:‬ص‪ ,66‬رقم الترجمة ]‪ ,8[70‬باب أحمد‪ ,‬رجال النجاشي‪:‬‬ ‫ص‪,80‬رقم الترجمة]‪ [192‬باب علي‪.‬‬

‫‪76‬‬

‫وقد نقل عنه ابن ماهيار الثقة في تفسيره كثيرا ‪ ,‬وكذا الشيخ حسن بن سليمان‬ ‫الحلي تلميذ الشهيد في مختصر البصائر وسماه "التنزيل والتحريف" ونقل عنه‬ ‫األستاذ األكبر في حاشية المدارك في بحث القراءة وعندنا منه نسخة‪ )1(.‬ومنهم‬ ‫الثقة الجليل محمد بن العباس بن علي بن مردان الماهيار ‪ ,‬المعروف بابن الحجام‬ ‫صاحب التفسير المعروف‪ ,‬المقصور على ذكر ما نزل في أهل البيت "عليهم‬ ‫السالم" ذكروا أنه لم يضف في أصحابنا مثله وانه إلف ورقة‪ )2(.‬وفي الفهرست‬ ‫له كتاب قراءة أمير المؤمنين "عليه السالم" وكتاب قراءة أهل البيت "عليه‬ ‫السالم" وقد أكثر من نقل إخبار التحريف في كتابه كما يأتي‪ )3(.‬ومنهم أبو طاهر‬ ‫عبد الواحد بن عمر القمي ذكر ابن شهر أشوب في معالم العلماء إن له كتابا في‬ ‫قراءة أمير المؤمنين عليه السالم وحروفه‪)4(.‬‬ ‫والحرف في اإلخبار وكلمات القدماء يطلق على الكلمة كقول الباقر والصادق‬ ‫"عليهما السالم" في تبديل كلمة إل محمد بال عمران‪ ,‬حرف مكان حرف وعلى‬ ‫اآلية ‪,‬كقول بعض الصحابة في سورة ‪ ,‬إني أحفظ منها حرفا أو حرفين "يا أيها‬ ‫الذين امنوا إلى أخر اآلية" ومنه قول أمير المؤمنين "عليه السالم" وهللا ما حرف‬ ‫نزل على محمد "صلى هللا عليه واله" إال وانأ اعرف فيمن نزل وفي إي يوم نزل‬ ‫وفي إي موضع نزل ‪ ,‬وعلى الحروف الهجائية‪ ,‬وهي كثيـــــرة‪ ,‬وعلى األعم من األول‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر معجم رجال الحديث للخوئي‪ :‬ج‪ 3‬ص‪,71‬رقم الترجمة}‪.{874‬‬ ‫‪ -2‬رجال النجاشي‪:‬ص‪,379‬رقم الترجمة}‪ {1030‬باب الميم‪.‬‬ ‫‪ -3‬فهرست الطوسي‪:‬ص‪ ,28‬رقم الترجمة}‪ , 67{652‬باب محمد‪ ,‬جاء باسم " ابن‬ ‫مروان وليس مردان"‪.‬‬ ‫‪ -4‬معالم العلماء البن شهر اشوب‪:‬ص‪,116‬رقم الترجمة"‪."550‬‬ ‫‪77‬‬

‫واألخير‪ ,‬كقول أبي جعفر "عليه السالم" ولم يزد فيه آي في القران إال حروف‬ ‫أخطأت به الكتاب‪ ,‬وله أطالقات أخر ال ربط لها بالمقام‪ ,‬ومنهم صاحب كتاب‬ ‫تفسير القران وتأويله وتنزيله وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه وزيادات‬ ‫حروفه وفضائله وثوابه روايات الثقات عن الصادقين من إل رسول هللا صلوات‬ ‫هللا عليهم أجمعين كذا في سعد السعود للسيد الجليل علي بن طاووس "ره" ‪,‬‬ ‫ومنهم صاحب كتاب ذكر السيد في الكتاب المذكور(‪ )1‬انه مكتوب فيه مقرأ‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وعلي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن‬ ‫الحسين ومحمد وزيد بن علي بني علي بن الحسين وجعفر بن محمد وموسى بن‬ ‫جعفر صلوات هللا عليهم‪ ,‬ونقل عنه حديثا يأتي في سورة إل عمران‪ ,‬ومنهم‬ ‫صاحب كتاب الرد على أهل التبديل ذكره ابن شهر أشوب في مناقبه كما في‬ ‫البحار‪ ,‬ونقل عنه بعض اإلخبار الدالة على إن مراده من أهل التبديل هو العامة ‪,‬‬ ‫وغرضه من الرد هو الطعن عليهم به‪ ,‬الن السبب فيه إعراض إسالفهم عن‬ ‫حافظه وداعيه‪)2(.‬‬

‫فان قلت‪ :‬هذه الكتب مفقودة ليس لها عين وال اثر‪ ,‬فكيف يحكم بان وضع تلك‬ ‫الكتب إلثبات التغييــر وتبيين مواضعه! ومن المحتمل إن يكون غرضهم فيها ذكر‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪,213‬رقم الكتاب "‪."78‬‬ ‫‪ -2‬بحار األنوار للمجلسي‪:‬ج‪ 35‬ص‪,60‬الباب الثامن‪,‬في اآليات التي كان فيها اسم‬ ‫علي"ع" وواليته‪ ,‬وكتاب مناقب ابن شهر أشوب‪ :‬ج‪ 2‬ص‪,90‬فصل في ذكره في‬ ‫الكتب‪ ,‬وينظر كتاب معالم العلماء البن شهر أشوب ‪:‬ص‪,99‬باب العين "‪"436‬علي‬ ‫بن احمد الكوفي‪ ،‬أبو القاسم‪,‬من كتبه ‪:‬وذكر كتابه"الرد على أهل التبديل والتحريف‬ ‫فيما وقع من أهل التأليف"‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫اآليات التي حرف المخالفون معناها على ما ذكر بعضهم من كون المراد‬ ‫بالتحريف في اإلخبار التي ذكر فيها لفظه هو تحريف المعنى وحمل اآلية على‬ ‫غير ما أريد منها وكذا المراد بالتبديل!‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أوال‪ :‬انه خالف ظاهر لفظ التحريف والتبديل‪ ,‬وثانيا‪ :‬انه غير قابل للضبط‬ ‫لكثرته واختالفه باختالف اآلراء واإلفهام واإلخبار الموضوعة واألهواء المشتتة‬ ‫‪,‬فال يكاد يدخل تحت حد قابل لضبطه ‪,‬بل في الحقيقة هو محتاج لتفسير تمام‬ ‫القران‪ ,‬إذ ما من أية إال وقد خالف بعضهم مدلولها‪ ,‬كما أشار إليه بعض المحققين‬ ‫مع انه قد ذكر لبعض مصنفي تلك الكتب كتاب التفسير أيضا‪ ,‬ثالثا‪:‬انه قد وصل‬ ‫ألينا منها كتاب "السياري" وهو مقصور على ذكر المواضع المغيرة منه بأنحاء‬ ‫التغيير الجائز فيه خصوصا نقصان الكلمة والكلمتين‪ ,‬فيعلم منه حال باقية ‪,‬وليس‬ ‫فيه ما يوهم الحمل المذكور‪ ,‬ومن جميع ما ذكرنا ونقلنا بتتبع القاصر‪ ,‬يمكن‬ ‫دعوى الشهرة العظيمة بين المتقدمين وانحصار المخالف فيهم بأشخاص معينين‬ ‫يأتي ذكرهم‪.‬‬ ‫قال السيد المحدث الجزائري في األنوار ما معناه‪ :‬إن األصحاب قد أطبقوا على‬ ‫صحة اإلخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في‬ ‫القران كالما ومادة و إعرابا ‪ ,‬والتصديق بها ‪ ,‬نعم خالف فيها المرتضى‬ ‫والصدوق والشيخ الطبرسي‪)1(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬األنوار النعمانية‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,311‬مبالغة المصنف "ره" في القول والتحريف‪ ,‬مؤسسة‬ ‫االعلمي ط‪. 2010/ 1‬‬

‫‪79‬‬

‫وفي المنهاج قال بعض أهل الخالف في مقام الرد على من اثبت العلم باإلجماع‪:‬‬ ‫بعلمنا باتفاق الكل على وجوب صالة الخمس‪ ,‬إنا ال نسلم بان كل من قال بنبوة‬ ‫محمد "صلى هللا عليه واله" قال‪ :‬بوجوب الصالة الخمس‪ ,‬وان كنا نعترف‬ ‫بحصول الظن والذي يدل عليه إن اإلنسان قبل اإلحاطة بالمذاهب النادرة يعتقد‬ ‫اعتقادا جازما إن كل المسلمين يعترفون بان ما بين الدفتين كالم هللا‪ ,‬وإذا فتش‬ ‫وجد في ذلك اختالفا شديدا نحو ما يروى عن ابن مسعود انه أنكر كون الفاتحة‬ ‫والمعوذتين من القران‪ ,‬ويروى عن قوم من الخوارج أنهم أنكروا كون سورة‬ ‫يوسف منه ‪ ,‬ويروى عن كثير من قدماء الروافض إن هذا القران الذي عندنا ليس‬ ‫هو الذي انزل هللا على محمد "صلى هللا عليه واله" بل غير وبدل وزيد فيه ونقص‬ ‫عنه‪.‬انتهى‪)1(.‬‬

‫ومن يظهر ذلك منه المحقق الداماد في حاشية خطبة كتابه المسمى "بالقبسات"‬ ‫عند قوله فأبتعثه بالذكر المحفوظ فنسب القول بالتحريف بمعنى الترك وإسقاط‬ ‫بعض ما كان في التنزيل إلى أكثر األصحاب وبعض العامة‪)2(.‬‬

‫ونسب المنع إلى السيد المرتضى منا‪ ,‬وأكثر الجمهور‪ ,‬وقال الفاضل الشيخ يحيى‬ ‫تلميذ الكركي في كتاب "اإلمامة" في الطعن التــــــاسع على الثالث بعد كالم له ما‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬المحصول في علم األصول لفخر الدين الرازي‪ :‬ج‪2‬ص‪ ,8‬الكالم في اإلجماع‪ /‬دار‬ ‫الكتب العربية‪/‬بيروت ‪.1971‬‬ ‫‪ -2‬وفق نسخة كتاب القبسات للداماد التي اطلعت عليها " نسخة محققة من قبل الدكتور‬ ‫مهدي محقق‪1367 ,‬هجري" لم الحظ الهامش الذي أشار إليه المصنف‪.‬‬

‫‪80‬‬

‫لفظه‪ :‬مع إجماع أهل القبلة من الخاص والعام إن هذا القران الذي في أيدي الناس‬ ‫ليس هو القران كله‪ ,‬وانه قد ذهب من القران ما ليس في أيدي الناس‪)1(.‬‬

‫ويؤيد ذلك اشتهار نسبة هذا القول إلى األمامية بين المخالفين‪,‬حتى غير‬ ‫المتعصبين‪ ,‬كالنيشابوري الذي استظهر تشيعه التقي المجلسي‪ ,‬نسب ذلك إليهم في‬ ‫أول سورة براءة‪)2(.‬‬

‫وقد أشار إلى ذلك الصدوق في عقائده أيضا‪ ,‬وهذا ظاهر لمن راجع كتبهم‪,‬‬ ‫كالكشاف‪ ,‬وتفسير الجبائي ‪ ,‬على ما حكي عنه السيد بن طاووس في سعد السعود‪,‬‬ ‫وممن ذهب إليه الجليل محمد بن علي بن شهر أشوب في كتابه المناقب‪ ,‬وكتاب‬ ‫المثالب‪ ,‬والشيخ احمد بن أبي طالب الطبرسي في كتاب االحتجاج‪ ,‬وقد ضمن إن‬ ‫ال ينقل فيه إال ما وافق اإلجماع‪ ,‬أو اشتهر بين المخالف والمؤالف ‪ ,‬أو دلت عليه‬ ‫العقول وقد روى فيه أزيد من عشرة أحاديث في ذلك كما تقدم بعضها ويأتي فيها‪,‬‬ ‫فقول المحقق ألكاظمي‪ :‬انه لم يروي فيه إال خبران في المحاجة يشتمالن على‬ ‫اإلشارة إليه لعله من سهو قلمه‪)3(.‬‬

‫وهو مذهب جمهور المحدثين الذين عثرنا على كلماتهم ‪ ,‬والمولى محمد صالح في‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬لم أقف على كتاب اإلمامة للشيخ يحيى وفق تتبعي‪ ,‬إما العبارة أعاله فإنها منقولة من‬ ‫كتاب االستغاثة ألبي القاسم الكوفي‪:‬ج‪1‬ص‪,53‬في ذكر بدع الثالث منهم‪,‬ومن بدعة‬ ‫خرقه للقران وضربه لعبد هللا بن مسعود حتى مات‪.‬‬ ‫‪ -2‬ينظر تفسير غرائب القران ورغائب الفرقان لنظام الدين ألقمي النيسابوري‪ :‬ج‪3‬‬ ‫ص‪,428-427‬تفسير سورة التوبة اآليات ‪ 1‬إلى ‪.16‬‬ ‫‪ -3‬لم نقف على قول ألكاظمي كون كتابه شرح الوافية الزال مخطوط‪.‬‬

‫‪81‬‬

‫مواضع من شرح الكافي‪ ,‬والمجلسيين‪ ,‬والفاضل السيد علي خان في شرح‬ ‫الصحيفة‪ ,‬والمولى مهدي النراقي‪ ,‬إال انه خص التغيير الواقع بما ال يقدح في‬ ‫اإلعجاز‪ ,‬وولده صاحب المستند‪ ,‬واألستاذ األكبر البهبهائي في فوائده‪ ,‬والمحقق‬ ‫ألقمي ‪ ,‬إال إنهما خصا المحذوف والمتغير بما عدا آيات اإلحكام‪ ,‬والشيخ أبي‬ ‫الحسن الشريف‪ ,‬جد شيخنا صاحب الجواهر‪ ,‬وجعله في تفسيره المسمى "بمرآة‬ ‫األنوار" من ضروريات مذهب التشيع‪ ,‬واكبر ومفاسد غصب الخالفة بعد تتبع‬ ‫اإلخبار وتصفح اآلثار‪ ,‬والشيخ علي بن محمد المقابي في "مشرق األنوار"‪,‬‬ ‫وظاهر السيد الجليل علي بن طاووس في "فالح السائل"‪ ,‬و "سعد السعود"‬ ‫‪,‬ويأتي كالمه فيه في الدليل السابع ‪ ,‬وصريح شيخنا المحقق األنصاري "قده" في‬ ‫بحث القراءة من كتاب الصالة‪ ,‬ومن جميع ذلك ظهر فساد ما ذكره المحقق‬ ‫ألكاظمي من انحصار القائل به في علي بن إبراهيم‪ ,‬والكليني‪ ,‬أو مع المفيد‪,‬‬ ‫وبعض متأخري المتأخرين وهللا ألعاصم‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬عدم وقوع التغيير والنقصان فيه‪ ,‬وان جميع ما انزل على رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله" هو الموجود بأيدي الناس فيما بين الدفتين‪ ,‬واليه ذهب‬ ‫الصدوق في عقائده‪ ,‬والسيد المرتضى‪ ,‬وشيخ الطائفة في التبيان‪ ,‬ولم يعرف من‬ ‫القدماء موافق لهم إال ما حكاه المفيد عن جماعة من أهل اإلمامة‪ ,‬والظاهر انه‬ ‫أراد منها الصدوق وإتباعه‪ ,‬وال باس بنقل عباراتهم ففي العقائد‪ :‬اعتقادنا إن القران‬ ‫الذي انزل هللا تعالى على نبيه محمد "صلى هللا عليه واله" هو ما بين الدفتين‪ ,‬ليس‬ ‫بأكثر من ذلك قال‪ :‬ومن نسب إلينا أنا نقول إنه أكثر من ذلك‪ ,‬فهو كاذب‪ ,‬ثم استدل‬ ‫عل ذلك بإطالق لفظ القران على هذا الموجود في اإلخبار ‪,‬ثم حمل ما ورد من‬ ‫الحذف والنقصان على انه من الوحي الذي ليس بقران‪ ,‬ثم ذكر بعض األحاديث‬ ‫القدسية وقال‪ :‬ومثل هذا كثير كله وحي ليس بقران‪ ,‬ولو كان قران لكان مقرونا به‬ ‫‪82‬‬

‫وموصوال إليه غير مفصول عنه‪ ,‬كما كان أمير المؤمنين"عليه السالم" جمعه‪،‬‬ ‫فلما جاء به فقال‪:‬هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم‪ ،‬لم يزد فيه حرف‪ ،‬ولم‬ ‫ينقص منه حرف ‪ ,‬فقالوا‪ :‬ال حاجة لنا فيه‪ ،‬عندنا مثل الذي عندك‪ .‬فانصرف وهو‬

‫يقول‪﴿ :‬فَنَ َبذُوهُ َو َرا َء ُ‬ ‫ور ِه ْم َوا ْشتَ َر ْوا بِ ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً‬ ‫س َما َي ْ‬ ‫شت َ ُرونَ ﴾ إل‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫يال ۖ فَ ِبئْ َ‬ ‫عمران‪,187:‬انتهى‪)1(,‬‬

‫وظاهر قوله‪ :‬اعتقادنا‪ ,‬وقوله‪ :‬نسب ألينا‪ ,‬وان كان اعتقاد األمامية والنسبة إليهم‪,‬‬ ‫إال انه قد ذكر في هذا الكتاب ما لم يقل به احد غيره‪ ,‬أو قال به قليل كعده مثله في‬ ‫االمالي من دين األمامية‪ ,‬وقد أشار المفيد في شرحه وطعن عليه بما ال مزيد عليه‪,‬‬ ‫وربما يوجه إن مراده منهم علماء قم‪ ,‬كما ذكر في موضع أخر‪ :‬إن عالقة الغالة‬ ‫والمفوضة نسبتهم مشايخ قم وعلماءهم إلى التقصير(‪ )2‬وفيه إن من مشايخ القميين‬ ‫علي بن إبراهيم الغالي في القول بالتغيير‪ ,‬وكذا الصفار‪ ,‬واألولى توجيه بما نوجه‬ ‫به كالم السيد والشيخ ‪,‬والخبر الذي استشهد به يدل على نقيض مطلوبه ‪,‬بل كالمه‬ ‫في معاني األخبار مخالف لما ذكره‪ ،‬هذا ويأتي ذكره في األخبار الخاصة‪ ،‬وقد‬ ‫ذكر الثاني بعد االستدالل على مذهبه ‪,‬بتوفر الدواعي كما يأتي ‪,‬وجملة كالم تقدم‬ ‫ذكره‪ :‬أن من خالف في ذلك من األمامية والحشوية ال يعتد بخالفهم‪ ،‬فإن الخالف‬ ‫في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث ‪,‬نقلوا أخبارا ً ضعيفة ظنوا صحتها‬ ‫ال يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته انتهى ‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االعتقادات للصدوق‪:‬ص‪ " 86-84‬باب االعتقاد في مبلغ القرآن"‬ ‫‪ -2‬االعتقادات للشيخ الصدوق‪:‬ص‪ ,101‬باب االعتقاد في نفي الغلو و التفويض‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪1‬ص‪ ,43‬مقدمة الكتاب‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫قلت‪ :‬قد عد هو في الشافي والشيخ في تلخيصه من مطاعن عثمان‪ ,‬ومن عظيم ما‬ ‫أقدم عليه جمع الناس على قراءة زيد وإحراقه المصاحف وإبطاله ما شك أنه من‬ ‫القرآن‪ ,‬ولوال جواز كون بعض ما أبطله أو جميعه من القرآن لما كان ذلك‬ ‫طعنا ً‪)1(.‬‬ ‫وقال الشيخ رحمه هللا‪ :‬أما الكالم في زيادته ونقصانه ‪ -‬يعني القرآن ‪ -‬فمما ال يليق‬ ‫به‪ ,‬ألن الزيادة فيه مجمع على بطالنه‪ ,‬والنقصان منه‪ ,‬فالظاهر أيضا ً من مذهب‬ ‫المسلمين خالفه‪ ,‬وهو األليق بالصحيح من مذهبنا‪ ,‬كما نصره المرتضى ‪,‬وهو‬ ‫الظاهر من الروايات‪ ,‬غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة العامة والخاصة‬ ‫بنقصان كثير من آي القرآن‪ ,‬ونقل شيء منه من موضع إلى موضع ‪ ,‬لكن طريقها‬ ‫اآلحاد التي ال توجب علما ً‪ ,‬فاألولى اإلعراض عنها وترك التشاغل لها‪ ,‬ألنه يمكن‬ ‫تأويلها ‪ ,‬ولو صحت لما كان ذلك طعنا ً على ما هو موجود بين الدفتين‪ ,‬فإن ذلك‬ ‫معلوم صحته ال يعترضه أحد من األمة‪ ,‬وال يدفعه ورواياتنا متناصرة بالحث على‬ ‫قراءته والتمسك بما فيه‪ ,‬ورد ما يرد من اختالف األخبار في الفروع إليه‬ ‫وعرضها عليه‪ ،‬فما وافقه عمل عليه‪ ,‬وما يخالفه يجتنب ولم يلتفت إليه‪ ،‬وقد‬ ‫وردت عن النبي "صلى هللا عليه واله" رواية ال يدفعها أحد أنه قال‪" :‬إني مخلف‬ ‫فيكم الثقلين إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب هللا وعترتي أهل بيتي وإنهما لن‬ ‫يفترقا حتى يردا على الحوض"‪ ،‬على أنه موجود في كل عصر ألنه ال يجوز أن‬ ‫يأمر األمة بالتــمسك بما ال تقدر على التـــــمسك به‪ ,‬كما أن أهل البيت‪ ,‬ومن يجب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الشافي في اإلمامة للسيد المرتضى‪:‬ج‪ 4‬ص‪,285-2279‬في ضرب ابن مسعود‬ ‫وإحراق المصاحف‪ ,‬وتلخيص الشافي للطوسي‪:‬ج‪ 4‬ص‪,57‬فصل في إبطال إمامة‬ ‫عثمان‪.‬‬ ‫‪84‬‬

‫إتباع قوله حاصل في كل وقت‪ ،‬وإذا كان الموجود بيننا مجمعا ً على صحته‪,‬‬ ‫فينبغي أن نتشاغل بتفسيره وبيان معانيه وترك ما سواه انتهى‪)1(.‬‬

‫ويظهر للمتأمل فيه أن ميله إلى القول بعدم النقصان‪ ,‬لعدم وجود دليل صالح على‬ ‫النقصان‪ ,‬ال لوجود دليل قاطع على العدم من توفر الدواعي على الحراسة وغيره‬ ‫‪,‬بحيث يجب تأويل ما خالفه أو طرحه كما عليه السيد فالتقية في قوله وهو األليق‬ ‫الخ‪ ,‬إنما هي من حيث موافقة المذهب الصحيح من عدم جواز القول بشيء‬ ‫مخالف األصل إال بعد وجود دليل عليه يوجب العلم‪ ,‬ولوجود هذه الموافقة في‬ ‫مورد ربما يدعي الشيخ والسيد إجماع األمامية عليه وإن لم يظهر له قائل‪ ،‬وهذا‬ ‫هو المعتبر عند أصحابنا باإلجماع على القاعدة‪ ,‬وبه صحح شيخنا األنصاري‬ ‫تغمده هللا برحمته اإلجماعات المتعارضة من شخص واحد‪ ,‬ومن معاصرين أو‬ ‫متقاربي العصر ورجوع المدعي عن الفتوى التي ادعى اإلجماع فيها‪ ,‬ودعوى‬ ‫االجتماع في مسائل غير معنونة في كالم من يقدم على المدعى‪ ,‬وفي مسائل قد‬ ‫اشتهر خالفها بعد المدعى‪ ,‬بل في زمانه بل ما قبله‪ ،‬قال كل ذلك مبني على‬ ‫االستناد في نسبة القول إلى العلماء على هذا الوجه ‪.‬انتهى‪)2(.‬‬

‫لكنه ال يدفع اإليراد عن اإلجماعات المتعارضة التي ال تبتني على القاعدة‪,‬‬ ‫كدعوى السيد اإلجماع على أن صالة الوسطى هي صالة العصر‪ ،‬ودعوى الشيخ‬ ‫اإلجماع على أنها هي الظهر‪ ،‬وليس مراده بالصحيح من مذهبنا‪ ,‬أي مذهبنا في‬ ‫هذه المسألة‪ ,‬إذا ً ليقيه شيء بشيء تحتاج إلى المغايرة بينهما ولو من حيث الكلية‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬التبيان للشيخ الطوسي‪:‬ج‪1‬ص‪.4-3‬‬ ‫‪ -2‬فرائد األصول لألنصاري ج‪1‬ص‪.204‬‬ ‫‪85‬‬

‫والفردية‪ ،‬فظهر أنه ليس فيه حكاية إجماع عليه‪ ،‬بل قوله كما نصره المرتضى‬ ‫صريح في عدمه‪ ,‬بل في قلة الذاهبين إليه‪ ,‬وظهر أيضا ً أنه لو كان هناك أخبار‬ ‫جامعة لشرائط الحجية عند الشيخ ال يجوز عده من أصحاب هذا القول‪ ،‬ثم ال‬ ‫يخفى على المتأمل في كتاب التبيان أن طريقته فيه على نهاية المدارة والمماشاة‬ ‫مع المخالفين ‪,‬فإنك تراه اقتصر في تفسير اآليات على نقل كالم الحسن وقتادة‬ ‫والضحاك والسدي وابن جريح والجبائي والزجاج وابن زيد وأمثالهم ‪,‬ولم ينقل‬ ‫عن أحد من مفسري األمامية ‪,‬ولم يذكر خبرا ً عن أحد من األئمة "عليهم السالم"‬ ‫إال قليالً في بعض المواضع‪ ,‬لعله وافقه في نقله المخالفون‪ ,‬بل عد األولين في‬ ‫الطبقة األولى من المفسرين الذين حمدت طرائقهم ومدحت مذاهبهم‪ ,‬وهو بمكان‬ ‫من الغرابة لو لم يكن على وجه المماشاة فمن المحتمل أن يكون هذا القول منه فيه‬ ‫على نحو ذلك‪ ,‬ومما يؤيد كون وضع هذا الكتاب على التقية ما ذكره السيد الجليل‬ ‫علي بن طاووس في سعد السعود وهذا لفظه‪ :‬ونحن نذكر ما حكاه جدي أبو جعفر‬ ‫محمد بن الحسن الطوسي في كتاب التبيان وحمله التقية على االقتصاد عليه من‬ ‫تفصيل المكي من المدني والخالف في أوقاته إلخ‪)1(.‬‬

‫وهو أعرف بما قال من وجوه ال يخفى على من اطلع على مقامه فتأمل‪ ,‬ويظهر‬ ‫من قوله‪ :‬وإذا كان الموجود بيننا الخ‪ ,‬أن النزاع في قراءته ما روي باآلحاد ال في‬ ‫أصل وجود النقص ويومي إليه كالم السابق فإن أخباره بأن ما دل على النقصان‬ ‫روايات كثيرة يناقض قوله‪ ,‬لكن طريقه اآلحاد إال أن يحمل على ما ذكرنا‪ ,‬ويأتي‬ ‫إن شاء هللا بيان سائر ما في كلماته في محله‪ ،‬وممن صرح بهذا القول الشيخ أبو علي‬ ‫الطبرسي في مجمع البيان قال رحمه هللا ‪ :‬فأما الزيادة فيــــــه فمجمع على بطالنه واما‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬سعد السعود البن طاووس‪ :‬ص‪,287‬في بيان السور المكية والمدنية‪.‬‬ ‫‪86‬‬

‫النقصان منه‪ ,‬فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أن في القرآن‬ ‫تغييرا ً أو نقصانا ً ‪ ,‬والصحيح من مذهبنا خالفه وهو الذي نصره المرتضى‪)1(.‬‬

‫ثم ساق كالمه هذا ولكنه اعتمد في سورة النساء على أخبار تضمنت نقصان كلمة‬ ‫"إلى أجل مسمى" من آية المتعة‪ ,‬وإلى طبقته لم يعرف الخالف صريحا ً إال من‬ ‫هذه المشايخ األربعة وما حكي عنهم المفيد‪ ,‬ثم شاع هذا المذهب(‪ )2‬بين‬ ‫األصوليين من أصحابنا‪ ,‬واشتهر بينهم ‪,‬حتى قال المحقق ألكاظمي في شرح‬ ‫الوافية ‪ :‬انه حكي عليه اإلجماع وبعد مالحظة ما ذكرنا تعرف إن دعواه جرأة‬ ‫عظيمة وكيف يمكن دعوى اإلجماع‪ ,‬بل الشهرة المطلقة على مسألة خالفها‬ ‫جمهور القدماء وجل المحدثين وأساطين المتأخرين‪ ,‬بل رأينا كثيرا من كتب‬ ‫األصول خالية عن ذكر هذه المسألة‪.‬‬ ‫ولعل المتتبع يجد صدق ما قلناه ونقلناه ومع ذلك كله فالمتبع هو الدليل‪ ,‬وان لم‬ ‫يذهب إليه إال قليل‪ ,‬كما قال السيد المرتضى رحمه هللا في بعض مسائله ‪ :‬ال يجب‬ ‫إن يوحش من المذهب قله الذاهب إليه والعاثر عليه‪ ,‬بل ينبغي إن ال يوحش منه‬ ‫إال ما ال داللة له تعضده وال حجة تعمده‪)3(.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان للطبرسي‪ :‬ج‪1‬ص‪ },43-4‬الفن الخامس{‪ :‬في أشياء من‬ ‫علوم القرآن يحال في شرحها‪ ،‬وبسط الكالم‪.‬‬ ‫‪ -2‬يقصد إنكار التحريف‪.‬‬ ‫‪ -3‬خاتمة مستدرك الوسائل للمصنف‪:‬ج‪1‬ص‪,143‬كتاب دعائم اإلسالم‪.‬‬

‫‪87‬‬

‫وقال المفيد في موضع من المقاالت‪ :‬ولم يوحشني من خالف فيه بالحجة لي أتم‬ ‫انس وال وحشة من حق‪ )1(.‬والحمد هلل تعالى‬

‫الباب األول في ذكر الدالئل الساطعة على حقيقة وقوع التغيير في‬ ‫القران‪.‬‬ ‫في ذكر األدلة التي استدلوا‪ ,‬أو يمكن االستدالل بها على وقوع التغيير والنقصان‬ ‫في القران المنزل على النبي "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬وعدم مطابقة الموجود بأيدي‬ ‫المسلمين له في مراتب التفصيل‪ ,‬التي تقدمت إليها اإلشارة كال أو بعضا أو على‬ ‫نحو اإلجمال وهي وجوه‪:‬‬ ‫الدليل األول‪:‬‬ ‫إن اليهود والنصارى غيروا وحرفوا كتاب نبيهم بعده‪ ,‬فهذه األمة أيضا ال بد وان‬ ‫يغيروا القران بعد نبينا "صلى هللا عليه وآله"؛ ألن كل ما وقع في بني إسرائيل‬ ‫البد وأن يقع في هذه األمة‪ ,‬على ما أخبر به الصادق المصدق صلوات هللا عليه‬ ‫‪,‬وقد أشير إلى التغيير فيه لهذه القاعدة في جملة من اإلخبار فيها ‪,‬وباستدالل األئمة‬ ‫"عليهم السالم" واألصحاب بهذه القاعدة في موارد أخفى من هذا المورد مطابقة‬ ‫ومشاكله يجبروهن داللتها‪ ,‬لو كان من حيث عدم معلومية حجة المشابهة في‬ ‫الموارد بعد العلم بعدم إرادة التطابق من جميع الجهات‪ ,‬للزوم اإللجاء في التكليف‪,‬‬ ‫مع كونه خالف الواقع أيضا‪ ,‬فصار هذا الدليل مركب من أمور ال بد من إثباتها‪,‬‬ ‫األمر األول‪ :‬وقوع التغيير والتحريف في الكتابين‪ ,‬وان الموجود بأيدي اليهود‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اوائل المقاالت للمفيد‪:‬ص‪ ,110‬باب القول في األلم للمصلحة دون العوض‪.‬‬ ‫‪88‬‬

‫والنصارى غير مطابق لما انزل على موسى وعيسى على نبينا واله وعليهما‬ ‫السالم‪ ,‬وهو بمكان من الوضوح بل هو مقطوع به بعد مالحظة اآليات الكثيرة‪,‬‬ ‫واإلخبار المتواترة‪ ,‬وإجماع المسلمين‪ ,‬بل مالحظتهما في أنفسهما كافي في إثبات‬ ‫المطلب‪ ,‬ومغن عن االستدالل عليه بها‪ ,‬قد تعرض جماعة لذكر الشواهد الداخلية‬ ‫فيهما‪ ,‬الدالة على المغايرة بينهما وبين ما انزل "عليهما السالم"‪ ,‬ونحن نشير إلى‬ ‫بعضهما‪ ,‬إذ التعرض لجميعها خروج عن وضع الكتاب‪.‬‬ ‫أما التوراة‪ :‬فالمراد به هنا هو الموجود عند أهل الكتاب‪ ,‬المدعى نزوله على‬ ‫موسى "عليه السالم" المنقسم إلى خمسة إسفار‪:‬‬ ‫أ‪ :‬سفر التكوين ‪ :‬يذكر فيه بدء الخليقة من ادم إلى يوسف"ع"‪.‬‬

‫ب‪:‬‬

‫سفر الخروج‪ :‬يذكر فيه استخدام المصريين لبني إسرائيل‪ ,‬وظهور موسى‪,‬‬

‫وهالك فرعون‪ ,‬وأحوال التيه‪ ,‬وإمامة هارون‪ ,‬ونزول عشر كلمات‪ ,‬وسماع القوم‬ ‫كالم هللا سبحانه‪.‬‬ ‫ج‪ :‬سفر اإلخبار‪ :‬يذكر فيه تعليم القرابين إجماال‪.‬‬

‫د‪:‬‬

‫سفر العدد يذكر فيه عدد القوم وتقسيم األرض عليهم بالقرعة‪ ,‬والرسل التي‬

‫بعثها موسى "عليه السالم" إلى الشام وإخبار المن والسلوى والغمام‪.‬‬

‫ه‪:‬‬

‫سفر االستثناء ويسمى سفر المخاطبات‪ ,‬يذكر فيه تفصيل ما أجمل‪ ,‬ووفاة‬

‫هارون وموسى ‪,‬وخالفة يوشع ‪,‬وقد يطلق على األعم منه ومن كل كتاب وصل‬

‫‪89‬‬

‫إليهم بواسطة األنبياء الذين كانوا قبل عيسى "ع" ويسمى حينئذ بالعهد العتيق‪,‬‬ ‫ويعبرون عنه بالنبوات المشتملة على ثمانية وثالثين‪ ,‬أو أربعة وعشرين كتابا‪ ,‬أو‬ ‫سبعة على اختالفهم في اعتبار بعضها‪ ,‬وله عند أهل الكتاب ثالث نسخ‪:‬‬

‫أ‪:‬‬

‫النسخة العبرانية ‪,‬وهي المعتبرة عند اليهود وجمهور علماء بروتستانت من‬

‫الفرق المسيحية‪.‬‬

‫ب‪:‬‬

‫النسخة اليونانية وهي التي كانت معتبرة عند المسيحيين إلى القرن الخامس‬

‫عشر من القرون المسيحية‪ ,‬وفي هذه المدة كانوا يعتقدون تحريف العبرانية‪ ,‬وهي‬ ‫إلى هذا الزمان أيضا معتبرة عند الكنيسة اليونانية وكنائس الشرق‪.‬‬

‫ج‪:‬‬

‫النسخة السامرية المعتبرة عند السامريين‪ ,‬وتزيد على النسخة العبرانية في‬

‫األلفاظ والفقرات الكثيرة‪ ,‬وكثير من محققي علماء المسيحية يعتبرونها دون‬ ‫العبرانية‪ ,‬ويعتقدون إن اليهود حرفوا العبرانية في سنة مئة وثالثين من السنين‬ ‫المسيحية‪ ,‬في بيان زمان األكابر الذين كانوا قبل زمن الطوفان‪ ,‬وبعده إلى زمن‬ ‫موسى‪ ,‬لتصير الترجمة اليونانية غير معتبرة وجمهورهم يضطرون إليها‬ ‫ويقدمونها على األولى‪ ,‬كيف كان فليس ما بأيديهم تمام ما نزل على موسى "عليه‬ ‫السالم" بل فيه ما ال يعقل إن يكون مما نزل عليه "ع" أو على غيره من األنبياء‪,‬‬ ‫بل تشهد بعض القرائن بأنه مما إلف بعده بمدة ويظهر جميع ذلك في ضمن تلك‬ ‫الشواهد‪.‬‬

‫‪90‬‬

‫في ذكر الشواهد على إن التوراة لم تكن كلها مما نزل على موسى"ع"‪.‬‬ ‫األول‪ :‬قال بعض المعاصرين من علماء الهند في كتابه الذي سماه أظهار الحق‪:‬‬ ‫من طالع ألزبور وكتاب "نحميا" وكتاب "ارميا" وكتاب "حزقيال" ‪ ,‬جزم يقينا إن‬ ‫طريق التصنيف في السابق كما هو أالن‪ ,‬بأن المصنف لو كان يكتب حاالت نفسه‬ ‫وما رآه بعينيه‪ ,‬يكتب بحيث يظهر لناظره انه كتب حاالت نفسه‪ ,‬والمعامالت التي‬ ‫رآها‪ ,‬وهذا األمر ال يظهر من موضع من مواضع التوراة‪ ,‬بل تشهد عبارته إن‬ ‫كاتبه غير موسى‪ ,‬جمعه من الروايات والقصص‪ ,‬وميز ما كان في زعمه قول هللا‬ ‫أو قول موسى بقوله قال‪ :‬هللا‪ ,‬أو قال‪ :‬موسى‪ ,‬وعبر عن موسى دائما بصيغة‬ ‫الغائب‪ ,‬ولو كان تأليفه لعبر عن نفسه بصيغة المتكلم في موضع واحد زيادة‬ ‫لالعتبار‪)1(.‬‬

‫الثاني‪ :‬اآلية"‪ "31‬من الباب"‪ "36‬من سفر الخليقة هكذا ‪:‬وهؤالء الملوك الذين‬ ‫ملكوا في ارض أدوم قبل إن يملك ملك(‪ )2‬لبني إسرائيل‪ ,‬وظاهر إن المتكلم بها ال‬ ‫بد وان يكون بعد زمان قامت فيه سلطنة بني إسرائيل‪ ,‬وأول ملوكهم "شاول" كان‬ ‫بعد موسى "ع" ثالث مئة وستة وخمسين سنة‪ .‬واآلية "‪ "14‬من الباب"‪ "3‬من‬ ‫سفر االستثناء هكذا ‪ :‬فياير بن منسا‪ ,‬ورث كل ارض ارغوب إلى تخوم جاسور‬ ‫ومعكاتي وسمي باسان باسمه جالوت ياير التي قري ياير إلى هذا اليوم‪ ,‬وظاهر‬ ‫إن المتكلم بها ال بد وان يكون متأخرا عن ياير تاخرا كثيرا كما يشعر به قوله إلى‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ , 62‬األمر الرابع‪ ,‬من الفصل‬ ‫الثاني‪,‬من الباب األول‪.‬‬ ‫‪ -2‬جاء في السفر بدون ملك‪.‬‬ ‫‪91‬‬

‫هذا اليوم‪ ,‬فأنه ال يستعمل إال في الزمان إال بعد‪ ,‬قال بعض مفسريهم‪ :‬هي دالة‬ ‫على إن مصنفه بعد زمان إقامة اليهود في فلسطين‪ )1(.‬وقريب منها اآلية‬ ‫األربعون من الباب"‪ "32‬من سفر العدد فإما ياير أبن منسا فعمد واخذ دساكرها‬ ‫ودعاها جالوت ياير‪ ,‬التي هي قري ياير‪ )2(.‬ومن هنا الجأ جمع كثير من مفسريهم‬ ‫على ما نقله الفاضل المذكور‪ ,‬فزعموا إن تلك اآليات كانت في الحواشي‪ ,‬فألحقها‬ ‫عزرا النبي أو غيره في التوراة وأطلق في الباب"‪ "22‬من سفر الخليقة على جبل‬ ‫جبل(‪ )3‬هللا ولم يطلق عليه إال بعد بناء الهيكل‪ ,‬الذي بناه سليمان بعد أربعمائة‬ ‫وخمسين سنة من موت موسى "عليه السالم"‪ )4(.‬وأطلق في الباب"‪"13‬‬ ‫والباب"‪ "35‬والباب"‪ "37‬من سفر الخليقة‪ ,‬على قرية رابع لفظه حبرون‪ ,‬وبنو‬ ‫إسرائيل لما فتحوا فلسطين في عهد يوشع غيروها إلى هذا االسم‪ ,‬كما في الباب‬ ‫"‪ "14‬من كتاب يوشع ومثل إطالق لفظ دان على بلدة ليث في الباب"‪ "41‬من‬ ‫سفر الخليقة‪ ,‬وإنما فتحتها بنو إسرائيل بعد موت يوشع في عهد القضاة‪ ,‬وسموها‬ ‫به إلى غير ذلك مما يشهد على انه ليس من تصنيف موسى "عليه السالم"‪)5(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ , 218‬الشاهد الثاني والثالث‪ ,‬من‬ ‫المقصد الثاني‪,‬من الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪:‬ج‪ 1‬ص‪ , 216-215‬الشاهد الرابع‪ ,‬من المقصد الثاني‪,‬من الباب‬ ‫الثاني‪.‬‬ ‫‪ -3‬وردت كذا‪.‬‬ ‫‪ -4‬كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,220‬الشاهد الخامس‪ ,‬من المقصد‬ ‫الثاني‪,‬من الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -5‬نفس المصدر‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,220‬الشاهد الحادي عشر‪ ,‬من المقصد الثاني‪,‬من الباب‬ ‫الثاني‪.‬‬ ‫‪92‬‬

‫الثالث‪ :‬قال آدم كالرك المفسر في المجلد األول من تفسيره على ما نقله المعاصر‬ ‫المذكور الباب الرابع والثالثون من سفر االستثناء‪ :‬ليس من كالم موسى بل هو‬ ‫أول الباب من كتاب يوشع قال بعض أحبار اليهود‪ :‬أكثر المفسرين قالوا‪ :‬إن سفر‬ ‫االستثناء تم على الدعاء اإللهامي الذي دعا به موسى"ع" الثني عشر سبطا على‬ ‫هذه الفقرة‪ ,‬فطوباك يا نسل إسرائيل ليس مثلك شعب مغاث باهلل إلى أخرها‪ ,‬وان‬ ‫هذا الباب كتبه المشايخ السبعون بعد مدة من موت موسى"ع" وكان هذا الباب أول‬ ‫كتاب يوشع‪ ,‬لكنه انتقل من ذلك الموضع إلى هذا الموضع ‪.‬انتهى‪)1(.‬‬

‫ونقل صاحب خالصة سيف المسلمين عن دكتور سكندر كدس الذي هو من‬ ‫فضالء المسيحية المعتمدين في ديباجة اإلنجيل الجديد ‪ :‬ثبت لي بظهور األدلة‬ ‫الخفية ثالثة أمور جز ًما؛ ‪ :1‬أن التوراة الموجودة ليست من تصنيف موسى‪:2 ،‬‬ ‫أنها كتبت في كنعان‪ ،‬وأورشليم‪ ،‬يعني‪ :‬ما كتبت في عهد موسى الذي كان بنو‬ ‫إسرائيل فيه في الصحارى‪ :3،‬ال يثبت تأليفها قبل سلطنة داود"ع"‪ ،‬وال بعد زمان‬ ‫حزقيال‪ ،‬بل أنسب تأليفها إلى زمان سليمان "ع" أو إلى زمان قريب منه‪ ،‬في‬ ‫زمان كان فيه هومر الشاعر‪ ،‬والحاصل أن تأليفه بعد خمسمائة سنة من وفاة ونقل‬ ‫في إظهار الحق عن جان مل كاثلك‪ :‬اتفق أهل العلم على أن نسخة التوراة‬ ‫األصلية‪ ,‬وكذا نسخ كتب العهد العتيق‪ ,‬ضاعت من أيدي عسكر بختنصر‪ ،‬ولما‬ ‫موسى "عليه السالم"‪ )2(,‬ظهرت نقولها الصحيـــــحة بواسطة عزرا ضاعت تلك‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,223‬الشاهد الرابع عشر‪ ,‬من المقصد‬ ‫الثاني‪,‬من الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,117-116‬األمر السابع‪ ,‬من الفصل‬ ‫الثاني‪,‬من الباب األول‪.‬‬ ‫‪93‬‬

‫النقول أيضا ً في حادثة أنتيوكس‪ ,‬وعن كليمنس اسكندر يانوس‪ :‬إن الكتب السماوية‬ ‫ضاعت فألهم عزرا أن يكتبها مرة أخرى‪ ,‬وعن ترتولين‪ :‬ان المشهور أن عزرا‬ ‫كتب مجموع الكتب بعد ما أغار أهل بابل بروشالم‪ ,‬وعن تهيو فلكسان(‪ :)1‬الكتب‬ ‫المقدسة انعدمت رأسا ً فأوجدها عزرا مرة أخرى(‪ ,)2‬وعن بعض كتبهم‪ :‬أ ُ ْح ِرق‬ ‫التوراة وما كان أحد يعلمه‪ ،‬وقيل إن عزرا جمع ما فيه مرة أخرى بإعانة روح‬ ‫القدس‪.‬انتهى‪ )3(.‬وقد أخطأوا عزرا في االختالف الذي وقع في أوالد بنيامين اسما‬ ‫وعددا‪ ,‬بين الباب "‪ "46‬من سفر التكوين والباب "‪ "7‬من سفر األول من كتاب‬ ‫إخبار األيام والباب "‪ "8‬منه فقال ادم كالرك ‪:‬علماء اليهود يقولون إن عزرا "ع"‬ ‫الذي كتب هذا السفر ما كان له علم بأن بعض هؤالء بنون أم بنو‬ ‫األنبياء(‪,)4‬ويقولون‪ :‬إن أوراق النسب التي نقل عنها عزرا كان أكثرها‬ ‫ناقصة‪،‬انتهى‪ )5(.‬وجمهور أهل الكتاب يقولون‪ :‬إن السفر األول والثاني من إخبار‬ ‫األيام‪ ,‬صنفهما عزرا بإعانة حجي وزكريا الرسولين‪ )6(.‬فإذا غلط عزرا في هذا‬ ‫السفر مع إنهما كانا معينين له‪ ,‬فكيف مما انفرد بنقله مع اعتماده على األوراق‬ ‫الناقصة التي لم يقدر على التميز بين الغلط والصحيح منها!‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وردت‪ :‬فلكت في المصدر‪.‬‬ ‫‪ -2‬وردت‪ :‬بإلهام في المصدر لم يكرها المصنف‪.‬‬ ‫‪ -3‬كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,449‬الشاهد السادس عشر‪ ,‬من المقصد‬ ‫األول‪,‬من الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -4‬وردت‪:‬األبناء في المصدر‪.‬‬ ‫‪ -5‬كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,448‬الشاهد السادس عشر‪ ,‬من المقصد‬ ‫األول‪,‬من الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -6‬كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,113‬األمر الثاني‪ ,‬من الفصل‬ ‫الثاني‪,‬من الباب األول‪.‬‬

‫‪94‬‬

‫الرابع‪ :‬ما يظهر من كتبهم إن موسى "عليه السالم" كتب التوراة وسلمها إلى‬ ‫األحبار‪ ,‬ووصاهم بمحافظتها ووضعها في صندوق الشهادة‪ ،‬وإخراجها بعد كل‬ ‫سبعة من السنين‪ ,‬في يوم العيد إلسماع بني إسرائيل‪ ,‬وعملت الطبقة األولى‬ ‫بالوصية‪ )1(،‬ولما انقرضوا تغير حال بني إسرائيل‪ ،‬فارتدوا مرة ويسلموا أخرى‪,‬‬ ‫إلى سلطنة داود "ع"‪ ،‬فحسنت حالهم وإيمانهم‪،‬إلى صدر سلطنة سليمان وفي تلك‬ ‫االنقالبات ضاعت تلك النسخة وال يعلم متى ضاعت‪ ,‬سوى أنها ضاعت قبل عهد‬ ‫سليمان‪ ,‬ألنه لما فتح الصندوق في عهده ما ويجد غير اللوحين‪ ,‬اللذين كانت‬ ‫األحكام العشرة فقط مكتوبة فيها كما في اآلية "‪ "9‬من الباب "‪ "8‬من سفر الملوك‬ ‫األول‪ ,‬وبعد موته وقع انقالب عظيم‪ ,‬وصارت السلطنة الواحدة سلطنتين‪ ,‬وصار‬ ‫يربعام بن ناباط من أحفاد يوسف‪ ,‬سلطان على عشرة أسباط ‪ ،‬وسميت السلطنة‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬وصار مرتدا وارتدت األسباط وعبدوا األصنام‪ ،‬إلى مأتين وخمسين‬ ‫سنة وصار األمر إلى هوشاع بن إال‪ ,‬سلط هللا عليهم سلمانعار ملك بابل‪ ,‬فقتلهم‬ ‫ونهب أموالهم‪ ,‬واسر هو شاع ومن بقي منهم‪ ,‬فاختلطوا بالوثنيين وتزاوجوا‬ ‫وتوالدوا‪ ,‬وسميت أوالدهم السامريين‪ ,‬وفي تلك المدة لم يكن لهم غرض بالتوراة‪,‬‬ ‫وكان وجودها في مملكتهم كالعنقا‪ ,‬وصار جعام بن سليمان سلطان على السبطين‬ ‫اليهود‪ ,‬أو إل بنيامين‪ ,‬وسميت تلك السلطنة سلطنة يهودا‪ ,‬وشاع عبادة األصنام في‬ ‫عهده‪ ,‬ووضعت تحت كل شجرة وسدت أبواب بيت المقدس‪ ,‬وفي عهده نهب بيت‬ ‫المقدس واورشليم نهبا شديدا‪ ,‬مرة يتسلط سيكان شيك سلطان مصر‪ ,‬ومرة يتسلط‬ ‫سلطان إسرائيل المرتد‪ ,‬واشتد الكفر في عهد منسا‪ ,‬وصار أكثرهم وثنيـــــن‪ ,‬وبني‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,94‬القسم الثالث‪ ,‬من الفصل الثالث ‪,‬‬ ‫من الباب األول‪.‬‬ ‫‪95‬‬

‫مذبح األصنام في فناء بيت المقدس‪ ,‬إلى إن جلس يوشيا وهو السادس عشر من‬ ‫سالطين إل يهودا‪ ,‬فتاب إلى هللا وهدم رسوم الكفر‪ ,‬ولكنه ما رأى وال سمع وجود‬ ‫نسخة التوراة إلى سبع عشرة سلطنة‪ ,‬ثم ادعى حليقا رئيس خدام بيت هللا انه وجد‬ ‫نسخة التوراة وأعطاها سافان الكاتب‪ ,‬فقرء على يوشيا آيات تشعر بهالك بني‬ ‫إسرائيل لعصيانهم‪ ,‬فشق ثيابهم كما في الباب "‪ "22‬من سفر الملوك الثاني والباب‬ ‫"‪ "34‬والسفر الثاني من أخبار األيام‪ ،‬وال يعتمد على هذه النسخة‪ ،‬بقول حلقيا‪ :‬إذا‬ ‫البيت نهب قبل عهده ‪ ،‬ثم جعل بيت األصنام وسدنتها كانوا يدخلونه كل يوم‪ ،‬وما‬ ‫سمع أحد إلى سبعة عشرة عاما ً من سلطنة يوشيا أيضا ً اسم التوراة‪ ،‬مع أنه‬ ‫وإتباعه كانوا في غاية االجتهاد إلتباع الشريعة فكيف تكون فيه وال يراها أحد!‪،‬‬ ‫إن هي إال من مخترعات حلقيا‪ ,‬حيث رأى ميل السلطان وإتباعه إلى الملة ‪،‬‬ ‫فجمعها في تلك المدة من الروايات اللسانية صادقة وكاذبة نسبها إلى موسى "عليه‬ ‫السالم"‪ ،‬وهذا االفتراء لترويج الملة‪ ,‬مستحب عند متأخري اليهود وقدماء‬ ‫المسيحيين ‪ ،‬مع إن هذه النسخة أيضا ما كانت معمولة إال في ثالث عشرة سنة مدة‬ ‫حياة يوشيا‪ ،‬ثم جلس ابنه يوحاز(‪ )1‬وارتد وشاع الكفر وتسلط عليه سلطان مصر‪,‬‬ ‫صر‪ ,‬فاسر‬ ‫وأسره وأجلس أخاه يوياقيم‪ ،‬وكان مرتدا ً وثنيا كأخيه‪ ,‬وسلط عليه بختن َّ‬ ‫ونهب البيت واسر أيضا عشرة أالف من ال يهودا‪ ,‬وجلس يواخين وكان كأبيه‬ ‫وعمه مرتدا‪ ,‬مشغوال بالمالهي‪ ,‬فرجع بختنصر وأخذه‪ ,‬واجلس مشينا بن يوشيا‪,‬‬ ‫وسماه صديقا‪ ,‬وكان كسابقيه كافرا متوغال في المعاصي‪ ,‬بعث هللا عليه ارميا‬ ‫"ع" فلم يزتجر من إنذاره‪ ,‬إلى إن طغى وبغى على بختنصر‪ ,‬فرجع إليه فأسره‬ ‫وذبح أوالده قدام عينيه‪ ,‬ثم قلع عينيه وربطه بالسالسل‪ ,‬وأرسله إلى بابل وأحرق‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وردت‪ :‬ياهوحاز في المصدر‪.‬‬ ‫‪96‬‬

‫بيت هللا وبيت الملك وجميع بيوت أورشليم وجميع بيوت الكبراء‪ ,‬وأسر سائر‬ ‫شعوب بني إسرائيل وسباهم‪ ،‬وفي هذه الحادثة الثانية‪ ،‬انعدمت التوراة‪ ,‬وكذا جميع‬ ‫كتب العهد العتيق‪ ,‬التي مصنفها قبلها عن صفحة العالم‪ ,‬وهذا مسلم عند أهل‬ ‫الكتاب‪ ,‬ثم لما نقلها عزرا بن عمهم ثانيا وقعت حوادث أخرى انعدمت فيها نقوله‬ ‫أيضا‪ ,‬منها حادثة انيتوكس ملك ملوك الفرنج‪ ,‬لما فتح اورشليم احرق جميع نسخ‬ ‫كتاب العهد العتيق التي حصلت له من إي مكان‪ ,‬وأمر إن من يوجد عنده نسخة‬ ‫منها أو يؤدي رسم الشريعة يقتل‪ ,‬وتعدم تلك النسخة‪ ,‬وكانت ممتدة إلى ثالث‬ ‫سنين‪ ,‬وانعدمت فيها جميع ما كتبها عزرا‪ ,‬وقد تقدم تصريح بعض مفسريهم بذلك‪,‬‬ ‫ونقله االتفاق عليه‪ ,‬ومنها حادثة طيطوس الرومي بعد عروج المسيح بسبع‬ ‫وثالثين سنة‪ ,‬وهلك فيها من اليهود في اورشليم ونواحيه إلف إلف‪ ,‬ومات إلف‬ ‫بالجوع والنار والسيف والصلب‪ ,‬واسر سبع وتسعون إلفا‪ ,‬وبيعوا في األقاليم‬ ‫المختلفة‪ ,‬وتفصيل تلك الحوادث مذكورة في محله‪)1(.‬‬

‫الخامس‪ :‬في الباب "‪ "9‬من سفر التكوين‪ :‬وبنو نوح الذين خرجوا من الفلك سلم‬ ‫وحام ويافث وحام أبو كنعان‪ ,‬وبدا نوح فالح يحرث في األرض‪ ,‬وغرس كرما ً‪,‬‬ ‫وشرب خمرا ً فسكر وتكشف في خبا‪ )2(,‬وفي الباب"‪ "19‬منه فصعد لوط من‬ ‫صاغر‪ ,‬وسكن الجبل وابنتاه معه‪ ,‬وخاف إن يسكن صاغرا‪ ,‬وأوى إلى كهف هو‬ ‫وابنتاه معه‪ ,‬فقالت الكبرى منهما للصغرى‪ :‬إن أبانا قد شاخ وليس رجل على‬ ‫األرض يـــــــستطيع يــــــدخل علينا كالمرسوم لكل األرض‪ ,‬فهلمي نسقيه خمرا ً‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,608-599‬المغالطة الرابعة‪ ,‬من‬ ‫المقصد الثالث ‪ ,‬من الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪:‬ج‪ 4‬ص‪,1216-1215‬دفع المطاعن‪ ,‬من الفصل الثاني ‪ ,‬من الباب‬ ‫السادس‪.‬‬ ‫‪97‬‬

‫ونضطجع معه ونقيم من أبينا خلفا ً‪ ,‬فسقتا أباهما خمرا ً في تلك الليلة‪ ,‬ودخلت‬ ‫الكبرى فاضطجعت مع أبيها وهو لم يعلم عند انضجاع ابنته وال نهوضها‪ ,‬ولما‬ ‫كان الغد قالت الكبرى للصغرى‪ :‬هو ذا قد اضطجعت البارحة مع أبي فلنسقه‬ ‫خمرا ً في ليلتنا هذه أيضا ً‪ ,‬وادخلي فاضطجعي معه‪ ,‬فنقيم نسالً من أبينا‪ ,‬فسقتا‬ ‫أباهما خمرا ً في تلك الليلة أيضا ً‪ ,‬ودخلت الصغرى فاضطجعت مع أبيها‪ ,‬ولم يعلم‬ ‫عند انضجاعها وال نهوضها فحملت ابنتا لوط من أبيهما‪ ,‬وولدت الكبرى ابنا ً‬ ‫ودعت اسمه مواب‪ ,‬وهو أبو الموابيين إلى يومنا هذا‪ ,‬وولدت الصغرى أيضا ً ابنا ً‬ ‫ودعت اسمه عمان‪ ،‬أي ابن جنسي فهو أبو العمانيين انتهى‪ .‬ومن العجب إن‬ ‫راعوث أم عوبيد جد داود كانت موابيه‪ ,‬وأم رحيعام بن سليمان الذي هو من أجداد‬ ‫عيسى "عليه السالم" عمانية‪ ,‬فداود وسليمان وعيسى كلهم من أوالد زنا‬ ‫عندهم‪ )1(,‬وفي الباب "‪ "27‬منه إن يعقوب كذب ثالث مرات‪ ,‬وخادع أباه‬ ‫وخداعه كما أثر عنده ‪ ،‬أثر عند هللا أيضاً‪ ،‬ألن إسحاق كان بصميم قلبه داعيا ً‬ ‫لعيسو ال ليعقوب ‪ ،‬فكما لم يميز في الدعاء‪ ،‬لم يميز بينهما في اإلجابة‪ ,‬وفي‬ ‫الباب"‪ "25‬إن يعقوب طبخ شيئا فجاء عيسو من الحقل تعبان‪ ,‬فقال له‪ :‬أطعمني‬ ‫من هذا الطبيخ‪ ,‬فقال له يعقوب‪ :‬بع لي بكوريتك‪ ,‬فأجاب وقال‪ :‬ماذا تنفعني‬ ‫البكورية! فقال له يعقوب‪ :‬احلف لي‪ ,‬فحلف له عيسو وباع البكورية‪ ,‬فقدم له خبزا ً‬ ‫ومأكوالً من العدس‪ ,‬فأكل وشرب ومضى وتهاون في أنه باع البكورية‪ .‬انتهى‪,‬‬ ‫وكان استحقاق منصب النبوة والبركة بالبكورية‪ )2(.‬وفي الباب "‪ "29‬والباب "‪"31‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي‪:‬ج‪ 4‬ص‪,1221‬دفع المطاعن‪ ,‬من الفصل الثاني‬ ‫‪ ,‬من الباب السادس‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪:‬ج‪ 4‬ص‪,1225‬دفع المطاعن‪ ,‬من الفصل الثاني ‪ ,‬من الباب السادس‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫والباب "‪ "35‬والباب "‪ "37‬والباب "‪ "38‬زالت غريبة ليعقوب واألسباط‪ ,‬وفي‬ ‫الباب "‪ "32‬من سفر الخروج‪,‬إن هارون صنع العجل لبني إسرائيل‪)1(.‬‬

‫السادس‪ :‬اآلية "‪ "15‬من الباب "‪ "46‬من سفر التكوين هكذا‪ :‬فهؤالء بنو إليا‬ ‫الذين ولدتهم بين نهر سورية‪ ،‬ودينا ابنتها‪ ،‬فجميع بنيها وبناتها ثالثة وثالثون‬ ‫نفسا ً‪ ,‬فقوله ثالثة وثالثون نفسا ً‪ ,‬غلط والصحيح أربعة وثالثون‪ )2(,‬كما يعلم من‬ ‫تعداد أوالد زلفا والزمان من خلق ادم إلى طوفان نوح وفق العبرانية ‪،1656‬‬ ‫وعلى وفق اليونانية ‪ ،2262‬وعلى وفق السامرية ‪ ,1307‬وكان عمر نوح في‬ ‫الطوفان ستمائة سنة وفق الثالث‪ ,‬وعاش أدم تسعمائة وثالثين سنة‪ ,‬فيلزم على‬ ‫وفق السامرية كان نوح حين مات آدم ابن مائتين وثالث وعشرين سنة‪ ,‬وهو‬ ‫باطل باتفاق المؤرخين‪ ،‬ووالدته على األولى بعد آدم بمائة وست وعشرين سنة‪،‬‬ ‫وعلى الثانية بسبعمائة واثنتين وثالثين سنة ‪ ،‬وكذا الزمان من الطوفان إلى والدة‬ ‫إبراهيم"ع" على العبرانية ‪ ،2092‬وعلى اليونانية ‪ ،1072‬وعلى السامرية‬ ‫‪ )3(،942‬وعاش نوح بعد الطوفان ثلثمائة وخمسين سنة كما هو مصرح في اآلية‬ ‫"‪ )4( "28‬من الباب "‪ "9‬من سفر التكوين‪ ،‬فإبراهيم "ع" حين مات ابن ثمان‬ ‫وخمسيــــــن سنة‪ ،‬وهذا باطل باتفاق المؤرخين‪ ،‬وتكذبه النسختان‪ ،‬إذ والدته على‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب أظهار الحق لرحمة هللا الهندي‪:‬ج‪ 4‬ص‪,1232-1227‬دفع المطاعن‪ ,‬من‬ ‫الفصل الثاني ‪ ,‬من الباب السادس‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,120‬األمر العاشر‪,‬من الفصل الثاني‪,‬من الباب األول‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,433-431‬الشاهد األول‪,‬من المقصد األول‪,‬من الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -4‬وردت‪ 22 :‬في المصدر‪.‬‬

‫‪99‬‬

‫األولى بعد نوح بسبعمائة واثنتين وعشرين سنة على الثانية بخمسمائة واثنتين‬ ‫وتسعين‪ )1(،‬ويزيد في اليونانية قينان بين ارفخشد وشالح "عليه السالم" اعتمد‬ ‫لوقا في إنجيله في بيان نسب المسيح وال يوجد في النسختين(‪ )2‬واآلية "‪ "4‬من‬ ‫الباب "‪ "27‬من سفر االستثناء في العبرانية هكذا‪ :‬وإذا عبرتم األردن فانصبوا‬ ‫الحجارة التي إنا أوصيكم في جبل عيبال‪ ,‬وفي السامرية هكذا‪ :‬فانصبوا الحجارة‬ ‫التي أنا أوصيكم في جبل ِج ْرزيم‪ ,‬ويفهم من اآلية "‪ "12‬و"‪ "13‬من هذا الباب‪،‬‬ ‫وجرزيم جبالن متقابالن‬ ‫ومن اآلية "‪ "29‬من الباب "‪ "11‬من هذا السفر‪ ,‬عيبال ِ‬ ‫فيفهم من األولى أن موسى أمر ببناء الهيكل‪ ,‬أعني المسجد على جبل عيبال‪ ،‬ومن‬ ‫الثانية‪ ,‬أنه أمر به على جبل ِج ْرزيم‪ ،‬ويدعي كل من اليهود والسامريين‪ :‬إن الفرقة‬ ‫حرفت التوراة في هذا المقام‪ ،‬وقال ادم كالرك المفسر‪ :‬إن األكثر‬ ‫األخرى ّ‬ ‫يجزمون بأن اليهود حرفوه ألجل عداوة السامريين‪ ،‬وهذا مسلم عند الكل‪ ,‬أن‬ ‫جرزيم ذو عيون وحدائق ونباتات كثيرة‪ ،‬وعيبال يابس ال شيء عليه‪ ،‬مناسبا ً‬ ‫للبركة والثاني للعن‪ ,‬في الباب "‪ "29‬من سفر التكوين ‪ :‬ونظر بئرا ً في الحقل‪،‬‬ ‫وثالثة قطعان غنم رابضةً عندها‪ ,‬ألن من تلك البئر كانت تشرب الغنم‪ ،‬وكان‬ ‫حجر عظيم على فم البئر‪ ,‬وفيه فقالوا‪ :‬ما نستطيع حتى تجتمع الماشية‪ ,‬كذا في‬ ‫العبرانية والصحيح لفظ الرعاة بدل قطعان غنم‪ ,‬ولفظ الماشية كما في السامرية‬ ‫واليونانية والترجمة العبرية لوالتن ولهيوبي كينت وصرح بذلك مفسروهم أيضا‬ ‫في الباب(‪ )3‬والباب "‪ "15‬منه وقيـــــل له‪ :‬اعلم عالما ً أن نَ ْسلك سيكون ساكنا ً في‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق لرحمة هللا الهندي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,436‬الشاهد األول‪,‬من المقصد األول‪,‬من‬ ‫الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر ‪:‬ج‪ 3‬ص‪,158‬الشبهة الثانية من الفصل الثاني‪ ,‬من الباب الخامس‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪:‬ج‪2‬ص‪,440-438‬الشاهد الرابع من المقصد األول‪ ,‬من الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪100‬‬

‫غير أرضهم ويستعبدونهم ويضيقون عليهم أربعمائة سنة‪ ,‬والمراد باألرض أرض‬ ‫مصر‪ ،‬ألن أهلها استعبدوا بني إسرائيل وضيقوا عليهم ال غيرهم‪ ,‬وفي الباب‬ ‫"‪ "12‬من سفر الخروج‪ :‬فكان جميع ما سكن بنو إسرائيل في أرض مصر‬ ‫أربعمائة وثالثين سنة ‪ ,‬فلفظ ثالثين إما زيد في الثاني أو حرف من األول! ومع‬ ‫ذلك فالمدة المذكورة مائتان وخمسة عشر سنة‪ ,‬على ما صرح به مفسروهم‬ ‫والمؤرخون(‪ )1‬ويظهر بعد التأمل فيه أيضا واآلية في السامرية واليونانية هكذا ‪:‬‬ ‫فكان جميع ما سكن بنو إسرائيل وإبائهم وأجدادهم في ارض كنعان وارض مصر‬ ‫أربعمائة وثالثين سنة‪ ,‬واآلية "‪ "8‬من الباب الرابع من سفر التكوين في هكذا‪:‬‬ ‫وقال قابل لهابل أخيه ولما صار في الحقل قام قابل على هابيل أخيه فقتله‪ ,‬وفي‬ ‫السامرية واليونانية والتراجم القديمة هكذا‪ :‬وقال قابل لهابل تعال نخرج إلى الحقل‪,‬‬ ‫ولما صارا في الحقل الخ‪ ,‬فهذه الزيادة سقطت من األولى وصرح بذلك علمائهم‬ ‫أيضا(‪ )2‬واآلية "‪ "17‬من الباب "‪ "7‬من سفر التكوين هكذا‪ :‬وصار الطوفان‬ ‫أربعين يوما على األرض‪ ,‬وفي اليونانية وكثيرا من نسخ الالطينة أربعين يوما ً‬ ‫وليلة على األرض‪ ,‬قال هورن في المجلد األول من تفسيره ‪ :‬فليزد لفظ في المتن‬ ‫العبري واآلية "‪ "22‬من الباب "‪ "35‬منه في العبري هكذا‪ :‬ولما سكن إسرائيل‬ ‫تلك األرض‪ ,‬مضى روبيل وضاجع بلها سرية أبيه ‪,‬قال مفسرو المسيحية‪ :‬إن‬ ‫اليهود يسلمون أن شيئا ً سقط من هذه اآلية‪ ,‬والترجمة اليونانية تتمها هكذا‪ :‬وكان‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق لرحمة هللا الهندي‪:‬ج‪2‬ص‪,514-513‬الشاهد األول‪ ,‬من المقصد الثالث‪,‬‬ ‫من الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر"ج‪ 3‬ص‪:163‬الشبهة الثانية‪ ,‬من الفصل الثاني‪ ,‬من الباب الخامس‪.‬‬

‫‪101‬‬

‫قبيحا ً في نظره‪,‬وصرح هارسلي المفسر‪ :‬إن جملة لم سرقتم صواعي ساقطة من‬ ‫أول اآلية "‪ "5‬من الباب "‪ "44‬فيه في العبرانية واآلية "‪ "25‬من الباب "‪"50‬‬ ‫منه هكذا‪ :‬فاذهبوا بعظامي من ههنا‪ ,‬وفي السامرية واليونانية والالطينية وبعض‬ ‫التراجم القديمة زيد بعده "معكم"‪ ,‬فلفظ "معكم" سقط من العبري كما صرح به‬ ‫هورن المفسر ونقله من غيره واآلية "‪ "22‬من الباب "‪"2‬من سفر الخروج هكذا ‪:‬‬ ‫فولدت له ابنا ً ودعا اسمه جرسون‪ ،‬قائالً ‪ :‬إنما أنا كنت ملتجئا ً في أرض غريبة‪,‬‬ ‫وفي اليونانية والالطينية وبعض التراجم القديمة زيد بعدها‪ ،‬وولدت أيضا ً غالما ً‬ ‫ثانيا ً ودعا اسمه العازر‪ ،‬فقال‪ :‬من أجل أن إله أبي أعانني وخلصني من سيف‬ ‫فرعون‪ ,‬وصرح ادم كالرك‪ :‬أنها ال توجد في نسخة من نسخ العبرانية مع‬ ‫وجودها في التراجم المعتبرة! فهي عندهم ساقطة منها واآلية "‪ "20‬من الباب‬ ‫"‪ "6‬من سفر الخروج هكذا‪ :‬فولدت له هارون وموسى وزيد في السامرية‬ ‫واليونانية‪ ,‬ومريم أختها‪ ,‬نقل المفسر المذكور عن بعض محققيهم‪ :‬إن هذا اللفظ‬ ‫كان في المتن العبري اآلية "‪ "6‬من الباب "‪ "10‬من سفر العدد هكذا‪ :‬وإذا هتفوا‬ ‫ونفخوا مرة ثانية بالقَ ْرن يهللون كأول مرة يرفع الخيام الحالَّة نحو الجنوب‪ ,‬وفي‬ ‫اليونانية بعدها ‪ :‬وإذا نفخوا مرة ثالثة يرفع الخيام الغربية لالرتحال وإذا نفخوا‬ ‫مرة رابعة يرفع الخيام الشمالية لالرتحال‪,‬صرح المفسر المذكور‪ :‬إن متن‬ ‫العبراني ناقص تتمة اليونانية إلى غير ذلك من التحريف والزيادة والغلط‬ ‫واالختالف‪ )1( ,‬ومن أراد االستقصاء فعليه بالكتاب المذكور وقد تركنا ما فيه مما‬ ‫يجب تنزيهه تعالى عنه كالجسمية والندامة خوفا لإلطالة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬نفس المصدر‪ :‬ج‪ 2‬ص‪ ,526-523‬الشاهد الثالث من المقصد الثالث من الباب‬ ‫الثاني‪.‬‬ ‫‪102‬‬

‫تنبيهات فيها تحقيقات‪.‬‬ ‫وينبغي التنبيه على أمور‪ :‬األول‪ :‬إن عدد ذكور بني إسرائيل الذين كانوا بين‬ ‫عشرين وخمسين في سنة وفاة موسى على نبينا واله وعليه السالم‪ ,‬لما عدهم‬ ‫ثانيا في ارض مواب ستمائة إلف وألف وسبعمائة‪ ,‬وذكر المسعودي في إثبات‬ ‫الوصية حكاية العجل والسامري‪ :‬إن موسى "ع" قام خطيبا وذكرهم بأيام هللا‬ ‫وانه كان تحت المنبر ذلك اليوم إلف نبي مرسل‪)1(.‬‬

‫الثاني‪ :‬استخرجوا اليهود بأصنافهم من التوراة مع اختالف نسخها ستمائة‬ ‫وثالث عشر فريضة‪ ,‬األوامر منها مائتان وثمانية وأربعون عدد العظام من‬ ‫بدن اإلنسان‪ ,‬والنواهي ثالثمائة وخمسة وستون عدد أيام السنة الشمسية‪ ,‬قالوا‬ ‫وزادت النواهي على األوامر لغلبة الهوى على الطبيعة البشرية‪)2(.‬‬

‫الثالث‪ :‬إن ما وقع في التوراة من التغيير كان بعضه من غير قصد لالنقالبات‬ ‫المتقدمة‪ ,‬وبعضه عن قصد‪ ,‬كما تقدم أنهم حرفوه في ‪ 13‬سنة من ميالد المسيح‬ ‫"ع"‪ ,‬ونقل في الكتاب المذكور‪ :‬عن أشهر تفاسيرهم التوراة‪ ,‬المسمى عندهم‬ ‫بالتلمود‪ ,‬إن تلماي الملك بعد بختنصر طلب من أحبارهم التوراة‪ ,‬فخافوا على‬ ‫إظهاره إلنكاره بعض أوامره‪ ،‬فاجتمع سبعون منهم فغيروا ما شاء من الكلمات‬ ‫التي كان ينكرها الملك‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب إثبات الوصية لعلي بن الحسين المسعودي‪:‬ج‪ 1‬ص‪" ,61‬فقام شعيب باألمر‬ ‫بعد مادوم"‪.‬‬ ‫‪ -2‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة‪ :‬ج‪ 1‬ص‪, 505‬باب‬ ‫التاء‪/‬التوراة‪ ,‬نقال عن" أرشاد القاصد‪.‬‬ ‫‪ -3‬إظهار الحق‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,568‬الهادية الثالثة‪ ,‬من المغالطة األولى‪ ,‬من المقصد الثالث‪,‬‬ ‫من الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪103‬‬

‫ونقل عن تاريخ يوسي بيس‪ :‬إن جستن الشهيد وهو من أجلة قدماء المسيحيين‪,‬‬ ‫ذكر في مقابلة طريفون اليهودي عدة بشارات المسيح "ع" وادعى إن اليهود‬ ‫أسقطوها‪ ,‬وجزم واتسن في المجلد الثالث من كتابه‪ :‬إن تلك العبارات كانت في‬ ‫العبرانية واليونانية‪ ،‬ونقل عن داكتر كتي كات الذي عليه اعتماد المسيحين في‬ ‫تصحيح العهد العتيق‪ :‬إن النسخ التي كتبت في المائة السابعة والثامنة‪ ,‬أعدمت‬ ‫بأمر محفل الشورى لليهود‪ ,‬ألنها كانت تخالف مخالفة كثيرة لما كانت معتبرة‬ ‫عندهم‪ ,‬وإنما وصل إليهم ما كتب ما بين إلف وألف أربعمائة‪ ,‬قال‪ :‬وهذا اإلعدام‬ ‫بعد ظهور محمد "صلى هللا عليه واله"‪)1(.‬‬

‫قلت‪ :‬ويظهر ذلك من جملة اآليات الشريفة أيضا كما ال يخفى‪ .‬الرابع‪ :‬إن احد‬ ‫ممن اعتنى بذكر موته هنا لم يذكر في عددا ما وقع من التغيير تغييرا في ترتيب‬ ‫الموجود منه‪ ,‬وانه يخالف األصل من هذه الجهة‪.‬‬

‫في بيان وقوع التحريف في اإلنجيل‪.‬‬ ‫وأما اإلنجيل‪ :‬معرب انكليون‪ ,‬لفظ يوناني في األصل بمعنى البشارة والتعليم‪ ,‬وفي‬ ‫االصطالح اسم الكتاب الذي نزل على عيسى "ع" لثالث عشر ليلة خلت من شهر‬ ‫رمضان‪ ,‬وهو كتاب واحد نزل من عند واحد‪ ,‬كالتوراة والزبور وأمثالهما‪ ,‬ولكن‬ ‫له عند النصارى نسخ كثيرة تربوا على سبعين‪ ,‬كما يأتي أشهرها أربع نسخ‬ ‫متخالفة متناقضة‪ ,‬حتى في صفات المسيح‪ ,‬وأيام دعوته‪ ,‬ونسبة وقت صلبه‬ ‫بزعمهم‪ ,‬كلها في مصحف واحد يعرف باألناجيل األربعة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,558‬الهادية الثالثة‪ ,‬من المغالطة األولى‪ ,‬من المقصد الثالث‪,‬‬ ‫من الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪104‬‬

‫في تعدد األناجيل األربعة‪:‬‬ ‫أ‪ :‬إنجيل متي‪.‬‬ ‫ب‪ :‬إنجيل مرق ساو مارقوس‪.‬‬ ‫ج‪ :‬إنجيل لوقا‪.‬‬ ‫د‪ :‬إنجيل يوحنا‪.‬‬ ‫ونقل في إظهار الحق عن هورن المفسر في المجلد الرابع من تفسيره‪ :‬إن األول‬ ‫أ ُ ِلّف سنة ‪, 37‬أو سنة ‪, 38‬أو سنة ‪, 41‬أو سنة ‪ ،43‬أو سنة ‪, 48‬أو سنة ‪, 61‬أو‬ ‫سنة ‪, 62‬أو سنة ‪, 63‬أو سنة ‪ 64‬من الميالد‪ .‬والثاني سنة ‪, 56‬أو ما بعده إلى سنة‬ ‫‪ ،65‬قال‪ :‬واألغلب أنه ألف سنة ‪, 60‬أو سنة ‪ ،63‬والثالث سنة ‪, 53‬أو سنة‬ ‫‪ ، )1(63‬والرابع سنة ‪, 68‬أو سنة ‪, 69‬أو سنة ‪ )2( 70‬أو سنة ‪ 98‬من الميالد‪.‬‬ ‫انتهى‪ )3( .‬وتعدد األناجيل مع وجود االختالف كاف في إثبات وقوع التغيير فيه‪,‬‬ ‫غير إنا نذكر خصوص بعض ما يوهن اعتبار الموجود مما يــــــوجد فيه أو ذكره‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬أو سنة ‪ ,64‬هذا التاريخ غير موجود في نسخة المصنف لكن موجود في المصدر‬ ‫الذي نقل عنه‪.‬‬ ‫‪ -2‬أو سنة ‪ , 97‬هذا التاريخ غير موجود في نسخة المصنف لكن موجود في المصدر‬ ‫الذي نقل عنه‪.‬‬ ‫‪ -3‬إظهار الحق‪:‬ج‪ 1‬ص‪,157‬التاسع‪,‬من الفصل الثاني‪ ,‬من الباب األول‪.‬‬

‫‪105‬‬

‫أهله‪,‬وال نتعرض لذكر اإلخبار الدالة على التغيير‪ ,‬ووجود أشياء كثيرة في األصل‬ ‫ليس لها فيه عين وال اثر‪ ,‬بل ثبوته فيه كأخيه مما يمكن دعوى الضرورة عليه‪.‬‬ ‫األول‪ :‬إن اصح اإلنجيل عندهم هو إنجيل متي‪ ,‬وقد صرح جميع القدماء من‬ ‫المسيحية وغير المحصورين من متأخريهم على ما في الكتاب المذكور انه كان‬ ‫في اللسان العبراني‪ ,‬وفقد بسبب تحريف الفرق المسيحية‪ ,‬والموجود أالن ترجمته‪,‬‬ ‫وال يوجد عندهم إسناد هذه الترجمة‪ ,‬حتى لم يعلم اسم المترجم إلى هذا الحين‬ ‫باليقين‪ ,‬وإنما عينوه على سبيل االحتمال وفي بعض كتبهم المعتبرة‪ ,‬وهو الكتاب‬ ‫الذي يعرف بانسائي كلوبيد يابر تينيكا وهو كتاب اتفق على تأليفه كثيرون من‬ ‫علماء االنكلين منه ما لفظه‪ :‬كتب اإلنجيل في السنة الحادية واألربعين في اللسان‬ ‫العبراني في اللسان الذي ما بين الكلداني‪ ,‬لكن الموجود منه الترجمة اليونانية‪،‬‬ ‫والذي يوجد اآلن في اللسان العبراني فهي ترجمة الترجمة اليونانية‪)1(.‬‬

‫وقال الردن في المجلد الثاني من الكليات‪ :‬كتب بي بيس إن متي كتب إنجيله في‬ ‫العبرانية‪ ,‬وترجمة كل احد على قدر لياقته‪ ,‬ونقل قريبا منه جملة من قدمائهم‪ ,‬وقال‬ ‫هورن في المجلد الرابع من تفسيره‪ :‬اختار بلرمن وكر ونيس وكساين وعد ست‬ ‫وعشرين منهم‪ ,‬وغيرهم من العلماء المتقدمين والمتأخرين‪ ,‬قول بي بيس‪ :‬إن هذا‬ ‫اإلنجيل كتب باللسان العبراني‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬إن متي وحده كتب في اللسان‬ ‫العبراني الذي كان لسان أهل فلسطين‪ ,‬وقال جامعو تفسير هنري واسكات‪ :‬سبب‬ ‫فقدان النسخة العبرانية‪ ,‬أن الفرقة األبيونية التي كانت تنكر ألوهية المسيح حرفت‬ ‫هذه النسخة‪ ,‬وضاعت بعد فتنة يروشالم‪ ،‬وقال البعض‪ :‬إن الناصرييــــن أو اليهود‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,151‬حال إنجيل متي‪ ,‬الفصل الثاني من الباب األول‪.‬‬

‫‪106‬‬

‫الذين دخلوا في الملة المسيحية حرفوا اإلنجيل العبراني‪ ،‬وأخرجت الفرقة‬ ‫األبيونية فقرات كثيرة منه ‪,‬ونورتن كتب كتابا ً ضخما ً أثبت فيه أن التوراة جعلي‬ ‫يقينا ً ليس من تصنيف موسى "عليه السالم"‪ ،‬وأقر باإلنجيل لكن مع االعتراف‬ ‫بالتحريفات الكثيرة‪ ,‬واثبت أيضا إن متي كتب إنجيله في العبراني‪.‬انتهى‪)1(.‬‬

‫فعلم من هذه األقوال انه كتب في العبراني وان الموجود ترجمته‪ ,‬وال يعلم اسم‬ ‫مترجمه‪ ,‬فضال عن العلم بحاله‪ ,‬ومع ذلك نقول إن متي كان من الحواريين‪ ,‬ورأى‬ ‫أكثر أحوال المسيح بعينه‪ ,‬فلو كان مؤلف هذا اإلنجيل يظهر في كالمه في موضع‬ ‫منه انه يكتب األحوال التي رآها‪ ,‬ويعبر عن نفسه بصيغة المتكلم‪ ,‬كما هو العادة‬ ‫سلفا وخلفا‪ ,‬وتوجد في رسائل الحواريين إن صحف النسبة إليهم‪ ,‬وعلم من بعض‬ ‫األحوال المتقدمة انه ما كان متواترا في القرن األول‪ ,‬وان التحريف كان شائعا فيه‬ ‫في المسيحيين‪ ,‬وإال لما كان أمكن ألحد تحريفه‪ ,‬وان وقع بالفرض فال يكون سببا‬ ‫لتركه‪ ,‬فإذا لم يسلم األصل فكيف يظن السالمة بالترجمة التي ال يعلم مترجمها ‪,‬‬ ‫وقال فاستس من علماء فرقة ماني في القرن الرابع‪ :‬إن اإلنجيل المنسوب إلى متي‬ ‫ليس من تصنيفه‪ )2(.‬وقال أيضا‪ :‬إن هذا العهد الجديد ما صنفه المسيح‪ ,‬وال‬ ‫الحواريون‪ ,‬بل صنفه رجل مجهول االسم‪)3(.‬‬

‫وقال بروفسور الجرمني‪ :‬إن هذا اإلنجيل كله كاذب‪ ,‬وهذا اإلنجيل كان عند فرقة‬ ‫مارسيوني‪ ,‬ولم يكن البابان األوالن فيـــــــه‪ ،‬فهما عندهم إلحاقيان‪ ،‬وكذا عند فرقة‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪:‬ج‪2‬ص‪,536-532‬الشاهد الثامن عشر‪,‬المقصد الثالث‪,‬الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -2‬إظهار الحق‪:‬ج‪2‬ص‪, ,538-532‬المقصد الثالث‪,‬الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪:‬ج‪1‬ص‪,83‬القسم الثالث من الفصل الثالث من الباب األول‪.‬‬

‫‪107‬‬

‫إبيونية‪ ،‬وتردهما فرقة يوني تيرين و ِو ْلي ْْمس وأنكرهما وأكثر مواضع هذا اإلنجيل‬ ‫نورتن‪ )1(,‬هذا حال أول األناجيل وأقدمها وأصحها‪ ,‬وقال وارد كاتلك في كتابه‪:‬‬ ‫صرح جيروم في مكتوبه‪ ,‬وهو من أفاضل قدمائهم‪ ,‬إن بعض العلماء من‬ ‫المتقدمين كانوا يشكون في الباب األخير من إنجيل مرقس األخير‪ ،‬وبعض القدماء‬ ‫كانوا يشكون في بعض اآليات من الباب الثاني والعشرين من إنجيل لوقا‪ ،‬وبعض‬ ‫القدماء كانوا يشكون على البابين األولين من إنجيل متي‪ ،‬وما كان هذان البابان في‬ ‫نسخة فرقة مارسيوني‪ ,‬وقال نورتن في كتابه في حق إنجيل مرقس‪ :‬في هذا‬ ‫اإلنجيل عبارة واحدة قابلة للتحقيق‪ ،‬وهي من اآلية "‪"9‬إلى آخر الباب اآلخر‪،‬‬ ‫والعجب من كريسباخ أنه ما جعلها ُمعَلَّمة بعالمة الشك في المتن‪ ،‬وأورد في‬ ‫شرحه أدلة على كونها إلحاقية ونقلها‪ ,‬قال‪ :‬فثبت منها أن هذه العبارة مشتبهة‪.‬‬ ‫انتهى‪ .‬وكريسباخ عند فرقة البروتستنت من العلماء المعتبرين‪ )2(,‬وليس عندهم‬ ‫سند معتبر إن اإلنجيل المنسوب إلى يوحنا من تصنيفه‪ ,‬بل ما ذكرنا من االستبعاد‬ ‫والمخالفة في طريق التأليف جار فيه‪ ,‬بل في أخره‪ ,‬هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا‬ ‫وكتب هذا ونعلم إن شهادته حق ‪.‬انتهى‪ .‬وهذا قول الكاتب في حق يوحنا‪ ,‬فعبر عن‬ ‫نفسه بصيغة التكلم وعنه بالغائب‪ ,‬فعلم إن المؤلف غيره‪ ,‬والظاهر انه وجد شيئا‬ ‫من مكتوباته‪ ,‬فنقل عنه مع زيادة ونقصان‪ ,‬وقد أنكر جماعة كونه من تصنيفه في‬ ‫القرن الثاني‪ ,‬وكان في هذا القرن ارينيوس تلميذ يوليكارب‪ ,‬الذي هو تلميذ يوحنا‪,‬‬ ‫فما قال في مقابلهم‪ :‬إني سمعته من استاذي انه من تصنيفه‪ ,‬فلو صح االستناد‪,‬‬ ‫لعلمه يوليكارب واخبر تلميذه ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪:‬ج‪2‬ص‪,538‬الشاهد التاسع عشر ‪,‬المقصد الثالث‪,‬الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪:‬ج‪1‬ص‪,153‬حال إنجيل مرقس ولوقا‪ ,‬الفصل الثاني‪ ,‬من الباب األول‪.‬‬

‫‪108‬‬

‫وفي المجلد السابع من كاتلك هرلد كيت كتب أستادلن في كتابه ‪ :‬إن كاتب إنجيل‬ ‫يوحنا طالب من طلبة المدرسة االسكندرية‪ ,‬وقال برطشنيدر‪ :‬إن هذا اإلنجيل كله‪،‬‬ ‫وكذا رسائل يوحنا ليست من تصنيفه‪ ,‬بل صنّفها أحد في ابتداء القرن الثاني‪ ,‬قال‬ ‫المحقق المشهور ِك َر ْوتِيَس‪ :‬إن هذا اإلنجيل كان عشرين بابا ً فألحق كنيسة افسس‬ ‫الباب الحادي عشر انتهى‪ ,‬والفرقة ألوجين التي كانت في القرن الثاني كانت تنكر‬ ‫هذا اإلنجيل وجميع تصانيف يوحنا‪)1(.‬‬

‫ونقل هورن في المجلد الرابع من تفسيره عن جماعة كثيرة إن اآلية "‪ "53‬من‬ ‫الباب "‪ "7‬واحد عشر أية من الباب "‪ "8‬من إنجيل يوحنا الحاقية‪ ,‬وحكم نورتن‬ ‫أيضا بان هذه اآليات الحاقية‪)2(.‬‬

‫وقال المقرين‪ :‬إن عند كل من أصحاب َم ْرقيون وأصحاب ابن ويصان إنجيل‬ ‫ضه هذه األناجيل‪ ،‬وألصحاب ماني إنجيل على حدة يخالف ما عليه‬ ‫يخالف بع ُ‬ ‫النصارى من أوله إلى آخره‪ ،‬ويزعمون أنه الصحيح‪ ،‬وما عداه باطل‪ ،‬ولهم أيضا ً‬ ‫إنجيل يسمى إنجيل السبعين ينسب إلى تالمس‪ ،‬والنصارى وغيرهم ينكرونه‪)3(.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪:‬ج‪1‬ص‪,156-155‬الفصل الثاني من الكتاب األول‪ ,‬حال إنجيل يوحنا‪,‬‬ ‫األمر الثالث‪ ,‬وجاء في المصدر"فألحق كنيسة افسس الباب الحادي والعشرين"‬ ‫وليس" الحادي عشر"‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪:‬ج‪2‬ص‪ ,509‬الشاهد األربعون‪ ,‬من المقصد الثاني‪ ,‬من الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪:‬ج‪2‬ص‪ ,398‬الوجه السابع عشر‪ ,‬من الفصل الرابع‪ ,‬من الباب األول‪.‬‬

‫‪109‬‬

‫في ذكر التواريخ الدالة على ما يوجب قلة النسخ وإمكان التجريف‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬يظهر من تواريخهم انه كان في المسيحيين أيضا في الطبقات أألولى أمر‬ ‫موجب لقلة النسخ وإمكان التحريف‪ ,‬فأنهم إلى ثالثمائة وثالث عشر سنة كانوا‬ ‫مبتلين بأنواع المحن والباليا‪ ,‬ووقع عليهم عشر قتالت عظيمة‪.‬‬

‫أ‪:‬‬

‫في عهد السلطان نيرون في سنة ‪ 64‬وقتل فيه بطرس الحواري وزوجته‬

‫وبولس‪ ,‬وكان كذلك في مدة سلطنته‪ ,‬وكان يعد اإلقرار بالمسيحية جرما عظيما‪.‬‬ ‫ب‪ :‬في عهد السلطان دومشيان‪ ,‬وكان عدوا ً لهم‪ ,‬وأمر بالقتل العام الذي حصل‬ ‫منه خوف استئصال هذه الملة‪ ,‬وأجلى يوحنا وقتل فليوبس كليمنس أسقف الروم‪.‬‬ ‫ج‪ :‬في عهد السلطان ترجان ابتدء بقتلهم سنة ‪ )1(11‬إلى ثماني عشرة سنة‪ ،‬وقتل‬ ‫فيه إكناسش أسقف كورنتيه‪ ،‬وكليمنت‪ ،‬وشمعون أسقف أورشليم‪.‬‬ ‫د‪ :‬في عهد السلطان مرقس أنتونيس الفيلسوف المتعصب في الوثنية ابتدء سنة‬ ‫‪ 161‬إلى عشر سنين‪ ،‬وبلغ القتل شرقا ً وغربا ً‪.‬‬ ‫ه‪ :‬في عهد السلطان سويرس وكان ابتداؤه سنة ‪ 202‬وقتل ألوف في مصر‪ ,‬وكذا‬ ‫في ديار فرانس وكارتهيج‪ ،‬وكان القتل في غاية الشدة بحيث ظن المسيحيون أن‬ ‫هذا الزمان زمان الدجال‪.‬‬ ‫و‪ :‬في عهد السلطان مكسيمن‪ ,‬وكان ابتداؤه سنة ‪ ,237‬وقتل أكثر العلماء ألنه ظن‬ ‫أنه إذا قتلوا فأطاعه العوام في غاية السهولة‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬في المصدر "‪."101‬‬ ‫‪110‬‬

‫ز‪ :‬في عهد السلطان دلشيس سنة ‪ 253‬وأراد استئصال تلك الملة‪ ،‬فصدر أوامره‪.‬‬ ‫إلى حكام اإلياالت وارتد في هذه الحادثة بعض المسيحيين‪.‬‬ ‫ح‪ :‬في عهد السلطان ولريان سنة ‪ 257‬وقتل فيه ألوف‪ ،‬ثم صدر أمره في غاية‬ ‫الشدة بأن يقتل األساقفة وخدام الدين‪ ،‬ويذل األعزة وتؤخذ أموالهم‪ ،‬فلو بقوا بعد‬ ‫هذا أيضا ً يقتلون‪ ،‬وتسلب أموال النساء الشرائف ويجلين من األوطان‪ ،‬ويؤخذ‬ ‫الباقون منهم عبيدا ً‪ ,‬ويحبسون ويلقون في أرجلهم سالسل ويستعملون في أمور‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫ط‪ :‬في عهد السلطان أريلين وكان ابتداؤه سنة ‪. 274‬‬ ‫ي‪ :‬في سنة ‪ 302‬وامتألت األرض شرقا ً وغربا ً في هذا القتل‪ ,‬وأحرقت بلدة‬ ‫فريجيا كلها دفعة واحدة‪ ,‬بحيث لم يبق فيها أحد من النصارى‪)1(.‬‬

‫فال يتصور مع صدق تلك الوقائع كثرة النسخ وال محافظتها وتصحيحها‪ ,‬قال في‬ ‫إظهار الحق‪ :‬وطلبنا منهم مرارا سندا متصال فال يتصور مع ثقاتهم من أخر القرن‬ ‫الثاني أو القرن الثالث إلى مصنف األناجيل‪ ,‬وتتبعنا في كتب إسنادهم فما نلنا‬ ‫المطلوب‪ ،‬بل اعتذر قسيسهم بأنه ال يوجد عندنا هذا السند ألجل وقوع الحوادث‬ ‫العظيمة في القرون األولى(‪)2‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,613-610‬األمر السابع ‪ ,‬من المغالطة الرابعة‪ ,‬من الباب‬ ‫الثاني‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪:‬ج‪ 2‬ص‪,403‬الوجه السابع عشر من الفصل الرابع من الباب األول‪.‬‬

‫‪111‬‬

‫وفي أمثال هذه األوقات مجال واسع للمحرفين‪ ,‬وقد ذكر بل في تاريخه وغيره‪ ,‬إن‬ ‫فرقة االبيونية التي كانت في القرن األول معاصرة لبولس منكرة عليه ‪ ,‬تسلم من‬ ‫االناجيل إنجيل متى‪ ،‬لكن الذي عندها مخالفا ً لإلنجيل المنسوب إلى مت ّى‪ ,‬الموجود‬ ‫عند معتقدي بولس في كثير من المواضع‪ ،‬ولم يكن البابان األوالن فيه ‪ ,‬والفرقة‬ ‫المارسيونية تسلم منها إنجيل لوقا‪ ,‬وما عندها أيضا مخالف للموجود‪ ,‬وما كانت‬ ‫تسلم البابين األولين منه‪ ,‬وصرح الردن في المجلد الثامن من تفسيره بعض‬ ‫المواضع التي غيروا منه بالتبديل أو باإلسقاط مؤخر بعد قوله كالعنقاء‪ )1(,‬وقال‬ ‫آدم كالرك في المجلد السادس من تفسيره ‪ :‬هذا األمر محقق أن األناجيل الكثيرة‬ ‫الكاذبة كانت رائجة في أول القرون المسيحية‪ ,‬وكثرتها هيجت لوقا على تحرير‬ ‫اإلنجيل‪ ،‬ويوجد ذكر أكثر من سبعين من هذه األناجيل الكاذبة‪ ،‬واألجزاء الكثيرة‬ ‫من هذه األناجيل باقية ‪ ,‬وكان فايري سيوس جمع هذه االناجيل الكاذبة وطبعها‬ ‫في ثالث مجلدات‪)2(.‬‬

‫الثالث‪ :‬في الباب األول من رسالة بولس إلى أهل عالطية‪ :‬ثم إني أعجب من إنكم‬ ‫أسرعتم باالنتقال عمن استدعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر وهو ليس بإنجيل‪,‬‬ ‫بل إن معكم نفرا ً من الذين يزعجونكم ويريدون أن يحرفوا إنجيل المسيح ‪.‬انتهى‪,‬‬ ‫فعلم منه أوال انه كان في عهد الحواريون إنجيل يسمى بإنجيل المسيح وهو الحق‬ ‫الحقيق‪ ,‬ومختار الفاضل اكهارن وكثير من المتأخرين من علماء الجرمن‪ ،‬وإليه‬ ‫مال المحقق لكلرك وكوب وميكايلس وليسنك ونيمير ومارس‪)3(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪:‬ج‪ 2‬ص‪,549-548‬الهداية الثانية من المغالطة األولى من الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪ :‬ج‪ 3‬ص‪ ,942‬الشبهة الثالثة‪ ,‬من الفصل الرابع‪ ,‬من الباب الخامس‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪ :‬ج‪ 2‬ص‪ ,554‬الهداية الثالثة‪ ,‬من المغالطة األولى من الباب الثاني‪.‬‬

‫‪112‬‬

‫وثانيا ‪ :‬انه كان إنجيل أخر مخالف له ‪ ,‬وثالثا‪ :‬إن المحرفين كانوا في صدد‬ ‫تحريف إنجيل المسيح في زمانهم فضال عن الزمان األخر ألنه ما بقى له بعد ذلك‬ ‫إال االسم كالعنقاء‪)1(.‬‬

‫الرابع‪ :‬ما يظهر من كتبهم إن السلطان ديوك ليشين ملك ملوك الفرنج‪ ,‬أراد إن‬ ‫يمحو وجود الكتب المقدسة لهم عن صفحة العالم واجتهد فيه‪ ,‬فأمر في سنة ‪303‬‬ ‫بهدم الكنائس وإحراق الكتب‪ ,‬وعدم اجتماع المسيحيين للعبادة‪ ,‬فهدمت الكنائس‬ ‫وأحرق كل كتاب حصل له بالجد التام‪ ،‬ومن أبى أو ُ‬ ‫ع ِذّب عذابا ً‬ ‫ظن أنه أخفى كتابا ً ُ‬ ‫شديدا ً‪ ,‬وامتنعوا عن االجتماع للعبادة‪ ,‬قال الردز في المجلد السابع من تفسيره‪ :‬إن‬ ‫أمره بذلك صدر في شهر مارج من السنة التاسعة عشرة من جلوسه ‪ ,‬قال‪ :‬وقال‪:‬‬ ‫يوسى بيس بالحزن التام إنه رأى بعينيه أن الكنائس هدمت والكتب المقدسة‬ ‫أحرقت في األسواق‪ .‬انتهى‪ ,‬وقال آدم كالرك في مقدمة تفسيره ‪ :‬إن التفسير‬ ‫المنسوب إلى تي شن انعدم‪ ،‬والمنسوب إليه اآلن مشكوك عند العلماء وشكهم حق‬ ‫‪ ,‬وقال واتسن في المجلد الثالث من كتابه ‪ :‬كان التفسير المنسوب إلى تي شن‬ ‫موجودا ً في عهد تهيو دورت‪ ،‬وكان يقرأ في كل كنيسة‪ ،‬لكن تهيو دورت أعدم‬ ‫جميع نسخه ليقيم اإلنجيل مقامه‪ .‬انتهى‪ .‬فإذا جاز انعدام هذا التفسير واختراع بدله‬ ‫من المسيحيين جاز انعدام كتب العهد الجديد من األناجيل وغيرها! بل هو أولى!‬ ‫إذ ال شك عندهم إن اقتدار تهيو دورت واليهود الذين اعدموا النسخ المخالفة‬ ‫لنسختهم بعد المائة الثامنة كما تقدم‪ ,‬وكذا زمان إعدامه كان اقرب من زمان‬ ‫إعدامهم‪ ,‬فال بعد في انعدام اإلنجيل لهذه الحادثة والحوادث التي تقدمت‪ ,‬واختالقهم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪ :‬ج‪ 2‬ص‪ ,553‬الهداية الثالثة‪ ,‬من المغالطة األولى من الباب الثاني‪.‬‬

‫‪113‬‬

‫إنجيال أخر بل االهتمام باختالقه أكثر من اختالق التفسير المذكور‪)1(.‬‬

‫الخامس‪ :‬اتفقت األناجيل األربعة في ذكر قتل المسيح وكيفية صلبه‪ ,‬وما جرى‬ ‫عليه في خالل ذلك ودفنه وقيامه من القبر بعد ثالث‪ ,‬وغير ذلك مما هو صريح‬ ‫في كونه من كالم شيوخ النصارى‪ ,‬وكيف يكون في المنزل على المسيح تلك‬ ‫القصص على نهج اإلخبار على األمور الواقعة والحوادث الماضية‪ ,‬مضافا إلى‬ ‫كونه في نفسه من األكاذيب التي إبان هللا عز وجل عنها في كتابه المجيد ‪,‬‬ ‫والحواريون عند النصارى أفضل من موسى وسائر األنبياء االسرائلية‪ ,‬وكان‬ ‫منهم يهوذا االسحريوطي‪ ,‬وكان مستفيضا روح القدس وممتلئا عنه كما في الباب‬ ‫العاشر من إنجيل متي‪ ,‬وقد صرح في الباب "‪ "27‬انه باع دينه بدنياه وسلم‬ ‫المسيح "ع" بأيدي اليهود بطمع ثالثين درهما ثم خنق نفسه ومات‪ ,‬وفي الباب‬ ‫"‪ "12‬من إنجيل يوحنا انه كان سارقا ‪ ،‬وكان الكيس عنده‪ ،‬وكان يحمل ما يلقى‬ ‫فيه‪ .‬وفي الباب "‪ "26‬من إنجيل متي‪ ,‬أنهم فروا في الليلة التي أخذا اليهود عيسى‬ ‫"عليه السالم" وتركوه في أيدي األعداء‪ ,‬وأن عيسى "ع" كان في غاية‬ ‫االضطراب في هذه الليلة‪ ،‬وقال لهم‪ :‬إن نفسي حزينة جداً‪ ،‬امكثوا ههنا واسهروا‬ ‫معي‪ ،‬ثم تقدم قليالً للصالة‪ ،‬ثم جاء إليهم فوجدهم نياماً‪ ،‬فقال لبطرس وهو شمعون‬ ‫الصفا خليفته ورئيسهم‪ :‬أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة‪ ،‬اسهروا‬ ‫وصلوا‪ ,‬فمضى مرة ثانية للصالة‪ ,‬ثم جاء فوجدهم نياما ً فتركهم ومضى‪ ,‬ثم جاء‬ ‫إلى تالميذه وقال لهم‪ :‬ناموا واستريحوا‪ ,‬وهذا ذنب عظيم‪ ,‬بل لو كان لهم محبة ما‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪ :‬ج‪ 2‬ص‪ ,616-614‬األمر الثامن‪ ,‬من المغالطة الرابعة‪ ,‬من الباب‬ ‫الثاني‪.‬‬

‫‪114‬‬

‫لما فعلوا هذا األمر‪ ،‬فأن العصاة من أهل الدنيا إذا كان مقتداهم أو قريب منهم في‬ ‫االضطراب والمرض الشديد‪ ,‬في ليلة ال ينامون فيها ولو كانوا أفسق الناس‪ ,‬وفي‬ ‫الباب "‪ "16‬منه إن المسيح "ع" قال لبطرس‪ :‬اذهب عني يا شيطان‪ ,‬أنت معثرة‬ ‫لي ألنك ال تهتم بما هلل‪ ،‬لكن تهتم بما للناس ‪ ,‬وفي الباب "‪ "26‬منه انه قال‬ ‫لتالميذه أالثني عشر في ليلة قتله‪ :‬كلكم تشكون في هذه الليلة‪ ,‬فأجاب بطرس‬ ‫وقال‪ :‬لو شك جميعهم فيك‪ ,‬فال اشك أنا أبدا‪ ,‬فقال له‪ :‬انك في هذه الليلة قبل إن‬ ‫يصيح الديك تنكر بي ثالث مرات‪ ,‬ثم ذكر كيفية إنكاره‪ ,‬وفي الباب "‪ "9‬من‬ ‫إنجيل لوقا في اآلية "‪ "33‬إن بطرس كان في بعض األوقات ال يدري ما يقول ‪,‬‬ ‫واآلية "‪ "51‬من الباب "‪ "11‬من إنجيل يوحنا هكذا‪ :‬ولم يقل أي قيافا الذي أمر‬ ‫بقتل عيسى "ع" كما في اآلية التي قبلها هذا من نفسه‪ ,‬لكن من اجل انه كان عظيم‬ ‫الكهنة في تلك السنة‪ ,‬فتنبأ إن يسوع كان مزمعا إن يموت بدل األمة ‪ .‬انتهى‪ ,‬فدلت‬ ‫على إن قيافا كان نبيا‪ ,‬وقد أفتى بقتل عيسى وكفره وأهانه‪ ,‬فلو كانت هذه األمور‬ ‫بالنبوة واإللهام‪ ،‬فعيسى "ع" واجب الرد‪ ,‬وإن كانت بإغواء الشيطان‪ ،‬فكيف يكون‬ ‫نبيا وأي ذنب اعظم من هذه‪)1(.‬‬

‫السادس‪ :‬فكر كل من متي ولوقا في إنجيلهما نسب المسيح "ع" ومن قابلهما‬ ‫وجدت ست اختالفات‪:‬‬ ‫أ‪ :‬يعلم من متى أنه يوسف بن يعقوب‪ ،‬ومن لوقا أنه ابن هالي‪.‬‬ ‫ب‪ :‬يظهر من متى أن عيسى"ص" من أوالد سليمان "ع"‪ ،‬ومن لوقا أنه من أوالد‬ ‫ناثان‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪:‬ج‪ 4‬ص‪ ,256-253‬الفصل الثاني من الباب السادس‪.‬‬ ‫‪115‬‬

‫ج‪ :‬يعلم من متى أن آباء المسيح من داود إلى جالء بابل سالطين مشهورون‪ ،‬ومن‬ ‫لوقا أنهم غير سالطين وال مشهورين غير داود وناثان‪.‬‬ ‫د‪ :‬يعلم من متى أن شلتائيل بن يوخانيا‪ ،‬ومن لوقا أنه ابن نيرى‪.‬‬ ‫ه‪ :‬ذكر متى أن اسم ولد زور بابل أبيهود‪ ،‬ولوقا أنه ريصا‪.‬‬ ‫و‪ :‬من داود "ع" إلى المسيح "ع" ستة وعشرون جيالً في إنجيل متى‪ ،‬واحد‬ ‫وأربعون في إنجيل لوقا‪ ،‬وبين الرسولين ألف سنة‪ ,‬ففي مقابل كل جيل أربعون‬ ‫سنة على األول وخمسة وعشرون على الثاني(‪ ، )1‬وال يخفى إنهما ذكرت نسب‬ ‫يوسف بن يعقوب زوج مريم أو خاطبها‪ ,‬وأي ربط له بنسب المسيح‪ ,‬وإنما‬ ‫الواجب ذكر نسب مريم‪ ,‬وذكر متي في الباب "‪ "2‬إن يوسف ومريم بعد والدة‬ ‫المسيح "ع" كانا يقيمان في بيت لحم إلى قريبة من سنتين‪ ،‬وجاء المجوس هناك‪,‬‬ ‫ثم ذهبا إلى مصر‪ ،‬وأقاما فيه مدة حياة هيرود في مصر‪ ،‬ورجعا بعد موته‪ ،‬وأقاما‬ ‫في ناصرة‪ ،‬وذكر لوقا إنهما بعد ما تم نفاس مريم ذهبا إلى أورشليم‪ ،‬وبعد تقديم‬ ‫الذبيحة رجعا إلى ناصرة‪ ،‬وأقاما فيها وكانا يذهبان منها إلى أورشليم أيام العيد في‬ ‫كل سنة‪ ،‬وان المسيح أقام فيها بال إطالعهما في السنة الثانية عشرة‪ ,‬فعلى كالمه‬ ‫ال مجال لمجيء المجوس في بيت لحم‪ ،‬وال لذهابهما في مصر‪ ,‬فأنه صريح في أن‬ ‫يوسف لم يسافر قط من أرض اليهود‪ ,‬ال إلى مصر وال إلى غيرها ‪ ,‬وذكر متى أن‬ ‫أهل أورشليم وهيرود ما كانوا عالمين بوالدة المسيح قبل أخبار المجوس‪ ،‬وكانوا‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪ :‬ج‪ 1‬ص‪ ,190-188‬االختالف السادس واألربعون‪,‬من الفصل الثاني ‪,‬‬ ‫من الباب األول‪.‬‬ ‫‪116‬‬

‫معاندين له‪ ،‬وذكر لوقا أن يوسف ومريم لما ذهبا إلى أورشليم لتقديم الذبيحة‪،‬‬ ‫فسمعان الذي كان رجالً صالحا ً ممتلئا ً بروح القدس‪ ,‬وكان قد أوحى إليه أنه ال‬ ‫يرى الموت قبل رؤية المسيح‪ ،‬أخذ عيسى "ع" على ذراعيه في الهيكل وبين‬ ‫أوصافه‪ ،‬وكذلك َحنَّة النبية‪ ,‬اعتقد اليهود نبوة جماعة من النساء‪:‬‬ ‫أ‪ :‬سارة زوجة إبراهيم‪.‬‬ ‫ب‪ :‬مريم أخت موسى‪.‬‬ ‫ج‪ :‬ذبور دابي خال زوجة داود‪.‬‬ ‫ه‪ :‬حنا أم سموئيل النبي‪.‬‬ ‫و‪ :‬خولدا زاته‪,‬‬ ‫وظاهر آيات كتابنا المهم على ان الجميع ينفي نبوة النساء‪ ,‬وقفت تسبح الرب في‬ ‫تلك الساعة‪ ،‬وأخبرت جميع المنتظرين في أورشليم‪ ،‬فلو كان هيرود وأهل‬ ‫أورشليم معاندين له‪ ,‬لما أخبر الرجل الصالح في الهيكل الذي كان مجمع الناس في‬ ‫كل حين‪ ،‬ولما أخبرت النبية به في أورشليم‪ ,‬الذي كان دار السلطنة لهيرود‪,‬‬ ‫والفاضل نورتن أن بيان متى غلط وبيان لوقا صحيح‪ ,‬وذكر مرقس في الباب "‪"4‬‬ ‫أن المسيح أمر الجماعة بالذهاب‪ ,‬وحدث التموج والهيجان في البحر بعد وعظ‬ ‫التمثيالت‪ ،‬ويعلم من الباب "‪ "8‬من إنجيل متى‪ ,‬أن الحالين المذكورين بعد وعظ‬ ‫الجبل‪ ،‬وكتب وعظ التمثيالت في الباب "‪ ،"13‬فهو متأخر عن الحالين المذكورين‬ ‫تأخرا ً كثيراً‪ ،‬ألن بين الوعظين مدة ً مديدة فأحدهما غلط ‪,‬وذكر متي في الباب‬ ‫"‪ "21‬أن مباحثة اليهود والمسيح كانت في اليوم الثاني من وصوله إلى أورشليم‪،‬‬ ‫‪117‬‬

‫وذكر مرقس في الباب "‪ "11‬أنها كانت في اليوم الثالث‪ ,‬وكتب متي في الباب"‪"8‬‬ ‫أوالً شفاء األبرص بعد وعظ الجبل‪ ،‬ثم شفاء عبد قائد المائة بعد ما دخل عيسى‬ ‫"عليه السالم" كفر ناحوم‪ ،‬ثم شفاء حماة بطرس‪،‬وذكر لوقا في الباب "‪ "4‬أوالً‪:‬‬ ‫شفاء حماة بطرس‪ ,‬ثم في الباب "‪ "5‬شفاء األبرص‪ ,‬ثم في الباب "‪ "7‬شفاء عبد‬ ‫قائد المائة‪ ،‬ووقع لوقا في الباب "‪ "11‬من إنجيل متى والباب "‪ "1‬من إنجيل‬ ‫مرقس والباب "‪ "7‬من إنجيل لوقا هكذا ‪ :‬اها إنا أرسل إمام وجهك مالكي الذي‬ ‫هيئ طريقك قدامك‪ ,‬ذكر مفسروهم أنهم نقلوا تلك العبارة من اآلية األولى من‬ ‫الباب "‪ "3‬من كتاب مالخيا‪ ،‬والموجود فيه هكذا‪ :‬ها أنا ذا مرسل مالكي‪ ،‬ويسهل‬ ‫الطريق أمام وجهي‪ ,‬فبين المنقول والمنقول عنه اختالف من وجهين‪ ,‬ونقل‬ ‫هورن في الجلد الثاني من تفسيره عن داكتر ريدلف‪ :‬انه ال يمكن إن يبين سبب‬ ‫المخالفة بسهولة غير إن النسخ القديمة وقع فيها تحريف ما‪ ,‬وذكر متي في الباب‬ ‫"‪ "20‬إن عيسى"ع" لما خرج من أريحا أعميين جالسين في الطريق فشفاهما ‪،‬‬ ‫وكتب مرقس في الباب "‪ "10‬أنه وجد أعمى واحدا ً اسمه باريتمارس ‪ ,‬وكتب في‬ ‫الباب "‪ "8‬انه لما عبر إلى كورة الجدريين استقبله مجنونان خارجان من القبور‬ ‫فشفاهما‪ ،‬وكتب مرقس في الباب "‪ "5‬ولوقا في الباب "‪ "8‬أنه كان واحد‪ ,‬وذكر‬ ‫متى في الباب "‪ "21‬أنه أرسل تلميذين إلى القرية‪ ،‬ليأتيا باألتان والجحش وركب‬ ‫عليهما‪ ،‬وكتب الباقون ليأتيا بالجحش فأتيا به وركب عليه‪ )1(.‬ومن قابل الباب‬ ‫"‪ "4‬من إنجيل متـــي والباب "‪ "1‬من نجيـــل مرقس وانجيـــــل يوحنا وجد ثالث‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪ :‬ج‪ 1‬ص‪ ,209-197‬االختالف الثاني والخمسون‪,‬من الفصل الثالث ‪,‬من‬ ‫الباب األول‪.‬‬

‫‪118‬‬

‫اختالفات في كيفية إسالم الحواريين‪ ,‬و َم ْن نظر الباب "‪ "9‬من إنجيل متى والباب‬ ‫"‪ "5‬من إنجيل في وجد اختالفا ً معينا ظاهرا قصة ابنة الرئيس‪,‬ويظهر من الباب‬ ‫"‪ "10‬من إنجيل متى والباب "‪ "9‬من إنجيل لوقا أنه "ع" لما أرسل الحواريين‬ ‫منعهم من أخذ العصا‪ ،‬و من الباب "‪ "6‬من إنجيل مرقس أنه أجازهم أخذها‪ ,‬ويعلم‬ ‫من الباب "‪ "15‬من إنجيل متى أن أالمرأة المستغيثة كانت كنعانية‪ ،‬ومن الباب‬ ‫"‪ "7‬من إنجيل مرقس أنها كانت يونانية باعتبار القوم‪ ،‬وفينقية سورية باعتبار‬ ‫القبيلة ‪ ,‬كتب مرقس في الباب "‪ "7‬أنه"ع" أبرأ واحدا ً كان أصم وأبكم وجعله متى‬ ‫في انجي لجموها كثيرة‪)1(.‬‬

‫ومن نظر األناجيل األربعة وجدهم مختلفين في بيان إنكار بطرس بثمانية أوجه‪,‬‬ ‫وفي العنوان الذي كتبه بيالطس وضعه على الصليب بأربعة أوجه‪ ,‬ومن نظر‬ ‫الثالثة غير إنجيل لوقا وجدهم مختلفين في قصة امرأة أفرغت قارورة طيب على‬ ‫عيسى "عليه السالم" من ستة أوجه‪ ,‬إلى غير ذلك من االختالفات والتناقضات‬ ‫التي يتعذر ضبطها‪ ,‬وتنبىء عن عدم كون مؤلفيها إلهاميين‪.‬‬ ‫السابع‪ :‬ذكر متي في الباب "‪ "1‬إن جميع األجيال من إبراهيم إلى داود أربعة‬ ‫عشر‪ ,‬ومنه إلى سبي بابل أربعة‪ ,‬ومنه إلى المسيح أربعة عشر‪ ,‬وهذا غلط ‪,‬الن‬ ‫القسم األول يتم على داود‪ ,‬فهو داخل فيه وخارجا ً عن القسم الثاني ‪ ,‬ويبتدئ الثاني‬ ‫من سليمان ويتم على يوخانيا‪ ،‬فهو خارجا ً عن القسم الثالث‪ ،‬ويبتدئ القسم الثالث‬ ‫من شلتائيل ويتم على المسيح‪ ،‬وفي هذا القسم ال يـــوجد إال ثالثة عشر ‪ ،‬وذكر فيه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪ :‬ج‪ 1‬ص‪ ,214-210‬االختالف ‪,76‬من الفصل الثالث ‪,‬من الباب األول‪.‬‬

‫‪119‬‬

‫أيضا ان ويوشيا ولد يوخانيا وإخوته في جالء بابل وهو غلط بأربعة أوجه‪:‬‬ ‫أ‪ :‬أن يوشيا مات قبل هذا الجالء باثني عشر عاما ً‪.‬‬ ‫ب‪ :‬أن يوخانيا ابن يواقيم وهو ابن يوشيا‪.‬‬ ‫ج‪ :‬أن يوخانيا كان في جالء بابل ابن ثمان عشرة سنة فما معنى والدته فيه‪.‬‬ ‫د‪ :‬أنه ما كان ليوخانيا إخوة‪ ،‬وإنما كان ألبيه ثالثة إخوة‪.‬‬ ‫واحتمل آدم كالرك المفسر بعد اعترافه باإلشكال انه كانت اآلية هكذا‪ :‬ويوشيا ولد‬ ‫يواقيم وإخوته‪ ،‬ويواقيم ولد يوخانيا عند جالء بابل‪ ,‬فأمر بالتحريف لرفع‬ ‫االعتراض‪ ،‬ومع ذلك فالثالث بحاله‪ )1(.‬ويظهر من الباب "‪ "3‬من السفر األول‬ ‫من إخبار األيام‪ ,‬إن األجيال في القسم الثاني الذي ذكره متي ثمانية عشر ال أربعة‬ ‫عشر‪ ,‬ولذلك قال نيومن متحسرا ً‪ :‬إنه كان تسليم اتحاد الواحد والثالثة ضروريا ً في‬ ‫الملة المسيحية‪ ،‬واآلن تسليم اتحاد ثمانية عشر‪ ,‬وأربعة عشر أيضا ً ضروري‪ ,‬ألنه‬ ‫ال احتمال لوقوع الغلط في الكتب المقدسة‪ ,‬واآلية "‪ "8‬من الباب "‪ "1‬من إنجيل‬ ‫متي هكذا‪ :‬يورام ولد عوزيا وهو غلط بوجهين‪:‬‬ ‫أ‪ :‬أن عوزيا ابن احزيا بن يواش بن امصياه بن يورام‪ ،‬وثالثة من السالطين‬ ‫المشهورة‪ ,‬وحالهم مذكور في الباب "‪ "8‬و"‪ "12‬و"‪ "14‬من سفر الملوك الثاني‬ ‫والباب "‪ "22‬و"‪ "24‬و"‪ )2("5‬من السفر الثاني من أخبار األيام‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪ :‬ج‪ 1‬ص‪ , 297-294‬الغلط "‪ "38‬من الفصل الثالث‪ ,‬من الباب األول‪.‬‬ ‫‪ -2‬في المصدر ورد‪ :‬والخامس والعشرين ‪ ,‬وليس الخامس‪.‬‬

‫‪120‬‬

‫ب‪ :‬أن اسمه عزيا ال عوزيا كما في الباب‪ "3" .‬من السفر األول من أخبار األيام‬ ‫والباب "‪ "14‬و "‪ "15‬من سفر الملوك الثاني‪ ,‬وذكر فيه أيضا إن زور بابل ولد‬ ‫شلتائيل‪ ،‬وهو غلط بل هو ابن فدايا وابن األخ لشلتائيل‪ ،‬كما هو في الباب "‪ "3‬من‬ ‫السفر األول من أخبار األيام‪ ,‬وذكر فيه أيضا أن أبي هود ابن زور بابل وهو‬ ‫غلط ً‪ ،‬ألن زور بابل كان له خمسة بنين‪ ,‬كما في الباب المقدم وليس فهيم احد‬ ‫مسمى بهذا االسم‪ )1(.‬وذكر أيضا في الباب "‪ "27‬إن حجاب الهيكل قد انشق‬ ‫إلى اثنين من فوق إلى أسفل‪ ,‬واألرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت‬ ‫‪,‬وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين‪ ,‬وخرجوا من القبور بعد قيامته‪ ,‬ودخلوا‬ ‫المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين‪ ,‬وهذه الحكاية كاذبة‪ ،‬وصرح نورتن‪ :‬أن أمثال‬ ‫هذه الحكايات كانت رائجة في اليهود‪ ,‬ولعل أحدا كتب في حاشية النسخة العبرانية‬ ‫إلنجيل متى‪ ,‬وأدخلها الكتاب في المتن‪ ,‬ويدل على كذبها وجوه ال يسع ذكرها‬ ‫المقام‪ )2(,‬واآلية "‪ "28‬من الباب "‪ "19‬منه هكذا‪ :‬فقال لهم يسوع الحق أقول لكم‬ ‫إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد‪ ،‬متى جلس ابن اإلنسان على كرسي مجده‪,‬‬ ‫تجلسون أنتم أيضا ً على اثني عشر كرسيا ً انتهى‪ .‬وهذه شهادة منه للحواريين‬ ‫أالثني عشر بالفوز والنجاة وهو غلط‪ ،‬ألن يهودا األسخريوطي الواحد منهم قد‬ ‫ارتد ومات مرتدا ً جهنميا ً على زعمهم‪ ،‬فال يمكن أن يجلس على الكرسي الثاني‬ ‫عشر‪ ,‬واآلية "‪ "13‬من الباب "‪ "3‬من إنجيــــل يــــوحنا هكذا‪ :‬ألـــيس احد صعد‬ ‫إلى السماء إال الذي نزل من السماء ابن هللا الذي هو في السماء‪ ,‬وهذا غلط أيضا ً‬ ‫ألن أخنوخ وإيلياء رفعا إلى السماء كما في الباب "‪ "5‬من سفر التكوين‪ ،‬والباب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪ :‬ج‪ 1‬ص‪ , 301-298‬الغلط "‪ "44‬من الفصل الثالث‪ ,‬من الباب األول‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪:‬ج‪ 2‬ص‪,314-313‬الغلط"‪"59‬من الفصل الثالث‪ ,‬من الباب األول‪.‬‬ ‫‪121‬‬

‫"‪ "2‬من سفر الملوك الثاني‪ )1(,‬اآلية "‪ "27‬من الباب "‪ "3‬من إنجيل لوقا هكذا‪:‬‬ ‫ابن يوحنا ابن ريسا ابن زور بابل بن شلتيئل بن نيري‪ ,‬وفيه ثالث أغالط‪:‬‬ ‫أ‪ :‬انه ليس احد من بني زور بابل مسمى بهذا االسم مع انه مخالفا لما ذكره متي‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫ب‪ :‬أن زور بابل ابن فدايا‪.‬‬ ‫ج‪ :‬أن شلتئيل ابن يوخانيا كما ذكره متى‪)2(.‬‬

‫واآلية "‪ "25‬من الباب "‪ "25‬من إنجيل لوقا هكذا‪ :‬انه لم تمطر على األرض‬ ‫ثالث سنين وستة أشهر في زمان إيليا الرسول‪ ,‬وهو غلط‪ ،‬ألن المطر الثالثة‪ ،‬كما‬ ‫في الباب "‪ "18‬من سفر الملوك األول إلى غير ذلك من األغالط الكثيرة التي‬ ‫تقف عليها المناظرة‪)3(.‬‬ ‫الثامن‪ :‬ذكر متي في الباب "‪ )4("4‬ومرقس في "‪ "6‬ولوقا في "‪ :"3‬إن‬ ‫هيروديس اخذ يحيى وقيده في السجن ألجل هيروديا زوجة أخيه فيلبوس‪ ,‬صرح‬ ‫مفسروهم‪ :‬بان فيليوس زايد فليسقط من المتن بل قال هورن في المجلد األول‪ :‬إن‬ ‫كريباخ أسقطه وإنما اسم زوجها هيرود‪ ,‬اآلية "‪)5("13‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪:‬ج‪2‬ص‪ ,328‬الغلط "‪ "82‬من الفصل الثالث من الباب األول‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪:‬ج‪2‬ص‪ ,333‬الغلط"‪ "86‬من الفصل الثالث من الباب األول‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪ :‬ج‪ 2‬ص‪ ,343‬الغلط"‪101‬و‪ ,"102‬الفصل الثالث‪ ,‬من الباب األول‪.‬‬ ‫‪ -4‬في المصدر ورد‪ :‬الرابع عشر‪.‬‬ ‫‪ -5‬في المصدر ورد‪ :‬الحادية والثالثون وليس الثالث عشر‪.‬‬ ‫‪122‬‬

‫من الباب "‪ "7‬من إنجيل لوقا هكذا‪ :‬ثم قال الرب‪ :‬فبماذا أشبه أهل هذا الجيل؟ أو‬ ‫ما الذي يشابهونه؟ ‪ ,‬قال ادم كالرك‪ :‬هذه األلفاظ ما كانت أجزاء لمتن لوقا ‪ ،‬ولهذا‬ ‫األمر شهادة تامة‪ ,‬وردَّ كل محقق هذه األلفاظ وأخرجها بنجل وكريسباخ من‬ ‫المتن‪ ,‬اآلية "‪ "9‬من الباب "‪ "27‬من إنجيل متى هكذا‪ :‬وحينئذ كمل قول النبي‬ ‫أرمياء حيث قال‪ :‬فقبضوا الدراهم الثالثين ثمن المثمن الذي ثمنه بنو إسرائيل‪ ,‬هذه‬ ‫العبارة ال توجد في كتاب ارميا‪ ,‬وال في كتاب أخر من كتب العهد العتيق‪ ,‬نعم‬ ‫توجد في كتاب زكريا عبارة تناسب تلك العبارة لكن بينهما فرق كثير‪ ,‬ثم اختلف‬ ‫مفسروهم فقال هورن في المجلد الثاني من تفسيره‪ :‬انه إلحاقي وان لفظ ارميا‬ ‫زائد‪ ,‬وذكر شواهد لإللحاق‪ ,‬وقال في المجلد األول‪ :‬انه أدرجه بعض الناقلين‪,‬‬ ‫وقال وارد كاتلك‪ :‬انه غلط متي فكتب ارميا موضع زكريا‪ ,‬وقال جواد بن ساباط‬ ‫في البراهين الساباطية‪ :‬إني سألت القسيسين الكثيرين عن ذلك‪ ,‬فقال طامن‪ :‬غلط‬ ‫الكاتب‪ ،‬وقال بيوكانان ومارطيروس وكيراكوس‪ :‬إن متى كتب اعتمادا ً على‬ ‫حفظه بدون المراجعة إلى الكتب‪ ،‬فوقع في الغلط‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬لعل زكريا يكون‬ ‫مسمى بأرمياء أيضا ً‪ ,‬واآلية "‪ "35‬من الباب"‪ "27‬من إنجيله أيضا هكذا ‪:‬‬ ‫فصلبوه واقتسموا بقرع القرعة لباسه‪ ,‬لكل قول النبي حيث قال‪ :‬إنهم اقتسموا‬ ‫لباسي واقترعوا على قميصي‪ .‬انتهى‪ .‬اثبت هورن باألدلة القاطعة في المجلد‬ ‫الثاني إن قوله ليكمل إلى أخره زائد واجب الحذف‪ ,‬وحذفه كريسباخ وكذا ادم‬ ‫كالرك في المجلد الخامس من تفسيره‪ )1(.‬وصرح هورن أيضا‪ :‬إن كلمة أيضا في‬ ‫اآلية "‪ "8‬من الباب "‪ "12‬من إنجيله الحاقية وأخرجهما كريسباخ‪ ,‬وكذا لفظ القلب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق‪ :‬ج‪ 2‬ص‪ ,497-492‬الشاهد الثامن عشر"‪ ,‬من المقصد الثاني‪ ,‬من‬ ‫الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪123‬‬

‫في اآلية "‪ "35‬من الباب "‪ "12‬منه‪ ,‬وفرقة رومن كاتلك‪ ,‬يحكمون بان قوله‪ :‬فان‬ ‫الملكوت والقدوة والمجد لك إلى األبد‪ ,‬واآلية "‪ "13‬من الباب "‪ "6‬منه‪ :‬الحاقية‬ ‫َج ْزما ً وال توجد في الترجمة الالطينية‪ ,‬ونقله وارد كاتلك في كتاب األغالط من‬ ‫بعض محققيهم أيضا‪ ,‬واآلية "‪ "53‬من الباب "‪ ،"7‬واآلية األولى إلى حادية‬ ‫عشرة من إنجيل يوحنا إلحاقية‪ ،‬كما صرح به نورتن ونقله هورن في المجلد‬ ‫الرابع من تفسيره‪ ,‬عن أرازمس وكالوين وبيزا وكروتيس وليكرك ووتستين‬ ‫وسملر وشلز ومورس وهين لين وبالس وسمت ونفينس وكوجو وغيرهم‪ ,‬ممن‬ ‫ذكرهم وجماعة شرحوا اإلنجيل ولم يشرحوا هذه اآليات وكلمة عالنية في اآلية‬ ‫"‪ "18‬من الباب "‪ "6‬من إنجيل متي الحاقية‪ ,‬كما صرح به ادم كالرك قال‪:‬‬ ‫وأسقطه كريسباخ ووتسين وبنجل‪ ،‬وكلمة إلى التوبة في اآلية "‪ "71‬من الباب‬ ‫"‪ "2‬من إنجيل مرقس إلحاقية‪ ،‬كما صرح به آدم كالرك قال‪ :‬وأسقطه كريسباخ‬ ‫من المتن وتبعه كرويتس ومل وبنجل‪ ,‬وهكذا في اآلية "‪ "13‬من الباب "‪ "9‬من‬ ‫إنجيل متى‪ ,‬وصرح أيضا ً قوله في الباب "‪ "20‬منه‪ :‬وتصطبغوا بالصبغة التي أنا‬ ‫بها أصطبغ‪ ,‬وقوله‪ :‬وأما الصبغة التي أنا أصطبغ بها فتصطبغون ‪ ,‬الحاقيان‬ ‫وأسقطهما كريسباخ‪ ,‬وقوله في الباب "‪ "9‬من إنجيل لوقا‪ :‬فإن ابن اإلنسان لم يأت‬ ‫لهالك أنفس الناس‪ ,‬بل لنجاتها‪ ,‬ثم ساروا إلى قرية أخرى‪ ,‬الحاقي وأسقطه‬ ‫كريسباخ‪ )1(.‬وقال هورن في تفسيره‪ :‬سقطت أية تامة ما بين اآلية "‪ "33‬و"‪"34‬‬ ‫من الباب "‪ )2( "11‬من إنجيل لوقا‪)3(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إظهار الحق ج‪ 2‬ص‪ ,512-502‬الشاهد السابع والثالثون"‪ ,‬من المقصد الثاني‪ ,‬من‬ ‫الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪ -2‬في المصدر ورد‪ :‬الحادي والعشرين‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪ :‬ج‪ 2‬ص‪ ,512-530‬الشاهد الخامس عشر"‪ ,‬من المقصد الثالث‪ ,‬من‬ ‫الباب الثاني‪.‬‬ ‫‪124‬‬

‫فلنقبض عنان األقالم‪ ,‬فان التعرض لجميع ما يوهن اعتبار الموجود منه لعلة‬ ‫تضييع للوقت‪ ,‬إذ وجود غلط أو تناقض أو اختالف أو تحريف واحد كاف في عدم‬ ‫كون جامعه ثقة ضابطا‪ ,‬فضال عن كونه ملهما مسددا مؤيدا بروح القدس‪ ,‬فضال‬ ‫عن كونه نبيا مرسال‪ ,‬بل يظهر من لوقا وهو المتأخر منهم عدم اعتنائه بما جمع‬ ‫قبله‪ ,‬وإال كيف يخالف من الهم إليه؟ وهذا أصبح والحمد هلل الذي أزهق الباطل إن‬ ‫الباطل كان زهوقا هذا تمام الكالم في األول‪.‬‬

‫في بيان إن كل ما وقع في األمم السالفة يقع في األمة المرحومة ‪.‬‬ ‫األمر الثاني‪ :‬في إن كل ما وقع في األمم السابقة خصوصا بني إسرائيل يقع في‬ ‫هذه األمة‪ ,‬وإنها تقتضي سنن السابقين وسيرة من كان قبلهم في كل أحوالهم‬

‫وجميع أطوارهم‪ ,‬خصوصا فيما يتعلق بأمور الدين قال هللا تعالى‪﴿ :‬لَتَ ْر َكبُ َّن َ‬ ‫طبَقًا‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ق﴾ االنشقاق‪ ,19:‬أي لتتبعن سنن من كان قبلكم من األولين وأحوالهم‪,‬‬ ‫َ‬ ‫ط َب ٍّ‬ ‫صرح بهذا التفسير جمع من المفسرين كما في ضياء العالمين ونقله في مجمع‬ ‫البيان عن الصادق "عليه السالم" قال‪ :‬والمعنى انه يكون فيكم ما كان فيهم‬ ‫ويجري عليكم ما جرى عليهم حذو القذة بالقذة‪)1(.‬‬

‫ي ٍّ إِ َّال‬ ‫وقال تعالى‪َ ﴿ :‬و َك ْم أ َ ْر َ‬ ‫ي ٍّ فِي ْاأل َ َّو ِلينَ ﴿‪َ ﴾6‬و َما يَأْتِي ِه ْم ِم ْن نَ ِب ّ‬ ‫س ْلنَا ِم ْن نَ ِب ّ‬ ‫شدَّ ِم ْن ُه ْم َب ْ‬ ‫ط ً‬ ‫ض ٰى َمث َ ُل‬ ‫َكانُوا بِ ِه َي ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿‪ ﴾7‬فَأ َ ْهلَ ْكنَا أَ َ‬ ‫شا َو َم َ‬ ‫س ْلنَا ِم ْن قَ ْب ِل َك‬ ‫ْاأل َ َّو ِلينَ ﴿‪ ﴾8‬الزخرف‪ .‬وقال تعالـــــــــــــــــــــــــــــــى‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد أ َ ْر َ‬ ‫سو ٍّل إِ َّال َكانُوا بِ ِه يَ ْستَ ْه ِزئُونَ ﴿‪﴾11‬‬ ‫فِي ِشيَعِ ْاأل َ َّو ِلينَ ﴿‪َ ﴾10‬و َما يَأْتِي ِه ْم ِم ْن َر ُ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪10‬ص‪ "62",307‬سورة االنشقاق‪.‬‬ ‫‪125‬‬

‫سنَّةُ‬ ‫ب ْال ُم ْج ِر ِمينَ ﴿‪َ ﴾12‬ال يُؤْ ِمنُونَ ِب ِه ۖ َوقَ ْد َخلَ ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫َك ٰذَ ِل َك نَ ْسلُ ُكهُ فِي قُلُو ِ‬ ‫س ِلنَا ۖ َو َال‬ ‫س ْلنَا قَ ْبلَ َك ِم ْن ُر ُ‬ ‫ْاأل َ َّو ِلينَ ﴿‪ ﴾12‬الحجر‪ .‬وقال سبحانه‪ُ ﴿ :‬‬ ‫سنَّةَ َم ْن قَ ْد أ َ ْر َ‬ ‫سنَّتِنَا تَ ْح ِو ً‬ ‫اَّللِ الَّتِي قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫سنَّةَ َّ‬ ‫ت ِم ْن‬ ‫يال﴾ اإلسراء‪ , 77:‬وقال تعالى‪ُ ﴿ :‬‬ ‫تَ ِجدُ ِل ُ‬ ‫اَّللِ تَ ْبد ً‬ ‫سنَّةَ َّ‬ ‫سنَّ ِة َّ‬ ‫اَّللِ ِفي الَّذِينَ‬ ‫ِيال﴾ الفتح‪ ,23:‬وقال عز اسمه‪ُ ﴿ :‬‬ ‫قَ ْب ُل ۖ َولَ ْن تَ ِجدَ ِل ُ‬ ‫َخلَ ْوا ِم ْن قَ ْب ُل َو َكانَ أَ ْم ُر َّ‬ ‫ُورا﴾ األحزاب‪ , 38:‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫اَّللِ قَدَ ًرا َم ْقد ً‬ ‫شدَّ ِم ْن ُك ْم قُ َّوة ً َوأَ ْكثَ َر أَ ْم َو ًاال َوأ َ ْو َالدًا فَا ْستَ ْمتَعُوا‬ ‫﴿ َكالَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم َكانُوا أَ َ‬ ‫ضت ُ ْم‬ ‫بِخ ََالقِ ِه ْم فَا ْست َ ْمتَ ْعت ُ ْم بِخ ََالقِ ُك ْم َك َما ا ْستَ ْمت َ َع الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم بِخ ََالقِ ِه ْم َو ُخ ْ‬ ‫س ْلنَا ِم ْن قَ ْب ِل َك ِفي‬ ‫َكالَّذِي خَا ُ‬ ‫ضوا ﴾ التوبة‪ , 69:‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬و َك ٰذَ ِل َك َما أ َ ْر َ‬ ‫ار ِه ْم‬ ‫ع َل ٰى أ ُ َّم ٍّة َو ِإنَّا َ‬ ‫ِير ِإ َّال قَا َل ُمتْ َرفُوهَا ِإنَّا َو َج ْدنَا آ َبا َءنَا َ‬ ‫قَ ْريَ ٍّة ِم ْن نَذ ٍّ‬ ‫ع َل ٰى آثَ ِ‬ ‫ٰ‬ ‫عد ًُّوا َ‬ ‫اطينَ‬ ‫ش َي ِ‬ ‫ي ٍّ َ‬ ‫ُم ْقتَدُونَ ﴾ الزخرف‪ , 23:‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬و َكذَ ِل َك َج َع ْلنَا ِل ُك ِّل نَبِ ّ‬ ‫اإل ْن ِس َو ْال ِج ِّن ﴾ اإلنعام ‪.112:‬‬ ‫ِْ‬ ‫إلى غير ذلك من اآليات الكثيرة التي فيها داللة أو إشارة على المطلب‪ ,‬وال يضر‬ ‫ضعف داللة بعضها‪ ,‬لكونها مجبورة باإلخبار المستفيضة التي نذكرها‪.‬‬ ‫قال العالمة ألمجلسي في البحار‪ :‬وقد ثبت باإلخبار المتضافرة إن ما وقع في األمم‬ ‫السابقة‪ ,‬يقع نظيره في هذه األمة‪ ,‬فكلما ذكر سبحانه في القران الكريم من‬ ‫القصص‪ ,‬فإنما هو زجر هذه األمة عن أشباه إعمالهم وتحذيرهم عن أمثال ما نزل‬ ‫بهم من العقوبات‪ ,‬حيث علم وقوع نظيرها منهم وعليهم‪.‬انتهى‪)1(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار للمجلسي‪:‬ج‪24‬ص‪,236‬الباب " ‪ "59‬نادر في تأويل قوله تعالى‪:‬‬ ‫(سيروا فيها ليالي وأياما امنين)‪.‬‬ ‫‪126‬‬

‫وقد افرد له بالتصنيف الشيخ الصدوق وسماه كتاب حذو النعل بالنعل‪)1(.‬‬

‫وقال المحدث الحر ألعاملي في إيقاظ الهجعة في إثبات الرجعة‪ :‬انه يمكن إن‬ ‫يستدل عليه بإجماع المسلمين في الجملة‪ ,‬فان األحاديث بذلك كثيرة من طرق‬ ‫العامة والخاصة‪ ,‬وقد صنف علمائنا كتبا في إثباته مذكورة في كتب الرجال‪)2(.‬‬

‫قلت‪ :‬لم يصلنا تلك الكتب ألينا وإنما نورد من اإلخبار ما عثرت عليه‪ ,‬مما روى‬ ‫متفرقا في الكتب المعتبرة ونتبعه بما رواه العامة‪.‬‬

‫في ذكر الروايات الواقعة في هذا المضار‪.‬‬ ‫أ‪ :‬الصدوق في إكمال الدين‪ ,‬عن علي بن أحمد الدقاق‪ ,‬عن محمد بن أبي عبد‬ ‫هللا الكوفي‪ ،‬عن موسى بن عمران النخعي‪ ،‬عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي‪،‬‬ ‫عن غياث بن إبراهيم‪ ،‬عن الصادق جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه "عليهم‬ ‫السالم" قال‪ :‬قال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‪ :‬كلما كان في األمم السالفة فإنه‬ ‫يكون في هذه األمة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة‪)3( ,‬‬

‫ع ْن َ‬ ‫ب‪ :‬علي بن إبراهيم في تفسيره في قوله تعالى‪﴿ :‬لَتَ ْر َكبُ َّن َ‬ ‫ق﴾‬ ‫طبَقًا َ‬ ‫طبَ ٍّ‬ ‫االنشقاق‪ ,19:‬يقول‪ :‬لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل‪ ،‬والقذة بالقذة ال‬ ‫تخطئون طريقهم‪ ،‬وال يخطأ شبر بشبر‪ ،‬وذراع بذراع‪ ،‬وباع بباع‪ ،‬حتــــــى أن لو‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الفهرست للطوسي‪:‬ص‪,237‬رقم الترجمة "‪ / "710‬رجال النجاشي‪:‬ص‪-391‬‬ ‫‪,392‬رقم الترجمة‪.1049:‬‬ ‫‪ -2‬اإليقاظ من الهجعة للحر ألعاملي‪:‬ص‪ "90" ,114‬الباب الرابع‪,‬في إثبات إن ما وقع‬ ‫في األمم السابقة يقع مثله في هذه األمة‪......‬‬ ‫‪ -3‬إكمال الدين للصدوق‪:‬ج‪ 1‬ص‪,604‬الباب الرابع والخمسون‪,‬قصة بلوهر وبوذاسف‪.‬‬

‫‪127‬‬

‫كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه‪ ،‬قالوا‪ :‬اليهود والنصارى تعنى يا رسول‬ ‫هللا؟ قال‪ :‬فمن أعني؟ لتنقضن عرى اإلسالم عروة عروة‪ ،‬فيكون أول ما تنقضون‬ ‫من دينكم األمانة وآخره الصالة‪)1(.‬‬

‫ج‪ :‬الصدوق في اإلكمال‪ ,‬مرسال صح عن النبي "صلى هللا عليه وآله"‪,‬انه قال‪:‬‬ ‫كلما كان في األمم السالفة فإنه يكون في هذه األمة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة‪)2(.‬‬

‫د‪ :‬عن الصدوق عن احمد بن الحسن القطان بإسناده‪ ,‬عن جعفر بن محمد عن أبيه‬ ‫عن جده "عليهم السالم" قال ‪ :‬قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ :‬والذي بعثني‬ ‫بالحق بشيرا‪ ,‬لتركبن أمتي سنن من كان قبلها‪ ,‬حذو النعل بالنعل‪ ,‬حتى لو أن حية‬ ‫من بني إسرائيل دخلت في جحر لدخلت في هذه األمة حية مثلها‪ )3(.‬ه‪ :‬الصدوق‬ ‫في الفقيه في باب فرض الصالة‪ ,‬قال‪ :‬النبي "صلى هللا عليه وآله"‪ :‬يكون في هذه‬ ‫األمة كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة ‪ )4(.‬وقال مثله‬ ‫في العقائد في باب الرجعة‪)5(.‬‬

‫والصدوق في العيون‪ ,‬عن تميم بن عبد هللا بن تميم القرشي رضي هللا عنه‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫حدثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن علي األنصاري‪ ,‬عن الحسن بن الجهم‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫حضرت مجلس المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضا "عليه السالم"‪ ,‬وقد‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,413‬سورة االنشقاق‪.‬‬ ‫‪ -2‬إكمال الدين للصدوق‪:‬ج‪ 1‬ص‪,604‬الباب الرابع والخمسون‪,‬قصة بلوهر وبوذاسف‪.‬‬ ‫‪ -3‬كمال الدين للصدوق‪:‬ج‪ 1‬ص‪,604‬الباب الرابع والخمسون‪,‬قصة بلوهر وبوذاسف‪.‬‬ ‫‪ -4‬من ال يحضره الفقيه للصدوق‪ :‬ج‪ 1‬ص‪,203‬ح‪ ,609‬أبواب الصالة وحدودها‪.‬‬ ‫‪ -5‬االعتقادات في دين األمامية للصدوق‪:‬ص‪,62‬باب الرجعة‪.‬‬

‫‪128‬‬

‫اجتمع الفقهاء وأهل الكالم من الفرق المختلفة‪ ,‬فسأله بعضهم‪ ,‬فقال له‪ :‬يا بن‬ ‫رسول هللا بأي شئ تصح اإلمامة لمدعيها؟ قال بالنص والدليل‪ ،‬إلى إن قال "عليه‬ ‫السالم"‪ :‬وقد قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ :‬يكون في هذه األمة كل ما كان‬ ‫في األمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة‪)1(.‬‬

‫ز‪ :‬سليم بن قيس الهاللي من أصحاب أمير المؤمنين "عليه السالم" في كتابه‪ ,‬عن‬ ‫سليمان‪ ,‬عن أمير المؤمنين صلوات هللا عليه‪ ,‬قال‪ :‬سمعت رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه وآله" يقول‪ :‬لتركبن أمتي سنة بني إسرائيل‪ ,‬حذو النعل بالنعل‪ ,‬وحذو القذة‬ ‫بالقذة‪ ،‬شبرا بشبر‪ ,‬وذراعا بذراع‪ ,‬وباعا بباع‪ ،‬حتى لو دخلوا جحرا لدخلوا فيه‬ ‫معهم‪ ,‬وإنه كتب التوراة واإلنجيل والقرآن‪ ,‬ملك واحد في رق واحد بقلم واحد‪،‬‬ ‫وجرت األمثال والسنن سواء‪)2(.‬‬

‫ح‪ :‬الشيخ الجليل عبد هللا بن جعفر الحميري في قرب اإلسناد‪,‬عن محمد بن‬ ‫الحسين بن أبي الخطاب‪,‬عن احمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي‪ ,‬قال‪ :‬قلت‬ ‫للرضا "عليه السالم"‪ :‬جعلت فداك إن أصحابنا رووا عن شهاب عن جدك "عليه‬ ‫السالم" انه قال‪ :‬أبى هللا تبارك وتعالى إن يملك احد ما ملك رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه واله" ثالثا وعشرين سنة‪ ,‬إلى إن قال الرضا "ع" ‪ :‬فعليكم بالصبر‪ ,‬فإنه إنما‬ ‫يجئ الفرج على اليأس‪ ،‬وقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم‪ ,‬وقد قال أبو جعفر‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬عيون إخبار الرضا للصدوق‪:‬ج‪ 1‬صص‪,218-216‬ح‪ ,1‬باب ما جاء عن الرضا‬ ‫عليه السالم في وجه دالئل األئمة عليهم السالم والرد على الغالة والمفوضة لعنهم‬ ‫هللا ‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتاب سليم بن قيس‪:‬ص‪ "4" ,163‬قضايا السقيفة على لسان سلمان الفارسي‪.‬‬

‫‪129‬‬

‫"عليه السالم"‪ :‬هي وهللا السنن‪ ،‬القذة بالقذة‪ ,‬ومشكاة بمشكاة‪ ،‬وال بد أن يكون فيكم‬ ‫ما كان في الذين من قبلكم‪ ،‬ولو كنتم على أمر واحد‪ ,‬كنتم على غير سنة الذين من‬ ‫قبلكم‪)1(.‬‬

‫ط‪ :‬الشيخ الثقة علي بن محمد بن علي الخزاز ألقمي في كفاية األثر‪,‬عن أبي‬ ‫المفضل محمد عن عبد هللا بن المطلب الشيباني‪,‬عن احمد بن مطوق بن سواد بن‬ ‫الحسين أبو الحسين القاضي ألبستي‪ ,‬عن أبي حاتم المهلبي المغيرة بن محمد بن‬ ‫مهلب‪ ,‬عن عبد الغفار بن كثير الكوفي‪ ,‬عن إبراهيم بن حميد‪ ,‬عن أبي هاشم‪ ,‬عن‬ ‫مجاهد‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قدم يهودي على رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‬ ‫يقال له نعثل‪ ,‬فقال‪ :‬يا محمد‪ :‬إني أسائلك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين‪,‬‬ ‫فإن أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك‪ ,‬قال سل يا أبا عمارة‪ ,‬فسأله عن أشياء‪,‬‬ ‫وفي أخر الخبر‪ ,‬فقال ‪ - :‬إي رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ‪ -‬يا أبا عمارة‬ ‫أتعرف األسباط؟ قال‪ :‬نعم يا رسول هللا‪ ,‬إنهم كانوا اثني عشر‪ ,‬قال‪ :‬فإن فيهم‬ ‫الوي بن أرحيا‪ ,‬قال‪ :‬أعرفه يا رسول هللا ‪,‬وهو الذي غاب عن بني إسرائيل سنين‪,‬‬ ‫ثم عاد فأظهر شريعته بعد دراستها‪ ,‬وقاتل مع قرسيبطا الملك حتى قتله‪ ,‬فقال‬ ‫"ص" كائن في أمتي ما كان من بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة‪ ,‬ثم‬ ‫ذكر "ص" غيبة القائم "عليه السالم"‪)2(.‬‬

‫ي‪ :‬الطبرسي في االحتجاج‪ ,‬عن أمير المؤمنين "عليه السالم" في قوله تعالى‪:‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب قرب اإلسناد للحميري القمي ‪ :‬ص‪ "44" ,381-380‬أحاديث متفرقة‪.‬‬ ‫‪ -2‬كفاية األثر في النص على األئمة أالثني عشر للخزاز ألقمي الرازي ‪:‬ص‪",15-12‬‬ ‫ما جاء عن عبد هللا بن العباس من النصوص" ‪.‬‬ ‫‪130‬‬

‫ع ْن َ‬ ‫﴿لَتَ ْر َكبُ َّن َ‬ ‫ق﴾ االنشقاق‪,19:‬أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من األمم‬ ‫ط َبقًا َ‬ ‫ط َب ٍّ‬ ‫في الغدر باألوصياء بعد األنبياء‪)1(.‬‬

‫يا‪ :‬أبوعلي الطبرسي في إعالم الورى‪ ,‬كما في كشف الغمة‪ ,‬قال‪ :‬قد صح عن‬ ‫النبي "صلى هللا عليه واله" انه قال‪ :‬كلما كان في األمم السابقة فانه يكون في هذه‬ ‫األمة مثله‪ ,‬حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة‪)2(.‬‬

‫يب‪ :‬الكشي كما يأتي‪ ,‬عن الصادق "عليه السالم" انه لم يكن في بني إسرائيل‬ ‫شيء إال وفي هذه األمة مثله‪)3(.‬‬

‫يج‪ :‬سعد بن عبد هللا ألقمي في بصائره‪ ,‬كما نقله الشيخ حسن بن سليمان الحلي‪,‬‬ ‫عن محمد بن الحسين بن صفوان بن يحيى‪ ,‬عن أبي خالد القماط‪ ,‬عن حمران بن‬ ‫أعين‪ ,‬عن أبي جعفر "عليه السالم" قال‪ :‬قلت‪ :‬له هل كان في بني إسرائيل شيء‬ ‫إال يكون مثله هاهنا قال‪ :‬ال‪ .‬الخبر‪)4(.‬‬

‫يد‪ :‬القطب الراوندي في قصص األنبياء بإسناده‪ ,‬عن الصدوق‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن سعد‬ ‫بن عبد هللا‪,‬عن احمد بن محمد بن عيسى‪,‬عن الحسين بن سيف بن عميرة‪,‬عن أخيه‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,369‬احتجاج"ع" على زنديق جاء مستدال عليه بأي من‬ ‫القران متشابهة تحتاج إلى التأويل‪,‬على أنها تقتضي التناقض واالختالف فيه‪ ,‬وعلى‬ ‫أمثاله في أشياء أخر‪.‬‬ ‫‪ -2‬إعالم الورى بإعالم الهدى للطبرسي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,309‬الباب الخامس‪.‬‬ ‫‪ -3‬اختيار معرفة الرجال للكشي‪:‬ص‪ ,314‬الترجمة المرقمة"‪ "568‬في ما روي في‬ ‫حيان السراج واحتجاج ابي عبد هللا"ع" عليه في محمد بن الحنفية‪.‬‬ ‫‪ -4‬مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي‪:‬ص‪,23‬في كلما كان في بني‬ ‫إسرائيل ففي هذه األمة مثله‪.‬‬

‫‪131‬‬

‫علي(‪ )1‬عن محمد بن مارد‪ ,‬عن عبيد األعلى بن أعين‪ ,‬قال‪ :‬قلت ألبي عبد هللا‬ ‫"عليه السالم"‪ :‬حيث يرويه الناس إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قال‪ :‬حدث‬ ‫عن بني إسرائيل وال حرج‪ ,‬قال‪ :‬نعم‪ ,‬قلت‪ :‬فنحدث عن بني إسرائيل وألحرج‬ ‫علينا؟ قال‪ :‬إما سمعت ما قال‪ :‬كفى بالمرء كذبا إن يحدث بكل ما سمع ‪ ,‬قلت‪:‬‬ ‫كيف هذا؟ قال‪ :‬ما كان في الكتاب انه كان في بني إسرائيل فحدث انه كائن في هذه‬ ‫األمة وال حرج‪)2(.‬‬

‫يه‪ :‬السيد المرتضى في الفصول على ما حكي عنه في البحار‪ ,‬عن شيخه المفيد‪,‬‬ ‫قال‪ :‬قال‪:‬الحارث بن عبد هللا ألربعي‪ ,‬قال السيد الحميري في حديث طويل‪ :‬قال‪:‬‬ ‫النبي "صلى هللا عليه واله" لم يجر في بني إسرائيل شيء إال ويكون في أمتي‬ ‫مثله‪ ,‬حتى الخسف والقذف‪ ,‬وقال حذيفة‪ :‬وهللا ما ابعد إن يمسخ هللا عز وجل كثيرا‬ ‫من هذه األمة قردة وخنازير‪.‬الخبر‪)3(.‬‬

‫يو‪ :‬الثقة الجليل فضل بن شاذان في جملة كالم له‪ :‬إن النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله"‪,‬قال المته‪ :‬انتم أشبه شيء ببني إسرائيل‪ ,‬وهللا ليكون فيكم ما كان فيهم‪ ,‬حذو‬ ‫النعل بالنعل‪ ,‬والقذة بالقذة‪ ,‬حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه‪)4(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪" -1‬عن أبيه"وردت في المصدر وسقطت من المصنف‪.‬‬ ‫‪ -2‬قصص األنبياء لقطب الدين الراوندي‪ :‬ص‪187‬ح‪,234‬الباب التاسع‪ :‬فصل"‪ "50‬في‬ ‫بني إسرائيل‪.‬‬ ‫‪ -3‬بحار األنوار‪:‬ج‪10‬ص‪" ,233‬باب ‪ "15‬احتجاجات أصحابه "عليه السالم" على‬ ‫المخالفين‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإليضاح للفضل بن شاذان االزدي‪:‬ص‪,426‬في إخبار النبي"ص" عن وقوع الرجعة‬ ‫في هذه األمة‪.‬‬

‫‪132‬‬

‫ين‪ :‬علي بن أسباط في نوادره‪ ,‬عن إبراهيم بن علي المحمدي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن عبد‬ ‫هللا بن موسى‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن جده جعفر بن محمد‪ ,‬عن محمد بن علي "عليهم‬ ‫السالم" عن جابر بن عبد هللا األنصاري‪ ,‬قال‪ :‬خرج ألينا رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه واله" ذات يوم‪ ,‬وساق الخبر‪ ,‬وفيه حكاية البساط وتسليم أصحاب الكهف‪,‬‬ ‫وفي أخره قال"ع"‪ :‬إن استقمتم على الطريقة لعلي "عليه السالم" في واليته أسقيتم‬ ‫ماء غدقا‪ ,‬وأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أرجلكم‪ ,‬وان لم تستقيموا اختلفت‬ ‫كلمتكم وشمت بكم عدوكم‪ ,‬ولتتبعن بني إسرائيل شيئا شيئا‪ ,‬لو دخلوا حجر ظب‬ ‫لتبعتموهم فيه‪.‬الخبر‪( )1(.‬األصول الستة عشر‪:‬ص‪,131-128‬نوادر علي بن أسباط)‪,‬‬

‫يح‪ :‬العياشي في تفسيره‪ ,‬عن حريز‪ ,‬عن بعض أصحابه‪ ,‬عن أبي جعفر "عليه‬ ‫السالم"‪ ,‬قال‪ :‬قال‪ :‬رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" ‪ :‬والذي نفسي بيده لتركبن‬ ‫سنن من كان قبلكم‪ ,‬حذو النعل بالنعل‪ ،‬والقذة بالقذة‪ ،‬حتى ال تخطأون طريقهم‪ ،‬وال‬

‫يخطئكم سنة بني إسرائيل‪ ,‬ثم قال أبو جعفر "عليه السالم"‪ :‬قال موسى لقومه‪َ ﴿ :‬يا‬ ‫ب َّ‬ ‫اَّللُ لَ ُك ْم ﴾ المائدة‪ ,21:‬فردوا عليه‬ ‫سةَ الَّ ِتي َكت َ َ‬ ‫ض ْال ُمقَدَّ َ‬ ‫قَ ْو ِم ا ْد ُخلُوا ْاأل َ ْر َ‬ ‫س ٰى إِ َّن ِفي َها قَ ْو ًما َجبَّا ِرينَ َو ِإنَّا لَ ْن نَ ْد ُخلَ َها‬ ‫وكانوا ستمائة ألف‪ ،‬فقالوا‪َ ﴿ :‬يا ُمو َ‬ ‫اخلُونَ ﴿‪ ﴾22‬قَا َل َر ُج َال ِن ِمنَ‬ ‫َحت َّ ٰى َي ْخ ُر ُجوا ِم ْن َها فَإِ ْن َي ْخ ُر ُجوا ِم ْن َها فَإِنَّا دَ ِ‬ ‫الَّذِينَ يَخَافُونَ أَ ْن َع َم َّ‬ ‫علَ ْي ِه َما﴿‪﴾23‬المائدة‪ ,‬أحدهما يوشع بن نون‪ ،‬واآلخر‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫اب فَإِذَا دَخ َْلت ُ ُموهُ﴾‬ ‫علَ ْي ِه ُم ا ْلبَ َ‬ ‫كالب بن يافنا‪ ،‬قال‪ :‬وهما ابنا عمه فقاال‪﴿ :‬ا ْد ُخلُوا َ‬

‫المائدة‪ ,23:‬إلى قوله‪ِ ﴿ :‬إنَّا هَا ُهنَا قَا ِعدُونَ ﴾‬

‫المائدة‪ ,24:‬قال‪ :‬فعصى أربعون‬

‫ألفا‪ ،‬وسلم هارون وابناه ويوشع بن نون وكالب بن يافنا‪ ،‬فسماهم هللا فاسقين فقال‪:‬‬ ‫س ِقينَ ﴾ المائدة‪ ,26:‬فتاهوا أربعيــــن سنة ألنهم عصوا‬ ‫علَى ْالقَ ْو ِم ْالفَا ِ‬ ‫س َ‬ ‫﴿ فَ َال تَأ ْ َ‬ ‫‪133‬‬

‫فكانوا حذو النعل بالنعل‪ ،‬إن رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" لما قبض لم يكن‬ ‫على أمر هللا إال علي والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذر‪ ،‬فمكثوا أربعين‬ ‫حتى قام علي‪ ,‬فقاتل من خالفه‪)1(.‬‬

‫قلت‪ :‬لعل األربعين من يوم إظهار النبي "صلى هللا عليه واله" خالفة أمير‬ ‫المؤمنين "عليه السالم"‪.‬‬ ‫يط‪ :‬ثقة اإلسالم في الكافي‪ ,‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن‬ ‫محبوب‪ ،‬عن جميل بن صالح‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر "عليه السالم" في قوله‬

‫ع ْن َ‬ ‫تعالى‪﴿ :‬لَتَ ْر َكبُ َّن َ‬ ‫ق﴾ االنشقاق‪,19:‬قال‪ :‬يا زرارة أو لم تركب هذه‬ ‫طبَقًا َ‬ ‫ط َب ٍّ‬ ‫األمة بعد نبيها طبقا عن طبق في أمر فالن وفالن وفالن !‪)2(.‬‬

‫قال بعض المحققين‪ :‬إي كانت ضاللتهم بعد نبيهم مطابقة لما صدر من األمم‬ ‫السابقة‪ ,‬من ترك الخليفة وإتباع العجل والسامري وأشباه ذلك‪ .‬انتهى‪ )3( .‬وروى‬ ‫هذا الخبر علي بن إبراهيم ألقمي عن علي بن الحسين عن احمد بن أبي عبد هللا‬ ‫مثله‪)4(.‬‬

‫ك‪ :‬العياشي في تفسيره‪ ,‬عن بعض أصحابنا‪ ,‬عن أحدهما "عليه السالم" قال‪ :‬إن‬ ‫هللا قضى االختالف على خلقه‪ ،‬وكان أمرا قد قضاه في علمه‪ ،‬كما قضى علـى‬ ‫األمم من قبلكم‪ ،‬وهي السنن واألمثال يجري على الناس‪ ،‬فجرت علينا كما جرت‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪1‬ص‪ ,304-303‬في قوله تعالى‪ :‬يا قوم ادخلوا األرض المقدسة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪ :‬ج‪ 1‬ص‪414‬ح‪,17‬باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية‪.‬‬

‫‪ -3‬بحار األنوار للمجلسي‪:‬ج‪ 24‬ص‪ 350‬ح‪,64‬أقول‪ :‬القول للمجلسي وليس‬ ‫لبعض المحققين!‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفسير القمي‪:‬ج‪2‬ص‪ ,413‬سورة البروج‪.‬‬ ‫‪134‬‬

‫على الذين من قبلنا‪ ،‬وقول هللا حق‪ ،‬قال هللا تبارك وتعالى لمحمد "صلى هللا عليه‬

‫سنَّ ِتنَا تَ ْح ِو ً‬ ‫يال﴾‬ ‫س ِلنَا ۖ َو َال تَ ِجدُ ِل ُ‬ ‫س ْلنَا قَ ْب َل َك ِم ْن ُر ُ‬ ‫وآله"‪ُ ﴿ :‬‬ ‫سنَّةَ َم ْن قَ ْد أ َ ْر َ‬ ‫اإلسراء‪ ,77:‬وقال‪﴿:‬فَ َه ْل َي ْن ُ‬ ‫ت َّ‬ ‫سنَّ ِ‬ ‫سنَّ َ‬ ‫ت ْاأل َ َّو ِلينَ فَ َل ْن تَ ِجدَ ِل ُ‬ ‫ظ ُرونَ إِ َّال ُ‬ ‫اَّللِ‬ ‫اَّللِ تَ ْح ِو ً‬ ‫تَ ْبد ً‬ ‫ت َّ‬ ‫يال﴾ فاطر‪ ,43:‬وقال‪﴿ :‬فَ َه ْل يَ ْنت َ ِظ ُرونَ ِإ َّال ِمثْ َل‬ ‫سنَّ ِ‬ ‫ِيال ۖ َولَ ْن تَ ِجدَ ِل ُ‬ ‫أَي َِّام الَّذِينَ َخلَ ْوا ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم قُ ْل فَا ْنت َ ِظ ُروا ِإ ِنّي َم َع ُك ْم ِمنَ ْال ُم ْنتَ ِظ ِرينَ ﴾‬ ‫يونس‪ ,102:‬وقال "عليه السالم" ‪":‬ال تبديل لقول هللا"‪ ,‬وقد قضى هللا على موسى‬ ‫"عليه السالم" وهو مع قومه يريهم اآليات والنذر‪ ،‬ثم مروا على قوم يعبدون‬ ‫أصناما‪ ,‬قالوا يا موسى‪ :‬اجعل لنا إلها كما لهم آلهة‪ ,‬قال‪ :‬إنكم قوم تجهلون‪,‬‬ ‫فاستخلف موسى هارون‪ ,‬فنصبوا عجال جسدا له خوار‪ ,‬فقالوا هذا إلهكم وإله‬ ‫موسى‪ ،‬وتركوا هارون‪ ,‬فقال‪ :‬يا قوم إنما فتنتم به‪ ,‬وإن ربكم الرحمن فاتبعوني‬ ‫وأطيعوا أمري‪ ,‬قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى‪ ,‬فضرب لكم‬ ‫أمثالهم‪ ،‬وبين لكم كيف صنع بهم‪ ،‬وقال‪ :‬إن نبي هللا "صلى هللا عليه وآله"‪ ,‬لم‬ ‫يقبض حتى أعلم الناس أمر علي "عليه السالم "فقال‪ :‬من كنت مواله فعلي مواله‪،‬‬ ‫وقال‪ :‬إنه مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه ال نبي بعدي‪ ،‬وكان صاحب‬ ‫راية رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" في المواطن كلها‪ ،‬وكان معه في المسجد‬ ‫يدخله على كل حال‪ ،‬وكان أول الناس إيمانا به‪ ،‬فلما قبض نبي هللا "صلى هللا‬ ‫عليه وآله "كان الذي كان‪ ،‬لما قد قضى من االختالف‪ ،‬وعمد عمر فبايع أبا بكر‪,‬‬ ‫ولم يدفن رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‪,‬إلى أخر ما مر في المقدمة األولى‪)1(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪2‬ص‪,307-306‬ح‪,134‬في قوله تعالى‪:‬سنة من أرسلنا قبلك من‬ ‫رسلنا‪.‬‬ ‫‪135‬‬

‫كا‪ :‬أبو علي بن شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي في االمالي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬ ‫أبي عمر عبد الواحد بن محمد‪ ,‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن عبد‬ ‫الرحمن‪ ,‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي معشر عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن‬ ‫النبي "صلىهللاعليه وآله" قال ‪ :‬تؤخذون كما أخذت األمم من قبلكم‪ ،‬ذراعا بذراع‪،‬‬ ‫وشبرا بشبر‪ ،‬وباعا بباع‪ ،‬حتى لو أن أحدا من أولئك دخل جحر ضب لدخلتموه‪,‬‬

‫شدَّ‬ ‫قال‪ :‬قال أبو هريرة‪ :‬وان شئتم فاقرءوا القران‪َ ﴿ :‬كالَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم َكانُوا أَ َ‬ ‫ست َ ْمت َعُوا بِخ ََالقِ ِه ْم﴾ التوبة‪ ,69:‬قال أبو هريرة‬ ‫ِم ْن ُك ْم قُ َّوة ً َوأ َ ْكثَ َر أ َ ْم َو ًاال َوأَ ْو َالدًا فَا ْ‬ ‫‪ :‬والخالق ‪ :‬الدين‪﴿ ,‬فَا ْستَ ْمت َ ْعت ُ ْم ِبخ ََال ِق ُك ْم َك َما ا ْستَ ْمتَ َع الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم ِبخ ََال ِق ِه ْم﴾‬ ‫التوبة‪ ,69:‬حتى فرغ من اآلية‪ .‬قالوا ‪ :‬يا نبي هللا ‪ ،‬ما صنعت اليهود والنصارى؟‬ ‫قال ‪ :‬وما الناس إال هم‪)1(.‬‬

‫كب‪ :‬الشيخ محمد بن الحسن الصفار في البصائر‪,‬عن علي بن إبراهيم بن‬ ‫هاشم‪ ,‬عن القاسم بن الربيع الوراق‪,‬عن محمد بن سنان‪ ,‬عن صباح المدايني‪ ,‬عن‬ ‫المفضل‪ ,‬إن الصادق "عليه السالم" كتب إليه في جواب مسائله في جمع من الغالة‬ ‫والمالحدة وأشباههم‪ :‬وإما ما ذكرت في آخر كتابك‪ ,‬أنهم يزعمون أن هللا رب‬ ‫العالمين هو النبي"ص"‪ ,‬وانك شبهت قولهم بقول الذين قالوا في عيسى ما قالوا‪,‬‬ ‫فقد عرفت إن السنن واألمثال كائنة لم يكن شئ فيما مضى إال سيكون مثله‪ ,‬حتى‬ ‫لو كانت شاة بشاة‪ ,‬وكان هاهنا مثله‪ ,‬واعلم أنه سيضل قوم بضاللة من كان‬ ‫قبلهم‪.‬الخبر‪)2(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االمالي للطوسي‪:‬ص‪,266‬ح‪,30/492‬المجلس العاشر‪.‬‬ ‫‪ -2‬بصائر الدرجات للصفار‪:‬ص‪ ,555-546‬الباب"‪."21‬‬ ‫‪136‬‬

‫ورواه سعد بن عبد هللا القمي في بصائره‪ ,‬كما نقله عنه حسن بن سليمان الحلي‪,‬‬ ‫تلميذ الشهيد في مختصره‪ ,‬عن وراق ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب‪ ,‬عن‬ ‫محمد بن سنان مثله‪)1(.‬‬

‫كج‪ :‬الصدوق في العلل‪ ,‬واإلكمال‪ ,‬عن المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي"ره"‪,‬‬ ‫عن جعفر بن مسعود وحيدر بن محمد السمرقندي‪ ,‬عن محمد بن مسعود‪,‬‬ ‫عن جبرائيل بن أحمد‪ ,‬عن موسى بن جعفر البغدادي‪ ,‬عن الحسن بن محمد‬ ‫الصيرفي‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه‪ ,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال‪ :‬إن‬ ‫للقائم منا غيبة يطول أمدها‪ ,‬فقلت له ولم ذاك يا بن رسول هللا؟ قال‪ :‬إن هللا عز‬ ‫وجل أبى إال أن يجرى فيه سنن األنبياء "عليهم السالم" في غيباتهم‪ ,‬وانه ال بد له‬

‫ع ْن َ‬ ‫يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم‪ ,‬قال هللا عز وجل‪﴿ :‬لَت َ ْر َكبُ َّن َ‬ ‫ق﴾‬ ‫طبَقًا َ‬ ‫طبَ ٍّ‬ ‫االنشقاق‪ ,19:‬أي سننا عن سنن من كان قبلكم‪)2(.‬‬

‫كد‪ :‬الشيخ الطبرسي في مجمع البيان‪ ,‬في تفسير قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َي ْو َم نَ ْح ُ‬ ‫ش ُر ِم ْن‬ ‫جا﴾ النمل‪ ,83:‬قال‪ :‬وصح عن النبي "صلى هللا عليه واله"‪,‬قوله ‪:‬‬ ‫ُك ِّل أ ُ َّم ٍّة َف ْو ً‬ ‫سيكون في أمتي كل ما كان في بني إسرائيل‪ ،‬حذو النعل بالنعل‪ ،‬والقذة‬ ‫بالقذة ‪,‬حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه‪)3(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي‪:‬ص‪,87-78‬باب في نوادر‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫‪ -2‬علل الشرائع للصدوق ‪:‬ج‪ 1‬ص‪,245‬ح‪,7‬الباب "‪ "179‬علة الغيبة‪ ,‬إكمال الدين‬ ‫وتمام النعمة‪:‬ج‪ 1‬ص‪,509-508‬ح‪ ,6‬في الباب الرابع واألربعون‪ ,‬في علة الغيبة‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪7‬ص‪ ,405‬تفسير سورة النمل‪.83:‬‬ ‫‪137‬‬

‫ست َ ْمتَعُوا ِبخ ََالقِ ِه ْم﴾ التوبة‪ ,69:‬أي‪ :‬بنصيبهم‬ ‫كه‪ :‬وفيه في تفسير قوله تعالى‪﴿ :‬فَا ْ‬ ‫وحظهم من الدنيا‪ ،‬بأن صرفوها في شهواتهم المحرمة عليهم‪ ،‬وفيما نهاهم هللا‬ ‫ضوا ﴾ التوبة‪ ,69:‬أي وخضتم في‬ ‫تعالى عنه‪ ،‬ثم أهلكوا ﴿ َو ُخ ْ‬ ‫ضت ُ ْم َكالَّذِي خَا ُ‬ ‫الكفر واالستهزاء بالمؤمنين‪ ،‬كما خاض األولون‪ ,‬ووردت الرواية‪ ،‬عن ابن‬ ‫عباس أنه قال في هذه اآلية‪ :‬ما أشبه الليلة بالبارحة كالذين من قبلكم‪ ،‬هؤالء بنو‬ ‫إسرائيل شبهنا بهم‪ ،‬ال أعلم إال أنه قال‪ :‬والذي نفسي بيده! لتتبعنهم حتى لو دخل‬ ‫الرجل منهم جحر ضب لدخلتموه‪ ,‬وروي مثل ذلك عن أبي هريرة‪ ،‬عن أبي سعيد‬ ‫الخدري‪ ،‬عن النبي "صلى هللا عليه واله" قال‪ :‬لتأخذن كما أخذت األمم من قبلكم‪،‬‬ ‫ذراعا بذراع‪ ،‬وشبرا بشبر‪ ،‬وباعا بباع‪ ،‬حتى لو أن أحدا من أولئك دخل جحر‬ ‫ضب‪ ،‬لدخلتموه! قالوا‪ :‬يا رسول هللا! كما صنعت فارس‪ ،‬والروم‪ ،‬وأهل الكتاب؟‬ ‫قال‪ :‬فهل الناس إال هم؟ وقال عبد هللا بن مسعود ‪:‬أنتم أشبه األمم ببني إسرائيل‪،‬‬ ‫سمتا وهديا ‪ ،‬تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة‪ ،‬غير أني ال أدري أتعبدون العجل أم‬ ‫ال‪)1(.‬‬

‫كو‪ :‬أبو عمرو الكشي عن العياشي‪ ،‬عن الحسين بن أشكيب‪،‬عن الحسن بن خرزاد‬ ‫القمي‪,‬عن محمد بن حماد الشاشي‪،‬عن صالح بن نوح‪،‬عن زيد بن المعدل‪ ،‬عن عبد‬ ‫هللا بن سنان‪ ,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم"‪ ,‬قال‪ :‬خطب سلمان الفارسي‪ ,‬فقال‪:‬‬ ‫الحمد هلل إلى إن قال‪ :‬ولكنكم أصبتم سنة األولين‪ ،‬وأخطأتم سبيلكم‪ ,‬والذي نفس‬ ‫سلمان بيده‪ ,‬لتركبن طبقا عن طبق‪ ،‬سنة بني إسرائيل‪ ,‬القذة بالقذة‪ ,‬الخطبة‪)2(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير مجمع البيان للطبرسي ‪:‬ج‪ 5‬ص‪,86-85‬تفسير سورة التوبة‪.69:‬‬ ‫‪ -2‬اختيار معرفة الرجال للكشي‪ :‬ص‪,21-20‬ح‪,47‬سلمان الفارسي‪.‬‬ ‫‪138‬‬

‫ورواه في االحتجاج وزاد والنعل بالنعل‪)1(.‬‬

‫كز‪ :‬الطبرسي في االحتجاج‪ ,‬عن إبان بن ثعلب‪ ,‬عن الصادق جعفر بن محمد‬ ‫"عليهما السالم"‪ :‬إن أبا ذر قام يوم ولي أبو بكر‪ ,‬فقال‪ :‬يا معشر قريش أصبتم‬ ‫قناعة(‪ )2‬وتركتم قرابة‪ ،‬إلى إن قال‪ :‬وكذلك األمم من قبلكم كفرت بعد أنبيائها‬ ‫ونكصت على أعقابها‪ ,‬وغيرت وبدلت واختلفت‪ ،‬فساويتموهم حذو النعل بالنعل‪,‬‬ ‫والقذة بالقذة‪ ،‬الخبر‪)3(.‬‬

‫كح‪ :‬في كتاب عتيق من مؤلفات قدماء أصحابنا‪ ,‬عن عبادة بن الصامت‪ ,‬قال النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله" ‪ :‬كيف فرت قراءكم وعلمائكم على رؤوس الجبال‪ ,‬خشية‬ ‫إن يقتلوا بكم ‪,‬قالوا‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬لو لم تكن التوراة في اليهود فضيعوها‪ ,‬واإلنجيل في‬ ‫النصارى فضيعوها‪ ,‬إنما الشر يتبعه بعضه بعضا‪)4(.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬صص‪,151‬ترجمة سلمان الفارسي رضوان هللا عليه‪.‬‬ ‫‪ -2‬في المصدر جاءت "قباحة"وليس "قناعة"‪.‬‬ ‫‪ -3‬االحتجاج للطبرسي ‪:‬ج‪ 1‬ص‪,101-100‬ترجمة محمد بن عبد هللا الشيباني "أبو‬ ‫الفضل"‪.‬‬ ‫‪ -4‬وفق تتبعي لم اعثر على الرواية في كتب الشيعة وإنما رويت في كتاب " السنة‬ ‫للمروزي " ألبي عبد هللا محمد بن نصر بن الحجاج ال َم ْر َو ِزي "المتوفى‪:‬‬ ‫ض ِل‪ ،‬عن‬ ‫يٍّ‪ ،‬عن ِب ْش ُر ْب ُن ا ْل ُمفَ َّ‬ ‫‪294‬هـ"‪,‬ص‪,33‬ح‪ ,107‬عن َي ْح َيى ب ُْن َح ِبي ِ‬ ‫ب ب ِْن َ‬ ‫ع َر ِب ّ‬ ‫ع َ‬ ‫يِ‪ ,‬قال‪ :‬قَا َل ِلي‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُمنِي ٍّ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي َ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫دَ ُاود ُ ‪َ -‬ي ْع ِني ا ْبنَ أ َ ِبي ِه ْن ٍّد ‪َ -‬‬ ‫طاءٍّ ْال َي ْحب ِ‬ ‫ُور ّ‬ ‫ت‪ ....:‬وساق الخبر دون إن ينسبه للنبي "ص" ‪ ,‬كما نقلت الرواية‬ ‫ام ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ُ‬ ‫عبَادَة ُ ب ُْن ال َّ‬ ‫في كتاب إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ألبي العباس شهاب الدين‬ ‫أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عثمان البوصيري الكناني‬ ‫الشافعي" المتوفى‪840 :‬هـ" ج ‪ 8‬ص‪,91‬ح‪.7547‬‬

‫‪139‬‬

‫كط‪ :‬وفيه عن المستورد بن شداد‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ‪ :‬ال‬ ‫تذر هذه األمة من سنن األولين حتى قاد هذه اإلبهام التي تليها‪)1(.‬‬

‫ل‪ :‬وفيه عن حذيفة بن اليمان‪ ,‬قال ‪ :‬ال يكون في بني إسرائيل شيء إال وكان فيكم‬ ‫مثله‪ ,‬فقال رجل‪ :‬نكون قردة وخنازير ؟ قال‪ :‬وما يرى بك من ذلك ال أم لك‪)2(.‬‬

‫ال‪ :‬وفيه وفي حديث أخر عنه انه قال ‪ :‬نعم اإلخوة لكم بنو إسرائيل‪ ,‬كل حلو لكم‬ ‫وكل مر لكم ‪)3(.‬‬

‫لب‪ :‬نهج البالغة في بعض خطبه "عليه السالم"‪ :‬واعلموا أنه لن يرضى عنكم‬ ‫بشئ سخطه على من كان قبلكم‪ ،‬ولن يسخط عليكم بشئ رضيــــه ممن كان قبلكم‪،‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ي‬ ‫‪ -1‬وهذه الراوية أيضا لم اعثر عليها في كتب الشيعة وفق تتبعي‪ ,‬وأخرجها الطبران ّ‬ ‫ي ِ صلَّى هللا عليه وآله ‪,‬‬ ‫من حديث المستورد بن شدَّا ٍّد ‪ -‬رفعه عن النب ّ‬ ‫س ِعيد ُ ْب ُن‬ ‫ج‪,1‬ص‪,101‬ح‪ ,313‬باب اإللف من اسمه احمد ‪ ,‬عن أ َ ْح َمدُ ب ُْن ِر ْشدِينَ عن َ‬ ‫ع ْب ِد َّ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي َ‬ ‫يِ‪َ ،‬‬ ‫أ َ ِبي َم ْر َي َم عن اب ُْن لَ ِهي َعةَ‪َ ،‬‬ ‫ع ْن َي ِزيدَ ب ِْن َع ْم ٍّرو ْال َم َعافِ ِر ّ‬ ‫الر ْح َم ِن ْال ُحبُ ِل ّ‬ ‫يِ‬ ‫‪ ,‬وعلق الطبراني " َال ي ُْر َوى َهذَا ْال َح ِد ُ‬ ‫اإل ْسنَادِ‪ ،‬تفرد به ‪,‬‬ ‫يث َ‬ ‫ع ِن ْال ُم ْست َ ْو ِر ِد إِ َّال ِب َهذَا ْ ِ‬ ‫ابن لهيعة‪.‬‬ ‫‪ -2‬وهذه الراوية كذلك لم اعثر عليها في كتب الشيعة وفق تتبعي‪ ,‬وأخرجها ابن أبي شيبة‬ ‫في مصنفه‪:‬ج‪ 7‬ص‪ 479‬ح‪,37380‬كتاب الفتن" َم ْن َك ِرهَ ْال ُخ ُرو َج ِفي ْال ِفتْنَ ِة َوتَ َع َّوذَ‬ ‫ع ْبدُ َّ‬ ‫ع ْن‬ ‫يِ‪َ ،‬‬ ‫ع ِن ْاأل َ ْع َم ِش‪َ ،‬‬ ‫اَّللِ ب ُْن نُ َمي ٍّْر‪َ ،‬‬ ‫ع ْن َها" َ‬ ‫َ‬ ‫ع ِن ْال ِم ْن َها ِل ب ِْن َع ْم ٍّرو‪َ ،‬ع ْن أ َ ِبي ْال َب ْخت َ ِر ّ‬ ‫ُحذَ ْيفَةَ‪.‬‬ ‫‪ -3‬وهذه الراوية كذلك لم اعثر عليها في كتب الشيعة وفق تتبعي‪ ,‬ورويت في كتاب "‬ ‫السنة للمروزي " البي عبد هللا محمد بن نصر بن الحجاج ال َم ْر َو ِزي (المتوفى‪:‬‬ ‫‪294‬هـ)‪,‬ص‪,5‬ح‪ِ , 65‬إ ْس َح ُ‬ ‫يم‪َ ،‬ع ْن َه َّما ِم ب ِْن‬ ‫اق‪ ،‬أ َ ْنبَا َج ِر ٌ‬ ‫ع ِن ْاأل َ ْع َم ِش‪َ ،‬‬ ‫ير‪َ ،‬‬ ‫ع ْن ِإب َْرا ِه َ‬ ‫ث‪.‬‬ ‫ار ِ‬ ‫ْال َح ِ‬

‫‪140‬‬

‫وإنما تسيرون في أثر بين‪ ،‬وتتكلمون برجع قول قد قاله الرجال من قبلكم‪)1(.‬‬

‫لج‪ :‬وفيه عنه "عليه السالم"‪ :‬إن الدهر يجري بالباقين كجريه بالماضين‪ ,‬إلى‬ ‫قوله‪ :‬آخر أفعاله كأوله‪ .‬متشابهة أموره‪ )2(,‬متظاهرة أعالمه‪)3( .‬‬

‫في ذكر األحاديث التي رواها العامة‪.‬‬ ‫لد‪ :‬البخاري في صحيحه‪ ,‬عن محمد بن عبد العزيز‪ ,‬عن أبي عمر الصنعاني من‬ ‫اليمن‪ ,‬عن زيد بن أسلم‪ ,‬عن عطاء بن يسار‪ ,‬عن أبي سعيد الخدري‪ ,‬عن النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله"‪ ,‬قال‪ :‬لتتبعن سنن من كان قبلكم‪ ,‬شبرا شبرا‪ ,‬وذراعا بذراع‪,‬‬ ‫حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم‪ ,‬قلنا يا رسول هللا اليهود والنصارى ؟ قال‬ ‫فمن!‪)4(.‬‬ ‫له‪ :‬وفيه عن أحمد بن يونس‪ ,‬عن ابن أبي ذئب‪ ,‬عن المقبري‪ ,‬عن أبي هريرة‪,‬عن‬ ‫النبي "صلى هللا عليه واله" قال‪ :‬ال تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون‬ ‫قبلها‪ ,‬شبرا بشبر‪ ,‬وذراعا بذراع‪ ,‬فقيل‪ :‬يا رسول هللا‪ :‬كفارس والروم ؟ فقال‪ :‬ومن‬ ‫الناس إال أولئك!‪)5(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬نهج البالغة‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,111‬ومن خطبة له في تعظيم هللا والحث على تعظيمه ثم في‬ ‫بيان منزلة اإلنسان من الدنيا ثم التخويف من عقاب اآلخرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬في المصدر متسابقة وليس متشابهه‪.‬‬ ‫‪ -3‬نهج البالغة‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,51‬رقم ‪.33‬‬ ‫سلَّ َم‪" :‬لَتَتْ َبعُ َّن‬ ‫‪ -4‬صحيح البخاري‪:‬ج‪9‬ص‪103‬ح‪َ ,7320‬ب ُ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫يِ َ‬ ‫اب قَ ْو ِل النَّ ِب ّ‬ ‫سنَنَ َم ْن َكانَ َق ْبلَ ُك ْم"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫سلَّ َم‪:‬‬ ‫‪ -5‬صحيح البخاري‪ :‬ج‪9‬ص‪ 102‬ح‪ ,7319‬بَ ُ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫يِ َ‬ ‫اب قَ ْو ِل النَّ ِب ّ‬ ‫سنَنَ َم ْن َكانَ قَ ْب َل ُك ْم"‪.‬‬ ‫"لَتَتْ َبعُ َّن َ‬ ‫‪141‬‬

‫ونقله السيد بن طاووس رحمه هللا‪ ,‬في الطرائف عن الجمع بين الصحيحين ألبي‬ ‫عبد هللا محمد بن نصر ألحميدي (‪ )1‬وكذا الذي قبله وفي لفظ ألحميدي حتى تأخذ‬ ‫أمتي ما اخذ القرون الخالية‪)2(.‬‬

‫لو‪ :‬السيوطي في جامعه الكبير كما حكي‪ ,‬وفي جامعه الصغير‪ ,‬من صحيح‬ ‫الترمذي‪ ,‬عن ابن عمر‪ ,‬وعن النبي "صلى هللا عليه واله" انه قال‪ :‬ليأتين على‬ ‫أمتي ما أتى على بني إسرائيل‪ ,‬حذو النعل بالنعل‪ ,‬حتى إن كان منهم من أتى أمه‬ ‫عالنية‪ ,‬لكان في أمتي من يصنع ذلك‪ ,‬وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنين وسبعين‬ ‫ملة‪ ,‬وتفترق أمتي على ثالث وسبعين ملة‪ ,‬كلهم في النار إال ملة واحدة ما أنا عليه‬ ‫وأصحابي‪ )3(.‬ورواه ابن األثير في جامع األصول‪ ,‬كما نقله من الكتاب المذكور‬ ‫مثله‪ ,‬إال إن فيه بعد قوله ‪ :‬واحده‪ ,‬قالوا‪ :‬من هي يا رسول هللا "ص" قال‪ :‬من كان‬ ‫على ما إنا عليه وأصحابي‪)4(.‬‬

‫صلَّى‬ ‫لز‪ :‬وفيه عن الحاكم في المستدرك‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قال‪ :‬رسول هللا " َ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َواله"‪ :‬لتركبن سنن من كان قبلكم‪ ,‬شبرا بشبر‪ ,‬وذراعا بذراع‪ ,‬حتى لو أن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الطرائف البن طاووس‪:‬ص‪,379‬في أخبار النبي"ص"عن ارتداد بعض أصحابه بعد‬ ‫وفاته‪ ,‬نقال عن كتاب الجمع بين الصحيحين البن أبي نصر‬ ‫علَ ْي ِه من ُمسْند أبي سعيد‪ ،‬سعد بن َمالك‬ ‫ألحميدي‪:‬ج‪2‬ص‪437‬ح‪ْ "78",1753‬ال ُمتَّفق َ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫بن‬ ‫ٍّ‬ ‫سنان ْال ُخد ِْر ّ‬ ‫‪ -2‬الجمع بين الصحيحين البن أبي نصر ألحميدي‪:‬ج‪3‬ص‪248‬ح‪ ,2541‬إفراد البخاري‪.‬‬ ‫‪ -3‬جامع األحاديث للسيوطي‪:‬ج‪18‬ص‪211‬ح‪,19233‬حرف الالم‪ ,‬والجامع الصغير‬ ‫وزيادته‪:‬ص‪ 44‬ح‪.9474‬‬ ‫‪ -4‬جامع األصول البن األثير‪:‬ج‪10‬ص‪33‬ح‪,7491‬الركن الثاني‪,‬الفصل الثاني‪,‬الفرع‬ ‫الثاني‪.‬نوع ثان‪.‬‬

‫‪142‬‬

‫أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم‪ ،‬وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق‬ ‫لفعلتموه‪ )1(.‬ورواه الهيثمي المصري في مجمع الزوائد‪ ,‬عن البزاز‪ ,‬قال‪ :‬ورجاله‬ ‫ثقات‪)2(.‬‬

‫لح‪ :‬وفيه من كتاب ابن أبي شيبة‪ ,‬عن حذيفة عنه "ص"‪ ,‬قال"ص"‪ :‬لتركبن سنة‬ ‫بني إسرائيل‪ ,‬حذو النعل بالنعل‪ ,‬والقذة بالقذة‪ ,‬غير إني ال ادري تعبدون العجل أو‬ ‫ال‪)3(.‬‬

‫لط‪ :‬وفيه من كتاب الكبير الطبراني‪َ ,‬ع ْن ابن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول هللا "صلى‬ ‫هللا عليه واله"‪ :‬أنتم أشبه األمم ببني إسرائيل‪ ,‬لتركبن طريقتهم حذو القذة بالقذة‪,‬‬ ‫حتى ال يكون فيهم شئ إال كان فيكم مثل‪ ,‬حتى إن القوم لتمر عليهم المرأة فيقوم‬ ‫إليها بعضهم فيجامعها‪ ,‬ثم يرجع إلى أصحابه يضحك إليهم ويضحكون إليه‪)4( .‬‬

‫م‪ :‬ابن حنبل في مسنده‪ ,‬والطبراني في كتابه‪ ,‬كما في مشكاة األنوار‪ ,‬عن سهل‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬جامع األحاديث للسيوطي‪:‬ج‪ 17‬ص‪ 333‬ح‪ 18297‬حرف الالم‪ ,‬والمستدرك‬ ‫للحاكم‪:‬ج‪4‬ص‪502‬ح‪.8404‬‬ ‫ض‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجمع الزوائد للهيثمي‪:‬ج‪ 7‬ص‪ 261‬ح‪َ ,12105‬ب ٌ‬ ‫اب ِم ْنهُ ِفي ا ِت ّبَاعِ ُ‬ ‫س َن ِن َم ْن َم َ‬ ‫‪ -3‬جامع األحاديث للسيوطي‪:‬ج‪ 34‬ص‪ 316‬ح‪ 37408‬حرف الحاء مسند حذيفة بن‬ ‫اليمان‪ ,‬ومصنف ابن ابي شيبة‪:‬ج‪ 7‬ص‪ 481‬ح‪,37387‬كتاب الفتن‪ ,‬من كره الخروج‬ ‫في الفتنة وتعوذ عنها‪.‬‬ ‫‪ -4‬جامع األحاديث للسيوطي‪:‬ج‪ 7‬ص‪ 51‬ح‪ 5776‬حرف الهمزة‪,‬تابع الهمزة مع‬ ‫النون ‪,‬والمعجم الكبير للطبراني‪:‬ج‪ 10‬ص‪ 39‬ح‪,9882‬باب العين من مسند ابن‬ ‫مسعود‪.‬‬ ‫‪143‬‬

‫عن النبي "صلى هللا عليه واله" ‪ :‬قال‪ :‬والذي نفسي بيده لتركبن سنن الذين قبلكم‬ ‫حذو النعل بالنعل‪)1(.‬‬

‫ما‪:‬‬

‫الدميري في حياة الحيوان‪ ,‬قال جاء في الحديث ‪ :‬لتسلكن سنن من قبلكم‪,‬‬

‫ذراعا بذراع‪ ,‬حتى لو سلكوا خشرم دبر لسلكتموه" والخشرم مأوى النحل" والدبر‬ ‫بفتح الدال جماعة النحل‪)2(.‬‬

‫مب‪ :‬الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي في كتاب الحجة‪,‬‬ ‫عن عدنان سبط أبي نزار‪ ,‬عن جده المطهر بن أبي نزار‪ ,‬عن عبيد بن يعقوب‪,‬‬ ‫عن أبي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي‪ ,‬عن يعقوب بن سفيان الفسوي‪ ,‬عن‬ ‫قبيصة بن عقبة‪ ,‬عن سفيان عن عبد الرحمن بن زياد بن انعم‪ ,‬عن عبد هللا بن‬ ‫يزيد‪ ,‬عن عبد هللا بن عمر‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ‪ :‬ليأتين‬ ‫على أمتي ما أتى على بني إسرائيل‪ ,‬حذو النعل بالنعل ‪ ,‬حتى لو كان فيهم من يأتي‬ ‫أمه عالنية‪ ,‬لكان في أمتي من يفعل ذلك ‪ .‬الخبر‪ ,‬وذكر له طرقا أخرى‪)3(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفق تتبعي لم اعثر على نص الرواية أعاله في مسند احمد وإنما أوردها باختالف‬ ‫بسيط حيث جاء " ِمثْ ًال ِب ِمثْ ٍّل" بدال عن " حذو النعل بالنعل" ج‪37‬‬ ‫ص‪517‬ح‪ , 22878‬تتمه مسند األنصار‪ ,‬حديث أبي مالك سهل بن سعد ألساعدي‪,‬‬ ‫ع ْن‬ ‫س َوادَة َ‪َ ،‬‬ ‫والمعجم الكبير للطبراني‪:‬ج‪ 6‬ص‪ 204‬ح‪ ,6017‬باب السين َب ْك ُر ب ُْن َ‬ ‫س ْع ٍّد‪.‬‬ ‫س ْه ِل ب ِْن َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -2‬حياة الحيوان الكبرى للدميري‪:‬ج‪1‬ص‪,456‬باب الدال المهملة‪,‬الدبر‪.‬‬ ‫‪ -3‬الحجة في بيان المحجة إلسماعيل االصبهاني‪:‬ج‪ 1‬ص‪,118-117‬فصل في ذكر‬ ‫الفرقة الناجية‪.‬‬

‫‪144‬‬

‫مج‪:‬‬

‫نور الدين علي بن ابي بكر بن سليمان الهيثمي المصري في مجمع الزوائد‪,‬‬

‫عن عمر بن عوف‪ ,‬قال‪ :‬كنا قعودا حول رسول هللا "صلى هللا عليه واله" في‬ ‫مسجد بالمدينة‪ ,‬فجاءه جبريل "ع" بالوحي‪ ,‬فتغشى رداءه‪ ,‬فمكث طويال حتى‬ ‫سرى عنه‪ ,‬ثم كشف رداءه‪ ,‬فإذا هو يعرق عرقا شديدا‪ ,‬وإذا هو قابض على شئ‪,‬‬ ‫فقال أيكم يعرف ما يخرج من النخل؟ قلنا‪ :‬نحن يا رسول هللا ‪,‬بآبائنا أنت وأمهاتنا‪,‬‬ ‫ليس شئ يخرج من النخل إال نحن نعرفه‪ ,‬نحن أصحاب نخل‪ ,‬ثم فتح يده"ص"‬ ‫فأذا فيها نوى‪ ,‬فقال‪ :‬ما هذا ؟ فقالوا‪ :‬يا رسول هللا نوى‪ ,‬فقال‪ :‬نوى أي شئ ؟‬ ‫فقالوا‪ :‬نوى سنة‪ ,‬قال‪ :‬صدقتم‪ ,‬جاء جبريل "عليه السالم" يتعاهد دينكم‪ ,‬لتسلكن‬ ‫سنن من قبلكم‪ ,‬حذو النعل بالنعل‪ ,‬ولتأخذن بمثل أخذهم‪ ,‬إن شبرا فشبر‪ ,‬وإن ذراعا‬ ‫فذراع‪ ,‬وإن باعا فباع‪ ,‬حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتم فيه‪.‬الخبر‪ ,‬قال‪ :‬رواه‬ ‫الطبراني‪)1(.‬‬

‫مد‪:‬‬

‫وفيه عن سهل بن سعد األنصاري‪ ,‬عن النبي "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬قال‪:‬‬

‫والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم‪ ,‬مثال بمثل‪)2(.‬‬

‫ما‪ :‬رواه أحمد والطبراني بنحوه‪ ,‬وزاد حتى لو دخلوا جحر ضب التبعتموه‪ ,‬قلنا‪:‬‬ ‫يا رسول هللا اليهود والنصارى؟ قال فمن إال اليهود والنصارى‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ق ْاأل ُ َم ِم‬ ‫‪ -1‬مجمع الزوائد للهيثمي‪:‬ج‪ 7‬ص‪260-259‬ح‪ ,12100‬كتاب الفتن‪ ,‬بَ ُ‬ ‫اب ا ْفتِ َرا ِ‬ ‫ضى‪.‬‬ ‫وإتباع ُ‬ ‫سن َِن َم ْن َم َ‬ ‫سن َِن َم ْن‬ ‫‪ -2‬مجمع الزوائد للهيثمي‪:‬ج‪7‬ص‪261‬ح‪,12103‬كتاب الفتن‪ ,‬بَ ٌ‬ ‫اب ِم ْنهُ فِي ا ِت ّبَاعِ ُ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫َم َ‬ ‫س َن ِن‬ ‫‪ -3‬مجمع الزوائد للهيثمي‪ :‬ج‪ 7‬ص‪261‬ح‪,12103‬كتاب الفتن‪َ ,‬ب ٌ‬ ‫اب ِم ْنهُ فِي ا ِت ّ َباعِ ُ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫َم ْن َم َ‬ ‫‪145‬‬

‫مه‪:‬‬

‫وفيه عن شداد بن أوس‪ ,‬عن رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬قال‪ :‬ليحملن‬

‫شرار هذه األمة على سنن الذين خلوا من قبلهم من أهل الكتاب أهل الكتاب‪ ,‬حذو‬ ‫القذة بالقذة ‪.‬رواه أحمد والطبراني‪)1(.‬‬

‫مو‪ :‬وفيه عن عبد هللا ابن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ :‬أنتم‬ ‫أشبه األمم ببني إسرائيل‪ ,‬لتركبن طريقهم حذو القذة بالقذة‪ ,‬حتى ال يكون فيهم شئ‬ ‫إال كان فيكم مثله‪ ,‬حتى إن القوم لتمر عليهم المرأة فيقوم إليها بعضهم فيجامعها ثم‬

‫يرجع إلى أصحابه يضحك لهم ويضحكون اليه‪ .‬رواه الطبراني‪ )2(.‬مر‪:‬‬

‫وفيه‬

‫وعن المستورد بن شداد أن رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬قال‪ :‬ال تترك هذه‬ ‫األمة شيئا من سنن األولين حتى تأتيه‪ .‬رواه الطبراني في األوسط ورجاله‬ ‫ثقات‪)3(.‬‬

‫مح‪:‬‬

‫ابن األثير في جامع األصول‪ ,‬كما حكي عن غير واحد من كتاب الترمذي‪,‬‬

‫عن ابن عمرو العاص‪ ,‬إن النبي "صلى هللا عليه واله" لما خرج إلى غزوة حنين‪,‬‬ ‫مر بشجرة للمشركين‪ ,‬كانوا يُعَ ِلّقُونَ عليها أسلحت َ ُه ْم‪ ،‬يقال لها‪ :‬ذاتُ أنواط‪ ,‬فقالوا‪:‬‬ ‫ذات أنواطٍّ ‪ ،‬كما لهم ذَاتُ أنواط‪ ،‬فقال رسو ُل هللا "ص"‪:‬‬ ‫يا رسول هللا‪ ،‬اجعل لنا َ‬ ‫سبحان هللا! هذا كما قال قو ُم موسى‪ :‬اجعل لنا إلها ً كما لهم آلهة‪ ،‬والذي نفسي بيده‪:‬‬ ‫سنَنَ من كان قبلَكم‪ ,‬وزاد فيه زر بن حبش َح ْذ َو النعل بالنعل‪ ،‬والقُذَّة بالقُذَّة‪،‬‬ ‫لَتر َكبُ َّن َ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫سنَ ِن َم ْن‬ ‫‪ -1‬مجمع الزوائد للهيثمي‪:‬ج‪7‬ص‪261‬ح‪,12104‬كتاب الفتن‪َ ,‬ب ٌ‬ ‫اب ِم ْنهُ ِفي ا ِت ّ َباعِ ُ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫َم َ‬ ‫اب ِم ْنهُ فِي إتباع‬ ‫‪ -2‬مجمع الزوائد للهيثمي‪ :‬ج ‪ 7‬ص‪ 261‬ح ‪,12106‬كتاب الفتن‪ ,‬بَ ٌ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫سن َِن َم ْن َم َ‬ ‫سن َِن َم ْن‬ ‫‪ -3‬مجمع الزوائد للهيثمي‪:‬ج‪7‬ص‪261‬ح‪,12107‬كتاب الفتن‪ ,‬بَ ٌ‬ ‫اب ِم ْنهُ فِي إتباع ُ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫َم َ‬ ‫‪146‬‬

‫حتى ْ‬ ‫إن كان فيهم من أتى أ ُ َّمهُ يكون فيكم‪ ،‬فال أدري‪ :‬أتعبدون ال ِع ْجل‪ ،‬أم ال؟ قلت‪:‬‬ ‫قال‪ :‬بعض المحققين الظاهر إن مراده "ص" بقوله "ص" وال ادري أتعبدون‬ ‫العجل الخ‪ ,‬اإلشارة إلى تحقيق النظير دون أصله كطلبهم ذات أنواط إال كإتيان‬ ‫إالم مثال وحينئذ فالتعبير هكذا اإلشارة بشدة التشابه فافهم‪)1(.‬‬

‫مط‪:‬‬

‫الخطيب العمري‪ ,‬في الفصل األول من باب تغيير الناس‪ ,‬من كتابه مشكاة‬

‫المصابيح‪ ,‬من المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه واله" لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبرا‪ ,‬وذراعا بذراعا‪ ,‬حتى لو دخلوا جحر‬ ‫ضب التبعتموهم‪ ,‬قيل‪ :‬يا رسول هللا اليهود والنصارى؟ قال ‪ :‬قال فمن! (‪ )2‬وفي‬ ‫شرح النهج البن أبي الحديد وقد جاء في المسانيد الصحيحة إن رسول هللا "صلى‬ ‫هللا عليه واله" قال" الخ‪)3(.‬‬

‫ن‪ :‬الزمخشري في تفسير قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َم ْن لَ ْم َي ْح ُك ْم ِب َما أَ ْنزَ َل َّ‬ ‫اَّلل﴾ المائدة‪,45:‬‬ ‫اآلية‪ ,‬من كشافه عن حذيفة قال ‪ :‬قال‪ :‬النبي "صلى هللا عليه واله"‪ :‬أنتم أشبه األمم‬ ‫سمتا ببني إسرائيل‪ ,‬لتركبن طريقهم‪ ,‬حذو النعل بالنعل‪ ,‬والقذة بالقذة ‪ ،‬غير أنى ال‬ ‫أدرى أتعبدون العجل أم ال؟(‪)4‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬جامع األصول البن األثير‪:‬ج‪ 10‬ص‪ 34‬ح‪ ,7492‬الركن الثاني‪,‬الفرع الثاني‪,‬نوع‬ ‫ثالث‪.‬‬ ‫‪ -2‬مشكاة المصابيح ألبي عبد هللا التبريزي‪ :‬ج‪ 3‬ص‪ 473‬ح‪,5361‬كتاب الرقاق‪,‬باب‬ ‫تغيير الناس‪ ,‬الفصل األول‪.‬‬ ‫‪ -3‬شرح نهج البالغة البن أبي الحديد ألمعتزلي‪:‬ج‪ 9‬ص‪,286‬الخطبة"‪."167‬‬ ‫‪ -4‬تفسير الكشاف للزمخشري ‪ :‬ج‪1‬ص‪ ,638‬سورة المائدة‪ :‬اآلية ‪ 44‬منه ‪ ,‬غير إن‬ ‫الرواية حسب نسخة المصدر التي أطلعة عليها الرواية منسوبة إلى حذيفة مباشرة‬ ‫دون النبي"ص"‪.‬‬

‫‪147‬‬

‫إلى غير ذلك من اإلخبار الظاهرة‪ ,‬بل الصريحة في تشابه أحوال هذه األمة‬ ‫وأفعالها وأقوالهم‪ ,‬سيما فيما يتعلق بأمور الدين‪ ,‬مما يوجب الوهن فيه‪ ,‬والخروج‬ ‫عنه‪ ,‬وردع الناس عن الحق والتمسك بأهله‪ ,‬بأحوال األمم السالفة وأطوارهم‪,‬‬ ‫ولعل سر هذا التطابق والتشاكل ووجه‪ ,‬اقتفاء الالحقين اثأر السابقين‪ ,‬هو كون هذه‬ ‫األفعال والحركات من نتائج حب الشهوات‪ ,‬من النساء والبنين والقناطير‬ ‫المقنطرة‪ ,‬من الذهب والفضة والخيل المسومة واإلنعام والحرث‪ ,‬وسائر متاع‬ ‫الدنيا وزخارفها وحب الرياسة والعلو والجاه والعز‪ ,‬الذي هو عمدة أسباب التحاسد‬ ‫والتباغض والنفاق والمنافسة واالختالفات‪ ,‬وهو نتيجة حب النفس الذي هو داء‬ ‫دفين في قلب كل احد‪ ,‬ال يخلوا منه إال من عصمه هللا تعالى‪ ,‬وكان هو السبب‬ ‫لعدواة الشيطان ألدم "عليه السالم" ولكل فتنة وفساد واختالف ونفاق وقع أو يقع‬

‫إلى قيام الساعة‪ ,‬قال هللا تعالى‪َ ﴿ :‬ك ٰذَ ِل َك قَا َل الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم ِمثْ َل قَ ْو ِل ِه ْم ۘ‬ ‫تَشَا َب َه ْ‬ ‫ت قُلُوبُ ُه ْم﴾ البقرة‪.118:‬‬ ‫واخرج الصدوق في العلل‪ ,‬عن عبد هللا بن الفضل الهاشمي ‪ ,‬قال‪ :‬قلت ألبي عبد‬ ‫هللا "ع"‪ :‬ألي علة جعل هللا عز وجل األرواح في األبدان بعد كونها في ملكوته‬ ‫األعلى في أرفع محمل؟ فقال "عليه السالم"‪ :‬إن هللا تبارك وتعالى علم أن األرواح‬ ‫في شرفها وعلوها‪ ,‬متى ما تركت على حالها‪ ,‬نزع أكثرها إلى دعوى الربوبية‬ ‫دونه عز وجل‪ ,‬فجعلها بقدرته في األبدان‪ ,‬التي قدر لها في ابتداء التقدير‪ ,‬نظرا لها‬ ‫ورحمة بها‪ ,‬وأحوج بعضها إلى بعض‪ ,‬وعلق بعضها على بعض‪ ,‬ورفع بعضها‬ ‫على بعض في الدنيا‪ ,‬ورفع بعضها فوق بعض درجات في اآلخرة‪ ,‬وكفى بعضها‬ ‫ببعض‪ ,‬وبعث إليهم رسله‪ ,‬واتخذ عليهم حججه مبشرين ومنذرين يأمرون بتعاطي‬ ‫العبودية‪ ,‬والتواضع لمعبودهم باألنواع التـــي تعبدهم بها‪ ،‬ونصب لهم عقوبات في‬

‫‪148‬‬

‫العاجل‪ ,‬وعقوبات في اآلجل‪ ,‬ومثوبات في العاجل‪ ,‬ومثوبات في اآلجل‪ ,‬ليرغبهم‬ ‫بذلك في الخير‪ ,‬ويزيدهم في الشر وليدلهم بطلب المعاش والمكاسب‪ ,‬فيعملوا بذلك‬ ‫أنهم بها مربوبون وعباد مخلوقون‪ ,‬ويقبلوا على عبادته فيستحقوا بذلك نعيم األبد‬ ‫وجنة الخلد‪ ,‬ويأمنوا من الفزع إلى ما ليس لهم بحق‪ ,‬ثم قال "عليه السالم"‪ :‬يا بن‬ ‫الفضل‪ ،‬إن هللا تبارك وتعالى أحسن نظرا لعباده منهم ألنفسهم‪ ,‬أال ترى انك ال‬ ‫ترى فيهم إال محبا للعلو على غيره‪ ,‬حتى يكون منهم لمن قد نزع إلى دعوى‬ ‫الربوبية‪ ،‬ومنهم من قد نزع إلى دعوى النبوة بغير حقها‪ ،‬ومنهم من قد نزع إلى‬ ‫دعوى اإلمامة بغير حقها‪ ,‬وذلك مع ما يرون في أنفسهم من النقص والعجز‬ ‫والضعف والمهانة والحاجة والفقر واآلالم والمناوبة عليهم‪ ,‬والموت الغالب لهم‬ ‫والقاهر لجمعهم‪ ،‬يا بن الفضل‪ :‬إن هللا تبارك وتعالى ال يفعل بعباده إال األصلح‬ ‫لهم‪ ,‬وال يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون‪ )1(.‬ومقتضى هذا الخبر‬ ‫الشريف‪ ,‬إن النفس من حيث طبعها تطلب العلو وتريد الرياسة‪ ,‬وال تقبل الدخول‬ ‫تحت الطاعة واالنقياد‪ ,‬الن مقتضى الطاعة دخولها تحت محض العبودية‪ ,‬وتركها‬ ‫ما كانت تهويه وتطلبه وتشتهيه‪ ,‬وهو ضد لدعواها الربوبية‪ ,‬التي بها خرت طينته‬ ‫وموهن لها‪ ,‬وهذا أمر مشاهد محسوس ال يحتاج في إثباته إلى برهان‪ ,‬ولذا ترى‬ ‫أكثر الناس على ما كان عليه إسالفهم عاكفين على ما عكفوا عليه من الباطل‪,‬‬ ‫ومشتغلين بما اشتغلوا به من الفسق والفجور‪ ,‬وإتباع الجائرين‪ ,‬وإعانة الظالمين‪,‬‬ ‫واإلعراض عن األنبياء والمرسلين‪ ,‬ومنه يظهر وجه حب كل إنسان طائفته‬ ‫وعشيرتـه‪ ,‬وما نشاء عليه وانس وأهل صنفه وصنعته ومذهبه وطريقتـــــه‪ ,‬ومن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬علل الشرائع للصدوق‪:‬ج‪ 1‬ص‪16-15‬ح‪ ,1‬باب ‪ - 13‬العلة التي من أجلها جعل هللا‬ ‫عز وجل األرواح في األبدان‪ ،‬بعد أن كانت مجردة عنها في أرفع محل‪.‬‬ ‫‪149‬‬

‫نسج على منواله‪ ,‬واتبع أطواره وأفعاله‪ ,‬وهو من أعظم أنواع االمتحان واالفتتان‪,‬‬ ‫الذي يمتحن هللا به عباده‪.‬‬ ‫وفي تفسير علي بن إبراهيم‪ :‬أن العباس قال ألمير المؤمنين "عليه السالم"‪ :‬انطلق‬ ‫بنا نبايع لك الناس‪ ،‬فقال له "عليه السالم" وتراهم فاعلين؟ قال‪ :‬نعم قال "ع" فأين‬

‫اس أَ ْن يُتْ َر ُكوا أَ ْن يَقُولُوا آ َمنَّا َو ُه ْم َال يُ ْفتَنُونَ ﴿‪﴾2‬‬ ‫ِب النَّ ُ‬ ‫قوله‪﴿ :‬الم ﴿‪ ﴾1‬أَ َحس َ‬ ‫العنكبوت‪)1(,‬‬

‫ويظهر أيضا وجه تشاكل أفعال هللا تبارك وتعالى‪ ,‬وتشابه سنته في جميع األمم‪,‬‬ ‫كما أشير إليه في جملة من اآليات وبعض اإلخبار المذكورة‪ ,‬فإنها بمقتضى‬ ‫طبائعهم وعلى طبق أفعالهم وأطوارهم التي هي نتيجة ما ذكرنا مما هو في‬ ‫جميعهم إال فيمن خالف نفسه وجاهد في سبيل ربه وقليل ما هم‪.‬‬ ‫وعن تاريخ اإلسالم عن النبي "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬انه قال‪ :‬سيصيب أمتِي دَاء‬ ‫ْاأل ُ َمم قبل ُك ْم‪ ,‬قَالُوا يا نبي هللا َو َما دَاء ْاأل ُ َمم؟ قَا َل‪ :‬األشر والبطر َوالت َّ َكاثُر والتنافس‬ ‫فِي الدُّ ْن َيا والتباغض والتحاسد َحتَّى يكون ْالبَغي ث َّم ْال َهرج‪ ,‬أي القتل‪)2(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير القمي‪:‬ج‪2‬ص‪,148‬سورة النعكبوت‪.‬‬ ‫‪ -2‬وفق تتبعي لم أجد الرواية في كتاب تاريخ اإلسالم للذهبي‪ ,‬وقد ذكرتها بعض‬ ‫المصادر منقولة عن كتابي العقوبات‪ ,‬وذم البغي البن أبي الدنيا "المتوفى‪281 :‬هـ"‬ ‫العقوبات‪ :‬ص‪ 174‬ح ‪ ,261‬الفتن وذم البغي‪:‬ص‪49‬ح‪ 2‬ما هو داء األمم ‪ ,‬وكال‬ ‫ي‪ ،‬عن أ َ َبي ُه َري َْرة َ‪،‬‬ ‫يِ‪ ،‬عن ابي َ‬ ‫س ِعي ٍّد ْال ِغفَ ِ‬ ‫ار َّ‬ ‫الروايتين مروية عن أ َ ِبي هَا ِن ٍّئ ْالخ َْو َالنِ ّ‬ ‫كما أورد الرواية الطبراني في األوسط‪:‬ج‪9‬ص‪ 23‬ح‪,9016‬باب الميم ‪:‬من اسمه‬ ‫مقدام‪ ,‬وعلق عليها قائال‪ :‬لَ ْم يَ ْر ِو َهذَا ْال َحد َ‬ ‫ي ِ ِإ َّال أَبُو هَانِىءٍّ ‪,‬‬ ‫ِيث َع ْن أ َ ِبي َ‬ ‫س ِعي ٍّد ْال ِغفَ ِ‬ ‫ار ّ‬ ‫واردها الحاكم في مستدركه‪ :‬ج‪4‬ص‪ 185‬ح‪ ,7311‬كتب البر والصلة‪ ,‬بنفس اإلسناد‬ ‫وقال الحاكم حيث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه ‪.‬‬ ‫‪150‬‬

‫وفي محاسن البرقي‪ ,‬عن أبي عبد هللا ‪,‬عن أبيه "عليهما السالم"‪,‬وردت في‬ ‫المصدر ولم يذكرها المصنف‪,‬قال‪ :‬صلى النبي "صلى هللا عليه وآله" صالة وجهر‬ ‫فيها بالقراءة‪ ،‬فلما انصرف قال ألصحابه‪:‬هل أسقطت شيئا في القراءة؟ قال‪:‬‬ ‫فسكت القوم‪ ،‬فقال النبي "ص"‪:‬أفيكم أبي بن كعب؟ فقالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬هل أسقطت‬ ‫فيها بشئ؟ قال‪ :‬نعم يا رسول هللا‪ ,‬إنه كان كذا وكذا‪ ،‬فغضب "عليه السالم" فقال‬ ‫"ص"‪:‬ما بال أقوام يتلى عليهم كتاب هللا فال يدرون ما يتلى عليهم منه وال ما‬ ‫يترك! هكذا هلكت بنو إسرائيل‪ ،‬حضرت أبدانهم وغابت قلوبهم‪ ،‬وال يقبل‬ ‫هللا صالة عبد ال يحضر قلبه مع بدنه‪)1(.‬‬

‫سبُ ُه ْم َج ِميعًا َوقُلُوبُ ُه ْم َ‬ ‫شت َّ ٰى ﴿‪َ ﴾14‬ك َمث َ ِل الَّذِينَ‬ ‫ويشير الى ذلك قوله تعالى‪﴿ :‬تَ ْح َ‬ ‫ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم قَ ِريبًا ۖ ذَاقُوا َو َبا َل أ َ ْم ِر ِه ْم﴿‪ ﴾15‬الحشر‪.‬‬ ‫وروى الخوارزمي عن ابن عباس ‪,‬قال‪ :‬قال رسول هللا “صلى هللا عليه واله”‪ :‬إن‬ ‫هللا عز وجل منع بني إسرائيل قطر السماء بسوء رأيهم في أنبيائهم‪ ,‬واختالفهم في‬ ‫دينهم‪ ،‬وإنه آخذ هذه األمة بالسنين‪ ,‬ومانعهم قطر السماء ببغضهم علي بن أبي‬ ‫طالب "ع"‪)2( .‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬المحاسن للبرقي‪ :‬ج‪ 1‬ص‪260‬ح‪,317‬باب النية‪.‬‬ ‫‪ -2‬الرواية أعاله لم ترد من الخوارزمي وفق تتبعي وإنما ذكرها صاحب كتاب "مناقب‬ ‫علي البن ألمغازلي"‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 195‬ح‪, 186‬وهذا االشتباه لم يكن من المصنف وفق‬ ‫ما اعتقد والدليل على ذلك إن العالمة الحلي في كتابه" كشف اليقين في فضائل أمير‬ ‫المؤمنين" نسب نفس الرواية "للخوارزمي" ولكن محقق الكتاب حسين الدركاهي أبا‬ ‫محمد حسن حسين أبادي‪ ,‬أشار إلى ذلك في حاشية الكتاب أعاله ص‪ ,428‬المبحث‬ ‫الخامس والعشرون‪.‬‬ ‫‪151‬‬

‫وإنما رفع هللا بعض أنواع العذاب‪ ,‬كالخسف والمسخ عن هذه األمة‪ ,‬إكراما لنبيه‬ ‫نبي الرحمة "صلى هللا عليه واله" ال لعدم المقتضي له‪ ,‬مع أنهم يعذبون به قبيل‬ ‫ظهور الحجة عجل هللا تعالى فرجة‪ ,‬كما في إخبار كثيرة‪ ,‬بل وقع في السابق‬ ‫أيضا‪ ,‬كما روى انه مسخ مروان وعبد الملك بعد موتهما‪ ,‬بل كل بني أمية كما في‬ ‫حديث وزغه‪ ,‬ومسخ الخطيب الذي كان يلعن أمير المؤمنين "عليه الصالة‬ ‫السالم" في عهد هارون‪)1(.‬‬

‫ومثله في عهد منصور كما في خبر االعمش‪ )2( .‬ومسخ الرجل الذي اعترض‬ ‫على أمير المؤمنين "عليه السالم" في قضيته حين خروجه إلى صفين‪)3( .‬‬

‫بل جميع المخالفين على صورة القردة والخنازير‪ ,‬كما في خبر أبي بصير في‬ ‫الحج‪ ,‬ويترأى في النظر أنهم على صورة البشر‪ ,‬وإنما أخر هالكهم وعذابهم‪)4(.‬‬

‫قال تعالى‪﴿ :‬فَإِ َّن ِللَّذِينَ َ‬ ‫ص َحا ِب ِه ْم﴾ الذاريات‪ ,59:‬قال‬ ‫ب أَ ْ‬ ‫ظلَ ُموا ذَنُوبًا ِمثْ َل ذَنُو ِ‬ ‫الطبرسي‪ :‬أي نصيبا من العذاب‪ ,‬مثل نصيـــــب أصحابهم الذين اهلكوا‪ ,‬نحو قوم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الثاقب في المناقب ألبي حمزة الطوسي‪:‬ص‪229‬ح‪ ,1/200‬فصل في بيان ظهور‬ ‫آياته مما رؤى في المنام ثم ظهر حكمه في اليقظة من تغيير صور أعدائه وقتلهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬الثاقب في المناقب ألبي حمزة الطوسي‪:‬ص‪233‬ح‪ ,2/201‬فصل في بيان ظهور‬ ‫آياته مما رؤى في المنام ثم ظهر حكمه في اليقظة من تغيير صور أعدائه وقتلهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬الثاقب في المناقب ألبي حمزة الطوسي‪:‬ص‪242‬ح‪ ,7/206‬فصل في بيان ظهور‬ ‫آياته مما رؤى في المنام ثم ظهر حكمه في اليقظة من تغيير صور أعدائه وقتلهم‪.‬‬ ‫‪ -4‬بصائر الدرجات للصفار‪:‬ص‪ 290‬ح‪ ,4‬الباب الثالث في األئمة عليهم السالم أنهم‬ ‫يحيون الموتى ويبرؤون األكمه واألبرص بإذن هللا ‪.‬‬

‫‪152‬‬

‫نوح وعاد وثمود‪ ,‬فال يتعجلون بإنزال العذاب عليهم فأنهم ال يفوتون ﴿فَ َو ْي ٌل ِللَّذِينَ‬ ‫عدُونَ ﴾ الذاريات‪ ,60:‬هذا يدل على أنهم أخروا إلى‬ ‫َكفَ ُروا ِم ْن يَ ْو ِم ِه ُم الَّذِي يُو َ‬ ‫يوم القيامة‪ .‬انتهى‪)1( .‬‬

‫وبمالحظة جميع ما ذكرناه‪ ,‬ربما ال يحتاج في إثبات التغيير في القران إلى شيء‬ ‫أخر‪ ,‬إذ قد عرفت حال الكاتبين وما وقع فيهما من التغيير والتحريف والتبديل‪)2(.‬‬

‫وروى العالمة أبو الحسن الشريف في ضياء العالمين‪ :‬إن موسى"ع" لما ارتحل‬ ‫عن الدنيا‪ ,‬أوصى بإسرار التوراة واأللواح إلى يوشع بن نون وصيه من بعده‪,‬‬ ‫وأودعه ما كان عنده من العلوم وكتب األنبياء‪ ,‬فلما شوش على يوشع أمره من‬ ‫دخل في أمره من قومه‪ ,‬ولم يتمكن يوشع بذلك من إظهار ما عنده‪ ,‬بقى التوراة‬ ‫متفرقا‪ ,‬وكان يحفظ كل شخص شيئا منه إلى إن غلب عليهم بختنصر‪ ,‬فقتل كثيرا‬ ‫من حفاظ ذلك‪ ,‬فلما رأى بعض أوالد هارون ذلك من محفوظاته ومن الفصول‬ ‫التي كانت عنده غيره إسفارا‪ ,‬فهذه التوراة التي بيد اليهود ذلك المجموع ال كتاب‬ ‫هللا التام! وعلى هذا اتفاق اليهود كما صرح به بعضهم‪ ,‬وقال‪ :‬وفيه التغيير‬ ‫والتبديل ولو من غير تعمد ‪ .‬انتهى‪)3(.‬‬

‫وصريح تلك اإلخبار الكثيرة‪ ,‬ركوب تلك األمة طريقتهم وسنتهم‪ ,‬وأية طريقة أشبه‬ ‫بهذه الطريقة! وأية سنة اطهر من هذه السنة! ومدار المذهب وقطبه الذي عليــــــه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 9‬ص‪,269‬تفسير سورة الذاريات‪.‬‬ ‫‪ -2‬أقول‪ :‬هذا تصريح واضح وصريح من المصنف على إن القران طاله التغيير وليس‬ ‫النقصان فقط كما ادعى البعض ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ضياء العالمين للعالمة الفتوني‪:‬ج‪ 1‬ص‪,412-411‬الفصل الخامس‪ ,‬وجه الشبه كما‬ ‫حث للتوراة مع القران‪.‬‬

‫‪153‬‬

‫يدور هو كتاب هللا الصامت والناطق‪ ,‬وتأتي اإلشارة إلى ما فعلوا بناطقه حذو ما‬ ‫فعلنه بنو إسرائيل بيوشع وصي موسى "عليه السالم" فيجب إن يصدر منهم‬ ‫بالنسبة إلى صامته ما صدر منهم بالنسبة إلى الكتابين‪ ,‬وهذا في غاية الوضوح‪,‬‬ ‫وقد مر في المقدمة األولى في كيفية جمع القران بعد قتل جمع كثير من حفاظه ما‬ ‫يظهر من المشابهة وتطبيق فعلهم بفعل اليهود‪.‬‬ ‫األمر الثالث في ذكر بعض موارد مؤيدة للمقام‪.‬‬ ‫األمر الثالث‪ :‬في ذكر الموارد المخصوصة التي شبه فيها بعض هذه األمة بنظيره‬ ‫في األمم السابقة مدحا أو قدحا‪ ,‬وبعض ما صنع هللا تعالى بهم بما صنع بأمثالهم‪,‬‬ ‫وبعض فعالهم المذمومة القبيحة بما سبقهم فيه الذين كانوا قبلهم‪ ,‬أو أشير فيها إلى‬ ‫وجوب تحقيق ذلك ووقوعه فيها‪ ,‬بحيث يمكن استخراج القاعدة السابقة من تلك‬ ‫الموارد الجزئية‪ ,‬ولو أغمضنا النظر عن اإلخبار السابقة لكان فيها كفاية‪ ,‬بل أشير‬ ‫في جملة منها إلى تلك القاعدة‪ ,‬واستدل بها على أمور ال يخفى خفائها بالنسبة إلى‬ ‫المقام‪ ,‬فيتم بذلك وجه االستدالل بها فيه‪ ,‬وينجبر ضعف مضامين اإلخبار السابقة‬ ‫لو كان بهذه اإلخبار لظهورها حينئذ في معنى يشمل المقام قطعا‪ ,‬بعد كونه اظهر‬ ‫إفرادها واجلي مواردها‪.‬‬

‫س ِل ِم ْن قَ ْب ِل َك﴾‬ ‫لر ُ‬ ‫قال هللا تبارك وتعالى‪َ ﴿ :‬ما يُقَا ُل لَ َك ِإ َّال َما َق ْد قِي َل ِل ُّ‬ ‫فصلت‪ ,43:‬وقال سبحانه‪﴿ :‬بَ ْل قَالُوا ِمثْ َل َما قَا َل ْاأل َ َّولُونَ ﴾ المؤمنون‪,81:‬وقال‬ ‫عز وجل اسمه‪َ ﴿ :‬وقَا َل الَّذِينَ َال يَ ْعلَ ُمونَ لَ ْو َال يُ َك ِلّ ُمنَا َّ‬ ‫اَّللُ أَ ْو تَأ ْ ِتينَا آيَةٌ ۗ َك ٰذَ ِل َك‬ ‫قَا َل الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم ِمثْ َل قَ ْو ِل ِه ْم ۘ تَشَابَ َه ْ‬ ‫ت قُلُوبُ ُه ْم ﴾ البقرة‪,118:‬وقال عز وجل‪:‬‬ ‫ت ْاليَ ُهودُ‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫س ِ‬ ‫ش ْيءٍّ َوقَالَ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫﴿ َوقَالَ ِ‬ ‫ار ٰى َ‬ ‫ار ٰى لَ ْي َ‬ ‫ت ْاليَ ُهودُ لَ ْي َ‬ ‫ت النَّ َ‬ ‫ت النَّ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ص َ‬ ‫اب ۗ َك ٰذَ ِل َك قَا َل الَّذِينَ َال َي ْعلَ ُمونَ ِمثْ َل قَ ْو ِل ِه ْم ﴾‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫ش ْيءٍّ َو ُه ْم َيتْلُونَ ْال ِكتَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪154‬‬

‫عزَ ي ٌْر اب ُْن َّ‬ ‫ارى‬ ‫اَّللِ َوقَالَ ِ‬ ‫البقرة‪ ,113:‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬وقَالَ ِ‬ ‫ت ْال َي ُهودُ ُ‬ ‫ت النَّ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ْال َمسِي ُح ا ْب ُن َّ‬ ‫ضا ِهئُونَ قَ ْو َل الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن قَ ْب ُل‬ ‫اَّللِ ۖ ٰذَ ِل َك قَ ْولُ ُه ْم ِبأ َ ْف َوا ِه ِه ْم ۖ يُ َ‬ ‫قَاتَلَ ُه ُم َّ‬ ‫اَّللُ أَنَّ ٰى يُؤْ فَ ُكونَ ﴾ التوبة‪ ,30:‬وقال تعالى شأنه‪َ ﴿ :‬وإِ ْن ِم ْن أ ُ َّم ٍّة ِإ َّال خ ََال‬ ‫ب الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم ﴿‪ ﴾25‬فاطر‪ ,‬وقال جل‬ ‫ِير ﴿‪َ ﴾24‬و ِإ ْن يُ َك ِذّبُ َ‬ ‫فِي َها نَذ ٌ‬ ‫وك فَقَ ْد َكذَّ َ‬

‫ت َو ُّ‬ ‫ب‬ ‫س ٌل ِم ْن قَ ْب ِل َك َجا ُءوا ِب ْالبَ ِيّنَا ِ‬ ‫ذكره‪﴿ :‬فَإِ ْن َكذَّبُ َ‬ ‫ِب ُر ُ‬ ‫الزبُ ِر َو ْال ِكتَا ِ‬ ‫وك فَقَ ْد ُكذّ َ‬ ‫ت فَ َما‬ ‫سلُ ُه ْم بِ ْالبَ ِيّنَا ِ‬ ‫ير﴾ العمران‪ ,184:‬وقال عز سلطانه‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد َجا َءتْ ُه ْم ُر ُ‬ ‫ْال ُمنِ ِ‬ ‫َكانُوا ِليُؤْ ِمنُوا ِب َما َكذَّبُوا ِم ْن قَ ْب ُل﴾ األعراف‪,101:‬وقال عز شأنه ﴿ َو َل َق ْد بَ َعثْنَا‬ ‫اجتَنِبُوا َّ‬ ‫س ً‬ ‫الطا ُ‬ ‫وت ۖ فَ ِم ْن ُه ْم َم ْن َهدَى َّ‬ ‫وال أَ ِن ا ْعبُدُوا َّ‬ ‫اَّللَ َو ْ‬ ‫غ َ‬ ‫اَّللُ‬ ‫فِي ُك ِّل أ ُ َّم ٍّة َر ُ‬ ‫علَ ْي ِه الض ََّاللَةُ﴾النحل‪ ,36:‬وقال جل وعال‪﴿ :‬قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫َو ِم ْن ُه ْم َم ْن َحقَّ ْ‬ ‫ت ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم‬ ‫ت َ‬ ‫ض فَا ْن ُ‬ ‫عا ِقبَةُ ْال ُم َك ِذّبِينَ ﴾ إل‬ ‫ُ‬ ‫ِيروا ِفي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫سن ٌَن فَس ُ‬ ‫ْف َكانَ َ‬ ‫ظ ُروا َكي َ‬ ‫عمران‪ ,137:‬وقال تعالى ذكره‪﴿ :‬يُ ِريدُ َّ‬ ‫سنَنَ الَّذِينَ ِم ْن‬ ‫اَّللُ ِليُبَيِّنَ لَ ُك ْم َويَ ْه ِد َي ُك ْم ُ‬ ‫سو ٌل قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫ت ِم ْن قَ ْب ِل ِه‬ ‫قَ ْب ِل ُك ْم﴾ النساء‪ ,26:‬وقال جل اسمه‪َ ﴿ :‬و َما ُم َح َّمدٌ إِ َّال َر ُ‬ ‫عقَا ِب ُك ْم﴾ إل عمران‪ ,144:‬وقال جل‬ ‫علَ ٰى أَ ْ‬ ‫س ُل أَفَإِ ْن َم َ‬ ‫الر ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ات أ َ ْو قُتِ َل ا ْنقَلَ ْبت ُ ْم َ‬

‫جاللة‪﴿ :‬أَ ْم َح ِس ْبت ُ ْم أ َ ْن تَ ْد ُخلُوا ْال َجنَّةَ َولَ َّما يَأْتِ ُك ْم َمث َ ُل الَّذِينَ َخلَ ْوا ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم ۖ‬ ‫سا ُء َوالض ََّّرا ُء َو ُز ْل ِزلُوا﴾ البقرة‪ ,214:‬وقال عظم برهانه‪َ ﴿ :‬و َكأ َ ِيّ ْن‬ ‫َم َّ‬ ‫ستْ ُه ُم ْالبَأ ْ َ‬ ‫س ِبي ِل َّ‬ ‫اَّللِ﴾ إل‬ ‫ي ٍّ قَات َ َل َم َعهُ ِر ِبّيُّونَ َكثِ ٌ‬ ‫صابَ ُه ْم فِي َ‬ ‫ير فَ َما َو َهنُوا ِل َما أَ َ‬ ‫ِم ْن نَ ِب ّ‬ ‫ٰ‬ ‫اإل ْن ِس‬ ‫عد ًُّوا َ‬ ‫شيَ ِ‬ ‫ي ٍّ َ‬ ‫اطينَ ْ ِ‬ ‫عمران‪ ,146:‬وقال عز ذكره‪َ ﴿ :‬و َكذَ ِل َك َج َع ْلنَا ِل ُك ِّل نَ ِب ّ‬ ‫ب إِ َّن قَ ْو ِمي ات َّ َخذُوا‬ ‫الر ُ‬ ‫َو ْال ِج ِّن﴾ اإلنعام‪ ,112:‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬وقَا َل َّ‬ ‫سو ُل َيا َر ّ ِ‬ ‫ٰ‬ ‫عد ًُّوا ِمنَ ْال ُم ْج ِر ِمينَ ﴿‪﴾31‬‬ ‫ٰ َهذَا ْالقُ ْرآنَ َم ْه ُج ً‬ ‫ي ٍّ َ‬ ‫ورا﴿‪َ ﴾30‬و َكذَ ِل َك َج َع ْلنَا ِل ُك ِّل نَ ِب ّ‬ ‫س ٰى ِم ْن‬ ‫سولَ ُك ْم َك َما ُ‬ ‫الفرقان‪ ,‬وقال عظم شأنه‪﴿ :‬أَ ْم ت ُ ِريدُونَ أ َ ْن ت َ ْسأَلُوا َر ُ‬ ‫سئِ َل ُمو َ‬ ‫‪155‬‬

‫اس أَ ْن يُتْ َر ُكوا أَ ْن َيقُولُوا‬ ‫ِب النَّ ُ‬ ‫قَ ْب ُل ﴾ البقرة‪ ,108:‬وقال عم طوله‪﴿ :‬الم﴿‪ ﴾1‬أَ َحس َ‬ ‫آ َمنَّا َو ُه ْم َال يُ ْفتَنُونَ ﴿‪َ ﴾22‬ولَقَ ْد فَتَنَّا الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم ﴿‪ ﴾3‬العنكبوت‪,‬وقال‬

‫ي ٍّ إِ َّال ِإذَا ت َ َمنَّ ٰى أ َ ْل َقى‬ ‫س ْلنَا ِم ْن قَ ْب ِل َك ِم ْن َر ُ‬ ‫سبحانه‪َ ﴿ :‬و َما أ َ ْر َ‬ ‫سو ٍّل َو َال نَ ِب ّ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ال َّ‬ ‫ط ُ‬ ‫ان فِي أ ُ ْمنِيَّتِ ِه﴾ الحج‪ .52:‬إلى غير ذلك من اآليات‪.‬‬ ‫وروى علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن (‪ )1‬بن سعيد عن علي بن أبي‬ ‫حمزة عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ما بعث هللا رسوال إال وفي وقته شيطانان‬ ‫يؤذيانه ويفتنانه ويضالن الناس بعده‪ )2( .‬فإما الخمسة أولو العزم من الرسل‪ ,‬نوح‬ ‫وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد على نبينا واله وعليهم السالم‪ ,‬فأما صاحبا نوح‬ ‫ففطيقوس(‪ )3‬وحرام‪ ،‬وإما صاحبا إبراهيم فمكيل وردام ‪ ،‬وإما صاحبا موسى‬ ‫فالسامري ومرعقيبا وإما صاحبا عيسى فقبوفولس فموليس(‪ )4‬وإما صاحبا محمد‬ ‫"صلى هللا عليه وآله" فحبتر وزريق‪)5(.‬‬

‫وفي كتاب سلمان في خبر جاثليق الذي أتى إلى المدينة بعد قبض رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله" انه قال ألمير المؤمنين "عليه السالم"‪ :‬يا وصي محمد وأبا‬ ‫ذريته ما نرى األمة إال هلكت كهالك من مضى من بني إسرائيل من قوم موسى‬ ‫وتركهم موسى وعكوفهم على أمر السامري‪ ،‬وإنا وجدنا لكل نبي بعثه هللا عدوا‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬في المصدر ورد‪ :‬عن الحسن بن محبوب بن سعيد‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفسير ألقمي‪ :‬ج‪2‬ص‪,64-63‬سورة طه"‪.97‬‬ ‫‪ -3‬في المصدر ورد‪ :‬فقنطيفوص او فغنطيغوص‪.‬‬ ‫‪ -4‬في المصدر ورد‪ :‬فبولس"يرليس يرليش" وميتون"مريبون" ‪.‬‬ ‫‪ -5‬تفسير ألقمي‪ :‬ج‪ 1‬ص‪,214‬سورة اإلنعام‪.112:‬‬ ‫‪156‬‬

‫شياطين اإلنس والجن يفسدان على النبي دينه‪ ،‬ويهلكان أمته‪ ،‬ويدفعان وصيه‪،‬‬ ‫ويدعيان األمر بعده‪ ،‬وقد أرانا هللا عز وجل ما وعد الصادقين ومن المعرفة بهالك‬ ‫هؤالء القوم‪.‬الخبر‪ .‬وفيه انه "ع" قال‪ :‬وأنا عنده بمنزلة هارون من موسى‪،‬‬ ‫وبمنزلة شمعون من عيسى؟! إلى إن قال وكونوا في أهل ملتكم كأصحاب الكهف‬ ‫‪.‬الخبر(‪)1‬‬

‫وفي االحتجاج وعن أبي يحيى الواسطي‪ ,‬قال‪ :‬لما افتتح أمير المؤمنين "عليه‬ ‫السالم" اجتمع الناس عليه‪ ,‬وفيهم الحسن البصري ومعه األلواح‪ ،‬فكان كلما‬ ‫تلفظ أمير المؤمنين "عليه السالم" بكلمة كتبها‪ ،‬فقال له أمير المؤمنين "ع" ما‬ ‫تصنع؟ فقال نكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم‪ ،‬فقال "عليه السالم" ‪:‬أما أن لكل قوم‬ ‫سامري‪ ,‬وهذا سامري هذه األمة‪ ،‬إال إنه ال يقول ال مساس ولكنه يقول ال قتال(‪.)2‬‬

‫وفي تفسير اإلمام "عليه السالم" قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ‪ :‬إن‬ ‫أصحاب موسى اتخذوا من بعده عجال‪ ,‬وخالفوا خليفة هللا وستتخذ هذه األمة عجال‬ ‫وعجال وعجال ويخالفونك يا علي وأنت خليفتي ‪ ,‬هؤالء يضاهئون اليهود في‬ ‫اتخاذهم العجل‪)3(.‬‬

‫وفي ثواب اإلعمال عن الكاظم "عليه السالم" انه قال‪ :‬إن األول بمنزلة العجل‬ ‫والثاني بمنزلة ألسامري‪)4(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار للمجلسي‪:‬ج‪ 30‬ص‪,79-75‬الباب"‪."18‬‬ ‫‪ -2‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ "22",251‬ترجمة أبي يحيى الوسطي‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير اإلمام العسكري‪:‬ص‪"147",409‬حديث الحدائق‪.‬‬ ‫‪ -4‬ثواب اإلعمال للصدوق‪:‬ص‪ ,215‬عقاب من ادعى اإلمامة وليس بإمام‪.‬‬ ‫‪157‬‬

‫وفي كتاب سليم في حديث طويل إن ابن عباس قال‪ :‬له اكتم إال ممن تثق به من‬ ‫إخوانك‪ ,‬فان قلوب هذه األمة أشربت حب هذين الرجلين‪ ,‬كما أشربت قلوب بني‬ ‫إسرائيل حب العجل والسامري‪)1(.‬‬

‫وفي شرح ابن ميثم‪ ,‬عن سويد بن عقلة‪ ,‬قال‪ :‬كنت مع أبي موسى على شاطئ‬ ‫الفرات في خالفة عثمان‪ ,‬فروى لي خبرا قال ‪ :‬سمعت رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله" يقول‪ :‬إن بني إسرائيل اختلفوا‪ ,‬فلم يزل االختالف بينهم‪ ,‬حتى بعثوا حكمين‬ ‫ضالين‪ ,‬فضال واضال من اتبعهما‪ ,‬وال ينفك أمر أمتي تختلف حتى يبعثوا حكمين‬ ‫يضالن من اتبعهما‪ ,‬فقلت له‪ :‬احذر يا أبا موسى إن تكون احدهما! قال‪ :‬فخلع‬ ‫قميصه وقال‪ :‬أبرئ إلى هللا من ذلك كما أبرء من قميصي‪)2( .‬‬

‫وفي كتاب الغارات بطرق عديدة‪ ,‬إن أمير المؤمنين "عليه السالم" قال ألصحابه‬ ‫بعد قتال أهل النهران وحثهم على قتال أهل الشام‪ :‬يا معشر المهاجرين‪ ,‬ادخلوا‬ ‫األرض المقدسة التي كتب هللا لكم وال ترتدوا على إدباركم فتنقلبوا خاسرين فكبوا‪,‬‬ ‫وقالوا‪ :‬البرد شديد فقال"ع"‪ :‬إن القوم يجدون البرد كما تجدون‪ ,‬قال‪ :‬فلم يفعلوا‬ ‫وأبوا‪ ,‬فلما رأى ذلك منهم قال‪ :‬أف لكم أنها سنة جرت عليكم‪)3(.‬‬

‫وفي تفسير علي بن إبراهيم‪ ,‬مسندا عن أبي جعفر "عليه السالم" قال‪ :‬قال‪ :‬أمير‬ ‫المؤمنين "عليه السالم" بعد رسول هللا "صلى هللا عليه واله" في المسجد والناس‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب سليم بن قيس‪:‬ص‪,324‬ابن عباس يحكي قضية الكتف‪.‬‬ ‫‪ -2‬شرح ابن ميثم البحراني‪,‬ص‪ 239 ,781‬من خطبة له"ع" في الحكمين وذم أهل‬ ‫الشام‪ ,‬وهي بتمامها في شرح نهج البالغة البن أبي الحديد‪:‬ج‪ 13‬ص‪ ,315‬فصل في‬ ‫نسب أبى موسى والرأي فيه عند المعتزلة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الغارات إلبراهيم بن محمد الثقفي‪:‬ج‪1‬ص‪.27‬‬ ‫‪158‬‬

‫ض َّل أَ ْع َمالَ ُه ْم﴾‬ ‫س ِبي ِل ا ََّّللِ أَ َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫مجتمعون بصوت عال ﴿الَّذِينَ َكفَ ُروا َو َ‬ ‫محمد‪ ,1:‬فقال له ابن عباس‪ :‬يا أبا الحسن لم قلت ما قلت؟ إلى إن قال‪:‬قال‪ :‬ابن‬ ‫عباس‪ :‬اجتمع الناس على أبي بكر فكنت منهم‪ ،‬فقال أمير المؤمنين "عليه‬ ‫السالم" كما اجتمع أهل العجل على العجل ها هنا فتنتم‪)1(.‬‬

‫واخرج الصدوق في الخصال عن أمير المؤمنين عليه السالم‪:‬انه قال‪ :‬ستة من‬ ‫هذه األمة في التابوت في الدرك األسفل من النار‪ ,‬العجل وهو نعثل ‪ ،‬وفرعون‬ ‫وهو معاوية‪ ،‬وهامان هذه األمة وهو زياد‪ ،‬وقارونها وهو سعد‪ ،‬والسامري وهو‬ ‫أبو موسى عبد هللا بن قيس ألنه قال كما قال سامري قوم موسى‪ :‬ال مساس أي‬ ‫ال قتال‪ ,‬واألبتر وهو عمرو بن العاص‪ )2(.‬وفيه عنه قال‪ :‬قال لي رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله"‪ :‬أول راية ترد علي مع فرعون هذه األمة يوم القيامة وهو‬ ‫معاوية‪ ،‬والثانية مع سامري هذه األمة‪ ,‬وهو عمرو بن العاص‪،‬الخبر‪ )3(.‬وروى‬ ‫الطبرسي في الجوامع والعياشي وفرات بن إبراهيم في تفسيرهما‪ ,‬عن السجاد‬ ‫"عليه السالم" قال ‪ :‬والذي بعث محمدا "صلى هللا عليه واله" بالحق بشيرا‬ ‫ونذيرا‪ ,‬إن اإلبرار منا أهل البيت بمنزلة موسى وشيعته‪ ,‬وان عدونا وشيعتهم‬ ‫بمنزلة فرعون وأشياعه‪)4(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير ألقمي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,301‬سورة محمد‪.1:‬‬ ‫‪ -2‬الخصال للصدوق‪ :‬ص‪ ",458‬شر األولين واآلخرين اثنا عشر"‪.‬‬ ‫‪ -3‬الخصال للصدوق‪:‬ص‪ ,575‬أبواب السبعين وما فوقه ألمير المؤمنين عليه‬ ‫السالم سبعون منقبة لم يشركه فيها أحد من األئمة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفسير جوامع الجامع للطبرسي‪:‬ج ص‪,731‬سورة القصص‪ ,5:‬وتفسير فرات‬ ‫الكوفي‪:‬ص‪ 314‬ح‪,4-421‬سورة القصص‪ ,5:‬ووفق تتبعي لم اعثر على الرواية‬ ‫عند العياشي في تفسيره‪.‬‬ ‫‪159‬‬

‫وفي تفسير علي مسندا عن منهال بن عمرو‪ ,‬انه قال لعلي بن الحسين "عليهما‬ ‫السالم "‪ :‬كيف أصبحت يا بن رسول هللا "ع" ؟ قال‪ :‬ويحك إما آن لك إن تعلم‬ ‫كيف أصبحت؟ أصبحنا في قومنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون‪ ,‬يذبحون أبناءنا‬ ‫ويستحيون نساءنا‪)1( .‬‬

‫وفي ضياء العالمين‪ ,‬عن عبد الرزاق في كتابه‪ ,‬عن وهب عن أبي الطفيل قال‪:‬‬ ‫دخل أبو ذر على معاوية‪ ,‬فقرء معاوية شعرا تعريضا له‪ ,‬فقال أبو ذر‪ :‬ما ادري‬ ‫هذا‪ ,‬ولكن سمعت رسول "صلى هللا عليه واله" يقول‪ :‬معاوية بن أبي سفيان‬ ‫فرعون هذه األمة يموت على غير ملة‪)2(.‬‬

‫وروى الشيخ فرات بن إبراهيم عن أمير المؤمنين "عليه السالم" انه قال‪ :‬من أراد‬ ‫أن يسأل عن أمرنا وأمر القوم‪ ,‬فانا وأشياعنا يوم خلق هللا السماوات واألرض‬ ‫على سنة موسى وأشياعه‪ ,‬وإن عدونا يوم خلق هللا السماوات واألرض على سنة‬ ‫فرعون وأشياعه‪)3(.‬‬

‫واخرج الطبرسي في االحتجاج‪ ,‬عن الباقر "عليه السالم" في حديث طويل في‬ ‫خبر غدير‪ ,‬وفيه إن النبي "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬حج بالناس وبلغ من حج معه من‬ ‫أهل المدينة واإلطراف واإلعراب سبعين إلف إنسان أو يزيدون‪ ,‬وعلى عدد‬ ‫أصحاب موسى السبعين ألف‪ ,‬الذين أخذ عليهم بيعة هارون‪ ,‬فنكثوا واتبعوا العجل‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير ألقمي‪ :‬ج‪ 2‬ص‪,134‬سورة القصص‪.5:‬‬ ‫‪ -2‬ضياء العالمين‪:‬ج‪ 9‬ص‪,117‬المقالة السادسة‪,‬المقام الثاني‪,‬ذكر ما رواه العامة في ذم‬ ‫معاوية وانه من أهل النار‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير فرات الكوفي‪:‬ص‪ 314-313‬ح‪,5‬سورة القصص‪.‬‬ ‫‪160‬‬

‫والسامري‪ ,‬وكذلك أخذ رسول هللا "صلىهللاعليه وآله" البيعة لعلي "عليه السالم"‬ ‫بالخالفة على عدد (‪ )1‬موسى السبعين إلف‪ ,‬الذين نكثوا واتبعوا العجل سنة بسنة‬ ‫ومثال بمثال‪.‬الخبر‪)2(.‬‬

‫ورواه السيد األجل على بن طاووس في كشف اليقين‪ ,‬عن احمد بن محمد بن‬ ‫الطبري المعروف بالخليل في كتابه في المناقب‪)3(.‬‬

‫واخرج ابن عساكر عن الحسن بن علي "عليهما السالم" كما نقله السيوطي في‬ ‫الجامع عن النبي "صلى هللا عليه واله" انه قال‪ :‬عشر خصال عملها قوم لوط بها‬ ‫ضا‪ ,‬ورميهم بال ُجالهق‬ ‫أهلكوا‪ ,‬وتزيدها أمتى‪ ,‬بخلة إتيان الرجال بعضهم بع ً‬ ‫والخذف‪ ,‬ولعبهم بالحمام وضرب الدفوف‪ ,‬وشرب الخمور وقص اللحية‪ ,‬وطول‬ ‫الشارب والصفير والتصفيق ولباس الحرير‪ ,‬وتزيدها أمتى بخلة إتيان النساء‬ ‫ضا ‪)4(.‬‬ ‫بعضهن بع ً‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كلمة"أصحاب" سقطت من هذه النسخة للمصنف‪.‬‬ ‫‪ -2‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,56‬احتجاج "ص" يوم الغدير على الخلق كلهم وفي‬ ‫غيره من األيام بوالية علي بن أبي طالب "ع" ومن بعده من ولده من األئمة‬ ‫المعصومين "ع"‪.‬‬ ‫‪ -3‬كشف اليقين البن طاووس‪ ,344-343:‬فيما ذكره عن هذا أحمد بن محمد‬ ‫الطبري المعروف بالخليلي‪,‬من روايته للكتاب الذي أشرنا إليه في حديث يوم الغدير‪.‬‬ ‫‪ -4‬جامع األحاديث للسيوطي‪ :‬ج‪ 14‬ص‪ 208‬ح‪,14130‬حرف العين‪.‬‬

‫‪161‬‬

‫وروى البيهقي‪ ,‬عن علي "عليه السالم"‪ ,‬قال ‪ :‬قال رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله" ‪ :‬إن بني إسرائيل اختلفوا‪ ,‬فلم يزل اختالفهم بينهم حتى بعثوا حكمين‪ ,‬وإن‬ ‫هذه األمة ستختلف‪ ,‬فال يزال اختالفهم بينهم‪ ,‬حتى يبعثوا حكمين ضال وضل من‬ ‫اتبعهما‪)1(.‬‬

‫وتقدم عن الرضا "عليه السالم" انه قال للبزنطي في وجوب وقوع االختالف‬ ‫بينهم‪ :‬وال بد إن يكون فيكم ما كان في الذين من قبلكم‪ ,‬ولو كنتم على أمر واحد‪,‬‬ ‫كنتم على غير سنة الذين من قبلكم‪)2(.‬‬

‫وفي اإلخبار المتواترة بين الفريقين إن هذه األمة تفرق بعد نبيها كما افترقت األمم‬ ‫السالفة‪ ,‬ففي بعضها إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنين وسبعين ملة‪,‬‬ ‫وان هذه األمة ستفترق على ثالث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في‬ ‫الجنة‪ .‬وفي النبي "ص" قال‪ :‬إن موسى افترقت على واحدة وسبعين فرقة واحدة‬ ‫أخرى‪ ,‬منها ناجية والباقون في النار‪ ,‬وان امة عيسى افترقت إلى اثنين وسبعين‬ ‫فرقة‪ ,‬واحدة منها ناجية‪ ,‬والباقون في النار‪ ,‬وان هذه األمة ستفترق إلى ثالث‬ ‫وسبعين فرقة‪ ,‬واحدة منها ناجية والباقون في النار‪ ,‬وفي جامع السيوطي‪ ,‬عن‬ ‫الوسيط للطبراني‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬عن النبي "صلى هللا عليه واله" انه قال‪ :‬ما‬ ‫اختلفت امة بعد نبيها إال ظهر أهل باطلها على أهل حقها‪)3(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ع ِن ْال َح َك َمي ِْن اللَّذَ ْي ِن بُ ِعثَا‬ ‫‪ -1‬دالئل النبوة للبيهقي‪:‬ج‪ 6‬ص‪َ , 423‬ب ُ‬ ‫ار ِه َ‬ ‫اب َما َجا َء فِي ِإ ْخ َب ِ‬ ‫ي هللاُ َع ْنهُ‪.-‬‬ ‫ي ٍّ‪َ -‬ر ِ‬ ‫ان َ‬ ‫فِي زَ َم ِ‬ ‫ع ِل ّ‬ ‫ض َ‬ ‫‪ -2‬مسند اإلمام الرضا "ع" للشيخ عزيز هللا عطاردي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 217‬ح‪ ,373‬باب"‪"14‬‬ ‫ما جاء عنه في أخبار المهدى عليهما السالم‪.‬‬ ‫‪ -3‬جامع األحاديث‪:‬ج‪ 18‬ص‪ 397‬ح‪ ,19714‬حرف الميم‪.‬‬ ‫‪162‬‬

‫وفيه عن البخاري والترمذي انه"ص" قال‪ :‬إن هللا تبارك وتعالى لم يبعث نبيًّا وال‬ ‫خليفة إال وله بطانتنا‪ ,‬بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر‪ ,‬وبطانة ال تألوه‬ ‫ق‪)1(.‬‬ ‫خباال‪ ,‬ومن يُوقَ بطانة السوء فقد ُو ِ‬

‫وفيه عن كتاب الطبراني وابن عساكر‪ ,‬انه "ص" قال‪ :‬إن هللا تبارك وتعالى لم‬

‫يبعث نبيا قبلي إال كان في أمته من بعده مرجئة وقدرية يشوشون أمر‬ ‫األمة وأنهما ال يدخالن الجنة‪)2(.‬‬

‫وفيه عن الخطيب وابن عساكر ‪,‬عن ابن عباس‪ ,‬انه "ص" قال‪ :‬لكل شيء سبط‪,‬‬ ‫وسبط هذه األمة الحسن والحسين"ع"‪ ,‬ولكل شيء مجن‪ ,‬ومجن هذه األمة على بن‬ ‫أبى طالب "عليه السالم"‪)3(.‬‬

‫وفيه عن مسند احمد بن حنبل عنه "ص" لكل أمة مجوس‪ ،‬ومجوس أمتي الذين‬ ‫يقولون‪ :‬ال قدر‪ ،‬إن مرضوا فال تعودوهم‪ ،‬وإن ماتوا فال تشهدوهم‪)4(.‬‬

‫وفيه عن الطبراني عنه"ص"‪ :‬ما من أمة ابتدعت بعد نبيها في دينها بدعة إال‬ ‫أضاعت مثلها من السنة‪)5(.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬جامع األحاديث‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 152‬ح‪ ,7014‬حرف الهمزة‪.‬‬

‫‪ -2‬جامع األحاديث‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 152‬ح‪ ,7013‬حرف الهمزة‪.‬‬ ‫‪ -3‬جامع األحاديث‪:‬ج‪ 17‬ص‪ 465‬ح‪ ,7013‬حرف الالم‪.‬‬ ‫‪ -4‬مسند احمد‪:‬ج‪9‬ص‪415‬ح‪ ,5584‬مسند المكثرين من الصحابة مسند عبد هللا بن‬ ‫عمر رضي هللا عنهما‪.‬‬ ‫‪ -5‬المعجم الكبير للطبراني‪ :‬ج ‪ 18‬ص‪ 99‬ح‪ ,178‬باب العين‪.‬‬ ‫‪163‬‬

‫وفي اإلتقان عن سفيان الثوري قال‪ :‬لم ينزل وحي إال بالعربية‪ .‬ثم ترجم كل نبي‬ ‫لقومه‪)1(.‬‬

‫وفيه عن مسند احمد بن حنبل‪ ,‬بإسناده عن الشعبي‪ ,‬قال‪ :‬لقيت علقمة‪ ,‬قال‪ :‬أتدري‬ ‫ما مثل علي عليه السالم؟ فقلت‪ :‬وما مثله؟ قال‪ :‬مثل عيسى بن مريم‪ ,‬أحبه قوم‬ ‫حتى هلكوا في حبه‪ ,‬وابغضه قوم حتى هلكوا في بغضه‪)2(.‬‬

‫وعنه وعن كتاب الكبير للطبراني‪ ,‬عن ابن عمر عنه "صلى هللا عليه واله" قال‪:‬‬ ‫س َبا َيا األ ُ َم ِم الَّتِي‬ ‫لَ ْم َيزَ ْل أ َ ْم ُر بَنِي ِإ ْس َرائِي َل معتدال َحتَّى نَشَأ َ فِي ِه ُم ال ُم َولَّدُونَ ‪ ،‬وأ َ ْبنَا ُء َ‬ ‫َكان ْ‬ ‫ضلُّوا‪)3(.‬‬ ‫ضلُّوا وأ َ َ‬ ‫َت بَنُو ِإ ْس َرائِي َل ت َ ْسبِي َها‪ ،‬فَقَالُوا بالرأي فَ َ‬ ‫قلت‪ :‬وربيعة الرأي الذي هو أول من روج العمل بالرأي في المدينة‪ ,‬وأبو حنيفة‬ ‫والحسن البصري وطاووس اليماني وعطاء بن أبي رباح وعكرمة وسعيد بن‬ ‫جبير وسفيان بن عيينة وغيرهم من المولودين وأبناء الموالي‪ ,‬وبعضهم من أبناء‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,163‬النوع السادس عشر‪:‬في كيفية انزاله‪.‬‬ ‫‪ -2‬وفق تتبعي لم اعثر على الرواية في مسند احمد وإنما في كتابه فضائل الصحابة‪:‬ج‪2‬‬ ‫ص‪ 575‬ح‪ ,974‬فضائل علي عليه السالم‪ ,‬وشواهد التنزيل للحسكاني‪:‬ج‪ 2‬ص‪235‬‬ ‫ح‪ ), 875‬وعن صحيح أبي داود‪ ,‬عن معاوية‪ ,‬عن النبي "صلى هللا عليه واله" انه‬ ‫قال‪ :‬من قبلكم‪ ,‬وساق كالخبر المتقدم‪ ,‬وفي أخره‪ :‬وانه سيخرج من أمتي أقوام تجارى‬ ‫بهم تلك األهواء‪ ,‬كما يتجارى الكلب لصاحبه‪ ,‬وال يبقى منه عرق وال مفصل إال‬ ‫دخله‪(.‬صحيح وضعيف سنن أبي داود‪ :‬ص‪ 2‬ح‪, 4597‬لأللباني‪.‬‬ ‫‪ -3‬وفق تتبعي لم اعثر على الرواية بصحيح وضعيف سنن أبي داود‪ ,‬وهي موجودة في‬ ‫المعجم الكبير للطبراني‪:‬ج‪ 13‬ص‪ 642‬ح‪.14569‬‬

‫‪164‬‬

‫السبايا من المجوس‪ ,‬وقد صح عن النبي "صلى هللا عليه واله" قال لعلي "عليه‬ ‫السالم"‪ :‬أنت مني بمنزلة هارون من موسى إال انه ال نبي بعدي‪)1(.‬‬

‫واخرج الصدوق في معاني اإلخبار‪ ,‬مسندا عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول هللا‬

‫ف‬ ‫"صلى هللا عليه وآله ‪" :‬لما أنزل هللا تبارك و تعالى‪َ ﴿ :‬وأَ ْوفُوا ِبعَ ْهدِي أُو ِ‬ ‫ِب َع ْه ِد ُك ْم﴾ البقرة‪ ,40:‬لقد خرج آدم من الدنيا‪ ,‬وقد عاهد على الوفاء لولده شيث‪ ،‬فما‬ ‫وفي له‪ ،‬ولقد خرج نوح من الدنيا‪ ,‬وعاهد قومه على الوفاء لوصيه سام‪ ،‬فما وفت‬ ‫أمته‪ ،‬ولقد خرج إبراهيم من الدنيا‪ ,‬وعاهد قومه على الوفاء لوصيه إسماعيل‪ ،‬فما‬ ‫وفت أمته‪ ،‬ولقد خرج من الدنيا موسى وعاهد قومه على الوفاء لوصيه يوشع بن‬ ‫نون فما وفت أمته‪ ،‬ولقد رفع عيسى ابن مريم على نبينا وعليهم السالم إلى‬ ‫السماء‪ ,‬وقد عاهد قومه على الوفاء لوصيه شمعون بن حمون الصفا فما وفت‬ ‫أمته‪ ،‬وإني مفارقكم عن قريب وخارج من بين أظهركم‪ ,‬وقد عهدت إلى أمتي‬ ‫في علي بن أبي طالب "عليه السالم" وإنها لراكبة سنن من قبلها من األمم في‬ ‫مخالفة وصيي وعصيانه‪،‬الخبر‪)2(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر المعجم الكبير للطبراني‪:‬ج‪ 24‬ص‪ 147‬ح‪ ,388‬وتاريخ دمشق البن عساكر‪:‬‬ ‫ج‪ 42‬ص‪ ,183‬ومسند احمد ‪ :‬ج ‪17‬ص‪373‬ح‪,11272‬والسنن الكبرى للنسائي‪:‬‬ ‫ج‪ 7‬ص‪ 426‬ح‪, 8379‬وسنن الترمذي‪ :‬ج‪ 5‬ص‪640‬‬

‫ح‪,3730‬وصحيح‬

‫البخاري‪:‬ج‪5‬ص‪19‬ح‪,3706‬وصحيح مسلم‪ :‬ج‪ 4‬ص‪ 870‬ح‪ ,2404‬وغيرها من‬ ‫المصادر‪.‬‬ ‫‪ -2‬معاني اإلخبار للصدوق‪:‬ص‪372‬ح‪ ,1‬باب"‪ "821‬معنى وفاء العباد بعهد هللا ومعنى‬ ‫وفاء هللا عز وجل بعهد العباد‪.‬‬

‫‪165‬‬

‫وفي مجالس الشيخ الطوسي‪ ,‬في خطبة الحسن "عليه السالم" وقد تركت بنو‬ ‫إسرائيل هارون وهم يعلمون أنه خليفة موسى فيهم واتبعوا السامري‪ ،‬وقد تركت‬ ‫هذه األمة أبي وبايعوا غيره‪ ،‬وقد سمعوا رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‪ ,‬يقول‪:‬‬ ‫" أنت مني بمنزلة هارون من موسى إال النبوة" ‪،‬إلى إن قال‪ :‬فجعل هللا هارون‬ ‫في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه‪ ،‬وجعل هللا النبي "صلى هللا عليه‬ ‫وآله"‪ ,‬في سعة حين دخل الغار ولم يجد أعوانا‪ ،‬وكذلك أبي‪ ،‬وأنا في سعة من هللا‬ ‫حين خذلتنا األمة وبايعوك يا معاوية‪ ،‬وإنما هي السنن واألمثال يتبع بعضها‬ ‫بعضا‪)1(.‬‬

‫وفيه وفي غيره‪ ,‬حديث المناشدة إن النبي "صلى هللا عليه واله" قال‪ :‬اللهم إني‬ ‫أقول كما قال أخي موسى‪ ,‬أجعل لي وزيرا من أهلي‪ ,‬عليا "عليه السالم" اشدد به‬ ‫أزري‪ ,‬وأشركه في أمري‪)2(.‬‬

‫وعن مناقب الفقيه البن ألمغازلي في حديث سد األبواب ما لفظه‪ :‬ونفس ذلك رجال‬ ‫على علي عليه السالم فوجدوا في أنفسهم‪ ،‬وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من‬ ‫أصحاب النبي "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬فبلغ ذلك النبي "صلى هللا عليه واله" فقام‬ ‫خطيبا فقال‪ :‬إن رجاالً يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليا ً في المسجد‪ ،‬وهللا ما‬

‫أخرجتهم وال أسكنته! إن هللا عز وجل أوحى إلى موسى وأخيه ﴿أَ ْن تَبَ َّوآ ِلقَ ْو ِم ُك َما‬ ‫ص َالة َ ۗ﴾ يونس‪ ,87:‬وأمر موسى‬ ‫ص َر بُيُوتًا َو ْ‬ ‫ِب ِم ْ‬ ‫اج َعلُوا بُيُوتَ ُك ْم قِ ْبلَةً َوأَقِي ُموا ال َّ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االمالي للشيخ الطوسي‪:‬ص‪ 560‬ح‪ ,9‬المجلس"‪."20‬‬ ‫‪ -2‬االمالي للشيخ الطوسي‪:‬ص‪ 517‬المجلس"‪ "18‬ح‪ ,38‬ومناقب‬ ‫ألحمد‬ ‫الصحابة‬ ‫طه‪,‬وفضائل‬ ‫مردويه‪:‬ص‪,277‬ح‪,432‬سورة‬ ‫حنبل‪:‬ج‪2‬ص‪678‬ح‪,1158‬وغيرها من المصادر الكثير ومن كال الفريقين ‪.‬‬ ‫‪166‬‬

‫ابن‬ ‫بن‬

‫أن ال يسكن مسجده‪ ،‬وال ينكح فيه‪ ،‬وال يدخله إال هارون وذريته‪ ،‬وإن عليا ً مني‬ ‫بمنزلة هارون من موسى‪ ،‬وهو أخي دون أهلي‪ ،‬وال يحل مسجدي ألحد ينكح فيه‬ ‫النساء إال عليا وذريته‪ ،‬فمن ساءه فهاهنا‪ ,‬وأومأ بيده نحو الشام‪)1(.‬‬

‫وفي الكافي إن عليا "ع" رفع يده يوما وقال‪ :‬إن القوم استضعفوني كما استضعف‬ ‫بنو إسرائيل هارون‪)2(.‬‬

‫وفيه عن ابي جعفر "عليه السالم"‪ ,‬قال‪ :‬إن الناس صاروا بعد رسول هللا "صلى‬ ‫هللا عليه وآله" بمنزلة من اتبع هارون "ع" ومن اتبع العجل‪ ,‬وإن أبا بكر دعا‬ ‫فأبى علي "عليه السالم" إال القرآن‪ ,‬وإن عمر دعا فأبى علي "ع" إال القرآن‪ ,‬وإن‬ ‫عثمان دعا فأبى علي "عليه السالم" إال القرآن ‪ .‬الخبر‪)3(.‬‬

‫وعن البغوي وابن عساكر وغيرهما‪ ,‬إن النبي قال‪ :‬سمى هارون ابنيه شبرا‬ ‫وشبيرا‪ ,‬واني سميت ابني الحسن والحسين‪ ,‬كما سمى به هارون ابنيه‪)4(.‬‬ ‫وفي البصائر‪ ,‬عن أبي جعفر "عليه السالم" قال‪ :‬كانت في علي سنة إلف نبي‪)5(.‬‬

‫وفي علل الشرائع وغيره‪ ,‬إن ابن الكواء سئل أمير المؤمنين "عليه السالم" عن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مناقب علي البن المغازلي‪:‬ج‪ 1‬ص‪322‬ح‪" 304‬باب حديث سد األبواب"‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪8‬ص‪33‬ح‪,5‬مقامات الشيعة وفضاءلهم وبشارتهم بخير المال‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكافي للكليني‪:‬ج‪8‬ص‪297-296‬ح‪,456‬ارتداد اإليمان بعد النبي"ص"‪.‬‬ ‫‪ -4‬معجم الصحابة للبغوي‪:‬ج‪2‬ص‪9‬ح‪,395‬باب الحاء‪,‬حسن بن علي‪ ,‬وتاريخ دمشق‬ ‫البن عساكر‪:‬ج‪14‬ص‪,119‬حرف الحاء‪ ,‬الحسين بن علي بن أبي طالب‪.‬‬ ‫‪ -5‬البصائر للدرجات‪:‬ص‪134‬ح‪,2‬الجزء الثالث‪ ,‬الباب األول)‬

‫‪167‬‬

‫ذي القرنين‪ ،‬أكان نبيا أم ملكا؟ وعن قرنه أكان ذهبا أم فضة؟ فقال"ع"‪ :‬لم يكن‬ ‫نبيا وال ملكا‪ ،‬ولم يكن قرناه من ذهب إلى إن قال‪ :‬وفيكم مثله‪)1(.‬‬

‫وقد اشتهر في الحديث انه ذو قرني هذه األمة‪ ,‬وذكروا له وجوها ليس هنا محلها‪,‬‬ ‫وعن ابن شهر أشوب في مناقبه‪ ,‬عن تاريخ علي بن مجاهد‪ ,‬مسندا عن النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله" انه قال‪ :‬عند وفاته لعلي"ع" أنت مني بمنزلة يوشع من‬ ‫موسى"ع"‪)2(.‬‬

‫وفي الكافي‪ ,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال‪ :‬إن هللا لم يعط األنبياء شيئا إال‬ ‫وقد أعطاه محمد "صلى هللا عليه وآله"‪،‬الخبر‪ )3(.‬وروي في هذا المعنى إخبارا‬ ‫كثيرة فيه في باب ما أعطى هللا األئمة من االسم األعظم‪ )4( .‬وفي باب مولد أبي‬ ‫جعفر عليه السالم‪ )5( .‬وفي غيره أيضا‪.‬‬ ‫وروى الطبرسي في االحتجاج عن العسكري"ع" أنه قيل ألمير المؤمنين "عليه‬ ‫السالم" هل كان لرسول هللا "صلىهللاعليه وآله" مثل آية موسى في رفعه الجبل؟‬ ‫فقال أمير المؤمنين "عليه السالم" إي والذي بعثه بالحق نبيا‪ ,‬ما من آية كانت‬ ‫ألحد من األنبياء من لدن آدم إلى أن انتهى إلـــــــى محمد "صلـــىهللاعليــــــه‬ ‫وآله"‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬علل الشرائع للصدوق‪:‬ج‪1‬ص‪ "37" ,40-39‬العلة التي من أجلها سمى ذو القرنين ذا‬ ‫القرنين‪.‬‬ ‫‪ -2‬مناقب ال ابي طالب البن شهر اشوب‪:‬ج‪3‬ص‪,46‬الباب الثاني في النكت والطائف‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكافي للكليني ‪:‬ج‪1‬ص‪225‬ح‪ ,5‬باب إن األئمة ورثوا علم النبي وجميع األنبياء‬ ‫واألوصياء الذين من قبلهم‪.‬‬ ‫‪ -4‬نفس المصدرج‪1‬ص‪ 230‬باب ‪.98‬‬ ‫‪ -5‬نفس المصدرج‪1‬ص‪ 469‬باب ‪.181‬‬ ‫‪168‬‬

‫إال وقد كان لمحمد "صلى هللا عليه واله" مثلها أو أفضل منها‪ )1(.‬وفي تأويل‬ ‫اآليات عن محمد بن العباس في تفسيره مسندا‪ ,‬إن رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله" قال‪ :‬إن هللا لم يبعث نبيا إال جعل له من أهله أخا ووارثا ووزيرا ووصيا‪)2(.‬‬

‫وروى في كشف الغمة‪ ,‬من مناقب ابن المغازلي‪ ,‬عن ابن عباس في قوله تعالى‬ ‫(السابقون) قال‪ :‬سبق يوشع بن نون إلى موسى‪ ،‬وسبق صاحب يس إلى عيسى‪،‬‬ ‫وسبق علي"ع" إلى محمد بن عبد هللا "صلى هللا عليه واله" وهو أفضلهم‪)3(.‬‬

‫وروى الخوارزمي عنه‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" ‪ :‬السبق ثالثة‪,‬‬ ‫فالسابق إلى موسى "ع" يوشع بن نون‪ ،‬والسابق إلى عيسى "ع" صاحب يس ‪،‬‬ ‫والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب عليهما الصالة‪)4(.‬‬

‫وفي العيون عن اإلمام الرضا‪ ,‬علي بن موسى الرضا‪ ,‬عن إبائه عن النبي "صلى‬ ‫هللا عليه واله" انه قال‪ :‬لكل أمة صديق وفاروق‪ ,‬وصديق هذه األمة وفاروقها علي‬ ‫بن أبي طالب "عليه السالم" ‪ ,‬إن عليا سفينة نجاتها وباب حطتها‪ ,‬انه يوشعها‬ ‫وشمعونها وذو قرنيها‪.‬الخبر‪)5(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪ :‬ج‪1‬ص‪ "29" ,36‬احتجاج النبي"ص" على جماعة من‬ ‫المشركين‪.‬‬ ‫‪ -2‬تأويل اآليات لشرف الدين الحسيني‪:‬ج‪1‬ص‪393‬ح‪,19‬في قوله تعالى(وانذر عشيرتك‬ ‫األقربين‪.‬‬ ‫‪ -3‬كشف الغمة لالربلي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,87‬في ذكر الصديقين‪ ,‬مناقب علي البن‬ ‫المغازلي‪:‬ج‪1‬ص‪385‬ح‪ "153",365‬قوله تعالى‪ :‬والسابقون السابقون ‪" .‬اآلية"‪.‬‬ ‫‪ -4‬المناقب للموفق الخوارزمي‪:‬ص‪55‬ح‪ ,20‬الفصل الرابع في بيان ما جاء في إسالمه‬ ‫وسبقه إليه وبيان مبلغ سنه حين أسلم‪.‬‬ ‫‪ -5‬عيون إخبار الرضا للصدوق‪:‬ج‪1‬ص‪16‬ح‪,30‬في بيان قصة بقرة بني إسرائيل‪.‬‬ ‫‪169‬‬

‫وفي اإلخبار المتواترة‪ ,‬إن النبي "صلى هللا عليه واله" قال‪ :‬األئمة بعدي بعدد‬ ‫نقباء بني إسرائيل‪ ,‬وحواري عيسى "عليه السالم"‪)1(.‬‬

‫وروى الخزان في كفاية األثر‪ ,‬عن علي "عليه السالم" قال‪ :‬كنت عند النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله" في بيت أم سلمه‪ ,‬إذ دخل عليه جماعة من أصحابه‪ ,‬منهم‬ ‫سلمان وأبو ذر والمقداد وعبد الرحمن بن عوف‪ ,‬فقال سلمان‪ :‬يا رسول هللا إن لكل‬ ‫نبي وصيا وسبطين فمن وصيك وسبطاك؟‪.‬الخبر‪)2(.‬‬

‫وفيه عن أبي هريرة‪ ,‬إن النبي "صلى هللا عليه واله" قال ‪ :‬سبطي خير األسباط‬ ‫الحسن والحسين سبطا هذه األمة‪ ،‬وأن األسباط كانوا من ولد يعقوب وكانوا اثنا‬ ‫عشر رجاال‪ ,‬وأن األئمة بعدي اثنا عشر رجال من أهل بيتي‪ ,‬علي"ع" أولهم‬ ‫وأوسطهم محمد وآخرهم محمد‪ ،‬ومهدي هذه األمة‪.‬الخبر‪)3(.‬‬

‫وعن ابن شهر أشوب في مناقبه‪ ,‬عن جابر بن يزيد الجعفي‪ ,‬عن الباقر "عليه‬

‫اك ْال َح َج َر ۖ فَا ْنفَ َج َر ْ‬ ‫ت ِم ْنهُ‬ ‫ص َ‬ ‫السالم" في خبر طويل في قوله‪﴿ :‬فَقُ ْلنَا اض ِْربْ ِب َع َ‬ ‫َاس َم ْ‬ ‫ش َر َب ُه ْم﴾ البقرة‪ ,60:‬فقال‪ :‬إن قوم موسى‬ ‫ع ِل َم ُك ُّل أُن ٍّ‬ ‫ع ْينًا ۖ َق ْد َ‬ ‫ع ْش َرةَ َ‬ ‫اثْنَتَا َ‬ ‫لما شكوا إليه الجدب والعطش استسقوا موسى"ع"‪ ,‬فاستسقى لهم‪ ,‬فسمعت ما قال‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مقتضب األثر للجوهري‪:‬ص‪,9‬المقدمة التاسعة‪.‬‬ ‫‪ -2‬كفاية األثر للخزاز ألقمي‪:‬ص‪ ,147‬باب "ما روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي‬ ‫طالب صلوات هللا عليه عن النبي صلى هللا عليه وآله وسلم في النصوص على األئمة‬ ‫أالثني عشر عليهم السالم‪.‬‬ ‫‪ -3‬كفاية األثر للخزاز ألقمي‪:‬ص‪ ,80‬باب "ما جاء عن أبي هريرة عن النبي صلى هللا‬ ‫عليه وآله وسلم في النصوص على األئمة أالثني عشر عليهم السالم ‪.‬‬ ‫‪170‬‬

‫هللا له‪ ,‬ومثل ذلك جاء المؤمنون إلى جدي رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬قالوا‪:‬‬ ‫يا رسول هللا تعرفنا من األئمة بعدك؟ فقال"ص" وساق الحديث إلى قوله‪ :‬فإنك إذا‬ ‫زوجت عليا من فاطمة‪ ,‬خلفت منها أحد عشر إماما من صلب علي‪ ,‬يكونون مع‬ ‫علي اثنا عشر إماما‪ ,‬كلهم هداة المتك‪ ,‬يهتدون بهم كل أمة بإمام منهم ويعلمون‬ ‫كما علم قوم موسى شربهم‪)1(.‬‬

‫وفي حديث هام بن الهيم بن القيس بن إبليس‪ ,‬انه قال‪ :‬يا رسول هللا حاجتي إن‬ ‫تأمر أمتك إن ال يخالفوا أمر الوصي‪ ,‬فاني رأيت األمم الماضية إنما هلكت بتركها‬ ‫أمر الوصي‪)2(.‬‬

‫وفي الخصال‪ ,‬عن الصادق "عليه السالم" إن ليلة إحدى وعشرين من شهر‬ ‫رمضان‪ ,‬هي الليلة التي مات فيها أوصياء النبيين‪ ,‬وفيها رفع عيسى بن مريم‬ ‫وقبض موسى"ع"‪.‬الخبر‪)3(.‬‬

‫وفي اإلقبال عن كتاب النشر والطي‪ ,‬عن الرضا "عليه السالم" في فضيلة يوم‬ ‫الجمعة‪ ,‬وما بعث هللا نبيا إال وكان يوم بعثه مثل يوم الغدير عنده‪ ,‬وعرف حرمته‬ ‫إذا نصب المته وصيا وخليفته من بعده في ذلك اليوم‪)4(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مناقب ابن شهر أشوب‪:‬ج‪1‬ص‪ ,243‬باب في إمامة األئمة أالثني عشر عليهم السالم‬ ‫‪,‬فصل‪ :‬في اآليات المنزلة فيهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬الروضة في فضائل أمير المؤمنين لشاذان بن جبرائيل ألقمي‪:‬ص ‪184 " 218‬‬ ‫حديث ألهام من ولد إبليس"‪.‬‬ ‫‪ -3‬الخصال للصدوق ‪:‬ص‪ 508‬ح‪ ,1‬باب السبعة عشر الغسل في سبعة عشر موطنا‪.‬‬ ‫‪ -4‬إقبال اإلعمال البن طاووس‪:‬ج‪2‬ص‪ ,60‬فصل "‪ "6‬فيما نذكره من فضل يوم الغدير‪.‬‬ ‫‪171‬‬

‫وفي الكافي‪ ,‬عن الصادق "عليه السالم" أن األنبياء صلوات هللا عليهم كانت تأمر‬ ‫األوصياء اليوم الذي كان يقام فيه الوصي إن يتخذوه عيدا‪.‬الخبر‪)1(.‬‬

‫وعنه في تفسير محمد بن العباس بإسناده عن الباقر عليه السالم انه قال ألبي‬ ‫إسحاق السبيعي ‪ ,‬يا أبا إسحاق ‪ :‬بنا يفك هللا رقابكم‪ ,‬ويحل هللا رباق الذل من‬ ‫أعناقكم‪ ،‬وبنا يغفر هللا ذنوبكم‪ ،‬وبنا يختم وبنا يفتح ‪,‬ونحن كهفكم ككهف أصحاب‬ ‫الكهف‪،‬ونحن سفينتكم كسفينة نوح‪،‬ونحن باب حطتكم كباب حطة بني إسرائيل‪)2(.‬‬

‫وفي حديث والدة الحجة عجل هللا فرجه‪ ,‬عن حكيمة أن أبا محمد "عليه السالم"‬ ‫قال‪ :‬أم مثلها‪ -‬إي نرجس‪ -‬مثل أم موسى‪ ,‬لم يظهر بها الحبل‪ ,‬ولم يعلم بها احد إلى‬ ‫وقت والدتها‪ ,‬الن فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى‪ ,‬وهذا نظير‬ ‫موسى‪.‬الخبر‪ ,‬وهو طويل‪ )3(.‬وفي رجال الكشي‪ ,‬عن الصادق "عليه السالم" إن‬ ‫صاحب هذا األمر يعني القائم "عليه السالم" فيه شبه من خمسة أنبياء‪)4(.‬‬

‫وروى السيد األجل علي بن طاووس في كشف اليقين‪ ,‬بإسناده إلى علي "عليه‬ ‫السالم" قال‪ :‬لما خطب أبو بكر‪ ،‬قام أبي بن كعب يوم جمعة‪ ,‬وكان أول يوم‬ ‫من شهر رمضان ‪,‬فقال‪ :‬يا معشر المهاجرين إلى إن قال‪ :‬أولستم تعلمون‬ ‫أن رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" جمعنا قبل موته في بيــــت ابنته فاطمة ‪ ،‬فقال‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪4‬ص‪149‬ح‪,3‬باب صوم العيدين وأيام التشريق‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪23‬ص‪218‬ح‪ ,19‬باب إن من اصطفاه هللا من عباده وأورثه كتابه‬ ‫هم األئمة عليهم السالم‪ ،‬وإنهم آل إبراهيم وأهل دعوته ‪.‬‬ ‫‪ -3‬إكمال الدين للصدوق‪:‬ج‪1‬ص‪455‬ح‪ ,2‬باب ذكر من شاهد القائم "ع "ورآه وكلمه‪.‬‬ ‫‪ -4‬رجال الكشي‪:‬ص‪,477‬ح‪ 904‬في زرعة بن محمد الحضرمي‪.‬‬ ‫‪172‬‬

‫لنا‪ :‬إن هللا أوحى إلى موسى أن اتخذ أخا من أهلك وأجعله نبيا‪ ،‬وأجعل أهله لك‬ ‫ولدا وأطهرهم من اآلفات‪ ،‬وأخلعهم من الذنوب‪ .‬فأتخذ موسى هارون وولده‬ ‫وكانوا أئمة بني إسرائيل من بعده‪ ،‬والذين يحل لهم في مساجدهم ما يحل‬ ‫لموسى"ع"‪ ،‬أال وإن هللا تعالى أوحى إلي‪ :‬أن اتخذ عليا أخا كموسى‪ ,‬اتخذ هارون‬ ‫أخا واتخذ ولده‪ ,‬فقد طهرتهم كما طهر ولد هارون‪ ،‬أال وأني ختمت بك النبيين‪ ,‬فال‬ ‫نبي بعدك فهم األئمة‪ ,‬وكنت عند رسول هللا "ص" يوما فألفيته يكلم رجال أسمع‬ ‫كالمه وال أرى وجهه‪ ,‬فقال فيما يخاطبه‪ :‬يا محمد‪ ،‬ما أنصحه لك وألمتك‪ ،‬وأعلمه‬ ‫بسنتك‪ .‬فقال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‪ :‬أفترى أمتي تنقاد له بعد وفاتي؟‬ ‫فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬يتبعه من أمتك أبرارها‪ ،‬ويخالف عليه من أمتك فجارها‪ ،‬وكذلك‬ ‫أوصياء النبيين من قبل‪ ,‬يا محمد‪ ،‬إن موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون‪،‬‬ ‫وكان أعلم بني إسرائيل وأخوفهم هلل وأطوعهم له‪ ,‬فأمره هللا أن يتخذه وصيا كما‬ ‫اتخذت عليا وصيا‪ ،‬وكما أمرت بذلك‪ ,‬فسخط بنو إسرائيل سبط موسى خاصة‪,‬‬ ‫فلعنوه وشتموه وعنفوه ووضعوا أمره‪ ,‬فإن أخذت أمتك لسنن بني إسرائيل كذبوا‬ ‫وصيك وجهلوا وجحدوا أمره ونبذوا خالفته‪ ،‬وغالطوه في علمه‪ ,.‬فقلت‪ :‬يا رسول‬ ‫هللا من هذا؟ قال‪ :‬ملك من مالئكة ربي‪،‬الخبر‪)1(.‬‬

‫وفي خبر المبيت‪ ,‬قال النبي "صلى هللا عليه واله" لعلي "عليه السالم"‪ :‬يا بن أم‪،‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كشف اليقين للسيد ابن طاووس‪:‬ص‪ ,452-448‬فيما ذكره من الجزء الذي فيه حديث‬ ‫الرايات ‪ ،‬في تسمية رسول هللا "ص" لموالنا علي "ع" بسيد الصديقين وأفضل‬ ‫المتقين وأطوع األمة لرب العالمين وأمره بالتسليم عليه بخالفة المؤمنين‪.‬‬

‫‪173‬‬

‫وامتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم والذبيح إسماعيل‪ )1(.‬وفي بعض‬ ‫الزيارات ‪:‬السالم على إسرائيل األمة‪)2(.‬‬

‫وفي الزيارة الغديرية للعسكري "عليه السالم" وأشبهت في البيانات على الفراش‬ ‫الذبيح "عليه السالم" ‪ ،‬إذ أجبت كما أجاب ‪ ،‬وأطعت كما أطاع إسماعيل صابرا‬

‫ي ِإ ِنّي أَ َر ٰى فِي ْال َمنَا ِم أَ ِنّي أَ ْذ َب ُح َك فَا ْن ُ‬ ‫ظ ْر َماذَا تَ َر ٰى‬ ‫محتسبا‪ ،‬إذ قال له ‪َ ﴿ :‬يا بُنَ َّ‬ ‫صابِ ِرينَ ﴾‬ ‫ستَ ِجدُنِي إِ ْن َ‬ ‫قَا َل يَا أَبَ ِ‬ ‫شا َء ا ََّّللُ ِمنَ ال َّ‬ ‫ت ا ْفعَ ْل َما تُؤْ َم ُر ۖ َ‬ ‫الصافات‪ ,102:‬وكذلك أنت لما أباتك النبي صلى هللا عليكما ‪ ،‬وأمرك ان‬ ‫تضطجع في مرقده ‪ ،‬إلى إن قال‪ :‬ثم محنتك يوم صفين ‪ ،‬وقد رفعت المصاحف‬ ‫حيلة ومكرا‪ ،‬فاعرض الشك وعرف الحق واتبع الظن ‪ ،‬أشبهت محنة هارون إذ‬

‫أمره موسى على قومه فتفرقوا عنه ‪ ،‬وهارون يناديهم ‪﴿ :‬يَا قَ ْو ِم ِإنَّ َما فُتِ ْنت ُ ْم ِب ِه ۖ‬ ‫ع َل ْي ِه‬ ‫َو ِإ َّن َربَّ ُك ُم َّ‬ ‫الر ْح ٰ َم ُن فَاتَّبِعُو ِني َوأَ ِطيعُوا أَ ْم ِري﴿‪ ﴾90‬قَالُوا لَ ْن نَب َْر َح َ‬ ‫س ٰى﴿‪ ﴾91‬طه‪ ,‬وكذلك أنت لما رفعت المصاحف‬ ‫َ‬ ‫عا ِك ِفينَ َحت َّ ٰى َي ْر ِج َع ِإلَ ْينَا ُمو َ‬ ‫قلت ‪ :‬يا قوم إنما فتنتم بها وخدعتم ‪.‬الزيارة‪)3(.‬‬

‫واخرج الصدوق في إكمال الدين بسنده عن عبد هللا بن مسعود ‪,‬قال‪ :‬قلت‬ ‫للنبي"ص" يا رسول هللا من يغسلك إذا مت؟ فقال‪ :‬يغسل كل نبي وصيه ‪ ,‬قلت‪:‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مناقب ابن شهر أشوب ‪:‬ج‪ 1‬ص‪.158‬‬ ‫‪ -2‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 97‬ص‪ ,330‬الكتاب العتيق الغروي ‪:‬زيارة ودعاء عند مشهد أمير‬ ‫المؤمنين عليه السالم" ‪ ,‬وكتاب المزار لمحمد بن ألمشهدي‪:‬ص‪ ,185‬الباب (‪)12‬‬ ‫التوجه إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السالم‪.‬‬ ‫‪ -3‬المزار الكبير للمشهدي ‪:‬ص‪ ,280-279‬زيارة أخرى لموالنا أمير‬ ‫المؤمنين عليهالسالم مختصة بيوم الغدير‪ ,‬الباب "‪ "13‬العمل والصالة ليلة المبعث‪,‬‬ ‫القسم الثالث‪.‬‬ ‫‪174‬‬

‫فمن وصيك يا رسول هللا؟ قال‪ :‬علي بن أبي طالب "عليه السالم"‪ ,‬فقلت‪ :‬كم يعيش‬ ‫بعدك يا رسول هللا؟ قال‪ :‬ثالثين سنة‪ ,‬فإن يوشع بن نون وصي موسى عاش من‬ ‫بعده ثالثين سنة‪ ,‬وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوج موسى‪ ,‬فقالت‪ :‬أنا أحق‬ ‫باألمر منك‪ ,‬فقاتلها فقتل مقاتلها فأسرها فأحسن أسرها‪ ,‬وإن ابنة أبي بكر ستخرج‬ ‫على علي في كذا وكذا ألفا من أمتي‪ ,‬فيقاتلها فيقتل مقاتلها ويأسرها فيحسن‬ ‫أسرها‪)1(.‬‬

‫وفي الكافي‪ ,‬وبشارة المصطفى‪ ,‬عن الصدق "عليه السالم" قال‪ :‬قال أمير‬ ‫المؤمنين "عليه السالم" في خطبة له‪ :‬ولو لم تتواكلوا‪ ,‬ولو لم تتخاذلوا عن نصرة‬ ‫الحق‪ ,‬ولم تهنوا عن توهين الباطل‪ ,‬لم يتشجع عليكم من ليس مثلكم ولم يقو من‬ ‫قوي عليكم‪ ,‬وعلى هضم الطاعة وازوائها عن أهلها‪ ,‬لكن تهتم كما تاهت بنو‬ ‫إسرائيل على عهد موسى‪ ,‬وبحق أقول ليضاعفن عليكم التيه من بعدي‪,‬‬ ‫واضطهادكم ولدي إضعاف ما تاهت بنو إسرائيل‪.‬الخطبة‪)2(.‬‬

‫قال العالمة ألمجلسي"ره"‪ :‬يعني إن بني إسرائيل لنا عصوا موسى وتركوا الجهاد‬ ‫معه‪ ,‬تاهوا خارج المصر أربعين سنة‪ ,‬فكذا أصحابنا لما لم ينصروه ولم يعينوه‬ ‫على أعدائه‪ ,‬تحيروا في أديانهم وإعمالهم إضعاف تيه بني إسرائيل‪ ,‬بحسب الشدة‬ ‫وكثرة الحيرة وبحسب الزمان أيضا فان هذه األمة إلى أالن متحيرون تائهون في‬ ‫أديانهم وإحكامهم‪)3(.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كمال الدين للصدوق‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,55‬أجوبة ابن قتيبة الرازي عن اعتراضات ابن بشار‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ ,66‬وفق تتبعي لم اعثر على الخطبة في كتاب بشارة‬ ‫المصطفى لشيعة المرتضى للطبري‪.‬‬ ‫‪ -3‬مرآة العقول للمجلسي‪:‬ج‪ 25‬ص‪ ,148‬خطبة ألمير المؤمنين "ع" في معاتبة األمة‬ ‫ووعيد بني أمية‪.‬‬ ‫‪175‬‬

‫وفي روضة الكافي‪ ,‬عن عمرو بن أبي المقدام‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أبي جعفر "عليه‬ ‫السالم"‪ ,‬انه قال‪ :‬إن العامة يقولون إن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس عليها‬ ‫كانت رضا هلل‪ ,‬وما كان هللا ليفتن أمة محمد "صلى هللا عليه وآله" من بعده؟ إلى‬ ‫إن قال‪ :‬فقال أبو جعفر"ع" أليس قد أخبر هللا عن الذين من قبلهم من األمم أنهم قد‬

‫ت‬ ‫سى ا ْبنَ َم ْر َي َم ْال َب ِيّنَا ِ‬ ‫اختلفوا من بعدما جاءتهم البينات‪ ,‬حيث قال‪َ ﴿ :‬وآتَ ْينَا ِعي َ‬ ‫َوأَيَّ ْدنَاهُ بِ ُروحِ ْالقُد ُِس ۗ َولَ ْو شَا َء َّ‬ ‫اَّللُ َما ا ْقتَتَ َل الَّذِينَ ِم ْن بَ ْع ِد ِه ْم ِم ْن بَ ْع ِد َما‬ ‫َجا َءتْ ُه ُم ْال َب ِيّنَاتُ َو ٰلَ ِك ِن ْ‬ ‫اختَلَفُوا فَ ِم ْن ُه ْم َم ْن آ َمنَ َو ِم ْن ُه ْم َم ْن َكفَ َر ﴾ البقرة‪,253:‬‬ ‫وفي هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد صلى هللا عليه وآله اختلفوا من بعده‬ ‫فمنهم من آمن ومنهم من كفر‪)1(.‬‬

‫قلت‪ :‬في هذا فائدتان‪:‬‬ ‫أ‪ :‬كون الكبرى وهي إن كلما كان في األمم السالفة يكون في هذه األمة من‬ ‫الواضحات المسلمات التي لم يشر "عليه السالم" في كالمه إليها أصال وظاهران‬ ‫بدونها ال يصح االستدالل‪.‬‬ ‫ب‪ :‬جواز االستدالل بها في أمثال المقام‪.‬‬ ‫وفي إكمال الدين‪ ,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال‪ :‬إن سنن األنبياء وما وقع‬ ‫فيهم من الغيبات جارية في القائم منا أهل البيت‪ ،‬حذو النعل بالنعل‪ ،‬والقذة‬ ‫بالقذة‪)2(.‬‬

‫وروى الكشي عن بريد ألعجلي‪ ,‬قال‪ :‬دخلت على أبي عبد هللا "عليه السالم"‪,‬‬ ‫فقال‪ :‬لو سبقت ألدركت حيان السراج‪ ,‬وكان هنا جالسا‪ ,‬فذكر له محمد بن الحنفية‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إكمال الدين للصدوق‪:‬ج‪2‬ص‪345‬ح‪,31‬باب الثالث والثالثون‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪270‬ح‪.398‬‬ ‫‪176‬‬

‫وذكر حياته‪ ,‬فقلت له ‪ :‬أليس نزعم وتزعمون ونروي وتروون‪ :‬أنه لم يكن في‬ ‫بني إسرائيل شئ إال وفي هذه األمة مثله ؟ قال‪ :‬بلى‪ ,‬قلت‪ :‬فهل رأيتم ورأينا‪،‬‬ ‫وسمعتم وسمعنا‪ ،‬بعالم مات على أعين الناس‪ ,‬فنكح نساءه وقسمت أمواله وهو‬ ‫حي ال يموت؟ فقام ولم يرد علي شيئا‪)1(.‬‬

‫وعن الخرائج والجرائح‪ ,‬عن الصادق "عليه السالم" ‪:‬انه قال‪ :‬إن هللا رد على‬ ‫أيوب أهله وماله الذين هلكوا‪ ,‬ثم ذكر قصة عزير‪ ,‬وان هللا أماته وأحياه وقصة‬ ‫الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف ‪ ,‬فقال لهم هللا‪ :‬موتوا ثم أحياهم وغير ذلك‪ ,‬ثم‬ ‫قال‪ :‬فمن اقر بجميع ذلك كيف ينكر الرجعة في الدنيا‪ ,‬وقال النبي "صلى هللا عليه‬ ‫وآله" ‪:‬ما جرى في أمم األنبياء قبلي شئ إال ويجري في أمتي مثله‪)2( .‬‬

‫وروى النعماني في تفسيره‪ ,‬بسنده عن أمير المؤمنين "عليه السالم" انه قال ‪:‬‬ ‫واعلموا رحمكم هللا إنما هلكت هذه األمة وارتدوا على إعقابهم بعد نبيهم‪ ,‬بركوبها‬ ‫طريق من خال من األمم الماضية‪ ,‬والقرون السالفة‪ ,‬الذين اثروا عبادة األوثان‬ ‫على طاعة أولياء هللا عز وجل‪ ,‬وتقديم من يجهل على من يعلم‪.‬الخبر‪)3(.‬‬

‫وروى السياري عن احدهما قال‪ :‬قام الثاني إلى رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‬ ‫فقال‪ :‬انك ال تزال تقول لعلي "عليه السالم"‪ :‬أنت مني بمنزلة هارون من موسى‪,‬‬ ‫وقد ذكر هللا عز وجل هارون في القران‪ ,‬ولم يذكر عليا‪ ,‬فقال ما عليك‪ ,‬إما سمعت‬ ‫قول هللا وان هذا صراط علي مستقيم!‪)4( .‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬رجال الكشي‪:‬ص‪314‬ح‪ ,586‬في ترجمة حيان السراج‪.‬‬ ‫‪ -2‬الجرائح والخرائج للراوندي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,934-933‬في قصة أيوب‪.‬‬ ‫‪ -3‬رسالة المحكم والمتشابه للنعماني ‪:‬ص‪,40‬هالك األمة وارتدادها‪.‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪74‬ح‪ 286‬سورة الحجر‪.‬‬ ‫‪177‬‬

‫وفي تفسير فرات عن أبي برزه‪ ,‬ان رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قال‪ :‬اللهم‬ ‫إني جعلت عليا بمنزلة هارون من موسى ‪ ،‬فصدق كالمي وأنجز وعدي‪ ،‬واذكره‬ ‫كما ذكرت هارون‪)1( .‬‬

‫في ذكر الروايات المذكورة في الكافي والصفار‪.‬‬ ‫وعقد الكليني في الكافي(‪ )2‬والصفار(‪ )3‬بابا في إن‪ :‬مثل سالح رسول هللا "صلى‬ ‫هللا عليه واله" مثل التابوت في بني إسرائيل‪.‬‬ ‫وفيه إخبار كثيرة تتضمن هذا المعنى‪ .‬منها (الباقري)(‪ :)4‬إنما مثل السالح فينا‬ ‫كمثل التابوت في بني إسرائيل أينما دار التابوت دار الملك وأينما دار السالح فينا‬ ‫دار العلم‪)5(.‬‬

‫منها (ألصادقي)(‪ :)6‬إنما مثل السالح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل‪ ،‬كانت بنو‬ ‫إسرائيل أي بيت وجد التابوت على بابهم أوتوا النبوة فمن صار إليه السالح منا‬ ‫أوتي اإلمامة‪)7(.‬‬

‫وفي الخرائج روي عن علي "عليه السالم" قال‪ :‬لما خرجنا إلى خيبر‪ ,‬فإذا نحن‬ ‫بواد مأل ماء‪ ,‬فقدرناه أربع عشر قامة‪ ،‬فقال الناس‪ :‬يا رسول هللا العدو من ورائنا‪،‬‬ ‫والوادي أمامنا‪ ،‬كما قال أصحاب موسى‪ :‬إنا لمدركون‪ ،‬فنزل "ص" فقال‪ " :‬اللهم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير فرات الكوفي‪:‬ص‪137‬ح‪.8-164‬‬ ‫‪ -2‬الكافي‪:‬ج‪1‬ص‪,238‬باب إن مثل سالح رسول هللا مثل التابوت في بني إسرائيل‪.‬‬ ‫‪ -3‬بصائر الدرجات‪:‬ص‪,194‬باب ما عند األئمة "ع" من سالح رسول هللا "ص" وآيات‬ ‫األنبياء مثل عصى موسى وخاتم سليمان والطست و التابوت واأللواح وقميص آدم‪.‬‬ ‫‪ -4‬وردت كذا‪.‬‬ ‫‪ -5‬الكافي للكليني‪ :‬ج‪1‬ص‪238‬ح‪ ,2‬وبصائر الدرجات‪:‬ص‪203‬ح‪.34‬‬ ‫‪ -6‬وردت كذا‪.‬‬ ‫‪ -7‬الكافي للكليني‪ :‬ج‪1‬ص‪238‬ح‪ ,1‬وبصائر الدرجات‪:‬ص‪202‬ح‪.27‬‬ ‫‪178‬‬

‫إنك جعلت لكل مرسل عالمة‪ ،‬فأرنا قدرتك "‪ ,‬فركب و عبرت الخيل واإلبل ال‬ ‫تندى حوافرها وأخفافها‪)1(.‬‬

‫وفي شرح ابن أبي الحديد‪ ,‬في سياق غزوة جمل وأمر علي "عليه السالم" بالجمل‬ ‫إن يحرق ويذرى في الريح وقال "ع" لعنه هللا من دابة‪ ,‬فما أشبهه بعجل بني‬

‫إسرائيل ثم قرء ‪َ ﴿ :‬وا ْن ُ‬ ‫ظ ْر ِإلَ ٰى ِإ ٰلَ ِه َك الَّذِي َ‬ ‫عا ِكفًا ۖ لَنُ َح ِ ّرقَنَّهُ ث ُ َّم‬ ‫ظ ْل َ‬ ‫علَ ْي ِه َ‬ ‫ت َ‬ ‫سفًا﴾ طه‪)2(,97:‬‬ ‫لَنَ ْن ِسفَنَّهُ فِي ْاليَ ِ ّم نَ ْ‬ ‫وفي تفسير اإلمام في غزوة تبوك قال "ع" فساروا أياما وعتق طعامهم‪ ,‬وضاقت‬ ‫من بقاياه صدورهم‪ ,‬فأحبوا طعاما طريا‪ ,‬فقال قوم منهم‪ :‬يا رسول هللا‪ ,‬قد سئمنا‬ ‫هذا الذي معنا من الطعام‪ ،‬فقد عتق وصار يابسا وكان يريح وال صبر لنا عليه‪,‬‬ ‫فقال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‪ :‬وما معكم ؟ قالوا‪ :‬خبز ولحم قديد مالح‬ ‫وعسل وتمر‪ ,‬فقال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" ‪:‬فأنتم أالن كقوم موسى لما‬ ‫قالوا له لن نصبر على طعام واحد‪ ،‬فما الذي تريدون؟ قالوا‪ :‬نريد لحما طريا‬ ‫قديدا‪ ،‬ولحما مشويا من لحم الطيور‪ ،‬ومن الحلواء المعمول‪ ,‬قال رسول هللا "صلى‬ ‫هللا عليه وآله"‪ :‬ولكنكم تخالفون في هذه الواحدة بني إسرائيل‪ ،‬ألنهم أرادوا البقل‬ ‫والقثاء والفوم والعدس والبصل‪ ،‬فاستبدلوا الذي هو أدني بالذي هو خير‪ ،‬وأنتم‬ ‫تستبدلون الذي هو أفضل بالذي هو دونه‪ ،‬وسوف أسأله لكم ربى‪ ,‬قالوا‪ :‬يا رسول‬ ‫هللا فان فينا من يطلب مثل ما طلبوا من بقلها وقثائها وفومها وعدسها‬ ‫وبصلها‪.‬الخبر‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الخرائج والجرائح للراوندي‪:‬ج‪1‬ص‪54‬ح‪.84‬‬ ‫‪ -2‬شرح نهج البالغة البن أبي الحديد‪:‬ج‪1‬ص‪ ",266‬من أخبار يوم الجمل أيضا"‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير اإلمام العسكري‪:‬ص‪,564‬تخليفه "ص" عليا"ع" في غزوة تبوك‪.‬‬

‫‪179‬‬

‫وفي كتاب قديم لبعض فضال قدمائنا (‪ )1‬لقد كان يعقوب وعيصا تؤامنين‪ ,‬فعصى‬ ‫هللا عيصا في يعقوب وبغى عليه‪ ,‬فبارك هللا نسل يعقوب‪ ,‬وجعل منهم األنبياء‬ ‫األصفياء‪ ,‬وكذلك هاشم وعبد شمس توأمين‪ ,‬فعصى أمية في هاشم مضر‪ ,‬فبارك‬ ‫هللا في بني هاشم‪ ,‬فجعل منهم سيد األنبياء وخاتم األوصياء‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وكان اسم إسرائيل يعقوب‪ ,‬فلما سار بالليل سمي إسرائيل فغلب اسمه حتى لو‬ ‫قيل بنو يعقوب لم يدر إال إن يقال بنو إسرائيل‪ ,‬كذلك كان اسم هاشم عمروا فلما‬ ‫هشم الثريد لقومه سمي هاشما‪ ,‬فغلب هاشم حيث لو قيل بنو عمرو ال يدر حتى إن‬ ‫يقال بنو هاشم‪ ,‬حذو النعل بالنعل‪ ,‬قال‪ :‬ولقد لقي رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‬ ‫من كفار قومه ما لقيت الرسل من كفار قومهم من التكذيب والرمي بالسحر‬

‫والبهتان‪ ,‬إن فرعون ومالئه قالوا لموسى‪َ ﴿ :‬م ْه َما تَأْتِنَا بِ ِه ِم ْن آيَ ٍّة ِلت َ ْس َح َرنَا ِب َها‬ ‫ت بِ َها ِإ ْن‬ ‫ت بِآيَ ٍّة فَأ ْ ِ‬ ‫ت ِجئْ َ‬ ‫فَ َما ن َْح ُن لَ َك بِ ُمؤْ ِمنِينَ ﴾ األعراف‪ ,132:‬وقَا َل‪ِ ﴿ :‬إ ْن ُك ْن َ‬ ‫ي ث ُ ْع َب ٌ‬ ‫ع‬ ‫ُك ْن َ‬ ‫ت ِمنَ ال َّ‬ ‫ان ُمبِي ٌن﴿‪َ ﴾107‬ونَزَ َ‬ ‫صا ِد ِقينَ ﴿‪ ﴾106‬فَأ َ ْلقَ ٰى َ‬ ‫ع َ‬ ‫صاهُ فَإِذَا ِه َ‬ ‫سا ِح ٌر‬ ‫ضا ُء ِللنَّ ِ‬ ‫ي بَ ْي َ‬ ‫اظ ِرينَ ﴿‪ ﴾108‬األعراف‪ ,‬ثم قال المأل‪ِ ﴿ :‬إ َّن ٰ َهذَا لَ َ‬ ‫يَدَهُ فَإِذَا ِه َ‬ ‫ع ِلي ٌم﴾ األعراف‪ ,109:‬وقالوا‪َ ٰ ﴿ :‬هذَا ِس ْح ٌر ُم ِب ٌ‬ ‫ين﴾ النمل‪ ,13:‬وكذلك قالت كفرة‬ ‫َ‬ ‫قريش للنبي "صلى هللا عليه واله"‪ :‬شق لنا هذا القمر‪ ,‬فدعا ربه فانشق القمر‬

‫عةُ‬ ‫بنصفين‪ ,‬فلما رأوه قالوا‪ :‬أسحر محمد القمر قال تبارك وتعالى‪﴿ :‬ا ْقت َ َربَ ِ‬ ‫ت ال َّ‬ ‫سا َ‬ ‫ست َ ِم ٌّر﴿‪ ﴾2‬القمر‪,‬‬ ‫ضوا َويَقُولُوا ِس ْح ٌر ُم ْ‬ ‫َوا ْنش ََّق ْالقَ َم ُر﴿‪َ ﴾1‬وإِ ْن يَ َر ْوا آيَةً يُ ْع ِر ُ‬

‫وقال تعالى معزيا لنبيه "صلى هللا عليه واله"‪َ ﴿:‬و َلقَ ْد ُك ِذّ َب ْ‬ ‫س ٌل ِم ْن قَ ْب ِل َك‬ ‫ت ُر ُ‬ ‫ص ُرنَا﴾ اإلنعام‪.34:‬‬ ‫علَ ٰى َما ُك ِذّبُوا َوأُوذُوا َحت َّ ٰى أَتَا ُه ْم نَ ْ‬ ‫صبَ ُروا َ‬ ‫فَ َ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفق تتبعي لم أصل أو أقف على اسم الكتاب أو الكاتب‪.‬‬

‫‪180‬‬

‫سو ِل َيأ ْ ُك ُل َّ‬ ‫ق ﴾ الفرقان‪,7:‬‬ ‫الر ُ‬ ‫﴿ َوقَالُوا َما ِل ٰ َهذَا َّ‬ ‫ام َو َي ْم ِشي فِي ا ْأل َ ْس َوا ِ‬ ‫الط َع َ‬ ‫س ِلينَ إِ َّال إِنَّ ُه ْم لَيَأ ْ ُكلُونَ َّ‬ ‫ام‬ ‫س ْلنَا قَ ْبلَ َك ِمنَ ْال ُم ْر َ‬ ‫وقال هللا جل ثناؤه‪َ ﴿ :‬و َما أَ ْر َ‬ ‫الط َع َ‬ ‫َو َي ْم ُ‬ ‫ق﴾ الفرقان‪.20:‬‬ ‫شونَ ِفي ْاأل َ ْس َوا ِ‬ ‫قال وان رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قال لبني عبد المطلب يوم انزل عليه‪:‬‬ ‫ك ْاأل َ ْق َربِينَ ﴾ الشعراء‪ :,214:‬يا بني عبد المطلب إني أتيتكم بآيات‬ ‫ِيرتَ َ‬ ‫﴿ َوأَ ْنذ ِْر َ‬ ‫عش َ‬ ‫بينات‪ ,‬أتيتكم بعز الدين وشرف اآلخرة‪ ,‬فتكونوا في هذا األمر رؤوسا وال تكونوا‬ ‫إذنابا‪ ,‬فلما جاءهم بالبينات من إطعام أربعين رجال من رجل شاة وصاع من شعير‬ ‫وعس من لبن‪ ,‬وكان الرجل منهم يأكل الجذع ويشرب الفرق فقالوا لقد سحركم‬ ‫صاحبكم‪ ,‬ثم تضاحكوا وقالوا ألبي طالب‪ :‬أمرك إن تسمع وتطيع لهذا الغالم‬

‫ض َح ُكونَ ﴾‬ ‫كفرعون ومالئه قال عز وجل‪﴿ :‬فَلَ َّما َجا َء ُه ْم بِآيَاتِنَا إِذَا ُه ْم ِم ْن َها يَ ْ‬ ‫الزخرف‪.47:‬‬ ‫وقالت بنو إسرائيل لعيسى ابن مريم‪ :‬سل ربك إن ينزل علينا مائدة من السماء‬ ‫‪,‬كذلك قالت كفرة قريش لرسول هللا "صلى هللا عليه واله" ‪ :‬سل ربك يا محمد إن‬ ‫يجعل لنا هذا الصفا ذهبا‪ ,‬ولقد دعا رسول هللا "صلى هللا عليه واله" على أهل‬ ‫مكة‪ ,‬فقال‪ :‬اللهم سني كسني يوسف‪ ,‬فكانوا يأكلون الطعام والجيف‪ ,‬وان هللا‬ ‫سبحانه لما ابتلى بني إسرائيل في التيه لعصيهم‪ ,‬استسقى بنو إسرائيل وكان يحمل‬

‫س ٰى ِلقَ ْو ِم ِه فَقُ ْلنَا اض ِْربْ‬ ‫معه حجرا‪ ,‬قال هللا عز وجل ‪َ ﴿ :‬و ِإ ِذ ا ْستَ ْسقَ ٰى ُمو َ‬ ‫اك ْال َح َج َر ۖ فَا ْنفَ َج َر ْ‬ ‫ع ْينًا﴾ البقرة‪ ,60:‬الثني عشرة‬ ‫ص َ‬ ‫ع ْش َرةَ َ‬ ‫ت ِم ْنهُ اثْنَتَا َ‬ ‫ِب َع َ‬ ‫قبيلة‪ ,‬عطية من هللا سبحانه ونعمة وإكراما وزيادة في برهان نبوته‪ ,‬كذلك عطش‬ ‫أصحاب رسول هللا "صلى هللا عليه واله" في بعض غزواته ونفد مائهم‪ ,‬فاستسقوا‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله" فوجد ماء قليال في أدلوه رجل‪ ,‬فمأل فاه ماء ومج‬ ‫‪181‬‬

‫فيها‪ ,‬ثم سقى منها عسكرا عظيما عطية من هللا تعالى ونعمة وإكراما وزيادة في‬ ‫برهان نبوته‪ ,‬فأراهم بركة لعابه وريقه‪ ,‬حذو النعل بالنعل‪ ,‬وان هللا أعطى روحه‬ ‫وكلمته لعيسى‪ ,‬إن كان يحيي الموتى‪ ,‬وينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم‪,‬‬ ‫وان هللا تعالى أعطى كذلك نبيه محمد "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬وانه إن قامت بين‬ ‫يديه جديا مشويا على أربع‪ ,‬وقال ال تأكل مني يا محمد فاني مسمومة‪ )1(,‬وأنباء‬ ‫أألسارى بما كانوا ادخروه في بيوتهم‪ ,‬فقال لعمه العباس‪ :‬أين الدنانير التي أعطيت‬ ‫أم الفضل‪)2(.‬‬

‫ولما كانت بنو إسرائيل في التيه ال اكنان لهم من حر الشمس‪ ,‬الذي ال قوام معه‬ ‫لذي نفس إال يكن تكنه‪ ,‬فمن هللا عليهم من االكتان‪ ,‬بما جعل هللا عز وجل أية‬ ‫وحجة ظلل هللا نبيه "صلى هللا عليه واله" يوم رجعت ركب فيه لخديجة من الشام‪,‬‬ ‫فاطلع عليهم بحيرا‪ ,‬فرأى سحابة تظلهم‪ ,‬فدعاهم إلى طعامه‪ ,‬فخلفوا رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله" في الرجل‪ ,‬فوقفت السحابة تظله‪ ,‬فدعاه‪ ,‬فسارت السحابة‬ ‫معه حيث سار‪)3(,‬‬

‫وان بني إسرائيل أطيروا بموسى"ع" ومن معه وقَالُوا‪﴿ :‬أُوذِينَا ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن تَأْتِيَنَا‬ ‫عد َُّو ُك ْم َويَ ْستَ ْخ ِلفَ ُك ْم فِي‬ ‫س ٰى َربُّ ُك ْم أَ ْن يُ ْه ِل َك َ‬ ‫َو ِم ْن بَ ْع ِد َما ِجئْتَنَا قَا َل َ‬ ‫ع َ‬ ‫ض﴾األعراف‪ ,129:‬كذلك قالت قريش لرسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ :‬قد‬ ‫ْاأل َ ْر ِ‬ ‫قامت حربنا بك على ساق‪ ,‬فقال‪ :‬ليتمن هللا هذا األمر وليظهر بي على الدين كله‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر مناقب ابن شهر أشوب‪:‬ج‪1‬ص‪,81‬فصل في نطق الجمادات‪.‬‬ ‫‪ -2‬ينظر الكافي‪:‬ج‪8‬ص‪202‬ح‪.244‬‬ ‫‪ -3‬ينظر حلية اإلبرار لهاشم البحراني‪:‬ج‪1‬ص‪,42‬الباب الخامس في معرفة أهل‬ ‫الكتاب له بالنعت له في كتبهم وما ظهر لهم من دالئل النبوة‪.‬‬

‫‪182‬‬

‫ولو كره المشركون‪ ,‬ولينفقن كنوز كسرى وقيصر في سبيل هللا‪ ,‬ولو لم يبقى من‬ ‫الدنيا إال يوم واحد‪ ,‬لطول هللا ذلك اليوم‪ ,‬حتى يملكها رجل من عترتي‪ ,‬فيمأل‬ ‫األرض عدال وقسطا‪ ,‬كما ملئت جورا وظلما‪ ,‬وليفتحن عليه مشارق األرض‬

‫عدَنَا َّ‬ ‫سولُهُ‬ ‫اَّللُ َو َر ُ‬ ‫ومغاربها‪ ,‬فقالت ﴿ ْال ُمنَا ِفقُونَ َوالَّذِينَ ِفي قُلُو ِب ِه ْم َم َر ٌ‬ ‫ض َما َو َ‬ ‫ِإ َّال ُ‬ ‫ورا﴾ األحزاب‪ ,12:‬يزعم محمد انه يملك مشارق األرض ومغاربها وهو‬ ‫غ ُر ً‬ ‫ك﴾ اإلنعام‪ ,66:‬وان‬ ‫ب بِ ِه قَ ْو ُم َ‬ ‫يخندق على نفسه فانزل هللا عز وجل‪َ ﴿ :‬و َكذَّ َ‬

‫فرعون قال لقومه الذين يريدون زينة الحياة الدنيا ‪﴿ :‬أَ ْم أَنَا َخي ٌْر ِم ْن ٰ َهذَا الَّ ِذي‬ ‫ُ‬ ‫ُه َو َم ِه ٌ‬ ‫ين َو َال يَ َكادُ يُبِ ُ‬ ‫ب أَ ْو َجا َء َم َعهُ‬ ‫علَ ْي ِه أ َ ْس ِو َرة ٌ ِم ْن ذَ َه ٍّ‬ ‫ي َ‬ ‫ين ﴿‪ ﴾52‬فَلَ ْو َال أ ْل ِق َ‬ ‫َف قَ ْو َمهُ فَأ َ َ‬ ‫عوهُ إِنَّ ُه ْم َكانُوا قَ ْو ًما‬ ‫طا ُ‬ ‫ْال َم َالئِ َكةُ ُم ْقتَ ِرنِينَ ﴿‪ ﴾53‬فَا ْستَخ َّ‬ ‫َفا ِس ِقينَ ﴿‪ ﴾54‬الزخرف‪ ,‬كذلك قالت فراعنة قريش إلتباعه الذين أترفوا في الدنيا‬ ‫يوم قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ :‬سئلت ربي مؤاخاة علي "عليه السالم"‬ ‫ومؤازرته فإعطاني‪ ,‬فقال‪ :‬لشنة فيها تمر أحب إلي مما سئل محمد "صلى هللا عليه‬ ‫واله" ربه عز وجل إال سأل ملكا يعضده‪ ,‬أو كنزا ينفقه‪ ,‬فانزل هللا عز وجل‪:‬‬

‫ص ْد ُر َك أَ ْن َيقُولُوا لَ ْو َال أ ُ ْن ِز َل‬ ‫ض َما يُو َح ٰى إِلَي َْك َو َ‬ ‫ار ٌك َب ْع َ‬ ‫ضا ِئ ٌق ِب ِه َ‬ ‫﴿فَلَعَلَّ َك تَ ِ‬ ‫ت نَذِي ٌر﴾هود‪ ,12:‬حذو النعل بالنعل‪)1(,‬‬ ‫علَ ْي ِه َك ْن ٌز أَ ْو َجا َء َمعَهُ َملَ ٌك ِإنَّ َما أَ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫وقالوا لنوح "عليه السالم"‪﴿ :‬قَالُوا أَنُؤْ ِم ُن لَ َك َواتَّبَ َع َك ْاأل َ ْرذَلُونَ ﴿‪ ﴾111‬قَا َل‬ ‫ع َل ٰى َربِّي ۖ َل ْو تَ ْشعُ ُرونَ‬ ‫سابُ ُه ْم إِ َّال َ‬ ‫َو َما ِع ْل ِمي ِب َما َكانُوا َي ْع َملُونَ ﴿‪ ﴾112‬إِ ْن ِح َ‬ ‫﴿‪َ ﴾113‬و َما أَنَا ِب َ‬ ‫ار ِد ْال ُمؤْ ِمنِينَ ﴿‪ ﴾114‬الشعراء‪ ,‬كذلك جاء األقرع بن حابس‬ ‫ط ِ‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه واله" مع‬ ‫التميمي‪ ,‬و ُ‬ ‫عيينة بن حصن الفَزاري‪ ,‬فوجدوا رسول هللا " َ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪5‬ص‪.249‬‬ ‫‪183‬‬

‫عمار وخباب وصهيب في أناس من الضعفاء من المؤمنين‪ ,‬فلما رأوهم‬ ‫استحقروهم‪ ,‬وقالوا ما يمنعنا من الجلوس معك إال هؤالء إال عبد وريح جبابهم‪,‬‬ ‫فتح هؤالء عنك واجعل لنا منك مجلسا‪ ,‬أتعرف لنا العرب القرب منك‪ ,‬فان وفود‬ ‫العرب ستأتيك فنستحي إن ترانا العرب مع هؤالء إال عبد‪ ,‬فإذا نحن جئناك فأقمهم‬ ‫عنا فإذا نحن قمنا فاقعد معهم إن شئت‪ ,‬فانزل هللا تعالى مجيبا عن نبيه "صلى هللا‬

‫عليه واله"‪َ ﴿ :‬و َال تَ ْ‬ ‫ي ِ يُ ِريدُونَ َو ْج َههُ﴾‬ ‫ط ُر ِد الَّذِينَ يَ ْد ُ‬ ‫عونَ َربَّ ُه ْم ِبا ْلغَدَاةِ َو ْالعَ ِش ّ‬ ‫س َال ٌم‬ ‫األعراف‪ ,52:‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬وإِذَا َجا َء َك الَّذِينَ يُؤْ ِمنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُ ْل َ‬ ‫ص ِب ْر‬ ‫الر ْح َمةَ﴾ اإلنعام‪ ,54:‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬وا ْ‬ ‫علَ ٰى نَ ْف ِس ِه َّ‬ ‫ب َربُّ ُك ْم َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ۖ َكتَ َ‬ ‫َ‬ ‫ي ِ يُ ِريدُونَ َو ْج َههُ ۖ َو َال ت َ ْعدُ‬ ‫س َك َم َع الَّذِينَ يَ ْد ُ‬ ‫نَ ْف َ‬ ‫عونَ َربَّ ُه ْم ِب ْالغَدَاةِ َو ْالعَ ِش ّ‬ ‫ع ْن ُه ْم ت ُ ِريدُ ِزينَةَ ْال َحيَاةِ الدُّ ْنيَا﴾الكهف‪ ,28:‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬و َال ت ُ ِط ْع َم ْن‬ ‫ع ْين َ‬ ‫َاك َ‬ ‫َ‬ ‫ع ْن ِذ ْك ِرنَا َوات َّ َب َع ه ََواهُ َو َكانَ أ َ ْم ُرهُ فُ ُر ً‬ ‫طا﴾ الكهف‪ ,28:‬يعني ال‬ ‫أَ ْغفَ ْلنَا قَ ْل َبهُ َ‬ ‫تجالس اإلشراف كما قيل لنوح حذو النعل بالنعل‪)1(.‬‬

‫وقالت كفرة بني إسرائيل للتوراة واإلنجيل‪ :‬سحران تظاهرا وانأ بكل كافرون قال‬

‫ب ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫اَّللِ ُه َو أَ ْهدَ ٰى ِم ْن ُه َما أَت َّ ِب ْعهُ ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم‬ ‫هللا سبحانه‪﴿ :‬قُ ْل فَأْتُوا ِب ِكتَا ٍّ‬ ‫آن َو َال‬ ‫َ‬ ‫صا ِدقِينَ ﴾ القصص‪ ,49:‬كذلك قالت كفرة قريش‪﴿ :‬لَ ْن نُؤْ ِمنَ ِب ٰ َهذَا ْالقُ ْر ِ‬ ‫ق لَ َّما َجا َء ُه ْم ٰ َهذَا ِس ْح ٌر‬ ‫بِالَّذِي بَيْنَ يَدَ ْي ِه﴾سبأ‪ ,31:‬و﴿قَا َل الَّذِينَ َكفَ ُروا ِل ْل َح ّ ِ‬ ‫ُم ِب ٌ‬ ‫ين﴾ االحقاف ‪ ,7:‬وذاك انه كان قد بلغ من إخالص بني إسرائيل حين امتحنهم‬ ‫هللا عز وجل بعذاب فرعون وتوعدهــــــــم‪﴿ :‬قَا َل آ َم ْنت ُ ْم لَهُ قَ ْب َل أ َ ْن آذَنَ لَ ُك ْم ۖ إِنَّهُ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر مختصر تاريخ دمشق البن منظور‪:‬ج‪ 11‬ص‪,114-114‬حرف الصاد المهملة‪.‬‬

‫‪184‬‬

‫ف ت َ ْعلَ ُمونَ َأل ُقَ ِ ّ‬ ‫طعَ َّن أَ ْي ِديَ ُك ْم َوأ َ ْر ُجلَ ُك ْم ِم ْن‬ ‫س ْ‬ ‫علَّ َم ُك ُم ال ّ‬ ‫لَ َك ِب ُ‬ ‫ير ُك ُم الَّذِي َ‬ ‫ِح َر فَلَ َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫ص ِلّبَنَّ ُك ْم﴾ الشعراء‪ ,49:‬جذوع النخل ولتعلمن أينا اشد عذابا وابقي‬ ‫ِخ َالفٍّ َو َأل ُ َ‬ ‫ت َوالَّذِي فَ َ‬ ‫ت‬ ‫علَ ٰى َما َجا َءنَا ِمنَ ْالبَ ِيّنَا ِ‬ ‫ض َما أ َ ْن َ‬ ‫ط َرنَا ۖ فَا ْق ِ‬ ‫﴿قَالُوا لَ ْن نُؤْ ِث َر َك َ‬ ‫ضي ٰ َه ِذ ِه ْال َحيَاة َ الدُّ ْنيَا﴾ طه‪ ,72:‬ولم يمسهم الم العذاب‪ ,‬فبلغ من‬ ‫قَ ٍّ‬ ‫اض ۖ ِإنَّ َما تَ ْق ِ‬ ‫محنة إخوانهم من امتنا‪ ,‬إن صلبوا على الخشب وكسرت عظامهم بالدهق‪ ,‬كعمار‬ ‫وأصحابه وحبيب بن عبد هللا ‪ ,‬وقيل لحبيب وهو مصلوب‪ :‬تود إن ما بك بمحمد‬ ‫"صلى هللا عليه واله" فقال‪ :‬وال شوكة شاكية حذو النعل بالنعل ‪ ,‬قال هللا عز‬

‫اس يَ ْسقُونَ َو َو َجدَ ِم ْن‬ ‫علَ ْي ِه أ ُ َّمةً ِمنَ النَّ ِ‬ ‫وجل‪َ ﴿ :‬ولَ َّما َو َردَ َما َء َم ْديَنَ َو َجدَ َ‬ ‫ان ۖ قَا َل َما خ ْ‬ ‫عا ُء ۖ‬ ‫َطبُ ُك َما ۖ قَالَتَا َال نَ ْس ِقي َحت َّ ٰى يُ ْ‬ ‫صد َِر ِ ّ‬ ‫دُونِ ِه ُم ْ‬ ‫الر َ‬ ‫ام َرأَتَي ِْن تَذُودَ ِ‬ ‫سقَ ٰى لَ ُه َما ث ُ َّم ت َ َولَّ ٰى ِإلَى ِ ّ‬ ‫الظ ِّل﴿‪﴾24‬القصص‪ ,‬وكانوا‬ ‫َوأَبُونَا َ‬ ‫ش ْي ٌخ َك ِب ٌ‬ ‫ير﴿‪ ﴾23‬فَ َ‬ ‫يسقون مع عصبة من الناس‪ ,‬فكان احد براهينه وهو هارب إلى ربه‪ ,‬فوصفت‬ ‫احديهما أباها لما رأت هذه عنده من القوة واألمانة‪ :‬يا أبت من استأجره إن خير‬ ‫من استأجرت القوي األمين‪ ,‬ولما توجه رسول هللا "صلى هللا عليه واله" تلقاء‬ ‫المدينة‪ ,‬نزل على أم معبد الخزاعية‪ ,‬فحلب شاتها العجفا التي أصابها الضر‬ ‫والجهد فدرت له‪ ,‬فمأل القعب وشرب وسقى وجماعة‪ ,‬وخلف عندها لبنا كثيرا‪,‬‬ ‫وكانت إحدى عالمات نبوته وهو هارب إلى ربه عز وجل‪ ,‬فأخبرت زوجها‬ ‫ووصفت نوره وبهاه‪ ,‬وأرته اثر بركته مثل ما وصفت ابنة شعيب أباها‪ ,‬فقال‪ :‬وهللا‬ ‫إن هذا صاحب قريش‪ ,‬فتفرست في نبي هللا "صلى هللا عليه واله" ما تفرست ابنة‬ ‫شعيب في موسى"ع" حذو النعل بالنعل(‪)1‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر كتاب مرآة الزمان في تواريخ األعيان لسبط بن الجوزي ‪:‬ج‪3‬ص‪, 171‬السيرة‬ ‫النبوية‪ ,‬فصل في سني هجته"ص"‪,‬ذكر لقائه"ص" بريدة بن الحصيب االسلمي‪.‬‬ ‫‪185‬‬

‫ويوم كسرت رباعية رسول هللا "صلى هللا عليه واله" هم إن يدعوا عليهم ثم قال‬ ‫رحمة هللا‪ :‬على أخي موسى لقد أوذي في هللا أكثر من ذلك‪ ,‬فلم يدع كفار قريش‬ ‫من سنة األولين شيئا إال وقد أتوا رسول هللا "صلى هللا عليه واله" حتى إن أبا لهب‬ ‫بغى عليه من قومه كما بغى قارون من قوم موسى على موسى‪ ,‬وكان ابن عم‬ ‫موسى كابي لهب عم رسول هللا "صلعم"‬ ‫لقد خرج رسول هللا "صلى هللا عليه واله" من مكة خائفا يترقب إلى الغار‪ ,‬كما‬ ‫خرج موسى"ع"من مصر إلى مدين خائفا يترقب‪ ,‬قال هللا سبحانه وله الحمد‪:‬‬

‫وك َو َي ْم ُك ُرونَ‬ ‫وك أَ ْو يُ ْخ ِر ُج َ‬ ‫وك أ َ ْو َي ْقتُلُ َ‬ ‫﴿ َو ِإ ْذ َي ْم ُك ُر ِب َك الَّذِينَ َكفَ ُروا ِليُثْ ِبت ُ َ‬ ‫اَّللُ ۖ َو َّ‬ ‫َو َي ْم ُك ُر َّ‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫خي ُْر ْال َما ِك ِرينَ ﴾األنفال‪,30:‬ثم قال تعالى يعلم نبيه صلى هللا‬ ‫عليه واله إن هذه المحنة لم تزل كانت سائر األنبياء فقال‪َ ﴿ :‬و َه َّم ْ‬ ‫ت ُك ُّل أ ُ َّم ٍّة‬ ‫سو ِل ِه ْم ِل َيأ ْ ُ‬ ‫خذُوهُ﴾غافر‪ ,5:‬ورجع رسول هللا "صلى هللا عليه واله" من المدينة‬ ‫ِب َر ُ‬ ‫على كفار قومه‪ ,‬كما رجع موسى "ع" من مدين على فرعون وقومه‪ ,‬وانزل هللا‬ ‫على أعداء موسى الفرق‪ ,‬كذلك انزل على أعداء نبيه "ص"السيف‪ ,‬وكذلك أورث‬ ‫أولياء رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ارض أعدائه يوم فتح مكة‪ ,‬ما أورث بني‬ ‫إسرائيل من خبات وعيون وكنوز ومقام كريم‪ ,‬هذه سنة هللا في كفار بني إسرائيل‪,‬‬ ‫حذو النعل بالنعل‪ ,‬ولقد كان علي "عليه السالم" مكان هارون أول من اتبع موسى‪,‬‬

‫وعلي"ع" أول من اتبع محمدا "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬فقال هللا تعالى‪﴿ :‬فَ َما آ َمنَ‬ ‫ع ْونَ َو َملَئِ ِه ْم أَ ْن يَ ْفتِنَ ُه ْم ﴾‬ ‫علَ ٰى خ َْوفٍّ ِم ْن فِ ْر َ‬ ‫س ٰى إِ َّال ذُ ِ ّريَّةٌ ِم ْن قَ ْو ِم ِه َ‬ ‫ِل ُمو َ‬ ‫يونس‪ ,83:‬وما امن لمحمد "ص" إال ذرية من قومه‪ ,‬مثل جعفر وعلي "عليه‬ ‫السالم" على خوف من فراعنة قريش إن يفتنوهم‪ ,‬ولقد كان محمد النبي وعلي‬ ‫الوصي "عليهما الصالة" يصليان بمكة سبع سنين مخفيين كما مكث موسى عند‬ ‫شعيب مخفيا من قومه‪ ,‬ولقد كانت فاطمة "عليها السالم" قرينة مريم طهرها هللا‬ ‫‪186‬‬

‫واصطفاها على نساء العالمين كمريم أبنت عمران أعاذها هللا وذريتها من‬

‫الشيطان الرجيم ثم قال هللا عز وجل‪ِ ﴿ :‬إنَّ َما يُ ِريدُ َّ‬ ‫س أَ ْه َل‬ ‫ع ْن ُك ُم ِ ّ‬ ‫ب َ‬ ‫اَّللُ ِليُ ْذ ِه َ‬ ‫الر ْج َ‬ ‫ط ِّه َر ُك ْم تَ ْ‬ ‫ت َويُ َ‬ ‫يرا﴾األحزاب‪,33:‬‬ ‫ْالبَ ْي ِ‬ ‫ط ِه ً‬ ‫ولقد انزل هللا على فاطمة "عليها السالم" مائدة من السماء‪ ,‬كما انزل على مريم‬ ‫أبنت عمران‪ ,‬يوم دخلت محرابها وصلت ركعتين‪ ,‬ثم قالت‪ :‬يأرب هذا محمد نبيك‪,‬‬ ‫وهذا على ابن عم نبيك‪ ,‬وانأ فاطمة بنت نبيك‪ ,‬وهذان الحسن والحسين سبطا نبيك‪,‬‬ ‫اللهم انزل علينا مائدة من السماء‪ ,‬كما أنزلتها على بني إسرائيل فكفروا بها‪ ,‬ربنا‬ ‫إن أنزلتها ال اكفر بها‪ ,‬فإذا هي بجانب المحراب بصفة من ثريد‪ ,‬وعليها من لحم‬ ‫يفور منها رائحة المسك‪ ,‬فحملت فاطمة "عليها السالم" ووضعته بين يدي رسول‬ ‫هللا "صلى هللا عليه واله" فاقبل النبي"ص" يأكل وعلي "عليه السالم" يأكل فقال‪:‬‬ ‫يا أبا الحسن كل وال تسأل الحمد هلل الذي أراني فيك ما أرى زكريا في مريم"ع"‬ ‫كلما دخل عليها"اآلية"(‪)1‬‬

‫وان هارون بن عمران لم يتخلف عن أخيه موسى إال مرتين‪ ,‬يوم توجه تلقاء‬ ‫مدين‪ ,‬ويوم خرج موسى إلى الطور فاستخلف أخاه هارون‪ ,‬وان عليا لم يتخلف‬ ‫عن أخيه رسول هللا "صلى هللا عليه واله" إال مرتين‪ ,‬يوم توجه تلقاء الغار‪ ,‬ويوم‬ ‫خرج إلى تبوك فستخلف أخاه عليا "عليه السالم"‪ ,‬فخرج إليه علي"ع" فقال‪ :‬يا‬ ‫رسول هللا زعمت قريش انك استثقلتني وكرهت صحبتي‪ ,‬فقال‪ :‬إما ترضى إن‬ ‫تكون مني بمنزلة هارون من موسى إال انه ال نبي بعدي قال‪:‬بلى(‪)2‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫سنًا َو َكفَّلَ َها‬ ‫س ٍّن َوأ َ ْن َبت َ َها َنبَات ًا َح َ‬ ‫‪ -1‬أقول‪ :‬انه يشير إلى قوله تعالى‪َ ( :‬فتَقَبَّلَ َها َربُّ َها بِقَبُو ٍّل َح َ‬ ‫اب َو َجدَ ِع ْندَهَا ِر ْزقًا ۖ قَا َل َيا َم ْر َي ُم أَنَّ ٰى لَ ِك ٰ َهذَا ۖ‬ ‫علَ ْي َها زَ َك ِريَّا ْال ِم ْح َر َ‬ ‫زَ َك ِريَّا ۖ ُكلَّ َما دَ َخ َل َ‬ ‫قَالَ ْ‬ ‫اَّللِ ۖ ِإ َّن َّ‬ ‫ت ُه َو ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫ب) إل عمران‪.37:‬‬ ‫اَّللَ َي ْر ُز ُق َم ْن َي َ‬ ‫سا ٍّ‬ ‫شا ُء ِب َغي ِْر ِح َ‬ ‫‪ -2‬أقول‪ :‬حديث المنزلة معروفا مشهورا ال حاجة لبيان المصادر التي نقلته‪.‬‬ ‫‪187‬‬

‫ولقد كان الحسن والحسين "عليهما السالم" قرينتي شبر وشبيرا ابني هارون‪,‬‬ ‫ويوم أمر النبي "صلى هللا عليه واله" بسد األبواب التي كانت لهم شارعة في‬ ‫مسجده‪ ,‬وترك باب علي "عليه السالم" (‪ )1‬وقال إن هللا عز وجل أوحى إلى‬

‫اج َعلُوا بُيُوتَ ُك ْم قِ ْبلَةً﴾‬ ‫ص َر بُيُوتًا َو ْ‬ ‫موسى وهارون‪﴿ :‬أ َ ْن تَ َب َّوآ ِلقَ ْو ِم ُك َما بِ ِم ْ‬ ‫يونس‪ ,87:‬فقال‪ :‬اللهم إني ال احل ألحد إن يدخل المسجد خائفا وال جنبا‪ ,‬إال لعلي‬

‫وفاطمة والحسن والحسين عليهم السالم‪َ ﴿ .‬و ِإ ِذ ا ْبتَلَ ٰى ِإب َْرا ِهي َم َربُّهُ ِب َك ِل َما ٍّ‬ ‫ت‬ ‫َفأَت َ َّم ُه َّن﴾ البقرة‪ .124:‬كانت محنة منها ذبح أحب خلقه إليه ابنه إسماعيل فقال يا‬ ‫ي‬ ‫بني إني أرى‪.‬اآلية‪ ,‬أقول‪ :‬مقصوده قوله تعالى‪﴿ :‬فَلَ َّما َبلَ َغ َم َعهُ ال َّ‬ ‫ي َقا َل َيا بُنَ َّ‬ ‫س ْع َ‬ ‫ِإ ِنّي أ َ َر ٰى فِي ْال َمن َِام أ َ ِنّي أ َ ْذ َب ُح َك فَا ْن ُ‬ ‫ت ا ْف َع ْل َما تُؤْ َم ُر ۖ‬ ‫ظ ْر َماذَا ت َ َر ٰى قَا َل َيا أ َ َب ِ‬ ‫ست َ ِجدُنِي ِإ ْن شَا َء َّ‬ ‫صابِ ِرينَ ﴾الصافات‪ ,102:‬فوجده صابرا كما وعد أباه‪,‬‬ ‫اَّللُ ِمنَ ال َّ‬ ‫َ‬ ‫وابتلى محمدا "صلى هللا عليه واله" بأحب الخلق إليه‪ ,‬إن قال له‪ :‬يا علي إن كف‬ ‫قريش هموا بقتلي الليلة فهل أنت يا علي تنام على فراشي؟ قال‪ :‬يا رسول هللا تنجو‬ ‫بنفسك؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬فنام على فراشه مستيقنا بتلف نفسه‪ ,‬فأنجاه هللا من القتل‪ ,‬مثل ما‬ ‫انجي إسماعيل وشكر سعيه‪ ,‬قال هللا تعالى ومن الناس من يشري‪ .‬اآلية ‪ .‬أقول‪:‬‬

‫اَّللِ ۗ َو َّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ضا ِ‬ ‫اَّللُ‬ ‫مقصوده قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و ِمنَ النَّ ِ‬ ‫سهُ ا ْبتِغَا َء َم ْر َ‬ ‫اس َم ْن َي ْش ِري نَ ْف َ‬ ‫وف ِب ْال ِعبَا ِد ﴾ البقرة‪ ,207:‬ولقد أحب رسول هللا" ص" إن يخلف عليا "ع"‬ ‫َر ُء ٌ‬ ‫في أمته ويجعله وزيرا من أهله ووصيا من قومه كما سئل موسى ربه فقال رب‬

‫َارونَ أَ ِخي ﴿‪ ﴾30‬ا ْشدُ ْد ِب ِه أ َ ْز ِري﴿‪﴾31‬‬ ‫﴿ َو ْ‬ ‫يرا ِم ْن أَ ْه ِلي ﴿‪ ﴾29‬ه ُ‬ ‫اج َع ْل ِلي َو ِز ً‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪-1‬‬

‫ينظر تاريخ دمشق‪:‬ج‪7‬ص‪,123‬حرف الحاء المهملة‪,‬وكنز العمال‪ :‬ج‪ 12‬ص‪101‬‬ ‫ح‪, 34183‬حرف الباء‪ ,‬الباب الخامس‪ ,‬الفصل األول‪,‬وغيرها الكثير من المصادر‬ ‫المعتبرة‪.‬‬ ‫‪188‬‬

‫َوأَ ْ‬ ‫ش ِر ْكهُ فِي أ َ ْم ِري﴿‪ ﴾32‬طه‪ ,‬وخاف تكذيب قومه‪ ,‬فأنزل هللا عز وجل على‬ ‫هدايته وصحة والية أخيه من السماء‪ ,‬وأمره إن يبلغ ذلك فقال بلغ ما انزل‪.‬‬ ‫اآلية(‪ )1‬فبلغ وأكد في غدير خم كما فصل في محله‪ ,‬ثم اخرج من المدينة جميع‬ ‫من خاف على منازعته في خالفته وواليته‪ ,‬فجعلهم تحت يدي أسامة بن زيد‬ ‫مواله‪ ,‬وأمرهم إن ال يبيت احد منهم بالمدينة‪ ,‬وهو"ص" يؤكد حتى يصفو الخالفة‬ ‫له "ع"‪ ,‬فكان ال بد لهذه األمة إن يحذوا حذو بني إسرائيل‪ ,‬لما وعدهم رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله" أنهم سيركبون سنة بني إسرائيل‪ ,‬وما وعدهم هللا عز وجل‬ ‫أنهم يفتنون كما فتن الذين من قبلهم‪ ,‬وقال"ص"‪ :‬يا علي لو رجعت عند فتنتهم‬

‫ألخذت برأسك ولحيتك ورددت على ما رد هارون على موسى‪ِ ﴿ :‬إ َّن ْالقَ ْو َم‬ ‫ض َعفُونِي َو َكادُوا يَ ْقتُلُونَنِي فَ َال ت ُ ْش ِم ْ‬ ‫عدَا َء﴾ األعراف‪ ,150:‬ولقد‬ ‫ا ْستَ ْ‬ ‫ي ْاأل َ ْ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫سألوه عليه السالم‪ ,‬فقالوا‪ :‬من نفزع بعدك يا رسول هللا من خليفتك فينا‪ ,‬فلما‬

‫ع ْن أ َ ْش َيا َء ِإ ْن‬ ‫اخبرهم ساءهم ذلك‪ ,‬قال هللا تعالى‪َ ﴿ :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال ت َ ْسأَلُوا َ‬ ‫ع ْن َها ِحينَ يُن ََّز ُل ْالقُ ْر ُ‬ ‫عفَا َّ‬ ‫ع ْن َها ۗ‬ ‫ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم ت َ ُ‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫آن ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم َ‬ ‫سؤْ ُك ْم َوإِ ْن تَ ْسأَلُوا َ‬ ‫َو َّ‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫سأَلَ َها قَ ْو ٌم ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم ث ُ َّم‬ ‫غف ُ ٌ‬ ‫ور َح ِلي ٌم ‪ #‬قَ ْد َ‬ ‫المائدة‪ ,102-101:‬قال تعالى ألصحاب نبيه "ص" ‪:‬‬

‫ص َب ُحوا بِ َها َكافِ ِرينَ ﴾‬ ‫أَ ْ‬ ‫﴿أَ ْم ت ُ ِريدُونَ أ َ ْن تَ ْسأ َلُوا‬

‫س ٰى ِم ْن قَ ْبلُ﴾ البقرة‪ ,108:‬فسألوا رسول هللا "صلى هللا‬ ‫سولَ ُك ْم َك َما ُ‬ ‫َر ُ‬ ‫سئِ َل ُمو َ‬ ‫عليه واله" ما سئل أصحاب موسى حين جاوز بهم البحر‪ ,‬إلى أخر ما مر قريبا‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َك ۖ َو ِإ ْن لَ ْم‬ ‫الر ُ‬ ‫‪ -1‬أقول‪ :‬انه يشير إلى قوله تعالى‪( :‬يَا أَيُّ َها َّ‬ ‫ص ُم َك ِمنَ النَّا ِس ۗ إِ َّن َّ‬ ‫سالَتَهُ َو َّ‬ ‫اَّللَ َال يَ ْهدِي ْالقَ ْو َم ْال َكافِ ِرينَ )‬ ‫ت َ ْف َع ْل فَ َما َبلَّ ْغ َ‬ ‫اَّللُ يَ ْع ِ‬ ‫ت ِر َ‬ ‫المائدة‪,67:‬‬

‫‪189‬‬

‫منه في األمر الثاني عن جامع األصول من قصته ذات األنواط‪ )1(.‬قال سبحانه‬

‫سى﴾‬ ‫ألصحاب نبيه "ص"‪﴿ :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال تَ ُكونُوا َكالَّذِينَ آذَ ْوا ُمو َ‬ ‫األحزاب‪ ,69:‬فقال بعض أصحابه‪ :‬إن محمدا يفخذ نساءنا‪ ,‬فوهللا لو مات‬

‫سو َل َّ‬ ‫اَّللِ َو َال‬ ‫﴿و َما َكانَ لَ ُك ْم أَ ْن تُؤْ ذُوا َر ُ‬ ‫ألتزوجن بعائشة‪ ,‬فانزل هللا عز وجل‪َ :‬‬ ‫حوا أ َ ْز َوا َجهُ ِم ْن بَ ْع ِد ِه ﴾األحزاب‪ ,53:‬وكان موسى يدعو على فرعون‬ ‫أَ ْن تَ ْن ِك ُ‬ ‫وقومه ويؤمن هارون ربنا اطمس ‪ .‬اآلية (‪ .)2‬فجعل هللا شكرهم حجارة‪ ,‬وكان‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أذا غمه وكربه شيء دعا عليا "عليه السالم"‬ ‫فيدعوا ويؤمن علي"ع" كموسى وهارون‪ .‬ولقد جمع هللا عز وجل ليوسف في‬ ‫﴿و َجا ُءوا أَبَا ُه ْم ِعشَا ًء يَ ْب ُكونَ ﴾ يوسف‪ ,16:‬ويوم‪:‬‬ ‫قميصه براهينا ثالثة‪ ,‬يوم‪َ :‬‬ ‫ب﴾ يوسف‪ ,18:‬ويوم قذفته امرأة العزيز بالزور‬ ‫يص ِه ِبدَ ٍّم َك ِذ ٍّ‬ ‫علَ ٰى قَ ِم ِ‬ ‫﴿و َجا ُءوا َ‬ ‫َ‬ ‫فشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه‪.‬اآلية‪ )3(.‬ويوم أرسل إخوته إلى أبيه‪ ,‬فقال‪:‬‬ ‫يرا ﴾ يوسف‪ ,93:‬كذلك‬ ‫علَ ٰى َو ْج ِه أَ ِبي يَأ ْ ِ‬ ‫ص ً‬ ‫ت بَ ِ‬ ‫يصي ٰ َهذَا فَأ َ ْلقُوهُ َ‬ ‫﴿ا ْذ َهبُوا ِبقَ ِم ِ‬ ‫جمع هللا عز وجل لمحمد في أخيه علي صلوات هللا عليهما براهينا كثيرة أقامه هللا‬ ‫عز وجل يـوم األحزاب مقام عصا موسى‪ ,‬وكفى هللا المؤمنيـن القتال به "ع"‪ ,‬كما‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر جامع األصول ألبن األثير ‪:‬ج‪10‬ص‪ 34‬ح‪ ,7492‬حرف الفاء‪,‬الكتاب‬ ‫الثالث‪,‬الفصل الثاني‪,‬الفرع الثاني‪.‬نوع ثالث‪.‬‬ ‫ع ْونَ َو َم َألَهُ ِزينَةً‬ ‫س ٰى َربَّنَا ِإنَّ َك آتَي َ‬ ‫ْت فِ ْر َ‬ ‫(وقَا َل ُمو َ‬ ‫‪ -2‬أقول‪ :‬انه يشير إلى قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫سبِي ِل َك ۖ َربَّنَا ْ‬ ‫علَ ٰى‬ ‫اط ِم ْ‬ ‫علَ ٰى أ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوا ْشد ُ ْد َ‬ ‫س َ‬ ‫ُضلُّوا َ‬ ‫َوأ َ ْم َو ًاال فِي ْال َحيَاةِ الدُّ ْنيَا َربَّنَا ِلي ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫يم) يونس‪.88:‬‬ ‫قُلُو ِب ِه ْم فَ َال يُؤْ ِمنُوا َحت َّ ٰى َي َر ُوا ْال َعذَ َ‬ ‫اب ْاأل َ ِل َ‬ ‫شا ِهد ٌ ِم ْن أ َ ْه ِل َها‬ ‫ش ِهدَ َ‬ ‫ع ْن َن ْف ِسي َو َ‬ ‫ي َر َاودَتْ ِني َ‬ ‫‪ -3‬أقول‪ :‬انه يشير إلى قوله تعالى‪َ ( :‬قا َل ِه َ‬ ‫صدَقَ ْ‬ ‫ت َو ُه َو ِمنَ ْال َكا ِذ ِبينَ ) يوسف‪.26:‬‬ ‫ِإ ْن َكانَ قَ ِمي ُ‬ ‫صهُ قُدَّ ِم ْن قُبُ ٍّل فَ َ‬

‫‪190‬‬

‫كفى بني إسرائيل بعصا موسى تلقف ما كانوا يأفكون‪ ,‬وليلة الغار جعله هللا تعالى‬ ‫مكره‪ ,‬قال سبحانه‪ :‬وإذ يمكر بك الذين إلى قوله ‪ :‬ويمكر هللا‪ )1(,‬فكان علي "عليه‬ ‫السالم" مكر هللا على فراش رسول هللا "صلعم" وشبه لشياطين قريش حين هموا‬ ‫بقتله "ص"‪ ,‬كما شبه صطبانوس لليهود حين هموا بصلب عيسى "ع" وكان فداءه‬ ‫لرسول هللا "صلى هللا عليه واله" كالكبش إلسماعيل‪ ,‬ولقد كان في علي "عليه‬ ‫السالم" وقريش آيات للمؤمنين‪ ,‬كما كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين‪ ,‬وان‬ ‫نبي هللا موسى لما عرض على قومه قتال الجبابرة‪ ,‬الذين كانوا ببيت المقدس كان‬

‫ارينَ ﴿‪ِ ﴾22‬إنَّا لَ ْن نَ ْد ُخلَ َها‬ ‫من جوابهم إن‪﴿ :‬قَالُوا َيا ُمو َ‬ ‫س ٰى ِإ َّن فِي َها قَ ْو ًما َجبَّ ِ‬ ‫ت َو َرب َُّك فَقَاتِ َال ِإنَّا هَا ُهنَا قَا ِعدُونَ ﴿‪ِ ﴾23‬إ ِنّي َال‬ ‫أَ َبدًا َما دَا ُموا فِي َها ۖ فَا ْذهَبْ أَ ْن َ‬ ‫أَ ْم ِلكُ ِإ َّال نَ ْفسِي َوأَ ِخي ﴿‪ ﴾24‬قَا َل َر ُج َال ِن ِمنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَ ْنعَ َم َّ‬ ‫علَ ْي ِه َما‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫علَى َّ‬ ‫اَّللِ فَتَ َو َّكلُوا ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم‬ ‫اب فَإِذَا دَخ َْلت ُ ُموهُ فَإِنَّ ُك ْم غَا ِلبُونَ َو َ‬ ‫علَ ْي ِه ُم ْال َب َ‬ ‫ا ْد ُخلُوا َ‬ ‫ُمؤْ ِمنِينَ ﴿‪ ﴾25‬المائدة‪ ,‬كذلك كان رسول هللا"صلعم" يوم التقى الجمعان‪ ,‬لم يملك‬ ‫إال نفسه وأخاه‪ ,‬وآخرون يصعدون وال يلوون على احد والرسول يدعوهم في‬ ‫أخراهم فقام علي"ع" وأبو دجانة مقام يوشع بن نون وكالب بن يفنى‪ ,‬الرجلين‬ ‫الذين يخافون انعم هللا عليهما‪ ,‬فتوكال على هللا وقاتال بين يدي سول هللا "ص"‪,‬‬ ‫حتى فتح هللا على نبيه"صلعم" ‪,‬فلما إن فارق رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‬ ‫انقلب أكثر أمته على إعقابهم‪ ,‬كما فعلت األمم الماضية بعد أنبيائهم‪ ,‬كما قال ابن‬ ‫عباس ‪ :‬ما بعث هللا نبيا ثم قبضه إال وكانت بعده وقفة تمأل منها جهنم‪)2(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫وك أ َ ْو‬ ‫وك أ َ ْو َي ْقتُلُ َ‬ ‫(و ِإ ْذ َي ْم ُك ُر ِب َك الَّذِينَ َكفَ ُروا ِليُثْ ِبت ُ َ‬ ‫‪ -1‬أقول‪:‬انه يشير إلى قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫اَّللُ ۖ َو َّ‬ ‫وك َويَ ْم ُك ُرونَ َو َي ْم ُك ُر َّ‬ ‫اَّللُ َخي ُْر ا ْل َما ِك ِرينَ ) األنفال‪.30:‬‬ ‫ي ُْخ ِر ُج َ‬ ‫‪ -2‬المعجم الكبير للطبراني‪:‬ج‪ 12‬ص‪ 73‬ح‪,12514‬باب العين‪,‬سعيد بن جبير‪,‬عن ابن‬ ‫عباس‪.‬‬ ‫‪191‬‬

‫سو ٌل قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫ات‬ ‫س ُل أَفَإِ ْن َم َ‬ ‫الر ُ‬ ‫﴿و َما ُم َح َّمدٌ إِ َّال َر ُ‬ ‫ت ِم ْن قَ ْب ِل ِه ُّ‬ ‫قال هللا عز وجل‪َ :‬‬ ‫عقَابِ ُك ْم﴾ إل عمران‪ ,144:‬فنكصوا على إعقابهم وتركوا أخا‬ ‫علَ ٰى أ َ ْ‬ ‫أَ ْو قُتِ َل ا ْنقَلَ ْبت ُ ْم َ‬ ‫نبيهم ووليهم ووزير رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ووصيه في قومه وخليفته‬ ‫على أمته‪ ,‬كما فعلت بنو إسرائيل بهارون‪ ,‬بعدما غاب موسى عنهم واتخذوا العجل‬ ‫في بني إسرائيل عشرة أيام‪ ,‬وواعد هللا عز وجل موسى"ع" ثالثين ليلة وأتمها‬ ‫بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة‪ ,‬فأضلهم ألسامري وأغواهم وأمرهم بعبادة العجل‬

‫س ٰى إِلَ ٰى‬ ‫بعد الثالثين‪ ,‬وقال‪:‬هذا إلهكم واله موسى ﴿فَ َر َج َع ُمو َ‬ ‫سنًا أَفَ َ‬ ‫علَ ْي ُك ُم‬ ‫طا َل َ‬ ‫أَ ِسفًا قَا َل َيا قَ ْو ِم أَلَ ْم يَ ِع ْد ُك ْم َربُّ ُك ْم َو ْعدًا َح َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َ‬ ‫ب ِم ْن َربِّ ُك ْم﴾ طه‪ ,86:‬فأصلحهم وكان توبتهم القتل فقال‬ ‫ض ٌ‬ ‫غ َ‬ ‫أَ ْن يَ ِح َّل َ‬ ‫تعالى‪﴿ :‬فَتُوبُوا إلَى َبارئِ ُك ْم فَا ْقتُلُوا أَ ْنفُ َ ٰ‬ ‫ار ِئ ُك ْم ﴾‬ ‫س ُك ْم ذَ ِل ُك ْم َخي ٌْر لَ ُك ْم ِع ْندَ َب ِ‬ ‫ِ ٰ ِ‬ ‫َق ْو ِم ِه َ‬ ‫غ ْ‬ ‫ض َبانَ‬ ‫ْال َع ْهدُ أَ ْم أ َ َر ْدت ُ ْم‬

‫البقرة‪ ,54:‬فجلس عبدة العجل مزملين بثيابهم بين يدي هارون وشيعته من رفع‬ ‫منهم إليه الطرف أو حل حياته‪ ,‬لم يقبل لهم توبة‪ ,‬فوضع هارون وشيعته فيهم‬ ‫السيف‪ ,‬إلى إن أمر بالكف‪ ,‬فقبض نبينا "صلى هللا عليه واله" ولم يغب كما غاب‬ ‫موسى‪ ,‬فبقي عبدة العجل من امتنا في غيهم يترددون‪ ,‬وال هم يتوبون‪ ,‬وال هم‬ ‫يذكرون‪ ,‬لما شرب قلوبهم العجل بكفرهم إلى يوم خليفة هللا المهدي "عليه‬ ‫الس‪,‬الم" ويوم عجل امتنا مبسوطة لكرامة النبي"صلعم" قبل خروجه "ع" دون‬ ‫القتل‪ ,‬فإذا خرج خليفة هللا غلقت أبواب التوبة عن عبدة العجل من امتنا‪ ,‬كما تغلق‬

‫ت‬ ‫ض آ َيا ِ‬ ‫من لم يؤمن قبل طلوع الشمس من الغرب‪ ,‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬ي ْو َم َيأ ْ ِتي َب ْع ُ‬ ‫سبَ ْ‬ ‫سا إِي َمانُ َها لَ ْم تَ ُك ْن آ َمن ْ‬ ‫ت فِي إِي َمانِ َها َخي ًْرا﴾‬ ‫َر ِبّ َك َال يَ ْنفَ ُع نَ ْف ً‬ ‫َت ِم ْن قَ ْب ُل أَ ْو َك َ‬ ‫اإلنعام‪ ,158:‬أفليس اليوم عنده عبدة العجل! إال من امن بالعجل‪ ,‬واطلع ألسامري‬ ‫ومن أطاع نبيهم "عليه السالم" وخليفته فيهم استضعفوه‪ ,‬كما فعلت بنو إسرائيل‬ ‫‪192‬‬

‫بهارون وشيعته‪ ,‬قالوا‪ :‬اقتلوا أبناء الذين امنوا واستحيوا نسائهم‪ ,‬تركيبا لسنة بني‬ ‫إسرائيل واحتذاء بهم‪ ,‬وان نوح لما علم إن أمته مغرقون بالماء‪ ,‬اخذ سفينته قبل‬ ‫إطفاء الماء ودعا الناس ركوبها واستهزؤوا به واستسخروه‪ ,‬وما ركب معه إال‬ ‫قليل‪ ,‬وظن آخرون إن غير تلك السفينة تعصمهم من الماء‪ ,‬فتخلوا عنه فاغرقوا‬ ‫ودخلوا نارا‪.‬‬ ‫وان نبينا لما علم إن أمته مغرقون بالفتن كقوم نوح لما انذر أمته بالفتن‪ ,‬فقال‪ :‬إني‬ ‫ألرى مواقع الفتن خالل بيوتكم كموقع القطر(‪ )1‬ثم دلهم على سفينة النجاة‪ ,‬فقال‪:‬‬ ‫مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح‪ ,‬من ركبها نجى‪ ,‬ومن تخلف عنها غرق‪ ,‬إي من‬ ‫سلك سبيلهم واستن بسنتهم ال يغرق بالفتن‪ ,‬كقوم نوح بالماء‪ ,‬فيدخل النار مع‬

‫الداخلين‪ ,‬قال تعالى‪﴿ :‬ث ُ َّم أَ ْ‬ ‫غ َر ْقنَا بَ ْعدُ ْالبَاقِينَ ﴾ الشعراء‪ ,120:‬وادخلوا نارا فظنوا‬ ‫إن سبيلهم كسبيل غيرهم فلم يسلك من أمته سبيلهم إال قليل كما لم يركب مع نوح‬

‫َصيبًا‬ ‫في سفينته من الناس إال قليل قال هللا عز وجل‪﴿ :‬أَلَ ْم ت َ َر إِلَى الَّ ِذينَ أ ُوتُوا ن ِ‬ ‫ت َو َّ‬ ‫الطا ُ‬ ‫ت َويَقُولُونَ ِللَّذِينَ َكفَ ُروا ٰ َهؤ َُال ِء أَ ْهدَ ٰى‬ ‫غو ِ‬ ‫ب يُؤْ ِمنُونَ ِب ْال ِج ْب ِ‬ ‫ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫سبِ ً‬ ‫يال ﴿‪ ﴾51‬أ ُو ٰلَئِ َك الَّذِينَ لَعَنَ ُه ُم َّ‬ ‫اَّللُ﴿‪ ﴾52‬النساء‪,‬‬ ‫ِمنَ الَّذِينَ آ َمنُوا َ‬ ‫كذلك قالت ناصبة إل محمد "عليهم السالم" لشيعتهم الكفار واليهود والنصارى‪:‬‬ ‫أهدى منهم سبيال‪ ,‬حذو النعل بالنعل‪ ,‬وان اليهود والنصارى اتخذوا أحبارهم‬ ‫ورهبانهم أربابا من دون هللا‪ ,‬حين احلوا حراما وحرموا عليهم حالال‪,‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر مسند احمد‪:‬ج‪36‬ص‪78‬ح‪ ,21747‬تتمة مسند األنصار‪,‬حديث أسامة بن زيد‬ ‫حب رسول هللا"ص"‪ ,‬صحيح البخاري‪ :‬ج‪ 3‬ص‪21‬ح‪"29" ,1878‬كتاب فضائل‬ ‫المدينة‪,‬باب اطام المدينة‪,‬وغيرها من المصادر‪.‬‬ ‫‪193‬‬

‫فأطاعوهم في ذلك‪ ,‬كذلك اتخذت امتنا ففائهم وعلماءهم أربابا من دون هللا‪)1(.‬‬

‫فكلما ذكر لهم من مخالفتهم الكتاب والسنة‪ ,‬قالوا‪ :‬فالن عالم بكتاب هللا وحديث‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله" فيعلمون الشيء بخالف الكتاب والسنة‪ ,‬ويقول‪:‬‬ ‫من اتخذهم أربابا من دون هللا افتراء على هللا عز وجل‪ ,‬كما فعل من كان من‬ ‫قبلهم‪ ,‬ويحرمون ما لم يأذن به هللا عز وجل وتركيبا لسنة بني إسرائيل واحتذاء‬ ‫بهم‪ ,‬وان اليهود والنصارى حين طال عليهم األمد وقست قلوبهم‪ ,‬نبذوا كتاب هللا‬ ‫عز وجل وراء ظهورهم‪ ,‬إي لم يعلموا بما فيه من األمر والنهي وإقامة الحدود‬ ‫واإلحكام‪ ,‬كما قال حذيفة‪ :‬إن الكتاب بين أيديهم والعمل وراء ظهورهم فعيرهم هللا‬ ‫بذلك‪,‬‬

‫اب ا ََّّللِ َو َرا َء ُ‬ ‫وقال‪﴿ :‬نَبَذَ فَ ِر ٌ‬ ‫ور ِه ْم َكأَنَّ ُه ْم َال‬ ‫اب ِكتَ َ‬ ‫يق ِمنَ الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكتَ َ‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫يَ ْعلَ ُمونَ ﴾ البقرة‪ ,101:‬فلما طال األمد على امتنا وقست قلوبهم‪ ,‬ضيعوا الحدود‬ ‫واإلحكام‪ ,‬وما في القران من الحالل والحرام‪ ,‬ونبذوه وراء ظهورهم كأنهم ال‬ ‫يعلمون‪ ,‬تركيبا لسنة بني إسرائيل‪ ,‬واحتذاء بهم‪ ,‬وان اليهود لما ضيعوا مواقيت‬ ‫الصالة واتبعوا شهواتهم‪ ,‬فقالوا‪ :‬نشتهي إن نرى أنبيائنا فصوروا صور أنبيائهم‬ ‫في بيعهم وكنائسهم‪ ,‬فزخرفوا البيع والكنائس وضيعوا المواقيت‪,‬‬

‫ص َالةَ َوات َّ َبعُوا ال َّ‬ ‫ف َي ْلقَ ْونَ َ‬ ‫غيًّا﴾‬ ‫ش َه َوا ِ‬ ‫ضا ُ‬ ‫عوا ال َّ‬ ‫قال هللا عز وجل‪﴿ :‬أَ َ‬ ‫ت ۖ فَ َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫مريم‪ ,59:‬والغي واد في جهنم بعيد قعره‪ ,‬منتن ريحه‪ ,‬وقد سئلوا رسول هللا "ص"‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 4‬ص‪,174‬التوبة "‪ ,"31‬والمحاسن للبرقي‪ :‬ج‪1‬‬ ‫ص‪246‬ح‪244‬ح‪245‬ح‪ ,246‬باب"‪ "28‬ال طاعة لمخلوق في معصية الخالق‪.‬‬

‫‪194‬‬

‫إن يزخرفوا المسجد‪ ,‬فقال "ص"‪ :‬يعجب المنافقون إذا حليتم مصاحفكم وزخرفتم‬ ‫مساجدكم فالديار عليكم(‪ )1‬وقبل مساجدكم عامرة وهي خراب من الهدي(‪)2‬‬

‫يجتمعون في المساجد‪ ,‬ليس فيهم مؤمن‪ ,‬فلما إن خربوها من الهدى وعمروها‬ ‫بالطين والزخرف‪ ,‬اتخذوا فيها محاريبا كمذابح النصارى‪ ,‬احتذاء بهم وتركيبا‬ ‫لسنتهم‪ ,‬ولما إن رفع هللا عز وجل على بني إسرائيل جبل الطور‪ ,‬رفعه في الهواء‬ ‫على رؤؤسهم‪ ,‬لمعصيتهم نبيهم موسى"ع‪ ",‬فخوفهم هللا وأسترهبهم واخبرهم‬ ‫موسى إن لم يعطوا العهد والميثاق في طاعته‪ ,‬إن الجبل واقع بهم‪ ,‬فخافوا إن‬ ‫عصوا يقع عليهم فيشدخهم‪ ,‬فاخذ موسى يأخذ عليهم العهد واإليمان‪ ,‬فكلما شرط‬ ‫عليهم من الطاعة شرطا حركوا رؤؤسهم باإلنعام مذعورون فزعين‪ ,‬فاخبرهم‬ ‫أنهم سيكونوا سامعين مطيعين‪ ,‬فزعمت اليهود أنهم حين حركوا رؤؤسهم يومئذ‬ ‫للخوف من الجبل والفزع‪ ,‬جعلوا التحريك تذكرة ثانية عند القراءة للتوراة شرعة‬ ‫عليهم من الشرع وذلك زعموا‪ ,‬وكان يقرأ التوراة عليهم وما عهد هللا فيها عليهم‬ ‫مع كل عهد عهده هللا عليهم‪ ,‬أو فرض فرضه هللا عز وجل في التوراة عليهم‬ ‫إاليماء عليهم بالسمع والطاعة‪ ,‬مستحيون مسرعين محركين رؤؤسهم خوفا من‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الرواية نقلها ابن شيبة في مصنفه‪:‬ج‪2‬ص‪262‬ح‪,899‬كتاب الصالة منقولة بسنده عن‬ ‫أبي هريرة وليست النبي"ص"‪,‬وفضائل القران ألبي الفضل الرازي‪ :‬ص‪147‬‬ ‫ح‪ ,116‬باب في كراهية تحلية المصاحف‪ ,‬منقولة عن أبي الدرداء وليس النبي"ص"‬ ‫‪ ,‬وكذلك كتاب المحلى باآلثار‪:‬ج‪3‬ص‪,168‬وأيضا عن أبي الدرداء وليست‬ ‫النبي"ص"‪ ,‬إما ابن أبي داود في المصاحف‪:‬ص‪,239‬تحلية المصاحف بالذهب‪ ,‬فقد‬ ‫نقلها عن أبي بن كعب وليس النبي‪:‬ص")‬ ‫‪ -2‬هذه العبارة منقولة عن علي عليه السالم من كتاب العقوبات البن أبي الدنيا ‪ :‬ص‪,23‬‬ ‫أسباب العقوبات وأنواعها‪.‬‬ ‫‪195‬‬

‫الجبل‪,‬وقلوبهم مذعورة مرتاعة‪ ,‬قالوا‪ :‬فتحريك رؤؤسهم ذلك اليوم مسرعين‬ ‫فزعين بطاعة موسى"ع"‪ ,‬مقرنين مذعنين إليه‪ ,‬ألزموا تحريك الرؤوس عند‬ ‫القراءة كلما قرءوا ليكونوا بذلك اليوم تلك اآلية التي نجوا منها بعد خوفها ذاكرين‬ ‫غيره بسنين‪ ,‬فيعبدون هللا عز وجل كل يوم على أنفسهم ومكنونه على المكان‪,‬‬

‫ض ِه ْم ِميثَاقَ ُه ْم لَ َعنَّا ُه ْم َو َج َع ْلنَا قُلُو َب ُه ْم‬ ‫لمخالفتهم التوراة قال هللا عز وجل‪﴿ :‬فَ ِب َما نَ ْق ِ‬ ‫اض ِع ِه﴾ المائدة‪ ,13:‬فهم يعرفون الحجة على‬ ‫ع ْن َم َو ِ‬ ‫قَا ِسيَةً ۖ يُ َح ِ ّرفُونَ ْال َك ِل َم َ‬ ‫أنفسهم هلل كل يوم‪ ,‬إذ يزعمون أنهم سامعون ومطيعون لعهده‪ ,‬ذاكرين غير ناسين‪,‬‬ ‫وهم عن العهد الهون‪ ,‬كذلك اخذ رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أصحابه‬ ‫واشترطوا عليهم ما كان اشترط على النساء‪ ,‬إال يشركوا باهلل شيئا وال يسرقوا وال‬ ‫يزنوا‪ ,‬وال يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم‪ ,‬وال يعصونه في معروف‪ ,‬ففي كل ليلة‬

‫يجددون هلل عز وجل على أنفسهم عهدا‪ ,‬وينكثونه بالنهار وهللا يقول‪َ ﴿ :‬يا أَيُّ َها‬ ‫الَّذِينَ آ َمنُوا ِل َم تَقُولُونَ َما َال ت َ ْف َعلُونَ ﴿‪َ ﴾2‬كبُ َر َم ْقتًا ِع ْندَ َّ‬ ‫اَّللِ أَ ْن تَقُولُوا َما َال‬ ‫ت َ ْف َعلُونَ ﴿‪﴾3‬الصف‪ ,‬فهم يعاهدون هللا في وترهم فيقولون‪ :‬نخلع ونترك من يفجرك‬ ‫اللهم وينكثون بالنهار‪ ,‬إن يفجرون بأنفسهم ويوالون الفجار كفعل اليهود سرا‪,‬‬

‫علَ ٰى‬ ‫حذوا النعل بالنعل‪ ,‬قال هللا تعالى‪﴿ :‬لُ ِعنَ الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن َبنِي ِإ ْس َرائِي َل َ‬ ‫ص ْوا َو َكانُوا يَ ْعتَدُونَ ﴿‪َ ﴾78‬كانُوا‬ ‫سى اب ِْن َم ْريَ َم ٰذَ ِل َك بِ َما َ‬ ‫ان دَ ُاوودَ َو ِعي َ‬ ‫ِل َ‬ ‫ع َ‬ ‫س ِ‬ ‫يرا ِم ْن ُه ْم‬ ‫س َما َكانُوا َي ْفعَلُونَ ﴿‪ ﴾79‬ت َ َر ٰى َك ِث ً‬ ‫َال َيتَنَاه َْونَ َ‬ ‫ع ْن ُم ْن َك ٍّر فَعَلُوهُ لَ ِبئْ َ‬ ‫س ِخ َ‬ ‫س َما قَدَّ َم ْ‬ ‫ط َّ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َوفِي‬ ‫ت لَ ُه ْم أَ ْنفُ ُ‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫س ُه ْم أَ ْن َ‬ ‫يَتَ َولَّ ْونَ الَّذِينَ َكفَ ُروا لَ ِبئْ َ‬ ‫ب ُه ْم خَا ِلدُونَ ﴿‪ ﴾80‬المائدة‪ ,‬وكذلك ترى كثيرا من هذه األمة يتولون الذين‬ ‫ْالعَذَا ِ‬ ‫كفروا بحكم الكتاب والسنة‪ ,‬ويسموهم خلفاء هللا في أرضه علـــــــــى عباده‪ ,‬بعدما‬

‫‪196‬‬

‫سمعوا هللا عز وجل ينهاهم عن مودة من حاد هللا ورسوله‪ ,‬ولو كان إبائهم أو‬ ‫أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم‪ ,‬فوالهم هللا عز وجل ما تولوا‪ ,‬وأمألهم جهنم‬ ‫وساءت مصيرا‪ ,‬سلكوا مسلك فجرة بني إسرائيل‪ ,‬فلعنوا كما لعنوا حذوا بالنعل‪,‬‬ ‫وان اليهود والنصارى اتخذوا أعيادهم لعبا ولهوا‪ ,‬قال هللا عز وجل‪ :‬يا محمد‬ ‫وذروا الذين اتخذوا دينهم ‪ -‬يعني عيدهم ‪ -‬لعبا ولهوا‪ ,‬وغرتهم الحياة الدنيا‪,‬‬ ‫فاتخذت امتنا أعيادهم لعبا ولهوا‪ ,‬فيوم عيدهم يوم زينتهم‪ ,‬يركبون الملوك‬ ‫واألغنياء ويلبسون المشهرات‪ ,‬وفساقهم يشربون الخمر ويتغنون ويحلون‬ ‫جواريهم ونساءهم وفتيانهم‪ ,‬يلعبون بالصوالج وغلمانهم يلعبون بالجوز والكعاب‪,‬‬ ‫يخرجون فرحين بطرين إلى إن يعودون‪ ,‬وإنما كان رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله" يخرج هو وأصحابه يوم العيد وجلين متضرعين خائفين مبتهلين إلى هللا عز‬ ‫وجل‪ ,‬بقلوب خاشعة وابدأن متواضعة وعيون باكية‪ ,‬ال يدرون قبل منهم ما عملوا‬ ‫أم ال‪ ,‬وتركت األمة تلك السنة وضاهت اليهود والنصارى تركيبا لسنتهم واحتذاء‬

‫ق ِإ َّال أَ ْن يَقُولُوا‬ ‫ار ِه ْم ِبغَ ْي ِر َح ّ ٍّ‬ ‫بهم‪ ,‬قال هللا عز وجل ‪﴿ :‬الَّذِينَ أ ُ ْخ ِر ُجوا ِم ْن ِد َي ِ‬ ‫َربُّنَا َّ‬ ‫اَّللُ﴾الحج‪ ,40:‬كذلك اخرج امتنا من ديارهم بغير حق من هو اصدق لهجة‬ ‫ممن أظلته الخضراء وأقلته الغبراء‪ ,‬لم ينقموا منه إال انه كان قواال بمر الحق‪,‬‬

‫﴿و ِمنَ ْالبَقَ ِر َو ْالغَن َِم َح َّر ْمنَا‬ ‫حذو النعل بالنعل‪ ,‬قال هللا عز وجل‪َ :‬‬ ‫ت ُ‬ ‫اختَلَ َ‬ ‫ور ُه َما أَ ِو ْال َح َوايَا أَ ْو َما ْ‬ ‫ش ُحو َم ُه َما ِإ َّال َما َح َملَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ط‬ ‫ظ ُه ُ‬

‫علَ ْي ِه ْم‬ ‫َ‬ ‫ِب َع ْ‬ ‫ظ ٍّم﴾‬

‫اإلنعام‪ ,146:‬فذكوها وأذابوها وباعوها وأكلوا أثمانها‪ ,‬وقالوا‪ :‬إنما حرم علينا‬ ‫جمادها كذلك حرم الخمر على هذه األمة‪ ,‬قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪:‬‬ ‫إنما الخمر ما خامر العقل‪ ,‬وما اسكر فقليله وكثيره حرام‪ ,‬والمذقة من حرام‪,‬‬ ‫فجاءت المرجئة بشراب يسكر‪ ,‬وقالوا‪ :‬هذا حالل‬

‫‪197‬‬

‫وليس بخمر‪ ,‬وسموه نبيذا‪ ,‬وقالوا‪ :‬إذا تخلى رفع عنه اسم الخمر‪ ,‬وقال رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله"‪ :‬شرب ناس من أمتي الخمر يدعونها بغير اسمها‪)1( ,‬‬

‫فاحلوا الخمر بالبطيخ‪ ,‬وطبخوها كما ذابت اليهود الشحم‪ ,‬ورفعوا اسم الشحم‬ ‫وسموه دهنا‪ ,‬وطبخوا هؤالء الخمر وسموه نبيذا‪ ,‬وقالوا‪ :‬إنما حرم علينا الخمر ما‬ ‫لم تطبخ‪ ,‬كما قالت اليهود‪ :‬إنما حرم علينا جمادها‪ ,‬تركيبا لسنتهم‪ ,‬واحتذاء بهم‪,‬‬

‫سو ُمونَ ُك ْم‬ ‫ع ْونَ يَ ُ‬ ‫﴿و ِإ ْذ نَ َّج ْينَا ُك ْم ِم ْن آ ِل فِ ْر َ‬ ‫قال هللا عز وجل‪َ :‬‬ ‫سا َء ُك ْم َوفِي ٰذَ ِل ُك ْم بَ َال ٌء ِم ْن‬ ‫يُذَ ِبّ ُحونَ أَ ْبنَا َء ُك ْم َويَ ْستَ ْحيُونَ نِ َ‬

‫ب‬ ‫ُ‬ ‫سو َء ْال َعذَا ِ‬ ‫ع ِظي ٌم﴾‬ ‫َر ِبّ ُك ْم َ‬

‫﴿وأَ ْو َرثْنَا ْالقَ ْو َم الَّذِينَ َكانُوا يُ ْستَ ْ‬ ‫ضعَفُونَ‬ ‫البقرة‪ ,49:‬ثم قال هللا عز وجل‪َ :‬‬ ‫ار ْكنَا فِي َها ۖ َوتَ َّم ْ‬ ‫ت َك ِل َمتُ َر ِبّ َك ْال ُح ْسن َٰى‬ ‫َارقَ ْاأل َ ْر ِ‬ ‫َاربَ َها الَّتِي بَ َ‬ ‫ض َو َمغ ِ‬ ‫َمش ِ‬ ‫ع ْو ُن َو َق ْو ُمهُ َو َما‬ ‫ص َب ُروا ۖ َودَ َّم ْرنَا َما َكانَ َي ْ‬ ‫صنَ ُع ِف ْر َ‬ ‫َ‬ ‫علَ ٰى َب ِني إِ ْس َرا ِئي َل بِ َما َ‬ ‫َكانُوا يَ ْع ِر ُ‬ ‫شونَ ﴾األعراف‪ ,137:‬كذلك فعلت ظلمة إل محمد "عليهم السالم"‪,‬‬ ‫يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم‪ ,‬ووعدهم ليهلكن عدوهم ولينجيهم من عدوهم‬

‫عدَ َّ‬ ‫اَّللُ الَّذِينَ آ َمنُوا‬ ‫﴿و َ‬ ‫وليستخلفنهم في األرض كبني إسرائيل‪ ,‬فقال هللا عز وجل‪َ :‬‬ ‫ف الَّذِينَ ِم ْن‬ ‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ع ِملُوا ال َّ‬ ‫ت لَيَ ْستَ ْخ ِلفَنَّ ُه ْم فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ِم ْن ُك ْم َو َ‬ ‫ض َك َما ا ْست َ ْخلَ َ‬ ‫ض ٰى لَ ُه ْم َولَيُبَ ِدّلَنَّ ُه ْم ِم ْن بَ ْع ِد َخ ْوفِ ِه ْم أ َ ْمنًا‬ ‫قَ ْب ِل ِه ْم َولَيُ َم ِ ّكن ََّن لَ ُه ْم دِينَ ُه ُم الَّذِي ْ‬ ‫ارتَ َ‬ ‫ش ْيئًا﴾النور‪,55:‬وقال‪ :‬وعد هللا ال يخلف الميعاد‪ ,‬وقال‪:‬‬ ‫َي ْعبُدُونَ ِني َال يُ ْش ِر ُكونَ ِبي َ‬ ‫وفي السماء رزقكم وما توعدون‪ ,‬المهدي قائم إل محمد "عليهم السالم" حذو النعل‬ ‫ار ِإ َّال أَيَّا ًما َم ْعدُودَةً﴾البقرة‪ ,80:‬لسوء‬ ‫بالنعل‪,‬وقالت اليهود‪﴿ :‬لَ ْن ت َ َم َّ‬ ‫سنَا النَّ ُ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬شرح سنن أبي داود للعباد‪:‬ج‪255‬ص‪ ,4‬تراجم رجال إسناد حديث" ليشربن ناس من‬ ‫أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها"‪.‬‬ ‫‪198‬‬

‫﴿وغ ََّر ُه ْم فِي دِينِ ِه ْم َما َكانُوا َي ْفت َ ُرونَ ﴾ إل عمران‪,24:‬‬ ‫إعمالهم قال هللا تعالى‪َ :‬‬

‫س ِيّئَةً َوأَ َحا َ‬ ‫ط ْ‬ ‫َطيئَتُهُ فَأُو ٰلَ ِئ َك‬ ‫ت ِب ِه خ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ب َ‬ ‫ردا عليهم وقال تعالى‪﴿ :‬بَلَ ٰى َم ْن َك َ‬ ‫ار ۖ ُه ْم ِفي َها خَا ِلدُونَ ﴾ البقرة‪ ,81:‬كذلك قالت من امتنا‪ ,‬من ضارع‬ ‫ص َح ُ‬ ‫أَ ْ‬ ‫اب النَّ ِ‬ ‫قولهم قول اليهود‪ :‬لن تمسنا النار إال أياما معدودة‪ ,‬وال يخلد احد منا في النار‪,‬‬ ‫وكذبوا على نبينا "ص"‪ ,‬ذكروا عنه انه "ص" قال‪ :‬لو كان هذا القران في أهاب‬ ‫ما مسته النار أبدا فادعوا إن من قرء القران ال تمسه النار أبدا ولو عمل‬

‫َاص َبةٌ ﴿‪﴾3‬‬ ‫ع ِ‬ ‫املَةٌ ن ِ‬ ‫﴿و ُجوهٌ َي ْو َم ِئ ٍّذ خَا ِش َعةٌ ﴿‪َ ﴾2‬‬ ‫بالموبقات‪ )1(,‬قال هللا تعالى‪ُ :‬‬ ‫اميَةً﴿‪ ﴾4‬الغاشية‪ ,‬وقال‪﴿ :‬إِ َّن الَّذِينَ يَأ ْ ُكلُونَ أَ ْم َوا َل ْاليَتَا َم ٰى ُ‬ ‫ظ ْل ًما‬ ‫َارا َح ِ‬ ‫تَ ْ‬ ‫صلَ ٰى ن ً‬ ‫إِنَّ َما يَأ ْ ُكلُونَ فِي بُ ُ‬ ‫﴿و َم ْن‬ ‫سيَ ْ‬ ‫س ِع ً‬ ‫طونِ ِه ْم ن ً‬ ‫صلَ ْونَ َ‬ ‫َارا ۖ َو َ‬ ‫يرا﴾النساء‪ ,10:‬وقال‪َ :‬‬ ‫َي ْقت ُ ْل ُمؤْ ِمنًا ُمت َ َع ِ ّمدًا فَ َجزَ ا ُؤهُ َج َهنَّ ُم خَا ِلدًا فِي َها﴾ النساء‪ ,93:‬فزعمت المرجئة‪ :‬إن‬ ‫ال يخلد احد من أهل القبلة في النار‪ ,‬وان أخر من يخرج من هذه األمة رجل يبقى‬ ‫في النار سبعين إلف عام وسبعين إلف عام معدودة‪ ,‬كما قال اليهود‪ ,‬قال تعالى‪ :‬يا‬ ‫محمد قل اتخذتم عند هللا عهدا فلن يخلف هللا عده أم تقولون على هللا ما ال‬ ‫تعلمون‪ )2(,‬بلى من كسب سيئة‪.‬اآلية ‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر شعب اإليمان للبيهقي‪ :‬ج‪ 4‬ص‪ 231‬ح‪,2443‬تعظيم القران‪ ,‬فصل في تنوير‬ ‫موضع القرآن وهذا ألنها مواضع تشهدها المالئكة فمن الحق أن ينور ويطيب‪.‬‬ ‫ار إِ َّال أَيَّا ًما َم ْعد ُودَة ً قُ ْل أ َت َّ َخ ْذت ُ ْم ِع ْندَ َّ‬ ‫ع ْهدًا‬ ‫(و َقالُوا لَ ْن ت َ َم َّ‬ ‫سنَا النَّ ُ‬ ‫اَّللِ َ‬ ‫‪ -2‬يشير إلى قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫ع َلى َّ‬ ‫ف َّ‬ ‫اَّللِ َما َال ت َ ْع َل ُمونَ ) البقرة‪.80:‬‬ ‫اَّللُ َع ْهدَهُ ۖ أ َ ْم تَقُولُونَ َ‬ ‫فَلَ ْن ي ُْخ ِل َ‬ ‫س ِيّئَةً َوأ َ َحا َ‬ ‫ط ْ‬ ‫اب‬ ‫ص َح ُ‬ ‫ت ِب ِه خ ِ‬ ‫َطيئَتُهُ فَأُو ٰلَ ِئ َك أ َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ب َ‬ ‫‪ -3‬يشير إلى قوله تعالى‪َ ( :‬بلَ ٰى َم ْن َك َ‬ ‫ار ۖ ُه ْم فِي َها خَا ِلد ُونَ ) البقرة‪.81:‬‬ ‫النَّ ِ‬

‫‪199‬‬

‫سو ًءا يُ ْجزَ بِ ِه﴾‬ ‫ب ۗ َم ْن َي ْع َم ْل ُ‬ ‫ي ِ أَ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫وقال تعالى‪﴿ :‬لَي َ‬ ‫ْس ِبأ َ َمانِ ِيّ ُك ْم َو َال أَ َمانِ ّ‬ ‫النساء‪ ,123 :‬وقال تعالى‪﴿ :‬فَ َال يَأ ْ َم ُن َم ْك َر َّ‬ ‫اَّللِ ِإ َّال ْالقَ ْو ُم ْالخَا ِس ُرونَ ﴾‬ ‫األعراف‪ ,99:‬فأمنوا مكر هللا وبهتوا رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬لو كان هذا‬ ‫القران في أهاب ما مسته النار أبدا‪ ,‬وزعموا إن ال يبقى في النار بعد سبعين إلف‬ ‫إلف عام‪ ,‬وان الحجاج بن يوسف وأبا العادية(‪ )1‬وعبيد هللا بن زياد وعمر بن سعد‬ ‫ويزيد بن معاوية وابن ملجم وأشباههم من أللعناء‪ ,‬يخرجون يوما من النار‬ ‫فيدخلون الجنة مكتوبا على جباههم هؤالء الجهنميون عتقاء الرحمن‪ ,‬وقد قال‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ :‬اشقي األولين واآلخرين‪ ,‬قدار بن سالف وعبد‬ ‫الرحمن بن ملجم‪ ,‬قاتلك يا علي‪ ,‬اشقي ولد ادم من األولين واآلخرين‪ )2(.‬أفيخرج‬ ‫منها اشقي الخلق ويترك فيها من هو اسعد منه! وهللا يقول‪ :‬فإما الذين‬ ‫شقوا‪.‬اآلية‪ )3(.‬وإما الذين سعدوا‪.‬اآلية‪ )4(.‬زالت عنهم اسم السعادة حين ادخلوا‬ ‫النار‪ ,‬ومرجعهم إلى الجنة‪ ,‬أم كيف زال عنهم اسم الشقاء وكانوا في النار‪ ,‬ال‬ ‫يدخلها إال شقي‪ ,‬خزي كافر‪ ,‬تعالى هللا عن خلف وعده ووعيده قال هللا تعالى‪:‬‬

‫﴿يَ ۡو َم َال يُ ۡخ ِزي َّ‬ ‫ي‬ ‫ٱَّللُ ٱلنَّ ِب َّ‬ ‫ي َوٱلَّذِينَ َءا َمنُواْ َم َع ۥهُ﴾التحريم‪ ,8 :‬وقال‪ِ ﴿ :‬إ َّن ْال ِخ ْز َ‬ ‫علَى ْال َكا ِف ِرينَ ﴾ النحل‪,27:‬‬ ‫ْال َي ْو َم َوال ُّ‬ ‫سو َء َ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬أبو الغادية المزني الفزاري‪ ,‬قاتل عمار بن ياسر‪,‬ينظر إلى ترجمته في كتاب أسد‬ ‫الغابة البن األثير أبو الحسن‪:‬ج‪6‬ص‪232‬ت‪.6148‬‬ ‫‪ -2‬مناقب ابن شهر أشوب ‪:‬ج ‪ 3‬ص ‪ ,93‬باب في أحواله عليه السالم‪.‬‬ ‫ش ِهي ٌق) هود‪.106:‬‬ ‫ير َو َ‬ ‫‪ -3‬يشير إلى قوله تعالى‪( :‬فَأ َ َّما الَّذِينَ َ‬ ‫ار لَ ُه ْم فِي َها زَ فِ ٌ‬ ‫شقُوا فَ ِفي النَّ ِ‬ ‫س َم َاواتُ‬ ‫س ِعدُوا فَ ِفي ْال َجنَّ ِة َخا ِلدِينَ فِي َها َما دَا َم ِ‬ ‫ت ال َّ‬ ‫(وأ َ َّما الَّذِينَ ُ‬ ‫‪ -4‬يشير إلى قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫ع َ‬ ‫طا ًء َغي َْر َم ْجذُوذٍّ) هود‪.108:‬‬ ‫َو ْاأل َ ْر ُ‬ ‫ض ِإ َّال َما شَا َء َرب َُّك ۖ َ‬

‫‪200‬‬

‫ار فَقَ ْد أَ ْخزَ ْيتَهُ ۖ َو َما ِل َّ‬ ‫ار﴾‬ ‫ص ٍّ‬ ‫لظا ِل ِمينَ ِم ْن أَ ْن َ‬ ‫﴿ربَّنَا ِإنَّ َك َم ْن ت ُ ْد ِخ ِل النَّ َ‬ ‫وقال ربنا‪َ :‬‬ ‫﴿و ِإ َّن َج َهنَّ َم لَ ُم ِحي َ‬ ‫طةٌ بِ ْال َكافِ ِرينَ ﴾العنكبوت‪ ,54:‬فمن‬ ‫إل عمران ‪ ,192:‬وقال‪َ :‬‬ ‫إحاطته جهنم فهو كافر‪ ,‬إما كافر شرك وإما كافر نعمة‪ ,‬ومن لزم اسم الكفر حرم‬

‫علَ ْينَا ِمنَ‬ ‫عليه الجنة‪ ,‬قال يحكي عن مسألة أهل النار األعراف‪﴿ :‬أَ ْن أَفِي ُ‬ ‫ضوا َ‬ ‫اَّللُ قَالُوا ِإ َّن َّ‬ ‫اء أَ ْو ِم َّما َرزَ قَ ُك ُم َّ‬ ‫علَى ْال َكافِ ِرينَ ﴾ األعراف‪,50:‬‬ ‫ْال َم ِ‬ ‫اَّللَ َح َّر َم ُه َما َ‬ ‫ومن يلزم هذا االسم من الوجهين جميعا فهم عنها مبعدون‪ ,‬وال يسمعون حسيسها‬ ‫وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون‪ ,‬وإما معنى الحديث الذي جاء في الشفاعة‬ ‫والخروج من النار‪ ,‬وما كان من لحق المواقف في الحساب‪ ,‬أو ما يأخذهم النار‬ ‫على الصراط منهم‪ ,‬من أخذته النار إلى كعبه‪ ,‬ومنهم إلى ركبتيه‪ ,‬والى حقويه‬ ‫وسرته وعنقه‪ ,‬وإما من أحاطت به خطيئته فهو في النار أبدا سرمدا خلود األموات‬ ‫فيها وال نهاية لعذابها‪ ,‬كما إن من ادخل الجنة بقى فيها خالدا مخلدا ال موت فيها‬

‫﴿و ُه ْم فِي َما ا ْشتَ َه ْ‬ ‫س ُه ْم خَا ِلدُونَ ﴿‪َ ﴾102‬ال يَ ْح ُزنُ ُه ُم‬ ‫ت أ َ ْنفُ ُ‬ ‫وال زوال لنعيمه‪ ,‬بل َ‬ ‫عدُونَ ﴿‪﴾103‬‬ ‫ْالفَزَ ُ‬ ‫ع ْاأل َ ْكبَ ُر َوتَتَلَقَّا ُه ُم ْال َم َالئِ َكةُ ٰ َهذَا يَ ْو ُم ُك ُم الَّذِي ُك ْنت ُ ْم تُو َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِط ْبت ُ ْم فَا ْد ُ‬ ‫خلُوهَا خَا ِلدِينَ ﴾ الزمر‪ ,73:‬أليس‬ ‫س َال ٌم َ‬ ‫األنبياء‪ ,‬ويقولون‪َ ﴿ :‬‬ ‫كمقالة من غرهم في دينهم ما كانوا يفترون‪ ,‬حتى عتت األمة على ربها بقول‬ ‫علماء السوء تركيبا لسنة بني إسرائيل واحتذاء بهم‪ ,‬وان عباد بني إسرائيل لما‬ ‫ظهر الفساد في أمتهم‪ ,‬اعتزلوا واتخذوا صوامعا في رؤوس الجبال للعبادة‪,‬‬

‫وتركوا الجهاد واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ,‬قال سبحانه‪َ ﴿ :‬و َر ْه َبانِيَّةً‬ ‫ان َّ‬ ‫عايَتِ َها﴾‬ ‫ا ْبتَدَ ُ‬ ‫ع ْوهَا َح َّق ِر َ‬ ‫اَّللِ فَ َما َر َ‬ ‫عوهَا َما َكتَ ْبنَاهَا َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم إِ َّال ا ْبتِغَا َء ِرض َْو ِ‬ ‫الحديد‪ ,277:‬أي ما فرضنا عليهم وما أمرنا بذلك ‪ ,‬كذلك فعلت رهبانية امتنا‪,‬‬ ‫تركوا األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ,‬كما وصفوا آياتي على الناس قوم يتبع‬ ‫‪201‬‬

‫فيه قوما إحداثا سفهاء ال يرضون امرأ بمعروف وال نهيا عن منكر إال إذا امنوا‬ ‫الضرر‪ ,‬يتبعون زالت العلماء وشاذ علمهم‪ ,‬يقبلون على الصالة والصيام‪ ,‬وما ال‬ ‫يكلمهم في نفس وال مال‪ ,‬ولو أضرت الصالة والصيام وسائر ما يعلمون بأموالهم‬ ‫وابدأنهم‪ ,‬لرفضوها أهم الفرائض وأشرفها‪ ,‬األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪,‬‬ ‫فهناك يتم غضب هللا عليهم فيعمهم بعذابه فيهلك اإلبرار في ذات الفجار والضعفاء‬ ‫في ذات الكبار‪ )1(,‬كما روي معاذ بن جبل عن رسول هللا صلى هللا عليه واله قال‬ ‫‪ :‬يكون أقوام في أخر الزمان يحبسون أنفسهم في المساجد‪ ,‬يبتدعون كالما ليس‬ ‫من الكتاب والسنة فإياكم وإياهم‪)2(.‬‬

‫وفي حديث أخر عنه "ص" انه قال‪ :‬يلبسون جلود الضان قلوبهم مثل قلوب‬ ‫الذئاب ألسنتهم احلي من السكر كما غلب األمة المتمزقة ببدع كالمهم الذي ليس‬ ‫من الكتاب وال من السنة (‪ )3‬وقد وعظ عباده على لسان نبيه "صلى هللا عليه‬ ‫واله" ما يغنيهم عن مواعظ شقيق وحاتم ومعاذ وابن كرام وسائر رهابين األمة‪,‬‬

‫لم يكتفوا بمواعظ هللا حتى اخترعوا من ذات أنفسهم وقال هللا عز وجل‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد‬ ‫اء َما فِي ِه ُم ْزدَ َج ٌر﴾ القمر‪ ,4:‬فمن لم يــــــزجره بما ازجر هللا‪ ,‬لم‬ ‫َجا َء ُه ْم ِمنَ ْاأل َ ْنبَ ِ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر تهذيب اإلحكام‪:‬ج‪ 6‬ص‪,181-180‬ح‪,21‬باب األمر بالمعروف والنهي عن‬ ‫المنكر‪.‬‬ ‫‪ -2‬ينظر كتاب جامع األحاديث للسيوطي ‪ :‬ج‪ 24‬ص‪231‬ح‪,27046‬حرف الياء‪,‬ياء‬ ‫النداء مع الياء‪ ,‬أخرجه احمد ومسلم عن أبي هريرة وابن عباس‪ ,‬وليس معاذ مع‬ ‫اختالف بسيط بألفاظ الرواية‪.‬‬ ‫‪ -3‬ينظر كتاب سنن الترمذي باختالف بسيط في ألفاظ الراوية‪ :‬ج ‪ 4‬ص‪604‬‬ ‫ح‪,2404‬أبواب الزهد‪.‬‬ ‫‪202‬‬

‫يغنيه ما قالت الرهبانية‪ ,‬الذي ابتدعوا مال يفرض هللا عليهم‪ ,‬تركيبا لسنة بني‬

‫إل ِم ْن بَنِي ِإ ْس َرائِي َل ِم ْن‬ ‫إسرائيل‪ ,‬واحتذاء بهم قال هللا عز وجل‪﴿ :‬أَلَ ْم تَ َر إِلَى ْال َم َ ِ‬ ‫ي ٍّ لَ ُه ُم ا ْبعَ ْ‬ ‫سبِي ِل َّ‬ ‫اَّللِ ۖ قَا َل ه َْل‬ ‫ث لَنَا َم ِل ًكا نُقَاتِ ْل فِي َ‬ ‫بَ ْع ِد ُمو َ‬ ‫س ٰى إِ ْذ قَالُوا ِلنَبِ ّ‬ ‫س ِبي ِل َّ‬ ‫اَّللِ‬ ‫ب َ‬ ‫س ْيت ُ ْم إِ ْن ُكتِ َ‬ ‫َ‬ ‫علَ ْي ُك ُم ْال ِقتَا ُل أَ َّال تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا َو َما لَنَا أ َ َّال نُقَاتِ َل فِي َ‬ ‫ع َ‬ ‫علَ ْي ِه ُم ا ْل ِقتَا ُل تَ َولَّ ْوا ِإ َّال قَ ِل ً‬ ‫يال ِم ْن ُه ْم ۗ‬ ‫ب َ‬ ‫ارنَا َوأَ ْبنَائِنَا ۖ فَلَ َّما ُكتِ َ‬ ‫َوقَ ْد أ ُ ْخ ِر ْجنَا ِم ْن ِديَ ِ‬ ‫ع ِلي ٌم ِب َّ‬ ‫َو َّ‬ ‫الظا ِل ِمينَ ﴾ البقرة‪ ,246:‬كذلك قيل لرسول هللا "صلى هللا عليه واله"‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫يوم صلح الحديبية ‪ :‬السنا على الحق وهم على الباطل! قال‪:‬بلى ‪,‬قالوا‪ :‬فعالم الدنية‬ ‫في ولينا ومن لم يحكم بيننا وبينهم! سأله القتال واعرضوا عن الصلح‪ ,‬فلما كتب‬

‫قتال أهل البغي تولوا إال قليال منهم وهللا عليم بالظالمين قال هللا‪َ ﴿ :‬و ِإ ْذ أَ َخ ْذنَا‬ ‫ار ُك ْم ث ُ َّم أَ ْق َر ْرت ُ ْم‬ ‫ِميثَاقَ ُك ْم َال تَ ْس ِف ُكونَ ِد َما َء ُك ْم َو َال ت ُ ْخ ِر ُجونَ أَ ْنفُ َ‬ ‫س ُك ْم ِم ْن ِد َي ِ‬ ‫َوأَ ْنت ُ ْم تَ ْ‬ ‫ش َهدُونَ ﴾ البقرة‪ ,84:‬إلى قوله وما هللا بغافل‪ )1(,‬كذلك اخذ هللا الميثاق‬ ‫على هذه األمة بلسان نبيه "ص"‪ ,‬يوم بايعوه إن يمنعوا أوالد رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه واله" عما يمنعون أوالدهم‪ ,‬ثم خذلوهم وسلموهم إلى الدعي بن الدعي‪ ,‬فقتلهم‬ ‫وسباهم‪ ,‬فلما راسلهم يزيد لعنه هللا إلى المدينة‪ ,‬على إن ال يدخلوا إلى المدينة‪ ,‬وقد‬ ‫اوجب هللا عليهم إن يأتوهم أسارا‪ ,‬يفدوهم وهو محرم عليهم إخراجهم‪ ,‬فجزاهم‬ ‫تعالى الخزي في الحياة الدنيا’ قال هللا تعالى لبني إسرائيل‪ :‬إن يدخلوا‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ار ِه ْم‬ ‫‪ -1‬يشير إلى قوله تعالى‪(:‬ث ُ َّم أ َ ْنت ُ ْم ٰ َهؤُ َال ِء ت َ ْقتُلُونَ أ َ ْنفُ َ‬ ‫س ُك ْم َوت ُ ْخ ِر ُجونَ فَ ِريقًا ِم ْن ُك ْم ِم ْن ِديَ ِ‬ ‫تَ َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم‬ ‫ار ٰى تُفَاد ُو ُه ْم َو ُه َو ُم َح َّر ٌم َ‬ ‫ظاه َُرونَ َ‬ ‫ان َوإِ ْن يَأْتُو ُك ْم أ ُ َ‬ ‫س َ‬ ‫اإلثْ ِم َو ْالعُد َْو ِ‬ ‫علَ ْي ِه ْم بِ ْ ِ‬ ‫ض فَ َما َجزَ ا ُء َم ْن َي ْف َع ُل ٰذَ ِل َك ِم ْن ُك ْم ِإ َّال‬ ‫ب َوت َ ْكفُ ُرونَ ِب َب ْع ٍّ‬ ‫ض ْال ِكتَا ِ‬ ‫ِإ ْخ َرا ُج ُه ْم أَفَتُؤْ ِمنُونَ ِب َب ْع ِ‬ ‫ب ۗ َو َما َّ‬ ‫اَّللُ ِبغَا ِف ٍّل َع َّما‬ ‫ي ِفي ْال َح َيا ِة الدُّ ْن َيا ۖ َو َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة ي َُردُّونَ ِإ َل ٰى أ َ َ‬ ‫ش ِدّ ْال َعذَا ِ‬ ‫ِخ ْز ٌ‬ ‫ت َ ْع َملُونَ ) البقرة‪.85:‬‬ ‫‪203‬‬

‫الباب سجدا ويقولوا حطة‪ ,‬يغفر لهم خطاياهم‪ ,‬وسنزيد المحسنين‪ ,‬فدخلوا الباب‬ ‫رافعي رؤؤسهم‪ ,‬وقالوا حنطة‪ ,‬قال هللا‪ :‬فبدل الذين ظلموا قوال‪ .‬اآلية‪ )1(.‬والرجز‬ ‫العذاب الذي غرقوا به‪ ,‬وأمر هللا امتنا بمودة نبيهم‪ ,‬قال هللا‪ :‬قل ال أسألكم عليه‬ ‫أجرا‪ .‬اآلية‪ .)2(.‬فجحدوا أهل بيته من بعده مودتهم وبخسوا أجره وصغروا قدره‬

‫وخالفوا أمره واستضعفوه‪﴿ :‬فَ َبدَّ َل الَّذِينَ َ‬ ‫ظلَ ُموا قَ ْو ًال َ‬ ‫غي َْر الَّذِي قِي َل لَ ُه ْم فَأ َ ْنزَ ْلنَا‬ ‫علَى الَّذِينَ َ‬ ‫سقُونَ ﴾البقرة‪ )3(,59:‬عمتهم‬ ‫ظلَ ُموا ِر ْج ًزا ِمنَ ال َّ‬ ‫س َم ِ‬ ‫اء بِ َما َكانُوا يَ ْف ُ‬ ‫َ‬ ‫ع ْن أ َ ْم ِر ِه أَ ْن‬ ‫فتنة تبقى الحليم فيها حيرانا قال تعالى‪﴿ :‬فَ ْل َي ْحذَ ِر الَّذِينَ يُ َخا ِلفُونَ َ‬ ‫ع َل ْي ِه ْم نَ َبأ َ‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫اب أ َ ِلي ٌم﴾النور‪ ,63:‬قال سبحانه‪َ ﴿ :‬واتْ ُل َ‬ ‫صي َب ُه ْم َ‬ ‫صي َب ُه ْم فِتْنَةٌ أَ ْو يُ ِ‬ ‫تُ ِ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫سلَ َخ ِم ْن َها فَأَتْبَ َعهُ ال َّ‬ ‫ط ُ‬ ‫ان فَ َكانَ ِمنَ ْالغَا ِوينَ ﴿‪َ ﴾175‬ولَ ْو‬ ‫الَّذِي آتَ ْينَاهُ آيَاتِنَا فَا ْن َ‬ ‫ب إِ ْن‬ ‫ِشئْنَا لَ َرفَ ْعنَاهُ بِ َها َو ٰلَ ِكنَّهُ أَ ْخلَدَ ِإلَى ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ض َوات َّ َب َع ه ََواهُ فَ َمثَلُهُ َك َمث َ ِل ْال َك ْل ِ‬ ‫ث أ َ ْو تَتْ ُر ْكهُ يَ ْل َه ْ‬ ‫علَ ْي ِه يَ ْل َه ْ‬ ‫ث﴿‪ ﴾176‬األعراف‪ ,‬لم ينتفع بما أراه هللا من‬ ‫تَ ْح ِم ْل َ‬ ‫اآليات‪ ,‬إن خسف هللا بحماره الذي بسطته‪ ,‬كذلك الزبير من هللا عليه إن عرف حق‬ ‫من اوجب عليه حقه‪ ,‬فكان يقاتل دون بيعته‪ ,‬ثم استغواه ابنه وطلحة‪ ,‬فانسلخ منها‬ ‫فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين‪ ,‬ولو شاء هللا لرفع بوالية من اوجب هللا واليته‪,‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬يشير إلى قوله تعالى‪(:‬فَ َبدَّ َل الَّذِينَ َ‬ ‫ظلَ ُموا قَ ْو ًال َ‬ ‫علَى الَّذِينَ‬ ‫غي َْر الَّ ِذي قِي َل لَ ُه ْم فَأ َ ْنزَ ْلنَا َ‬ ‫َ‬ ‫سقُونَ )البقرة‪.59:‬‬ ‫ظلَ ُموا ِر ْج ًزا ِمنَ ال َّ‬ ‫س َم ِ‬ ‫اء بِ َما َكانُوا يَ ْف ُ‬ ‫ف‬ ‫علَ ْي ِه أ َ ْج ًرا ِإ َّال ْال َم َودَّة َ فِي ْالقُ ْربَ ٰى ۗ َو َم ْن يَ ْقت َ ِر ْ‬ ‫‪ -2‬يشير إلى قوله تعالى‪ (:‬قُ ْل َال أَسْأَلُ ُك ْم َ‬ ‫سنَةً ن َِز ْد لَهُ ِفي َها ُح ْسنًا إِ َّن َّ‬ ‫اَّللَ َ‬ ‫ور) الشورى‪. 23:‬‬ ‫ور َ‬ ‫ش ُك ٌ‬ ‫غف ُ ٌ‬ ‫َح َ‬ ‫‪ -3‬لوحظ في نسخة إلف إن الناسخ نسخ اآلية بشكل خاطئ وعلى النحو التالي" فَ َبدَّ َل‬ ‫الَّذِينَ َ‬ ‫ظلَ ُموا قَ ْو ًال َ‬ ‫سقُونَ "‪.‬‬ ‫غي َْر الَّذِي ِقي َل لَ ُه ْم فَأ َ ْنزَ ْل هللا ِر ْج ًزا ِمنَ ال َّ‬ ‫س َم ِ‬ ‫اء ِب َما َكانُوا َي ْف ُ‬

‫‪204‬‬

‫لكنه اخلد إلى األرض فطلب األثرة ولم يرضى األسوة‪ ,‬فمثله كمثل الكلب إن‬ ‫تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث‪ ,‬ذكر له ما حذره رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله"‪ :‬لتقاتلنه وأنت ظالم‪ ,‬كان كما كان ناسي قوال من الصغير لم ينصر من‬ ‫اوجب هللا نصره‪ .‬وان صفراء بنت شعيب خرجت على يوشع بن نون بعد‬

‫موسى"ع" وقتل فيما بينهم سبعون إلفا‪ ,‬قال سبحانه للحميراء‪َ ﴿ :‬يا نِ َ‬ ‫سا َء النَّبِ ّ‬ ‫يِ‬ ‫ض ْعنَ ِب ْالقَ ْو ِل فَيَ ْ‬ ‫ط َم َع الَّ ِذي فِي قَ ْل ِب ِه‬ ‫س ِ‬ ‫اء ِإ ِن اتَّقَ ْيت ُ َّن فَ َال ت َ ْخ َ‬ ‫لَ ْست ُ َّن َكأ َ َح ٍّد ِمنَ ال ِنّ َ‬ ‫ض َوقُ ْلنَ قَ ْو ًال َم ْع ُروفًا ﴿‪َ ﴾32‬وقَ ْرنَ ِفي بُيُوتِ ُك َّن َو َال تَ َب َّر ْجنَ ت َ َب ُّر َج‬ ‫َم َر ٌ‬ ‫ْال َجا ِه ِليَّ ِة ْاألُولَ ٰى﴿‪ ﴾33‬األحزاب‪ ,‬يعني صفراء بنت شعيب المخاطبة على السبقة‬ ‫والمعنى فهن واحد لسابق علم هللا فيها أنها صاحب كالب الحوأب(‪ )1‬والمحرضة‬

‫ت ْاليَ ُهودُ‬ ‫على قتال المؤمنين وهاتكة سنن رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪َ ﴿ ,‬وقَالَ ِ‬ ‫اَّللِ َم ْغلُولَةٌ ُ‬ ‫غلَّ ْ‬ ‫َيدُ َّ‬ ‫ت أ َ ْيدِي ِه ْم َولُ ِعنُوا ِب َما قَالُوا﴾ المائدة‪ ,64 :‬كذلك قالت إخوانهم‬ ‫من المرجئة‪ :‬يمأل جهنم من قدم الرحمن تبارك وتعالى حين نقول النار قط قط ‪,‬‬ ‫يعني حسبي حسبي ‪ ,‬سبحان هللا عما يصفون إال عبادا هللا المخلصين‪ ,‬فوصفوا هللا‬ ‫كما وصف اليهود‪ ,‬حذو النعل بالنعل‪ .‬وان فجرة بني إسرائيل في زمنهم خير أهل‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر مسند احمد‪:‬ج‪41‬ص‪197‬ح‪ ,24654‬الملحق المستدرك من مسند األنصار بقية‬ ‫خامس عشر األنصار مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي هللا عنها‪ ,‬ودالئل‬ ‫النبوة للبيهقي‪:‬ج‪6‬ص‪,410‬الشمائل ونحوها‪,‬‬

‫الشمائل ونحوها باب ما جاء في‬

‫إخباره بأن واحدة من أمهات المؤمنين تنبح عليها كالب الحوأب وما روي في‬ ‫إشارته على علي رضي هللا عنه بأن يرفق بها ‪ ,‬وما روي في توبتها من خروجها‬ ‫وتلهفها على ما خفي عليها من ذلك ‪ ,‬وكونها من أهل الجنة مع زوجها صلى هللا‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬ورضي عنها ‪ ,‬وغيرها من المصادر‪.‬‬

‫‪205‬‬

‫زمانهم‪ ,‬أمرهم بالقسط ودعاهم إلى الرحمن‪ ,‬لم ينقموا منهم إال إن امنوا باهلل‬ ‫اب ْاأل ُ ْخدُو ِد﴾ البروج‪ ,4:‬اآليات‪ ,‬كذلك‬ ‫ص َح ُ‬ ‫العزيز الحميد‪ ,‬قال سبحانه‪﴿ :‬قُتِ َل أَ ْ‬ ‫احرق فجرة بني أمية خير أهل زمانهم‪ ,‬لم ينقموا منهم إال أنهم امنوا باهلل العزيز‬ ‫الحميد‪ ,‬والدة نبيهم وإقامة الكتاب في األمة‪ ,‬وأحياءا لسنته‪ ,‬مثل زيد بن علي‬ ‫احرقوه بالنار صلبا‪ ,‬كما فعل بأصحاب األخدود من المؤمنين‪ ,‬قال لهم زيد بن‬ ‫علي‪ :‬ال تعبدوا فراعنة بني أمية‪ ,‬أي ال تطيعوهم في معصية الخالق‪ ,‬فغضب‬ ‫فراعنتهم وقالوا‪ :‬حرقوه وانصروا إلهتكم‪ ,‬كما غضب كفار قوم إبراهيم ألوثانهم‪,‬‬ ‫قالوا‪ :‬حرقوه وانصروا إلهتكم‪ ,‬حذو النعل بالنعل‪ .‬وان فرعون حيث علم إن والدة‬ ‫موسى كائن في ملكه‪ ,‬يذهب ملكه ويسفه رأيه ويغير دينه على يديه‪ ,‬ذبح أبناء بني‬ ‫إسرائيل واستحي نسائهم‪ ,‬ووكل على الخالفات من نسائهم ليرد أمر هللا‪ ,‬فظهر‬ ‫أمر هللا وهم كارهون صاغرون‪ ,‬وان الجبابرة من امتنا حين علموا والدة العبد‬ ‫الصالح كائن فيهم ليذهب عنهم ملكهم ويسفه رأيهم ويحيى هللا تعالى به الكتاب‬ ‫والسنة على يديه‪ ,‬قتلوا أبناء إل محمد "ص" واستحيوا نسائهم‪ ,‬ووكلوا على نساء‬ ‫إل محمد "ص" كما فعل فرعون في أيام مولد موسى"ع" على نساء بني إسرائيل‪,‬‬ ‫حتى قال‪ :‬اقتلوا أبناء الذين امنوا معه واستحيوا نسائهم‪ ,‬وانأ فوقهم قاهرون‪,‬‬ ‫وسيظهر هللا دينه على يدي خليفته المهدي صلوات هللا عليه وهم كارهون‪,‬قال‬ ‫تعالى‪:‬وعد هللا الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات‪.‬اآلية‪)2(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عدَ َّ‬ ‫ت لَيَ ْست َ ْخ ِلفَنَّ ُه ْم ِفي‬ ‫صا ِل َحا ِ‬ ‫اَّللُ الَّذِينَ آ َمنُوا ِم ْن ُك ْم َو َع ِملُوا ال َّ‬ ‫‪ -1‬يشير إلى قوله تعالى( َو َ‬ ‫ض ٰى لَ ُه ْم َولَيُبَ ِدّلَنَّ ُه ْم‬ ‫ف الَّذِينَ ِم ْن َق ْب ِل ِه ْم َولَيُ َم ِ ّكنَ َّن لَ ُه ْم ِدينَ ُه ُم الَّ ِذي ْ‬ ‫ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ارت َ َ‬ ‫ض َك َما ا ْستَ ْخلَ َ‬ ‫ش ْيئًا َو َم ْن َكفَ َر َب ْعدَ ٰذَ ِل َك فَأُو ٰلَئِ َك ُه ُم‬ ‫ِم ْن َب ْع ِد خ َْو ِف ِه ْم أ َ ْمنًا َي ْعبُد ُو َننِي َال يُ ْش ِر ُكونَ بِي َ‬ ‫ْالفَا ِسقُونَ ) النور‪.55 :‬‬

‫‪206‬‬

‫ص ِر َّ‬ ‫ص ُر َم ْن َيشَا ُء﴿‪ ﴾5‬الروم‪,‬‬ ‫وقال‪َ ﴿ :‬و َي ْو َمئِ ٍّذ َي ْف َر ُح ْال ُمؤْ ِمنُونَ ﴿‪ِ ﴾4‬بنَ ْ‬ ‫اَّللِ َي ْن ُ‬ ‫ف َّ‬ ‫وقال‪َ ﴿ :‬و ْعدَ َّ‬ ‫اَّللُ ْال ِمي َعادَ﴾ الزمر‪ .20:‬انتهى ما أردنا نقله من هذا‬ ‫اَّللِ ۖ َال يُ ْخ ِل ُ‬ ‫الكتاب الشريف محررا في بعضه‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬واإلخبار واآلثار في هذا المعنى كثيرة لو أردنا استقصائها لخرجنا عن‬ ‫المقصود في ما ذكرنا كفاية للناظر البصير‪ ,‬وقال الشيخ فضل بن شاذان صاحب‬ ‫الرضا "عليه السالم" في كتاب اإليضاح في مسألة الرجعة بعد كالم طويل‪ :‬ولسنا‬ ‫ننكر هلل قدرة إن يحيى الموتى‪ ,‬ولكنا نعجب إنكم إذا أبلغكم عن الشيعة قول‬ ‫عظمتموه وشنعتموه وأنتم تقولون بأكثر منه ‪ ،‬والشيعة ال تروي حديثا ً واحدا ً عن‬ ‫آل محمد "ص" ّ‬ ‫إلى الدنيا كما تروون أنتم من علمائكم ‪ ،‬إنّما يروون‬ ‫أن شيئا رجع ٰ‬ ‫عن آل محمد"ص" ّ‬ ‫أن النبي "صلىهللاعليه وآله" قال الُ ّمته إلى أخر ما مر‪ ,‬وهذه‬ ‫الرواية أنتم تروونها أيضاً‪ ،‬وقد علمتم ّ‬ ‫أن بني إسرائيل قد كان فيهم من عاش بعد‬ ‫إلى الدنيا‪ ،‬فأكلوا وشربوا ونكحوا النساء إلى أخر ما قال‪)1(,‬‬ ‫الموت‪ ،‬ورجعوا ٰ‬

‫وقال الصدوق في العقائد في الرجعة أنها حق وقد قال هللا تعالى‪ :‬الم ترى إلى‬ ‫الذين ‪.‬اآلية‪ )2(.‬ثم ذكر اآليات والدالة على وقوع الرجعة والحياة بعد الموت في‬ ‫األمم السابقة‪ ,‬ثم قال‪ :‬ومثل هذا كثير‪ ,‬فقد صح إن الرجعة كانت في األمم السابقة‪,‬‬ ‫وقال النبي "صلى هللا عليه واله"‪ :‬يكون في هذه األمة مثل ما يكون في األمم‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإليضاح البن شاذان‪:‬ص‪,426-422‬في إخبار النبي"ص"عن وقوع الرجعة في هذه‬ ‫األمة‪.‬‬ ‫ت‬ ‫وف َحذَ َر ْال َم ْو ِ‬ ‫ار ِه ْم َو ُه ْم أُلُ ٌ‬ ‫‪ -2‬يشير الى قوله تعالى‪( :‬أَلَ ْم ت َ َر إِلَى الَّذِينَ خ ََر ُجوا ِم ْن ِديَ ِ‬ ‫اَّللُ ُموتُوا ث ُ َّم أ َ ْحيَا ُه ْم إِ َّن َّ‬ ‫فَقَا َل لَ ُه ُم َّ‬ ‫اس َال‬ ‫اَّللَ لَذُو فَ ْ‬ ‫اس َو ٰلَ ِك َّن أ َ ْكثَ َر النَّ ِ‬ ‫علَى النَّ ِ‬ ‫ض ٍّل َ‬ ‫يَ ْش ُك ُرونَ ) البقرة‪.243:‬‬

‫‪207‬‬

‫السالفة‪ ،‬حذوا النعل بالنعل‪ ،‬والقذة بالقذة‪ ,‬فيجب على هذا األصل أن تكون في هذه‬ ‫األمة رجعة‪)1(.‬‬ ‫وحدث السيد المرتضى في الفصول عن المفيد"ره" قال‪ :‬قال‪ :‬الحارث بن عبد هللا‬ ‫ألربعي‪ :‬كنت جالسا في مجلس المنصور وهو بالجسر األكبر‪ ,‬وسوار القاضي‬ ‫عنده والسيد الحميري ينشده إلى إن قال‪ :‬فقال سوار‪ :‬يا أمير المؤمنين إنه يقول‬ ‫بالرجعة‪ ،‬ويتناول الشيخين بالسب والوقيعة فيهما‪ ،‬فقال السيد‪ :‬أما قوله أني أقول‬ ‫بالرجعة فاني أقول بذلك على ما قال هللا تعالى‪ ,‬ثم ذكر بعض اآليات ‪ ,‬وقال‪:‬قال‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ :‬لم يجر في بني إسرائيل إلى أخر ما مر فالرجعة‬ ‫التي ال نذهب إليها هي ما نطق به القرآن وجاءت به السنة‪ .‬الحكاية‪)2(.‬‬

‫وذكر الكفعمي في حاشية مصباحه‪ ,‬في شرح دعاء يوم الثالث من شعبان‪ :‬وقد‬ ‫نطق القران بوقوع أمثاله‪ ,‬إي الرجوع بعد الموت في األمم الخالية‪ ,‬كالذين خرجوا‬ ‫من ديارهم وهم ألوف حذر الموت‪ ,‬فقال لهم هللا موتوا ثم أحياهم‪ ,‬والذي أماته هللا‬ ‫مائة عام يعني به العزير "عليه السالم" وقد صح عن النبي "صلعم" قوله‪ :‬ستكون‬ ‫في أمتي كلما كان في بني إسرائيل‪ ,‬حذو النعل بالنعل‪ ,‬والقذة بالقذة‪ ,‬حتى لو إن‬ ‫احدهم دخل في حجر ضب لدخلتموه‪)3( .‬‬

‫وقال السيد األجل علي بن طاووس في كشف المحجة‪ ,‬ولقد جمعني وبعض أهل‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االعتقادات للصدوق‪:‬ص‪ "18",62-60‬باب االعتقاد في الرجعة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الفصول المختار للشريف المرتضى‪ :‬ص‪ "46",95-92‬كالم السيد الحميري مع‬ ‫سوار القاضي وشعره‪.‬‬ ‫‪ -3‬مصباح الكفعمي أو جنة األمان الواقية وجنة اإليمان الباقية‪:‬ص‪’635‬الفصل الرابع‬ ‫واألربعون "فيما يعمل في شعبان" أدعية اليوم الثالث منه‪.‬‬ ‫‪208‬‬

‫الخالف ومجلس منفرد‪ ,‬فقلت لهم‪ :‬ما الذي تأخذونه على األمامية؟ عرفوني به‬ ‫بغير تقية ال ذكر ما عندي فيه وغلقنا باب الموضوع الذي كنا ساكنيه؟ فقالوا‪ :‬تأخذ‬ ‫عليهم تعرضهم بالصحابة‪ ,‬ونأخذ عليهم القول بالرجعة‪ ,‬ونأخذ عليهم حديث‬ ‫المهدي‪ ,‬فقلت لهم‪ :‬إما ما ذكرتم من تعرض من أشرتم إلى إن قال‪ :‬وإما حديث ما‬ ‫اتخذتم عليه من القول بالرجعة‪ ,‬فانتم تروون إن النبي "صلى هللا عليه واله" قال‪:‬‬ ‫انه يجري في أمتي ما جرى في األمم السالفة‪ ,‬وهذا القران يتضمن الم ترى إلى‬ ‫الذين ‪ .‬اآلية ‪ )1(.‬فشهد هللا جل جالله انه قد احي الموتى في الدنيا وهي الرجعة‪,‬‬ ‫فينبغي إن يكون في هذه األمة مثل ذلك فوافقوا على ذلك‪.‬انتهى‪ .‬ووافقهما في‬ ‫االستدالل بتلك القاعدة على ثبوت الرجعة أكثر من تعرض لها‪)2(.‬‬

‫وقال الصدوق أيضا في أوائل إكمال الدين‪ :‬إن الرسل الذين تقدموا قبل عصر نبينا‬ ‫ي ٍّ قام بوصيّة ح ّجة من تقدّمه من وقت وفاة‬ ‫"ص" كان أوصيائهم أنبياء‪ ,‬فك ُّل وص ّ‬ ‫آدم إلى عصر نبيّنا " ص " كان نبيّاً‪ ،‬وذلك مثل وصي آدم‪ ,‬وكان شيث إلى إن‬ ‫ألن هللا َّ‬ ‫قال‪ :‬وأوصياء نبيّنا "ص" لم يكونوا أنبياء‪َّ ،‬‬ ‫عز وج َّل جعل مح ّمدا ً "صلى‬ ‫هللا عليه واله" خاتما ً لهذه األمم كرامة له وتفضيالً‪ ،‬فقد تشاكلت األئمة "عليهم‬ ‫ي‬ ‫ي وص ٌّ‬ ‫السالم" واألنبياء بالوصية كما تشاكلوا فيما قدّمنا ذكره من تشاكلهم فالنب ُّ‬ ‫ي ح ّجة والوصي واإلمام ح ّجة‪،‬‬ ‫ي إمام والنبي إمام‪ ،‬والنب ُّ‬ ‫ي‪ ،‬والوص ُّ‬ ‫واإلمام وص ٌّ‬ ‫فليس في اإلشكال أشبه من تشاكل األئــــمة واألنبيـــــاء‪ ,‬وكذلك أخبرنا رسول هللا‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ت‬ ‫وف َحذَ َر ْال َم ْو ِ‬ ‫ار ِه ْم َو ُه ْم أُلُ ٌ‬ ‫‪ -1‬يشير إلى قوله تعالى‪( :‬أَلَ ْم ت َ َر ِإلَى الَّذِينَ خ ََر ُجوا ِم ْن ِديَ ِ‬ ‫اَّللُ ُموتُوا ث ُ َّم أ َ ْح َيا ُه ْم ِإ َّن َّ‬ ‫فَقَا َل لَ ُه ُم َّ‬ ‫اس َال‬ ‫اَّللَ لَذُو فَ ْ‬ ‫اس َو ٰلَ ِك َّن أ َ ْكثَ َر النَّ ِ‬ ‫علَى النَّ ِ‬ ‫ض ٍّل َ‬ ‫َي ْش ُك ُرونَ ) البقرة‪.243:‬‬ ‫‪ -2‬كشف المحجة لثمرة المهجة البن طاووس‪:‬ص‪,55-54‬الفصل التاسع والسبعون‪.‬‬

‫‪209‬‬

‫صة يوشع بن‬ ‫"صلىهللاعليه وآله" بتشاكل أفعال األوصياء‪ ,‬فيمن تقدّم وتأ ّخر من ق ّ‬ ‫صة أمير‬ ‫ي ِ موسى "ع" مع صفراء بنت شعيب زوجة موسى"ع" وق ّ‬ ‫نون وص ّ‬ ‫ى رسول هللا "صلىهللاعليه وآله" مع عائشة بنت أبى بكر‪،‬‬ ‫المؤمنين "ع" وص ّ‬ ‫وإيجاب غسل األنبياء أوصيائهم بعد وفاتهم‪ ,‬ثم ذكر حديث منازعة صفراء مع‬ ‫يوشع كما تقدم‪ ,‬وقال‪ :‬وهذا الشكل قد ثبت بين األئمة واألنبياء باالسم والصفة‬ ‫والنعت والفعل‪ ،‬وك ُّل ما كان جائزا ً في األنبياء‪ ,‬فهو جائز يجري في األئمة"ع"‬ ‫حذو النّعل بالنّعل‪ ,‬والقذَّة بالقذَّة‪ ،‬ولو جاز أن تجحد إمامة صاحب زماننا الغيبة بعد‬ ‫نبوة موسى بن عمران لغيبته‪ ,‬إذ‬ ‫وجود من تقدّمه من األئمة "ع" لوجب أن تدفع َّ‬ ‫نبوته مع الغيبة‪,‬‬ ‫لم يكن ك ًّل األنبياء كذلك‪ ،‬فل ّما لم تسقط نبوة موسى لغيبته وصحت َّ‬ ‫نبوة األنبياء الّذين لم تقع بهم الغيبة‪ ,‬فكذلك ص ّحت إمامة صاحب‬ ‫كما ص ّحت َّ‬ ‫زماننا‪ ,‬هذا مع غيبته كما صحت إمامة من تقدّمه من األئمة الّذين لم تقع بهم الغيبة‬ ‫إلى أخر ما ذكره‪)1(.‬‬

‫وفيه أيضا بعد ذكر إخبار المعمرين‪ ,‬وقد روى عن النبي "صلى هللا عليه واله"‪:‬‬ ‫أنَّه قال‪ :‬كلّما كان في األمم السالفة‪ ,‬يكون في هذه األمة‪ ,‬مثله حذو النعل بالنعل‪,‬‬ ‫والقذَّة بالقذَّة‪ ,‬وقد ص َّح هذا التعمير فيمن تقدَّم وصحت الغيبات الواقعة بحجج‬ ‫هللا عليهمالسالم فيما‬

‫مضى‬

‫من‬

‫القرون‪,‬‬

‫فكيف‬

‫السبيل‬

‫إلى‬

‫إنكار‬

‫القائم "عليهالسالم" لغيبته وطول عمره‪ ,‬مع األخبار الواردة فيه عن‬ ‫ي ِ واألئمة "عليهمالسالم"‪,‬ثم ذكر الحديث السابق مسندا(‪.)2‬‬ ‫النب ّ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إكمال الدين للصدوق‪:‬ص‪ ,28-26‬رد إشكال المخالفين‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪ :‬ص‪ ,576‬الباب الرابع والخمسون ذكر المع ّمرين‪.‬‬

‫‪210‬‬

‫وفيه في موضع أخر‪ ,‬ناقال عن المخالفين‪ ,‬ويقولون‪ :‬ليس في موجب عقولنا أن‬ ‫يعمر أحد ٌ في زماننا هذا عمرا ً يتجاوز عمر أهل َّ‬ ‫الزمان!‪ ،‬وقد تجاوز عمر‬ ‫صاحبكم على زعمكم عمر أهل الزمان‪ ,‬فنقول لهم‪ :‬تقولون وتصدِّقون على أ َّن‬ ‫الدّ َّجال في الغيبة يجوز أن يعمر عمرا ً يتجاوز عمر أهل َّ‬ ‫الزمان‪ ،‬إلى إن قال‪ :‬ومع‬ ‫ي "صلى هللاعليه وآله" إذ قال‪ :‬ك ّل ما كان في األمم السالفة يكون‬ ‫ما ص َّح عن النب ّ‬ ‫في هذه األمة‪ ,‬مثله حذو النعل بالنعل‪ ,‬والقذة بالقذة‪ ,‬وقد كان فيمن مضى من أنبياء‬ ‫هللا َّ‬ ‫عز وج َّل وحججه "ع" مع ّمرين‪ ،‬أ ّما نوح "ع" فإنّه عاش ألفي سنّة وخمسمائة‬ ‫سنّة ‪ ،‬وينطق القرآن أنّه "لبث في قومه ألف سنّة ّإال خمسين عاما ً"‪.‬‬ ‫وقد روي في الخبر الّذي قد أسندته َّ‬ ‫أن في القائم "عليهالسالم" سنّة من نوح‪ ,‬وهي‬ ‫طول العمر‪ ,‬إلى إن قال‪ :‬وكيف ال يقولون‪ :‬أنَّه ل ّما كان في هذا َّ‬ ‫الزمان غير محتمل‬ ‫للتعمير‪ ,‬وجب أن تجري سنة األولين بالتعمير في أشهر األجناس تصديقا ً‪ ,‬لقول‬ ‫صاحب الشريعة "صلىهللاعليه وآله" وال جنس أشهر من جنس القائم "عليه‬ ‫السالم" إلى أخر ما قال‪)1(.‬‬

‫وقال غيره في المقام مما يطول ذكره وال حاجة إلى نقله بعد حصول المقصود‬ ‫بدونه‪ :‬وقد عرفت انه تمسك الصادق والرضا "عليهما السالم" بهذه القاعدة‪ ,‬على‬ ‫وجوب وقوع االختالف بين األمة وركوبهم طريق من خال من األمم‪ ,‬وارتدادهم‬ ‫بعد نبيهم "ص"‪ ,‬بل ويومي إليه اعتذار أمير المؤمنين "عليه السالم" عن اعتزاله‬ ‫عن القوم‪ ,‬وقعوده في بيته‪ ,‬وكذا األصحاب في إثبات غيبة القائم"عليه السالم"‬ ‫وتعميره‪ ,‬زيادة عن عمر أهل زمانه‪ ,‬ووجوب رجوع األموات‪ ,‬وظاهر إن التمسك‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إكمال الدين للصدوق‪:‬ص‪ ,530‬الباب السابع واألربعون حديث الدّ ّجال‪.‬‬ ‫‪211‬‬

‫بها لوقوع التغيير في القران أولى من التمسك بها‪ ,‬لما ذكر إذ مدلول أكثر إخبار‬ ‫الباب إن األمة يفعلون ويرتكبون نظير ما فعلته األمم السالفة‪ ,‬وان دل بعضها على‬ ‫انه يقع هنا ما وقع هنالك من الحوادث‪ ,‬وانطباعها على المورد واضح‪ ,‬الن‬ ‫التغيير الواقع في القران إنما حدث من فعلهم‪ ,‬كالتغيير الذي حدث في التوراة‬ ‫وأخراها من فعل اليهود وهذا في التغيير ألقصدي ظاهر‪ ,‬وإما في التغيير الذي‬ ‫حدث عن غير قصد‪ ,‬فألنه نتائج إعراضهم عن الوصي وعن مصحفه الذي‬ ‫عرض عليهم وصرفهم الحق عن أهله‪ ,‬ويؤيد ذلك قوة المشابهة بين الكتابين‬

‫وتوافقهما في أشياء كثيرة‪ ,‬حتى أن هللا سمى التوراة نورا في قوله‪﴿ :‬قُ ْل َم ْن أَ ْنزَ َل‬ ‫ورا َو ُهدًى﴾ اإلنعام‪ ,91:‬كما سمى القران في‬ ‫س ٰى نُ ً‬ ‫ْال ِكتَ َ‬ ‫اب الَّذِي َجا َء بِ ِه ُمو َ‬ ‫آمنُوا ِب َّ‬ ‫ور الَّذِي أ َ ْنزَ ْلنَا﴾ التغابن‪ ,8:‬وفي قوله‬ ‫قول‪﴿ )1(:‬فَ ِ‬ ‫اَّللِ َو َر ُ‬ ‫سو ِل ِه َوالنُّ ِ‬ ‫سى‬ ‫وجعل القران نورا وسمي التوراة فرقانا وذكرا في قوله‪َ ﴿ :‬و ِإ ْذ آتَ ْينَا ُمو َ‬ ‫َارونَ ْالفُ ْر َقانَ‬ ‫س ٰى َوه ُ‬ ‫ْال ِكتَ َ‬ ‫اب َو ْالفُ ْرقَانَ ﴾ البقرة‪ ,53:‬وفي قوله‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد آت َ ْينَا ُمو َ‬ ‫ضيَا ًء َو ِذ ْك ًرا ﴾ األنبياء‪ ,148:‬وسمي التوراة هدى ورحمة وإماما في قوله‪﴿ :‬قُ ْل‬ ‫َو ِ‬ ‫ورا َو ُهدًى﴾اإلنعام‪ ,91:‬وقوله‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد‬ ‫س ٰى نُ ً‬ ‫َم ْن أ َ ْنزَ َل ْال ِكتَ َ‬ ‫اب الَّذِي َجا َء بِ ِه ُمو َ‬ ‫اب ﴿‪ُ ﴾53‬هدًى َو ِذ ْك َر ٰى﴿‪﴾54‬‬ ‫سى ْال ُهدَ ٰى َوأَ ْو َرثْنَا بَنِي ِإ ْس َرائِي َل ا ْل ِكتَ َ‬ ‫آتَ ْينَا ُمو َ‬ ‫س ٰى ِإ َما ًما َو َر ْح َمةً ﴾ أالحقاف ‪ ,12:‬كما سمي‬ ‫غافر‪َ ﴿ ,‬و ِم ْن قَ ْب ِل ِه ِكتَ ُ‬ ‫اب ُمو َ‬

‫القران بها في قوله‪َ ﴿ :‬و ُهدًى‬

‫ح َمةٌ ِل ْل ُمؤْ ِم ِنينَ ﴾ (‪)2‬‬ ‫َو َر ْ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬نسخة إلف جاءت "وامنوا" خالف المصحف‪.‬‬ ‫اس قَ ْد َجا َءتْ ُك ْم َم ْو ِع َ‬ ‫ظةٌ ِم ْن َربِّ ُك ْم َو ِشفَا ٌء ِل َما فِي‬ ‫‪ -2‬إشارة إلى في قوله تعالى‪( :‬يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬ ‫ُور َو ُهدًى َو َر ْح َمةٌ ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ ) يونس‪.57:‬‬ ‫ال ُّ‬ ‫صد ِ‬

‫‪212‬‬

‫ب ِم ْن بَ ْع ِد َما‬ ‫سى ْال ِكتَا َ‬ ‫وسمي التوراة بصائر في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد آتَ ْينَا ُمو َ‬ ‫اس َو ُهدًى َو َر ْح َمةً﴾ القصص‪ ,43:‬كما سمي‬ ‫صائِ َر ِللنَّ ِ‬ ‫أَ ْهلَ ْكنَا ْالقُ ُرونَ ْاألُولَ ٰى بَ َ‬ ‫صائِ ُر﴾الجاثية‪ )1(,20:‬وفي قوله‪َ ﴿ :‬ولَ َق ْد َكتَ ْبنَا‬ ‫القران بها في قوله تعالى‪َ ٰ ﴿ :‬هذَا َب َ‬ ‫فِي َّ‬ ‫ور ِم ْن َب ْع ِد ال ِذّ ْك ِر﴾ األنبياء‪ ,105:‬كما سمي القران بهما في قوله‪﴿ :‬إِ َّن‬ ‫الزبُ ِ‬ ‫علَ ْي ِه ال ِذّ ْك ُر ِم ْن بَ ْينِنَا﴾‬ ‫الَّذِينَ َكفَ ُروا بِال ِذّ ْك ِر﴾ فصلت‪ )2(,41:‬وفي قوله‪﴿ :‬أَأ ُ ْن ِز َل َ‬ ‫ك الَّذِي ن ََّز َل ْالفُ ْرقَانَ ﴾ الفرقان‪,1:‬‬ ‫ار َ‬ ‫ص‪ ,8:‬وفي قوله‪﴿ :‬تَبَ َ‬ ‫وفي الكافي عن النبي "صلى هللا عليه واله" أعطيت السور الطوال مكان التوراة‪,‬‬ ‫وأعطيت المئين مكان اإلنجيل‪ ,‬وأعطيت المثاني‪ ,‬مكان الزبور‪ ,‬وفضلت‬ ‫بالمفصل‪)3( .‬‬ ‫وفيه عن الصادق "ع"‪ ,‬قال‪ :‬إن القرآن نزل بالحزن فاقرؤوه بالحزن (‪)4‬‬

‫وفيه عنه"ع"‪ :‬إن هللا عز وجل أوحى إلى موسى ابن عمران‪ :‬إذا وقفت بين يدي‬ ‫فقف موقف الذليل الفقير‪ ,‬وإذا قرأت التوراة فأسمعنيها بصوت حزين‪.)5(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫اس َو ُهدًى َو َر ْح َمةٌ ِلقَ ْو ٍّم يُوقِنُونَ )‬ ‫صا ِئ ُر ِللنَّ ِ‬ ‫‪ -1‬يشير إلى في قوله تعالى‪َ ٰ ( :‬هذَا بَ َ‬ ‫الجاثية‪.20:‬‬ ‫‪ -2‬نسخة إلف جاءت "والذين" وليس "إن الذين" من قوله تعالى‪(:‬إِ َّن الَّذِينَ َكفَ ُروا بِال ِذّ ْك ِر‬ ‫اب َع ِز ٌ‬ ‫يز) فصلت‪..41:‬‬ ‫لَ َّما َجا َء ُه ْم ۖ َوإِنَّهُ لَ ِكت َ ٌ‬ ‫‪ -3‬الكافي للكليني‪:‬ج‪2‬ص‪601‬ح‪,10‬كتاب فضل القران‪.‬‬ ‫‪ -4‬الكافي للكليني‪ :‬ج‪2‬ص‪614‬ح‪ ,2‬ترتيل القرآن بالصوت الحسن‪.‬‬ ‫‪ -5‬الكافي للكليني‪ :‬ج‪2‬ص‪615‬ح‪ ,6‬ترتيل القرآن بالصوت الحسن‪.‬‬

‫‪213‬‬

‫وفي اإلتقان عن ابن عباس والسدي في روايتين‪ ,‬إن سورة األعلى فِي صحف‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫علَ ْي ِه واله"‪)1( .‬‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫ابراهيم"ع" وموسى "ع" مثل ما نزلت على النبي " َ‬

‫ض‬ ‫وفيه عن كعب قال‪ :‬فُتِ َح ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ت الت َّ ْو َراة ُ ب ﴿ ْال َح ْمدُ ِ ََّّللِ الَّذِي َخلَقَ ال َّ‬ ‫ت َواأل َ ْر َ‬ ‫َو َج َع َل ُّ‬ ‫ور ث ُ َّم الَّذِينَ َكفَ ُروا ِب َر ِبّ ِه ْم َي ْع ِدلُونَ ﴾ اإلنعام‪ ,1:‬وختمت ب‬ ‫الظلُ َما ِ‬ ‫ت َوالنُّ َ‬ ‫﴿ ْال َح ْمدُ ِ ََّّللِ الَّذِي لَ ْم يَت َّ ِخ ْذ َولَدا ً﴾إلى قوله ﴿ َو َك ِبّ ْرهُ ت َ ْك ِبيرا ً﴾ اإلسراء‪ ,111:‬وفيه‬ ‫عنه قال‪ :‬فاتحة اإلنعام وخاتمتها خاتمة هود‪ ,‬وفي رواية أخرى عنه إن أولها عشر‬ ‫آيات من سورة اإلنعام ﴿قُ ْل ت َ َعالَ ْوا﴾اإلنعام‪ ,151:‬إلى أخرها‪ ,‬وأخرجها أيضا أبو‬ ‫عبيده عنه‪ )2( .‬وروى الطبرسي في المجمع‪ ,‬عن النبي "صلى هللا عليه واله" أنه‬ ‫قال‪ :‬سورة "يس" تدعى في التوراة المعمة قيل‪ :‬وما المعمة ؟ قال‪ :‬تعم صاحبها‬ ‫خير الدنيا واآلخرة‪ ،‬وتكابد عنه بلوى الدنيا‪ ،‬وتدفع عنه أهاويل اآلخرة‪ ،‬وتدعى‬ ‫المدافعة القاضية (‪ )3‬وفيه وقال كعب األحبار‪ :‬والذي نفس كعب بيده إن هذا ألول‬

‫شئ في التوراة‪﴿ ،‬بسم هللا الرحمن الرحيم﴾ ﴿قُ ْل تَ َعالَ ْوا أَتْ ُل َما َح َّر َم َربُّ ُك ْم‬ ‫علَ ْي ُك ْم﴾اإلنعام‪ ,151:‬اآليات‪ )4( .‬وفيه وفي اإلتقان‪ :‬عن ابن مسعود‪ ,‬إن سورة‬ ‫َ‬ ‫الملك‪ ,‬هي المانعة وهي التوراة سورة الملك‪)5(.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪1‬ص‪ ,143‬النوع الخامس عشر‪ :‬ما أنزل منه على بعض‬ ‫األنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪ :‬ج‪1‬ص‪ ,144‬النوع الخامس عشر‪ :‬ما أنزل منه على بعض‬ ‫األنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪8‬ص‪ "36" 254‬سورة يس‪.‬‬ ‫‪ -4‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪4‬ص‪.195‬‬ ‫‪ -5‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪10‬ص‪ "67" 66‬سورة الملك‪ ,‬اإلتقان للسيوطي‪ :‬ج‪1‬‬ ‫ص‪,196‬النوع السابع عشر‪ ,‬في معرفة أسمائه وأسماء سوره‪.‬‬ ‫‪214‬‬

‫وفي الكافي‪ ,‬والمجمع‪ ,‬عن أبي جعفر "عليه السالم"‪ :‬قال سورة الملك‪ ,‬هي‬ ‫المانعة تمنع من عذاب القبر‪ ,‬وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك (‪ )1‬وعد‬ ‫الصدوق من عقائد األمامية‪ ,‬إن كلما كان في القران (يا أيها الذين امنوا) فهوا‬ ‫في التوراة " يا أيها المساكين " (‪ )2‬ورواه العياشي عن أمير المؤمنين وعن علي‬ ‫بن الحسين "عليهما السالم" (‪)3‬‬

‫وفي محاسن البرقي عن الصادق عليه السالم قال‪ :‬ما نزل كتاب من السماء إال‬

‫أوله ﴿بسم هللا الرحمن‬

‫الرحيم﴾ (‪)4‬‬

‫األمر الرابع‪ :‬في نقل اإلخبار خاصة الدالة على كون القران كالتوراة في‬ ‫وقوع التغيير والتحريف‬ ‫ذكر إخبار خاصة فيها داللة أو إشارة على كون القران كالتوراة واإلنجيل في‬ ‫وقوع التحريف والتغيير(‪ )5‬فيه وركوب المنافقين‪ ,‬الذين استولوا على األمة فيه‬ ‫طريقة بني إسرائيل فيهما‪ ,‬وهي في نفسها حجة مستقلة إلثبات المطلوب‪ ,‬ومعينة‬ ‫لدخول هذا الفرد في القاعدة السابقة‪ ,‬والعموم الذي استفيد من اإلخبار المتقدمة‬ ‫وان ثبت تخصصه بمخصصات كثيــــــــــرة في موارد أخرى‪ ,‬مع انه لم يبلغ حدا‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪ :‬ج‪2‬ص‪633‬ح‪ ,26‬باب النوادر‪ ,‬ومجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪10‬ص‪66‬‬ ‫"‪ "67‬سورة الملك‪.‬‬ ‫‪ -2‬االعتقادات للصدوق‪:‬ص‪ "33",87‬باب االعتقاد في مبلغ القرآن‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير العياشي‪:‬ج‪1‬ص‪ ,22-19‬بسم هللا الرحمن الرحيم من سورة أم الكتاب ‪.‬‬ ‫‪ -4‬المحاسن للبرقي‪:‬ج‪ 1‬ص‪41‬ح‪ "37",49‬ثواب ما جاء في " بسم هللا الرحمن‬ ‫الرحيم‪".‬‬ ‫‪ -5‬أقول‪ :‬هذا تصريح واضح الداللة من المصنف على وقوع التحريف والتغيير وليس‬ ‫النقصان كما صرح البعض‪.‬‬ ‫‪215‬‬

‫يوجب الوهن فيه أو استهجان إرادة ما يظهر منه‪ ,‬حتى يجب حمله على معنى أخر‬ ‫غير ما يفهم منه في بادئ النظر‪ ,‬بل لو بلغ التخصيص إلى حد المقامين‪ ,‬فال يضر‬ ‫بالتمسك به في المقام‪ ,‬إذ الوهن يرتفع بتمسك اإلمام "عليه السالم" بها في المقام‬ ‫والمعنى األخر‪ ,‬ال بد وان يكون ما يمكن دخول المورد تحته‪ ,‬وان لم نعلمه‬ ‫مفصال‪ ,‬ولما ذكر أيضا فال مجال للمناقشة فيه بعد ورود تلك اإلخبار وهي كثيرة‪,‬‬ ‫منها‪ :‬ما في االحتجاج‪ ,‬في حديث الزنديق عن أمير المؤمنين "عليه السالم"‪,‬‬ ‫وسنذكره مفصال إن شاء هللا وفيه قال"ع"‪ :‬إن الكناية عن أسماء أصحاب الجرائر‬ ‫العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى‪ ،‬وإنها من فعل المغيرين‬ ‫والمبدلين‪ ،‬الذين جعلوا القرآن عضين‪ ,‬واعتاضوا الدنيا من الدين‪ ،‬وقد بين هللا‬

‫اب ِبأ َ ْيدِي ِه ْم ث ُ َّم يَقُولُونَ ٰ َهذَا‬ ‫تعالى قصص المغيرين بقوله‪ِ ﴿ :‬للَّذِينَ يَ ْكتُبُونَ ْال ِكتَ َ‬ ‫ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫اَّللِ ِليَ ْشتَ ُروا بِ ِه ثَ َمنًا قَ ِلي ًل﴾ البقرة‪ )1(,79:‬وبقوله‪َ ﴿ :‬و ِإ َّن ِم ْن ُه ْم لَفَ ِريقًا‬ ‫ض ٰى ِمنَ‬ ‫َي ْل ُوونَ أَ ْل ِسنَت َ ُه ْم ِب ْال ِكتَا ِ‬ ‫ب﴾ إل عمران‪ ,78:‬وبقوله‪ِ ﴿ :‬إ ْذ يُ َب ِيّتُونَ َما َال َي ْر َ‬ ‫ْالقَ ْو ِل﴾ البقرة‪ ,108:‬بعد فقد الرسول مما يقيمون به أود باطلهم‪ ,‬حسب ما فعلته‬ ‫اليهود والنصارى’ بعد فقد موسى وعيسى من تغيير التوراة واإلنجيل‪ ،‬وتحريف‬ ‫الكلم عن مواضعه‪.‬الخبر‪ )2(،‬ومنها‪ :‬ما رواه ثقة اإلسالم في الروضة‪ ,‬عن علي‬ ‫بن محمد‪ ,‬عن علي بن العباس‪ ,‬عن الحسن بن عبد الرحمن‪ ,‬عن عاصم بن‬

‫حميد‪,‬عن أبي حمزة‪ ,‬عن أبي جعفر "عليه السالم" ‪,‬في قوله عز وجل‪َ ﴿:‬ولَقَ ْد آت َ ْينَا‬ ‫اب فَ ْ‬ ‫ف‬ ‫سى ْال ِكتَ َ‬ ‫ُمو َ‬ ‫اخت ُ ِل َ‬

‫فِي ِه﴾هود‪ ,110:‬قال‪:‬اختلفوا كما اختلفت هذه األمة في الكتاب‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬لوحظ إن هنالك خطأ في كتاب أول كلمة من اآلية عند المصنف وفي أصل المصدر‬ ‫وفق النسخة التي اطلعت عليها‪,‬حيث وردت " الذين " والصحيح " للذين "‪.‬‬ ‫‪ -2‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪1‬ص‪ "149",371-370‬في إن القران الكريم ال نقص فيه وال‬ ‫تحريف وال تبديل‪.‬‬ ‫‪216‬‬

‫‪,‬وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم‪ ,‬الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير‬ ‫فيقدمهم فيضرب أعناقهم(‪ .)1‬ومنها‪ :‬ما رواه الحسين بن حمدان الحضيني في‬ ‫هدايته‪ ,‬بسنده األتي في حديث المفضل بن عمر الطويل‪ ,‬الذي فيه تفصيل أحوال‬ ‫الظهور والرجعة‪ ,‬ونقله أجلة المحدثين‪ ,‬وفيه قال الصادق "عليه السالم"‪:‬‬ ‫ويسند القائم "عليه السالم" ظهره إلى الكعبة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا معشر الخالئق أال ومن‬ ‫أراد أن ينظر إلى آدم وشيث‪ ،‬فها أنا ذا آدم وشيث‪ ،‬إلى إن قال‪ :‬ثم يبتدئ بالصحف‬ ‫التي أنزلها هللا تعالى على آدم وشيث "عليهما السالم"‪ ،‬فيقرؤها ‪,‬فيقول أمة آدم‬ ‫وشيث‪ :‬هذه وهللا هي الصحف حقا‪ ،‬ولقد قرءها ما لم نكن نعلمه منها‪ ،‬وما كان‬ ‫خفي علينا‪ ،‬وما كان أسقط منها و بدل وحرف‪ ،‬ويقرأ صحف نوح وصحف‬ ‫إبراهيم والتوراة واإلنجيل والزبور فيقول أهل التوراة واإلنجيل والزبور‪ :‬هذه‬ ‫وهللا صحف نوح وإبراهيم "عليهما السالم" حقا‪ ،‬وما اسقط منها وبدل وحرف‬ ‫وهذه وهللا التوراة الجامعة واإلنجيل الكامل وإنها ألضعاف ما قرأنا منها ثم‬ ‫يتلو القرآن فيقول المسلمون‪ :‬هذا وهللا القرآن حقا الذي أنزله هللا على محمد صلى‬ ‫هللا عليه وآله‪ ،‬وما اسقط منه وحرف وبدل لعن هللا من أسقطه وبدله‬ ‫وحرفه‪.‬الخبر(‪ )2‬ومنها ما رواه العياشي‪ ,‬عن محمد بن سالم ‪,‬عن أبي بصير قال‪:‬‬ ‫قال جعفر بن محمد‪":‬عليهما السالم" خرج عبد هللا بن عمرو بن عامر(‪)3‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 287‬ح‪.432‬‬ ‫‪ -2‬البحار للمجلسي‪:‬ج‪ 53‬ص‪ " 10‬باب‪ " 25‬ما يكون عند ظهوره عليه السالم‪ ,‬لم أجد‬ ‫هذه الجملة" لعن هللا من أسقطه وبدله وحرفه" في المصدر وفق النسخة التي نقلت‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫‪ -3‬جاء في المصدر "بن العاص" وليس "ابن عامر"‪.‬‬

‫‪217‬‬

‫من عند عثمان‪ ,‬فلقي أمير المؤمنين "ع"‪ ،‬فقال له‪ :‬يا على بتنا الليلة في أمر‬ ‫نرجو إن يثبت هللا هذه األمة‪ ,‬فقال أمير المؤمنين "عليه السالم"‪ :‬لن يخفى على ما‬ ‫بيتم فيه‪ ,‬حرفتم فيه وغيرتم وبدلتم تسعمائة حرف‪ ،‬ثالثمائة حرفتم‪ ,‬وثالثمائة‬

‫ب ِبأ َ ْيدِي ِه ْم ث ُ َّم َيقُولُونَ ٰ َهذَا‬ ‫غيرتم‪ ,‬وثالثمائة بدلتم‪ ﴿ .‬فَ َو ْي ٌل ِللَّذِينَ يَ ْكتُبُونَ ْال ِكتَا َ‬ ‫ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫اَّلل﴾ البقرة‪ ,79:‬إلى آخر اآلية وصدر الخبر(‪ )1‬وان كان نصا في إثبات‬ ‫أصل المطلوب‪ ,‬وسنذكره في عداد اإلخبار العامة ‪ ,‬ولكن الغرض من ذكره هنا‪,‬‬ ‫االستشهاد بذيله‪ ,‬وان ذكره اآلية في المقام للتنبيه على أنهم كاليهود‪ ,‬فعلوا بقرانهم‬ ‫على ما فعلوها بتوراتهم‪ ,‬فهم أيضا مصداق لآلية بعد ركوبهم طريقتهم‪ ,‬وتشاكلهم‬ ‫بهم في الجهة التي سيقت اآلية لذمهم من اجلها‪ ,‬قال الطبرسي رحمه هللا في ذيل‬ ‫اآلية‪ :‬وقيل‪ :‬أنهم عمدوا إلى التوراة وحرفوا صفة النبي "صلى هللا عليه واله"‪,‬‬ ‫ليوقعوا الشك بذلك للمستضعفين من اليهود‪ ،‬وهو المروي عن أبي جعفر الباقر‬ ‫"عليه السالم"‪ ،‬وعن جماعة من أهل التفسير‪,‬وقيل‪ :‬كانت صفته في التوراة‬ ‫أسمر‪ ،‬ربعة‪ ،‬فجعلوه آدم طويال‪ .‬وفي رواية عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬إن‬ ‫أحبار اليهود‪ ،‬وجدوا صفة النبي "صلعم" مكتوبة أكحل‪ ،‬أعين‪ ،‬ربعة‪ ،‬حسن‬ ‫الوجه‪ ،‬فمحوه من التوراة حسدا وبغيا‪ ،‬فأتاهم نفر من قريش‪ ،‬فقالوا‪ :‬أتجدون في‬ ‫التوراة نبيا منا؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬نجده طويال أزرق‪ ،‬سبط الشعر‪ ،‬ذكره الواحدي في‬ ‫الوسيط (‪ .)2‬ومنها‪ :‬ما رواه الصدوق في العقائد‪ ,‬وابن شهر أشوب في المناقب‪,‬‬ ‫كما مر في المقدمة األولى‪ :‬من إن أمير المؤمنين "عليه السالم" جمع القران‪ ،‬فلما‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪48-47‬ح"‪)62"7‬‬ ‫(مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪1‬ص‪,279‬تفسير اآلية "‪ "79‬من سورة البقرة)‬

‫‪218‬‬

‫جاءهم به قال‪" :‬هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم‪ ،‬لم يزد فيه حرف‪ ،‬ولم‬ ‫ينقص منه حرف" فقالوا‪ :‬ال حاجة لنا فيه‪ ،‬عندنا مثل الذي عندك‪ .‬فانصرف وهو‬

‫يقول‪﴿ :‬فَنَبَذُوهُ َو َرا َء ُ‬ ‫ور ِه ْم َوا ْشتَ َر ْوا بِ ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً‬ ‫س َما يَ ْ‬ ‫شت َ ُرونَ ﴾ إل‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫يال ۖ فَبِئْ َ‬ ‫عمران‪ )1(,187:‬والتقريب فيه كسابقه‪ ,‬بل في االحتجاج في حديث الزنديق‪ ,‬إن‬ ‫اآلية نزلت فيهم قال"ع" بعد إن ذكر عرضه كالم هللا عليهم‪ :‬فلما وقفوا على ما‬ ‫بينه هللا تعالى من أسماء الحق والباطل‪ ,‬وان ذلك إن ظهر نقض ما عدوه‪ ,‬قالوا‪ :‬ال‬

‫حاجة لنا فيه نحن مستغنون عنه بما عندنا ولذلك قال‪﴿ :‬فَنَبَذُوهُ َو َرا َء ُ‬ ‫ور ِه ْم‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫َوا ْشت َ َر ْوا ِب ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً‬ ‫س َما َي ْ‬ ‫شت َ ُرونَ ﴾ إل عمران‪)2( .187:‬‬ ‫يال ۖ فَبِئْ َ‬ ‫ومنها‪ :‬ما مر في المقدمة األولى أيضا‪ ,‬من إن النبي "صلى هللا عليه واله" قال‪ :‬يا‬ ‫علي إن القران خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس‪ ,‬فخذوه واجمعوه‬ ‫وال تضيعوه‪ ,‬كما ضيعت اليهود التوراة فانطلق علي عليه السالم فجمعه‪ .‬الخبر‪.‬‬ ‫(‪ )3‬وفي لفظ فرات‪ :‬ال يخرج ثالثة أيام حتى تؤلف كتاب هللا كي ال يزيد فيه‬ ‫الشيطان شيئا وال ينقص منه شيئا‪ )4(.‬وفيه إشارة إلى إن فيهم من دواعي تضييع‬ ‫القران ما كانت في اليهود‪ ,‬وان لم يحفظه علي "عليه السالم" عن التضييع لم يكن‬ ‫لهم مانعا فيتبعون اليهود فيه كما تبعوها في سائر ما يتعلق بتخريب الدين وظاهر‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االعتقادات للصدوق‪:‬ص‪ "33" ,86‬باب االعتقاد في مبلغ القرآن‪ ,‬ومناقب ابن شهر‬ ‫أشوب‪:‬ج‪1‬ص‪ ,320‬فصل‪ :‬في المسابقة بالعلم‪.‬‬ ‫‪ -2‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,257‬احتجاجه"ع" على زنديق جاء مستدال عليه بأي‬ ‫من القران متشابهة تحتاج إلى تأويل على أنها تقتضي التناقض واالختالف فيه وعلى‬ ‫أمثاله في أشياء أخر‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير القمي‪:‬ج‪2‬ص‪,451‬سورة الناس‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفسير فرات الكوفي‪:‬ص‪399-398‬ح‪,530‬تفسير سورة حم عسق‪.‬‬ ‫‪219‬‬

‫أنهم لم يعتنوا بما جمعه علي "عليه السالم" وعمدوا إلى جمعه من تلقاء أنفسهم‪,‬‬ ‫مع وجود الدواعي وعدم المانع من التضييع‪,‬‬ ‫ومنها‪ :‬ما رواه الكشي في ترجمة زرارة في حديث طويل عن الصادق "عليه‬ ‫السالم" وفيه‪ :‬ولو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا‪ ,‬ثم استأنف بكم تعليم القران وشرائع‬ ‫الدين واإلحكام والفرائض كما انزله على محمد "صلى هللا عليه واله" إلى إن قال‪:‬‬ ‫إن الناس بعد نبي هللا "صلى هللا عليه واله" ركب هللا (‪ )1‬به سنة من كان قبلـكم‪,‬‬ ‫فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين هللا ونقصـوا‪.‬الخبر‪ .‬وال يخفى صراحته‬ ‫في المطلوب‪ ,‬فاتضح بحمد هللا تعالى وجه االستدالل بهذا الدليل واندفع ما يحتمل‬ ‫أن يقال أو قد قيل وهللا المرجع وهو المقيل ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفق تتبعي لنسخة رجال الكشي التي رجعت إليها"ج‪2‬ص‪140-138‬ح‪ 221‬في‬ ‫ترجمة زرارة بن أعين"‪ ,‬إن الرواية تنقطع في نقل المصنف عند جملة "ركب هللا"‬ ‫وهذا يدل سقوط صفحة أو أكثر من نسخة إلف‪ ,‬وما أخذته من هنا مع الدليل الثاني‬ ‫من نسخة باء‪.‬‬

‫‪220‬‬

‫الدليل الثاني‬

‫(‪)1‬‬

‫أن كيفية جمع القرآن وتأليفه مستلمة عادة لوقوع التغيير والتحريف فيه‪ ,‬وقد‬ ‫أشار إلى ذلك العالمة المجلسي رحمه هللا في مرآة العقول حيث قال‪ :‬والعقل‬ ‫يحكم بأنه إذ كان القرآن متفرقا منتشرا عند الناس ‪ ،‬وتصدي غير المعصوم‬ ‫لجمعه يمتنع عادة أن يكون جمعه كامال موافقا للواقع‪.‬انتهى‪ )2(.‬وهذا واضح جدا‬ ‫بعد التأمل في ما ذكرنا في المقدمة األولى‪ ,‬فإنك قد عرفت أن القرآن لم يكن‬ ‫مجموعا مرتبا في عهد النبي "صلى هللا عليه واله" وإنما كان منتشرا متشتتا عند‬ ‫األصحاب في األلواح والصدور‪ ,‬مع احتمال أنه لم يكن بعضه عند أحد منهم ‪,‬‬ ‫كما أشير إليه في بعض األخبار‪ ,‬نعم جمعت عند النبي "صلى هللا عليه واله"‬ ‫نسخة متفرقة في الصحف والحرير والقراطيس‪ ,‬ورثها علي "عليه السالم" ولما‬ ‫جمعها بعده "صلى هللا عليه واله" بأمره ووصيته‪ ,‬وألفه كما أنزل هللا تعالى ثم‬ ‫عرضها عليهم فأعرضوا عنه وعما جاء به لدواعي مرت ويأتي ذكرها في‬ ‫األخبار مما كانت مالزمة لدواعي الخالفة وطلب الرياسة‪,‬راموا معارضته بالمثل‬ ‫حمية وحسدا‪ ,‬أو لصرف وجوه الناس عنه لما علموا من وصية النبي "صلى هللا‬ ‫عليه واله" بأخذه والتمسك به وعدم المفارقة عنه والحتياج الناس إليه‪ ,‬أو إلدراك‬ ‫شبَّهُ ال َخ ِفراتُ اآلنِساتُ ِبها‬ ‫تلك الفضيلة كما قيل ‪ :‬ت َ َ‬ ‫الح َي ِل(‪)3‬‬ ‫في َمش ِيها فَ َينَلنَ ال ُحسنَ ِب ِ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬محتوى الدليل الثاني لم اعثر عليه من نسخة "إلف" وأخذتها من نسخة "باء"‪.‬‬ ‫‪ -2‬مرآة العقول للمجلسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,31‬ح‪,1‬باب انه لم يجمع القران كله إال األئمة "ع"‬ ‫وإنهم يعلمون علمه كله‪.‬‬ ‫‪ -3‬ينظر شرح ديوان المتنبي للواحدي‪:‬ص‪.245‬‬ ‫‪221‬‬

‫فقاموا يجمعونه من األفواه واأللواح بالشرط المذكور سابقا‪ ,‬وهو مقارنة كل ما‬ ‫يأتون به بشهادة شاهدين‪ ,‬على أنه من كتاب هللا تعالى‪ ,‬بعد ما قتل من الذين‬ ‫زعموا أنهم كانوا من القراء‪ ,‬سبعون في بئر معونه وأربعمائة أنفس باليمامة‪,‬‬ ‫وخافوا أن يذهب القرآن شيئا فشيئا فيفتضحون‪ ,‬وهذا أيضا إحدى الدواعي لجمعهم‬ ‫على ما ذكره المخالفون‪ ,‬والذين باشروا هذا األمر الجسيم وضادوا النبأ العظيم‪,‬‬ ‫هم أصحاب الصحيفة‪ ,‬أبو بكر وعمر وعثمان وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص‬ ‫وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية ‪ ,‬واستعانوا بزيد بن ثابت‪ ,‬وال يخفى إن مضامين‬ ‫القرآن ومطالبه ومعانيه وكيفية ترتيب آياته وكلماته وسوره‪ ,‬ال يشابه كتاب‬ ‫مصنف وتأليف مؤلف وديوان شاعر‪ ,‬مما يسهل جمعه وترتيبه لمن بلغ أدنى‬ ‫مرتبة من مراتب العلم وأخذ حظا قليال منه‪ ,‬ويعلم نقصانه وتحريفه بأدنى مالحظة‬ ‫وتدبر‪ ,‬إذ النقصان في سائر الكتب يعلم غالبا باختالل المقصود الذي سيق الكالم‬ ‫لبيانه باختالل القواعد المقررة في العربية‪ ,‬مع أنه في بعض الموارد أيضا مشكل‬ ‫جدا ال يعرفه إال األوحدي‪ ,‬وال يمكن معرفة ترتيب القرآن وتمامية جمعه من‬ ‫نفسه‪ ,‬إذ هو موقوف على الوقوف على مراد هللا تعالى‪ ,‬وحكمة وضع ترتيب‬ ‫السور واآليات بالترتيب المخزون وكيفية ارتباط اآليات بعضها ببعض‪ ,‬كارتباط‬ ‫بعض كالم المتكلم مع بعضه في كالمه الذي ذكره لمقصود واحد‪ ,‬حتى لو اختل‬ ‫ترتيبه أو نقص بعض آياته أو كلماته مما ال يضر بقواعد األدبية تبين التغيير‬ ‫وظهر التحريف‪ ,‬وهذا من العلوم الشريفة التي قصرت أيدي المذكورين عن تناول‬ ‫أدنى مراتبه‪ ,‬بل هم بمعزل عن تصور موضوعه وعن تصديقه المتوقف على‬ ‫تصديق أصله المفقود فيهم على ما نراه معاشر األمامية‪ ,‬بل كانوا قاصرين عن‬ ‫معرفة نفس اآليات‪ ,‬وأنها مما جاء به النبي "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬أو مما دسها‬

‫‪222‬‬

‫المدلسون واختلقها الكذابون‪ ,‬فاحتاجوا إلى إقامة الشهود حذرا من التدليس‬ ‫واالفتضاح‪ ,‬فضال عن معرفة ارتباط بعضها بالبعض الموقوف على معرفة حقيقة‬ ‫معانيها‪ ,‬وكان أعرف هؤالء بالقرآن زيد بن ثابت‪ ,‬ولذا قال له أبو بكر لما أراد‬ ‫جمعه‪ :‬إنك كنت تكتب الوحي لرسول هللا "صلى هللا عليه واله" فاتبع القرآن ‪,‬‬ ‫وروت العامة أن النبي "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬قال‪ :‬زيد أفرضكم وعلي أقضاكم‪,‬‬ ‫وأبي أقرأكم ومعاذ أعلمكم بالحالل والحرام‪ ,‬وهو من قول عمر كما حققه صاحب‬ ‫االستغاثة‪)1(,‬‬

‫قال الفضل بن شاذان في اإليضاح‪ :‬وأما فرائض زيد فلم يبق أحد من الصحابة إال‬ ‫وقد اعترض له فيما فرض‪ ,‬ونقل فيه شطرا وافيا من قضاياه في الميراث على‬ ‫خالف الكتاب والسنة‪ )2(,‬وفي البحار عن االستيعاب‪ :‬كان زيد عثمانيا ولم يكن‬ ‫فيمن شهد شيئا من مشاهد علي"عليه السالم" من األنصار‪ )3(,‬وفي غيره عنه‪ :‬أن‬ ‫عمره كان في سنة الهجرة إحدى عشرة سنة وكان كاتب عثمان والوالي على‬ ‫بيت المال في خالفته‪)4(,‬‬

‫وروى الشيخ في التهذيب‪ ,‬عن أبي بصير عن أبي جعفر "عليه السالم"‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االستغاثة في بدع الثالثة ألبي القاسم الكوفي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,46‬ومن بدعه أمره الناس إن‬ ‫يتبعوا قول زيد بن ثابت في المواريث وقوله بالعول والتعصيب‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإليضاح للفضل بن شاذان‪:‬ص‪,315‬في إن"زيد أفرضكم‪ ,‬وعلي أقضاكم‪ ,‬وأبي‬ ‫أقرأكم‪ ,‬ومعاذ أعلمكم‪.‬‬ ‫‪ -3‬بحار األنوار للمجلسي‪ 31:‬ص‪ ,216‬باب"‪ "25‬تفصيل مثالب عثمان‪,...‬الطعن‬ ‫السابع‪.‬‬ ‫‪ -4‬االستيعاب في معرفة األصحاب البن عبد البر‪:‬ج‪ 2‬ص‪,538-537‬حرف‬ ‫الزاي‪,‬باب زيد"‪"840‬زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد‬ ‫عوف ابن غنم بن مالك بن النجار األنصاري النجاري‪.‬‬

‫‪223‬‬

‫س ُن ِمنَ‬ ‫الحكم حكمان حكم هللا وحكم الجاهلية‪ ,‬وقد قال هللا عز وجل‪َ ﴿ :‬و َم ْن أَ ْح َ‬ ‫َّ‬ ‫ح ْك ًما ِلقَ ْو ٍّم يُوقِنُونَ ﴾ المائدة‪ ,50:‬وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في‬ ‫اَّللِ ُ‬ ‫الفرائض بحكم الجاهلية‪ )1(,‬وأما كتابته للوحي فكان يكتبه هو أو أبي‪ ,‬إذا لم يكن‬ ‫أمير المؤمنين "عليه السالم" أو عثمان حاضرا كما ذكره أرباب السير‪ ,‬وقد طعن‬ ‫عليه أبي بن كعب الممدوح المشكور األقرأ عندهم وعندنا‪.‬‬ ‫ففي مشكاة األسرار‪ ,‬للشيخ أبي الحسن الشريف‪ ,‬روى بن أبي داوود‪ ,‬عن أبي‬ ‫إدريس الخوالني‪ :‬أن أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق‪ ,‬ومعهم‬ ‫المصحف الذي جاء به أهل الشام ليعرضوه على أبي بن كعب وزيد وعلي "عليه‬ ‫السالم" وأهل المدينة‪ ,‬فقرؤوا يوما على عمر‪ ,‬فلما قرأ هذه اآلية‪( :‬إذ جعل الذين‬ ‫كفروا) اآلية (‪ )2‬على النحو الذي يأتي ‪ ,‬فقال عمر‪ :‬من أقرأكم هذا ؟ قالوا‪ :‬أبي‬ ‫بن كعب‪ ,‬فدعا به‪ ,‬فجاء أبي وهو مشمر‪ ,‬فسأله عمر عن قراءتهم اآلية؟ فقال‬ ‫أبي‪ :‬أنا أقرأتهم‪ ,‬فقال عمر لزيد‪ :‬إقرأ‪ ,‬فقرأ زيد قراءة العامة فقال عمر‪ :‬اللهم ال‬ ‫أعرف إال هذا‪ ,‬فقال أبي‪ :‬وهللا يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر وتغيبون‪,‬‬ ‫وأدعى وتحجبون‪ ,‬ويصنع بي وهللا‪)3(,‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تهذيب اإلحكام للطوسي‪:‬ج‪ 6‬ص‪,218‬ح‪ ,4‬كتاب القضايا واألحكام‪ ,‬باب من إليه‬ ‫الحكم وأقسام القضاة والمفتين‪.‬‬ ‫‪ -2‬يشير إلى قوله تعالى‪ْ (:‬ذ َج َع َل الَّذِينَ َكفَ ُروا فِي قُلُو ِب ِه ُم ا ْل َح ِميَّةَ َح ِميَّةَ ْال َجا ِه ِليَّ ِة َولَ ْو َح َم ْيت ُ ْم‬ ‫سدَ ْال َمس ِْجدُ ْال َح َرا ُم)واآلية في المصحف‪ِ (:‬إ ْذ َج َع َل الَّذِينَ َكفَ ُروا فِي قُلُو ِب ِه ُم‬ ‫َك َما َح َم ْوا لَفَ َ‬ ‫علَى ْال ُمؤْ ِمنِينَ َوأ َ ْلزَ َم ُه ْم َك ِل َمةَ‬ ‫ْال َح ِميَّةَ َح ِميَّةَ ْال َجا ِه ِليَّ ِة فَأ َ ْنزَ َل َّ‬ ‫علَ ٰى َر ُ‬ ‫سو ِل ِه َو َ‬ ‫س ِكي َنت َهُ َ‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫الت َّ ْق َو ٰى َو َكانُوا أ َ َح َّق ِب َها َوأ َ ْهلَ َها َو َكانَ َّ‬ ‫ع ِلي ًما) الفتح‪.26:‬‬ ‫َيءٍّ َ‬ ‫اَّللُ بِ ُك ِّل ش ْ‬ ‫‪ -3‬وفق تتبعي لم أقف على نسخة مطبوعة من كتاب مرآة األنوار ومشكاة اإلسرار‪,‬‬ ‫والرواية بتمامها نقلها ابن أبي داود في المصاحف‪:‬ص‪,357‬في عرض المصاحف‬ ‫إذا كتبت‪.‬‬ ‫‪224‬‬

‫وفي البحار عن االستيعاب ‪,‬عن شقيق‪ ,‬عن أبي وائل ‪ ,‬قال‪ :‬لما أمر عثمان في‬ ‫المصاحف بما أمر‪ ،‬قام عبد هللا بن مسعود خطيبا ‪،‬فقال‪ :‬تأمرونني أن أقرأ القرآن‬ ‫على قراءة زيد بن ثابت ؟ والذي نفسي بيده لقد أخذت من في رسول هللا "صلى‬ ‫هللا عليه وآله" سبعين سورة‪ ,‬وإن زيد بن ثابت لذو ذؤابة يلعب مع الغلمان ‪ ،‬إلى‬ ‫أن قال‪ :‬فما سمعت أحدا أنكر عليه وال رد ما قال‪)1(.‬‬

‫وفي تلخيص الشافي للشيخ الطوسي‪ ,‬روى شريك عن األعمش قال‪ :‬قال ابن‬ ‫مسعود‪ :‬لقد أخذت من في رسول هللا"صلى هللا عليه وآله" سبعين سورة‪ ,‬وأن زيد‬ ‫بن ثابت لغالم يهودي في الكتاب له ذؤابة‪)2(.‬‬

‫وروى الشيخ الطوسي أيضا في أماليه‪ ,‬عن جماعة عن أبي المفضل الشيباني ‪،‬‬ ‫عن محمد بن القاسم‪ ,‬عن عباد بن يعقوب‪ ،‬عن مطر بن أرقم ‪ ،‬عن الحسن بن‬ ‫عمرو النعيمي ‪ ،‬عن ابي قبيصة صفوان بن قبيصة‪ ،‬عن الحارث بن سويد‪ ,‬أنه‬ ‫حدثه‪ :‬أن عبد هللا بن مسعود أخبرهم‪ ،‬قال‪ :‬قرأت على النبي "صلى هللا عليه‬ ‫وآله" سبعين سورة من القرآن‪ ,‬أخذتها من فيه ‪ ،‬وزيد ذو ذؤابتين يلعب مع‬ ‫الصبيان‪ ،‬وقرأت سائر ‪ -‬أو قال‪ :‬بقية ‪ -‬القرآن على خير هذه األمة وأقضاهم بعد‬ ‫نبيهم "صلى هللا عليه وآله" علي بن أبي طالب صلوات هللا عليه‪)3(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار للمجلسي‪31:‬‬ ‫عثمان‪,...‬الطعن السابع‪.‬‬ ‫‪ -2‬الشافي في اإلمامة للطوسي‪:‬ج‪ 6‬ص‪.284‬‬ ‫‪ -3‬االمالي للطوسي‪:‬ص‪,606‬ح‪ ,1‬مجلس"‪ "28‬فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمد بن‬ ‫عبد هللا الشيباني‪.‬‬ ‫ص‪,215-214‬‬

‫‪225‬‬

‫باب"‪"25‬‬

‫تفصيل‬

‫مثالب‬

‫وعن جامع األصول‪ ,‬فيما أخرجه الترمذي عن الزهري‪ ,‬أنه قال‪ :‬أخبرني عبيد‬ ‫هللا بن عبد هللا بن عتبة أن عبد هللا ابن مسعود كره لزيد بن ثابت نسخ‬ ‫المصاحف‪ ,‬وقال‪ :‬يا معشر المسلمين ‪ ،‬أعزل عن نسخ كتابة المصاحف ويتوالها‬ ‫رجل‪ ,‬وهللا لقد أسلمت وإنه لفي صلب رجل كافر‪ ,‬يريد زيد بن ثابت‪ ,‬ولذلك قال‬ ‫عبد هللا بن مسعود‪ :‬يا أهل العراق اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها‪ ,‬فإن هللا‬

‫ت ِب َما َ‬ ‫غ َّل يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ﴾ إل عمران‪ ,161:‬فاتقوا هللا‬ ‫يقول‪َ ﴿ :‬و َم ْن يَ ْغلُ ْل يَأ ْ ِ‬ ‫بالمصاحف‪ )1(.‬ومما يوجب الطعن عليه شدة اعتمادهم عليه وكثرة اعتنائهم به‬ ‫واعتمادهم عليه‪ ,‬ففي الكتاب المذكور‪ ,‬عن كتاب ابن االنباري عن أبي عبد‬ ‫الرحمن السلمي‪ ,‬انه قرأ على عثمان بن عفان‪ ,‬وكان عثمان والي أمر األمة‪,‬‬ ‫فقال‪ :‬إنك تشغلني عن النظر في أمور الناس ‪ ،‬فامض إلى زيد بن ثابت‪ ,‬فإنه‬ ‫فارغ لهذا األمر‪ ,‬يجلس فيه للناس‪ ,‬فاقرأ عليه‪ ,‬فإن قراءتي وقراءته واحدة‪ ,‬ليس‬ ‫بيني وبينه فيها خالف‪)2(.‬‬

‫وعن أبي عبيدة وابن األنباري‪ ,‬عن هانئ مولى عثمان‪ ,‬قال‪ :‬كنت الرسول بين‬ ‫زيد وعثمان لما كتب المصحف‪ ,‬فأرسل إليه زيد يسأله عن "لم يتسن أو لم يتسنه‬ ‫؟" فقال‪" :‬لم يتسنه"‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬جامع األصول البن األثير‪:‬ج‪ 2‬ص‪,305‬ح‪ ,975‬حرف التاء‪ ,‬الكتاب الثالث‪ :‬في‬ ‫ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه‪.‬‬ ‫‪ -2‬وفق تتبعي لم أقف على ذلك في كتاب جامع األصول البن األثير! ونقل الخبر‬ ‫السيوطي في جامع األحاديث‪:‬ج‪ 29‬ص‪ 107‬ح‪,31810‬مسند العشرة‪,‬مسند عثمان‬ ‫بن عفان‪,‬نقلها‪,‬عن أبي عبد الرحمن السلمي‪,‬دون إن ينسبها إلى كتاب ابن االنباري‪.‬‬ ‫‪ -3‬كنز العمال‪:‬ج‪ 2‬ص‪,598‬ح‪ ,4827‬حرف الهمزة كتاب األذكار من قسم األفعال من‬ ‫حرف الهمزة باب في لواحق التفسير القراآت‪.‬‬

‫‪226‬‬

‫ويأتي أيضا في جمع عثمان ما له ربط بالمقام ‪ ,‬وأما الخلفاء فمقامهم في العلم‬ ‫غير خفي كما فصل في محله‪ ,‬حتى أن األول كان جاهال بمعنى الكاللة واألب ‪,‬‬ ‫وقال السيوطي في اإلتقان‪ :‬وال أحفظ عن أبي بكر رضي هللا عنه في التفسير إال‬ ‫آثارا قليلة جدا ال تكاد تجاوز العشرة‪ )1(.‬نعم فيه عن ابن حجر أنه ‪ :‬قد صح‬ ‫حديث يؤم القوم أقرؤهم لكتاب هللا‪ ,‬وقد قدمه "صلى هللا عليه واله" في مرضه‬ ‫إماما للمهاجرين واألنصار‪ ,‬فدل على أنه كان أقرأهم‪ )3(.‬وسبقه إلى ذلك ابن‬ ‫كثير(‪ )4‬وجوابه مذكور في كتب اإلمامة‪ ,‬وأما عمر فذكر الشيخ زين الدين‬ ‫البياضي في صراط المستقيم‪ ,‬أنه اجتهد في حفظ سورة البقرة تسعة عشر سنة‬ ‫وقيل اثنتي عشر‪ ,‬ونحر جزورا وليمة عند فراغه‪ ,‬وفيه‪ :‬ورووا أنه لم يحفظ‬ ‫القرآن أحد من الخلفاء‪ ,‬وقد صح أنه أنكر موت النبي "صلى هللا عليه واله"‬ ‫لجهله بالكتاب حتى قريء عليه ‪( :‬إنك ميت)(‪ )5‬اآلية(‪.)6‬‬

‫وقد جمع األصحاب أشياء كثيرة مما يتعلق بهذا الباب‪ ,‬وعن أبي عبيدة في‬ ‫فضائله‪ ,‬وابن جرير‪ ,‬وابن المنذر‪ ,‬وابن مردويه‪ ,‬عن عمرو بن عامر‬

‫اج ِرينَ‬ ‫األنصاري‪ ,‬أن عمر بن الخطاب قرأ‪َ ﴿ :‬وال َّ‬ ‫سا ِبقُونَ ْاأل َ َّولُونَ ِمنَ ْال ُم َه ِ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 4‬ص‪ ,233‬النوع الثمانون‪ :‬في طبقات المفسرين‪.‬‬ ‫‪ -2‬فتح الباري البن حجر العسقالني‪:‬ج‪ 9‬ص‪,52‬قوله باب القراء من أصحاب رسول‬ ‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ -3‬السيرة النبوية البن كثير‪:‬ج‪ 4‬ص‪ ,467‬ذكر أمره عليه السالم أبا بكر الصديق‬ ‫رضي هللا عنه أن يصلى بالصحابة أجمعين‪.‬‬ ‫‪ -4‬يشير إلى قوله تعالى‪ِ ":‬إنَّ َك َم ِيّتٌ َو ِإنَّ ُه ْم َم ِيّتُونَ "الزمر‪.30:‬‬ ‫‪ -5‬الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي‪:‬ج‪ 3‬ص‪", ,18‬تتمة الباب الثاني عشر"‬ ‫في الطعن فيمن تقدمه بظلمه وعدوانه‪ ,‬النوع الثاني‪,‬في عمر‪.‬‬

‫‪227‬‬

‫ان﴾ التوبة‪ ,100:‬فرفع األنصار ولم يلحق‬ ‫ار َوالَّذِينَ اتَّبَعُو ُه ْم ِبإِ ْح َ‬ ‫َو ْاأل َ ْن َ‬ ‫س ٍّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ان﴾ التوبة‪,100:‬‬ ‫الواو في الذين‪ ,‬فقال له زيد بن ثابت‪َ ﴿ :‬والَّذِينَ اتَّبَعُو ُه ْم ِبإِ ْح َ‬ ‫س ٍّ‬ ‫فقال عمر‪" :‬الذين اتبعوهم بإحسان" ‪ ،‬فقال زيد‪ :‬أمير المؤمنين أعلم ‪ ،‬فقال عمر‪:‬‬

‫ان﴾‬ ‫ائتوني بأبي بن كعب ‪ ،‬فسأله عن ذلك ؟ فقال أبي‪َ ﴿ :‬والَّذِينَ اتَّبَعُو ُه ْم بِإِ ْح َ‬ ‫س ٍّ‬ ‫التوبة‪ ,100:‬فجعل كل واحد منهما يشير إلى أنف صاحبه بإصبعه ‪ ،‬فقال أبي‪:‬‬ ‫وهللا أقرأنيها رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وأنت تتبع الخبط ‪ ,‬فقال عمر‪ :‬نعم‬ ‫إذن ‪ ،‬فنعم إذن‪ ،‬فنعم إذن نتابع أبيا‪)1(.‬‬ ‫وذكر قريبا منه في الكشاف‪ )2(.‬وفي رواية ‪ :‬أن عمر سمع رجال يقرأه بالواو‪,‬‬ ‫فقال‪ :‬من أقرأك ؟ قال‪ :‬أبي‪ ,‬فدعاه‪ ,‬فقال‪ :‬أقرأنيه رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله"‪ ,‬وإنك لتبيع القرظ بالبقيع‪ ,‬قال‪ :‬صدقت وإن شئت قلت‪ :‬شهدنا وغبتم‪،‬‬ ‫ونصرنا وخذلتم‪ ،‬وآوينا وطردتم‪)3(.‬‬ ‫وعن عبد بن حميد‪ ,‬وابن جرير وغيرهما‪ ,‬عن أبي مجلز أن أبي بن كعب قرأ‪:‬‬ ‫ان﴾ المائدة‪ ,107:‬قال عمر‪ :‬كذبت ‪,‬قال‪ :‬أنت‬ ‫﴿ ِمنَ الَّذِينَ ا ْستَ َح َّق َ‬ ‫علَ ْي ِه ُم ْاأل َ ْولَيَ ِ‬ ‫أكذب‪ ,‬فقال رجل‪ :‬تكذب أمير المؤمنين ؟ قال‪ :‬أنا أشد تعظيما لحق أمير المؤمنين‬ ‫منك‪ ,‬ولكن كذبته في تصديق كتاب هللا ولم أصدق أمير المؤمنين في تكذيب كتاب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬فضائل القران للقاسم بن سالم‪:‬ص‪ ,301‬باب الرواية من الحروف التي خولف بها‬ ‫الخط في القرآن‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 2‬ص‪,304‬سورة التوبة‪,100:‬نقلها عن الشعبي‪.‬‬ ‫‪ -3‬الغدير لالميني‪:‬ج‪ 6‬ص‪,303‬أقول‪ :‬قد ارجع الشيخ االميني القراء لمجموعة مصادر‬ ‫نقلت الخبر‪,‬وهي‪ :‬تفسير الطبري ‪ 1‬ص ‪ ،7‬مستدرك الحاكم ‪ 3‬ص ‪ ،305‬تفسير‬ ‫القرطبي ‪ 8‬ص ‪ ،238‬تفسير ابن كثير ‪ 2‬ص ‪ ،383‬تفسير الزمخشري ‪ 2‬ص ‪،46‬‬ ‫الدر المنثور ‪ 3‬ص ‪ ،269‬كنز العمال ‪ 1‬ص ‪ ،287‬ذكر لفظ أبي الشيخ ثم حكاه عن‬ ‫جمع من الحفاظ‪ ،‬وذكر تصحيح الحاكم إياه‪ ،‬وفي ص ‪ 285‬نقله عن أبي عبيد في‬ ‫فضائله وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه‪ ،‬تفسير الشوكاني ‪ 2‬ص ‪ ،379‬روح‬ ‫المعاني طبع المنيرية ‪ 1‬ص ‪.8‬‬ ‫‪228‬‬

‫هللا فقال عمر صدق‪ )1(.‬وعن كتاب عبد الرزاق‪ ,‬عن ابن جريج‪ ,‬قال‪ :‬وجد‬

‫مصحفا في حجر غالم في المسجد‪ .‬فيه‪﴿ :‬النَّبِ ُّي أَ ْولَ ٰى بِ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِم ْن أَ ْنفُ ِس ِه ْم ۖ﴾‬ ‫األحزاب‪ ,6:‬فقال‪ :‬احككها يا غالم! فقال‪ :‬وهللا ال أحكها‪ ,‬وهي في مصحف أبي‬ ‫بن كعب‪ ،‬فانطلق إلى أبي‪ ,‬فقال له‪:‬إني شغلني القرآن وشغلك الصفق‬ ‫باألسواق‪ )2(.‬نعم يظهر من األخبار‪ ,‬أنه كان يحب ترويج أخبار اليهود وأفعالهم‪,‬‬ ‫فعن تفسير الطبري وكتاب ابن سعد وعبد الرزاق‪ )3(.‬والحاكم وغيرهم‪ )4(,‬ما‬ ‫خالصته‪ :‬أن عمر كتب من اليهود ما سمع منهم واستحسنه‪ ,‬وفي رواية‪ :‬أراد أن‬ ‫يكتب فسمع النبي "صلى هللا عليه واله" فتغير تغيرا شديدا‪ ,‬وغضب غضبا‬ ‫عظيما‪ .‬وفي معاني األخبار‪ :‬وأتى عمر رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‪ ,‬فقال‪:‬‬ ‫إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا فترى أن نكتب بعضها ؟ فقال‪ :‬أمتهوكون كما‬ ‫تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما‬ ‫وسعه إال إتباعي‪ .‬قوله‪" :‬متهوكون"‪ ,‬أي متحيرون ‪ ,‬والضمير في بها راجع إلى‬ ‫الملة‪)5(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬جامع األحاديث للسيوطي‪:‬ج‪ 25‬ص‪ 434‬ح‪ ,28308‬مسند العشرة مسند عمر بن‬ ‫الخطاب‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتاب المصنف للصنعاني‪:‬ج‪,10‬ص‪,181‬ح‪,18748‬باب قتل الساحر‪.‬‬ ‫‪ -3‬كتاب المصنف للصنعاني ‪:‬ج‪, 6‬ص‪,112‬ح‪,10163‬مسألة أهل الكتاب‪.‬‬ ‫‪ -4‬وفق تتبعي لم أقف على هذا الخبر في تفسير الطبري وطبقات ابن سعد‬ ‫والحاكم‪,‬ونقله البيهقي في شعب اإليمان‪:‬ج‪ 7‬ص‪,171‬ح‪ ,4837‬في حفظ اللسان عما‬ ‫ال يحتاج إليه‪ ,‬فصل‪.‬‬ ‫‪ -5‬معاني اإلخبار للصدوق‪:‬ص‪,283-282‬باب معنى المحاقلة والمزابنة والعرايا‬ ‫والمخابرة والمخاضرة والمنابذة والمالمسة وبيع الحصاة وغير ذلك من المناهي‪.‬‬

‫‪229‬‬

‫وفي كتاب االستغائة بعد عد جملة من بدعه ما لفظه‪ :‬ثم أتبعها بفعل من أفعال‬ ‫اليهود في عقد اليدين في الصالة‪ ,‬وذلك عقد اليدين في الصدر إذا قاموا إلى‬ ‫الصالة‪ )1(.‬ألن اليهود يفعل ذلك في صالتهم‪ ,‬فلما رآهم الرجل يفعلون ذلك‪,‬‬ ‫استعمل ذلك موافقا لهم واقتداء بهم فيه‪ ,‬وأمر الناس بفعل ذلك‪ ,‬ومن قوله ما‬ ‫رووه بغير خالف أنه قال للرسول صلى هللا عليه واله‪ :‬إنا نسمع من اليهود أشياء‬ ‫نستحسنها منهم أفنكتب ذلك؟ فغضب رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وقال‪:‬‬ ‫تعرفني يا بن الخطاب لو كان موسى حيا لما وسعه إال اتباعي ‪ ,‬وفي الصراط‬ ‫المستقيم‪ :‬وأبدع الكتف وهو في الصالة من فعل اليهود والنصارى‪ ,‬وحذف‬ ‫البسملة منها ‪ ،‬وزاد آمين فيها‪ ,‬وهي كلمة سريانية يهودية‪)2(.‬‬

‫وأما عثمان فهو وإن كان من كتاب الوحي‪ ,‬إال أنه لم يكتب منه إال قليال‪ ,‬فعن‬ ‫مناقب ابن شهر اشوب في ذكر كتابه "صلى هللا عليه واله"‪ :‬كان علي يكتب أكثر‬ ‫الوحي‪ ,‬ويكتب أيضا غير الوحي‪ ,‬وكان أبي ابن كعب وزيد بن ثابت يكتبان‬ ‫الوحي‪ ,‬وكان زيد وعبد هللا بن األرقم يكتبان إلى الملوك‪ ،‬وعالء بن عقبة و عبد‬ ‫هللا بن أرقم يكتبان القباالت ‪ ،‬والزبير بن العوام وجهم بن الصلت يكتبان‬ ‫الصدقات‪ ,‬وحذيفة يكتب صدقات التمر‪ ,‬وقد كتب له عثمان وخالد وأبان ابنا‬ ‫سعيد بن العاص والمغيرة بن شعبة والحصين بن نمير والعالء بن الحضرمي‬ ‫وشرحبيل بن حسنة الطانحي وحنظلة بن ربيع األسدي و عبد هللا بن سعد بن أبي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االستغاثة في بدع الثالثة ألبي القاسم الكوفي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,28‬من بدع الثاني في الصالة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الصراط المستقيم للعاملي‪:‬ج‪ 3‬ص‪" ,21‬تتمة الباب الثاني عشر" في الطعن فيمن‬ ‫تقدمه بظلمه وعدوانه‪ ,‬النوع الثاني‪,‬في عمر‪.‬‬

‫‪230‬‬

‫سرح وهو الخائن في الكتابة‪ ,‬فلعنه رسول هللا وقد ارتد‪ )1(.‬وظاهره أن ما لم‬ ‫يكتبه أمير المؤمنين "عليه السالم" من الوحي وهو القليل منه شارك في كتابته‬ ‫أبي وزيد وعثمان على ما يظهر من غيره أنه من كتاب الوحي‪ ,‬وإن كان يوهم‬ ‫كالمه خالف ذلك‪ ,‬فيكون سهمه منه نزرا يسيرا‪ ,‬ولم يكن دخوله في الكتاب‬ ‫بشوق منه‪ ,‬وإنما أدخله النبي "صلى هللا عليه واله" فيهم لمصلحة هي أن ال‬ ‫يكذبوا في أمر القرآن بأن يقولوا أنه مفترى أو أنه لم ينزل به الروح األمين كما‬ ‫قال أسالفهم‪ ,‬بل قالوا هم أيضا‪ ,‬ذكر ذلك في األنوار‪)2(,‬‬

‫ومع ذلك ففي أربعين المولى الفاضل محمد طاهر القمي‪ )3(,‬وصراط المستقيم‬ ‫للعاملي(‪ )4‬وضياء العالمين(‪ )5‬وغيرها‪ :‬روى عكرمة ومجاهد والسدي والفراء‬ ‫والزجاج والجبائي وابن عباس وأبو جعفر "عليه السالم" أن عثمان كان يكتب‬ ‫الوحي ويغير‪ ,‬فيكتب موضع غفور رحيم‪ ,‬سميع عليم‪ ,‬وموضع سميع عليم‪,‬‬

‫سأ ُ ْن ِز ُل ِمثْ َل َما أَ ْنزَ َل َّ‬ ‫اَّللُ ﴾‬ ‫عزيز حكيم‪ ,‬فأنزل هللا فيه‪َ ﴿:‬و َم ْن قَا َل َ‬

‫اإلنعام‪,93:‬‬

‫قال السيد في الطرائف‪ :‬ومن طرائف ما ذكروه عن عثمان من سوء إقدامه على‬

‫ان‬ ‫القول في ربهم ورسولهم‪ ,‬ما ذكره الثعلبي في تفسير قوله تعالى‪ِ ﴿:‬إ ْن ٰ َهذَ ِ‬ ‫ان﴾ طه‪ ,63:‬روى عن عثمان أنه قال‪ :‬إن في المصحف لحنا وستـــقومه‬ ‫س ِ‬ ‫لَ َ‬ ‫اح َر ِ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مناقب ابن شهر اشوب‪:‬ج‪ 1‬ص‪,140‬فصل في أقربائه وخدامه‪.‬‬ ‫‪ -2‬لم أقف على المصدر المذكور لكون غير مطبوع‪.‬‬ ‫‪ -3‬كتاب األربعين للقمي الشيرازي‪:‬ص‪,590‬في مفاسد القول بالجبر‪.‬‬ ‫‪ -4‬الصراط المستقيم للعاملي‪:‬ج‪ 3‬ص‪" ,36‬تتمة الباب الثاني عشر" في الطعن فيمن‬ ‫تقدمه بظلمه وعدوانه‪ ,‬النوع الثاني‪,‬في عمر‪.‬‬ ‫‪ -5‬وفق تتبعي لم أقف على هذا الخبر في ضياء العالمين للعالمة الفتوني العاملي‪.‬‬ ‫‪231‬‬

‫العرب بألسنتهم‪ ,‬فقيل له‪ :‬أال تغيره ؟‪ ,‬فقال‪ :‬دعوه فإنه ال يحلل حراما وال يحرم‬ ‫حالال‪ ,‬وذكر نحو هذا الحديث ابن قتيبة في كتاب المشكل‪ .‬قال رحمه هللا‪ :‬فليت‬ ‫شعري هذا اللحن في المصحف ممن هو ؟ إن كان عثمان يذكر أنه من هللا‪ ,‬فهو‬ ‫كفر جديد ال يخفى على قريب وال بعيد‪ ,‬وإن كان من غير هللا فكيف نزل كتاب‬ ‫ربه مبدال مغيرا‪ ،‬لقد ارتكب بذلك بهتانا عظيما ومنكرا‪)1(.‬‬

‫وفي محاضرات الراغب األصفهاني‪ :‬كان القوم الذين كتبوا المصحف لم يكونوا‬ ‫قد حذقوا الكتابة فلذلك وضعت أحرف على غير ما يجب أن تكون عليه‪)2(,‬‬

‫وسنفصل القول في ذلك إن شاء هللا‪.‬‬ ‫وأما معاوية فقد عده جماعة من مخالفينا من كتاب الوحي‪ ,‬مع أن جمهور‬ ‫الجمهور نقلوا أنه أسلم بعد فتح مكة‪ ,‬وقبل وفاة النبي "صلى هللا عليه واله" بستة‬ ‫أشهر تخمينا ‪ ,‬قال في الطرائف‪ :‬فكيف يقبل العقول أن يوثق في كتابة الوحي‬ ‫بمعاوية! مع قرب عهده بالكفر وقصوره في اإلسالم‪ ,‬حيث دخل فيه‪ )3(,‬وفي‬ ‫صراط المستقيم ‪ :‬وكان يكتب عن نفسه كاتب الوحي‪ )4(,‬وفي إحقاق الحق‪ ,‬عن‬ ‫المؤرخ المشهور حافظ أبرو من الشافعية‪ :‬إنه كان كاتب الصدقات انتهى‪)5(,‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف البن طاووس‪,491-490:‬في قول عثمان‪ :‬إن‬ ‫في القران لحنا‪.‬‬ ‫‪ -2‬محاضرات األدباء للراغب األصفهانى‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,449‬ما في القرآن من تغيير‬ ‫الكتابة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف البن طاووس‪ ,502 :‬في تسميتهم معاوية كاتب‬ ‫الوحي وخال المؤمنين‪.‬‬ ‫‪ -4‬الصراط المستقيم للعاملي‪:‬ج‪ 3‬ص‪" ,36‬تتمة الباب الثاني عشر" في الطعن فيمن‬ ‫تقدمه بظلمه وعدوانه‪,‬فصل في بدع معاوية ومساويه ومثالبه‪.‬‬ ‫‪ -5‬إحقاق الحق"األصل" للتستري‪:‬ص‪.262‬‬

‫‪232‬‬

‫وقال ابن أبي الحديد‪ :‬واختلف في كتابته له كيف كانت‪ ,‬فالذي عليه المحققون من‬ ‫أهل السيرة أن الوحي كان يكتبه علي "عليه السالم"‪ ,‬وزيد بن ثابت‪ ،‬وزيد بن‬ ‫أرقم‪ ،‬وأن حنظلة بن الربيع التيمي ومعاوية بن أبي سفيان كانا يكتبان له إلى‬ ‫الملوك وإلى رؤساء القبائل‪ ,‬ويكتبان حوائجه بين يديه‪ ،‬ويكتبان ما يجبى من‬ ‫أموال الصدقات وما يقسم في أربابها‪)1(,‬وقال غيره‪ :‬أنه كان يكتب بعض‬ ‫المكاتب للناس فقط ‪ ,‬وقد روى جماعة أن النبي "صلى هللا عليه واله" دعاه لكتابة‬ ‫وأرسل إليه ابن عباس فلم يأته‪ ,‬وقال‪ :‬إنه يأكل‪ ,‬فقال "صلى هللا عليه واله"‪ :‬ال‬ ‫أشبع هللا بطنه‪)2(.‬‬

‫ومما يؤيد جميع ما ذكرنا أنهم لو كانوا معتنين بالدين ومعتصمين بجميع ما نزل‬ ‫به الوحي األمين‪ ,‬وهم كانوا عالمين بالكتابة مدرجين في سلك الكتاب‪ ,‬لكان عند‬ ‫كل واحد منهم قرآنا تاما وكتابا جامعا لوجود الدواعي الكثيرة إليه ‪ ,‬ومعه لم‬ ‫يحتاجوا إلى جمعه من األفواه والصدور ‪ ,‬وعلم من احتياجهم إليه أنهم متى‬ ‫أمروا بكتابة آية أو آيات‪ ,‬إنما يكتبون ما كانوا يسلمونها إلى النبي "صلى هللا‬ ‫عليه واله" ولم يكن عندهم منها نسخة إال ما بقي من حفظهم قهرا حفظوها خوفا‪,‬‬ ‫وهؤالء مع ما هم عليه من الجهالة والغباوة وعدم الخبرة بمراتب تفصيل القرآن‬ ‫كما وكيفا‪ ,‬لم يستعينوا في جمعهم بعالم معصوم جامع محيط لم يشذ عنه شيء‬ ‫منه في جميع مراتبه باعترافهم‪ ,‬حتى يعرفهم الزيادة والنقيصة ويبين لهم الوضع‬ ‫والترتيب‪ ,‬وال بأحد ممن يرجى منه بعض ذلك من الذين لم يفارقوا عنه‪ ,‬كسلمان‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬شرح نهج البالغة البن أبي الحديد‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,338‬في نسب معاوية وبعض أخباره‪.‬‬ ‫عا ُؤهُ‬ ‫‪ -2‬البداية والنهاية البن كثير‪:‬ج‪ 9‬ص‪ ,86-85‬باب في كالم األموات وعجائبهم‪ ,‬د ُ َ‬ ‫اس‪.‬‬ ‫ص َالة ُ َوال َّ‬ ‫علَ ْي ِه ال َّ‬ ‫ض النَّ ِ‬ ‫علَى َب ْع ِ‬ ‫س َال ُم َ‬ ‫َ‬ ‫‪233‬‬

‫وأبي ذر والمقداد وحذيفة وعمار‪ ,‬ومن كان يحذو حذوهم ويرى رأيهم ‪ ,‬وفي‬ ‫خبر الزنديق قال "عليه السالم"‪ :‬ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على‬ ‫معادات أولياء هللا‪ ,‬فألفه على اختيارهم‪ )1(.‬حتى أنهم أعرضوا عن أبي ومصحفه‬ ‫الذي جمعه‪ ,‬مع قولهم أن النبي "صلى هللا عليه واله" قال‪ :‬أقرأكم أبي ‪ ,‬وعن عبد‬ ‫هللا ابن مسعود ومصحفه‪ ,‬وقد رووا عنه "صلى هللا ليه واله"‪ :‬من أراد أن يقرأ‬ ‫القرآن غضا كما أنزل‪ ,‬فليقرأه على قراءة ابن أم عبد(‪.)2‬‬ ‫وذكر الراغب في المحاضرات‪ :‬أن عثمان أحرق مصحف ابن مسعود و إن ابن‬ ‫مسعود كان يقول‪ :‬لو ملكت كما ملكوا‪ ,‬لصنعت بمصحفهم مثل الذي صنعوا‬ ‫بمصحفي‪.‬انتهى‪ )3(.‬ويأتي شرح ذلك إن شاء هللا‪,‬‬ ‫ولم يكن لهم أصل آخر تام محفوظ يعرضون جمعهم عليه ويرجعون في مقام‬ ‫الحاجة إليه‪ ,‬إذ مر أنه كان متفرقا متشتتا في األلواح والصدور‪ ,‬وكان في أكثر‬ ‫من حمله ما يقتضي تضييعه من عدم المباالة في الحفظ والصيانة‪ ,‬وعدم االهتمام‬ ‫بالضبط والحراسة‪ ,‬ومر ما في االحتجاج‪ :‬من أن طلحة قال ألمير المؤمنين عليه‬ ‫السالم‪ :‬وقد سمعت عمر يقول‪ :‬إنه قد قتل يوم اليمامة قوم كانوا يقرؤون قرآنا ال‬ ‫يقرأه غيرهم فقد ذهب‪ ,‬وقد جاءت شاة إلى صحيفة وكتاب يكتبون فأكلتها وذهب‬ ‫ما فيها‪ ,‬والكاتب يومئذ عثمان‪)4(,‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,383‬في أن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف وال‬ ‫زيادة‪.‬‬ ‫‪ -2‬االستيعاب البن عبد البر‪:‬ج‪ 3‬ص‪,990‬تتمة حرف العين‪ ,‬باب عبد هللا‪.‬‬ ‫‪ -3‬محاضرات األدباء للراغب األصفهانى‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,448‬في جمع المصحف‪.‬‬ ‫‪ -4‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪383‬في حديث الثقلين‪.‬‬

‫‪234‬‬

‫وفي محاضرات الراغب األصفهاني‪ :‬قالت عائشة‪ :‬لقد نزلت آية الرجم ورضاع‬ ‫الكبير‪ ,‬وكانتا في رقعة تحت سريري‪ ,‬وشغلنا بشكاة رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله" فدخلت داجن للحي فأكلته(‪)1‬‬

‫وفي ضياء العالمين ‪ :‬وكانت األصحاب مكتفين برهة من الزمان بما كان منه ‪-‬‬ ‫أي القرآن ‪ -‬عندهم متفرقا إلى قتل عامة حفاظه في حرب اليمامة‪ ,‬حتى نقلوا أنه‬ ‫كان بعض األوراق منه عند منبر النبي "صلى هللا عليه واله" فأكلته عنزة ‪ ,‬فعند‬ ‫ذلك قعد عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت الخ ‪ ,‬مضافا إلى الحوادث الخارجة‬ ‫والسوانح المعترضة كقتل القراء وموتهم قبل جمعهم كما مر‪ ,‬وسهوهم‬ ‫ونسيانهم‪ )2(,‬ومر في خبر ابن أبي داوود‪ :‬أن عمر سأل عن آية من كتاب هللا‬ ‫فقيل كانت مع فالن قتل يوم اليمامة‪ ,‬فقال إنا هلل وأمر بجمع القرآن‪ ,‬وفي خبر ابن‬ ‫شهاب‪ :‬أنه كان أنزل قرآن كثير فقتل علماؤه يوم اليمامة الذين كانوا قد وعوه‪,‬‬ ‫ولم يعلم بعدهم ولم يكتب‪ ,‬ولما جمع أبو بكر وعمر وعثمان القرآن ولم يوجد مع‬ ‫أحد بعدهم ‪ ,‬وممن قتل يوم اليمامة سالم بن معقل مولى أبي حذيفة‪ ,‬الذي روى‬ ‫البخاري‪ ,‬عن عبد اله بن عمرو بن العاص‪ ,‬عن النبي "صلى هللا عليه واله" أنه‬ ‫قال‪ :‬خذوا القرآن من أربعة‪ ,‬من عبد هللا بن مسعود‪ ,‬وسالم‪ ,‬ومعاذ بن جبل وأبي‬ ‫بن كعب‪ )3(,‬وروي أيضا في غزوة بئر معونة أن الذين قتلوا بها من الصحابة‬ ‫كان يقال لهم القراء وكانوا سبعين رجال‪)4(,‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬محاضرات األدباء للراغب األصفهانى‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,448‬في جمع المصحف‪.‬‬ ‫‪ -2‬وفق تتبعي لم أقف على هذا الخبر في ضياء العالمين للعالمة الفتوني العاملي‪.‬‬ ‫‪ -3‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 6‬ص‪ 186‬ح‪ ,4999‬كتاب فضائل القرآن باب القراء من‬ ‫أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ -4‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 5‬ص‪ 104‬ح‪ ,4088‬كتاب المغازي‪ ,‬باب غزوة الترجيع‪.‬‬ ‫‪235‬‬

‫ويأتي في خبر أبي عبيدة وغيره‪ ,‬أن األحزاب كانت تقرأ في زمان النبي "صلى‬ ‫هللا عليه واله" مائتي آية‪ ,‬فلما كتب عثمان المصاحف فلما كتب عثمان المصاحف‬ ‫لم يقدر منها إال على ما هو عليه اآلن‪.‬‬ ‫وفي هذا المعنى أخبار كثيرة تأتي في محلها‪ ,‬وبعد ذلك كله احتمال كتمان‬ ‫بعضهم ما كان عنده من اآليات خصوصا ما تضمنت مدح من يعاديه‪ ,‬أو ذم من‬ ‫يواليه‪ ,‬وهذا غير بعيد منهم بعد الرجوع إلى حاالتهم‪ ,‬سيما في كتب اإلمامة‪ ,‬فقد‬ ‫كتموا أكثرهم ما كان أعظم منه وضوحا‪ ,‬كإنكارهم النص الجلي على خالفة أمير‬ ‫المؤمنين "عليه السالم" وإنكار عمر أخوته "عليه السالم" مع النبي "صلى هللا‬ ‫عليه واله"‪ ,‬عقد األخوة بين المهاجرين واألنصار‪ ,‬وبين كل فئتين من المهاجرين‬ ‫وبين كل أثنين من األنصار‪ ,‬وبينه وبين علي "عليه السالم" في السنة األولى من‬ ‫الهجرة بمرأى منهم ومسمع منهم‪ ,‬ولم ينكر عليه أحد‪ ,‬ولما استشهد أمير‬ ‫المؤمنين "عليه السالم" حديث غدير خم من الصحابة‪ ,‬لم يشهد عليه إال أثنا عشر‬ ‫منهم‪ ,‬وقد كان عدد من حضر غدير خم سبعين ألفا‪.‬‬ ‫وهذا عجيب! وأعجب من هذا أن الصديقة الطاهرة "عليها السالم" لما طلبت‬ ‫إرثها من األول‪ ,‬وكان في حشد من المهاجرين واألنصار وغيرهم‪ ,‬وأنشدت‬ ‫خطبتها البليغة المشهورة‪ ,‬قال في جملة كالمه في جوابها عليها السالم‪ :‬أني‬ ‫سمعت رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" يقول‪":‬نحن معاشر األنبياء ال نورث ذهبا‬ ‫وال فضة وال دارا وال عقارا‪ ,‬وإنما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة‪ ،‬وما‬ ‫كان من طعمه فلولي األمر‪,‬إلى أن قال‪ :‬وذلك بإجماع من المسلمين لم أنفرد به‬ ‫وحدي‪ ،‬ولم أستبد بما كان الرأي فيه عندي‪ ،‬ثم لما ردت "عليها السالم" كالمه‬ ‫باآليات الظاهرة الباهرة‪ ,‬قال ثانيا‪ :‬هؤالء المسلمون بيني وبينك قلدوني ما‬

‫‪236‬‬

‫تقلدت‪ ,‬وباتفاق منهم أخذت ما أخذت غير مكابر وال مستبد وال مستأثر‪ ,‬وهم‬ ‫بذلك شهود‪ ,‬فالتفتت فاطمة "عليها السالم" إلى الجماعة توبخهم وتخوفهم فلم‬ ‫يتكلم أحد منهم ولم يعتذ إليها واحد‪ ,‬ولم ينكر على أبي بكر أحد‪ ,‬بأني لم أسمع‬ ‫هذا منه "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬مع أن جميعهم لم يسمعوه‪ )1(.‬أفيستغرب من قوم‬ ‫أجمعوا على وضع خبر يكذبه ظاهر القرآن أن يكتم بعضهم بعض اآليات‬ ‫والدواعي متحدة موجودة ؟‬ ‫وفي األمالي في حديث طويل‪ ,‬عن أبي الحمراء مولى النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله" أنه دعا مائة من العرب‪ ,‬وخمسين رجال من العجم‪ ,‬وثالثين رجال من‬ ‫القبط‪ ,‬وعشرين رجال من الحبشة‪ ,‬فأخذ منهم العهد والشهادة بالتوحيد والرسالة‬ ‫وان علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وولي أمرهم بعده‪ ,‬فأقروا ثم كتب في ذلك‬ ‫صحيفة أثبت فيها شهادتهم‪)2(.‬‬

‫ويأتي إن شاء هللا في الجواب عن أدلة النافين ذكر جملة من الموارد التي نسوا‬ ‫أصلها أو ضيعوا حدودها‪ ,‬مما كان يجب على كل واحد منهم أخذه وحفظه‪,‬‬ ‫والعمل به حتى في كل يوم مرة أو مرات‪ ,‬وبه يزول استغراب كتمان بعضهم أو‬ ‫أكثرهم بعض اآليات أو نسيانهم إياه مع عدم وجوب حفظه عينا على كل واحد‬ ‫منهم بل كفائيا أيضا‪ ,‬لوجود فرد منه عند النبي "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬ثم إنه‬ ‫يظهر مما تقدم ويأتي‪ ,‬أنهم لم يثبتوا في القرآن اآليات التي كانت مع واحد منهم‬ ‫ولم يشهد عليها اثنان‪ ,‬منها آية الرجم التي كانت مع عمر‪ ,‬ومنها سورتي الحفد‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مواقف الشيعة لألحمدي الميانجي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,466-465‬خطبة الزهراء عليها‬ ‫السالم في المسجد‪.‬‬ ‫‪ -2‬االمالي للصدوق‪:‬ص‪ ,465‬في فضائل علي"ع"‪.‬‬ ‫‪237‬‬

‫والخلع التي كانتا مع أبي ‪ ,‬صرح بذلك العالمة في قنوت التذكرة‪ )1(,‬واعتذروا‬ ‫عن ثبت ما انفرد به خزيمة‪ ,‬وهي آخر سورة براءة بأن النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله" جعل شهادته بمنزلة شهادتين ‪ ,‬ومما يؤيد االستلزام المذكور أن الظاهر بل‬ ‫المقطوع عادة‪ ,‬أن جماعة ممن كانوا على الحق ومعه ظاهرا وباطنا‪ ,‬كسلمان‬ ‫وأصحابه‪ ,‬كانوا منفردين أيضا ببعض اآليات‪ ,‬كانفراد غيرهم ممن ادعوا في‬ ‫حقهم ذلك‪ ,‬وذلك لشدة حرصهم على تلقي القرآن مع فراغ بالهم وكثرة مالزمتهم‬ ‫للنبي "صلى هللا عليه واله" حتى قالت عائشة‪ :‬كان لسلمان مجلس من رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله" ينفرد به بالليل حتى كاد يغلبنا على رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه واله"‪ ,‬وفي الصحيح عنه "صلى هللا عليه واله" ‪ :‬ما حضرني جبرائيل إال‬ ‫أمرني عن ربي عز وجل أن أقرئه السالم‪ )2(,‬وفي أخبار كثيرة أنه قرأ الكتاب‬ ‫األول والكتاب اآلخر‪)3(,‬‬

‫والظاهر جواز كتمانهم على الجماعة ما كان عندهم من القرآن لعدم وجوب‬ ‫تسليمه عليهم قبل مطالبتهم به‪ ,‬بل وبعدها‪ ,‬ويحتمل كراهيته لهم‪ ,‬لكونه داخال في‬ ‫إعانة الظالمين‪ ,‬بل حرمته من حيث كونه إعانة لهم في الظلم‪ ,‬لوضوح كون‬ ‫جمعهم هذا في مقابل جمع إمامهم الذي كان يجب عليهم إطاعته واألخذ بما جاء‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تذكرة الفقهاء"ط‪.‬ق" للعالمة الحلي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,129‬في التعقيب واستحباب الدعاء‬ ‫بالمنقول وافضله تسبيح الزهراء وبيان كيفيته‪.‬‬ ‫‪ -2‬االختصاص للمفيد‪:‬ص‪,222‬فضل سلمان وأبي ذر ومقداد وعمار‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجمع الزوائد للهيثمي‪:‬ج‪ 9‬ص‪’158‬ح‪,14941‬‬

‫كتاب المناقب باب في فضل‬

‫جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وغيرهما رضي هللا عنهما‪.‬‬

‫‪238‬‬

‫به‪ ,‬سيما مع قصدهم بجمعهم اإلضرار عليه كما علم‪ ,‬وروى البرقي(‪)1‬‬

‫والكافي(‪ )2‬والشيخ بأسانيدهم عن موسى بن جعفر "عليهما السالم" في حديث‬ ‫طويل‪ ,‬فيه‪ :‬و ال تعلموا هذا الخلق أصول دين هللا بل‪ ,‬ارضوا لهم بما رضى هللا‬ ‫لهم من ضالل‪ ،‬وفي الكافي عن الصادق "عليه السالم" أنه قال لثابت‪ :‬مالكم‬ ‫وللناس‪ ,‬كفوا عن الناس وال تدعوا أحدا إلى أمركم‪ )3(,‬وقد ورد في خصوص‬ ‫كتمان بعض األدعية عن المخالفين وحرمانهم عن فيضها أخبار كثيرة‪ ,‬وكتمان‬ ‫القرآن عن هؤالء في هذا المقام أولى منه من وجوه عديدة‪ ,‬بل تسليمه إليهم أشبه‬ ‫ببيع السالح من أعداء الدين‪ ,‬إذ فيه تقوية للمنافقين ولصوص شريعة سيد‬ ‫المرسلين‪ ,‬ووجود فرد تام محفوظ منه عند اإلمام "عليه السالم" كاف في إسقاط‬ ‫الوجوب الكفائي عن الجماعة المذكورة ‪.‬‬ ‫ومما يؤيده أيضا احتمال انفرد جماعة ممن ارتدوا ظاهرا عن اإلسالم‪ ,‬ببعض‬ ‫القرآن‪ ,‬وهم خلق كثير على ما ذكره أرباب السير‪ ,‬وحكى السيد بن طاووس في‬ ‫كشف المحجة‪ ,‬عن جماعة منهم‪ ,‬العباس بن عبد الرحيم المروزي‪ ,‬أنه‪ :‬ولم يلبث‬ ‫اإلسالم بعد موت النبي "صلى هللا عليه واله" من طوائف العرب إال في أهل‬ ‫المدينة وأهل مكة وأهل الطائف ارتد سائر الناس‪ ,‬ثم شرح فقال‪ :‬ارتدت بنو تميم‬ ‫وغيرهم واجتمعوا على مالك ابن نويرة اليربوعي‪ ,‬وارتدت ربيعة كلها وكانت‬ ‫لهم ثالثة عساكر‪ ,‬عسكر باليمامة مع مسيلمة الكذاب‪ ,‬وعسكر مع مغرور‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬المحاسن للبرقي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,308‬ح‪,22‬كتاب العلل‪.‬‬ ‫‪ -2‬للكليني‪ :‬ج‪ 3‬ص‪,93-92‬ح‪,1‬باب معرفة دم الحيض والعذرة و القرحة‪.‬‬ ‫‪ -3‬للكليني‪ :‬ج‪ 2‬ص‪,213‬ح‪,2‬باب في ترك دعاء الناس‪.‬‬

‫‪239‬‬

‫الشيباني وفيه بنو شيبان وعامة بكر بن وائل‪ ,‬وعسكر مع الحطم العبدي‪ ,‬وارتد‬ ‫أهل اليمن‪ ,‬وارتد األشعث بن قيس في كندة‪ ,‬وارتد أهل مأرب مع األسود‪,‬‬ ‫وارتدت بنو عامر إال علقمة بن عالفة‪)1(,‬‬

‫وظاهر أنهم لم يكونوا في مقام اإلطاعة كي يسلموا ما عندهم عند المطالبة‪ ,‬ولم‬ ‫يكونوا متدينين حتى يحفظوه عن التلف واإلضاعة‪ ,‬ومما يؤيده أيضا كثرة‬ ‫األصحاب وتفرقهم في أقاصي البالد‪ ,‬فقد مات رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‬ ‫عن مائة وأربعة وعشرين ألف صحابي‪.‬‬ ‫وقال السيوطي في مقام رد قول أنس بن مالك على ما رواه إمامهم في صحيحه‬ ‫عنه‪ :‬من أن النبي "صلى هللا عليه واله" مات ولم يجمع القرآن غير أربعة‪ ,‬أبو‬ ‫الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد‪ )2(,‬ما لفظه ‪ :‬وقد استنكر جماعة‬ ‫من األئمة الحصر في األربعة‪ ,‬وقال المازري‪ :‬ال يلزم من قول أنس لم يجمعه‬ ‫غيرهم‪ ,‬أن يكون الواقع في نفس األمر كذلك‪ ,‬ألن التقدير أنه ال يعلم أن سواهم‬ ‫جمعه‪ ,‬وإال فكيف اإلحاطة بذلك مع كثرة الصحابة وتفرقهم في البالد‪ ,‬وهذا ال‬ ‫يتم إال إن كان لقي كل واحد منهم على انفراده‪ ,‬وأخبره عن نفسه أنه لم يكمل له‬ ‫جمع في عهد النبي "صلى هللا عليه واله" وهذا في غاية البعد في العادة‪)3(.‬‬

‫قلت‪ :‬وهو في المقام أبعد إذ جمع القرآن كله منقبة عظيمة لم يكن ليخفيها جامعه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كشف المحجة البن طاووس‪ ,69:‬الفصل الثاني والتسعون‪ ,‬أسباب ارتداد الغرب بعد‬ ‫موت النبي"ص"‪.‬‬ ‫‪ -2‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 6‬ص‪,187‬ح‪ ,5004‬كتاب فضائل القرآن باب القراء من‬ ‫أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,245‬النوع العشرون‪ :‬في معرفة حفاظه ورواته‪.‬‬

‫‪240‬‬

‫على أحد كما ال يخفى على من عرف طريقتهم ووقف على سيرتهم‪ ,‬فقد كانوا‬ ‫يفتخرون بما هو دونه بمراتب‪ ,‬وأما وجود آية أو آيتين عند بعض ممن لم يكن‬ ‫معهم من بين تلك الجم الغفير وخفائه عليهم فاحتمال قريب ‪.‬‬ ‫والحاصل أن من أنصف نفسه وأمعن نظره في حال القرآن وكيفية نزوله منجما‬ ‫على حسب حدوث الحوادث والوقائع في طول بضع وعشرين سنة في أماكن‬ ‫كثيرة متباعدة في حال السفر والحضر وفي الغزوات وغيرها سرا وعالنية‪ ,‬ثم‬ ‫سرح طرفه وأجال فكره في حال القوم المباشرين لجمع القرآن الذين آمنوا‬ ‫بألسنتهم ليحقنوا به دمائهم‪ ,‬وهم بين جاهل غبي‪ ,‬ومعاند غوي‪ ,‬واله عن الدين‬ ‫وتاه في شيع األولين‪ ,‬وصارف همته في ترويج كفره‪ ,‬وجبار يخاف من مخالفة‬ ‫نهيه وأمره‪ ,‬ليس فيهم من يرجى خيره ويؤمن شره‪ ,‬ال يكاد يشك أنهم أخس قدرا‬ ‫وأعجز تدبيرا وأضل سبيال وأخسر عمال وأجهل مقاما وأشر مكانا وأسفه رأيا‬ ‫وأشقى فطرة من أن يوفقوا أو يقدروا على تأليف تمام ما أنزل في تلك المدة على‬ ‫النحو الذي أراده هللا من غير أن ينقص منه شيء‪ ,‬أو يزيد فيه حرف أو يؤخر‬ ‫مقدم أو يقدم مؤخر‪ ,‬وسيأتي إن شاء هللا تعالى في الجواب عن بعض أدلة من‬ ‫ذهب إلى عدم التغيير فيه ما به ينكشف حال القوم وهللا العاصم‪)1(.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬انتهى الدليل الثاني واخذ من نسخة باء‪,‬لعدم توفره في نسخة إلف‪.‬‬

‫‪241‬‬

‫الدليل‬

‫الثالث(‪)1‬‬

‫إن أكثر العامة وجماعة من الخاصة ذكروا في أقسام اآليات المنسوخة‪ ,‬ما‬ ‫نسخت تالوتها دون حكمها‪ ,‬أو ما نسخت تالوتها وحكمها معا‪ ,‬وذكروا للقسمين‬ ‫أمثلة ورووا أخبارا كثيرة‪ ,‬ظاهرة بل صريحة في وجود بعض اآليات والكلمات‬ ‫التي ليس لها في القرآن المتداول أثر وال عين‪ ,‬وأنه كان منه في عصر النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله" يتلونه األصحاب‪ ,‬وحملوها على أحد القسمين من غير أن‬ ‫تكون فيها داللة وإشارة على ذلك‪ ,‬وحيث أن نسخ التالوة غير واقع عندنا‪ ,‬فهذه‬ ‫اآليات والكلمات ال بد وأن تكون مما سقطت أو أسقطوها من الكتاب جهال أو‬ ‫عمدا‪ ,‬ال بإذن من هللا ورسوله وهو المطلوب‪ ,‬ولنا في المقام دعويان‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬عدم نسخ تالوة بعض اآليات ‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬ورود تلك األخبار التي أشرنا إليها ‪.‬‬ ‫أما األولى‪ :‬فاعلم أنهم اختلفوا في نسخ التالوة وعدمه في مقامين‪:‬‬ ‫أ‪ :‬في إمكانه وجوازه‪ .‬ب‪ :‬في وقوعه ووروده‪.‬‬ ‫أما األول‪ :‬فالمنقول من جمهور األصوليين هم الجواز‪ ,‬بل في نهاية العالمة ذهب‬ ‫إليه أكثر العلماء‪ ,‬ونسب الخالف إلى شاذ من المعتزلة‪ ,‬واستدلوا للجواز بأن‬ ‫التالوة حكم شرعي يثاب المكلف عليه‪ ,‬قال "صلى هللا عليه واله"‪ :‬من قرأ القرآن‬ ‫وأعربه فله بكل حرف منه عشر حسنات‪ ,‬والحكم أيضا شرعي‪ ,‬وقد ثبت إمكان‬ ‫اختالف األوقات في نسبة المصلحة لعبادة معينة إليها‪ ,‬فتكون العبادة مصلحة في‬ ‫وقت ومفسدة في آخر‪ ,‬ولهذا يجوز النسخ‪ ,‬فجاز في هاتين العبادتين أن تكونا‬ ‫مصلحتين في وقت ومفسدتين في آخر‪,‬وأن تكون إحداهما مصلحة في وقت‬ ‫واألخرى مفسدة في بعض اآليات دون بعض‪ ,‬أو أن تكون إحداهما مصلحة في‬ ‫وقت‪ ,‬واألخرى في آخر‪,‬فال استبعاد حينئذ في نسخهما معا‪ ,‬ونسخ إحداهما‬ ‫كغيرها من العبادات‪,‬وربما يستبعد في وجود الحكمة في رفع التالوة مع بقاء‬ ‫الحكم‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بداية الدليل الثالث‪ :‬اعتمدته من نسخة باء لعدم توفرها في نسخة إلف‪.‬‬ ‫‪242‬‬

‫نقل السيوطي عن صاحب الفنون بأن ذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه األمة في‬ ‫المسارعة إلى بذل النفوس‪ ,‬بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع‬ ‫به‪ ,‬فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده‪ ,‬بمنام والمنام أدنى‬ ‫طريق الوحي‪)1(,‬‬ ‫وفيه‪ :‬أن سد الشارع باب العلم المفتوح إلى حكمه وأمره بالرجوع إلى الطرق‬ ‫الظنية‪ ,‬التي ال توصل سالكها إلى الواقع دائما قبيح‪ ,‬لتفويت المصلحة الواقعية‪,‬‬ ‫إال أن تكون في ترك التالوة في المقام مثال مصلحة يتدارك بها ما يفوت من‬ ‫مصلحة الحكم مع تخلف الطريق‪ ,‬أو في التالوة مفسدة هي أقبح مما يلزم عند‬ ‫التخلف من المفسدة‪ ,‬وكالهما مستبعدان‪ ,‬هذا على ما يقتضيه ظاهر كالمه‪ ,‬من‬ ‫أن نسخ التالوة سد لباب العلم إلى نفس الحكم‪ ,‬كما يظهر من تمثيله بالمنام‪ ,‬وإال‬ ‫بأن يكون ذلك إبطال للطريق المقطوع حجيته لظنية داللة الكتاب كما هو الحق‪,‬‬ ‫فنقول إن الطريق الظني الذي يسلكه المكلف‪ ,‬إن دل على وجوب سلوكه دليل‬ ‫قطعي شرعي أو عقلي فال معنى لالمتحان واالختبار بما ذكره‪ ,‬إذ هو حينئذ في‬ ‫عرض ما لم ينسخ من القرآن‪ ,‬والطريق الذي يوصل إلى الواقع قطعا في قطع‬ ‫المكلف باستحقاق العقاب مع عدم سلوكه‪ ,‬وإال فال يجب بل ال يجوز الرجوع إليه‬ ‫فيفوت الواقع‪ ,‬وتمام الكالم في األصول فاإلنصاف أن االستبعاد في محله إال أن‬ ‫الكالم في أصل الجواز ومجرد االستبعاد ال ينهض دليال على االمتناع‪ ,‬مع أن‬ ‫الكالم أعم من اآليات التي تضمنت األحكام كما يظهر من أمثلة بعضهم فالحظ‬ ‫وتأمل ‪.‬‬ ‫وأما الثاني‪ :‬فاألكثر منا على عدم وقوعه‪ ,‬ونسب القول بالوقوع في المعارج إلى‬ ‫القيل‪ ,‬ويظهر منه التوقف فيه‪ )2(,‬وذهب العالمة في النهاية(‪ )3‬والمحقق الثاني‬ ‫في جامع المقاصد(‪)4‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 4‬ص‪ ,81‬النوع السابع واألربعون‪ :‬في ناسخه ومنسوخه‪.‬‬ ‫‪ -2‬معارج األصول للمحقق الحلي‪:‬ص‪,170‬الفصل الثالث في المنسوخ‪.‬‬ ‫‪ -3‬نهاية اإلحكام للعالمة الحلي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,20‬مقدمة الكتاب‪.‬‬ ‫‪ -4‬جامع المقاصد للمحقق الكركي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,271-270‬حكم مس المنسوخ حكمه‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫‪243‬‬

‫والسيد في المفاتيح(‪ )1‬وصاحب القوانين(‪ )2‬إلى الوقوع وهو ظاهر بعض الفقهاء‬ ‫في مسألة وجوب الوضوء لمس كتابة القرآن وأنه هل يجوز مس منسوخ التالوة‬ ‫أم ال! وهو مذهب أكثر المخالفين والحق هو األول لوجوه‪:‬‬ ‫األول‪ :‬االتفاق الذي حكاه الشيخ المفيد في المقاالت‪ ,‬قال رحمه هللا في الكتاب‬ ‫المذكور‪ :‬القول في ناسخ القرآن ومنسوخه‪ ,‬وأقول‪ :‬إن في القرآن ناسخا‬ ‫ومنسوخا‪ ,‬كما أن فيه محكما ومتشابها بحسب ما علمه هللا من مصالح العباد‪ ,‬قال‬ ‫ت ِب َخي ٍّْر ِم ْن َها أَ ْو ِمثْ ِل َها﴾‬ ‫س ْخ ِم ْن آيَ ٍّة أَ ْو نُ ْن ِس َها نَأ ْ ِ‬ ‫هللا عز اسمه‪َ ﴿ :‬ما نَ ْن َ‬ ‫البقرة‪ ,106:‬والنسخ عندي في القرآن إنما هو نسخ متضمنه من األحكام وليس‬ ‫هو رفع أعيان المنزل منه كما ذهب إليه كثير من أهل الخالف ثم مثل لنسخ‬ ‫الحكم بآية العدة وأنها صارت أربعة أشهر وعشرا بعدما كانت حوال‪ ,‬وقال‪:‬‬ ‫واستقر هذا الحكم باستقرار شريعة اإلسالم‪ ،‬وكان الحكم األول منسوخا‪ ,‬واآلية‬ ‫به ثابتة غير منسوخة‪ ,‬وهي قائمة في التالوة‪ ،‬كناسخها بال اختالف‪ ,‬وهذا مذهب‬ ‫الشيعة و جماعة من أصحاب الحديث وأكثر المحكمة والزيدية ‪ ،‬ويخالف فيه‬ ‫المعتزلة و جماعة من المجبرة ‪ ،‬ويزعمون أن النسخ قد وقع في أعيان اآلي‪ ,‬كما‬ ‫وقع في األحكام‪ .‬انتهى‪)3(.‬‬ ‫الثاني‪ :‬ظواهر جملة من األخبار‪ ,‬كقول أمير المؤمنين "عليه السالم" في رواية‬ ‫سليم‪ :‬هذا كتاب هللا مجموعا لم يسقط عني منه حرف‪ )4(,‬وفي رواية أخرى‬ ‫وخبر االحتجاج‪ :‬إني لم أزل منذ قبض رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" مشغوال‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫‪ -2‬القوانين المحكمة في االصول للميرزا ابو القاسم القمي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,230‬قانون نسخ‬ ‫التالوة‪.‬‬ ‫‪ -3‬أوائل المقاالت للشيخ المفيد‪:‬ص‪ ,123-122‬القول "‪ "132‬في ناسخ القران‬ ‫ومنسوخه‪.‬‬ ‫‪ -4‬كتاب سليم بن قيس‪:‬ص‪ ,209‬أمير المؤمنين"ع" يقيم الحجة على المسلمين في‬ ‫عصر عثمان‪.‬‬ ‫‪244‬‬

‫بغسله ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد‪ ,‬فلم ينزل هللا تعالى على‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" آية إال وقد جمعتها‪ )1(,‬وغير ذلك مما مر في‬ ‫المقدمة األولى‪ ,‬وقد جمع "عليه السالم" ما أمره بجمعه رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه واله" كي ال يضيع منه شيء ‪.‬‬ ‫وظاهر أنه ال يجوز جمع منسوخ التالوة وكتابتها في القرآن‪ ,‬وال يجب حفظه‬ ‫عن الضياع‪ ,‬إذ هو حينئذ كسائر الكتب السماوية المنسوخة‪ ,‬بل هو من هذه الجهة‬ ‫أسوأ حاال منها‪ ,‬لجواز حفظها بل وجوبها لفائدة الرد على أهلها‪ ,‬وتخصيص تلك‬ ‫األخبار وتقييدها بما عدا منسوخ التالوة يحتاج إلى دليل مفقود في المقام‪ ,‬ويمكن‬ ‫أن يؤيد تلك األخبار بما ورد في وجوب التمسك بالقرآن وحفظه وصيانته‬ ‫وتالوته‪ ,‬وتالوة آياته وسوره واالستشفاء به لصدق القرآن‪ ,‬واآلية على ما ادعي‬ ‫نسخ تالوته حقيقة عند الجميع قبله‪ ,‬فيستصحب فيرتب عليه اآلثار المذكورة ‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬عدم ورود خبر من الصادقين "عليهم السالم" في وقوع هذا القسم من‬ ‫النسخ في القرآن‪ ,‬ولو كان ألشاروا إليه سيما في مقام ذكر اآليات وأقسامها‬ ‫وأنواعها‪ ,‬فقد روى النعماني في تفسيره حديثا مسندا طويال عن الصادق‪ ,‬عن‬ ‫أمير المؤمنين "عليهما السالم" في أقسامها وأنهاها فيه إلى قريب من ستين‪,‬‬ ‫وذكر لجميع األقسام خصوصا للناسخ والمنسوخ‪ ,‬منها أمثلة كثيرة وليس فيه وال‬ ‫في غيره إشارة إليه‪ ,‬وذكر هذا القسم لعله أهم من ذكر كثير من األقسام التي فيه‪,‬‬ ‫لوجوب تميز ما هو محل لألحكام الكثيرة التي ال تحصى عن غيره‪ ,‬ولم يذكره‬ ‫أيضا علي بن إبراهيم ألقمي‪ ,‬وال الشيخ محمد بن الحسن الشيباني‪ ,‬في مقدمة‬ ‫تفسيريهما مع اعتنائهما بذكر غيره‪ ,‬ومما يظهر منه كذب أصل هذه الدعوى ‪.‬‬ ‫إن ظاهر العامة الذين هم األصل في هذا القول‪ ,‬أن جبرائيل "عليه السالم" بين‬ ‫للنبي "صلى هللا عليه واله" في العرضة األخيرة ما نسخ من القرآن وما بقي منه‪,‬‬ ‫ففي اإلتقان‪ :‬أخرج ابن أشته في المصاحف‪ ,‬وابن أبـــــــي شيبة في فضائله‪ ,‬من‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب سليم بن قيس‪:‬ص‪ ,147‬قضايا السقيفة على لسان سلمان الفارسي‪,‬وكتاب‬ ‫االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,107‬ترجمة سليم بن قيس الهاللي‪.‬‬

‫‪245‬‬

‫طريق ابن سيرين‪ ,‬عن عبيدة السلماني‪ ,‬قال‪ :‬القراءة التي عرضت على النبي‬ ‫"صلى هللا عليه وسلم" في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرؤها الناس‬ ‫اليوم‪ ,‬وعن ابن أشته‪ ,‬عن ابن سيرين‪ ,‬قال‪ :‬كان جبريل يعارض النبي "صلى هللا‬ ‫عليه وسلم" كل سنة في شهر رمضان مرة‪ ,‬فلما كان العام الذي قبض فيه‬ ‫عارضه مرتين‪ ,‬فيرون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة األخيرة‪ ,‬وقال‬ ‫البغوي في شرح السنة‪ ,‬يقال‪ :‬إن زيد بن ثابت شهد العرضة األخيرة التي بين‬ ‫فيها ما نسخ وما بقي‪ ,‬وكتبها لرسول هللا "صلى هللا عليه وسلم" وقرأها عليه‪,‬‬ ‫وكان يقرئ الناس بها حتى مات‪ ,‬ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه وواله‬ ‫عثمان كتب المصاحف(‪,)1‬وقال أيضا‪ :‬وذهب جماهير العلماء من السلف‬ ‫والخلف وأئمة المسلمين إلى أنها مشتملة على ما يحتمل رسمها من األحرف‬ ‫السبعة فقط جامعة للعرضة األخيرة التي عرضها النبي "صلى هللا عليه وسلم"‬ ‫على جبريل متضمنة لها لم تترك حرفا منها‪ )3()2(,‬مع أنه قد روى حديث‬ ‫عرض القرآن عليه "صلى هللا عليه واله" في عام وفاته مرتين‪ ,‬المفيد في‬ ‫إرشاده‪ )4(,‬وابن شهرا شوب في مناقبه(‪ )5‬وغيرهما‪ )6(,‬وليس فيه إشارة إلى‬ ‫ترك بعضه‪ ,‬بل ليس فيما رووه عن ابن سيرين أيضا داللة عليه‪ ,‬ومثله ما رواه‬ ‫البخاري في باب كان جبرائيل يعرض القرآن على النبي "صلى هللا عليه واله"‬ ‫عن مسروق‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬عن فاطمة"عليها السالم"‪ :‬أسر إلي النبي "صلى هللا‬ ‫عليه واله" أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وانه عارضني العام‬ ‫مرتين وال أراه إال حضر أجلي‪)7(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,177‬النوع السادس عشر‪ :‬في كيفية إنزاله‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,177-176‬النوع السادس عشر‪ :‬في كيفية إنزاله‪.‬‬ ‫‪ -3‬إلى هنا اعتمد نسخة باء لعدم توفرها من نسخة إلف‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلرشاد للمفيد‪:‬ج‪1‬ص‪,181‬استغفار رسول هللا"ص" ألهل البقيع‪.‬‬ ‫‪ -5‬مناقب إل أبي طالب‪:‬ج‪ 3‬ص‪,136‬باب مناقب قاطمة الزهراء‪.‬‬ ‫‪ -6‬بحار األنوار للمجلسي‪:‬ج‪,43‬ص‪,181‬الباب السابع‪,‬في بحث وتحقيق في أسماء بنت‬ ‫عميس‪.‬‬ ‫‪ -7‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 6‬ص‪ ,186‬كتاب فضائل القرآن‪,‬باب كان جبريل يعرض القرآن‬ ‫على النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪246‬‬

‫وعن خالد بن يزيد‪ ,‬عن أبي بكر‪ ,‬عن أبي حصين‪ ,‬عن أبي صالح‪ ,‬عن أبي‬ ‫هريرة‪ ,‬قال‪ :‬كان يعرض على النبي "صلى هللا عليه واله" القرآن كل عام مرة‪,‬‬ ‫فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض‪ ,‬وكان يعتكف كل عام عشرا‪ ,‬فاعتكف‬ ‫عشرين في العام الذي قبض‪)1(.‬‬ ‫مضافا إلى ما يأتي في الدليل الخامس بطرقهم أن الذي شهد العرضة األخيرة‬ ‫عبد هللا بن مسعود الذي هجروا مصحفه‪ ,‬ثم كيف يخفى ذلك على أهل بيته‬ ‫ويعلمه زيد بن ثابت الذي عرفت حاله إجماال!‪ ,‬بل يحضره في مجلس عرض‬ ‫جبرائيل عليه "صلى هللا عليه واله" ولم يكن أمير المؤمنين "عليه السالم"‬ ‫حاضرا في ذلك المجلس‪ ,‬ففي رواية الشيخين في مرض وفاته "ص" بعد توجه‬ ‫إلى البقيع‪ ,‬ثم استغفر ألهل البقيع طويال‪ ,‬واقبل على أمير المؤمنين "عليه السالم"‬ ‫فقال‪ :‬إن جبرائيل "ص" كان يعرض علي القران كل سنة مرة‪ ,‬وقد عرضه علي‬ ‫العام مرتين‪ ,‬وال أراه إال لحضور اجلي‪.‬الخبر‪)2(.‬‬ ‫وهذا عجيب! وأعجب من ذلك إنكار أبي بن كعب! الذي قال في حقه النبي "صلى‬ ‫هللا عليه واله"‪ :‬خذوا القران من أبي وأقرئكم أبي‪ ,‬ما زعموه من النسخ‪ ,‬فعن‬ ‫الجمع بين الصحيحين للحميدي‪ ,‬من إفراد البخاري ومسلم‪ ,‬من مسند أبي بن كعب‬ ‫ي‪،‬‬ ‫األنصاري‪َ ,‬عن سعيد بن ُجبَير‪َ ,‬عن ابْن َعبَّاس قَا َل‪ :‬قَا َل عمر‪ :‬أقرؤنا أب ٌّ‬ ‫ي "عليه السالم"‪َ ،‬وإِنَّا لندع كثيرا من قَراءة أبي‪ ،‬فأَن أبيا ًّ كان يَقُول‪:‬‬ ‫وأقضانا عل ٌّ‬ ‫َال أدع َشيْئا سمعته من َر ُسول هللا "صلى هللا َعلَ ْي ِه واله"‪َ ,‬وقد قَا َل هللا تَ َعالى‪َ ﴿ :‬ما‬ ‫س َها﴾ البقرة‪ )3(,106:‬وفي حديث صدقة بن فضل وأبي يقول‪:‬‬ ‫س ْخ ِم ْن آيَ ٍّة أَ ْو نُ ْن ِ‬ ‫نَ ْن َ‬ ‫َيء‪ ,‬وكيف يأمر‬ ‫أَخَذته من فِي َر ُ‬ ‫سول هللا صلى هللا َعلَ ْي ِه َواله‪ ،‬فَ َال نتركه لش ْ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 6‬ص‪,186‬ح‪ ,4998‬كتاب فضائل القرآن‪,‬باب كان جبريل‬ ‫يعرض القرآن على النبي "ص"‪.‬‬ ‫‪ -2‬الجمع بين الصحيحين للحميدي‪ :‬ج‪1‬ص‪408‬ح‪,648‬إفراد البخاري‪.‬‬ ‫‪ -3‬ينظر صحيح البخاري‪:‬ج‪ 4‬ص‪,203‬ح‪,3623‬كتاب المناقب‪,‬باب عالمات النبوة في‬ ‫اإلسالم‪ ,‬وصحيح مسلم‪:‬ج‪ 4‬ص‪,905-904‬ح‪98‬و‪ ,99‬كتاب فضائل الصحابة‪ .‬باب‬ ‫فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصالة والسالم‪,‬أقول‪ :‬وفق تتبعي لم اعثر على رواية‬ ‫وفق ما ذكرها المصنف من حديث النبي"ص" مع علي"ع"‪..‬الخ‪.‬‬ ‫‪247‬‬

‫النبي "صلى هللا عليه واله" بأخذ القران عنه‪ ,‬وال يعلمه ما يجب تركه وما يجب‬ ‫إبقائه‪ ,‬ومثله عبد هللا بن مسعود الذي قال"ص" فيه‪ :‬من أراد إن يقرأ القران غضا‬ ‫كما انزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد(‪)1‬‬ ‫كما يأتي قول من قال‪ :‬إن أكثر ما في مصحفه من الزيادة‪ ,‬مما نسخت تالوته‪,‬‬ ‫ويخطر بالبال‪ ,‬وال أراه غريبا إن أئمة الجور أبدعوا أصل هذا المطلب‪ ,‬وادخلوه‬ ‫في أقسام النسخ لرفع الشنار عن أنفسهم‪ ,‬حيث شاهدوا في أيدي الناس خصوصا‬ ‫في مصحف عبد هللا وأبي آيات وكلمات بعد ما جمعوا القران‪ ,‬وتعمدوا في عدم‬ ‫كتابتها أو سقطت عن أيديهم أو لم تكن جامعه لشرطهم أو غير ذلك من أسباب‬ ‫النقص‪ ,‬فحكموا بكونها من منسوخ التالوة بشهادة زيدا ومثله‪ ,‬وبذلك دفعوا الطعن‬ ‫عن أنفسهم بأنهم كيف ادعوا الخالفة والجلوس مجلس النبي "صلى هللا عليه واله"‬ ‫وليس عندهم تمام ما به قوام دينهم‪ ,‬ووجدوا مندوحة عن معارضة من له الخالفة‬ ‫وجوابا عما عسى إن يتمسك به إلثبات حقه‪ ,‬ودفعهم عن مقامهم من اآليات التي‬ ‫فيها ذكر صريح منه ومن فضائله الخاصة‪ ,‬التي ال توجد إال في مستحقي الرئاسة‬ ‫اإللهية‪ ,‬والتي فيها ذكر من اإلعمال الشنيعة واألفعال الفضيحة التي ارتكبوها‪,‬‬ ‫وسد هذا الباب لمن ينشأ بعدهم بإعدامها وإذهابها عن القلوب لعدم كتابتها‪ ,‬فان‬ ‫العلم صيد والكتابة قيد وليس ذلك ببعيد عن مكائد من حرم المتعة ليفشي الزنا‬ ‫فيكثر أوالد الزنا المبغضون لعلي "عليه السالم" على ما نص به النبي "صلى هللا‬ ‫عليه واله" فيكثر إتباعه ومحبوه‪.‬‬ ‫ومما يكذب دعواهم وجود هذا القسم في القران‪ ,‬ما نقله السيوطي في اإلتقان‪ ,‬عن‬ ‫ألطيبي والكرماني في البرهان وغيرهما‪ :‬أنزل القران أوال جملة واحدة من اللوح‬ ‫المحفوظ إلى السماء الدنيا‪ ,‬ثم تزل مفرقا على حسب المصالح‪ ,‬ثم اثبت في‬ ‫المصحف على التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ‪.‬انتهى‪ )2(.‬وإذا خرجت‬ ‫اآليات التي نسخت تالوتها من القران كيف يطابق ترتيبه ترتيب ما في اللوح‬ ‫لوجود تلك اآليات فيه وهل هذا إال تهافت ظاهر‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر تاريخ دمشق البن عساكر‪:‬ج‪ 33‬ص‪,104‬حرف العين‪ ,‬عبد هللا بن مسعود‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,217‬النوع الثامن عشر‪ ,‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪248‬‬

‫الثانية‪ :‬في ذكر اإلخبار التي تدل على سقوط شيء من القران صريحا‪ ,‬وبها‬ ‫تمسك من اثبت وجود منسوخ التالوة فيه‪ ,‬مع عدم إشارة فيها إليه المحقق‬ ‫ألكاظمي في شرح الوافية‪ ,‬ومنهم من منع من هذا النوع من النسخ‪ ,‬أي نسخ‬ ‫التالوة‪ ,‬وقضية رد تلك اإلخبار لكنها مستفيضة فهيم‪ ,‬وهو صريح في صراحة‬ ‫تلك اإلخبار في وجود النقص في أصل القران‪ ,‬إال انه في المحصول بعد منعه من‬ ‫وجود منسوخ التالوة‪ ,‬قال‪ :‬إن سبيل تلك اإلخبار سبيل إخبار التحريف‪ ,‬أي ال بد‬ ‫من طرحها أو تأويلها‪ ,‬ونحن نسوق تلك اإلخبار بتمامها حتى يتبين ما ادعينا‬ ‫ويظهر عدم جواز طرحها وعدم قابليتها للتأويل وهي كثيرة‪.‬‬ ‫أ‪ :‬الشيخ الطوسي في التهذيب‪ ,‬بإسناده عن يونس بن عبد الرحمن‪ ,‬عن عبد هللا بن‬ ‫سنان‪ ,‬قال‪ :‬قال أبو عبد هللا "عليه السالم" الرجم في القرآن قوله تعالى‪" :‬إذا زنى‬ ‫الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة‪".‬وطريق الشيخ إلى يونس‬ ‫صحيح‪)1(.‬‬ ‫ب‪ :‬احمد بن محمد السياري في كتاب القراءات‪ ,‬عن الحسين بن سيف‪ ,‬عن أخيه‬ ‫عن أبيه‪ ,‬عن عيسى بن أعين‪ ,‬عن أبي يعقوب البرقي‪ ,‬عن عثمان بن عيسى‪ ,‬عن‬ ‫أبي يعقوب‪ ,‬قال‪:‬قال‪ :‬أبو عبد هللا "عليه السالم"‪ :‬أقرت القران؟ قلت‪ :‬إما ما عندنا‬ ‫فقد قراناه‪ ,‬قال‪ :‬إنما أسالك فيما عندكم كم تجد السورة التي فيها األحزاب؟ قلت‪:‬‬ ‫نيف وسبعين أية‪ ,‬قال‪ :‬أنها كانت بطول السورة التي يقال لها البقرة قبل إن ينقص‬ ‫البقرة‪ ,‬وكان فيها أية الرجم قال‪" :‬الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبته بما‬ ‫قضيا من الشهوة نكاال من هللا وهللا عزيز حكيم"‪)2(.‬‬ ‫ج‪ :‬الشيخ علي بن إبراهيم ألقمي في تفسيره‪ ,‬قال‪ :‬وكانت آية الرجم نزلت‪" :‬الشيخ‬ ‫والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة نكاال من هللا وهللا عليم‬ ‫حكيم"‪ )3(.‬ويأتي في الدليل الثاني عشر طرق أخرى إلسقاط هذه اآلية‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تهذيب اإلحكام للطوسي‪:‬ج‪10‬ص‪3‬ح‪,7‬كتاب الحدود‪,‬باب حدود الزنا‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪110‬ح‪,421‬سورة األحزاب‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير القمي‪:‬ج‪2‬ص‪,95‬سورة النور‪.‬‬ ‫‪249‬‬

‫د‪ :‬السيوطي في اإلتقان‪ ,‬قال أبو عبيد‪ :‬حدثنا إسماعيل بن جعفر‪ ,‬عن المبارك بن‬ ‫فضالة‪ ,‬عن عاصم بن أبي النجود‪ ,‬عن زر بن حبيش‪ ,‬قال‪ :‬قال لي أبي بن كعب‪:‬‬ ‫كأي تعد سورة األحزاب؟ قلت‪ :‬اثنتين وسبعين آية أو ثالثة وسبعين آية‪ ,‬قال‪ :‬إن‬ ‫كانت لتعدل سورة البقرة‪ ,‬وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم‪ ,‬قلت‪ :‬وما آية الرجم‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫" إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكاال من هللا وهللا عزيز حكيم"‪)1( .‬‬ ‫ونقله السيد علي خان أيضا في شرح الصحيفة عن أبي عبيد‪)2( .‬‬ ‫ه‪ :‬وعن عبد هللا بن صالح‪ ,‬عن الليث عن خالد بن يزيد‪ ,‬عن سعيد بن أبي هالل‪,‬‬ ‫عن مروان بن عثمان‪ ,‬عن أبي أمامة بن سهل‪ ,‬أن خالته قالت‪ :‬لقد أقرأنا رسول‬ ‫هللا "صلى هللا عليه وسلم" آية الرجم‪ " :‬الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا‬ ‫من اللذة " (‪)3‬‬ ‫و‪:‬مالك في موطاه كما نقله عنه بعض المعاصرين من علماء الهند دام ظله‪ ,‬عن‬ ‫يحيى بن سعيد‪ ,‬عن سعيد بن المسيب ‪،‬قال‪ :‬لما صدر عمر بن الخطاب من منى‪,‬‬ ‫أناخ باألبطح‪ ,‬ثم كوم كومة من بطحاء‪ ,‬ثم طرح عليها رداءه فاستلقى‪ ,‬ثم مد يديه‬ ‫إلى السماء‪ ,‬فقال‪ :‬اللهم كبرت سني‪ ,‬وضعفت قوتي‪ ,‬وانتشرت رعيتي‪ ,‬فاقبضني‬ ‫إليك غير مضيع وال مفرط‪ ,‬ثم قدم المدينة فخطب الناس ثم قال‪ :‬أيها الناس قد‬ ‫سنت لكم السنن‪ ,‬وفرضت لكم الفرائض‪ ,‬وتركتم على الواضحة إال أن تضلوا‬ ‫بالناس يمينا وشماال‪ ,‬وضرب بإحدى يديه على األخرى‪ ,‬ثم قال‪ :‬إياكم أن تهلكوا‬ ‫عن آية الرجم‪ ,‬أن يقول قائل ال نجد حدين في كتاب هللا‪ ,‬فقد رجم رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله" وقد رجمنا‪,‬والذي نفسي بيده لوال أن يقول الناس زاد عمر‬ ‫بن الخطاب في كتاب هللا لكتبتها "الشيخ والشيخة فارجموهما البتة" فإنا قد‬ ‫قرأناها‪)4( .‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪ :‬ج‪3‬ص‪,82‬النوع السابع عشر‪,‬في ناسخه ومنسوخه‪.‬‬ ‫‪ -2‬رياض السالكين للسيد علي خان المدني الشيرازي‪:‬ج‪ 5‬ص‪,392‬في بيان اإلجماع‬ ‫على بطالن الزيادة أو النقصان في القران‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪ :‬ج‪3‬ص‪,82‬النوع السابع عشر‪,‬في ناسخه ومنسوخه‪.‬‬ ‫‪ -4‬موطأ مالك‪:‬ج‪2‬ص‪824‬ح‪,10‬كتاب الحدود‪,‬باب ما جاء في الرجم‪.‬‬ ‫‪250‬‬

‫ز‪:‬الراغب االصبهاني في المحاضرات‪ ,‬وروى إن عمر قال‪ :‬لوال أن يقال زاد‬ ‫عمر في كتاب هللا تعالى‪ ,‬ألثبت في المصحف فقد نزلت‪":‬الشيخ والشيخة إذا زنيا‬ ‫فأرجموهما البتة نكاال من هللا وهللا شديد العذاب" ‪)1(.‬‬ ‫ح‪ :‬السيوطي في جامعه الكبير‪ ,‬عن ابن سعيد ومالك في مسنده‪ ,‬والحاكم في‬ ‫المستدرك‪ ,‬عن سعيد بن المسيب‪ ,‬كما في تفسير مرآة األنوار‪ ,‬أن عمر الخطاب‬ ‫قال في خطبة له‪ :‬إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم وأن يقول قائل‪ :‬لم نجد حديثا في‬ ‫كتاب هللا‪ ,‬فقد رأيت رسول هللا "صلى هللا عليه واله" رجم ورجمنا بعده‪ ،‬فوهللا‬ ‫لوال أن يقول الناس احدث عمر في كتاب هللا لكتبتها في المصحف‪ ,‬فقد قراناها‬ ‫"الشيخ والشيخة إذا زينا فارجموهما البتة" قال سعيد‪ :‬فما انسلخ ذو الحجة حتى‬ ‫طعن عمر‪)2(.‬‬ ‫ط‪ :‬احمد بن حنبل في مسنده‪ ,‬على ما نقله بعض المعاصرين من علماء الهند سلمه‬ ‫هللا تعالى من نسخة عتيقة منه‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد هللا‪ ,‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬حدثني‬ ‫هشيم‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا الزهري‪ ,‬عن عبيد هللا بن عتبة بن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬أخبرني عبد‬ ‫هللا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن عوف‪ ,‬إن عمر بن الخطاب خطب‬ ‫الناس فسمعه يقول‪ :‬إال وان أناسا يقولون ما بال الرجم؟ وفي كتاب هللا الجلد! وقد‬ ‫رجم رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ورجمنا بعده‪ .‬ولوال أن يقول قائلون أو‬ ‫يتكلم متكلمون‪ :‬إن عمر زاد في كتاب هللا ما ليس فيه‪ ,‬ألثبتها كما نزلت‪)3(.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬محاضرات األدباء للراغب االصبهاني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,448‬الحد العشرون في الديانات‬ ‫والعبادات ‪,‬ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما ادعى أنه من القرآن مما ليس في‬ ‫المصحف وما ادعى أنه منه وليس فيه‪.‬‬ ‫‪ -2‬جامع األحاديث للسيوطي‪:‬ج‪26‬ص‪335‬ح‪,28954‬مسند العشرة‪,‬مسند عمر بن‬ ‫الخطاب‪,‬ومسند مالك للجهضمي‪:‬ص‪ 44‬ح‪,73‬حديث يحيى بن سعيد األنصاري‪,‬اما‬ ‫مستدرك الحاكم وتفسير مرآة األنوار فلم اعثر على الخبر فيهما وفق تتبعي ‪.‬‬ ‫‪ -3‬مسند احمد‪:‬ج‪1‬ص‪ 327‬ح‪ ,197‬مسند العشرة المبشرين بالجنة مسند الخلفاء‬ ‫الراشدين مسند عمر بن الخطاب‪.‬‬ ‫‪251‬‬

‫ي‪ :‬وفيه قال حدثنا عبد هللا‪ ,‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا‬ ‫مالك عن الزهري‪ ,‬عن عبيد هللا بن عبد هللا‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قال عمر‪ :‬إن‬ ‫هللا تعالى بعث محمدا "صلى هللا عليه واله" وأنزل عليه الكتاب‪ ,‬فكان فيما أنزل‬ ‫عليه آية الرجم‪ ,‬فقرءناها وعقلناها ووعيناها‪ ,‬فأخشى إن يطول بالناس عهد‬ ‫فيقولون‪ :‬إنا ال نجد أية الرجم‪ ,‬فتترك الفريضة انزلها هللا‪ ,‬وان الرجم في كتاب هللا‬ ‫حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء‪,‬إذا قامت البينة أو كان الحبل أو‬ ‫االعتراف‪)1(.‬‬ ‫يا‪ :‬وفيه قال‪ :‬حدثنا عبد هللا‪ ,‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر وحجاج‪,‬‬ ‫قاال‪ :‬حدثنا شعبة‪،‬عن سعد بن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬سمعت عبيد هللا بن عبد هللا بن عتبة‬ ‫يحدث عن ابن عباس‪ ,‬عن عبد الرحمن بن عوف‪ ,‬قال‪ :‬حج عمر بن الخطاب‪,‬‬ ‫فأراد إن يخطب الناس خطبة فقال عبد الرحمن بن عوف‪ :‬انه قد اجتمع عندك‬ ‫رعاع الناس فاخر ذلك حتى تأتي المدينة‪ ,‬فلما قدم المدينة دنوت منه قريبا من‬ ‫المنبر فسمعته يقول‪ :‬وان ناسا يقولون‪ :‬ما بال الرجم! وإنما في كتاب هللا الجلد!‬ ‫وقد رجم رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ورجمنا بعده‪ ,‬ولوال أن يقولوا‪ :‬أثبت‬ ‫في كتاب هللا ما ليس فيه‪,‬ألثبتها كما أنزلت‪)2(.‬‬ ‫يب‪ :‬السيوطي في اإلتقان‪,‬أخرج ابن أشته في المصاحف‪,‬عن الليث بن سعد‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫أول من جمع القرآن أبو بكر‪ ,‬وكتبه زيد‪ ,‬وكان الناس يأتون زيد بن ثابت‪ ,‬فكان‬ ‫ال يكتب آية إال بشاهدي عدل‪ ,‬وأن آخر سورة براءة لم توجد إال مع خزيمة بن‬ ‫ثابت‪ ,‬فقال‪ :‬أكتبوها فإن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" جعل شهادته بشهادة‬ ‫رجلين فكتب‪,‬وإن عمر أتي بآية الرجم فلم يكتبها‪ ,‬ألنه كان وحده‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مسند احمد‪ :‬ج‪ 1‬ص‪ 378‬ح‪ ,276‬مسند العشرة المبشرين بالجنة مسند الخلفاء‬ ‫الراشدين مسند عمر بن الخطاب‪.‬‬ ‫‪ -2‬مسند احمد‪:‬ج‪1‬ص‪ 426‬ح‪ ,352‬مسند العشرة المبشرين بالجنة مسند الخلفاء‬ ‫الراشدين مسند عمر بن الخطاب‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪1‬ص‪,206‬النوع الثامن عشر‪ ,‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬

‫‪252‬‬

‫يج‪ :‬البخاري في صحيحه في كتاب المحاربين‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن عبد هللا‪,‬‬ ‫حدثني إبراهيم بن سعد‪ ,‬عن صالح‪ ,‬عن ابن شهاب‪ ,‬عن عبيد هللا بن عبد هللا بن‬ ‫عتبة بن مسعود‪,‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪:‬كنت أقرئ رجاال من المهاجرين‪ ,‬منهم عبد‬ ‫الرحمن بن عوف‪ ,‬فبينما إنا في منزله بمنى‪ ,‬وهو عند عمر بن الخطاب في آخر‬ ‫حجة حجها‪ ,‬إذ رجع إلي عبد الرحمن‪ ,‬فقال‪ :‬لو رأيت رجال أتى أمير المؤمنين‬ ‫اليوم‪ ,‬فقال يا أمير المؤمنين‪ :‬هل لك في فالن؟ يقول‪ :‬لو قد مات عمر لقد بايعت‬ ‫فالنا‪ ,‬فوهللا ما كانت بيعة أبي بكر اال فلتة فتمت‪ ,‬فغضب عمر‪ ,‬ثم قال‪ :‬إني إن‬ ‫شاء هللا لقائم العشية في الناس‪ ,‬فمحذرهم هؤالء الذي يريدون أن يغصبوهم‬ ‫أمورهم‪,‬إلى إن قال ابن عباس‪ :‬فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة‪ ,‬فلما كان يوم‬ ‫الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس‪ ,‬حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن‬ ‫نفيل جالسا إلى ركن المنبر‪ ,‬فجلست حوله تمس ركبتي ركبته‪ ,‬فلم أنشب أن‬ ‫خرج عمر بن الخطاب‪ ,‬فلما رأيته مقبال‪ ,‬قلت لسعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل‪:‬‬ ‫ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف‪ ,‬فأنكر علي وقال‪ :‬ما عسيت أن يقول ما‬ ‫لم يقل قبله‪ ,‬فجلس عمر على المنبر‪ ,‬وذكر كالمه وكان فيما قال‪ :‬إن هللا بعث‬ ‫محمدا "صلى هللا عليه واله" بالحق‪ ,‬وأنزل عليه الكتاب‪ ,‬فكان مما أنزل هللا آية‬ ‫الرجم‪ ,‬فقرأناها وعقلناها ووعيناها‪ ,‬فلذا رجم رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‬ ‫ورجمنا بعده‪ ,‬فأخشى ان طال بالناس زمان أن يقول قائل‪ :‬وهللا ما نجد آية الرجم‬ ‫في كتاب هللا‪ ,‬فيضلوا بترك فريضة أنزلها هللا‪ ,‬والرجم في كتاب هللا حق على من‬ ‫زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة‪ ,‬أو كان الحبل أو االعتراف‪.‬‬ ‫الخبر وهو طويل‪)1(.‬‬ ‫يد‪ :‬وفيه قال عكرمة‪ :‬قال عمر لعبد الرحمن بن عوف‪ :‬لو رأيت رجال على حد‬ ‫زنا أو سرقة‪ ,‬وأنت أمير؟ فقال‪ :‬شهادتك شهادة رجل من المسلمين‪ ,‬قال‪ :‬صدقت‪,‬‬ ‫قال عمر‪ :‬لوال أن يقول الناس زاد عمر في كتاب هللا‪ ,‬لكتبت آية الرجم بيدي‪)2(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬صحيح البخاري‪ :‬ج‪ 8‬ص‪ 168‬ح‪, 6830‬كتاب الحدود‪,‬باب رحم الحبلى من الزنا إذا‬ ‫أحصنت‪.‬‬ ‫‪ -2‬صحيح البخاري‪ :‬ج‪9‬ص‪69‬ح‪,6830‬كتاب اإلحكام‪,‬باب ال َّ‬ ‫ش َهادَةِ ت َ ُك ُ‬ ‫ون ِع ْندَ ال َحا ِك ِم‪،‬‬ ‫ص ِم‪.‬‬ ‫ضا َء أ َ ْو قَ ْب َل ذَ ِل َك‪ِ ،‬ل ْل َخ ْ‬ ‫فِي ِوالَ َيتِ ِه القَ َ‬ ‫‪253‬‬

‫يه‪ :‬الراغب االصبهاني في المحاضرات‪ ,‬قالت عائشة‪ :‬لقد نزلت آية الرجم‬ ‫ورضاع الكبير وكانتا في رقعة تحت سريري وشغلنا بشكاة رسول هللا "صلّى هللا‬ ‫عليه وسلّم" فدخلت داجن فأكلته‪)1(.‬‬ ‫يو‪ :‬الشيخ الصدوق في ثواب اإلعمال‪,‬عن موسى بن المتوكل‪ ,‬عن محمد بن‬ ‫يحيى‪ ,‬عن محمد بن احمد‪ ,‬عن محمد بن حسان‪ ,‬عن إسماعيل بن مهران‪ ,‬عن‬ ‫الحسن بن علي‪,‬عن عبد هللا بن سنان‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال‪:‬من كان‬ ‫كثير القراءة لسورة األحزاب‪ ,‬كان يوم القيامة في جوار محمد "صلى هللا عليه‬ ‫وآله" وأزواجه‪ ,‬ثم قال "ص"‪ :‬سورة األحزاب فيها فضايح الرجال والنساء من‬ ‫قريش وغيرهم‪ ،‬يا بن سنان إن سورة األحزاب فضحت نساء قريش من العرب‪,‬‬ ‫وكانت أطول من سورة البقرة‪ ,‬ولكن نقصوها وحرفوها(‪.)2‬‬ ‫ين‪ :‬احمد بن محمد السياري في كتاب القراءات‪,‬ويقال له التنزيل والتحريف‬ ‫أيضا‪,‬عن علي بن الحكم‪,‬عن هشام بن سالم‪ ,‬قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا "عليه السالم"‬ ‫عن سورة األحزاب؟ فقال‪ :‬كانت مثل سورة البقرة مثلها ومثل ثلثيها‪)3(.‬‬ ‫يح‪ :‬وعن القاسم بن األيادي عنهم صلوات هللا عليهم قال‪ :‬كانت سورة األحزاب‬ ‫سبعمائة أية‪)4( .‬‬ ‫يط‪ :‬وعن احمد بن محمد بن علي‪ ,‬والحسن بن علي‪ ,‬وعلي بن الحكم‪ ,‬وابن أبي‬ ‫عثمان‪ ,‬عن أبي المغراء‪ ,‬عن سماعة‪ ,‬عن أبي بصير‪ ,‬قال‪ :‬قلت ألبي جعفر "عليه‬ ‫السالم"‪ :‬إن الناس يقولون قد ذهب من سورة األحزاب شيء كثير‪ ,‬قال‪ :‬سبحان‬ ‫هللا ما ذهب فيه‪ ,‬قلت‪ :‬أين هو؟ قال‪ :‬هو وهللا عندنا‪)5(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬المحاضرات لالصبهاني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,448‬الحد العشرون في الديانات والعبادات ‪,‬‬ ‫ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما ادعى أنه من القرآن مما ليس في المصحف وما‬ ‫ادعى أنه منه وليس فيه ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ثواب اإلعمال للصدوق ‪:‬ص‪ ",110‬ثواب من قرأ سورة األحزاب"‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪109‬ح‪ ,418‬سورة األحزاب‪.‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪109‬ح‪ ,419‬سورة األحزاب‪.‬‬ ‫‪ -5‬القراءات للسياري ‪ :‬ص‪110‬ح‪ ,420‬سورة األحزاب‪.‬‬ ‫‪254‬‬

‫ك‪:‬الشيخ الطبرسي في االحتجاج‪ ,‬في جملة احتجاج علي "عليه السالم"‬ ‫للمهاجرين واألنصار‪ ,‬في خبر طلحة‪ ,‬وقد مر بعضه في المقدمة ويأتي باقيه‪,‬‬ ‫وفيه‪ :‬وسمعت عمر وأصحابه الذين ألفوا ما كتبوا على عهد عمر وعلى عهد‬ ‫عثمان يقولون‪ :‬إن األحزاب كانت تعدل سورة البقرة‪،‬وإن النور نيف ومائة‬ ‫آية‪،‬والحجر تسعون ومائة آية‪ ،‬فما هذا؟ وما يمنعك يرحمك هللا أن تخرج كتاب هللا‬ ‫إلى الناس‪،‬الخبر‪)1(.‬‬ ‫كا‪ :‬فضل بن شاذان في اإليضاح في جملة كالم له‪ :‬ثم رويتم إن سورة األحزاب‬ ‫كانت مائتي أية وخمسا وسبعين أية‪ ,‬فذهب منها مائة أية‪ ,‬فقيل ألبي موسى‪ :‬قد‬ ‫ذهب من سورة واحدة مائتا أية‪ ,‬فقال‪ :‬نعم وقرانا كبير‪)2(.‬‬ ‫ى بن كعب‪ :‬كم تعدّون سورة‬ ‫كب‪ :‬الزمخشري في الكشاف‪,‬عن ّ‬ ‫زر‪ ,‬قال‪ :‬قال لي أب ّ‬ ‫ى بن كعب‪ ،‬إن كانت‬ ‫األحزاب؟ قلت‪ :‬ثالثا وسبعين آية‪ ,‬قال‪ :‬فو الذي يحلف به أب ّ‬ ‫لتعدل سورة البقرة أو أطول ولقد قرأنا منها آية الرجم‪ :‬الشيخ والشيخة إذا زنيا‬ ‫فارجموهما البتة نكاال من هللا وهللا عزيز حكيم‪)3(.‬‬ ‫كج‪ :‬الراغب االصبهاني في المحاضرات‪ ,‬قال‪ :‬وقالت عائشة‪ :‬كانت األحزاب تقرأ‬ ‫في زمن رسول هللا "صلّى هللا عليه واله" مائتي آية‪ ،‬فلما كتب عثمان المصاحف‬ ‫لم يقدر ما اثبت أالن وكان فيه أية الرجم‪ .‬نقل هذا والذي قبله في باب من ادعى‬ ‫انه من القران مما ليس في المصحف‪)4(.‬‬ ‫كد‪ :‬أبو علي الفارسي في كتاب الحجة‪ ,‬كما نقله عنه الشيخ الطبرسي في مجمع‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪1‬ص‪,222‬حديث الثقلين‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإليضاح البن شاذان‪ :‬ص‪,221‬ما قيل في سورة األحزاب‪ ,‬ووفق تتبعي لم أجد نص‬ ‫ما ذكره المصنف في اإليضاح‪,‬حيث ذكرت الرواية على النحو التالي‪ ":‬ورويتم‬ ‫أن سورة األحزاب كانت ضعف ما هي فذهب منها مثل ما بقي في أيدينا"‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكشاف للزمخشري‪ :‬ج‪3‬ص ‪,518‬سورة األحزاب‪.‬‬ ‫‪ -4‬المحاضرات للراغب‪:‬ج‪2‬ص‪ ,448‬الحد العشرون في الديانات والعبادات‪ ,‬ومما جاء‬ ‫في مبدأ القرآن ونزوله ما ادعى أنه من القرآن مما ليس في المصحف وما ادعى أنه‬ ‫منه وليس فيه‪.‬‬ ‫‪255‬‬

‫البيان‪ ,‬عن زر بن حبش‪ ,‬إن أبيا قال له‪ :‬كم تقرؤن األحزاب؟ قال‪ :‬بضعا وسبعين‬ ‫أية‪ ,‬قال‪:‬قرأتها ونحن مع رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أطول من سورة‬ ‫البقرة‪)1(.‬‬ ‫كه‪ :‬السيوطي في اإلتقان عن أبي عبيد قال‪ :‬حدثنا ابن أبي مريم‪ ,‬عن ابن لهيعة‪,‬‬ ‫عن أبي األسود‪ ,‬عن عروة بن الزبير‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬قالت‪ :‬كانت سورة األحزاب‬ ‫تقرأ في زمن النبي "صلى هللا عليه َواله" مائتي آية‪ ,‬فلما كتب عثمان المصاحف‪,‬‬ ‫لم يقدر منها إال على ما هو ْاآلنَ ‪)2(.‬‬ ‫كو‪:‬السيوطي في الدر المنثور‪ ,‬على ما نقله المعاصر المذكور‪,‬واخرج ابن‬ ‫الضريس‪,‬عن عكرمة‪ ,‬قال‪ :‬كانت سورة األحزاب مثل سورة البقرة وأطول‪,‬‬ ‫وكانت فيها أية الرجم‪)3(.‬‬ ‫كز‪ :‬وفيه عن البخاري في تاريخه‪ ,‬بإسناده عن حذيفة قال‪ :‬قرأت سورة األحزاب‬ ‫على النبي "صلى هللا عليه واله" فنسيت منها سبعين آيَةً‪)4(.‬‬ ‫كح‪ :‬وفيه عن ابن مردويه وابن االنباري‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬قالت‪ :‬كانت سورة‬ ‫األحزاب تقرأ في زمان النبي "صلى هللا عليه واله" مائتي أية‪ ,‬فلما كتب عثمان‬ ‫المصاحف‪ ,‬لم يقدر منها إال على ما هو أالن‪)5( .‬‬ ‫قلت‪:‬هذا ما عثرنا عليه مما ورد في سقوط خصوص أية الرجم من القران‬ ‫ونقصان سورة األحزاب‪ ,‬وقد استشهد بها العالمة والسيد وغيرهما وقوع منسوخ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,341‬في "ما ننسخ من أية أو ننسها"‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,82‬النوع السابع واألربعون‪,‬في ناسخه ومنسوخه‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪6‬ص ‪,559‬سورة السجدة‪.‬‬ ‫‪ -4‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪6‬ص ‪,560‬سورة السجدة‪ ,‬وينظر التاريخ الكبير‬ ‫للبخاري‪:‬ج‪ 4‬ص‪ 241‬ح‪,2659‬باب الشين‪,‬وان للرواية جملة أجدها مهمة لم يذكرها‬ ‫المصنف وهي" َما َو َج ْدت ُ َها " حيث إن سبب النسيان انه لم يجدها؟‪.‬‬ ‫‪ -5‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪6‬ص ‪,560‬سورة السجدة‪.‬‬

‫‪256‬‬

‫التالوة‪ ,‬وفيه قال السيد في الذريعة ‪ :‬ومثال نسخ التالوة دون الحكم غير مقطوع‬ ‫به‪ ،‬ألنه من جهة خبر اآلحاد‪ ،‬وهو ما روى أن من جملة القرآن "والشيخ والشيخة‬ ‫إذا زنيا فارجموهما ألبتة" فنسخت تالوة ذلك‪)1(.‬‬

‫وقال العالمة في النهاية في مقام إثبات جواز نسخ التالوة‪ :‬لنا العقل والنقل‪,‬إما‬ ‫العقل‪ ,‬فالن التالوة حكم شرعي الخ‪ ,‬وإما النقل فيما ورد من نسخ التالوة خاصة‪,‬‬ ‫فما روى من قوله تعالى سبحانه‪":‬الشيخ والشيخة إن زنيا فارجموهما البتّة نكاال‬ ‫من هللا"‪ ,‬وذكر مثاال أخر يأتي‪ ,‬ثم قال‪:‬وأ ّما نسخهما لما روي ّ‬ ‫أن سورة األحزاب‬ ‫كانت تعدل البقرة‪)2(.‬‬

‫وفي جامع المقاصد‪ ,‬بعد حكمه بعدم تحريم مس منسوخ التالوة والحكم ما لفظه‪:‬‬ ‫وكذا المنسوخ تالوته دون حكمه‪ ،‬كآية الشيخ والشيخة‪ ،‬وهي‪" :‬الشيخ والشيخة إذا‬ ‫زنيا فارجموهما البتة نكاال من هللا وهللا عزيز حكيم ‪ ،‬فإن حكمها باق وهو وجوب‬ ‫الرجم إذا كانا محصنين(‪.)3‬‬

‫وفي بعض كتب األصول‪ :‬إن جميع هذه األقسام واقعة فيكون جائزة‪ ,‬إما نسخ‬ ‫التالوة فقط فلما روى انه كان فيما انزل الشيخ والشيخة الخ‪ ,‬وإما نسخهما فلما‬ ‫روى سورة األحزاب كانت تعدل سورة البقرة‪ ,‬ونسخ ما عدا الموجود منها في‬ ‫المصاحف حكما وتالوة‪)4(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الذريعة للسيد المرتضى‪:‬ج‪ 1‬ص‪,429‬فصل في جواز نسخ العبادة قبل فعلها‪.‬‬ ‫‪ -2‬نهاية الوصول إلى علم األصول للعالمة الحلي‪:‬ج‪3‬ص‪,49-47‬المبحث ال ّرابع ‪ :‬في‬ ‫جواز نسخ التالوة دون الحكم وبالعكس‪.‬‬ ‫‪ -3‬جامع المقاصد للمحقق الكركي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,271‬حكم مس المنسوخ حكمه خاصة‪.‬‬ ‫الرابع‬ ‫‪ -4‬ينظر نهاية الوصول إلى علم األصول للعالمة الحلي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,51-49‬المبحث ّ‬ ‫‪ :‬في جواز نسخ التالوة دون الحكم وبالعكس‪.‬‬ ‫‪257‬‬

‫وقال الشيخ الطبرسي في أقسام النسخ‪ :‬ومنها ما يرتفع اللفظ ويثبت الحكم كأية‬ ‫الرجم فقد قيل‪ :‬إنها كانت منزلة‪ ،‬فرفع لفظها(‪. )1‬‬

‫وأنت خبير بأنه ال داللة في تلك اإلخبار على نسخ تالوة هذه اآليات‪ ,‬وال إشارة‬ ‫فيها إليه‪ ,‬بل هي ما بين ما دل صريحا على أنهم أسقطوها عمدا وعصيانا من‬ ‫القران‪ ,‬وبين ما دل على أنها ضاعت عنهم ولم يقدروا على أعيانها‪ ,‬وبين ما دل‬ ‫على أنها أسقطوها لعدم اجتماعها للشرط الذي قرروه لجمعها في المصحف وهي‬ ‫شهادة العدليين‪ ,‬وبين ما دل على أنها كانت منزلة من هللا قرانا فال بد من الحكم‬ ‫بطرو النسخ على تالوتها من إقامة دليل أخر‪ ,‬وهو مفقود في المقام‪ ,‬ولو وجد لكان‬ ‫معارضا ألكثر تلك اإلخبار‪ ,‬وال بد من مالحظة الترجيح فيهما‪ ,‬وهذا بعد تسليم‬ ‫وجود أصل هذا القسم في الشريعة‪ ,‬وإال كما قويناه فهو مطروح من أول األمر‪,‬‬ ‫نعم روى السيوطي في اإلتقان‪ ,‬في خصوص أية الرجم ما يوهم ذلك‪ ,‬منها ما‬ ‫أخرجه الحاكم من طريق كثير بن الصلت‪ ,‬قال‪ :‬كان زيد بن ثابت وسعيد بن‬ ‫العاص‪ ,‬يكتبان المصحف‪ ,‬فمرا على هذه اآلية‪ ,‬فقال زيد‪ :‬سمعت رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله" يقول‪":‬الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة" فقال عمر‪:‬‬ ‫لما نزلت أتيت النبي "صلى هللا عليه واله" فقلت‪ :‬أكتبها؟ فكأنه كره ذلك‪ ,‬فقال‬ ‫عمر‪ :‬أال ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد‪ ,‬وأن الشاب إذا زنى وقد‬ ‫أحصن رجم‪)2( .‬‬

‫ومنها ما أخرجه النسائي‪ ,‬إن مروان بن الحكم قال لزيد بن ثابت‪ :‬إال تكتبها في‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,338‬في "ما ننسخ من أية أو ننسها"‪.‬‬ ‫‪ -2‬مستدرك الحاكم‪:‬ج‪ 4‬ص‪ 400‬ح‪,8071‬كتاب الحدود‪.‬‬ ‫‪258‬‬

‫ان؟ ولقد ذكرنا ذلك فقال عمر‪:‬إنا‬ ‫المصحف؟ قال‪ :‬إال ترى إن الشابين الثيبين يُ ْر َج َم ِ‬ ‫أكفيكم‪ ,‬فقال يا رسول هللا‪ ,‬اكتب لي أية الرجم‪ ,‬قال ال تستطيع‪)1(.‬‬

‫ومنها ما اخرج ابن الضريس في فضائل القران‪ :‬عن يعلى بن حكيم‪ ,‬عن زيد بن‬ ‫أسلم‪ ,‬أن عمر خطب الناس فقال‪ :‬ال تشكوا في الرجم فإنه حق‪ ,‬ولقد هممت أن‬ ‫أكتبه في المصحف‪ ,‬فسألت أبي بن كعب‪ ,‬فقال أليس أتيتني وأنا أستقرئها رسول‬ ‫هللا "صلى هللا عليه واله" فدفعت في صدري وقلت تستقرئه آية الرجم وهم‬ ‫يتسافدون تسافد الحمر!‪ )2(.‬وفي الجميع نظر‪.‬‬ ‫إما األول‪ :‬ففيه أوال‪ :‬إن زيد بن ثابت كان زعمهم حاضرا في العرضة األخيرة‪,‬‬ ‫عالما بجميع ما نسخ تالوته‪ ,‬ولذا استعانوا به في جمعهم‪ ,‬فكيف أراد كتابتها حتى‬ ‫ردعه عمر؟‬ ‫وثانيا‪ :‬إن عمر هو الذي كان جازما ببقائها عازما على إثباتها في المصحف لو ال‬ ‫خشية الناس‪ ,‬كما صرح به في إخبار كثيرة فكيف يروى نسخها؟‬ ‫وثالثا‪ :‬إن كراهته "ص" للكتابة‪ ,‬لعلها المانع كان في الكاتب حين السؤال‪ ,‬أو أراد‬ ‫تشريف غيره بها‪ ,‬فقد كان "ص" يخص بعضهم ببعضها أو لغير ذلك‪ ,‬وال يظهر‬ ‫منه كونه هو نسخ تالوتها! بل قوله‪ :‬فكأنه كره‪ ,‬ظاهر في عدمه‪ ,‬إذ األنسب معه‬ ‫ردعه صريحا‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬السنن الكبرى للنسائي‪:‬ج‪ 6‬ص‪ 407‬ح‪,7110‬كتاب الرجم‪,‬نسخ جلد الثيب‪.‬‬ ‫‪ -2‬وفق تتبعي والنسخة التي اطلعت عليها لم اعثر على الرواية في فضائل القران البن‬ ‫الضريس‪ ,‬وهي مذكورة في اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,87‬النوع السابع واألربعون‪,‬‬ ‫في ناسخه ومنسوخه‪ ,‬منقوال عن المصدر المذكور‪.‬‬

‫‪259‬‬

‫ورابعا‪ :‬إن قول عمر ظاهر في إن سبب النسخ‪ ,‬هو كون العمل على غير ظاهر‬ ‫اآلية من العموم‪ ,‬وقد اعترف بذلك ابن حجر في شرح المنهاج‪ :‬وفيه إن الزم ذلك‬ ‫نسخ جميع اآليات العامة في اإلحكام‪ ,‬إذ من أية إال وهي مخصصة‪ ,‬فان قوله‬

‫الزانِيَةُ َو َّ‬ ‫تعالى‪َّ ﴿ :‬‬ ‫الزانِي﴾ النور‪ ,2:‬وهي أية الجلد‪ ,‬مخصوص بالحرين البالغين‬ ‫البكرين غير محصنين‪)1(.‬‬

‫وخامسا‪:‬انه ال يقاوم ما مر في خصوص المقام‪ ,‬وما ذكرنا في إبطال أصل النسخ‪,‬‬ ‫وبذلك كله ظهر ما في الخبر الثاني‪.‬‬ ‫وإما الثالث‪ :‬فداللته على عدمه اظهر‪ ,‬هذا وظهر أيضا إن ما في الكشاف بعد نقل‬ ‫الخبر عن أبي كما تقدم‪ ,‬أراد أبي إن ذلك من جملة ما نسخ من القران‪ ,‬وإما ما‬ ‫يحكى إن تلك الزيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة فأكلتها ألداجن‪ ,‬فمن تأليف‬ ‫المالحدة والروافض‪)2(,‬تحكم ظاهر وتعصب واضح‪ ,‬وليس في ألفاظ الخبر ما‬ ‫يوهم منه تلك اإلرادة‪ ,‬وخبر الدواجن قد رواه أيضا إمام الشافعية الراغب في‬ ‫محاضراته‪ ,‬بل في إخبارهم التي أوردناها غنى عن هذا الخبر وصريح رواية‬ ‫ثواب اإلعمال إن سورة األحزاب كانت متضمنة لفضائح القوم فال معنى لنسخ‬ ‫حكمها‪.‬‬ ‫كط‪ :‬السيد في الذريعة(‪)3‬والمحقق الثاني في جامع المقاصد(‪ :)4‬روى عن عائشة‬ ‫أنها قالت‪ :‬كان فيما انزل هللا سبحانه‪" :‬عشر رضعات يحرمن" فنسخن "بخمس"‬ ‫فان ذلك كان يتلى ذكراه مثال لنسخ الحكم والتالوة‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬لم أقف على المصدر وفق تتبعي لكتب ابن حجر العسقالني أو ابن حجر الهيثمي ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 3‬ص‪,518‬الجزء الثالث‪,‬سورة األحزاب‪.‬‬ ‫‪ -3‬الذريعة ‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,429-428‬فصل في جواز نسخ الحكم دون التالوة ونسخ التالوة‬ ‫دونه‪.‬‬ ‫‪ -4‬جامع المقاصد ‪:‬ج‪ 1‬ص‪,271‬حكم مس المنسوخ حكمه خاص‪.‬‬

‫‪260‬‬

‫ل‪ :‬الزيلعي في تبيان الحقائق في شرح كنز الدقائق‪ ,‬كما نقله المعاصر المذكور‪:‬‬ ‫قال الشافعي‪ :‬ال يحرم إال بخمس رضعات‪ ,‬يعني مشبعات‪ ,‬لما روي عن عائشة‬ ‫انها قالت‪ :‬كان فيما انزل من القرآن "عشر رضعات معلومات يحرمن"‪ ,‬ثم‬ ‫نسخن "بخمس معلومات" فتوفى رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وهن فيما يقرأ‬ ‫من القرآن‪ ,‬رواه مسلم‪)1(.‬‬

‫ال‪ :‬الشيخ الطبرسي في مجمع البيان‪ ,‬وقد رويت أخبار كثيرة بأن أشياء كانت‬ ‫في القرآن‪ ،‬فنسخ تالوتها‪ ,‬فمنها ما روي عن أبي موسى‪ ،‬أنهم كانوا يقرأون‪ " :‬لو‬ ‫أن البن آدم واديين من مال‪ ،‬البتغى إليهما ثالثا‪ ،‬وال يمأل جوف ابن آدم إال‬ ‫التراب‪ ،‬ويتوب هللا على من تاب " ثم رفع‪)2(.‬‬

‫لب‪:‬احمد بن محمد السياري في كتاب القراءات‪ ,‬بعد ذكر خبر سنده البرقي‪ ,‬عن‬ ‫احمد بن النضر‪ ,‬عن محمد بن مروان‪ ,‬رفعه إليهم "عليه السالم" قال‪ :‬وفي حديث‬ ‫أخر انه كان في سورة األحزاب "لو كان البن ادم واديان من ذهب البتغى لهما‬ ‫ثالثا‪ ,‬وال يمأل نظر ابن ادم إال التراب‪ ,‬ويتوب هللا على من تاب"‪)3(.‬‬ ‫لج‪ :‬الثقة الجليل فضل بن شاذان في اإليضاح في جملة كالم تقدم بعضه مثله‪)4(.‬‬

‫لد‪ :‬السيوطي في االتقان‪ ,‬عن عبيد قال‪ :‬حدثنا عبد هللا بن صالح‪ ,‬عن هشام بن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تبيين الحقائق في شرح كنز الدقائق لفخر الدين الزيعلي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,181‬كتاب‬ ‫الرضاعة‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,338‬في " ما ننسخ من أية أو ننسها "‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 112-111‬ح‪ 429‬وح‪ 430‬سورة األحزاب‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإليضاح البن شاذان‪:‬ص‪,221‬ما قيل في" لو كان البن ادم واديان "‪.‬‬

‫‪261‬‬

‫سعد‪ ,‬عن زيد بن أسلم‪ ,‬عن عطاء بن يسار‪ ,‬عن أبي واقد الليثي‪ ,‬قال‪ :‬كان‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله" إذا أوحي إليه أتيناه فعلمنا مما أوحي إليه‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫فجئت ذات يوم‪ ,‬فقال‪ :‬إن هللا يقول‪" :‬إنا أنزلنا المال ألقام الصالة وإيتاء الزكاة‬ ‫ولو أن البن آدم واديا ألحب أن يكون إليه الثاني ولو كان له الثاني ألحب أن‬ ‫يكون إليهما الثالث وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب ويتوب هللا على من‬ ‫تاب"(‪ )1‬ونقله في الدر المنثور عن أحمد والطبراني في األوسط والبيهقي ِفي‬ ‫عن أبي َواقد مثله‪)2(.‬‬ ‫اإليمان َ‬ ‫شعب ِ‬

‫له‪ :‬السيوطي في الدر المنثور‪ ,‬على ما نقله المعاصر المذكور‪ ,‬عن أَبُي عبيد‬ ‫واحمد وأبي يعلى والطبراني‪ ,‬عن زيد بن أرقم‪ ,‬قال‪ :‬كنا نقرأ على عهد رسول‬ ‫هللا "صلى هللا عليه واله"‪" :‬لو كان البن آدم واديان من ذهب وفضة البتغى‬ ‫الثالث وال يمأل بطن ابن آدم إال التراب ويتوب هللا على من تاب"‪)3(.‬‬

‫لو‪ :‬الراغب في المحاضرات‪ ,‬أثبت ابن مسعود في مصحفه‪" :‬لو كان البن آدم‬ ‫واديان من ذهب البتغى إليهما ثالثا‪ ،‬وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب‪ ،‬ويتوب هللا‬ ‫على من تاب"‪)4(.‬‬

‫لز‪ :‬وفي الدر المنثور‪ ,‬أخرج أبو عبيد وأحمد‪ ,‬عن جابر بن عبد هللا‪ ,‬قال‪ :‬كنا‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,83‬النوع السابع واألربعون‪,‬في ناسخه ومنسوخه‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,257‬البقرة"‪."106‬‬ ‫‪ -3‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ , 257‬البقرة"‪"106‬الرواية نقلها أبو داود وليس أبو‬ ‫عبيد‪ ,‬نعم أبو عبيد نقلها واحمد عن جابر بن عبد هللا مثله ‪.‬‬ ‫‪ -4‬المحاضرات للراغب االصبهاني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,448‬الحد العشرون في الديانات‬ ‫والعبادات ‪ ,‬ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما ادعى أنه من القرآن مما ليس في‬ ‫المصحف وما ادعى أنه منه وليس فيه‪.‬‬ ‫‪262‬‬

‫نقرأ‪" :‬لو أن البن آدم ملء واد ماال ألحب إليه مثله وال يمأل جوف ابن آدم إال‬ ‫التراب ويتوب هللا على من تاب"‪)1(.‬‬

‫لح‪ :‬وفيه ‪ :‬وأخرج البزار‪ ,‬وابن الضريس‪ ,‬عن بريدة‪ :‬سمعت النبي "صلى هللا‬ ‫عليه واله" يقرأ في الصالة‪" :‬لو أن البن آدم واديا من ذهب البتغى إليه ثانيا ولو‬ ‫أعطى ثانيا البتغى إليه ثالثا ال يمأل جوف ابن آدم إال التراب ويتوب هللا على من‬ ‫تاب"‪)2( .‬‬

‫لط‪ :‬وفيه أخرج ابن األنباري‪ ,‬عن ذر‪ ,‬قال‪ :‬في قراءة أبي بن كعب "ابن آدم لو‬ ‫أعطى واديا من مال اللتمس ثانيا ولو أعطى واديين من مال اللتمس ثالثا وال‬ ‫يمأل جوف ابن آدم إال التراب ويتوب هللا على من تاب"‪)3(.‬‬

‫م‪ :‬السيوطي في اإلتقان عن‪ ,‬عن الحاكم في المستدرك‪ ,‬عن أبي بن كعب‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫قال لي رسول هللا"صلى هللا عليه واله"‪ :‬إن هللا أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ‪:‬‬

‫ب َو ْال ُم ْ‬ ‫ش ِر ِكينَ ﴾ البينة‪ ,1:‬ومن بقيتها‪" :‬لو‬ ‫﴿لَ ْم َي ُك ِن الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن أَ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬ ‫أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه سأل ثانيا وإن سأل ثانيا فأعطيه سأل ثالثا‬ ‫وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب ويتوب هللا على من تاب وإن ذات الدين عند‬ ‫هللا الحنيفية غير اليهودية وال النصرانية ومن يعمل خيرا فلن يكفره"‪)4(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ , 257‬البقرة"‪"106‬وهذه الرواية التي نوهنا عنها‬ ‫قبل قليل‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ , 258-257‬البقرة"‪."106‬‬ ‫‪ -3‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ , 258‬البقرة"‪."106‬‬ ‫‪ -4‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,83‬النوع السابع واألربعون‪ ,‬في ناسخه ومنسوخه‪.‬‬

‫‪263‬‬

‫ما‪ :‬ابن األثير الجزري صاحب النهاية في اللغة‪ ,‬في جامع األصول‪ ,‬كما نقله‬ ‫الفاضل المذكور‪ :‬عن أبي بن كعب‪,‬أن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قال‪ :‬إن‬ ‫هللا أمرني أن اقرأ عليك القرآن‪ ,‬وقرأ عليه‪﴿ :‬لَ ْم يَ ُك ِن الَّذِينَ َكفَ ُروا﴾ البينة‪,1:‬‬ ‫وقرأ فيها‪" :‬إن الدين عند هللا الحنيفية المسلمة‪ ,‬ال اليهودية وال المجوسية‪ ,‬ومن‬ ‫يعمل خيرا فلن يكفره"‪ ,‬وقرأ عليه‪" :‬لو أن البن آدم واديا من مال البتغى إليه‬ ‫ثانيا‪ ،‬ولو َّ‬ ‫أن له ثانيا ً‪ ,‬البتغى إليه ثالثا‪ ,‬وال يمال جوف ابن آدم إال تراب‪ ,‬ويتوب‬ ‫هللا على من تاب"‪ ,‬أخرجه الترمذي‪)1(.‬‬

‫مب‪ :‬السيوطي في الدر المنثور كما نقله‪ ,‬أخرج أحمد والترمذي والحاكم‬ ‫وصححاه عن أبي بن كعب إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬قال‪ :‬إن هللا‬

‫ب﴾‬ ‫أمرني أن أقرأ عليك القرآن‪ ,‬فقرأ‪﴿ :‬لَ ْم َي ُك ِن الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن أَ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫البينة‪ ,1:‬فقرأ فيها "ولو أن ابن آدم سال واديا من مال فأعطيته‪ ,‬لسأل ثانيا‪ ,‬ولو‬ ‫سأل ثانيا فأعطيته لسأل ثالثا‪ ,‬وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب‪ ,‬ويتوب هللا على‬ ‫من تاب‪ ,‬وإن ذات الدين عند هللا الحنيفية غير المشركة وال اليهودية وال‬ ‫النصرانية‪ ,‬ومن يفعل ذلك فلن يكفره"‪)2(.‬‬

‫مج‪ :‬وفيه أخرج أحمد عن‪ ,‬أبي بن كعب‪ ,‬قال‪:‬قال لي رسول هللا "صلى هللا عليه‬

‫قرأ َعلَيْك فَقَ َرأَ عل َّي‪﴿ :‬لم يكن الَّذين كف ُروا من أهل‬ ‫واله"‪ِ :‬إن هللا أَمرنِي أَن أ َ َ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬جامع األصول البن األثير‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 500‬ح‪ ",972‬الركن الثاني‪ :‬في المقاصد‬ ‫"حرف التاء الكتاب الثاني‪ :‬في تالوة القرآن وقراءته الباب الثاني‪ :‬في‬ ‫القراءات الفصل الثاني‪ :‬فيما جاء من القراءات مفصال‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 8‬ص‪,586‬البينة‪.‬‬ ‫‪264‬‬

‫سول من هللا يَتْلُو صحفا ً‬ ‫ْالكتاب َو ْال ُم ْش ِركين منفكين َحتَّى تأتيهم ْالبَ ِيّنَة﴿‪َ ﴾1‬ر ُ‬ ‫مطهرة﴿‪ ﴾2‬فِي َها كتب قي َمة﴿‪َ ﴾3‬و َما تفرق الَّذين أُوتُوا ْالكتاب ِإ َّال من بعد َما‬

‫َجا َءتْ ُهم ْالبَيِّنَة﴿‪﴾4‬‬

‫البينة‪",‬إن الدين عند هللا الحنيفية غير المشركة وال اليهودية‬

‫وال النصرانية‪ ,‬ومن يفعل خيرا فلن يكفره"‪ ,‬قال شبعة‪ :‬ثم قرأ آيات بعدها‪ ,‬ثم قرأ‬ ‫"لو أن البن آدم واديا من مال لسأل واديا ثانيا‪ ,‬وال يمأل جوف ابن آدم إال‬ ‫التراب"‪ ,‬قال‪ :‬ثم ختم بما لقي من السورة‪)1(.‬‬

‫مد‪ :‬وفيه‪ :‬أخرج أحمد‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬جاء رجل إلى عمر يسأله‪ ,‬فجعل‬ ‫عمر ينظر إلى رأسه مرة‪ ,‬وإلى رجليه أخرى‪ ,‬هل يرى عليه من البؤس! ثم قال‬ ‫له عمر‪ :‬كم مالك؟ قال‪ :‬أربعون من اإلبل‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬قلت‪ :‬صدق هللا‬ ‫ورسوله لو كان البن آدم واديان من ذهب البتغى الثالث وال يمأل جوف ابن آدم‬ ‫إال التراب‪ ,‬ويتوب هللا على من تاب" فقال عمر‪ :‬ما هذا ؟ فقلت‪ :‬هكذا أقرأني‬ ‫أبي‪ ,‬قال‪ :‬فمر بنا إليه فجاء إلى أبي‪ ,‬فقال‪ :‬ما يقول هذا ؟ قال أبي‪ :‬هكذا أقرأنيها‬ ‫رسول "صلعم"‪ ,‬قال‪ :‬إذا أثبتها في المصحف ؟ قال‪ :‬نعم‪)2(.‬‬

‫مه‪:‬وفيه اخرج ابن الضريس‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ :‬إن‬ ‫أبيا يزعم أنك تركت من كتاب هللا آية لم تكتبها‪ ,‬قال وهللا ألسألن أبيا فان أنكر‬ ‫لتكذبن‪ ,‬فلما صلى صالة الغداة غدا على أبي‪ ,‬فأذن له وطرح له وسادة وقال‪:‬‬ ‫يـــــــــزعم هذا أنك تزعم أني تركت آية من كتاب هللا لم أكتبها‪ ,‬فقال إني سمعت‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 8‬ص‪,586‬البينة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 8‬ص‪,587‬البينة‪.‬‬

‫‪265‬‬

‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يقول‪" :‬لو أن البن آدم واديين من مال البتغى‬ ‫إليهما واديا ثالثا‪ ,‬وال يمأل جوف بن آدم إال التراب‪ ,‬ويتوب هللا على من تاب‪,‬‬ ‫فقال أوأكتبها ؟ قال‪ :‬ال أنهاك‪)1(.‬‬

‫مو‪ :‬ثقة اإلسالم في الكافي‪ ,‬علي بن محمد‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أحمد بن‬ ‫محمد بن أبي نصر‪ ,‬قال‪ :‬دفع إلي أبو الحسن "عليه السالم "مصحفا‪ ,‬وقال‪ :‬ال‬ ‫ب﴾ البينة‪,1:‬‬ ‫تنظر فيه‪ ،‬ففتحته وقرأت فيه‪﴿ :‬لَ ْم َي ُك ِن الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن أَ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫فوجدت فيها اسم سبعين رجال من قريش‪ ,‬بأسمائهم وأسماء آبائهم‪ ,‬قال‪ :‬فبعث إلي‬ ‫ابو الحسن "عليه السالم"‪ :‬ابعث إلي بالمصحف‪ )2(.‬ويأتي عن الكشي مثله‪)3(.‬‬

‫من‪ :‬احمد بن السياري في كتاب القراءات‪ ,‬عن ابن أسباط‪ ,‬عن علي بن أبي‬ ‫حمزة‪ ,‬عن أبي بصير‪ ,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال‪ :‬سورة (لم يكن) كانت‬ ‫مثل البقرة وفيها فضيحة قريش فحرفوها‪)4(.‬‬

‫مح‪ :‬فضل بن شاذان في اإليضاح‪ :‬و رويتم (لم يكن الذين كفروا) كانت‬ ‫مثل سورة البقرة‪ ,‬قبل أن يضيع منها ما ضاع‪ ,‬فإنما بقي في أيدينا منها ثمان آيات‬ ‫أو تسع آيات الخ‪)5(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 8‬ص‪,587‬البينة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 631‬ح‪,16‬باب النوادر‪.‬‬ ‫‪ -3‬اختيار معرفة الرجال‪:‬ص‪ 589-588‬ح‪,1101‬في أحمد بن محمد بن أبي نصر‬ ‫البزنطي ‪.‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 187‬ح‪ ,680‬سورة لم يكن‪.‬‬ ‫‪ -5‬اإليضاح البن شاذان‪:‬ص‪ ,222-221‬ما قيل في سورة األحزاب وسورة لم يكن‪.‬‬

‫‪266‬‬

‫قلت‪ :‬وهذه اإلخبار أيضا صريحة قي سقوط تلك اآلية ونقصان سورة (لم يكن)‬ ‫وان اآلية كانت مثبتة في مصحف أبى بن كعب ‪ ،‬وظاهر بعضها أن عدم إدخالها‬ ‫عمر في المصحف بعد عثورها عليه‪ ,‬النفراد أبى بها وعدم شهادة غيره بها عنده‪,‬‬ ‫وليس في نسخ تالوتها أثر في تلك اإلخبار بعد الغض عن بطالن أصله‪ ,‬بل‬ ‫صريح بعضهم أنهم حرفوا سورة (لم يكن) لسر الفضيحة عن أنفس القوم‪ ,‬ثم كيف‬ ‫تنسخ اآلية وال يعلمه أبى وهو سيد القراء عندهم؟ !وقد أمر النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله"‪ ,‬بقراءة تلك السورة وغيرها عليه كما تقدم ويأتي‪ ،‬وكذا ابن مسعود الّذي‬ ‫أمروا بأخذ القرآن عنه‪ ,‬وقد تقدم أنه أثبتها في مصحفه‪ ,‬ويؤيد ما ذكرنا أن الشيخ‬ ‫فضل بن شاذان جعل تلك الروايات من مطاعنهم وفهم منها أن تلك اآلية وغيرها‬ ‫مما ذكرها قد سقطت عن أيديهم فقال‪ :‬لئن كان األمر على ما رويتم‪ ,‬فقد ذهب‬ ‫عامة كتاب هللا الّذي نزل على رسوله "صلىهللاعليه وآله" وأنتم تروون أن القرآن‬ ‫قد حفظه على عهد رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ستة نفر كلهم من األنصار‪,‬‬ ‫وأنه لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء إال عثمان‪ ,‬فكيف ضاع القرآن وهؤالء النفر‬ ‫قد حفظوه بزعمكم وروايتكم؟! ثم روى بعضكم أن رسول هللا "ص" أمر عليا‬ ‫بتأليف القرآن فألفه وكتبه‪ ,‬وإنما كان إبطائه عن أبى بكر بالبيعة على ما زعمتم‬ ‫تأليف القرآن‪ ,‬فأين ذهب ما ألفه على عليه السالم حتى صاروا يجمعونه من أفواه‬ ‫الرجال؟! ومن صحيفة زعمتم كانت عند حفصة؟! الخ‪ )1(.‬ولو صح وقوع أصل‬ ‫النسخ وجاز حمل تلك اإلخبار عليه كما يظهر من الشيخ الطبرسي والسيوطي‬ ‫لكان الطعن عليهم بما ذكره في غاية السخافة! مع إنا لم نجد في رواياتهم نسبة‬ ‫نسخها إلى احد غير ما رواه أبو عبيد‪ ,‬عن حجاج عن حماد بن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإليضاح البن شاذان‪:‬ص‪,223-222‬ما قيل في"لو كان البن ادم واديان"‪.‬‬ ‫‪267‬‬

‫سلمة‪ ,‬عن علي بن زيد‪ ,‬عن أبي حرب بن أبي األسود‪ ,‬عن أبي موسى‬ ‫األشعري‪ ,‬قال‪ :‬نزلت سورة نحو براءة ثم رفعت وحفظ منها ‪" :‬أن هللا سيؤيد هذا‬ ‫الدين بأقوام ال خالق لهم‪ ,‬ولو أن البن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا‪ ,‬وال‬ ‫يمأل جوف ابن آدم إال التراب‪ ,‬ويتوب هللا على من تاب"‪ )1( .‬وفيه مضافا إلى‬ ‫كون رواية أبو موسى وتضمنه لرفع بعض اآليات وإزالتها عن جميع القلوب حتى‬ ‫قلب خاتم النبيين "صلى هللا عليه واله" كما صرح به من أجازه وفسر به قوله‬ ‫س ْخ ِم ْن آيَ ٍّة أ َ ْو نُ ْن ِس َها﴾ البقرة‪ ,106:‬بحمل النسيان على ما يقابل‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬ما نَ ْن َ‬

‫س ﴿‪ِ ﴾6‬إ َّال َما شَا َء َّ‬ ‫اَّللُ﴿‪﴾7‬‬ ‫الذكر وأيده قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬ ‫سنُ ْق ِرئ ُ َك فَ َال تَ ْن َ‬ ‫األعلى‪,:‬وهذا مما ال نقول به‪ ,‬كما قرر في محله‪ ,‬وتضمنه لكون تلك اآلية من‬ ‫سورة أخرى غير سورة األحزاب وسورة لم يكن‪ ,‬وهو مخالف لإلخبار الماضية‬ ‫الصريحة في كونها من احديهما عدم مقاومته لما مر من وجوه عديدة‪ ,‬مضافا إلى‬ ‫معارضته مع خبر أخر عنه كما يأتي‪ ,‬وظاهره انه نسي السورة ال أنها رفعت عن‬ ‫جميع القلوب فالحظ! ومنه ظهر ما في خبر الطبرسي‪ ,‬بل الظاهر اتحاد الخبرين‬ ‫فتأمل‪.‬‬ ‫مط‪ :‬الطبرسي في مجمع البيان(‪ )2‬والعالمة في النهاية(‪ )3‬عن أبي بكر أنه قال‪:‬‬ ‫كنا نقرأ من القران " ال ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم "‪.‬‬ ‫ن‪ :‬السيوطي في اإلتقان عن أبي عبيد قال‪ :‬حدثنا حجاج‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬عن الحكم‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,83‬النوع السابع واألربعون‪,‬في ناسخه ومنسوخه‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجمع البيان ج‪ 1‬ص‪,338‬في ما ننسخ من أية أو ننسها‪.‬‬ ‫الرابع‪:‬في جواز نسخ التالوة دون الحكم و بالعكس‪.‬‬ ‫‪ -3‬نهايةاألصول‪:‬ج‪ 3‬ص‪,48‬المبحث ّ‬ ‫‪268‬‬

‫بن عتيبة‪ ,‬عن عدي ‪ ,‬قال ‪ :‬قال عمر كنا نقرأ‪" :‬ال ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر‬ ‫بكم"‪ ,‬ثم قال لزيد بن ثابت أكذلك؟ قال‪ :‬نَ َع ْم‪)1(.‬‬

‫نا‪ :‬السيوطي في الدر المنثور‪ ,‬كما نقله المعاصر سلمه هللا ‪ :‬أخرج ابن الضريس‪,‬‬ ‫عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كنا نقرأ‪" :‬ال ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم وأن كفرا بكم‬ ‫أن ترغبوا عن آبائكم"‪)2(.‬‬

‫نب‪ :‬وفيه أخرج عبد الرزاق‪ ,‬وأحمد‪ ,‬وابن حبان‪ ,‬عن عمر بن الخطاب‪ ,‬قال‪ :‬إن‬ ‫هللا بعث محمدا "صلى هللا عليه واله" بالحق‪ ,‬وأنزل معه الكتاب‪ ,‬فكان فيما أنزل‬ ‫عليه آية الرجم‪ ,‬فرجم ورجمنا بعده‪ ,‬ثم قال‪ :‬قد كنا نقرأ "وال ترغبوا عن آبائكم‬ ‫فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم"‪)3(.‬‬

‫نج‪ :‬وفيه أخرج الطيالسي‪ ,‬وأبو عبيد والطبراني‪ ,‬عن عمر بن الخطاب‪ ,‬قال كنا‬ ‫نقرأ فيما نقرأ "ال ترغبوا عن آبائكم‪ ,‬فإنه كفر بكم" ثم قال لزيد بن ثابت‪ :‬أكذلك‬ ‫يا زيد؟ قال نعم‪)4(.‬‬

‫ند‪ :‬البخاري في صحيحه‪ ,‬في خبر طويل تقدم بعضه‪ ,‬مع سنده في خطبة عمر‬ ‫وفيه ‪ :‬ثم إنا كنا نقرء فيما نقرء من كتاب هللا‪َ " :‬ال ترغبوا َعن آبائكم فَإِنَّهُ كفر بكم‬ ‫ان ترغبوا عن ابائكم"‪)5(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,84-83‬النوع السابع واألربعون‪,‬في ناسخه ومنسوخه ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,258‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,258‬سورة البقرة ‪.‬‬ ‫‪ -4‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,258‬سورة البقرة ‪.‬‬ ‫‪ -5‬صحيح البخاري‪:‬ج‪8‬ص‪168‬ح‪,6830‬كتاب الحدود‪,‬باب رجم الحبلى من الزنا إذا‬ ‫أحصنت‪.‬‬ ‫‪269‬‬

‫قلت‪ :‬وهذه اآلية أيضا ذكرها الطبرسي‪,‬والعالمة‪,‬والسيوطي والنيشابوري‪ ,‬في‬ ‫مثال منسوخ التالوة‪ ,‬ولم اعثر على ما فيه إشارة إلى نسخها‪ ,‬ولم يذكروا وجها له‪,‬‬ ‫فحالها كحال أخواتها وهللا العالم‪.‬‬ ‫نه‪ :‬العالمة في النهاية في أمثلة منسوخ التالوة‪ ,‬وعن انس بن مالك في قتلى بئر‬ ‫معونة "بلغوا إخواننا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا"‪)1( .‬‬

‫نو‪ :‬الطبرسي في مجمع البيان‪ ,‬وعن انس‪ :‬أن السبعين من األنصار‬ ‫الذين قتلوا ببئر معونة‪ ،‬قرأنا فيهم كتابا " بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي‬ ‫عنا‪ ،‬وأرضانا) ثم إن ذلك رفع‪)2(.‬‬

‫نز‪ :‬السيوطي في اإلتقان‪ :‬عن صحيح مسلم والبخاري عن أنس في قصة أصحاب‬ ‫بئر معونة الذين قتلوا وقنت يدعو على قاتليهم قال أنس ونزل فيهم قرآن قرأناه‬ ‫حتى رفع "أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا "‪)3(.‬‬

‫أقول‪ :‬هذه طائفة من اإلخبار الدالة صريحا على سقوط بعض اآليات ونقصان‬ ‫بعض السور مما استشهد بمضمونها بعض األصحاب إلثبات وقوع منسوخ‬ ‫التالوة‪ ,‬أو أدرجها فيه من ال يعبئا بقوله‪ ,‬ويوجد في كتب العامة إخبار كثيرة غير‬ ‫ما نقلناه‪ ,‬وقد حملها بعضهم عليه‪ ,‬رأينا ذكرها في ضمن ما استخرجنا من كتبهم‬ ‫مما يدل على وقوع التغيير والتحريف في القران‪ ,‬وإنما اقتصرنا هنا على‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫الرابع ‪ :‬في جواز نسخ التالوة دون‬ ‫‪ -1‬نهاية األصول للعالمة الحلي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,48‬المبحث ّ‬ ‫الحكم وبالعكس‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجمع البيان للطبرسي‪ :‬ج‪ 1‬ص‪,338‬في ما ننسخ من أية أو ننسها‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,84‬النوع السابع واألربعون‪:‬في ناسخه ومنسوخه‪.‬‬

‫‪270‬‬

‫ما أشار إليه األصحاب‪ ,‬وهذه اإلخبار الكثيرة التي قد نافت على خمسين‪ ,‬وفيها‬ ‫الصحيح وغيره‪ ,‬وال معارض لها لما سنبين من ضعف ما تمسك به من منع من‬ ‫وقوع التغيير في القران‪ ,‬وقد تلقاها جماعة بالقبول‪ ,‬وان احملوها على غير‬ ‫ظاهرها ال يجوز طرحها لوجود شرائط الحجة فيها‪ ,‬بل لو ادعى القطع بصحة‬ ‫مضمون قدر الجامع منها والمشترك بينهما‪ ,‬وهو عدم اشتمال القران الموجود‬ ‫على تمام ما نزل قرانا لم يكن بعيدا‪ ,‬ومن منع من وقوع منسوخ التالوة نظرا إلى‬ ‫عدم ورود خبر معتبر فيه‪ ,‬مع اعترافه بداللة بعض ما عثر عليه مما مر على‬ ‫وجود النقيصة‪ ,‬وانه لو كان معتبرا لكان دليال على وقوعه‪ ,‬فقد قصر باعه عن‬ ‫االطالع على تلك اإلخبار الكثيرة القريبة من التواتر لتشتتها في محال غير‬ ‫معهودة‪ ,‬وتفرقها في أماكن متباعدة‪ ,‬وليس هذا ببعيد منهم وال طعنا عليهم‪ ,‬كما‬ ‫سيأتي التنبيه عليه‪ ,‬ومع ذلك فقد تحكم في حملها على ما ذكر لما عرفت من عدم‬ ‫داللة لها عليه‪ ,‬وال إشارة فيها إليه‪ ,‬بعد تسليم وقوع أصله في الشريعة‪ ,‬ووجود‬ ‫فرد منه في القران‪ ,‬ثم ال يخفى انه ال مجال لتوهم حمل تلك اإلخبار على ما حمل‬ ‫عليه جماعة ما يأتي من اإلخبار الدالة على التحريف والنقصان‪ ,‬بكون المراد‬ ‫نقصان ما كان في مصحف أمير المؤمنين "عليه السالم" من التأويل والتفسير‪ ,‬أو‬ ‫ما كان فيه من كالم هللا تعالى المنزل على غير وجه اإلعجاز المعبر عنه‬ ‫باألحاديث القدسية‪ ,‬لكونها صريحة في سقوط أعيان المنزل على وجه اإلعجاز‪,‬‬ ‫ومن جميع ذلك ظهر انه ال مانع من القول بها والعمل عليها‪ ,‬وقد تمسك يبعضها‬ ‫شارح الصحيفة والشيخ أبو الحسن الشريف وغيرهما إلثبات التحريف فراجع‬ ‫وتأمل‪ ,‬وهللا ألعاصم من الخطأ الهادي من الرشاد‪.‬‬

‫‪271‬‬

‫الدليل الرابع‪:‬‬ ‫انه كان ألمير المؤمنين "عليه السالم" قرانا مخصوصا‪ ,‬جمعه بنفسه بعد وفاة‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬وعرضه على القوم فاعرضوا عنه‪ ,‬فحجبه عن‬ ‫أعينهم‪ ,‬وكان عند ولده "عليهم السالم" يتوارثه إمام عن إمام‪ ,‬كسائر خصائص‬ ‫اإلمامة وخزائن النبوة‪ ,‬وهو عند الحجة عجل هللا فرجه‪ ,‬يظهره للناس بعد ظهوره‬ ‫ويأمرهم بقراءته‪ ,‬وهو مخالف لهذا القران الموجود من حيث التأليف وترتيب‬ ‫السور واآليات‪ ,‬بل الكلمات أيضا ومن جهة الزيادة والنقيصة(‪ )1‬حيث أن الحق‬ ‫مع علي "عليه السالم" وعلي مع الحق‪ ,‬ففي القران الموجود تغيير من جهتين‬ ‫وهو المطلوب‪ ,‬وتوضيح هذا الدليل يتوقف على إثبات أمور‪.‬‬

‫في بيان األمور الواضحة للدليل الرابع‪:‬‬ ‫أ‪ :‬وجود مصحف مخصوص له "ع" في عرض مصاحفهم‪.‬‬ ‫ب‪ :‬مخالفته للموجود من حيث الترتيب‪.‬‬ ‫ج‪ :‬وجود الزيادة فيه‪ ,‬وإنها من أعيان المنزل إعجازا‪ ,‬إي نفس القران حقيقته ال‬ ‫من األحاديث القدسية وال من التغيير والتأويل‪.‬‬ ‫إما األول‪ :‬فهو مقطوع به ال خالف ألحد فيه‪ ,‬وقد صرح به كل من تعرض لحال‬ ‫األمة بعد النبي "صلى هللا عليه واله" وعليه روايات كثيرة تقدم بعضها ويأتي ما‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬أقول‪ :‬وهذا تصريح واضح من المصنف على إن التحريف الذي طال القران ال يشمل‬ ‫النقص فقط؟‪.‬‬ ‫‪272‬‬

‫بقي منها‪ ,‬وقد مر في المقدمة األولى ما فيه كفاية وال يحتاج معه إلى إعادة الكالم‪.‬‬ ‫وإما الثاني‪ :‬فهو أيضا مصرح به في كالم جماعة من الخاصة والعامة‪ ,‬وقد مر‬ ‫قول المفيد في مسائل السروية انه "ع" إلفه بحسب ما وجب من تأليفه‪ ,‬فقدم المكي‬ ‫على المدني‪ ,‬والمنسوخ على الناسخ‪ ,‬ووضع كل شيء منه في موضعه‪ )1(,‬وقوله‬ ‫رحمه هللا في المقاالت‪ :‬والموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم‪ ,‬ومن‬ ‫عرف الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني لم يرتب بما ذكرناه‪)2(,‬‬

‫بل ادعى في موضع أخر‪ :‬اتفاق األمامية على إن األئمة الضالل خالفوا في كثير‬ ‫من تأليف القران‪)3(,‬‬

‫وقال علي بن إبراهيم في أقسام القران‪ :‬ومنه تقديم ومنه تأخير‪ ,‬إلى إن قال‪ :‬وإما‬ ‫التقديم والتأخير‪ ,‬فان آية عدة النساء الناسخة قدمت على المنسوخة‪ ,‬الن في‬ ‫التأليف قد قدمت آية " عدة النساء أربعة أشهر وعشرا " على آية " عدة سنة‬ ‫كاملة "‪ ,‬وكان يجب أوال إن يقرأ المنسوخة التي نزلت قبل‪ ,‬ثم الناسخة التي‬ ‫نزلت بعد‪ ,‬ثم عد بعض األمثلة التي تأتي‪)4(,‬‬ ‫ومنه يظهر إن وجوب كون ترتيب القران على النحو الذي ذكره هو‪ ,‬والمفيد كان‬ ‫معهودا بينهم وهو الموفق لالعتبار‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬المسائل السروية للمفيد‪:‬ص‪,79‬المسألة التاسعة صيانة القرآن من التحريف‪.‬‬ ‫‪ -2‬أوائل المقاالت للمفيد‪:‬ص‪ "59" ,81‬القول في تأليف القرآن وما ذكر قوم من الزيادة‬ ‫فيه والنقصان‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪:‬ص‪ "10",46‬القول في الرجعة والبداء وتأليف القرآن‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفسير القمي‪ :‬ج‪ 1‬ص‪,8‬مقدمة المصنف‪.‬‬ ‫‪273‬‬

‫وقال ألمجلسي رحمه هللا في تاسع بحاره بعد إثبات نزول أية التطهير في شأن أهل‬ ‫البيت "عليهم السالم" واالستدالل بها على عصمتهم ما لفظه‪ :‬وأجاب المخالفون‬ ‫عن هذا الدليل بوجوه‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أنا ال نسلم أن اآلية نزلت فيهم‪ ,‬بل المراد بها أزواجه "ص" لكون الخطاب‬ ‫في سابقها وال حقها متوجها إليهن‪ ،‬ويرد عليه أن هذا المنع بمجرده بعد ورود تلك‬ ‫الروايات المتواترة من المخالف والمؤالف غير مسموع‪ ,‬وأما السند فمردود بما‬ ‫ستقف عليه في كتاب القرآن مما سننقل من روايات الفريقين‪ ,‬أن‬ ‫ترتيب القرآن الذي بيننا ليس من فعل المعصوم حتى ال يتطرق إليه الغلط ‪ ،‬إلى‬ ‫إن قال‪ :‬ولعل آية التطهير أيضا وضعوها في موضع زعموا أنها تناسبه‪ ،‬أو‬ ‫أدخلوها في سياق مخاطبة الزوجات لبعض مصالحهم الدنيوية‪ ،‬وقد ظهر من‬ ‫اإلخبار عدم ارتباطها بقصتهن‪ ،‬فاالعتماد في هذا الباب على النظم والترتيب‬ ‫ظاهر البطالن‪)1( .‬‬

‫السيوطي في اإلتقان‪ :‬ومما استدل به لذلك أي لكون ترتيب السور من اجتهاد‬ ‫الصحابة اختالف مصاحف السلف في ترتيب السور‪ ,‬فمنهم من رتبها على‬ ‫النزول‪ ,‬وهو مصحف علي "عليه السالم"‪ ,‬كان أوله اقرأ‪ ,‬ثم المدثر‪ ,‬ثم ن‪ ,‬ثم‬ ‫المزمل‪ ,‬ثم تبت‪ ,‬ثم التكوير‪ ,‬وهكذا إلى آخر المكي والمدني‪)2(.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 35‬ص‪,324‬الباب الخامس أية التطهير‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,216‬النوع الثامن عشر‪,‬في جمعه وترتيبه‪,‬والكالم ليس‬ ‫للسيوطي وإنما البن فارس نقله السيوطي في اإلتقان‪.‬‬

‫‪274‬‬

‫وتقدم قول ابن سيرين في جمعه "ع"‪ :‬بلغني انه كتبه على تنزيله‪ ,‬ولو أصيب ذلك‬ ‫الكتاب لوجد فيه علم كثير‪ )1(.‬ويدل على ذلك أيضا جملة من الروايات‪ ,‬مثل ما‬ ‫رواه الشيخ المفيد في اإلرشاد‪ :‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر "عليه السالم" أنه قال‪:‬‬ ‫إذا قام قائم آل محمد "عليه السالم" ضرب فساطيط لمن يعلم الناس القرآن على ما‬ ‫أنزل هللا جل جالله‪ ,‬فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم‪ ،‬ألنه يخالف فيه‬ ‫التأليف‪)2(.‬‬

‫وما رواه علي بن إبراهيم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن يحيى بن أبي عمران ‪,‬عن يونس‪,‬‬ ‫عن أبي بصير والفضيل‪ ,‬عن أبي جعفر "عليه السالم "قال‪ :‬إنما نزلت أفمن كان‬ ‫على بينة من ربه‪ ،‬يعني رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"" ويتلوه شاهد منه إماما‬ ‫ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به" فقدموا وأخروا في التأليف‪)3(.‬‬

‫ورواه النعماني في تفسيره‪ ,‬عن أمير المؤمنين "عليه السالم" وفي أخره فقدموا‬ ‫حرفا على حرف‪ ،‬فذهب معنى اآلية‪)4(.‬‬

‫وعن مناقب ابن شهر أشوب‪ ,‬إن النبي "صلى هللا عليه واله" قال في مرضه الذي‬ ‫توفى فيه لعلي"ع"‪ :‬يا علي هذا كتاب هللا خذه إليك‪ ،‬فجمعه علي "عليه السالم" في‬ ‫ثوب‪ ,‬فمضى إلى منزله‪ ,‬فلما قبض النبي "صلى هللا عليه وآله" جلس علـي "عليه‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر االستيعاب البن عبد البر‪:‬ج‪ 3‬ص‪,974‬تتمة حرف العين‪,‬باب عبد هللا"‪"1633‬‬ ‫عبد هللا أبي قحافة أبو بكر‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلرشاد للمفيد‪:‬ج ص‪,386‬سيرة القائم"ع" عند قيامه‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير ألقمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,324‬معاني األمة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفسير النعماني أو رسالة المحكم والمتشابه المنسوب للشريف المرتضى علم الهدى‬ ‫‪:‬ص‪",18‬المحرف"‪.‬‬ ‫‪275‬‬

‫السالم" فألفه كما أنزله هللا وكان به عالما‪ )1(.‬إلى غير ذالك مما يأتي في محله‪,‬‬ ‫وإما العامة فاجمعوا كما في اإلتقان‪:‬إن ترتيب اآليات الموجودة أي ترتيب التالوة‬ ‫كما بأيدينا توقيفي ثابت بأمر من النبي "صلى هللا عليه واله" وان جبرائيل"ع"‬ ‫كان يقول له"ص" ضع أية كذا فيأمر به أصحابه‪ ,‬وانه مطابق للترتيب الذي كان‬ ‫في اللوح المحفوظ ومخالف لترتيب النزول‪ )2(,‬واستدل له فيه بإخبار غير وافيه‬ ‫للمراد‪ ,‬مع ضعفها ومخالفتها إلخبار الصادقين"ع"‪ ,‬بل وفي رواياتهم أيضا ما‬ ‫يعارضها‪ ,‬مثل قول عمر‪ ,‬فيما أخرجه ابن أبي داود‪ ,‬وقد مر في المقدمة األولى‪:‬‬ ‫لو كانت ثالث آيات لجعلتها سورة على حدة‪ ,‬فانظروا أخر سورة من القران‬ ‫فألحقوها في أخره‪)3(.‬‬

‫وإما في ترتيب السور فوافقنا جمهورهم‪ ,‬وزعموا إن الموجود إنما هو باجتهاد من‬ ‫الصحابة‪ ,‬ويدل عليه أيضا بعض إخبارهم‪ ,‬ويخالف فيه القاضي في احد قوليه‬ ‫والكرماني والزركشي‪ )4(.‬واإلعراض عن كلماتهم بعد ما ظهر إن الرشد في‬ ‫خالفهم أولى‪.‬‬ ‫وإما الثالث‪ :‬فاعلم إن وجود أصل الزيادة فيه مقطوع به في كلمات األكثرين حتى‬ ‫من المنكرين للتحريف‪ ,‬كالصدوق وإتباعه‪ ,‬واإلخبار فيه متواترة وستقف عليها‪,‬‬ ‫وإنما الكالم في إثبات أنها من أعيان المنزل لإلعجاز‪ ,‬ال من باب تفسير اآليات‬ ‫وتأويل الكلمات والذي يدل عل ذلك أمور‪:‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مناقب ابن شهر أشوب‪:‬ج‪ 1‬ص‪ "53" ,319‬فصل في المسابقة بالعلم‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,215‬النوع الثامن عشر‪,‬في جمعه وترتيب‪.‬‬ ‫‪ -3‬المصاحف البن أبي داود‪:‬ص‪,111‬خبر قوله تعالى"لقد جاءكم رسول"‪.‬‬ ‫‪ -4‬لبيان االطالع على آراءهم ينظر اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,217-216‬النوع الثامن‬ ‫عشر‪ ,‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪276‬‬

‫األول‪ :‬ما ذكره غير واحد من األصحاب وبعض المخالفين‪ ,‬في مقام إثبات كون‬ ‫﴿بسم هللا الرحمن الرحيم﴾ أية من القران‪ ,‬وجزء من كل سورة‪ ,‬والرد على من‬ ‫ذهب إلى أنها ليست منه وإنما يأتي بها التالي والكاتب تيمنا وتبركا كقراءة‬ ‫البصرة والشام والمدينة‪ ,‬إال قالون وفقهاء هذه األمصار كمالك‪ ,‬وهو المشهور بين‬ ‫قدماء الحنفية‪ ,‬واليه ذهب القاضي والبلخي وجماعة من األصوليين‪ ,‬من اتفاق‬ ‫السلف على إثباتها في جميع المصاحف قديمة كانت أو حديثة‪ ,‬بلون خطها مع‬ ‫مبالغة كل واحد منهم في تجريد القران عن غيره مما يوهم انه منه‪ ,‬حتى أنهم‬ ‫غايروا ألوان التراجم‪ ,‬ومنع قوم منهم العجم‪ ,‬فعلم من ذلك أنها من القران عند‬ ‫جميعهم بال خالف من احد فيه‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬أنهم منعوا من كتابة أسماء السور‬ ‫واإلعشار وغيرها مما ليس منه‪ ,‬قالوا‪ :‬وال يجوز إن يكون كتابتها للفصل بين‬ ‫السور‪ ,‬الن فيه تقرير اعتقاد ما ليس بقران‪ ,‬قرانا‪ ,‬وهو غير جائز‪ ,‬وأمير‬ ‫المؤمنين "عليه السالم" أولى الناس بإعمال هذه القاعدة‪ ,‬وتجريد قراءته عن‬ ‫غيره‪ ,‬فان غرضه "ع" من جمعه وعرضه عليهم انتفاعهم به‪ ,‬وان امتنعوا منه‪,‬‬ ‫ولم يكن "ع" ليوقعهم في محذور اعتقاد مخالفة الواقع بل عليها‪)1(.‬‬

‫الثاني‪ :‬ظهور اإلخبار التي مرت في المقدمة األولى‪ ,‬في انه "ع" جمع وألف‬ ‫القران الذي كان عند النبي "صلى هللا عليه واله" متفرقا في األلواح واألكتاف‬ ‫واالقتاب والصحف واألحجار وغيرها‪ ,‬مما كان يكتبه الكتاب الذين عينهم لذلك‪,‬‬ ‫من غير تصرف فيه بالزيادة والنقصان‪ ,‬والذي كان عنده هو أصل القران الذي‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,271-267‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس‬ ‫والسادس والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع‬ ‫والمدرج ‪.‬‬ ‫‪277‬‬

‫نزل به الروح األمين‪ ,‬كما هو صريح رواية علي بن إبراهيم‪ ,‬وفرات بن إبراهيم‪,‬‬ ‫وما في العيون‪ ,‬وصحيفة الرضا "ع"‪ ,‬ولم يكن "صلى هللا عليه واله" ليذكر تأويل‬ ‫القران لهؤالء الذين مر إلى ذكرهم اإلشارة‪ ,‬فثبت إن تمام مصحفه "عليه السالم"‬ ‫تمام ما نزل إعجازا‪ ,‬ويؤيد هذا ما ورد‪ :‬إن الحجة عجل هللا فرجه إذا قام‪ ,‬اخرج‬ ‫للناس القران الذي جمعه جده "عليه السالم" ويأمر الناس بقراءته وهي كثيرة‪,‬‬ ‫وعن مناقب ابن شهر أشوب‪ ,‬عن جبلة بن سحيم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أمير المؤمنين‬ ‫"عليه السالم" قال‪ :‬لو ثنيت لي الوسادة وعرف لي حقي‪ ,‬ألخرجت مصحفا كتبته‬ ‫وأماله علي رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪)1(.‬‬

‫الثالث‪ :‬داللة ظواهر كثير من اإلخبار على إن كل ما في مصحفه من أصل‬ ‫القران‪ :‬منها ما رواه الصدوق في العقائد من انه "عليه السالم" جمع القران‪ ,‬فلما‬ ‫جاء به‪,‬فقال‪ :‬هذا كتاب ربكم لم يزد فيه حرف ولم ينقص منه حرف‪ )2(.‬ومنها‬ ‫قوله في رواية سليم‪ :‬فهذا كتاب هللا عندي مجموعا لم يسقط عني منه حرف‬ ‫واحد‪ )3(.‬ومنها قوله"ع" في خبر االحتجاج وسليم بن قيس‪ :‬أيها الناس‪ ،‬إني لم‬ ‫أزل منذ قبض رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" مشغوال بغسله ‪ ,‬ثم بالقرآن‪ ,‬حتى‬ ‫جمعته كله في هذا الثوب الواحد‪ ,‬فلم ينزل هللا تعالى على نبيه آية من القران إال‬ ‫وقد جمعتها‪ ،‬وليست منه آية إال وقد أقرأنيها رسول هللا "صلى هللا عليـــــــه واله"‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مناقب ابن شهر أشوب‪:‬ج‪ 1‬ص‪,320‬فصل"‪ "53‬في المسابقة بالعلم‪.‬‬ ‫‪ -2‬االعتقادات للصدوق‪:‬ص‪,86‬باب االعتقاد في مبلغ القران‪.‬‬ ‫‪ -3‬كتاب سليم بن قيس‪:‬ص‪ ,209‬في أمير المؤمنين يقيم الحجة على المسلمين في عصر‬ ‫عثمان‪ ,‬وينظر بحار األنوار‪:‬ج‪ 89‬ص‪,41‬رسالة سعد بن عبد هللا األشعري ألقمي في‬ ‫أنواع آيات القران‪.‬‬ ‫‪278‬‬

‫وعلمني تأويلها‪ )1(.‬وال يخفى انه لو كان تأويلها مكتوبا معها لكان األنسب اإلشارة‬ ‫إليه‪ ,‬بل الظاهر إن مقصوده "عليه السالم" من القراءة وتعليم التأويل‪ ,‬إظهار تمام‬ ‫المعرفة بما يتعلق بظاهر إن القران وباطنه وبألفاظه ومعانيه‪ ,‬ليتم الحجة عليهم‬ ‫وتشتد حاجتهم إليه‪ ,‬ولم يبق لهم عذر في الرجوع إليه‪ ,‬وهذا ينافي مع كتابة‬ ‫التأويل معه وعرضه عليهم‪ ,‬إذ في تأويل القران تبيان لكل شيء وتفضيل لجميع‬ ‫ما يحتاج إليه الناس من المعارف واإلحكام ومعالم الحالل والحرام‪ ,‬مع انه "عليه‬ ‫السالم" كيف يعرض عليهم تأويله وفيه من اإلسرار اإللهية واللطائف الغيبية‬ ‫واإلشارات الملكوتية ما ال يحتمله إال ملك مقرب ونبي مرسل أو مؤمن امتحن هللا‬ ‫قلبه لإليمان! بل فيه ما ال يحتمله هؤالء أيضا!‪.‬ومنها ما في تفسير البرهان للسيد‬ ‫المحدث التوبلي‪ ,‬عن ابن شهر أشوب‪ ,‬عن تفسير جابر بن يزيد ‪,‬عن اإلمام "عليه‬ ‫السالم" أثبت هللا بهذه اآلية والية علي بن أبي طالب‪ ,‬الن عليا كان أولى برسول‬ ‫هللا "صلعم" من غيره‪ ,‬ألنه كان أخاه‪ ,‬كما قال في الدنيا واآلخرة‪ ,‬ألنه أحرز‬ ‫ميراثه وسالحه ومتاعه وبغلته الشهباء وجميع ما ترك‪ ,‬وورث كتابه من بعده قال‬

‫ص َ‬ ‫طفَ ْينَا ِم ْن ِعبَا ِدنَا﴾ فاطر‪,32:‬‬ ‫اب الَّذِينَ ا ْ‬ ‫هللا تعالى‪﴿ :‬ث ُ َّم أَ ْو َرثْنَا ْال ِكتَ َ‬ ‫وهو القرآن كله نزل على رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ .‬الخبر‪)2(.‬‬

‫ومنها ما في خبر المفضل‪ ,‬إن الحسني يقول للحجة عجل هللا فرجه‪ :‬إن كنت قائم‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب سليم بن قيس‪ :‬ص‪ , 147‬قضايا السقيفة على لسان سلمان الفارسي‪,‬االحتجاج‬ ‫للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ , 107‬ترجمة سليم بن قيس الهاللي‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفسير البرهان لهاشم البحراني‪:‬ج‪ 2‬ص‪,722‬ح‪,4391/99‬وينظر مناقب ابن شهر‬ ‫أشوب‪:‬ج ص‪ ,18‬فصل في القرابة‪.‬‬ ‫‪279‬‬

‫إل محمد‪ ,‬فأين المصحف الذي جمعه جدك أمير المؤمنين "عليه السالم" بغير‬ ‫تغيير وال تبديل؟‪ )1(.‬ومنها ما في رواية أبي ذر المروية في االحتجاج أيضا‪ ,‬إن‬ ‫عمر بعد خالفته قال‪ :‬يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبي‬ ‫بكر‪ ,‬حتى نجتمع عليه‪ ،‬فقال "عليه السالم"‪ :‬هيهات ليس إلى ذلك سبيل‪ ،‬إنما جئت‬ ‫به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم‪ ،‬وال تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين‪،‬‬ ‫أو تقولوا ما جئتنا به‪ ,‬فأن القرآن الذي عندي ال يمسه إال المطهرون‪ )2(.‬ومنها‬ ‫قوله "ع" في خبر ابن الضريس‪ :‬رأيت كتاب هللا يزاد فيه‪ ,‬فحدثت نفسي إن ال‬ ‫البس ردائي للصالة حتى اجمعه‪ )3(.‬ومنها قول"ع" في خبر عبد خير‪ ,‬أقسمت إن‬ ‫ال ادع ردائي عن ظهري حتى اجمع ما بين اللوحين فما وضعت ردائي حتى‬ ‫جمعت القران‪ )4(.‬ومنها قوله"ع" في رواية ابن شهر أشوب‪ ,‬بعد ما جمع القران‪,‬‬ ‫وجاء إليهم‪ ,‬ووضع الكتاب بينهم‪ ,‬إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قال‪ :‬إني‬ ‫مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب هللا و عترتي أهل بيتي‪ ,‬وهذا الكتاب‬ ‫وانأ العترة‪ )5(.‬إلى غير ذلك مما دل على إن ما جمعه"ع" وعرضه عليهم هو‬ ‫القران الذي هو حقيقة في ما نزل إعجازا‪ ,‬وكانوا مأمورين بالتمسك به‪ ,‬وله إحكام‬ ‫خاصة في الشرع‪ ,‬والمركب منه ومن غيره تفسيرا كان أو تأويال أو حديثا قدسيا‪,‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سلمان الحلي‪:‬ص‪.189‬‬ ‫‪ -2‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,228‬خطب رابي ذر في الموسم وهو اخذ بحلقة باب‬ ‫المسجد يدعوا الناس إلى أهل البيت"ع" ويحدثهم بحديث السفينة والثقلين‪.‬‬ ‫‪ -3‬فضائل القران البن الضريس‪:‬ص‪,36‬ح‪ ,22‬باب فيما نزل من القرآن بمكة‪ ،‬وما نزل‬ ‫بالمدينة ‪.‬‬ ‫‪ -4‬كنز العمال‪:‬ج‪ 13‬ص‪151‬ح‪ ,36473‬حرف الفاء تابع كتاب الفضائل من قسم‬ ‫األفعال تابع باب فضائل الصحابة فضائل علي‪,‬عن "أبو نعيم في الدالئل"‪.‬‬ ‫‪ -5‬مناقب ابن شهر أشوب‪ :‬ج‪1‬ص‪,320‬باب في إمامة أمير المؤمنين‪,‬فصل في شرائطها‪.‬‬ ‫‪280‬‬

‫ال يسمى قرانا وال كتاب هللا‪ ,‬وصرف اللفظ عن حقيقته يحتاج إلى قرينة معتبرة‬ ‫مفقودة في المقام‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬داللة بعض إخبار وجود الزيادة في مصحفه على إن تلك الزيادة من أصل‬ ‫القران‪ ,‬فيتم المطلوب من وجهين‪ :‬األول‪ :‬إن وجود أية أو كلمة من الكالم المعجز‬ ‫في مصحفه زيادة على ما في المصحف الموجود كاف في ثبوت التغيير‬ ‫والتحريف فيه‪ ,‬وال يحتاج إلى إثبات كون تمام ما في مصحفه من الزيادة من‬ ‫القران‪ .‬الثاني‪ :‬عدم القول بالفصل بين تلك الزيادات‪ ,‬بكون بعضها من القران‬ ‫وبعضها من التفسير‪ ,‬إن التأويل واألحاديث القدسية‪.‬‬ ‫أ‪ :‬ما رواه السياري‪ ,‬عن هشام‪ ,‬عن الصادق "عليه السالم" في قوله عز وجل‪:‬‬ ‫"والمالئكة حول العرش يسبحون بحمد ربهم وال يفترون ويستغفرون لمن في‬ ‫األرض من المؤمنين" قلت ما هذا جعلت فداك؟ قال هذا القران كما انزل على‬

‫محمد بخط علي صلوات هللا عليما ‪ ,‬قلت إنا نقرأ‪َ ﴿ :‬ويَ ْستَ ْغ ِف ُرونَ ِل َم ْن فِي‬ ‫ض﴾ الشورى‪ ,5:‬قال‪ :‬ففي األرض اليهود والنصارى والمجوس وعبدة‬ ‫ْاأل َ ْر ِ‬ ‫األوثان‪ ,‬افترى إن حملة العرش يستغفرون لها!‪ ,‬ونسبه الطبرسي في الجوامع إلى‬ ‫الصادق "عليه السالم"‪)1(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب القراءات للسياري‪:‬ص‪ 126‬ح‪ 479‬سورة المؤمن‪,‬وكتبت اآلية خطأ ال من‬ ‫المصنف أو الناسخ على ما يبدو وإنما من كتاب القراءات حيث وضع السياري هذه‬ ‫الرواية مع سورة المؤمن(غافر) في حين إن اآلية تعود إلى سورة الشورى ونذكرها‬ ‫س َم َاواتُ َيتَفَ َّ‬ ‫س ِبّ ُحونَ‬ ‫بتمام لبيان الصورة قال تعالى‪ ":‬ت َ َكاد ُ ال َّ‬ ‫ط ْرنَ ِم ْن َف ْوقِ ِه َّن َو ْال َم َالئِ َكةُ يُ َ‬ ‫ض ۗ أ َ َال ِإ َّن َّ‬ ‫الر ِحي ُم" الشورى‪,5:‬‬ ‫ور َّ‬ ‫اَّللَ ُه َو ْالغَفُ ُ‬ ‫بِ َح ْم ِد َر ِبّ ِه ْم َويَ ْستَ ْغ ِف ُرونَ ِل َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫وينظر تفسير جامع الجوامع للطبرسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,277‬سورة الشورى ‪.‬‬

‫‪281‬‬

‫ب‪ :‬ما رواه النعماني‪ ,‬عن علي "عليه السالم" كأن بالعجم فساطيطهم في مسجد‬ ‫الكوفة يعلمون الناس القران كما انزل‪,‬قلت‪ :‬يا أمير المؤمنين أوليس هو كما انزل‬ ‫؟ فقال‪ :‬ال محي من سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء إبائهم وما ترك أبو لهب‬ ‫إال لالزدراء على رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ألنه عمه‪)1(.‬‬

‫ج‪ :‬ما رواه الكشي‪ ,‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن يزداد‪ ،‬عن أبي‬ ‫زكريا يحيى بن محمد الرازي‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي‬ ‫نصر‪ ،‬قال‪ :‬لما أتي بأبي الحسن "عليه السالم" أخذ به على القادسية ولم‬ ‫يدخل الكوفة‪ ،‬وأخذ به على البر إلى البصرة ‪.‬قال‪ :‬فبعث إلي مصحفا وأنا‬ ‫بالقادسية‪ ،‬ففتحته فوقعت بين يدي سورة (لم يكن) فإذا هي أطول وأكثر مما‬ ‫يقرأها الناس‪ ،‬قال‪ :‬فحفظت منه أشياء قال‪ :‬فأتى مسافر ومعه منديل وطين وخاتم‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬هات‪ ،‬فدفعته إليه‪ ،‬فجعله في المنديل ووضع عليه الطين وختمه‪ ،‬فذهب عني‬ ‫ما كنت حفظت منه‪ ،‬فجهدت أن أذكر منه حرفا واحدا فلم أذكره‪ )2(.‬ورواه في‬ ‫الكافي كما يأتي‪.‬‬ ‫د‪ :‬ما مر في خبر سليم‪ ,‬إن الحسين "عليه السالم" قال لمعاوية‪ :‬إن عمر أرسلني‬ ‫إلى علي "عليه السالم"‪ ,‬إني أريد أن أكتب القرآن في مصحف‪ ،‬فابعث إلينا ما‬ ‫كتبت من القرآن‪ ,‬فقال‪ :‬تضرب وهللا عنقي قبل أن يصل إليه‪,‬إلى إن قال‪ :‬فمن قال‬ ‫ يا معاوية ‪ -‬إنه ضاع من القرآن شئ فقد كذب‪ ،‬هو عند أهله مجموع محفوظ‪)3(.‬‬‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الغيبة للنعماني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 331‬ح‪,5‬باب ‪.20‬‬ ‫‪ -2‬الكشي أو اختيار معرفة الرجال‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 854‬ح‪ ,1101‬في ترجمة أحمد بن محمد بن‬ ‫أبي نصر البزنطي‪.‬‬ ‫‪ -3‬كتاب سليم بن قيس‪:‬ص‪,369‬احتجاجات عبد هللا بن جعفر على معاوية‪.‬‬ ‫‪282‬‬

‫إلى غير ذلك مما يأتي ويأتي أيضا مخالفة كثير من آيات مصحفه وكلماته لما هو‬ ‫الموجود‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬انه ال يمكن كون بعض تلك الزيادة من غير القران كزيادة "وصالة‬

‫ص َالةِ ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى﴾ البقرة‪ ,238:‬و"إل محمد على‬ ‫العصر" بعد قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وال َّ‬ ‫العالمين" بعد قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وآ َل ِع ْم َران﴾ إل عمران‪ " ,33:‬أو بدله‪ ,‬وعائذا بك"‬

‫ص ِرفَ ْ‬ ‫ار﴾األعراف‪,47:‬‬ ‫ار ُه ْم تِ ْلقَا َء أَ ْ‬ ‫بعد قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و ِإذَا ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫ت أَ ْب َ‬ ‫ب النَّ ِ‬ ‫"قالوا ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين" بعد قوله تعالى‪﴿ :‬أَلَ ْستُ ِب َر ِبّ ُك ْم﴾‬ ‫األعراف‪,172:‬و"مظلما" بعد قوله تعالى‪﴿ :‬فَأ َ ْس ِر ِبأ َ ْه ِل َك ِب ِق ْ‬ ‫طعٍّ ِمنَ اللَّ ْي ِل﴾‬ ‫اء ذِي ْالقُ ْربَ ٰى﴾ النحل‪ ,90:‬و "ليعموا‬ ‫الحجر‪,65:‬و "حقه" بعد قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وإِيتَ ِ‬ ‫اك إِ َّال فِتْنَةً‬ ‫فيهم" بعد قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َما َجعَ ْلنَا‬ ‫الرؤْ يَا الَّتِي أ َ َر ْينَ َ‬ ‫ُّ‬ ‫اس﴾اإلسراء‪" ,60:‬وكان كافرا" بعد قوله تعالى‪﴿ :‬فَ َكانَ أ َ َب َواهُ ُمؤْ ِمنَي ِْن﴾‬ ‫ِللنَّ ِ‬ ‫سو ٍّل‬ ‫س ْلنَا ِم ْن قَ ْب ِل َك ِم ْن َر ُ‬ ‫الكهف‪ ",80:‬وال محدث" بعد قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َما أ َ ْر َ‬ ‫ِيرتَ َك‬ ‫ي ٍّ﴾الحج‪ " ,52:‬ورهطك المخلصين " بعد قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وأَ ْنذ ِْر َ‬ ‫عش َ‬ ‫َو َال نَبِ ّ‬ ‫ْاأل َ ْق َر ِبينَ ﴾الشعراء‪ " ,214:‬وهو أب لهم " بعد قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وأ َ ْز َوا ُجهُ أ ُ َّم َهات ُ ُه ْم﴾‬ ‫األحزاب‪" ,6:‬وأصلياها فال تموتان فيها وال تحييان " بعد قوله تعالى‪َ ٰ ﴿ :‬ه ِذ ِه َج َهنَّ ُم‬ ‫ِب بِ َها ْال ُم ْج ِر ُمونَ ﴾الرحمن‪ " )1(,43:‬ومنكم " بعد قوله تعالى‪﴿ :‬فَيَ ْو َمئِ ٍّذ‬ ‫الَّتِي يُ َكذّ ُ‬ ‫ع ْن ذَ ْن ِب ِه﴾ الرحمن‪ " ,39:‬وانه فيه إلى أخر الدهر " بعد قوله‬ ‫َال يُ ْسأ َ ُل َ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬جاءت اآلية في هذه النسخة خطأ على النحو التالي"هذه جهنم التي كنتم بها تكذبان"‬ ‫ولدى الرجوع لكتاب الكافي ‪:‬ج‪ 89‬ص‪,64‬التحريف في اآليات‪ ,‬وجدت نفس الخطأ‪.‬‬

‫س ٍّر﴾ العصر‪.2:‬‬ ‫سانَ لَ ِفي ُخ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫‪ -2‬تعالى‪ِ ﴿ :‬إ َّن ْ ِ‬ ‫‪283‬‬

‫س ٍّر﴾ العصر‪ .2:‬وأوضح من جميع ذلك ما ورد في‬ ‫سانَ لَ ِفي ُخ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫تعالى‪ِ ﴿ :‬إ َّن ْ ِ‬

‫إنكار بعض الكلمات الموجودة‪ ,‬وإنها مبدلة مغيرة مثل تكذيب قراءة ﴿ َوأَ ْنت ُ ْم أَذِلَّةٌ﴾‬ ‫إل عمران‪,123:‬وإنما هو "وانتم ضعفاء"‪ ,‬ففي إخبار كثيرة ال يجوز وصفهم‬ ‫بأنهم "أذلة" أو ما كانوا أذلة وفيهم رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وما أذل هللا‬ ‫ورسوله قط‪ ,‬وما ورد في تكذيب قراءة ﴿ َخي َْر أ ُ َّم ٍّة ﴾ إل عمران‪ ,123:‬واألصل‬

‫ي‬ ‫ق﴾ المائدة‪,6:‬واألصل "من المرافق"‪ ,‬وقراءة ﴿ذَ َو ْ‬ ‫"أئمة"‪ ,‬وقراءة ﴿إِلَى ْال َم َرافِ ِ‬ ‫ع ْد ٍّل﴾ الطالق‪ ,2:‬واألصل "ذوا عدل"‪ ,‬وقراءة ﴿الَّذِينَ فَ َّرقُوا دِينَ ُه ْم﴾‬ ‫َ‬ ‫ع ِن ْاأل َ ْنفَا ِل﴾ األنفال‪,1:‬‬ ‫اإلنعام‪ ,159:‬واألصل " فارقوا "‪ ,‬وقراءة ﴿يَ ْسأَلُون ََك َ‬

‫ار َو ْال ُمنَافِ ِقينَ ﴾‬ ‫واألصل "يسألونك األنفال "‪ ,‬وقراءة ﴿ َجا ِه ِد ْال ُكفَّ َ‬ ‫اب َّ‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫التوبة‪ ,73:‬واألصل "بالمنافقين"‪ ,‬وقراءة ﴿لَقَ ْد تَ َ‬ ‫ع َلى النَّ ِب ّ‬ ‫يِ‬ ‫اج ِرينَ ﴾ التوبة‪ ,117:‬واألصل "بالنبي على المهاجرين"‪ ,‬وقراءة ﴿ ُخ ِلّفُوا﴾‬ ‫َو ْال ُم َه ِ‬ ‫التوبة‪ ,118:‬واألصل " خالفوا "‪ ,‬وقراءة ﴿لَهُ ُم َع ِقّ َب ٌ‬ ‫ات ِم ْن َبي ِْن يَدَ ْي ِه َو ِم ْن خ َْل ِف ِه‬ ‫َي ْحفَ ُ‬ ‫ظونَهُ﴾ الرعد‪ ,11:‬واألصل "له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه"‬ ‫ي ﴾إبراهيم‪ ,41:‬واألصل "ولولدي "‪ ,‬وقراءة‬ ‫وقراءة ﴿ َربَّنَا ا ْغ ِف ْر ِلي َو ِل َوا ِلدَ َّ‬ ‫اج َع ْلنَا ِل ْل ُمت َّ ِقينَ ِإ َما ًما﴾ الفرقان‪ ,74:‬واألصل "واجعل لنا من المتقين"‪ ,‬وقراءة‬ ‫﴿ َو ْ‬ ‫ت ْال ِج ُّن أ َ ْن لَ ْو َكانُوا﴾ سبأ‪ ,14:‬واألصل "تبينت اإلنس إن الجن‬ ‫﴿فَلَ َّما خ ََّر تَبَيَّنَ ِ‬ ‫لو كانوا"‪ ,‬وقراءة ﴿ َوت َ ْجعَلُونَ ِر ْزقَ ُك ْم﴾ الواقعة"‪ ,82‬واألصل "شكركم"‪ ,‬وقراءة‬

‫صغ ْ‬ ‫َت قُلُوبُ ُك َما﴾ التحريم‪,4:‬واألصل "زاغت"‪ ,‬وقراءة ﴿فَ َما يُ َك ِذّبُ َك بَ ْعدُ﴾‬ ‫﴿ َ‬ ‫التين‪ ,7:‬واألصل "فمن يكذبك"‪ ,‬واإلخبار في التكذيب واإلنكار لكون الموجود‬ ‫مما ذكر هو المنزل وانه في مصحفه وقراءتهم "ع" كما ذكر كثيرة وغير قابلة‬ ‫‪284‬‬

‫أيضا للحمل على تعدد القراءات‪ ,‬بناء على القول بها‪ ,‬وان ما في مصحفه "ع"‬ ‫احد وجوها كما ال يخفى على المنصف الخبير‪.‬‬

‫في تأويل الصدوق الزيادات بكونها من األحاديث القدسية‪.‬‬ ‫أقول‪ :‬وزعم الشيخ من منكري التغيير‪ ,‬إن تلك الزيادات من األحاديث القدسية‪,‬‬ ‫والمحقق ألكاظمي في شرح الوافية‪ ,‬حملها على البيان والتأويل تبعا لما نقله المفيد‬ ‫عن بعض أهل اإلمامة كما مر‪ ,‬وأخرى على بعض وجوه القراءات‪ ,‬وإحدى‬ ‫السبعة األحرف التي زعموا إن القران نزل عليها‪ ,‬وان تلك القراءة مختصة بهم‬ ‫"عليهم السالم" فقال األول في عقائده‪ :‬إنه قد نزل من الوحي الذي ليس بقرآن‪ ،‬ما‬ ‫لو جمع إلى القرآن‪ ,‬لكان مبلغه مقدار سبعة عشر ألف آية‪ ,‬وذلك مثل قول‬ ‫جبرئيل"ع" للنبي "صلى هللا عليه واله"‪ :‬إن هللا يقول لك‪ :‬يا محمد دار خلقي مثل‬ ‫ما إداري‪ ,‬ومثل قوله‪ :‬اتق شحناء الناس وعداوته‪.‬ومثل قوله‪:‬عش ما شئت فإنك‬ ‫ميت‪ ،‬وأحبب ما شئت فإنك مفارقه‪ ،‬واعمل ما شئت فإنك مالقيه‪ .‬وشرف المؤمن‬ ‫صالته بالليل‪ ،‬وعزه كف األذى عن الناس‪ ,‬ومثل قول النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله" ما زال جبرائيل يوصيني بالسواك حتى خفت أن أدرد وأحفر ‪ ،‬وما زال‬ ‫يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه‪ ،‬وما زال يوصيني بالمرأة حتى ظننت‬ ‫أنه ال ينبغي طالقها‪ ،‬وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه سيضرب له‬ ‫أجال يعتق به‪ ,‬ومثل قول جبرائيل للنبي "صلى هللا عليه واله" حين فرغ من غزوة‬ ‫الخندق‪ :‬يا محمد إن هللا تبارك وتعالى يأمرك أن ال تصلي العصر إال ببني قريظة‪,‬‬ ‫ومثل قوله"ص"‪ :‬أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض‪ ,‬ومثل‬ ‫قوله "ص"‪ :‬إنا معاشر األنبياء أمرنا أن ال نكلم الناس إال بمقدار عقولهم‪ ,‬ومثل‬ ‫قوله "ص"‪ :‬إن جبرائيل أتاني من قبل ربي بأمر قرت به عيني‪ ،‬وفرج به صدري‬ ‫‪285‬‬

‫وقلبي‪ ،‬قال‪ :‬إن هللا عز وجل يقول‪ :‬عليا أمير المؤمنين‪ ،‬وقائد الغر المحجلين‪,‬‬ ‫ومثل قوله "ص"‪ :‬نزل علي جبرائيل فقال‪ :‬يا محمد إن هللا تعالى قد زوج فاطمة‬ ‫عليا من فوق عرشه‪ ،‬وأشهد على ذلك خيار مالئكته‪ ،‬فزوجها منه في األرض‪،‬‬ ‫وأشهد على ذلك خيار أمتك‪,‬ومثل هذا كثير‪ ،‬كله وحي ليس بقرآن‪ ،‬ولو كان قرآنا‬ ‫لكان مقرونا به‪ ،‬وموصال إليه غير مفصول عنه كما إن أمير المؤمنين "عليه‬ ‫السالم" جمعه‪ ،‬فلما جاءهم به قال‪:‬هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم‪ ،‬لم يزد فيه‬ ‫حرف‪ ،‬ولم ينقص منه حرف‪ ,‬فقالوا‪ :‬ال حاجة لنا فيه‪ ،‬عندنا مثل الذي عندك‪.‬‬ ‫فانصرف وهو يقول‪ :‬فنبذوه اآلية‪ .‬الخبر‪ )1(.‬انتهى كالمه وقوله قد نزل من‬ ‫الوحي‪ ..‬الخ‪ ,‬إشارة إلى ما رواه الكليني وغيره كما يأتي‪ ,‬إن القران الذي جاء به‬ ‫جبرائيل"ع" عشر إلف أية‪ ,‬مع إن الموجود منه على القول المعروف ستة أالف‬ ‫أية ومائتان أية وست وثالثون أية‪.‬‬

‫في االعتراض على الشيخ الصدوق‪.‬‬ ‫فحمل القران في هذا الخبر على تمام ما أوحى إليه صلوات هللا عليه واله سواء‬ ‫كان مما أريد بألفاظه اإلعجاز أو ال‪ ,‬وفيه‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬إن القران حقيقة فيما نزل عليه "ص" لإلعجاز‪ ,‬واآلية طائفة معينة منه‪,‬‬ ‫فإخراجهما عن حقيقتهما بال صارف وقرينته غير جائز‪ ,‬ولم يحضرني مورد‬ ‫استعمل في الحديث القدسي أو األعم منه كما ادعاه في المقام‪.‬‬ ‫وثانيا‪ :‬إن الذي يظهر من اإلخبار الكثيرة التي مر ذكرها‪ ,‬إن تلك الزيادات التـي‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االعتقادات للصدوق‪:‬ص‪,86-84‬باب ‪ 32‬االعتقاد في القران‪.‬‬

‫‪286‬‬

‫كانت في مصحفه "عليه السالم" من اإلسرار المخزونة عندهم "عليهم السالم" لم‬ ‫يظهروها ولن يظهروها إلى إن يقوم الحجة عجل هللا فرجه‪ ,‬وفي حديث أبي ذر‪:‬‬ ‫إن أمير المؤمنين "عليه السالم" قال لعمر‪ :‬إن القران الذي عندي ال يمسه إال‬ ‫المطهرون من ولدي‪ ,‬فقال عمر‪ :‬هب وقت إلظهاره معلوم فقال"ع" نعم إذا قام‬ ‫القائم من ولدي الخبر‪ )1(.‬وإنما أشار إلى كلمات قليلة منها وبعض اآليات‬ ‫المحرفة‪ ,‬من باب المثال والتحسر لضياع حقهم"ع" بما صنعه األولون‪ ,‬وإما‬ ‫األحاديث القدسية فهي معروفة مشهورة ذكروها للناس‪ ,‬وقد جمع منا الشيخ‬ ‫المحدث الحر ألعاملي قدس هللا سره مما يقارب من نصف القران الموجود‪,‬‬ ‫وسماها الجواهر السنية في األحاديث القدسية‪.‬‬ ‫وقال معاصره الفاضل المتبحر الميرزا عبد هللا األصفهاني تلميذ العالمة ألمجلسي‬ ‫صاحب رياض العلماء في ديباجة الصحيفة الثالثة‪ :‬ولكن كلها مجرد وهم وخيال‪,‬‬ ‫وذلك ألنه قد صنف بعض األصحاب قبله مثل ما إلفه وزاد عليه بكثير‪ ,‬ومع ذلك‬ ‫لم يحط هو وال هذا الشيخ المعاصر أيضا بجميع ما ورد من األحاديث القدسية كما‬ ‫ال يخفى على من تتبع وتأمل وأعاد وانعم النظر وأجاد‪ )2(,‬ولكن كلها مجرد وهم‬ ‫وخيال‪ ,‬وذلك ألنه قد صنف بعض األصحاب قبله مثل ما إلفه وزاد عليه بكثير‪,‬‬ ‫ومع ذلك لم يحط هو وال هذا الشيخ المعاصر أيضا بجميع ما ورد من األحاديث‬ ‫القدسية كما ال يخفى على من تتبع وتأمل وأعاد وانعم النظر وأجاد ‪.‬انتهى‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪ :‬ج‪ 1‬ص‪ ,228‬خطب رابي ذر في الموسم وهو اخذ بحلقة باب‬ ‫المسجد يدعوا الناس إلى أهل البيت"ع" ويحدثهم بحديث السفينة والثقلين‪.‬‬ ‫‪ -2‬رياض العلماء وحيض الفضالء للميرزا االصبهاني ‪:‬ج‪ 5‬ص‪ 63‬حرف الميم‪.‬‬ ‫‪ -3‬لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور‪.‬‬

‫‪287‬‬

‫قلت‪ :‬وهو السيد المحدث الجليل السيد خلف بن السيد عبد المطلب الحسني‬ ‫المشعشي الحويزي‪ ,‬وسمي كتابه هذا بالبالغ المبين على ما صرح به في‬ ‫ترجمته‪ ,‬ثم إن الموجود منها في الجواهر السنية لعله يساوي أو يزيد على العدد‬ ‫المذكور فكيف صار جميعها بأيدي الناس‪ ,‬وقد نصوا على أنها من المخزونان‬ ‫المكنونات عندهم "عليهم السالم" (‪)1‬‬

‫وثالثا‪ :‬انه ال يجوز إن يكون تمام اآلية من القران وكلمة منها مثال من األحاديث‬ ‫القدسية على ما يظهر‪ ,‬مما دل على انه كان أو سقط من أية كذا الكلمة الفالنية‪,‬‬ ‫وقد مر ويأتي انه كان في القران سبعة أو سبعون من قريش بأسمائهم ترك منها‬ ‫أبو لهب‪ ,‬وكلمة أبي لهب من القران حقيقة وكذا غيرها‪.‬‬ ‫ورابعا‪ :‬إن األحاديث القدسية إضعاف ما ذكر من العدد كما ال يخفى على من تأمل‬ ‫في عمر النبي "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬وما صدر منه في تلك المدة من األقوال‬ ‫والحركات والغزوات والبذل والعزل والنصب والوعظ والوصايا وغير ذلك‪ ,‬مما‬ ‫كان أكثره بوحي منه مما يدخل في سلك األحاديث القدسية على ما يظهر من جملة‬ ‫من تلك المواضع فالحظ وتأمل‪.‬‬ ‫وخامسا‪ :‬إن قوله ولو كان قرانا‪ ..‬الخ‪ .‬إن كان غرضه دعوى توفر الدواعي على‬ ‫ما نقله قرانا لو كان كذلك فيأتي الجواب عنه مفصال إن شاء هللا تعالى‪ ,‬وقد مر‬ ‫إجماال في الدليل الثاني‪ ,‬وان كان غرضه كون ذلك من إحكام القران‪ ,‬وانه كان‬ ‫يجب عليهم جمعهما في مصحف واحد‪ ,‬فحيث لم يفعلوا علم انه ليس منه‪ ,‬ففيه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬لم أتوصل لنسخة من الكتاب المذكور‪.‬‬

‫‪288‬‬

‫إن من كان مؤتمرا بجميع أوامر هللا ومنتهيا عن مناهيه‪ ,‬قد جمع بينهما في‬ ‫مصحف‪ ,‬وصرح بأنه كتاب هللا كما هو ظاهر عبارته‪ ,‬وإما القوم فعدم إطاعتهم‬ ‫لتلك األوامر التي كانت على خالف هواهم غير عزيز في اإلسالم وتجارتهم في‬ ‫إخفاء ما يبطل دعواهم ليس ببدع من القول وال ينكر في الكالم‪.‬‬ ‫وسادسا ‪ :‬إن قوله‪ :‬كما إن أمير المؤمنين "عليه السالم"‪ ..‬الخ‪ .‬دليل لنقيض مدعاه إذ يقال‬ ‫حينئذ انه لو لم يكن قرانا لما جمع بينهما‪ ,‬ولما قال‪ :‬انه كتاب ربكم الظاهر في القران‪ ,‬وقد‬ ‫مر استظهار أخر من ذيل الخبر فتأمل‪.‬‬

‫في نقل كالم السيد الشارح للوافية‪.‬‬ ‫وقال الثاني في شرح الوافية (‪ :)1‬إما رد ما جمعه أمير المؤمنين "عليه السالم" فإنما‬ ‫كان للذب عن مناصبهم التي ابتزوها منه‪ ,‬والستر على فضائحهم التي عرفوها‬ ‫فيه‪ ,‬فقد جاء أنهم قالوا‪ :‬دعه‪ ,‬فقال‪ :‬إن قبلتموه فاقبلوني معه فان فيه حقنا ووجوب‬ ‫طاعتنا‪ ,‬وقد قال"ص"‪ :‬إني تارك فيكم الثقلين لن يفترقا‪ ,‬فقال له الثاني‪ :‬ال حاجة‬ ‫لنا به‪ ,‬خذه معك كي ال يفارقك‪ ,‬وإنهم لما فتحوه وجدوا فيه فضائح القوم وأسماء‬ ‫المنافقين وأعداء الدين واسروا النجوى‪ ,‬إن قد جاءكم بما فيه فضائح المهاجرين‬ ‫واألنصار‪ ,‬فردوه وأبوا إن يأخذوه‪ ,‬وذلك لما اشتمل عليه من التأويل والتفسير‪,‬‬ ‫وقد كان عادة منهم إن يكتبوا التأويل مع التنزيل‪ ,‬ال إن ذلك كله كان في التنزيل‪,‬‬ ‫والذي يدل على ذلك قوله"ع" في جواب زنديق‪ :‬ولقد جئتم بالكتاب كامال مشتمال‬ ‫على التأويل والتنزيل‪ ,‬والمحكم والمتشابه‪ ,‬والناسخ والمنسوخ‪ ,‬فانه صريح في إن‬ ‫الذي جاءهم به ليس تنزيال كله‪ ,‬ويـــــــؤيده ما اشتهر من إن الذي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تعذر تخريج قول ألكاظمي كون نسخة الكتاب التي عثرت عليها مخطوطه ‪.‬‬ ‫‪289‬‬

‫جاءهم به كان مشتمال على جميع ما يحتاج إليه حتى ارش الخدش‪ ,‬ومن المعلوم إن‬ ‫صريح القران غير مشتمل على ذلك كله‪ ,‬وأي غرض يدعوهم إلى إسقاط ما يدل‬ ‫على اإلحكام وسائر العلوم‪ ,‬وهم اشد الناس حاجة إلى ذلك‪ ,‬مع انه قد جاء في جواب‬ ‫الزنديق أيضا‪ :‬أنهم اسقطوا ما كان عليهم على أنهم لو اشتمل على ذلك صريحا لم‬ ‫يبق لحاجة اإلمام وجه‪ ,‬فكل خبر دل على اختصاص علوم القران بهم وحاجته إلى‬ ‫القيم لبيانه‪ ,‬دليل على عدم صراحته في ذلك‪ ,‬وانه هذا أو مع ذكر بعض األسماء‪,‬‬ ‫وإما ما نطق به معظم اإلخبار من دعوى ثبوت بعض األسماء‪ ,‬كاسم علي وال محمد‬ ‫"عليهم السالم" كما في "بلغ ما انزل إليك في علي" "وسيعلم الذين ظلموا إل محمد"‬ ‫وأسماء بعض المنافقين‪ ,‬فقد يجوز إن يكون ذلك وجها من الوجوه التي نزل بها‬ ‫الكتاب‪ ,‬وأباح هللا لنبيه "صلى هللا عليه واله" إن يقرأ بها وبغيرها المسماة لديهم‬ ‫بالحروف السبعة‪ ,‬إلى إن قال‪ :‬فان قلت‪ :‬حديث نزول القران بالحروف السبعة إنما‬ ‫يعرف فيهم‪ ,‬وقد كذبه الرضا "عليه السالم" وقال‪ :‬كذبوا إنما هو واحد نزل من عند‬ ‫الواحد‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬إن تم هذا وسيجيء الكالم عليه في القراءات‪ ,‬قلنا‪ :‬إنما نزل بهذه الزيادات كما‬ ‫قالوا"ع" فكان واحدا‪ ,‬لكنه منع إن يلقيه بهذه الزيادة إال إليهم أوالى محبيهم‪ ,‬وأمر إن‬ ‫يجرده منها إذا ألقاه إلى السواد للحكمة المقتضية لذلك‪ ,‬إلى إن قال‪ :‬فان قلت‪ :‬هذا‬ ‫قول بالسقوط فان النفاة يدعون إن ما بين الدفتين جميع ما نزل‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬المراد جميع ما ألقى إلى الناس وانه لم يبلغ أكثر من ذلك‪ ,‬وأسقطوه لما أشار‬ ‫إليه السيد من توفر الدواعي‪ ,‬إلى إن قال‪ :‬فان قلت‪ :‬إن كان العلم بهذه الزيادات‬ ‫مقصورا عليهم وعلى خاصتهم فكيف صح ألمير المؤمنين "عليه السالم" إن يأتيهم‬ ‫بها؟ أيأتيهم بما ال يعلمون ليكذبوه؟‪.‬‬

‫‪290‬‬

‫قلت‪ :‬إن لم يأتيهم به على انه تنزيل فقد جاءهم به على انه بيان وتأويل‪ ,‬وقد بينا أنهم‬ ‫مما يكتبون التأويل مع التنزيل إلى أخر ما ذكره مما يأتي‪.‬‬

‫في وجوه االعتراض على شارح الوافية‪.‬‬ ‫أقول‪ :‬مستمدا من إل الرسول "عليهم السالم" إما قوله ‪ :‬فقد جاء أنهم قالوا له‪ :‬دعه‪..‬‬ ‫الخ‪ .‬فليته أشار إلى من رواه ومحل رآه‪ ,‬وقد جمعت ما ورد في هذا الباب في المقدمة‬ ‫ولم نعثر على هذا الخبر مع غاية بذل الجهد والتفحص في الكتب المعتمدة‪ ,‬مع إن‬ ‫سبب ردهم تضمنه لفضائحهم كما مر وأشار إليه بقوله واسروا‪ ..‬الخ‪ .‬فكيف يقولون‬ ‫له دعه؟ نعم مر إن الثاني طلبه في خالفته ليعدمه‪ ,‬فأبي "عليه السالم" إن يمسه ‪,‬‬ ‫وإما قوله‪ :‬وذلك لما اشتمل عليه‪ ,‬إلى قوله‪ :‬والذي يدل على ذلك‪ ..‬الخ‪.‬‬ ‫ففيه‪ :‬أوال‪ :‬إن الخبر ال يدل على إن ذلك كان عادتهم منهم‪ ,‬وإنما دل على إن ما جاء‬ ‫"ع" به كان مشتمال عليه‪ .‬وثانيا‪ :‬إن في مواضع من هذا الخبر داللة واضحة‬ ‫صريحة على نقصان أصل القران وحينئذ البد من التصرف في هذا اللفظ المعارض‬ ‫له بظاهره لوجوب حمل الظاهر على األظهر‪ ,‬بل النص كما ال يخفى‪.‬‬ ‫أ‪ :‬قوله"ع" في موضع‪ :‬إن الكناية عن أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في‬ ‫القران ليست من فعله تعالى‪ ,‬وإنها من فعل المغيرين والمبدلين الذين جعلوا القران‬ ‫عضين‪ ,‬واعتاضوا الدنيا من الدين‪ ،‬وقد بين هللا تعالى قصص المغيرين بقوله قصص‬

‫ب ِبأ َ ْي ِدي ِه ْم ث ُ َّم يَقُولُونَ ٰ َهذَا ِم ْن‬ ‫المغيرين بقوله تعالى‪﴿ :‬فَ َو ْي ٌل ِللَّذِينَ يَ ْكتُبُونَ ْال ِكتَا َ‬ ‫ِع ْن ِد َّ‬ ‫اَّللِ ِليَ ْشت َ ُروا بِ ِه ثَ َمنًا قَ ِلي ًل﴾ البقرة‪ ,75:‬وبقوله‪َ ﴿ :‬وإِ َّن ِم ْن ُه ْم لَفَ ِريقًا يَ ْل ُوونَ‬ ‫ض ٰى ِمنَ ْالقَ ْو ِل﴾‬ ‫أَ ْل ِسنَتَ ُه ْم ِب ْال ِكتَا ِ‬ ‫ب﴾ إل عمران‪ ,78:‬وبقوله‪ِ ﴿ :‬إ ْذ يُ َب ِيّتُونَ َما َال يَ ْر َ‬ ‫النساء‪ ,108:‬بعد فقد الرسول مما يقيمون به أود باطلهم‪ ,‬حسب ما فعلته‬ ‫‪291‬‬

‫اليهود والنصارى بعد فقد موسى وعيسى من تغيير التوراة واإلنجيل‪ ،‬وتحريف الكلم‬

‫عن مواضعه‪ ،‬وبقوله‪﴿ :‬يُ ِريدُونَ أَ ْن يُ ْ‬ ‫اَّللِ ِبأ َ ْف َوا ِه ِه ْم َويَأْبَى َّ‬ ‫ور َّ‬ ‫اَّللُ إِ َّال أ َ ْن‬ ‫ط ِفئُوا نُ َ‬ ‫ورهُ َولَ ْو َك ِرهَ ْال َكا ِف ُرونَ ﴾ التوبة‪ ,32:‬يعني‪ :‬أنهم أثبتوا في الكتاب ما لم يقله هللا‪,‬‬ ‫يُ ِت َّم نُ َ‬ ‫ليلبسوا على الخليقة‪ ,‬فأعمى هللا قلوبهم حتى تركوا فيه ما دل على ما أحدثوه فيه‬ ‫وحرفوا فيه‪)1(.‬‬

‫ب‪ :‬وقوله"ع" في موضع أخر منه‪ :‬وإنما جعل هللا تبارك وتعالى في كتابه هذه‬ ‫الرموز التي ال يعلمها غيره‪ ،‬وغير أنبيائه وحججه في أرضه‪ ،‬لعلمه بما يحدثه في‬ ‫كتابه المبدلون‪ ،‬من إسقاط أسماء حججه منه‪ ،‬وتلبيسهم ذلك على األمة‪ ,‬ليعينوهم على‬ ‫باطلهم‪ ،‬فأثبت به الرموز‪ ،‬وأعمى قلوبهم وأبصارهم‪ ،‬لما عليهم في تركها وترك‬ ‫غيرها‪ ،‬من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه(‪2‬‬

‫ج‪ :‬قوله"ع"‪ :‬ولو علم المنافقون لعنهم هللا ما عليهم من ترك هذه اآليات التي بينت‬ ‫لك تأويلها‪ ,‬ال سقوطها مع ما أسقطوا منه‪ ،‬ولكن هللا تعالى‪ ،‬ماض حكمه بإيجاب‬ ‫جةُ ا ْل َبا ِلغَةُ﴾ اإلنعام‪,149:‬‬ ‫الحجة على خلقه‪ ،‬كما قال هللا تبارك وتعالى‪﴿ :‬فَ ِللَّ ِه ْال ُح َّ‬ ‫أغشى أبصارهم وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك‪ ,‬فتركوه بحاله وحجبوا عن‬ ‫تأكيد الملتبس بإبطاله‪)3( ،‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,371-370‬في إن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف وال‬ ‫زيادة‪ ,‬وتأكيدا لما سبق فان المصنف والمصدر ذكروا اآلية من "الذين" بال التعريف في‬ ‫حين هي بالمين وعدم ذكر "فويل"‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر ص‪.376‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر ص‪.376‬‬

‫‪292‬‬

‫د‪ :‬قوله"ع"‪ :‬ثم إن هللا جل ذكره لسعة رحمته‪ ،‬ورأفته بخلقه‪ ،‬وعلمه بما يحدثه‬ ‫المبدلون من تغيير كتابه‪ ،‬قسم كالمه ثالثة أقسام‪ ،‬فجعل قسما منه‪ :‬يعرفه العالم‬ ‫والجاهل وقسما‪ :‬ال يعرفه إال من صفى ذهنه‪ ،‬ولطف حسه‪ ،‬وصح تميزه‪ ،‬ممن شرح‬

‫علَ ٰى إِ ْل َيا ِسينَ ﴾‬ ‫س َال ٌم َ‬ ‫هللا صدره لإلسالم‪ ،‬وعد"ع" من هذا القسم قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬ ‫الصافات‪ ,130:‬قال "عليه السالم"‪ :‬ألن هللا تعالى سمى النبي "صلى هللا عليه وآله"‬ ‫س ِلينَ ﴿‪ ﴾3‬يس‪,‬‬ ‫آن ْال َح ِك ِيم ﴿‪ِ ﴾2‬إنَّ َك لَ ِمنَ ْال ُم ْر َ‬ ‫بهذا االسم حيث قال‪﴿ :‬يس ﴿‪َ ﴾1‬و ْالقُ ْر ِ‬ ‫لعلمه بأنهم يسقطون قول‪" :‬سالم على آل محمد" كما أسقطوا غيره‪)1(.‬‬

‫ه‪ :‬قوله"ع"‪ :‬وأما ظهورك على تناكر قوله‪َ ﴿:‬و ِإ ْن ِخ ْفت ُ ْم أَ َّال ت ُ ْق ِس ُ‬ ‫طوا ِفي ْاليَتَا َم ٰى‬ ‫فَا ْن ِك ُحوا َما َ‬ ‫اء﴾ النساء‪ ,3:‬وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح‬ ‫س ِ‬ ‫ط َ‬ ‫اب لَ ُك ْم ِمنَ النِّ َ‬ ‫النساء‪ .‬وال كل النساء أيتام‪ ،‬فهو مما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن‪،‬‬ ‫وبين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن‪,‬‬ ‫وقوله "ع"‪ :‬ولو شرحت لك كلما أسقط وحرف وبدل ما يجرى هذا المجرى لطال‬ ‫وظهر ما يخطر التقية إظهاره من مناقب األولياء ومثالب األعداء(‪.)2‬‬

‫ز‪ :‬قوله"ع"‪ :‬وأنزل ﴿ ِإنَّ َما َو ِليُّ ُك ُم َّ‬ ‫اَّللُ﴾ المائدة‪ ,55:‬اآلية وليس بين األمة خالف أنه‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪, 377‬في إن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف وال زيادة‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر ص ‪,378-377‬أول كلمة من أية النساء جاءت خطأ "فأن" من المصنف‬ ‫والمصدر والصحيح"وان" ‪.‬‬

‫‪293‬‬

‫لم يؤت الزكاة يومئذ أحد منهم وهو راكع غير رجل‪ ،‬ولو ذكر اسمه في الكتاب‬ ‫ألسقط مع ما أسقط من ذكره‪ ,‬وهذا وما أشبه من الرموز التي ذكرت لك ثبوتها في‬ ‫الكتاب‪ ,‬ليجهل معناها المحرفون فيبلغ إليك وإلى أمثالك‪)1(.‬‬

‫ح‪ :‬قوله"ع"‪ :‬ولم ير شيئا أبلغ في تمام كيده من تنفيرهم من مواالة وصيه‪،‬‬ ‫وإيحاشهم عنه‪ ،‬وصدهم عنه‪ ،‬وإغرائهم بعداوته‪ ،‬والقصد لتغيير الكتاب الذي جاء به‪،‬‬ ‫وإسقاط ما فيه من فضل ذوي الفضل‪ ،‬وكفر ذوي الكفر‪ ،‬منه وممن وافقه على ظلمه‪،‬‬

‫وبغيه‪ ،‬وشركه‪ ،‬ولقد علم هللا ذلك منهم فقال‪ِ ﴿ :‬إ َّن الَّذِينَ يُ ْل ِحدُونَ فِي آيَاتِنَا َال‬ ‫علَ ْينَا﴾ فصلت‪,40:‬وقال‪﴿ :‬يُ ِريدُونَ أَ ْن يُبَ ِدّلُوا َك َال َم َّ‬ ‫اَّللِ﴾ الفتح‪)2( ,15:‬‬ ‫يَ ْخفَ ْونَ َ‬ ‫ط‪ :‬وقوله"ع"‪ :‬دفعهم االضطرار بورود المسائل عليهم عما ال يعلمون تأويله‪ ،‬إلى‬ ‫جمعه وتأليفه وتضمينه من تلقائهم‪ ,‬ما يقيمون به دعائم كفرهم‪ ،‬فصرخ مناديهم‪ :‬من‬ ‫كان عنده شئ من القرآن فليأتنا به‪ ،‬ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على‬ ‫معاداة أولياء هللا‪ ،‬فألفه على اختيارهم‪ ،‬وما يدل على المتأمل له على اختالل‬ ‫تمييزهم‪ ،‬وافترائهم‪ ،‬وتركوا منه ما قدروا أنه لهم‪ ،‬وهو عليهم‪،‬الخبر‪)3(.‬‬

‫وثالثا‪ :‬انه ال يدل على اشتماله على التأويل‪ ,‬وإما إن جميع ما كان فيه من الزيادة كان‬ ‫منه‪ ,‬فهو ساكت عنه فال يعارض ما دل على إن منها ما كان من أصل القران كما‬ ‫عرفت‪ ,‬ورابعا‪ :‬انه ال يقاوم ما دل على إن ما جمعه"ع" وإلفه‪ ,‬هو ما جمع عند‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪, 379‬في إن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف وال زيادة‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر ص‪.383-382‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر ص‪.383‬‬

‫‪294‬‬

‫النبي "صلى هللا عليه واله" مما نزل عليه لإلعجاز زمن وجوه عديدة‪ .‬وخامسا‪ :‬انه‬ ‫يظهر من خبر طلحة المروي في كتاب سليم واالحتجاج أيضا‪ ,‬إن تأويل اآليات كان‬ ‫مكتوبا مع اإلحكام‪ ,‬ويأتي انه كان كتابا أخر غير القران‪ ,‬ففيه قال طلحة بعد العبارة‬ ‫التي تقدمت في المقدمة األولى‪ :‬وسمعت عمر وأصحابه الذين ألفوا ما كتبوا على‬ ‫عهد عمر وعلى عهد عثمان يقولون‪:‬إن األحزاب كانت تعدل سورة البقرة‪ ،‬وإن النور‬ ‫نيف ومائة آية‪ ،‬والحجر تسعون ومائة آية‪ ،‬فما هذا؟ وما يمنعك يرحمك هللا أن تخرج‬ ‫كتاب هللا إلى الناس؟ وقد عهد عثمان حين أخذ ما ألف عمر فجمع له الكتاب‪ ،‬وحمل‬ ‫الناس على قراءة واحدة‪ ،‬فمزق مصحف أبي بن كعب‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وأحرقهما‬ ‫بالنار؟ فقال له علي "عليه السالم"‪ :‬يا طلحة إن كل آية أنزلها هللا جل وعال على‬ ‫محمد عندي بإمالء رسول هللا"ص" وخط يدي‪ ،‬وتأويل كل آية أنزلها هللا على محمد‬ ‫"صلى هللا عليه واله"‪ ,‬وكل حالل أو حرام‪ ,‬أو حد أو حكم أو شئ تحتاج إليه األمة‬ ‫إلى يوم القيامة ‪,‬مكتوب بإمالء رسول هللا "ص" وخط يدي‪ ،‬حتى أرش الخدش‪.‬‬ ‫الخبر‪)1( .‬‬

‫فاألولى صرف الخبر عن ظاهره‪ ,‬وحمل التأويل فيه على قسم من اآليات‪ ,‬كنظائره‬ ‫المذكورة في هذا الخبر‪ ,‬من الناسخ والمنسوخ‪ ,‬والمحكم والمتشابه‪ ,‬والمراد منه وهللا‬ ‫العالم ما دل على أمور حدثت بعد عصر النبي "صلى هللا عليه واله" من غصب حق‬ ‫أل محمد"عليهم السالم"‪ ,‬وما وعدهم هللا من النصر على أعدائهم ما اخبر هللا تعالى‬ ‫نبيه"ص" من إخبار القائم "عليه السالم"‪ ,‬وإخبار الرجعة والساعة‪ ,‬وهي كثيرة‪ ,‬ومن‬ ‫التنزيل ما دل على ما حدث قبل عصره‪ ,‬أو فيه مقارنا للنزول‪ ,‬وفـــــي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪. 223-222‬في إن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف وال‬ ‫زيادة‪.‬‬ ‫‪295‬‬

‫الصادق "عليه السالم"‪ :‬إن هللا علم نبيه التنزيل والتأويل‪ ,‬فعلمه رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه واله" عليا "عليه السالم"‪ ,‬وفي هذا المعنى إخبار كثيرة فالحظ وتأمل‪.‬‬ ‫وإما قوله "ره"‪ :‬ويؤيد ما اشتهر من إن الذي‪ ..‬الخ‪ .‬ففيه‪ :‬إنا لم نجد ذلك إال في خبر‬ ‫عبد العزيز المهتدي‪ ,‬عن الرضا "عليه السالم" ولكن الموجود في إخبار كثيرة‪ ,‬انه‬ ‫كان لعلي "عليه السالم" كتاب يسمى بالجامعة‪ ,‬فيه جميع اإلحكام وهو غير القران‬ ‫قطعا‪.‬‬ ‫ففي الكافي في الصحيح عن أبي بصير عن الصداق "عليه السالم" في خبر طويل‪,‬‬ ‫قال‪ :‬قال‪ :‬يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة؟ قال‪ :‬قلت‪:‬‬ ‫جعلت فداك وما الجامعة؟ قال‪ :‬صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول هللا "صلى‬ ‫هللا عليه وآله" وإمالئه من فلق فيه‪ ,‬وخط علي "عليه السالم" بيمينه‪ ،‬فيها كل حالل‬ ‫وحرام‪ ,‬وكل شئ يحتاج الناس إليه‪ ,‬حتى األرش في الخدش‪ ,‬وضرب بيده إلي فقال‪:‬‬ ‫تأذن لي يا أبا محمد؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك إنما أنا لك‪ ,‬فاصنع ما شئت‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫فغمزني بيده‪ ,‬وقال‪ :‬حتى أرش هذا ‪ -‬كأنه مغضب ‪.-‬الخبر(‪ )1‬وفيه في الصحيح عن‬ ‫أبي عبيدة‪ ,‬قال‪ :‬سأل أبا عبد هللا "عليه السالم" بعض أصحابنا عن الجفر؟ فقال‪ :‬هو‬ ‫جلد ثور مملوء علما‪ ،‬قال له‪ :‬فما الجامعة؟ قال‪ :‬تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في‬ ‫عرض األديم‪ ,‬مثل فخذ الفالج‪ ,‬فيها كل ما يحتاج الناس إليه‪ ،‬وليس من قضية إال‬ ‫وهي فيها‪ ،‬حتى أرش الخدش‪.‬الخبر‪)2(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 239‬ح‪,1‬باب في ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف‬ ‫فاطمة "ع"‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 241‬ح‪,5‬باب في ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة‬ ‫"ع"‪.‬‬

‫‪296‬‬

‫وفيه وفي البصائر‪ ,‬عن بكر بن كرب الصيرفي‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا "عليه‬ ‫السالم" يقول‪ :‬إن عندنا ماال نحتاج معه إلى الناس‪ ،‬وإن الناس ليحتاجون إلينا‪ ،‬وإن‬ ‫عندنا كتابا إمالء رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" وخط علي "عليه السالم"‪ ،‬صحيفة‬ ‫فيها كل حالل وحرام‪)1(.‬‬

‫وفي اإلرشاد واالحتجاج‪ ,‬عن الصادق‪ ,‬في خبر طويل وأما الجامعة‪ :‬فهو‪ :‬كتاب‬ ‫طوله سبعون ذراعا‪ ،‬إمالء رسول هللا "صلى هللا عليه واله" من فلق فيه وخط علي‬ ‫بن أبي طالب "عليه السالم" بيده‪ ،‬فيه وهللا جميع ما يحتاج الناس إليه‪ ،‬حتى أن فيه‬ ‫أرش الخدش‪ ،‬والجلدة‪ ،‬ونصف الجلدة‪)2(.‬‬

‫وفي البصائر‪,‬عن منصور بن حازم‪ ,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال‪ :‬قلت‪ :‬إن‬ ‫الناس يذكرون أن عندكم صحيفة طولها سبعون ذراعا‪ ,‬فيها ما يحتاج الناس إليه‪ ,‬وان‬ ‫هذا لهو العلم‪ ,‬فقال أبو عبد هللا "ع"‪ :‬ليس هذا هو العلم‪ ,‬إنما هو اثر عن رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله"‪)3(.‬‬

‫وفيه عن علي بن رئاب‪ ,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" انه سئل عن الجامعة؟ قال‪:‬‬ ‫تلك صحيفة سبعون ذراعا في عريض األديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج‬ ‫الناس‪)4(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 242-241‬ح‪,6‬وبصائر الدرجات للصفار‪:‬ص‪169‬‬ ‫ح‪,14‬باب"‪ "13‬باب أخر فيه أمر الكتب‪.‬‬ ‫‪ -2‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,134‬ترجمة سعيد بن عبد الرحمن‪,‬واإلرشاد للمفيد‪:‬ج‪2‬‬ ‫ص‪,186‬من كالمات اإلمام الصادق"ع"‪.‬‬ ‫‪ -3‬بصائر الدرجات‪:‬ص‪ 166‬ح‪ ,21‬باب "‪ "12‬في األئمة إن عندهم الصحيفة الجامعة‬ ‫التي هي إمالء رسول هللا وخط على عليهم السالم بيده وهي سبعون ذراعا‪.‬‬ ‫‪ -4‬نفس المصدر‪:‬ص‪ 162‬ح‪.2‬‬

‫‪297‬‬

‫وفيه عن سليمان بن خالد ‪,‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا "عليه السالم" يقول‪ :‬إن عندنا‬ ‫لصحيفة سبعين ذراعا إمالء رسول هللا "ص" وخط علي "عليه السالم" بيده‪ ,‬ما من‬ ‫حالل وال حرام إال وهو فيها حتى أرش الخدش‪)1(.‬‬

‫وفيه عن محمد بن مسلم‪ ,‬قال‪ :‬قال أبو جعفر "عليه السالم"‪ :‬إن عندنا صحيفة من‬ ‫كتب على طولها سبعون ذراعا فنحن نتبع ما فيها ال نعدوها ‪.‬الخبر(‪)2‬‬

‫وفيه عن أبي بصير‪ ,‬قال‪ :‬اخرج إلى أبو جعفر "عليه السالم" صحيفة فيها الحالل‬ ‫والحرام و الفرائض‪ ,‬قلت‪ :‬ما هذه؟ قال‪ :‬هذه إمالء رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫وآله "وخطه علي "عليه السالم" بيده‪ ,‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬فما تبلى؟ قال‪ :‬فما يبليها؟ قلت‪ :‬وما‬ ‫تدرس؟ قال‪ :‬وما يدرسها؟ قال‪ :‬هي الجامعة أو من الجامعة‪)3(.‬‬

‫وفيه عن محمد بن عبد الملك‪ ,‬قال‪ :‬كنا عند أبي عبد هللا "عليه السالم" نحوا من‬ ‫ستين رجال‪ ,‬قال‪ :‬فسمعته يقول‪ :‬عندنا وهللا صحيفة طولها سبعون ذراعا‪ ,‬ما خلق هللا‬ ‫من حالل أو حرام إال وهو فيها حتى أن فيها أرش الخدش‪)4(.‬‬

‫إلى غير ذلك مما رواه فيه وغيره مما يزيد عن حد التواتر‪ ,‬وأين هذا الكتاب من‬ ‫القرائن الذي إلفه وجمعه من الصحف والقراطيس بعد النبي "صلى هللا عليه واله"‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بصائر الدرجات‪:‬ص‪ 163-162‬ح‪ , ,3‬باب "‪ "12‬في األئمة إن عندهم الصحيفة الجامعة‬ ‫التي هي إمالء رسول هللا وخط على عليهم السالم بيده وهي سبعون ذراعا‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر ‪ :‬ص‪ 163‬ح‪.7‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪:‬ص‪ 164‬ح‪.9‬‬ ‫‪ -4‬نفس المصدر‪:‬ص‪ 171‬ح‪ ,2‬باب "‪ "14‬في األئمة عليهم السالم أنهم أعطوا الجفر و‬ ‫الجامعة ومصحف فاطمة عليها السالم ‪.‬‬

‫‪298‬‬

‫وقد عقد في الكافي(‪ )1‬والبصائر(‪ )2‬بابا في إن جميع القران عندهم"ع"‪ ,‬وبابا في ما‬ ‫عندهم من كتب علي "عليه السالم" من الجفر والجامعة ومصحف فاطمة "عليها‬ ‫السالم"‪ ,‬وكيف كان ولو صح ما ذكره فهو من الشواهد على صحة ما ندعيه‪.‬‬ ‫وقوله "ره"‪ :‬وأي غرض يدعوهم‪ ..‬الخ‪ .‬مما يقتضي منه العجب‪ ,‬بعد االطالع على‬ ‫حال القوم‪ ,‬وأي غرض أهم من تخريب الدين لمن يبغضه أو يتمكن منه‪ ,‬ومتى كانوا‬ ‫في مقام تعلم اإلحكام وتحصيل العلوم غير علم النفاق والخديعة! وقد دخلوا في‬ ‫اإلسالم طمعا واخذوا منه بقدر ما يحفظوا به ظاهرهم‪ ,‬ويستروا به نفاقهم‪ ,‬وهذا عند‬ ‫معشر األمامية أوضح من نار على علم‪ ,‬ويأتي تتمة القول في ذلك إن شاء هللا‪ .‬قوله‪:‬‬ ‫مع انه جاء في خبر الزنديق‪ ..‬الخ‪ .‬أعجب من سابقه‪ ,‬فان فيه كما تقدم إن بين القول‬ ‫في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القران‪ .‬قوله‪ :‬على‬ ‫انه لو اشتمل على ذلك صريحا‪ ..‬الخ‪ .‬فيه إن هذا وارد عليه‪ ,‬حيث ادعى إن ما جاء‬ ‫به كان مشتمال عليه‪ ,‬ولو من باب التأويل‪ ,‬وانه عرضه عليهم ليأخذوه ويعلموا به‪,‬‬ ‫وأي فرق في عدم بقاء الحاجة بين كون ما ذكر من صريح القران‪ ,‬أو من تأويله بعد‬ ‫ما كتبه وعرضه‪ ,‬فان رافعها يتبين اإلحكام لكل احد‪ ,‬وهو حاصل بكل واحد منهما‪,‬‬ ‫ثم إن الحاجة إلى اإلمام "عليه السالم" غير منحصرة في اخذ اإلحكام ومعرفة‬ ‫الحالل والحرام‪ ,‬فان الخلق كلهم محتاجون في وجودهم وبقائهم ومعاشهم ونظامهم‬ ‫على وجوده‪ ,‬على ما تعتقده األمامية‪ ,‬وكيف تنحصر الحاجة فيه وقد مضى من عمر‬ ‫الحجة عجل هللا فرجه أزيد من إلف سنة! والناس محتجبون عن اخذ اإلحكام عنه‪,‬‬ ‫فلوال انتـــــــــفاع الناس بالخلق كلهم عنه "عليه السالم" من وجوه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر الكافي للكليني ج‪ 1‬األبواب من ‪ 96‬إلى ‪.102‬‬ ‫‪ -2‬ينظر البصائر للصفار األبواب‪ 6:‬و‪ 12‬و‪ 13‬و ‪.14‬‬ ‫‪299‬‬

‫أخرى‪ ,‬للزم العبث في تطويل عمره "ع" تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬وقوله"ره"‪:‬‬ ‫فقد يجوز إن يكون ذلك وجها‪ ..‬الخ‪ .‬فيه إن من ذهب إلى صحة هذا القول وهم جميع‬ ‫العامة وبعض الخاصة‪ ,‬زعم إن تلك الوجوه واألحرف السبعة كانت متداولة بين‬ ‫األصحاب مكتوبة في مصاحفهم‪ ,‬وان عثمان هو الذي منعهم عن القراءة بغير قراءته‬ ‫الموافقة لقراءة زيد‪ ,‬بعد ما شاع االختالف واقتتل عليه الغلمان‪ ,‬فاحرق أو مزق غير‬ ‫مصحفه الشتماله على الستة الباقية‪ ,‬وقد صرحوا بذلك في مطاعنه‪ ,‬وانه كيف جاز له‬ ‫منهم عنها‪ ,‬مع صدور كلها عن النبي "صلى هللا عليه واله" وأجابوا بما حاصله‪ :‬انه‬ ‫اجتهد في ذلك فكان مأجورا‪.‬‬ ‫وسنشير إليه عن قريب إن شاء هللا تعالى‪ ,‬فالقول بنزولها كذلك وإخفاء حرف منها‬ ‫على غير أهل بيته "عليهم السالم" مما لم يذهب إليه احد‪ ,‬وهذا في الحقيقة رجوع‬ ‫إلى القول بالنقيصة‪ ,‬كما اعترف به وما ذكره من االحتمال مما ال يساعده خبر وال‬ ‫اعتبار‪ ,‬وضعف تتمة كالمه يظهر مما تقدم سيما قوله‪ :‬إن لم يأتهم به على انه‬ ‫تنزيل‪ ..‬الخ‪ .‬فانه فيه مضافا إلى كونه تفصيال بين الزيادات التي كانت في‬ ‫مصحفه"ع"‪ ,‬بحمل بعضها على القران المختص بهم‪ ,‬وبعضها على البيان والتأويل‪,‬‬ ‫وعدم شاهد على انه "عليه السالم" جاءهم به على هذا العنوان‪ ,‬وعدم خلوصه عن‬ ‫شائبة الكذب‪ ,‬إن الحكمة إن اقتضت اإلخفاء فكيف ساغ له "ع" اإلظهار وتغيير‬ ‫العنوان غير مجد بعد استناد البيان والتأويل إلى النبي"صلعم"! فان الفساد الذي زعم‬ ‫انه في إلقائه "صلى هللا عليه واله" مثل قوله تعالى‪" :‬وسيعلم الذين ظلموا إل محمد"‪,‬‬ ‫إليهم من التنفر والمباينة‪ ,‬هو بعينه موجود فيما لو صرح"ع" بان المراد هو‬ ‫ظلمهم"ع" خاصة مع أنها ال تأتي فيما اشتملت على الفضائل ويأتي تمام الكالم بعون‬ ‫الملك العالم‪.‬‬

‫‪300‬‬

‫فائدة في نقل كالم المفيد‪.‬‬ ‫فائدة قال المفيد"ره" في المقاالت‪ :‬وقد قال جماعة من أهل اإلمامة‪ :‬إنه لم ينقص من‬ ‫كلمة وال من آية وال من سورة‪ ,‬ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين‬ ‫"عليه السالم" من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله‪ ,‬وذلك كان ثابتا منزال‪,‬‬ ‫وإن لم يكن من جملة كالم هللا تعالى الذي هو القرآن المعجز‪ ،‬وقد يسمى‬

‫ض ٰى إِلَي َْك‬ ‫آن ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن يُ ْق َ‬ ‫تأويل القرآن قرآنا قال هللا تعالى‪َ ﴿ :‬و َال ت َ ْع َج ْل ِب ْالقُ ْر ِ‬ ‫ب ِز ْدنِي ِع ْل ًما﴾ طه‪ ,114:‬فسمى تأويل القرآن قرآنا‪ ،‬وهذا ما ليس‬ ‫َو ْحيُهُ ۖ َوقُ ْل َر ّ ِ‬ ‫فيه بين أهل التفسير اختالف‪.‬انتهى‪)1(.‬‬

‫في االعتراض على المفيد‪.‬‬ ‫وهذا الكالم بمكان من الوهن إما أوال‪ :‬فالن مجرد استعمال لفظ القران في مورد في‬ ‫تأويل ما نزل إعجازا‪ ,‬ال يصح حمل لفظه فيما ورد في سقوط بعض ما فيه عليه‪,‬‬ ‫وإال لم يبق ألصالة الحقيقة مورد يمكن إجراءها فيه‪ ,‬إذ ما من لفظ وإال وقد استعمل‬ ‫في معنى محاذي له في مورد أو أزيد‪ ,‬مع انه ال رابطة في المقام بين الموردين‪ ,‬وال‬ ‫جامع مع قريب لها‪ ,‬حتى يصير سببا للشك في حمله على معناه الحقيقي‪ ,‬فضال عن‬ ‫صرفه عنه‪ .‬وإما ثانيا‪ :‬فالن في اآلية وجهين آخرين كليهما اظهر مما ذكره‪ ,‬األول‪:‬‬ ‫ما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره‪ ,‬قال‪ :‬كان رسول هللا "صلى هللا عليه واله" إذا‬ ‫نزل عليه القران‪ ,‬بادر بقراءته قبل تمام نزول اآلية‪ ,‬والمعنى فأنزل هللا عز وجل ‪:‬‬ ‫ك َو ْحيُهُ﴾ طه‪ ,114:‬إي‬ ‫ض ٰى إِلَ ْي َ‬ ‫آن ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن يُ ْق َ‬ ‫﴿ َو َال تَ ْع َج ْل ِب ْالقُ ْر ِ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬أوائل المقاالت للمفيد‪:‬ص‪ ,81‬القول"‪ "59‬في تأليف القرآن وما ذكر قوم من الزيادة فيه‬ ‫والنقصان‪.‬‬ ‫‪301‬‬

‫يفرغ من قراءته‪)1(.‬‬

‫وقال المفيد في شرح عقائد الصدوق‪ :‬أن جبرئيل كان يوحي إليه بالقرآن فيتلوه معه‬ ‫حرفا بحرف‪ ،‬فأمره هللا تعالى أن ال يفعل ذلك ويصغي إلى ما يأتيه به جبرائيل‪ ،‬أو‬ ‫ينزله هللا تعالى عليه بغير واسطة حتى يحصل الفراغ منه‪ ،‬فإذا تم الوحي به تاله‬ ‫ونطق به وقرأه‪ )2(.‬وقال الطبرسي فيه وجوه‪:‬‬ ‫أ‪ :‬إن معناه ال تعجل بتالوته قبل أن يفرغ جبرائيل من إبالغه فإنه "ص" كان يقرأ‬ ‫معه‪ ،‬ويعجل بتالوته مخافة نسيانه أي‪ :‬تفهم ما يوحى إليك إلى أن يفرغ الملك من‬

‫سان ََك‬ ‫قراءته‪ ،‬وال تقرأ معه‪ ،‬ثم اقرأ بعد فراغه منه‪ .‬وهذا كقوله‪َ ﴿ :‬ال ت ُ َح ِ ّر ْك ِب ِه ِل َ‬ ‫ِلت َ ْع َج َل بِ ِه﴾ القيامة‪ ,16:‬عن ابن عباس والحسن والجبائي‪.‬‬ ‫ب‪ :‬إن معناه وال تقرأه ألصحابك‪ ،‬وال تمله عليهم حتى يتبين لك معانيه‪ ،‬عن مجاهد‬ ‫وقتادة وعطية وأبي مسلم‪.‬‬ ‫ج‪ :‬إن معناه وال تسأل إنزال القرآن قبل أن يأتيك وحيه‪ ،‬ألنه تعالى إنما ينزله بحسب‬ ‫المصلحة‪ ،‬وقت الحاجة‪)3( .‬‬

‫ّ‬ ‫فتأن عليك‬ ‫وفي الكشاف في تفسيرها‪ :‬وإذا لقنك جبريل ما يوحى إليك من القرآن‪،‬‬ ‫ريثما يسمعك ويفهمك‪ ،‬ثم أقبل عليه بالتحفظ بعد ذلك‪ ،‬وال تكن قراءتك مساوقة‬ ‫َك ِلت َ ْع َج َل ِب ِه﴾القيامة‪.16:‬‬ ‫لقراءته‪ .‬ونحوه قوله تعالى‪﴿ :‬ال ت ُ َح ِ ّر ْك بِ ِه ِلسان َ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,65‬سورة طه‪.114:‬‬ ‫‪ -2‬تصحيح اعتقادات األمامية للمفيد‪:‬ص‪,126-125‬في تفسير أية طه ‪.114‬‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬جج‪ 77‬ص‪,60-59‬سورة طه أية ‪.114‬‬ ‫‪302‬‬

‫وقيل معناه‪ :‬ال تبلغ ما كان منه مجمال حتى يأتيك البيان‪)1(.‬‬

‫الثاني‪ :‬ما ذكره الصدوق الذي هو رئيس تلك الجماعة بل أول من احدث هذا القول‬ ‫في الشيعة في عقائده‪:)2(.‬من أن هللا تبارك وتعالى علمه القران جملة واحدة ثم قال‬ ‫عز وجل‪ :‬وال تعجل بالقران‪ .‬اآلية‪ )3(.‬وقال تعالى‪ :‬ال تحرك به لسانك لتعجل به‪.‬‬ ‫اآلية‪ )4(.‬ويظهر من المفيد انه مروي ويساعده اللغة ومذهب أهل اللسان‪ ,‬إال انه‬ ‫استبعده بان القران لو كان منزال في السماء الرابعة جملة واحدة كما ذكره الصدوق‪,‬‬ ‫وعليه جملة من اإلخبار لما كان لنهى النبي "صلى هللا عليه واله" عن العجلة بقراءته‬ ‫وجه‪ ,‬ألنه لم يكن محيطا علما بما في السماء قبل الوحي‪ ,‬وان أحاط بها علما فال‬ ‫معنى الختصاصه بالسماء الرابعة‪ ,‬الن ما في صدره"ص" وحفظه في األرض‪,‬‬ ‫والجواب عن كال الشقين غير خفي عن اللبيب‪ ,‬وإما ثالثا‪ :‬فالن ما ذكره من التفسير‬ ‫خروج عن ظاهر اآلية من غير قرينة تصرفها عنه من خبر معتبر أو إجماع أو عقل‬ ‫قطعي‪ ,‬وكلها منتفية‪ ,‬وان نسبه إلى المفسرين‪ ,‬إذ لم أجد له قائال فضال عن إطباقهم‪,‬‬ ‫نعم روى النيشابوري بعد ما ذكر قريبا مما نقلنا عن الطبرسي‪,‬عن الحسن‪ :‬أن امرأة‬ ‫أتت النبي "ص" فقالت‪ :‬زوجي لطم وجهي فقال‪ :‬بينكما القصاص فنزلت اآلية‬ ‫فأمسك رسول هللا "ص" عن القصاص‪ )5(.‬الخبر منكر حتى إن راويه غير قائل به‬ ‫كما عرفت‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,90‬سورة طه ‪.114‬‬ ‫‪ -2‬االعتقادات للصدوق‪:‬ص‪ ,82‬باب"‪ "31‬االعتقاد في نزول القرآن في ليلة القدر‪.‬‬ ‫ض ٰى إِلَ ْي َك َو ْحيُهُ ۖ َوقُ ْل َربّ ِ ِز ْد ِني‬ ‫آن ِم ْن قَ ْب ِل أ َ ْن يُ ْق َ‬ ‫‪ -3‬يشير إلى في قوله تعالى‪َ (:‬و َال تَ ْع َج ْل بِ ْالقُ ْر ِ‬ ‫ِع ْل ًما" طه‪.114:‬‬ ‫سان ََك ِلتَ ْع َج َل ِب ِه" القيامة‪.16:‬‬ ‫‪ -4‬يشير إلى في قوله تعالى‪َ (:‬ال ت ُ َح ِ ّر ْك ِب ِه ِل َ‬ ‫‪ -5‬تفسير النيسابوري‪:‬ج‪4‬ص‪,574‬سورة طه ‪.114:‬‬ ‫‪303‬‬

‫وإما رابعا‪ :‬فبعدم لزوم ما ذكره بعد تسليم صحته استعمال لفظ القران في تأويله‪,‬‬ ‫وإنما هو تصرف في متعلق التعجيل وتعيين لبعض وجوهه‪ ,‬فان التعجيل بالقران‬ ‫يحصل تارة بتعجيل قراءته في نفسه‪ ,‬وأخرى بتعجيله في تأديته إلى غيره‪ ,‬ومرة في‬ ‫اعتقاده ظاهره‪ ,‬وتارة في تعريف الغير ما يقتضيه ظاهره‪ ,‬ولذا اختلف أقوالهم لصدق‬ ‫التعجيل بالقران في الجميع من غير تصرف في لفظه فافهم‪.‬‬

‫الدليل الخامس‬ ‫وجود مصحف مخصوص معتبر لعبد هللا بن مسعود‪ ,‬مخالف للمصحف الموجود‪,‬‬ ‫مستلزم لعدم مطابقته لتمام ما نزل على النبي"ص" إعجازا‪ ,‬وان كان في مصحفه‬ ‫أيضا مخالفة لمصحف أمير المؤمنين"ع" من جهة الترتيب كما مر‪ ,‬وعدم اشتماله‬ ‫على تمام ما فيه‪ ,‬بل بعض ما في الموجود أيضا‪ ,‬إال إن المطلوب بثبوت اعتبار‬ ‫تمام ما جمعه فيه‪ ,‬وعدم شمول الموجود لبعضه‪ ,‬وبه يتم االستدالل وال تضره‬ ‫المخالفة المذكورة كما ال يخفى‪ ,‬فالمهم إثبات الدعوى المذكورة المركبة من أمور‪:‬‬ ‫األول‪ :‬في ثبوت مصحف له في قبال مصحفهم‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬في اشتماله على ما ليس في مصحفهم أو يخالفه‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬في اعتباره وصحته‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬في بعض ما يتعلق بمصحفه مما توضح به الدعوى‪.‬‬ ‫إما األول‪ :‬فهو مما ال ريب فيه‪ ,‬وقد اشرنا إليه في المقدمة األولى وفي الدليل‬ ‫الثانــــي‪ ,‬وقد ذكره األصحاب في باب مطاعن الثالث‪ ,‬وانه كسر إضالع عبد هللا‬

‫‪304‬‬

‫بن مسعود لما طلب منه مصحفه ليحرقه فامتنع منه‪ ,‬وأجاب المخالفون بما ال‬ ‫يرجع إلى إنكار المصحف‪ ,‬ويأتي أيضا من اإلخبار ألداله عليه ما يزيد على‬ ‫التواتر‪.‬‬ ‫وإما الثاني‪ :‬فتدل عليه جملة من اإلخبار وكلمات علماء اآلثار‪.‬‬ ‫قال ابن شهر أشوب(‪ )1‬في كما في تاسع البحار(‪:)2‬ورأيت في مصحف ابن‬ ‫مسعود ثمانية مواضع(‪)3‬علي "عليه السالم"‪.‬‬ ‫وقال المحقق الثاني في جامع المقاصد‪ ,‬بعد تمثيله لمنسوخ التالوة والحكم بأية‬ ‫الرضاع ولألول بأية الرجم كما تقدم‪ :‬ويوشك إن يكون بعض ما يروى من قراءة‬ ‫ابن مسعود من هذا النوع‪)4(.‬‬

‫وهذا تصريح منه بوجود الزيادة وان حملها على ما أوضحنا بطالنه‪ ,‬بل قال هو‬ ‫أيضا في نفحات الالهوت في جملة مطاعن الثالث‪ :‬فضرب عبد هللا بن مسعود‬ ‫حتى كسر ضلعين من إضالعه‪ ,‬وحرم عطائه سنين‪ ,‬فمات من ذلك‪ ,‬ثم قال‪ :‬أجاب‬ ‫أهل النصب بان ضرب ابن مسعود إن صح‪ ,‬فقد قيل‪ :‬انه لما أراد عثمان إن يجمع‬ ‫الناس على مصحف واحد‪ ,‬ويرفع االختالف بينهم في كتاب هللا‪ ,‬طلب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬المناقب البن شهر اشوب‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,301‬فصل‪ :‬في تسمية بعلي والمرتضى وحيدرة‬ ‫وأبي تراب وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪ -2‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 35‬ص‪ 56‬ح‪,12‬في اآليات التي كانت فيها اسم علي"ع" وواليته‪,‬‬ ‫نقال عن ابن شهر أشوب‪.‬‬ ‫‪ -3‬كلمة‪":‬اسم" في المصدر لم يذكرها المصنف‪.‬‬ ‫‪ -4‬جامع المقاصد للمحقق الكركي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,271-270‬حكم مس المنسوخ حكمه خاصة‪.‬‬

‫‪305‬‬

‫مصحفه منه فأبى ذلك‪ ,‬وقد كان فيه زيادة ونقصان فأدبه‪ ,‬إلى إن قال رحمه هللا‪:‬‬ ‫إن هذا الجواب وأمثاله من تخرصات أهل العناد‪ ,‬لظهور بطالنه غني عن‬ ‫المتعرض لرده‪ ,‬فان ضرب عثمان لعبد هللا بن مسعود أشهر من الصباح‪ ,‬فكيف‬ ‫يقول فيه إن صح وإرادة عثمان جمع الناس على مصحف واحد‪ ,‬وامتناع ابن‬ ‫مسعود ال غايته إن الزيادة والنقصان اللذين فيه ال يكونان متواترين‪ ,‬لكن ال يلزم‬ ‫إن يكونان باطلين عندهم‪ ,‬إذ ليسا مخالفين لإلجماع‪ ,‬وليس في ذلك شيء موجب‬ ‫للتأديب والتعزير وال مخالف للشرع‪ .‬انتهى‪)1(.‬‬

‫وال يخفى إن الزيادة لو كانت من باب منسوخ التالوة ولكان ردعه في محله لعدم‬ ‫جواز كتابته في المصحف‪.‬‬ ‫وفي إحقاق الحق‪ :‬وقد روى الضرب كثير من علماء الجمهور كالشهرستاني في‬ ‫الملل والنحل‪ ,‬عن النظام‪ ,‬واعترف به شارح التجريد‪ ,‬حيث قال‪ :‬لما أراد عثمان‬ ‫إن يجمع الناس على مصحف واحد‪ ,‬طلب مصحفه فأبى ذلك‪ ,‬مع ما فيه من‬ ‫الزيادة والنقصان‪ ,‬فأدبه عثمان لينقاد‪ )2(.‬وقال العالمة في نهاية الفقه‪ :‬وال يقرأ‬ ‫بمصحف ابن مسعود وأبي سواء اتصلت به الرواية أو ال‪)3(.‬‬

‫هذا ولنذكر بعض إخبار الباب وهي كثيرة‪.‬‬

‫في ذكر اإلخبار الواردة في المقام‪:‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬نفحات الالهوت في لعن الجبت والطاغوت للمحقق الكركي‪ :‬ص ‪,108‬البحث الثالث‬ ‫‪ ,‬الفصل الخامس‪.‬‬ ‫‪ -2‬إحقاق الحق"األصل" للتستري‪:‬ص‪.253‬‬ ‫‪ -3‬نهاية اإلحكام للعالمة الحلي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ "186",465‬ما يجب في القراءة)‬

‫‪306‬‬

‫أ‪ :‬حسين بن حمدان الحضيني في الهداية‪ :‬ووجدت في قراءة عبد هللا بن مسعود‬ ‫الذي قال النبي "صلى هللا عليه وآله"‪ ,‬من أراد أن يسمع القرآن غضا جديدا طريا‬ ‫كما أنزله هللا تبارك وتعالى‪ ,‬فليسمعه من ابن أم عبده‪ ,‬وأم عبده‪ ,‬أم عبد هللا بن‬ ‫مسعود بها كان يدعو ألبيه‪ ،‬ففي قراءته‪ :‬إن علينا جمعه وقرآنه‪ ،‬فإذا قراناه فاتبع‬ ‫قرآنه‪ ،‬ثم إن علينا بيانه‪)1(.‬‬

‫ب‪ :‬ابن شهر أشوب في المناقب‪ ,‬في حديث عرض أمير المؤمنين "عليه السالم"‬ ‫مصحفه على القوم وإعراضهم عنه‪ ,‬ما لفظه وفي خبر طويل عن الصادق "عليه‬

‫السالم"‪ :‬انه حمله وولى راجعا إلى حجرته وهو يقول‪﴿ :‬فَنَ َبذُوهُ َو َرا َء ُ‬ ‫ور ِه ْم‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫َوا ْشت َ َر ْوا ِب ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً‬ ‫س َما َي ْ‬ ‫شت َ ُرونَ ﴾ إل عمران‪ ,187:‬وبهذا قرأ ابن‬ ‫يال ۖ فَبِئْ َ‬ ‫مسعود إن عليا جمعه وقرأنه فإذا قرأه فاتبعوا قراءنه‪)2(.‬‬

‫ج‪ :‬احمد بن محمد السياري في كتاب القراءات‪ ,‬قال في قراءة ابن مسعود‪:‬‬ ‫"سيقول لك السفهاء من الناس ماردكم عن القبلة التي كنتم عليه"‪)3(.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الحضيني‪:‬ص‪ ,92‬الباب الثاني باب أمير‬ ‫المؤمنين "ع"‪.‬‬ ‫‪ -2‬مناقب ابن شهر أشوب‪:‬ج‪ 1‬ص‪,320‬فصل في المسابقة بالعلم‪.‬‬ ‫سيَقُو ُل‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 20‬ح‪ 60‬سورة البقرة‪,‬االية‪ 142‬في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬ ‫علَ ْي َها ﴾‪.‬‬ ‫ال ُّ‬ ‫سفَ َها ُء ِمنَ النَّ ِ‬ ‫ع ْن قِ ْبلَ ِت ِه ُم الَّ ِتي َكانُوا َ‬ ‫اس َما َو َّال ُه ْم َ‬

‫‪307‬‬

‫د‪ :‬الثعلبي في تفسيره‪ )1(,‬كما نقله الشيخ يحيى بن بطريق الحلي في العمدة‪)2(.‬‬

‫والسيد المحدث في غاية المرام‪ :)3(.‬قال حدثنا أبو محمد عبد هللا بن محمد القاضي‬ ‫قال‪ :‬حدثنا أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي قال‪ :‬حدثنا أبو‬ ‫بكر محمد بن الحسين ابن صالح السبيعي قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال‪:‬‬ ‫حدثنا أحمد بن ميثم بن نعيم قال ‪:‬حدثنا أبو عبادة السلولي عن األعمش عن أبي‬

‫ص َ‬ ‫واثل قال‪ :‬قرأت في مصحف عبد هللا بن مسعود ﴿ ِإ َّن َّ‬ ‫طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا‬ ‫اَّللَ ا ْ‬ ‫علَى ْال َعالَ ِمينَ ﴾ العمران‪.,33:‬‬ ‫يم ‪ -‬وآل محمد ‪َ -‬‬ ‫َوآ َل ِإب َْرا ِه َ‬ ‫ه‪ :‬الشيخ الطبرسي في مجمع البيان‪ :‬وقد روي عن جماعة من الصحابة‪،‬‬ ‫ست َ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن ‪-‬إلى أجل مسمى ‪-‬‬ ‫منهم عبدهللا بن مسعود‪ ،‬أنهم قرأوا‪﴿ :‬فَ َما ا ْ‬

‫فَآتُو ُه َّن‬

‫ور ُه َّ‬ ‫ن﴾ النساء‪)4(.24:‬‬ ‫أ ُ ُج َ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفق النسخة التي اطلعت عليها من تفسير الثعلبي‪,‬جاء الخبر هكذا‪ :‬عن األعمش عن‬ ‫ص َ‬ ‫أبي واثل قال‪ :‬قرأت في مصحف عبد هللا بن مسعود ﴿ ِإ َّن َّ‬ ‫طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل‬ ‫اَّللَ ا ْ‬ ‫علَى ْالعَالَ ِمينَ ﴾ ولم تذكر كما نقلها المصنف‪ ,‬وقد تكون حرفت‬ ‫يم َوآ َل ِع ْمرانَ َ‬ ‫إِب َْرا ِه َ‬ ‫في السنين التالية عن زمان المصنف وهللا العالم!‪.‬‬ ‫الحلّي‪ :‬ص‪,55‬‬ ‫‪ -2‬عمدة عيون صحاح األخبار في مناقب إمام األبرار البـن البَطريق ِ‬ ‫الفصل التاسع ‪ :‬في آية "المودة"‪.‬‬ ‫‪ -3‬غاية المرام للسيد هاشم البحراني‪:‬ج‪ 3‬ص‪ 270‬الباب الثالث عشر في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ص َ‬ ‫" ِإ َّن َّ‬ ‫علَى ْال َعالَ ِمينَ " إل عمران‪.33:‬‬ ‫اَّللَ ا ْ‬ ‫يم َوآ َل ِع ْم َرانَ َ‬ ‫طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل ِإب َْرا ِه َ‬ ‫‪ -4‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,61‬سورة النساء في "والمحصنات من النساء"‪.‬‬

‫‪308‬‬

‫و‪ :‬السيد الجليل في الطرائف‪ )1(.‬عن ابن مردويه في مناقبه‪ ,‬والسيوطي في الدر‬ ‫المنثور‪ )2(.‬كما في شرح الصحيفة‪ )3(,‬بإسنادهما عن زر عن ابن مسعود قال‪:‬‬ ‫كنا نقرأ على عهد رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪" :‬يا أيها الرسول بلغ ما انزل‬ ‫إليك من ربك إن عليا مولى المؤمنين" وان اآلية‪ .‬ز‪ :‬الطبرسي في مجمع البيان‪:‬‬ ‫وروي أن في قراءة عبد هللا بن مسعود‪ ،‬وسالم‪" .‬وإذا قلبت أبصارهم تلقاء‬ ‫أصحاب النار قالوا ربنا عائذا بك أن تجعلنا مع القوم الظالمين"‪)4(.‬‬

‫ح‪ :‬ابن شهر أشوب في المناقب(‪ )5‬كما في تاسع البحار(‪ )6‬وفي مصحف ابن‬ ‫مسعود‪" :‬حقيق على علي إن ال يقول على هللا إال الحق"‪.‬‬ ‫ط‪ :‬الطبرسي‪ :‬قرء ابن مسعود‪" :‬يسألونك األنفال"‪ ,‬وقال في موضع أخر‪ :‬قد صح‬ ‫أن قراءة أهل البيت "عليهم السالم"‪" :‬يسألونك األنفال" وكذلك ابن‬ ‫مسعود‪،‬وغيره‪،‬إنما قرأوا كذلك‪)7(.‬‬

‫ي‪ :‬الطبرسي فــــــي قراءة عبد هللا بن مسعود‪" :‬التائبين العابدين"‪ ,‬باليــــاء إلى‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الطرائف البن طاووس‪:‬ص‪ 152-151‬ح‪.233‬‬ ‫‪ -2‬الدر المنثور ‪:‬ج ص‪ 298‬سورة المائدة‪,‬اآلية‪.67:‬‬ ‫‪ -3‬رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدي للسيد علي خان المدني‬ ‫الشيرازي‪:‬ج‪ 5‬ص‪,393‬في بيان في القراءات السبعة‪.‬‬ ‫‪ -4‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 4‬ص‪,263-262‬سورة األعراف ‪ ,‬اآلية‪.47:‬‬ ‫‪ -5‬المناقب ‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,302‬صل‪ :‬في تسمية بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب وغير‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫‪ -6‬بحار األنوار للمجلسي‪:‬ج‪ 35‬ص‪ 59‬اآليات التي كانت فيها اسم علي"ع" وواليته‪.‬‬ ‫‪ -7‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 4‬ص‪,424‬يسألونك عن األنفال‪.‬‬

‫‪309‬‬

‫أخرها‪ )1(.‬وذكره الزمخشري أيضا في الكشاف(‪)2‬‬

‫يا‪ :‬الطبرسي في مصحف عبد هللا بن مسعود‪ ,‬وقراءة ابن عباس‪" :‬من‬ ‫الصادقين"‪)3( .‬‬

‫يب‪ :‬السيوطي في اإلتقان(‪ )4‬عن أبي عبيد في فضائل القرآن‪ ,‬إن في قراءة ابن‬ ‫مسعود‪" :‬فَا ْق َ‬ ‫طعُوا أ َ ْي َمانَ ُه َما"‪.‬‬ ‫يج‪ :‬الصدوق في العيون واالمالي‪ :‬عن علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب‬ ‫‪,‬وجعفر بن محمد بن مسرور معا ‪,‬عن محمد بن عبد هللا بن جعفر الحميري‪ ,‬عن‬ ‫أبيه‪ ,‬عن زيان بن الصلت‪ ,‬في حديث طويل ‪,‬عن الرضا "عليه السالم" وفيه‪:‬‬ ‫قالت العلماء‪ :‬فأخبرنا هل فسر هللا عز وجل االصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا‬ ‫"عليه السالم" فسر االصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنا عشر موطنا‬ ‫ك ْاأل َ ْق َر ِبينَ ﴾ الشعراء‪,214:‬‬ ‫ِيرتَ َ‬ ‫وموضعا‪ ,‬فأول ذلك قوله عز وجل‪َ ﴿ :‬وأَ ْنذ ِْر َ‬ ‫عش َ‬ ‫"ورهطك المخلصين" هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد‬ ‫هللا بن مسعود‪)5(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 5‬ص‪ 128‬سورة التوبة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكشاف للزمخشري‪ :‬ج‪ 2‬ص‪,314‬سورة التوبة‪ ,‬اية‪.112‬‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 5‬ص‪ 139‬سورة التوبة‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلتقان للسيوطي‪ :‬ج‪ 1‬ص‪ ,279‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬ ‫‪ -5‬عيون إخبار الرضا للصدوق‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 209-207‬ح‪ ,1‬باب"‪ "23‬ذكر مجلس الرضا‬ ‫"عليه السالم" مع المأمون في الفرق بين العترة واألمة‪ ,‬واالمالي‬ ‫للصدوق‪:‬ص‪617‬ح‪,1‬المجلس التاسع والسبعون‪.‬‬

‫‪310‬‬

‫يد‪ :‬الشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره‪ :‬عن الحسين بن سعيد معنعنا‪:‬عن‬

‫أبي جعفر عن أبيه "عليهما السالم" قال‪ :‬قال النبي صلى هللا عليه واله ﴿ َوأَ ْنذ ِْر‬ ‫ك ْاأل َ ْق َربِينَ ‪ -‬ورهطك منهم المخلصين‪ ﴾ -‬الشعراء‪ , 214:‬فقال أبو جعفر‬ ‫ِيرتَ َ‬ ‫َ‬ ‫عش َ‬ ‫"ع" هذه قراءة عبد هللا‪)1(.‬‬

‫ك ا ْأل َ ْق َربِينَ ‪-‬‬ ‫ِيرتَ َ‬ ‫يه‪ :‬الطبرسي "ره" وفي قراءة عبد هللا بن مسعود﴿ َوأَ ْنذ ِْر َ‬ ‫عش َ‬ ‫ورهطك منهم المخلصين‪ ﴾-‬الشعراء‪)2( .214:‬‬ ‫يو‪ :‬الطبرسي والزمخشري في الكشاف وفي قراءة ابن مسعود "وبحر يمده"‪)3(.‬‬

‫يز‪ :‬الترمذي في صحيحه‪ ,‬على ما نقله عنه بعض المعاصرين من علماء الهند‪,‬‬ ‫عن عبد بن حميد‪ ,‬عن عبيد هللا‪ ,‬عن إسرائيل‪ ,‬عن أبي إسحق‪ ,‬عن عبد الرحمن‬ ‫بن يزيد‪ ,‬عن عبد هللا بن مسعود‪ ,‬قال‪ :‬أقرأني رسول هللا "ص" "إني أنا الرزاق‬ ‫ذو القوة المتين"‪ .‬وهذا خبر صحيح عندهم‪)4(.‬‬

‫يح‪ :‬احمد بن حنبل في مسنده‪ ,‬كما نقله عنه المعاصر‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن يحيى بن آدم‪,‬‬ ‫ويحيى بن أبي بكر‪ ,‬قاال‪ :‬حدثنا إسرائيل‪ ,‬عن أبي إسحاق‪ ,‬عن عبد الرحمن بن‬ ‫يزيد‪ ,‬عن بن مسعود مثله‪)5(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير فرات الكوفي‪:‬ص‪,302‬ح ‪ ,5-407‬سورة الشعراء‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 7‬ص‪,357‬سورة الشعراء‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي‪ :‬ج‪ 8‬ص‪,91‬سورة لقمان’ الكشاف للزمخشري ‪:‬ج‪3‬ص‪501‬‬ ‫سورة لقمان‪.‬‬ ‫‪ -4‬صحيح وضعيف سنن الترمذي‪:‬ج‪6‬ص‪.2940 /2500 ,440‬‬ ‫‪ -5‬مسند احمد‪:‬ج‪ 6‬ص‪ 285‬ح‪ ,3741‬مسند المكثرين من الصحابة ‪ ,‬مسند عبد هللا بن‬ ‫مسعود‪.‬‬ ‫‪311‬‬

‫يط‪ :‬الزمخشري في الكشاف(‪ )1‬قرء ابن مسعود‪" :‬ولكن نبينا ختم النبيين"‪.‬‬ ‫ك‪ :‬المفيد في اإلرشاد‪ :‬روى يوسف بن كليب‪ ،‬عن سفيان بن زيد‪ ،‬عن قرة‬

‫وغيره‪ ،‬عن عبد هللا بن مسعود‪ ،‬أنه كان يقرأ‪َ ﴿ :‬و َكفَى َّ‬ ‫اَّللُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ْال ِقتَا َل ‪-‬‬ ‫ع ِز ً‬ ‫بعلي‪َ -‬و َكانَ َّ‬ ‫يزا﴾ األحزاب‪)2(.25:‬‬ ‫اَّللُ قَ ِويًّا َ‬ ‫كا‪:‬الشيخ شرف الدين ألنجفي تلميذ المحقق الثاني في تأويل اآليات‬ ‫الباهرة‪:)3(.‬عن الشيخ الثقة محمد بن العباس الماهيار في تفسيره‪ ,‬عن علي بن‬ ‫العباس‪ ،‬عن أبي سعيد عباد بن يعقوب‪ ،‬عن فضل بن القاسم البراد ‪ ،‬عن سفيان‬

‫الثوري‪ ،‬عن زبيد النامي‪ ،‬عن مرة‪ ،‬عن عبد هللا بن مسعود أنه كان يقرأ‪َ ﴿ :‬و َكفَى‬ ‫ع ِز ً‬ ‫اَّللُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ْال ِقتَا َل ‪ -‬بعلي بن أبي طالب‪َ -‬و َكانَ َّ‬ ‫َّ‬ ‫يزا﴾‬ ‫اَّللُ قَ ِويًّا َ‬ ‫األحزاب‪.25:‬‬ ‫كب‪ :‬وفيه محمد بن يونس بن مبارك‪ ،‬عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ‪ ،‬عن‬ ‫يحيى بن معلى األسلمي‪ ،‬عن محمد بن عمار بن زريق‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن‬

‫أبي زياد بن مطر قال كان عبد هللا بن مسعود يقرأ‪َ ﴿ :‬و َكفَى َّ‬ ‫اَّللُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ا ْل ِقتَا َل‬ ‫ع ِز ً‬ ‫ بعلي‪َ -‬و َكانَ َّ‬‫يزا﴾ األحزاب‪ 25:‬قال أبو زياد‪ ،‬وهي في مصحفه‪:‬‬ ‫اَّللُ قَ ِويًّا َ‬ ‫هكذا رأيتها‪)4(.‬‬

‫كج‪ :‬في البحار‪ :‬عن يحيى بن بطريق في المستدرك عن الحافظ أبــــــــــي نعيم‪،‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكشاف للزمخشري ح‪ 3‬ص‪,544‬سورة األحزاب‪,‬اآلية‪.40:‬‬ ‫‪ -2‬اإلرشاد للمفيد‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,106‬مبارزته"ع" لعمرو بن عبد ود وقتله‪.‬‬ ‫‪ -3‬تأويل اآليات‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 450‬ح‪,10‬سورة األحزاب‪.‬‬ ‫‪ -4‬نفس المصدر‪ :‬ص‪ 451-450‬ح‪.11‬‬ ‫‪312‬‬

‫بإسناده عن مرة‪ ،‬عن ابن مسعود مثله‪)1(.‬‬

‫كد‪:‬‬

‫أبو بكر بن مردويه في مناقبه‪ ,‬كما نقله جماعة‪ ,‬منهم صاحب كشف الغمة‬

‫بإسناده عن ابن مسعود‪ ,‬انه كان يقرأ هذا الحرف‪َ ﴿ :‬و َكفَى َّ‬ ‫اَّللُ ا ْل ُمؤْ ِمنِينَ ْال ِقتَا َل ‪-‬‬ ‫بعلي‪َ -‬و َكانَ َّ‬ ‫اَّللُ قَ ِويًّا‬

‫كه‪:‬‬

‫ع ِز ً‬ ‫يزا﴾ األحزاب‪)2(.25:‬‬ ‫َ‬

‫السيوطي في الدر المنثور‪ ,‬على ما نقله المعاصر المذكور‪ ,‬أخرج ابن أبي‬

‫حاتم‪ ,‬وابن مردويه‪ ,‬وابن عساكر‪ ,‬عن ابن مسعود‪ ,‬أنه كان يقرأ هذا الحرف‪:‬‬

‫ع ِز ً‬ ‫﴿ َو َكفَى َّ‬ ‫يزا﴾‬ ‫اَّللُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ْال ِقتَا َل ‪-‬بعلي بن أبي طالب‪َ -‬و َكانَ ا ََّّللُ قَ ِويًّا َ‬ ‫األحزاب‪)3(,25:‬‬

‫كو‪:‬‬

‫الطبري والزمخشري‪ :‬روى إن ابن مسعود قرء "ال مستقر لها"‪)4(.‬‬

‫سلَ َما﴾ الصافات ‪ ,103:‬بغير ألف‪،‬‬ ‫كح‪ :‬الطبرسي‪ :‬وروي عن ابن مسعود ﴿فَلَ َّما أَ ْ‬ ‫والم مشددة‪)5( .‬‬

‫كط‪ :‬السيوطي في الدر المنثور‪ :‬أخرج عبد الرزاق‪ ,‬والفريابي‪ ,‬وأبو عبيد وسعيد‬ ‫بن منصور‪ ,‬وابن أبــــــــي شيبة‪ ,‬وعبد بن حميد‪ ,‬وابن جرير‪ ,‬وابن المنذر‪ ,‬وابن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 36‬ص‪ 26‬ح‪ ,12‬الباب الثامن والعشرون‪.‬‬ ‫‪ -2‬كشف الغمة البن أبي الفتوح‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ",324‬في بيان ما نزل من القرآن في شأنه‬ ‫عليه السالم‪".‬‬ ‫‪ -3‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 6‬ص‪’590‬األحزاب‪.25:‬‬ ‫‪ -4‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 4‬ص‪,16‬سورة يس‪ ,38:‬وفق تتبعي لتفسير جامع البيان‬ ‫للطبري لم أجد إشارة لقراء ابن مسعود في أية سورة يس"‪."38‬‬ ‫‪ -5‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 8‬ص‪, 319‬سورة يس‪.‬‬ ‫‪313‬‬

‫األنباري‪ ,‬والطبراني من طرق‪ ,‬عن ابن مسعود‪ ,‬أنه كان يقرأ "فامضوا إلى ذكر‬ ‫هللا" قال‪:‬ولو كانت "فاسعوا" لسعيت حتى يسقط ردائي‪)1(.‬‬

‫ل‪ :‬الطبرسي رحمه هللا‪ ,‬والزمخشري‪ ,‬قرء عبد هللا بن مسعود‪" :‬فامضوا إِلَى ذكر‬ ‫هللا"‪)2( .‬‬

‫ار ِإذَا تَ َجلَّ ٰى﴿‪َ ﴾2‬و َما َخلَقَ الذَّ َك َر‬ ‫ال‪ :‬الطبرسي ‪ :‬قرأ ابن مسعود‪َ ﴿ :‬والنَّ َه ِ‬ ‫َو ْ‬ ‫األ ُ ْنث َ ٰى﴿‪ ﴾3‬الليل‪ ,‬بغير ما‪)3( .‬‬ ‫لب‪ :‬الزمخشري‪ :‬وقرأ ابن مسعود‪-﴿ :‬والذي‪َ -‬خلَقَ الذَّ َك َر‬

‫َو ْ‬ ‫األ ُ ْنث َ ٰى﴾‪)4( .‬‬

‫لج‪ :‬اسعد بن ابراهيم بن الحسن االربلي في اربعينه‪ ,‬الحديث التاسع والثالثون‪,‬‬ ‫يرويه بإسناده إلى المقداد بن األسود الكندي‪ ,‬قال‪ :‬كنت مع رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه واله" وهو متعلق بأستار الكعبة‪ ,‬وهو يقول‪ :‬اللهم أعضد لي وشد أزري‬

‫ص ْد َر َك‬ ‫واشرح صدري‪ ,‬وارفع ذكري‪ ,‬فنزل جبرائيل وقال‪﴿ :‬أَلَ ْم نَ ْش َرحْ لَ َك َ‬ ‫ض َ‬ ‫ك‪-‬‬ ‫ظ ْه َر َك ﴿‪َ ﴾3‬و َرفَ ْعنَا َل َك ِذ ْك َر َ‬ ‫﴿‪َ ﴾1‬و َو َ‬ ‫ض ْعنَا َ‬ ‫ع ْن َك ِو ْز َر َك ﴿‪ ﴾2‬الَّذِي أَ ْنقَ َ‬ ‫بعلي صهرك‪ ﴾4﴿-‬االنشراح‪ ,‬فأقرأها النبي صلى هللا عليه واله فألحقها بمصحفه‬ ‫وأسقطها عثمان بن عفان‪)5(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 8‬ص‪,161‬سورة الجمعة‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 10‬ص‪ ,13‬سورة الجمعة‪ ,‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪4‬‬ ‫ص‪,534‬سورة الجمعة‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 10‬ص‪,373‬سورة الليل‪.‬‬ ‫‪ -4‬الكشاف الزمخشري‪:‬ج‪ 4‬ص‪,761‬سورة الليل‪.‬‬ ‫‪ -5‬األربعون حديث لالربلي‪:‬ص‪,104‬الحديث التاسع والثالثون‪ ,‬في رفع ذكره"ص"‬ ‫بعلي"ع"‪.‬‬ ‫‪314‬‬

‫سانَ لَ ِفي‬ ‫لد‪ :‬الطبرسي‪ ,‬قيل إن في قراءة ابن مسعود‪َ ﴿ :‬و ْال َع ْ‬ ‫ص ِر ﴿‪ِ ﴾1‬إ َّن ا ْ ِإل ْن َ‬ ‫س ٍّر‪-‬وانه فيه إلى أخر الدهر‪ ﴾2﴿-‬العصر‪)1(.‬‬ ‫ُخ ْ‬ ‫له‪ :‬السيوطي في جامعه الكبير‪ ,‬كما في تفسير الشيخ أبي الحسن الشريف‪,‬‬ ‫بإسناده عن ابن االنباري‪ ,‬عن سليمان بن األرقم‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬وابن سيرين‪ ,‬وابن‬ ‫شهاب الزهري‪ ,‬في خبر نقلناه في المقدمة األولى وفي أخره‪ :‬وقال ابن مسعود‪:‬‬ ‫اكتبوا "إن اإلنسان ليخسر وانه فيه إلى أخر الدهر" فقال عمر‪ :‬نحوا عنها هذه‬ ‫اإلعرابية‪)2(.‬‬ ‫لو‪ :‬الزمخشري قرء ابن مسعود‪" :‬صراط من أنعمت"(‪)3‬‬

‫لز‪ :‬احمد بن محمد السياري في كتاب القراءات‪ ,‬والزمخشري‪ ,‬والنيسابوري‪ ,‬قرء‬

‫ابن مسعود‪﴿ :‬ألم‬

‫ْب فِي ِه﴿‪ ﴾2‬السجدة‪.)4(,‬‬ ‫﴿‪ ﴾1‬ت َ ْن ِزي ُل ْال ِكتَا ِ‬ ‫ب َال َري َ‬

‫لح‪ :‬الطبرسي رحمه هللا والزمخشري‪ :‬قرء ابن مسعود‪ " :‬نادوا يا مال " (‪)5‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان الطبرسي‪:‬ج‪ 10‬ص‪,436‬سورة العصر‪.‬‬ ‫‪ -2‬جامع األحاديث للسيوطي‪:‬ج‪ 28‬ص‪, 333‬مسند العشرة‪,‬مسند عمر بن الخطاب‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكشاف الزمخشري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,16‬سورة الفاتحة‪.‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 17‬ح‪,45‬سورة البقرة‪ ,‬الكشاف الزمخشري‪:‬ج‪1‬‬ ‫ص‪,33‬سورة البقرة‪ ,‬تفسير النيسابوري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,137‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪ -5‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 9‬ص‪ ,95‬سورة الزخرف‪,‬الكشاف الزمخشري‪:‬ج‪4‬‬ ‫ص‪,264‬سورة الزخرف‪.‬‬

‫‪315‬‬

‫لط‪ :‬الطبرسي رحمه هللا(‪ )1‬والسيوطي في اإلتقان(‪ )2‬والزمخشري(‪ )3‬وغيرهم‬ ‫قرء ابن مسعود‪" :‬ثالثة أيام متتابعات"‪.‬وفي اإلتقان(‪ :)4‬احتج عليه أبو حنيفة في‬ ‫وجوب التتابع‪.‬‬ ‫م‪ :‬الزمخشري وفي مصحف عبد هللا "وان هذا صراط ربكم"‪)5(.‬‬

‫ما‪ :‬الطبرسي رحمه هللا‪ :‬قرء ابن عباس وابن مسعود‪" :‬هذه اإلنعام خالصة"‬ ‫مرفوع مضاف‪ )6(.‬وفي الكشاف وفي مصحف عبد هللا "خالص"‪)7(.‬‬ ‫مب‪ :‬الزمخشري عن ابن مسعود‪" :‬ال يخفى عليه منهم شيء"‪)8(.‬‬ ‫مج‪ :‬الزمخشري وفي قراءة ابن مسعود‪" :‬وإذ قال ربك لئن شكرتم"‪)9(.‬‬

‫مد‪ :‬الراغب االصفهاني في المحاضرات‪ :‬أثبت ابن مسعود في مصحفه‪" :‬لو كان‬ ‫البن آدم واديان من ذهب‪ ,‬البتغى إليهما ثالثا‪ ،‬وال يمأل جوف ابن آدم إال التراب‪،‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان‪:‬ج‪ 3‬ص‪,409‬سورة المائدة‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,280‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكشاف‪:‬ج‪ 1‬ص‪,673‬سورة المائدة‪.89:‬‬ ‫‪ -4‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,280‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬ ‫‪ -5‬الكشاف الزمخشري‪ :‬ج‪ 2‬ص‪,80‬سورة اإلنعام‪.‬‬ ‫‪ -6‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 4‬ص‪,173‬سورة اإلنعام‪.‬‬ ‫‪ -7‬الكشاف الزمخشري‪ :‬ج‪ 2‬ص‪,71‬سورة اإلنعام‪.‬‬ ‫‪ -8‬الكشاف الزمخشري‪ :‬ج‪ 4‬ص‪,156‬سورة غافر‪.‬‬ ‫‪ -9‬الكشاف الزمخشري‪ :‬ج‪ 2‬ص‪,541‬سورة إبراهيم‪.‬‬ ‫ويتوب هللا على من تاب‪)1(.‬‬ ‫‪316‬‬

‫مه‪ :‬وفيه عن علقمة والبخاري في صحيحه‪ ,‬عن موسى‪ ,‬عن أبي عوانه‪ ,‬عن‬ ‫مغيره‪ ,‬عن علقمة‪ ,‬واللفظ لألول قال‪ :‬أتيت الشام‪ ,‬فجاء رجل فقعد إلى جنبي‪,‬‬ ‫فقيل‪ :‬هو أبو الدرداء‪ ،‬فقال‪ :‬من أنت؟ قالت‪ :‬من أهل الكوفة‪ ,‬فقال‪ :‬أولم يكن فيكم‬ ‫صاحب السواك والنعلين والمطهرة‪ ,‬يعني ابن مسعود‪ ،‬قلت‪ :‬نعم‪ ,‬أتحفظ كيف كان‬ ‫يقرأ "والليل إذا يغشى" فقلت نعم "والنهار إذا تجلى وخلق الذكر واألنثى"‪ ,‬فقال‪:‬‬ ‫ي‪ ,‬فما زال‬ ‫وهللا لقد أقرأنيه هكذا رسول هللا "صلّى هللا عليه واله" وفوه إلى ف ّ‬ ‫هؤالء بي حتى كادوا يردونني عنهما‪)2(.‬‬ ‫مي‪ :‬وفيه وقرء عبد هللا‪" :‬فال إثم عليه لمن اتقى هللا"‪)3( .‬‬ ‫مر‪ :‬وفيه اثبت ابن مسعود "بسم هللا" في سورة البراءة‪)4(.‬‬ ‫مح‪ :‬الطبرسي رحمه هللا قرء ابن مسعود ‪" :‬صوافن"‪)5(.‬‬

‫مط‪:‬الطبرسي‪ :‬قرء ابن عباس والضحاك‪" :‬تبينت اإلنس إن الجن"‪.‬اآلية‪ .‬إلى إن‬

‫ْب َما لَبِثُوا ِفي‬ ‫قال ‪ ,‬وإما قوله تعالى‪﴿ :‬ت َ َبيَّنَ ِ‬ ‫ت ْال ِج ُّن أ َ ْن لَ ْو َكانُوا َي ْعلَ ُمونَ ْالغَي َ‬ ‫ين﴾ سبأ‪,14:‬هكذا هو في مصحف عبد هللا‪)6(.‬‬ ‫ْال َعذَا ِ‬ ‫ب ْال ُم ِه ِ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬محاضرات األدباء للصفهاني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,448‬الحد العشرون في الديانات والعبادات‬ ‫ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما ادعى أنه من القرآن مما ليس في المصحف وما‬ ‫ادعى أنه منه وليس فيه‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪:‬ص‪.449‬‬ ‫‪ -4‬نفس المصدر‪:‬ص‪.448‬‬ ‫‪ -5‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 7‬ص‪ ,152‬سورة الحج‪.‬‬ ‫‪ -6‬نفس المصدر‪::‬ج‪ 8‬ص‪,197‬سورة سبأ‪.‬‬ ‫ن‪ :‬الزمخشري‪ :‬قرء ابن مسعود‪" :‬الم يروا من أهلكنا"‪)1(.‬‬ ‫‪317‬‬

‫نا‪ :‬الطبرسي في مصحف عبد هللا ‪" :‬وإما اليتيم فال تكهر"‪)2( .‬‬ ‫نب‪ :‬الكشاف‪ :‬وقرء عبد هللا‪" :‬حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا " (‪)3‬‬ ‫نج‪ :‬وفيه وفي قراءة عبد هللا ‪":‬كل سفينة صالحة"‪)4(.‬‬ ‫ند‪ :‬وفيه قرء ابن مسعود‪" :‬فظن الذين كفروا"‪)5( .‬‬ ‫نه‪ :‬وفيه قرء عبد هللا بن مسعود‪" :‬ولو قطعت قلوبهم"‪)6(.‬‬ ‫نو‪ :‬وفيه قرء ابن مسعود‪" :‬ما أصلح لكم ربكم من أزواجكم"‪)7(.‬‬ ‫نز‪ :‬وفيه انه قرء‪" :‬ولي تسع وتسعون نعجة"‪ .‬انتهى‪)8(.‬‬ ‫نح‪ :‬وفيه انه قرء‪" :‬وعلى الصالة الوسطى"‪)9(.‬‬

‫نط‪ :‬وفيه انه قرء "فبئس صباح المنذرين"‪)10(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكشاف الزمخشري ‪ :‬ج‪ 4‬ص‪,14‬سورة يس‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 10‬ص‪ ,379‬سورة الضحى‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكشاف الزمخشري ‪ :‬ج‪ 3‬ص‪,227‬سورة النور‪.‬‬ ‫‪ -4‬الكشاف الزمخشري ‪ :‬ج‪ 2‬ص‪,741‬سورة الكهف‪.‬‬ ‫‪ -5‬نفس المصدر‪ :‬ص‪.749‬‬ ‫‪ -6‬نفس المصدر‪ :‬ص‪,313‬سورة التوبة‪.‬‬ ‫‪ -7‬نفس المصدر‪ :‬ج‪ 3‬ص‪,330‬سورة الشعراء‪.‬‬ ‫‪ -8‬نفس المصدر‪ :‬ج‪ 4‬ص‪,83‬سورة ص‪.‬‬ ‫‪ -9‬نفس المصدر‪ :‬ج‪ 1‬ص‪,88‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪ -10‬نفس المصدر‪ :‬ج‪ 4‬ص‪,68‬سورة الصافات‪.‬‬

‫س‪ :‬الشيخ الفقيه شاذان بن جبرائيل ألقمي في كتاب الروضة والفضائل‪,‬قال‬ ‫وباإلسناد يرفعه إلى الثقات الذين كتبوا اإلخبار‪ :‬أنهم أوضحوا ما وجدوا وبان لهم‬ ‫‪318‬‬

‫من أسماء أمير المؤمنين "ع" فله ثالثمائة اسم في القرآن‪،‬منها ما رواه باإلسناد‬

‫علَ ْينَا َج ْم َعهُ َوقُ ْرآنَهُ ﴿‪ ﴾17‬فَإِذَا‬ ‫الصحيح‪ ،‬عن ابن مسعود‪:‬قوله تعالى‪﴿ :‬إِ َّن َ‬ ‫علَ ْينَا‬ ‫علَ ْينَا بَيَانَهُ﴿‪ ﴾19‬القيامة‪,‬وقوله‪﴿ :‬إِ َّن َ‬ ‫قَ َرأْنَاهُ فَاتَّبِ ْع قُ ْرآنَهُ ﴿‪ ﴾18‬ث ُ َّم إِ َّن َ‬ ‫ى﴾ الليل‪ ,12:‬الخ‪)1(.‬‬ ‫لَ ْل ُهدَ ٰ‬

‫سا‪ :‬الشيخ الطوسي في التبيان قال وفي قراءة ابن مسعود‪" :‬أكثرهم بنو تميم ال‬ ‫يعقلون"‪)2(.‬‬

‫ي أَ ۡو َل ٰى‬ ‫سب‪ :‬الطبرسي(‪ )3‬والزمخشري(‪ )4‬روى عن ابن مسعود انه قرء‪﴿ :‬ٱلنَّ ِب ُّ‬ ‫ج ٓۥهُ أ ُ َّم ٰ َهت ُ ُه ۡ ۗم ‪-‬وهو أب لهم‪ ﴾ -‬األحزاب‪.,6:‬‬ ‫ِب ۡٱل ُم ۡؤ ِمنِينَ ِم ۡن أَنفُ ِس ِه ۡۖم َوأَ ۡز ٰ َو ُ‬ ‫وإما الثالث فلوجهين‪ :‬األول‪ :‬موافقة قراءته لقراءة أهل البيت "عليهم السالم"‪ ,‬وما‬ ‫روي عنهم لما يأتي مفصال‪ ,‬إال في قليل لم ينقل خالفه‪ ,‬ولما رواه الكليني‪ ,‬عن‬ ‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن عبد هللا بن‬ ‫فرقد والمعلى بن خنيس ‪,‬قاال‪ :‬كنا عند أبي عبد هللا "عليه السالم" ومعنا ربيعة‬ ‫الرأي‪ ,‬فذكرنا فضل القرآن‪ ,‬فقال أبو عبد هللا "عليه السالم"‪ :‬إن كان ابن مسعود‬ ‫ال يقرأ على قراءتنا فهو ضال‪ ،‬فقال ربيــــعة ‪:‬ضال؟ فقال‪ :‬نعم ضال‪ ،‬ثم قال أبو‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الروضة لشاذان ألقمي‪:‬ص‪,231‬حديث"‪ "191‬علي في ألقابه‪.‬‬ ‫‪ -2‬التبيان للطوسي‪:‬ج‪ 9‬ص‪,342‬سورة الحجرات‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان‪:‬ج‪ 8‬ص‪,122-121‬سورة األحزاب‪.‬‬ ‫‪ -4‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 3‬ص‪,523‬سورة األحزاب‪.‬‬

‫عبد هللا "عليه السالم"‪ :‬وأما نحن فنقرأ على قراءة أبي‪ )1(.‬وجه الداللة إن ابن‬ ‫مسعود ليس بضال‪ ,‬فقراءته موافقة لقراءتهم‪ ,‬إما األول‪ :‬فلما رواه الصدوق في‬ ‫‪319‬‬

‫الخصال بسنده عن عيسى بن عبد هللا العمري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي "عليه‬ ‫السالم"‪ ,‬قال‪ :‬خلقت األرض لسبعة بهم يرزقون‪ ،‬وبهم يمطرون‪ ،‬وبهم ينصرون‪:‬‬ ‫أبو ذر وسلمان والمقداد وعمار وحذيفة وعبد هللا بن مسعود‪ ،‬قال"ع"‪ :‬وأنا‬ ‫إمامهم‪ ,‬وهم الذين شهدوا الصالة على فاطمة "عليها السالم" (‪.)2‬‬

‫وما رواه فرات في تفسيره‪ ,‬عن عبيد بن كثير عنه"ع" قال‪ :‬خلقت األرض لسبعة‬ ‫إلى أخره بأدنى تفاوت‪ )3(.‬ويظهر منهما انه احد السبعة‪ ,‬فيما رواه الكشي بسنده‬ ‫عن ابن فضال‪ ،‬عن ثعلبة بن ميمون‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن أبيه عن‬ ‫جده "عليهم السالم"‪ ،‬قال‪ :‬خلقت األرض لسبعة بهم ترزقون وبهم تنصرون‬ ‫وبهم تمطرون‪ ،‬منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة رحمة هللا‬ ‫عليهم‪ ,‬وكان علي "ع" يقول‪ :‬وأنا إمامهم‪ ،‬وهم الذين صلوا على فاطمة "عليها‬ ‫السالم" (‪ .)4‬ورواه المفيد في االختصاص (‪ )5‬كما في البحار(‪ )6‬بسنده عن ابن‬ ‫الوليد عن الصفار‪ ,‬عن ابن عيسى‪ ,‬عن ابن فضال‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 634‬ح‪,27‬باب النوادر‪.‬‬ ‫‪ -2‬الخصال للصدوق‪ :‬ص‪ 361‬ح‪,50‬ما روي من طريق العامة إن األرض خلقت‬ ‫لسبعة‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير فرات الكوفي‪:‬ص‪ 570‬ح‪,5-733‬سورة الضحى‪.‬‬ ‫‪ -4‬اختيار معرفة الرجال ‪:‬ج‪1‬ص‪ 34-33‬ح‪ ,13‬قصة بيعة اإلمام علي"ع" ألبي بكر‪.‬‬ ‫‪ -5‬االختصاص للمفيد‪:‬ص‪,5‬خلقت األرض لسبعة بهم ترزقون‪.‬‬ ‫‪ -6‬بحار االنوار‪:‬ج‪ 22‬ص‪ 326‬ح‪ ,26‬باب"‪ "10‬فضائل سلمان وأبي ذر ومقداد‬ ‫وعمار‪,‬وفيه فضائل بعض أكابر الصحابة‪.‬‬

‫‪320‬‬

‫ولما رواه الكشي في ترجمة مالك االشتر‪ ,‬عن أبي ذر‪ ,‬انه قال‪ :‬اخبرني رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه وآله"‪ :‬أني أموت في أرض غربة‪ ،‬وأنه يلي غسلي‬ ‫ودفني والصالة علي رجال من أمتي صالحون‪)1(.‬‬

‫وفي رواية أالستيعاب عنه‪ :‬سمعت رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يقول لنفر أنا‬ ‫فيهم‪ :‬ليموتن رجل منكم بفالة من األرض‪ ,‬تشهده عصابة من المؤمنين‪ )2(.‬وقد‬ ‫صح في كتب السير(‪ )3‬وكتب اإلمامة في باب مطاعن الثالث‪ :‬إن من الذين شهدوا‬ ‫على جنازته عبد هللا بن مسعود وان عثمان ضربه لذلك أيضا‪)4(.‬‬

‫وفي تلخيص الشافي للشيخ الطوسي"ره" وروى محمد بن إسحاق‪ ,‬عن محمد بن‬ ‫كعب القرضي‪ :‬أن عثمان ضرب ابن مسعود أربعين سوطا في دفنه أبا ذر‪ ,‬ومن‬ ‫أراد التفصيل فليراجع الباب المذكور‪ ,‬وفي الكتاب المذكور‪ ,‬فان قيل فقد روى إن‬ ‫عبد هللا بن مسعود إنما كان يطعن عليه أي عثمان ألنه عزله‪ ,‬قيل إن عبد هللا بن‬ ‫مسعود عند كل من عرفه بخالف هذه الصورة‪ ,‬ألنه لم يكن ممن يخرج من دينه‬ ‫ويطعن في أمانته بأمر يعود إلى منفعته الدنيا‪ ,‬وان كان عزله بمن ال يشبهه في‬ ‫دين وال أمانة عيبا ال شك فيه ‪ .‬انتهى‪)5(.‬‬

‫وفيه وفي رد من زعم إن ضربه عثمان طعن عليه ال على عثمان‪ ,‬الن لإلمام‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اختيار معرفة الرجال‪:‬ج‪ 1‬ص‪,283‬ح‪,117‬فيصل القول في زرارة‪.‬‬ ‫‪ -2‬االستيعاب في معرفة األصحاب البن عبد البر‪:‬ج‪ 1‬ص‪,254‬باب حرف‬ ‫الجيم‪,‬جندب‪,‬ابن جنادة‪.‬‬ ‫‪ -3‬ينظر الطبقات الكبرى البن سعد‪:‬ج‪ 4‬ص‪,234‬الطبقة الثانية من المهاجرين‬ ‫واألنصار ممن لم يشهد بدرا ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ينظر شرح نهج البالغة البن أبي الحديد‪:‬ج‪ 3‬ص‪,44‬في ذكر المطاعن التي طعن بها‬ ‫على عثمان والرد عليها‪.‬‬ ‫‪ -5‬تلخيص الشافي للطوسي‪:‬ج‪ 4‬ص ‪, 110‬فصل في إبطال إمامة عثمان‪.‬‬ ‫‪321‬‬

‫تأديب غيره ما لفظه‪ :‬وذلك انه إنما كان طعنا فيه دون ابن مسعود! ألنه ال خالف‬ ‫بين األمة في طهارة ابن مسعود وفضله وإيمانه ومدح رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله" وثنائه عليه‪ ,‬وانه مات على الجملة المحمودة منه‪ ,‬وفي كل هذا خالف بين‬ ‫المسلمين في عثمان‪ .‬انتهى‪)1(.‬‬

‫وفي أمالي الصدوق‪ :‬عن مسروق‪ ،‬قال‪ :‬بينا نحن عند عبد هللا بن مسعود نعرض‬ ‫مصاحفنا عليه‪ ،‬إذ يقول له فتى شاب‪ :‬هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده‬ ‫خليفة؟ قال‪ :‬إنك لحدث السن‪ ،‬وإن هذا الشئ ما سألني عنه أحد قبلك‪ ،‬نعم عهد‬ ‫إلينا نبينا "صلى هللا عليه وآله"‪ ,‬أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة‪،‬عدد نقباء بني‬ ‫إسرائي‪ )2(.‬وله في هذا المعنى إخبار كثيرة ويأتي عن الخصال(‪ :)3‬انه من أالثني‬ ‫عشر الذين أنكروا على أبي بكر خالفته‪ ,‬ويأتي عن االستغاثة‪ :‬انه استشهد‬ ‫المهاجرين واألنصار على إن النبي "صلى هللا عليه واله" قال‪ :‬رضيت ألمتي ما‬ ‫رضي لها ابن أم عبد‪ ,‬فشهدوا جميعا بذلك‪ )4(.‬ورواه الفضل بن شاذان في‬ ‫اإليضاح(‪ )5‬عن العامة من غير حكاية االستشهاد‪.‬وفي تنبيه الغافلين لبعض‬ ‫علمائنا المعاصرين للشيخ الطبرسي وأمثاله عن أبي الدرداء‪ ,‬قال‪ :‬العلماء ثالثة‪,‬‬ ‫رجل بالشام يعني نفسه‪ ,‬ورجل بالكوفة يعني عبد هللا بن مسعود‪ ,‬ورجل بالمدينة‬ ‫يعني علي بن أبي طالب"عليه السالم"‪ .‬فالذي بالشام يسأل الذي بالكوفة‪ ,‬والذي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تلخيص الشافي للطوسي‪:‬ج‪ 4‬ص ‪, 111‬فصل في إبطال إمامة عثمان‪.‬‬ ‫‪ -2‬االمالي للصدوق‪:‬ص‪,386‬ح‪,4-495‬عدد خلفاء رسول هللا"ص"‪.‬‬ ‫‪ -3‬الخصال للصدوق‪:‬ص‪,464-461‬الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخالفة‪.‬‬ ‫‪ -4‬وفق تتبعي لم أقف على ذلك في كتاب االستغاثة ألبي القاسم الكوفي‪.‬‬ ‫‪ -5‬اإليضاح ‪:‬ص‪ , 224‬بعض ما ورد عن النبي في ابي وابن مسعود‪ ,‬بدون االستشهاد كما‬ ‫قال المصنف‪ ,‬ولكن االستشهاد ورد في ص‪,57‬منهم عبد هللا بن مسعود الصحابي‪.‬‬ ‫‪322‬‬

‫بالكوفة يسأل الذين بالمدينة‪ ،‬والذي بالمدينة ال يسأل أحدا‪ )1(.‬وفيه عن أبن‬ ‫مسعود‪ :‬لو علم احد اعلم بكتاب هللا مني ألتيته‪ ,‬قيل يا أبا عبد الرحمن فعلي‬ ‫"عليه السالم" قال‪ :‬أولم أته‪ )2(.‬نعم لم يظهر من اإلخبار انقطاعه إلى مواله "ع"‬ ‫كغيره ممن ذكر معه في تلك اإلخبار‪ ,‬بل كان مخالطا للقوم في الظاهر‪ ,‬لكنه غير‬ ‫مناف لما أردنا إثباته لما مضى ويأتي عن الغارات‪ ,‬وإما الثاني فواضح إذ تحصل‬ ‫من تلك اإلخبار قضية صورتها هكذا‪ :‬إن كان ابن مسعود ال يقرأ على قراءتهم‬ ‫فهو ضال‪ ,‬لكنه ليس بضال‪ ,‬فهو يقرأ على قراءتهم‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬أمر النبي "صلى هللا عليه واله" يأخذ القران عنه والقراءة عليه ويلزمه‬ ‫صحة ما كان عنده‪ ,‬لما رواه الشيخ في تلخيص الشافي عن النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله" انه قال‪ :‬من سره إن يقرأ القران غضا كما انزل فليقرأ عل قراءة ابن أم‬ ‫عبد‪ )3( .‬وتقديم قريب منه عن الحضيني ونقله الشيخ فضل بن شاذان في‬ ‫اإليضاح(‪ )4‬وله طرق في كتب المخالفين(‪)5‬‬

‫ويؤيد ذلك ما في كتاب الغارات للشيخ إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ,‬بإسناده عن أبي‬ ‫عمرو الكندي‪ ,‬قال‪ :‬كنا ذات يوم عند علي "عليه السالم" فوافق الناس منه طيب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر غاية المرام للبحراني‪:‬ج‪ 5‬ص‪ ,201‬الباب الخامس والعشرون في غزارة‬ ‫علم أمير المؤمنين"ص" وسعته من طريق العامة‪ ,‬نقال عن مناقب أمير المؤمنين‬ ‫البن المغازلي‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 6‬ص‪,54‬سورة الرعد‪.‬‬ ‫‪ -3‬تلخيص الشافي للطوسي‪:‬ج‪ 4‬ص ‪, 106‬فصل في إبطال إمامة عثمان‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإليضاح ص‪,223‬بعض ما ورد عن النبي في أبي وابن مسعود‪.‬‬ ‫‪ -5‬ينظر تاريخ دمشق البن عساكر‪:‬ج‪ 33‬ص‪ ,103‬حرف العين عبد هللا بن مسعود ابن‬ ‫غافل بن حبيب بن شمخ بن فاد بن مخزوم ابن صاهلة بن‪ ,‬المعجم‬ ‫الكبيرللطبراني‪:‬ج‪ 9‬ص‪ 67‬ح‪,8415‬باب العين‪ ,‬مصنف ابن شيبة‪:‬ج‪ 6‬ص‪139‬‬ ‫ح‪,30133‬كتاب فضائل القران‪,‬ممن يؤخذ القران‪.‬‬ ‫‪323‬‬

‫نفس ومزاح‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك‪ ،‬قال"ع"‪ :‬عن أي‬ ‫أصحابي تسألون ؟ قالوا عن أصحاب محمد "صلى هللا عليه وآله" فقال"ع"‪ :‬كل‬ ‫أصحاب محمد"ص" أصحابي‪ ،‬فعن أيهم تسألونني ؟ قالوا‪ :‬عن الذين رأيناك‬ ‫تلطفهم بذكرك وبالصالة عليهم دون القوم‪ ،‬قال"ع"‪ :‬عن أيهم؟ قالوا‪ :‬حدثنا‬ ‫عن عبد هللا بن مسعود‪ ،‬قال"ع"‪ :‬قرأ القرآن وعلم السنة وكفى بذلك‪ ،‬قالوا‪ :‬فوهللا‬ ‫ما درينا بقوله‪ :‬وكفى بذلك‪ ،‬كفى بقراءة القرآن وعلم السنة أم كفى بعبد هللا‪)1(.‬‬

‫وروى الصدوق في االمالي‪ ,‬بسنده عن المسيب بن نجية‪ ,‬عن علي"ع" انه قيل له‬ ‫حدثنا عن أصحاب محمد "صلى هللا عليه واله" حدثنا عن أبي ذر‪ ,‬إلى إن قال‪:‬‬ ‫فعن عبد هللا بن مسعود قال‪ :‬قرء القران فبرك عنده وفي نسخة ‪ :‬فنزل عنده‪)2( .‬‬

‫فأما الرابع‪ :‬فهي أمور ينبغي التنبيه عليها األول‪ :‬انه قد صح عن ابن مسعود انه‬ ‫أنكر كون المعوذتين والحمد من القران وأسقطها من مصحفه‪ ,‬بل كان يحكها من‬ ‫المصاحف‪,‬‬

‫فروى‬

‫علي‬

‫بن‬

‫إبراهيم‬

‫في‬

‫تفسيره‪,‬‬

‫عن علي بن‬

‫الحسين‪ ,‬عن البرقي‪ ,‬عن علي ابن الحكم‪ ,‬عن سيف بن عميرة‪ ,‬عن أبي بكر‬ ‫الحضرمي‪ ,‬قال‪ :‬قالت ألبي جعفر "عليه السالم"‪ :‬إن ابن مسعود كان يمحو‬ ‫المعوذتين من المصحف‪ ,‬فقال‪ :‬كان أبي يقول إنما فعل ذلك ابن مسعود برأيه‪,‬‬ ‫وهما من القرآن‪)3(.‬‬

‫وفي طب األئمة ألبي غياث ‪ ,‬والحسين بن بسطام ‪ ,‬عن إبراهيم البيطار ‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الغارات للثقفي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,177‬في كالم علي"ع" في وصف جماعة من أصحاب النبي‬ ‫وجوابه ألسئلة ابن الكواء‪.‬‬ ‫‪ -2‬االمالي للصدوق‪:‬ص ‪ 324‬ح‪,9/377‬صفة أصحاب رسول هللا "ص"‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,450‬سورة الفلق‪.‬‬

‫‪324‬‬

‫حدثنا محمد بن عيسى ‪ ,‬عن يونس بن عبد الرحمن‪ ,‬ويقال‪ :‬يونس المصلى لكثرة‬ ‫صالته‪ ,‬عن ابن مسكان‪ ,‬عن زرارة‪ ,‬عن أبي عبد هللا الصادق "ع"‪ ,‬انه سئل عن‬ ‫المعوذتين أهما من القرآن ؟فقال الصادق "عليه السالم" نعم‪ ,‬هما من القرآن ‪,‬‬ ‫فقال الرجل‪ :‬إنهما ليستا من القرآن في قراءة بن مسعود وال في مصحفه! فقال أبو‬ ‫عبد هللا "عليه السالم" أخطأ ابن مسعود‪ ,‬أو قال ‪:‬كذب ابن مسعود هما‬ ‫من القرآن‪)1(.‬‬

‫وفي اإلتقان عن ابن حجر في شرح البخاري‪:‬أخرج أحمد‪ ,‬وابن حبان عنه‪ ,‬أنه‬ ‫كان ال يكتب المعوذتين في مصحفه‪ .‬وأخرج عبد هللا بن أحمد في زيادات المسند‪,‬‬ ‫والطبراني وابن مردويه من طريق األعمش‪ ,‬عن أبي إسحاق‪ ,‬عن عبد الرحمن‬ ‫بن يزيد النخعي‪ ,‬قال‪ :‬كان عبد هللا بن مسعود يحك المعوذتين من مصاحفه‬ ‫ويقول‪ :‬إنهما ليستا من كتاب هللا‪ .‬وأخرج البزار والطبراني من وجه آخر عنه‪,‬‬ ‫أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول‪ :‬إنما أمر النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله" أن يتعوذ بهما‪ )2(.‬وتقدم المقدمة األولى في ترتيب سور مصحفه‪ ,‬انه لم يكن‬ ‫فيه الحمد‪ ,‬وإذا كان مصحفه كذلك فكيف يمكن تصحيح قراءته! ويجوز أمر النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله" بأخذ القران عنه؟‪.‬‬ ‫الجواب‪ :‬إن عدم وجود بعض السور بل بعض اآليات أيضا في مصحفه ال يضر‬ ‫بالموجود‪ ,‬وال يصير سببا للوهن فيه‪ ,‬كما يأتي بيان ذلك في الجواب عما ربما‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬طب األئمة البن سأبور الزيات‪:‬ص‪,114‬في المعوذتين‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,271‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬

‫‪325‬‬

‫يقال‪ :‬إن النقصان في القران الموجود موجب لسقوط اعتباره‪ ,‬وعدم جواز التمسك‬ ‫به‪ ,‬بل نظير هذا وارد على الجميع‪ ,‬فانه ال خالف ظاهرا في جواز القراءة بأحد‬ ‫القراءات السبع‪ ,‬والتمسك بها سواء قلنا بتواتر كلها أو واحد منهما أو لم نقل به‪,‬‬ ‫مع إن البسملة ليست في قراءة حمزة‪ ,‬وقراءة البصرة والشام والمدينة إال قالون‪,‬‬ ‫ولم يجوز احد من األصحاب تركها‪ ,‬مع تجويزهما القراءة بقراءة من أسقطها‪ ,‬ولم‬ ‫يظهر منهم الطعن عليه‪ ,‬لعدم اشتمال قراءتها عليها‪ ,‬ومما ذكرنا ظهر إن عدم‬ ‫موافقة ترتيب مصحفه لترتيب مصحف أمير المؤمنين"ع" الذي هو األصل‬ ‫والميزان في معرفة التام والتناقض‪ ,‬غير مضر بالمطلوب‪ ,‬وربما ينكر نسبته ما‬ ‫ذكر إليه‪.‬‬ ‫قال في اإلتقان‪ ,‬قال النووي في شرح المهذب‪ :‬أجمع المسلمون على أن المعوذتين‬ ‫والفاتحة من القرآن‪ ,‬وأن من جحد منها شيئا كفر‪ ,‬وما نقل عن ابن مسعود باطل‬ ‫ليس بصحيح‪)1(.‬‬

‫وقال أبن حزم في المحلى‪ :‬هذا كذب على اب ِْن َم ْسعُو ٍّد وموضوع وإنما صح َع ْنه ُ‬ ‫ع ْن زر عنه َوفِي َها المعوذتان والفاتحة‪)2(.‬‬ ‫اص ٍّم َ‬ ‫قِ َرا َءة ُ َع ِ‬ ‫وفيه إن إنكار ذلك بعد إخبار الصادقين"ع" بخالفه مما ال يصغى إليه‪ ,‬بل صحح‬ ‫السيوطي إسناد ما مر بطرقهم‪ ,‬وقال ابن حجر‪ :‬قد صح عن ابن مسعود إنكار‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,271‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬ ‫‪ -2‬المحلى باآلثار البن حزم األندلسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,32‬كتاب التوحيد‪َ ,‬مسْأَلَة"‪ "21‬ا ْلقُ ْرآن‬ ‫َك َالم َّ‬ ‫ع َلى قَ ْلب نبيه ُم َح َّمد‪.‬‬ ‫اَّلل ووحيه أنزله َ‬

‫‪326‬‬

‫ذلك‪ ,‬وقال البزاز‪ :‬لم يتابع ابن مسعود على ذلك أحد من الصحابة وقد صح أنه‬ ‫صلى هللا عليه قرأ بهما في الصالة‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬فقول من قال إنه كذب عليه‬ ‫مردود والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند ال يقبل‪,‬ثم نقل عن بعضهم‬ ‫العذر فيما فعله بما ال يوجب الطعن فيه وان اخطأ فيه وال حاجة إلى نقله بعد ما‬ ‫مر‪)1(.‬‬

‫الثاني‪ :‬إن تلك الزيادات واالختالفات ال تجوز إن تكون من باب منسوخ التالوة‬ ‫وال من باب تعدد القراءات! إما األول‪ :‬فلبطالن أصله أوال‪ ,‬وعدم الدليل على‬ ‫وقوع ذلك في المقام ثانيا‪ ,‬ومنافاته لعد ضرب عثمان إياه المتناعه من تسليم‬ ‫مصحفه من مطاعنه كما اشرنا إليه ثالثا‪ ,‬ووجود عدم الدليل على عدم كونها منه‬ ‫رابعا‪ ,‬وهو ما ذكرنا من مطابقة أكثر تلك القراءات لقراءة أهل البيت "عليهم‬ ‫السالم"‪,‬وما في اإلتقان عن أبي عبيدة بسنده عن ابن مسعود قال‪ :‬جردوا القران‬ ‫وال تخلطوه بشيء‪)2(.‬‬

‫وما رواه شيخ الطائفة في تلخيص الشافي للسيد"ره"‪ ,‬عن ابن عباس رحمه هللا‪,‬‬ ‫انه قال‪ :‬قراءة ابن أم عبد هي القراءة األخيرة‪ ,‬إن رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله" يعرض عليه القران في كل سنة في شهر رمضان‪ ,‬فلما كان العام الذي‬ ‫توفى"ص" فيه عرض عليه مرتين‪ ,‬فشهد عبد هللا ابن مسعود ما نسخ منه وما بدل‬ ‫فهي القراءة األخيرة‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,272-271‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس‬ ‫والسادس والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع‬ ‫والمدرج‪,‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 4‬ص‪ ,184‬النوع السادس والسبعون‪ :‬في مرسوم الخط وآداب‬ ‫كتابته‪.‬‬ ‫‪ -3‬تلخيص الشافي للطوسي‪:‬ج‪ 4‬ص ‪, 106‬فصل في إبطال إمامة عثمان‪.‬‬ ‫‪327‬‬

‫وهذا الخبر وان كان مردودا عندنا كما تقدم في الدليل الثالث‪ ,‬ونقله السيد أيضا من‬ ‫طريقهم‪ ,‬للرد عليهم في ترك أئمتهم قراءته واختيارهم قراءة زيد‪ ,‬إال انه حجة‬ ‫على من اعتقد ووجود أصله بمثل هذا الخبر‪ ,‬إذ مر انه لم يرد من طرقنا ما يدل‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫وإما الثاني‪ :‬فلبطالن القول بتعدد القراءات كما يأتي‪ ,‬بل لو قيل بتعددها حتى فيما‬ ‫لو اشتمل بعضها على كلمة أو أية‪ ,‬ارتفع الخالف من أصله‪ ,‬بل هو رجوع إلى‬ ‫القول بالنقيصة كما ال يخفى وقد اعترف به شارح الوافية أيضا فراجع‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬الظاهر إن اختياره "عليه السالم" قراءة أبي الشتماله على أكثر مما‬ ‫اشتمله مصحف عبد هللا مما كان في مصحف جده "عليه السالم" كما يأتي ال‬ ‫لوهن في مصحفه كما ربما يتراءى‪ ,‬وإال فمصحف أبي مثله في تلك الجهة بالنسبة‬ ‫إلى مصحفه "عليهم السالم" فال تغفل‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬اإلخبار المتقدمة وان كان أكثرها ضعافا‪ ,‬إال إن المقصود ليس التمسك‬ ‫بآحادها‪ ,‬بل بمجموعها المشتملة على ما هو المعتبر عندنا المؤيد بغيره السليم عما‬ ‫يقبل للمعارضة‪ ,‬إلثبات وجود الزيادة فيه مما ال توجد في الموجود‪ ,‬بل ال يبعد‬ ‫دعوى حصول القطع منها بذلك‪ ,‬فال حاجة إلى مالحظة آحادها وكون بعضها من‬ ‫طرق العامة لعله انجح للمطلوب‪ ,‬بعد ما تقرر إن تطرق النقص في الموجود من‬ ‫سوء صنيع سلفهم‪ ,‬فان إخبار شخص بخبر له داع إلى كتمانه قرينته على كثرة‬ ‫وضوحه‪ ,‬وإباءه عن اإلخفاء وشاهد على إن أهلل تعالى صرف قلبه عما أراد إلنفاذ‬ ‫ما يريده من تبين الحق لمن كان له قلب أو القي السمع وهو شهيد‪.‬‬

‫‪328‬‬

‫فائدة‪:‬‬ ‫عبد هللا هذا هو ابن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فاد بن مخزوم بن‬ ‫صاهل بن كاهل بن الحارث بن تميم بن غانم بن(‪ )1‬سعد بن هذيل بن مدركة بن‬ ‫إلياس بن مضر جد النبي صلى هللا عليه واله ‪ ,‬وأمه أم عبد بنت(‪ )2‬الحارث بن‬ ‫زهرة ‪ ,‬كنيته أبو عبد الرحمن‪ ,‬أسند عن النبي "صلى هللا عليه واله" نيفا‬ ‫وثالثمائة حديث على ما ضبطه المخالفون‪ ,‬كان رجال نحيفا قصيرا يكاد الجلوس‬ ‫يواريه من قصره ‪ ,‬وهو من السابقين وصاحب الهجرتين ومصلي القبلتين ‪,‬‬ ‫وكان على قضاء الكوفة زمن عمر‪ ,‬ثم رجع إلى المدينة إلى أن ضربه عثمان في‬ ‫خالفته‪.‬‬ ‫وفي تلخيص الشافي‪ :‬وبلغ من إصرار عبد هللا لمظاهرته ‪-‬أي عثمان‪ -‬أنه قال‬ ‫لما حضره الموت‪ :‬من يتقبل مني وصية أوصيه بها على ما فيها ؟ فسكت القوم‬ ‫وعرفوا الذي يريده! فأعادها‪ ,‬فقال عمار بن ياسر‪ :‬أنا أقبلها‪ ,‬فقال ابن مسعود‪ :‬ال‬ ‫يصلي علي عثمان‪ ,‬قال‪ :‬ذلك لك‪ ,‬فيقال‪ :‬أنه لما دفن جاء عثمان منكرا لذلك فقال‬ ‫له قائل‪ :‬إن عمارا ولي األمر‪ ,‬فقال لعمار‪ :‬ما حملك على أن تؤذ نني ؟ فقال إنه‬ ‫عهد إلي أال أؤذنك ‪ ,‬فوقف على قبره وأثنى عليه ثم انصرف‪ ,‬وهو يقول‪ :‬رفعتم‬ ‫أيديكم عن خير من بقي ‪ ,‬فتمثل الزبير بقول الشاعر ‪:‬‬ ‫وفي حياتي ما زودتني زادي‬

‫ألعرفنك بعد الموت تندبني‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬قطع عند ص‪ 168‬من نسخة إلف وأتممتها من نسخة باء‪.‬‬ ‫ارث بْن تميم ابن سعد بْن‬ ‫‪َ " -2‬‬ ‫عبْد ود بْن سواء بْن قريم بْن صاهلة بْن كاهل بْن ْال َح ِ‬ ‫هذيل‪ .‬وأمها هند ِب ْنت" سقط كم المصنف واخذ من مصدر طبقات بن‬ ‫سعد‪:‬ج‪3‬ص‪ ,111‬في القول في الطبقة األولى وهم البدريون من المهاجرين‬ ‫واألنصار‪,‬ومن حلفاء بني زهرة بن كالب من قبائل العرب‪.‬‬ ‫‪329‬‬

‫ولما مرض ابن مسعود مرضه الذي مات فيه أتاه عثمان عائدا فقال‪ :‬ما تشتكي ؟‬ ‫قال‪ :‬ذنوبي‪ ,‬فقال‪ :‬فما تشتهي ؟ قال‪ :‬رحمة ربي ‪ ,‬قال‪ :‬أال أدعو لك طبيبا ؟ قال‬ ‫‪ :‬الطبيب أمرضني ‪ ,‬قال ‪ :‬أفال آمر لك بعطاء ؟ قال‪ :‬منعتنيه وأنا محتاج إليه‬ ‫وتعطينيه وأنا مستغن عنه ؟ قال‪ :‬يكون لولدك‪ ,‬قال‪ :‬رزقهم على هللا ‪ ,‬قال ‪:‬‬ ‫استغفر لي يا أبا عبد الرحمن‪ ,‬قال ‪ :‬أسأل هللا أن يأخذ لي بحقك‪ .‬انتهى‪ )1(.‬توفي‬ ‫سنة اثنتين وثالثين وهو ابن تسع وستين سنة ودفن بالبقيع ‪)2( .‬‬

‫الدليل‬

‫السادس(‪)3‬‬

‫إن هذا المصحف غير شامل لتمام ما في مصحف أبي بن كعب فيكون غير شامل‬ ‫لتمام ما نزل إعجازا لصحة ما مصحف أبي واعتباره ‪.‬‬ ‫أما األول ‪ :‬فيدل عليه جملة من األخبار ‪:‬‬ ‫أ‪ :‬الشيخ الطبرسي في مجمع البيان‪ ,‬عن تفسير الثعلبي‪ ,‬بإسناده عن حبيب بن أبي‬ ‫ثابت‪ ,‬قال‪ :‬أعطاني ابن عباس مصحفا‪ ,‬فقال هذا على قراءة أبي‪ ,‬فرأيت في‬

‫المصحف ﴿فَ َما ا ْست َ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن ‪-‬إلى أجل مسمى‪﴾-‬‬

‫النساء‪)4(.24:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الشافي في اإلمامة للشريف المرتضى‪:‬ج‪ 4‬ص‪.281-280‬‬ ‫‪ -2‬طبقات بن سعد‪:‬ج‪3‬ص‪ ,111‬طبقات الكوفيين‪ ,‬تسمية من نزل الكوفة من أصحاب‬ ‫رسول هللا "ص" ومن كان بها بعدهم من التابعين وغيرهم من أهل الفقه‬ ‫والعلم "‪"1826‬عبد هللا بن مسعود‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدليل السادس بتمامه أخذناه من نسخة باء لفقدان صحائفه من نسخة إلف‪.‬‬ ‫‪ -4‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,61‬تفسير سورة النساء‪.24:‬‬

‫‪330‬‬

‫ب‪:‬الرازي في تفسيره(‪ ,)1‬والنيشابوري(‪ :)2‬روي أن أبي بن كعب كان يقرأ ﴿فَ َما‬ ‫ور ُه َّن ﴾ النساء‪,24:‬وبه قرأ‬ ‫ا ْست َ ْمتَ ْعت ُ ْم بِ ِه ِم ْن ُه َّن ‪-‬إلى أجل مسمى‪ -‬فَآتُو ُه َّن أ ُ ُج َ‬ ‫ابن عباس أيضا‪ ,‬والصحابة ما أنكروا عليهما فكان إجماعا‪.‬‬ ‫ج‪ :‬الصدوق في العيون(‪ )3‬واألمالي(‪ )4‬بسنده المتقدم عن الرضا "عليه السالم" ‪:‬‬ ‫ك ْاأل َ ْق َربِينَ ‪ -‬ورهطك المخلصين‪-‬‬ ‫ِيرتَ َ‬ ‫أن في قراءة أبي بن كعب‪َ ﴿:‬وأَ ْنذ ِْر َ‬ ‫عش َ‬ ‫﴾‪.‬الشعراء‪.214:‬‬

‫د‪ :‬السيوطي في اإلتقان‪ :‬نقل عن مصحف أبي ‪ِ ﴿ :‬إ ْن ت ُ َع ِذّ ْب ُه ْم فَإِنَّ ُه ْم ِعبَاد َُك ۖ َو ِإ ْن‬ ‫ت ‪-‬الغفور الرحيم‪ ﴾-‬المائدة‪ ,118:‬وبها قرأ ابن شنبوذ‪)5(.‬‬ ‫تَ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم َفإِنَّ َك أَ ْن َ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬التفسير الكبير‪:‬ج‪ 10‬ص‪,43‬سورة النساء‪.24:‬‬ ‫‪ -2‬تفسير غرائب القران ورغائب الفرقان للنيسابوري‪:‬ج ص‪,393‬سورة النساء‪.24:‬‬ ‫‪ -3‬االمالي للصدوق‪,617:‬المجلس التاسع والسبعون‪.‬‬ ‫‪ -4‬عيون إخبار الرضا للصدوق‪:‬ج‪ 2‬ص‪,209‬باب"‪ "23‬ذكر مجلس الرضا"ع" مع‬ ‫المأمون في الفرق بين العترة واألمة‪,‬في اآليات االثنى عشر الدالة على أفضلية‬ ‫العترة‪.‬‬ ‫‪ -5‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,352‬النوع التاسع والخمسون‪,‬في فواصل اآليات‪ ,‬أقول‪:‬‬ ‫هنالك مالحظة مهمة جديرة بذكرها حيث قال السيوطي بعد الخبر‪ :‬فَإ ِ َّن قَ ْولَهُ" ‪َ :‬وإِ ْن‬ ‫يم " َو َكذَا نُ ِقلَ ْ‬ ‫ص َح ِ‬ ‫ت َع ْن ُم ْ‬ ‫ور َّ‬ ‫ضي أ َ ْن ت َ ُكونَ ْالفَ ِ‬ ‫ت َ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم "يَ ْقت َ ِ‬ ‫اصلَةُ" ْالغَفُ َ‬ ‫ي ٍّ‬ ‫ف أ ُ َب ّ‬ ‫الر ِح َ‬ ‫ْس فَ ْوقَهُ‬ ‫َو ِب َها قَ َرأ َ اب ُْن َ‬ ‫ش ْنبُوذَ َوذ ُ ِك َر فِي ِح ْك َمتِ ِه أَنَّهُ َال َي ْغ ِف ُر ِل َم ْن ا ْست َ َح َّق ْال َعذَ َ‬ ‫اب ِإ َّال َم ْن لَي َ‬ ‫ض ُع ال َّ‬ ‫علَ ْي ِه ُح ْك َمهُ َف ُه َو ْالعَ ِز ُ‬ ‫ش ْي َء فِي َم َح ِلّ ِه‬ ‫يز أَي ِ ْالغَا ِل ُ‬ ‫ب َو ْال َح ِكي ُم ُه َو الَّذِي يَ َ‬ ‫أ َ َحد ٌ َي ُردُّ َ‬ ‫َار ٌج َع ْن َها‬ ‫ض ال ُّ‬ ‫ض َعفَ ِ‬ ‫اء فِي بَ ْع ِ‬ ‫علَى َب ْع ِ‬ ‫َوقَ ْد يَ ْخ َفى َو ْجهُ ْال ِح ْك َم ِة َ‬ ‫ض ْاأل َ ْف َعا ِل فَيَتَ َو َّه ُم أَنَّهُ خ ِ‬ ‫ي َو ِإ ْن ت َ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم َم َع ا ْستِ ْحقَاقِ ِه ُم‬ ‫ف ِب ْال َح ِك ِيم ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْس َكذَ ِل َك فَ َكانَ فِي ْال َو ْ‬ ‫احتِ َر ٌ‬ ‫اس َح َ‬ ‫س ٌن أ َ ْ‬ ‫َولَي َ‬ ‫علَي َْك ِأل َ َح ٍّد ِفي ذَ ِل َك َو ْال ِح ْك َمةُ ِفي َما فَ َع ْلتَهُ‪.‬‬ ‫ض َ‬ ‫ْال َعذَ َ‬ ‫اب فَ َال ُم ْعت َ َر َ‬

‫‪331‬‬

‫هـ‪ :‬الطبرسي رحمه هللا ‪ :‬وفي قراءة أبي‪":‬التائبين العابدين" بالياء إلى آخرها‪)1(.‬‬

‫و‪ :‬الطبرسي‪ :‬روي عن ابن عباس‪" :‬أكاد أخفيها من نفسي" وهي كذلك في قراءة‬ ‫أبي ‪)2(.‬‬ ‫ز‪ :‬الطبرسي‪ :‬قرأ أبي‪":‬حطب جهنم"‪)3(.‬‬

‫ي أَ ْو َل ٰى‬ ‫ح‪ :‬روي عن أبي‪ ,‬وابن مسعود‪ ,‬وابن عباس‪ ,‬أنهم كانوا يقرؤون‪﴿ :‬النَّ ِب ُّ‬ ‫جهُ أ ُ َّم َهات ُ ُه ْم ‪ -‬وهو أب لهم‪ ﴾-‬األحزاب‪ ,6:‬وكذلك‬ ‫ِب ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِم ْن أَ ْنفُ ِس ِه ْم ۖ َوأَ ْز َوا ُ‬ ‫هو في مصحف أبي‪)4(.‬‬ ‫ط‪ :‬الطبرسي ‪ :‬قرأ أبي بن كعب "يا حسرة العباد"‪)5(,‬‬ ‫ي‪ :‬الطبرسي‪ :‬روي عن أبي بن كعب أنه قرأ ‪" :‬فامضوا إلى ذكر هللا"‪)6(.‬‬ ‫يا‪ :‬الطبرسي ‪ :‬روي عن أبي بن كعب ‪" :‬فطلقوهن في قبل لعدتهن "‪)7(.‬‬

‫يب‪ :‬السيوطي في اإلتقان ‪ :‬وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنتا عشرة سورة‪,‬‬ ‫ألنه لم يكتب المعوذتين‪ ,‬وفي مصحف أبي ست عشرة‪ ,‬ألنه كتب في آخره‬ ‫سورتي الحفد والخلع ‪,‬أخرج أبو عبيد عن ابن سيرين‪ ,‬قال‪ :‬كتب أبي بن كعب في‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪5‬ص‪,128‬سورة التوبة‪.112:‬‬ ‫‪ -2‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪7‬ص‪,13‬سورة طه‪.15:‬‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي ‪:‬ج‪ 7‬ص‪,113‬سورة األنبياء‪.98:‬‬ ‫‪ -4‬مجمع البيان للطبرسي ‪:‬ج‪ 8‬ص‪,122-120‬سورة األحزاب‪.6:‬‬ ‫‪ -5‬مجمع البيان للطبرسي ‪:‬ج‪ 8‬ص‪,267‬سورة يس‪.30:‬‬ ‫‪ -6‬مجمع البيان للطبرسي ‪:‬ج‪ 10‬ص‪,13‬سورة الجمعة‪.13:‬‬ ‫‪ -7‬مجمع البيان للطبرسي ‪:‬ج‪ 10‬ص‪,37‬سورة الطالق‪.1:‬‬

‫‪332‬‬

‫مصحفه‪,‬فاتحة الكتاب والمعوذتين و اللهم إنا نستعينك‪ ..‬الخ ‪ ,‬و اللهم إياك نعبد‪)1(.‬‬

‫يج‪ :‬وفيه ‪ ,‬قال ابن الضريس‪ ,‬أنبأنا أحمد بن جميل المروزي‪ ,‬عن عبد هللا بن‬ ‫المبارك‪ ,‬أنبأنا األجلح‪ ,‬عن عبد هللا بن عبد الرحمن‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬في مصحف‬ ‫ابن عباس‪ ,‬قراءة أبي‪ ,‬وأبي موسى‪" :‬بسم هللا الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك‬ ‫ونستغفرك ونثني عليك الخير‪ ,‬وال نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك‪ ,‬وفيه اللهم‬ ‫إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن‬ ‫عذابك بالكفار ملحق"‪)2( .‬‬

‫يد‪ :‬وفيه ‪ ,‬أخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصالة‪ ,‬عن أبي بن كعب أنه‬ ‫كان يقنت بالسورتين‪ ,‬فذكرهما وأنه كان يكتبهما في مصحفه‪)3(.‬‬

‫يه‪ :‬وعن در المنثور‪ ,‬قال ابن الضريس في فضائله‪ :‬أخبرنا موسى بن إسماعيل‪,‬‬ ‫أنبأنا حماد قال‪ :‬قرأنا في مصحف أبي بن كعب‪ :‬اللهم إنا نستعينك ونستغفرك‬ ‫ونثني عليك الخير وال نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك الخ‪)4(.‬‬

‫يو‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج محمد بن نصر‪ ,‬عن ابن إسحاق‪ ,‬قال‪ :‬قرأت في مصحف أبي بن‬ ‫كعب بالكتاب األول العتيق‪ :‬بسم هللا الرحمن الرحيم قل هو هللا أحد إلى آخرها‪,‬‬ ‫بسم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,226‬النوع التاسع عشر‪ :‬في عدد سوره وآياته وكلماته‬ ‫وحروفه‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,227‬النوع التاسع عشر‪ :‬في عدد سوره وآياته وكلماته‬ ‫وحروفه‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,227‬النوع التاسع عشر‪ :‬في عدد سوره وآياته وكلماته‬ ‫وحروفه‪.‬‬ ‫‪ -4‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 8‬ص‪,695‬تفسير سورة الناس‪.‬‬ ‫‪333‬‬

‫هللا الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق إلى آخرها‪ ,‬بسم هللا الرحمن الرحيم قل‬ ‫أعوذ برب الناس إلى آخرها‪ ,‬بسم هللا الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك‬ ‫ونثني عليك الخير وال نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك‪ ,‬بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى‬ ‫عذابك إن عذابك بالكفار ملحق الخ‪)1(.‬‬

‫يز‪ :‬وعنه ‪ ,‬وأخرج محمد بن نصر عن الشعبي‪ ,‬قال‪ :‬قرأت أو حدثني من قرأ في‬ ‫بعض مصاحف أبي بن كعب هاتين السورتين‪ :‬اللهم إنا نستعينك‪ ,‬واألخرى بينهما‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ,‬قبلهما سورتان من المفصل‪ ,‬وبعدهما سور من‬ ‫المفصل‪)2(.‬‬

‫يح‪ :‬وفي اإلتقان‪ ,‬أخرج ابن أشتة في المصاحف‪ ,‬عن محمد بن يعقوب‪ ,‬عن أبي‬ ‫داود عن أبي جعفر الكوفي‪ ,‬قال‪ :‬هذا تأليف مصحف أبي ‪,‬وساق كما مر إلى قوله‪:‬‬ ‫ثم العصر‪ ,‬ثم الخلع‪ ,‬ثم الحفد‪ ,‬ثم ويل لكل‪ .‬الخبر ‪ ,‬وفيه‪ ,‬أنه كتب أول الزمر‬ ‫حم‪ )3(,‬قلت ‪ :‬ويأتي لهاتين السورتين طرق أخر ‪.‬‬ ‫يط‪ :‬الحاكم في المستدرك‪ ,‬كما حكي عنه عن أبي إدريس‪ ,‬عن أبي بن كعب‬

‫رضي هللا عنه‪ ,‬انه كان يقرأ‪ِ ﴿ :‬إ ْذ َج َع َل الَّذِينَ َكفَ ُروا فِي قُلُوبِ ِه ُم ْال َح ِميَّةَ َح ِميَّةَ‬ ‫ْال َجا ِه ِليَّ ِة ‪ -‬ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام‪ -‬فَأ َ ْنزَ َل َّ‬ ‫علَ ٰى‬ ‫س ِكينَتَهُ َ‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫سو ِل ِه﴾ الفتح‪)4( ,26:‬‬ ‫َر ُ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 8‬ص‪,697‬تفسير سورة الناس‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 8‬ص‪,697‬تفسير سورة الناس‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,223-222‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -4‬المستدرك للحاكم‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,245‬ح‪ , 2891‬كتاب التفسير‪.‬‬ ‫‪334‬‬

‫ك‪ :‬الشيخ أبو الحسن الشريف في تفسيره‪ ,‬قال‪ :‬روى ابن أبي داوود‪ ,‬عن أبي‬ ‫إدريس الخوالني ‪,‬أن أبا درداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل الشام‪ ,‬ومعهم‬ ‫المصحف الذي جاء به أهل الشام‪ ,‬ليعرضوه على أبي بن كعب وزيد وعلي "عليه‬

‫السالم" وأهل المدينة ‪ ,‬فقرأ يوما على عمر بن الخطاب‪ ,‬فلما قرأ هذه اآلية‪ِ ﴿ :‬إذْ‬ ‫ح ِميَّةَ ْال َجا ِه ِليَّ ِة ‪ -‬ولو حميتم كما حموا‬ ‫َج َع َل الَّذِينَ َكفَ ُروا فِي قُلُو ِب ِه ُم ْال َح ِميَّةَ َ‬ ‫لفسد المسجد الحرام‪ ﴾ -‬الفتح‪, ,26:‬فقال عمر من أقرأك هذا ؟ قال أبي بن كعب ‪,‬‬ ‫فقال ‪ :‬أدعو لي أبي‪ ,‬فجاءه أبي وهو مشمر‪ ,‬فسأله عمر عن قراءتهم اآلية‪ ,‬فقال‬ ‫أبي‪ :‬أنا أقرأتهم ‪ ,‬فقال عمر لزيد أقرأ ‪ ,‬فقرأ زيد قراءة العامة‪ ,‬فقال عمر‪ :‬اللهم ال‬ ‫أعرف إال هذا ‪ ,‬فقال أبي‪ :‬وهللا يا عمر‪ ,‬إنك لتعلم أني كنت أحضر وتغيبون‪,‬‬ ‫وأدعى وتحجبون‪ ,‬ويصنع بي وهللا لئن أحببت أللزمن بيتي فال أحدث أحدا‬ ‫بشيء‪)1(.‬‬

‫كا‪ :‬وعن در المنثور‪ ,‬أخرج النسائي‪ ,‬والحاكم‪ ,‬وصححه من طريق أبى إدريس‪,‬‬

‫عن أبي بن كعب‪ ,‬انه كان يقرأ‪ِ ﴿ :‬إ ْذ َجعَ َل الَّذِينَ َكفَ ُروا ِفي قُلُوبِ ِه ُم ْال َح ِميَّةَ َح ِميَّةَ‬ ‫ْال َجا ِه ِليَّ ِة ‪ -‬ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام‪ -‬فَأ َ ْنزَ َل َّ‬ ‫علَ ٰى‬ ‫س ِكينَتَهُ َ‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫سو ِل ِه﴾ الفتح‪ ,26:‬فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه‪ ,‬فبعث إليه فدخل عليه‪ ,‬فدعا ناسا‬ ‫َر ُ‬ ‫من أصحابه فيهم زيد بن ثابت‪ ,‬فقال‪ :‬من يقرأ منكم سورة الفتح‪ ,‬فقرأ زيد على‬ ‫قراءتنا اليوم‪ ,‬فغلظ له عمر‪ ,‬فقال أبى‪ :‬أأتكلم ؟ قال‪ :‬تكلم ‪,‬فقال ‪:‬لقد علمت‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬لم أقف على نسخة كتاب تفسير الشيخ أبو الحسن الشريف‪,‬وينظر كتاب المصاحف‬ ‫البن أبي داود‪:‬ص‪,357‬في عرض المصاحف إذا كتبت‪,‬باعتباره المصدر األصل‬ ‫الذي نقل عنه الشيخ المذكور‪.‬‬

‫‪335‬‬

‫أنى كنت أدخل على النبي "صلى هللا عليه واله" ويقرئني وأنت بالباب‪ ,‬فإن‬ ‫أحببت أن أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت‪ ,‬وإال لم أقرئ حرفا ما حييت‪ ,‬قال بل‬ ‫أقرئ الناس‪)1(.‬‬

‫كب‪ :‬الشيخ أبو الحسن‪ ,‬عن عبد الرزاق في كتابه‪ ,‬عن ابن جريج‪ ,‬عن عمرو بن‬ ‫دينار‪ ,‬قال‪ :‬سمعت بجالة التيمي‪ ,‬قال‪:‬وجد عمر بن الخطاب مصحفا في حجر‬

‫ي أَ ْولَ ٰى بِ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِم ْن أَ ْنفُ ِس ِه ْم ‪-‬وهو أبوهم‪﴾-‬‬ ‫غالم في المسجد‪ ,‬فيه‪﴿ :‬النَّبِ ُّ‬ ‫األحزاب‪ ,6:‬فقال‪ :‬احككها يا غالم‪ ,‬فقال‪:‬وهللا ال أحكها‪ ,‬وهي في مصحف أبي‬ ‫بن كعب‪ ,‬فانطلق إلى أبي‪ ،‬فقال له‪ :‬إني شغلني القرآن وشغلك الصفق باألسواق‬ ‫الخبر‪)2(.‬‬

‫كج‪ :‬وعن الدر المنثور‪ ,‬أخرج عبد الرزاق‪ ,‬وسعيد بن منصور‪ ,‬وإسحاق بن‬ ‫راهويه‪ ,‬وابن المنذر‪ ,‬والبيهقي‪ ,‬عن بجالة‪ ,‬قال‪ :‬مر عمر بن الخطاب رضي هللا‬

‫ي أَ ْولَ ٰى ِب ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِم ْن أَ ْنفُ ِس ِه ْم ۖ‬ ‫عنه بغالم وهو يقرأ في المصحف‪﴿ :‬النَّ ِب ُّ‬ ‫جهُ أ ُ َّم َهات ُ ُه ْم ۗ ‪-‬وهو أب لهم‪ ﴾-‬األحزاب‪ ,6:‬فقال‪ :‬يا غالم حكها‪,‬فقال‪ :‬هذا‬ ‫َوأَ ْز َوا ُ‬ ‫مصحف أبي‪ ,‬فذهب إليه فسأله‪ ,‬فقال‪ :‬إنه كان يلهيني القرآن‪ ,‬ويلهيك الصفق‬ ‫باألسواق‪)3(.‬‬ ‫كد‪ :‬الزمخشري في الكشاف‪ ,‬وفي مصحف أبي‪" :‬وهذا صراط ربك"‪)4( .‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪7‬ص‪,535‬تفسير سورة الفتح‪.26:‬‬ ‫‪ -2‬المصنف لعبد الرزاق الصنعاني‪:‬ج‪ 10‬ص‪ 181‬ح‪,18748‬باب قتل الساحر‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدر المنثور للسيوطي‪ :‬ج‪ 6‬ص ‪, 567‬تفسير سورة األحزاب‪.6:‬‬ ‫‪ -4‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 2‬ص‪, 80‬سورة اإلنعام‪.153:‬‬

‫‪336‬‬

‫كه‪ :‬وفيه‪,‬وفي قراءة أبي ‪﴿ :‬فَإِ َّن َّ‬ ‫اَّللَ‬

‫ض ُّ‬ ‫ل﴾ النحل‪)1(.37:‬‬ ‫َال ‪-‬هادي لمن‪ -‬يُ ِ‬

‫كو‪ :‬الراغب في المحاضرات‪,‬عن أبي(‪ )2‬أنه قرأ‪﴿ :‬فَإِ ْن فَا ُءوا ‪ -‬فيهن ‪ -‬فَإِ َّن َّ‬ ‫اَّللَ‬ ‫َ‬ ‫ور َر ِحي ٌم﴾ البقرة‪)3(,226:‬‬ ‫غف ُ ٌ‬ ‫كز‪ :‬الكشاف‪,‬قرأ أبي ابن كعب‪" :‬هللا سماكم من قبل وفي هذا"‪)4( .‬‬ ‫كح‪:‬وفيه‪,‬في قراءة أبي‪" :‬حتى تستأذنوا"‪)5(.‬‬

‫كط‪ :‬وفيه‪ ,‬في مصحف أبي‪﴿ :‬أ َ َال فِي‬

‫ْال ِفتْنَ ِة ‪ -‬سقط ‪ ﴾-‬التوبة‪)6(,49:‬‬

‫ل‪ :‬وفيه‪ ,‬وفي قراءة أبي ‪" :‬وإذا ال يلبثوا"‪)7(.‬‬ ‫ال‪ :‬وفيه‪ ,‬وفى قراءة أبي‪" :‬ثالثمائة سنة"‪)8(.‬‬ ‫لب‪ :‬وفيه‪ ,‬في قراءة أبي‪" :‬كل سفينة صالحة"‪)9(.‬‬

‫لج‪ :‬وفي تفسير الشيخ أبي الحسن رحمه هللا‪ ,‬روى عبد بن حميد وابن جرير وابن‬

‫علَ ْي ِه ُم‬ ‫عدي‪ ,‬عن أبي مجلز‪ ,‬أن أبي بن كعب قرأ‪ِ ﴿ :‬منَ الَّذِينَ ا ْستَ َح َّق َ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 2‬ص‪, 605‬سورة النحل‪.37:‬‬ ‫‪ -2‬ورد"عن أبي ذر" في المصدر‪.‬‬ ‫‪ -3‬المحاضرات للراغب االصبهاني‪:‬ج‪ 2‬ص‪,449‬الحد العشرون في الديانات‬ ‫والعبادات‪ ,‬في ما روي فيه‪.‬‬ ‫‪ -4‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 3‬ص‪,173‬تفسير سورة الحج‪.78:‬‬ ‫‪ -5‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 3‬ص ‪,227‬تفسير سورة النور‪.27:‬‬ ‫‪ -6‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 2‬ص‪,277‬تفسير سورة التوبة‪.49:‬‬ ‫‪ -7‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 2‬ص‪ , 686‬تفسير سورة اإلسراء‪.76:‬‬ ‫‪ -8‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 2‬ص‪ , 716‬تفسير سورة الكهف‪.25:‬‬ ‫‪ -9‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 2‬ص‪,741‬تفسير سورة الكهف‪.79:‬‬ ‫‪337‬‬

‫ان﴾ المائدة‪,107:‬قال عمر‪ :‬كذبت‪ ,‬قال‪ :‬أنت أكذب‪ ,‬فقال رجل‪ :‬تكذب أمير‬ ‫ْاأل َ ْولَ َي ِ‬ ‫المؤمنين‪ ,‬قال‪ :‬أنا أشد تعظيما لحق أمير المؤمنين منك‪ ,‬ولكن كذبته في تصديق‬ ‫كتاب هللا فقال عمر صدق‪)1(.‬‬

‫ص ُروا ِمنَ‬ ‫ْس َعلَ ْي ُك ْم ُجنَا ٌح أ َ ْن ت َ ْق ُ‬ ‫لد‪ :‬الطبرسي‪ ,‬وفي قراءة أبي بن كعب‪﴿ :‬فَلَي َ‬ ‫ص َال ِة ‪ - -‬أ َ ْن َي ْفتِنَ ُك ُم الَّذِينَ َكفَ ُروا ﴾ النساء‪ ,101:‬من غير أن يقرأ‪ِ ﴿ :‬إ ْن ِخ ْفت ُ ْم﴾‬ ‫ال َّ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫قلت‪ :‬نسب الزمخشري تلك الزيادة والنقصان إلى عبد هللا بن مسعود‪)3(.‬‬

‫له‪ :‬الطبرسي‪ ,‬روي أن أبي بن كعب لم يفصل بين "ألم تر" و "إليالف" في‬ ‫مصحفه‪)4(.‬‬

‫قلت‪ :‬وتقدم في الدليل الثالث من طرق كثيرة‪ ,‬أنه كان في مصحفه آيات أخرى مثل‬ ‫آية الرجم وغيرها‪ ,‬وتقدم أيضا قول عمر فيما رواه الحميدي‪ :‬إنا لندع كثيرا من‬ ‫قراءة أبي ‪ ,‬فإن أبيا كان يقول‪ :‬ال أدع شيئا سمعته من رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله"‪ ,‬وقد قال هللا تعالى‪ :‬ما ننسخ‪ ..‬اآلية‪,‬وقول أبي‪ :‬أخذته من في رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله" فال أتركه لشيء ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬لم أقف على نسخة تفسير الشيخ أبي الحسن‪,‬وينظر كتاب الغدير للشيخ االميني‪:‬ج‪6‬‬ ‫ص‪ 305‬ح‪.4‬‬ ‫‪ -2‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,173‬تفسير سورة النساء ‪. 101:‬‬ ‫‪ -3‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,559‬تفسير سورة النساء ‪.101:‬‬ ‫‪ -4‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 10‬ص‪,449‬تفسير سورة قريش ‪.‬‬ ‫‪338‬‬

‫كالم في مدح أبي بن كعب‬ ‫وأما الثاني‪ :‬فلما مر من قول الصادق "عليه السالم" في الخبر الصحيح‪ :‬وأما نحن‬ ‫فنقرأ على قراءة أبي(‪)1‬‬

‫وعن ابن شهرآشوب في المناقب‪ ,‬روي أن النبي "صلى هللا عليه وآله" قال له‪ :‬إن‬ ‫هللا أمرني أن أقرأ عليك‪ ,‬فقال‪ :‬يا رسول هللا بأبي وأمي أنت وقد ذكرت هناك؟‬ ‫قال‪ :‬نعم باسمك ونسبك فأرعد فالتزمه رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" حتى سكن‬ ‫وقال‪ :‬قل بفضل هللا ورحمته فبذلك فليفرحوا وهو خير مما يجمعون‪)2(.‬‬

‫وفي الدرجات الرفيعة في طبقات األمامية‪ :‬روى البخاري ومسلم والترمذي عن‬ ‫أنس بن مالك‪ ,‬قال‪ :‬قال النبي "صلى هللا عليه وآله" ألبي‪ :‬إن هللا أمرني أن أقرأ‬ ‫عليك (لم يكن الذين كفروا) قال وسماني؟ قال‪ :‬نعم ‪,‬فبكى‪ ,‬قيل فعل ذلك لتعلم‬ ‫آداب القراء‪ ,‬وأن تكون القراءة سنة‪ ,‬وروى البخاري أن النبي "صلى هللا عليه‬ ‫وآله" قال ألبي بن كعب‪ :‬إن هللا أقرئك القرآن قال هللا سماني لك ؟ قال نعم ‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال نعم فذرفت عيناه‪)3(.‬‬

‫ومما اشتهر في كتب القوم رووه بعدة طرق قوله "صلى هللا عليه واله" ‪ :‬أبي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 634‬ح‪,27‬باب النوادر‪.‬‬ ‫‪ -2‬وفق تتبعي لم اعثر عليه في كتاب المناقب لكن ذكر الحديث السيد علي خان المدني‬ ‫في كتابه الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة‪:‬ص‪,324‬الباب الثاني في ذكر غير بني‬ ‫هاشم من الصحابة‪,‬ابي بن كعب‪,‬أقول‪ :‬نعم ذكر السيد في ذيل الحديث‪" :‬ذكره ابن‬ ‫شهرآشوب في المناقب"‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان المدني‪:‬ص‪,324‬الباب الثاني في‬ ‫ذكر غير بني هاشم من الصحابة‪,‬أبي بن كعب‪.‬‬

‫‪339‬‬

‫أقرأكم ‪ ,‬وقوله "صلى هللا عليه واله" ‪ :‬خذوا القرآن من أربعة منهم أبي‪ ,‬ومما‬ ‫يؤيد صحة قراءته مخالفته لزيد بن ثابت‪ ,‬وطعنه عليه في قراءته‪ ,‬وهجر القوم‬ ‫قراءته‪ ,‬قال فضل بن شاذان في اإليضاح‪ :‬وأما أبي بن كعب فقد نبذتم قراءته وآله‪,‬‬ ‫وكذلك قراءة ابن مسعود‪ ,‬فيما تروون منها عن النبي "صلى هللا عليه واله"‪ ،‬فلئن‬ ‫كان الذي رويتموه عن رسول هللا حقا لقد خالفتم النبي "صلى هللا عليه واله" فيما‬ ‫قال في هؤالء النفر‪ )1(.‬وقال في موضع آخر‪ :‬وقد رويتم أنه "صلى هللا عليه‬ ‫وآله" قال‪ :‬من أراد أن يقرأ القرآن الخ ما مر‪ )2(.‬وقال‪ :‬كما زعمتم‪ :‬أبي أقرأكم ‪,‬‬ ‫فقد تركتم قول رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" وقرأتم قراءة زيد خالفا لقول‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله" انتهى‪)3(.‬‬

‫وكيف ال يهجر قراءة من كان منقطعا إلى من لم يكن لهم هم إال خالفه‪ ,‬فإن أبي‬ ‫كان من أالثني عشر نفر الذين أنكروا على أبى بكر فعله وجلوسه مجلس رسول‬ ‫هللا "صلى هللا عليه وآله"‪ ,‬فروى الطبرسي في االحتجاج‪ ,‬عن أبان بن تغلب‪ ,‬عن‬ ‫الصادق جعفر بن محمد "عليهما السالم"‪,‬أن أبي بن كعب قام فقال‪ :‬يا أبا بكر ال‬ ‫تجحد حقا جعله هللا لغيرك‪ ،‬وال تكن أول من عصى رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬ ‫في وصيه وصفيه وصدف عن أمره ‪ ،‬أردد الحق إلى أهله تسلم‪ ،‬وال تتماد في‬ ‫غيك فتندم‪ ,‬وبادر اإلنابة يخف وزرك‪ ,‬وال تخصص بهذا األمر الذي لم يجعله هللا‬ ‫لك نفسك فتلقى وبال عملك‪ ,‬فعن قليل تفارق ما أنت فيه وتصير إلــــى‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإليضاح البن شاذان‪ :‬ص‪ ,315‬ما قال به زيد في ابنة وأخت‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإليضاح البن شاذان‪ :‬ص‪,223‬بعض ما ورد عن النبي في ابي وابن مسعود‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإليضاح البن شاذان‪ :‬ص‪,224‬بعض ما ورد عن النبي في ابي وابن مسعود‪.‬‬

‫‪340‬‬

‫ربك فيسألك عما جنيت وما ربك بظالم للعبيد‪)1(.‬‬

‫وفي الدرجات الرفيعة كذلك روي عن أبي بن كعب‪ ,‬أنه قال‪ :‬مررت عشية يوم‬ ‫السقيفة بحلقة األنصار‪ ,‬فسألوني من أين مجيئك؟ قلت‪ :‬من عند أهل بيت رسول‬ ‫هللا "صلى هللا عليه وآله" قالوا‪ :‬كيف تركتهم وما حالهم؟ قلت‪ :‬وكيف تكون حال‬ ‫قوم كان بينهم إلى اليوم موطئ جبرائيل ومنزل رسول رب العالمين‪ ,‬وقد زال‬ ‫اليوم ذلك وذهب حكمهم عنهم‪ ,‬ثم بكى أبى وبكى الحاضرون(‪)2‬‬

‫وأخرج النسائي عن قيس بن عبادة‪ ,‬قال‪ :‬بينا إنا في المسجد في الصف المقدم‪,‬‬ ‫فجذبني رجل جذبة فنحاني وقام مقامي‪ ,‬فوهللا ما عقلت صالتي‪ ,‬فلما أنصرف إذا‬ ‫هو أبي بن كعب‪ ,‬فقال‪ :‬يا فتى ال يسوؤك هللا إن هذا عهد من النبي "صلى هللا عليه‬ ‫وآله" إلينا أن نليه‪ ,‬ثم استقبل القبلة فقال‪ :‬هلك أهل العقد ورب الكعبة‪ ,‬ثم قال‪ :‬وهللا‬ ‫ما آسى عليهم ولكن آسى على من أضلوا‪ ,‬قلت‪ :‬يا أبا يعقوب من تعنى بأهل العقد‬ ‫قال األمراء‪)3(.‬‬

‫وعن كتاب بن أبي داوود‪ ,‬وأبي عبيد‪ ,‬عن محمد بن أبي بن كعب‪ ,‬أن ناسا من أهل‬ ‫العراق قدموا عليه فقالوا‪ :‬إنا تحملنا إليك من العراق‪,‬فأخرج فأخرج لنا مصحف‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,102‬ذكر طرف مما جرى بعد وفاة رسول هللا‬ ‫"ص" من اللجاج والحجاج في أمر الخالفة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان المدني‪:‬ص‪,325‬الباب الثاني في‬ ‫ذكر غير بني هاشم من الصحابة‪,‬أبي بن كعب‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان المدني‪:‬ص‪,325‬الباب الثاني في‬ ‫ذكر غير بني هاشم من الصحابة‪,‬أبي بن كعب‪,‬نقال عن سنن النسائي‪:‬ج‪ 2‬ص‪88‬‬ ‫ح‪ ,808‬كتاب اإلمامة‪,‬من يلي اإلمام ثم الذي يليه‪.‬‬ ‫‪341‬‬

‫أبي‪ ,‬فقال محمد‪:‬قد قبضه عثمان‪،‬قالوا‪:‬سبحان هللا أخرجه‪،‬قال‪:‬قد قبضه عثمان ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ويأتي ما يؤيد ذلك في جمع عثمان‪ .‬ونقل بعض علمائنا عن قتيبة من أكابر علماء‬ ‫السنة‪ ,‬أنه ذكر‪ :‬أنه لم يبايع أبا بكر من أصحاب رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‬ ‫ثمانية عشر رجال‪ ,‬وكانوا رافضية وعد منهم أبي بن كعب‪)2(.‬‬

‫وروى الصدوق في الخصال‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن البرقي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن جده‪ ,‬عن‬ ‫النهيكي‪ ,‬عن خلف بن سالم‪ ,‬عن محمد بن جعفر‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬عن عثمان بن‬ ‫المغيرة‪ ,‬عن زيد بن وهب‪ ,‬قال‪ :‬كان الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في‬ ‫الخالفة وتقدمه على علي بن أبي طالب عليه السالم‪ ,‬اثني عشر رجال من‬ ‫المهاجرين واألنصار‪ ,‬وكان من المهاجرين‪ :‬خالد بن سعيد ابن العاص‪ ,‬والمقداد‬ ‫بن األسود‪ ,‬وأبي بن كعب‪ ,‬وعمار بن ياسر‪ ,‬وأبو ذر الغفاري‪ ,‬وسلمان الفارسي‪,‬‬ ‫وعبد هللا بن مسعود‪ ,‬وبريدة األسلمي‪ ,‬وكان من األنصار‪ :‬خزيمة بن ثابت ذو‬ ‫الشهادتين‪ ,‬وسهل بن حنيف‪ ,‬وأبو أيوب األنصاري‪ ,‬وأبو الهيثم بن التيهان‪ ,‬الخبر‬ ‫وهو طويل‪)3(.‬‬

‫ونقله السيد األجل علي بن طاووس في كشف اليقين‪ ,‬عن أحمد بن محمد الطبري‪,‬‬ ‫بإسناده عن زيد بن وهب مثله‪ ,‬إال أنه عد أبي من األنصار‪)4(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر كتاب األربعين للشيخ الماحوزي‪,341:‬في إبطال شبهة من قال بإمامة‬ ‫سلمان‪,‬والخبر منقول عن ابن قتيبة وليس قتيبة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الخصال للصدوق‪,461:‬ح‪ ,4‬أبواب االثني عشر باب الواحد إلى اثني عشر‪.‬‬ ‫‪ -3‬كشف اليقين البن طاووس‪:‬ص‪ ,336‬فيما ذكره عن هذا أحمد بن محمد‬ ‫الطبري المعروف بالخليلي من رواتهم ورجالهم فيما رواه من إنكار اثني عشر نفسا‬ ‫على أبي بكر بصريح مقالهم عقيب واليته على المسلمين‪.‬‬ ‫‪342‬‬

‫وفي الدرجات الرفيعة في طبقات األمامية‪ :‬أبى ابن كعب‪ ,‬قيس بن عبيد بن زيد بن‬ ‫معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار األنصاري الخزرجي يكنى أبا المنذر وأبا‬ ‫الطفيل وأبا يعقوب من فضالء الصحابة شهد العقبة مع السبعين(‪)1‬‬

‫وكان يكتب الوحي آخى رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" بينه وبين سعيد بن زيد‬ ‫ابن عمرو بن نفيل‪ ,‬وشهد بدرا والعقبة الثانية‪ ,‬وبايع لرسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫وآله" كان يسمى سيد القراء‪)2(.‬‬

‫وقال ابن حجر في التقريب‪ :‬اختلف في سنة موته اختالفا كثيرا‪ ,‬قيل سنة تسع‬ ‫عشرة‪ ,‬وقيل سنة اثنتين وثالثين‪ ,‬وقيل غير ذلك‪)3(.‬‬

‫قال بعض المؤرخين‪ :‬األصح أنه مات في زمن عمر‪ ,‬فقال عمر‪ :‬اليوم مات سيد‬ ‫المسلمين‪ )4(.‬وألبي بن كعب حديث شريف في النص على األئمة أالثني عشر‬ ‫بأساميهم الشريفة‪ ,‬علمه النبي إياها مع دعاء مختص بكل إمام يظهر منه غاية‬ ‫شفقته "صلى هللا عليه واله" إليه‪ ,‬وهو موجود في العيون واإلكمال‪)6()5(.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ورد "التسعين"من المصدر‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان المدني‪:‬ص‪,324-323‬الباب‬ ‫الثاني في ذكر غير بني هاشم من الصحابة‪,‬أبي بن كعب‪.‬‬ ‫‪ -3‬تقريب التهذيب البن حجر العسقالني‪:‬ص‪ 96‬ح‪ ,283‬حرف األلف‪,‬ذكر من اسمه‬ ‫أبي إلى من اسمه إسحاق‪.‬‬ ‫‪ -4‬ينظر كتاب المعارف الن قتيبة‪:‬ج‪ 1‬ص‪,261‬أبي بن كعب‪.‬‬ ‫‪ -5‬عيون إخبار الرضا للصدوق‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 62‬ح‪ ,29‬باب النصوص على الرضا‬ ‫"ع" باإلمامة في جمله األئمة االثنا عشر "ع"‪,‬إكمال الدين للصدوق‪:‬ص‪-300‬‬ ‫‪,301‬ح‪.21-19‬‬ ‫‪ -6‬انتهى الدليل السادس وقد حققناه بتمامه من نسخة باء فقط ‪.‬‬ ‫‪343‬‬

‫الدليل السابع‬

‫(‪)1‬‬

‫أن ابن عفان لما استولى على األمة جمع المصاحف‪ ,‬واستخرج منها نسخة بإعانة‬ ‫زيد بن ثابت‪ ,‬وكتابته وقراءته وقراءة نفسه وسماها باإلمام‪ ,‬وأحرق أو مزق سائر‬ ‫المصاحف‪ ,‬وما فعل ذلك إال إلعدام ما بقي فيها مما كان بأيدي الناس‪ ,‬أو غفل عنه‬ ‫أخواه مما كان يلزمهم حذفه‪ ,‬صونا لسلطتهم عما يوهم الوهن فيها‪ ,‬وصادفه بعض‬ ‫الدواعي األخر مما لزم منها سقوط بعض الكلمات بل اآليات أيضا‪ ,‬كما يستفاد من‬ ‫أخبار الباب‪ ,‬فالكالم تارة في إثبات صدور هذا العمل منه‪ ,‬وأخرى في كون‬ ‫غرضه منه ما ذكرنا‪ ,‬إال ما ذكره بعض المخالفين من إن ما جمع في خالفة األول‬ ‫لم يكن مرتبا فجمعه ورتبه‪ ,‬وال ما قيل من أنه أراد منه حذف ما نسخ تالوته من‬ ‫بين المصاحف‪ ,‬وال ما ذكره بعضهم وتبعه بعض أصحابنا من أنه أراد جمع الناس‬ ‫على قراءة واحدة‪ ,‬وإن كان فيه أيضا تأييد لما ندعيه‪.‬‬ ‫أما األول‪ :‬فهو في غاية الوضوح‪ :‬قال الشيخ أبو الحسن الشريف في ضياء‬ ‫العالمين وغيره‪ :‬روى القاضي عبد هللا بن طاهر في كتاب لطائف المعارف‬ ‫وغيره‪ :‬أن عثمان لما جمع المصحف كتب أربع نسخ‪ ,‬وأخذ سائر ما كان عند‬ ‫الناس من القرآن فحرق الجميع بالنار لينحصر في نسخة‪ ,‬وكان عند ابن مسعود‬ ‫مصحف فأبى أن يعطيه‪ ,‬فضربه حتى كسر ضلعه وأخذه منه قهرا فحرقه ومنعه‬ ‫العطاء‪ ,‬فلنا مرض عاده عثمان وسأله االستغفار له فقال ‪ :‬أسأل هللا أن يأخذ لـــــي‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدليل السابع بتمامه أخذناه وحققناه من نسخة باء‪.‬‬

‫‪344‬‬

‫منك بحقي ووصى أن ال يصلي عليه عثمان‪ ,‬قال رحمه هللا‪ :‬وهو مسلم عند‬ ‫المخالف والمؤالف ‪)1(.‬‬

‫وروى البخاري في صحيحه بسنده عن أنس‪ ,‬أن عثمان أرسل إلى حفصة‪ :‬إن‬ ‫أرسلي ألينا بالصحف ننسخها في المصاحف‪ ,‬ثم نردها إليك‪ ,‬فأرسلت بها حفصة‬ ‫إلى عثمان‪ ,‬فأمر زيد بن ثابت وعبد هللا بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن‬ ‫بن الحرث بن هشام فنسخوها في المصاحف‪ ,‬وقال عثمان للرهط القرشيين‬ ‫الثالثة‪ :‬إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما‬ ‫نزل بلسانهم‪ ,‬ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف‪ ,‬رد عثمان الصحف‬ ‫إلى حفصة‪ ,‬فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا‪ ,‬وأمر بما سواه من القرآن‬ ‫في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق‪)2(.‬‬

‫وفي اإلتقان‪ ,‬قال ابن حجر‪ :‬وكان ذلك في سنة خمس وعشرين‪ ,‬قال‪ :‬وغفل بعض‬ ‫من أدركناه فزعم أنه كان في حدود سنة ثالثين ولم يذكر له مستندا‪ ,‬انتهى‪)3(.‬‬

‫وأخرج ابن أبي داوود وابن األنباري وغيرهما‪ ,‬عن أبي قالبة‪ ,‬قال‪ :‬لما كان في‬ ‫خالفة عثمان‪ ,‬جعل المعلم يعلم قراءة الرجل‪ ,‬والمعلم يعلم قراءة الرجل ‪ ،‬فجعل‬ ‫الغلمان يلتقون فيختلفون‪ ،‬حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين‪ ,‬قال أيوب‪ :‬فال أعلمه إال‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفق تتبعي لم أقف على الخبر في ضياء العالمين‪,‬ونقله البالذري في انساب‬ ‫اإلشراف‪:‬ج‪ 5‬ص‪,525‬في أمر عبد هللا بن مسعود الهذلي رضي هللا عنه‪.‬‬ ‫‪ -2‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 6‬ص‪ 183‬ح‪ ,4987‬كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,209‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬

‫‪345‬‬

‫قال‪ :‬حتى كفر بعضهم بقراءة بعض‪ ,‬فبلغ ذلك عثمان‪ ،‬وساق الخبر إلى أن قال‪:‬‬ ‫قال أنس بن مالك القشيري‪ :‬كنت فيمن يملي عليهم‪ ,‬قال‪ :‬فربما اختلفوا في اآلية‬ ‫فيذكرون الرجل قد تلقاها من رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ولعله أن يكون‬ ‫غائبا أو في بعض البوادي‪ ،‬فيكتبون ما قبلها وما بعدها ويدعون موضعها‪ ,‬حتى‬ ‫يجئ أو يرسل إليه‪ ,‬فلما فرغ من المصحف‪ ,‬كتب عثمان إلى أهل األمصار‪ :‬إني‬ ‫قد صنعت كذا وكذا‪ ،‬ومحوت ما عندي‪ ,‬فامحوا ما عندكم‪)1(.‬‬

‫وفي اإلتقان‪ ,‬أخرج ابن أشته من طريق أيوب‪ ,‬عن أبي قالبة‪ ,‬قال‪ :‬حدثني رجل‬ ‫من بني عامر يقال له أنس بن مالك‪ ,‬قال‪ :‬اختلفوا في القراءة على عهد عثمان‬ ‫حتى اقتتل الغلمان والمعلمون‪ ,‬فبلغ ذلك عثمان بن عفان‪ ,‬فقال‪ :‬عندي تكذبون به‬ ‫وتلحنون فيه فمن نأى عني كان أشد تكذيبا وأكثر لحنا يا أصحاب محمد‪ ,‬اجتمعوا‬ ‫فاكتبوا للناس إماما‪ .‬الخبر‪)2(.‬‬

‫وفيه‪ :‬أخرج ابن أبي داود من طريق محمد بن سيرين‪ ,‬عن كثير بن أفلح‪ ,‬قال‪ :‬لما‬ ‫أراد عثمان أن يكتب المصاحف‪ ,‬جمع له اثني عشر رجال من قريش واألنصار‪,‬‬ ‫فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر‪ ,‬فجيء بها وكان عثمان يتعاهدهم‪ ,‬فكانوا إذا‬ ‫تدارؤوا في شيء أخروه‪ ,‬قال محمد‪ :‬فظننت أنما كانوا يؤخرونه لينظروا أحدثهم‬ ‫عهدا بالعرضة األخيرة فيكتبونه على قوله‪)3(.‬‬

‫وفيه أخرج ابن أشته في المصاحف‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسن بن عثمان‪ ,‬أنبأنا الربيع بن‬ ‫بدر‪ ,‬عن سوار بن شبيب‪ ,‬قال‪ :‬سألت ابن الزبير عن المصاحف؟ فقال‪ :‬قام‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬المصاحف البن أبي داود‪:‬ص‪,96-95‬في جمع عثمان رحمة هللا عليه المصاحف‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,209‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,210-209‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪346‬‬

‫رجل إلى عمر فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين إن الناس قد اختلفوا في القرآن‪ ,‬فكان عمر‬ ‫قد هم أن يجمع القرآن على قراءة واحدة فطعن طعنته التي مات بها‪ ,‬فلما كان في‬ ‫خالفة عثمان‪ ,‬قام ذلك الرجل فذكر له فجمع عثمان المصاحف‪ ,‬ثم بعثني إلى‬ ‫عائشة فجئت بالصحف‪ ,‬فعرضناها عليها حتى قومناها‪ ,‬ثم أمر بسائرها‬ ‫فشققت‪)1(.‬‬

‫وفيه قال ابن اشته‪ :‬أنبأنا محمد بن يعقوب‪ ,‬أنبأنا أبو داود سليمان بن األشعث‪,‬‬ ‫أنبأنا أحمد بن مسعدة‪ ,‬أنبأنا إسماعيل‪ ,‬أخبرني الحارث بن عبد الرحمن‪ ,‬عن عبد‬ ‫األعلى بن عبد هللا بن عامر‪ ,‬قال‪ :‬لما فرغ من المصحف أتي به عثمان‪ ,‬فنظر فيه‬ ‫فقال‪ :‬أحسنتم وأجملتم أرى شيئا سنقيمه بألسنتنا‪)2(.‬‬

‫وفيه قال أبو عبيد في فضائل القرآن‪ :‬حدثنا حجاج‪ ,‬عن هارون بن موسى‪ ,‬أخبرني‬ ‫الزبير بن الخريت‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬قال‪ :‬لما كتبت المصاحف‪ ,‬عرضت على عثمان‪,‬‬ ‫فوجد فيها حروفا من اللحن‪ ,‬فقال‪ :‬ال تغيروها فإن العرب ستغيرها‪ ,‬أو قال‪:‬‬ ‫ستعربها بألسنتها‪ ,‬لو كان الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه‬ ‫الحروف‪ ,‬أخرجه من هذا الطريق ابن األنباري في كتاب الرد على من خالف‬ ‫مصحف عثمان‪ ,‬وابن أشته في كتاب المصاحف ‪,‬وأخرج ابن األنباري نحوه من‬ ‫طريق عبد األعلى بن عبد هللا بن عامر‪ ,‬وابن أشته نحوه من طريق يحيى بن‬ ‫يعمر‪)3(.‬‬

‫وروى أبو عمرو الكشي عن حمدويه‪ ,‬وإبراهيم ابنا نصير‪ ,‬قاال‪ :‬حدثنا أيوب بن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,323‬النوع الحادي واألربعون‪ :‬في معرفة إعرابه‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,323‬النوع الحادي واألربعون‪ :‬في معرفة إعرابه‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,320‬النوع الحادي واألربعون‪ :‬في معرفة إعرابه‪.‬‬ ‫‪347‬‬

‫نوح‪ ,‬عن صفوان ابن يحيى‪ ,‬عن عاصم بن حميد الحناط‪ ,‬عن أبي بصير‪,‬عن‬ ‫عمرو بن سعيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الملك بن أبي ذر الغفاري‪ ,‬قال‪ :‬بعثني أمير‬ ‫المؤمنين عليه السالم يوم مزق عثمان المصاحف‪ ,‬فقال‪ :‬ادع أباك‪ ,‬فجاء أبي إليه‬ ‫مسرعا‪ ,‬فقال‪ :‬يا أبا ذر أتى اليوم في اإلسالم أمر عظيم ‪ ،‬مزق كتاب هللا ووضع‬ ‫فيه الحديد‪،‬‬

‫وحق على هللا أن يسلط الحديد على من مزق كتابه بالحديد‬

‫الخبر(‪,)1‬ورأيته في أصل كتاب عاصم بن حميد كما نقله الكشي(‪)2‬‬

‫وروى السيد الجليل علي بن طاووس في كتاب كشف المحجة من كتاب الرسائل‬ ‫للكليني‪ ,‬عن علي بن إبراهيم بإسناده أن أمير المؤمنين "عليه السالم" كتب بعد‬ ‫منصرفه من نهروان كتابا وأمر أن يقرأ على الناس وهو طويل‪ ,‬وفيه جملة شكاية‬ ‫طلحة وزبير عن عثمان‪ ,‬أنه استعمل الفاسق على كتاب هللا الوليد بن عقبة‪ ,‬وسلط‬ ‫خالد بن عرفطة العذري على كتاب هللا تعالى يمزقه ويحرقه‪ ,‬فقال "عليه السالم"‪:‬‬ ‫كل هذا قد علمت‪ ...‬الخبر‪)3(.‬‬

‫وفي كتاب حبل المتين في المعجزات‪ :‬أنه أحرق أربعين ألف قرآن(‪ ,)4‬وكذا نقله‬ ‫التقي المجلسي في شرحه الفارسي على الفقيه في باب ما ال يسجد عليه ويسجد‬ ‫عليه(‪)5‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اختيار معرفة الرجال أو رجال الكشي للطوسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 108‬ح‪.50‬‬ ‫‪ -2‬األصول الستة عشر لعدة مؤلفين‪:‬ص‪ ,36‬كتاب عاصم بن حميد الحناط‪.‬‬ ‫‪ -3‬كشف المحجة لثمرة المهجة البن طاووس‪:‬ص‪,183‬ذكر ما جرى ألمير المؤمنين مع‬ ‫طلحة والزبير وعائشة‪.‬‬ ‫‪ -4‬لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫‪ -5‬وفق النسخة العربية للكتاب المذكور وفي الباب المذكور‪,‬لم اقف على هذا‬ ‫الخبر‪:‬كتاب روضة المتقين في شرح من ال يحضره الفقيه للمجلسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪-262‬‬ ‫‪,283‬باب ما يسجد عليه وما ال يسجد عليه‪.‬‬ ‫‪348‬‬

‫وروى البخاري في صحيحه‪ )1(,‬وابن أبي داوود‪ )2(,‬وابن األنباري(‪ )3‬بأسانيدهم‪,‬‬ ‫عن مصعب بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬أدركت الناس متوافرين حين أحرق عثمان المصاحف‪,‬‬ ‫فأعجبهم ذلك‪ ,‬أو قال‪ :‬لم ينكر ذلك منهم أحد‪)4(،‬‬

‫وروى النسائي عنه قال‪ :‬سمع عثمان قراءة أبي وعبد هللا ومعاذ‪ ,‬فخطب الناس‪ ,‬ثم‬ ‫قال‪ :‬إنما قبض نبيكم "صلى هللا عليه واله" منذ خمس عشرة سنة‪ ،‬وقد اختلفتم في‬ ‫القرآن‪ ,‬عزمت على من عنده شئ من القرآن سمعه من رسول هللا "صلى هللا‬ ‫عليه واله"‪ ,‬لما أتاني به‪ ,‬فجعل الرجل يأتيه باللوح والكتف والعسيب فيه‬ ‫الكتاب‪,‬إلى أن قال‪ :‬قال عثمان‪ :‬فليكتب زيد‪ ,‬وليمل سعيد بن العاص‪ ,‬فكتب‬ ‫مصاحف فقسمها في األمصار‪,‬فما رأيت أحدا عاب ذلك عليه‪)5(.‬‬

‫ويظهر من هذا الخبر وغيره‪ ,‬أن طريق جمع عثمان أيضا كان كطريق جمع‬ ‫أخويه‪ :‬أوال‪ :‬بأن جمع ما كان عند الناس من القرآن متفرقا بالشرط المتقدم لما‬ ‫يأتي عن العالمة في التذكرة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفق تتبعي لم أقف على الخبر في نسخة البخاري التي اطلعت عليها‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصاحف البن أبي داود‪:‬ص‪ ,68‬باب اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصاحف‪.‬‬ ‫‪ -3‬لم أقف على نسخة كتاب المصاحف البن االنباري‪.‬‬ ‫‪ -4‬ينظر جامع األحاديث للسيوطي‪:‬ج‪ 29‬ص‪ 42‬ح‪,31661‬في مسند العشرة‪,‬مسند‬ ‫عثمان بن عفان‪ " ,‬البخارى في خلق أفعال العباد‪ ،‬وابن أبى داود‪ ،‬وابن األنبارى في‬ ‫المصاحف " وقال السيوطي‪ :‬أخرجه البخارى فى خلق أفعال العباد)‪, (1/86‬وينظر‬ ‫فضائل القران البن كثير‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,78‬كتاب فضائل القرآن كتابة عثمان رضي هللا‬ ‫عنه للمصاحف‪,‬وتاريخ المدينة البن شبة‪:‬ج‪ 3‬ص‪,1004‬في كتابة القران وجمعة‪.‬‬ ‫‪ -5‬وفق تتبعي لم أقف على الخبر ضمن تراث النسائي‪,‬ونقله ابن أبي داود في‬ ‫المصاحف‪,101:‬في جمع عثمان رحمة هللا عليه المصاحف‪.‬‬

‫‪349‬‬

‫وما رواه البخاري في ذيل الحديث األول بعد قوله‪ :‬وأمر بما سواه من القرآن في‬ ‫كل صحيفة أو مصحف أن يحرق‪ ,‬قال زيد‪ :‬فقدت آية من األحزاب حين نسخنا‬ ‫المصحف‪ ,‬قد كنت أسمع رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يقرأ بها‪ ,‬فالتمسناها‬

‫صدَقُوا َما‬ ‫فوجدناها مع خزيمة بن ثابت األنصاري‪ِ ,‬‬ ‫﴿منَ ْال ُمؤْ ِم ِنينَ ِر َجا ٌل َ‬ ‫عا َهدُوا َّ‬ ‫علَ ْي ِه‬ ‫اَّللَ َ‬ ‫َ‬

‫﴾األحزاب‪ ,23:‬فألحقناها في سورتها في المصحف‪)1(.‬‬

‫وما رواه أيضا عن موسى بن إسماعيل‪ ,‬كما تقدم في المقدمة األولى‪ ,‬فالظاهر أنه‬ ‫في هذا المقام كما ال يخفى‪ ,‬والفرق بين الجمعين هو أن الجمع األول لم يكن عند‬ ‫أحد قرآنا مجموعا ال مرتبا وال غير مرتب كما بيناه‪ ,‬وفي الجمع الثاني كانت‬ ‫النسخة التي جمعت أوال موجودة عند حفصة أو عائشة‪ ,‬ولما كان غرض عثمان‬ ‫في جمعه إعدام غير ما أراد بقاءه لما ذكرنا أو ذكروه‪ ,‬لم يتكل على ما في تلك‬ ‫النسخة فقط‪ ,‬إذ ال يترتب عليها ما قصده‪ ,‬فجمع أعيان ما كان عند األصحاب‬ ‫مجموعا‪ ,‬مثل ما كان عند عبد هللا بن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ‪ ,‬أو متفرقا‬ ‫وهو ما كان عند غيرهم‪ ,‬ثم استخرج من تلك النسخ التامة بالنسبة والناقصة هذا‬ ‫القرآن الموجود‪ ,‬وأتلف غيرها وقد علم أيضا أن ما جمعه ابني قحافة وخطاب لم‬ ‫يكن متداوال بين الناس‪ ,‬وإنما كانت له نسخة واحدة أخذها عثمان‪ ,‬وبعد قضا‬ ‫وطره منها ردها إلى حفصة‪ ,‬وفي رواية ابن أبي داوود‪ ,‬عن ابن شهاب‪ ,‬عن‬ ‫سالم وخارجة‪ ,‬ما لفظه‪ :‬فكانت الكتب عند أبي بكر حتى توفي‪ ,‬ثم عند عمر حتى‬ ‫توفي‪ ,‬ثم كانت عند حفصة‪ ,‬فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها حتى عادها‬ ‫ليردنها إليها فبعثت بها إليه فنسخها عثمان هذه المصاحف‪ ,‬ثم ردها إليها فلم تزل‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 6‬ص‪ 183‬ح‪4987‬و‪ 4988‬كتاب فضائل القرآن باب جمع‬ ‫القرآن‪.‬‬ ‫‪350‬‬

‫عندها‪ ،‬وقال سالم‪ :‬أن مروان كان يرسل إلى حفصة‪ ,‬يسألها الصحف التي كتب‬ ‫فيها القرآن‪ ،‬فتأبى حفصة أن تعطيه إياها‪ ،‬فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها‪,‬‬ ‫أرسل مروان إلى عبد هللا بن عمر ليرسل إليه بتلك الصحف‪ ,‬فأرسل بها عبد هللا‬ ‫بن عمر‪ ,‬فأمر بها مروان فشققت‪ ,‬وقال‪ :‬إنما فعلت هذا ألن ما فيها قد كتب وخط‬ ‫في المصاحف‪ ,‬فخشيت إن طال في الناس زمان أن يرتاب في شأن هذا‬ ‫المصحف مرتاب‪ ,‬أو يقول قائل‪ :‬قد كان فيها شئ لم يكتب‪)1(.‬‬

‫والظاهر أن ما كان يخشى منه مروان كان حقا‪ ,‬وإنما لم يتلفها عثمان‪ ,‬إما للعهد‬ ‫الذي عهده‪ ,‬أو كان مطمئنا بعدم انتشارها‪ ,‬أو كان بانيا عليه فغفل عنه‪ ,‬بل ال‬ ‫يبعد أن يكون ما فعله مروان من أمره ووصيته‪ ,‬وكيف كان فما جمعه عثمان‬ ‫وهذبه بزعمه بمشاركة من علم انحرافهم عن الدين مثل زيد بن ثابت‪ ,‬وعبد هللا‬ ‫بن الزبير‪ ,‬وأنس بن مالك‪ ,‬وسعيد بن العاص‪ ,‬وعبد الرحمن بن الحارث بن‬ ‫هشام‪ ,‬ومروان وزياد‪ ,‬كان قابال أيضا للتغيير والنقصان ومعرضا إلنجاز مكائد‬ ‫الشيطان‪ ,‬مضافا إلى ما أسسوه من احتمال تطرق نسخ التالوة على بعض اآليات‬ ‫كما مر في خبر ابن سيرين‪ ,‬وسهولة إقامة شهود الزور عليه‪ ,‬وقد مر أنهم لم‬ ‫ينكروا عليه إحراقه تلك المصاحف‪ ,‬وقد كان ذلك في أول خالفته‪ ,‬وهو من‬ ‫األمور العظيمة التي كان الطعن عليه بها أظهر وأعذر مما نقموا عليه مما جعلوه‬ ‫سببا لقتله‪ ,‬فكيف ينكرون عليه إخراج بعض الكلمات أو اآليات منه ولو لالحتمال‬ ‫المذكور؟ ويؤيد ذلك أنه لم يدخل في هذا العمل أحدا ممن كان حميد الطريقة‬ ‫مرضي الدين والسريرة ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬المصاحف البن أبي داود‪,102:‬في جمع عثمان رحمة هللا عليه المصاحف‪.‬‬

‫‪351‬‬

‫نعم نقل السيد األجل رضي الدين بن طاووس في أواخر كتاب سعد السعود‪ ,‬عن‬ ‫أبي جعفر محمد بن منصور بن يزيد المقري‪ ,‬ما لفظه‪ :‬إن القرآن جمعه على‬ ‫عهد أبي بكر زيد بن ثابت‪ ,‬وخالفه في ذلك أبي وعبد هللا ابن مسعود وسالم مولى‬ ‫أبي حذيفة‪ ,‬ثم عاد عثمان جمع المصحف برأي موالنا علي بن أبي طالب‪ ,‬وأخذ‬ ‫عثمان مصحف أبي وعبد هللا بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة فغسلها غسال‪,‬‬ ‫وكتب عثمان مصحفا لنفسه ومصحفا ألهل المدينة ومصحفا ألهل مكة ومصحفا‬ ‫ألهل الكوفة ومصحفا ألهل البصرة ومصحفا ألهل الشام‪ .‬انتهى‪ )1(.‬وهو في‬ ‫الغرابة بمكان مثل ما رواه السيوطي في اإلتقان‪ ,‬عن ابن أبي داود‪ ,‬عن سويد بن‬ ‫غفلة‪ ,‬قال‪ :‬قال علي‪:‬ال تقولوا في عثمان إال خيرا‪,‬فوهللا ما فعل الذي فعل في‬ ‫المصاحف إال عن مأل منا‪,‬قال‪:‬ما تقولون في هذه القراءة‪,‬فقد بلغني أن بعضهم‬ ‫يقول‪:‬إن قراءتي خير من قراءتك‪,‬وهذا يكاد يكون كفرا‪ ,‬قلنا‪ :‬فما ترى؟ قال‪ :‬أرى‬ ‫أن يجمع الناس على مصحف واحد‪ ,‬فال تكون فرقة وال اختالف‪ ,‬قلنا‪ :‬نعم ما‬ ‫رأيت‪)2(.‬‬ ‫وفيه‪ :‬مع ضعفه وظهور عالئم الوضع فيه على مذهبنا‪ ,‬تناقض يدخله في أقسام‬ ‫المنكرات‪ ,‬فإن قرب قول من فضل بين القراءات على بعض إلى الكفر‪ ,‬ألن فيه‬ ‫شائبة توهين المفضل عليه المأخوذ عن النبي "صلى هللا عليه واله" متواترا على‬ ‫ما زعموا‪ ,‬كما نص عليه في آخر الباب السابع والعشرين‪ ,‬قال‪ :‬إنه قد ترجح‬ ‫إحدى القرائتين على األخرى ترجيحا يكاد يسقطها‪ ,‬وهذا غير مرضي‪ ,‬ألن كال‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪ ,278‬فصل فيما ذكره من كتاب عليه جزء فيه‬ ‫اختالف المصاحف تأليف أبي جعفر محمد بن منصور رواية محمد بن زيد بن‬ ‫مروان‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,210‬النوع الثامن عشر‪:‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪352‬‬

‫منهما متواتر‪ ,‬وقد حكى أبو عمر الزاهد في كتاب اليواقيت‪ ,‬عن ثعلب‪ ,‬أنه قال‪:‬‬ ‫إذا اختلف اإلعرابان في القرآن لم أفضل إعرابا على إعراب‪ ,‬فإذا خرجت إلى‬ ‫كالم الناس فضلت األقوى‪ ,‬وقال أبو جعفر النحاس‪ :‬السالمة عند أهل الدين إذا‬ ‫صحت القراءتان‪ ,‬أال يقال إحداهما أجود‪ ,‬ألنهما جميعا عن النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله" فيأثم من قال ذلك وكان رؤساء الصحابة ينكرون مثل هذا‪ .‬وقال أبو شامة‪:‬‬ ‫أكثر المصنفون من الترجيح بين قراءة مالك وملك‪ ,‬حتى إن بعضهم يبالغ إلى حد‬ ‫يكاد يسقط وجه القراءة األخرى وليس هذا بمحمود بعد ثبوت القراءتين‪)1(.‬‬

‫وعن النووي كانوا يكرهون أن يقولوا قراءة عبد هللا وقراءة سالم وقراءة أبي‬ ‫وقراءة زيد‪ ,‬بل يقال‪ :‬فالن كان يقرأ بوجه كذا وفالن يقرأ بوجه كذا‪)2(.‬‬

‫فإذا كان التفضيل قريبا من الكفر‪ ,‬فإعدام ستة من القراءات المأخوذة عن النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله" كذلك‪ ,‬وانحصارها في واحدة عين الكفر والزندقة‪ ,‬وظاهر‬ ‫الخبر أنه أراد ردعهم عن األول‪ ,‬فأوقعهم في أشد منه بمراتب‪ ,‬كما قيل سترت‬ ‫شيئا وظهرت أشياء ‪.‬‬ ‫واعلم أنه قد مر أن مدعي السقوط والتغيير في الجمع الثاني يحتاج إلى إقامة‬ ‫الدليل‪ ,‬ولكنه يمكن أن يقال بعدما ذكرنا من كيفية هذا الجمع‪ ,‬وأن الوجود بأيدي‬ ‫الناس هو ما جمعه‪ ,‬وانعدام جميع المصاحف حتى ما جمعه األول وتابعيه‪ ,‬أن‬ ‫العلم بمطابقة ما جمعه لتمام المنزل إعجازا‪ ,‬أو لما جمعه األول بناء على اجتماع‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,281‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪ :‬والكالم للنخعي والنووي في المصدر‪.‬‬

‫‪353‬‬

‫جميعه عنده وأنه األصل الذي استنسخ مصحفه منه‪ ,‬متوقف على أحد أمور‪,‬‬ ‫بعضها معلوم االنتفاء‪ ,‬مثل عدالة الناسخين والكاتبين أو صدقهم أو العرض على‬ ‫المصحف الصحيح التام‪ ,‬وبعضها مشكوك يحتاج إلى اإلثبات كإخبار المعصوم‬ ‫"عليه السالم" بالمطابقة‪ ,‬أو اإلجماع عليها أو غير ذلك مما يأتي ذكره مع‬ ‫الجواب عنه مفصال إن شاء هللا تعالى ‪.‬‬ ‫وأما الثاني‪ :‬فيتضح بذكر ما ورد مما يدل صريحا على إسقاطه بعض اآليات أو‬ ‫الكلمات أو سقوطه من مصحفه‪ ,‬مضافا إلى بطالن غيره من الدواعي كما يأتي‪,‬‬ ‫فينحصر فيه‪ ,‬وتصريح جماعة‪ ,‬قال السيد علي بن أحمد الكوفي في كتاب‬ ‫االستغاثة وقد صنفه في أيام استقامته‪ :‬ومن بدعه‪ -‬أي عثمان ‪ -‬أنه جمع ما عند‬ ‫الناس من صحف القرآن‪ ,‬فلم يترك عند أحد صحيفة فيها شيء من القرآن إال‬ ‫أخذها منه‪ ,‬غير عبد هللا بن مسعود فإنه امتنع من دفع صحيفته إليه‪ ,‬فطالبه بدفعه‬ ‫فأبى فضربه حتى كسر له ضلعين‪ ,‬وحمل من موضعه ذلك لما به‪ ,‬فبقي عليال‬ ‫أياما فالموا عثمان في أمره فنهض ومعه مال ليدفعه إليه ويستحل مما فعله به‪,‬‬ ‫فدخل عثمان ومن معه إلى ابن مسعود فكلمه في ذلك فدمعت عيناه فنادى‪ :‬يا‬ ‫معشر المهاجرين واألنصار ألستم تعلمون أن رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‬ ‫قال‪ :‬رضيت ألمتي ما رضي لها ابن أم عبد؟ قالوا‪ :‬اللهم نشهد‪ ,‬قال‪ :‬فاشهدوا‬ ‫علي أني ما أرضى ألمة حبيبي رسول هللا "صلى هللا عليه واله" عثمان‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫فنهض عثمان من عنده حنقا عليه‪ ,‬وبعد أيام أخبر عثمان بموته‪ ,‬وكان مات‬ ‫بضرب عثمان‪ ,‬ثم عمد إلى المصاحف فألف منها هذا المصحف الذي في أيدي‬ ‫الناس‪ ,‬فأمر مروان بن الحكم وزياد بن سمية وكانا كاتبيه يومئذ‪ ,‬أن يكتبا هذا‬ ‫المصحف مما ألفه من تأليــــف المصحف‪ ,‬ودعا زيد بن ثابت فأمره أن يجعل له‬

‫‪354‬‬

‫قراءة يحمل الناس عليها ففعل ذلك‪ ,‬ثم طبخ تلك الصحف بالماء على النار‬ ‫وغسلها ورمى بها‪ ,‬وهذه بدعة في اإلسالم عظيمة الذكر فظيعة األمر‪ ,‬ألنه ال‬ ‫يخلو من أن تكون في تلك الصحف ما هو في هذا المصحف أو كان فيها زيادة‬ ‫على ما هو في أيدي الناس‪ ,‬فإن كان فيها ما هو في أيدي الناس فال معنى لفضله‬ ‫من الطبخ‪ ,‬إذ كان جائزا أن يكون عند قوم بعض القرآن في بعض المصحف من‬ ‫غير أن يكون عنده القرآن كله‪ ,‬وهذا ما ال يظنه ذو فهم‪ ,‬فإن كان فيها زيادة على‬ ‫ما في أيدي الناس فقد منع المسلمين منه‪ ,‬وقصد إبطال بعض كتاب هللا عز وجل‬

‫وتعطيل بعض شريعته‪ ,‬ومن قصد ذلك فقد حق عليه قول هللا تعالى‪﴿ :‬أَفَت ُؤْ ِمنُونَ‬ ‫ض﴾ البقرة‪ ,85:‬اآلية‪ ,‬هذا مع ما يلزمه من الحجة‬ ‫ب َوت َ ْكفُ ُرونَ ِببَ ْع ٍّ‬ ‫ِب َب ْع ِ‬ ‫ض ْال ِكتَا ِ‬ ‫أنه لم يترك ذلك ويطرحه تعمدا إال وفيه ما قد كره‪ ,‬ومن يكره ما انزل هللا في‬

‫كتابه حبط جميع عمله كما قال هللا تعالى‪ٰ ﴿ :‬ذَ ِل َك بِأَنَّ ُه ْم َك ِر ُهوا َما أ َ ْنزَ َل َّ‬ ‫اَّللُ‬ ‫فَأ َ ْح َب َ‬ ‫ع َمالَ ُه ْم﴾ محمد‪ ,9:‬وهو ممن أخذ بتحقيق هذه اآلية فهي له أحق‪ ,‬ألنه‬ ‫ط أَ ْ‬ ‫ممن قصد إلى صحف القرآن فطبخها بالماء وغسلها تعطيال لما كان فيها من‬ ‫القرآن‪ ,‬وقد اجمع أهل النقل واآلثار من الخاص والعام أن هذا الذي في أيدي‬ ‫الناس من القرآن ليس هذا القرآن كله‪ ,‬وأنه ذهب من القرآن ما ليس هو في أيدي‬ ‫الناس‪ ,‬وبهذا تحقق ما قلناه أنه كان في تلك الصحف شيء من القرآن كرهه‬ ‫عثمان فأزاله عن أيدي الناس ‪ ,‬وكفى بذلك عناده هلل ورسوله انتهى‪)1(.‬‬

‫وقال السيد األجل علي بن طاووس رحمه هللا تعالى في كتاب سعد السعود‪ :‬ذكر‬ ‫أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي في أواخر تفسيره الذي ذكر أنه في عشرة‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االستغاثة في بدع الثالثة ألبي القاسم الكوفي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,92-90‬فصل في ذكر البدع‬ ‫الثالث منهم‪.‬‬ ‫‪355‬‬

‫مجلدات ما لفظه‪ :‬محنة الرافضة على ضعفاء المسلمين أعظم من محنة الزنادقة‪,‬‬ ‫ثم شرع يدعى بيان ذلك بأن الرافضة تدعى نقصان القرآن وتبديله وتغييره‪ ,‬فيقال‬ ‫له كلما ذكرته من طعن وقداح على من يذكر‪ :‬أن القرآن وقع فيه تبديل وتغيير‬ ‫فهو متوجه على سيدك عثمان بن عفان‪ ,‬ألن المسلمين أطبقوا أنه جمع الناس‬ ‫على هذا المصحف الشريف‪ ,‬وحرف وأحرق ما عداه من المصاحف‪ ,‬فلوال‬ ‫اعتراف عثمان بأنه وقع تبديل وتغيير من الصحابة ما كان هناك مصحف‬ ‫محرف وكانت تكون متساوية‪.‬انتهى‪)1(.‬‬

‫وذكر الشيخ علي بن محمد المقابي في مشارق األنوار الملكوتية قريبا مما ذكره‬ ‫صاحب االستغاثة‪)2(.‬‬

‫ويأتي كالم الشيخ في تلخيص الشافي‪ ,‬وقال الفاضل المقداد في اللوامع اإللهية في‬ ‫مطاعنه‪ :‬التاسع حمل الناس على قراءة زيد وأسقط ما شك أنه قرآن‪)3(.‬‬

‫وقال الفاضل الشيخ يحيى المفتي تلميذ المحقق الثاني في كتاب اإلمامة في الطعن‬ ‫التاسع كالما يقرب مما ذكره صاحب البدع‪ ,‬وقد مر بعضه في نقل األقوال‪)4(,‬‬ ‫وأما األخبار فهي كثيرة ‪:‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪ ,144‬فصل فيما ذكره من أواخر المجلد من تفسير‬ ‫أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي من القائمة الثانية إلى ما ذكره من كالمه في‬ ‫الكراس األول‪.‬‬ ‫‪ -2‬لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫‪ -3‬لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫‪ -4‬لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور‪.‬‬

‫‪356‬‬

‫أ‪ :‬ما مر عن البخاري(‪ ,)1‬وأبي عبيدة ‪ ,‬وابن األنباري‪ ,‬وابن مردويه‪)2(,‬‬

‫والراغب(‪ ,)3‬بطرقهم‪ :‬أن األحزاب كانت تقرأ في زمان النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله" مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إال على ما هو أالن ‪.‬‬ ‫ب‪ :‬الشيخ شاذان بن جبريل القمي في كتابي الروضة والفضائل‪ ,‬بإسناده إلى‬ ‫المقداد بن األسود الكندي‪ ,‬قال‪ :‬كنا مع رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" وهو‬ ‫متعلق بأستار الكعبة وهو يقول‪ :‬اللهم اعضدني‪ ,‬واشدد أزري‪ ,‬واشرح صدري‪,‬‬ ‫وارفع ذكري‪ ,‬قال‪ :‬فنزل جبرائيل"عليه السالم" وقال‪ :‬اقرأ يا محمد‪ ,‬قال‪ :‬وما‬

‫ص ْد َر َك ﴿‪﴾1‬‬ ‫أقرأ ؟ قال‪ :‬إقرأ‪﷽﴿ :‬‬ ‫أَلَ ْم نَ ْش َرحْ لَ َك َ‬ ‫ض َ‬ ‫ظ ْه َر َك ﴿‪َ ﴾3‬و َرفَ ْعنَا َل َك ِذ ْك َر َك‬ ‫َو َو َ‬ ‫ض ْعنَا َ‬ ‫ع ْن َك ِو ْز َر َك ﴿‪ ﴾2‬الَّذِي أَ ْنقَ َ‬ ‫﴿‪ -﴾4‬بعلي صهرك‪ ﴾-‬الشرح‪ ,‬قال‪ :‬فقرأها عليهم "صلى هللا عليه وآله"‪ ,‬وأثبتها‬ ‫ابن مسعود‪ ,‬وأسقطها عثمان‪ )4(,‬وتقدم الخبر عن أربعين أسعد بن إبراهيم‬ ‫الحنبلي(‪ )5‬بأدنى تفاوت(‪.)6‬‬

‫ج‪ :‬السيوطي في اإلتقان‪ ,‬قال‪ -:‬أي عبيدة ‪ -‬عن حميدة بنت أبي يونس‪ ,‬قالت‪ :‬قرأ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفق نسخة البخاري التي تتبعتها لم أقف على هذا الخبر‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 6‬ص‪,560‬سورة السجدة‪.28:‬‬ ‫‪ -3‬محاضرات األدباء للراغب‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,448‬الحد العشرون في الديانات‬ ‫والعبادات ‪,‬ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما ادعى أنه من القرآن مما ليس في‬ ‫المصحف وما ادعى أنه منه وليس فيه‪.‬‬ ‫‪ -4‬الروضة لشاذان القمي‪:‬ص‪,168‬ح‪ ,144‬حديث علي عضد النبي‪ ,‬والفضائل لشاذان‬ ‫القمي‪:‬ص‪,151‬في خبر االسقف‪.‬‬ ‫‪ -5‬جاء"االربلي" في المصدر‪.‬‬ ‫‪ -6‬األربعون حديث ألسعد بن إبراهيم االربلي‪:‬ص‪,104‬الحديث التاسع والثالثون‪,‬رفع‬ ‫ذكره "ص" بعلي"ع"‪.‬‬ ‫‪357‬‬

‫علي أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة ﴿إِ َّن َّ‬ ‫صلُّونَ‬ ‫اَّللَ َو َم َالئِ َكت َهُ يُ َ‬ ‫س ِلي ًما‪ -‬وعلى الذين‬ ‫س ِلّ ُموا تَ ْ‬ ‫صلُّوا َ‬ ‫َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ي ِ يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َ‬ ‫علَى النَّ ِب ّ‬ ‫يصلون الصفوف‬

‫األول‪﴾-‬‬

‫األحزاب‪ ,56:‬قالت‪ :‬قبل أن يغير عثمان‬

‫المصاحف‪)1(.‬‬

‫د‪ :‬العالمة رحمه هللا في بحث القنوت من التذكرة‪ ,‬روى واحد من الصحابة‬ ‫صورتين‪ :‬إحداهما (اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونستهديك ونستنصرك‪ ,‬ونؤمن‬ ‫بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله‪ ,‬نشكرك وال نكفرك ونخلع ونترك من‬ ‫يفجرك) والثانية (اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونرجو‬ ‫رحمتك ونخشى عذابك وإن عذابك بالكفار ملحق)‪ ,‬فقال عثمان‪ :‬اجعلوهما في‬ ‫القنوت‪ ،‬ولم يثبتهما في المصحف النفراد الواحد‪ ,‬وكان عمر يقنت بذلك‪ ,‬ولم ينقل‬ ‫ذلك من طريق أهل البيت "عليهم السالم" ‪ ،‬فلو قنت بذلك جاز الشتماله على‬ ‫الدعاء ‪ ,‬انتهى‪)2(.‬‬

‫قلت‪ :‬قال الشيخ محمد المشهدي المقدم على العالمة في المزار الكبير‪ :‬أخبرني‬ ‫الشيخ الجليل المقرئ مسلم بن نجم المعروف بابن األخت‪ ,‬البزاز الكوفي الزيدي‪,‬‬ ‫إمالء من لفظه‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد المقرئ‪ ,‬قال‪ :‬حدثني عبد‬ ‫هللا بن حمدان ويعرف بنميس المعدل ‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن إسماعيل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬ ‫أبو نعيم‪ ،‬عن حمزة الزيات‪،‬عن حبيب بن أبي ثابت‪ ،‬عن عبد الرحمان بن األسود‬ ‫الكاهلي ‪ ,‬وأخبرنـــــــي الفقيه الجليل العالم عز الدين أبو المكارم حمزة بن زهرة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,82‬النوع السابع واألربعون‪:‬في ناسخه ومنسوخه‪.‬‬ ‫‪ -2‬تذكرة الفقهاء للعالمة الحلي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,263‬في استحباب رفع اليدين بالقنوت‪.‬‬ ‫‪358‬‬

‫الحسيني الحلبي إمالء من لفظه وأراني المسجد‪ ,‬وروى لي هذا الخبر عن رجاله‬ ‫عن الكاهلي‪ ,‬قال‪ :‬قال لي‪ :‬أال تذهب بنا إلى مسجد أمير المؤمنين "عليه السالم"‬ ‫فنصلي فيه‪ ,‬قلت‪ :‬وأي المساجد هذا؟ قال‪ :‬مسجد بني كاهل‪ ،‬وأنه لم يبق منه سوى‬ ‫أسه ‪ ،‬وأس مئذنته ‪ ,‬قلت‪ :‬حدثني بحديثه‪ ،‬قال‪ :‬صلى علي بن أبي طالب بنا في‬ ‫مسجد بني كاهل الفجر فقنت بنا‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم إنا نستعينك و نستغفرك ونستهديك‪،‬‬ ‫ونؤمن بك‪ ,‬ونتوكل عليك‪ ،‬ونثني عليك الخير كله‪ ،‬نشكرك وال نكفرك‪ ,‬ونخلع‬ ‫ونترك من ينكرك‪ .‬اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد‪ ،‬وإليك نسعي ونحفد‪ ،‬نرجو‬ ‫رحمتك ونخشى عذابك‪ ,‬إن عذابك بالكافرين ملحق ‪.‬اللهم أهدنا فيمن هديت ‪,‬‬ ‫الدعاء(‪ )1‬ورواه في البحار عن مزار الشهيد‪ ,‬عن حبيب بن أبي ثابت مثله‪)2(,‬‬

‫والسيد عبد الكريم بن طاووس المعاصر للعالمة‪ ,‬ينقل في كتابه فرحة الغري عن‬ ‫المزار المتقدم‪ )3(,‬فقوله رحمه هللا لم ينقل من طريق أهل البيت "عليهم السالم"‬ ‫لعله في غير محله ‪.‬‬ ‫هـ ‪ :‬ما مر عن العياشي بسنده عن محمد بن مسلم‪ ,‬عن أبي بصير‪ ,‬قال‪ :‬قال جعفر‬ ‫بن محمد‪ :‬خرج عبد هللا بن عمرو بن العاص من عند عثمان‪ ,‬فلقي أمير المؤمنين‬ ‫صلوات هللا عليه له‪ ,‬فقال‪ :‬يا علي بيتنا الليلة في أمر نرجو أن يثبت هللا هذه األمة‪,‬‬ ‫فقال أمير المؤمنين‪ :‬لن يخفى علي ما بيتم فيه‪ ,‬حرفتم فيه وغيرتم وبدلتم تسع مئة‬

‫حرف‪ ,‬ثالثمائة حرفتم وثالثمائة غيرتم وثالثمائــــــة بدلتم ﴿فَ َو ْي ٌل ِللَّ ِذينَ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬المزار لمحمد بن المشهدي‪ ,121-120:‬الباب "‪ "3‬ذكر ما جاء في مسجد بني كاهل‬ ‫ويعرف بمسجد أمير المؤمنين "ع"‪.‬‬ ‫‪ -2‬بحار األنوار للمجلسي‪:‬ج‪ 97‬ص‪ 453-452‬ح‪,27‬الباب السابع في مسجد السهلة‬ ‫وسائر المساجد بالكوفة‪,‬مسجد بني كاهل والصالة والدعاء فيه‪.‬‬ ‫‪ -3‬وفق تتبعي لم أقف على الخبر في الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫‪359‬‬

‫اب ِبأ َ ْيدِي ِه ْم ث ُ َّم يَقُولُونَ ٰ َهذَا ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫اَّللِ﴾ إلى آخر اآلية ﴿ ِم َّما‬ ‫يَ ْكتُبُونَ ْال ِكتَ َ‬

‫َي ْك ِسبُونَ ﴾‬

‫البقرة‪)1(.79:‬‬

‫و‪ :‬فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره‪ ,‬عن إسماعيل بن إبراهيم معنعنا‪ ,‬عن‬ ‫ميسرة بن فالن الشك من الحسن‪ ,‬قال‪ :‬سمعت علي بن موسى الرضا "عليهما‬ ‫السالم" وهو يقول‪ :‬ال وهللا ال يرى في النار منكم اثنان أبدا‪ ,‬ال وهللا وال واحد‪,‬‬ ‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬أصلحك هللا أين هذا في كتاب هللا ؟ قال‪ :‬هو في الرحمان وهو قوله‬

‫س َو َال َج ٌّ‬ ‫ان﴾ الرحمن‪,39:‬‬ ‫ع ْن ذَ ْنبِ ِه ‪ -‬منكم‪ -‬إِ ْن ٌ‬ ‫تبارك وتعالى ﴿فَيَ ْو َمئِ ٍّذ َال يُ ْسأ َ ُل َ‬ ‫‪.‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ليس فيها "منكم" ‪.‬قال‪ :‬بلى وهللا إنه لمثبت فيها‪ ,‬وإن أول من غير ذلك‬ ‫البن أروى‪.‬الخبر‪)2(.‬‬

‫ز‪ :‬أحمد بن محمد السياري في كتاب القراءات‪ ,‬عن محمد بن عباد ‪,‬عن بعض‬ ‫أصحابه‪ ,‬عن أبي الحسن الرضا "عليه السالم" قال‪ :‬ال يرى في النار منكم اثنان‪,‬‬ ‫ال وهللا وال واحد‪ ,‬ذلك في كتاب هللا تعالى ‪ ,‬قلت‪ :‬أين هو من كتاب هللا تعالى؟‬ ‫فسكت عني حوال‪ ,‬ثم اجتمعت معه في الطواف فقال "عليه السالم" ‪ :‬ما أذن لي‬ ‫إال الساعة قال هللا تعالى ‪:‬‬

‫﴿‬

‫ع ْن ذَ ْنبِ ِه ‪ -‬منكم‪-‬‬ ‫َال يُ ْسأ َ ُل َ‬

‫س َو َال َج ٌّ‬ ‫ان﴾‬ ‫إِ ْن ٌ‬

‫الرحمن‪ ,,39:‬قلت‪ :‬ليس "منكم"؟ قال‪ :‬بلى‪ ,‬ولكن محاها ابن أروى‪)3(.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,48-47‬ح‪,62‬سورة البقرة‪.79:‬‬ ‫‪ -2‬تفسير فرات الكوفي‪ 462-461:‬ح‪,4‬سورة الرحمن‪.39‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 150‬ح‪,551‬سورة الرحمن‪.39:‬‬

‫‪360‬‬

‫ج‪:‬الصدوق في بشارة الشيعة‪)1(,‬على ما في تفسير البرهان للسيد المحدث‬ ‫التوبلي‪ )2(,‬عن محمد بن ماجيلويه‪ ,‬عن محمد بن يحيى‪ ,‬عن حنظلة‪ ,‬عن ميسر‪,‬‬ ‫قال‪ :‬سمعت أبا الحسن الرضا "عليه السالم" يقول‪ :‬ال يرى منكم في النار اثنان‪ ,‬ال‬ ‫وهللا وال واحد‪ ,‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬أين ذا من كتاب هللا؟ فأمسك عني هنيئة وفي نسخة سنة‬ ‫‪ ,‬قال‪ :‬فإني معه ذات يوم في الطواف‪ ,‬إذ قال‪ :‬يا ميسر أذن لي في جوابك عن‬ ‫مسألتك كذا‪ ,‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فأين هو من القرآن؟ فقال‪ :‬في سورة الرحمن‪ ,‬وهو قول هللا‬

‫س َو َال َج ٌّ‬ ‫ان﴾ الرحمن‪ ,39:‬فقلت له‪:‬‬ ‫ع ْن ذَ ْنبِ ِه ‪ -‬منكم‪ِ -‬إ ْن ٌ‬ ‫عز ﴿فَ َي ْو َمئِ ٍّذ َال يُ ْسأ َ ُل َ‬ ‫ليس فيها "منكم" قال‪ :‬إن أول من قد غيرها ابن أروى‪ ,‬وذلك أنها عليه وعلى‬ ‫أصحابه ولو لم يكن فيها "منكم" لسقط عقاب هللا عز وجل عن خلقه‪ ,‬إذا لم يسأله‬ ‫عن ذنبه إنس وال جان فلمن يعاقب هللا إذا يوم القيامة! وأروى‪ :‬هي أم عثمان بنت‬ ‫كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس ‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ويدخل في سلك تلك األخبار ما ورد في تغليط بعض الكلمات الموجودة‬ ‫والحروف المثبتة‪ ,‬وأنه من خطأ الكتاب‪ ,‬إذ جميع ما في المصحف الموجود‬ ‫ينتهي إلى مصحفه ويستند إلى فعله وفعل كتابه ‪.‬‬ ‫ط‪ :‬أحمد بن محمد‪ ,‬عن بن سالم‪ ,‬عن حبيب السجستاني‪ ,‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر‬ ‫"عليه السالم" ‪ ،‬والعياشي بإسناده عنه "عليه السالم" ‪ :‬إن القرآن قد طرح منه‬ ‫آي كثيرة‪ ,‬ولم يزد فيه إال حروف‪ ,‬أخطأت بها الكتبة ‪ ,‬وتوهمتها الرجال ‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬فضائل الشيعة البن بابويه القمي‪:‬ص‪,41-40‬الحديث الثالث واألربعون‪.‬‬ ‫‪ -2‬البرهان لهاشم البحراني‪:‬ج‪ 7‬ص‪,393‬ح‪,2‬سورة الرحمن‪,39:‬نقال عن ابن بابويه‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 180‬ح‪,73‬سورة إل عمران‪.81:‬‬

‫‪361‬‬

‫ي‪ :‬الكليني عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ,‬عن إبراهيم بن‬ ‫عمر اليماني‪ ,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم"‪ ,‬قال‪ :‬سألته عن قول هللا عز وجل‬ ‫ع ْد ٍّل ِم ْن ُك ْم﴾ المائدة‪ ,106:‬قال‪ :‬العدل رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‬ ‫﴿ذَ َوا َ‬ ‫واإلمام من بعده‪ ,‬ثم قال‪ :‬هذا مما أخطأت به الكتاب‪)1(.‬‬

‫يا‪ :‬وعن علي بن إبراهيم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن ابن أبي عمير‪ ,‬عن حماد بن عثمان‪,‬‬ ‫ع ْد ٍّل ِم ْن ُك ْم﴾ المائدة‪ ,106:‬فقال‪:‬‬ ‫قال‪ :‬تلوت عند أبي عبد هللا "عليه السالم"‪﴿ :‬ذَ َوا َ‬ ‫"ذو عدل منكم" ‪ ,‬هذا مما أخطأت به الكتاب‪)2(.‬‬

‫يب‪ :‬السياري عن البرقي‪ ,‬عن حماد بن عيسى‪ ,‬عن ربعي بن الجارود‪ ,‬عن‬

‫ع ْد ٍّل‬ ‫محمد بن مسلم‪ ,‬عن أبي جعفر "عليه السالم" أنه قرأ‪َ ﴿ :‬ي ْح ُك ُم ِب ِه ذَ َوا َ‬

‫ِم ْن ُك ْم﴾‬

‫المائدة‪ ,95:‬ثم قال‪ :‬وهذا مما أخطأت به الكتاب‪)3(.‬‬

‫ب‬ ‫يج‪ :‬العياشي عن جابر‪ ,‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر "عليه السالم" عن قول هللا‪َ ﴿ :‬ر ّ ِ‬ ‫ي﴾ نوح‪ ,28:‬قال‪ :‬هذه كلمة صحفها الكتاب‪ ,‬إنما كان استغفاره‬ ‫ا ْغ ِف ْر ِلي َو ِل َوا ِلدَ َّ‬ ‫ألبيه عن موعدة وعدها إياه وإنما قال‪":‬رب اغفر لي ولولدي" يعنى‪ :‬إسماعيل‬ ‫واسحق‪ ,‬والحسن والحسين وهللا ابنا رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪)4(.‬‬

‫يد‪ :‬السيوطي في اإلتقان‪ ,‬أخرج ابن جرير‪ ,‬وسعيد بن منصور‪ ,‬في سننه من‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 4‬ص‪ 396‬ح‪,3‬باب نوادر‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 205‬ح‪ ,247‬في قراء"ذوا عدل منكم"‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 46‬ح‪,167‬سورة المائدة‪.95:‬‬ ‫‪ -4‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 235‬ح‪,47‬سورة نوح‪.28:‬‬ ‫‪362‬‬

‫سوا‬ ‫طريق سعيد بن جبير‪ ,‬عن ابن عباس في قوله‪َ ﴿ :‬حت َّ ٰى تَ ْستَأْنِ ُ‬ ‫س ِلّ ُموا﴾ نور‪ ,27:‬قال‪ :‬إنما هي خطأ من الكاتب! "حتى تستأذنوا وتسلموا"‪,‬‬ ‫َوت ُ َ‬ ‫أخرجه ابن أبي حاتم بلفظ "هو" فيما أحسب مما أخطأت به الكتاب‪)1(.‬‬

‫يه ‪ :‬وفيه أخرج ابن األنباري من طريق عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬أنه قرأ‪﴿ :‬أَفَ َل ْم‬ ‫يتبين‪ -‬الَّذِينَ آ َمنُوا أ َ ْن لَ ْو يَشَا ُء َّ‬‫اس َج ِميعًا ﴾‬ ‫اَّللُ لَ َهدَى النَّ َ‬

‫إنها في المصحف﴿أَفَلَ ْم يَ ْيأ َ ِس﴾‬

‫الرعد‪ ,31:‬فقيل له‬

‫فقال‪ :‬أظن الكاتب كتبها وهو ناعس‪)2(.‬‬

‫يو‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج سعيد بن منصور‪ ,‬من طريق سعيد بن جبير‪ ,‬عن ابن عباس‪,‬‬ ‫ُّك﴾ اإلسراء‪ ,23:‬إنما هي "ووصى‬ ‫ض ٰى َرب َ‬ ‫أنه كان يقول في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وقَ َ‬ ‫ربك" التزقت الواو بالصاد‪)3(.‬‬

‫يز‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج ابن أشته بلفظ استمد الكاتب منه مدادا كثيرا فالتزقت الواو‬ ‫بالصاد‪)4(.‬‬

‫يح‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج من طريق الضحاك‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬أنه كان يقرأ "ووصى‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,327‬النوع الحادي واألربعون‪ :‬في معرفة إعرابه‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪ -4‬نفس المصدر‪:‬ص‪.328‬‬

‫‪363‬‬

‫ربك" ويقول‪ :‬أمر ربك إنهما واوان التصقت إحداهما بالصاد‪)1(.‬‬

‫يط‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج ابن أشته من طريق أخرى عن الضحاك‪ ,‬أنه قال‪ :‬كيف تقرأ‬ ‫ُّك﴾ اإلسراء‪ ,23:‬قال‪ :‬ليس كذلك نقرؤها نحن وال‬ ‫ض ٰى َرب َ‬ ‫هذا الحرف قال‪َ ﴿ :‬وقَ َ‬ ‫ابن عباس!‪ ,‬إنما هو "ووصى ربك" وكذلك كانت تقرأ وتكتب‪ ,‬فاستمد كاتبكم‬

‫ص ْينَا الَّذِينَ‬ ‫فاحتمل القلم مدادا كثيرا فالتصقت الواو بالصاد ثم قرأ‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد َو َّ‬ ‫اب ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم َو ِإيَّا ُك ْم أَ ِن اتَّقُوا َّ‬ ‫اَّللَ ﴾ النساء‪ ,131:‬ولو كانت قضى‬ ‫أُوتُوا ْال ِكتَ َ‬ ‫من الرب‪ ,‬لم يستطع أحد رد قضاء الرب‪ ,‬ولكنه وصية أوصى بها العباد‪)2(.‬‬

‫ك‪ :‬وفيه‪,‬أخرج سعيد بن منصور وغيره‪ ,‬من طريق عمرو بن دينار‪ ,‬عن عكرمة‬

‫َارونَ ْالفُ ْرقَانَ‬ ‫س ٰى َوه ُ‬ ‫عن ابن عباس‪ ,‬أنه كان يقرأ‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد آتَ ْينَا ُمو َ‬ ‫ض َيا ًء﴾األنبياء‪ ,48:‬ويقول‪ :‬خذوا هذه الواو واجعلوها هنا‪ -﴿ :‬و‪ -‬الَّذِينَ قَا َل‬ ‫َو ِ‬ ‫اس قَ ْد َج َمعُوا‬ ‫لَ ُه ُم النَّ ُ‬ ‫اس ِإ َّن النَّ َ‬

‫لَ ُك ْم‪﴾..‬إل عمران‪ ,173:‬اآلية‪)3(.‬‬

‫كا‪ :‬وفيه‪ ,‬وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق الزبير بن خريت‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن‬

‫ش َو َم ْن‬ ‫ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬انزعوا هذه الواو فاجعلوها في‪﴿ :‬الَّذِينَ يَ ْح ِملُونَ ا ْلعَ ْر َ‬ ‫ح ْولَهُ﴾غافر‪)4(,7:‬‬ ‫َ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬لم أقف على الخبر في اإلتقان وفق تتبعي‪ ,‬ونقله الزرقاني في مناهل العرفان‪:‬ج‪1‬‬ ‫ص‪ ,390‬المبحث العاشر‪ :‬في كتابة القرآن ورسمه ومصاحفه وما يتعلق‬ ‫بذلك الشبهات التي أثيرت حول كتابة القرآن ورسمه‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي ‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,328‬النوع الحادي واألربعون‪ :‬في معرفة إعرابه‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪ -4‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪364‬‬

‫كب‪ :‬وفيه‪ ,‬عن أبي عبيد في فضائل القرآن‪ ,‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬عن هشام بن‬

‫ان‬ ‫عروة‪ ,‬عن أبيه قال‪ :‬سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله تعالى‪ِ ﴿ :‬إ ْن ٰ َهذَ ِ‬

‫ص َالةَ َو ْال ُمؤْ تُونَ ا َّلز َكاةَ﴾‬ ‫ان﴾ طه‪ ,63:‬وعن قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و ْال ُم ِق ِ‬ ‫س ِ‬ ‫يمينَ ال َّ‬ ‫لَ َ‬ ‫اح َر ِ‬ ‫النساء‪ ,162:‬وعن قوله تعالى‪:‬‬

‫صا ِبئُونَ ﴾‬ ‫﴿إِ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا َوالَّذِينَ هَادُوا َوال َّ‬

‫المائدة‪ ,69:‬فقالت‪ :‬يا بن أخي هذا عمل الكتاب أخطئوا في الكتاب "الرد من جهة‬ ‫اإلجمال في عبارة السيوطي منه" ‪,‬هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين‪)1(.‬‬

‫كج‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج ابن األنباري‪ ,‬وابن أشته‪ ,‬من طريق أبي بشير‪ ,‬عن سعيد بن‬ ‫جبير‪ ,‬أنه كان يقرأ‪:‬‬

‫ص َالةَ ﴾‬ ‫﴿ َو ْال ُم ِق ِ‬ ‫يمينَ ال َّ‬

‫النساء‪,162:‬ويقول‪:‬هو لحن من‬

‫الكاتب‪)2(.‬‬

‫قلت‪ :‬وتقدم بطرق عديدة أنه لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان‪ ,‬فوجد‬ ‫فيها من اللحن‪ ,‬فقال‪ :‬ال تغيروها فإن العرب ستغيرها‪ ,‬وفي رواية الثعلبي وابن‬ ‫قتيبة في كتاب المشكل‪ :‬دعوه فإنه ال يحلل حراما وال يحرم حالال‪)3(.‬‬

‫وقال السيد علي بن طاووس رحمه هللا في الطرائف‪ :‬إن كان عثمان يذكر أنه من‬ ‫هللا فهو كفر جديد ال يخفى على قريب وال بعيد‪ ,‬وإن كان من غير هللا فكيف نزل‬ ‫كتاب ربه مبدال مغيرا! ‪.‬لقد ارتكب بذلك بهتانا عظيما ومنكرا‪)4(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي ‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,320‬النوع الحادي واألربعون‪ :‬في معرفة إعرابه‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي ‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,321‬النوع الحادي واألربعون‪ :‬في معرفة إعرابه‪.‬‬ ‫‪ -3‬لم أقف على الخبر في المصدر والمذكور وذكرته مصادر أخرى منها تفسير‬ ‫البغوي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,310‬سورة النساء‪.161‬‬ ‫‪ -4‬الطرائف البن طاووس‪,491:‬قول عثمان إن في القران لحنا‪.‬‬

‫‪365‬‬

‫وقال رحمه هللا في سعد السعود‪ :‬عن البلخي في الجزء العاشر من تفسيره ما‬ ‫لفظه‪" :‬أم لهم شركوا" بالواو واأللف وكذلك الذي في عسق "أم لهم شركوا"‬ ‫وليس في القرآن بالواو واأللف غير هذين الحرفين‪ ,‬كذلك كتبوا "والضعفوا"‬ ‫بواو ال ألف قبلها "وتعصو أشركوا وبنوا الدار وقل هو نبأ" نقطة على صدر‬ ‫الواو ليست قدام الفآت الزوائد اإلعراب في الواو مع همزتها‪ ,‬ألن هذه الواو هي‬ ‫األعراب‪ ,‬وإنما كتب في المصاحف بالواو على لفظ المملى‪ ,‬وليست الواو منها‪,‬‬ ‫وإنما ادخلها سعد بن ابان الذي كتب مصحف عثمان على لفظ المملى‪ ,‬وليست‬ ‫في الوقف "واوا" بل هي همزة خفيفة انتهى‪ )1(.‬وال تخلو نسختي من سقم ‪.‬‬ ‫وفي الكشاف‪ :‬وقد اتفقت في خط المصحف أشياء خارجة عن القياسات التي بنى‬ ‫عليها علم الخط والهجاء‪ ,‬ثم ما عاد ذلك بصير وال نقصان الستقامة اللفظ وبقاء‬ ‫الحفظ‪ ,‬وكان اتباع خط المصحف سنة ال تخالف‪)2(.‬‬

‫وفي كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ :‬ومنها علم خط المصحف على ما‬ ‫اصطلح عليه الصحابة عند جمع القرآن الكريم على ما اختاره زيد بن ثابت‬ ‫ويسمى االصطالح السلفي انتهى‪)3(.‬‬

‫وقال المتعصب المتبحر عبد الرحمن بن خلدون المغربي في مقدمات تاريخه في‬ ‫جملة كالم له في صناعة الخط ‪ :‬فكان الخط العربي ألول اإلسالم غير بالغ إلى‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪ ,200‬فصل فيما ذكره من الجزء العاشر من تفسير‬ ‫البلخي من الوجهة الثانية من القائمة الثامنة من الكراس الثامن من تفسير قول هللا‪:‬‬ ‫وما نرى معكم شفعائكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,27‬سورة البقرة‪.1:‬‬ ‫‪ -3‬كشف الظنون لحاجي خليفة‪:‬ج‪ 1‬ص‪,713‬باب الخاء المعجمة‪ ,‬ذكر النقط واالعجام‬ ‫في اإلسالم‪.‬‬ ‫‪366‬‬

‫الغاية من اإلحكام واإلتقان واإلجادة وال إلى التوسط‪ ,‬لمكان العرب من البداوة‬ ‫والتوحش وبعدهم عن الصنائع‪ ,‬وانظر ما وقع ألجل ذلك في رسمهم المصحف‬ ‫حيث رسمه الصحابة بخطوطهم‪ ,‬وكانت غير مستحكمة في اإلجادة‪ ,‬فخالف‬ ‫الكثير من رسومهم ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهلها‪ ,‬ثم اقتفى التابعون‬ ‫من السلف رسمهم فيها تبركا بما رسمه أصحاب الرسول "صلى هللا عليه واله"‬ ‫وخير الخلق من بعده المتلقون لوحيه من كتاب هللا وكالمه‪ ,‬كما يقتفى لهذا العهد‬ ‫خط ولي أو عالم تبركا ويتبع رسمه خطأ أو صوابا‪ ,‬وأين نسبة ذلك من الصحابة‬ ‫فيما كتبوه‪ ,‬فاتبع ذلك وأثبت رسما ونبه العلماء بالرسم على مواضعه‪ ,‬وال تلتفتن‬ ‫في ذلك إلى ما يزعمه بعض المغفلين من أنهم كانوا محكمين لصناعة الخط! وأن‬ ‫ما يتخيل من مخالفة خطوطهم ألصول الرسم ليس كما يتخيل! بل لكلها وجه‬ ‫يقولون في مثل زيادة األلف في (ال أذبحنه) إنه تنبيه‪ ,‬على أن الذبح لم يقع! وفي‬ ‫زيادة الياء في (بأييد) إنه تنبيه‪ ,‬على كمال القدرة الربانية! وأمثال ذلك مما ال‬ ‫أصل له إال التحكم المحض‪ ,‬وما حملهم على ذلك إال اعتقادهم أن في ذلك تنزيها‬ ‫للصحابة عن توهم النقص في قلة إجادة الخط‪ ,‬وحسبوا أن الخط كمال فنزهوهم‬ ‫عن نقصه ‪,‬ونسبوا إليهم الكمال بإجادته‪ ,‬وطلبوا تعليل ما خالف اإلجادة من رسمه‬ ‫وذلك ليس بصحيح‪)1(.‬‬

‫وقال الراغب في المحاضرات‪ :‬كان القوم الذين كتبوا المصحف لم يكونوا قد‬ ‫حذقوا الكتابة‪ ,‬فلذلك وضعت أحرف على غير ما يجب أن تكون عليه‪)2(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تاريخ ابن خلدون‪:‬ج‪ 1‬ص‪,527-526‬الباب الخامس‪ ,‬الفصل الثالثون في أن الخط‬ ‫والكتابة من عداد الصنائع اإلنسانية‪.‬‬ ‫‪ -2‬محاضرات األدباء للراغب االصفهاني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,449‬الحد العشرون في الديانات‬ ‫والعبادات‪ ,‬ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما روي فيه زيادة‪.‬‬

‫‪367‬‬

‫وفي األنوار‪ :‬وهذا القرآن الموجود اآلن في أيدي الناس هو خط عثمان‪ ,‬وسموه‬ ‫اإلمام وأحرقوا ما سواه أو أخفوه‪ ,‬وبعثوا به زمن تخلفه إلى األقطار واألمصار‪,‬‬ ‫ومن ثم ترى قواعد خطه تخالف قواعد العربية‪ ,‬مثل كتابة األلف بعد المفرد‪,‬‬ ‫وعدمها بعد واو الجمع‪ ,‬وغير ذلك‪ ,‬وسموه رسم الخط القرآني ولم يعلموا أنه من‬ ‫عدم اطالع عثمان على قواعد العربية والخط‪ .‬انتهى‪)1(.‬‬

‫وقد أفرد لبيان المواضع التي خالف فيها رسم القرآن لقاعدة الكتابة بعض‬ ‫علمائنا‪ ,‬وداللة أغلب مواضعها على قلة معرفة كتاب األصل وجهلهم بقواعد‬ ‫الكتابة في غاية الظهور‪ ,‬بل منها ما لو قريء بظاهر الخط لكان لحنا ظاهرا مثل‬ ‫"ال أوضعوا" "وال أذبحنه" باأللف بعد ال و"الظالمين" بواو وألف و"بأييد" بيائين‬ ‫كما نص عليه السيوطي وغيره ‪)2(.‬‬

‫هذا وأما المخالفون فلحسن ظنهم بعثمان عدوا ذلك من علوم القرآن وسموه علم‬ ‫رسم المصحف كما عرفت‪ ,‬وصنفوا فيه كتبا مثل أبحاث الجليلة في شرح‬ ‫العقيلية‪ ,‬وكتاب المقنع ألبي عمرو الداني‪ ,‬وقد نظمه أبو القاسم المغربي وتعرف‬ ‫قصيدته بالرائية والعقيلة الرائية للشاطبي‪ ,‬وعنوان الدليل في مرسوم خط التنزيل‬ ‫ألبي العباس المراكشي‪ ,‬وكشف األسرار في رسم مصاحف األمصار‪ ,‬وإيضاح‬ ‫الخوالف في رسم مصاحف السوالف لمحمد بن محمد السمرقندي المقري‪ ,‬وله‬ ‫أيضا مشجر في ذلك‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬األنوار النعمانية‪:‬ج‪ 2‬ص‪,361‬في نورا فيما يختص بالصالة‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي ‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,322‬النوع الحادي واألربعون‪ :‬في معرفة إعرابه‪.‬‬

‫‪368‬‬

‫وفي اإلتقان‪,‬عن أحمد‪ :‬أنه يحرم مخالفة خط مصحف عثمان‪ )1(.‬وبعضهم لما‬ ‫ضاق به الخناق رام تضعيف بعض األخبار المتقدمة‪ ,‬فقال ابن األنباري في‬ ‫كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان كما في اإلتقان‪ :‬في األحاديث المروية‬ ‫عن عثمان في ذلك ال تقوم بها حجة‪ ,‬ألنها منقطعة غير متصلة‪ ,‬وما يشهد عقل‬ ‫بأن عثمان وهو إمام األمة الذي هو إمام الناس في وقته وقدوتهم يجمعهم على‬ ‫المصحف الذي هو اإلمام فيتبين فيه خلال ويشاهد في خطه زلال فال يصلحه! كال‬ ‫وهللا ما يتوهم عليه هذا ذو إنصاف وتمييز إلى آخر ما ذكره‪ )2(.‬ال يصلح عن‬ ‫حديث عائشة ألن إسناده صحيح وأيده بما تقدم من األخبار‪ ,‬وأجاب هو تبعا البن‬ ‫أشته‪ ,‬بأن المراد أخطأوا في االختيار وما هو األولى لجمع الناس عليه من‬ ‫األحرف السبعة‪ ,‬ال أن الذي كتب كان خطأ خارج عن القرآن‪ ,‬فمعنى قول ابن‬ ‫عباس كتبها وهو ناعس‪ ,‬يعني فلم يتدبر الوجه الذي هو أولى من اآلخر‪ .‬وكذا‬ ‫سائرها‪ )3(.‬وهذه الكلمات ينبغي أن تكتب بغسلين على وجنات الشياطين‪ ,‬أما‬ ‫مباشرة عثمان لهذا األمر بمشاركة من ذكر فإنها السبب األعظم لتطرق تلك‬ ‫التغييرات في المصحف‪ ,‬وال يتولد من الفاسد إال الفساد‪ ,‬وكل إناء بالذي فيه‬ ‫ينضح ‪ ,‬فكيف تصير دليال على صيانة المصحف ؟ ونزول القرآن على األحرف‬ ‫السبعة باطل عندنا لوجوه تأتي إن شاء هللا تعالى‪ ,‬مع أنه يظهر من أخبارهم أن‬ ‫تصرفاتـــهم لم مبتنية عليها‪ ,‬مثل قول عثمان في خبر البخاري وغيره‪ :‬إذا‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي ‪:‬ج‪ 4‬ص‪ ,169‬النوع السادس والسبعون‪ :‬في مرسوم الخط وآداب‬ ‫كتابته‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي ‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,322‬النوع الحادي واألربعون‪ :‬في معرفة إعرابه‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي ‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,329‬النوع الحادي واألربعون‪ :‬في معرفة إعرابه‪.‬‬

‫‪369‬‬

‫اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل‬ ‫بلسانهم‪)1(.‬‬

‫فإن ظاهره كون ما انفرد به زيد وما كان بلسان غير قريش غير منزل‪ ,‬وما مر‬ ‫مرارا من تخطئة أبي وعبد هللا لبعض الكلمات صريحا‪ ,‬وقول الثاني على ما‬ ‫رواه الراغب‪ :‬لو ملكت كما ملكوا لصنعت بمصحفهم مثل الذي صنعوا‬ ‫بمصحفي‪)2(.‬‬

‫بل ما روي عن ابن عباس في هذا المعنى مما ال يقبل التأويل ‪ ,‬وما ذكره‬ ‫السيوطي قريب من الهذيان‪ ,‬وعلى زعمهم وحسن ظنهم بإمامهم كيف يشهد‬ ‫العقل بأنه يوكل أمر اختيار أحد األحرف السبعة الذي ألجله ارتكب إحراق‬ ‫المصاحف على ما ذكروا إلى كاتب ناعس غير متدبر يختار كل ما يريد ! وهل‬ ‫هذا إال كر إلى ما فر منه ! مع تصريح ابن أشته‪ :‬بأن القوم كانوا يتخيرون أجمع‬ ‫الحروف للمعاني وأسلسها على األلسنة وأقربها في المأخذ وأشهرها عند العرب‬ ‫للكتاب في المصاحف‪)3(.‬‬

‫وهذا األمر ال يقوم به إال من أخذ من العلم حظا وافرا‪ ,‬وأما من لم يعرف من‬ ‫العلم قواعد الكتابة وهي مما تالعب به الصبيان فهو عنه بمراحل‪ ,‬ثم غذا تبين‬ ‫أن ما اختاره غير الوجه الذي هو األولى به فما يمنعهم من التبديل وزمام األمر‬ ‫بيدهم !‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 4‬ص‪ 180‬ح‪,3506‬كتاب المناقب‪,‬باب نزل القران بلغة قريش‪.‬‬ ‫‪ -2‬محاضرات األدباء للراغب االصفهاني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,448‬الحد العشرون في الديانات‬ ‫والعبادات‪ ,‬ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ‪ ,‬ما ادعى أنه من القرآن مما ليس في‬ ‫المصحف وما ادعى أنه منه وليس فيه‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي ‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,329‬النوع الحادي واألربعون‪ :‬في معرفة إعرابه‪.‬‬ ‫‪370‬‬

‫والحاصل أن من أنصف النظر إلى ما ذكرنا ال يرتاب في سهولة وقوع الخلل‬ ‫والتغيير والتحريف في هذا الجمع من وجوه عديدة‪ ,‬ووقوعه كذلك‪ ,‬ويقطع بأن‬ ‫القوم كانوا غير معتنين بضبط ما أخذوه عن النبي "صلى هللا عليه واله" وغير‬ ‫مواظبين لحفظ مقدار ما تلقوه عنه "صلى هللا عليه واله" كعدم اعتنائهم بضبط‬ ‫غيره من األحكام ‪.‬‬ ‫هذا ولنذكر بعض ما لفقوه لتصحيح عمل عثمان‪ ,‬والجواب عنه ليتضح انحصار‬ ‫غرضه فيه فيما ذكرنا‪ :‬قال قاضى القضاة عبد الجبار بن أحمد الهمداني‬ ‫المعتزلي في كتاب المغني في اإلمامة على ما في شرح ابن أبي الحديد‪ :‬أن‬ ‫الوجه في جمع القرآن على قراءة واحدة تحصين القرآن وضبطه‪ ,‬وقطع‬ ‫المنازعة واالختالف فيه‪ .‬قولهم‪ :‬لو كان ذلك واجبا لفعله الرسول "صلى هللا‬ ‫عليه واله" غير الزم‪ ،‬ألن اإلمام إذا فعله صار كأن الرسول "صلى هللا عليه‬ ‫واله" فعله ‪ ،‬وألن األحوال في ذلك تختلف‪ ،‬وقد روي أن عمر كان عزم على‬ ‫ذلك فمات دونه‪ ,‬وليس ألحد أن يقول‪ :‬إن إحراقه المصاحف استخفاف بالدين‪،‬‬ ‫وذلك ألنه إذا جاز من الرسول "صلى هللا عليه واله" أن يخرب المسجد الذي بنى‬ ‫ضرارا وكفرا‪ ،‬فغير ممتنع إحراق المصاحف انتهى‪)1(.‬‬

‫وفي اإلتقان‪ ,‬قال القاضي أبو بكر في االنتصار‪ :‬لم يقصد عثمان قصد أبي بكر‬ ‫في جمع نفس القرآن بين لوحين‪ ,‬وإنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة‬ ‫المعروفة عن النبي "صلى هللا عليه وسلم" وإلغاء ما ليس كذلك وأخذهم بمصحف‬ ‫ال تقديم فيــــــه وال تأخير‪,‬وال تأويل أثبت مع تنزيل‪ ,‬وال منسوخ تالوته كتب مع‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬شرح ابن أبي الحديد‪:‬ج‪ 3‬ص‪,46‬في ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫‪371‬‬

‫مثبت رسمه ومفروض قراءته وحفظه‪ ,‬خشية دخول الفساد والشبهة على من‬ ‫يأتي بعد‪)1(.‬‬

‫وقال الحارث المحاسبي‪ :‬المشهور عند الناس إن جامع القرآن عثمان وليس‬ ‫كذلك! إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين‬ ‫من شهده من المهاجرين واألنصار لما خشي الفتنة عند اختالف أهل العراق‬ ‫والشام في حروف القراءات‪ ,‬فأما قبل ذلك فقد كانت المصاحف بوجوه من‬ ‫القراءات المطلقات على الحروف السبعة‪ ,‬التي نزل بها القرآن‪ ,‬فأما السابق إلى‬ ‫الجمع من الحملة فهو الصديق‪ ,‬وقد قال علي‪ :‬لو وليت لعملت بالمصاحف عمل‬ ‫عثمان بها‪)2(.‬‬

‫وقال ابن التين وغيره‪ :‬الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان‪ ,‬أن جمع أبي بكر‬ ‫كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب جملته‪ ,‬ألنه لم يكن مجموعا في‬ ‫موضع واحد‪ ,‬فجمعه في صحائف مرتبا آليات سوره على ما وقفهم عليه النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله"‪ ,‬وجمع عثمان كان لما كثر االختالف في وجوه القراءة‪,‬‬ ‫حتى قرؤوه بلغاتهم على اتساع اللغات‪ ,‬فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض‪,‬‬ ‫فخشي من تفاقم األمر في ذلك‪ ,‬فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتبا‬ ‫لسوره‪ ,‬واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش‪ ,‬محتجا بأنه نزل بلغتهم‪ ,‬وإن‬ ‫كان قد وسع قراءته بلغة غيرهم رفعا للحرج والمشقة في ابتداء األمر‪ ,‬فرأى أن‬ ‫الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي ‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,10‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي ‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,211‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي ‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,210‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪372‬‬

‫وقال الحاكم‪ :‬جمع القرآن ثالث مرات‪ ,‬إلى أن قال‪ :‬والجمع الثالث هو في ترتيب‬ ‫السورة‪ ,‬كان في خالفة عثمان‪ ,‬ثم أورد حديث البخاري المتقدم‪ )1(.‬وتقدم ما نقله‬ ‫الكركي رحمه هللا عنهم‪.‬‬ ‫وقال محمود اآللوسي المعاصر في الفائدة السادسة من مقدمات تفسيره‪ :‬وما‬ ‫اشتهر إن جامعه عثمان فهو على ظاهره باطل‪ ,‬ألنه إنما حمل الناس في سنة‬ ‫خمس وعشرين على القراءة بوجه واحد‪ ,‬على اختيار وقع بينه وبين من شهده‬ ‫من المهاجرين واألنصار لما خشي الفتنة عند اختالف أهل العراق والشام في‬ ‫حروف القراءات‪ ,‬ثم أورد حديث البخاري وغيره‪ ,‬وقال‪ :‬وهذا الذي ذكرناه من‬ ‫فعل عثمان هو ما ذكره غير واحد من المحققين‪ ,‬حتى صرحوا بأن عثمان لم‬ ‫يضع شيئا فيما جمعه أبو بكر من زيادة أو نقص أو تغيير وترتيب سور‪ ,‬سوى‬ ‫أنه جمع الناس على القراءة بلغة قريش‪ ,‬محتجا بأن القرآن نزل بلغتهم الخ‪)2(.‬‬ ‫وفي اإلتقان‪ :‬اختلف هل المصاحف العثمانية مشتملة على جميع األحرف السبعة‪,‬‬ ‫فذهب جماعات من الفقهاء والقراء والمتكلمين إلى ذلك‪ ,‬وبنوا عليه أنه ال يجوز‬ ‫على األمة أن تهمل نقل شيء منها‪ ,‬وقد أجمع الصحابة على نقل المصاحف‬ ‫العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك‪,‬‬ ‫وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أنها مشتملة على‬ ‫ما يحتمل رسمها من األحرف السبعة فقط جامعة للعرضة األخيرة التي عرضها‬ ‫النبي "صلى هللا عليه وسلم" على جبريل متضمنة لها لم تترك حرفا منها‪)3(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬المستدرك للحاكم‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 249‬ح‪,2901‬كتاب التفسير‪ ،‬في ما روي في المسند من‬ ‫القراءات‪ ،‬وذكر الصحابة الذين جمعوا القرآن وحفظوه‪ ،‬هذا قبل تفسير السور‪.‬‬ ‫‪ -2‬روح المعاني لاللوسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,24-23‬في خطبة المفسر‪.‬‬ ‫‪ -3‬كتاب اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,177-176‬النوع السادس عشر‪ :‬في كيفية إنزاله‪.‬‬ ‫‪373‬‬

‫قال ابن الجزري‪ :‬وهذا هو الذي يظهر صوابه ‪ ,‬ويجاب عن األول بما ذكره ابن‬ ‫جرير‪ :‬أن القراءة على األحرف السبعة لم تكن واجبة على األمة‪ ,‬وإنما كان‬ ‫جائزا لهم ومرخصا لهم فيه‪ ,‬فلما رأى الصحابة أن األمة تفترق وتختلف إذا لم‬ ‫يجتمعوا على حرف واحد‪ ,‬اجتمعوا على ذلك اجتماعا شائعا‪ ,‬وهم معصومون‬ ‫من الضاللة‪ ,‬ولم يكن في ذلك ترك واجب وال فعل حرام وال شك أن القرآن نسخ‬ ‫منه في العرضة األخيرة وغير‪ ,‬فاتفق الصحابة على أن كتبوا ما تحققوا أنه قرآن‬ ‫مستقر في العرضة األخيرة‪ ,‬وتركوا ما سوى ذلك‪ .‬انتهى‪ )1(.‬ما أردنا نقله من‬ ‫كلماتهم‪.‬‬ ‫أقول وباهلل التوفيق‪:‬ال يخفى على الناظر في تلك الكلمات من التهافت والتناقض‬ ‫الكاشف عن كون أصلها شجرة خبيثة‪ ,‬اجتثت من فوق األرض ما لها من قرار‪,‬‬ ‫فإن بعضها صريح في أن سبب الجمع كثرة القراءات واختالفها‪ ,‬زيادة على ما‬ ‫ثبت عن النبي "صلى هللا عليه واله" من األحرف السبعة‪ ,‬فاختار واحدا منها‬ ‫وأتلف غيرها‪ ,‬والزمه كون تلك المصاحف على حرف واحد‪ ,‬وإنما فعل ذلك‬ ‫لرفع التشاح‪ ,‬ولواله لكانت القراءة بكل واحد منها جائزة‪ ,‬وصريح ابن جرير(‪:)2‬‬

‫أنهم تركوا ما لم يكن جائزا ثبوته في المصحف لكونه منسوخا‪ ,‬وإن لم يكن هناك‬ ‫اختالف‪ ,‬والزمه نسخ األحرف الستة الباقية‪ ,‬وبعضها صريح في أن الوجه ثبوت‬ ‫االختالف من جهة تقديم ما حقه التأخير في الترتيب من السور واآليات أيضا‪,‬‬ ‫وهو مع اختالط التأويل مع التنزيل‪ ,‬وكيف كان فالمحصل من كالمهم أن الداعي‬ ‫أحد أمور‪:‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,177‬النوع السادس عشر‪ :‬في كيفية إنزاله‪.‬‬ ‫‪ -2‬لم أقف على هذا القول ومصدره‪.‬‬ ‫‪374‬‬

‫األول‪ :‬تشتت القراءات زيادة على ما ثبت عنه "صلى هللا عليه واله" من السبعة‬ ‫بزعمهم فردهم إليها ‪ .‬وفيه‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬أنه لم يقع إال في كالم الباقالني‪ ,‬وهو مخالف لكالم األكثرين منهم حتى من‬ ‫تعرض لدفع ما أورده األمامية على إمامهم من المطاعن‪ ,‬أن هذا الجواب أقعد‬ ‫لهم من غيره لعدم جواز القراءة بغير ما ثبت عنه "صلى هللا عليه واله" عند كل‬ ‫أحد ولو كان فيه احتمال صدق لذكروه‪ ,‬لتشبثهم في هذا المقام وغيره بكل‬ ‫حشيش‪.‬‬ ‫وثانيا‪ :‬أنه مجرد دعوى لم يقم عليها شاهد ودليل ‪.‬‬ ‫وثالثا‪:‬أنه مناف لطريقة الصحابة بزعمهم‪,‬للزوم إعراضهم عن القراءات‬ ‫المتواترة‪ ,‬واختراعهم قراءة أو قراءات مستحدثة وهذا قريب من الكفر ‪.‬‬ ‫ورابعا‪ :‬أن مما أتلفه سيدهم وتركوه سلفهم مصحف أبي وعبد هللا وقراءتهما‪,‬‬ ‫وهما داخلتان في األحرف السبعة على ما صرحوا به في غير موضع ‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬حصول االختالف في أصل الحروف السبعة والقراءات المجوزة عنه‬ ‫"صلى هللا عليه واله"‪ ,‬فاختار منها قراءة زيد وجمعهم عليها وأعدم سواها‪ ,‬وهذا‬ ‫هو المعروف عندهم‪ ,‬وعليه جملة من أصحابنا الذين أنكروا وقوع التغيير في‬ ‫القرآن‪.‬‬ ‫قال السيد المرتضى رضي هللا عنه في الشافي في الجواب عما ذكره صاحب‬ ‫المغني كما تقدم‪ :‬إن اختالف الناس في القراءة ليس بموجب لما صنعه عثمان‪,‬‬ ‫ألنهم يروون أن النبي "صلى هللا عليه وآله" قال‪" :‬نزل القرآن على سبعة أحرف‬ ‫كلها شاف كاف"‪ ,‬فهذا االختالف عندهم في القرآن مباح مسند عن رسول هللا‬ ‫‪375‬‬

‫"صلى هللا عليه وآله" فكيف يحظر عليهم عثمان من التوسع في الحروف ما هو‬ ‫مباح ! فلو كان في القراءة الواحدة تحصين القرآن كما ادعى لما أباح النبي‬ ‫"صلى هللا عليه وآله" في األصل إال القراءة الواحدة‪ ,‬ألنه أعلم بوجوه المصالح‬ ‫من جميع أمته‪ ,‬من حيث كان مؤيدا بالوحي‪ ,‬موفقا في كل ما يأتي ويذر‪ ،‬وليس‬ ‫له أن يقول‪ :‬حدث من االختالف في أيامه ‪،‬ما لم يكن في أيام الرسول "صلى هللا‬ ‫عليه وآله" وال من جملة ما أباحه‪ ,‬وذلك أن األمر لو كان على هذا لوجب أن‬ ‫ينهى عن القراءة الحادثة‪ ،‬واألمر المبتدع وال يحمله ما حدث من القراءة على‬ ‫تحريم المتقدم المباح بال شبهة الخ‪)1(.‬‬

‫وفيه‪ :‬أوال‪ :‬أنه يأتي إن شاء هللا أن القرآن نزل على وجه واحد وحرف واحد من‬ ‫عند واحد‪ ,‬وإنما ظهر االختالف من سوء ضبط رواته وقلة مباالة حملته‬ ‫وحفاظه‪ ,‬وإن ما اشتهر من نزلوه على سبعة أحرف بالمعنى المعروف في هذا‬ ‫المقام من موضوعات العامة وخرافاتهم‪ ,‬وعليه فالذي أراد تمييز الصحيح من‬ ‫السقيم والمنزل من غيره‪ ,‬بحيث يظهر لكل أحد وال يختلف فيه اثنان‪ ,‬ال بد وأن‬ ‫يكون إما عالما معصوما عندهم‪ ,‬أو مستعينا بعصبة من أهل التقى الواقفين على‬ ‫حقيقة األمر الذين تزول الشبهة باتفاقهم على شيء‪ ,‬وإال فإما يبقى االختالف‬ ‫بحاله أو يزول بالقهر والسلطنة كما نراه في المقام‪ ,‬وكالهما مفقودان في المقام‪,‬‬ ‫أما األول‪ :‬فواضح‪.‬‬ ‫وأما الثاني‪ :‬فألن الجماعة المستعان بهم ممن سبقت أسامي رؤسائهم في األخبار‬ ‫المتقدمة مجروحون متهمون بالكذب وإتباع الشهوات‪ ,‬بل وفوق ذلك عندنا‪ ,‬وأما‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الشافي في اإلمامة للشريف المرتضى‪:‬ج‪ 4‬ص‪ ,285-284‬فصل في إعراض كالمه‬ ‫على الطاعنين على عثمان‪,‬في ضرب ابن مسعود وإحراق القران‪.‬‬ ‫‪376‬‬

‫عند المخالفين فهم وإن كانوا في أعلى درجات العدالة إال أنهم صرحوا بمخالفة‬ ‫قراءة أبي وعبد هللا وسالم ومعاذ‪ ,‬الذين ذكروا فيهم المدائح والمناقب ما لم‬ ‫يذكروا لهؤالء‪ ,‬بل ومخالفة قراءة أمير المؤمنين "عليه السالم"‪ ,‬على ما نقله في‬ ‫اإلتقان عن بعضهم‪ :‬من أن المراد باألحرف السبعة هي قراءة أبي بكر وعمر‬ ‫وعثمان وعلي وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب‪)1(.‬‬

‫وما يظهر من كتبهم من نقل قراءته "عليه السالم" فهم معترفون بوجود‬ ‫االختالفات في مصاحف الصحابة وقراءاتهم الراجعة إلى األحرف السبعة‬ ‫عندهم‪ ,‬وحيث ثبت بطالن أصلها‪ ,‬فهذا االختالف الواقع راجع إلى االختالف‬ ‫بالزيادة والنقيصة في الممدوحين منهم‪ ,‬كما صرح به المحقق الثاني في نفحات‬ ‫الالهوت في عبارته المتقدمة في الدليل الخامس‪)2(.‬‬

‫وفي تلخيص الشافي للشيخ الطوسي‪ :‬ثم عظيم ما أقدم عليه من جمعه الناس على‬ ‫قراءة زيد وإحراقه المصاحف‪ ,‬وإبطاله ما شك أنه منزل من القرآن‪ ,‬وأنه مأخوذ‬ ‫عن الرسول‪)3(.‬‬

‫ويدل عليه قول عمر في رواية البخاري‪ :‬أنا لنترك كثيرا من قراءة أبي‪ ,‬وقول‬ ‫أبي ال أترك شيئا أخذته من في رسول هللا "صلى هللا عليه واله" لشيء‪ ,‬وقول‬ ‫زيد في روايته األخرى في الجمع الثاني‪ :‬ففقدت آية من األحزاب حين نسخنا‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,175‬النوع السادس عشر‪ :‬في كيفية إنزاله‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفحات الالهوت في لعن الجبت والطاغوت للمحقق الكركي‪ :‬ص ‪,108‬البحث الثالث‬ ‫‪ ,‬الفصل الخامس‪.‬‬ ‫‪ -3‬الشافي في اإلمامة للشريف المرتضى‪ ,229:‬فصل في إعراض كالمه على الطاعنين‬ ‫على عثمان‪,‬في تفريطه بيت مال المسلمين‪.‬‬

‫‪377‬‬

‫المصحف‪ ..‬الخ‪ ,‬وقد تنبه لذلك محمود اآللوسي حيث قال عبارته المتقدمة‪:‬‬ ‫ويشكل عليه ما مر آنفا من قول زيد‪ :‬ففقدت آية من األحزاب‪ ,‬فإنه بظاهره‬ ‫يستدعي أن في المصاحف العثمانية زيادة لم تكن في هاتيك الصحف‪ ,‬واألمر في‬ ‫ذلك هين‪ ,‬ألن إذ مثل برة الزيادة اليسيرة‪ ,‬ال توجب مغايرة يعبأ بها‪ ,‬ولعلها تشبه‬ ‫مسألة التضاريس‪ ,‬ولو كان هناك غيرها لذكر‪ ,‬وليس فليس‪ ,‬وال تقدح أيضا في‬ ‫الجمع السابق إذ يحتمل إن يكون سقوطها منه من باب الغفلة وكثيرا ما يعتري‬ ‫السارحين في رياض خطائر قدس كالم رب العالمين‪ ,‬فيذكرهم سبحانه بما غفلوا‬ ‫فيتداركون ما غفلوا‪ ,‬وزيد هذا كان في الجمعين ولعله فرد المعول عليه في البين‪,‬‬ ‫لكن عراه في أولهما ما عراه وفي ثانيهما ذكره من تكفل بحفظ الذكر وتدارك ما‬ ‫نساه‪,‬انتهى‪)1(.‬‬

‫فلينظر البصير المنصف إلى كالم هذا الجهول المتعسف‪ ,‬كيف فتح باب الطعن‬ ‫على السلف وسهولة دخول التغيير والنقصان في المصحف‪ ,‬وهو في مقام الذب‬ ‫والتعديل فجعل هللا كيده في تضليل‪ ,‬فإنه إذا جاز أن ينسى الجميع في الجمع‬

‫عا َهدُوا َّ‬ ‫ض ٰى‬ ‫علَ ْي ِه ۖ فَ ِم ْن ُه ْم َم ْن قَ َ‬ ‫اَّللَ َ‬ ‫صدَقُوا َما َ‬ ‫األول هذه اآلية وهي‪ِ ﴿ :‬ر َجا ٌل َ‬ ‫ن َْح َبهُ َو ِم ْن ُه ْم َم ْن َي ْنت َ ِظ ُر ۖ َو َما َبدَّلُوا ت َ ْب ِد ً‬ ‫يال﴾ األحزاب‪ ,23:‬ولم ينههم خزيمة‬ ‫الذي انفرد بحملها في هذه المدة التي تزيد على عشر سنين‪ ,‬بل لوال تذكروا‬ ‫مطالبته‪.‬‬ ‫فظاهر الخبر أنه كان كسابقه جاز نسيانهم غيرها وعدم تذكرهم‪ ,‬بل وعدم‬ ‫معرفتهم‪ :‬أوال‪ :‬لجواز انفراد غيرهم به كما شرحناه سابق ‪ ,‬ثم كيف شبه نسبتــــه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير روح المعاني لاللوسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,24‬في خطبة المفسر‪.‬‬ ‫‪378‬‬

‫تلك اآلية إلى تمام القرآن في القلة إلى نسبة أعظم الجبال إلى كرة األرض من‬ ‫حيث عدم خروجها به من الكروة الحسية‪ ,‬فال يخرج القرآن بنقصانها عن صدق‬ ‫القرآنية عرفا‪ ,‬مع أن الكالم في إثبات مطابقة مصحفهم لتمام ما نزل‪ ,‬وال يتم مع‬ ‫نقصان حرف فكيف بآية ؟ وال ينفعه الصدق العرفي الذي يتسامح فيه بأزيد من‬ ‫ذلك‪ ,‬أرأيت أحدا صحح صالة من نقص من الفاتحة حرفا ؟ أو حكم بوفاء نذر‬ ‫من نذر تالوة القرآن فترك منه آية ؟ وأما تشبثه بأذيال ألطاف اللطيف الخبير‬

‫فحقيق أن يقطع بقوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َما ِل َّ‬ ‫ير﴾ الحج‪ , ,71:‬وقد أرانا‬ ‫لظا ِل ِمينَ ِم ْن ن ِ‬ ‫َص ٍّ‬ ‫هللا بمنه إمارات الخذالن والغواية بعدم تذكرهم في خالل تلك المدة هذه اآلية‪,‬‬ ‫ويحتمل رجوع بعض االختالفات في غير قراءة علي "عليه السالم" إلى اختالف‬ ‫بعض الكلمات على وجه ال ينافي عدالة بعضهم وضبطه‪ ,‬كالحاصل من الخطأ‬ ‫والنسيان‪,‬أو ينافيها كالمتولد من قلة المباالة في الحفظ الموجودة في أكثرهم‪.‬‬ ‫ومن ذلك ما في اإلتقان‪ ,‬عن أبي عبيدة‪ ,‬عن عبد الرحمن‪ )1(,‬عن هانئ البربري‬ ‫مولى عثمان قال‪ :‬كنت عند عثمان وهم يعرضون المصاحف‪ ,‬فأرسلني بكتف‬ ‫شاة إلى أبي بن كعب فيها "لم يتسن" وفيها "ال تبديل للخلق" وفيها "فأمهل‬ ‫الكافرين" قال‪ :‬فدعا بالدواة فمحا أحد الالمين فكتب "لخلق هللا" ومحى "فأمهل"‬ ‫وكتب "فمهل" وكتب "لم يتسنه"‪)2(.‬‬

‫وفي مشكاة األنوار ‪,‬عن أبي عبيد‪ ,‬وابن جرير وابن األنباري عن هانئ مولى‬ ‫عثمان ‪ ,‬قال‪ :‬كنت الرسول بين زيد وعثمان لما كتب المصحف‪ ,‬فأرسل إليه زيد‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬عن عبد هللا بن مبارك حدثنا أبو وائل شيخ من أهل اليمن‪ ,‬في المصدر‪,‬وسقطت من‬ ‫المصنف)‬ ‫‪ -2‬كتاب اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,323-322‬النوع الحادي واألربعون‪ :‬في معرفة‬ ‫إعرابه‪.‬‬ ‫‪379‬‬

‫يسأله عن "لم يتسن" أو "لم يتسنه" ؟ فقال‪ :‬لم يتسنه‪,‬بالهاء‪ )1(.‬ثم إن االتفاق على‬ ‫مصحف عثمان وقراءة زيد‪ ,‬نظير االتفاق على خالفة األول من حيث خروج‬ ‫جملة من الذين ال يتخلف الحق عنهم عنه في األول ودخولهم فيه بعد ذلك كرها ‪,‬‬ ‫وفي المشكاة ‪ :‬ويستفاد منها ‪ -‬أي من اإلخبار ‪ -‬أيضا من أنهم لم يدخلوا عليا‬ ‫"عليه السالم" في ذلك أصال وأنهم محوا سائر المصاحف‪)2(.‬‬

‫ويأتي أنه قرأ عنده "عليه السالم" رجل ﴿ َو َ‬ ‫ضو ٍّد﴾ الواقعة‪ ,29:‬فقال‪ :‬ما‬ ‫ط ْلحٍّ َم ْن ُ‬ ‫شأن الطلح! إنما هو "وطلع" كقوله تعالى‪َ ﴿ :‬ون َْخ ٍّل َ‬ ‫َضي ٌم﴾ الشعراء‬ ‫ط ْلعُ َها ه ِ‬ ‫‪ ,148:‬فقيل له‪ :‬أال تغيره؟ فقال‪ :‬إن القرآن ال يهاج اليوم وال يحرك‪ .‬وتقدم قول‬ ‫ابن مسعود‪ :‬لو ملكت كما ملكوا‪ ...‬الخ ‪ ,‬وغرضه هجر الموجود لنقصانه ال‬ ‫إحراقه وتمزيقه‪ ,‬لكونه أجل من أن يتمنى ما يهان به الدين‪ ,‬وفي ثامن البحار‪:‬‬ ‫ومن جملة القراءات التي حظرها وأحرق المصحف المطابق لها‪ ,‬قراءة أبي بن‬ ‫كعب‪ ,‬ومعاذ بن جبل‪ )3(.‬هذا وليس ألبي ذر وعمار وأضرابهما ذكر في هذا‬ ‫الجمع أيضا فتأمل ‪.‬‬ ‫وثانيا‪ :‬إنا لم نعثر في جميع أخبارهم في هذا الباب ما فيه إشارة إلى ذلك‪ ,‬بل‬ ‫صريح رواية البخاري التي هي األصل فيه نفي أصله‪ ,‬وإن ما كان بغير لسان‬ ‫قريش غير منزل‪ ,‬ويؤيده ما رواه الزمخشري في سورة يوسف عن عمر‪ :‬أنه‬ ‫سمع رجال يقرأ "عتى حين" فقال‪ :‬من أقرأك ؟ قال‪ :‬ابن مسعود‪ ،‬فكتب إليه‪ :‬إن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مرآة األنوار ومشكاة اإلسرار ألبي الحسن العاملي االصفهاني‪:‬ص‪,42‬الفصل الثاني‬ ‫من المقدمة الثانية‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪:‬ص‪.41‬‬ ‫‪ -3‬بحار األنوار للمجلسي‪ 31:‬ص‪,216‬الطعن السابع‪ :‬حرقه المصاحف وجمع الناس‬ ‫على قراءة زيد بن ثابت‪.‬‬ ‫‪380‬‬

‫هللا أنزل هذا القرآن فجعله عربيا وأنزله بلغة قريش‪،‬فأقرئ الناس بلغة قريش وال‬ ‫تقرئهم بلغة هذيل والسالم‪ )1(.‬وأين هذا من االتساع والسهولة التي جعلوها حكمة‬ ‫أو علة لتسبيع األحرف‪ ,‬ويؤيد ذلك جميع ما مر من التخطئة والتغليط المنافي‬ ‫العتقاد النزول عليها‪ ,‬وأنها منشأ التشاح الداعي لما فعله‪.‬‬ ‫وثالثا‪ :‬إن المصاحف العثمانية في نفسها مختلفة في كثير من الحروف والكلمات‬ ‫غير ما فيها مما صار سببا لتشعب القراءات السبع أو العشر كما يأتي في مقامه‪,‬‬ ‫فمع صحة جميعها المتفرعة على قراءة واحدة وحرف واحد‪ ,‬يلزم االلتزام بنزول‬ ‫القرآن على أزيد من سبعة أحرف‪ ,‬إذ ال يخفى أنه ال يجب أن تكون في السبعة‬ ‫كل كلمة كما صرحوا به‪ ,‬وهذا مما لم يقل به أحد خصوصا من أصحابنا‪ ,‬فهو‬ ‫دليل على عدم كون الداعي ما ذكر‪ ,‬وإال لكان الجميع على نسق واحد‪ ,‬لئال يلزم‬ ‫نقض الغرض من رفع الخلف بين األمة‪ ,‬ولم يكن اختالفهم في جميع الكلمات‬ ‫حتى يتسامح بالموجود مع كونه كثيرا أيضا‪ ,‬وهذا واضح بحمد هللا تعالى فلنذكر‬ ‫أصل االختالف الموجود فيها ‪:‬‬ ‫فاعلم أنهم اختلفوا في عدة المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى اآلفاق‪ ,‬قال‬ ‫السيوطي‪ :‬المشهور أنها خمسة ‪ ,‬وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات‪,‬‬ ‫قال‪:‬أرسل عثمان أربعة مصاحف‪ ,‬قال ابن أبي داود وسمعت أبا حاتم السجستاني‬ ‫يقول‪ :‬كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة وإلى الشام وإلى اليمن وإلى البحرين‬ ‫وإلى البصرة وإلى الكوفة وحبس بالمدينة واحدا‪)2(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 2‬ص‪,468‬سورة يوسف‪.35:‬‬ ‫‪ -2‬كتاب اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,211‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬

‫‪381‬‬

‫قلت‪ :‬وتقدم عن محمد بن منصور أنها ستة‪ ,‬وكيف كان ففي سعد السعود للسيد‬ ‫األجل علي بن طاووس‪ ,‬عن محمد بن بحر الرهني‪ ,‬من الجزء الثاني من‬ ‫مقدمات علم القرآن‪ ,‬من التفاوت في المصاحف التي بعث عثمان إلى األمصار‪,‬‬ ‫من ثالث كراس من الوجهة األولة منها في أول قائمة من أخر سطر بلفظه‪ :‬اتخذ‬ ‫عثمان سبع نسخ‪ ,‬فحبس منها مصحفا بالمدينة‪ ,‬وبعث إلى أهل مكة مصحفا‪,‬‬ ‫وإلى أهل الشام مصحفا‪ ,‬وإلى أهل الكوفة مصحفا‪ ,‬وإلى أهل البصرة مصحفا‪,‬‬ ‫وإلى أهل اليمن مصحفا‪ ,‬وإلى أهل البحرين مصحفا‪ ,‬فالخالف بين مصحف‬ ‫المدينة ومصحف البصرة أربعة عشر حرفا‪ ,‬وقيل بل أحد وعشرون حرفا‪ ,‬منها‬ ‫في البقرة ‪":‬وأوصى بها"‪ ,‬إبراهيم‪ :‬بزيادة إلف وفي آل عمران‪" :‬لعلكم ترحمون"‬ ‫"سارعوا" بغير واو ‪,‬وفي المائدة‪" :‬في أنفسهم نادمين" يقول بغير واو ‪ ,‬وقوله‪:‬‬ ‫"من يرتد منكم عن دينه" بزيادة دال‪ ,‬وفي براءة‪" :‬عليهم حكيم" "الذين اتخذوا"‬ ‫بغير واو‪ ,‬وفي الكهف‪" :‬لعله ألجدن خيرا منهما منقلبا" بزيادة ميم‪ ,‬وفي‬ ‫المؤمنين‪" :‬سيقولون هلل هلل هلل ثلثهن"‪ ,‬وفي الشعراء‪" :‬فتوكل على العزيز الرحيم"‬ ‫بالفاء‪ ,‬وفي مصحف البصريين بالواو‪ ,‬وفي مصحف المدنية "إن يبدل دينكم وان‬ ‫يظهر" بحذف األلف‪ ,‬وفي عسق‪" :‬من مصيبة بما كسبت" بغير فاء‪ ,‬وفي‬ ‫الزخرف‪" :‬وما تشتهيه األنفس" بزيادة هاء‪ ,‬وفي الحديد‪" :‬فان هللا هو الغني‬ ‫الحميد" بنقصان هو‪ ,‬وفي الشمس‪" :‬فال يخاف عقباها" بالفاء‪ ,‬وهو عند‬ ‫البصريين بالواو‪ ,‬فهذه أربعة عشر حرفا‪ ,‬وزعم آخرون إن في مصحف أهل‬ ‫المدينة في يوسف‪" :‬وقال الملك ائتوني به"‪ ,‬وفي بني إسرائيل‪" :‬قال سبحان‬ ‫ربي"‪ ,‬وفي الكهف‪" :‬ما مكنني فيه" بنونين‪ ,‬وعند البصريين بنون واحد‪ ,‬وفي‬ ‫المالئكة‪" :‬من ذهب ولؤلؤا" بزيادة إلف‪ ,‬وفي الزخرف‪" :‬يا عبادي ال خوف‬ ‫عليكم" وفي هل أتى‪" :‬قواريرا قواريرا" بزيادة إلف في الثانية‪ ,‬وفي قل أوحى‪:‬‬ ‫‪382‬‬

‫"إنما أنا أدعوا ربي" بنقصان ألف‪ ,‬وعند البصريين‪ ,‬قال‪ :‬إنما أدعوا ربي وهو‬ ‫تمام أحد وعشرون حرفا‪ ,‬ثم ما بين مصحف أهل مكة والبصرة حرفان ويقال‬ ‫خمسة عند أهل مكة في أخر النساء "فامنوا باهلل ورسوله"‪ ,‬وعند البصريين‬ ‫"ورسله"‪ ,‬وفي براءة‪" :‬تجرى من تحتها األنهار" وعندهم "تجرى تحتها األنهار"‬ ‫بغير من‪" ,‬وما مكنني ربى خيرا" أو "ليأتني بسلطان مبين" بزيادة نون‪ ,‬وفيه‪:‬‬ ‫"وان يظهر في األرض الفساد" بغير إلف‪ ,‬ثم ما بين مصحف أهل الكوفة‬ ‫والبصرة عشرة أحرف ويقال أحد عشر حرفا في مصحف أهل الكوفة‪ ,‬في يسن‪:‬‬ ‫"وما عملته أيديهم" بغير هاء‪ ,‬وفي األحقاف‪" :‬ووصينا االنسان بوالديه احسانا"‪,‬‬ ‫وفي اإلنعام‪" :‬لئن أنجانا من هذه" باأللف‪ ,‬وعند البصريين "لئن أنجيتنا"‪ ,‬وفي‬ ‫بني إسرائيل‪" :‬نقرئه" قال باأللف‪ ,‬وفي األنبياء‪" :‬قال ربي يعلم القول في‬ ‫السماء" وفي أخرها‪" :‬قال رب احكم" وهي ثلثهن عند البصريين "قل قل قل"‬ ‫وفي المؤمنين‪" :‬سيقولون هلل" الثانية والثالثة فحذف الفين وفي المالئكة‪" :‬ولؤلؤا"‬ ‫باأللف‪ ,‬وفي سورة اإلنسان‪" :‬قواريرا قواريرا" بزيادة ألف في الثانية‪ ,‬ثم جاء‬ ‫في مصحف أهل حمص الذي بعث عثمان إلى أهل الشام وما خالف المصاحف‬ ‫تسعة عشر حرفا ويقال أحد وعشرون حرفا في مصحفهم‪ ,‬في البقرة‪" :‬واسع‬ ‫عليهم" "قالوا اتخذ" بنقصان الواو‪ ,‬وفي آل عمران‪":‬بالبينات" بزيادة باء‪ ,‬وفي‬ ‫النساء‪" :‬ما فعلوه إال قليال"‪ ,‬وفي األنعام‪" :‬ولدار اآلخرة" بالم واحدة ومصحف‬ ‫البصريين‪" ,‬وللدار اآلخرة" وفي اإلنعام‪" :‬زين" مضمومة "لكثير من المشركين‬ ‫قتل أوالدهم شركائهم" وهذا غير جائز في الكالم وجائز منه في الضرورات‬ ‫الشعر‪ ,‬وفي األعراف‪" :‬في أولها قليال ما تتذكرون" بتائين‪ ,‬وفيها‪" :‬تجرى من‬ ‫تحتها األنهار" مكان "تحتهم" وفيه‪" :‬الحمد هلل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي"‬ ‫بغير واو ‪ ,‬وفيها "وإذا نجاكم من آل فرعون" باأللف‪ ,‬وفيها‪" :‬ثم كيدوني" بإثبات‬ ‫‪383‬‬

‫الياء‪ ,‬وفي األنفال‪" :‬وهللا مع الصابرين" "ما كان للنبي" بالمين‪ ,‬وفي يونس‪" :‬هو‬ ‫الذي ينشركم في البر والبحر" وفيها‪" :‬وقال اتخذوا" بالواو‪ ,‬وفي الكهف‪" :‬ولو‬ ‫شئت التخذت" بالمين‪ ,‬وفى النمل‪" :‬وآبائنا إننا" بنونين منقلبين‪ ,‬وفي أخر‬ ‫المؤمنين‪" :‬كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منكم" بالكاف‪ ,‬وفي‬ ‫الرحمن‪" :‬والحب ذا العصف" بنصب األلف‪ ,‬وفي أخر الرحمن‪" :‬تبارك اسم‬ ‫ربك ذو الجالل واإلكرام" بالواو مرفوع مثل األول في صدر السورة‪ ,‬وفي‬ ‫الحديد‪" :‬وكل وعد هللا الحسنى" بغير إلف مرفوع‪ ,‬وفي المدثر‪" :‬والليل إذا أدبر"‬ ‫بألفين "أفغير هللا تأمرونني" بزيادة نون وأهل مصر يقرؤن بمثل قراءة أهل الشام‬ ‫"وكل وعد هللا الحسنى"‪" ,‬وهو الذي ينشركم في البر والبحر" في سورة وقيل إن‬ ‫في قبلة مسجد مصر مكتوب "وكل وعد هللا الحسنى" بغير ألف‪.‬انتهى‪)1(.‬‬

‫وصرح الشيخ الطوسي في بعض مواضع التبيان‪ ,‬وكذا الشيخ الطبرسي في‬ ‫المجمع‪ ,‬في كثير من تلك األحرف باختالفها الختالف المصاحف‪ ,‬ويأتي إن شاء‬ ‫هللا عن المخالفين في ضابط القراءة المتواترة‪ ,‬أن كل قراءة وافقت العربية ولو‬ ‫بوجه‪ ,‬ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتماال‪ ,‬وصح سندها‪ ,‬فهي القراءة‬ ‫الصحيحة التي ال يجوز ردها وال يحل إنكارها‪ ,‬وفي الكشاف‪:‬أن في مصاحف‬ ‫أهل الكوفة"وما عملت أيديهم"بدون الضمير‪,‬وفي مصاحف أهل الحرمين و‬ ‫البصرة والشام مع الضمير‪)2(.‬وفيه‪:‬وفي بعض المصاحف قطعا متجاورات‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬سعد السعود البن طاووي‪ ,281-179:‬فصل فيما نذكره عن محمد بن بحر‬ ‫الرهني من الجزء الثاني من مقدمات علم القرآن من التفاوت في المصاحف التي بعث‬ ‫عثمان إلى األمصار من ثالث كراس من الوجهة األولة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 4‬ص‪,10‬سورة يس‪.36:‬‬ ‫‪ -3‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 2‬ص‪,513‬سورة الرعد‪.5:‬‬

‫‪384‬‬

‫وفي مجمع البيان في سورة األنبياء‪ :‬وقرأ ابن كثير" ألم ير" بغير واو‪ ,‬وكذلك‬ ‫هو في مصاحف مكة‪ .‬والباقون "أو لم يروا" بالواو‪)1(.‬‬

‫وقال السيوطي‪ :‬قال ابن الجزري‪ :‬ونعني بموافقة أحد المصاحف ما كان ثابتا في‬ ‫بعضها دون بعض كقراءة ابن عامر "قالوا اتخذ هللا" في البقرة بغير واو و‬ ‫"وبالزبر وبالكتاب" بإثبات الباء فيهما‪ ,‬فإن ذلك ثابت في المصحف‬ ‫الشامي‪,‬وكقراءة ابن كثير"تجري من تحتها األنهار" في آخر براءة بزيادة من‬ ‫فإنه ثابت في المصحف المكي ونحو ذلك فإن لم تكن في شيء من المصاحف‬ ‫العثمانية فشاذ‪ ,‬وذكر المثال الثاني في المجمع أيضا‪ ,‬إلى غير ذلك مما يدل على‬ ‫وجود اختالف في أصل تلك المصاحف‪)2(.‬‬

‫بل في اإلتقان‪ :‬أن ابن جبير المكي صنف كتابا في القراءات فاقتصر على خمسة‪,‬‬ ‫اختار من كل مصر إماما‪ ,‬وإنما اقتصر على ذلك ألن المصاحف التي أرسلها‬ ‫عثمان كانت خمسة إلى هذه األمصار ويقال إنه وجه بسبعة هذه الخمسة ‪ -‬أي‬ ‫البصرة والكوفة ومكة والمدينة والشام ‪ -‬ومصحفا إلى اليمن ومصحفا إلى‬ ‫البحرين ‪,‬إلى آخر ما يأتي ‪)3(.‬‬

‫ومن الغريب ما ذكره بعض المتأخرين من األصوليين بعدما ذكر أنه لم يسقط من‬ ‫المصحف الموجود بعد الجمع الثاني شيء ما لفظه‪ :‬وأما أنه في نفسه هل وضع‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 7‬ص‪,78‬سورة األنبياء‪.30:‬‬ ‫‪ -2‬كتاب اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,260‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس‬ ‫والسادس والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع‬ ‫والمدرج‪.‬‬ ‫‪ -3‬كتاب اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,275‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس‬ ‫والسادس والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع‬ ‫والمدرج‪.‬‬ ‫‪385‬‬

‫على نحو واحد أو على وجوه مختلفة وأطوار متشعبة‪ ,‬فظاهر أصحابنا بل ظاهر‬ ‫المسلمين على األول‪ ,‬وذهب بعض إلى الثاني مستندا إلى ما ذكره ابن طاووس‬ ‫في كتاب سعد السعود عن محمد بن بحر الرهني الخ ‪ ,‬وأنت خبير بأنه يمكن‬ ‫دعوى عكس ما ادعاه بل هو كذلك‪ ,‬ولكن ليس لداء قلة التتبع دواء إال تعب‬ ‫المراجعة ‪.‬‬ ‫ورابعا‪ :‬أنا نسلم كون غرضه في الظاهر رفع االختالف بجمعهم على قراءة‬ ‫واحدة وإعدام الستة األخرى‪ ,‬لكنه ال ينافي ما مر مما دل على إسقاطه بعض‬ ‫الكلمات وما شك أنه من القرآن لوجود مقتضيه‪ ,‬ولم يكن له مانع منه عدا ما‬ ‫يتوهم من ثبوتها في الصدور‪ ,‬قال السيد الكاظمي في شرح الوافية ‪ :‬وأما‬ ‫اآلخرون– أي أصحاب الجمع الثاني – فإن عملهم في حد ذاته وإن كان صالحا‬ ‫لذلك إال أنه بعد المدة المتطاولة ما كانوا ليقدروا على انتزاعه من صدور الناس‪.‬‬ ‫وفيه‪ :‬أنهم كيف قدروا على إتالف األحرف الستة بإحراق المصاحف‪ ,‬وتهديد‬ ‫الناس من القراءة بها مع ثبوتها في صدورهم‪ ,‬واعتقادهم بكونها من النبي "صلى‬ ‫هللا عليه واله" على ما زعموا ؟ بل وعلم أكثرهم بحرمة ما فعله عثمان‪ ,‬وأي‬ ‫فرق في مقام السهولة بين إتالف قوله تعالى‪" :‬ورهطك منهم المخلصين" مثال في‬ ‫قراءة أبن مسعود الداخلة في األحرف السبعة‪ ,‬وإتالف مثله أو أنقص منه مما‬ ‫يتعلق بمدح أهل البيت عليهم السالم؟ أو ينافي طريقتهم مثال؟ وقد كان لهم في‬ ‫إسقاطه ظاهرا عذران‪ ,‬أحدهما ‪ :‬كونه في غير قراءة زيد التي بني على‬ ‫ترويجها‪ ,‬وثانيهما ‪ :‬كونه مما نسخت تالوته مضافا إلى قهر السلطة وهيمنة‬ ‫الخالفة التي بها أحرق المصاحف ‪ ,‬ولم ينكر عليه أحد كما تقدم ‪ ,‬ثم كيف تمكنوا‬ ‫من انتزاع قول حي على خير العمل في فصول األذان من صدور الناس‪ ,‬وقد‬ ‫سمعه الصغير والكبير والعالم والجاهل ؟ في مدة تزيد على عشر سنين في كل‬ ‫‪386‬‬

‫يوم أزيد من خمس مرات ‪ ,‬ولم يتمكنوا من انتزاع ما يمكن إن لم يذكره النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله" بعد نزوله إال مرة أو مرتين ‪ ,‬ولم يعيه من أصحابه إال‬ ‫المصطفين ‪ ,‬فما ذكره مجرد استغراب ال يليق بمن عرف حقيقة أمرهم وكيفية‬ ‫سيرتهم ‪.‬‬ ‫قال السيد األجل في الطرائف بعد ما طعن على عمر‪ :‬بأنه زاد في األذان الصالة‬ ‫خير من النوم‪ ,‬مع عدم كونه مرويا عنه "صلى هللا عليه وال"‪ ,‬معدودا من‬ ‫فصوله ‪ ,‬وأنه استمر العمل به إلى اآلن ما نصه ‪ :‬ومن طريف ما رأيت سبب‬ ‫اندراس سنن نبيهم التي غيرها عمر وظهور سنن عمر ما ذكره بعض المسلمين‬ ‫العارفين بضالل من ضل منهم‪ ,‬قال‪ :‬إن السبب في ذلك ما تقدم بعض الداللة‬ ‫على إيضاحه من تعصب كثير من المسلمين على أهل بيت النبي "عليهم السالم"‬ ‫‪ ،‬الذين تقدمت روايتهم في صحاحهم عن نبيهم أن أهل بيته ال يفارقون كتابه‪,‬‬ ‫وأن التمسك بهم‪ ،‬أمان من الضالل‪ ،‬واطراح المتعصبين وأتباعهم لالقتداء بأهل‬ ‫بيت نبيهم‪ ,‬وكون كثير من البالد فتح في خالفة عمر‪ ,‬وتلقن أصحاب تلك البالد‬ ‫سنن عمر في خالفته من نوابه رهبة ورغبة‪ ،‬كما تلقنوا شهادة أن ال إله إال هللا‬ ‫وشهادة أن محمدا رسول هللا‪ ،‬فنشأ عليهما الصغير‪ ,‬ومات عليهما الكبير‪ ,‬ولم‬ ‫يعتقد أصحاب البالد التي فتحت أن عمر تقدم على تغيير شئ من سنن نبيهم ‪،‬‬ ‫وال أن أحدا من المسلمين يوافقه على ذلك‪ ،‬فاضل عمر نوابه التابعين له وأضل‬

‫نوابه من تبعهم‪ ،‬فما أقرب وصفهم يوم القيامة بما تضمنه كتابهم‪﴿ :‬إِ ْذ تَبَ َّرأَ الَّذِينَ‬ ‫اب َوتَقَ َّ‬ ‫ط َع ْ‬ ‫اب﴿‪َ ﴾166‬وقَا َل‬ ‫ت بِ ِه ُم ا ْأل َ ْس َب ُ‬ ‫ات ُّ ِبعُوا ِمنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا َو َرأَ ُوا ْال َعذَ َ‬ ‫الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَ ْو أَ َّن لَنَا َك َّرة ً فَنَتَبَ َّرأَ ِم ْن ُه ْم َك َما تَبَ َّر ُءوا ِمنَّا ۗ َك ٰذَ ِل َك يُ ِري ِه ُم َّ‬ ‫اَّللُ‬ ‫س َرا ٍّ‬ ‫ار﴿‪ ﴾716‬البقرة‪.‬‬ ‫ت َ‬ ‫أَ ْع َمالَ ُه ْم َح َ‬ ‫َار ِجينَ ِمنَ النَّ ِ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ۖ َو َما ُه ْم بِخ ِ‬ ‫‪387‬‬

‫انتهى‪ )1(.‬فتأمل فيه حتى ينفتح لك باب عظيم في رفع الغرابة من أمثال تلك‬ ‫األمور مما كان معروفا فجعلوه منكرا وما كان منكرا فجعلوه معروفا ‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬االختالف المتولد من اختالف ترتيب السور‪ ,‬فرتبه عثمان على الترتيب‬ ‫الموجود وأحرق غيرها مما كان على خالف ترتيبه‪ ,‬وهو صريح الحاكم منهم‪,‬‬ ‫وفي شرح الوافية للسيد الكاظمي‪ :‬وأما الثاني – أي الجمع الثاني – فلم يزد‬ ‫عثمان أن قصره على لغة قريش‪ ,‬ورتب سوره على ما هو عليه اآلن ‪ ,‬نعم قصد‬ ‫إلى إتالف ما لم يكن بهذا الترتيب وكتبه نسخا عديدة وبثه في البلدان‪ ,‬وحمل‬ ‫الناس على تالوته واإلعراض عنه ‪.‬‬ ‫وفيه‪ :‬مضافا إلى منافاته لما ذكره بعضهم كاآللوسي وغيره من أنه لم يغير‬ ‫ترتيب السور ومنافاته إلحراق كل ما وجد من القرآن في كل صحيفة أو مصحف‬ ‫كما مر في حديث البخاري‪ ,‬وعدم منافاته إلسقاطه بعض الكلمات واآليات لم مر‬ ‫أن اختالف الترتيب في السور ال يصير سببا للتشاح بين اثنين فضال عن جماعة‪,‬‬ ‫فيكون داعيا لهم إلى ارتكاب هذا األمر العظيم‪ ,‬ثم اعلم أن في أخبارهم ما هو‬ ‫صريح في كون ترتيب السور توقيفي‪ ,‬وعليه جملة من علمائهم‪ ,‬فإن كان‬ ‫الموجود هو الثابت عن النبي "صلى هللا عليه واله" فيلزم مخالفة امير المؤمنين‬ ‫"عليه السالم" وابن مسعود وأبي وسالم ومعاذ ألمره "صلى هللا عليه واله" ‪ ,‬أو‬ ‫جهلهم به لكون مصاحفهم على خالف هذا الترتيب كما تقدم‪ ,‬وجاللة قدرهم‬ ‫جميعا عندهم وعلمهم بخصوص ما يتعلق بالمقام ينافي ذلك‪ ,‬وإال فيلزم أن‬ ‫يحملهم عثمان على مخالفة ما ثبت عنه "صلى هللا عليه واله" وال يلتزمون به‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الطرائف البن طاووس‪ ,479-478:‬العلة التي من أجلها اندرس سنن النبي " ص" ‪.‬‬

‫‪388‬‬

‫وفي اإلتقان‪ :‬قال أبو بكر األنباري أنزل هللا القرآن كله إلى سماء الدنيا ثم فرقه‬ ‫في بضع وعشرين‪ ,‬فكانت السورة تنزل ألمر يحدث واآلية جوابا لمستخبر‪,‬‬ ‫ويوقف جبريل النبي "صلى هللا عليه واله" على موضع اآلية والسورة‪ ,‬فاتساق‬ ‫السور كاتساق اآليات والحروف كله عن النبي "صلى هللا عليه واله" فمن قدم‬ ‫سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن‪ ,‬وقال الكرماني في البرهان‪ :‬ترتيب السور‬ ‫هكذا هو عند هللا في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب‪ ,‬وعليه كان "صلى هللا‬ ‫عليه واله" يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه‪ ,‬وقال الطيبي‪:‬‬ ‫أنزل القرآن أوال جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا‪ ,‬ثم نزل مفرقا‬ ‫على حسب المصالح ثم أثبت في المصاحف على التأليف والنظم المثبت في اللوح‬ ‫المحفوظ‪)1(.‬‬

‫وأخرج أحمد(‪)2‬وأبو داوود(‪ )3‬والترمذي(‪ )4‬والنسائي(‪ )5‬وابن حبان(‪ )6‬والحاكم‬ ‫(‪,)7‬عن ابن عباس قال‪ :‬قلت لعثمان بن عفان‪ :‬ما حملكم أن عمدتم إلى األنفال‬ ‫وهي من المثاني‪ ,‬وإلى براءة وهي من المئين‪ ،‬فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما‬ ‫سطر بسم هللا الرحمن الرحيم‪,‬ووضعتموها في السبع الطول‪،‬ما حملكم على ذلك؟‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,217‬النوع الثامن عشر‪ :‬في جمعه وترتيبه‪.‬‬ ‫‪ -2‬مسند احمد بن حنبل‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,460‬مسند العشرة المبشرين بالجنة مسند الخلفاء‬ ‫الراشدين مسند عثمان بن عفان رضي هللا عنه‪.‬‬ ‫‪ -3‬سنن أبي داود السجستاني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 208‬ح‪ ,786‬أبواب تفريع استفتاح الصالة باب من‬ ‫جهر بها‪.‬‬ ‫‪ -4‬سنن الترمذي‪:‬ج‪ 5‬ص‪ 272‬ح‪,3086‬أبواب تفسير القران‪,‬باب‪ :‬ومن سورة التوبة‪.‬‬ ‫‪ -5‬السنن الكبرى للنسائي‪:‬ج‪ 7‬ص‪ 253‬ح‪ ,7953‬كتاب فضائل القرآن ‪.‬‬ ‫‪ -6‬صحيح ابن حبان‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 230‬ح‪ ,43‬كتاب الوحي ذكر ما كان يأمر النبي صلى هللا‬ ‫عليه وسلم بكتبة القرآن‪.‬‬ ‫‪ -7‬المستدرك على الصحيحين للحاكم‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 360‬ح‪,2372‬كتاب التفسير‪,‬تفسير سورة‬ ‫التوبة"بسم هللا الرحمن الرحيم"‪.‬‬ ‫‪389‬‬

‫فقال عثمان‪ :‬كان رسول هللا "صلى هللا عليه واله" مما يأتي عليه الزمان وهو‬ ‫ينزل عليه السور ذوات العدد‪ ,‬فكان إذا نزل عليه الشئ دعا بعض من كان‬ ‫يكتب‪ ,‬فيقول‪ :‬ضعوا هؤالء اآليات في السورة التي يذكر فيا كذا وكذا‪ ،‬فإذا نزلت‬ ‫عليه اآلية‪ ,‬فيقول‪ :‬ضعوا هذه اآلية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا‪ ,‬وكانت‬ ‫األنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة ‪ ،‬وكانت براءة من آخر القرآن ‪,‬وكانت قصتها‬ ‫شبيهة بقصتها‪ ،‬فظننت أنها منها فقبض رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ولم يبين‬ ‫لنا أنها منها‪ ،‬فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم هللا الرحمن‬ ‫الرحيم‪ .‬فوضعتها في السبع الطول‪ .‬ولهم في المقام أخبار متناقضة وكلمات‬ ‫متهافتة من أرادها راجعها ‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬وجود منسوخ التالوة في خالل المصاحف‪ ,‬وفيه مضافا إلى بطالن أصله‬ ‫وإنكار أبي‪ ,‬وجوده في مصحفه وحضور ابن مسعود كما مر في العرضة‬ ‫األخيرة‪ ,‬التي تبين فيها بزعمهم المنسوخ من غيره‪ ,‬وعدم شاهد عليه في تلك‬ ‫األخبار أن جعل ذلك داعيا‪ ,‬واالعتماد على تمييز المنسوخ من غيره على شهادة‬ ‫عثمان‪ ,‬أو زيد الذي صرحوا بأن استعانتهم به في الجمعين لذلك‪ ,‬لكونه الذي‬ ‫شهد العرضة األخيرة‪ ,‬أو شهادة من تقدم ذكرهم ممن ال يثبت بشهادة جميعهم‬ ‫فضال عن آحادهم باقة بقل في الشريعة‪ ,‬فكيف بخروج ما نزل لإلعجاز عن‬ ‫القرآنية‪ ,‬اعتراف بضياع جملة من اآليات وفتح باب عظيم لهم للتحريف‬ ‫والنقصان‪ ,‬ومن جميع ذلك ظهر بطالن احتمال كون الغرض إخراج ما كتب من‬ ‫التأويل من بين التنزيل‪,‬والحمد هلل الذي أرسل عليهم بأيدينا أحجارا من‬ ‫سجيل‪)1(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬انتهى الدليل السابع وأخذناه بتمامه من نسخة باء‪.‬‬ ‫‪390‬‬

‫الدليل‬

‫الثامن(‪)1‬‬

‫األخبار الكثيرة التي رواها المخالفون زيادة على ما مر في المواضع السابقة‪,‬‬ ‫الدالة صريحا على وقوع التغيير والنقصان في المصحف الموجود‪ ,‬ولكثرتها‬ ‫ووثاقة بعض ناقليها ووجود الداعي على ترك روايتها لرجوعها باآلخرة إلى‬ ‫الطعن على الخلفاء‪ ,‬تطمئن النفس بصدق مضمونها‪ ,‬مضافا إلى عدم وجود‬ ‫الدواعي القريبة لهم لوضعها وعدم وجود معارض لها في أخبارنا‪ ,‬بل فيها من‬ ‫المؤيدات ما يجعلها قريبا من المتواترات‪:‬‬ ‫أ‪ :‬السيد علي خان في شرح الصحيفة عن أبي عبيد ‪ -‬صاحب كتاب الفضائل‪-‬‬ ‫بسنده عن ابن عمر‪,‬قال‪ :‬ال يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله‪ ,‬وما يدريه ما كله‪،‬‬ ‫قد ذهب منه قرآن كثير ‪ ،‬ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر‪)2(.‬‬

‫ب‪ :‬الحاكم في المستدرك على ما نقل منه ‪ :‬عن أبي حرب بن أبي األسود(‪,)3‬‬ ‫قال‪ :‬بعث أبو موسى األشعري إلى قراء أهل البصرة‪ ,‬فدخل عليه ثالثمائة رجل‬ ‫قد قرأوا القرآن‪ ,‬فقال‪ :‬أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم‪ ,‬فاتلوه وال يطولن عليكم‬ ‫األمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم‪ ,‬وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها‬ ‫في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها‪ ,‬غير أنى قد حفظت منها‪" :‬لو كان البن آدم‬ ‫واديان من مال البتغى واديا ثالثا‪ ,‬وال يمال جوف ابن آدم إال التراب" وكنا نقرأ‬ ‫سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها‪ ,‬غير أنى حفظت منها‪" :‬يا أيها الذين‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدليل الثامن أخذناه بتمامه من نسخة باء‪.‬‬ ‫‪ -2‬رياض السالكين للسيد علي خان المدني‪:‬ج‪ 5‬ص‪,392‬بيان في اإلجماع على بطالن‬ ‫الزيادة أو النقصان في القران‪.‬‬ ‫‪ -3‬ورد"عن أبيه" في المصدر‪,‬وسقطت من المصنف‬ ‫‪391‬‬

‫آمنوا لم تقولون ماال تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم"‪)1(.‬‬

‫ج‪ :‬السيوطي في الدر المنثور‪ ,‬على ما نقله بعض المعاصرين من علماء الهند‪,‬‬ ‫أخرج مسلم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية‪ ,‬والبيهقي في الدالئل‪ ,‬عن أبي‬ ‫موسى األشعري قال‪ :‬كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها‪,‬‬ ‫غير أنى حفظت منها‪" :‬لو كان البن آدم واديان من مال البتغى واديا ثالثا وال‬ ‫يمأل جوفه إال التراب" وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات أولها‪" :‬سبح هللا‬ ‫ما في السماوات" فأنسيناها‪ ,‬غير أنى حفظت منها‪" :‬يا أيها الذين آمنوا لم تقولون‬ ‫ما ال تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة"‪)2(.‬‬

‫د‪ :‬السيوطي في اإلتقان‪ ,‬أخرج ابن أبي حاتم‪ ,‬عن أبي موسى األشعري‪ ,‬قال‪ :‬كنا‬ ‫نقرأ سورة نشبهها المسبحات فأنسيناها‪ ,‬غير أني حفظت منها‪" :‬يا أيها الذين‬ ‫آمنوا ال تقولوا ماال تفعلون‬

‫فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم‬

‫القيامة"‪)3(.‬‬

‫هـ ‪:‬الشيخ الجليل فضل بن شاذان في اإليضاح فيما رواه عنهم‪ :‬وقد سقط من‬ ‫نسختي سطور وهذا لفظ الباقي‪" :‬ويتوب هللا على من تاب" ولقد نزلت علينا‬ ‫سورة كنا نشبهها بالمسبحات فنسيناها‪,‬غير أني أحفظ منها حرفا أو حرفين‪" :‬يا‬ ‫أيها الذين آمنوا لم تقولون ما ال تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفق تتبعي لم اعثر على الخبر في المستدرك للحاكم‪,‬ونقله مسلم في صحيحة‪:‬ج‪2‬‬ ‫ص‪ 726‬ح‪ ,"1050"199‬كتاب الزكاة ‪ ,‬باب لو أن البن آدم واديين البتغى ثالثا‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,257-256‬سورة البقرة‪.106:‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,83‬النوع السابع واألربعون‪ :‬في ناسخه ومنسوخه‪.‬‬

‫‪392‬‬

‫يوم القيامة"‪)1(.‬‬

‫و‪ :‬السيوطي في اإلتقان‪ ,‬أخرج الطبراني في الدعاء‪ ,‬من طريق عباد بن يعقوب‬ ‫أألسدي‪ ,‬عن يحيى بن يعلى األسلمي‪ ,‬عن ابن لهيعة عن ابن هبيرة‪ ,‬عن عبد هللا‬ ‫بن زرير الغافقي‪ ,‬قال‪ :‬قال لي عبد الملك بن مروان‪ :‬لقد علمت ما حملك على‬ ‫حب أبي تراب‪ ,‬إال أنك أعرابي جاف‪ ,‬فقلت‪ :‬وهللا لقد جمعت القرآن من قبل أن‬ ‫يجتمع أبواك‪ ,‬ولقد علمني منه علي بن أبي طالب سورتين علمهما إياه رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه وسلم" ما علمتهما أنت وال أبوك‪" ,‬اللهم إنا نستعينك ونستغفرك‬ ‫ونثني عليك وال نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك‪ ,‬اللهم إياك نعبد ولك نصلي‬ ‫ونسجد وإليك نسعى‬

‫ونحفد‪ ,‬نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار‬

‫ملحق"‪)2(.‬‬

‫ز‪ :‬وفيه‪,‬أخرج البيهقي من طريق سفيان الثوري‪ ,‬عن ابن جريج‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن‬ ‫عبيد بن عمير‪ ,‬أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال‪" :‬بسم هللا الرحمن‬ ‫الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك وال نكفرك ونخلع ونترك من‬ ‫يفجرك‪ ,‬بسم هللا الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى‬ ‫ونحفد نرجو رحمتك ونخشى نقمتك إن عذابك بالكافرين ملحق"‪ ,‬قال ابن جريج‬ ‫حكمة البسملة أنهما سورتان في مصحف بعض الصحابة‪)3(.‬‬

‫ح‪ :‬وفيه‪ ,‬وفي مجمع الزوائد‪ ,‬وأخرج الطبراني بسند صحيح‪ ,‬عن أبي إسحاق‪,‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإليضاح البن شاذان‪:‬ص‪,224‬بعض ما ورد عن النبي في أبي وابن مسعود‪,‬انظر‬ ‫الحاشية‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,226‬النوع التاسع عشر‪ :‬في عدد سوره وآياته وكلماته‬ ‫وحروفه‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪ :‬ص‪.227-226‬‬ ‫‪393‬‬

‫قال أمنا أمية بن عبد هللا بن خالد بن أسيد بخراسان‪ ,‬فقرأ بهاتين السورتين‪" :‬إنا‬ ‫نستعينك ونستغفرك"‪)1(.‬‬

‫ط‪ :‬وفيه‪ ,‬وأخرج البيهقي وأبو داود في المراسيل‪ ,‬عن خالد بن أبي عمران‪ ,‬أن‬ ‫جبريل نزل بذلك على النبي "صلى هللا عليه وسلم" وهو في الصالة مع قوله‪:‬‬

‫ش ْي ٌء﴾‬ ‫ْس لَ َك ِمنَ ْاأل َ ْم ِر َ‬ ‫﴿لَي َ‬

‫إل عمران‪)2(.128:‬‬

‫ي‪ :‬السيوطي في الدر المنثور على ما نقل عنه‪ ,‬أخرج ابن الضريس‪ ,‬عن عبد‬ ‫هللا بن عبد الرحمن‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬صليت خلف عمر بن الخطاب‪ ,‬فلما فرغ من‬ ‫السورة الثانية قال‪" :‬اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير كله وال‬ ‫نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك‪ ,‬اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد واليك نسعى‬ ‫ونحفد‪ ,‬نرجو رحمتك ونخشى عذابك ان عذابك بالكفار ملحق" ‪ ,‬وفي مصحف‬ ‫ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى‪" :‬بسم هللا الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك‬ ‫ونستغفرك ونثني عليك الخير وال نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك"‪)3(.‬‬ ‫يا‪:‬الراغب في المحاضرات‪:‬أثبت زيد بن ثابت سورتي القنوت في القرآن‪)4(.‬‬

‫يب‪ :‬السيوطي في اإلتقان والدر المنثور‪ ,‬عن أبي عبيدة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن أبي‬ ‫مريم‪ ,‬عن نافع بن عمر الجمحي‪ ,‬وحدثني ابن أبي مليكة‪ ,‬عن المسور بن‬ ‫مخرمة‪,‬قال‪:‬قال عمر لعبد الرحمن بن عوف‪ :‬ألم تجد فيما أنزل علينا "أن جاهدوا‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,227‬النوع التاسع عشر‪ :‬في عدد سوره وآياته وكلماته‬ ‫وحروفه‪,‬ومجمع الزوائد للهيثمي‪:‬ج‪ 7‬ص‪ 157‬ح‪ ,11616‬كتاب التفسير باب تسمية‬ ‫السور‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,227‬النوع التاسع عشر‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 8‬ص‪,195‬سورة الناس‪.‬‬ ‫‪ -4‬محاضرات األدباء للراغب االصفهاني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,448‬الحد العشرون‪ ,‬مما جاء في مبدأ‬ ‫القرآن ونزوله‪ ,‬ما ادعى أنه منه وليس فيه‪.‬‬ ‫‪394‬‬

‫كما جاهدتم أول مرة"‪ ,‬فإنا ال نجدها! قال أسقطت فيما أسقط من القرآن‪)1(.‬‬

‫يج‪ :‬وفيه عنه قال‪ ,‬حدثنا ابن أبي مريم‪ ,‬عن ابن لهيعة‪ ,‬عن يزيد بن عمرو‬ ‫المعافري‪ ,‬عن أبي سفيان الكالعي‪ ,‬أن مسلمة بن مخلد األنصاري قال لهم ذات‬ ‫يوم‪ :‬أخبروني بآيتين في القرآن لم يكتبا في المصحف‪ ,‬فلم يخبروه وعندهم أبو‬ ‫سبِي ِل ا ََّّللِ‬ ‫الكنود سعد بن مالك فقال مسلمة‪ِ " :‬إ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا َوهَا َج ُروا َو َجا َهدُوا فِي َ‬ ‫ص ُرو ُه ْم َو َجادَلُوا َع ْن ُه ُم‬ ‫بِأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأ َ ْنفُ ِس ِه ْم أ َ َال أ َ ْبش ُِروا أ َ ْنت ُ ُم ْال ُم ْف ِل ُحونَ َوالَّذِينَ َآو ْو ُه ْم َونَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ب َّ‬ ‫ي لَ ُه ْم ِم ْن قُ َّرةِ أ َ ْعيُ ٍّن َجزَ ا ًء‬ ‫اَّللُ َعلَ ْي ِه ْم أُولَئِ َك َال ت َ ْعلَ ُم نَ ْف ٌ‬ ‫َض َ‬ ‫ْالقَ ْو َم الَّذِينَ غ ِ‬ ‫س َما أ ْخ ِف َ‬ ‫ِب َما َكانُوا َي ْع َملُونَ "‪)2(.‬‬ ‫يد‪:‬وفيه‪ ,‬عن الحاكم في المستدرك‪ ,‬عن حذيفة قال‪ :‬ما تقرءون ربعها يعني‬ ‫براءة‪)3( .‬‬

‫يه‪ :‬وفيه‪ ,‬عنه‪ ,‬عن مالك‪ :‬أن أولها لما سقط ‪,‬سقط معه البسملة‪ ,‬فقد ثبت أنها‬ ‫كانت تعدل البقرة لطولها‪)4(.‬‬

‫يو‪ :‬السيوطي في الدر المنثور كما نقل عنه‪ ,‬أخرج ابن أبي شيبة والطبراني في‬ ‫األوسط‪ ,‬وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه ‪,‬عن حذيفة قال‪ :‬التي تسمون سورة‬ ‫التوبة هي سورة العذاب وهللا ما تركت أحدا إال نالت منه‪ ,‬وال تقرؤن منها مما‬ ‫كنا نقرأ إال ربعها‪)5(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,83‬النوع السابع واألربعون‪ :‬في ناسخه ومنسوخه‪ ,‬الدر‬ ‫المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,258‬سورة البقرة‪.106:‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,84‬النوع السابع واألربعون‪ :‬في ناسخه ومنسوخه‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,84‬النوع السابع واألربعون‪ :‬في ناسخه ومنسوخه‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,226‬النوع التاسع عشر‪ :‬في عدد سوره وآياته وكلماته‬ ‫وحروفه‪.‬‬ ‫‪ -5‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 4‬ص‪,120‬سورة األنفال‪.75:‬‬ ‫‪395‬‬

‫يز‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج أبو الشيخ‪ ,‬عن حذيفة‪ ,‬قال‪ :‬ما تقرؤن ثلثها يعنى سورة‬ ‫التوبة‪)1(.‬‬

‫قلت‪ :‬ويؤيد تلك األخبار ما في الدر المنثور‪ ,‬عن أبي عبيد وابن المنذر وأبي‬ ‫الشيخ وابن مردويه‪ ,‬عن سعيد بن جبير‪ ,‬قال‪ :‬قلت البن عباس‪ :‬سورة التوبة‪,‬‬ ‫قال‪ :‬التوبة! بل هي الفاضحة‪ ,‬ما زالت تنزل "ومنهم" حتى ظننا أن لن يبقى منا‬ ‫أحد إال ذكر فيها‪)2(.‬‬

‫وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه‪ ,‬عن ابن عباس رضي هللا عنهما‪ :‬إن‬ ‫عمر رضي هللا عنه قيل له‪ :‬سورة التوبة‪ ,‬قال‪ :‬هي إلى العذاب أقرب‪ ,‬ما أقلعت‬ ‫عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا‪ ,‬وعن أبي الشيخ عن عكرمة قال‪ :‬قال‬ ‫عمر‪ :‬ما فرغ من تنزيل براءة حتى ظننا أنه لم يبق منا أحد إال سينزل فيه وكانت‬ ‫تسمى الفاضحة‪)3(.‬‬

‫وعن تفسير الرازي‪ ،‬عن حذيفة‪ :‬إنكم تسمونها سورة التوبة‪ ,‬وهللا ما تركت أحدا‬ ‫إال نالت منه‪ ,‬وعن ابن عباس في هذه السورة قال‪ :‬إنها الفاضحة ما زالت تنزل‬ ‫فيهم وتنال منهم حتى خشينا أن ال تدع أحدا‪)4(.‬‬

‫فإن ظاهر تلك األخبار أنه كان في تلك السورة ذكر معايب أكثر الصحابة‬ ‫ومثالبهم‪ ,‬وليس في القدر الموجود منه إال مذمة قليل منهم! فالباقي ال بد وأن‬ ‫يكون مما أسقط أو أسقطوه عنه وهو المطلوب! ويأتي هذا الخبر بطريق آخر ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 4‬ص‪,121‬سورة األنفال‪.75:‬‬ ‫‪ -2‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 4‬ص‪,120‬سورة األنفال‪.75:‬‬ ‫‪ -3‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 4‬ص‪,121‬سورة األنفال‪.75:‬‬ ‫‪ -4‬تفسير الرازي‪:‬ج‪ 15‬ص‪,521‬سورة التوبة‪.‬‬ ‫‪396‬‬

‫يح‪ :‬مسلم في صحيحه كما نقله بعض المعاصرين‪ ,‬عن يحيى بن يحيى التميمي‪,‬‬ ‫قال‪ :‬قرأت على مالك‪ ,‬عن زيد بن أسلم‪ ,‬عن القعقاع بن حكيم‪ ,‬عن أبي يونس‬ ‫مولى عائشة‪ ,‬أنه قال‪ :‬أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا‪ ,‬وقالت‪ :‬إذا بلغت هذه‬

‫اآلية فأذني ﴿ َحا ِف ُ‬ ‫ص َال ِة ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى ﴾ البقرة‪ ,238:‬فلما‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫بلغتها آذنتها فأملت علي‪َ ﴿ :‬حافِ ُ‬ ‫ص َالةِ ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى ‪-‬وصالة‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫العصر‪َ -‬وقُو ُموا ِ ََّّللِ قَا ِن ِتينَ ﴾ البقرة‪ ,238:‬قالت عائشة‪ :‬سمعتها من رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله"‪)1(.‬‬

‫يط‪ :‬السيوطي في الدر المنثور‪ ,‬أخرج عبد الرزاق والبخاري في تاريخه‪ ,‬وابن‬ ‫جرير وابن أبي داود في المصاحف‪ ,‬عن أبي رافع مولى حفصة‪ ,‬قال‪ :‬استكتبتني‬ ‫حفصة مصحفا‪ ,‬فقالت‪ :‬إذا أتيت على هذه اآلية فتعال حتى أمليها عليك كما‬

‫أقرئتها‪ ,‬فلما أتيت على هذه اآلية ﴿ َحافِ ُ‬ ‫ت ﴾ البقرة‪ ,238:‬قالت‪:‬‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫اكتب‪َ ﴿ :‬حافِ ُ‬ ‫ص َالةِ ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى ‪-‬وصالة العصر‪﴾ -‬‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫البقرة‪ ,238:‬فلقيت أبي بن كعب‪ ,‬فقلت‪ :‬أبا المنذر إن حفصة قالت‪ :‬كذا وكذا‪,‬‬ ‫فقال‪ :‬هو كما قالت‪ ,‬أوليس أشغل ما نكون عند صالة الظهر في عملنا‬ ‫ونواضحنا!‪)2(.‬‬

‫ك‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج مالك وأبو عبيد وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن‬ ‫األنباري في المصاحف‪ ,‬والبيهقي في سننه‪ ,‬عن عمرو بن رافع‪ ,‬قال‪ :‬كنت أكتب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬صحيح مسلم‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 437‬ح‪ ,"629"207‬كتاب المساجد ومواضع الصالة ‪ -‬باب‬ ‫الدليل لمن قال الصالة الوسطى هي صالة العصر‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,721‬سورة البقرة‪.238:‬‬

‫‪397‬‬

‫مصحفا لحفصة زوج النبي "صلى هللا عليه واله" فقالت‪ :‬إذا بلغت هذه اآلية‬

‫فأذني ﴿ َحافِ ُ‬ ‫ص َالةِ ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى ﴾ البقرة‪ ,238:‬فلما بلغتها‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫آذنتها‪ ,‬فأملت على ﴿ َحا ِف ُ‬ ‫ص َال ِة ا ْل ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى ‪-‬وصالة‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫العصر‪َ -‬وقُو ُموا ِ ََّّللِ قَانِتِينَ ﴾ البقرة‪ ,238:‬وقالت‪ :‬أشهد أني سمعتها من رسول‬ ‫هللا "صلى هللا عليه واله"‪ )1(.‬وقال الحافظ الهيتمي المصري في مجمع الزوائد‬ ‫بعد نقل الخبر عن أبي يعلى‪ :‬ورجاله ثقات‪)2(.‬‬

‫كا‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج عبد الرزاق‪ ,‬عن نافع‪ :‬أن حفصة دفعت مصحفا إلى مولى لها‬

‫يكتبه‪ ,‬وقالت‪ :‬إذا بلغت هذه اآلية ﴿ َحا ِف ُ‬ ‫ص َال ِة ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫﴾ البقرة‪ ,238:‬فأذني‪ ,‬فلما بلغها جاءها‪ ,‬فكتبت بيدها ﴿ َحافِ ُ‬ ‫ت‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫ص َالةِ ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى ‪-‬وصالة العصر‪﴾ -‬‬ ‫َوال َّ‬

‫البقرة‪)3(.238:‬‬

‫كب‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي‬ ‫والنسائي وابن جرير وابن أبي داود وابن األنباري في المصاحف والبيهقي في‬ ‫سننه‪ ,‬عن أبي يونس مولى عائشة قال‪ :‬أمرتني عائشة وساق كما مر‪)4(.‬‬

‫كج‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن‬ ‫المنذر عن أم حميد بنت عبد الرحمن‪ ,‬أنها سألت عائشة عن "الصالة الوسطى"؟‬ ‫فقالت‪ :‬كنا نقرؤها في الحرف األول على عهد النبي "صلى هللا عليه واله"‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,722‬سورة البقرة‪.238:‬‬ ‫‪ -2‬مجمع الزوائد للهيثمي‪:‬ج‪ 6‬ص‪ 320‬ح‪,10867‬كتاب التفسير‪ ,‬باب سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,722‬سورة البقرة‪.238:‬‬ ‫‪ -4‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,722‬سورة البقرة‪.238:‬‬ ‫‪398‬‬

‫﴿ َحافِ ُ‬ ‫ص َالةِ ْال ُو ْس َ‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ط ٰى ‪-‬وصالة العصر‪َ -‬وقُو ُموا ِ ََّّللِ‬ ‫ظوا َ‬ ‫قَانِتِينَ ﴾ البقرة‪)1(.238:‬‬ ‫كد‪ :‬ابن حجر العسقالني في فتح الباري كما نقله المعاصر‪ ,‬روى ابن المنذر من‬ ‫طريق عبيد هللا بن رافع‪ :‬أمرتني أم سلمة أن أكتب لها مصحفا وذكر نحوه‪)2(.‬‬

‫كه‪ :‬الزمخشري في الكشاف‪,‬عن حفصة أنها قالت لمن كتب لها المصحف‪ :‬إذا‬ ‫بلغت هذه اآلية فال تكتبها حتى أمليها عليك كما سمعت رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله" يقرؤها‪ ,‬فأملت عليه‪" :‬والصالة الوسطى صالة العصر"‪,‬بدون الواو‪)3(.‬‬ ‫كو‪ :‬روى عن عائشة وابن عباس‪":‬والصالة الوسطى وصالة العصر"بالواو‪)4(.‬‬

‫كز‪ :‬السيد األجل علي بن طاووس في فالح السائل‪ :‬روى الحاكم النيشابوري في‬ ‫الجزء الثاني من تاريخ نيشابور من طريقهم في ترجمة احمد بن يوسف السلمي‪,‬‬ ‫بإسناده إلى عمر‪,‬قال‪ :‬أمرت حفصة ابنة عمر إن يكتب لها مصحف‪ ,‬فقالت‬ ‫للكاتب‪ :‬إذا أتيت إلى أية الصالة فأرني حتى آمرك إن تكتبها كما سمعتها من‬

‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪,‬فلما أراها إمرته لن يكتب ﴿ َحا ِف ُ‬ ‫علَى‬ ‫ظوا َ‬ ‫ص َالةِ ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى ‪-‬وصالة العصر‪ ﴾-‬البقرة‪ ,238:‬قال السيد رحمه‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫ال َّ‬ ‫هللا‪ :‬ذكر عبد هللا بن سليمان بن األشعث السجستاني في الجزء األول من كتاب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,722‬سورة البقرة‪.238:‬‬ ‫‪ -2‬فتح الباري البن حجر العسقالني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ ,197‬قوله باب حافظوا على الصلوات‬ ‫والصالة الوسطى‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,287‬سورة البقرة‪.238:‬‬ ‫‪ -4‬نفس المصدر‪.‬‬

‫‪399‬‬

‫جمع المصاحف ستة أحاديث أن ذلك كان في مصحفها ‪ -‬أي عائشة‪ -‬و ثماني‬ ‫أحاديث‪ ,‬أنه كذلك في مصحف حفصة ‪ ,‬وروى حديثين أن ذلك كان كذلك في‬ ‫مصحف أم سلمة‪)1(.‬‬

‫كح‪ :‬البخاري في كتاب البيوع من صحيحه‪ ,‬عن علي بن عبد هللا‪ ,‬عن سفيان عن‬ ‫عمرو بن دينار‪,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في‬

‫علَ ْي ُك ْم ُجنَا ٌح‬ ‫س َ‬ ‫الجاهلية‪ ,‬فلما كان اإلسالم تأثموا من التجارة فيها‪ ,‬فأنزل هللا ﴿لَ ْي َ‬ ‫في مواسم الحج‪ -‬أ َ ْن ت َ ْبتَغُوا فَض ًْال ِم ْن َربِّ ُك ْم ﴾البقرة‪,198:‬قرأ ابن عباس كذا‪)2(.‬‬‫كط‪ :‬البخاري في كتاب التفسير من صحيحه‪ ,‬عن محمد‪ ,‬قال‪ :‬أخبرني ابن‬ ‫عيينة‪ ,‬عن عمرو‪,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا‬

‫علَ ْي ُك ْم ُجنَا ٌح أ َ ْن تَ ْبتَغُوا‬ ‫ْس َ‬ ‫في الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت‪﴿:‬لَي َ‬ ‫فَض ًْال ِم ْن َربِّ ُك ْم ‪-‬في مواسم الحج‪﴾ -‬‬

‫البقرة‪)3(,198:‬‬

‫عونَ ِإلَى ْال َخي ِْر‬ ‫ل‪ :‬السيوطي في اإلتقان‪ ,‬قرأ ابن الزبير‪َ ﴿ :‬و ْلتَ ُك ْن ِم ْن ُك ْم أ ُ َّمةٌ َي ْد ُ‬ ‫ع ِن ْال ُم ْن َك ِر ‪-‬ويستعينون باهلل على ما أصابهم‪﴾ -‬‬ ‫َويَأ ْ ُم ُرونَ ِب ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫وف َويَ ْن َه ْونَ َ‬ ‫إل عمران‪)4(.104:‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬فالح السائل البن طاووس‪:‬ص‪,94-93‬في تعيين الصالة الوسطى‪.‬‬ ‫‪ -2‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 3‬ص‪ 62‬ح‪ ,2098‬كتاب البيوع باب األسواق التي كانت في‬ ‫الجاهلية‪ ،‬فتبايع بها الناس في اإلسالم‪.‬‬ ‫‪ -3‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 6‬ص‪ 27‬ح‪ ,4519‬كتاب تفسير القرآن‪ ,‬باب "ليس عليكم جناح‬ ‫أن تبتغوا فضال من ربكم"‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,265‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬

‫‪400‬‬

‫ال‪ :‬الثعلبي في تفسيره كما نقله الطبرسي وغيره‪ ,‬بإسناده عن أبي نضرة‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫سألت ابن عباس عن المتعة؟ فقال‪ :‬أما تقرأ سورة النساء ؟ فقلت‪ :‬بلى‪ ,‬فقال‪ :‬فما‬ ‫ست َ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن ‪-‬إلى أجل مسمى‪ ﴾ -‬ألنساء‪ ,24:‬قلت‪ :‬ال أقرؤها‬ ‫تقرأ‪﴿ :‬فَ َما ا ْ‬ ‫هكذا‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬وهللا هكذا أنزلها هللا تعالى "ثالث مرات"‪)1(.‬‬

‫ست َ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن ‪-‬إلى‬ ‫لب‪ :‬وفيه‪ ,‬بإسناده عن سعيد بن جبير‪ ,‬أنه قرأ‪﴿ :‬فَ َما ا ْ‬ ‫أجل مسمى‪ ﴾ -‬ألنساء‪)2(,24:‬‬

‫لج‪ :‬الشيخ فضل بن شاذان في اإليضاح‪ ,‬من طريق العامة‪ ,‬عن هشام عن ابن‬ ‫جريج‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬في حديث قال‪ :‬سمعت ابن عباس يراها اآلن حالال‪ ,‬وأخبرني‬

‫أنه كان يقرأ‪﴿ :‬فَ َما ا ْستَ ْمتَ ْعت ُ ْم بِ ِه ِم ْن ُه َّن ‪-‬إلى أجل مسمى‪﴾ -‬‬

‫ألنساء‪)3(,24:‬‬

‫لد‪ :‬وفيه‪ ,‬عن بشر بن المفضل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا داود بن أبي هند‪ ,‬عن أبي نضرة‪,‬‬ ‫قال‪ :‬سألت ابن عباس عن متعة النساء؟ فقال‪ :‬أو ما تقرأ سورة النساء ؟ قلت‪:‬‬

‫بلى‪ ,‬قال‪ :‬وما تقرؤ فيها‪﴿ :‬فَ َما ا ْست َ ْمتَ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن ‪-‬إلى أجل مسمى‪﴾ -‬‬ ‫ألنساء‪ ,24:‬قال‪ :‬لو قرأتها هكذا لم أسألك عنها! قال‪ :‬فإنها كذلك‪)4(.‬‬

‫له‪ :‬وفيه‪ ,‬عن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى القاري‪ ,‬عن عمر بن مرة‪ ,‬عن سعيد بن‬ ‫جبير‪ ,‬أنه قرأ‪﴿ :‬فَ َما ا ْستَ ْمت َ ْعت ُ ْم بِ ِه ِم ْن ُه َّ‬ ‫ن ‪-‬إلى أجل مسمى‪ ﴾ -‬ألنساء‪)5(,24:‬‬ ‫وقال الرازي في تفسيره‪ :‬الطريق الثاني‪ :‬أن نقول‪ :‬هذه اآلية مقصورة على بيان‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,61‬سورة النساء‪.24:‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإليضاح للفضل بن شاذان‪:‬ص‪,440‬البحث عن متعة النساء على سبيل التفصيل‪.‬‬ ‫‪ -4‬نفس المصدر‪:‬ص‪,442-441‬البحث عن متعة النساء على سبيل التفصيل‪.‬‬ ‫‪ -5‬نفس المصدر‪:‬ص‪,442‬البحث عن متعة النساء على سبيل التفصيل‪.‬‬ ‫‪401‬‬

‫نكاح المتعة‪ ,‬وبيانه من وجوه‪ :‬األول‪ :‬ما روي أن أبي بن كعب كان يقرأ‪﴿:‬فَ َما‬ ‫ور ُه َّن ﴾ ألنساء‪ ،24:‬وهذا‬ ‫ا ْست َ ْمتَ ْعت ُ ْم بِ ِه ِم ْن ُه َّن ‪-‬إلى أجل مسمى‪ -‬فَآتُو ُه َّن أ ُ ُج َ‬ ‫أيضا هو قراءة ابن عباس‪ ,‬واألمة ما أنكروا عليهما في هذه القراءة‪ ،‬فكان ذلك‬ ‫إجماعا من األمة على صحة هذه القراءة‪ ،‬ولم يتعرض في مقام الجواب عن‬ ‫حجج المجوزين لمنع تلك القراءة وعدم صحتها فتأمل‪)1(.‬‬

‫لو‪ :‬الحاكم في المستدرك‪ )2(,‬كما في تفسير الشيخ أبي الحسن الشريف‪ )3(,‬من‬ ‫كتاب الفردوس‪ )4(,‬بإسناد عن جابر‪ ,‬قال‪ :‬سمعت رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫وآله" يقول‪ :‬يجئ يوم القيامة ثالثة يشكون‪ :‬المصحف‪ ،‬والمسجد‪ ,‬والعترة‪ ،‬يقول‬ ‫المصحف‪ :‬حرفوني ومزقوني‪ ،‬ويقول المسجد‪ :‬يا رب عطلوني وضيعوني‪,‬‬ ‫وتقول العترة‪ :‬يا رب قتلونا وطردونا وشردونا‪ ،‬وجثوا باركين للخصومة‪ ،‬فيقول‬ ‫هللا جل جالله‪:‬ذلك إلي‪ ,‬وأنا أولى بذلك ‪ ,‬ويأتي وجه الداللة في هذا الخبر إن شاء‬ ‫هللا ‪.‬‬ ‫لز‪ :‬وفيه‪ ,‬عن أبي عبيد في فضائله‪ ,‬عن ابن راهويه‪ :‬أن عثمان كتب في آخر‬ ‫المائدة "هلل ملك السماوات واألرض وهللا سميع بصير"‪)5(.‬‬

‫لح‪ :‬السيوطي في اإلتقان‪ ,‬أخرج ابن أشته وابن أبي حاتم من طريق عطاء‪ ,‬عن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬التفسير الكبير للرازي‪:‬ج‪ 10‬ص‪,43‬سورة النساء‪.24:‬‬ ‫‪ -2‬لم أقف على الخبر في الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫‪ -3‬لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫‪ -4‬كتاب الفردوس بمأثور الخطاب للدليمي‪:‬ج‪ 5‬ص‪ ,449‬رقم‪ 8880:‬جابر بن عبد هللا‪,‬‬ ‫باب الياء‪,‬مع اختالف كلمة "حرفوني" " إلى "خرقوني"‪.‬‬ ‫‪ -5‬ينظر كنز العمال للمتقي الهندي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 599‬ح‪ ,4828‬حرف الهمزة‪ ,‬كتاب‬ ‫األذكار من قسم األفعال من حرف الهمزة ‪ ,‬باب في لواحق التفسير القراآت‪.‬‬ ‫‪402‬‬

‫ور ِه َك ِم ْ‬ ‫ش َكاةٍّ﴾ ألنور‪ ،35:‬قال‪ :‬هي خطأ من‬ ‫ابن عباس‪ ,‬في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬مثَ ُل نُ ِ‬ ‫الكاتب! هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة! إنما هي مثل نور المؤمن‬ ‫كمشكاة‪)1(.‬‬

‫لط‪ :‬الثعلبي في تفسيره كما نقله غير واحد‪ ,‬عن أبي جعفر "عليه السالم"‪ ,‬أنه‬ ‫ك ۖ ‪ -‬في علي‪ ﴾ -‬المائدة‪,67:‬‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫قال‪َ ﴿ :‬يا أَيُّ َها َّ‬ ‫وقال‪ :‬هكذا أنزلت‪)2(.‬‬

‫م‪ :‬البخاري في كتاب التفسير من صحيحه‪ ,‬عن الحميدي‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن عمرو‬ ‫بن دينار‪ ,‬عن سعيد بن جبير‪ ,‬عن ابن عباس في حديث طويل أنه كان يقرأ‪:‬‬

‫س ِفينَ ٍّة ‪ -‬صالحة‪َ -‬‬ ‫صبًا﴾ الكهف‪ ,79:‬وكان‬ ‫غ ْ‬ ‫﴿ َو َكانَ َو َرا َء ُه ْم َم ِل ٌك يَأ ْ ُخذُ ُك َّل َ‬ ‫يقرأ‪َ ﴿:‬وأ َ َّما ْالغُ َال ُم فَ َكانَ ‪ -‬كافرا وكان ‪ -‬أ َ َب َواهُ ُمؤْ ِمنَ ْي ِن﴾ الكهف‪ )3(,80:‬ورواه‬ ‫في موضع آخر‪ ,‬عن قتيبة‪ ,‬عن سفيان ابن عيينة‪ ,‬عن عمرو‪ ,‬مثله ‪)4(.‬‬

‫ما‪ :‬الشيخ أبو الحسن في تفسيره(‪,)5‬عن الخطيب‪ ,‬بإسناده عن المسور بن‬ ‫مخرمة‪ ,‬قال‪ :‬قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف‪ :‬ألم يكن فيما تقرأ‪:‬‬ ‫"قاتلوا في هللا آخر مرة كما قاتلتم أول مرة" ؟‪ ,‬قال‪ :‬متى ذاك! قال‪ :‬إذا كانت بنو‬ ‫أمية األمراء وبنو مخزوم الوزراء‪)6(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,328‬النوع الحادي واألربعون‪ :‬في معرفة إعرابه‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفسير الكشف والبيان للثعلبي‪:‬ج‪ 4‬ص‪,92‬سورة المائدة‪.67:‬‬ ‫‪ -3‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 6‬ص‪ 88‬ح‪ ,4725‬كتاب تفسير القران‪.‬‬ ‫‪ -4‬صحيح البخاري‪:‬ج‪ 6‬ص‪ 91‬ح‪ ,4727‬كتاب تفسير القران‪.‬‬ ‫‪ -5‬لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫‪ -6‬تاريخ بغداد للخطيب البغدادي‪:‬ج‪ 14‬ص‪ 408‬ح‪,7734‬أبو عثمان البغدادي‪.‬‬

‫‪403‬‬

‫مب‪ :‬الفقيه ابن المغازلي الشافعي في مناقبه‪ )1(,‬كما نقله الشيخ يحيى بن بطريق‬ ‫الحلي في العمدة‪ )2(,‬والسيد صاحب غاية المرام(‪,)3‬عن الحسن بن أحمد بن‬ ‫موسى الغندجاني ‪,‬عن هالل بن محمد الحفار‪,‬عن إسماعيل بن علي‪ ,‬عن أبي علي‬ ‫‪,‬عن الرضا "عليه السالم" عن آبائه "عليهم السالم" عن جابر في حديث‪ :‬وأنزل‬

‫هللا تعالى على أثر ذلك‪﴿:‬فَإِ َّما نَ ْذ َهبَ َّن ِب َك فَإِنَّا ِم ْن ُه ْم ُم ْنتَ ِق ُمونَ ‪ -‬بعلي‪ ﴾41﴿ -‬أَ ْو‬ ‫نُ ِريَنَّ َك ﴿‪ ﴾41‬الزخرف‪ ,‬إلى أن قال‪ :‬ثم نزلت‪ :‬فَا ْستَ ْمس ْ‬ ‫ْك ‪-‬‬ ‫ي إِلَي َ‬ ‫ِك بِالَّذِي أ ُ ِ‬ ‫وح َ‬ ‫ص َراطٍّ ُم ْستَ ِق ٍّيم ﴿‪ - ﴾43‬وإن عليا لعلم للساعة ‪َ -‬و ِإنَّهُ لَ ِذ ْك ٌر‬ ‫علَ ٰى ِ‬ ‫في علي ‪ِ -‬إنَّ َك َ‬ ‫سأَلُونَ ‪ -‬عن علي بن أبي طالب‪ ﴾44﴿-‬الزخرف‪.‬‬ ‫ف تُ ْ‬ ‫لَ َك َو ِلقَ ْو ِم َك ۖ َو َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫مج‪ :‬مالك في موطأه كما نقل عنه بعض المعاصرين في كتابه‪ :‬أنه سأل ابن‬ ‫شهاب عن قول هللا تبارك‬

‫ص َالةِ ِم ْن‬ ‫ي ِلل َّ‬ ‫وتعالى‪َ ﴿ :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ِإذَا نُو ِد َ‬ ‫ِذ ْك ِر َّ‬ ‫اَّللِ﴾ الجمعة‪ ,9:‬فقال ابن شهاب‪ :‬كان عمر بن‬

‫يَ ْو ِم ْال ُج ُم َع ِة فَا ْس َع ْوا ِإلَ ٰى‬ ‫ص َال ِة ِم ْن َي ْو ِم ْال ُج ُم َع ِة ‪ -‬فامضوا‪ -‬إِلَ ٰى ِذ ْك ِر‬ ‫ِي ِلل َّ‬ ‫الخطاب يقرؤها‪ ﴿ :‬إِذَا نُود َ‬ ‫َّ‬ ‫اَّللِ﴾ الجمعة‪)4(.9:‬‬ ‫مد‪ :‬السيوطي في الدر المنثور‪ :‬أخرج أبو عبيد في فضائله‪ ,‬وسعيد بن منصور‬ ‫وابن أبي شيبة‪ ,‬وابن األنباري في المصاحف عن خرشة الحر(‪ )5‬قال رأى معي‬

‫ص َالةِ ِم ْن يَ ْو ِم ْال ُج ُم َع ِة فَا ْس َع ْوا‬ ‫ِي ِلل َّ‬ ‫عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه ﴿ ِإذَا نُود َ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مناقب ابن المغازليج‪ 1‬ص‪ 239-238‬ح‪,321‬في قولة تعالى‪" :‬فَإ ِ َّما نَ ْذ َه َب َّن ِب َك فَإِنَّا‬ ‫ِم ْن ُه ْم ُم ْنت َ ِق ُمونَ " الزخرف‪.41:‬‬ ‫‪ -2‬العمدة البن بطريق‪,449-448:‬ح‪ ,936‬فصل في ذكر شئ من اإلحداث بعد رسول‬ ‫هللا صلى هللا عليه وآله وذكر أعداء أمير المؤمنين علي"ع"‪.‬‬ ‫‪ -3‬غاية المرام‪:‬ج‪ 4‬ص‪ ,140‬الباب التاسع والثمانون‪.‬‬ ‫‪ -4‬موطأ مالك‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 147‬ح‪,357‬كتاب السهو‪,‬ما جاء في السعي يوم الجمعة‪.‬‬ ‫‪ -5‬ورد"ابن الحر" في المصدر وليس"الحر" كما أوردها المصنف‪.‬‬ ‫‪404‬‬

‫ِإلَ ٰى ِذ ْك ِر َّ‬ ‫اَّللِ﴾ الجمعة‪ ,9:‬فقال‪ :‬من أملى عليك هذا؟ قلت‪ :‬أبي بن كعب‪ ,‬قال‪ :‬إن‬ ‫أبيا أقرؤنا للمنسوخ قرأها "فامضوا إلى ذكر هللا"‪)1(.‬‬

‫مه‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج عبد بن حميد‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬قيل لعمر‪ :‬إنَ أبيا يقرأ‬

‫﴿فَا ْس َع ْوا ِإلَ ٰى ِذ ْك ِر َّ‬ ‫اَّللِ﴾ الجمعة‪ ,9:‬قال عمر‪ :‬أبي أعلمنا بالمنسوخ وكان يقرؤها‬ ‫"فامضوا إلى ذكر هللا"‪)2(.‬‬

‫مو‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج الشافعي في األم‪ ,‬وعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور‬ ‫وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن‬ ‫األنباري في المصاحف‪ ,‬والبيهقي في سننه‪ ,‬عن ابن عمر‪ ,‬قال‪ :‬ما سمعت عمر‬ ‫يقرؤها قط إال "فامضوا إلى ذكر هللا"‪)3(.‬‬

‫مز‪ :‬وفيه‪ ,‬وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد‪ ,‬عن ابن عمر‪ ,‬قال‪ :‬لقد توفى عمر‬ ‫وما يقرأ هذه اآلية التي في سورة الجمعة إال "فامضوا إلى ذكر هللا"‪)4(.‬‬

‫مج‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج مالك والشافعي وعبد الرزاق في المصنف‪ ,‬واحمد وعبد بن‬ ‫حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير‬ ‫وابن المنذر وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في سننه‪ ,‬عن ابن عمر‪ :‬انه طلق‬ ‫امرأته وهي حائض‪ ,‬فذكر ذلك لرسول هللا "صلى هللا عليه واله" فتغيظ فيه‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ثم قال‪ :‬ليراجعها‪ ,‬ثم يمسكها حتى تطهر‪ ,‬ثم‬ ‫تحيض فتطهر‪ ,‬فان بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرة قبل أن يمسها‪ ,‬فتلك العدة‬

‫ي‬ ‫التي أمر هللا أن يطلق لها النساء‪ ,‬وقرأ النبي "صلى هللا عليه واله"‪َ ﴿:‬يا أَيُّ َها النَّ ِب ُّ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 8‬ص‪,161‬سورة الجمعة‪.9:‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪ -4‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪405‬‬

‫سا َء فَ َ‬ ‫ِإذَا َ‬ ‫ط ِلّقُو ُه َّن‬ ‫طلَّ ْقت ُ ُم النِّ َ‬

‫‪-‬في قبل عدتهن‪ ﴾-‬الطالق‪)1(,1:‬‬

‫مط‪ :‬وفيه ‪ ,‬أخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر والحاكم وابن مردويه‪,‬‬ ‫عن ابن عمر‪ :‬إن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" قرأ‪" :‬فطلقوهن في قبل‬ ‫عدتهن"‪)2( .‬‬

‫ن‪ :‬أخرج عبد الرزاق وأبو عبيد في فضائله‪ ,‬وسعيد بن منصور وعبد بن حميد‬ ‫وابن مردويه والبيهقي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬أنه كان يقرأ‪" :‬فطلقوهن لقبل‬ ‫عدتهن"‪)3(.‬‬ ‫نا‪ :‬وفيه‪,‬أخرج ابن األنباري‪ ,‬عن ابن عمر‪ ,‬أنه قرأ‪" :‬فطلقوهن لقبل عدتهن"‪)4(.‬‬

‫نب‪ :‬وفيه‪,‬أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه‬ ‫والبيهقي‪ ,‬عن مجاهد أنه كان يقرأ‪" :‬فطلقوهن لقبل عدتهن"‪)5(.‬‬

‫نج‪ :‬عن ابن عباس قال‪ :‬كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة‪ ,‬وعمر على‬ ‫بغل و أنا على فرس‪ ،‬فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب "عليه السالم" فقال‪:‬‬ ‫أما وهللا يا بني عبد المطلب لقد كان فيكم أولى بهذا األمر مني من أبي بكر‪,‬‬ ‫الخبر‪)6(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 8‬ص‪,190-189‬سورة الطالق‪.1:‬‬ ‫‪ -2‬الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 8‬ص‪,190‬سورة الطالق‪.1:‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪ -4‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪ -5‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪ -6‬محاضرات األدباء للراغب االصفهاني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,496-495‬الحد العشرون في‬ ‫الديانات والعبادات‪ ,‬ومما جاء في فضائل أعيان الصحابة علي بن أبي طالب كرم هللا‬ ‫تعالى وجهه من فضائله‪.‬‬

‫‪406‬‬

‫ند‪ :‬وفيه وفي الكشاف والمجمع‪ :‬كان عمر يقرأ‪" :‬غير المغضوب عليهم وغير‬ ‫الضالين"‪)1(.‬‬ ‫نه‪ :‬وفيه‪:‬قرأ عبد هللا بن الزبير‪" :‬صراط من أنعمت عليهم"‪)2(.‬‬ ‫نو‪ :‬وفيه‪ ,‬قرأ بدل "كالعهن المنفوش" "كالصوف المنفوش"‪)3( .‬‬ ‫نز‪ :‬وقرأ بدل "فهي كالحجارة أو أشد قسوة" ‪" ,‬فكانت كالحجارة"‪)4(.‬‬ ‫نح‪ :‬وفيه‪ ,‬وقرأ أبو بكر "وجاءت سكرة الحق بالموت"‪)5(.‬‬ ‫نط‪ :‬وفيه ‪ ,‬قرأ ‪" :‬اصبروا وصابروا واربطوا ورابطوا"‪)6( .‬‬

‫ي أَ ْولَ ٰى بِ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِم ْن أ َ ْنفُ ِس ِه ْم ۖ َوأ َ ْز َوا ُجهُ‬ ‫س‪ :‬وفيه‪ ,‬وقرأ بعضهم‪﴿ :‬النَّبِ ُّ‬ ‫أ ُ َّم َهات ُ ُه ْم ۗ ‪-‬وهو أب لهم‪ ﴾ -‬األحزاب‪)7(. ,6:‬‬ ‫سا‪ :‬وفيه‪ ,‬و قرأ بعضهم‪﴿ :‬إِ َّن ٰ َهذَا أَ ِخي لَهُ تِ ْس ٌع َوتِ ْسعُونَ نَ ْع َجةً ‪ -‬أنثى‪﴾ -‬‬ ‫ص‪)8(,23:‬‬

‫ار ُق ‪ -‬والسارقات‪ -‬فَا ْق َ‬ ‫طعُوا‬ ‫سب‪ :‬وفيه‪ ,‬وقرأ‪َ ﴿ :‬وال َّ‬ ‫س ِ‬

‫أ َ ْي ِديَ ُه َما﴾المائدة‪)9(,38:‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬محاضرات األدباء للراغب االصفهاني‪:‬ج‪ 2‬ص‪,449‬الحد العشرون في الديانات‬ ‫والعبادات ‪ ,‬ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما روي فيه زيادة‪,‬الكشاف‬ ‫للزمخشري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,17‬سورة الفاتحة‪,‬ومجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,67‬سورة‬ ‫الفاتحة‪.‬‬ ‫‪ -2‬محاضرات األدباء للراغب االصفهاني‪:‬ج‪ 2‬ص‪,449‬الحد العشرون في الديانات‬ ‫والعبادات ‪ ,‬ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما روي فيه زيادة‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪ :‬ص‪.448‬‬ ‫‪ -4‬نفس المصدر‪ :‬ص‪.448‬‬ ‫‪ -5‬نفس المصدر‪ :‬ص‪.449‬‬ ‫‪ -6‬نفس المصدر‪ :‬ص‪.449‬‬ ‫‪ -7‬نفس المصدر‪ :‬ص‪.449‬‬ ‫‪ -8‬نفس المصدر‪ :‬ص‪.449‬‬ ‫‪ -9‬نفس المصدر‪ :‬ص‪.449‬‬ ‫‪407‬‬

‫ت ‪ -‬بنو تميم‪ -‬أَ ْكثَ ُر ُه ْم‬ ‫اء ا ْل ُح ُج َرا ِ‬ ‫سج‪ :‬وفيه‪ ,‬وقرأ‪﴿ :‬إِ َّن الَّذِينَ يُنَادُون ََك ِم ْن َو َر ِ‬ ‫َال يَ ْع ِقلُونَ ﴾ الحجرات‪)1(,4:‬‬ ‫سد‪ :‬وفيه‪ ,‬وقرأ سعد‪" :‬فإن كان له أخ أو أخت من أبيه" ‪ ,‬قال الراغب‪ :‬ومثل‬ ‫هذا كثير فلنقتصر على هذا القدر‪,‬ذكر ذلك في باب ما روي في القرآن من‬ ‫الزيادة‪)2(.‬‬

‫سه‪ :‬الشيخ أبو الحسن الشريف في تفسيره(‪ ,)3‬عن كتاب عبد الرزاق(‪ )4‬وكتاب‬ ‫ابن المنذر(‪ )5‬بسندهما‪ ,‬عبد الرحمن السلمي قال‪ :‬قال عمر بن الخطاب‪ :‬ال تغالوا‬

‫في مهور النساء‪ ,‬فقالت‪ :‬امرأة ليس ذلك لك يا عمر‪ ,‬إن هللا يقول‪َ ﴿ :‬وآتَ ْيت ُ ْم‬ ‫إِ ْحدَا ُه َّن قِ ْن َ‬ ‫ارا﴾ النساء‪ ,20:‬قال‪ :‬وكذلك هي في قراءة ابن مسعود‪ ,‬فقال عمر‪:‬‬ ‫ط ً‬ ‫إن امرأة خاصمت عمر فخصمته‪.‬‬ ‫سو‪ :‬وفيه‪ ,‬روى ابن جرير وابن األنباري وغيرهما‪,‬عن عكرمة‪ :‬أن عمر ابن‬ ‫الخطاب كان يقرأ‪" :‬وإن كاد مكرهم" بالدال المهملة‪)6(.‬‬

‫سز‪ :‬أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي في كتابه‪,‬على ما نقله عنه السيد‬ ‫األجل علي بن طاووس في الباب الرابع والعشرون بعد المائة من كتاب اليقين‪,‬‬ ‫عن محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي العدل‪,‬وعلي بن أحمد بن حاتم التميمي‪,‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفق تتبعي لم أقف على الخبر في المصدر المذكور‪.‬‬ ‫‪ -2‬محاضرات األدباء للراغب االصفهاني‪:‬ج‪ 2‬ص‪,449‬الحد العشرون في الديانات‬ ‫والعبادات ‪ ,‬ومما جاء في مبدأ القرآن ونزوله ما روي فيه زيادة‪.‬‬ ‫‪ -3‬لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫‪ -4‬مصنف عبد الرزاق الصنعاني‪:‬ج‪ 6‬ص‪,180‬ح‪ ,10420‬كتاب النكاح باب غالء‬ ‫الصداق‪.‬‬ ‫‪ -5‬تفسير ابن المنذر‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 615‬ح‪ ,1511‬سورة النساء قوله عز وجل‪" :‬وآتيتم إحداهن‬ ‫قنطارا فال تأخذوا منه شيئا"‪.‬‬ ‫‪ -6‬ينظر الدر المنثور للسيوطي‪:‬ج‪ 5‬ص‪,53‬سورة ابراهيم‪.44:‬‬ ‫‪408‬‬

‫وعلي بن العباس البجلي‪ ,‬وعلي بن الحسين العجلي‪ ,‬وجعفر بن محمد بن مالك‬ ‫الفزاري‪ ,‬والحسن بن السكن األسدي الكوفيون‪ ,‬قالوا‪:‬حدثنا عبابة بن يعقوب‪،‬قال‪:‬‬ ‫أخبرنا علي بن هاشم بن زيد‪ ,‬عن أبي الجارود وزياد بن المنذر‪ ,‬عن عمران بن‬ ‫ميثم الكيال‪ ,‬عن مالك بن ضمرة الرواسي‪ ,‬عن أبي ذر الغفاري‪ ,‬قال‪ :‬لما نزلت‬

‫ض ُو ُجوهٌ َوتَ ْس َودُّ‬ ‫هذه اآلية على رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" ﴿ َي ْو َم تَ ْب َي ُّ‬ ‫جوهٌ ﴾ إل عمران‪ ,106:‬قال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‪ :‬ترد أمتي يوم‬ ‫ُو ُ‬ ‫القيامة على خمس رايات‪ :‬فأولها مع عجل هذه األمة ‪ ،‬فآخذ بيده فترجف قدماه‬ ‫ويسود وجهه وجوه أصحابه ‪ ,‬فأقول‪ :‬ما فعلتم بالثقلين ؟‪ ,‬فيقولون‪ :‬أما األكبر‬ ‫فحرقناه ومزقناه‪ ,‬وأما األصغر فعاديناه وأبغضناه‪ ،‬فأقول‪ :‬ردوا ظماء مظمئين‬ ‫مسودة وجوهكم‪ ,‬فيؤخذ بهم ذات الشمال ال يسقون قطرة ‪,‬ثم ترد علي راية‬ ‫فرعون هذه األمة‪,‬فأقوم فآخذ بيده ثم ترجف قدماه ويسود وجهه ووجوه أصحابه‪،‬‬ ‫فأقول‪ :‬ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون‪ :‬أما األكبر فمزقناه وأما األصغر فبرئنا‬ ‫منه ولعناه‪ ,‬فأقول‪ :‬ردوا ظماء مظمئين مسودة وجوهكم‪ ،‬فيؤخذ بهم ذات الشمال‬ ‫ال يسقون قطرة ‪,‬ثم ترد علي راية ذي الثدية معها أول خارجة وآخرها‪ ,‬فأقوم‬ ‫فآخذ بيده فترجف قدماه وتسود وجهه ووجوه أصحابه ‪ ،‬فأقول‪ :‬ما فعلتم بالثقلين‬ ‫بعدي ؟ فيقولون‪ :‬أما األكبر فمرقنا منه‪ ,‬وأما األصغر فبرئنا منه ولعناه‪ ,‬فأقول‪:‬‬ ‫ردوا ظماء مظمئين مسودة وجوهكم‪ ,‬فيؤخذ بهم ذات الشمال ال يسقون قطرة‪ ،‬ثم‬ ‫ترد علي راية أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين‬ ‫فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه‪ ,‬فأقول‪ :‬ما فعلتم بالثقلين بعدي؟‬ ‫فيقولون‪ :‬إما األكبر فاتبعناه وأطعناه‪ ,‬وأما األصغر فقاتلنا معه حتى قتلنا‪ ,‬فأقول‪:‬‬ ‫ردوا رواء مرويين مبيضة وجوهكم فيؤخذ بهم ذات اليمين‪ ،‬وهو قول هللا عز‬

‫ض ُو ُجوهٌ َوتَ ْس َودُّ ُو ُجوهٌ فَأ َ َّما الَّذِينَ ا ْس َود ْ‬ ‫َّت ُو ُجو ُه ُه ْم أَ َكفَ ْرت ُ ْم‬ ‫وجل‪﴿ :‬يَ ْو َم تَ ْبيَ ُّ‬ ‫‪409‬‬

‫اب ِب َما ُك ْنت ُ ْم ت َ ْكفُ ُرونَ ﴿‪َ ﴾106‬وأَ َّما الَّذِينَ ا ْب َيض ْ‬ ‫َّت‬ ‫َب ْعدَ ِإي َمانِ ُك ْم فَذُوقُوا ْال َعذَ َ‬ ‫ُو ُجو ُه ُه ْم فَ ِفي َر ْح َم ِة َّ‬ ‫اَّللِ ُه ْم فِي َها خَا ِلدُونَ ﴿‪ ﴾107‬إل عمران‪,‬وإنما ذكرنا تمام‬ ‫الخبر تبركا بذكر مثالب القوم ومناقب األئمة الراشدين من لسان المخالفين ‪,‬‬ ‫ويأتي إن شاء هللا أن الظاهر من التحريف تحريف اللفظ ال المعنى‪)1(.‬‬

‫سح‪ )2(:‬صاحب كتاب دبستان المذاهب‪ )3(,‬بعد ذكر أصول عقائد الشيعة ما‬ ‫معناه‪ :‬وبعضهم يقولون أن عثمان أحرق المصاحف وأتلف السور التي كانت في‬ ‫فضل علي وأهل بيته "عليهم السالم"‪ ,‬منها هذه السورة‪ :‬بسم هللا الرحمن الرحيم‪,‬‬ ‫يا أيها الذين آمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم‬ ‫عظيم‪ ,‬نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم‪ ,‬إن الذين يوفون بعهد هللا‬ ‫ورسوله في آيات لهم جنات النعيم‪ ,‬والذين كفروا من بعد ما آمنوا بنقضهم‬ ‫ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم‪ ,‬ظلموا أنفسهم وعصوا‬ ‫لوصي الرسول أولئك يسقون من حميم‪ ,‬إن هللا الذي نور السموات واألرض بما‬ ‫شاء واصطفى من المالئكة وجعل من المؤمنين أولئك في خلقه يفعل هللا ما يشاء‬ ‫ال إله إال هو الرحمن الرحيم‪ ,‬قد مكر الذين من قبلهم برسلهم فأخذتهم بمكرهم إن‬ ‫أخذي شديد أليم‪ ,‬إن هللا قد أهلك عادا وثمود بما كسبوا وجعلهم لكم تذكرة فال‬ ‫تتقون‪ ,‬وفرعون بما طغى على موسى وأخيه هارون أغرقته ومن تبعه أجمعين‪,‬‬ ‫ليكون لكم آيته وإن أكثرهم فاسقون‪ ,‬إن هللا يجمعهم في يوم الحشر فال يستطيعون‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كشف اليقين البن طاووس‪ ,330-329:‬فيما نذكره عن هذا أحمد بن محمد‬ ‫الطبري من كتابه برجالهم في حديث الخمس رايات‪ ،‬وذكر فيها تسمية موالنا علي‬ ‫عليه السالم أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين‪.‬‬ ‫‪ -2‬إلى هنا أخذناه من نسخة إلف‪.‬‬ ‫‪ -3‬لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫‪410‬‬

‫الجواب حين يسألون‪ ,‬إن الجحيم مأواهم وإن هللا عليم حكيم‪ ,‬يا أيها الرسول بلغ‬ ‫إنذاري فسوف يعلمون‪ ,‬قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضون‪ ,‬مثل‬ ‫الذين يوفون بعهدك إني جزيتهم جنات النعيم‪ ,‬إن هللا لذو مغفرة وأجر عظيم‪ ,‬وإن‬ ‫عليا من المتقين ‪ ,‬وإنا لنوفيه حقه يوم الدين‪ ,‬ما نحن عن ظلمه بغافلين ‪ ,‬وكرمناه‬ ‫على أهلك أجمعين ‪ ,‬فإنه وذريته لصابرون ‪ ,‬وإن عدوهم إمام المجرمين‪ ,‬قل‬ ‫للذين كفروا بعدما آمنوا أطلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ما وعدكم‬ ‫هللا ورسوله ونقضتم العهود من بعد توكيدها وقد ضربنا لكم األمثال لعلكم‬ ‫تهتدون‪ ,‬يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات بينات فيها من يتوفاه مؤمنا ومن‬ ‫يتوليه من بعدك يظهرون‪ ,‬فأعرض عنهم إنهم معرضون إنا لهم محضرون‪ ,‬في‬ ‫يوم ال يغني عنهم شيء وال هم يرحمون‪ ,‬إن لهم في جهنم مقاما عنه ال يعدلون‪,‬‬ ‫فسبح باسم ربك وكن من الساجدين‪ ,‬ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف‬ ‫فبغوا هارون فصبر جميل فجعلنا منهم القردة والخنازير ولعناهم إلى يوم يبعثون‬ ‫‪ ,‬فاصبر فسوف يبصرون ‪ ,‬ولقد اتينا بك الحكم كالذين من قبلك من المرسلين ‪,‬‬ ‫وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون ‪ ,‬ومن يتول عن أمري فإني مرجعه‬ ‫فليتمتعوا بكفرهم قليال فال تسأل عن الناكثين ‪ ,‬يا أيها الرسول قد جعلنا لك في‬ ‫أعناق الذين امنوا عهدا ‪ ,‬فخذه وكن من الشاكرين ‪ ,‬إن عليا قانتا بالليل ساجدا‬ ‫يحذر اآلخرة ويرجو ثواب ربه قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون‬ ‫سيجعل األغالل في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون إنا بشرناك بذريته‬ ‫الصالحين ‪ ,‬وإنهم ألمرنا ال يخلفون ‪ ,‬فعليهم مني صلوات ورحمة أحياءا وأمواتا‬ ‫يوم يبعثون ‪ ,‬وعلى الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الغرفات آمنون ‪,‬‬ ‫والحمد هلل رب العالمين ‪.‬‬

‫‪411‬‬

‫قلت‪ :‬ظاهر كالمه أنه أخذها من كتب الشيعة ولم أجد لها أثرا فيها ‪ ,‬غير أن‬ ‫الشيخ محمد بن علي بن شهر اشوب المازندراني ذكر في كتابه المثالب على ما‬ ‫حكي عنه أنهم أسقطوا من القرآن تمام سورة الوالية ولعلها هذا السورة وهللا‬ ‫العالم ‪)1(.‬‬

‫سط‪ :‬علي بن عيسى األربلي في كشف الغمة من طريق العامة‪ ,‬عن زر‪ ,‬عن‬

‫عبد هللا قال‪ :‬كنا نقرأ على عهد رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪﴿:‬يَا أَيُّ َها‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َك ۖ‪-‬أن عليا مولى المؤمنين‪َ -‬و ِإ ْن لَ ْم تَ ْفعَ ْل فَ َما‬ ‫الر ُ‬ ‫َّ‬ ‫سالَتَهُ َو َّ‬ ‫اس﴾‬ ‫َبلَّ ْغ َ‬ ‫ص ُم َك ِمنَ النَّ ِ‬ ‫اَّللُ يَ ْع ِ‬ ‫ت ِر َ‬

‫المائدة ‪)2(,67‬‬

‫ع‪ :‬الشيخ محمد بن أحمد بن شاذان الفقيه في المناقب المائة من طريق المخالفين‬ ‫السادس والخمسون‪ ,‬عن أبي هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‪:‬‬ ‫ليلة أسري بي إلى السماء السابعة سمعت نداء من تحت العرش‪ :‬إن عليا آية‬ ‫الهدى وحبيب من يؤمن بي بلغ عليا‪ ,‬فلما نزل عن السماء نسي ذلك فأنزل هللا‬ ‫ك ۖ‪-‬أن عليا مولى المؤمنين‪-‬‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَ ْي َك ِم ْن َر ِبّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫تعالى‪﴿:" :‬يَا أَيُّ َها َّ‬

‫سالَتَهُ ﴾‬ ‫َو ِإ ْن لَ ْم تَ ْفعَ ْل فَ َما َبلَّ ْغ َ‬ ‫ت ِر َ‬

‫المائدة ‪ ,67‬اآلية‪)3(.‬‬

‫عا‪ :‬صاحب غاية المرام عن أبي نعيم األصفهاني‪ ,‬بإسناده عن األعمش‪ ,‬عن‬ ‫علَ ٰى إِ ْل يَا ِسينَ ﴾ الصافات‪,130 :‬‬ ‫س َال ٌم َ‬ ‫مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬ ‫قال‪ :‬آل يس آل محمد صلى هللا عليه وآله‪)4(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬لم أقف على هذا القول في الكتاب المذكور وفق تتبعي‪.‬‬ ‫‪ -2‬كشف الغمة لالربلي‪ 1:‬ص‪ ,326‬في بيان ما نزل من القرآن في شأنه عليه السالم‪.‬‬ ‫‪ -3‬مائة منقبة لمحمد بن احمد القمي‪:‬ص‪,90-89‬المنقبة السادس والخمسون‪.‬‬ ‫‪ -4‬غاية المرام لهاشم البحراني‪:‬ج‪ 4‬ص‪ ,136‬الباب السابع والثمانون‪.‬‬ ‫‪412‬‬

‫عب‪ :‬وفيه‪ :‬عنه ‪ -‬يعني أبا نعيم االصفهاني ‪ -‬في كتابه الموسوم بنزول القرآن‬ ‫في علي‪ ,‬عن مرة‪ ,‬عن عنبسة‪ ,‬أنه كان يقرأ هذه اآلية "وكفى هللا المؤمنين القتال‬ ‫بعلي بن أبي طالب عليه السالم"‪)1(.‬‬

‫عج‪ :‬ابن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة الخامس والثمانون‪ :‬عن‬ ‫جعفر بن محمد‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن آباءه "عليهم السالم"‪ ,‬قال‪ :‬قام عمر بن الخطاب‬ ‫إلى النبي "صلى هللا عليه واله" فقال‪ :‬إنك ال تزال تقول لعلي‪ :‬أنت مني بمنزلة‬ ‫هارون من موسى‪ ,‬وقد ذكر هللا هارون في القرآن ولم يذكر عليا "عليه السالم"!‬ ‫‪ ,‬فقال النبي "صلى هللا عليه وآله"‪ :‬يا غليظ يا أعرابي أما تسمع قول هللا تعالى‪:‬‬ ‫"هذا صراط علي مستقيم " ؟‪)2(.‬‬

‫عد‪ :‬الزمخشري في الكشاف‪ :‬وقراءة أهل البيت "زوجتكها"‪ ,‬وقيل لجعفر بن‬ ‫محمد‪ :‬أليس تقرأ على غير ذلك ؟ فقال‪ :‬ال والذي ال إله إال هو ما قرأتها على‬ ‫أبي إال كذلك‪ ,‬وال قرأها الحسن بن علي على أبيه إال كذلك‪ ,‬وال قرأها علي بن‬ ‫أبي طالب على النبي "صلى هللا عليه واله‪ ,‬إال كذلك‪)3(.‬‬ ‫عه‪ :‬وفيه‪ ,‬قرأ علي "عليه السالم"‪" :‬أمثال الجنة" على الجمع‪)4(.‬‬

‫عو‪ :‬وفيه‪ ,‬قرأ علي "عليه السالم" وابن عباس وزيد بن علي وجعفر بن محمد‬ ‫وعكرمة‪" :‬يحفظونه بأمر هللا"‪)5(.‬‬

‫عز‪ :‬الطبرسي في مجمع البيان‪ :‬وروت العامة عن علي "عليه السالم" أنه قرأ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬غاية المرام لهاشم البحراني‪:‬ج‪ 4‬ص‪,273-272‬ح‪ ,3‬الباب التاسع والستون ومائة‪.‬‬ ‫‪ -2‬مائة منقبة لمحمد بن احمد القمي‪:‬ص‪,161-160‬المنقبة الخامس والثمانون‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 3‬ص‪,543‬سورة األحزاب‪.37:‬‬ ‫‪ -4‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 2‬ص‪,533-532‬سورة الرعد‪.35:‬‬ ‫‪ -5‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 2‬ص‪,517‬سورة الرعد‪.11:‬‬

‫‪413‬‬

‫عنده رجل ﴿ َو َ‬ ‫ضو ٍّد﴾ الواقعة‪ ,29 :‬فقال‪ :‬ما شان الطلح ؟ إنما هو وطلع‬ ‫ط ْلحٍّ َم ْن ُ‬ ‫كقوله‪َ ﴿ :‬ون َْخ ٍّل َ‬ ‫َضي ٌم﴾ الشعراء‪ ,148:‬فقيل له‪ :‬أال تغيره ؟‪ ,‬فقال‪ :‬إن‬ ‫ط ْلعُ َها ه ِ‬ ‫القرآن ال يهاج اليوم وال يحرك‪)1(.‬‬

‫عح‪ :‬محمد بن بحر الرهني في كتابه كما في منبع الحياة للسيد المحدث‬ ‫الجزائري‪ ,‬مرسال الصحابة يقولون لنبيهم "عليه الصالة والسالم" على الحوض‬ ‫إذا سألهم‪ :‬كيف خلفتموني في الثقلين من بعدي‪ :‬أما األكبر فحرفناه وبدلناه‪ ,‬وأما‬ ‫األصغر فقلينا‪,‬ثم يذادوا عن الحوض‪ )2(,‬ذكر ذلك في مقام الطعن على القراء‬ ‫السبعة‪.‬‬ ‫عط‪ :‬أبو إسحاق إبراهيم الزجاج في إعراب القرآن‪ ,‬على ما حكى عنه في سعد‬ ‫السعود‪ :‬أن سعد بن أبي وقاص قرأ "يسألونك األنفال"‪)3(.‬‬

‫قلت‪ :‬يأتي أنه قراءة أهل البيت "عليهم السالم" ‪.‬‬ ‫ف‪ :‬عبد الرشيد ين الحسين بن محمد االسترابادي في كتاب تأويل اآليات التي‬ ‫تعلق بها أهل الضالل كما في الكتاب المذكو‪ :‬روى محمد بن عبد هللا بن جعفر‬ ‫الحميري‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن الريان بن الصلت‪ ,‬قال‪ :‬حضر الرضا علي بن موسى‬ ‫الرضا "عليهما السالم" عند المأمون لعنه هللا بمرو‪ ,‬وقد اجتمع في مجلسه جماعة‬ ‫من علماء العراق وخراسان‪ ,‬فقال الرضا "عليه السالم"‪ :‬أخبروني عن قول هللا‬

‫علَ ٰى‬ ‫س ِلينَ ﴿‪َ ﴾3‬‬ ‫آن ْال َح ِك ِيم﴿‪ِ ﴾2‬إنَّ َك لَ ِمنَ ْال ُم ْر َ‬ ‫عز وجل‪﴿ :‬يس ﴿‪َ ﴾1‬و ْالقُ ْر ِ‬ ‫ست َ ِق ٍّيم ﴿‪ ﴾4‬يس‪ ,‬فمن عنى بقوله ياسين ؟ قالت العلماء‪ :‬ياسين محمد‬ ‫ص َراطٍّ ُم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 9‬ص‪,364‬سورة الواقعة‪.29:‬‬ ‫‪ -2‬منبع الحياة للجزائري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,69‬المسألة التاسعة‪,‬ووفق النسخة التي اطلعت عليها‪,‬‬ ‫وجدة الرواية ناقصة إلى قوله‪ :‬كيف خلفتموني في الثقلين من بعدي‪.‬‬ ‫‪ -3‬سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪ ,275‬فصل فيما نذكره من الجزء الثاني من كتاب‬ ‫الزجاج ‪.‬‬ ‫‪414‬‬

‫"صلى هللا عليه وآله" لم يشك فيه أحد‪ ,‬فقال أبو الحسن "عليه السالم"‪ :‬فإن هللا‬ ‫أعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضال ال يبلغ أحد كنه وصفه إال من غفل‪ ،‬وذلك‬

‫علَ ٰى نُوحٍّ فِي‬ ‫س َال ٌم َ‬ ‫أن هللا عز وجل ال يسلم على أحد إال على األنبياء‪ ,‬فقال‪َ ﴿ :‬‬ ‫ع َل ٰى‬ ‫س َال ٌم َ‬ ‫س َال ٌم َ‬ ‫يم﴾ الصافات‪َ ﴿ ,109:‬‬ ‫ْال َعالَ ِمينَ ﴾ الصافات‪َ ﴿ ,79:‬‬ ‫علَ ٰى ِإب َْرا ِه َ‬ ‫َارونَ ﴾ الصافات‪ ,120:‬ولم يقل‪" :‬سالم على آل نوح وال آل إبراهيم‬ ‫س ٰى َوه ُ‬ ‫ُمو َ‬ ‫سينَ ﴾ الصافات‪ ,130 :‬يعني‬ ‫علَ ٰى ِإ ْل يَا ِ‬ ‫س َال ٌم َ‬ ‫وال آل موسى وهارون" وقال‪َ ﴿ :‬‬ ‫آل محمد "صلى هللا عليه وآله"‪)1(.‬‬

‫فا‪ :‬السيوطي في اإلتقان‪ ،‬أخرج الحاكم من طريق عاصم الجحدري‪ ,‬عن أبي‬ ‫بكرة‪ :‬أن النبي"صلى هللا عليه وآله" قرأ‪" :‬متكئين على رفارف خضر وعباقري‬ ‫حسان"‪ )2(,‬ورواه البزار أيضا كما في مجمع الزوائد‪)3(.‬‬

‫فب‪ :‬وفيه‪ ,‬أخرج الحاكم من حديث أبي هريرة‪ :‬أنه "صلى هللا عليه وآله" قرأ‪:‬‬

‫ُ‬ ‫ي لَ ُه ْم ِم ْن ‪ -‬قرأت‪ -‬أَ ْعيُ ٍّن﴾‬ ‫﴿فَ َال تَ ْعلَ ُم نَ ْف ٌ‬ ‫س َما أ ْخ ِف َ‬

‫السجدة‪)4(,17:‬‬

‫فج‪ :‬وفيه‪ ,‬وأخرج عن ابن عباس‪ :‬أنه "صلى هللا عليه واله" قرأ‪﴿ :‬لَقَ ْد َجا َء ُك ْم‬ ‫س ُك ْم﴾ التوبة‪ ,128:‬بفتح الفاء ‪)5(.‬‬ ‫سو ٌل ِم ْن أ َ ْنفُ ِ‬ ‫َر ُ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تأويل اآليات لشرف الدين الحسيني‪:‬ج‪ 2‬ص‪,501-500‬ح‪,18‬سورة الصافات‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,264‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجمع الزوائد للهيثمي‪:‬ج‪ 7‬ص‪,156‬ح‪ ,11608‬كتاب التفسير باب ما جاء في‬ ‫المصحف‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,265‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬ ‫‪ -5‬نفس المصدر‪.‬‬

‫‪415‬‬

‫فد‪:‬وفيه‪ ,‬وأخرج عن عائشة‪ :‬أنه "صلى هللا عليه واله" قرأ‪﴿ :‬فَ َر ْو ٌح َو َر ْي َح ٌ‬ ‫ان﴾‬ ‫الواقعة‪ ,89:‬يعني بضم الراء‪)1(.‬‬

‫ب ْالعَالَ ِمينَ ﴾ الفاتحة‪,2:‬‬ ‫فه‪ :‬الكشاف‪ ,‬قرأ زيد بن علي "عليهما السالم"‪َ ﴿ :‬ر ّ ِ‬ ‫بالنصب على المدح‪)2( .‬‬

‫فو‪ :‬وفيه‪ ,‬قرأ‪َ ﴿ :‬‬ ‫علَ ْي ِه ْم﴾ الفاتحة‪ ,7:‬بالنصب على الحال وهى‬ ‫غي ِْر ْال َم ْغ ُ‬ ‫ضو ِ‬ ‫ب َ‬ ‫قراءة رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وعمر بن الخطاب‪ ,‬ورويت عن ابن‬ ‫كثير‪)3(.‬‬

‫فز‪ :‬السيوطي في اإلتقان‪ ,‬أخرج الطبراني‪ ,‬عن عمر بن الخطاب مرفوعا‪:‬‬ ‫القرآن ألف ألف حرف‪ ,‬وسبعة وعشرون ألف حرف‪ ,‬فمن قرأه صابرا محتسبا‬ ‫كان له بكل حرف زوجة من الحور العين‪ ,‬رجاله ثقات‪ ,‬إال شيخ الطبراني محمد‬ ‫بن عبيد بن آدم أبي إياس تكلم فيه الذهبي لهذا الحديث وقد حمل ذلك على ما‬ ‫نسخ رسمه من القرآن أيضا إذ الموجود اآلن ال يبلغ هذا العدد‪)4(.‬‬

‫قلت‪ :‬الموجود أقل من النصف‪ ,‬وتقدم بطالن نسخ الرسم مع أن األجر على‬ ‫التالوة ينافي الحمل المذكور‪ ,‬وإن صح أصله وليس في المتن نكارة بها يضعف‬ ‫ناقله‪ ,‬ولكن الغريق يتشبث بكل حشيش ‪.‬‬ ‫فح‪ :‬الكشاف‪ ,‬وفى مصحف الحرب بن سويد صاحب عبد هللا‪" ,‬وكانوا أهلها‬ ‫وأحق بها"‪ ,‬وهو الذي دفن مصحفه أيام الحجاج لعنه هللا‪)5(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,265‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,10‬سورة الفاتحة‪.2:‬‬ ‫‪ -3‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,17‬سورة الفاتحة‪.7:‬‬ ‫‪ -4‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,243-242‬المجلد األول النوع التاسع عشر‪ :‬في عدد سوره‬ ‫وآياته وكلماته وحروفه‬ ‫‪ -5‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 4‬ص‪,344‬سورة الفتح‪.26:‬‬ ‫‪416‬‬

‫فط‪ :‬الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيتمي في مجمع الزوائد‪,‬‬ ‫عن حذيفة قال‪ :‬التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب‪ ,‬وما يقرؤون منها‬ ‫مما كنا نقرأ إال ربعها‪ ,‬رواه الطبراني في األوسط ورجاله ثقات‪)1(.‬‬

‫ص‪ :‬وفيه‪ ,‬عن الطبراني بإسناده عن ابن عباس‪ ,‬أنه كان يقرأ‪﴿ :‬قُلُوبُنَا ُ‬ ‫ف﴾‬ ‫غ ْل ٌ‬ ‫البقرة‪ ,88:‬مثقلة‪)2(.‬‬

‫صا‪ :‬وفيه‪ ,‬عن أنس بن مالك‪ :‬أن النبي "صلى هللا عليه واله" قرا‪َ ﴿ :‬و َكتَ ْبنَا‬ ‫س ِبالنَّ ْف ِس َو ْالعَيْنَ بِ ْال َعي ِْن ﴾ المائدة‪ ,45:‬بنصب النفس ورفع‬ ‫َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم فِي َها أَ َّن النَّ ْف َ‬ ‫العين‪ .‬قلت‪ :‬رواه أبو داود غير قوله نصب النفس ورفع العين‪ ,‬رواه أحمد‬ ‫ورجاله رجال الصحيح‪)3( .‬‬

‫صب ‪:‬وفيه‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬قالت‪ :‬قرأها رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪﴿ :‬إِنَّهُ‬ ‫ع َم ٌل َ‬ ‫صا ِلحٍّ ۖ﴾‬ ‫َ‬ ‫غي ُْر َ‬

‫هود‪ ,46:‬رواه الطبراني في األوسط‪)4(.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع الزوائد للهيثمي‪:‬ج‪ 7‬ص‪,28‬ح‪ ,11035‬كتاب التفسير‪,‬سورة البراءة‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجمع الزوائد للهيثمي‪:‬ج‪ 7‬ص‪,154‬ح‪ ,11591‬كتاب التفسير‪,‬باب القراءات‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجمع الزوائد للهيثمي‪:‬ج‪ 7‬ص‪,154‬ح‪ ,11595‬كتاب التفسير‪,‬باب القراءات‪.‬‬ ‫‪ -4‬مجمع الزوائد للهيثمي‪:‬ج‪ 7‬ص‪,155‬ح‪ ,11598‬كتاب التفسير‪,‬باب القراءات‪.‬‬

‫‪417‬‬

‫الدليل التاسع‬

‫(‪) 1‬‬

‫إن هللا تبارك وتعالى قد ذكر اسأمي خاتم النبيين وابنته الصديقة الطاهرة"عليهم‬ ‫السالم"‪ ,‬وبعض شمائلهم وصفاتهم في تمام الكتب المباركة التي انزلها على‬ ‫رسله‪ ,‬وصرح فيها بوصايتهم وخالفتهم وان ختمها بهم‪ ,‬وذلك إما للعناية التامة‬ ‫بتلك األمم‪ ,‬ليتبركوا بتلك االسامي التي وجدوها في صحف نبيهم بهذه الصفات‬ ‫الشريفة‪ ,‬ويجعلونها وسيلة إلنجاح سؤلهم وانجاز مأمولهم وكشف ضرهم ودفع‬ ‫باسهم على ما يظهر من جملة من اإلخبار‪ ,‬أو الرتفاع قدرهم واعالء شأنهم‬ ‫بذكرهم قبل ظهورهم بهذه األوصاف الكاشفة عن بلوغهم اشرف محل المكرمين‬ ‫وأعلى منازل المقربين‪ ,‬أو بما يقتضي كون معرفتهم بها كمعرفة هللا جل جاللة‬ ‫واجبة على جميعهم‪ ,‬وإنهم إنما بعثوا إلى العباد لذلك وأرسلوا لتعليمهم تلك‬ ‫المسالك‪ ,‬وهذا ظاهر كثير من اإلخبار خصوصا فيما ورد في علة عذابهم بما‬ ‫ترجع إلى إبائهم من قبول واليتهم"ع"‪.‬‬ ‫وعلى تلك الوجوه الراجعة حقيقة إلى أمر واحد‪ ,‬كيف يحتمل المنصف إن يهمل‬ ‫هللا تعالى ذكر اسأميهم في كتابه المهيمن على جميع الكتب الباقي على مر الدهور‬ ‫الواجب التمسك به إلى قيام الساعة! وال يعرفهم ألمة نبيه الذين هم اشرف من‬ ‫جميع األمم السالفة! والعناية بتكميلهم اشد واستحكام أمرهم"ع" ورفع قدرهم‬ ‫وأعال ذكرهم بدرجهم فيه اظهر ووجوب طاعتهم ومودتهم على هذه األمة اشد من‬ ‫غيرهم! وهو أهم من غيره من الواجبات التي تكرر ذكرها في الكتاب الكريم‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بداية الدليل التاسع أخذناه من مخطوطة باء‪.‬‬

‫‪418‬‬

‫وهذا الوجه بظاهره وان كان مجرد االستبعاد‪ ,‬إال إن مرجعه حقيقة إلى االستقراء‬ ‫التام أو إلى تنقيح المناط القطعي‪ ,‬يظهر ذلك بعد المراجعة إلى إخبار الباب‬ ‫والتأمل فيها بعين اإلنصاف ومالحظة شدة االهتمام في تلك الكتب بهذا األمر‪ ,‬مع‬ ‫انه لو كان استبعادا لكان أحسن مما ذكره النافون في حججهم بما حاصله استبعاد‬ ‫سقوط شيء من القران مع شدة اهتمام الصحابة في حفظه وحراسته‪ ,‬وهو عمدة ما‬ ‫لهم في هذا المقام كما يأتي‪ ,‬فالواجب علينا إن نسوي تلك اإلخبار ليزول الريب‬ ‫عن القلوب والغشاوة عن اإلبصار فنقول‪:‬‬ ‫اخرج الصدوق"ره" في المجلس الثامن والثمانين في اماليه‪ :‬عن محمد بن موسى‬ ‫بن المتوكل ‪,‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه إبراهيم‪ ,‬عن بن سنان‪ ،‬عن زياد بن‬ ‫المنذر‪ ،‬عن ليث بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬قلت لكعب وهو عند معاوية‪ :‬كيف تجدون صفة‬ ‫مولد النبي "ص"‪ ,‬وهل تجدون لعترته فضال؟ فالتفت كعب إلى معاوية لينظر‬ ‫كيف هواه‪ ،‬فأجرى هللا على لسانه‪ ،‬فقال‪ :‬هات يا أبا إسحاق رحمك هللا ما عندك؟‬ ‫فقال كعب‪ :‬إني قد قرأت اثنين وسبعين كتابا كلها أنزلت من السماء‪ ،‬وقرأت‬ ‫صحف دانيال كلها‪ ،‬ووجدت في كلها ذكر مولده"ص" ومولد عترته‪ ،‬وأن اسمه‬ ‫لمعروف‪،‬ثم ذكر ما يتعلق بمولده‪,‬إلى إن قال‪:‬ونجد في الكتب أن عترته خير الناس‬ ‫بعده‪ ،‬وأنه ال يزال الناس في أمان من العذاب ما دام من عترته في دار الدنيا خلق‬ ‫يمشي فقال‪ :‬يا أبا إسحاق‪ ،‬ومن عترته؟ قال كعب‪ :‬ولد فاطمة"ع"‪ .‬فعبس وجهه‪،‬‬ ‫وعض على شفتيه‪ ،‬وأخذ يعبث بلحيته‪ .‬فقال كعب‪ :‬وإنا نجد صفة الفرخين‬ ‫المستشهدين‪ ،‬وهما فرخا فاطمة عليهما السالم‪ ،‬يقتلهما شر البرية‪ ،‬قال‪ :‬ومن‬ ‫يقتلهما؟ قال‪ :‬رجل من قريش‪ .‬فقام معاوية فقال‪ :‬قوموا إن شئتم‪ ،‬فقمنا‪)1(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االمالي للصدوق‪:‬ص‪,700-698‬ح‪,1‬المجلس الثامن والثمانون‪.‬‬ ‫‪419‬‬

‫وروى الكليني عن محمد يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن محمد‬ ‫بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الحسن "ع" قال‪ :‬والية علي "عليه السالم" مكتوبة في جميع‬ ‫صحف األنبياء‪ ,‬ولن يبعث هللا رسوال إال بنبوة محمد "صلى هللا عليه وآله"‬ ‫ووصية علي "عليه السالم‪)1( ".‬‬

‫وفي تفسير العياشي عن الحسن بن علي بن أبي طالب "عليهما السالم"‪ ,‬انه قال‪:‬‬ ‫من دفع فضل أمير المؤمنين "عليهم السالم" فقد كذب بالتوراة واإلنجيل والزبور‬ ‫وصحف إبراهيم وسائر كتب هللا المنزلة‪ ،‬فإنه ما نزل شيء منها إال واهم ما فيه‬ ‫بعد اإلقرار بتوحيد هللا عز وجل واإلقرار بالنبوة واالعتراف بوالية علي‬ ‫والطيبين من اله "عليهم السالم"‪)2( .‬‬

‫وفي إكمال الدين في حديث بحير الراهب وبشارته بالنبي"ص" انه قال ألبي‬ ‫طالب "عليه السالم"‪ :‬إما أنت يا عم فارع فيه قرابتك الموصولة وأحفظ فيه وصية‬ ‫أبيك‪ ,‬فان قريشا ستهجرك فيه فال تبال ‪ ،‬فإني أعلم إنّك ال تؤمن به ‪ ،‬ولكن سيؤمن‬ ‫سماوات البطل الهاصر ‪ ،‬والشجاع‬ ‫به ولد تلده وسينصره نصرا ً عزيزا ً اسمه في ال ّ‬ ‫األفرع منه الفرخان المستشهدان وهو سيّد العرب ورئيسها وذو قرنيها وهو في‬ ‫الكتب أعرف من أصحاب عيسى "ص" ‪ ،‬فقال أبو طالب ‪ :‬قد رأيت وهللا ك ّل الّذي‬ ‫وصفه بحيرا وأكثر‪)3(.‬‬

‫وفي تفسير اإلمام "عليه السالم"‪ ,‬قال الحسن بن علي "عليهما السالم"‪ :‬من دفع‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪1‬ص‪437‬ح‪,6‬باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -2‬وفق تتبعي لم أجد الرواية في تفسير العياشي‪ ,‬وهي موجودة في تفسير اإلمام‬ ‫العسكري‪:‬ص‪,88‬من دفع فضل علي عليه السالم‪,‬وتأويل اآليات لشرف‬ ‫الدين‪:‬ج‪1‬ص‪,33‬في تأويل اآلية الرابعة من سورة البقرة‪.‬‬ ‫الراهب‪.‬‬ ‫‪ -3‬إكمال الدين للصدوق‪:‬ص‪187‬ح‪ ,36‬الباب الرابع عشر في خبر بحيري ّ‬ ‫‪420‬‬

‫فضل أمير المؤمنين "عليهم السالم" على جميع من بعد النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله" فقد كذب بالتوراة واإلنجيل والزبور وصحف إبراهيم وسائر كتب هللا‬ ‫المنزلة‪ ،‬فإنه ما نزل شيء منها إال واهم ما فيه بعد اإلقرار بتوحيد هللا تعالى‬ ‫واإلقرار بالنبوة واالعتراف بوالية علي والطيبين من اله عليهم السالم‪)1(.‬‬

‫ما في صحيفة أبي البشر ادم على نبينا واله وعليه السالم‪:‬‬ ‫في األربعين للشيخ اسعد بن إبراهيم الحنبلي الحديث العشرون وعن ابن مسعود‬ ‫قال ‪ :‬قال رسول هللا "صلىهللاعليه وآله" ‪ :‬ل ّما خلق هللا آدم سأل ربّه أن يريه من‬ ‫ذريته من األنبياء واألوصياء والمقربين‪ ,‬فأنزل هللا تعالى صحيفة فقرأها‬ ‫يكون من ّ‬ ‫ي بن‬ ‫كما علمه هللا تعالى إلى أن انتهى إلى مح ّمد "ص" ‪,‬فوجد عند اسمه اسم عل ّ‬ ‫ي وال نبي بعد مح ّمد "صلىهللاعليه وآله"!‬ ‫أبي طالب "عليهالسالم" ‪ :‬فقال أهذا نب ّ‬ ‫قيل له‪ :‬ال‪ ,‬بل هذا وارث علمه ووصيّه‪ ,‬فل ّما وقع آدم في الخطيئة فجعل وتوسل‬ ‫إلى ربّه جعل عليا ممن توسل به وبأهل بيته‪ )2(.‬ورواه الشيخ شاذان بن جبرائيل‬ ‫ألقمي في الروضة(‪ )3‬مع اختالف يسير‪.‬‬ ‫وقال السيد الجليل علي بن طاووس في خالل إعمال يوم المباهلة من كتاب‬ ‫اإلقبال‪ :‬روينا باألسانيد الصحيحة والروايات الصريحة إلى أبي المفضل محمد بن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير اإلمام العسكري‪:‬ص‪,88‬من دفع فضل علي عليه السالم‪.‬‬ ‫‪ -2‬وفق تتبعي لم أتوصل للمصدر‪ ,‬والرواية ذكرها المصنف في مستدرك‬ ‫الوسائل‪:‬ج‪5‬ص‪ ,231‬باب"‪ "35‬استحباب التوسل في الدعاء بمحمد واله"ع" نقال‬ ‫من الروضة‪ ,‬وكذلك صاحب البحار‪:‬ج‪6‬ص‪331‬ح‪,13‬الباب"‪ " 7‬إن دعاء األنبياء‬ ‫استجيب بالتوسل واالستشفاع بهم" ص" أيضا نقال عن الروضة ولم يشار إلى‬ ‫المصدر األول‪.‬‬ ‫‪ -3‬الروضة لشاذان ألقمي ص‪" ,165‬حديث علي وارث علم النبي")‬

‫‪421‬‬

‫عبد المطلب الشيباني رحمه هللا من كتاب المباهلة‪ ،‬ومن أصل كتاب الحسن بن‬ ‫إسماعيل بن اشناس من كتاب عمل ذي الحجة ‪,‬فيما رويناه بالطرق الواضحة عن‬ ‫ذوي الهمم الصالحة‪ ,‬ال حاجة إلى ذكر أسمائهم‪ ,‬الن المقصود ذكر كالمهم‪ ،‬قالوا‪:‬‬ ‫لما فتح النبي "صلى هللا عليه وآله "مكة وانقادت له العرب‪ ،‬وأرسل رسله ودعاته‬ ‫إلى األمم‪ ,‬وكاتب الملكين‪ ,‬كسرى وقيصر يدعوهما إلى اإلسالم‪ ،‬وإال أقرا‬ ‫بالجزية والصغار‪ ،‬وإال أذنا بالحرب العوان أكبر شأنه نصارى نجران وخلطاؤهم‬ ‫من بني عبد المدان‪ ،‬وجميع بني الحارث بن كعب ومن ضوي إليهم ونزل بهم من‬ ‫دهماء الناس على اختالفهم هناك في دين النصرانية من األروسية والسالوسية‬ ‫وأصحاب دين الملك والمارونية والعياد والنسطورية‪.‬‬ ‫إلى إن ذكر ورود رسل نبي "ص" وإنهم اجتمعوا للمشورة في بيعتهم العظمى‪،‬‬ ‫وأسرعت إليهم القبائل من مذحج وعك وحمير وأنمار ومن دنا منهم نسبا ودارا‬ ‫من قبائل سبأ‪ ،‬كلهم فتكلم رؤسائهم كابي حامد حصين بن علقمة أسقفهم األول‬ ‫صاحب مدارسهم‪ ,‬وزعيم بني الحارث بن كعب وأمير حروبهم كرز بن سيرة‬ ‫الحارث‪ ,‬وأمير رأيهم والعاقب واسمه عبد المسيح بن شرجيل‪ ,‬والسيد أسقف‬ ‫نجران اهتم بن النعمان‪ ,‬وجهير بن سراقة البارقي من زنادقة النصارى‪ ,‬وحارثة‬ ‫بن اثال من ربيعة بن نزار في أمر النبي "صلى هللا عليه واله" أربعة أيام‪.‬‬ ‫وذكر في هذا الخبر الشريف جميع كلماتهم إلى إن اتفقت كلمتهم النظر إلى الكتب‬ ‫المباركة والعمل بما فيها‪ ,‬فمضى غالم واتى بالجامعة يحملها على رأسه ال تكاد‬ ‫يتماسك بها لثقلها‪ ,‬ففتح أبو حارثة طرفها واستخرج منها صحيفة ادم الكبرى‬ ‫المستودعة علم ملكوت هللا عز وجل وجالله وما ذرء وبرءها في أرضه وسمائه‬ ‫وما وصلها جل جالله من ذكر عالميه‪ ,‬وهي الصحيفة التي ورثها شيث عن أبيه‬

‫‪422‬‬

‫ادم"ع"عمادها من الذكر المحفوظ‪ ,‬فقرء القوم السيد والعاقب والحارثة في‬ ‫الصحيفة‪ ,‬تطلبا لما تنازعوا فيه من نعت رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وصفته‬ ‫ومن حضرهم يومئذ من الناس إليهم مضجون مرتقبون يستدرك من ذكرى ذلك‪,‬‬ ‫فألفوا في المصباح الثاني من فواصلها‪ ,‬بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ,‬إنا هللا ال إله إال‬ ‫أنا الحي القيوم‪ ،‬معقب الدهور‪ ،‬وفاصل األمور‪ ،‬سبقت بمشيتي األسباب‪ ،‬وذللت‬ ‫بقدرتي الصعاب‪ ،‬فأنا العزيز الحكيم الرحمن الرحيم‪ ،‬أرحم وأترحم‪ ،‬وسبقت‬ ‫رحمتي غضبي‪ ،‬وعفوي عقوبتي‪ ،‬خلقت عبادي لعبادتي‪ ,‬وألزمتهم حجتي أال إني‬ ‫باعث فيهم رسلي‪ ،‬ومنزل عليهم كتبي‪ ،‬ابرم ذلك من لدن أول مذكور من البشر‬ ‫إلى أحمد نبي وخاتم رسلي‪ ،‬ذلك الذي أجعل عليه صلواتي وأسلك في قلبه‬ ‫بركاتي‪ ،‬وبه أكمل أنبيائي ونذري‪.‬‬ ‫قال آدم عليه السالم‪ :‬من هؤالء الرسل؟ ومن أحمد هذا الذي رفعت وشرفت؟ قال‪:‬‬ ‫كل من ذريتك‪ ،‬وأحمد عليه السالم عاقبهم ‪ ،‬قال‪ :‬رب بما أنت باعثهم ومرسلهم؟‬ ‫قال‪ :‬بتوحيدي‪ ،‬ثم أقتفي ذلك بثالثمائة شريعة وثالثين شريعة أنظمها وأكملها‬ ‫ألحمد جميعا‪ ،‬فأذنت لمن جاءني بشريعة منها مع اإليمان بي وبرسلي أن ادخله‬ ‫الجنة‪.‬‬ ‫ثم ذكر ما جملته إن هللا تعالى عرض على ادم"ع" معرفة األنبياء وذريتهم‬ ‫ونظرهم ادم عليه السالم ثم قال‪ :‬ما هذا لفظه ثم نظر ادم"ع" إلى نور قد لمع‪,‬‬ ‫فسد الجو المنخرق‪ ,‬فأخذ بالمطالع من المشارق‪ ,‬ثم سرى كذلك حتى طبق‬ ‫المغارب‪ ,‬ثم سما حتى بلغ ملكوت السماء‪ ،‬فنظر فإذا هو نور محمد "ص"‪ ,‬وإذا‬ ‫األكناف به قد تضوعت طيبا‪ ،‬وإذا أنوار أربعة قد اكتنفته عن يمينه وشماله ومن‬ ‫خلفه وأمامه أشبه به أرجا ونورا يتلوها أنوار من بعدها تستمد منها‪ ،‬وإذا هــــــــي‬

‫‪423‬‬

‫شبيهة بها في ضيائها وعظمها ونشرها‪ ،‬ثم دنت منه فتكللت عليها وحفت‬ ‫بها‪.‬ونظر فإذا أنوار من بعد ذلك في مثل عدد الكواكب ودون منازل األوائل جدا‬ ‫جدا‪،‬وبعض هذه أضوء من بعض وهي في ذلك متفاوتة جدا ثم طلع عليه سواد‬ ‫كالليل وكالسيل ينسلون من كل وجه وأوب فأقبلوا كذلك حتى مألوا البقاع واالكم‪،‬‬ ‫فإذا هم أقبح شئ صورا وهيئة وأنتنه ريحا‪ ,‬فبهر آدم عليه السالم ما رأى من‬ ‫ذلك‪ ،‬وقال‪ :‬يا عالم الغيوب ويا غافر الذنوب ويا ذا القدرة القاهرة والمشية العالية‬ ‫من هذا الخلق السعيد الذي كرمت ورفعت على العالمين؟ ومن هذه األنوار المنيفة‬ ‫المكتنفة له؟ فأوحى هللا عز وجل إليه‪ :‬يا آدم هذا وهؤالء وسيلتك ووسيلة من‬ ‫أسعدت من خلقي هؤالء السابقون المقربون والشافعون والمشفعون‪ ،‬وهذا أحمد‬ ‫سيدهم وسيد بريتي اخترته بعلمي واشتققت اسمه من اسمي‪ ،‬فأنا المحمود وهو‬ ‫محمد‪ ،‬وهذا صنوه ووصيه أزرته به ‪ ،‬وجعلت بركاتي وتطهيري في عقبه وهذه‬ ‫سيدة إمائي‪ ،‬والبقية في علمي من أحمد نبيي‪ ،‬وهذان السبطان والخلفان لهم‪ ،‬وهذه‬ ‫األعيان الصادع نورها أنوارهم بقية منهم‪ ،‬أال إن كال اصطفيت وطهرت‪ ،‬وعلى‬ ‫كل باركت وترحمت‪ ،‬فكال بعلمي جعلت قدوة عبادي ونور بالدي‪ ,‬فنظر فإذا شيخ‬ ‫في آخرهم يزهر في ذلك الصفيح كما يزهر كوكب الصبح ألهل الدنيا‪ ،‬فقال‬ ‫تبارك وتعالى‪ :‬وبعبدي هذا السعيد أفك عن عبادي األغالل‪ ،‬وأضع عنهم اآلصار‪،‬‬ ‫وأمال ارضي به حنانا ورأفة وعدال كما ملئت من قبله قسوة وجورا‪ ,‬قال آدم ‪ :‬يا‬ ‫رب إن الكريم من كرمت‪ ،‬وإن الشريف من شرفت‪ ،‬وحق يا إلهي لمن رفعت‬ ‫وأعليت أن يكون كذلك‪ ،‬فيا ذا النعم الذي ال تنقطع ال يجاري وال ينفذ‪ ،‬بم بلغ‬ ‫عبادك هؤالء العالون بهذه المنزلة من شرف عطائك وعظيم فضلك وحبائك‬ ‫وكذلك من كرمت من عبادك المرسلين‪.‬قال هللا تبارك وتعالى‪ :‬إني أنا هللا ال إله إال‬ ‫أنا العزيز الحكيم عالم الغيوب ومضمرات القلوب‪ ،‬أعلم ما لم يكن مما يكون كيف‬ ‫‪424‬‬

‫يكون‪ ،‬وما ال يكون لو كان يكون‪ ,‬وإني اطلعت يا عبدي في علمي على قلوب‬ ‫عبادي فلم أر فيهم أطوع لي وال أنصح لخلقي من أنبيائي ورسلي‪ ،‬فجعلت لذلك‬ ‫فيهم روحي وكلمتي‪ ،‬وألزمتهم عتب حجتي‪ ،‬واصطفيتهم على البرايا برسالتي‬ ‫ووحيي‪ ،‬ثم ألقيت بمكافأتهم تلك في منازلهم قلوب حوامهم وأوصيائهم من بعدهم‪،‬‬ ‫ودائع حجتي والسادة في بريتي‪ ،‬ألجبر بهم كسر عبادي وأقيم بهم أودي ‪ ,‬ذلك‬ ‫أني بهم وبقلوبهم لطيف وخبير‪ .‬ثم اطلعت على قلوب المصطفين من رسلي فلم‬ ‫أجد فيهم أطوع وال أنصح لخلقي من محمد خيرتي وخالصتي‪ ،‬فاخترته على‬ ‫علمي ورفعت ذكره إلى ذكري‪ ،‬ثم وجدت كذلك قلوب حامته الالئي من بعده على‬ ‫صفة قلبه فألحقتهم به وجعلتهم ورثة كتابي ووحيي وأركان حكمتي ونوري‪،‬‬ ‫واليت بي أن ال أعذب بناري من لقيني معتصما بتوحيدي وحبل مودتهم أبدا‪)1(.‬‬

‫صحيفة شيث النبي على نبينا واله السالم‪:‬‬ ‫وفي الخبر المذكور ثم أمرهم أبو حارثة إن يصيروا إلى صحيفة شيث الكبرى‬ ‫التي انتهى ميراثها إلى إدريس النبي عليهما السالم‪ ،‬قال‪ :‬وكان كتابتها بالقلم‬ ‫السرياني القديم‪ ،‬وهو الذي كتب به من بعد نوح عليه السالم من ملوك الهياطلة‬ ‫وهم النمادرة‪ ،‬قال‪ :‬فاقتص القوم الصحيفة وأفضوا منها إلى هذا الرسم‪.‬قالوا‪:‬‬ ‫اجتمع إلى إدريس "ع" قومه وصحابته‪ ،‬وهو يومئذ في بيت عبادته من ارض‬ ‫كوفان‪ ،‬فخبرهم فيما اقتص عليهم‪ ،‬قال‪ :‬إن بني أبيكم آدم الصلبية وبنـــــــــي بنيه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إقبال اإلعمال البن طاووس‪:‬ج ‪ 2‬ص‪ ,336-310‬الباب السادس فيما يتعلق بمباهلة‬ ‫سيد أهل الوجود لذوي الجحود‪.‬‬

‫‪425‬‬

‫وذريتهم اختصموا فيما بينهم وقالوا‪ :‬أي الخلق عندكم أكرم على هللا عز وجل‬ ‫وارفع لديه مكانه وأقرب منه منزلة؟ فقال بعضهم‪ :‬أبوكم آدم عليه السالم خلقه هللا‬ ‫عز وجل بيده واسجد له مالئكته وجعله الخليفة في أرضه وسخر له جميع خلقه‪،‬‬ ‫وقال آخرون‪ :‬بل المالئكة الذين لم يعصوا هللا عز وجل‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬ال بل‬ ‫رؤساء المالئكة الثالث جبرئيل وميكائيل واسرافيل "عليهم السالم"‪.‬‬ ‫وقال بعضهم بل أمين هللا جبرائيل‪ ,‬فانطلقوا إلى آدم "عليه السالم" فذكروا الذي‬ ‫قالوا واختلفوا فيه‪ ،‬فقال‪ :‬يا بني أنا أخبركم بأكرم الخالئق جميعا على هللا عز‬ ‫وجل‪ ،‬انه وهللا لما إن نفخ في الروح حتى استويت جالسا فبرق لي العرش العظيم‪،‬‬ ‫فنظرت فيه فإذا فيه‪ :‬ال إله إال هللا محمد رسول هللا‪ ،‬فالن صفوة هللا فالن أمين هللا‬ ‫فالن خيرة هللا عز وجل‪ ،‬فذكر عدة أسماء مقرونة بمحمد "صلى هللا عليه وآله"‪.‬‬ ‫قال آدم‪ :‬ثم لم أر في السماء موضع أديم ‪ -‬أو قال‪ :‬صفيح ‪ -‬منها‪ ،‬إال وفيه مكتوب‬ ‫ال إله إال هللا‪ ،‬وما من موضع مكتوب فيه‪ :‬ال إله إال هللا وفيه مكتوب خلقا ال خطا‪:‬‬ ‫محمد رسول هللا‪ ،‬وما من موضع مكتوب فيه‪ :‬محمد رسول هللا‪ ،‬إال وفيه‬ ‫ومكتوب‪ :‬فالن خيرة هللا فالن صفوة هللا فالن أمين هللا عز وجل‪ ،‬ثم ذكر عدة‬ ‫أسماء ينتظم الحساب المعدود‪ ،‬وقال محمد "صلى هللا عليه وآله" يا بني ومن خط‬ ‫من تلك األسماء معه أكرم الخالئق على هللا عز وجل جميعا‪)1(.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إقبال اإلعمال البن طاووس‪:‬ج ‪ 2‬ص‪ ,337-336‬الباب السادس فيما يتعلق بمباهلة سيد‬ ‫أهل الوجود لذوي الجحود‪.‬‬

‫‪426‬‬

‫صحيفة إدريس النبي على نبينا واله وعليه السالم‪:‬‬ ‫في كتاب سعد السعود للسيد الجليل علي بن طاووس فصل فيما نذكره من‬ ‫صحائف إدريس"ع" وجدت هذه الصحف بنسخة عتيقة يوشك أن يكون تاريخها‬ ‫من مأتين من السنين بخزانة كتب مشهد موالنا أمير المؤمنين "عليه السالم" وقد‬ ‫ذهب أولها وأخرها فكان الموجود منها نحو سبعة عشر كراسا ثم نقل شطرا وافيا‬ ‫إلى إن نقل من الكراس الثاني عشر منه بعد وصف الموت ما لفظه‪ :‬ثم يقول هللا‬ ‫جل جالله لمحمد‪ :‬يا محمد وقد أنجزت لك وعدي وأتممت عليك نعمتي وشفعتك‬ ‫فيما سألت إلخوانك من األنبياء والمؤمنين ويجاور ذلك من أهل التوحيد‪ ،‬وألحقت‬ ‫بك أوليائك الذين امنوا بك وتولوك بمواالتي ووالوا بذلك وليك وعاد وعدوك‬ ‫وشفيت صدرك ممن اذاني وأذاك وأذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا‬ ‫وخلفتك‬

‫في‬

‫عقبك‬

‫وأولياءك‬

‫من‬

‫أهلك‬

‫الذين‬

‫اذهب‬

‫هللا‬

‫عنهم‬

‫الرجس وطهرهم تطهيرا وأوليائك من أهل بيتك ومن اتبعهم منهم ومن غيرهم‬ ‫فهم منهم ومعهم وأعذب الذين آذوني فيك وأذوك وإياهم نفاقا في قلوبهم في الدنيا‬ ‫إلى يوم يلقوني ولعنتهم بذلك في الدنيا وأعددت لهم عذابا أليما أخلفوا وعدي‬ ‫ونقضوا ميثاقي فعادوك وعادوا أوليائك ووالوا عدوك فتمت في الفريقين كلمة‬ ‫ربك لتدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها األنهار خالدين فيها‬ ‫ونكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند هللا فوزا‪ ،‬ويعذب المنافقين والمنافقات‬ ‫والمشركين والمشركات الظانين باهلل ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب هللا‬ ‫عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا‪)1(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪ ,39-32‬فصل فيما نذكره من صحائف إدريس "ع"‪.‬‬

‫‪427‬‬

‫صحيفة خليل الرحمن إبراهيم على نبينا واله وعليه السالم‪:‬‬ ‫وفي الخبر المذكور ثم ذكر إن أبا حارثة سأل السيد والعاقب إن يقفا‬ ‫على صلوات إبراهيم عليه السالم الذي جاء به األمالك من عند هللا عز وجل‬ ‫فقنعوا بما وقفوا عليه في الجامعة‪ ،‬قال أبو حارثة‪ :‬ال بل شارفوها بأجمعها‬ ‫واسبروها ‪ ،‬فإنه أصرم للمعذور وارفع لحكة الصدور‪ ،‬وأجدر إال ترتابوا في‬ ‫األمر من بعد‪ ،‬فلم يجد من المصير إلى قوله من بد‪ ،‬فعمد القوم إلى تابوت إبراهيم‬ ‫"ع" قال‪ :‬وكان هللا عز وجل يفضله على من يشاء من خلقه‪ ،‬قد اصطفى إبراهيم‬ ‫"ع" بخلته وشرفه بصلواته وبركاته وجعله قبلة وإماما لمن يأتي من بعده وجعل‬ ‫النبوة واإلمامة والكتاب في ذريته يتلقاها آخر عن أول وورثه تابوت آدم "ع"‬ ‫المتضمن للحكمة والعلم الذي فضله هللا عز وجل به على المالئكة طرا‪.‬‬ ‫فنظر إبراهيم عليه السالم في ذلك التابوت فأبصر فيه بيوتا بعدد ذوي العزم من‬ ‫األنبياء المرسلين وأوصيائهم من بعدهم ونظر‪ ،‬فإذا بيت محمد "صلى هللا عليه‬ ‫واله" أخر األنبياء عن يمينه علي بن أبي طالب اخذ بحجزته فإذا شكل عظيم‬ ‫يتألأل نورا فيه‪:‬هذا صنوه ووصيه المؤيد بالنصر‪ ،‬فقال إبراهيم "ع"‪ ،‬الهي‬ ‫وسيدي من هذا الخلق الشريف؟ فأوحى هللا عز و جل‪ :‬هذا عبدي وصفوتي الفاتح‬ ‫الخاتم وهذا وصيه الوارث‪ ،‬قال‪:‬رب ما الفاتح الخاتم؟ قال‪ :‬هذا محمد خيرتي‬ ‫وبكر فطرتي وحجتي الكبرى في بريتي‪ ،‬نبأته واجتبيته إذا آدم بين الطين‬ ‫والجسد‪ ،‬ثم أنى باعثه عند انقطاع الزمان لتكملة ديني وأختم به رساالتي ونذرى‪،‬‬ ‫وهذا على أخوه وصديقه األكبر‪ ،‬آخيت بينهما واخترتهما وصليت وباركت عليهما‬ ‫وطهرتهما واخلصتهما واألبرار منهما وذريتهما قبل إن أخلق سمائي وارضي‬ ‫وما فيهما من خلقي‪ ،‬وذلك لعلمي بهم وبقلوبهم أنى بعبادي عليهم خبير‪.‬‬

‫‪428‬‬

‫قال‪ :‬ونظر إبراهيم "ع" فإذا اثنا عشر تكاد تألأل أنوارهم بحسنها نورا‪ ،‬فسأل ربه‬ ‫عز وجل فقال‪ :‬رب نبئني بأسماء هذه الصور المقرونة بصورة محمد ووصيه‬ ‫وذلك لما رأى من رفيع درجاتهم والتحاقهم بشكلي محمد ووصيه عليهما السالم‪،‬‬ ‫فأوحى هللا عز وجل إليه‪ :‬هذه أمتي والبقية من بنيي فاطمة الصديقة الزهراء‬ ‫وجعلتها مع خليلها عصبة لذرية نبيي‪ ،‬هؤالء وهذان الحسنان وهذا فالن وهذا‬ ‫فالن وهذا كلمتي التي انشر به رحمتي في بالدي وبه انتاش ديني وعبادي ذلك‬ ‫بعد إياس منهم وقنوط منهم من غياثي‪ ،‬فإذا ذكرت محمدا نبيي لصلواتك فصل‬ ‫عليهم معه يا إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬فعندها صلى عليهم إبراهيم "صلى هللا عليه واله" فقال‪:‬‬ ‫رب صل على محمد وآل محمد كما اجتبيتهم واخلصتهم اخالصا‪ ،‬فأوحى هللا عز‬ ‫وجل لتهنئك كرامتي وفضلي عليك فأنى صائر بساللة محمد صلى هللا عليه‬ ‫وآله ومن اصطفيت معه منهم إلى قناة صلبك ومخرجهم منك ثم من‬ ‫بكرك إسماعيل ‪ ،‬فأبشر يا إبراهيم فأنى واصل صلواتك صلواتهم ومتبع ذلك‬ ‫بركاتي وترحمي عليك وعليهم وجاعل حناني وحجتي إلى األمد المعدود واليوم‬ ‫الموعود الذي ارث فيه سمائي وارضي وابعث له خلقي بفصل قضائي وإفاضة‬ ‫رحمتي وعدلي‪)1(.‬‬

‫وفي إثبات الوصية لعلي بن الحسين المسعودي صاحب مروج الذهب في حديث‬ ‫طويل في بشارة األحبار والكهان بالنبي صلى هللا عليه واله‪ :‬إن فاطمة بنت أسد‬ ‫قال لبعض األحبار أقسمت عليك بدينك وسفرك وكتابك لتخبرني باألمر على‬ ‫حقيقته ‪ ،‬فان الحكيم ال يكتم من استنصحه نصيحة يقوي بها ‪ ,‬فنظر الحبر إلـــى‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إقبال اإلعمال البن طاووس‪:‬ج ‪ 2‬ص‪ ,339-337‬الباب السادس فيما يتعلق بمباهلة سيد‬ ‫أهل الوجود لذوي الجحود‪.‬‬ ‫‪429‬‬

‫رسول هللا صلّى هللا عليه وآله نظرا مستقصيا ثم قال‪ :‬وهللا هذا غالم همام‪ ،‬آباؤه‬ ‫كرام‪ ،‬يكفله األعمام‪ ،‬دينه اإلسالم‪ ،‬شريعته الصالة والصيام‪ ،‬يظلّه الغمام‪ ،‬يجلي‬ ‫بوجهه الظالم‪ ،‬من كفله رشد‪ ،‬ومن أرضعه سعد‪ ،‬وهو لألنام سند‪ ،‬يبقى ذكره ما‬ ‫بقي األبد‪.‬‬ ‫ثم ذكر كفالة أبي طالب إيّاه وعدّد سيرته وخاتمة أمره وعقباه‪.‬ثم قال‪ :‬وتكفله منكم‬ ‫امرأة تطلب بذلك زيادة العدد فسيكون هذا المبارك المحمود لها في طيب الغرس‬ ‫ولد فيحبوه بسره ونصيحته ويهدي إليه أفضل النساء كريمته ‪,‬قالت‪ :‬فقلت له‪ :‬لقد‬ ‫أصبت فيما وصفت إلى حيث انتهيت‪ ،‬وقلت الحق فيما شرحت‪ ،‬إنا المرأة التي‬ ‫أكفله‪ ،‬زوجة ع ّمه الذي يرجوه ويؤمله‪ ,‬فقال لها‪ :‬إن كنت صادقة فستلدين غالما‪،‬‬ ‫قواما‪ ،‬لربّه‬ ‫رابع أربعة من أوالدك شجاعا قمقاما عالما إماما مطواعا ه ّماما‪ ،‬بدينه ّ‬ ‫صواما‪ ،‬غير خرق وال شرق وال أحيف وال أخيف‪ ،‬اسمه على ثالثة‬ ‫مصلّيا‬ ‫ّ‬ ‫أحرف‪ ،‬يلي هذا النبي في جميع أموره‪ ،‬ويواسيه في قليله وكثيره‪ ،‬يكون سيفه‬ ‫على أعدائه‪ ،‬وبابه الذي يؤتى منه أوليائه‪ ،‬يقطع في جهاد الكفّار‪ ،‬ويدع أهل النكث‬ ‫يفرج عن وجه نبيّه الكربات‪ ،‬ويجلي به دياجر حندس‬ ‫والغدر والنفاق دعا ‪ّ ،‬‬ ‫الغمرات‪ ،‬أقربهم منه رحما‪ ،‬وأمسهم لحما‪ ،‬وأسخاهم كفّا‪ ،‬وأنداهم يدا‪ ،‬يصاهره‬ ‫على أفضل كريمة ‪ ،‬ويوقيه بنفسه في أوقات شدّته‪ ،‬تعجب من صبره مالئكة‬ ‫الحجاب إذا قهر أهل الشرك بالطعن والضراب‪ ،‬يهاب صولته أطفال المهاد‪،‬‬ ‫وترعد من خيفته الفرائص يوم الجالد‪ ،‬مناقبه معروفة‪ ،‬وفضائله مشهورة‪ ،‬هزبر‬ ‫فرار‪ ،‬أحمش الساقين‪ ،‬غليظ‬ ‫كرار‪ ،‬مصدّق غير ّ‬ ‫دفاع‪ ،‬شديد مناع‪ ،‬مقدام ّ‬ ‫شرفه هللا بأمينه‪ ،‬واختصه لدينه‪،‬‬ ‫الساعدين‪ ،‬عريض المنكبين‪ ،‬رحب الذراعين‪ّ ،‬‬ ‫سره‪ ،‬واستحفظه علمه‪ ،‬عماد دينه‪ ،‬ومظهر شريعته‪ ،‬يصول على‬ ‫واستودعه ّ‬ ‫الملحدين‪ ،‬ويغيظ هللا به المنافقين‪ ،‬ينال شرف الخيرات‪ ،‬ويبلغ معالي الدرجات‪،‬‬ ‫‪430‬‬

‫يجاهد بغير ّ‬ ‫شك‪ ،‬ويؤمن من غير شرك‪ ،‬له بهذا الرسول وصلة منيعة‪ ،‬ومنزلة‬ ‫ذريته‪ ،‬يقوم بسنّته‪ ،‬ويتولّى دفنه في‬ ‫يزوجه ابنته‪ ،‬ويكون من صلبه ّ‬ ‫رفيعة‪ّ ،‬‬ ‫حفرته‪ ،‬قائد جيشه‪ ،‬والساقي من حوضه‪ ،‬والمهاجر معه عن وطنه الباذل دونه‬ ‫دمه‪ ،‬سيصح لك ما ذكرت من داللته إذا رزقته‪ ،‬وترين ما قلته فيه عيانا كما صح‬ ‫لي دالئل مح ّمد المحمود باهلل‪ ،‬إن ما وصفته من أمرهما موجود مذكور في‬ ‫األسفار والزبور‪ ،‬وصحف إبراهيم وموسى ‪،‬ثم أنشأ يقول ‪:‬‬ ‫ال تعجبي من مقالي سوف تختبري‬

‫ع ّما قليل ترين القول قد وضحا‬

‫إما النبي الذي قد كنت اذكره‬

‫فاهلل يعلم ما أقوله له مرحا‬

‫يأوي الرشاد إليه ما سكنت‬

‫أم إلى ولد إذ صادفت نجحا‬

‫ثم الموازر والموصي إليه إذا‬

‫تتابع الصيد من افراطه كلحا‬

‫فاحمد المصطفى يعطيه رايته‬

‫يحبوه بابنته ناهي بها سمحا‬

‫بذاك اخبرنا في الكتب أولنا‬

‫والجن تشرق اإلسماع والبطحاء‬

‫فاستبشري ال تراعي إن خطوبة‬

‫قد خطها صهره من نضلها ربحا(‪)1‬‬

‫وعن مناقب ابن شهر أشوب‪ :‬قال‪ :‬قال صاحب كتاب األنوار إن اسم علي"ع" في‬ ‫صحف إبراهيم"ع" حزبيل‪)2(.‬‬

‫وفي سعد السعود للسيد األجل علي بن طاووس عن كتاب التفسير للثقة محمد بن‬ ‫العباس الماهيار‪ ,‬عن الحسين بن محمد بن سعيد‪ ,‬عن محمد بن الفيض بن الفياض‪,‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إثبات الوصية ألبي الحسن علي المسعودي‪:‬ص‪,141-140‬في مولد علي"ع"‪.‬‬ ‫‪ -2‬مناقب إل أبي طالب البن شهر أشوب‪:‬ج‪3‬ص‪,66‬باب في النكت واللطائف‪.‬‬ ‫‪431‬‬

‫عن إبراهيم بن عبد هللا بن همام‪ ,‬عن عبد الرزاق‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن ابن حماد‪ ,‬عن‬ ‫أبيه‪ ,‬عن جده‪,‬قال‪ :‬قال‪ :‬رسول هللا "صلى هللا عليه واله" بينما أنا في الحجر‬ ‫وذكر"ص" نزول جبرائيل وسيره به إلى بيت المقدس وصالته بأربعة أالف‬ ‫وأربعمائة نبي وأربعة عشر نبيا قال"ص"‪ :‬فالتفت عن يميني وإذا أنا بأبي إبراهيم‬ ‫"ع" عليه حلتان خضراوان‪ ,‬وعن يمينه ملكان‪ ,‬وعن يساره ملكان‪ ,‬ثم التفت عن‬ ‫يساري وإذا أنا بأخي ووصيي علي بن أبي طالب "ع" عليه حلتان بيضاوان‪ ,‬عن‬ ‫يمينه ملكان‪ ,‬وعن يساره ملكان‪ ,‬فاهتززت سرورا‪ ,‬فغمزني جبرائيل بيده‪ ,‬فلما‬ ‫انقضت الصالة قمت إلى إبراهيم"ع"‪ ,‬فقام إلي فصافحني وأخذ يميني بكلتا يديه‪,‬‬ ‫فقال‪ :‬مرحبا بالنبي الصالح واالبن الصالح والمبعوث الصالح في الزمان الصالح‪,‬‬ ‫وقام إلى علي بن أبي طالب"ع" فصافحه وأخذ بيمينه بكلتا يديه‪ ,‬وقال‪ :‬مرحبا‬ ‫باالبن الصالح ووصي الصالح يا أبا الحسن‪ ,‬فقلت‪ :‬يا أبت كنيته بأبي الحسن وال‬ ‫ولد له! فقال‪ :‬كذلك وجدته في صحفي وعلم غيب ربي باسمه علي وكنيته بأبي‬ ‫الحسن والحسين ووصي خاتم أنبياء ربي‪)1(.‬‬

‫التوراة التام الذي لم يغير ولم يبدل المفقود عن أعين الناس‪:‬‬ ‫حدث الشيخ أبو عبد هللا احمد بن محمد بن عياش في الجزء الثاني من كتابه‬ ‫مقتضب األثر عن أبي الخير ثوابة بن أحمد الموصلي الحافظ‪ ،‬قال‪ :‬عن أبي‬ ‫عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني عن موسى بن عيسى بن عبد‬ ‫الرحمن اإلفريقي‪ ،‬عن هشام بن أبي عبد هللا الدستوائي عن عمرو بن شمر عن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪,101-100‬فصل من الجزء الخامس من الوجهة‬ ‫األولى من القائمة الخامسة والخمسين من الجزء المذكور في تأويل قوله تعالى‬ ‫صى"اإلسراء‪.1:‬‬ ‫" ُ‬ ‫سبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِ َع ْب ِد ِه لَ ْيالً ِمنَ ْال َمس ِْج ِد ْال َحر ِام إِلَى ْال َمس ِْج ِد ْاأل َ ْق َ‬ ‫‪432‬‬

‫جابر بن يزيد الجعفي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت سالم بن عبد هللا بن عمر بن الخطاب يحدث أبا‬ ‫جعفر محمد بن علي بن الحسين "ع" بمكة قال‪ :‬سمعت أبي عبد هللا بن عمر بن‬ ‫الخطاب يقول‪ :‬سمعت رسول هللا "ص" يقول‪ :‬إن هللا عز وجل أوحى إلى ليلة‬ ‫اسري بي يا محمد! من خلفت في األرض على أمتك ‪ -‬وهو اعلم بذلك ‪-‬؟ قلت‪ :‬يا‬ ‫رب أخي‪ ،‬قال‪ :‬يا محمد !علي بن أبي طالب"ع"؟ قلت‪ ،‬نعم يا رب! قال‪ :‬يا محمد‬ ‫أنى اطلعت إلى األرض اطالعة فاخترتك منها‪ ،‬فال أذكر حتى تذكر معي‪ ،‬إنا‬ ‫المحمود وأنت محمد‪ ،‬ثم اطلعت إلى األرض إطالعة أخرى فاخترت منها علي‬ ‫بن أبي طالب"ص" فجعلته وصيك‪ ،‬فأنت سيد األنبياء وعلى سيد األوصياء‪ ،‬ثم‬ ‫اشتققت له اسما من أسمائي فانا األعلى وهو على‪ ،‬يا محمد أنى خلقت عليا‬ ‫وفاطمة والحسن والحسين "ع" واألئمة عليهم السالم من نور واحد‪ ،‬ثم عرضت‬ ‫واليتهم على المالئكة‪ ،‬فمن قبلها كان من المقربين ومن جحدها كان من الكافرين‪،‬‬ ‫يا محمد لوان عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع ثم لقيني جاحدا لواليتهم أدخلتهم‬ ‫ناري‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا محمد أتحب أن تراهم‪ ،‬قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬تقدم إمامك فتقدمت‬ ‫فإذا علي بن أبي طالب (‪ )1‬والحسن‪،‬والحسين‪ ،‬وعلي بن الحسين‪ ،‬ومحمد بن‬ ‫علي ‪ ،‬وجعفر بن محمد‪ ،‬وموسى بن جعفر‪ ،‬وعلي بن موسى‪ ،‬ومحمد بن‬ ‫علي وعلي بن محمد‪ ،‬والحسن بن علي‪ ،‬والحجة القائم كأنه كوكب درى في‬ ‫وسطهم‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رب! من هؤالء؟ فقال‪ :‬هؤالء األئمة‪ ،‬وهذا القائم يحل حاللي‬ ‫ويحرم حرامي وينتقم من أعدائي‪ ،‬يا محمد! أحببه فأنى أحبه وأحب من يحبه‪ ،‬قال‬ ‫جابر‪ :‬فلما انصرف سالم من الكعبة تبعته‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أبا عمر وأنشدك هللا هل‬ ‫أخبرك أحد غيـــــــر أبيك بهذه األسماء‪،‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬نهاية الصفحة ‪ 136‬من مخطوطة إلف ال تنسجم مع ما بعدها‪,‬ويبدو فقدان صفحة أو‬ ‫أكثر من هذه النسخة‪ ,‬وأكملت الرواية وما بعدها من المصدر ونسخة باء‪.‬‬ ‫‪433‬‬

‫قال‪ :‬اللهم أما الحديث عن رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم فال‪ ،‬ولكني كنت مع‬ ‫أبي عند كعب األحبار‪ ،‬فسمعته يقول‪ :‬إن األئمة من هذه األمة بعد نبيها على عدد‬ ‫نقباء بني إسرائيل‪ ،‬وأقبل علي بن أبي طالب عليه السالم فقال كعب‪ :‬هذا المقفى‬ ‫أولهم وأحد عشر من ولده‪ ،‬وسماه كعب أسمائهم في التورية تقوبيث‪ ،‬قيذوا‪ ،‬دبيرا‪،‬‬ ‫مفسورا‪ ،‬مسموعا‪ ،‬دوموه‪ ،‬مشيو‪ ،‬هذار‪ ،‬يثمو‪ ،‬بطور‪ ،‬نوقس‪ ،‬قيذمو‪)1(.‬‬

‫قال أبو عامر هاشم الدستواني‪ :‬لقيت يهوديا بالحيرة يقال له عتو بن اوسو‪ ,‬وكان‬ ‫حبر اليهود وعالمهم‪ ,‬فسألته عن هذه األسماء وتلتها عليه‪ ,‬فقال لي‪:‬من أين عرفت‬ ‫هذه النعوت؟ قلت‪:‬هي أسماء‪ ,‬قال‪:‬ليست أسماء‪ ,‬لو كانت أسماء لتطرزت في‬ ‫تواطى األسماء ‪ ،‬ولكنها نعوت القوام وأوصاف بالعبرانية صحيحة نجدها عندنا‬ ‫في التورية‪ ,‬ولو سالت عنها غيري لعمي عن معرفتها أو تعامى‪ ,‬قلت‪:‬ولم ذلك ؟‬ ‫قال‪:‬أما العمه فللجهل بها‪ ,‬وأما التعامي لئال تكون على دينه ظهير أو به خبيرا‪,‬‬ ‫وانما أقررت لك بهذه النعوت النى رجل من ولد هارون بن عمران مؤمن بمحمد‬ ‫صلى هللا عليه وآله وسلم‪ ,‬أسر ذلك عن بطانتي من اليهود الذين لم أظهر لهم‬ ‫اإلسالم ولن أظهره بعدك ألحد حتى أموت‪ ,‬قلت‪:‬ولم ذاك ؟ قال ‪:‬النى أجد في‬ ‫كتب آبائي الماضين من ولد هارون أال نؤمن لهذا النبي الذي اسمه محمد ظاهرا‪,‬‬ ‫ونؤمن به باطنا حتى يظهر المهدى القائم من ولده‪ ,‬فمن أدركه منا فليؤمن به‪,‬‬ ‫وبه نعت األخير من األسماء قلت‪:‬وبما نعت به‪ ,‬قال‪ :‬بأنه يظهر على الدين كله‬ ‫ويخرج إليه المسيح فيدين به ويكون له صاحبا‪ ,‬قلت لي‪ :‬هذه النعوت ألعلم‬ ‫علمها ‪ ،‬قال‪ :‬نعم فعه عنى وصنه إال عن أهله وموضعه إن شاء هللا تعالى‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مقتضب األثر ألحمد بن عياش الجوهري‪:‬ص‪ ,27-26‬الجزء الثاني من مقتضب‬ ‫األثر في األئمة أالثني عشر‪.‬‬ ‫‪434‬‬

‫أما تقويث فهو أول األوصياء ووصى آخر األنبياء وأما قيذوا فهو ثاني األوصياء‬ ‫وأول العترة األصفياء‪ ,‬وأما دبيرا فهو ثاني العترة و سيد الشهداء‪ ,‬وأما مفسورا‬ ‫فهو سيد من عبد هللا من عباده‪ ،‬وأما مسموعا فهو وارث علم األولين واآلخرين ‪،‬‬ ‫وأما دوموه فهو المدرة الناطق عن هللا الصادق‪ ,‬وأما مشيو فهو خير المسجونين‬ ‫في سجن الظالمين‪,‬أما هذا فهو المنخوع بحقه النازح األوطان الممنوع‪ ,‬وأما يثمو‬ ‫فهو القصير العمر الطويل األثر‪ ,‬وأما بطور فهو رابع اسمه‪ ،‬وأما نوقس فهو‬ ‫سمي عمه‪ ,‬وأما قيذمو فهو المفقود من أبيه وأمه‪ ,‬ألغائب بأمر هللا وعلمه والقائم‬ ‫بحكمه‪)1(.‬‬

‫وروى النعماني رحمه هللا في كتاب الغيبة‪ ,‬عن ابن عقدة‪ ,‬عن علي بن الحسن‪,‬‬ ‫عن محمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ‪,‬عن منصور بن يونس بن‬ ‫بزرج ‪،‬عن حمزة بن حمران‪ ،‬عن سالم األشل‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر محمد بن‬ ‫علي الباقر "عليه السالم" يقول‪ :‬نظر موسى بن عمران "عليه السالم" في السفر‬ ‫األول إلى ما يعطى قائم آل محمد من التمكين والفضل‪ ,‬فقال موسى‪ :‬رب اجعلني‬ ‫قائم آل محمد‪ ,‬فقيل له‪ :‬إن ذاك من ذرية أحمد‪ ,‬ثم نظر في السفر الثاني فوجد فيه‬ ‫مثل ذلك‪ ،‬فقال مثله‪،‬فقيل له مثل ذلك‪)2(.‬‬

‫وفي الجزء الثاني من المقتضب للشيخ أحمد بن عياش‪ :‬قال حدثني ثوابة بن أحمد‬ ‫الموصلي‪ ,‬قال‪ :‬حدثني الحسن بن أحمد بن حازم المصيصي‪ ,‬قال‪ :‬حدثني حاجب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مقتضب األثر ألحمد بن عياش الجوهري‪:‬ص‪ ,29-28‬الجزء الثاني من مقتضب‬ ‫األثر في األئمة أالثني عشر‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتاب الغيبة للنعماني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 240‬ح‪ ,34‬باب ‪ 13‬ما روي في صفته و سيرته و‬ ‫فعله و ما نزل من القرآن فيه "ع"‪ ,‬في فضله"ص"‪.‬‬

‫‪435‬‬

‫بن سليمان أبو موزج الصيدوي‪ ،‬قال‪ :‬لقيت ببيت المقدس عمران بن خاقان الوافد‬ ‫إلى المنصور المنصوب على يهود الجزيرة وغيرها أسلم على يد أبى جعفر‬ ‫المنصور‪ ،‬وكان قد حج اليهود ببيانه وكانوا إال يستطيعون جحده لما في التورية‬ ‫من عالمات رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" والخلفاء من بعده‪ ,‬فقال لي يوما‪ :‬يا‬ ‫أبا موزج انا نجد في التورية ثلثة عشر اسما منها محمد "صلى هللا عليه وآله"‪،‬‬ ‫واثنى عشر من بعده من أهل بيته‪ ,‬هم أوصيائه وخلفائه مذكورون في التورية‬ ‫ليس فيهم القائمون بعده‪ ,‬من تيم وال عدى وال بنى أمية‪ ,‬وأين ألظن ما يقوله هذه‬ ‫الشيعة حقا ؟ قلت‪ :‬فأخبرني به‪ ،‬قال‪ :‬لتعطيني عهد هللا وميثاقه ان ال تخبر الشيعة‬ ‫بشئ من ذلك فيظهروه على؟ قلت‪ :‬وما تخاف من ذلك ؟ والقوم من بني هاشم!‬ ‫قال‪ :‬ليست أسمائهم أسماء هؤالء‪ ,‬بل هم من ولد األول منهم ‪ ،‬وهو محمد "صلى‬ ‫هللا عليه وآله" ومن بقيته في األرض من بعده‪ ،‬فأعطيته ما أراد من المواثيق‪،‬‬ ‫وقال لي‪ :‬حدث به بعدي إن تقدمتك وإال فال عليك أن ال تخبر به أحدا ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫نجدهم في التورية شموعل شما عسحوا وهي بيرختى ايثوا بمايذيثم عوشود بستم‬ ‫بوليد وبشير العوى قوم لوم كود ودعان ال مذبور وهومل‪ ,‬قال‪ :‬وفى التورية إن‬ ‫شموعل يخرج من صلبه ابن مبارك صلواتي عليه وقدسي‪ ،‬يلد اثنى عشر ولدا‬ ‫يكون ذكرهم باقيا إلى يوم القيمة ‪ ،‬وعليهم القيمة تقوم‪ ,‬طوبى لمن عرفهم‬ ‫بحقيقتهم‪)1(.‬‬

‫وأخرج الصدوق في أماليه بإسناده عن جابر بن عبد هللا األنصاري‪ ,‬قال‪ :‬قال‬ ‫النبي "صلى هللا عليه وآله"‪ :‬إن هللا تبارك وتعالى اصطفاني واختارني‪ ,‬إلــــى أن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مقتضب األثر ألحمد بن عياش الجوهري‪:‬ص‪ ,40-39‬الجزء الثاني من مقتضب‬ ‫األثر في األئمة أالثني عشر‪.‬‬ ‫‪436‬‬

‫قال‪ :‬فجعل هللا لي عليا وزيرا وأخا‪ ,‬وذكر بعض مناقبه‪ ,‬وقال‪ :‬واسمه في التوراة‬ ‫مقرون إلى اسمي‪ ,‬وقد تقدم شطر من مناقبهما فيه في رواية المسعودي في إثبات‬ ‫الوصية‪ ,‬وفيه ‪ :‬بإسناده عن الصادق "عليه السالم" عن آباءه عن أمير المؤمنين‬ ‫"عليه السالم" قال‪ :‬قال لي رسول هللا "صلى هللا عليه واله" على منبره‪ :‬يا علي ‪,‬‬ ‫وذكر "صلى هللا عليه واله" من فضائله شطرا منها‪ :‬يا علي ذكرك في التوراة‬ ‫وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير الخبر‪)1(.‬‬

‫وقال الجليل محمد بن إبراهيم النعماني تلميذ الكليني في كتاب الغيبة‪ :‬أقرأني عبد‬ ‫الحليم بن الحسين السمري رحمه هللا ما أماله عليه رجل من اليهود بأرجان يقال‬ ‫له الحسين بن سليمان من علماء اليهود بها من أسماء األئمة"عليهم السالم"‬ ‫بالعبرانية وعدتهم وقد أثبته على لفظه‪ ،‬وكان فيما قرأه‪ :‬أنه يبعث من ولد‬ ‫إسماعيل في التوراة اشموعيل يسمى مابد يعني محمدا "صلى هللا عليه وآله"‬ ‫يكون سيدا‪ ،‬ويكون من آله اثنا عشر رجال أئمة وسادة يقتدى بهم ‪ ،‬وأسماءهم‪:‬‬ ‫تقوبيت‪ ,‬فيذوا‪ ,‬ذبيرا‪ ,‬مفسورا‪ ,‬مسموعا‪ ,‬دوموه‪ ,‬ثبو‪ ,‬هذار‪ ,‬يثمو‪ ,‬بطور‪ ,‬نوقس‪,‬‬ ‫قيدموا‪ ,‬وسئل هذا اليهودي عن هذه األسماء في أي صورة هي ؟ فذكر أنها في‬ ‫مشلى سليمان يعني في قصة سليمان"عليه السالم"‪)2(.‬‬

‫قلت‪ :‬المراد بالتوراة في هذا الخبر إما معناه اآلخر الذي أشرنا إليه في أول الدليل‬ ‫األول‪ ,‬أو المراد بقصة سليمان هي السورة التي اخبر هللا تعالى فيها بوجوده وأنه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االمالي للصدوق ‪ :‬ص‪ , 657‬ح‪,2/891‬المجلس الثالث والثمانون‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتاب الغيبة للنعماني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 109-108‬ح‪,38‬باب "‪ "4‬ما روي في أن األئمة اثنا‬ ‫عشر إماما و أنهم من هللا و باختياره‪,‬فصل في ما روي أن األئمة اثنا عشر من طريق‬ ‫العامة و ما يدل عليه من القرآن و التوراة‪.‬‬

‫‪437‬‬

‫يأتي بعد موسى "عليهما السالم" كما أخبر عن نبينا "صلى هللا عليه واله" فيــــــه‬ ‫كذلك فإنه بعث بعد موسى بمدة تقرب من ألف سنة ‪.‬‬ ‫ثم قال النعماني‪:‬وقرأ منها أيضا قوله‪ :‬وليشمعيل شمعتيخا هنيي برختي اوتو‬ ‫وهيفريتي وهيريتي اتو بميئد مئدشنيم عاسار نسيئيم يولد وتتتو لغوي غادل‪,‬وقال‪:‬‬ ‫تفسير هذا الكالم‪ :‬أنه يخرج من صلب إسماعيل ولد مبارك‪,‬عليه صالتي وعليه‬ ‫رحمتي‪ ،‬يلد من آله اثنا عشر رجال يرتفعون ويبجلون‪ ،‬ويرتفع اسم هذا الرجل‬ ‫ويجل ويعلو ذكره‪ ،‬وقرئ هذا الكالم والتفسير على موسى بن عمران بن زكريا‬ ‫اليهودي فصححه ‪ ،‬وقال‪ :‬فيه إسحاق بن إبراهيم بن بختويه بحسون اليهودي‬ ‫الفسوي مثل ذلك‪ ,‬وقال سليمان بن داود النوبنجاني مثل ذلك‪)1(.‬‬

‫وباإلسناد المتقدم في خبر المباهلة‪ :‬ثم صار القوم إلى ما نزل على موسى "صلى‬ ‫هللا عليه وآله" فألفوا في السفر الثاني من التوراة‪ ,‬إني باعث في األميين من ولد‬ ‫إسماعيل رسوال أنزل عليه كتابي وابعثه بالشريعة القيمة إلى جميع خلقي‪ ,‬أوتيته‬ ‫حكمتي وأيدته بمالئكتي وجنودي يكون ذريته من ابنة له مباركة باركتها ثم من‬ ‫شبلين لهما كإسماعيل وإسحاق‪ ،‬أصلين لشعبتين‪،‬عظيمتين أكثرهم جدا جدا‪ ,‬يكون‬ ‫منهم اثنى عشر فيما أكمل بمحمد "صلى هللا عليه وآله" وبما أرسله به من بالغ‬ ‫وحكمة ديني واختم به أنبيائي ورسلي فعلى محمد "صلى هللا عليه وآله" وأمته‬ ‫تقوم الساعة‪)2(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب الغيبة للنعماني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 109-108‬ح‪,38‬باب "‪ "4‬ما روي في أن األئمة اثنا‬ ‫عشر إماما و أنهم من هللا و باختياره‪,‬فصل في ما روي أن األئمة اثنا عشر من طريق‬ ‫العامة و ما يدل عليه من القرآن و التوراة‪.‬‬ ‫‪ -2‬إقبال اإلعمال البن طاووس‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,340-339‬الباب السادس فيما يتعلق بمباهلة‬ ‫سيد أهل الوجود لذوي الجحود‪.‬‬ ‫‪438‬‬

‫وروى الصدوق في الباب التاسع والعشرين من توحيده مسندا عن عبد الرحمن‬ ‫بن األسود‪,‬عن جعفر بن محمد‪ ,‬عن أبيه عليهما السالم‪ ,‬قال‪ :‬كان لرسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه وآله" صديقان يهوديان‪ ،‬قد آمنا بموسى رسول هللا‪ ،‬وأتيا محمدا‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" و سمعا منه‪ ،‬وقد كانا قرءا التوراة وصحف‬ ‫إبراهيم وموسى "عليهما السالم"‪ ،‬وعلما علم الكتب األولى‪ ،‬فلما قبض هللا تبارك‬ ‫وتعالى رسوله "صلى هللا عليه وآله"‪ ,‬أقبال يسأالن عن صاحب األمر بعده‪،‬‬ ‫وقاال‪ :‬إنه لم يمت نبي قط إال وله خليفة يقوم باألمر في أمته من بعده‪ ,‬قريب‬ ‫القرابة إليه من أهل بيته‪ ,‬عظيم الخطر‪ ,‬جليل الشأن‪ ,‬فقال أحدهما لصاحبه‪ :‬هل‬ ‫تعرف صاحب األمر من بعد هذا النبي ؟ قال اآلخر‪ :‬ال أعلمه إال بالصفة التي‬ ‫أجدها في التوراة‪ ،‬وهو األصلع المصفر‪ ،‬فإنه كان أقرب القوم من رسول هللا‪,‬‬ ‫فلما دخال المدينة وسأال عن الخليفة أرشدا إلى أبي بكر‪ ,‬فلما نظرا إليه قاال‪ :‬ليس‬ ‫هذا صاحبنا‪ ,‬ثم قاال له‪ :‬ما قرابتك من رسول هللا "صلى هللا عليه وآله وسلم"؟‪،‬‬ ‫قال‪ :‬إني رجل من عشيرته وهو زوج ابنتي عائشة ‪ ،‬قاال‪ :‬هل غير هذا ؟ قال‪:‬‬ ‫ال‪ ،‬قاال‪ :‬ليست هذه بقرابة‪,‬قال‪ :‬فأخبرنا أين ربك؟ قال‪ :‬فوق سبع سماوات‪ ،‬قاال‪:‬‬ ‫هل غير هذا؟ قال‪ :‬ال‪ ,‬قاال‪ :‬دلنا على من هو أعلم منك‪ ،‬فإنك أنت لست بالرجل‬ ‫الذي نجد صفته في التوراة أنه وصي هذا النبي وخليفته‪,‬قال‪ :‬فتغيظ من قولهما‬ ‫وهم بهما‪ ،‬ثم أرشدهما إلى عمر وذلك أنه عرف من عمر أنهما إن استقباله بشئ‬ ‫بطش بهما‪،‬‬

‫فلما أتياه قاال‪ :‬ما قرابتك من هذا النبي ؟ قال ‪:‬أنا من عشيرته‪,‬‬

‫وهو زوج ابنتي حفصة‪ ،‬قاال‪:‬هل غير هذا ؟ قال‪:‬ال ‪ ،‬قاال‪ :‬ليست هذه بقرابة‪ ,‬و‬ ‫ليست هذه الصفة التي نجدها في التوراة‪,‬ثم قاال له فأين ربك ؟ قال‪:‬فوق سبع‬ ‫سماوات‪ ،‬قاال‪ :‬هل غير هذا ؟ قال‪:‬ال‪ ،‬قاال‪ :‬دلنا على من هو أعلم منك ‪،‬‬ ‫فأرشدهما إلى علي صلوات هللا عليه فلما جاءاه فنظرا إليه قال أحدهما لصاحبه‪:‬‬ ‫‪439‬‬

‫إنه الرجل الذي نجد صفته في التوراة أنه وصي هذا النبي وخليفته وزوج ابنته و‬ ‫أبو السبطين والقائم بالحق من بعده‪ ,‬ثم قاال لعلي "عليه السالم"‪:‬أيها الرجل ما‬ ‫قرابتك من رسول هللا ؟ قال‪ :‬هو أخي ‪ ،‬وأنا وارثه ووصيه وأول من آمن به‪،‬وأنا‬ ‫زوج ابنته فاطمة‪ ،‬قاال له‪ :‬هذه القرابة الفاخرة والمنزلة القريبة‪ ،‬وهذه الصفة التي‬ ‫نجدها في التوراة‪ ,‬ثم قاال له‪ :‬فأين ربك عز وجل؟ قال لهما علي عليه الصالة‬ ‫والسالم‪ :‬إن شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبيكما موسى "عليه السالم"‪ ،‬وإن‬ ‫شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبينا محمد "صلى هللا عليه وآله" ‪ ،‬قاال‪ :‬أنبئنا‬ ‫بالذي كان على عهد نبينا موسى "عليه السالم"‪ ,‬قال علي "عليه السالم"‪ :‬أقبل‬ ‫أربعة أمالك‪ :‬ملك من المشرق‪ ،‬وملك من المغرب‪ ،‬وملك من السماء‪،‬وملك من‬ ‫األرض‪ ،‬فقال صاحب المشرق لصاحب المغرب‪ :‬من أين أقبلت ؟ قال‪ :‬أقبلت من‬ ‫عند ربي‪,‬وقال صاحب المغرب لصاحب المشرق‪ :‬من أين أقبلت ؟ قال‪ :‬أقبلت‬ ‫من عند ربي‪ ,‬وقال النازل من السماء للخارج من األرض‪ :‬من أين أقبلت ؟ قال‪:‬‬ ‫أقبلت من عند ربي‪,‬وقال الخارج من األرض للنازل من السماء‪ :‬من أين أقبلت ؟‬ ‫قال‪ :‬أقبلت من عند ربي‪ ,‬فهذا ما كان على عهد نبيكما موسى عليه السالم‪ ,‬وأما‬ ‫ما كان على عهد نبينا محمد "صلى هللا عليه وآله" فذلك قوله في محكم كتابه‪:‬‬

‫﴿ َما يَ ُك ُ‬ ‫س ُه ْم َو َال‬ ‫سا ِد ُ‬ ‫س ٍّة ِإ َّال ُه َو َ‬ ‫ون ِم ْن ن َْج َو ٰى ثَ َالثَ ٍّة إِ َّال ُه َو َرابِعُ ُه ْم َو َال خ َْم َ‬ ‫ك َو َال أ َ ْكث َ َر ِإ َّال ُه َو َمعَ ُه ْم أَيْنَ َما َكانُوا﴾ المجادلة‪ ,7:‬قال اليهوديان‪:‬‬ ‫أَ ْدن َٰى ِم ْن ٰذَ ِل َ‬ ‫فما منع صاحبيك أن يكونا جعالك في موضعك الذي أنت أهله ؟ فوالذي أنزل‬ ‫التوراة على موسى إنك ألنت الخليفة حقا‪ ,‬نجد صفتك في كتبنا‪.‬الخبر‪)1(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬التوحيد للصدوق‪:‬ص‪,181-180‬ح‪ ,15‬باب نفي المكان والزمان والسكون والحركة‬ ‫والنزول والصعود واالنتقال عن هللا عز وجل‪.‬‬ ‫‪440‬‬

‫وفي البحار(‪ )1‬عن مناقب ابن شهر اشوب‪ )2(,‬عن أبي بكر الشيرازي فيما نزل‬ ‫من القرآن في أمير المؤمنين عليه السالم‪ ,‬عن مقاتل‪ ,‬عن عطاء في قوله تعالى‪:‬‬ ‫اب﴾ هود‪ )3(,110:‬كان في التوراة‪ :‬يا موسى غني‬ ‫سى ْال ِكتَ َ‬ ‫﴿ َولَقَ ْد آتَ ْينَا ُمو َ‬ ‫اخترتك ووزيرا هو أخوك يعني هارون ألبيك وأمك كما اخترت لمحمد اليا هو‬ ‫اخوه ووزيره ووصيه والخليفة من بعده‪ ,‬طوبى لكما من أخوين‪ ,‬وطوبى لهما من‬ ‫أخوين‪ ,‬اليا أبو السبطين الحسن والحسين ومحسن الثالث من ولده كما جعلت‬ ‫ألخيك هارون شبرا وشبيرا ومشبرا‪.‬‬ ‫وفي خبر الراوندي في الخرائج كما يأتي عن الرضا "عليه السالم"‪ ,‬قال لرأس‬ ‫الجالوت‪ :‬بحق العشر اآليات التي أنزلها هللا على موسى بن عمران "عليه‬ ‫السالم" في التوراة‪ ،‬هل تجد صفة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين في‬ ‫التوراة منسوبين إلي العدل والفضل ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬ومن جحد هذا فهو كافر بربه‬ ‫وأنبيائه‪ ,‬قال له الرضا "عليه السالم"‪ :‬فخذ أالن علي سفر كذا من التوراة‪ ,‬فأقبل‬ ‫الرضا "عليه السالم" يتلو التوراة‪ ،‬وأقبل رأس الجالوت يتعجب من تالوته‬ ‫وبيانه‪ ,‬وفصاحته ولسانه حتى إذا بلغ ذكر محمد‪ ,‬قال رأس الجالوت‪ :‬نعم ‪ ،‬هذا‬ ‫أحماد وبنت أحماد وإليا وشبر وشبير‪ ،‬وتفسيره بالعربية‪ :‬محمد وعلي وفاطمة‬ ‫والحسن والحسين‪ ,‬فتال الرضا "عليه السالم" السفر إلى تمامه الخبر‪)4(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار للمجلسي‪:‬ج‪ 28‬ص‪,145‬ح‪,112‬باب جوامع األخبار الدالة على إمامته‬ ‫من طرق الخاصة والعامة‪.‬‬ ‫‪ -2‬مناقب ابن شهر اشوب‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,255‬فصل‪ :‬في انه أمير المؤمنين والوزير واألمين‪.‬‬ ‫‪ -3‬وردت اآلية خطأ هكذا‪" :‬ولو أتينا موسى الكتاب"‪,‬والصحيح كما أثبتناه أعاله‪,‬‬ ‫والخطأ ورد أيضا في المناقب‪.‬‬ ‫‪ -4‬الخرائج والجرائح للراوندي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,346‬ح‪ ,6‬الباب التاسع في معجزات اإلمام‬ ‫المظلوم المسموم علي بن موسى الرضا عليه السالم‪.‬‬ ‫‪441‬‬

‫ورواه أيضا صاحب الثاقب في المناقب‪)1(.‬‬

‫اب﴾ هود‪ ,110:‬التوراة‬ ‫سى ْال ِكتَ َ‬ ‫وفي تفسير اإلمام "عليه السالم"‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد آتَ ْينَا ُمو َ‬ ‫المشتمل على أحكامنا‪ ،‬وعلى ذكر فضل محمد وعلي وآلهما الطيبين‪ ,‬وإمامة‬ ‫علي بن أبي طالب "عليه السالم" وخلفائه بعده‪ ،‬وشرف أحوال المسلمين له‪،‬‬ ‫وسوء أحوال المخالفين عليه‪)2(.‬‬

‫وفي كنز الفوائد للشيخ شرف الدين الغروي‪ )3(,‬نقال عن خط الشيخ أبي جعفر‬ ‫الطوسي من كتاب مسائل البلدان‪ )4(,‬رواه بإسناده عن أبي محمد الفضل بن‬ ‫شاذان‪ ,‬يرفعه إلى جابر بن يزيد الجعفي‪ ,‬عن رجل من أصحاب أمير‬ ‫المؤمنين"عليه السالم" قال‪ :‬دخل سلمان على أمير المؤمنين فسأله عن نفسه؟‬ ‫فقال‪ :‬يا سلمان أنا الذي دعيت األمم كلها إلى طاعتي فكفرت فعذبت بالنار‪ ,‬وأنا‬ ‫خازنها عليهم حقا أقول يا سلمان‪ :‬إنه ال يعرفني أحد حق معرفتي إال كان معي‬ ‫في المال األعلى‪ ,‬قال‪ :‬ثم دخل الحسن والحسين "عليهما السالم"‪ ,‬فقال‪ :‬يا سلمان‬ ‫هذان شنفا عرش رب العالمين‪ ,‬وبهما تشرق الجنان‪ ,‬وأمهما خيرة النسوان‪ ,‬أخذ‬ ‫هللا على الناس الميثاق بي فصدق من صدق وكذب من كذب فهو في النار‪ ,‬وأنا‬ ‫الحجة البالغة والكلمة الباقية‪ ,‬وأنا سفير السفراء‪ ،‬قال سلمان‪ :‬يا أمير المؤمنين لقد‬ ‫وجدتك في التوراة كذلك وفي اإلنجيل كذلك‪ .‬الخبر‪)5(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الثاقب في المناقب ألبي حمزة الطوسي‪:‬ص‪ ,192‬فصل‪:‬في ظهور آيات آصف بن‬ ‫برخيا وصي سليمان بن داود مما ذكره هللا تعالى في القرآن‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفسير اإلمام العسكري‪:‬ص‪ 371‬ح‪,260‬سورة البقرة‪. 87:‬‬ ‫‪ -3‬لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫‪ -4‬ولم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور ايضا‪.‬‬ ‫‪ -5‬تأويل اآليات لالسترابادي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,494-493‬سورة ص وما فيها من اآليات في‬ ‫األئمة الهداة‪,‬نقال عن خط الشيخ أبي جعفر الطوسي من كتاب مسائل البلدان‪.‬‬ ‫‪442‬‬

‫قلت‪ :‬قد نسبنا هذا الخبر في كتابنا المسمى بنفس الرحمن إلى العالمة الكراجكي‬ ‫في كنزه وهو من طغيان القلم وقد تنبهت بذلك بعد انتشار النسخ ‪.‬‬ ‫وفي تاسع البحار(‪ )1‬عن مناقب بان شهر اشوب‪ )2(,‬عن بعض األصول‪ ,‬قال‬ ‫سلمان‪ :‬والذي نفسي بيده لو أخبرتكم بفضل علي في التوراة لقالت طائفة منكم إنه‬ ‫لمجنون‪ ,‬ولقالت طائفة أخرى اللهم اغفر لقاتل سلمان‪.‬‬ ‫وفيه‪,‬عن جابر األنصاري قال‪ :‬يا رسول هللا وجدت في التوراة أيقظوا شبرا‬ ‫وشبيرا‪ ,‬فلم أعرف أساميهم‪ ,‬فكم بعد الحسين من األوصياء وما أساميهم ؟ فقال‪:‬‬ ‫تسعة من صلب الحسين والمهدي منه‪.‬الخبر‪ )3(.‬وفيه عن مجالس المفيد علي بن‬ ‫بالل‪ ،‬عن العباس بن الفضل ‪ ،‬عن علي بن سعيد الرازي‪ ،‬عن محمد بن أبان‪،‬‬ ‫عن محمد بن تمام بن سابق‪ ,‬عن عامر بن سار‪ ,‬عن أبي الصباح‪ ،‬أبي همام عن‬ ‫كعب الخير‪ ,‬قال‪ :‬جاء عبد هللا بن سالم إلى رسول هللا"صلى هللا عليه وآله" قبل‬ ‫أن يسلم فقال‪ :‬يا رسول هللا ما اسم علي فيكم ؟ فقال له النبي"صلى هللا عليه‬ ‫وآله"‪:‬عندنا الصديق األكبر‪ ,‬فقال عبد هللا‪ :‬أشهد أن ال إله إال هللا وأن محمدا‬ ‫رسول هللا إنا لنجد في التوراة‪ :‬محمد نبي الرحمة وعلي مقيم الحجة‪)4(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 38‬ص‪,47‬ح‪ ,4‬باب"‪ "58‬ذكره في الكتب السماوية وما بشر‬ ‫السابقون به وبأوالده المعصومين "ع" ‪.‬‬ ‫‪ -2‬مناقب ابن شهر اشوب‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,91-90‬فصل في ذكره في الكتب‪,‬باب ذكره عن‬ ‫الخالق وعند المخلوقين)‬ ‫‪ -3‬مناقب ابن شهر اشوب‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,254‬فصل‪ :‬فيما روته الخاصة‪,‬وبحار األنوار‬ ‫للمجلسي‪:‬ج‪ 36‬ص‪ 271‬ح‪ ,92‬باب"‪ "41‬نصوص الرسول صلى هللا عليه‬ ‫وآله عليهم السالم‪.‬‬ ‫‪ -4‬مناقب ابن شهر اشوب‪:‬ج‪ 2‬ص‪,286‬باب تعريف باطنه"ع"‪ ,‬في انه الشاهد‬ ‫والشهيد‪ ,‬وبحار األنوار للمجلسي‪:‬ج‪ 38‬ص‪,51‬ح‪ ,7‬باب"‪ "58‬ذكره في الكتب‬ ‫السماوية وما بشر السابقون به وبأوالده المعصومين "ع" ‪,‬االمالي للمفيد‪:‬ص‪106‬‬ ‫ح‪,6‬المجلس الثاني عشر)‬ ‫‪443‬‬

‫وفي كتاب الروضة للشيخ الفقيه شاذان بن جبريل القمي الحديث الثاني عشر‪,‬‬ ‫باإلسناد يرفعه إلى عبد هللا بن أبي‪ ،‬عن رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" أنه قال‪:‬‬ ‫إنه لما فتحت خيبر‪ ،‬قالوا له إن بها حبرا قد مضى له من العمر مائة سنة‪ ,‬وعنده‬ ‫علم التوراة فأحضر بين يديه‪ ،‬فقال له‪ :‬أصدقني بصورة اسمي في التوراة‪ ,‬وإال‬ ‫ضربت عنقك‪ ,‬قال‪ :‬فانهملت عيناه بالدموع وقال له‪ :‬إن صدقتك قتلني قومي‪,‬‬ ‫وإن كذبتك قتلتني أنت‪ ,‬فقال له‪ :‬قل وأنت في أمان هللا وأماني‪ ،‬قال له الحبر‪:‬‬ ‫أريد الخلوة بك‪ ،‬قال‪ :‬لست أريد إال أن تقول جهرا‪ ,‬قال‪ :‬إن في سفر من أسفار‬ ‫التوراة اسمك وابنتك وأتباعك‪ ،‬وإنك تخرج من جبل فاران‪ ،‬وهو جبل عرفات‪،‬‬ ‫وينادونك بأسمائك على كل منبر‪ ،‬ورأيت في عالمتك بين كتفيك خاتم مختم به‪,‬‬ ‫أي ال نبي من بعدك ‪ ,‬ومن ولدك إحدى عشر نقيبا يخرجون من ابن عمك‪،‬‬ ‫واسمه علي‪ ,‬ويبلغ اسمك المشرق والمغرب‪ ،‬وتفتح خيبر‪ ،‬وتبلغ بابها‪ ،‬ثم يعبر‬ ‫الجيش على الكف والزند‪،‬لئن كان فيك هذه الصفات‪ ,‬آمن بك‪ ,‬وأسلمت على‬ ‫يديك‪ ،‬قال رسول هللا"صلى هللا عليه وآله"‪ :‬يا حبر‪ ،‬أما الشامة فهي لي‪ ،‬ثم‬ ‫كشفها‪ ،‬وأما العالمة فهي لناصري علي بن أبي طالب"عليه السالم" وقال‪ :‬أنت‬ ‫قاتل مرحب األعظم ؟ قال‪ :‬بل األحقر‪ ,‬أنا جدلته بحول هللا وقوته‪ ,‬أنا معبر الجيش‬ ‫على كفي وزندي‪ ,‬قال‪ :‬فعند ذلك قال‪ :‬مد يدك فأنا أشهد أن ال إله إال هللا‪ ,‬وأن‬ ‫محمدا رسول هللا‪ ,‬أنك معجزته وأنه يخرج منك أحد عشر نقيبا‪ ,‬فاكتب لي عهدا‬ ‫ولقومي‪ ,‬فإنهم كنقباء بني إسرائيل‪ ,‬أبناء يعقوب"عليه السالم"‪ ,‬فكتب له بذلك‬ ‫عهد‪)1(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الروضة لشاذان القمي‪:‬ص‪,167-166‬حديث علي في التوراة‪.‬‬

‫‪444‬‬

‫وروي فيه وفي كتاب الفضائل‪ :‬أن اسم علي "عليه السالم" في التوراة إليا‪)1(,‬‬

‫وفيه وفي غيره في حديث الهام بن الهيم بن القيس بن إبليس‪ ,‬أن النبي"صلى‬ ‫هللا عليه وآله"‪ ,‬قال له‪ :‬هل تعرف وصيي ؟ قال‪ :‬إذا نظرت إليه عرفته‪ ,‬واسمه‬ ‫الذي قرأته في الكتب‪ ,‬إلى أن قال‪ :‬والذي بعثك بالحق نبيا إن اسمك في التوراة‪:‬‬ ‫ميد ميد‪ )2(,‬واسم وصيك‪ :‬إليا ‪ ,‬قال‪ :‬فما معنى اسم وصيي في التوراة إليا ؟ قال‪:‬‬ ‫إنه الولي من بعدك‪.‬الخبر(‪)3‬‬

‫وروى الصدوق في معاني األخبار مسندا عن الباقر "عليه السالم"‪ ,‬قال‪ :‬خطب‬ ‫أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات هللا وسالمه عليه بالكوفة بعد منصرفه‬ ‫من النهروان‪ ,‬وذكر الخطبة‪ ,‬وفيها‪ :‬أنا اسمي في التوراة برئ‪ )4(.‬قال الصدوق‪:‬‬ ‫أي برئ من الشرك‪ )5(.‬وروى الخطبة عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى‬ ‫وفيها‪ :‬بريها بدل بريا‪)6(.‬‬

‫وفي أمالي الصدوق بإسناده عن الحسن بن علي"عليهما السالم"‪ ،‬قال‪ :‬جاء نفر‬ ‫من اليهود إلى رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‪ ,‬إلى أن قال‪ :‬قال اليهودي‪:‬‬ ‫فأخبرني عن السادسة عن خمسة أشياء مكتوبات في التوراة‪ ,‬وساقه إلى أن قال‪:‬‬ ‫فقال النبي "صلى هللا عليه وآله"‪ :‬أول ما فـــي التوراة مكتوب محمد رسول هللا‪,‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الفضائل لشاذان القمي‪:‬ص‪,175‬الخاتمة‪.‬‬ ‫‪ -2‬جاء"مئد مئد" في المصدر‪.‬‬ ‫‪ -3‬الروضة لشاذان القمي‪:‬ص‪ ,222-218‬حديث الهام بن الهيم بن القيس بن إبليس‪.‬‬ ‫‪ -4‬معاني اإلخبار للصدوق‪:‬ص‪,59‬ح‪ ,9‬باب معاني أسماء محمد وعلى وفاطمة‬ ‫والحسن والحسين"ع"‪.‬‬ ‫‪ -5‬معاني اإلخبار للصدوق‪ :‬ص‪ ,60‬أقول‪ :‬والقول لجابر ينقله الصدوق‪.‬‬ ‫‪ -6‬بشارة المصطفى لمحمد بن علي الطبري‪:‬ص‪ ,33‬خطب أمير المؤمنين علي بن أبي‬ ‫طالب "ع" بالكوفة عند منصرفه من النهروان‪.‬‬ ‫‪445‬‬

‫وهي بالعبرانية‪ :‬طلب‪ ,‬ثم تال رسول هللا هذه اآلية‪َ ﴿ :‬ي ِجدُونَهُ َم ْكتُوبًا ِع ْندَ ُه ْم فِي‬ ‫اإل ْن ِجي ِل ﴾ األعراف‪َ ﴿ ,157:‬و ُمبَ ّ‬ ‫سو ٍّل يَأْتِي ِم ْن بَ ْعدِي ا ْس ُمهُ‬ ‫ش ًِرا ِب َر ُ‬ ‫الت َّ ْو َراةِ َو ْ ِ‬ ‫أ َ ْح َمدُ ﴾ الصف‪ ,6:‬وفي السطر الثاني اسم وصيي علي بن أبي طالب"عليه‬ ‫السالم"‪ ،‬والثالث والرابع سبطي الحسن والحسين‪ ,‬وفي السطر الخامس أمهما‬ ‫فاطمة سيدة نساء العالمين‪ ,‬وفي التوراة اسم وصيي أليا واسم سبطي شبر وشبير‪,‬‬ ‫وهما نورا فاطمة‪ ,‬فقال اليهودي‪ :‬صدقت يا محمد‪)1(.‬‬

‫وعن مناقب ابن شهر اشوب عن كتاب األنوار‪ :‬أن اسم علي في التوراة إيليا‪ ,‬إلى‬ ‫غير ذلك من األخابر المودعة في كتب األخيار ‪)2(.‬‬

‫التوراة المحرفة المتداولة بين الناس‪.‬‬ ‫في النسخة التي عندي بالعربية وعليها خط بعض العلماء‪ ,‬وأظنه القاضي سعيد‬ ‫القمي في الفصل العشرين من السفر األول‪ ,‬وهو سفر التكوين‪ )3(,‬هكذا قال هللا‬ ‫إلبراهيم‪ :‬سارى زوجتك ال تسمها‪ ,‬سارى بل سمها ساره فإني أبارك فيها‬ ‫وأعطي منها لك ابنا وأباركها‪ ,‬ويكون منها أمة وملوك الشعب‪ ,‬منها يخرجون‬ ‫فوقع إبراهيم على وجهيه وضحك وقال في قلبه‪ :‬أال ابن مائة سنة يولد أو سارة‬ ‫ابنة تسعين سنة تلد ؟ فقال إبراهيم‪ :‬هللا ليت إبراهيم يجيء بين يديك‪ ,‬فقال هللا‪:‬‬ ‫لكن سارة زوجتك ستلد لك ابنا تسميه إسحاق‪ ,‬وأثبت عهدي معه عهدا مؤبدا ومع‬ ‫نسله بعده‪ ,‬وقد سمعت قولك في إسماعيل‪ ,‬وها أنا مبارك فيه وأثمره وأكثره جدا‬ ‫جدا‪ ,‬ويولد اثني عشر شريفا واجعل منه أمة عظيمة الخ ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االمالي للصدوق‪,259:‬المجلس الخامس والثالثون‪.‬‬ ‫‪ -2‬مناقب ابن شهر اشوب‪:‬ج‪ 3‬ص‪,67‬باب فيه النكت واللطائف‪.‬‬ ‫‪ -3‬لم أقف على نسخة مطبوعة من هذا كتاب‪.‬‬ ‫‪446‬‬

‫وأما النسخة العبرانية على ما نقله العالمة المجلسي رحمه هللا في تاسع البحار‬ ‫عن جماعة من الثقات من أهل الكتاب‪ ,‬ونقله عنها الفاضل الحاج المولى رضا‬ ‫الهمداني في مفتاح النبوة‪ )1(.‬وقال‪ :‬إنه في الفصل السابع عشر من باراش‬ ‫لخلخا‪ ,‬والشيخ أوب الحسن الشريف في ضياء العالمين في تفسيره مرآة األنوار‬ ‫فهكذا‪" :‬وليشمعيل شمعتيك هينه برختي اوتو وهيفريتي اوتو وهيبريتى اوتو‬ ‫بماود ماود شنيم عاسار نسيئيم يوليدو نتيتو لكوى كدول"‪ .‬قال في البحار‪:‬‬ ‫وسمعتهم يترجمونه هكذا‪ :‬ومن إسماعيل أسمعتك أني باركت إياه وأوفرت إياه‬ ‫وأكثرت إياه في غاية الغاية اثني عشر رؤساء يولدون‪ ,‬ووهبته قوما عظيما‪,‬‬ ‫أقول‪ :‬يظهر من األخبار أن "مادماد" اسم محمد "صلى هللا عليه وآله" بالعبرانية‪,‬‬ ‫أي أكثرت نسل إسماعيل بسبب محمد "صلى هللا عليه وآله" فحرفوه لفظا‬ ‫ومعنى‪ ,‬وعلى ما ذكروه أيضا المراد بغاية الغاية هو النبي "صلى هللا عليه‬ ‫وآله"‪ ,‬ألنه في غاية الغاية من الكمال‪ .‬انتهى‪ )1(.‬وذكر األخير عن بعض من‬ ‫أسلم من علمائهم ترجمة كل كلمة منها بما ال حاجة لنا إلى نقلها ‪.‬‬ ‫وفي غيبة النعماني‪ :‬فمما ثبت في التوراة مما يدل على األئمة االثني عشر"عليهم‬ ‫السالم" ما ذكره في السفر األول فيها من قصة إسماعيل بعد انقضاء قصة سارة‪,‬‬ ‫وما خاطب هللا تعالى به إبراهيم في أمرها وولدها قوله عز وجل‪ :‬وقد أجبتك‬ ‫دعائك في إسماعيل‪,‬وقد سمعتك ما باركته‪ ,‬وسأكثره جدا جدا‪ ,‬وسيلد اثني عشر‬ ‫عظيما أجعلهم أئمة كشعب عظيم‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫‪ -2‬بحار األنوار للمجلسي‪:‬ج‪ 36‬ص‪,215-214‬ح‪ ,15‬باب "‪ "40‬نصوص هللا عليهم من‬ ‫خبر اللوح والخواتيم‪ ،‬وما نص به عليهم في الكتب السالفة وغيرها‪.‬‬ ‫‪ -3‬الغيبة للنعماني‪:‬ج‪ 1‬ص‪,106‬الباب الرابع‪ ,‬فصل فيما روي أن األئمة اثنا عشر من طريق‬ ‫العامة‪ ،‬وما يدل عليه من القرآن والتوراة‬ ‫‪447‬‬

‫كتاب يوشع بن نون وصي موسى "عليهما السالم"‪.‬‬ ‫السيد بن طاووس في مهج الدعوات عن كتاب فضل الدعاء لسعد بن عبد هللا‬ ‫القمي بإسناده إلى الرضا "عليه السالم"‪ ,‬قال‪ :‬وجد رجل من الصحابة صحيفة‬ ‫فأتى بها رسول هللا"صلى هللا عليه واله" فنادي الصالة جامعة‪ ,‬فما تخلف احد‬ ‫ذكر وال أنثى‪ ,‬فرقي المنبر فقرأها فإذا كتاب يوشع بن نون وصي موسى وأذن‬ ‫فيها وان ربكم لروف رحيم إال إن خير عباد هللا التقي الخفي‪ ,‬وان شر عباد هللا‬ ‫المشار إليه باألصابع‪ ,‬فمن أحب إن يكتال بالمكيال األوفى‪ ,‬وان يؤدي الحقوق‬ ‫التي انعم هللا بها عليه‪ ,‬فليقل في كل يوم‪ :‬سبحان هللا كما ينبغي هلل‪ ,‬وال اله إال هللا‬ ‫كما ينبغي هلل وال حول وال قوة إال باهلل وصلى هللا على محمد وعلى أهل بيت‬ ‫النبي األمي وعلى جميع المرسلين والنبيين حتى يرضى هللا‪ ,‬ونزل رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله" وقد الحوا في الدعاء فصبر هنيئة ثم رقى المنبر‪ ,‬فقال‪ :‬من‬ ‫أحب إن يعلوا ثناؤه على ثناء المجاهدين‪ ,‬فليقل هذا القول في كل يوم يكتب في‬ ‫اللوح المحفوظ‪)1(.‬‬

‫زبور داوود على نبينا واله وعليه السالم‪.‬‬ ‫في خبر هام المتقدم‪ ,‬قال هام‪ :‬واسمك في الزبور ماح ماح محى بك كل كفر‬ ‫وشرك واسم وصيك فيها قاروطيا‪ ,‬إلى أن قال صلوات هللا عليه واله‪ :‬فما معنى‬ ‫اسمه في الزبور قاروطيا ؟ قال‪ :‬حبيب ربه‪)2(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مهج الدعوات ومنهج العبادات البن طاووس‪:‬ج‪ 1‬ص‪,310-309‬ذكر ما اختاره من‬ ‫األدعية المتفرقة من الكتاب‪,‬ومن ذلك دعاء يوشع بن نون وصي موسى"ع"‪.‬‬ ‫‪ -2‬الروضة لشاذان القمي‪:‬ص‪ ,222‬حديث الهام بن الهيم بن القيس بن إبليس‪.‬‬

‫‪448‬‬

‫وفي معاني األخبار(‪ )1‬وبشارة المصطفى(‪ )2‬في خطبة أمير المؤمنين "عليه‬ ‫السالم"‪ :‬أنا اسمي في الزبور أريا‪)3(.‬‬

‫وعن مناقب ابن شهر اشوب عن كتاب األنوار أن اسمه "عليه السالم" في‬ ‫الزبور أريا‪)4( .‬‬

‫وفي كتاب الروضة(‪ )5‬والفضائل(‪ )6‬لشاذان بن جبريل القمي أن اسمه "عليه‬ ‫السالم" في الزبور فريا‪.‬‬ ‫وفي خبر الراوندي اآلتي‪ ,‬فتال الرضا "عليه السالم" السفر األول من الزبور‬ ‫حتى انتهى إلى ذكر محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين‪ ,‬فقال‪ :‬سألتك يا رأس‬ ‫الجالوت بحق هللا أهذا في زبور داود؟ ولك من األمان والذمة والعهد ما قد‬ ‫أعطيته الجاثليق‪ ,‬فقال رأس الجالوت‪ :‬نعم هذا بعينه في الزبور بأسمائهم‪.‬‬ ‫الخبر‪)7(.‬‬

‫وفي تفسير علي بن ابراهيم في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد َكتَ ْبنَا فِي َّ‬ ‫ور﴾‬ ‫الزبُ ِ‬ ‫األنبياء‪ ,105:‬اآلية ‪ ,‬قال ‪ :‬وأنزل عليه الزبور فيه توحيد وتمجيد ودعاء وأخبار‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬معاني اإلخبار للصدوق‪:‬ص‪,59‬ح‪ ,9‬باب معاني أسماء محمد وعلى وفاطمة‬ ‫والحسن والحسين"ع"‪.‬‬ ‫‪ -2‬بشارة المصطفى لمحمد بن علي الطبري‪:‬ص‪ ,33‬خطب أمير المؤمنين علي بن أبي‬ ‫طالب "ع" بالكوفة عند منصرفه من النهروان‪.‬‬ ‫‪ -3‬أقول‪ :‬وجاء االسم في مصدري المعاني والبشارة "أري" وليس "أريا"‪.‬‬ ‫‪ -4‬مناقب ابن شهر اشوب‪:‬ج‪ 3‬ص‪,67‬باب فيه النكت واللطائف‪.‬‬ ‫‪ -5‬الروضة لشاذان القمي‪:‬ص‪ ,233‬حديث علي في التوراة واالنجيل‪.‬‬ ‫‪ -6‬الفضائل لشاذان القمي‪:‬ص‪ ,175‬في الخاتمة‪,‬وجاء االسم في المصدر"قريا" بالقاف‪.‬‬ ‫‪ -7‬الخرائج والجرائح للراوندي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,346‬ح‪ ,6‬الباب التاسع في معجزات اإلمام‬ ‫المظلوم المسموم علي بن موسى الرضا عليه السالم‪.‬‬

‫‪449‬‬

‫رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" وأمير المؤمنين "عليه السالم" واألئمة "عليهم‬ ‫السالم" من ذريتهما "عليهم السالم" وأخبار الرجعة والقائم "عليه السالم"‪)1(.‬‬

‫كتاب دانيال عليه السالم‪.‬‬ ‫قال السيد الجليل رضي الدين علي بن طاووس قدس سره في كتاب كشف‬ ‫المحجة ما لفظه‪ :‬ووقفت أنا على كتاب دانيال المختصر من كتاب المالحم‪ ,‬وهو‬ ‫عندنا اآلن يتضمن ما يقتضي أن أبا بكر وعمر كانا عرفا من كتاب دانيال‪ ,‬وكان‬ ‫عند اليهود حديث ملك النبي "صلى هللا عليه وآله" ووالية رجل من تيم ورجل‬ ‫من عدي بعده دون وصيه أبيك(‪ ))2‬علي "عليه السالم" وصفتهما‪ ,‬فلما رأيا‬ ‫الصفة في محمد جدك "صلى هللا عليه وآله" تبعاه وأسلما معه طلبا للوالية التي‬ ‫ذكرها دانيال في كتابه‪)3(.‬‬

‫وفي اإلنجيل الموجود اآلن بين يدي أهل الكتاب في الفصل التاسع منه على ما‬ ‫نقله سيف األمة ما معناه‪ :‬أن جبرئيل أخبر دانيال بأنه يبعث بعد سنين نبي‬ ‫األنبياء‪ ,‬ويبني اإلسالم مرة أخرى‪ ,‬ووصيه يصير شهيد وليس من أمته من‬ ‫أنكره‪)4(.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,126‬سورة النمل‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكاف في أبيك تعود البن المؤلف محمد بن طاووس كون الكتاب من وصياه لولده‬ ‫قراءة كتاب المفضل بن عمر واالهليجية الذي الذي أمالها اإلمام الصادق"ع"‪.‬‬ ‫‪ -3‬كشف المحجة البن طاووس‪:‬ص‪,61‬الفصل السادس والثمانون‪.‬‬ ‫‪ -4‬لم أقف على نسخة مطبوعة من كتاب سيف األمة للنراقي‪.‬‬

‫‪450‬‬

‫اإلنجيل المنزل على روح هللا عيسى على نبينا واله وعليه الصالة والسالم‪.‬‬ ‫في األمالي في الخبر المتقدم عن النبي "صلى هللا عليه واله" أنه قال‪ :‬يا علي‬ ‫ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير‪ ،‬و كذلك في اإلنجيل‪,‬‬ ‫فسل أهل اإلنجيل وأهل الكتاب عن إليا يخبروك مع علمك بالتوراة واإلنجيل وما‬ ‫أعطاك هللا عز وجل من علم الكتاب‪ ،‬وإن أهل اإلنجيل ليتعاظمون إليا وما‬ ‫يعرفونه‪ ،‬وما يعرفون شيعته‪ ,‬وإنما يعرفونهم بما يجدونهم في كتبهم‪)1(.‬‬

‫وفيه في المجلس السادس واألربعون‪ :‬حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫حدثنا عبد العزيز ابن يحيى الجلودي‪ ,‬قال‪ )2(:‬هشام بن جعفر‪ ,‬عن حماد‪ ,‬عن‬ ‫عبد هللا بن سليمان‪ ,‬وكان قارئا للكتب‪ ,‬قال‪ :‬قرأت في اإلنجيل‪ :‬يا عيسى جد في‬ ‫أمري وال تهزل‪ ،‬واسمع وأطع يا بن الطاهرة الطهر البكر البتول‪ ،‬أتيت من غير‬ ‫فحل‪،‬أنا خلقتك آية للعالمين‪ ،‬فإياي فاعبد‪ ,‬وعلي فتوكل‪ ,‬خذ الكتاب بقوة‪ ,‬فسر‬ ‫ألهل سوريا السريانية‪ ،‬وبلغ من بين يديك أني أنا هللا الدائم الذي ال أزول‪،‬‬ ‫صدقوا النبي"صلى هللا عليه وآله" األمي صاحب الجمل والمدرعة والتاج وهي‬ ‫العمامة‬

‫والنعلين والهراوة وهي القضيب األنجل العينين‪ ,‬الصلت الجبين‪،‬‬

‫الواضح الخدين‪ ,‬األقنى االنف‪ ,‬المفلج الثنايا‪ ،‬كأن عنقه إبريق فضة ‪ ،‬كأن الذهب‬ ‫يجري في تراقيه‪ ،‬له شعرات من صدره إلى سرته‪ ،‬ليس على بطنه وال علـــــى‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االمالي للصدوق ‪ :‬ص‪ , 657‬ح‪,2/891‬المجلس الثالث والثمانون‪.‬‬ ‫‪ -2‬أقول‪ :‬في المصدر‪" :‬حدثنا محمد بن عطية‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد هللا بن عمرو بن سعيد‬ ‫البصري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا"‪ ,‬ويبدو إن المصنف لم يذكر ذلك لعدم وجوده في نسخة االمالي‬ ‫قبل تحقيقيها! وهذا ما أشار آليه محقق االمالي في الحاشية قائال‪ :‬أثبتناه من كمال‬ ‫الدين‪ ،18 / 159 :‬وللسند نظائر في الخصال‪,80 / 59 :‬وكمال الدين‪,1/385:‬‬ ‫و‪.5/392‬‬

‫‪451‬‬

‫صدره شعر‪ ،‬أسمر اللون‪ ،‬دقيق المسربة‪ ،‬شثن الكف والقدم‪ ,‬إذا التفت التفت‬ ‫جميعا‪ ,‬وإذا مشى كأنما يتقلع من الصخرة وينحدر من صبب‪ ,‬وإذا جاء مع القوم‬ ‫بذهم‪ ،‬عرقه في وجهه كاللؤلؤ وريح المسك ينفح منه‪ ,‬لم ير قبله مثله وال بعده‪,‬‬ ‫طيب الريح‪ ،‬نكاح النساء ذو النسل القليل‪ ،‬إنما نسله من مباركة لها بيت في‬ ‫الجنة‪ ،‬ال صخب فيه وال نصب‪ ،‬يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك‪ ،‬لها‬ ‫فرخان مستشهدان‪ ،‬كالمه القرآن‪ ،‬ودينه اإلسالم‪ ،‬وأنا السالم‪ ,‬طوبى لمن أدرك‬ ‫زمانه ‪ ،‬وشهد أيامه‪ ،‬وسمع كالمه‪ ,‬قال عيسى"عليه السالم"‪ :‬يا رب‪ ،‬وما طوبى؟‬ ‫قال‪ :‬شجرة في الجنة‪ ,‬أنا غرستها‪ ,‬تظل الجنان‪ ,‬أصلها من رضوان‪ ,‬ماؤها من‬ ‫تسنيم ‪ ،‬برده برد الكافور‪ ،‬وطعمه طعم الزنجبيل‪ ,‬من يشرب من تلك العين شربة‬ ‫ال يظلما بعدها أبدا‪ ,‬فقال عيسى"عليه السالم"‪ :‬اللهم اسقني منها‪ ,‬قال‪ :‬حرام يا‬ ‫عيسى على البشر أن يشربوا منها‪ ,‬حتى يشرب ذلك النبي‪ ،‬وحرام على األمم أن‬ ‫يشربوا منها حتى تشرب أمة ذلك النبي‪ ،‬أرفعك إلي ثم أهبطك في آخر الزمان‬ ‫لترى من أمة ذلك النبي العجائب‪ ,‬ولتعينهم على العين الدجال‪ ,‬أهبطك في وقت‬ ‫الصالة لتصلي معهم إنهم أمة مرحومة‪)1(.‬‬

‫وفي معاني األخبار وبشارة المصطفى في خطبة أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬أنا‬ ‫اسمي في اإلنجيل "إليا" فهو علي بلسان العرب‪)2(.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االمالي للصدوق ‪ :‬ص‪ , 347-345‬ح‪ , 10/ 418‬المجلس السادس واألربعون‪.‬‬ ‫‪ -2‬معاني اإلخبار للصدوق‪:‬ص‪,60‬ح‪ ,9‬باب معاني أسماء محمد وعلى وفاطمة‬ ‫والحسن والحسين"ع"‪ ,‬وبشارة المصطفى لمحمد بن علي الطبري‪:‬ص‪,34-33‬‬ ‫خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "ع" بالكوفة عند منصرفه من النهروان‪.‬‬

‫‪452‬‬

‫وفي كتاب الروضة(‪ )1‬والفضائل(‪ )2‬ومناقب ابن شهر اشوب(‪ )3‬عن كتاب‬ ‫األنوار‪ :‬أن اسمه "عليه السالم"في اإلنجيل "بريا"‪.‬‬ ‫وفي األول في حديث هام‪ :‬واسمك في اإلنجيل"حمياطا" واسم وصيك فيها‬ ‫"هيدر" إلى أن قال النبي "صلى هللا عليه واله"‪ :‬فما معنى "هيدار"؟ قال‪:‬‬ ‫الصديق األكبر والفاروق األعظم‪)4(.‬‬

‫وروى ابن عياش في مقتضب األثر بسنده عن أبي هارون العبدي‪ ,‬عن عمر بن‬ ‫سلمة‪ ,‬قال‪ :‬شهدت مشهدا ما شهدت مثله كان أعجب عندي‪ ،‬وال أوقع على قلبي‬ ‫منه‪ ،‬قال‪ :‬فقيل‪ :‬يا أبا جعفر فما ذاك ؟ قال‪ :‬لما مات أبو بكر أقبل الناس يبايعون‬ ‫عمر بن الخطاب‪ ,‬إذ إقبل يهودي قد أقر له بالمدينة يهودها انه أعلمهم‪ ,‬وكذلك‬ ‫كان أبوه من قبل فيهم‪ ,‬ثم ذكر سؤاله عمر عن أعلم األمة وإشارته إلى علي‬ ‫"عليه السالم" وذكر سؤاالته عنه "عليه السالم" وإسالمه وتصديقه أن ما أجاب‬ ‫به موجود في كتاب أبيه هارون وإمالء موسى "عليه السالم" ‪ ,‬إلى أن قال‪ :‬ثم‬ ‫أخرج الهاروني من كمه كتابا مكتوبا بالعبرانية‪ ,‬فأعطاه عليا "عليه السالم" فنظر‬ ‫فيه علي "عليه السالم" فبكا‪ ،‬فقال له الهاروني‪ :‬ما يبكيك ؟ قال له علي "عليه‬ ‫السالم"‪ :‬يا هارون‪ :‬هذا فيه اسمي مكتوبا‪ ،‬فقال له‪ :‬يا علي‪ ,‬اقرأ اسمك في أي‬ ‫موضع هو مكتوب‪ ,‬فإنه كتاب بالعبرانية وأنت رجل عربي ؟ فقال له علي "عليه‬ ‫السالم"‪ :‬ويحك يا هاروني! هذا اسمي أنا في التورية اسمي‪ :‬هابيل وفى اإلنجيل‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الروضة لشاذان القمي‪:‬ص‪ ,233‬حديث علي في التوراة واالنجيل‪.‬‬ ‫‪ -2‬الفضائل لشاذان القمي‪:‬ص‪ ,175‬في الخاتمة‪,‬وجاء االسم في المصدر"قريا" بالقاف‪.‬‬ ‫‪ -3‬مناقب ابن شهر اشوب‪:‬ج‪ 3‬ص‪,67‬باب فيه النكت واللطائف‪.‬‬ ‫‪ -4‬الروضة لشاذان القمي‪:‬ص‪ ,222‬حديث الهام بن الهيم بن القيس بن إبليس‪.‬‬

‫‪453‬‬

‫حيدار‪ ,‬فقال له اليهودي صدقت والذي ال إله إال هو‪ ،‬إنه لخط أبي هارون‪ ,‬و‬ ‫إمالء موسى بن عمران توارثته اآلباء حتى صار إلي‪ ،‬قال‪ :‬فأقبل علي يبكي‬ ‫ويقول‪ :‬الحمد هلل الذي لم يجعلني عنده منسيا‪ ,‬الحمد هلل الذي أثبتني في صحف‬ ‫الخيار‪)1(.‬‬

‫وعن الراوندي في الخرائج في حديث طويل في ذكر دخول الرضا "عليه‬ ‫السالم" البصرة بعد وفاة أبيه "عليه السالم" إعجازا وحضور الفرق عنده‪ ,‬منهم‪:‬‬ ‫جاثليق النصارى‪ ,‬ورأس الجالوت‪ ,‬واحتجاجه على األول باستخراج اسم محمد‬ ‫وذكر نبوته "صلى هللا عليه" واله في السفر األول من اإلنجيل وإقراره به إلى أن‬ ‫قال "عليه السالم"‪ :‬فخذ علي في السفر الثاني‪ ،‬فإني أوجدك ذكره وذكر وصيه‪,‬‬ ‫وذكر ابنته فاطمة‪ ,‬وذكر الحسن والحسين‪ ,‬فلما سمع الجاثليق ورأس الجالوت‬ ‫ذلك علما أن الرضا "عليه السالم" عالم بالتوراة واإلنجيل فقاال‪ :‬وهللا قد أتى بما‬ ‫ال يمكننا رده وال دفعه إال بجحود التوراة واإلنجيل والزبور‪ .‬الخبر‪ )2(.‬ورواه‬ ‫صاحب ثاقب المناقب أيضا‪)3(.‬‬

‫وأخرج الحافظ رجب البرسي في مشارق األنوار‪ :‬أن معاوية لم أراد حرب علي‬ ‫"عليه السالم" سمع بذلك ملك الروم فقيل له‪ :‬رجالن قد خرجا يـــــــطلبان الملك‪,‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مقتضب األثر ألحمد بن عياش الجواهري‪:‬ص‪ ,17-14‬ما رووه في مسائل اليهودي‬ ‫الوارد إلى المدينة في أيام عمر ومسائله ألمير المؤمنين "ع" وفيها االثني عشر أئمة‬ ‫بعد محمد صلى هللا عليه وعليهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬الخرائج والجرائح للراوندي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,345‬ح‪ ,6‬الباب التاسع في معجزات اإلمام‬ ‫المظلوم المسموم علي بن موسى الرضا عليه السالم‪.‬‬ ‫‪ -3‬الثاقب في المناقب البن حمزة الطوسي‪:‬ص‪,190‬فصل"‪ "10‬في ظهور آيات آصف‬ ‫بن برخيا وصي سليمان بن داود مما ذكره هللا تعالى في القرآن‪.‬‬

‫‪454‬‬

‫فقال‪:‬من أين؟ فقيل له‪ :‬رجل بالكوفة ورجل بالشام‪ ،‬فقال‪ :‬صفوهما لي‪,‬فوصفوهما‬ ‫له‪,‬فقال‪ :‬الشامي ضال و الكوفي هاد‪ ,‬ثم كتب إلى معاوية أن ابعث إلي أعلم أهل‬ ‫بيتك‪ ،‬و بعث إلى أمير المؤمنين "عليه السالم" ابعث إلي أعلم أهل بيتك ‪ ،‬حتى‬ ‫أجمع بينهما‪ ,‬وأنظر في اإلنجيل من أحق بالملك منكما وأخبركما‪ ،‬فبعث إليه‬ ‫معاوية ابنه يزيد‪ ،‬وبعث إليه أمير المؤمنين الحسن "عليه السالم" ‪,‬فلما دخل‬ ‫يزيد أخذ الرومي يده فقبلها‪ ،‬ولما دخل الحسن "عليه السالم" قام الرومي فانحنى‬ ‫على قدميه فقبلهما‪ ,‬فجلس الحسن "عليه السالم" ال يرفع بصره‪ ،‬فلما نظر ملك‬ ‫الروم إليهما أخرجهما معا ‪ ،‬ثم استدعى يزيد وحده‪ ،‬و أخرج له من خزانته ‪113‬‬ ‫ّ‬ ‫زينت بكل زينة ‪ ،‬فأخرج صنما فعرضه‬ ‫صنما تماثيل األنبياء وصورهم‪ ,‬وقد‬ ‫على يزيد فلم يعرفه‪ ،‬ثم عرض آخر فلم يعرفه‪ ،‬ثم سأله عن أرزاق العباد وعن‬ ‫أرواح المؤمنين وأرواح الكفار أين تجمع بعد الموت ؟ فلم يعرف‪ ,‬فدعا الحسن‬ ‫بن علي "عليه السالم" وقال‪ :‬أنما بدأت بهذا حتى يعلم أنك تعلم ما اليعلم‪ ،‬وأن‬ ‫أباك يعلم ما ال يعلم أبوه‪ ,‬وان أباك رباني هذه األمة‪ ،‬وقد نظرت في اإلنجيل‬ ‫فرأيت الرسول محمدا والوزير عليا ونظرت إلى األوصياء فرأيت أباك فيها‬ ‫وصي محمد‪ ،‬فقال للرومي‪ :‬سلني عما بدا لك من علم التوراة واإلنجيل والفرقان‬ ‫أخبرك‪ ،‬فدعا األصنام فأول صنم عرضه عليه على صفة القمر‪ ,‬فقال الحسن‬ ‫"عليه السالم"‪ :‬هذه صفة آدم أبي البشر‪ ،‬إلى أن قال‪ :‬وإنا نجد في اإلنجيل أن‬ ‫أول فتنة هذه األمة وثوب شيطانها الضليل على ملك نبيها واجتراؤه على ذريته‪.‬‬ ‫الخبر‪)1(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مشارق أنوار اليقين للبرسي‪:‬ص‪ ,130-129‬الفصل الرابع "في أسرار الحسن‬ ‫بن علي عليهما السالم"‪.‬‬

‫‪455‬‬

‫وباإلسناد السابق في خبر المباهلة الذي رواه السيد في اإلقبال‪ ,‬قال‪ :‬فقال أبو‬ ‫حارثة‪ :‬اعتبروا اإلمارة الخاتمة من قول سيدكم المسيح "عليه السالم" فصار إلى‬ ‫الكتب واألناجيل التي جاء بها عيسى عليه السالم‪ ,‬فألفوا في المفتاح الرابع من‬ ‫الوحي إلى المسيح "عليه السالم"‪ :‬يا عيسى بن الطاهرة البتول اسمع قولي وجد‬ ‫في أمرى‪ ,‬إني خلقتك من غير فحل وجعلتك آية للعالمين‪,‬فإياي فأعبد وعلى‬ ‫فتوكل‪ ,‬وخذ الكتاب بقوة‪ ,‬ثم فسره ألهل سوريا وأخبره أنى أنا هللا ال اله إال أنا‬ ‫الحي القيوم الذي ال أحول وال أزول‪ ,‬فآمنوا بي وبرسولي النبي األمي الذي‬ ‫يكون في آخر الزمان نبي الرحمة والملحمة األول واألخر‪,‬قال‪ :‬أول النبيين خلقا‬ ‫وآخرهم مبعثا‪ ،‬ذلك العاقب الحاشر فبشر به بني إسرائيل‪.‬‬ ‫قال عيسى "عليه السالم"‪ :‬يا مالك الدهور وعالم الغيوب من هذا العبد الصالح‬ ‫الذي قد أحبه قلبي ولم تره عيني‪ ,‬قال‪ :‬ذلك خالصتي ورسولي المجاهد‪ ,‬بيده في‬ ‫سبيلي يوافق قوله فعله وسريرته عالنيته أنزل عليه توراة حديثة‪,‬أفتح بها أعينا‬ ‫عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا‪ ,‬فيها ينابيع العلم وفهم الحكمة وربيع القلوب‪,‬‬ ‫وطوباه طوبى أمته‪ ,‬قال‪ :‬رب ما اسمه وعالمته وما أكمل أمته‪ ,‬يقول‪ :‬ملك أمته‬ ‫وهل له من بقية يعنى ذرية ؟ قال‪ :‬سأنبئك بما سألت‪ ,‬اسمه أحمد "صلى هللا عليه‬ ‫وآله" منتخب من ذرية إبراهيم ومصطفى من ساللة إسماعيل "عليه السالم"‪,‬ذو‬ ‫الوجه األقمر والجبين األزهر راكب الجمل‪ ،،‬تنام عيناه وال ينام قلبه‪ ،‬يبعثه هللا‬ ‫في أمة أمية ما بقي الليل والنهار‪ ,‬مولده في بلد أبيه إسماعيل يعنى مكة‪ ،‬كثير‬ ‫األزواج قليل األوالد نسله من مباركة صديقة‪ ,‬يكون له منها ابنة‪ ،‬لها فرحان‬ ‫سيدان يستشهدان ‪ ،‬أجعل نسل أحمد منهما‪ ,‬فطوباهما ولمن أحبهما وشهد أيامهما‬ ‫فنصرهما‪ ,‬قال عيسى "عليه السالم"‪ :‬إلهى وما طوبى ؟ قال‪ :‬شجرة في الجنة‬

‫‪456‬‬

‫ساقها وأغصانها من ذهب‪ ,‬وورقها حلل وحملها كثدي اإلبكار‪ ,‬أحلى من العسل‬ ‫وألين من الزبد‪ ,‬وماؤها من تسنيم‪ ,‬لو أن غرابا طار وهو فرخ ال دركه الهرم‬ ‫من قبل أن يقطعها‪ ,‬وليس منزل من منازل أهل الجنة إال وظالله فنن من تلك‬ ‫الشجرة ‪.‬الخبر‪)1(.‬‬

‫وفي البحار(‪ )2‬عن مناقب ابن شهر اشوب(‪ )3‬عن الحارث األعور وعمرو بن‬ ‫حريث وأبو أيوب‪ ,‬عن أمير المؤمنين"عليه السالم"‪ ,‬أنه لما رجع من وقعة‬ ‫الخوارج نزل يمنا السواد فقال له راهب‪ :‬ال ينزل ههنا إال وصي نبي يقاتل في‬ ‫سبيل هللا‪ ,‬فقال علي"عليه السالم"‪ :‬فأنا سيد األوصياء‪ ،‬وصي سيد األنبياء‪ ,‬قال‬ ‫فإذا أنت أصلع قريش وصي محمد خذ علي اإلسالم‪ ،‬إني وجدت في اإلنجيل‬ ‫نعتك‪ ،‬وأنت تنزل مسجد براثا بيت مريم وأرض عيسى"عليه السالم"‪ ,‬قال أمير‬ ‫المؤمنين"عليه السالم"‪ :‬فاجلس يا حباب‪ ,‬قال‪ :‬وهذه داللة أخرى‪ ،‬ثم قال‪ :‬فأنزل‬ ‫يا حباب من هذه الصومعة‪ ,‬وابن هذا الدير مسجدا‪ ,‬فبنى حباب الدير مسجدا‪,‬‬ ‫ولحق أمير المؤمنين إلى الكوفة ‪ ,‬فلم يزل به مقيما حتى قتل أمير المؤمنين"عليه‬ ‫السالم" فعاد حباب إلى مسجده ببراثا‪.‬‬ ‫وفي رواية ان الراهب قال‪ :‬قرأت انه يصلي في هذا الموضع إيليا وصي البار‬ ‫قليطا محمد نبي األميين الخاتم لمن سبقه من أنبياء هللا ورسله في كالم كثير‪ ,‬فمن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬إقبال اإلعمال البن طاووس‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,341-340‬الباب السادس فصل "‪ "1‬فيما‬ ‫ذكره من إنفاذ النبي "ص" لرسله إلى نصارى نجران ‪.‬‬ ‫‪ -2‬للمجلسي‪:‬ج‪ 38‬ص‪ 50‬ح‪ ,6‬باب "‪ "58‬ذكره في الكتب السماوية وما بشر السابقون‬ ‫به وبأوالده المعصومين "ع"‪.‬‬ ‫‪ -3‬مناقب ابن شهر اشوب‪:‬ج‪ 2‬ص‪,100‬فصل في ذكره في الكتب‪,‬في إخباره"ع"‬ ‫بالغيب‪.‬‬

‫‪457‬‬

‫ادركه فليتبع النور الذي جاء به‪ ,‬أال وأنه تغرس في آخر األيام بهذه البقعة شجرة‬ ‫ال يفسد ثمرها‪)1(.‬‬

‫كتاب شمعون الصفا عليه السالم‪.‬‬ ‫في تاسع البحار(‪ )2‬عن مناقب ابن شهر اشوب‪ )3(,‬عن إبراهيم النخعي‪ ,‬عن‬ ‫علقمة عن ابن عباس‪ ,‬في خبر أنه أتي براهب قرقيسيا إلى أمير المؤمنين"عليه‬ ‫السالم" فلما رآه قال‪ :‬مرحبا ببحيرا األصغر‪ ,‬أين كتاب شمعون الصفا ؟ قال‪:‬‬ ‫وما يدريك يا أمير المؤمنين ؟ قال‪ :‬إن عندنا علم جميع األشياء‪ ,‬وعلم جميع‬ ‫تفسير المعاني فأخرج الكتاب وأمير المؤمنين واقف‪ ،‬فقال"عليه السالم"‪ :‬أمسك‬ ‫الكتاب معك‪،‬‬

‫ثم قرأ‪} :‬بسم هللا الرحمن الرحيم قضى فيما قضى وسطر فيما‬

‫كتب أنه باعث في األميين رسوال منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويدلهم على سبيل‬ ‫هللا ال فظ وال غليظ{ وذكر من صفاته واختالف أمته بعده إلى أن قال‪} :‬ثم يظهر‬ ‫رجل من أمته بشاطئ الفرات يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقضي بالحق{‬ ‫وذكر من سيرته‪,‬ثم قال‪} :‬ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره فإن نصرته‬ ‫عبادة والقتل معه شهادة{ فقال أمير المؤمنين"عليه السالم"‪ :‬الحمد هلل الذي لم‬ ‫يجعلني عنده منسيا‪ ,‬الحمد هلل الذي ذكر عبده في كتب األبرار‪ ،‬فقتل الرجل في‬ ‫صفين‪)4(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مناقب ابن شهر اشوب‪:‬ج‪ 2‬ص‪,100‬فصل في ذكره في الكتب‪,‬في إخباره"ع"‬ ‫بالغيب‪ ,‬وبحار األنوار للمجلسي‪:‬ج‪ 38‬ص‪ 50‬ح‪ ,6‬باب "‪ "58‬ذكره في الكتب‬ ‫السماوية وما بشر السابقون به وبأوالده المعصومين "ع"‪.‬‬ ‫‪ -2‬البحار للمجلسي‪:‬ج‪ 38‬ص‪ 49-48‬ح‪ ,5‬باب "‪ "58‬ذكره في الكتب السماوية وما‬ ‫بشر السابقون به وبأوالده المعصومين "ع"‪.‬‬ ‫‪ -3‬مناقب ابن شهر اشوب‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,92‬فصل في ذكره في الكتب‪.‬‬ ‫‪ -4‬إلى هنا أخذناه من مخطوطة نسخة باء لعدم توفر صحائفه من نسخة إلف‪.‬‬ ‫‪458‬‬

‫بعض الكتب المنزلة من السماء‬ ‫في كتاب سليم بن قيس الهاللي‪ ,‬واالحتجاج للطبرسي عنه بإسناده إلى سلمان‬ ‫الفارسي رحمه هللا في حديث غصب الخالفة وهو خبر طويل وفيه‪ :‬فقال عمر‪ :‬يا‬ ‫سلمان أما إذا بايع صاحبك وبايعت فقل ما بدا لك وليقل صاحبك ما بدا له‪ ,‬قال‬ ‫سلمان‪ :‬فقلت‪ :‬إني سمعت رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يقول‪ :‬إن عليك وعلى‬ ‫صاحبك الذي بايعته مثل ذنوب أمته إلى يوم القيامة ومثل عذابهم جميعا‪ ,‬فقال‪ :‬قل‬ ‫ما شئت‪ ,‬أليس قد بايعت ولم يقر هللا عينيك بان يليها صاحبك! فقلت‪ :‬اشهد إني قد‬ ‫قرأت في بعض كتب هللا المنزل‪ ,‬انك باسمك ونسبك وصفتك باب من أبواب‬ ‫جهنم‪ ,‬فقال لي‪ :‬قل ما شئت أليس قد انزل هللا عن أهل البيت الذين اتخذتموهم‬ ‫أربابا من دون هللا!‪ .‬الخبر‪)1(.‬‬

‫أقول‪ :‬وقد روى إخبار كثيرة في ذكر صفاتهم "عليهم السالم" وأفعالهم وما‬ ‫سيجري عليهم في الكتب التي كانت بخط هارون وأمأل موسى "عليهما السالم"‪,‬‬ ‫وفي الكتب التي كانت بأمأل عيسى وخط وصيه "عليهما السالم"‪ ,‬وفي غيرها‬ ‫تركناها مخافة اإلطالة وفيما ذكرناه كفاية لمن نظر إليه بعين البصائر وتأمل في‬ ‫شدة اعتناء هللا تعالى بذكر اسأميهم وصفاتهم ووصايتهم وهالك أعدائهم في تلك‬ ‫الكتب الشريفة والصحف المطهرة‪.‬‬ ‫وظاهر إن ما وصل ألينا شيء قليل بالنسبة إلى ما لم يصل ألينا‪ ,‬وهل يبقى معه‬ ‫ريب في انه تعالى ال يهمل ذكرهم! كذلك في كتابه المنزل لهداية األنام إلى يوم‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب سليم بن قيس"ص‪,159‬في قضايا السقيفة على لسان سلمان الفارسي‪ ,‬االحتجاج‬ ‫للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,111‬ترجمة سليم بن قيس الهاللي‪.‬‬

‫‪459‬‬

‫القيامة‪ ,‬ومن العجب خلوه عما يدل صريحا على وجوب وجود وصي بعد نبيه‬ ‫الخاتم المرسل على الكافة! وعدم جواز خلو الزمان عن حجة منه تعالى من ال‬ ‫يعرفه كانت ميتته ميتة الجاهلية‪ ,‬فضال عن تعيينه باالسم أو بالصفات المختصة‬ ‫التي ال مجال إلنكارها‪ ,‬مع إن في الصحف السابقة الموجودة مع ما هي عليها من‬ ‫التحريف والتغيير‪ ,‬تصريح باسم األوصياء ومقاماتهم‪.‬‬ ‫وفي أخر السفر الخامس من التوراة ما لفظه‪ :‬وفي يوشع بن نون مأل روحا‬ ‫وحكمة إذ اسند موسى يديه عليه وقبل منه بنو إسرائيل عملوا كما أمر هللا‬ ‫موسى"ع"‪.‬‬ ‫وفي سعد السعود ‪ :‬اعلم إن قول النبي "صلى هللا عليه واله" لموالنا علي بن أبي‬ ‫طالب"ع" أنت مني بمنزلة هارون من موسى‪ ,‬يشتمل على خصائص عظيمة غير‬ ‫الخالفة‪ ,‬ولقد وجدت في التوراة من منازل هارون من موسى ما يضيق عنه ما‬ ‫قصدناه بفصول هذا الكتاب مما ينتفع بمعرفتها ذوي األلباب‪ ,‬ثم ساق من هذا‬ ‫الباب شطرا وجدناه فيه كما نقله وفي األناجيل في فضائل الحواريين أالثني عشر‬ ‫خصوصا بترس وهو شمعون الصفا رئيس الجماعة أشياء كثيرة‪)1(.‬‬

‫فأن قلت‪ :‬التصريح باالسم والوصاية مناف لقانون الحكمة‪ ,‬وطريق الهداية من‬ ‫بيان مصالح العباد ومفاسدهم‪ ,‬مع بقاء مواضع االمتحان واالختبار‪ ,‬وتسليك الناس‬ ‫إليه تعالى سلوكا فيه محال لتطرق الشبهة في قلب من فيه مرض حتى يخرج‬ ‫المدرة من بين جب الحصيد ويغرف المطيع والطيب من العاصي العنيد‪,‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬سعد السعود البن طاووس‪ :‬ص‪ ,43‬فصل فيما نذكره من بعض منازل هارون‬ ‫وذريته من موسى كما وجدناه في التوراة‪.‬‬

‫‪460‬‬

‫إال ترى كيف لم يصرح النبي "صلى هللا عليه واله" لعلي "عليه السالم" بالخالفة‬ ‫بعده بال فصل في يوم الغدير! وأشار إليها بكالم مجمل مشترك بين معان يحتاج‬ ‫في تعيين ما هو المقصود منها إلى قرائن حالية أو مقاليه! بعد إخالء الدخائل من‬ ‫الهواجس الردية والترهات الشيطانية‪ ,‬وقد ضل من ضل لشبه عرضت لهم تنتهي‬ ‫كلها إلى إجماله ظاهر أو إنكار تلك القرائن جهال أو تجاهال‪ ,‬مع إن إظهار وصاية‬ ‫علي "عليه السالم" واألئمة من بعده فيه كذلك مخالف لما استقامت عليه طريقة‬ ‫النبي "صلى هللا عليه واله" في معاشرة القوم وتألف قلوبهم‪ ,‬وقد ملئت منه "ع"‬ ‫أحقادا وضغائن ألسباب كثيرة مذكورة في محلها ال يجابه النفور الذي يوجب‬ ‫انفضاضهم عن حوله‪ ,‬وهو مناف لغرض البعثة كما أشير إليه في قوله تعالى‪:‬‬

‫ت َف ًّ‬ ‫غ ِلي َ‬ ‫ظا َ‬ ‫ك﴾ إل عمران‪ ,159:‬ومن هنا‬ ‫ب َال ْنفَضُّوا ِم ْن َح ْو ِل َ‬ ‫﴿ َولَ ْو ُك ْن َ‬ ‫ظ ْالقَ ْل ِ‬ ‫قال بعض(هو السيد ألكاظمي شارح الوافية"ره"منه)(‪ )1‬من اعترف بوجود أمثال‬ ‫ذلك في القران‪ :‬إن النبي "صلى هللا عليه واله" منع إن يلقيه بهذه الزيادة إال إليهم‪,‬‬ ‫أي األئمة "عليهم السالم" أو إلى محبيهم‪ ,‬وأمر إن يجرده منها إذا ألقاه إلى السواد‪,‬‬ ‫للحكمة المقتضية لذلك‪ ,‬خصوصا ما جاء في المنافقين‪ ,‬وأنى يصح إظهاره‬ ‫وهو"ص" يتألف قلوبهم ويثني لهم الوسائد ويجزل لهم العطاء ويقدمهم على‬ ‫خاصة نفسه وأهله! أترى إن من ينطوي على عداوته وعداوة أهل بيته من‬ ‫الرؤساء وغيرهم كان يتلى عليه لعن نفسه في المجامع ويلعن نفسه‪ ,‬كال إذن‬ ‫ألعادوها جذعاء أم ترى انه كان يتسير لهم دعوى الخالفة لو ال إسبال ذيل الستر‬ ‫عليهم والغض عنهم‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب"الوافي في شرح الوافية أو أصول الفقه" تأليف‪ :‬السيد محسن بن الحسن‬ ‫األعرجي ألكاظمي‪.‬‬ ‫‪461‬‬

‫قلت هذه شبهة أوهى من بيت العنكبوت التي هي اوهن البيوت فأنه منقوض‪ .‬أوال‪:‬‬ ‫بذكر أو يشاء األنبياء "عليهم السالم" في كتاب نبيهم وطريق اإلرشاد والتسليك‬ ‫واحد واألزمان متقاربة وقلوب الناس متشابهة ومقاصد األنبياء متحدة‪ .‬وثانيا‪:‬‬ ‫بذكر على واألئمة من ولده "عليهم السالم" في تلك الكتب الشريفة وهو اقعد ألهل‬ ‫اللجاج وأتقن لالحتجاج‪ ,‬وقد كان كثير من األصحاب من أهل الكتاب وهل يبقى‬ ‫لهم بعد اطالعهم على ما فيها من ذلك شك وارتياب ومن كان منهم من المشركين‬ ‫وعبده األوثان كانوا بعد اإلسالم مأمورين باإليمان بها!‬

‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬و ْال ُمؤْ ِمنُونَ ُك ٌّل آ َمنَ ِب َّ‬ ‫س ِل ِه﴾ البقرة‪,285:‬‬ ‫اَّللِ َو َم َالئِ َكتِ ِه َو ُكت ُ ِب ِه َو ُر ُ‬ ‫ب ِم ْن ِع ْن ِد ا ََّّللِ ُه َو أَ ْهدَ ٰى‬ ‫وقال تعالى مشيرا إلى التوراة والقران‪﴿ :‬قُ ْل فَأْتُوا بِ ِكتَا ٍّ‬ ‫صا ِد ِقينَ ﴾ القصص‪ ,49:‬وكانوا مختلفين مع الطائفة األولى‬ ‫ِم ْن ُه َما أَتَّبِ ْعهُ ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬ ‫في إناء الليل وإطراف النهار‪ ,‬وكانت نسخ التوراة وغيرها في المدينة وإطرافها‬ ‫في غاية االنتشار كما ال يخفى على من راجع التفاسير وطالع السير‪ ,‬خصوصا ما‬ ‫ورد في احتجاجات خير البشر فتؤل تلك الشبهة إلى الطعن فيما في صحف األولى‬ ‫وهو اشد محذورا مما فرمنها‪.‬‬ ‫وثالثا‪ :‬بتصريح النبي "صلى هللا عليه واله" بخالفتهم‪ ,‬كذلك على ما نراه معاشر‬ ‫األمامية من ثبوت النص الجلي في اإلخبار المتواترة في مرات عديدة كما قرر في‬ ‫محله‪ ,‬خصوصا الشافي وتلخيصه‪ ,‬قال العالمة في شرح الياقوت بعد قول‬ ‫المصنف‪ :‬وأصحابنا على كثرتهم ينقلون انه استخلفه بألفاظ صريحة الخ‪ .‬الثاني‬ ‫إن النبي "صلى هللا عليه واله" نص على علي "عليه السالم" باألقوال الصريحة‬ ‫فان الشيعة على اختالف طبقاتهم وتباعد أمكنتهم ينقلون تواترا إن جماعة‬

‫‪462‬‬

‫متواترين اخبروهم إلى إن انتهى النقل‪ ,‬كذلك عن رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‬ ‫انه استخلفه‪ ,‬وقال له‪ :‬أنت الخليفة من بعدي ‪ ,‬وقال له‪ :‬هذا خليفتي عليكم وإمامكم‬ ‫من بعدي‪ .‬انتهى‪)1(.‬‬

‫ومن تأمل الخطبة التي رواها الطبرسي في االحتجاج(‪ )2‬والسيد بن طاووس في‬ ‫كشف اليقين(‪ )3‬بطرق عن النبي "صلى هللا عليه واله" في يوم الغدير‪ ,‬وقد تكمل‬ ‫مستمعيها سبعين إلفا عرف انه"ص" لم يكن متآلفا لقلوبهم بكل ما تهويه أنفسهم‪,‬‬ ‫ولم يثبطه في إبالغ ما يتعلق بفضائلهم نفور نافرهم ولومة الئمهم‪ ,‬وأي فرق في‬ ‫هذا المقام بين الكتاب والسنة! نعم ذكر ذلك في الكتاب أتقن وابقي وداوم وأولى‬ ‫بمراعاة الالحقين الذين أخرتهم الدهور وأحاطت بهم شبهات الشياطين من كل‬ ‫جانب ليس لهم نبي ناصر وال إمام حاضر يغدون بال راعي يروحون بال حامي‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬إن الموجب لمزيد النفور الذي يجب االحتراز عنه هو التصريح بالخالفة‬ ‫بعده على ما زعموا‪ ,‬وإما ذكر الفضائل الخاصة والمناقب المختصة بهم"ع"‬ ‫صريحا فهو سليم عن هذا المحذور‪ ,‬أليس بغريب إن يكون اسم علي مكتوب‬ ‫بإمارة المؤمنين بعد التهليل والرسالة على قوائم العرش ومجرى الماء وقوائم‬ ‫الكرسي وفي اللوح على جبهة أسرافيل وجناح جبرائيل وأكناف السموات وإطباق‬ ‫أالرضين ورؤوس الجبال والشمس والقمر‪ ,‬على ما رواه الطبرسي فـــي‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الياقوت في علم الكالم ألبي إسحاق إبراهيم بن نوبخت‪:‬ص‪,80‬القول في إثبات‬ ‫الرسول "ص" بغير فصل‪.‬‬ ‫إمامة أمير المؤمنين "ع" بعد ّ‬ ‫‪ -2‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪1‬ص‪,56‬احتجاج النبي "ص" يوم الغدير على الخلق كلهم‬ ‫وفي غيره من األيام بوالية علي بن أبي طالب "ع" ومن بعده من ولده من األئمة‬ ‫المعصومين "ع"‪.‬‬ ‫‪ -3‬كشف اليقين البن طلووس‪:‬ص‪,343‬باب ‪.127‬‬

‫‪463‬‬

‫االحتجاج‪ ,‬عن الصادق "عليه السالم" وفي أخر هذا الخبر‪ :‬فإذا قال أحدكم ال اله‬ ‫إال هللا محمد رسول هللا فليقل علي أمير المؤمنين(‪ )1‬ولم يكر صريحا مقترنا بأدنى‬ ‫فضيلة من فضائله في موضع من القران‪ ,‬مع انه قد روى المؤالف والمخالف‬ ‫نزول آيات كثيرة في شأنه"ع" وفيها جمة وافرة من مناقبه"ع"‪.‬‬ ‫وقد بينها لهم رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬فأي مانع بعد الوقوع فيما يخاف‬ ‫منه ذكره"ع" باسمه فيها حتى ال يحتاج في إثبات نزولها فيه"ع" إلى شيء أخر!‬ ‫إال إن يتعلق الغرض بإلقاء الغائبين في بحار الشكوك وظلم الحيرة! وهو مناف‬ ‫للرأفة التي هم أحوج إليها ممن سمع ذلك منه"ص"! ومن هنا ظهر إن ذكر علي‬ ‫"عليه السالم" وكذا األئمة من ولده "عليهم السالم" في القران بالعناوين الكلية‬ ‫التي هي في نفسها قابلة الصدق على غيرهم أيضا‪ ,‬وإنما يظهر اختصاصها بهم‬ ‫بعد ضم القرائن الحالية أو المقالية الثابتة من طريق السنة التي فيها مداخل كثيرة‬ ‫وأبواب واسعة لدخول أفواج شبهات‪ ,‬إال بالسنة ال يغني عن التصريح بهم‬ ‫بأساميهم الشريفة أو بما ال يحتمل صدقه على غيرهم‪ ,‬للغرض الذي ألجله مرت‬ ‫اسأميهم الشريفة في الكتب السالفة واقترنت اسأمي األوصياء باسم نبيهم‪.‬‬ ‫قال الشيخ رحمه هللا في تلخيص الشافي‪ :‬إن أقوى ما يدل على إمامة أمير‬

‫سولُهُ‬ ‫المؤمنين "ص" من نصوص القران قوله تعالى‪﴿ :‬إِنَّ َما َو ِليُّ ُك ُم ا ََّّللُ َو َر ُ‬ ‫َّ‬ ‫الز َكاةَ َو ُه ْم َرا ِكعُونَ ﴾‬ ‫ص َالةَ َويُؤْ ت ُونَ‬ ‫َوالَّذِينَ آ َمنُوا الَّذِينَ يُ ِقي ُمونَ ال َّ‬ ‫المائدة‪ ,55:‬اآلية‪)2(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪1‬ص‪,230‬ترجمة القاسم بن يزيد بن معاوية العجلي‪.‬‬ ‫‪ -2‬تلخيص الشافي للطوسي‪:‬ج‪2‬ص‪,10‬في النص على إمامته من القران‪).‬‬

‫‪464‬‬

‫ومن راجعه وراجع تفسير إمام المشككين يظهر عليه صدق ما ادعيناه!‬ ‫ومحصل القول في دفع أصل الشبهة إن ينبغي إن يكون الحجة المعصوم عنه‬ ‫منزها في خلقه وخلقه وأفعاله وأطواره‪ ,‬مما يوجب نفور الناس عنه وانتشارهم‬ ‫عن حوله‪ ,‬حفظا للغرض الذي بعث عليهم ألجله‪ ,‬هو ما يكون في نفسه موجبا‬ ‫لتنفر األكثرين من حيث طباعهم المجبولة عليهم كاألخالق الذميمة من الحسد‬ ‫والكبر والخرق والسفه‪ ,‬والشمائل القبيحة كالعور والقصر المفرط‪ ,‬واألفعال‬ ‫الشنيعة كالكذب والسباب واللعب‪ ,‬وأمثال ذلك ال ما ال يوجب ذلك في نفسه‪ ,‬وان‬ ‫نفرت عنه طباع الجماعة‪ ,‬من حيث مخالفته لما هم عليه مما بنوا عليه أمر دينهم‬ ‫ومعاشهم‪ ,‬وقرروه لمخالطتهم ومعاشرتهم‪ ,‬مما تنتهي أصول كلها إلى الهوى‬ ‫واإلنس بالطريقة المتلقاة من اإلباء‪ ,‬كاإلتيان بأكثر العبادات واألمر بها خصوصا‬

‫ت‬ ‫صدَقَا ِ‬ ‫ما فيه بذل األموال والنفوس‪ ,‬قال هللا تعالى‪َ ﴿ :‬و ِم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْل ِم ُز َك ِفي ال َّ‬ ‫ط ْوا ِم ْن َها ِإذَا ُه ْم يَ ْس َخ ُ‬ ‫فَإِ ْن أ ُ ْع ُ‬ ‫ضوا َو ِإ ْن لَ ْم يُ ْع َ‬ ‫طونَ ﴾التوبة‪,58:‬‬ ‫طوا ِم ْن َها َر ُ‬ ‫ق َوإِ َّن فَ ِريقًا ِمنَ ْال ُمؤْ ِم ِنينَ‬ ‫وقال تعالى‪َ ﴿ :‬ك َما أ َ ْخ َر َج َك َرب َُّك ِم ْن بَ ْيتِ َك بِ ْال َح ّ ِ‬ ‫ار ُهونَ ﴾األنفال‪ ,5:‬وقال تعالى‪﴿ :‬قَ ْد َي ْعلَ ُم َّ‬ ‫اَّللُ ْال ُم َع ّ ِوقِينَ ِم ْن ُك ْم َو ْالقَائِ ِلينَ‬ ‫لَ َك ِ‬ ‫س ِإ َّال قَ ِل ً‬ ‫علَ ْي ُك ْم ۖ فَإِذَا َجا َء‬ ‫يال ﴿‪ ﴾18‬أ َ ِش َّحةً َ‬ ‫ِ ِإل ْخ َوانِ ِه ْم َهلُ َّم إِلَ ْينَا ۖ َو َال يَأْتُونَ ْالبَأ ْ َ‬ ‫ف َرأَ ْيت َ ُه ْم َي ْن ُ‬ ‫تۖ‬ ‫ُور أ َ ْعيُنُ ُه ْم َكالَّذِي يُ ْغ َ‬ ‫علَ ْي ِه ِمنَ ْال َم ْو ِ‬ ‫ظ ُرونَ ِإلَي َْك تَد ُ‬ ‫ْالخ َْو ُ‬ ‫ش ٰى َ‬ ‫علَى ْال َخ ْي ِر﴿‪﴾19‬األحزاب‪.‬‬ ‫َب ْالخ َْو ُ‬ ‫سلَقُو ُك ْم ِبأ َ ْل ِسنَ ٍّة ِحدَا ٍّد أَ ِش َّحةً َ‬ ‫فَإِذَا ذَه َ‬ ‫ف َ‬ ‫وكذا ال يجب عليه اإلتيان بما يتعلق باألمور العادية مما يوجب منه جلب القلوب‬ ‫وجذب األفئدة‪ ,‬كبذل األموال الكثيرة‪ ,‬والعفو عن الجرائم الكبيرة‪ ,‬خصوصا ما‬ ‫يتعقبه اإلخالل بما علق على إبالغه إبالغ الرسالة‪ ,‬وهكذا كان يفعل صلوات هللا‬

‫‪465‬‬

‫عليه واله من تقريب األقصين وهجر األقربين‪ ,‬والمساواة بين األحمر واألسود‬ ‫والشريف والوضيع والمحافل والمناقب‪ ,‬واإلعطاء والمنع وإقامة الحدود‪ ,‬وكان‬ ‫يقسم العطايا بين الناس بالسوية‪ ,‬وال يفضل شريفا لشرفه‪ ,‬ويقول لهم‪ :‬إن كان‬ ‫بينكم تفاضل في الدرجات يكون بينكم في الدرجات‪ ,‬وأول من وضع ديوان العطية‬ ‫وجعل التفاوت على قدر تفاوت درجاتهم في الدنيا عمر بن الخطاب كما رواه في‬ ‫العيون‪ )1(,‬كل ذلك مما كان يتنفر عنه طباع أكثرهم‪ ,‬خصوصا في تأمير غير‬ ‫الشريف عندهم عليهم‪ ,‬مثل تأمير أسامة المعدود من الموالي وهو من أبناء‬ ‫عشرين على صناديد القوم وكهول قريش‪ ,‬ولقد كان الموت أحب إليهم من هذه‬ ‫اإلمارة‪ ,‬وهذا ظاهر على من عرف إخبارهم وجاس ديارهم‪ )2(,‬وإما ما ذكره‬ ‫البعض(‪ )3‬من انه"ص" كان مأمورا من تجريد القران عن تلك الزيادة التي كانت‬ ‫منه‪ ,‬فهو افتراء محض إذ ال يوجد له شاهد وليس له في اإلخبار اثر بل لم يقل‬ ‫قائل فليت شعري كيف جزم بهذا اإلخبار المنافية كطريقة اإلخبار ‪ .‬نعم مر غير‬ ‫مرة إن أمير المؤمنين عليه السالم ستر تلك الزيادات عنهم بعد إعراضهم‬ ‫عنها(‪ )4‬وحرمان أنفسهم عن بركاتها وكذا األئمة من ولده عليه السالم إلى إن‬ ‫يظهر الحق الجديد ويظهر الكتاب الجديد‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفق تتبعي لم اعثر على هذه المعلومة كما قصدها المصنف في العيون للصدوق‪:‬ج‪1‬‬ ‫ص‪ ,201-199‬باب"‪ "45‬ذكر ما يتقرب به المأمون إلى الرضا عليه السالم من‬ ‫مجادلة المخالفين في اإلمامة والتفضيل‪ ,‬ولكن هنالك ما يشير إلى ذلك في كتاب‬ ‫اإلحكام السلطانية للماوردي‪:‬ص‪,298‬الباب الثامن عشر‪ :‬في وضع الديوان وذكر‬ ‫أحكامه‪.‬‬ ‫‪ -2‬ينظر مصنف ابن أبي شيبة‪:‬ج‪6‬ص‪ "27" ,392‬كتاب الفضائل ما جاء في أسامة‪،‬‬ ‫وأبيه رضي هللا عنهما‪.‬‬ ‫‪ -3‬يقصد السيد محسن بن الحسن األعرجي ألكاظمي شارح الوافية‪.‬‬ ‫‪ -4‬االعتقادات للصدوق‪ :‬ص‪ "33" ,86‬باب االعتقاد في مبلغ القرآن‪ ,‬ومناقب ابن شهر‬ ‫أشوب‪ :‬ج‪ 1‬ص‪ ,320‬فصل‪ :‬في المسابقة بالعلم‪.‬‬ ‫‪466‬‬

‫وإما ما ذكره من االستغراب في إلقائه "صلى هللا عليه واله" لعن أنفسهم إليهم ففيه‬ ‫‪ :‬إما أوال‪ :‬إن الموجود في أكثر إخبار التحريف انه كان فيه لعن المنافقين‬ ‫وتهديدهم بالعناوين العامة كقوله تعالى‪" :‬الذين ظلموا إل محمد عليهم السالم أو‬ ‫ظالمي إل محمد عليهم السالم أو المشركين بوالية علي عليه السالم أو الكافرين‬ ‫بوالية علي عليه السالم" وأمثال ذلك‪ ,‬وهو نظير اآليات التي ذكر فيها لعن الذين‬ ‫كانوا يؤذون رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أو تهديدهم مما ليس فيها ما يوجب‬ ‫خلال في تقمصهم بالخالفة بعد وجود المندوحة عن شمولها لهم‪ ,‬بما ارتكبوه من‬ ‫فضائع اإلعمال وشنائع األفعال‪ ,‬من اإليذاء والظلم والشرك وغيرها ال مكان‬ ‫إخراج أنفسهم عن موضوعها بإبداء االحتماالت التي كانت شياطينهم يلقونها‬ ‫إليهم‪ ,‬نظير إخراج معاوية نفسه وأصحابه عن موضوع الفئة الباغية التي صح‬ ‫عندهم وغيرهم عن النبي "ص" هي التي تقتل عمار بان من يخرجه إلى‬ ‫البراز(‪ )1‬وقد بلغ من العمر أربع وتسعين سنة هو الذي يستند القتل إليه‪.‬‬ ‫ومن هذا الباب ما في كتاب سليم في حديث غصب الخالفة وإنكار سلمان وبيعة‬ ‫مكرها‪ ,‬قال‪ :‬فلما إن بايع أبو ذر والمقداد ولم يقوال شيئا‪ ,‬قال عمر‪ :‬يا سلمان إال‬ ‫تكف كما كف صاحباك‪ ,‬وهللا ما أنت بأشد حبا من أهل هذا البيت منهما‪ ,‬وال اشد‬ ‫تعظيما لحقهم منهما‪ ,‬وقد كفا كما ترى وبايعا ‪,‬فقال أبو ذر‪ :‬أفتعيرنا يا عمر بحب‬ ‫آل محمد وتعظيمهم ؟ لعن هللا وقد فعل من أبغضهم وافترى عليهم وظلمهم حقهم‬ ‫وحمل الناس على رقابهم‪ ,‬ورد هذه األمة القهقرى علــــــى أدبارها ‪,‬فقال عمر‪:‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪1‬ص‪,268-266‬في ترجمة عما بن ياسر رضوان هللا‬ ‫عليه‪,‬والمستدرك للحاكم‪:‬ج‪2‬ص‪168‬ح‪ ,2663‬كتاب قتال أهل البغي وهو آخر‬ ‫الجهاد‪.‬‬

‫‪467‬‬

‫آمين‪ ,‬لعن هللا من ظلمهم حقوقهم ال وهللا ما لهم فيها من حق‪,‬وما هم فيها وعرض‬ ‫الناس إال سواء‪ .‬الخبر‪)1(.‬‬

‫وإما ثانيا‪ :‬فبالنقض بذم جماعة إحياء فيه ألفعال مخصوصة‪ ,‬مع ذكره باسمه‬ ‫كابي لهب وامرأته‪ ,‬أو بالوصف المختص كالشانئ األبتر لعمرو بن العاص‬ ‫والفاسق للوليد بن عقبة والمنافق لعبد هللا بن أبي(‪ )2‬وإغفال القلب لعيينة بن‬ ‫حصين(‪ )3‬والمجيء بآالفك لحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثه و حمنة بنت جحش‬ ‫وعبد هللا بن أبي سلول وهو الذي تولى كبره أو هو احد األولين(‪ )4‬والخصيم البين‬ ‫ألبي بن أبي خلف‪ ,‬والمتولي الذي أعطى قليال وأكدى لعثمان بن عفان‪ ,‬أو للوليد‬ ‫بن المغيرة‪ ,‬وأمثال ذلك كثير في القران ممن ذكر اسمه فيه بوصف معين‬ ‫مخصوص مفردا أو جمعا‪ ,‬وبعد معلومية لهم من جهة االختصاص أو ببيان منه‬ ‫"ص"‪ ,‬يلزم المحذور الذي ذكره‪ ,‬ويقال في رفعه أيضا إن الكفر والفسق والذم في‬ ‫زمان ألمر ال ينافي اإليمان والعدالة والمدح فــــــي زمان أخر الرتفاع األمر‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪-4‬‬

‫كتاب سليم بن قيس‪:‬ص‪,160‬في قضايا السقيفة على لسن سلمان الفارسي‪.‬‬ ‫وفق تتبعي لم اعرف مقصود المصنف من "عبد هللا بن أبي"هل هو "عبد هللا بن أبي سلول" أو‬ ‫غيره‪ ,‬وان كان غيره لماذا أعاد ذكر ابن سلول بعد ذلك بقليل؟‪.‬‬ ‫ع ْن‬ ‫ُ‬ ‫عيَ ْينَةُ ب ُْن ِح ْ‬ ‫ارة َ‪ ,‬و َ‬ ‫ع ْم ِرو ب ِْن ُج َويَّةَ ب ِْن لَ ْوذَانَ ب ِْن ث َ ْعلَ َبةَ ب ِْن َ‬ ‫ص ِن ب ِْن ُحذَ ْيفَةَ ب ِْن َبد ِْر ب ِْن َ‬ ‫ي ِ ب ِْن فَزَ َ‬ ‫ع ِد ّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫زَ‬ ‫َ‬ ‫سو ِل‬ ‫ر‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫وا‬ ‫ار‬ ‫س‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫ط‬ ‫غ‬ ‫وس‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫ح‬ ‫ْن‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ْن‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫َ ِ ِ ِ ُ َ ِّ ِ َ انَ ُ َ ْ‬ ‫انَ َ َ حْ ِ ِينَ َ ُ ِ َ ُ‬ ‫ِ ْ ٍّ َ َ ُ ؤُ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سو َل َّ‬ ‫َّ‬ ‫اَّللِ "ص"‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ض‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ذ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ِير‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫‪،‬‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫َ ُ‬ ‫اَّللِ "ص" َم َع قُ َري ٍّْش ِإلَى ْال َخ َ ِ َّ ْ َ ْ َ ِ َ ِ َ ٍّ‬ ‫َ َْ ُ ُْ‬ ‫اَّللِ "ص" َّ‬ ‫سو ِل َّ‬ ‫ف‪،‬فقال‪ :‬يَا‬ ‫عيَ ْينَةَ َو ْاأل َ ْق َرعِ ‪َ ,‬و َ‬ ‫ش ِهدَ ُ‬ ‫دَ َخ َل َم َّكةَ يَ ْو َم ْالفَتْحِ َو ُه َو بَيْنَ ُ‬ ‫عيَ ْينَةُ َم َع َر ُ‬ ‫الطائِ َ‬ ‫ي ِحصْنَ َّ‬ ‫عيَ ْينَةُ‬ ‫سو َل َّ‬ ‫ف فَأ ُ َك ِلّ َم ُه ْم‪ .‬فَأَذِنَ لَهُ ‪ ,‬الى ان قال‪ :‬فَلَ َّما َر َج َع ُ‬ ‫الطائِ ِ‬ ‫َر ُ‬ ‫اَّللِ "ص"‪ ،‬ائْذَ ْن ِلي َحتَّى آتِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي ِ قا َل لهُ‪َ :‬ما قلتَ ل ُه ْم؟ الى ان قال النبي"ص" لعيينه‪ :‬كذ ْبتَ ‪ ،‬قلتَ ل ُه ْم كذا َوكذا‪ِ ،‬للذِي قا َل‪,‬قال‪:‬‬ ‫إِلَى النبِ ّ‬ ‫سو ُل َّ‬ ‫سو َل َّ‬ ‫اَّللِ "ص"‪:‬‬ ‫ب ُ‬ ‫عنُقَهُ‪ ,‬فَقَا َل َر ُ‬ ‫فقال عيينه‪ :‬استغفر هللا‪ ,‬فقال عمر‪ :‬يَا َر ُ‬ ‫اَّللِ‪ ،‬دَ ْعنِي أُقَ ِدّ ُمهُ فَأَض ِْر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َال يَت َ َحد ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫عيَ ْينَة‪ ،‬إِن َما‬ ‫ص َحابِي‪,‬ويقال‪ :‬إِن أبَا بَك ٍّر أغلظ لهُ يَ ْو َمئِ ٍّذ َوقا َل لهُ‪َ :‬و ْي َحكَ يَا ُ‬ ‫اس أَنِّي أ َ ْقت ُ ُل أ َ ْ‬ ‫َّث النَّ ُ‬ ‫ق‪َ ،‬ويَ ْو ِم بَنِي قُ َر ْي َ‬ ‫ير‪َ ،‬و َخ ْيبَ َر ‪,‬‬ ‫ض ٌع فِي ْالبَ ِ‬ ‫ظةَ‪َ ،‬والنَّ ِ‬ ‫أ َ ْنتَ أَبَدًا َم ْو ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫اط ِل َك ْم لَنَا ِم ْنكَ ِم ْن يَ ْو ٍّم‪ْ : ,‬و ِم ا ْل َخ ْندَ ِ‬ ‫عد َُّونَا‪ ,‬ينظر الطبقات الكبرى البن‬ ‫علَ ْينَا َ‬ ‫ض َ‬ ‫س ْيفِكَ ‪ ,‬ث ُ َّم أ َ ْسلَ ْمتَ ‪ ،‬زَ َ‬ ‫ت َ َجلَّبْتَ َوتُقَاتِلُنَا بِ َ‬ ‫ع ْمتَ ‪ ،‬فَت ُ َح ِ ّر َ‬ ‫سعد‪:‬متمم الصحابة‪:‬الطبقة الرابعة‪:‬ص‪)556-550‬‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫صبَةٌ ِم ْنك ْمُ‬ ‫ينظر تفسير الطبري‪:‬ج‪19‬ص‪,116‬تفسير قوله تعالى" إِ َّن الذِينَ َجا ُءوا بِاإلف ِك ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫"النور‪.11:‬‬ ‫‪468‬‬

‫المذكور كعكسه على ما نراه معاشر األمامية من ارتداد جميع الصحابة إال قليل‬ ‫منهم بعده "ص"‪ ,‬مع ذكر جميعهم أو أكثرهم بالمدح العظيم في مواضع منه‪,‬‬ ‫وحينئذ يبقى مورد التلبيس ومحل استحواذ الشيطان على أوليائه كدعوى المخالفين‬ ‫رجوع الحميراء وقرينها عن خالف خليفتهم‪ ,‬ونقض بيعته وحرب من حربه‬ ‫حرب هللا ورسوله‪.‬‬ ‫وفي الخبر المذكور إن عثمان قال‪ :‬يا أبا الحسن‪ :‬إما عندك وعند أصحابك هؤالء‬ ‫حديث في فقال له علي "عليه السالم"‪ :‬بلى سمعت رسول هللا "ص" يلعنك ثم لم‬ ‫يستغفر هللا لك بعد ما لعنك‪.‬الخبر‪)1(.‬‬

‫وإما ثالثا‪ :‬فبالنقض يلعنه "ص" جماعة منهم بنو أمية قاطبة وقد نزل في كفرهم‬ ‫آيات رواها المخالفون أيضا‪ )2(,‬ومع ذلك نالوا من الخالفة في مدة إلف شهر‬ ‫أقصى مناها‪ ,‬ولعن معاوية وأباه إذا قبال يتبع األول الثاني‪ ,‬فقال"ص"‪ :‬اللهم العن‬ ‫التابع والمتبوع‪ ,‬اللهم عليك باالقيعس‪ ,‬أي معاوية‪ ,‬وخرج من فج فنظر إليه"ص"‬ ‫والى أخيه والى أبي سفيان وهو راكب‪ ,‬واحدهما قائد واألخر سائق‬ ‫فقال"ص"‪:‬اللهم العن القائد والسائق والراكب‪)3(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب سليم بن قيس‪:‬ص‪ ,162‬في قضايا السقيفة على لسن سلمان الفارسي‪.‬‬ ‫اس َوال َّ‬ ‫ش َج َرة َ‬ ‫‪ -2‬ينظر تفسير قوله‬ ‫تعالى‪":‬و َما َج َع ْلنَا ُّ‬ ‫الرؤْ َيا الَّ ِتي أ َ َر ْينَا َك ِإ َّال ِفتْنَةً ِللنَّ ِ‬ ‫َ‬ ‫آن" اإلسراء‪ ,60:‬تفسير القرطبي‪:‬ج‪10‬ص‪ ,283‬وتفسير ابن‬ ‫ْال َم ْلعُونَةَ فِي ْالقُ ْر ِ‬ ‫عطية‪:‬ج‪3‬ص‪ ,468‬وتفسير الطبري‪ :‬ج‪ 14‬ص‪ ,646‬وان استعاض عن كلمة بني‬ ‫أمية ببني فالن؟‪.‬‬ ‫‪ -3‬ينظر الغدير لالميني‪:‬ج‪10‬ص‪,139‬في ما جاء عن النبي في معاوية‪,‬وتاريخ الطبري‬ ‫‪:‬ج‪10‬ص‪,58‬سنه أربع وثمانين ومائتين ذكر كتاب المعتضد في شان بني أميه‪ ,‬وقد‬ ‫علق الطبري على أية الشجرة الملعونة قائال" وال اختالف بين احد انه أراد بها بني‬ ‫أميه"‪.‬‬

‫‪469‬‬

‫وقد استفاض قوله"ص"‪ :‬إذا رأيتم معاوية على منبري يخطب فاقتلوه‪)1(,‬‬

‫ولعن"ص" ابنه يزيد في كل موطن وموقف وقف فيه كما في الزيارة (‪ )2‬وقد‬ ‫استوليا على األمة سنين وقال أمير المؤمنين عليه السالم في العيون‪ :‬لقد علم‬ ‫المستحفظون من أصحاب محمد "صلى هللا عليه واله" إن أهل صفين قد لعنهم هللا‬ ‫عز وجل على لسان نبيه وقد خاب من افترى‪)3(.‬‬

‫وقال أيضا كما في البحار عن الكافي‪ :‬إلبطال توبة الخاطئة‪ :‬علم المستحفظون‬ ‫من أصحاب محمد "صلعم" وفي حديث أخر من أصحاب عائشة ابنة أبي بكر‬ ‫وها هي ذه فسألوها إن أصحاب الجمل ملعونون على لسان النبي"ص" الخبر‪)4(.‬‬

‫ولعن "ص" مروان بن الحكم بن أبي العاص عالنية‪ ,‬قال في حياة الحيوان‪ :‬روى‬ ‫الحاكم في المستدرك‪ ,‬عن عبد الرحمن بن عوف‪ ,‬قال‪ :‬كان ال يولد ألحد مولود‬ ‫إال أتى رسول هللا "صلى هللا عليه واله" فيدعو له‪ ,‬فادخل عليه مروان بن الحكم‬ ‫فقال‪ :‬هو الوزغ بن الوزغ‪ ,‬الملعون بن الملعون‪ ,‬ثم قال‪ :‬صحيح اإلسناد‪)5(.‬‬

‫وفيه عن عمرو بن مرة الجهني إن الحكم استأذن عليه"ص" فعرف صوته‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر سيرة إعالم النبالء للذهبي‪:‬ج‪18‬ص‪298‬ح‪ ,2714‬الطبقة الخامسة والثالثون‪,‬‬ ‫حرف الالم‪ ,‬وتاريخ دمشق البن عساكر‪ :‬ج‪ 59‬ص‪ , 156‬حرف الميم معاوية بن‬ ‫صخر أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد‪.‬‬ ‫‪ -2‬يقصد "زيارة عاشوراء"‬ ‫‪ -3‬عيون إخبار الرضا للصدوق‪:‬ج‪1‬ص‪69‬ح‪,275‬في مدح علي وأوالده عليهم السالم‪.‬‬ ‫‪ -4‬بحار األنوار للمجلسي‪ 32:‬ص‪ 196‬ح‪ ,146‬الباب الثالث‪ ,‬باب ورود‬ ‫البصرة ووقعة الجمل وما وقع فيها من االحتجاج‪ ,‬ووفق تتبعي لم اعثر على الرواية‬ ‫في الكافي وإنما وجدتها في كتاب الكافئة للشيخ المفيد‪:‬ص‪24‬ح‪ ,24‬وفي كتاب سليم‬ ‫بن قيس‪:‬ص‪ "29",327‬في احتجاجات أمير المؤمنين عليه السالم على طلحة‬ ‫والزبير‪.‬‬ ‫‪ -5‬كتاب حياة الحيوان‪:‬ج‪2‬ص‪,545‬باب الواو"الوزغة"‪ ,‬وكتاب المستدرك للحاكم ‪:‬ج‪4‬‬ ‫ص ‪ 526‬ح‪,8477‬كتاب الفتن والمالحم‪,‬إما حديث بن عوانة‪.‬‬ ‫‪470‬‬

‫فقال"ص"‪ :‬ائذنوا له عليه وعلى من يخرج من صلبه لعنة هللا ‪.‬الخبر‪)1(.‬‬

‫ومع ذلك ولى نيابة المدينة مرات‪ ,‬وقام بأمر الخالفة بعد معاوية بن يزيد‪ ,‬ومن‬ ‫راجع ثامن البحار وأخر الجزء الخامس عشر من شرح النهج وغيرهم‪ ,‬يعلم إن‬ ‫ما ذكره مجرد استبعاد ال ينبغي صدوره عمن له خبرة بسير النبي "صلى هللا‬ ‫عليه واله" وأحوال السلف‪ ,‬فضال عن جعله أصال يتفرع عليه األمور‪ ,‬ومانعا‬ ‫عن حمل اإلخبار على ظاهره وهللا العالم‪ ,‬ومن اختاره إلتمام المكارم وتعليم‬ ‫المعالم‪.‬‬

‫الدليل العاشر‬ ‫انه ال إشكال وإلخالف بين أهل اإلسالم في تطرق اختالفات كثيرة وتغيرات غير‬ ‫محصورة في كلمات القران وحروفه وهيئاته‪ ,‬من زيادة كلمة ونقصانها‪ ,‬وزيادة‬ ‫حرف ونقصان‪ ,‬وتبديل كلمة واثبات أخرى‪ ,‬وتأنيث لفظ وتذكيره‪ ,‬وإفراده مرة‬ ‫وجمعه أخرى‪ ,‬وأمثال ذلك من وجوه التغيير الذي مر ذكرها إلى إن بلغ من‬ ‫الكثرة بمكان خرج عن اندراجه تحت الضبط‪ )2(,‬فاستقر أراء المخالفين إلى‬ ‫اختيار ما اختاره سبعة منهم أو عشرة‪.‬‬ ‫قال في اإلتقان بعد ذكر القراء السبعة ورواتها‪ :‬ثم لما اتسع الخرق وكاد الباطل‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب حياة الحيوان‪:‬ج‪1‬ص‪ ,95‬باب الهمزة‪ .‬االوز‪ ,‬فائدة اجنبية‪ ,‬خالفة مروان بن‬ ‫الحكم‪ ,‬وكتاب المستدرك للحاكم‪:‬ج‪4‬ص‪528‬ح‪,8484‬كتاب الفتن والمالحم‪,‬إما‬ ‫حديث بن عوانة‪.‬‬ ‫‪ -2‬وهذا تصريح أخر من المصنف على انه يقول بكل أنواع التحريف للقران ‪,‬وليس‬ ‫النقص كما قالوا عنه‪.‬‬ ‫‪471‬‬

‫يلتبس بالحق‪ ,‬قام جهابذة األمة وبالغوا في االجتهاد وجمعوا الحروف والقراءات‪,‬‬ ‫وعزوا الوجوه والروايات‪ ,‬وميزوا الصحيـح والمشهور والشاذ‪ ,‬بأصول أصولها‬ ‫وأركان فصولها‪ ,‬فأول من صنف في القراءات أبو عبيدة الخ منه‪)1(.‬‬

‫بما فيه من االختالف كإجماعهم على اختيار األربعة من سائر المذاهب بعد‬ ‫تشتتها‪ ,‬لكن لم ينصوا على بطالن جميع ما ينسب إلى غيرهم‪ ,‬بل اعتنوا بتوجيه‬ ‫وتفسيره بإرجاعه مهما تيسر إلى مختار المشهور‪ ,‬ثم انه ال بد من انتهاء ما‬ ‫اختاروه وغيره مما يحتمل صحته إلى النبي "صلى هللا عليه واله" كما زعموه‬ ‫أيضا وادعوه في المقام‪ ,‬فيكون القران في نفسه وعند نزوله مبنيا على االختالف‬ ‫وموضوعا على المغايرة في المراتب المذكورة‪.‬‬ ‫وحيث إن القران نزل في جميع مراتبه بنحو واحد ال تغيير فيه وال اختالف‪ ,‬كان‬ ‫جميع ما ذكروه غير الوجه الواحد المجمعون المردد فيه غير مبينة إلى رسول‬ ‫هللا "صلى هللا عليه واله" وقراءة القران به قراءة بغير ما انزل هللا‪ ,‬وظاهر إن‬ ‫المصحف الموجود الدائر غير خالص عن بعضه أو أكثره‪ ,‬فهو حينئذ غير‬ ‫مطابق لما انزل عليه"ص" إعجازا وهو المقصود‪.‬‬ ‫وهذا الدليل وان كان غير واف إلثبات نقصان السورة واآلية والكلمات لعدم‬ ‫شمول تلك االختالفات‪ ,‬لها إال انه يمكن تعميمه بعدم القول بالفصل أو بان يقال‪:‬‬ ‫إذا لم يكن اعتنائهم في حفظ القران وصيانته عن تطرق االختالفات بمقام لم‬ ‫يحفظوا سورة الفاتحة كما هي‪ ,‬وقد كانوا يتلونها في كل يوم مرات عديدة فــــــي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪1‬ص‪,253‬النوع العشرون‪,‬في معرفة حفاظه ورواته‪.‬‬

‫‪472‬‬

‫أزيد من عشرين سنة‪ ,‬وكانوا يسمعونها عنه"ص" كذلك حتى قرء بعضهم "‬ ‫مالك "‪ ,‬وبعضهم " ملك "‪ ,‬وبعضهم " ملك "(‪ ,)1‬وبعضهم "ملك "(‪ ,)2‬وبعضهم‬ ‫" ملك " (‪, )3‬وبعضهم "أهدنا"‪ ,‬وبعضهم "أرشدنا"‪ ,‬وبعضهم "صراط"‪,‬‬ ‫وبعضهم "سراط" ‪,‬وبعضهم"زراط"‪ ,‬وبعضهم" صراط الذين"‪ ,‬وبعضهم"‬ ‫صراط من"‪ ,‬وبعضهم "وال الضالين"‪ ,‬وبعضهم "غير الضالين"‪ ,‬وهكذا في‬ ‫اختالف إعراب كلماتهم‪ ,‬وذكروا في قوله تعالى "عليهم" سبعة وجوه‪,‬‬ ‫والمفروض إن المنزل المقروء عليهم واحد‪ ,‬فعدم حفظهم غيرها مما لم تكن لهم‬ ‫ضرورة إلى تالوتها في كل سنة مرة مثال بحيث يلزم منه ما ذكرنا من التحريف‬ ‫والنقصان أولى‪ ,‬هو حينئذ في غاية الوضوح‪ ,‬فالمهم إثبات نزوله على نسق واحد‬ ‫وإبطال نزوله على وجوه عديدة في التالوة‪ ,‬وان منشأ بعض تلك االختالفات سوء‬ ‫الحفظ وقلة المباالة وبعضها النسيان والعادي‪ ,‬وبعضها التصرف ألعمدي‪,‬‬ ‫وبعضها اختالف مصاحف عثمان لبعض تلك الوجوه كما مر‪ ,‬وبعضها اختالف‬ ‫اإلفهام في مرسوم مصاحفه كما ستعرف إلى غير ذلك مما يعود إلى تقصير أو‬ ‫قصور في أنفسهم ال إلى إذن ورضا من نبيهم صلى هللا عليه واله والذي يدل على‬ ‫ذلك أمور‪.‬‬

‫اَّللِ لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬ ‫غي ِْر َّ‬ ‫األول‪ :‬قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬ ‫اختِ َالفًا‬ ‫يرا﴾النساء‪ ,82:‬فان االختالف فيه كما يصدق على اختالف المعنى‪ ,‬وتناقضه‬ ‫َكثِ ً‬ ‫كنفيه مرة وإثباته أخرى كذلك‪ ,‬وعلى اختالف النظم كفصاحة بعض فقراتها‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الم مشددة مفتوحة‪.‬‬ ‫‪ -2‬بفتح الميم والالم والكاف‪.‬‬ ‫‪ -3‬فتح الميم وسكون الالم‪.‬‬

‫‪473‬‬

‫البالغة حد اإلعجاز وسخافة بعضها األخرى‪ ,‬وعلى اختالف في مراتب الفصاحة‬ ‫ببلوغ بعضها أعلى درجاتها‪ ,‬ووصول بعضها إلى ادني مراتبها‪ ,‬وعلى اختالف‬ ‫اإلحكام كوجوب شيء فيه لحسن موجود في غيره مع عدم وجوبها وحرمته كذلك‪,‬‬ ‫كذلك يصدق على اختالف تصاريف كلمة واحدة وهيئتها في موضوع واحد‬ ‫واختالف أجزاء أية واحدة في التالوة والكتابة‪.‬‬ ‫وهذا إطالق شائع في العرف صحيح في اللغة كما يقال نسخ هذا الحديث أو هذا‬ ‫الشعر أو هذا الكتاب مختلفة إذا كان فيه اختالف بأحد الوجوه السابقة‪ ,‬سواء‬ ‫اختلف المعنى بالعموم والخصوص أو بالتباين أو لم يختلف‪ ,‬بل هذا المعنى اظهر‬ ‫في اآلية من األول وان كان أوضح إفراده إذ العاقل المدعى للنبوة ولو كان كاذبا‬ ‫باال يأتي في كالمه الذي جعله مصدقا لرسالته وداللة على نبوته بالتناقض‬ ‫الصريح الذي ال يقبل التأويل وال يمكن إرجاع احدهما إلى األخر المكذب لدعواه‬ ‫عند كل من له أدنى شعور‪.‬‬ ‫وإما االختالف بالمعنى األخير فكثيرا‪ ,‬إما يصدر من غير المعصوم في كالمهم‬ ‫وزبرهم ومصنفاتهم سهوا أو عمدا‪ ,‬العتقادهم كون هذه الكلمة مثال أفصح مما‬ ‫ذكره أو أثبته في كتابه‪ ,‬أو هذا الكالم بتعيير هذا اللفظ ابلغ في تأدية المراد‪ ,‬لكنه‬ ‫غير جائز على محصي كل شيء الذي ال يجوز عليه السهو والنسيان‪.‬‬ ‫ثم إن الشيخ أمين الدين الطبرسي بعد ما نقل عن الذين يفسرون القران بآرائهم في‬ ‫معنى االختالف ما يرجع إلى احد الوجوه المذكورة غير الوجه األخير‪ ,‬قال رحمه‬ ‫هللا‪ :‬واالختالف في كالم يكون على ثالثة إضراب‪ :‬اختالف تناقض‪ ,‬واختالف‬ ‫تفاوت‪ ,‬واختالف تالوة‪ ,‬واختالف التفاوت‪ ,‬يكون في الحسن والقبح والخطأ‬ ‫والصواب ونحو ذلك مما تدعو إليه الحكمة وتصرف عنه‪ ,‬وهذا النوع من‬ ‫‪474‬‬

‫االختالف ال يوجد في القران ألبته‪ ,‬كما ال يوجد اختالف التناقض‪ ,‬وإما اختالف‬ ‫التالوة‪ ,‬فهو ما يتالئم في الحسن كاختالف وجوه القران واختالف مقادير اآليات‬ ‫والسور واختالف اإلحكام في الناسخ والمنسوخ‪ ،‬فذلك موجود في القرآن‪ ،‬وكله‬ ‫حق‪ ،‬وكله صواب‪.‬انتهى‪ )1(.‬وظاهره تسليم صدق االختالف على االختالف‬ ‫المذكور‪ ,‬فاآلية بظاهرها تنفي وقوعه فيه‪ ,‬فعلى مدعية إثباته كما ثبت وجود‬ ‫الناسخ والمنسوخ فيه‪ ,‬ويأتي ضعف ما تمسكوا به في المقام إن شاء هللا تعالى‪ ,‬مع‬ ‫انه قد يستلزم االختالف في القراءة ‪,‬االختالف في المعنى كقراءة "يطهرن" من‬ ‫الطهر الظاهر في انقطاع الدم و"يطهرن" (‪ )2‬من التطهير الظاهر في االغتسال‪,‬‬ ‫"ويعصرون" من عصر العنب وغيره‪" ,‬ويعصرون" على البناء للمفعول أي‬ ‫يمطرون‪" ,‬ومتكا" بال همزة وهو االرجح "ومتكأ" معها أي ما يتكئ عليه‪,‬‬ ‫"والشمس تجري لمستقر لها"‪" ,‬والشمس تجري ال مستقر لها"‪,‬‬ ‫وقال السيد علي بن طاووس في سعد السعود بعد ما نقل عن الجزء الخامس عشر‬ ‫من تفسير القراء‪ :‬ان عبد هللا بن مسعود قرء بدل قوله تعالى" وزوجناهم بحور‬ ‫عين وأمددناهم بعيس بعين‪ ,‬والعيس البيضاء والحور‪ ,‬ما لفظه وما أدرى كيف‬ ‫ذكر قراءة عبد هللا واختالف لفظين على اختالف المصحف وكذا يتضمن‬ ‫تأويل القرآن اختالفا كثيرا‪ ,‬وكيف احتمل المسلمون نحو من صحة هذا والطعن‬ ‫على لفظ المصحف الشريف انتهى‪)3(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪3‬ص‪,142‬في تفسير قوله تعالى" أفال يتدبرون القران"‪.‬‬ ‫‪ -2‬بالتشديد‪.‬‬ ‫‪ -3‬سعود السعود البن طاووس‪:‬ص‪ ,269‬فصل فيما نذكره من الجزء الخامس عشر منه‬ ‫من الوجهة األولة منه بلفظه قوله عز وجل وزوجناهم بحور عين‪.‬‬

‫‪475‬‬

‫وأمثال ذلك كثيرة خصوصا ما يلزم منه نسبة الفعل الواحد إلى متعدد وال تسبيب‬ ‫في البين بحسب قراءة اللفظ على الخطاب والغيبة فالحظ وتأمل‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬اإلخبار الكثيرة الدالة على نزول القران على وجه واحد وقراءة واحدة‬ ‫وانه ال اختالف في ما نزل على النبي صلى هللا عليه واله أصال وتكذيب ما جاء‬ ‫انه نزل على سبعة أحرف مطلقا أو على كون المراد منه سبعة قراءات‪.‬‬ ‫أ‪ :‬ثقة اإلسالم في الكافي‪,‬عن الحسين بن محمد‪،‬عن معلى بن محمد‪،‬عن الوشاء‪،‬‬ ‫عن جميل بن دراج‪،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن زرارة‪،‬عن أبي جعفر عليه‬ ‫السالم قال‪ :‬إن القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن االختالف يجيء من قبل‬ ‫الروايات‪)1(.‬‬

‫ب‪ :‬وفيه عن علي بن إبراهيم‪،‬عن أبيه‪،‬عن ابن أبي عمير‪،‬عن عمر بن أذينة‪،‬‬ ‫عن الفضيل بن يسار قال‪ :‬قلت ألبي عبد هللا عليه السالم‪ :‬إن الناس يقولون‪:‬‬ ‫إن القرآن نزل على سبعة أحرف‪ ،‬فقال‪ :‬كذبوا أعداء هللا ولكنه نزل على حرف‬ ‫واحد من عند الواحد‪)1( .‬‬

‫ج‪ :‬الصدوق في عقائده مرسال عن الصادق "عليه‬

‫السالم" انه قال‪:‬‬

‫القرآن واحد‪ ،‬نزل من عند واحد على واحد‪ ،‬وإنما االختالف من جهة الرواة‪)3(.‬‬

‫د‪ :‬أبو عبد هللا احمد بن محمد السياري في كتاب القراءات‪ ,‬عن البرقي وغيره‪,‬‬ ‫عن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪2‬ص‪630‬ح‪,12‬باب النوادر‪,‬واالختالف حسب المصدر من‬ ‫"الرواة" وليس"الروايات"‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪2‬ص‪630‬ح‪,13‬باب النوادر‪.‬‬ ‫‪476‬‬

‫‪ -3‬االعتقادات للصدوق‪:‬ص‪,86‬باب االعتقاد في مبلغ القران‪.‬‬

‫ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى واحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ,‬عن جميل بن‬ ‫دراج‪ ,‬عن زرارة‪ ,‬عن أبي جعفر "عليه السالم" ‪,‬قال‪ :‬القران واحد نزل من عند‬ ‫رب واحد إلى نبي واحد ولكن االختالف يجيء من قبل الرواة‪)1(.‬‬

‫ه‪ :‬عنه عن البرقي وغيره عن حماد بن عيسى عن جابر بن عبد هللا(‪ )2‬قال‪ :‬قيل‬ ‫ألبي عبد هللا عليه السالم‪ :‬إن الناس يقولون إن القران نزل على سبعة‬ ‫أحرف‪,‬فقال‪ :‬كذبوا‪ ,‬نزل حرف واحد من عند رب واحد على نبي واحد‪)3(.‬‬

‫و‪ :‬وعنه عن الحميري(‪ )4‬عن الحسين بن سيف بن عميرة عن أخيه عن أبيه عن‬ ‫(‪ )5‬سيف بن عميرة ألنخعي عن يحيى بن صالح عن أبي نصر(‪ )6‬عن أبي جعفر‬ ‫عليه السالم قال‪ :‬قلت له‪ :‬قول الناس نزل القران على سبعة أحرف فقال"ص"‬ ‫واحد من عند واحد‪)7(.‬‬

‫ز‪ :‬وعنه بإسناده عنه زرارة بن أعين قال‪ :‬سأل سائل أبا عبد هللا"ع" عن رواية‬ ‫الناس في القران‪ ,‬نزل على سبعة أحرف‪ ,‬فقال‪ :‬كذبوا الناس في رواياتهم‪ ,‬بل هو‬ ‫حرف واحد من عند واحد نزل به المالئكة على واحد‪)8(.‬‬

‫ح‪ :‬وعنه‪ ,‬عن سيف‪ ,‬عن جميل بن دراج‪ ,‬عن زرارة‪ ,‬عن أبي جعفر "عليه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪6‬ح‪.1‬‬ ‫‪ -2‬جاء في نسخة الف اسم "يزيد" فوق اسم عبد هللا‪ ,‬وهو الصحيح وفق المصدر‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪7‬ح‪.2‬‬ ‫‪ -4‬في المصدر جاء الخيبري‪.‬‬ ‫‪ -5‬في المصدر ليس هنالك حرف "عن"‪.‬‬ ‫‪ -6‬في المصدر جاء أبي بصير‪.‬‬ ‫‪ -7‬القراءات للسياري‪:‬ص‪7‬ح‪.5‬‬ ‫‪477‬‬

‫‪ -8‬القراءات للسياري‪:‬ص‪7‬ح‪.6‬‬

‫السالم" قال‪ :‬إن القران لواحد نزل من عند واحد لكن االختالف يجيء من قبل‬ ‫الرواة‪)1(.‬‬

‫ط‪ :‬وعنه‪,‬عن الحسين بن سيف‪ ,‬عن أخيه‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أبي بكر بن الربيع‬ ‫االسدي‪ ,‬عن الحسن الصيقل‪ ,‬قال‪ :‬قلت ألبي عبد هللا "عليه السالم"‪ :‬على كم‬ ‫حرف نزل القران فقال‪ :‬على حرف واحد‪)2(.‬‬

‫ي‪ :‬وعن ابن سيف‪ ,‬عن أخيه‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن ابن سالم‪ ,‬عن أبي عبد هللا "ع" في‬ ‫حديث يأتي وفيه قال‪ :‬من أين جاء االختالف فقال"ع" من قبل الرواة‪,‬إن القران‬ ‫كان مكتوبا في الجريد واالدم وكان الناس يأتون فيأخذون منه‪)3(.‬‬

‫وفي شرح الوافية للسيد المحقق ألكاظمي‪ :‬إن حديث نزول القران بالحروف‬ ‫السبعة إنما يعرف فهيم وقد كذبه الرضا عليه السالم‪ ,‬وقال‪:‬كذبوا إنما هو واحد‬ ‫نزل من عند الواحد ولم نعثر على هذا الخبر وال إشارة إليه احد ولعله من طغيان القلم‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬االجماعات المنقولة منها ما يظهر من كالم السيد الجليل على بن‬ ‫طاووس‪ ,‬قال في سعد السعود في الطعن على الجبائي الذي طعن على األمامية‬ ‫بأنهم يدعون الزيادة والنقيصة في القران ما نصه‪ :‬ويقال له ‪ :‬أنت مقر بهؤالء‬ ‫القراء السبعة الذين يختلفون في حروف وإعراب وغير ذلك من القرآن ولوال‬ ‫اختالفهم ما كانوا سبعة‪,‬بل كانوا يكونون قارئا واحدا‪,‬وهؤالء السبعة منكم وليسوا‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪7‬ح‪.7‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪8‬ح‪.10‬‬ ‫‪ -3‬وفق تتبعي لكتاب القراءات للسياري لوحظ إن هذه الرواية هي تتمة للرواية الواردة‬ ‫في (ط) المروية بسنده عن الصيقل‪.‬‬ ‫‪478‬‬

‫من رجال من ذكرت أنهم رافضة‪,‬ويقال له أيضا إن القران(‪ )1‬العشرة أيضا من‬ ‫رجالكم وهم قد اختلفوا في حروف ومواضع كثيرة من القرآن وكلهم عندكم على‬ ‫ثواب(‪ )2‬فمن ترى ادعى اختالف القرآن وتغيره أنتم وسلفكم أو الرافضة ومن‬ ‫المعلوم من مذهب الذي تسميهم رافضة إن قولهم واحد في القرآن‪.‬انتهى‪ )3(.‬ويؤيد‬ ‫ما ذكره السيد المحدث الجزائري في منبع الحياة‪ :‬إن السيد المرتضى مع منعه عن‬ ‫العمل بإخبار اآلحاد‪ ,‬عول على ما روى عنهم "ع" من إن القران واحد نزل من‬ ‫عند واحد على نبي واحد واالختالف من جهة الرواة‪ )4(.‬وقال الطبرسي‪ :‬إن‬ ‫الشائع في إخبارهم إن القران نزل بحرف واحد‪ )5(.‬ويمكن استظهار اإلجماع من‬ ‫عقائد الصدوق(‪)6‬وأيضا وممن صرح باإلجماع الشيخ في التبيان فقال على ما‬ ‫حكي عنه المعروف من مذهب األمامية والتطلع في إخبارهم ورواياتهم إن القران‬ ‫نزل بحرف واحد على نبي واحد‪ )7(.‬وقال األستاذ األكبر في حاشية المدارك‪:‬‬ ‫اليخفى أن القراءة عندنا نزلت بحرف واحد‪ ،‬واالختالف جاء من قبل الرواية‪،‬‬ ‫فالمتواتر ما تواتر صحة قراءته في زمان األئمة"ع" بحيث يظهر أنهم كانوا‬ ‫يرضون به ويصححون ويجوزون ارتكابه في الصالة‪ ,‬ألنهم صلوات هللا عليهم‬ ‫كانوا راضين بقراءة القران على ما هو عند الناس‪,‬وربما كانوا يمنعون الحق‬ ‫ويقولون هي مخصوصة بزمان ظهور القائم"عليه السالم"(‪)8‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫‪-8‬‬

‫الصحيح "القراء" وفق المصدر‪.‬‬ ‫الصحيح "الصواب" وفق المصدر‪.‬‬ ‫سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪,145-144‬القراءات السبعة هم الذين أوجدوا التغيير ولم يكونوا‬ ‫من الشيعة‪.‬‬ ‫منبع الحياة للسيد الجزائري‪ :‬ص‪,70‬المسألة التاسعة من الثاني عشر‪.‬‬ ‫مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪1‬ص‪,38‬مقدمة الكتاب‪.‬‬ ‫االعتقادات للصدوق‪:‬ص‪,86‬باب االعتقاد في مبلغ القرآن‪.‬‬ ‫التبيان للطوسي‪:‬ج‪1‬ص‪.7‬‬ ‫الحاشية على مدارك اإلحكام للوحيد البهبهاني‪:‬ج‪3‬ص‪ ,21-20‬بيان المراد من تواتر القراءات‬ ‫السبع‪.‬‬ ‫‪479‬‬

‫وقريب منه ما ذكره "ره" في شرح المفاتيح(‪ )1‬وفي الجواهر(‪ :)2‬إن المعلوم‬ ‫عندنا خالفه‪ ,‬إي كونها متواترة عن النبي "صلى هللا عليه واله" ضرورة معلومية‬ ‫مذهبنا بان القران نزل بحرف واحد على نبي واحد واالختالف فيه من الرواة‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬اإلخبار الكثيرة الدالة على تخطئة بعض القراءات الشائعة وتكذيب‬ ‫قارئها‪ ,‬ومن يرى نزول القران مختلفة الوجوه والكلمات ال يتجاوز عن السبع أو‬ ‫العشر‪ ,‬وال يقصر عن األولى‪ ,‬فمع بطالن بعضها يظهر حال بقية وحال أصل‬ ‫االختالف‪ ,‬لعدم القول بالتفصيل بيننا‪ ,‬فما روى في هذا المعنى ما مر من قول‬ ‫الصادق "عليه السالم" إن كان ابن مسعود ال يقرأ على قراءتنا فهو ضال‪)3(.‬‬

‫إذ مع تعدد القراءات ال يكون القارئ بغير قراءتهم ضاال‪ ,‬وقد اشرنا إلى تلك‬ ‫اإلخبار في الدليل الخامس فالحظ‪ ,‬وتأتي مسندا إن شاء هللا تعالى في الدليل الثاني‬ ‫عشر‪ ,‬وتقدم أيضا تخطئة أبي وعبد هللا بن مسعود وابن عباس بعض القراءات‪,‬‬ ‫وتخطئة غيرهم بعض قراءتهم أيضا‪ ,‬وروى السياري عن الصادق عليه السالم‬ ‫أصحاب العربية يحرفون الكلم عن مواضعه‪)4(.‬‬

‫الخامس‪ :‬القرائن الكثيرة التي تظهر منها كون تلك االختالفات غير منسوبة إلى‬ ‫النبي صلى هللا عليه واله بل منسوبة إلى أراء القراء واجتهاد أهل العربية وما‬ ‫استحسنوه إلفهامهم القاصرة وعقولهم الفاسدة وبعضها إلى تضييع سلفهم ما كان‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مفتاح الكرامة‪:‬ج‪7‬ص‪,217‬وظيفة المكلف في القراءات السبعة والعشر‪.‬‬ ‫‪ -2‬جواهر الكالم للجواهري‪:‬ج ‪9‬ص‪,294‬في إنكار تواتر القراءات‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكافي للكليني‪:‬ج‪1‬ص‪634‬ح‪,27‬باب النوادر‪.‬‬ ‫‪ -4‬وفق تتبعي لم اعثر الرواية في القراءات للسياري وذكرها السيد البروجردي في‬ ‫جامع أحاديث الشيعة‪:‬ج‪ 15‬ص‪ 35‬ح‪. "12" 85‬‬

‫‪480‬‬

‫في حفظهم كما اشرنا إليه وغير ذلك مما ال ترجع إلى كهف حصين ومعقل حريز‪.‬‬ ‫إ‪ :‬إن للسيد الجليل زيد بن علي بن الحسين "عليهما السالم" قراءة منفردة عن تلك‬ ‫القراءات المعروفة‪ ,‬وقد افرد لها بالتصنيف عمر بن موسى‪ ,‬فقال الشيخ في‬ ‫الفهرست‪ :‬عمر بن موسى الوجهي زيدي له كتاب قراءة زيد بن علي بن الحسين‬ ‫بن علي بن أبي طالب "عليهم السالم"‪ ,‬اخبرنا بها أحمد بن عبدون‪ ،‬عن أبي بكر‬ ‫الدوري‪ ،‬عن أبي بكر محمد بن عمر بن سالم الجعاني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو عبد‬ ‫هللا محمد بن سليمان بن محبوب‪،‬من أصل كتابه‪،‬قال‪ :‬حدثني إبراهيم بن مسكين‬ ‫أبو إسحاق البصري‪ ،‬كتبت عنه في الخريبة سنة إحدى وستين ومائتين‪,‬‬ ‫قال‪:‬حدثني يحيى بن كهمش أبو بكر الفزاري‪ ،‬قال‪ :‬حدثني عمر بن‬ ‫موسى الوجيهي‪ ،‬قال‪ :‬هذه القراءة سمعتها عن زيد بن علي بن الحسين "عليهما‬ ‫السالم"‪ ،‬قال‪ :‬وسمعت زيد بن علي "عليه السالم"‪,‬يقول‪ :‬هذه قراءة أمير المؤمنين‬ ‫علي بن أبي طالب"عليه السالم"‪ ،‬قال‪ :‬وما رأيت اعلم بكتاب هللا عز وجل‪،‬‬ ‫وناسخه ومنسوخه‪ ،‬ومشكله وإعرابه منه(‪.)1‬‬

‫وتقدم عن سعد السعود إن غيره أيضا جمع قراءته‪ ,‬وكثيرا ما يشير المفسرون إلى‬ ‫قراءته ويعدونها في قبال قراءة القراء‪ ,‬وحاشا إن يترك القراءات الصحيحة‬ ‫المتواترة عن جده "صلى هللا عليه واله" ويستبد برأيه ومذهبه‪ ,‬نعم الظاهر إن‬ ‫بعض قراءته أيضا كان مبنيا على االجتهاد وال يضر بحاله لما يأتي‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الفهرست للطوسي‪ :‬ص‪186‬ح "‪ -7"508‬عمر بن موسى الوجيهي زيدي‪.‬‬

‫‪481‬‬

‫ب‪ :‬إن للثقة الجليل الذي أمره اإلمام"ص" باإلفتاء في مسجد المدينة وهو حي بين‬ ‫أظهرهم إبان بن تغلب(‪ )1‬أيضا قراءة مفردة وال يجتمع ذلك مع كون القراءات‬ ‫الشائعة مأثورة عن النبي "صلى هللا عليه واله" واحتمال الخطأ عليه وعلى زيد‬ ‫مما ال ينبغي اإلصغاء إليه‪.‬‬ ‫قال الشيخ في الفهرست‪ :‬وألبان رحمة هللا عليه قراءة مفردة اخبرنا بها احمد بن‬ ‫محمد بن موسى‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو بكر محمد‬ ‫ابن يوسف الرازي المقري بالقادسية سنة إحدى وثمانين ومائتين‪ ،‬قال‪:‬حدثني أبو‬ ‫نعيم الفضل‬

‫بن عبد هللا بن العباس بن معمر األزدي الطالقاني‪ ،‬ساكن‬

‫سواد البصرة سنة خمسة وخمسين ومائتين بالري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن موسى بن‬ ‫أبي مريم صاحب اللؤلؤ‪ ،‬قال‪:‬سمعت أبان بن تغلب وما أحد اقرأ منه‬ ‫يقرأ القرآن من أوله إلى آخره وذكر القراءة‪ ،‬وسمعته يقول‪ :‬إنما الهمزة‬ ‫رياضة‪)2(.‬‬

‫وفي رجال النجاشي وألبان قراءة مفردة مشهورة عند القراء ‪ ,‬أخبرنا أبو الحسن‬ ‫التميمي قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد إلى أخر ما في الفهرست وفي أخره‬ ‫وما رأيت احد أقرء منه قط‪)3(.‬‬

‫واغرب المحقق ألكاظمي قي شرح الوافية‪,‬فانه بعد ما استدل على صحة األخذ‬ ‫بالقراءات السبعة بل عده جواز األخذ بغيرها بشيوعها في عصر األئمة "عليهم‬ ‫السالم" بين األصحاب وعدم إنكارهم "ع" عليهم‪ ,‬قال‪ :‬مع إن فيهم من وجوه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر رجال النجاشي‪:‬ص‪,10‬باب اإللف منه"إبان بن تغلب بن رباح‪.‬‬ ‫‪ -2‬الفهرست للطوسي‪:‬ص‪ ,59-57‬باب إبان "‪ - 1 "61‬أبان بن تغلب بن رباح‪.‬‬ ‫‪ -3‬رجال النجاشي‪:‬ص‪ ,11‬باب األلف منه "‪ "7‬أبان بن تغلب بن رباح‪.‬‬ ‫‪482‬‬

‫القراء وأئمتهم‪ ,‬مثـــل إبان بن تغلب الذي قال له أبو جعفر الباقر "عليه السالم"‪:‬‬ ‫اجلس في مسجد المدينة‪ .‬الخ‪ ,‬وقال الصادق "عليه السالم" لما أتاه نعيه‪ :‬أم وهللا‬ ‫لقد أوجع قلبي موت إبان بن تغلب‪ ,‬قال"ره"‪ :‬في هذه المدة لم يرد خبر وال خرج‬ ‫توقيع في إنكار شيء من ذلك الخ‪.‬‬ ‫وأنت خبير بان جعل استبداد إبان بقراءته متميزة عن القراءات المشهورة كما هو‬ ‫صريح عبارة الشيخين‪ ,‬وما يظهر من بعض المنقول منها كقراءته "ونحشره"‬ ‫بالجزم على ما ذكره الطبرسي(‪ )1‬دليال على عدم جواز األخذ بالسبعة‪ ,‬مع معينا‬ ‫أولى بل هو المتعين‪ ,‬فانه اجل من إن يفعل أمثال هذه األمور بدون رضى منهم‪,‬‬ ‫وأي خبر انجح من فعله ما مر! ويأتي من اإلخبار الخاصة في تخطئته بعض‬ ‫القراءات الشائعة مع انه لو كانت قراءته مأثورة عن النبي"ص" سواء كانت‬ ‫موافقة إلحدى السبع أم ال‪,‬ولم تكن باجتهاد منه في العربية إلسنادها إلى مواله‬ ‫الصادق"ع"الذي روى عنه ثالثين إلف حديث(‪ )2‬أو غيره"ع"ممن كان يعتمد‬ ‫عليه ولو كان لذكروها مع انه ال وجه لنسبة القراءة إليه حينئذ كما ال يخفى‪.‬‬ ‫ج‪ :‬أنهم كثيرا ما يجعلون قراءة أمير المؤمنين وعلي بن الحسين والصادقين‬ ‫"عليهم السالم" بل وقراءة رسول هللا "صلى هللا عليه واله" في قبال القراءات‬ ‫المشهورة‪ ,‬فان كان الكل ينتهي إليه "ص" فما وجه التفكيك في النسبة‪.‬‬ ‫قال السيد رحمه هللا في سعد السعود‪ :‬قال أبو عبد هللا الحسين بن خالويه النحوي‬ ‫في كتاب إعراب ثالثين سورة من القران‪ ,‬والذين أنعمت عليهم هم األنبياء"عليهم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪7‬ص‪,61‬تفسير سورة طه‪.‬‬ ‫‪ -2‬رجال النجاشي‪:‬ص‪,12‬باب اإللف منه‪.‬‬

‫‪483‬‬

‫السالم"واألصل في عليهم بضم الهاء‪,‬وهي لغة رسول هللا"صلعم"‪ ,‬وقد قرء بذلك‬ ‫حمزة‪,‬وإنما كسر الهاء من كسرها لمجاورة الياء‪,‬وإما أهل المدينة ومكة فيصلون‬ ‫الميم بواو في اللفظ‪ ,‬فيقولون "عليهموا" قالوا‪ :‬عالمة الجمع الواو كما كانت األلف‬ ‫في عليهما عالمة التثنية‪ .‬ثم قال السيد‪ :‬ما الجواب لمن يقول إذا كانت لغة رسول‬ ‫هللا "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬ضم(‪ )1‬القرآن فأحق ما نزل بلغته "ص" وعالم كان‬ ‫ظاهر قراءة أهل اإلسالم في الصلوات أوغيرها بكسر الهاء‪,‬وألي حال صار‬ ‫مجاورة الهاء للياء حجة على قراءة رسول هللا "صلى هللا عليه واله‪ :‬وهو أفصح‬ ‫العرب! وإذا اختلفت لغاتهم كان"ص" هو الحجة عليهم‪ ,‬وأعجب من ذلك أن يكون‬ ‫أهل المدينة وأهل مكة البلدين الذين أقام فيهما على خالف قراءته وان تقدم أحد‬ ‫بذكر هذا عنهم أو عن مسلم من المسلمين‪ ,‬كيف جاز ذكر مثل هذا من العلماء‬ ‫العارفين!‪.‬انتهى(‪.)2‬‬

‫ثم إن الشيخ في التبيان والزمخشري في الكشاف‪ ,‬لم يفرقا في النقل بين القراءات‬ ‫الشائعة وقراءة أهل البيت"ع"وغيرهم‪)3(.‬وأما الطبرسي رحمه هللا‪ ,‬فجعل السبعة‬ ‫في مقام النقل من المتواترات وغيرها من الشواذ‪ ,‬وذكر أن الناس اجتمعوا على‬ ‫السبعة لسببين‪ :‬األول‪ :‬إنهم تجردوا لقراءة القرآن‪ ,‬واشتدت بذلك عنايتهم مع كثرة‬ ‫علمهم‪ ,‬ومن كان قبلهم‪ ,‬أو في أزمنتهم‪ ,‬ممن نسب إليه القراءة من العلماء‪,‬‬ ‫وعدت قراءتهم في الشواذ‪ ,‬لم يتجرد لذلك تجردهم‪ ،‬وكان الغالب على أولئك الفقه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬جاء في المصدر"بضم الميم" سقطت كلمة"الميم" من المصنف في نسخة باء‪.‬‬ ‫‪ -2‬سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪,259‬اعتراف بن خالويه بان الهاء في"أنعمت عليهم‬ ‫"نزلت على النبي"ص" مضمومة ولكن الفقهاء كسروها ورأي المصنف"ره" في ذلك‪.‬‬ ‫‪ -3‬من هنا أخذناه من نسخة باء لعدم توفره نسخة إلف‪.‬‬ ‫‪484‬‬

‫‪,‬أو الحديث‪ ،‬أو غير ذلك من العلوم‪ .‬الثاني‪ :‬إن قراءتهم وجدت مسندة لفظا‪ ،‬أو‬ ‫سماعا‪ ،‬حرفا حرفا‪ ,‬من أول القرآن إلى آخره‪ ،‬مع ما عرف من فضائلهم ‪،‬وكثرة‬ ‫علمهم بوجوه القرآن‪)1(.‬‬

‫قلت‪ :‬المعروف بين العامة الذين عنهم أخذ هذا الكالم خالف ذلك‪ ,‬ففي اإلتقان‪:‬‬ ‫قال أبو بكر بن العربي‪ :‬ليست هذه السبعة متعينة للجواز حتى ال يجوز غيرها‪,‬‬ ‫كقراءة أبي جعفر وشيبة واألعمش ونحوهم‪ ,‬فإن هؤالء مثلهم أو فوقهم‪ ,‬وكذا قال‬ ‫غير واحد‪ ,‬منهم‪ :‬مكي وأبو العالء الهمذاني وآخرون من أئمة القراء‪ ,‬وقال أبو‬ ‫حيان‪ :‬ليس في كتاب ابن مجاهد ومن تبعه من القراءات المشهورة إال النزر‬ ‫اليسير‪ ,‬وقال مكي من ظن أن قراءة هؤالء القراء كنافع وعاصم هي األحرف‬ ‫السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطا عظيما‪ ,‬قال‪ :‬ويلزم من هذا أن ما خرج‬ ‫عن قراءة هؤالء السبعة مما ثبت عن األئمة وغيرهم‪ ,‬ووافق خط المصحف أال‬ ‫يكون قرآنا‪ ,‬وهذا غلط عظيم فإن الذين صنفوا القراءات من األئمة المتقدمين‬ ‫كأبي عبيد القاسم بن سالم وأبي حاتم السجستاني وأبي جعفر الطبري وإسماعيل‬ ‫القاضي قد ذكروا أضعاف هؤالء وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة على‬ ‫قراءة أبي عمرو ويعقوب وبالكوفة على قراءة حمزة وعاصم وبالشام على قراءة‬ ‫ابن عامر وبمكة على قراءة ابن كثير وبالمدينة على قراءة نافع واستمروا على‬ ‫ذلك فلما كان على رأس الثالثمائة أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب‬ ‫الخ‪)2(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,38‬مقدمة الكتاب‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,275-274‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس‬ ‫والسادس والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع‬ ‫والمدرج‪.‬‬ ‫‪485‬‬

‫وقال القراب في الشافي‪ :‬التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر‬ ‫وال سنة‪ ,‬وإنما هو من جمع بعض المتأخرين‪ ,‬فانتشر وأوهم أنه ال تجوز الزيادة‬ ‫على ذلك وذلك لم يقل به أحد‪)1(.‬‬

‫هذا مع أن قد اطلعنا على سند كثير مما نسب إلى أهل البيت "عليهم السالم" وإلى‬ ‫غيرهم في األخبار المعتبرة التي يعتمدها األصحاب كما تقدم ويأتي‪,‬ولم نقف‬ ‫على سند واحد معتبر إلحدى القراءات فضال عن جميعها فضال عن تواترها كما‬ ‫ستعرف! وقد صرح البغوي كما في اإلتقان‪ :‬أن في السبعة شيئا كثيرا من الشواذ‪.‬‬ ‫ويأتي تمام الكالم إن شاء هللا‪)2(.‬‬

‫د‪ :‬إن قاضي القضاة عبد الجبار الهمداني وأبا القاسم البلخي في تفسيرهما كما في‬ ‫سعد السعود‪,‬والقاضي أبا بكر وجماعة من األصوليين كما في النهاية‪ ,‬وقراء‬ ‫البصرة والشام والمدينة إال قالون وفقهاء هذه األمصار‪,‬كمالك واألوزاعي وحمزة‬ ‫من قراء الكوفة كما في العروة الوثقى للبهائي رحمه هللا وغيرها ومشهور‬ ‫الحنفية كما قيل والمالكية كما صرح في اإلتقان‪ :‬أنكروا كون التسمية آية من‬ ‫القرآن‪)3(.‬‬

‫فكيف يحتمل المنصف أن يكون قراءاتهم الخالية عن مائة وثالثة عشر آية‬ ‫متصلة إلى النبي "صلى هللا عليه واله" ! ولم يقرأ سورة بدون التسمية كي يعيها‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,276‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪ :‬ص‪.277‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪ :‬ص‪.268‬‬

‫‪486‬‬

‫بدونها سامعها منه "صلى هللا عليه واله"! ولم تكن القراءة بها مختصة بوقت‬ ‫دون وقت وبسورة دون سورة فتقل حملتها وتكثر نقلة غيرها من اآليات والسور‬ ‫فتشتبه حال األولى وتتواتر الثانية عند الجميع! فإنه ال مجال للتفكيك بينهما كما ال‬ ‫يتصور الفرق بين سائر أجزاء سورة الفاتحة مثال‪ ,‬إذ كل من سمعها من النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله" في حال الصالة وغيرها في تلك المدة المتطاولة سمع‬ ‫جميع أجزائها‪,‬وتكرر اآليات ليس مختصا بها‪ ,‬فأين موضع الشبهة التي احتملها‬ ‫بعض األصوليين لمنكرها خوفا من لزوم تكفيرهم ؟ بل للكالم في عدم تكفيرهم‬ ‫وإن كان إنكارهم عن شبهة أخرجهم عن حد الوضوح إلى حد اإلشكال‪ ,‬كما‬ ‫صرح به مجال لرجوعه إلى القول بكون تكفيرهم في أمثال المقام مشروط‬ ‫بحصول القطع عند المنكر الالزم منه عدم جواز تكفير الخوارج والنواصب‬ ‫المتقربين أكثرهم‪ ,‬سيما في القرون المتأخرة إلى هللا تعالى بسب أمير المؤمنين‬ ‫"عليه السالم" واألئمة "عليهم السالم" ونصب بغضهم وعداوتهم فضال عن‬ ‫احتمالهم أو ظنهم أو قطعهم يكون مودتهم من الدين الذي يجب التدين به‪,‬وهو‬ ‫خالف المعروف بين األصحاب‪ ,‬وتمام الكالم في محله‪ ,‬وال ينفع في دفع هذا‬ ‫الطعن كون التسمية مكتوبة في مصاحفهم وإن لم يعتقدوا قرآنيتها‪ ,‬لعدم الفرق‬ ‫بين وجودها وعدمها بعد عدم االنتفاع بها بما أراد هللا تعالى وأمر به‪ ,‬فإنها حينئذ‬ ‫بمنزلة أسماء السور وآمين عندهم وغيرها‪,‬ويشير إلى ذلك قول ابن عباس‪:‬‬ ‫استرق الشيطان من الناس أعظم آية من القرآن الكريم بسم هللا الرحمن‬ ‫الرحيم‪,‬فإنه لم يسترق ذاتها لوجودها عند جميعهم‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,268‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬ ‫‪487‬‬

‫قال السيد األجل في سعد السعود في الطعن على الجبائي ما لفظه‪ :‬ويقال له قد‬ ‫رأينا في تفسيرك ادعيت إن "بسم هللا الرحمن الرحيم" ما هي من القرآن‬ ‫الشريف‪ ,‬وقد أثبتها عثمان فيه‪ ,‬وهو مذهب لسلفكم أنهم ال يرونها آية من القرآن‪,‬‬ ‫وهي مائة وثالثة عشر آية في المصحف الشريف‪ ,‬تزعمون أنها زائدة وليست‬ ‫من القرآن‪ ,‬فهل هذا االعتراف منك يا أبا علي بزيادتكم في المصحف الشريف‬ ‫والقرآن ما ليس فيه! إلى أن قال‪ :‬ويقال له قد رأيناك قد طولت الحديث بأن سورة‬ ‫الحمد كانت تقرأ مدة زمان البعثة‪ ,‬وكيف يمكن أن يكون فيها تغير! فهل قرأت‬ ‫هذا الكالم على نفسك وعيرته بميزان عقلك؟ فكيف ذكرت مع هذا إن "بسم هللا‬ ‫الرحمن الرحيم" المذكورة في أولها في كل مصحف وجدناه ليست منه؟ وكيف‬ ‫اختلف المسلمون في "بسم هللا الرحمن الرحيم" من سورة الحمد هل آية منها أم ال‬ ‫؟ وكيف قرء عمر بن الخطاب غير المغضوب عليهم وغير الضالين بزيادة غير‬ ‫قبل وال الضالين على ما حكاه الزمخشري عنه في تفسيره ؟ أما سمع المسلمون‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله" يقرأ الحمد في صالته وغيرها ؟ فعلى م اختلفوا‬ ‫بها في هذا وأمثاله منها ؟ فهل ترى إال أن كلما طعنت به على الذي تسميهم‬ ‫رافضة متوجه إلى سلفك وإليك وإلى سيدك الذي تتعصب به!(‪.)1‬‬

‫وكيف يصدق مع ذلك قول من يدعي كون تلك القراءات بما فيها من المواد‬ ‫والهيئات والكيفيات بل وصفات الحروف وغيرها مما هو مسطور في كتبهم‬ ‫متواترة عن النبي "صلى هللا عليه واله" ويشتبه حال "بسم هللا الرحمن الرحيم" ؟‬ ‫وهل هذا إال زور من القول وتهافت في الكالم!‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪ ,146-144‬فصل فيما نذكره من أواخر المجلد من‬ ‫تفسير أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي‪.‬‬ ‫‪488‬‬

‫ثم إن شيخنا البهائي أورد شبهة في المقام وأجاب عنها وال بأس بنقلها‪,‬قال في‬ ‫تفسيره المسمى بعروة الوثقى‪ :‬ثم إن في المقام بحثا يحسن التنبيه عليه‪ ,‬وهو أنه‬ ‫ال خالف بين فقهائنا رضوان هللا عليهم في أن كل ما تواتر من القرآن يجوز‬ ‫القراءة به في الصالة‪ ,‬ولم يفرقوا بين تخالفها في الصفات أو في إثبات بعض‬ ‫الحروف والكلمات كملك ومالك‪,‬وقوله تعالى‪" :‬تجري من تحتها األنهار" بإثبات‬ ‫لفظة "من" وتركها‪,‬فالمكلف مخير في الصالة بين الترك واإلثبات‪,‬إذ كل منهما‬ ‫متواتر‪,‬وهذا يقتضي الحكم بصحة صالة من ترك البسملة أيضا ألنه قد قرأ‬ ‫بالمتواتر من قراءة أبي عمرو وحمزة وابن عامر وورش عن نافع‪,‬وقد حكموا‬ ‫ببطالن صالته‪,‬وقد تناقض الحكمان‪,‬فإما أن يصار إلى القدح في تواتر الترك‬ ‫وهو كما ترى أو يقال بعدم كلية تلك القضية وإن عقدوها كلية ويجعل حكمهم هذا‬ ‫منها على تطرق االستثناء إليها‪,‬فكأنهم قالوا كلما تواتر يجوز الصالة به إال ترك‬ ‫البسملة قبل الصالة‪,‬ولعل هذا أهون وللكالم في هذا المقام مجال واسع وهللا‬ ‫أعلم‪.‬انتهى‪)1(.‬‬

‫قلت‪ :‬إن أراد بالمتواتر ما تواتر عن النبي "صلى هللا عليه واله" فنختار الشق‬ ‫األول وهو الحق الذي ال محيص عنه‪,‬وإن أراد ما تواترت القراءة به عن القراء‬ ‫فنختار الشق الثاني وال محذور فيه أصال‪,‬وإن أراد ما تواتر جواز القراءة به في‬ ‫عصر األئمة "عليهم السالم" على ما أشار إليه األستاذ األكبر في حاشية المدارك‬ ‫فاإلشكال ساقط من أصله‪,‬إذ المتواتر عندنا عدم جواز القراءة بالترك في‬ ‫عصرهم "عليهم السالم" مع أن في صدق التواتر على الترك نوع خفاء ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفق تتبعي لم أقف على هذا الكالم في العروة الوثقى للبهائي! وإنما في كتابه األخر‬ ‫مشرق الشمسين‪:‬ص‪,392‬في جزئية البسملة‪.‬‬ ‫‪489‬‬

‫حكاية ظريفة‬ ‫قال السيد المحدث الجزائري في لوامع األنوار في شرح عيون األخبار‪ :‬إني لما‬ ‫تشرفت بزيارة قبر النبي "صلى هللا عليه واله" وقبور أئمة البقيع "عليهم السالم"‬ ‫رأيت الشيعة يزورون أئمة البقيع من غير مباالة وال تقية شديدة فعجبت من ذلك!‬ ‫فحدثني من أثق به من صلحاء ألشيعة من ساكنيها في عشر المائة بعد األلف أنه‬ ‫قبل هذا بأربع أعوام تقريبا أمر القاضي أن تفتش الكتب التي في خزانة البقيع‪,‬‬ ‫فلما فتشوها وجدوا فيها كتاب المزار للشيخ المفيد نور هللا ضريحه‪ ,‬وفيه لعن‬ ‫األول والثاني والثالث’ فطلبوا من المفتي أن يكتب لهم فتوى في جواز هدم القبة‬ ‫الشريفة‪ ,‬فلم يجتر على ذلك خوفا من السلطان فاجتمع رأي علمائهم أن يمضوا‬ ‫إلى السلطان محمد في استنبول‪ ,‬فلما وصلوا أمر لهم السلطان بالضيافة‬ ‫واحترمهم بما ال يوصف ألنهم من علماء الحرمين‪ ,‬فلما حضر يوم الجمعة أمر‬ ‫الوزير بأن هؤالء العلماء ينبغي أن يعينوا منهم عالما يصلي بنا صالة الجمعة‪,‬‬ ‫فعينوا رجال اسمه مال إبراهيم‪ ,‬فلما قرأ الفاتحة ترك البسملة فسأل السلطان بعد‬ ‫الفراغ من الصالة عن مذهب اإلمام فقال مذهبي مذهب الشافعي ‪ ,‬فقال‪ :‬لم تركت‬ ‫قراءة البسملة وهو يوجبها في الصالة ؟ فقال‪ :‬تركتها رعاية لمذهب السلطان‬ ‫وهو حنفي المذهب‪ ,‬فقال السلطان‪ :‬إن الصالة عبادة هلل تعالى ال طاعة للسلطان‬ ‫وأيضا إذا كان مذهب الشافعي وجوب البسملة فتركها يبطل الصالة باعتقادك‬ ‫وإذا بطلت صالة األمام بطلت صالة المأمومين فبطلت صالتنا كلنا هذا اليوم‪,‬‬ ‫فأمر عليهم بشق البطون‪ ,‬فالتمس لهم الوزير العظم بأنهم من علماء المدينة فعفى‬ ‫عنهم وأمر بإخراجهم ذلك الحين فأخرجوهم وركبوا سفينة قاصدين المدينة‪,‬‬ ‫فمات جماعة منهم في السفينة ورموهم في البحر لحيتانه وبلغ الباقون فانهدم‬ ‫عليهم سقف بيت كانوا تحته فماتوا بأجمعهم وعلم الناس وتحققوا أن ما وقع‬ ‫‪490‬‬

‫عليهم أوال وأخرا فإنما هو من إعجاز أئمة البقيع "عليهم السالم" فزال عن‬ ‫الشيعة ما كانوا يخافونه منهم وارتفعت التقية فصار المر كما ترى‪ ,‬انتهى كالمه‬ ‫والحمد هلل أوال وأخرا‪)1(.‬‬

‫هـ‪ :‬كثرة طعن بعضهم على بعض في ترجيح قرائته عليه وإنكار قراءة اآلخر‬ ‫وعدم تجويز القراءة عليها‪ ,‬واعتمادهم في الغالب على المناسبات االعتبارية‬ ‫والقوانين المختلفة في النحو والصرف واللغة ال اآلثار النبوية واألسانيد المتواترة‬ ‫الحاسمة لمادة النزاع‪ ,‬وكثيرا ما يقولون أن القراءة الكذائية كانت أحب عند فالن‪,‬‬ ‫وجمود بعضهم على رسم خط المصاحف العثمانية التي تقدم شطر من حال‬ ‫كتابها‪,‬بل جل االختالفات الراجعة إلى االعراب والنقط واالعجام راجع إليه‪,‬فإن‬ ‫تلك المصاحف وغيرها كانت عرية عنها كما شهد بذلك جماعة‪,‬وشاهدنا ما كان‬ ‫منها بخط موالنا أمير المؤمنين"عليه السالم"في الخزانة الرضوية‪,‬على صاحبها‬ ‫ألف سالم وتحية على ظهرها خط شيخنا البهائي وخاتم الشاه عباس الصفوي‬ ‫ووقفها عليها‪,‬ولما وقعت بأيديهم تصرفوا فيها بآرائهم‪,‬وفي منبع الحياة للسيد‬ ‫الجزائري ذكر جالل الدين السيوطي في كتابه الموسوم بالمطالع السعيدة أن أبا‬ ‫األسود الدوئلي أعرب مصحفا واحدا في خالفة معاوية‪)2(.‬وعن كتاب األوائل(‪)3‬‬

‫له أيضا‪ :‬أن أول من خط المصحف أبو األسود الدئلي بأمر عبد الملك بن مروان‬ ‫وقيل الحسن البصري‪)4(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫‪ -2‬منبع الحياة للجزائري‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,69‬المسألة التاسعة في التشاجر الواقع بين‬ ‫األخباريين و األصوليين في بيان مفاد األدلة‪.‬‬ ‫‪ -3‬لم أقف على نسخة من المصدر المذكور‪.‬‬ ‫‪ -4‬ينظر اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 4‬ص‪ ,184‬النوع السادس والسبعون‪ :‬في مرسوم الخط‬ ‫وآداب كتابته‪.‬‬ ‫‪491‬‬

‫وفي تاريخ ابن خلكان في ترجمة الحجاج‪ :‬حكى أبو أحمد عنه نيفا وأربعين سنة‬ ‫إلى إيام عبد الملك بن مروان ثم كثر التصحيف وانتشر بالعراق ففزع الحجاج بن‬ ‫يوسف الثقفي إلى كتابه وسألهم أن يضعوا لهذه الحروف المشتبهة عالمات‪,‬‬ ‫فيقال‪ :‬إن نصر بن عاصم قام بذلك فوضع النقط أفرادا وأزواجا وخالف بين‬ ‫أماكنها‪ ,‬فغبر الناس بذلك زمانا ال يكتبون إال منقوطا فكان مع استعمال النقط‬ ‫أيضا يقع التصحيف فأحدثوا اإلعجام‪ ,‬فكانوا يتبعون النقط واإلعجام فإذا أغفل‬ ‫االستقصاء عن الكلمة فلم توف حقوقها اعترى التصحيف فالتمسوا حيلة فلم‬ ‫يقدروا فيها إال على األخذ من أفواه الرجال بالتلقين‪)1(.‬‬

‫وفي كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪:‬واعلم أن الصدر األول أخذ القرآن‬ ‫والحديث من أفواه الرجال بالتلقين‪ ,‬ثم لما كثر أهل اإلسالم اضطروا إلى وضع‬ ‫النقط واإلعجام‪ ,‬فقيل‪:‬إن أول من وضع النقط مرار‪,‬واالعجام عامر‪,‬وقيل‪:‬‬ ‫الحجاج‪,‬وقيل أبو األسود الدؤلي بأمر علي"عليه السالم"‪)2(.‬‬

‫قلت‪ :‬الظاهر انه أبو األسود على ما يظهر من جماعة ذكروا فيه كيفية حدوث‬

‫وعلم النحو وأول من اخترعه وانه سمع قارئا يقرأ‪﴿:‬أَ َّن َّ‬ ‫اَّللَ بَ ِري ٌء ِمنَ‬ ‫سولُهُ﴾ التوبة‪ ,3:‬بجر رسوله فذهب إلى أمير المؤمنين عليه‬ ‫ْال ُم ْش ِر ِكينَ ۙ َو َر ُ‬ ‫السالم واخبره بذلك فكتب له صحيفة فيها أصول النحو وقال انح نحو هذا‪ ,‬وقال‬ ‫الشيخ أبو الخير سالمة بن عباس بن احمد الشامي النحوي المعروف في أوائل‬ ‫كتاب المصباح في النحو(‪:)3‬على ما حكي عنه‪ :‬ولما رسم علي بن أبي طالب"عليه‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفيات األعيان البن خلكان‪:‬ج‪ 2‬ص‪,32‬حرف الحاء‪,‬الحجاج بن يوسف‪.‬‬ ‫‪ -2‬كشف الظنون عن اسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,713‬باب الخاء المعجمة ذكر‬ ‫النقط واإلعجام في اإلسالم‪.‬‬ ‫‪ -3‬لم أقف على نسخة مطبوعة من الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫‪492‬‬

‫السالم" ألبي األسود الدؤلي حرفا يعلمها الناس حين فساد ألسنتهم بمعاشرة‬ ‫األعاجم كان أبو األسود ال يجب إن يظهر ذلك بخالفه على أهل زمانه ولم يزل‬

‫يدافع عن إظهاره حتى سمع قارئا يقرأ‪﴿:‬أَ َّن َّ‬ ‫اَّللَ بَ ِري ٌء ِمنَ ا ْل ُم ْش ِر ِكينَ ۙ‬ ‫سولُهُ﴾ التوبة‪,3:‬بكسر الالم فقال‪:‬ال يحل لي بعد ذلك إن اترك الناس فاستدعى‬ ‫َو َر ُ‬ ‫كاتبا مجيدا‪,‬وقال‪:‬إذا رأيتني قد ضممت فمي بخرف فأنقط نقطة بين يدي‬ ‫الحروف‪,‬وإذا رأيتني قد فتحت فمي فأنقط نقطة على أعاله‪,‬وإذا رأيتني قد كسرت‬ ‫فأنقط نقطة تحت الحرف‪,‬فإذا اتبعت ذلك غنة فاجعل النقطة نقطتين‪ ,‬ففعل فكان‬ ‫الشكل حينذاك نقطا‪,‬ثم لطفت الصناعة لطفا ورقت حاشيته تهذيبا حسنا وظرفا‬ ‫فاشتق للضمة من نقطها إذا أشبعتها في الشكل واو لطيفة وللفتحة ألف صغيرة‬ ‫وللكسرة مثلها من تحت فرقا الشتراك الجر والنصب في أشياء إلى آخر ما ذكره‪)1(.‬‬

‫وقال محمد بن بحر الرهني في الجزء األول من مقدمات علم القران على ما في‬ ‫سعد السعود‪:‬أن كل واحد من القراء قبل أن يتحدد القارئ الذي بعده كانوا ال‬ ‫يجيزون إال قراءته‪,‬ثم لما جاء القارئ الثاني انتقلوا عن ذلك المنع إلى جواز قراءة‬ ‫الثاني وكذلك في القراء السبعة‪,‬فاشتمل كل واحد منهم على إنكار قراءته‪ ,‬ثم عادوا‬ ‫إلى خالف ما أنكروه‪,‬ثم اقتصروا على هؤالء السبعة مع أنه قد حصل في علماء‬ ‫المسلمين والقائلين العالمين بالقراءة بالقرآن أرجح منهم‪,‬ومع أن زمان الصحابة ما‬ ‫كان هؤالء السبعة وال عددا معلوما من الصحابة للناس يأخذون القرآن عنهم‪)2(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر كتاب تاريخ االسالم للذهبي‪:‬ج‪ 5‬ص‪ ,278‬سنة ‪" 80 – 61‬الطبقة السابعة " ذكر أهل‬ ‫هذه الطبقة "الكنى"‪.‬‬ ‫‪ -2‬سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪ ,227‬فصل فيما نذكره من الجزء األول من مقدمات‬ ‫علم القرآن تصنيف محمد ابن بحر الرهني ذكر في أول كراس منه ما وجده من اختالف القراءة‪.‬‬

‫‪493‬‬

‫وفي الكشاف في سورة اإلنعام‪ :‬وأما قراءة ابن عامر‪ ﴿:‬قَتْ َل أَ ْو َال ِد ِه ْم ُ‬ ‫ش َر َكا ُؤ ُه ْم﴾‬ ‫وجر الشركاء على إضافة القتل إلى‬ ‫اإلنعام‪ ,137 :‬برفع القتل ونصب األوالد‬ ‫ّ‬ ‫الشركاء‪،‬والفصل بينهما بغير الظرف‪،‬فشيء لو كان في مكان الضرورات وهو‬ ‫الشعر‪،‬لكان سمجا ً مردوداً‪ ،‬كما سمج وردّ‪" ,‬ز ّج القلوص أبى مزاده"‪ ,‬فكيف به‬ ‫في الكالم المنثور‪،‬فكيف به في القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته‪,‬والذي حمله‬ ‫على ذلك أن رأى في بعض المصاحف شركائهم مكتوبا ً بالياء‪,‬ولو قرأ بجر األوالد‬ ‫والشركاء‪ -‬ألن األوالد شركاؤهم في أموالهم لوجد في ذلك مندوحة عن هذا‬

‫االرتكاب‪ )1(.‬وقال في سورة النساء‪:‬وقوله تعالى‪َ ﴿:‬واتَّقُوا َّ‬ ‫سا َءلُونَ ِب ِه‬ ‫اَّللَ الَّذِي تَ َ‬ ‫ام﴾ النساء‪,1:‬انه قرء بالحركات الثالث‪ ,‬قال‪ :‬والجر على عطف الظاهر‬ ‫َو ْاأل َ ْر َح َ‬ ‫على المضر وليس بسديد ّ‬ ‫ألن الضمير المتصل متصل كاسمه‪ ،‬والجار والمجرور‬ ‫كشيء واحد‪ ،‬فكانا في قولك " مررت به وزيد " و " هذا غالمه وزيد " شديدي‬ ‫االتصال‪ ،‬فلما اشتد االتصال لتكرره أشبه العطف على بعض الكلمة‪ ،‬فلم يجز‬ ‫ووجب تكرير العامل‪ ,‬إلى إن قال‪ :‬وقد تمحل لصحة هذه القراءة بأنها على تقدير‬ ‫تكرير الجار‪)2(.‬‬

‫قلت‪ :‬وقراءة الجر قراءة حمزة‪ ,‬قال الشيخ الرضي في الرد على استدالل الكوفيين‬ ‫لجواز العطف على الضمير المجرور بال إعادة الجار بقراءة حمزة إن هذا بناء‬ ‫على مذهب الكوفيين وهو كوفي وال نسلم تواتر القراءات السبع‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 2‬ص‪,70‬سورة اإلنعام‪.137:‬‬ ‫‪ -2‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,462‬سورة النساء‪. 1:‬‬ ‫‪ -3‬شرح الرضي على الكافية لرضي الدين االستربادي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,336‬في العطف على‬ ‫الضمير المرفوع والمجرور‪,‬علما إن الكالم المتأخر لم أقف عليه في النسخة التي‬ ‫اطلعت عليها‪.‬‬ ‫‪494‬‬

‫إذا كان المراد كل حرف منها ال إنكار إن يكون فيها متواتر للقطع باشتمالها على‬ ‫المتواتر ال يقال إن تم هذا كانت جميع القراءات متواترة‪ ,‬إذ ما من قراءة إال‬ ‫وبعض ما الفت منه بل أكثره متواتر‪ ,‬وهو مواقع اإلجماع كبسم هللا والعالمين‬ ‫والدين وإياك نستعين وأهدنا والمستقيم وأنعمت والمغضوب وال الضالين‪,‬فانه‬ ‫مشترك بين الكل مع تواتره‪ ,‬بل اغلب مواقع اإلجماع بين كثير منها فضال عن‬ ‫اجتماع الكل متواتر‪ ,‬النا نقول‪ :‬إنما أرادوا بالبعض المذكور ما به االمتياز‪,‬‬ ‫والمعنى إن ما يفارق به غير السبع السبع مثال ال متواتر فيه بخالف السبع فان ما‬ ‫تفارق به غيرها أكثره متواتر‪ ,‬لكن لنا بعد ذلك كله في التواتر نظر فان تواتر ما‬ ‫به امتياز كل قراءة عن البواقي مع عدم علم صاحبها بمكانه من البعد‪ ,‬كيف يطلع‬ ‫من جاء بعدهم على تواتر الجميع وال يطلع بعضهم على بعض مع أنها من فن‬ ‫واحد والمآخذ واحد! إن هذا خارج عن مجاري العادات‪ ,‬أم كيف يصح هذا وكل‬ ‫إمام زمان منع من إن يؤخذ إال بقراءته! ومن ثم اتخذها طريقة وكذلك أهل زمانه‬ ‫الذين يعتدون به‪ ,‬فكيف صار من جاء بعد الكل يجيزون الكل ويزعمون إن‬ ‫جميعها متواتر! وان كل واحد منها جاء على وجه من الوجوه التي نزل بها‬ ‫الكتاب! أتراهم اطلعوا على ما لم يطلع عليه األئمة وأهل زمانهم وعرفوا من‬ ‫وجوه القراءات ما لم يعترفوا! غير إن هذا كله ال يقدح في دعوى وجوب‬ ‫االقتصار على السبع أو العشر‪ ,‬وذلك الن يقين البراءة إنما يحصل باالقتصار‬ ‫عليها إذ ال كالم في األخذ بها إال ما علم شذوذه أو رفضه إنما الكالم فيما عداها‪.‬‬ ‫انتهى‪.‬‬ ‫ومما يظهر منه الطعن على قراءة كثير من تلك القراءات اشتراطهم في صحة‬ ‫القراءة موافقتها ألحد المصاحف العثمانية وان ما خالفها شاذ ضعيف مع مخالفة‬ ‫كثير منها لجميعها‪.‬‬ ‫‪495‬‬

‫قال السيوطي في اإلتقان‪ :‬قال أبو الخير بن الجزري‪ :‬قال في أول كتابه النشر‪:‬‬ ‫كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتماال‬ ‫وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي ال يجوز ردها وال يحل إنكارها‪ ,‬بل هي‬ ‫من األحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها‪ ,‬سواء كانت‬ ‫عن األئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من األئمة المقبولين‪ ,‬ومتى اختل‬ ‫ركن من هذه األركان الثالثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة‪ ,‬سواء كانت‬ ‫عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم‪ ,‬هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف‬ ‫والخلف صرح بذلك الداني ومكي والمهدوي وأبو شامة‪ ,‬وهو مذهب السلف الذي‬ ‫ال يعرف خالفه‪ ,‬قال أبو شامة في المرشد الوجيز ال ينبغي أن يغتر بكل قراءة‬ ‫تعزى إلى أحد السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة وأنها أنزلت هكذا إال إذا دخلت‬ ‫في ذلك الضابط‪ )1(.‬وقال المكي ‪ :‬واألصل المعتمد عليه صحة السند في السماع‬ ‫واستقامة الوجه في العربية وموافقة الرسم‪ .‬وقال الكواشي‪ :‬كل ما صح سنده‬ ‫واستقام وجهه في العربية ووافق خط المصحف اإلمام فهو من السبعة‬ ‫المنصوصة ومتى فقد شرط من الثالثة فهو الشاذ‪ )2(.‬إلى غير ذلك من كلماتهم‬ ‫التي جمعها في اإلتقان ولما رأى الجزري مخالفة كثير من السبع لمرسوم الخط‬ ‫زاد في الشرط الثاني قوله ولو احتماال وقال ‪َ :‬وقَ ْولُنَا " َولَ ِو ا ْحتِ َما ًل " نَ ْعنِي ِب ِه َما‬ ‫ِين﴾ فإنه كتب في الجميع بال ألف فقراءة‬ ‫َوافَقَهُ َولَ ْو ت َ ْقد ً‬ ‫ِيرا‪ :‬ك ﴿ َم ِل ِك َي ْو ِم الدّ ِ‬ ‫الحذف توافقه تحقيقا وقراءة األلف توافقه تقديرا لحذفها في الخط‬ ‫اختصارا‪.‬انتهى‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,259-258‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع‬ ‫والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪:‬ص‪.276‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪:‬ص‪.260‬‬ ‫‪496‬‬

‫وهذا كالم تضحك منه الثكلى إذ فتح باب الموافقة التقديرية خرج عن أصل‬ ‫االشتراط‪ ,‬فان كل كلمة قرئت بوجه صحيح أو غير صحيح توافق المرسوم قطعا‬ ‫إما تحقيقا أو تقديرا فأين موضع المخالفة؟ مع انه ال يصدق توافق الكلمتين عرفا‬ ‫إال إن يكون تحقيقا فأن التوافق التقديري نظير توافق الخمسة للعشرة لو سقط منها‬ ‫خمسة وكونهم كتبوا "ملك" بال إلف و"نبغ" بدون ياء مثال لالختصار دعوى ال‬ ‫شاهد لها بل غير جائز‪ ,‬كترخيم ما وقع منادى في القران لذلك إال إن يثبت جواز‬ ‫القراءة باألصل والمرسوم كليهما ومعه يسقط اعتبار هذا الشرط‪ ,‬ولهم في هذا‬ ‫المقام كلمات متهافتة وعبارات متضادة تنبئ عن اجتثاث أصلها واضطراب‬ ‫فرعها أنزه الكتاب عن نقلها وفيما ذكرناه كفاية للمتأمل البصير‪.‬‬ ‫و‪ :‬إن تلك القراءات واالختالفات لو كانت مسندة إلى النبي "صلى هللا عليه واله"‬ ‫ومنتهية إليه "ص" لكان ضبطها وتحملها من أهم األمور التي ينبغي االهتمام بها‬ ‫واالعتناء بحفظها وحراستها‪ ,‬وأحق الناس بذلك الذين وقفوا أنفسهم على مرضات‬ ‫هللا ورسوله ونشر إحكامه وإتباع حرامه وحالله وهم الخلص من األصحاب الذين‬ ‫اتبعوا نبيهم في حياته ولم يخالفوه بعد وفاته‪ ,‬ثم من كان تالهم من رواة أصحابنا‬ ‫األمامية الذين لوالهم الندرست اثأر النبوة وانطمست إعالم الهداية وكان عليهم إن‬ ‫يتلقونها خلفا عن سلف ويحرسونها عن الضياع والتلف ويحفظونها عن تطرق‬ ‫الشبهات واالرتياب بالسؤال عمن هم المرجع واليهم المآب‪ ,‬ومعه كان يكثر فيهم‬ ‫التصنيف في هذا الباب ولم يفتقر أصحابنا إلى النزول بعقوة دار شيعة ابن‬ ‫الخطاب‪ ,‬ولما اشتهر نسبة كل قراءة إلى طاغوت من إتباع ابن عفان بحيث يشتبه‬ ‫كون التواتر الدائر على األلسن إليهم أو إلى من نزل عليه القران‪ ,‬وإذا سرحت‬ ‫بريد الطرف إلى تلك األكناف والربوع تراهم خالية عن هؤالء الجموع وترى أول‬ ‫طبقات المتسمين بالقراء هم الذين استبدوا اآلراء ولم يبايعوا إمام زمانهم أمير‬ ‫‪497‬‬

‫المؤمنين واعتزلوا عن معسكره بصفين‪ ,‬ثم مدائمة الضالل لها باعا واتخذوها‬ ‫لسوقهم الكاسد متاعا فألفوا وصفقوا ودونوا فأكثروا وتزينوا بها المجالس‬ ‫والمحافل واشتغلوا الناس بها عن تحصيل الفواضل واكتساب الفضائل وجعلوا‬ ‫الكتاب المكنون الذي ال يمسه إال المطهرون غرضا لنبال الرموز واإلشارة عن‬ ‫اسأمي طواغيت صادين عما ينفع في اآلخرة‪ ,‬فترى القران كشمس منيرة غشها‬ ‫سحاب مظلم مركوم أو ما عذب في إناء بالقطران مختوم‪ ,‬وقد نقل المخالفون‬ ‫الذين هم األصل في ذلك إن الصحابة كانوا يمنعون إن يكتب في المصحف ما‬ ‫ليس منه كأسماء السور وآمين واإلعشار ذكره السيوطي في اإلتقان‪)1(.‬‬

‫وأل أمر أولياء الرحمن الذين نزل لهم وعليهم القران إلى إن اقتربوا مع كل مارد‬ ‫وشيطان شاع في النقل قرء علي "عليه السالم" أو محمد بن علي أو جعفر بن‬ ‫محمد "عليهما السالم" وفالن وفالن ممن نصبوا عداوتهم في السر واإلعالن‬ ‫وتكاد تميز من غيظهم النيران كذا أو كذا‪ ,‬وأين هذا من احترام مقدس الحضرة‬ ‫النبوية وأعال شأن الكلمة العلوية‪ ,‬فان كان ما نقل عن تلك البيوت المطهرة صدقا‬ ‫وحجة فينبغي االقتصار عليه‪ ,‬إذ ال فائدة في االقتران إال التأييد المنفي في المقام‪,‬‬ ‫وإال فال فائدة في النقل غير انخراط اسأميهم الشريفة في سلك اسأمي أعدائهم‬ ‫الموهم لقرب مقام بعضهم مع بعض وقد قال أمير المؤمنين"ع" ما معناه‪ :‬الدهر‬ ‫أنزلني ثم أنزلني حتى يقال معاوية وعلي‪.‬‬ ‫سبِي ِله ‪ ،‬جعلها في جماعــــــة‬ ‫وفي الخطبة الشقيقية‪َ :‬حتَّى إِذَا َم َ‬ ‫ضى ‪ -‬أي عمر ‪ِ -‬ل َ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,267‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬

‫‪498‬‬

‫زعم أني أحدهم فيا هلل وللشورى متى اعترض الريب في مع األول حتى صرت‬ ‫اقرن إلى هذه النظائر‪.‬الخ‪)1(.‬‬

‫ز‪ :‬انه ليس لما ذكروه من االختالفات وادعوه من تعدد القراءات سند واحد معتبر‬ ‫متصل إلى النبي "صلى هللا عليه واله" فضال عن تعدده وتكثره‪ ,‬فضال عن‬ ‫اجتماعه لشرائط التواتر‪ ,‬وما في المدارك عن جده الشهيد من إن بعض محققي‬ ‫القراء افرد كتابا في أسماء الرجال الذين نقلوا هذه القراءات في كل طبقة وإنهم‬ ‫يزيدون عما يعتبر في التواتر موهون‪)2(.‬‬

‫أوال‪ :‬بأن عرضه االنتهاء كل إلى القراء السبعة ال إلى النبي "صلى هللا عليه واله"‬ ‫كما أشار إليه شارح الوافية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬بان السند الموجود في كتبهم المعتبرة الذي عليه عول محققوهم موضوع‬ ‫مدلس من جهات مع إن دأب أصحاب األسانيد وطريقتهم في مقام االختصار هو‬ ‫ذكر السند الصحيح المعتبر‪ ,‬فكيف بما لم يذكروه وحذقوه وأشار إليه من ال يعرف‬ ‫حاله! بل الظاهر من كثير منهم انحصار الطريق فيما ذكره خصوصا في بعض‬ ‫الطبقات وال بأس بذكره وبعض ما فيه‪.‬‬ ‫فنقول‪ :‬ذكر محمد بن محمود سبط أبي الليث السمرقندي وهو من أكابر محققيهم‬ ‫في هذا الفن في كتابيه في القراءة‪,‬ووافقه في أكثر ما ذكره السيوطي والنيشابوري‬ ‫وابن خلكان والشيخ أبو علي الطبري رحمه هللا وغيرهم ما حرره‪.‬‬ ‫نافع‪ :‬وهو أبو رويم أو أبو عبد هللا أو أبو عبد الرحمن أو أبو الحسن نافع بن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬نهج البالغة للشريف الرضي‪:‬ص‪,49‬الخطبة الشقشقية)‬ ‫‪ -2‬مدارك اإلحكام للسيد محمد العاملي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,338‬في فصول اإلقامة‪.‬‬ ‫‪499‬‬

‫عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني مولى بني ليث األصفهاني األصل المتوفي سنة‬ ‫‪ 169‬أو سنة ‪ 167‬أو سنة ‪ 166‬في خالفة الهادي‪ ,‬يروى عن خمسة‪ :‬وهم أبو‬ ‫جعفر يزيد بن قعقاع المدني مولى عبد هللا بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي‪,‬‬ ‫وأبو داود عبد الرحمن بن هرمز األعرج‪ ,‬وشيبة بن نصاح القاضي‪ ,‬وأبو عبد هللا‬ ‫بن مسلم بن جندب الهذلي القاضي‪ ,‬وأبو روح يزيد بن رومان المدنس مولى‬ ‫الزبير بن العوام‪ ,‬والخمسة يروى عن أبي هريرة وعبد هللا بن عباس وعبد هللا بن‬ ‫عياش المتقدم‪ ,‬والثالثة تروي عن أبي بن كعب عن رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله" وفي تاريخ ابن خلكان في ترجمة يزيد بن رومان مكان أبي هريرة عروة‬ ‫بن الزبير‪)1(.‬‬

‫ابن كثير‪ :‬وهو أبو معبد عبد هللا بن كثير الداري أو الدارمي المكي مولى عمرو‬ ‫بن علقمة الكتابي المتوفي سنة ‪ 120‬قرء على ثالثة‪ :‬وهم عبد هللا بن السائب‬ ‫المخزومي من الصحابة‪ ,‬وأبو الحجاج مجاهد بن جبير مولى قيس بن السائب‪,‬‬ ‫ودرباس مولى ابن عباس‪ ,‬واألول يروي عن أبي بن كعب عن النبي "صلى هللا‬ ‫عليه واله"‪ ,‬واآلخرين عن ابن عباس عن أبي بن كعب وزيد بن ثابت عنه"ص"‪.‬‬ ‫أبو عمرو‪ :‬وهو الزيان أو العريان أو يحيى أو جزء أو عييبة أو محبوب أو اسمه‬ ‫كنيته كما اختاره المبرد وصاحب الوفيات ابن العالء بن عمار بن العريان بن عبد‬ ‫هللا بن الحصين التميمي المازني البصري أو عمار بن عبد هللا بن الحصين بن‬ ‫الحارث بن جلهم بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم المتوفي سنة‬ ‫‪ 154‬أو سنة ‪157‬او سنة ‪ 159‬يروي من أهل مكة‪ :‬عن مجاهد بن جبير وسعيد‬ ‫بن جبير‪ ,‬وعكرمة بن خالد‪ ,‬وعطاء بن رياح‪ ,‬وعبد هللا بن كثيــــر‪,‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفيات األعيان البن خلكان‪:‬ج‪ 6‬ص‪,277‬حرف الياء‪,‬يزيد بن رومان‪.‬‬ ‫‪500‬‬

‫ومحمد بن عبد الرحمن بن محتصن‪ ,‬وحميد بن قيس األعرج‪ ,‬ومن أهل المدينة‪:‬‬ ‫عن يزيد بن قعقاع‪ ,‬ويزيد بن رومان‪ ,‬وشيبة بن نصاح‪ ,‬ومن أهل البصرة‪ :‬الحسن‬ ‫بن أبي الحسن البصري‪ ,‬ويحيى بن يعمر‪ ,‬قال‪ :‬ويروون عن تقدم من الصحابة‬ ‫وغيرهم عنه "صلى هللا عليه واله" والذي تقدم منهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت‪,‬‬ ‫ويروى أبو عمرو عن ابن كثير أيضا‪ ,‬وذكر النيشابوري انه يروي عن مجاهد‬ ‫والسعيد عن ابن عباس عن أبي بن كعب‪)1(.‬‬

‫ابن عامر‪ :‬وهو أبو عمران عبد هللا بن عامر بن يزيد بن تميم اليحصبي الدمشقي‬ ‫القاضي المتوفي سنة ‪ 118‬يروي عن أبي الدرداء‪ ,‬عن النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله" وعن المغيرة بن شهاب المخزومي عن عثمان عن النبي"ص"‪ ,‬وقيل‪ :‬انه‬ ‫قرء علي على عثمان أيضا‪ ,‬وفي اإلتقان اخذ ابن عامر عن أبي الدرداء وأصحاب‬ ‫عثمان‪)2(.‬‬

‫وعاصم‪ :‬وهو أبو بكر عاصم بن أبي النجود‪,‬ويقال‪ :‬ابن بهدلة‪,‬وهي أمه كما قيل‬ ‫أو هو اسم أبي النجود مولى جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد المتوفي‬ ‫سنة ‪ 127‬أو سنة ‪ 128‬اخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن بن عبد هللا بن حبيب‬ ‫السلمي‪,‬وأبي مرة زر بن حبيش‪ ,‬واألول يروي عن زيد بن ثابت وأبي بن كعب‬ ‫وعلي بن أبي طالب "ع" وعبد هللا بن مسعود وابن عفان‪ ,‬والثاني يروي عن‬ ‫األخيرين والخمسة عن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ‪.‬‬ ‫وحمزة‪:‬وهو أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي المعروف‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير غرائب القران ورغائب الفرقان للنيسابوري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,10-9‬مقدمة المصنف‪,‬‬ ‫المقدمة األولى‪ ,‬ذكر القراء السبعة وتسمية نقلتهم من الرواة وطرقهم من الثقات‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,252‬النوع العشرون‪ :‬في معرفة حفاظه ورواته‪.‬‬ ‫‪501‬‬

‫بالزيات مولى إل عكرمة ابن ربعي التميمي أو الميمي أو التملي المتوفي سنة‬ ‫‪ 156‬في خالفة المنصور‪,‬اخذ القراءة عن أبي محمد بن سليمان بن مهران‬ ‫األعمش‪ ,‬ومحمد بن عبد الرحمن بن ليلى القاضي‪ ,‬وحمران بن أعين‪ ,‬وأبي‬ ‫اسحق السيبعي‪ ,‬ومنصور بن المعتمر‪ ,‬ومغيره بن مقسم‪ ,‬وجعفر بن محمد‬ ‫الصادق "عليهما السالم"‪,‬وذكر في اإلتقان‪:‬من مشايخه عاصم أيضا‪ )1(.‬وهؤالء‬ ‫يروون عن يحيى بن وثاب الكوفي‪,‬عن علقمة‪,‬واألسود‪,‬وعبيد بن نفيلة‪,‬وزر بن‬ ‫حبيش‪,‬وأبي عبد الرحمن السلمي جميعا‪,‬عن عبد هللا بن مسعود‪,‬عن رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه واله"‪ ,‬وذكر النيشابوري مع ابن مسعود علي بن أبي طالب "عليه‬ ‫السالم"(‪. )2‬‬

‫والكسائي‪ :‬وهو ابو الحسن علي بن حمزة بن عبد هللا بن عثمان بن بهمن بن‬ ‫فيروز أألسدي ‪ ،‬موالهم الكوفي النحوي الذي كان يشرب النبيذ ويأتي الغلمان‬ ‫ويؤدب ولدا الرشيد المتوفي سنة ‪ 189‬اخذ القراءة عن حمزة الزيات بسنده‬ ‫المتقدم‪ ,‬وعن عيسى بن عمر الهمداني‪ ,‬ومحمد لن أبي ليلى‪ ,‬ولم يذكر في الكتابين‬ ‫لهما سندا‪ ,‬أو في اإلتقان‪ :‬انه اخذ عن حمزة وأبي بكر بن أبي عياش وزاد في‬ ‫تاريخ ابن خلكان‪:‬سفيان بن عيينة‪)3(.‬‬

‫وقال السمرقندي‪ :‬إن أصل قراءته واعتماده على حمزة(‪ )4‬بسنده هذا ما ذكروه‬ ‫من األسانيد التي تلوح عنها اثأر الوضع وعالئم الكذب‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي ‪:‬ج‪ 1‬ص‪,252‬النوع العشرون‪,‬في معرفة حفاظه ورواته‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفسير غرائب القران ورغائب الفرقان للنيسابوري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,12‬مقدمة المصنف‪,‬‬ ‫المقدمة األولى‪ ,‬ذكر القراء السبعة وتسمية نقلتهم من الرواة وطرقهم من الثقات‪.‬‬ ‫‪ -3‬وفيات االعيان البن خلكان‪:‬ج‪ 3‬ص‪,296‬حرف العين‪ ,‬الكسائي‪.‬‬ ‫‪ -4‬أقول‪ :‬هذا رأي معروف‪,‬لكن لم أقف على هذا القول وفق تتبعي ومن هو المقصود‬ ‫بالسمرقندي؟ هل هو أبو الليث أو الدرامي أو عالء الدين أو ابو عمرو ابن الفاخر‪.‬‬ ‫‪502‬‬

‫وقال السيد السعيد في سعد السعود‪:‬ومن عجيب ما وقفت عليه ورويته من‬ ‫تفاسير القرآن المجيد واالختالف فيه نيل الموصوفين بالتأييد اقتصار كثير من‬ ‫المسلمين في المعرفة بمكيته من مدنيته وعدد آياته ووجوه قراءته على القراء‬ ‫السبعة والعشرة وعلى مجاهد وقتادة وعطاء والضحاك وأمثالهم‪ ,‬وقد كان ينبغي‬ ‫نقل ذلك مسندا عن المهاجرين األولين واألنصار السابقين والبدريين ومن كان‬ ‫حاضر ألول اإلسالم وأخره ومطلعا على سرائره‪ .‬انتهى‪)1(.‬‬

‫وهذا صريح في إنكاره ألصل تلك األسانيد وكفى به مكذبا‪ ,‬غير إنا نشير إلى‬ ‫بعض ما فيها من قرائن التدليس مضافا إلى إن ناقلها أحاد المخالفين الذين لم‬ ‫يوثقهم احد من أصحابنا كبعض من تقدمهم من رواتهم وعدم بلوغ طبقة واحدة‬ ‫س ْب ِعينَ ِمنَ‬ ‫منها إلى ادني مرتبة التواتر غير ما في اإلتقان‪ :‬من إن نَافِ ٌع يروي َع ْن َ‬ ‫التَّابِ ِعينَ ‪ )2(.‬وهو معارض بصريح كالم السمرقندي من إن مشايخه خمسة(‪)3‬‬

‫قال الزركشي‪ :‬والتحقيق أنها متواترة عن األئمة السبعة إما تواترها عن النبي‬ ‫"ص" ففيه نظر;فإن إسناد األئمة السبعة بهذه القراءات السبعة موجود في كتب‬ ‫القراءات‪,‬وهي نقل الواحد عن الواحد‪ )4(.‬وفيه عن مكي في كالم طويل يأتي‬ ‫بعضه‪:‬وأصح القراءات سندا نافع وعاصم وأفصحها أبو عمرو والكسائي‪)5(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪,283‬ذكر ما اتفقوا عليه من نزول السور واآليات‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,252‬النوع العشرون‪,‬في معرفة حفاظه ورواته‪.‬‬ ‫‪ -3‬كما أسلفنا سابقا عن اسم ومصدر السمرقندي‪.‬‬ ‫‪ -4‬البرهان للزركشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,319‬النوع الثاني والعشرون‪ :‬معرفة اختالف األلفاظ‬ ‫بزيادة أو نقص أو تغيير حركة أو إثبات لفظ بدل آخر)‬ ‫‪ -5‬نفس المصدر‪:‬ص‪.331‬‬

‫‪503‬‬

‫ومع تواتر الجميع ال معنى للصحيح واألصح‪ ,‬منها ما في طريق نافع وأبي‬ ‫عمرو‪ ,‬من إن ابن عباس يروي القراءتين عن أبي‪ ,‬وفي طريق ابن كثير انه اخذ‬ ‫قراءته عنه وعن زيد بن ثابت‪,‬وهو في الغرابة بمكان! فان ابن عباس من‬ ‫خصائص أصحاب أمير المؤمنين "عليه السالم" وكلما كان عنده خصوصا ما‬ ‫يتعلق بالقران فهو منسوب إليه "ع"‪ .‬قال في سعد السعود‪ :‬وإما ابن عباس كان‬ ‫تلميذ موالنا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب "عليه السالم" فهو من األمور‬ ‫المشهورة بين أهل اإلسالم‪ ,‬وقد ذكر محمد بن عمر الرازي في كتاب األربعين ما‬ ‫هذا لفظه‪ :‬ومنها علم التفسير وابن عباس رئيس المفسرين وهو كان تلميذ علي بن‬ ‫أبي طالب"ع"(‪.)1‬‬

‫والعجب إن زر بن حبيش وأبا عبد الرحمن السلمي يأخذان القراءة عنه"ع" وابن‬ ‫عباس الذي كان معه سفرا وحضرا سرا وعالنية يأخذها عن غيره! وفي السيرة‬ ‫النبوية للسيد احمد الشافعي المعاصر المفتي بمكة المعظمة‪:‬عن ابن عباس‪ :‬كل ما‬ ‫تكلمت به في التفسير فإنما أخذه عن علي"ع"‪ )2(.‬وأعجب من ذلك كله اخذ الغير‬ ‫عن زيد بن ثابت العثماني‪ ,‬وقد كان بينهما غاية المنافرة والمخاصمة على ما‬ ‫يظهر من إخبار الفرائض والمواريث!‪.‬‬ ‫وأيضا ذكر ابن األثير الجزري في أسد الغابة في معرفة الصحابة‪ :‬عن ابن منده‬ ‫وأبي نعيم وابن عبد البر إن ابن عباس يروي عن علي "عليه السالم" وعمر‬ ‫ومعاذ بن جبل وأبي ذر‪ )3(.‬ولم يذكروا غيرهم وأيضا تقدمت إخبار كثيرة وتأتي‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬سعد السعود البن طاووس ‪:‬ص‪ , 266‬رأي الفراء في قوله تعالى"يسارعون في الخيرات" ورأي‬ ‫المصنف في ذلك‪.‬‬ ‫‪ -2‬السير الحلبية للحلبي ‪:‬ج‪ 2‬ص‪.474‬‬ ‫‪ -3‬أسد الغابة البن االثير‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,291‬حرف العين باب العين‪ ،‬والباء"‪ "3037‬عبد هللا بن عباس‬ ‫بن عبد المطلب‪.‬‬ ‫‪504‬‬

‫مثلها في مخالفة كثيرة من قراءة ابن عباس لقراءة جميع السبعة وزيادة حروف‬ ‫فيها ليست في المشهورة‪.‬‬ ‫منها‪ :‬ما في طريق نافع إن أبا هريرة‪ ,‬اخذ القراءة عن أبي مع ما ذكروا في حقه‬ ‫انه بعد إسالمه في عام فتح خيبر الزم النبي "صلى هللا عليه واله" وواظب عليه‬ ‫رغبة في العلم‪ ,‬فدعا رسول هللا "صلى هللا عليه واله" وكان يقول‪ :‬إنكم تقولون أن‬ ‫أبا هريرة يكثر الحديث عنه "ص"‪ ,‬وهللا الموعد كنت رجال مسكينا أخدم رسول‬ ‫هللا "صلى هللا عليه واله" على ملء بطني‪ ,‬وكان المهاجرون يشغلهم الصفق‬ ‫باألسواق‪,‬وكانت األنصار يشغلهم القيام على أموالهم‪)1(.‬وقال البخاري ‪ :‬روى‬ ‫عنه أكثر من ثمانمائة رجل من صاحب وتابع‪ )2(.‬فكيف لم يأخذ قراءته‬ ‫عنه"ص"! مع هذه المواظبة الشديدة في تلك المدة الطويلة وأخذها عمن كان‬ ‫بزعمه مشغوال بما له!‪.‬‬ ‫منها‪ :‬انتهاء طريق قراءة نافع إلى أبي بن كعب‪ ,‬وقد مر مشروحا إن عثمان اجمع‬ ‫الناس على قراءة زيد‪ ,‬وهي التي بأيدي الناس‪ ,‬واتلف سائر القراءات الستة التي‬ ‫منها قراءة أبي‪ ,‬وقد مر أيضا إنكاره لكثير من القراءات الشائعة الموافقة لقراءة‬ ‫نافع وغيره‪ ,‬ومخالفة كثير من قراءته لقراءة السبعة‪ ,‬وقد ذكرنا بعضها ومن أراد‬ ‫الزيادة فليراجع الكشاف فقد ذكر منها شطرا وافيا‪.‬‬ ‫منها‪ :‬ما في طريق ابن كثير وأبي عمرو وعاصم من انتهاء قراءتهم إلى أبي بن‬ ‫كعب وزيد بن ثابت‪ ,‬إذ لم يكن الحل واحد منها إال قراءة واحدة مختصة به علــى‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر صحيح مسلم‪:‬ج‪ 4‬ص‪,939‬ح‪ 44 - ,2492‬كتاب فضائل الصحابة ‪35 -‬‬ ‫باب من فضائل أبي هريرة الدوسي ‪.‬‬ ‫‪ -2‬االستيعاب البن عبد البر‪:‬ج‪ 4‬ص‪,1771‬باب الهاء"‪ "3208‬أبو هريرة الدويسي‪.‬‬ ‫‪505‬‬

‫القول بتعدد القراءات‪ ,‬بل وعلى المختار لما اشرنا إليه من إنكار بعضهم لبعض‪,‬‬ ‫نعم لما كان سبب اختالف كثير من القراءات السبعة تردد رسم المصاحف‬ ‫واحتماله لوجوه أو اختالفها‪ ,‬وقد وضعت جميعها على قراءة زيد يمكن فرض‬ ‫التعدد بالنسبة إليه وفيه أيضا تأمل لكون منشأ تلك االختالفات هل الجهل أو الغفلة‬ ‫أو التصرف العمد لإلغراض الفاسدة كما مر مشروحا‪.‬‬ ‫منها‪ :‬ما في طريق أبي عمرو من إن الحسن البصري يروي عن أبي وقد تولد‬ ‫الحسن لسنتين بقينا من خالفة عمر كما في تاريخ ابن خلكان(‪ )1‬ويظهر من ابن‬ ‫حجر أيضا ألنه قال‪ :‬مات سنة عشر ومات وقد قارب التسعين‪)2(.‬وقد تقدم إن‬ ‫األصح إن أبي مات في خالفة عمر وعلى القول األخر كان عمره حين وفاة أبي‬ ‫إحدى عشرة سنة فكيف اخذ القراءة عنه‪.‬‬ ‫منها ما في طريق ابن كثير من انه اخذ القراءة عن عبد هللا بن السائب المخزومي‬ ‫على ما صرح به السيوطي في اإلتقان(‪ )3‬والسمرقندي(‪)4‬مع إن ابن عبد البر‬ ‫وابن منده وأبا نعيم صرحوا على ما في أسد الغابة البن األثير الجزري‪ :‬إن ابن‬ ‫كثير قرء على مجاهد وقرء مجاهد على عبد هللا ثم إن عبد هللا كان شريك النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله" في الجاهلية على ما في الكتاب المذكور(‪ )5‬عن هشام بن‬ ‫محمد الكلبي فهو أقدم من أبي فيبعد إن ال يكون اخذ القراءة عنه "ع" وأخذها عن‬ ‫أبي مع أنهم لم يصرحوا في ترجمته توسيط أبي‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفيات األعيان‪:‬ج‪ 2‬ص‪,72‬حرف الحاء‪,‬الحسن البصري‪.‬‬ ‫‪ -2‬تقريب التهذيب البن حجر‪ :‬ص‪,160‬رقم الترجمة"‪"1227‬حرف الحاء‪,‬من اسمه حبان‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,252‬النوع العشرون‪,‬في معرفة حفاظه ورواته‪.‬‬ ‫‪ -4‬لم أتوصل للمصدر المقصود لألسباب التي ذكرناها أنفا‪.‬‬ ‫‪ -5‬أسد الغابة‪:‬ج‪ 4‬ص‪,402‬حرف القاف‪ "4352" ,‬قيس بن السائب بن عويمر‪.‬‬ ‫‪506‬‬

‫منها‪ :‬إن أبا عمرو يروي عن ابن كثير أيضا‪ ,‬وكيف كان يروي عنه وال يجوز‬ ‫احدهما القراءة بقراءة األخر على ما صرح به محمد بن بحر الرهني والشيخ‬ ‫الرضي كما تقدم!‪.‬‬ ‫منها‪:‬إن ابن عامر اخذ عن أبي الدرداء‪ ,‬وقد تقدم في الدليل الخامس عن الراغب‬ ‫وغيره تصديقه لقراءة عبد هللا بن مسعود المغاير لقراءة السبعة على نحو يظهر‬ ‫منه تكذيبه لها وتقدم أيضا أخذه عنه‪.‬‬ ‫منها‪ :‬ذكر علي ابن أبي طالب "عليه السالم" في طريق عاصم مع زيد وأبي وابن‬ ‫مسعود وابن عفان الظاهر في اتحاد قراءتهم‪ ,‬وفيه مضافا إلى ما تقدم ويأتي من‬ ‫مخالفة قراءة علي "عليه السالم" للقراءة المشهورة‪ ,‬وعدم معهودية القراءة عليه‬ ‫وإال ألخذ عنه "ع" من كان اقرب إليه ما ذكره الطبرسي رحمه هللا في سورة‬ ‫الكهف ما لفظه‪ :‬القراءة‪ :‬قرأ أبو بكر في رواية األعشى‪ ،‬والبرجمي عنه‪ ،‬وزيد‬ ‫ِب الَّذِينَ َكفَ ُروا ﴾الكهف‪ ,102:‬برفع الباء‪ ،‬وسكون السين‪،‬‬ ‫عن يعقوب‪﴿ :‬أَفَ َحس َ‬ ‫وهو قراءة أمير المؤمنين "عليه السالم"‪ ،‬وابن يعمر والحسن ومجاهد وعكرمة‬ ‫وقتادة والضحاك‪،‬وابن أبي ليلى‪ ،‬وهذا من األحرف التي اختارها أبو بكر وخالف‬ ‫عاصما فيها‪ ،‬وذكره أنه أدخلها في قراءة عاصم من قراءة أمير المؤمنين عليه‬ ‫السالم حتى استخلص قراءته‪)1(.‬وقال في سورة الطالق‪ :‬قرأ الكسائي وحده‪:‬‬ ‫(عرف) بالتخفيف‪ .‬واختاره أبو بكر بن عياش‪ ،‬وهو من الحروف العشر التي قال ‪:‬‬ ‫إني أدخلتها في قراءة عاصم من قراءة علي بن أبي طالب عليه السالم‪)2(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 6‬ص ‪,390‬سورة الكهف‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪:‬ج‪ 10‬ص‪,52‬سورة التحريم‪.‬‬

‫‪507‬‬

‫وهذا صريح في عدم انتهاء قراءة عاصم إليه "ع" وان كان في دعوى أبي بكر‬ ‫انحصار المخالفة في الحروف العشرة ما ال يخفى‪ ,‬وأيضا فان قراءة زيد بن علي‬ ‫بن الحسين "عليهما السالم" تخالف قراءة عاصم كما يأتي اإلشارة إلى بعضها‪,‬‬ ‫وقد تقدم نصه على إن قراءته هي قراءة أمير المؤمنين عليه السالم‪.‬‬ ‫منها‪ :‬ذكر عبد هللا بن مسعود في طريق عاصم وانتهاء قراءة حمزة إليه‪ ,‬وفيه‬ ‫مضافا إلى ما تقدم من اتحاد قراءته إن مخالفة قراءته للقراءة المشهورة أوضح‬ ‫من نار على علم‪ ,‬وقد تقدم إنكاره لها وإنكارهم لقراءته وإحراقهم لمصحفه‪ ,‬وقد‬ ‫مر بعض ما في مصحفه مما يخالف المشهور والباقي موكل إلى الكشاف وأمثاله‪.‬‬ ‫منها‪ :‬ما ذكره السمرقندي والنيشابوري(‪ )1‬في طريق عاصم إن أبا عبد الرحمن‬ ‫عبد هللا بن حبيب السلمي هو معلم الحسن والحسين "عليهما السالم" وزاد الثاني‬ ‫في حياة رسول هللا "صلى هللا عليه واله" ‪ ,‬خذلهم هللا ما أجراهم علم وعلى انتهاك‬ ‫حرمة الرسول"صلعم" وما اقل حياء من يدعي العلم واإليمان‪ ,‬ثم يرى ويكتب‬ ‫مثل هذا البهتان الذي ال يتحمله إال الظلوم الجهول من اإلنسان‪ ,‬فليتهم قلدوا قرينهم‬ ‫في الهاوية وابن خالهم يزيد بن معاوية‪ ,‬حيث يقول وهو في مقامه من العناد‬ ‫مشيرا إلى موالنا السجاد "عليه السالم"‪ :‬انه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا‪ ,‬ثم إن‬ ‫أحدا من العلماء الرجال لم يذكر السلمي في الصحابة مع استقصائهم لكل من‬ ‫احتمل في حقه المصاحبة‪ ,‬وأنهاهم الجزري في أسد الغابة إلى سبعة اإللف‬ ‫وخمسمائة واستدرك كل ما فات عن صاحب االستيعاب وغيره وليس فيهم‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير غرائب القران ورغائب الفرقان للنيسابوري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,11‬مقدمة المصنف‪,‬‬ ‫المقدمة األولى‪ ,‬ذكر القراء السبعة وتسمية نقلتهم من الرواة وطرقهم من الثقات‪.‬‬

‫‪508‬‬

‫عبد هللا بن حبيب‪ ,‬والبرقي من أصحابنا ذكره في عداد خواص أمير المؤمنين‬ ‫"عليه السالم" فكيف كان معلما لهما "ع" في عهده"ص" فالحمد هلل الذي افتضح‬ ‫الكاذب ورماهم بأيدينا بشهاب ثاقب‪.‬‬ ‫منها‪:‬عد موالنا الصادق "عليه السالم" من مشايخ حمزة في عداد األعمش‬ ‫والسبيعي وابن أبي ليلى‪ ,‬وأخذه القراءة عن يحيى بن وثاب‪ ,‬وانتهاء قراءته "عليه‬ ‫السالم" إلى عبد هللا بن مسعود‪ ,‬ولنعم ما قيل‪ :‬إال أيها الساقي أدر كأسا‬ ‫وناولها‪)1(.‬وفيه إنحاء من الكذب الصريح ال يخفى على ذي شعور فيما أخذه "ع"‬ ‫القراءة عن يحيى كتعلم الحسنين "عليهما السالم" على السلمي وقد تقدم في الخبر‬ ‫الصحيح نصه"ع" على إن قراءته موافقة لقراءة أبي‪.‬‬ ‫وفي مجمع البيان في سورة األنبياء‪ :‬قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر‪( :‬وحرم) بكسر‬ ‫الحاء بغير ألف‪.‬والباقون‪(:‬وحرام) وهو قراءة الصادق عليه السالم‪ )2( .‬وروى‬ ‫السياري في كتاب القراءات‪ ,‬عن البرقي‪ ,‬عن ابن أبي عمير‪ ,‬عن بعض أصحابه‪,‬‬ ‫عن أبي عبد هللا "عليه السالم"‪ ,‬قال‪ :‬ال يقرأ "وحرم" على قرية‪ .‬وعن ابن‬ ‫مسكان‪ ,‬عن زيد الشحام‪ ,‬قال‪ :‬قلت ألبي عبد هللا "عليه السالم"‪ :‬أحرف في‬ ‫القران" وحرم "فقال"ع" اغرب اغرب إنما هي "وحرام"‪ )3(.‬إلى غير ذلك من‬ ‫اإلخبار التي تأتي والغرض التنبيه على مخالفة حمزة لقراءته "ع" ثم إن في‬ ‫التفريق بينه"ع" وبين جده"ص" بجعله في طريق حمزة وجعل أمير المؤمنين‬ ‫"ع" في طريق عاصم الالزم منه اختالف قراءتهما "ع" ما تضحك منه الثكلى‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬هذا صدر البيت وعجزه " بدا لي العشق ميسورا فأضحى يسره عسرا " للشاعر‬ ‫حافظ الشيرازي‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 7‬ص‪,110‬سورة األنبياء‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري ‪ :‬ص‪ 89‬ح‪ 346‬و ‪,349‬سورة األنبياء‪.‬‬ ‫‪509‬‬

‫منها‪ :‬إن جماعة مما ذكروه وأدرجوا في تلك األسانيد المجعولة‪ ,‬كمجاهد وسعيد‬ ‫بن جبير واألعمش والحسن‪ ,‬تخالف كثير من قراءتهم لقراءة السبعة‪ ,‬كما ال يخفى‬ ‫على مراجع الكشاف ومجمع البيان في األخير في ذكر اسأمي القراء المشهورين‬ ‫إما المدني فأبو جعفر يزيد بن القعقاع وليس من السبعة‪.‬‬ ‫وغرضه إن قراءته غير قراءتهم وفي اإلتقان‪ :‬قال القاضي جالل الدين البلقيني‪:‬‬ ‫القراءة تنقسم إلى متواتر وآحاد وشاذ فالمتواتر القراءات السبعة المشهورة‬ ‫واآلحاد قراءات الثالثة التي هي تمام العشر ويلحق بها قراءة الصحابة والشاذ‬ ‫قراءات التابعين كاألعمش ويحيى بن وثاب وابن جبير‪)1(.‬‬

‫منها‪ :‬اخذ عبد هللا بن مسعود تمام القران عن رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪,‬‬ ‫مع انه قد روي شيخ الطائفة في أماليه‪ :‬انه لم يأخذ عنه "ص" إال سبعين سورة‬ ‫منه واخذ الباقي عن أمير المؤمنين "عليه السالم"‪ )2(,‬فأن اسند إليه "ع"‬ ‫وأسقطوه فهو تدليس منهم وإال فهو تدليس منه‪.‬‬ ‫منها‪ :‬انتهاء قراءة ألكسائي إلى حمزة وهو ال يجامع الخالف بينهما ومنع كل‬ ‫منهما عن قراءة األخر‪.‬‬ ‫واعلم‪ :‬إن الشيخ أبا علي الطبرسي في مجمع البيان‪ :‬زاد في طرق حمزة انه قرء‬ ‫على حمران بن أعين وهو قرء على أبي األسود الدؤلي وهو قرء على علي بن‬ ‫أبي طالب عليه السالم(‪)3‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪ :‬ج‪ 1‬ص‪ ,258‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬ ‫‪ -2‬وفق تتبعي لم أقف على ذلك في كتاب االمالي للطوسي‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,37‬مقدمة الكتاب‪.‬‬ ‫‪510‬‬

‫وهذا منه رحمه هللا في غاية البعد فأن أبا األسود توفي سنة سبع أو تسع وستين‬ ‫وحمران من أصحاب الباقر والصادق "عليهما السالم" على ما صرح به الشيخ‬ ‫في رجاله(‪)1‬وفي رسالة أبي غالب الزراري‪ :‬انه لقي السجاد "عليه السالم"‬ ‫أيضا(‪ )2‬وهذه العبارة تذكر غالبا في مقام رآه في أخر عمره "ص" مرة أو مرات‬ ‫معدودة‪ ,‬وعلى ما ذكره فهو من أصحاب أبي عبد هللا الحسين "عليه السالم" وان‬ ‫فرص انه اخذ القراءة عنه في أوائل بلوغه‪ ,‬فال بد إن يذكر في المعمرين وممن‬ ‫تشرف بخدمته أربعة من األئمة "عليهم السالم"‪ ,‬وان يكثر روايته عن السجاد‬ ‫"عليه السالم" لطول مدته‪ ,‬والكل كما ترى بل لم نعثر له على رواية واحدة‬ ‫عنه"ص" فضال عن الكثير منها‪ ,‬وذكر رحمه هللا في طريق ألكسائي‪ :‬انه قرء‬ ‫على إبان بن تغلب أيضا‪,‬وهو كسابقه في الغرابة‪ ,‬فانه مما انفرد هو"ره" بذكره‪,‬‬ ‫وقد تقدم عن الشيخ والنجاشي‪ :‬إن له قراءة مفردة وذكرا طريقها وليس فيه‬ ‫ألكسائي‪ ,‬ولم يذكره أيضا احد من رواته مع شدة المباينة بين حالة الالطي وشارب‬ ‫المسكر وحالة من موته وجع قلب اإلمام"ع"‪ ,‬والقراءة تحتاج إلى كثرة المراودة‬ ‫والمواظبة‪ ,‬وقد ذكر األعمش كما في الخالصة عن يحيى بن وثاب‪ :‬فرغ من‬ ‫قراءة القران على عبيد بن نضلة بعد سبع وأربعين سنة‪ )3(,‬هذا ولعل المتتبع يجد‬ ‫أكثر ما وجدناه من إمارات الكذب والتدليس ومن جميع ما ذكرنا ظهر بطالن‬ ‫نزول القران على وجوه مختلفة وظهر بطالن عمدة دليل المخالفين وهو التواتر‬ ‫مضافا إلى ما اشرنا إليه سابقا من إن القول بتواتر السبع عن النبي"صلعم"‬ ‫مستلزم للقول بنزوله على ثالثة عشر وجها مختلفا لما‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬رجال الطوسي‪:‬ص‪,132‬رقم الترجمة"‪ "41-1362‬حمران بن أعين الشيباني‪.‬‬ ‫‪ -2‬رسالة في إل أعين ألبي غالب الزراري‪:‬ص‪,2‬من لقي من إل أعين اإلمام السجاد"ع"‪.‬‬ ‫‪ -3‬خالصة األقوال للعالمة الحلي‪:‬ص‪,292‬الفصل "‪ "27‬في الياء‪.‬‬ ‫‪511‬‬

‫ذكروا في مطاعن الثالث من انه اعدم ستة من القراءات التي كانت دائرة بين‬ ‫الصحابة وهو خالف اإلجماع‪.‬‬ ‫فأن قلت‪ :‬فما معنى ما رواه الصدوق في الخصال‪:‬عن محمد بن علي ماجيلويه‬ ‫عن محمد بن يحيى العطار‪،‬عن محمد بن أحمد‪،‬عن أحمد بن هالل‪,‬عن عيسى بن‬ ‫عبد هللا الهاشمي‪،‬عن أبيه‪,‬عن آبائه‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‪:‬‬ ‫أتاني آت من هللا فقال‪ :‬إن هللا تبارك وتعالى يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف‬ ‫واحد‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رب وسع على أمتي‪ ,‬فقال‪ :‬إن هللا يأمرك أن تقرأ القرآن على‬ ‫حرف واحد‪،‬فقلت‪:‬يا رب وسع على أمتي‪,‬فقال‪:‬إن هللا عز وجل يأمرك أن تقرأ‬ ‫القرآن على حرف واحد‪ ،‬فقلت يا رب وسع على أمتي‪ ,‬فقال‪ :‬إن هللا عز وجل‬ ‫يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف‪)1(.‬‬

‫قلت‪ :‬هذا الخبر مما ال يجوز العمل بظاهره‪ ,‬أما أوال ‪ :‬فبان في طريقه أحمد بن‬ ‫هالل العبرتائي الملعون الذي ورد لعنه ووجوب البراءة منه التوقيعات العديدة في‬ ‫أحدها‪" :‬احذروا الصوفي المتصنع"‪ )2(,‬وفي األخرى‪" :‬قد كان أمرنا نفذ إليك في‬ ‫المتصنع ابن هالل ال رحمه هللا ‪ ،‬بما قد علمت لم يزل ال غفر هللا له ذنبه وال أقاله‬ ‫عثرته الخ ’(‪ )3‬نعم استثنى من رواياته ما رواه عن الحسن بن محبوب من كتاب‬ ‫المشيخة ومحمد بن أبي عمير من نوادره‪,‬وليس الخبر المذكور مرويا عن‬ ‫أحدهما‪,‬وكفاه ضعفا أن الصدوق والناقل له لم يعمل به‪ ,‬فجعل في عقائده نزول‬ ‫القرآن على حرف واحد ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الخصال للصدوق‪:‬ص‪,358‬ح‪,44‬نزل القران على سبعة أحرف‪.‬‬ ‫‪ -2‬رجال الكشي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,815‬ح‪ ,1020‬في أحمد بن هالل العبرتائي والدهقان عروة‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪.‬‬ ‫‪512‬‬

‫وأما ثانيا‪ :‬فبمعارضته لما تقدم من األخبار الصريحة بعضها في تكذيب هذا الخبر‬ ‫وأنه من موضوعات أعداء هللا ‪.‬‬ ‫وأما ثالثا‪ :‬فبعد ظهور األحرف السبعة في القراءات السبعة بل الظاهر من أخبار‬ ‫عديدة كون المراد منها غيرها وعليه فيرجع التكذيب إلى تكذيب فهمهم من النزول‬ ‫على سبعة أحرف‪,‬النزول على القراءات السبعة كما أشار إليه المحقق ألقمي(‪)1‬‬

‫ولعل الصدوق"ره" أيضا فهم منه ذلك فقال في باب أن القرآن نزل على سبعة‬ ‫أحرف من كتاب الخصال‪:‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد ابن‬ ‫الحسن الصفار‪,‬عن العباس بن معروف‪,‬عن محمد بن يحيى الصيرفي‪,‬عن حماد‬ ‫ابن عثمان قال‪ :‬قلت ألبي عبد هللا "عليه السالم"‪ :‬إن األحاديث تختلف عنكم قال‪:‬‬ ‫فقال‪:‬إن القرآن نزل على سبعة أحرف وأدنى ما لإلمام أن يفتي على سبعة وجوه‪،‬‬ ‫ثم قال‪":‬هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب "(‪ )2‬ثم ساق الخبر المتقدم‬ ‫والظاهر أنه فهم منها معنى واحدا هو ما دل عليه هذا الخبر وإال ألشار إلى‬ ‫االختالف ‪.‬‬ ‫وروى الصفار في بصائره بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر "عليه السالم" قال"‬ ‫تفسير القرآن على سبعة وجوه منه ما كان و منه ما لم يكن بعد ذلك يعرفه األئمة‬ ‫عليهم السالم‪)3(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬قوانين األصول للميرزا ألقمي‪:‬ص‪,407‬في إن القران متواتر‪.‬‬ ‫‪ -2‬الخصال للصدوق‪:‬ص‪,358‬ح‪,43‬نزل القران على سبعة أحرف‪.‬‬ ‫‪ -3‬بصائر الدرجات للصفار‪:‬ص‪ 216‬ح‪ ,8‬باب"‪ "7‬في األئمة أنهم أعطوا تفسير القران‬ ‫الكريم والتأويل‪.‬‬

‫‪513‬‬

‫وروى النعماني في تفسيره بسنده اآلتي عن أبي عبد هللا "عليه السالم"‪ ,‬قال‪ :‬بعد‬ ‫قوله "ع"‪ :‬إن المفسر يحتاج إلى معرفة أقسام القرآن من الناسخ والمنسوخ‬ ‫والخاص والعام الخ ‪ ,‬ولقد سأل أمير المؤمنين "عليه السالم" عن مثل هذا فقال‪:‬‬ ‫إن هللا تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أحرف‪ ,‬كل قسم منها كاف شاف‬ ‫وهي‪ :‬أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل ومثل وقصص‪)1(.‬‬

‫وقال الشيخ محمد بن الحسن الشيباني في تفسيره نهج البيان بعد نقل الحديث‪:‬‬ ‫واختلف علماء التأويل في معنى ذلك فقال جماعة منهم هي سبعة أوجه من‬ ‫اللغات متفرقة في القرآن‪ )2(.‬وروى ابن مسعود عن النبي "صلعم" أنه قال‪":‬نزل‬ ‫القرآن على سبعة أحرف‪ :‬زجر وأمر وحالل وحرام ومحكم ومتشابه وقصص‬ ‫وقصص وأمثال‪ )3(.‬وقال قوم من المفسرين ‪ :‬نزل على سبعة أحرف ناسخ‬ ‫ومنسوخ‪ ,‬ومحكم ومتشابه ومجمل ومفصل وتأويل ال يعلمه إال هللا والراسخون‬ ‫في العلم من اله عليه السالم‪ )4(.‬وقال اآلخرون ‪ :‬األحرف السبعة ‪ :‬وعد ووعيد‬ ‫وحالل وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج‪ ,‬وقال اآلخرون‪ :‬حالل وحرام وأمر‬ ‫ونهي وخبر ما كان وخبر ما هو كائن بعد وأمثال‪)5(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 90‬ص‪ ,3‬في خطبة رسالة النعماني‪ ,‬نقال من تفسير النعماني‪.‬‬ ‫‪ -2‬ىتفسير نهج البيان عن كشف معاني القرآن للشيباني‪:‬ج‪1‬ص‪,21‬في مقدمة أخرى‬ ‫يحسن تقديمها‪.‬‬ ‫‪ -3‬ينظر األحرف السبعة ألبي عمرو الداني‪:‬ص‪ 57‬ح‪,67‬خبر نزول القران على سبعة‬ ‫أبواب وبيان معانيه‪ ,‬والتبيان للطوسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,7‬فصل في ذكر جمل البد من‬ ‫معرفتها‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفسير نهج البيان عن كشف معاني القرآن للشيباني‪:‬ج‪1‬ص‪,21‬في مقدمة أخرى‬ ‫يحسن تقديمها‪ ,‬وذكر الشيباني إن هذه الرواية‪ :‬لم يعثر عليها فيما حضره من‬ ‫المصادر)‬ ‫‪ -5‬ينظر اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,173‬النوع السادس عشر‪,‬في كيفية إنزاله)‬

‫‪514‬‬

‫وروي عن الصادق جعفر بن محمد “عليهما السالم” أنه قال‪ :‬نزل القرآن على‬ ‫سبعة أحرف أمر وزجر وترغيب وترهيب وقصص ومثل وجدل انتهى‪ )1(.‬ولم‬ ‫ينقل عن أحد الحمل على سبع قراءات‪ .‬وروى الطبرسي رحمه هللا في مجمع‬ ‫البيان حديث بن مسعود(‪)2‬وليس فيه وقصص على ما رواه الشيباني‪ ,‬فال بد من‬ ‫عد أحد الزوجين واحدا لئال يزيد العدد‪.‬‬ ‫وفي اإلتقان‪ :‬أخرج الحاكم والبيهقي‪ ,‬عن ابن مسعود‪ ,‬عن النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله"‪ ,‬قال‪ :‬كان الكتاب األول ينزل من باب واحد على حرف واحد‪ ,‬ونزل‬ ‫القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف‪ ,‬زاجر وآمر وحالل وحرام ومحكم‬ ‫ومتشابه وأمثال‪)3(.‬‬

‫وفي المجمع أيضا‪ :‬روى أبو قالبة‪ ,‬عن النبي "صلى هللا عليه وآله" أنه قال‪ :‬نزل‬ ‫القرآن سبعة أحرف‪ :‬أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل‪)4(.‬‬

‫وفي مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي المصري‪ ,‬عن الطبراني بإسناده‪ ,‬عن عمر بن‬ ‫أبي سلمة‪ :‬أن النبي "صلى هللا عليه واله‪ ,‬قال لعبد هللا بن مسعود‪ :‬إن الكتب كانت‬ ‫تنزل من السماء من باب واحد‪ ,‬وإن القرآن أنزل من سبعة أبواب على سبعة‬ ‫أحرف‪ :‬حالل وحرام ومحكم ومتشابه وضرب أمثال وأمر وزجر‪ )5(.‬وفيه عن‬ ‫عبد هللا ابن مسعود‪ :‬إن هذا القرآن ليس منه حرف إال له حد ولكل حد مطلع‪)6(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪-6‬‬

‫تفسير نهج البيان عن كشف معاني القرآن للشيباني‪:‬ج‪1‬ص‪,27‬في مقدمة أخرى يحسن‬ ‫تقديمها‪,‬وينظر بحار األنوار‪:‬ج‪ 90‬ص‪,4-3‬خطبة رسالة النعماني‪.‬‬ ‫مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,39‬مقدمة الكتاب‪.‬‬ ‫ينظر اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,7‬النوع الثالث واألربعون‪,‬في المحكم والمتشابه‪.‬‬ ‫مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ , 39‬مقدمة الكتاب‪.‬‬ ‫مجمع الزوائد للهيثمي‪:‬ج‪ 7‬ص‪,153‬ح‪,11583‬كتاب التفسير‪,‬باب القراءات وكم انزل القران‬ ‫على حرف‪.‬‬ ‫نفس المصدر‪:‬ح‪.11584‬‬ ‫‪515‬‬

‫ومن العجب أن يحمل حديث النزول على سبعة أحرف على سبع قراءات! مع أن‬ ‫العامة الذين هم األصل في رواية هذا الخبر‪ ,‬وادعوا تواترها وذكروا له قريبا‬ ‫من أربعين معنى أنكروا الحمل المذكور أشد اإلنكار!‬ ‫ففي اإلتقان بعد نقل المعاني المحتملة فيه‪:‬وقال المرسي‪ :‬هذه الوجوه أكثرها‬ ‫متداخلة وال أدري مستندها وال عمن نقلت‪,‬إلى أن قال‪ :‬وقد ظن كثير من العوام‬ ‫أن المراد بها القراءات السبعة وهو جهل قبيح‪)1(.‬‬

‫وقال أبو شامة‪ :‬ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة اآلن هي التي أريدت‬ ‫بالحديث! وهو خالف إجماع أهل العلم قاطبة‪ ,‬وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل‪.‬‬ ‫وقال أبو العباس بن عمار‪ :‬لقد نقل مسبع هذه السبعة ما ال ينبغي له‪ ,‬وأشكل األمر‬ ‫على العامة بإيهامه كل من قل نظره أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر‪,‬‬ ‫وليته إذا اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل الشبهة‪.‬‬ ‫وقال مكي‪ :‬من ظن أن قراءة هؤالء القراء كنافع وعاصم هي األحرف السبعة‬ ‫التي في الحديث فقد غلط غلطا عظيما‪ .‬إلى أن قال ‪ :‬وقد صنف ابن جبير المكي‬ ‫قبل ابن مجاهد كتابا في القراءات فاقتصر على خمسة اختار من كل مصر إماما‪,‬‬ ‫وإنما اقتصر على ذلك‪ ,‬ألن المصاحف التي أرسلها عثمان كانت خمسة إلى هذه‬ ‫األمصار‪ ,‬ويقال‪ :‬إنه وجه بسبعة هذه الخمسة ومصحفا إلى اليمن ومصحفا إلى‬ ‫البحرين‪ ,‬لكن لما لم يسمع لهذين المصحفين خبر‪,‬وأراد ابن مجاهد وغيره مراعاة‬ ‫عدد المصاحف‪ ,‬استبدلوا من مصحف البحرين واليمن قارئين كمل بهما العدد‪,‬‬ ‫فصادف ذلك العدد الذي ورد الخبر به فوقع ذلك لمن لم يعرف أصل المسألة ولم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,176‬النوع السادس عشر‪,‬في كيفية إنزاله‪.‬‬ ‫‪516‬‬

‫تكن له فطنة‪ ,‬فظن أن المراد باألحرف السبعة القراءات السبع‪.‬الخ‪)1(.‬‬

‫وفي القاموس‪:‬ونزل القرآن على سبعة أحرف‪:‬سبع لغات من لغات العرب وليس‬ ‫معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه‪ ,‬وإن جاء على سبعة أو عشرة أو‬ ‫أكثر ولكن المعنى‪:‬هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن‪)2(.‬‬

‫وفي نهاية ابن األثير في غريب الحديث‪:‬نزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف‬ ‫شاف‪,‬أراد بالحرف اللغة‪ ،‬يعني على سبع لغات من لغات العرب‪:‬أي إنها مفرقة‬ ‫في القرآن‪،‬فبعضه بلغة قريش‪ ،‬وبعضه بلغة هذيل‪،‬وبعضه بلغة هوازن‪،‬وبعضه‬ ‫بلغة اليمن‪,‬وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه‪)3(.‬‬ ‫وفي اإلتقان‪,‬عن أبي صالح‪,‬عن ابن عباس‪,‬قال‪ :‬نزل القرآن على سبع لغات‪)4(.‬‬

‫وإذ ظهر بعون هللا تعالى بطالن نزول القرآن على أزيد من حرف واحد ووجه‬ ‫واحد‪ ,‬وأن تلك االختالفات الموجودة سواء كانت من السبعة أو من غيرها من‬ ‫اختالف الرواة فينبغي التبيه على أمور‪:‬‬ ‫األول‪ :‬إنا بعد أن أبطلنا التواتر عن النبي صلى هللا عليه وآله فال حاجة لنا إلى‬ ‫إبطال ما اشتهر من ثبوت التواتر إلى هؤالء السبعة وإثبات أن الراوي عن‬ ‫بعضهم كأبي عمرو وابن عامر وحمزة واحد‪,‬فعن األول أبي محمد يحيى‬ ‫اليزيدي‪ ,‬وعن الثاني يحيى الزماري وعن الثالث سليــــم بن عيسى الحنفــــــــي‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,275-274‬النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس‬ ‫والسابع والعشرون‪ :‬معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‪.‬‬ ‫‪ -2‬القاموس المحيط للفيروزابادي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,799‬باب الفاء‪,‬فصل الحاء‪.‬‬ ‫‪ -3‬النهاية في غريب الحديث واآلثار البن األثير‪:‬ج‪ 1‬ص‪,369‬حرف الحاء‪,‬باب الحاء مع‬ ‫الراء‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,169‬النوع السادس عشر‪,‬في كيفية إنزاله‪.‬‬ ‫‪517‬‬

‫الكوفي‪ ,‬وعن بعضهم إثنان‪ ,‬بل التعرض لذلك تضييع للوقت والكتاب‪,‬وفيما ذكرنا‬ ‫بلغة لمن أراد انكشاف األمر فليدخل فيه من هذا الباب ‪.‬‬ ‫الثاني‪:‬أن الوجه المنزل عليه القرآن وإن كان واحدا‪,‬إال أن جماعة ادعوا اإلجماع‬ ‫على جواز القراءة بإحدى السبع أو العشر‪ ,‬بل تعيينها‪ ,‬بل ادعى تواتر ذلك عن‬ ‫األئمة "عليهم السالم"‪ .‬وتقدم عن األستاذ األكبر ما يظهر منه حمله التواتر الدائر‬ ‫على ألسن األصحاب على هذا المعنى‪,‬وهو فيما يتعلق بالكمية والمباني من‬ ‫حروف أو حركات وسكنات‪ ,‬ومؤيد بما يأتي من األخبار اآلمرة بالقراءة كما‬ ‫يقرأ الناس أو كما تعلموه منهم الصريحة بمالحظة صدرها أو ذيلها في ترك ما‬ ‫كانوا يسمعونه أحيانا من األئمة "عليهم السالم" من الزيادات في السور أو اآليات‬ ‫أو الكلمات‪ ,‬أو من الكلمات األصلية التي غيرها محرفوا الكلم عن مواضعه‪,‬‬ ‫والقراءة بما وصل إليهم مما بقي منه من تصرف أيدي أئمة الضالل بتوسط من‬ ‫سيقت إلى بعض أساميهم اإلشارة‪,‬وأما فيما يتعلق باإلعراب والبناء وما يقتضيه‬ ‫القواعد العربية والهيئات ومخارج الحروف وصفاتها وأمثال ذلك مما ذكروه من‬ ‫الواجب أو المستحب بزعمهم مراعاته في التالوة‪,‬ففيه تفصيل موكول إلى الكتب الفقهية ‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬قال العالمة في المنتهى كما حكي عنه‪ :‬وأحب القراءات إلي ما قرأه‬ ‫عاصم من طريق أبي بكر بن عياش‪ ,‬وطريق أبي عمرو بن أبي العال‪ ,‬فإنهما‬ ‫أولى من قراءة حمزة والكسائي‪ ,‬لما فيهما من اإلدغام واإلمالة وزيادة المد‪ ,‬وذلك‬ ‫كله تكلف‪ ,‬ولو قرئت به صحت صالته بال خالف‪.‬انتهى‪)1(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وفق تتبعي لم أقف على هذا القول للعالمة في أي جزء من األجزاء الخمسة عشر كتابه المذكور‪ ,‬ولكن‬ ‫أشار إلى هذا القول‪ ,‬كل من الشيخ األنصاري في كتاب الصالة‪:‬ج‪ 1‬ص‪,368‬في القراءة المشتملة على‬ ‫الحذف أو اإلبدال أو اإلمالة‪ ,‬والميرزا ألقمي في كتابه غنائم األيام‪:‬ج‪ 2‬ص‪,501‬في القراءات السبع‪.‬‬

‫‪518‬‬

‫وعن مناقب ابن شهر أشوب قال‪ :‬قالوا أفصح القراءات قراءة عاصم‪ ,‬ألنه أتى‬ ‫باألصل وذلك أنه يظهر ما أدغمه‪ ,‬ويحقق من الهمزة ما لينه غيره‪ ,‬ويفتح من‬ ‫األلفات ما أماله غيره‪ )1(.‬وفيه نظر من وجهين‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن قول العالمة "ره" وطريق أبي عمرو عطف على قوله طريق أبي‬ ‫بكر‪ ,‬فيدل على أن أبا عمرو كأبي بكر يروي عن عاصم‪ ,‬فيكون ما أحبه وحكم‬ ‫بأولويته من بين القراءات السبع قراءة عاصم من طريقهما وهو خالف الواقع‪,‬إذ‬ ‫قراءة أبي عمرو كنفسه في عرض قراءة عاصم وطبقته بل ليس له رواية عنه‬ ‫كرواية بعض السبعة عن بعض على ما تقدم‪,‬وإنما الذي يروي عن عاصم غير‬ ‫أبي بكر فهو أبو عمرو حفص بن سليمان‪,‬والظاهر أن مقصوده غير ما يظهر من‬ ‫كالمه ويؤيد قوله فإنهما أولى‪ .‬الخ‪ .‬فإنه صريح في التعدد ‪.‬‬ ‫الثاني‪:‬أن القراءات السبعة إذا كانت متواترة عن النبي "صلى هللا عليه واله" على‬ ‫ما ذهب إليه رحمه هللا‪ ,‬فترجيح بعضها على بعض بقلة ما ذكره من اإلدغام‬ ‫والمد وأمثالها وكثرة ترجيح من غير دليل‪ ,‬فإنه حينئذ كترجيح بعض أفراد‬ ‫الواجب المخير على اآلخر للسهولة على المكلف‪ ,‬وهو غير معهود منهم مع إن‬ ‫أفضل األعمال على ما ورد أخرها‪ ,‬بل وجود هذه الكلفة في قراءتهما ال يوجب‬ ‫مرجوحية ما فيهما مما ليس فيه ما ذكر‪ ,‬سيما بعد تصريحهم بجواز التركيب بين‬ ‫القراءات المعتبرة ما لم يرتب بعضها على بعض آخر بحسب العربية‪ ,‬فيجب‬ ‫مراعاته كتلقى آدم من ربه كلمات‪,‬فإنه ال يجوز فيهما الرفع وال النصب‪,‬وإن كان‬ ‫كل منهما متواترا‪ ,‬بأن يؤخذ رفع آدم من غير قراءة بن كثيـــر‪ ,‬ورفع كلمات من‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬المناقب البن شهر أشوب‪:‬ج‪ 1‬ص‪,321‬فصل في المسابقة بالعلم‪.‬‬

‫‪519‬‬

‫قراءته‪ ,‬فإن ذلك ال يصح لفساد المعنى ونحوه‪,‬وكفلها زكريا بالتشديد مع الرفع‬ ‫أو بالعكس‪,‬واحتمال أن يكون مراده من التواتر ما كان من جوهر اللفظ ومقوماته‪,‬‬ ‫وما ذكره من األوصاف الخارجة عنه مما استبده القراء باراهم غير نافع بعد‬ ‫عدم وجوب مراعاة ما تبين كونه من اجتهادهم‪,‬بل وال استحبابه فإنه كما ذكره‬ ‫كاشف الغطاء كإيجاب مقدار الحرف في علم الكتابة والمحسنات في علم البديع‪,‬‬ ‫وحينئذ يبقى الترجيح من غير مرجح أصال لعدم وجوب الكلفة في المأثور عن‬ ‫النبي صلى هللا عليه واله‪,‬واألولى بعد وحدة المتواتر وتردده بين السبع بل على‬ ‫القول اآلخر في وجه غير خفي ترجيح قراءة بعضهم على بعض وإن كان في‬ ‫بعض فيوجب التركيب المجوز في األغلب فال يبعد إلحاقه غيره به بأحد أمور‬ ‫ترجع إلى انكشاف مطابقتها لقراءة األئمة عليهم السالم التي كانوا يقرؤون بها‬ ‫ظاهرا وتصديقهم لها‪:‬‬ ‫أ‪ :‬ورود خبر معتبر على المطابقة أو تصديق المعتنين بذكر القراءات لذلك وهذا‬ ‫كثير يأتي متفرقا ‪.‬‬ ‫ب‪ :‬تكذيبهم "عليهم السالم" لبعض القراءات فإنه تعيين لألخرى إذا قرأت على‬ ‫وجهين‪.‬‬ ‫ج‪ :‬وجود الكلمة المختلفة قراءتها أو اآلية مطابقة إلحدى السبع في األخبار‬ ‫الكثيرة في مقام االستشهاد أو التفسير أو بيان الثواب أو الخاصية في الخطب‬ ‫والمواعظ‪ ,‬وكذا في تفاسير القدماء المقتصرين على ذكر األخبار التي ليس فيها‬ ‫من اسم القراء واختالف قراءاتهم عين وال أثر‪ ,‬كتفسير العياشي وفرات وعلي‬ ‫بن إبراهيم ومحمد بن العباس والنعماني‪ ,‬وكذا في تفسير العسكري "عليه‬ ‫السالم"‪ ,‬فإنا نعلم يقينا أن وجودها في الجميع على ضبط واحد ال يجوز أن يكون‬ ‫‪520‬‬

‫من باب المسامحة من حيث جواز التالوة والكتابة بما يطابق إحدى السبع لقضاء‬ ‫العادة بالتخلف في أكثر من موضع واحد‪ ,‬فيكشف ذلك عن وصولها إليهم كذلك‬ ‫عن األئمة عليهم السالم‪,‬مثال ترى أن الفاتحة وأجزائها قد تكرر ذكرها في أخبار‬

‫ص َرا َ‬ ‫يم﴾ الفاتحة‪,6:‬‬ ‫تزيد عن اإلحصاء والموجود في الجميع ﴿ا ْه ِدنَا ال ِ ّ‬ ‫ط ْال ُم ْست َ ِق َ‬ ‫بالصاد وال تجدها مضبوطا في موضع بالزاي المعجمة‪,‬وهذا أيضا باب واسع‬ ‫يمكن بعد الدخول فيه الوقوف على كثير من قراءاتهم الظاهرة‪.‬‬ ‫د‪ :‬تفسيرهم "عليهم السالم" لآلية بما ال ينطبق إال على بعض القراءات‪ ,‬كقول‬

‫أمير المؤمنين "عليه السالم" في تفسير قوله تعالى‪ ﴿ :‬لَت َ ْر َكبُ َّن َ‬ ‫ع ْن‬ ‫طبَقًا َ‬ ‫َ‬ ‫ق﴾ االنشقاق‪,19:‬أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من األمم في الغدر‬ ‫طبَ ٍّ‬ ‫باألوصياء "عليهم السالم"‪ )1(.‬ومثله ما ورد عن الباقر "عليه السالم"(‪ )2‬فإنه‬ ‫ظاهر في كون القراءة في لتركبن بالجمع خطابا لألمة ال بفتح الباء خطابا‬ ‫لإلنسان‪,‬وكما في تفسير ألقمي في قوله تعالى‪(:‬متكأ) أي أترنجة‪ )3(.‬فإنه ظاهر‬ ‫في أن القراءة بإسكان التاء وحذف الهمزة وهكذا ‪ ,‬والحمد هلل الذي هدانا لهذا وما‬ ‫كنا لنهتدي لوال إن هدانا هللا فهو حسبي ونعم الوكيل ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,369‬في احتجاجه"ع"على الزنديق‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 415‬ح‪,17‬باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير ألقمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,343‬سورة يوسف‪.31:‬‬

‫‪521‬‬

‫الدليل الحادي عشر‬ ‫األخبار الكثيرة المعتبرة في وقوع السقط ودخول النقصان في الموجود من‬ ‫القرآن‪,‬زيادة على ما مر متفرقا في ضمن األدلة السابقة‪,‬وأنه أقل من تمام ما نزل‬ ‫إعجازا على قلب سيد اإلنس والجان من غير اختصاصها بآية أو سورة‪,‬وهي‬ ‫متفرقة في الكتب المعتبرة التي عليها المعول وإليها المرجع عند‬ ‫األصحاب‪,‬جمعت ما عثرت عليها في هذا الباب بعون هللا الملك الوهاب‪:‬‬ ‫أ‪ :‬ثقة اإلسالم في آخر كتاب فضل القرآن من الكافي‪)1(,‬عن محمد بن يحيى‪,‬عن‬ ‫احمد بن محمد عن‪,‬علي بن الحكم‪,‬عن هشام بن سالم‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه‬ ‫السالم"قال‪:‬إن القرآن الذي جاء به جبرائيل"عليه السالم"إلى محمد"صلى هللا عليه‬ ‫وآله"سبعة عشر ألف آية‪.‬‬ ‫ب‪ :‬المولى محمد صالح في شرح الكافي‪ )2(,‬عن كتاب سليم بن قيس الهاللي‪)3(:‬‬

‫أن أمير المؤمنين"عليه السالم"بعد وفاة رسول هللا"صلى هللا عليه وآله"لزم بيته‬ ‫وأقبل على القرآن يجمعه ويؤلفه‪,‬فلم يخرج من بيته حتى جمعه كله‪,‬وكتب على‬ ‫تنزيله الناسخ والمنسوخ منه والمحكم والمتشابه والوعد والوعيد وكان ثمانية‬ ‫عشر ألف آية‪.‬‬ ‫ج‪ :‬أحمد بن محمد السياري في كتاب القراءات‪,‬عن علي بن الحكم‪,‬عن هشام بن‬ ‫سالم‪,‬قال‪:‬قال‪:‬أبو عبد هللا"عليه السالم"‪:‬القرآن الذي جاء به جبرائيل"عليه السالم"‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 634‬ح‪,28‬باب فضل القران‪ ,‬باب النوادر‪.‬‬ ‫‪ -2‬شرح أصول الكافي للمازندراني‪:‬ج‪ 11‬ص‪,87‬ح‪,28‬باب النوادر‪.‬‬ ‫‪ -3‬كتاب سليم‪:‬ص‪,146‬قضايا السقيفة على لسان سلمان الفارسي‪ ,‬ووفق النسخة التي‬ ‫اطلعت عليها لم أجد تحديد عدد اآليات ‪.‬‬ ‫‪522‬‬

‫إلى محمد"صلى هللا عليه واله"عشرة آالف‪)1(,‬كذا في نسختي وهي‬ ‫سقيمة‪,‬والظاهر سقوط كلمة سبعة قبل عشرة التحاده متنا وسندا لما في الكافي‪,‬بل‬ ‫ال يبعد كون ما فيه مأخوذ منه‪,‬فإن محمد بن يحيى يروي عن السياري‪,‬أو ثمانية‬ ‫لمطابقته للموجود في كتاب سليم بن قيس‪ ,‬وكيف كان فال إشكال في اعتبار ما‬ ‫في الكافي وأشار إليه الصدوق في عقائده‪ )2(,‬وإن أوله باألحاديث القدسية كما‬ ‫تقدم نقله وتضعيفه بما ال مزيد عليه‪,‬ولم يطعن عليه المفيد في شرحه عليه كما‬ ‫هو دأبه فيه من تضعيفه كثيرا مما رواه فيه وطعنه على الصدوق بنقله‪,‬وكذا في‬ ‫داللته على المطلوب بعد وضوح كون المراد من القرآن عند كافة المسلمين وفي‬ ‫جميع أطالقات النبي "صلى هللا عليه واله"واألئمة"عليهم السالم"واألصحاب‪,‬هو‬ ‫ما نزل عليه" صلى هللا عليه واله"إعجازا واآلية طائفة معينة منه تعرف‬ ‫بالتوقيف انقطاعها عن الكالم الذي بعدها في أوله وعن قبلها في آخره وعنهما‬ ‫في غيرهما‪,‬والموجود منه ستة آالف ومائتا آية وأربع آيات‪,‬أو وأربع عشرة أو‬ ‫تسع عشرة أو خمس وعشرون أو وست وثالثون آية على اختالف من القراء في‬ ‫كيفية العدد وتحديد المفاصل‪ .‬وأما ما رواه الطبرسي‪,‬عن طريق العامة‪,‬عن سعيد‬ ‫بن المسيب‪,‬عن علي بن أبي طالب"عليه السالم"أنه قال‪:‬سألت النبي عن ثواب‬ ‫القرآن فأخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء‪,‬إلى إن قال‪ :‬ثم‬ ‫قال النبي"صلى هللا عليه واله" جميع سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة‪,‬وجميع‬ ‫آيات القرآن ستة‬

‫آالف‬

‫أية‬

‫ومائتان‬

‫أية‬

‫وست‬

‫وثالثون‬

‫آية‪,‬وجميع‬

‫حروف القرآن ثالثمائة ألف وواحد وعشرون ألف ومائتان وخمسون حالفا‪)3(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 9‬ح‪,16‬باب في ما جاء بالقران‪.‬‬ ‫‪ -2‬االعتقادات للصدوق‪:‬ص‪ ,87-84‬باب االعتقاد في مبلغ القرآن‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 10‬ص‪, 212‬سورة اإلنسان‪.‬‬ ‫‪523‬‬

‫فهو مع معارضته بما رواه ابن الضريس كما في اإلتقان بإسناده‪,‬عن عثمان بن‬ ‫عطاء‪,‬عن أبيه‪,‬عن ابن عباس‪,‬قال‪:‬جميع آي القرآن ستة آالف وستمائة وست‬ ‫عشرة آية‪,‬وجميع حروف القرآن ثالثمائة ألف حرف وثالثة وعشرون ألف‬ ‫حرف وستمائة حرف وواحد وسبعون حرفا‪ )1(.‬وما فيه عن الديلمي في فردوسه‬ ‫بإسناده‪,‬عن الفيض بن وثيق‪,‬عن فرات بن سلمان‪,‬عن ميمون بن مهران ‪,‬عن ابن‬ ‫عباس مرفوعا‪ :‬درج الجنة على قدر آي القرآن بكل آية درجة فتلك ستة آالف آية‬ ‫ومائتا آية وست عشرة آية‪ )2(.‬الخبر غير قابل لمعارضة ما في الكافي من وجوه‬ ‫عديدة ‪,‬وتقدم في الدليل الثامن منه ما رواه الطبراني‪ :‬من أن أحرف القرآن ألف‬ ‫ألف حرف وسبعة عشرة ألف حرف‪)3(.‬‬

‫وهو مؤيد للخبر المذكور ألن ستة آالف ومائتا آية إذا كانت ثالثمائة ألف وأثنين‬ ‫وعشرون ألفا وستمائة وسبعون حرفا على ما ذكر أبو الليث السمرقندي‪,‬ونقله في‬ ‫الوافي عن السيد حيدر بن علي بن حيدر العلوي الحسيني اآلملي‪,‬تلميذ فخر‬ ‫المحققين في تفسيره الموسوم بالمحيط األعظم‪,‬عن أكثر القراء فسبعة عشر ألف‬ ‫آية‪,‬تقرب من العدد المذكور‪,‬وظهر أيضا ضعف آخر لرواية الطبرسي‪,‬ألن عدد‬ ‫هذا وفي الوافي بعد نقل الخبر ورواية الطبرسي رحمه هللا ‪ :‬فلعل البواقي تكون‬ ‫مخزونة عند أهل البيت عليهم السالم ويكون فيما جمعه أمير المؤمنين عليه‬ ‫السالم‪,‬أو جاء االختالف من قبل تحديد اآليات وحسابها أو يكون مما نسخ تالوته‬ ‫حروفها ينقص عن الموجود بألف ومائتين وعشرين حرفا‪.‬انتهى‪ )4(.‬ويأتـــي نقل‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬

‫اإلتقان للسيوطي‪:‬ج‪1‬ص‪ ,231‬النوع التاسع عشر‪:‬في عدد سوره وآياته وكلماته و حروفه ‪.‬‬ ‫نفس المصدر‪:‬ص‪,232‬وقال السيوطي‪ :‬قال ابن معين فيه‪:‬الفيض بن واثق‪:‬كذاب خبيث‪.‬‬ ‫المعجم األوسط للطبراني‪:‬ج‪ 6‬ص‪ 361‬ح‪,6616‬باب الميم‪,‬من اسمه احمد‪.‬‬ ‫لم أتوصل لهذا القول من كتاب الوافي وفق تتبعي‪.‬‬

‫‪524‬‬

‫ما كتبه العالمة ألمجلسي بخطه في هذا الموضع من نسخة كان يقرئها على والده‬ ‫"ره"في أخر الدليل الثاني عشر وضعف الوجهين األخيرين غير خفي على‬ ‫المنصف الخبير‪,‬وأعجب منه أن الموجود في النسخ المشهورة من الكافي المقررة‬ ‫كثيرة منها على أجلة العلماء ما نقلناه وكذا شرحه الفاضل الطبرسي‪,‬ولم يتعرض‬ ‫الختالف النسخ وربما يوجد في بعض النسخ سبعة أالف‪,‬واقتصر عليه في‬ ‫الوافي ولم يتعرض لما في النسخ المشهورة وهو منه قريب من الخيانة‪,‬وظن أنه‬ ‫قد سقط في نسخة لفظ عشر فجعل الكاتب أو الناظر كلمة ألف آالف‪,‬مراعاة‬ ‫لقواعد النحو من غير مراجعة إلى غيرها‪,‬مع أن فيما نقله أيضا كفاية‪,‬ثم العجب‬ ‫من السيد شارح الوافية وغيره ممن تعرض لذكر بعض أخبار التحريف‪,‬حيث لم‬ ‫ينقلوا هذا الخبر الصريح‪,‬فإن لم يعثروا عليه فعدم عثورهم على ما ليس في‬ ‫الكافي أولى وإال فهم أعرف بما فعلوا‪.‬‬ ‫د‪ :‬في الكافي‪,‬عدة من أصحابنا‪,‬عن سهل بن زياد‪,‬عن محمد بن سليمان‪,‬عن بعض‬ ‫أصحابه‪,‬عن أبي الحسن"عليه السالم"قال‪:‬قلت له‪ :‬جعلت فداك إنا نسمع اآليات‬ ‫في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها وال نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل‬ ‫نأثم؟فقال‪:‬ال‪,‬اقرؤوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم‪)1(.‬‬

‫ه‪ :‬وفيه عن محمد بن يحيى‪,‬عن محمد بن الحسين‪,‬عن عبد الرحمن بن أبي‬ ‫نجران عن هاشم‪,‬عن سالم بن أبي سلمة‪,‬قال‪ :‬قرأ رجل على أبي عبد هللا"عليه‬ ‫السالم" وأنا أستمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس‪,‬فقال"عليه‬ ‫السالم"‪ :‬كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم" عليه السالم"‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 619‬ح‪,2‬باب إن القران يرفع كما انزل‪.‬‬ ‫‪525‬‬

‫فإذا قام القائـــم"عليه السالم" قرأ كتاب هللا عز وجل على حده وأخرج المصحف‬ ‫الذي كتبه علي "عليه السالم"(‪ )1‬إلى آخر ما تقدم في المقدمة ورواه الصفار في‬ ‫البصائر عن محمد بن الحسين مثله‪)2(.‬‬

‫و‪ :‬وعن عدة من أصحابنا‪,‬عن سهل بن زياد‪ ,‬عن علي بن الحكم‪ ,‬عن عبد هللا ابن‬ ‫جندب‪ ,‬عن سفيان بن سمط‪ ,‬قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا"عليه السالم"‪:‬عن تنزيل القرآن‬ ‫فقال"ع"‪ :‬اقرؤوا ‪،‬كما علمتم‪)3(.‬‬

‫ز‪ :‬الثقة الجليل محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده‪,‬عن أبي جعفر"عليه‬ ‫السالم"قال‪ :‬لوال أنه زيد في كتاب هللا ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى‪,‬‬ ‫ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن‪ )4(.‬قال المحدث البحراني في الدرر النجفية‬ ‫‪ :‬يمكن حمل الزيادة في هذا الخبر على التبديل‪,‬حيث أن األصحاب ادعوا‬ ‫اإلجماع على عدم الزيادة فيه‪,‬واألخبار الواردة في هذا الباب مع كثرتها ليس فيها‬ ‫ما هو صريح في الزيادة‪,‬فتأويل هذا الخبر بما ذكرنا ال بعد فيه‪.‬انتهى‪ )5(.‬وهو‬ ‫حسن إال أنه يأتي اإلشارة إلى زيادة بعض الحروف‪,‬ويأتي ذكره في محله‪.‬‬ ‫ح‪ :‬وعنه بإسناده عن الصادق عليه السالم لو قرئ القرآن كما أنزل أللفيتنا فيه‬ ‫مسمين‪)6(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪2‬ص‪ 633‬ح‪,23‬باب النوادر‪.‬‬ ‫‪ -2‬بصائر الدرجات للصفار‪:‬ص‪ 213‬ح‪ ,3‬باب"‪ "6‬في األئمة إن عندهم‬ ‫جميع القرآن الذي انزل على رسول هللا "ص" ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 631‬ح‪,15‬باب النوادر‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 13‬ح‪,6‬في ما عني به األئمة من القران‪.‬‬ ‫درة"‪ "69‬نجفيّة في االختالف في‬ ‫‪ -5‬الدرر النجفية للمحدث البحراني‪:‬ج‪ 4‬ص‪ّ ,79‬‬ ‫تحريف القرآن‪.‬‬ ‫‪ -6‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 13‬ح‪,4‬في ما عني به األئمة من القران‪.‬‬ ‫‪526‬‬

‫ط‪ :‬وعنه بإسناده‪,‬عن إبراهيم بن عمرو‪,‬قال‪:‬قال أبو عبد هللا"عليه السالم"‪ :‬أن في‬ ‫القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن‪,‬كانت فيه أسماء الرجال فألقيت‪,‬وإنما‬ ‫االسم الواحد منه في وجوه ال تحصى‪,‬يعرف ذلك الوصاة‪ )1(.‬ورواه الصفار في‬ ‫البصائر‪ :‬عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد‪,‬عن حماد بن عيسى‪ ,‬عن‬ ‫إبراهيم بن عمرو‪,‬عنه "عليه السالم"‪)2(.‬‬

‫ي‪ :‬وعنه بإسناده عن حبيب السجستاني‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم"‪,‬قال"ع"‪ :‬إن‬ ‫القرآن طرح منه آي كثير‪,‬ولم يزد فيه إال حروفا أخطأت به الكتبة وتوهمتها‬ ‫الرجال‪)3(.‬‬

‫يا‪ :‬علي بن إبراهيم في تفسيره‪,‬عن علي بن الحسين‪,‬عن أحمد بن أبي عبد‬ ‫هللا‪,‬عن علي بن الحكم‪,‬عن سيف بن عميرة‪,‬عن أبي بكر الحضرمي‪,‬عن أبي عبد‬ ‫هللا"عليه السالم"‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول هللا"صلى هللا عليه واله"‪ :‬لو أن الناس قرؤوا‬ ‫القرآن كما أنزل هللا ما اختلف اثنان‪ )4(,‬قال في الدرر‪ :‬وهو واضح الداللة في‬ ‫المطلوب والمراد‪ ,‬وال تعتريه شائبة الشبهة واإليراد‪)5(.‬‬

‫قلت‪ :‬وهو كذلك‪,‬إذ الظاهر أن المراد رفع االختالف في أمر اإلمامة والرئاسة أو‬ ‫ما هو مثلها والظاهر أن ما به يزول االختالف من جهة قراءته كما أنزل هو‬ ‫وجود اسم الرئيس فيه بحيث ال يحتمل غيره‪,‬وإال فاالختالف موجود وحمل الخبر‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-5‬‬

‫تفسير العياشي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 12‬ح‪,10‬في تفسير الناسخ والمنسوخ والظاهر والباطن والمحكم‬ ‫والمتشابه‪.‬‬ ‫بصائر الدرجات للصفار‪:‬ص‪ 216-215‬ح‪ ,6‬باب"‪ "7‬في أن األئمة أنهم أعطوا تفسير‬ ‫القرآن الكريم والتأويل‪.‬‬ ‫تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 180‬ح‪,73‬في تفسير سورة إل عمران‪.81:‬‬ ‫تفسير ألقمي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,451‬تفسير سورة الناس‪.‬‬ ‫درة"‪ "69‬نجفيّة في االختالف في تحريف القرآن‪.‬‬ ‫الدرر النجفية للمحدث البحراني‪:‬ج‪ 4‬ص‪ّ ,74‬‬ ‫‪527‬‬

‫على حمله على أسباب نزوله ينافي كون رافع االختالف القراءة كما أنزل‪ ,‬إذ هو‬ ‫على ما ذكر تفسيره كذلك‪,‬وهو خالف ظاهر‪,‬مع أن رافع االختالف في أسباب‬ ‫النزول لتعارض ما ورد فيه هو ظاهر القرآن أيضا‪,‬فال يتوقف هو عليه‪.‬‬ ‫يب‪ :‬الشيخ أبو عمرو الكشي في رجاله‪,‬في ترجمة أبي الخطاب‪,‬عن أبي خلف بن‬ ‫حماد‪,‬عن أبي محمد الحسن بن طلحة‪,‬عن أبي فضال‪,‬عن يونس بن يعقوب‪,‬عن‬ ‫بريد العجلي‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم"قال‪:‬أنزل هللا في القرآن سبعة‬ ‫بأسمائهم‪,‬فمحت قريش سبعة وتركوا أبا لهب‪.‬الخبر‪)1(.‬‬

‫يج‪ :‬محمد بن إبراهيم النعماني في غيبته‪,‬عن أحمد بن هوذه‪,‬عن النهاوندي‪,‬عن‬ ‫عبد هللا بن حماد‪,‬عن صباح المزني‪,‬عن الحارث بن الحصيرة‪,‬عن أصبغ بن‬ ‫نباتة‪,‬قال‪:‬سمعت عليا"عليه السالم"يقول‪:‬كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة‬ ‫يعلمون الناس القرآن كما أنزل‪,‬قلت‪ :‬يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما أنزل ؟‬ ‫فقال‪:‬ال‪ ،‬محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم‪,‬وما ترك أبو لهب‬ ‫إال لإلزراء على رسول هللا صلى هللا عليه وآله ألنه عمه‪ )2(.‬قال بعض‬ ‫األفاضل‪:‬ال ينافي هذا الخبر وخبر البزنطي الذي مر في الدليل الثالث من أنه‬ ‫كان في سورة "لم يكن" سبعون رجال من قريش خبر الكشي لعدم حجية مفهوم‬ ‫العدد‪,‬ولعل االقتصار على السبعة فيه لعدم تحمل السامع أزيد منها‪,‬فإنهم كانوا‬ ‫يتكلمون الناس على قدر عقولهم‪,‬ولهذا في األخبار نظائر ال تحصى وهو أحد‬ ‫الوجوه التي يجمع بها األخبار المختلفة في ثواب زيارة أبي عبد هللا"عليه السالم"‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اختيار معرفة الرجال للطوسي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 577‬ح‪.511‬‬ ‫‪ -2‬الغيبة للنعماني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 331‬ح‪ ,5‬باب "‪."20‬‬

‫‪528‬‬

‫يد‪ :‬محمد بن العباس ماهيار في تفسيره على ما نقله عنه الشيخ شرف الدين‬ ‫النجفي في تأويل اآليات الباهرة في سورة زخرف‪,‬عن محمد بن مخلد الدهان‪,‬عن‬ ‫علي بن أحمد العريضي بالرقة‪,‬عن إبراهيم بن علي بن جناح‪,‬عن الحسن بن علي‬ ‫بن محمد بن جعفر بن محمد‪,‬عن أبيه‪,‬عن آبائه"عليهم السالم"‪ :‬أن رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه وآله" نظر إلى علي"عليه السالم"‪ ,‬إلى أن قال‪:‬قال الصادق"عليه‬ ‫السالم"‪ :‬ولقد قال عمرو بن العاص على منبر مصر‪ :‬محي من كتاب هللا ألف‬

‫حرف‪,‬وحرف منه بألف درهم‪,‬وأعطيت مائتي ألف درهم على أن أمحي﴿ إِ َّن‬ ‫ك ُه َو ْاأل َ ْبت َ ُر﴾الكوثر‪,3:‬فقالوا ال يجوز ذلك‪,‬فكيف جاز ذلك لهم ولم يجز لي‬ ‫شَانِئَ َ‬ ‫؟ فبلغ ذلك معاوية فكتب إليه‪ :‬قد بلغني ما قلت على منبر مصر ولست هناك‪)1(.‬‬

‫يه‪ :‬عماد الدين محمد بن ابي القاسم الطبري في بشارة المصطفى‪,‬عن الشيخ أبي‬ ‫البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصري‪,‬قراءته عليه في المحرم سنة ست‬ ‫عشر وخمسمائة في مشهد أمير المؤمنين"عليه السالم"عن أبي طالب محمد بن‬ ‫الحسن بن عتبة‪,‬عن أبي الحسن محمد بن الحسين ابن أحمد‪,‬عن محمد بن وهبان‬ ‫الدبيلي‪,‬عن علي بن أحمد بن كثير العسكري‪،‬عن أحمد بن المفضل أبو سلمة‬ ‫األصفهاني‪,‬عن أبي علي راشد بن علي بن وائل القرشي‪,‬عن عبد هللا بن حفص‬ ‫المدني‪,‬قال حدثني محمد بن إسحاق‪,‬عن سعيد بن زيد بن أرطاة‪,‬عن كميل بن‬ ‫زياد‪ ,‬عن أمير المؤمنين"عليه السالم" في وصية إليه وهي طويلة شريفة جامعة‬ ‫لفوائد كثيرة وفيها‪ :‬يا كميل إن هللا عز وجل‪:‬حليم كريم عظيم رحيم‪,‬دلنا على‬ ‫أخالقه وأمرنا باألخذ بها وحمل الناس عليها‪,‬فقد أديناها غير مختلفين وأرسلناها‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تأويل اآليات لشرف الدين الحسيني‪:‬ج‪ 2‬ص‪,569‬سورة زخرف‪:‬االيات‪.60-57‬‬ ‫‪529‬‬

‫غير منافقين وصدقناها غير مكذبين وقبلناها غير مرتابين‪،‬لم يكن لنا وهللا‬ ‫شياطين يوحي إليها وتوحي إلينا كما وصف هللا تعالى قوما ذكرهم هللا عز وجل‬

‫ض ُه ْم‬ ‫بأسمائهم في كتابه لو قرء كما أنزل‪َ ﴿ :‬‬ ‫وحي بَ ْع ُ‬ ‫اإل ْن ِس َو ْال ِج ِّن يُ ِ‬ ‫شيَ ِ‬ ‫اطينَ ْ ِ‬ ‫ف ْالقَ ْو ِل ُ‬ ‫ورا ﴾ اإلنعام‪ ,112:‬الوصية‪ )1(.‬ورواها الشيخ‬ ‫ِإلَ ٰى َب ْع ٍّ‬ ‫غ ُر ً‬ ‫ض ُز ْخ ُر َ‬ ‫حسن بن علي بن شعبة في كتاب تحف العقول مرسال(‪ )2‬وتوجد أيضا في بعض‬ ‫نسخ نهج البالغة قبل الحديث اآلخر المروي عن كميل أيضا وعندي منه نسخة‪.‬‬ ‫يو‪ :‬الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته‪,‬وفي كتابه اآلخر الذي وصل إلينا‬ ‫منه ما يتعلق باإلمام الثاني عشر"عليه السالم" عن محمد بن إسماعيل وعلي بن‬ ‫عبد هللا الحسنيان‪,‬عن أبي شعيب‪,‬عن محمد بن نصير‪,‬عن عمر بن فرات‪,‬عن‬ ‫محمد بن المفضل‪,‬عن مفضل بن عمر‪,‬عن الصادق"عليه السالم"في حديث طويل‬ ‫في أحوال القائم"عليه السالم"وفيه‪ :‬أنه يسند ظهره"ع" إلى الكعبة ويقول‪ ,:‬إلى أن‬ ‫قال‪ :‬ثم يتلو القرآن‪,‬فيقول المسلمون‪ :‬هذا وهللا القرآن حقا الذي أنزله هللا على‬ ‫محمد"صلى هللا عليه واله"وما اسقط وبدل وحرف لعن هللا من أسقطه وبدله‬ ‫وحرفه‪ .‬وفي موضع آخر منه‪ :‬أن الحسني يقول للمهدي صلوات هللا عليه‪ :‬إن‬ ‫كنت مهدي آل محمد"عليهم السالم"فأين المصحف الذي جمعه جدك أمير‬ ‫المؤمنين "عليه السالم" بغير تغيير وال تبديل‪.‬الخبر‪)3(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بشارة المصطفى لمحمد بن علي الطبري‪:‬ص‪,60-50‬وصية علي"ع" لكميل بن‬ ‫زياد النخعي‪.‬‬ ‫‪ -2‬تحف العقول البن شعبة الحراني‪:‬ص‪ ,175-171‬وصية "ع" لكميل بن زياد‬ ‫مختصرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الهداية الكبرى للخصيبي‪:‬ص‪,404-398‬الباب الرابع عشر باب اإلمام المهدي‬ ‫المنتظر"ع"‪.‬‬

‫‪530‬‬

‫يز‪ :‬غير واحد من أجلة المحدثين عن الحسن بن سليمان الحلي قال‪ :‬وجدت بخط‬ ‫موالنا أبي محمد الحسن العسكري"عليه السالم"‪ :‬أعوذ باهلل من قوم حذفوا‬ ‫محكمات الكتاب ونسوا هللا رب األرباب والنبي وساقي الكوثر في مواقف‬ ‫الحساب‪,‬فنحن السنام األعظم وفينا النبوة والوالية والكرم واألنبياء كانوا يقتبسون‬ ‫من أنوارنا ويقتفون من آثارنا‪)1(.‬‬

‫يح‪ :‬الشيخ الطبرسي في االحتجاج قال‪ :‬جاء بعض الزنادقة إلى أمير المؤمنين‬ ‫علي"عليه السالم"‪ ,‬وقال له‪ :‬لوال ما في القرآن من االختالف والتناقض لدخلت‬ ‫في دينكم وساق الخبر‪)2(,‬وهو طويل وفيه تسعة مواضع فيها داللة صريحة على‬ ‫النقصان والتحريف ذكرناها في حال مصحف أمير المؤمنين"عليه السالم"‪,‬واعلم‬ ‫أنه رحمه هللا قال في أول كتابه‪ :‬وال نأتي في أكثر ما نورده من األخبار بإسناده‬ ‫إما لوجود اإلجماع عليه أو موافقته لما دلت العقول أو الشتهاره في السير‬ ‫والكتب بين المخالف والمؤالف إال ما أوردته عن أبي محمد الحسن‬ ‫العسكري"عليه السالم" الخ‪ )3(.‬وروى هذا الخبر الشيخ الصدوق رحمه هللا في‬ ‫كتاب التوحيد عن أحمد بن الحسن القطان‪,‬عن أحمد بن يحيى‪,‬عن بكر بن عبد هللا‬ ‫بن حبيب‪,‬قال‪:‬حدثنا أحمد بن يعقوب بن مطر‪,‬قال‪:‬حدثنا محمد بن‬ ‫الحسن(الحسين) ابن عبد العزيز األحدب الجند بنيسابور‪,‬قال‪:‬وجدت في كتاب‬ ‫أبي بخطه‪ :‬حدثنا طلحة بن يزيد‪,‬عن عبد هللا بن عبيد‪,‬عن أبي معمر السعداني‪:‬‬ ‫أن رجال أتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب"عليه السالم"وساق الخبر‪)4(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬

‫مشارق األنوار للبرسي‪:‬ص‪,73‬منازل اآلل عليهمالسالم العالية‪ ,‬وبحار األنوار ‪ :‬ج‪ 26‬ص‪264‬‬ ‫ح‪,49‬باب"‪ "5‬جوامع مناقبهم وفضائلهم "ع"‪.‬‬ ‫االحتجاج للطبرسي‪ :‬ج‪ 1‬ص‪,358‬في احتجاجه"ع" على الزنديق‪.‬‬ ‫االحتجاج للطبرسي‪ :‬ج‪ 1‬المقدمة العاشرة‪.‬‬ ‫التوحيد للصدوق‪:‬ص‪ ’ 255-254‬بيان في معنى انه تعالى برء أوليائه نفسه‪.‬‬ ‫‪531‬‬

‫مع نقصان كثير عما في االحتجاج‪,‬منه ما يتعلق بنقصان القرآن وتغييره‪,‬إما لعدم‬ ‫الحاجة إليه كما يفعل كثيرا فيه وفي سائر كتبه أو لعدم موافقته لمذهبه‪.‬‬ ‫قال المحقق النحرير الشيخ أسد هللا ألكاظمي في كشف القناع‪ :‬في جملة كالم له‪:‬‬ ‫وبالجملة فأمر الصدوق مضطرب جدا وال يحصل من فتواه غالبا علم وال ظن ال‬ ‫يحصل من فتاوى أساطين المتأخرين‪,‬وكذلك الحال في تصحيحه وترجيحه‪)1(.‬‬

‫وقد ذكر صاحب البحار حديثا عنه في كتاب التوحيد عن الدقاق‪,‬عن الكليني‬ ‫بإسناده‪,‬عن أبي بصير‪,‬عن الصادق"عليه السالم"‪,‬ثم قال‪ :‬هذا الخبر مأخوذ من‬ ‫الكافي وفيه تغييرات عجيبة‪,‬تورث سوء الظن بالصدوق‪,‬وأنه إنما فعل ذلك‬ ‫ليوافق مذهب أهل العدل‪.‬انتهى(‪ )2‬وربما طعن عليه بعض القدماء بمثل ذلك في‬ ‫حديث رواه في العمل في الصوم بالعدد وهذا عجيب من مثله وكيف كان فاألول‬ ‫أظهر ‪.‬‬ ‫يط‪ :‬أحمد بن محمد السياري في كتاب القراءات‪,‬عن محمد بن سليمان‪,‬عن‬ ‫هارون بن الجهم‪,‬عن محمد بن مسلم‪,‬قال‪ :‬قرأ أبو جعفر"عليه السالم" بين يدي‬ ‫آيات من كتاب هللا جل ثناؤه فقلت له‪ :‬جعلت فداك إنا ال نقرأها هكذا‪,‬فقال‪:‬‬ ‫صدقت نقرأه وهللا كما نزل به جبرئيل على محمد"صلى هللا عليه واله"‪ ,‬ما‬ ‫يعرف القرآن إال من خوطب به‪)3(.‬‬

‫ك‪ :‬وعن سيف ‪ -‬وهو ابن عميرة ‪ -‬عن غير واحد‪,‬عن أبي عبد هللا‪",‬عليه السالم"‬ ‫أنه قال‪:‬لو ترك القرآن كما أنزل أللفيتنا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا‪)4(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كشف القناع عن وجوه اإلجماع للتستري‪:‬ص‪,213‬في حال كتاب فقه الرضا‪.‬‬ ‫‪ -2‬بحار األنوار للمجلسي‪:‬ج‪ 5‬ص‪ 156‬ح‪,8‬الباب السادس‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 6‬ح‪.3‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 8‬ح‪.9‬‬ ‫‪532‬‬

‫ورواه المفيد في المسائل السروية‪ )1(,‬كما تقدم في المقدمة الثالثة‪.‬‬ ‫كا‪ :‬وعن ابن سالم عن حبيب السجستاني‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم"في حديث‬ ‫انه قال يا حبيب‪:‬إن القرآن قد طرح منه آي كثير ولم يزد فيه إال حروفا أخطأت‬ ‫به الكتاب وتوهمتها الرجال‪)2(.‬‬

‫كب‪ :‬وعن حماد بن عيسى‪,‬عن إبراهيم بن عمير النخعي‪,‬قال‪ :‬قال أبو عبد هللا‬ ‫"عليه السالم"‪:‬إن القرآن فيه خبر ما مضى وما يحدث وما هو كائن وكانت فيه‬ ‫أسماء الرجال فألقيت‪)3(.‬‬

‫كج‪ :‬وعن علي بن النعمان‪,‬عن أبيه‪,‬عن عبد هللا بن مسكان‪,‬عن أبي جعفر"عليه‬ ‫السالم"قال‪ :‬لوال إنه زيد في القران ونقص ما خفي حقنا على ذي حجى ولو قد‬ ‫قام قائمنا فنطق صدقه القرآن‪)4(.‬‬

‫كد‪ :‬وعن بن فضال‪,‬عن داوود بن زيد‪,‬عن بريد‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه‬ ‫السالم"‪,‬قال‪ :‬نزل القرآن في سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستة وتركت أبا‬ ‫لهب‪)5(.‬‬

‫كه) وعن الحجال‪,‬عن قطبة بن ميمون‪,‬عن عبد األعلى‪,‬قال‪:‬قال أبو عبد هللا"عليه‬ ‫السالم"‪ :‬أصحاب العربية يحرفون كالم هللا عز وجل عن مواضعه‪)6(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪-6‬‬

‫المسائل السروية للمفيد‪:‬ص‪ ,79‬المسألة التاسعة‪:‬صيانة القرآن من التحريف‪.‬‬ ‫القراءات للسياري‪:‬ص‪ 33-32‬ح‪,115‬إل عمران‪,81:‬وينظر تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪180‬‬ ‫ح‪ ,73‬إل عمران‪.81:‬‬ ‫القراءات للسياري‪:‬ص‪ 9‬ح‪.14‬‬ ‫القراءات للسياري‪:‬ص‪ 9‬ح‪.15‬‬ ‫القراءات للسياري‪:‬ص‪ 9‬ح‪.17‬‬ ‫لم اعثر على الرواية عند السياري وفق تتبعي وقد أشار إليها البروجردي في جامع أحاديث‬ ‫ألشيعة‪:‬ج‪ 15‬ص‪ 35‬ح‪ "12"85‬الباب الثاني نقال عن السياري‪.‬‬ ‫‪533‬‬

‫والظاهر أنه"عليه السالم"أشار إلى التغييرات التي وقعت في القرآن من جهة‬ ‫تصرفات القراء وأرباب األدبية فيه بما تقتضيه قواعدهم الغير المنتهية إلى‬ ‫النبي"صلى هللا عليه واله"وال إلى أهل اللسان كما أشرنا‪,‬وكفى في ذلك بعض‬ ‫أقسام اإلدغام الواجب عند بعضهم المغير لهيئة الكلمة‪,‬لسقوط حرف منها وتبديله‬ ‫بآخر يقاربه في المخرج وهكذا ‪.‬‬ ‫كو‪ :‬النعماني في غيبته عن ابن عقدة عن علي بن الحسين عن الحسن ومحمد‬ ‫ابني يوسف عن سعدان بن مسلم عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن‬ ‫حبة العرني قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد‬ ‫الكوفة وقد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما أنزل أما إن قائمنا إذا قام‬ ‫كسر وسوى قبلته‪)1(.‬‬

‫كز‪:‬النعماني رحمه هللا في تفسيره‪,‬عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة‪,‬عن‬ ‫جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي‪,‬عن إسماعيل بن مهران‪,‬عن الحسن‬ ‫بن علي بن أبي حمزة‪,‬عن أبيه‪,‬عن إسماعيل بن جابر‪,‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا‬ ‫جعفر بن محمد الصادق"عليهما السالم"يقول‪ :‬إلى أن قال‪ :‬قال أمير‬ ‫المؤمنين"عليه السالم"‪:‬إن في القرآن ناسخا ومنسوخا ومحكم ومتشابه‪,‬إلى أن عد‬ ‫"عليه السالم " من األقسام‪,‬ومنه حرف مكان حرف‪,‬ومنه ما هو محرف عن‬ ‫جهته‪,‬ومنه ما هو على خالف تنزيله‪,‬ثم شرح اإلمام وذكر لكل واحد أمثلة إلى أن‬ ‫قال‪ :‬وأما ما حرف من كتاب هللا فقوله تعالى‪":‬كنتم خير أمة" وعد صلوات هللا‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب الغيبة للنعماني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 331‬ح‪,3‬باب"‪."20‬‬

‫‪534‬‬

‫عليــــــه بعض اآليات المحرفة كما يأتي‪,‬وقال"عليه السالم"‪ :‬في أخره ومثل هذا‬ ‫كثير‪)1(.‬‬

‫كح‪ :‬الشيخ الكشي في أول رجاله‪ :‬عن حمدويه وإبراهيم ابنا نصير‪,‬قاال حدثنا‬ ‫محمد بن إسماعيل الرازي‪,‬قال‪ :‬حدثني علي بن حبيب المدايني‪,‬عن علي بن‬ ‫سويد النسائي‪,‬قال‪ :‬كتب إلي أبو الحسن األول وهو في السجن‪ :‬وإما ما ذكرت يا‬ ‫علي ممن تأخذ معالم دينك! ال تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا‪,‬فإنك إن تعديتهم‬ ‫أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا هللا ورسوله وخانوا أماناتهم‪,‬أنهم اؤتمنوا‬ ‫على كتاب هللا عز وجل وعال فحرفوه وبدلوه فعليهم لعنة هللا ولعنة رسوله ولعنة‬ ‫مالئكته ولعنة إبائي الكرام البررة ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة‪)2(.‬‬

‫كط‪ :‬محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات‪,‬عن أحمد بن محمد‪,‬عن‬ ‫الحسين‪,‬قال‪:‬حدثني أحمد بن إبراهيم‪,‬عن عمار‪,‬عن إبراهيم بن الحسين‪,‬عن‬ ‫بسطام‪,‬عن عبد هللا بن بكير‪,‬قال‪:‬حدثني عمر بن يزيد‪,‬عن هشام الجواليقي‪,‬عن‬ ‫أبي عبد هللا"عليه السالم"قال‪ :‬إن هلل مدينة خلف البحر سعتها مسيرة أربعين يوما‬ ‫فيها قوم لم يعصوا هللا قط‪ ,‬إلى أن قال‪ :‬إذا رأيتهم رأيت الخشوع واالستكانة‬ ‫وطلب ما يقربهم إليه إذا حبسنا ظنوا أن ذلك من سخط يتعاهدون ساعة التي‬ ‫نأتيهم فيها ال يسئمون وال يفترون يتلون كتاب هللا كما علمناهم‪ ,‬وإن فيما نعلمهم‬ ‫ما لو تلي على الناس لكفروا به وألنكروه‪.‬الخبر‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير النعماني أو رسالة المحكم و المتشابه المنسوبة للشريف الرضي‪:‬ص‪4-3‬‬ ‫أقسام القران‪ ,‬ونقلة المجلسي في بحاره‪:‬ج‪ 90‬ص‪,4‬خطبة رسالة النعماني ‪ ,‬في‬ ‫أقسام آيات القران‪.‬‬ ‫‪ -2‬اختيار معرفة الرجال المعروف بالكشي للطوسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 7‬ح‪.4‬‬ ‫‪ -3‬بصائر الدرجات للصفار‪:‬ص‪,511-510‬ح‪ 4‬الباب"‪."14‬‬ ‫‪535‬‬

‫ل‪ :‬الشيخ محمد بن الحسن الشيباني في أول تفسيره المسمى بنهج البيان‪,‬قال‪ :‬ذكر‬ ‫بعض المفسرين ممن روى‪,‬عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر"عليه‬ ‫السالم"وعن أبي عبد هللا جعفر بن محمد الصادق"عليه السالم"فقال‪ :‬إن القرآن‬ ‫المجيد يشتمل على أمر ونهي وناسخ ومنسوخ محكم ومتشابه وبيان ومبين‬ ‫ومجمل ومفسر ومطلق ومقيد وحقيقة ومجاز وعام وخاص ومقدم ومؤخر‪,‬‬ ‫وعلى المعطوف المنقطع‪,‬وعلى الحرف مكان الحرف‪ ,‬وفيه ما هو على خالف‬

‫ب اب ُْن َم ْر َي َم‬ ‫الظاهر التنزيل‪,‬إلى أن ذكر من أمثلة األخير قوله تعالى‪َ ﴿:‬ولَ َّما ُ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫صدُّونَ " وقوله تعالى ‪:‬‬ ‫َمثَ ًال ِإذَا َق ْو ُم َ‬ ‫ك ِم ْنهُ‪-‬يضجون‪﴾-‬الزخرف‪ ,57:‬فحرفوها " َي ِ‬ ‫﴿بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َك‬

‫‪-‬في علي عليه السالم‪)-‬المائدة‪ ,67:‬فمحو اسمه‪)1(.‬‬

‫ال‪ :‬الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي‪,‬عن أبيه‪,‬عن صفوان بن يحيى‪,‬عن أبي‬ ‫الجارود‪,‬عن عمران بن هيثم‪,‬عن مالك بن حمزة‪,‬عن أبي ذر‪,‬قال‪ :‬لما نزلت هذه‬ ‫جوهٌ ﴾إل عمران‪ ,106:‬قال رسول هللا"صلى‬ ‫اآلية‪َ ﴿ :‬ي ْو َم تَ ْب َي ُّ‬ ‫ض ُو ُجوهٌ َوتَ ْس َودُّ ُو ُ‬ ‫هللا عليه وآله" ترد علي أمتي يوم القيامة على خمس رايات‪ ,‬فراية مع عجل هذه‬ ‫األمة فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي ؟ فيقولون‪ :‬أما األكبر فحرفناه ونبذناه‬ ‫وراء ظهورنا وأما األصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه‪ ,‬فأقول‪ :‬ردوا إلى النار‬ ‫ظماء مظمئين مسودة وجوهكم‪ ،‬ثم ترد علي راية فرعون هذه األمة‪ ,‬فأقول لهم‪:‬‬ ‫ما فعلتم بالثقلين من بعدي ؟ فيقولون‪ :‬أما األكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه وأما‬ ‫األصغر فعاديــــــناه وقاتلناه‪ ،‬فأقول لهم‪ :‬ردوا إلـــى النار ظماء مظمئين مسودة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬نهج البيان للشيباني‪:‬ص‪,40-27‬فصل فيما يشتمل عليه القرآن العزيز‪ ,‬وفصل في‬ ‫سرين وأئ ّمة‬ ‫ذكر حقائق ما ذكرناه وأمثلته في الكتاب العزيز وعند المحقّقين من المف ّ‬ ‫اللّغة ومتكلّمي أصول الفقه‪.‬‬ ‫‪536‬‬

‫وجوهكم‪ ,‬ثم ترد علي رأيه مع سامري هذه األمة‪ ,‬فأقول لهم‪ :‬ما فعلتم بالثقلين‬ ‫من بعدي ؟ فيقولون‪ :‬أما األكبر فعصيناه وتركناه وأما األصغر فخذلناه وضيعناه‬ ‫وصنعنا به كل قبيح‪ ,‬فأقول‪ :‬ردوا إلى النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم‪ ,‬ثم‬ ‫ترد علي راية ذي الثدية مع أول الخوارج وآخرهم‪,‬فأسألهم‪ :‬ما فعلتم بالثقلين من‬ ‫بعدي ؟ فيقولون‪ :‬أما األكبر فمزقناه وبرئنا منه وأما األصغر فقاتلناه وقتلناه‪,‬‬ ‫فأقول‪ :‬ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم‪ ،‬ثم ترد علي راية مع أمام‬ ‫المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين‪ ,‬فأقول‬ ‫لهم‪ :‬ما فعلتم بالثقلين من بعدي ؟ فيقولون‪ :‬أما األكبر فاتبعناه وأطعناه وأما‬ ‫األصغر فأحببناه وواليناه و وازرناه ونصرناه حتى أهرقت فيهم دماؤنا‪ ,‬فأقول‪:‬‬ ‫ردوا الجنة روى مرويين مبيضة وجوهكم‪ ,‬ثم تال رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫وآله"‪":‬يوم تبيض وجوه"اآلية‪)1(.‬‬

‫لب‪ :‬السيدان الجليالن‪ :‬أبو القاسم بن رضي الدين ابن طاووس في كتاب زوائد‬ ‫الفوائد‪,‬والسيد المحدث الجزائري في األنوار النعمانية‪,‬عن الشيخ العالم أبي جعفر‬ ‫محمد بن جرير الطبري‪,‬قال‪ :‬أخبرنا األمين السيد أبو المبارك أحمد بن محمد بن‬ ‫أردشير الدستاني‪,‬قال‪ :‬أخبرنا السيد أبو البركات محمد الجرجاني‪,‬قال‪ :‬أخبرنا هبة‬ ‫هللا ألقمي‪ ,‬واسمه يحيى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إسحاق بن محمد البغدادي‪,‬قال‪ :‬حدثنا الفقيه‬ ‫الحسن بن الحسن السامري‪ ,‬أنه قال‪ :‬كنت أنا ويحيي بن محمد بن حويج البغدادي‬ ‫قصدنا أحمد بن إسحاق البغدادي(‪,)2‬وهو صاحب اإلمام الحسن العسكري"عليه‬ ‫السالم" بمدينة قم‪ ,‬فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا صبيـــة عراقية فسألناها عنه‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,109‬سورة ال عمران‪,‬ورود الرايات يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪ -2‬جاء االسم "القمي" في مصدر البحار‪.‬‬ ‫‪537‬‬

‫فقالت‪:‬هو مشغول وعياله فإنه يوم عيد‪ ,‬فقلنا ‪:‬سبحان هللا األعياد عندنا أربعة عيد‬ ‫الفطر‪,‬وعيد النحر‪ ,‬والغدير‪ ,‬والجمعة قالت ‪ :‬روى سيدي أحمد ابن إسحاق‪,‬عن‬ ‫سيده العسكري‪,‬عن أبيه علي بن محمد"عليهما السالم"‪ :‬أن هذا اليوم يوم عيد‬ ‫وهو خيار األعياد عند أهل البيت"عليهم السالم" وعند مواليهم‪ ،‬إلى أن ذكر‬ ‫خروج احمد بن إسحاق إليهم‪,‬وروايته عن العسكري"عليه السالم" ‪,‬عن أبيه‪ :‬أن‬ ‫حذيفة دخل في يوم التاسع من ربيع األول على رسول هللا "صلى هللا عليه وآله"‬ ‫وذكره "صلى هللا عليه واله"‪ :‬بعض فضائل هذا اليوم ومثالب من يقتل فيه‪ ,‬قال‬ ‫حذيفة‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا‪ :‬في أمتك وأصحابك من ينتهك هذه الحرم ؟‬ ‫قال"ص"‪ :‬جبت من المنافقين يظلم أهل بيتي ويستعمل في أمتي الريا ويدعوهم‬ ‫إلى نفسه ويتطاول على األمة من بعدي ويستجلب أموال هللا من غير حله‪,‬‬ ‫وينفقها في غير طاعة‪ ,‬ويحمل على كتفه درة الخزي ويضل الناس عن سبيل هللا‪,‬‬ ‫ويحرف كتابه ويغير سنتي‪,‬إلى أن قال‪:‬ثم قام رسول هللا"صلى هللا عليه وآله"‬ ‫فدخل بيت أم سلمة فرجعت عنه وأنا غير شاك في أمر الشيخ الثاني حتى رأيته‬ ‫بعد رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" قد فتح الشر وأعاد الكفر واالرتداد عن‬ ‫الدين وحرف القرآن‪)1(.‬‬

‫لج‪ :‬الشيخ الجليل سعد بن عبد هللا ألقمي في بصائره‪ )2(,‬على ما نقله عنه الشيخ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬األنوار النعمانية للجزائري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,109-108‬في يوم قتل الخليفة الثاني‪ ,‬إما كتاب‬ ‫زوائد الفوائد البن طاووس لم نتوصل إليه كونه ال زال مخطوط قيد التحقيق في‬ ‫العتبة الحسينية عند العام ‪ 2017‬م‪ ,‬ونقل الخبر من الكتاب المذكور ألمجلسي في‬ ‫بحاره‪:‬ج‪ 95‬ص‪ 351‬ح‪ ,1‬باب"‪ "13‬فضل اليوم التاسع من شهر ربيع‬ ‫األول وأعماله‪.‬‬ ‫‪ -2‬وفق تتبعي لم نعثر على هكذا كتاب لهكذا اسم‪,‬حيث إن بصائر الدرجات‬ ‫للصفار‪,‬ومختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي‪.‬‬ ‫‪538‬‬

‫حسن بن سليمان الحلي في منتخبه(‪ )1‬عن القاسم بن محمد األصفهاني‪,‬عن‬ ‫سليمان بن داود المنقري المعروف بالشاذكوني‪,‬عن يحيى بن آدم‪,‬عن شريك بن‬ ‫عبد هللا‪,‬عن جابر بن يزيد الجعفي‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم" قال‪:‬دعا رسول‬ ‫هللا "صلى هللا عليه وآله" بمنى فقال‪ :‬أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين‪,‬أما إن‬ ‫تمسكتم بهما لن تضلوا‪ :‬كتاب هللا وعترتي والكعبة البيت الحرام‪ ,‬ثم قال أبو‬ ‫جعفر"عليه السالم"‪ :‬أما كتاب هللا فحرفوا وأما الكعبة فهدموا‪,‬وأما العترة فقتلوا‬ ‫وكل ودائع هللا قد نبذوا ومنها قد تبروا‪ )2(.‬ورواه الصفار في الجزء الثامن من‬ ‫بصائره عن علي بن محمد عن القاسم بن محمد مثله‪)3(.‬‬

‫لد‪ :‬الصدوق في الخصال‪,‬عن محمد بن عمر الجعاني‪,‬عن عبد هللا بن بشير‪,‬عن‬ ‫الحسن بن الزبرقان‪,‬عن أبي بكر ابن عياش‪,‬عن األجلح‪,‬عن أبي الزبير‪,‬عن‬ ‫جابر‪,‬عن النبي"صلى هللا عليه وآله"قال‪ :‬يجئ يوم القيامة ثالثة يشكون‪:‬المصحف‬ ‫والمسجد والعترة‪ ,‬يقول المصحف‪ :‬يا رب حرقوني ومزقوني‪ ,‬ويقول المسجد‪ :‬يا‬ ‫رب عطلوني وضيعوني‪ ،‬وتقول العترة‪ :‬يا رب قتلونا وطردونا وشردونا فاجثوا‬ ‫للركبتين في الخصومة‪،‬فيقول هللا لي‪ :‬أنا أولى بذلك‪)4(.‬‬

‫له‪ :‬ثقة اإلسالم في روضة الكافي‪,‬عن عدة من أصحابنا‪,‬عن سهل بن زياد‪,‬عن‬ ‫إسماعيل بن مهران‪,‬عن محمد بن منصور الخزاعي‪,‬عن علي بن سويـــــد‬ ‫ومحمد بن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬

‫وفق تتبعي لم نعثر على هكذا كتاب لهكذا اسم‪ ,‬وإما كتاب المنتخب من تفسير القران والنكت‬ ‫المستخرجة من كتاب التبيان‪ ,‬فهو للشيخ محمد ابن احمد ابن ادريس الحلي‪.‬‬ ‫مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي‪:‬ص‪ ,277-275‬باب في صفاتهم "ع" وما‬ ‫فضلهم هللا عز وجل به ‪.‬‬ ‫بصائر الدرجات للصفار‪:‬ص‪ 434-433‬ح‪,3‬الباب"‪ "17‬في قوله"ص" إني تارك فيكم الثقلين)‬ ‫الخصال للصدوق‪:‬ص‪,175-174‬ح‪ ,232‬ثالثة يشكون إلى هللا يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪539‬‬

‫يحيى‪,‬عن محمد بن الحسين‪,‬عن محمد بن إسماعيل بن بزيع‪,‬عن عمه حمزة بن‬ ‫بزيع‪,‬عن علي بن سويد والحسن بن محمد‪,‬عن محمد بن أحمد النهدي‪,‬عن‬ ‫إسماعيل بن مهران‪,‬عن محمد بن منصور‪,‬عن علي بن سويد‪,‬قال‪ :‬كتبت إلى أبي‬ ‫الحسن موسى"عليه السالم"‪ ,‬وهو في الحبس كتابا أسأله عن حاله وعن مسائل‬ ‫كثيرة‪ ,‬فاحتبس الجواب علي شهرا‪ ,‬ثم أجابني بجواب هذه نسخته‪ :‬بسم هللا‬ ‫الرحمن الرحيم‪,‬الحمد هلل العلي العظيم الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين‬ ‫‪,‬إلى أن قال‪ :‬وال تلتمس دين من ليس من شيعتك‪ ,‬وال تحبن دينهم‪ ,‬فإنهم الخائنون‬ ‫الذين خانوا هللا ورسوله وخانوا أماناتهم‪,‬وتدري ما خانوا أماناتهم! ائتمنوا على‬ ‫كتاب هللا فحرفوه وبدلوه‪.‬الخبر(‪,)1‬ورواه الصدوق بسند صحيح مثله‪)2(.‬‬

‫لو‪ :‬الثقة الجليل الحسين بن سعيد األهوازي في كتابه على ما نقله عنه في‬ ‫البحار‪,‬عن أبي الحسن بن عبد هللا‪,‬عن ابن أبي يعفور‪,‬قال‪ :‬دخلت على أبي عبد‬ ‫هللا"عليه السالم"وعنده نفر من أصحابه فقال لي‪ :‬يا بن أبي يعفور هل قرأت‬ ‫القرآن ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم قرأت هذه القراءة‪ ,‬قال عنها سألتك ليس من غيرها‪,‬قال‪:‬‬ ‫فقلت‪ :‬نعم جعلت فداك ولم ؟ قال‪:‬ألن موسى"عليه السالم" حدث قومه بحديث لم‬ ‫يحتملوه عنه فخرجوا عليه بمصر فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم‪ ،‬والن عيسى "عليه‬ ‫السالم" حدث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه فقاتلهم‬

‫َت َ‬ ‫طائِفَةٌ ِم ْن بَنِي ِإ ْس َرائِي َل َو َكفَ َر ْ‬ ‫فقتلهم‪ ,‬وهو قول هللا عز وجل‪﴿ :‬فَآ َمن ْ‬ ‫ت‬ ‫ص َب ُحوا َ‬ ‫َ‬ ‫ظا ِه ِرينَ ﴾الصف‪ ,14:‬وأنه‬ ‫عد ّ ُِو ِه ْم َفأ َ ْ‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫طا ِئفَةٌ ۖ فَأَيَّ ْدنَا الَّذِينَ آ َمنُوا َ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬شرح أصول الكافي للمازندراني‪:‬ج‪ 12‬ص‪ 73‬ح‪ ,95‬في حديث أبي الحسن‬ ‫موسى"ع"‪.‬‬ ‫‪ -2‬وفق تتبعي لم أقف على هذه الرواية في تراث الصدوق‪.‬‬ ‫‪540‬‬

‫أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث ال تحتملونه‪ ،‬فتخرجون عليه برميلة‬ ‫االسكرة فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلك‪ ,‬وهي آخر خارجة تكون‪.‬الخبر‪ .‬قال المجلسي‬ ‫رحمه هللا‪ :‬قوله "ولم" أي ولم لم تسألني عن غير تلك القراءة! وهي المنزلة التي‬ ‫ينبغي أن يعلم فأجاب"عليه السالم" بأن القوم ال يحتملون تغيير القرآن وال يقبلونه‬ ‫واستشهد"ع" بما ذكر‪)1(.‬‬

‫لز‪ :‬الشيخ الطوسي في المصباح في دعاء قنوت الوتر‪ :‬اللهم العن الرؤساء‬ ‫والقادة واألتباع من األولين واآلخرين الذين صدوا عن سبيلك‪ ,‬اللهم أنزل بهم‬ ‫بأسك ونقمتك فإنهم كذبوا على رسولك وبدلوا نعمتك وأفسدوا عبادك وحرفوا‬ ‫كتابك وغيروا سنة نبيك‪ .‬الدعاء‪)2(.‬‬

‫لح‪ :‬وفيه روي‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم"‪ :‬أنه يستحب أن يصلى على النبي‬ ‫"صلى هللا عليه واله" بعد العصر يوم الجمعة بهذه الصالة ثم ساقها وفيها‪ :‬اللهم‬ ‫العن الذين بدلوا دينك وكتابك وغيروا سنة نبيك‪)3(.‬‬

‫لط‪ :‬الشيخ رحمه هللا في غيبته عن أحمد بن علي الرازي عن أبي الحسين محمد‬ ‫بن جعفر أألسدي قال‪ :‬قال‪ :‬حدثني الحسين بن محمد بن عامر األشعري‬ ‫ألقمــــي‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني يعقوب بن يوسف الضراب العسان االصفهاني ‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 52‬ص‪ 375‬ح‪ 174‬عن الحسين بن سعيد أو النوادر‪ ,‬في إن ثالثة‬ ‫عشر مدينة وطائفة يحارب القائم "ع"‪.‬‬ ‫‪ -2‬مصباح المتجهد للطوسي‪:‬ص‪,154‬ح‪ ,39/243‬في ما ينبغي إن يفعله من غفل عن‬ ‫صالة الليل‪.‬‬ ‫‪ -3‬مصباح المتجهد للطوسي‪:‬ص‪,392‬ح‪,120/510‬في خطبة أخرى ‪ ,‬وينظر بحار‬ ‫األنوار‪:‬ج‪ 87‬ص ‪ , 86‬في الصالة النبي"ص" وأسانيدها‪ ,‬نقال عن جمال األسبوع‬ ‫والمتهجد وغيرهما" كما قال المجلسي"‪,‬وينظر المصباح للكفعمي‪:‬ص‪.431‬‬ ‫‪541‬‬

‫حججت في سنة إحدى وثمانين ومائتين‪)1(.‬وقال في متهجده ‪ :‬دعاء آخر مروي‬ ‫عن صاحب الزمان "عليه السالم" خرج إلى أبي الحسن الضراب األصفهاني‬ ‫بمكة بإسناد لم نذكره اختصارا نسخته‪ :‬بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ ,‬إلى قوله "عليه‬ ‫السالم" ‪ :‬اللهم جدد به ما امتحى من دينك وأحي به ما بدل من كتابك الدعاء‪)2(.‬‬

‫م‪ :‬الشيخ جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة‪,‬عن محمد بن جعفر الرزاز‬ ‫الكوفي‪,‬عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪,‬عن أبي نجران‪,‬عن يزيد بن‬ ‫إسحاق‪,‬عن الحسن بن عطية‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال‪:‬إذا دخلت الحائر‬ ‫فقل‪ ,‬إلى قوله"ع"‪ :‬اللهم العن الذين كذبوا رسلك وهدموا كعبتك‪ ,‬وحرفوا كتابك‬ ‫‪.‬الزيارة‪)3(.‬‬

‫ما‪ :‬وفيه عن الحسين بن محمد‪,‬عن أحمد بن إسحاق‪,‬عن سعدان بن مسلم‪,‬عن‬ ‫بعض أصحابنا‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال‪ :‬إذا أتيت القبر بدأت فأثنيت‬ ‫على هللا عز وجل‪ ,‬إلى أن قال "عليه السالم" في سياق الدعاء‪ :‬اللهم العن الذين‬ ‫كذبوا رسولك وهدموا كعبتك‪,‬وحرفوا كتابك‪,‬وسفكوا دم أهل بيت نبيك "صلى هللا‬ ‫عليه واله"‪)4(.‬‬

‫مب‪ :‬العالمة المجلسي في البحار‪,‬عن مزار المفيد في زيارة أبي عبد هللا "عليه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الغيبة للطوسي‪ :‬ج‪ 1‬ص‪,303-296‬ح‪ 238‬وفيه رواية طويله تتضمن دعاء عن‬ ‫الحجة"ع" جاء في موضع الشاهد " اللهم جدد به ما محي من دينك‪ ،‬وأحي به ما بدل‬ ‫من كتابك وأظهر به ما غير من حكمك‪."،‬‬ ‫‪ -2‬مصباح المتجهد للطوسي‪:‬ص‪,408‬في خطبة أخرى‪.‬‬ ‫‪ -3‬كامل الزيارة البن قولويه‪:‬ص‪,362-358‬ح‪,1/617‬الباب"‪ "79‬الزيارات‪.‬‬ ‫‪ -4‬كامل الزيارة البن قولويه‪:‬ص‪ ,387-385‬ح‪, 17/633‬الباب "‪ "79‬الزيارات‪.‬‬

‫‪542‬‬

‫السالم" غير مقيدة بوقت وفيها‪ :‬اللهم العن الذين كذبوا رسلك‪ ,‬وهدموا كعبتك‪,‬‬ ‫واستحلوا حرمك‪ ,‬وألحدوا في البيت الحرام ‪ ,‬وحرفوا كتابك‪)1(.‬‬

‫مج‪ :‬السيد رضي الدين علي بن طاووس رحمه هللا في اإلقبال‪ :‬رويناه بإسنادنا‬ ‫إلى‪,‬عبد هللا بن جعفر الحميري‪,‬عن الحسن بن علي الكوفي‪,‬عن الحسن بن محمد‬ ‫الحضرمي‪,‬عن عبد هللا بن سنان‪,‬عن الصادق"عليه السالم"في زيارة فيها‪:‬‬ ‫وخالفوا السنة وبدلوا الكتاب‪)2(.‬‬

‫مد‪ :‬الشيخ الطوسي"ره" في المصباح في زيارة يوم عاشوراء‪,‬روى عبد هللا بن‬ ‫سنان‪,‬عن الصادق "عليه السالم" في حديث شريف فيه ذكر زيارة فيها‪ :‬اللهم إن‬ ‫كثيرا من األمة ناصبت المستحفظين من األئمة‪ ,‬إلى قوله"عليه السالم"‪ :‬وحرفت‬ ‫الكتاب‪ )3(.‬ورواه محمد بن المشهدي في مزاره كما في البحار‪,‬عن عماد الدين‬ ‫محمد بن أبي القاسم الطبري‪,‬عن أبي على بن شيخ الطائفة‪,‬عن أبيه‪,‬عن‬ ‫المفيد‪,‬عن ابن قولويه والصدوق‪,‬عن الكليني‪,‬علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن ابن‬ ‫أبي عمير‪,‬عن عبد هللا بن سنان‪)4(.‬‬

‫مه‪ :‬الكفعمي في البلد األمين وفي جنته المعروف بالمصباح‪,‬عن عبد هللا بن‬ ‫عباس‪,‬عن علي"عليه السالم"‪:‬أنه كان يقنت بدعاء صنمي قريش‪,‬وقال‪:‬إن الداعي‬ ‫به كالرامي مع النبي"صلى هللا عليه وآله"في بدر وحنين بألف ألف سهم‪ ,‬وقال‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 98‬ص‪,209‬ح‪,33‬الباب"‪ "18‬زياراته صلوات هللا عليه المطلقة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلقبال البن طاووس‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,67‬فصل "‪ "13‬فيما نذكره من ألفاظ الزيارة‬ ‫المنصوص عليها يوم عاشوراء‪.‬‬ ‫‪ -3‬مصباح المتهجد للطوسي‪:‬ص‪,784‬ح‪,9/854‬زيارة أخرى في يوم عاشوراء‪.‬‬ ‫‪ -4‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 98‬ص‪,305‬ح‪,4‬الباب"‪ "24‬زياراته صلوات هللا عليه يوم عاشوراء‬ ‫‪.‬‬ ‫‪543‬‬

‫أيضا‪ :‬إنه من غوامض اإلسرار وكرائم األذكار‪,‬وكان أمير المؤمنين"عليه‬ ‫السالم"‪,‬يواظب عليه في ليله ونهاره وأوقات أسحار‪ )1(.‬وفيه‪ :‬وحرفا كتابك‪,‬وفي‬ ‫موضع آخر‪:‬اللهم العنهما بكل آية حرفوها‪ )2(.‬وللشيخ العالم أسعد بن عبد القاهر‬ ‫شرح على هذا الدعاء سماه رشح الوالء في شرح الدعاء‪,‬كما فيهما وفي أمل‬ ‫اآلمل للمحدث الحر العاملي‪ ,‬وشرحه أيضا المولى علي العراقي في سنة ‪1878‬‬ ‫وكذا الفاضل الماهر المولى مهدي بن العالم الجليل المولى علي أصغر القزويني‬ ‫في أواخر الصفوية ‪.‬‬ ‫مو‪ :‬السيد بن طاووس رحمه هللا في مهج الدعوات بإسناده إلى سعد بن عبد هللا‬ ‫في كتاب فضل الدعاء‪,‬عن أبي جعفر محمد بن إسماعيل بن بزيع‪,‬عن الرضا‬ ‫"عليه السالم" وبكير بن صالح‪,‬عن سليمان بن جعفر الجعفري‪,‬عن الرضا "عليه‬ ‫السالم" قاال‪ :‬دخلنا عليه وهو في سجدة الشكر‪,‬فأطال في سجوده ثم رفع رأسه‬ ‫فقلنا له‪ :‬أطلت السجود‪,‬فقال‪ :‬من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعاء كان كالرامي مع‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" يوم بدر‪ ,‬قاال قلنا فنكتبه ؟ قال إذا أنت سجدت‬ ‫سجدة الشكر فقل‪ :‬اللهم العن اللذين بدال دينك ‪,‬إلى قوله ‪ :‬وحرفا كتابك‪)3(.‬‬

‫مز‪ :‬ابن شهر أشوب في المناقب كما في البحار بإسناده إلى عبد هللا بن محمد بن‬ ‫سليمان بن عبد هللا بن الحسن‪,‬عن أبيه‪,‬عن جده‪,‬عن عبد هللا في خطبة أبي عبد‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 82‬ص‪ 260‬ح‪ , 5‬باب"‪ "33‬في القنوتات الطويلة المروية عن أهل‬ ‫البيت"ع" نقال البلد األمين‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصباح للكفعمي‪ :‬ص‪.553-552‬‬ ‫‪ -3‬مهج الدعوات للسيد بن طاووس‪:‬ص‪ ,307‬في دعاء اإلمام الرضا "ع" في سجدة‬ ‫الشكر‪.‬‬

‫‪544‬‬

‫هللا "عليه السالم" يوم عاشورا‪,‬وفيها‪ :‬فإنما أنتم من طواغيت األمة وشذاذ‬ ‫األحزاب‪,‬ونبذة‬

‫الكتاب‪,‬ونفثة‬

‫الشيطان‪,‬وعصبة‬

‫اآلثام‪,‬ومحرفو‬

‫الكتاب‬

‫‪.‬الخطبة‪ )1(.‬ونسبته "عليه السالم" التحريف إليهم مع كونه من فعل أسالفهم‬ ‫كنسبة قتل األنبياء إلى اليهود المعاصرين لجده "صلى هللا عليه واله" في القرآن‬ ‫العظيم لرضاهم جميعا بما فعلوه واقتفائهم بآثارهم واقتدائهم بسيرتهم ‪.‬‬ ‫مح‪ :‬السيد ابن طاووس رحمه هللا في مصباح الزائرين‪,‬ومحمد بن المشهدي في‬ ‫مزاره كما في البحار‪,‬عن األئمة "عليهم السالم" في زيارة جامعة طويلة معروفة‬ ‫وفيها في ذكر ما حدث بعد النبي "صلى هللا عليه واله"‪ :‬وعقت سلمانها‪ ,‬وطردت‬ ‫مقدادها‪,‬ونفت جندبها‪,‬وفتقت بطن عمارها‪,‬وحرفت القرآن‪,‬وبدلت األحكام‪)2(.‬‬

‫مط‪ :‬السيد قدس سره في مهجه عن نسخة عتيقة فيها‪ :‬حدثني الشريف أبو الحسن‬ ‫محمد بن محمد بن المحسن بن يحيى الرضا أدام هللا تأييده‪,‬عن أبيه‪,‬عن أبي عبد‬ ‫هللا محمد بن إبراهيم بن صدقة‪,‬عن سالمة بن محمد األزدي‪,‬عن أبي محمد جعفر‬ ‫بن عبد هللا العقيلي‪,‬وعن أبي الحسن محمد بن تريك الرهاوي‪,‬عن أبي القاسم عبد‬ ‫الواحد الموصلي‪,‬عن أبي محمد جعفر بن عقيل بن عبد هللا بن عقيل بن محمد بن‬ ‫عبد هللا بن عقيل بن أبي طالب‪,‬عن أبي روح النسائي‪,‬عن أبي الحسن علي بن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 45‬ص‪,8‬في بقية الباب السابع والثالثين‪ ,‬في ما قاله موالنا‬ ‫الحسين"ع" في يوم عاشوراء لجماعة الكوفي من النصائح والمواعظ‪,‬ووفق تتبعي‬ ‫لم أقف على الرواية في المناقب‪.‬‬ ‫‪ -2‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 99‬ص‪,166‬الباب الثامن في الزيارات الجامعة‪,‬الزيارة الخامسة‪,‬‬ ‫والمزار البن ألمشهدي ‪:‬ص‪,297‬الباب "‪ "13‬العمل والصالة ليلة المبعث‪,‬زيارة‬ ‫جامعة لسائر األئمة"ع"‪,‬مصباح الزائر البن طاووس‪:‬ص‪,464‬الفصل الثامن‬ ‫عشر‪,‬في مختار الزيارات الجوامع الموضوعة لزيارة كل إمام في سائر الشهور‬ ‫واأليام وما يلحق بها‪.‬‬ ‫‪545‬‬

‫محمد "عليهما السالم"في دعاء طويل له شرح عجيب وفيه‪ :‬وأدل ببواره الحدود‬ ‫المعطلة‪ ,‬واإلحكام المهملة‪,‬والسنن الدائرة‪ ,‬والمعالم المغيرة والتالوات المتغيرة‪,‬‬ ‫واآليات المحرفة‪.‬الدعاء‪)1(.‬‬

‫ن‪ :‬الكشي في ترجمة زرارة عن حمدوية بن نصير‪,‬عن محمد بن عيسى بن‬ ‫عبيد‪ ,‬عن يونس بن عبد الرحمن‪,‬عن عبد هللا بن زرارة‪,‬وعن محمد بن قولويه‬ ‫والحسين بن الحسن‪,‬عن سعد بن عبد هللا‪,‬عن هارون بن الحسن بن محبوب‪,‬عن‬ ‫محمد بن عبد هللا بن زرارة وابنيه الحسن والحسين‪,‬عن عبد هللا بن زرارة قال‪:‬‬ ‫قال لي أبو عبد هللا "عليه السالم" اقرأ مني على والدك السالم‪,‬إلى أن قال"ع"‪:‬‬ ‫عليكم بالتسليم والرد إلينا وانتظار أمرنا وأمركم وفرجنا وفرجكم ولو قد قام‬ ‫قائمنا وتكلم متكلمنا‪ ,‬ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرائع الدين واألحكام‬ ‫والفرائض كما أنزله هللا على محمد "صلى هللا عليه وآله" ألنكر أهل البصائر‬ ‫فيكم ذلك اليوم إنكار شديد‪ ,‬ثم لم تستقيموا على دين هللا وطريقته إال من يحب حد‬ ‫السيف فوق رقابكم‪ ,‬إن الناس بعد نبي هللا "صلى هللا عليه واله"‪,‬ركب هللا به سنة‬ ‫من كان قبلكم‪ ,‬فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين هللا ونقصوا منه‪ ,‬فما من‬ ‫شئ عليه الناس اليوم إال وهو محرف عما نزل به الوحي من عند هللا‪)2(.‬‬

‫قال المحق الداماد‪ :‬الم التعليل الداخلة على أن باسمها وخبرها على ما في أكثر‬ ‫النسخ متعلقة باستئناف التعليم و" فتكم " بفتح الفاء وتشديد التاء المثناة من فوق‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 95‬ص‪,239‬دعاء"‪ "30‬عن المهج‪ ,‬باب األدعية واالحراز لدفع كيد‬ ‫األعداء‪,‬نقال عن كتاب مهج الدعوات البن طاووس‪:‬ص‪,323-318‬في ذكر ما‬ ‫نختاره من أدعية موالنا أبي الحسن علي بن محمد الهادي"ع"‪.‬‬ ‫‪ -2‬اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,352-349‬ح‪ ,221‬في‬ ‫ترجمة زرارة بن أعين‪.‬‬ ‫‪546‬‬

‫جملة فعليته على جواب لو‪ :‬و"ذلك اليوم" منصوب على الظرف و" إنكار شديد‬ ‫" مرفوع على الفاعلية‪,‬والمعنى شق عصاكم‪,‬وكسر قوة اعتقادكم‪,‬وبدد‬ ‫جمعكم‪,‬وفرق كلمتكم‪,‬وفي بعض النسخ "إنكارا شديدا" نصبا على التمييز وعلى‬ ‫نزع الخافض وذلك اليوم بالرفع على الفاعلية‪,‬وربما يوجد في النسخ "ألنكر"‬ ‫بفتح الالم للتأكيد وأنكر على الفعل من اإلنكار وأهل البصائر بالرفع على الفاعلية‬ ‫وفيكم بحرف الجر المتعلقة بمجرورها بأهل البصائر للظرفية‪,‬أو بمعنى منكم‬ ‫وذلك بالنصب على الظرف‪ ,‬و"إنكارا شديدا" منصوبا على المفعول المطلق‬ ‫وعلى التمييز فليعرف‪.‬انتهى‪)1(.‬‬

‫نا‪ :‬النعماني رحمه هللا في غيبته‪,‬عن علي بن الحسين‪,‬عن محمد بن يحيى‬ ‫العطار‪,‬عن محمد بن الحسن الرازي‪,‬عن محمد بن علي الكوفي‪,‬عن أحمد بن‬ ‫محمد بن أبي نصر‪,‬عن عاصم بن حميد‪,‬عن أبي بصير‪,‬قال‪ :‬قال أبو جعفر "عليه‬ ‫السالم"‪ :‬يقوم القائم "عليه السالم" بأمر جديد‪ ,‬وكتاب جديد على العرب شديد‬ ‫ليس شأنه إال السيف‪,‬ال يستتيب أحدا‪,‬وال تأخذه في هللا لومة الئم‪ )2(.‬ورواه أيضا‬ ‫بطريق آخر(‪ )3‬نب‪ :‬السياري في كتاب القراءات‪,‬عن سيف بن عميرة‪,‬عن أبي‬ ‫بكر بن محمد قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا "عليه السالم" يقول‪ :‬لو قرء القرآن على ما‬ ‫أنزل ما اختلف فيه اثنان‪)4(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬التعليقة على اختيار معرفة الرجال للميرداماد االسترابادي‪:‬ج‪ 1‬ص‪-350‬‬ ‫‪,351‬زرارة بن أعين‪.‬‬ ‫‪ -2‬الغيبة للنعماني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 236‬ح‪,19‬الباب"‪"13‬ما روي في صفته وسيرته وفعله‪,‬‬ ‫وما انزل من القران فيه"ع"‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 268‬ح‪,22‬الباب"‪ "14‬في ما جاء في العالمات التي تكون‬ ‫قبل قيام القائم"ع"‪.‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 8‬ح‪.8‬‬ ‫‪547‬‬

‫بخ‪ :‬اإلسالم في الكافي‪,‬عن عدة من أصحابنا‪,‬عن سهل بن زياد‪،‬وعلي بن إبراهيم‬ ‫‪،‬عن أبيه جميعا‪,‬عن ابن محبوب‪,‬عن أبي حمزة ‪,‬عن أبي يحيى‪ ,‬عن االصبغ بن‬ ‫نباته قال‪ :‬سمعت أمير المؤمنين "عليه السالم" يقول‪ :‬نزل القرآن أثالثا‪:‬ثلث فينا‬ ‫وفي عدونا وثلث سنن وأمثال وثلث فرائض وأحكام‪)1(.‬‬

‫ند‪ :‬وعن عدة من أصحابنا‪،‬عن أحمد بن محمد‪،‬عن الحجال‪،‬عن علي بن عقبة‪،‬‬ ‫عن داود بن فرقد‪،‬عمن ذكره‪،‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم"‪ ,‬قال‪ :‬إن القرآن نزل‬ ‫أربعة أرباع‪:‬ربع حالل وربع حرام وربع سنن وأحكام وربع خبر ما كان قبلكم‬ ‫ونبأ ما لم يكن بعدكم وفصل ما بينكم‪)2(.‬‬

‫نه‪ :‬وعنه‪,‬عن ابي علي األشعري‪،‬عن محمد بن عبد الجبار‪،‬عن صفوان‪،‬عن‬ ‫إسحاق بن عمار‪،‬عن أبي بصير‪،‬عن أبي جعفر "عليهالسالم"‪ ,‬قال‪ :‬نزل القرآن‬ ‫أربعة أرباع‪ :‬ربع فينا وربع في عدونا وربع سنن وأمثال وربع فرائض وأحكام‪)3(.‬‬

‫نو‪ :‬العياشي في تفسيره‪,‬عن أبي الجارود‪,‬قال‪:‬سمعت أبا جعفر"عليه السالم"‪:‬‬ ‫يقول نزل القرآن على أربعة أرباع ربع فينا وربع في عدونا وربع في فرائض‬ ‫وإحكام ‪،‬وربع سنن وأمثال ولنا كرائم القرآن‪)4(.‬‬

‫نز‪ :‬وعن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخي‪,‬عن بعض أصحابه رفعه إلـــى‬ ‫خيثمة قال‪ :‬قال أبو جعفر "عليــه السالم"‪ :‬يـــاخيثمة القرآن نزل أثالثا ثلث فينا‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 627‬ح‪,2‬باب النوادر‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 627‬ح‪,3‬باب النوادر‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 628‬ح‪,4‬باب النوادر‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 9‬ح‪,1‬في ما انزل القران‪.‬‬

‫‪548‬‬

‫وفى أحبائنا وثلث في أعدائنا وعدو من كان قبلنا وثلث سنة ومثل‪)1(.‬‬

‫نح‪ :‬فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره‪,‬عن أحمد بن موسى‪,‬عن الحسن بن‬ ‫ثابت‪,‬عن أبيه‪,‬عن شعبة بن الحجاج‪,‬عن الحكم‪,‬عن ابن عباس‪,‬قال‪ :‬أخذ النبي يد‬ ‫علي صلوات هللا عليهما فقال‪ :‬إن القرآن أربعة أرباع ربع فينا أهل البيت خاصة‬ ‫وربع في أعدائنا وربع حالل وحرام وربع فرائض وأحكام‪ )2(.‬ورواه ابن‬ ‫المغازلي من الجمهور في مناقبه(‪ )3‬كما نقله عنه في " البرهان" (‪)4‬‬

‫نط‪ :‬وعن محمد بن سعيد بن رحيم الهمداني ومحمد بن عيسى بن زكريا‪,‬عن عبد‬ ‫الرحمن بن سراج‪,‬عن حماد بن أعين‪,‬عن الحسن بن عبد الرحمن‪,‬عن األصبغ بن‬ ‫نباته‪:‬عن علي "عليه السالم" قال‪ :‬القرآن أربعة أرباع ربع فينا وربع في عدونا‬ ‫وربع فرائض وأحكام وربع حالل وحرام ولنا كرائم القرآن‪)5(.‬‬

‫س‪ :‬وعن أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن صبيح والحسن بن علي بن الحسين‬ ‫السلولي‪,‬عن محمد بن الحسين بن المطهر‪,‬عن صالح ابن األسود‪,‬عن جميل بن‬ ‫عبد هللا النخعي‪,‬عن زكريا بن ميسرة‪,‬عن األصبغ بن نباتة‪,‬قال‪:‬قال علي"عليه‬ ‫السالم"‪ :‬نزل القران ارباعا ‪ .‬وذكر قريبا منه‪)6(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 10‬ح‪,7‬في ما انزل القران‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفسير فرات الكوفي‪:‬ص‪ 48-47‬ح‪,3‬المقدمة‪.‬‬ ‫‪ -3‬المناقب البن المغازلي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 394‬ح‪ [159] ,375‬قوله تعالى‪" :‬إِ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا‬ ‫الر ْح ٰ َم ُن ُودًّا"مريم‪.96:‬‬ ‫صا ِل َحا ِ‬ ‫س َي ْج َع ُل لَ ُه ُم َّ‬ ‫ع ِملُوا ال َّ‬ ‫َو َ‬ ‫ت َ‬ ‫‪ -4‬البرهان للبحراني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 54‬ح‪,8‬الباب االول في ما انزل عليه القران من االقسام‪.‬‬ ‫‪ -5‬تفسير فرات الكوفي‪:‬ص‪ 46-45‬ح‪,1‬المقدمة‪.‬‬ ‫‪ -6‬تفسير فرات الكوفي‪:‬ص‪ 47-46‬ح‪,2‬المقدمة‪.‬‬

‫‪549‬‬

‫سا‪ :‬السياري في كتاب القراءات‪,‬عن الحسين بن سيف بن عميرة‪,‬عن أخيه‪,‬عن‬ ‫أبيه‪,‬عن أبي حمزة الثمالي‪,‬عن أبي جعفر "عليه السالم" قال ‪ :‬نزل القرآن أرباعا‬ ‫ربعا في عدونا وربعا فينا وربعا في سنن وأمثال وربعا فيه فرائض وأحكام‪)1(.‬‬

‫قلت‪ :‬وهذا الطائفة من األخبار قد استدل بها المفيد رحمه هللا في المسائل السروية‬ ‫كما تقدم في المقدمة الثالثة‪,‬وهو مبني على كون بناء التقسيم فيها على التسوية‬ ‫الحقيقية كما هو ظاهر التربيع والتثليث‪ ,‬ال مجرد التقسيم وإن زاد بعضه على‬ ‫بعض‪ ,‬فإن المناسب حينئذ أن يقال‪ :‬نزل على ثالثة أقسام أو أربعة وعلى أن‬ ‫المراد تقسيم ظاهر القرآن بحسب تنزيله ال ما يشمل البطون والتأويل‪,‬‬ ‫والمفروض أن الموجود ال يالئم هذه القسمة‪ ,‬فإن المشهور أن آيات األحكام نحو‬ ‫من خمسمائة آية أو يزيد عليها أو ينقص بقليل‪ ,‬وجميع اآليات كما تقدم ستة آالف‬ ‫ومائتان وست وثالثون على قول‪ ,‬فهي ال تبلغ العشر‪ ,‬بل وال تبلغ أحد التحديدين‬ ‫وإن اعتبر بحسب الكلمات والحروف وضم آيات األصول إلى الفروع‪ ,‬واكتفى‬ ‫بمجرد اإلشعار الغير البالغ حد الظهور كما أشار إليه العالمة الطباطبائي في‬ ‫فوائده‪ ,‬ولذا رفع اليد عن ظهور الربع والثلث والتقسيم الحقيقي‪ ,‬وقال‪ :‬والوجه‬ ‫حمل األثالث واألرباع على مطلق األقسام واألنواع وإن اختلف في المقدار‪,‬‬ ‫وحمل الربع على ما يشمل البطون والثلث على ما يعمه وبطون البطون‪ ,‬واألول‬ ‫على غاية ما يصل إليه أفكار العلماء‪,‬والثاني على ما يعمه والمختص باألئمة‬ ‫عليهم السالم‪,‬أو حملها على أحكام اآليات دون آيات األحكام مع االكتفاء في الثلث‬ ‫باإلشعار‪,‬أو تعميمه بحيث يشمل البطون‪,‬وال ريب أن األول أكثر من الثاني انتهى‪)2(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 8‬ح‪.11‬‬ ‫‪ -2‬ينظر كتاب االجتهاد والتقليد"التعاليقة على معالم االصول"‪:‬ج‪ 1‬ص‪,220‬من شروط‬ ‫االجتهاد معرفة الكتاب‪.‬‬ ‫‪550‬‬

‫وقد تقدمه في الحمل على مطلق األقسام شيخ شيخه الشيخ أبو الحسن الشريف في‬ ‫تفسيره‪,‬وهو غير بعيد بالنظر إلى االختالف الواقع في تلك األخبار في تثليثه تارة‬ ‫وتربيعه أخرى ثم االختالف في كل واحد منها‪.‬‬ ‫ففي خبر األصبغ‪ :‬أدرج ما نزل في أعدائهم"عليهم السالم"في ثلثهم‪,‬وذكر‬ ‫الفرائض واألحكام ثلثا مستقال‪ .‬وفي خبر خيثمة‪ :‬أدرج الثاني في السنن واألمثال‪,‬‬ ‫وذكر لعدوهم ثلثا برأسه‪ ,‬ومثله في أخبار التربيع‪ .‬وال حاجة لنا إلى التمسك بها‬ ‫ألن في األخبار المتقدمة غنى وكفاية لتماميتها سندا ومتنا ‪.‬‬ ‫أما األول‪ :‬فواضح ألن فيها الصحيح والموثق‪ ,‬مع أن جلها موجودة في الكتب‬ ‫المعتبرة التي ضمن بعض أربابها أن ال يدرج فيها إال الصحيح بالمعنى القديم‬ ‫الذي عليه البناء‪ ,‬وأن مالحظة السند في تلك األخبار الكثيرة توجب سد باب‬ ‫التواتر المعنوي فيها‪ ,‬بل هو أشبه بالوسواس الذي ينبغي االستعاذة منه ‪.‬‬ ‫وأما الثاني‪ :‬فكذلك بالنسبة إلى أكثرها خصوصا فيما تضمن لفظ السقط والمحو‬ ‫واإللقاء والحذف والطرح والنقص وتحديد القرآن‪ ,‬فلو أراد أحد أن يذكر مثل تلك‬ ‫الدعاوى في كتاب أو رسالة لما يزيد في كالمه على تلك الكلمات شيئا‪ ,‬وكذا ما‬ ‫اشتمل على لفظ التحريف على ما هو الظاهر المتبادر منه فإن معناه التغيير‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬وتحريف الكالم تغييره عن مواضعه وهو ظاهر في تغيير صورته بأحد‬ ‫الوجوه المتقدمة‪ ,‬بل وهو الشائع منه في استعماله في أمثال تلك الموارد‪.‬‬ ‫فروى الصدوق في الفقيه‪,‬عن إبراهيم بن أبي محمود‪,‬قال‪:‬قلت للرضا "عليه‬ ‫السالم"‪ :‬يا ابن رسول هللا ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول هللا‬ ‫"صلى هللا عليه وآله" أنه قال‪ :‬إن هللا تبارك وتعالى ينزل في كل ليلة جمعة إلى‬ ‫السماء الدنيا ؟ فقال‪:‬لعن هللا المحرفين الكلم عن واضعه‪ ,‬وهللا ما قال رسول هللا‬ ‫‪551‬‬

‫"صلى هللا عليه وآله" ذلك إنما قال‪:‬إن هللا تبارك وتعالى ينزل ملكا إلى السماء‬ ‫الدنيا كل ليلة في الثلث األخير وليلة الجمعة في أول الليلة فيأمره فينادي الخ‪)1(.‬‬

‫وفي طب األئمة مسندا عن الصادق "عليه السالم"‪ :‬إن رجال قال له‪ :‬يا بن‬ ‫رسول هللا إن قوما من علماء العامة يروون أن النبي "صلى هللا عليه وآله" قال‪:‬‬ ‫إن هللا يبغض اللحامين‪,‬ويمقت أهل البيت الذي يؤكل فيه كل يوم اللحم فقال"ع"‪:‬‬ ‫غلطوا غلطا بينا إنما قال رسول هللا "صلى هللا عليه وآله" ‪:‬إن هللا يبغض أهل‬ ‫بيت يا كلون في بيوتهم لحم الناس‪ ,‬أي يغتابونهم ما لهم ال يرحمهم هللا عمدوا إلى‬ ‫الكالم فحرفوه بكثرة رواياتهم‪)2(.‬‬

‫وفي صفات الشيعة للصدوق بإسناده عن الصادق "عليه السالم" قال‪:‬همكم معالم‬ ‫دينكم وهم عدوكم بكم وأشرب قلوبهم بكم بغضا‪ ،‬يحرفون ما يسمعون منكم كله‪،‬‬ ‫ويجعلون لكم أندادا ‪ ،‬ثم يرمونكم به بهتانا‪,‬فحسبهم بذلك عند هللا معصية‪)3(.‬‬

‫وفي تفسير اإلمام "عليه السالم"‪ :‬وقد كان فريق منهم يعني من هؤالء اليهود من‬ ‫بني إسرائيل يسمعون كالم هللا في أصل جبل طور سيناء وأوامره ونواهيه‪ ,‬ثم‬ ‫يحرفونه عما سمعوه إذا أدوه إلى من وراءهم من سائر بني إسرائيل من بعد ما‬ ‫عقلوه‪,‬وعلموا أنهم فيما يقولونه كاذبون وهم يعلمون أنهم في قبلهم كاذبون‪)4(.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬من ال يحضره الفقيه للصدوق‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 421‬ح‪,1240‬فضيلة يوم الجمعة واستحباب‬ ‫اإلكثار من الدعاء واالستغفار فيها‪.‬‬ ‫‪ -2‬طب األئمة البن سابور الزيات‪:‬ص‪,139‬في اللحم‪.‬‬ ‫‪ -3‬صفات الشيعة للصدوق‪ :‬ص‪.17-16‬‬ ‫‪ -4‬تفسير اإلمام العسكري‪:‬ص‪,292‬في قوله تعالى" أفتطمعون إن يؤمنوا لكم وقد كان‬ ‫فريق منكم" اآليات‪.77-75:‬‬ ‫‪552‬‬

‫اض ِع ِه﴾‬ ‫ع ْن َم َو ِ‬ ‫وفي الكشاف في قوله تعالى في سورة النساء‪﴿:‬يُ َح ِ ّرفُونَ ْال َك ِل َم َ‬ ‫النساء‪ ,46:‬يميلونه عنها ويزلونه‪ ,‬ألنهم إذا بدلوه ووضعوا مكانه كلما غيره فقد‬ ‫أمالوه عن مواضعه التي وضعه هللا فيها وأزالوه عنها‪ ,‬وذلك نحو تحريفهم‬ ‫"أسمر ربعة" عن موضعه في التوراة بوضعهم "آدم طوال" مكانه ونحو تحريفهم‬

‫"الرجم" بوضعهم "الحد" بدله‪ )1(.‬وقال قريبا من ذلك في قوله تعالى‪﴿ :‬يَ ْس َمعُونَ‬ ‫َك َال َم َّ‬ ‫ح ِ ّرفُونَه ُ ﴾البقرة‪)2(.75:‬‬ ‫اَّللِ ث ُ َّم يُ َ‬ ‫اض ِع ِه﴾ النساء‪,46:‬أي يبدلون‬ ‫ع ْن َم َو ِ‬ ‫وقال الشيخ الطبرسي‪﴿ :‬يُ َح ِ ّرفُونَ ْال َك ِل َم َ‬ ‫كلمات هللا وأحكامه عن مواضعها‪ ,‬وقال مجاهد‪ :‬يعني بالكلم التوراة وذلك أنهم‬ ‫كتموا ما في التوراة من صفات النبي "صلى هللا عليه واله"‪)3(.‬‬

‫ومن ذلك جميع األخبار الدالة على وقوع التحريف في التوراة واإلنجيل وهو بهذا‬ ‫المعنى عند الجميع‪ ,‬ثم إنه لو سلمنا عدم ظهوره فيه فنقول‪ :‬ال بد لنا من حمل‬ ‫التحريف في تلك األخبار على التحريف اللفظي والتغيير الصوري‪ ,‬ال التحريف‬ ‫المعنوي لقرائن كثيرة ‪:‬‬ ‫منها ‪ :‬أن األلفاظ المذكورة المتكررة في تلك األخبار من السقط والمحو وغيرها‬ ‫صريحة في المطلوب‪ ,‬فتكون قرينة لحمل التحريف عليه أيضا لوحدة سياق تلك‬ ‫األخبار مع ما ورد من أن أخبارهم يفسر بعضها بعضا ‪.‬‬ ‫منها ‪ :‬ذكره مع بعض األلفاظ المذكورة كقوله "عليـه السالم"‪ :‬لعن هللا من أسقطه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكشاف للزمخشري‪ :‬ج‪ 1‬ص‪,516‬سورة النساء‪.46:‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪:‬ص‪,156‬سورة البقرة‪.75:‬‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,98‬سورة النساء‪ ,‬في قوله تعالى‪":‬من الذين هادوا‬ ‫يحرفون الكلم عن مواضعه"‪.‬‬ ‫‪553‬‬

‫وبدله وحرفه‪ ,‬وقوله‪ :‬فحرفوه وبدلوه ووقوعه بيانا له كقوله‪ :‬محي من كتاب هللا‬ ‫ألف حرف وحرف منه بألف درهم ويظهر منه حال غيره بالتقريب ‪.‬‬ ‫منها ‪ :‬تمثيله "عليه السالم" لآليات المحرفة بما غيرت صورتها وحذف حرف‬ ‫أو كلمة منها كما في خبري النعماني والشيباني ‪.‬‬ ‫منها‪:‬أنا لم نعثر على التحريف المعنوي الذي فعله الخلفاء الذين نسب إليهم‬ ‫التحريف في تلك األخبار في آية أو أكثر‪ ,‬وتفسيرهم لها بغير ما أراد هللا تعالى‬ ‫منها‪ ,‬ولو وجد ذلك لكان في غاية القلة‪ ,‬وإنما شاع التحريف المعنوي والتفسير‬ ‫بالرأي واألهواء في الطبقات المتأخرة عنهم من المفسرين الذين عاصروا األئمة‬ ‫"عليهم السالم" كقتادة والضحاك والكلبي ومقاتل‪ ,‬أو تأخروا عنهم "ع" كالبلخي‬ ‫والقاضي والزمخشري والرازي وأضرابهم‪,‬وإنما الذي صدر من الخلفاء مخالفة‬ ‫القرآن في مقام العمل للدواعي النفسانية والشبهات اإلبليسية وليس هذا‬ ‫تحريفا‪,‬ويوضح ما ذكرنا ما في أخبار المناشدة وغيرها من تصديقهم ما عده‬ ‫أمير المؤمنين "عليه السالم" من مناقبه من اآليات البينات‪ ,‬وإن لم يعملوا‬ ‫بالزمه‪,‬نعم فسرها الزمخشري والرازي وأمثالهما بما يلزم منه التحريف‬ ‫المعنوي فالحظ ما ذكروه في قوله تعالى‪ :‬يا أيها الرسول بلغ‪ .‬وقوله تعالى ‪ :‬إنما‬ ‫وليكم هللا‪ .‬اآلية ‪.‬‬ ‫منها ‪ :‬قلة إطالق التحريف على تغيير المعنى في مقام بيانه‪ ,‬مع ذكره بغيره من‬ ‫األلفاظ‪ ,‬كالنهي عنه في أخبار كثيرة ادعى تواترها‪ ,‬وليس في خبر منها من‬ ‫حرف القرآن فهو كذا‪,‬أو مثال ذلك وإنما الموجود‪.‬‬

‫‪554‬‬

‫منها‪ :‬من فسر القرآن برأيه ومثله‪,‬ومن ذلك كثير من اآليات المفسرة عند العامة‬ ‫بغير ما أنزله هللا الشائعة في عصر األئمة "عليهم السالم" كآية الوضوء والتيمم‬ ‫والسرقة أمثالها ولم توصف بالتحريف في خبر أو كالم أحد من األصحاب ‪.‬‬ ‫منها ‪ :‬مناسبة هدم الكعبة وقتل الذرية لكون المراد من تحريف القرآن المذكور‬ ‫معهما تنقيص بعض أجزائه الظاهرة ‪.‬‬ ‫منها ‪ :‬ما مر من تشبيه تحريف المنافقين بتحريف اليهود والنصارى ومر إن‬ ‫تحريفهم كان تحريفا لفظيا كما هو صريح القرآن في مواضع كثيرة‪,‬إلى غير ذلك‬ ‫من القرائن التي يجدها المتأمل المنصف‪ ,‬بل يظهر للمتتبع أنه بهذا المعنى هو‬ ‫الشائع في كلمات األصحاب قديما وحديثا وفي ألسنة المخالفين‪,‬حتى أنهم عبروا‬ ‫في تحرير الخالف في سقوط بعض القرآن وعدمه بهذا اللفظ‪.‬‬ ‫وتقدم في المقدمة الثالثة ذكر الكتب المصنفة في التحريف اللفظي من القدماء‬ ‫والتعبير عنها بكتاب التحريف أو بكتاب التحريف والتبديل‪,‬وأما ما في رسالة أبي‬ ‫جعفر "عليه السالم" إلى سعد الخير‪ :‬وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه‬ ‫وحرفوا حدوده فهم يروونه وال يرعونه‪ ,‬فهو إشارة إلى األحبار والرهبان من‬ ‫أهل الكتاب لقوله "عليه السالم" قبل ذلك‪ :‬وكل أمة قد رفع هللا عنهم علم الكتاب‬ ‫حين نبذوه ووالهم عدوهم حين تولوه وكان من نبذهم الخ‪ .‬وقوله عليه السالم بعد‬ ‫شرحه لذلك‪:‬ثم أعرف أشباههم من هذه األمة الذين أقاموا حروف الكتاب وحرفوا‬ ‫حدوده‪)1(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ ,54-52‬في رسالة أبي جعفر "ع" إلى سعد الخير‪.‬‬

‫‪555‬‬

‫ثم إن الظاهر من الفقرتين أن علماء اليهود والنصارى وعلماء العامة أقاموا‬ ‫حروفه‪ ,‬يعني بفطرتهم له باألصوات الحسنة واأللحان المستحسنة والمحافظة‬ ‫على اآلداب المذكورة في علم القراءة والواجبات والمستحبات المصطلح عليها‬ ‫بينهم والمداومة على ختمه‪ ,‬وحرفوا حدوده بتفسيرهم له بآرائهم وعقولهم من‬ ‫غير استناد في معرفة أحكامه وحالله وحرامه إلى أهل الذكر المأمور بالرجوع‬ ‫إليهم في ذلك‪.‬‬ ‫وهذا مما ال ننكره وليس في الخبر داللة وال إشارة إلى كون المراد من التحريف‬ ‫في سائر األخبار تغيير المعنى‪,‬إذ المحرف فيها هو القرآن أو اآليات أو الحروف‬ ‫وفي هذا الخبر حدود القرآن‪ ,‬وال يخفى اختالف مفاد العبارتين بحسب الظهور‬ ‫وال منافاة بينهما توجب رفع اليد عن إحداهما‪,‬والمحرفون فيها الخلفاء وفيه علماء‬ ‫العامة‪,‬وأشرنا إلى تغاير فعلهما‪,‬مع أن عدم كونه صارفا لما ورد في تحريف‬ ‫التوراة واالنجيل مما قامت عليه الضرورة وجعله صارفا في المقام يوجب‬ ‫التفكيك المستهجن فيه‪.‬‬ ‫بل صرف األخبار المذكورة الصريحة بعضها على المطلوب لظاهر هذا الخبر‬ ‫الضعيف المبني على التقية لقوله "عليه السالم" في آخره‪:‬ولوال أن تذهب بك‬ ‫الظنون عني لجليت لك عن أشياء من الحق غطيتها‪ ,‬ولنشرت لك أشياء من الحق‬ ‫كتمتها‪,‬ولكني أتقيك الخ‪ )1(.‬وظاهر الخبر أن الحق المكتوم هو ما يشبه األمر‬ ‫المذكور ال األسرار المخزونة خروج عن االستقامة واإلنصاف ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ ,54‬في رسالة أبي جعفر "ع" إلى سعد الخير‪.‬‬

‫‪556‬‬

‫الدليل الثاني عشر‬ ‫األخبار الوارد في الموارد المخصوصة من القرآن الدالة على تغيير بعض‬ ‫الكلمات واآليات والسور بإحدى الصور المتقدمة وهي كثيرة جدا ً‪.‬‬ ‫حتى قال السيد نعمة هللا الجزائري في بعض مؤلفاته كما حكي عنه‪ :‬أن األخبار‬ ‫الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث‪ ,‬وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والمحقق‬ ‫الداماد والعالمة المجلسي وغيرهم‪ ,‬بل الشيخ "ره" أيضا ً صرح في التبيان‬ ‫بكثرتها‪ ,‬بل ادعى تواترها جماعة يأتي ذكرهم في آخر المبحث‪.‬‬ ‫ونحن نذكر منها ما يصدق دعواهم مع قلة البضاعة ونبين في آخرها ضعف‬ ‫بعض الشبهات التي أوردها عليها جماعة ما ال ينبغي صدورها عنهم من ضعفها‬ ‫مرة وقلتها أخرى‪ ,‬وعدم داللتها على المطلوب تارة مخالفتها للمشهود أخرى‪.‬‬ ‫واعلم أن تلك األخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في‬ ‫إثبات األحكام الشرعية واآلثار النبوية‪ ,‬إال كتاب"القراءات" ألحمد بن محمد‬ ‫السياري‪ ,‬فقد ضعفه أئمة الرجال‪ ,‬فالواجب علينا ذكر بعض القرائن الدالة على‬ ‫جواز االستناد إلى هذا الكتاب ليكون حاله كحال غيره مما نقلنا عنه في هذا الباب‬ ‫فنقول‪ :‬قال الشيخ في الفهرست‪ :‬أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد هللا الكاتب‬ ‫بصري‪ ,‬كان من كتاب الطاهر في زمن أبي محمد "عليه السالم"‪ ,‬ويعرف‬ ‫بالسياري ضعيف الحديث فاسد المذهب محفو الرواية كثير المراسيل‪ ,‬وصنف‬ ‫كتبا ً منها‪ :‬كتاب ثواب القران‪ ,‬كتاب الطب‪ ,‬كتب القراءات‪ ,‬كتاب النوادر‪ ,‬أخبرنا‬ ‫بالنوادر خاصة الحسين بن عبيد هللا‪ ,‬عن أحمد بن محمد بن يحيى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبي‬ ‫قال‪ :‬حدثنا السياري‪ ,‬إال بما كان فيه من غلو أو تخليط‪ ,،‬وأخبرنا بالنوادر وغيره‬

‫‪557‬‬

‫جماعة من أصحابنا منهم الثالثة الذين ذكرناهم عن محمد بن أحمد بن داود قال‪:‬‬ ‫حدثنا سالمة بن محمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا علي بن محمد الحنائي قال حدثنا السياري‪)1(.‬‬

‫وقال النجاشي "ره"‪ :‬أحمد بن محمد بن سيار‪ ,‬أبو عبد هللا الكاتب بصرى‪ ,‬كان من‬ ‫كتاب أل طاهر في زمن أبي محمد "عليه السالم" ويعرف بالسياري ضعيف‬ ‫الحديث فاسد المذهب‪ ،‬ذكر ذلك لنا الحسين بن عبيد هللا مجفو الرواية كثير‬ ‫المراسيل له كتب وقع إلينا منها‪ :‬كتاب ثواب القران‪ ,‬كتاب الطب‪ ,‬كتب القراءات‪,‬‬ ‫كتاب النوادر‪ ,‬كتاب الغارات‪ ,‬أخبرنا الحسين بن عبيد هللا‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن‬ ‫محمد بن يحيى‪ ,‬وأخبرنا أبو عبد هللا القزويني‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن‬ ‫يحيى‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا السياري‪ ,‬إال ما كان من غلو وتخليط‪)2(.‬‬ ‫وظاهرها بعد كون مستندا ً لتضعيف الغضائري المعروف‪ ,‬ضعف تضعيفاته‬ ‫االعتماد على ما رواياته الخالية عن الغلو والتخليط‪)3(.‬‬

‫وإال فال داعي لذكر الطريق إليها وكيف يروي عنه شيخ القيمين محمد بن يحيى‬ ‫العطار الثقة الجليل‪ ,‬وقد قال النجاشي في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك بعد‬ ‫تضعيفه وذكر فساد مذهبه‪ ,‬وال أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي‬ ‫بن همام‪ ,‬وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الرازي رحمهما هللا تعالى! (‪.)4‬وفي باب‬ ‫الفيء واألنفال من الكافي عن علي بن محمد بن عبد هللا عن بعض أصحابنا أظنه‬ ‫السياري‪)5(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الفهرست للطوسي‪:‬ص‪,67-66‬رقم الترجمة "‪.8 "70‬‬ ‫‪ -2‬رجال النجاشي‪:‬ص‪,80‬رقم الترجمة"‪."192‬‬ ‫‪ -3‬رجال ابن الغضائري‪:‬ص‪ 40‬رقم الترجمة "‪ "11‬اإللف‪ :‬ثمانية عشر رجال‪.‬‬ ‫‪ -4‬رجال النجاشي‪:‬ص‪,122‬رقم الترجمة "‪."313‬‬ ‫‪ -5‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 543‬ح‪ ,5‬باب الفيء واألنفال وتفسير الخمس وحدوده وما‬ ‫يجب فيه‪.‬‬

‫‪558‬‬

‫وظاهره عدم االعتناء بما قيل فيه بناء على ظهور أصحابنا في مشايخ األمامية أو‬ ‫مشائخ أرباب الرواية‪ ,‬والحديث المعتبرة رواياتهم‪ ,‬ويؤيده ما ذكره الشيخ محمد‬ ‫بن إدريس في آخر كتاب السرائر ما لفظه‪ :‬باب الزيادات وهو آخر أبواب هذا‬ ‫الكتاب مما استنزعته واستطرفته من كتب المشيخة المصنفين والرواة المخلصين‬ ‫وستقف على أسمائهم‪ )1(,‬إلى أن قال‪ :‬ومن ذلك ما استطرفته من كتاب السياري‬ ‫واسمه أبو عبد هللا صاحب موسى والرضا "عليهما السالم" وفي قوله صاحب‬ ‫موسى"ع" الخ‪ )2(،‬نظر ال يخفى على الناظر‪.‬‬ ‫ومما يؤيد االعتماد على روايات خصوص كتاب قراءاته‪ ,‬وإن قلنا بفساد مذهبه‬ ‫كثرة رواية الشيخ الجليل محمد بن العباس بن ماهيار عنه عن كتابه هذا في‬ ‫تفسيره بتوسط أحمد بن القاسم‪ ,‬وعدم وجود حديث فيه يشعر بالغلو حتى على ما‬ ‫اعتقده القميون نفيه فيهم "ع"‪ ,‬ومطابقة أكثر روايات العياشي لما فيه‪ ,‬بل ال يبعد‬ ‫أخذه منه إال أنه لم يصل إلينا سند األخبار المودعة في تفسيره لحذف بعض‬ ‫النساخ‪ ,‬بل ما تفرد به في هذا الكتاب قليل إلنكاره فيه‪ ,‬فال بأس بتخريجه شاهدا ً‬ ‫على كل حال‪ ,‬فنقول مستمدا ً من آل الرسول "عليهم السالم"‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مستطرفات السرائر البن ادريس الحلي‪ :‬ص‪ ,549‬المستطرفات من كتاب موسى بن‬ ‫بكر الواسطي‪.‬‬ ‫‪ -2‬مستطرفات السرائر البن ادريس الحلي‪ :‬ص‪ ,568‬المستطرفات من كتاب السياري‪.‬‬ ‫‪559‬‬

‫سورة الفاتحة‬ ‫أ‪ :‬علي بن إبراهيم القمي في تفسيره‪,‬عن أبيه‪,‬عن حماد بن حريز‪,‬عن أبي عبد هللا‬ ‫"عليه السالم" أنه قال‪" :‬اهدنا الصراط المستقيم صراط من أنعمت عليهم غير‬ ‫المغضوب عليهم وغير الضالين"‪.‬الخبر‪)1(.‬‬

‫ب‪ :‬الطبرسي في مجمع البيان‪ :‬قرأ "صراط من أنعمت عليهم" عمر بن الخطاب‬ ‫وعبد هللا بن الزبير‪,‬وروى ذلك عن أهل البيت"عليهم السالم"‪)2( .‬‬

‫ج‪ :‬أحمد بن محمد السياري في كتاب القراءات‪,‬عن محمد بن خالد‪,‬عن علي بن‬ ‫النعمان‪,‬عن داود بن فرقد ومعلى بن خنيس‪ :‬أنهما سمعا أبا عبد هللا "عليه السالم"‬ ‫يقول‪" :‬صراط من أنعمت عليهم"‪)3( .‬‬

‫د‪ :‬وعن يحيى الحلبي‪,‬عن ابن مسكان‪,‬عن عبد الحميد الطائي‪,‬عن زرارة‪,‬عن أبي‬ ‫جعفر"عليه السالم" قال‪:‬سمعته يقرأ‪" :‬صراط من أنعمت عليهم"‪)4( .‬‬

‫ه‪ :‬وعن حماد عن حريز‪,‬عن فضيل‪,‬عن أبي جعفر "عليه السالم" أنه كان يقرأ‪:‬‬ ‫صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين"‪)5(.‬‬

‫و‪ :‬علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن ابن أبي عمير‪,‬عن ابن أذينة‪,‬عن أبي عبد هللا‬ ‫"عليه السالم" في قوله تعالى‪":‬غير المغضوب عليهم وغير الضالين"‪,‬قال‪:‬‬ ‫المغضوب عليهم النصاب‪,‬والضالين الشكاك الذين ال يعرفون اإلمام"عليه السالم"‪)6(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,29‬سورة الفاتحة‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,67‬فاتحة الكتاب‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 15‬ح‪,34‬الفاتحة‪.‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 15‬ح‪,38‬الفاتحة‪.‬‬ ‫‪ -5‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 15‬ح‪,35‬الفاتحة‪.‬‬ ‫‪ -6‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ , 29‬الفاتحة‪.‬‬ ‫‪560‬‬

‫ز‪ :‬العياشي في تفسيره‪,‬عن محمد بن مسلم‪,‬قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا "عليه السالم"‬

‫يم﴾‬ ‫عن قول هللا تعالى‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد آتَ ْين َ‬ ‫َاك َ‬ ‫س ْبعًا ِمنَ ْال َمثَانِي َو ْالقُ ْرآنَ ْال َع ِظ َ‬ ‫الحجر‪ ,87:‬فقال‪ :‬فاتحة الكتاب من كنز العرش فيها "بسم هللا الرحمن الرحيم"‬ ‫ار ِه ْم‬ ‫اآلية‪ ,‬التي يقول‪َ ﴿ :‬و ِإذَا ذَ َك ْر َ‬ ‫آن َو ْحدَهُ َولَّ ْوا َ‬ ‫علَ ٰى أَ ْد َب ِ‬ ‫ت َرب ََّك ِفي ْالقُ ْر ِ‬ ‫ب ْالعَالَ ِمينَ ﴾ دعوى أهل الجنة حين شكروا‬ ‫نُفُ ً‬ ‫ورا﴾ اإلسراء‪ ,46:‬و﴿ ْال َح ْمدُ ِ ََّّللِ َر ّ ِ‬

‫هللا حسن الثواب و﴿ َما ِل ِك يَ ْو ِم‬

‫ِين﴾ قال جبرئيل‪ :‬ما قالها مسلم قط إال صدق‬ ‫الدّ ِ‬

‫َّاك نَ ْستَ ِع ُ‬ ‫ين﴾ أفضل ما طلب‬ ‫َّاك نَ ْعبُدُ﴾ إخالص العبادة ﴿ َو ِإي َ‬ ‫هللا وأهل سماواته ﴿ ِإي َ‬ ‫ص َرا َ‬ ‫يم﴾ صراط األنبياء وهم الذين أنعم هللا‬ ‫به العباد حوائجهم ﴿ا ْه ِدنَا ال ِ ّ‬ ‫ط ْال ُم ْست َ ِق َ‬ ‫عليهم ﴿ َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم﴾‬ ‫غي ِْر ْال َم ْغ ُ‬ ‫ضو ِ‬ ‫ب َ‬

‫اليهود "وغير الضالين" النصارى‪)1(.‬‬

‫ح‪ :‬وعن رجل‪,‬عن ابن أبي عمير رفعه في قوله‪" :‬غير المغضوب عليهم وغير‬ ‫الضالين" وهكذا نزلت قال "المغضوب عليهم" فالن وفالن وفالن والنصاب‬ ‫و"الضالين" الشكاك الذين ال يعرفون اإلمام"ع"‪)2(.‬‬

‫ط‪:‬الطبرسي‪:‬وقرأ‪":‬غير الضالين"عمر بن الخطاب وروى ذلك عن علي"ع" (‪)3‬‬ ‫ي‪ :‬السياري‪ :‬عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن فضل بن يسار وزرارة عن‬

‫أحدهما "ع" في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬‬ ‫علَ ْي ِه ْم﴾ قال النصارى"وغير‬ ‫غي ِْر ْال َم ْغ ُ‬ ‫ضو ِ‬ ‫ب َ‬ ‫الضالين" قال اليهود‪)4(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 22‬ح‪,17‬الفاتحة‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 24‬ح‪,28‬الفاتحة‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,67‬الفاتحة‪.‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 15‬ح‪,36‬الفاتحة‪ ,‬وجاء تاويل‪:‬وغير الضالين" الشكاك وليس‬ ‫اليهود‪ ,‬فقد يكون الخطأ من المصنف او النساخ وهللا العالم‪.‬‬ ‫‪561‬‬

‫يا‪ :‬وعن صفوان‪,‬عن عال‪,‬عن محمد بن مسلم‪,‬قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا عليه السالم‪.‬‬ ‫الخ ما في تفسير العياشي‪)1(.‬‬

‫يب‪ :‬العياشي‪:‬عن محمد بن علي الحلبي‪,‬عن أبي عبد هللا"ع" أنه كان يقرأ‪" :‬ملك‬ ‫يوم الدين" ويقرأ "أهدنا السراط المستقيم"‪)2( .‬‬

‫يج‪ :‬وعنه‪,‬عن داود بن فرقد‪,‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا "عليه السالم" يقرأ ما ال‬ ‫أحصي"ملك يوم الدين"‪ )3( .‬وهذه العبارة تحمل وجهين‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أنه سمعه "ع" يقرأ في الصالة الكثيرة وفي غيرها "ملك" دون "مالك"‬ ‫وغرضه بيان خصوص قراءته "عليه السالم"‪.‬‬ ‫الثاني‪:‬أن يكون المراد بيان تكرار اآلية الواحدة في الصالة الواحدة بعد مفروضيته‬ ‫كون قراءته كذلك‪,‬وهذا أظهر ويؤيده ما رواه العياشي أيضا ً عن الزهري قال‪:‬كان‬ ‫ِين﴾ يكررها حتى كاد أن‬ ‫علي بن الحسين"عليهما السالم" إذا قرأ ﴿ َما ِل ِك َي ْو ِم الدّ ِ‬ ‫يموت‪ )4(.‬ثم أن كون قراءتهم "ع" (ملك) ال ينافي في كثرة قراءتهم كما في‬ ‫البحار‪ )5(.‬إذ بعد نزول القرآن على نحو واحد يفهم كون األول هو األصل من جهة‬ ‫كون القراءة به‪,‬وكونه خالف المشهور‪,‬وأيده شيخنا البهائي في آخر مفتاح الفالح‬ ‫بوجوه خمسة‪ )6(.‬ولوال النص لما كان لما ذكره وقع عندنا وهللا الهادي‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬لم أقف على هذا السند‪,‬وقد يكون مقصود المصنف نفس الرواية المذكورة في"ز" أعاله‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 22‬و‪ ,24‬ح‪ 21‬و‪,26‬الفاتحة‪,‬نقلها عنه البحار‪:‬ج‪ 82‬ص‪22‬‬ ‫ح‪,11‬في بحث حول البسملة‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ , 23-22‬ح‪ ,22‬الفاتحة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ , 23‬ح‪ ,23‬الفاتحة‪.‬‬ ‫‪ -5‬ينظر قول المجلسي في البحار‪:‬ج‪ 82‬ص‪,23-22‬ح‪ ,11‬في بيان رواية محمد بن علي‬ ‫الحلبي من تفسير العياشي‪.‬‬ ‫‪ -6‬مفتاح الفالح للبهائي‪:‬ص‪,285‬تفسير سورة الفاتحة‪,‬أخر موضوع من الكتاب‪.‬‬ ‫‪562‬‬

‫يد‪ :‬الثقة الجليل سعد بن عبد هللا القمي في باب تحريف اآليات من كتاب ناسخ‬ ‫القرآن قال‪ :‬وقرأ رجل على أبي عبد هللا "عليه السالم" سورة الحمد‪ :‬على ما في‬ ‫المصحف‪ ,‬فرد عليه فقال‪ :‬اقرأ‪" :‬صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم‬ ‫وغير الضالين"‪)1(.‬‬

‫سورة البقرة‬ ‫أ‪ :‬ثقة اإلسالم في الكافي‪,‬عن علي بن إبراهيم‪,‬عن أحمد بن محمد البرقي‪,‬عن‬ ‫أبيه‪,‬عن محمد بن سنان‪,‬عن عمار بن مروان‪,‬عن منخل‪,‬عن جابر‪,‬عن أبي جعفر‬ ‫"عليه السالم" قال‪ :‬نزل جبرائيل بهذه اآلية على محمد "صلى هللا عليه واله"‬

‫ورةٍّ‬ ‫ع ْب ِدنَا – في علي ‪ -‬فَأْتُوا بِ ُ‬ ‫هكذا‪َ ﴿ :‬وإِ ْن ُك ْنت ُ ْم فِي َر ْي ٍّ‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫ب ِم َّما ن ََّز ْلنَا َ‬ ‫س َ‬ ‫ِم ْن ِمثْ ِل ِه﴾ البقرة‪ )2(.23:‬قال الفاضل الطبرسي في شرح الكافي‪ ,‬بعد نقل الخبر‪:‬‬ ‫د ّل ظاهرا ً على أن قوله تعالى في علي "عليه السالم" كان في نظم القرآن‪ ,‬وأن نبأ‬ ‫كونهم في ريب مما نزله هللا على محمد "صلى هللا عليه واله" في علي "ع"‬ ‫كونهم في ريب من النبوة ومن كون القرآن من عند هللا تعالى‪,‬ولذلك خاطبهم على‬ ‫ور ٍّة ِم ْن ِمثْ ِل ِه﴾ البقرة‪ ,23:‬ليعلموا أن القرآن من‬ ‫سبيل التعجيز بقوله‪﴿:‬فَأْتُوا بِ ُ‬ ‫س َ‬ ‫قبله تعالى‪ ,‬وأن محمدا ً "صلى هللا عليه واله" نبيه‪,‬وأن كلما ً جاء به في حق‬ ‫علي"عليه السالم"من قبله تعالى‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ناسخ القران ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد االشعري القمي‪ :‬ص ‪, 246‬ح‪13‬‬ ‫باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 417‬ح‪ ,26‬باب "‪ "170‬في نكت ونتف من التنزيل في‬ ‫الوالية‪.‬‬ ‫‪ -3‬شرح أصول الكافي للمازندراني‪:‬ج‪ 7‬ص‪ 66‬ح‪ ,26‬باب "‪ "6‬في نكت ونتف من‬ ‫التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪563‬‬

‫ب‪ :‬السياري‪,‬عن محمد بن علي بن سنان‪,‬عن عمار بن مروان‪,‬عن منخل‪,‬عن‬ ‫جابر بن يزيد‪,‬عن أبي جعفر "عليه السالم"‪,‬مثله‪)1(.‬‬

‫ج‪ :‬الكليني‪,‬عن أحمد بن مهران‪,‬عن عبد العظيم الحسني‪,‬عن محمد بن الفضل‪,‬عن‬ ‫أبي جعفر "عليه السالم"‪ ,‬قال‪ :‬نزل جبرائيل بهذه اآلية على محمد "صلى هللا عليه‬

‫واله"هكذا‪﴿:‬فَبَدَّ َل الَّذِينَ َ‬ ‫ظلَ ُموا‪ -‬آل محمد ‪-‬قَ ْو ًال َ‬ ‫علَى‬ ‫غي َْر الَّذِي قِي َل لَ ُه ْم فَأ َ ْنزَ ْلنَا َ‬ ‫الَّذِينَ َ‬ ‫ظلَ ُموا‬

‫سقُونَ ﴾ البقرة‪)2(.59:‬‬ ‫ آل محمد ‪ِ -‬ر ْج ًزا ِمنَ ال َّ‬‫س َم ِ‬ ‫اء ِب َما َكانُوا َي ْف ُ‬

‫د‪ :‬العياشي‪,‬عن زيد الشحام‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم"قال‪ :‬نزل جبرائيل بهذه‬ ‫اآلية على محمد "ص"‪":‬فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم" الخ‪)3(.‬‬

‫ه‪ :‬السياري‪,‬عن الحسن بن يوسف‪,‬عن أخيه‪,‬عن أبيه‪,‬عن زيد الشحام‪,‬عن أبي‬ ‫جعفر"عليه السالم"‪,‬قال‪ :‬نزل جبرائيل بهذه اآلية هكذا وذكر مثله‪)4(.‬‬ ‫و‪ :‬وعن محمد بن الفضيل‪,‬عن أبي حمزة‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم" مثله‪)5(.‬‬ ‫ز‪ :‬وعن محمد بن علي‪,‬عن محمد بن الفضيل‪,‬عن أبي عبد هللا "ع" مثله‪)6(.‬‬

‫قال الفاضل المذكور‪ :‬ولعل الغرض من نزول جبرائيل باآلية هكذا‪ :‬هو اإلشعار‬ ‫بأن هذه األمة يخالفون قول هللا تعالى فيما يوجب حطة لذنوبهم وهو الوالية كما‬ ‫خالف بنو إسرائيل أمره‪ ,‬بأن يقولوا حطة عند دخول الباب سجدا ً وبدلوها بغيرها‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 25‬ح‪,87‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 424-423‬ح‪ ,58‬باب "‪ "170‬في نكت ونتف من التنزيل‬ ‫في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 45 1‬ح‪,49‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪,21-20‬ح‪,63‬سورة البقرة‪,‬عن "الحسين بن سيف"وليس "‬ ‫الحسن بن يوسف" وقد أشار محقق الكتاب في الهامش إلى اسم " الحسن بن يوسف"‬ ‫لبعض النسخ التي اطلع عليها‪.‬‬ ‫‪ -5‬للسياري‪:‬ص‪,24‬ح‪ ,81‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪ -6‬للسياري‪:‬ص‪,21‬ح‪ ,64‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪564‬‬

‫حذو النعل بالنعل‪ ,‬وإال فالظاهر أن اآلية نزلت في ذم بني إسرائيل بقرينة التفريغ‪,‬‬ ‫وقد صرح علي بن إبراهيم في تفسير هذه اآلية بما ذكره "ع" قال قوله تعالى‪:‬‬

‫﴿ َوقُولُوا ِح َّ‬ ‫طةٌ ﴾ البقرة‪ ,58:‬أي حطت عنا ذنوبنا فبدلوا ذلك وقالوا حنطة وقال‬ ‫هللا تعالى‪﴿ :‬فَ َبدَّ َل الَّذِينَ َ‬ ‫ظلَ ُموا قَ ْو ًال َ‬ ‫علَى الَّذِينَ‬ ‫غي َْر الَّذِي قِي َل لَ ُه ْم فَأ َ ْنزَ ْلنَا َ‬ ‫َ‬ ‫سقُونَ ﴾ البقرة‪)1(.59:‬‬ ‫ظلَ ُموا ‪ -‬آل محمد ‪ِ -‬ر ْج ًزا ِمنَ ال َّ‬ ‫س َم ِ‬ ‫اء بِ َما َكانُوا يَ ْف ُ‬ ‫ح‪ :‬سعد بن عبد هللا القمي في كتاب ناسخ القران كما في البحار‪,‬قال‪ :‬وقال أبو‬ ‫جعفر"عليه السالم"‪ :‬نزل جبرائيل بهذه اآلية هكذا‪-﴿ :‬وقال الظالمون آل محمد‬

‫علَى الَّ ِذينَ َ‬ ‫حقهم ‪َ -‬‬ ‫ظلَ ُموا ‪ -‬آل محمد ‪ِ -‬ر ْج ًزا ِمنَ‬ ‫غي َْر الَّذِي ِقي َل لَ ُه ْم فَأ َ ْنزَ ْلنَا َ‬ ‫سقُونَ ﴾ البقرة‪)2(.59:‬‬ ‫ال َّ‬ ‫س َم ِ‬ ‫اء بِ َما َكانُوا يَ ْف ُ‬ ‫قلت‪ :‬ال منافاة بين نزول اآلية في ذم بني إسرائيل وبين ظاهر الخبر من سقوط آل‬ ‫محمد حقهم في موضعين منها‪ ,‬فإن الحق أعم من الخمس والوالية والطاعة‬ ‫وغيرها كما صرح به قبيل هذا الكالم‪ ,‬فمن لم يقبل واليتهم فقد ظلمهم‪ ,‬فال مانع‬ ‫من كون المراد من الظالمين هم الذين لم يقبلوا واليتهم ولم يقروا بفضائلهم"ع"‬ ‫من بني إسرائيل‪ ,‬بل هو المعين في المقام لظاهر األخبار المذكورة‪ ,‬وصريح ما‬ ‫في تفسير العسكري"ع" قال"ع"‪ :‬قال هللا تعالى‪ :‬اذكروا يا بني إسرائيل "إذ قلنا"‬ ‫ألسالفكم‪ :‬ادخلوا هذه القرية وهي "أريحا" من بالد الشام ‪,‬وذلك حين خرجوا من‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬شرح أصول الكافي للمازندراني‪:‬ج‪ 7‬ص‪ 89‬ح‪ ,58‬باب "‪ "6‬في نكت ونتف من‬ ‫التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -2‬ناسخ القران ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري القمي‪ :‬ص ‪, 255‬ح‪40‬‬ ‫باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا‪ ,‬وبحار األنوار‪:‬ج‪89‬‬ ‫ص‪,64‬في التحريف في اآليات‪.‬‬ ‫‪565‬‬

‫التيه"فكلوا منها" من القرية "حيث شئتم رغدا ً" واسعا ً بال تعب وادخلوا الباب‬ ‫"باب القرية" سجدا ً‪ ,‬مثل هللا عز وجل على الباب مثال محمد "صلعم" وعلي‬ ‫"عليه السالم" وأمرهم أن يسجدوا تعظيما ً لذلك األمثال‪ ,‬ويجددوا على أنفسهم‬ ‫بيعتهما وذكر مواالتهما‪ ,‬وليذكروا العهد والميثاق المأخوذين عليهم لهما‪" ,‬وقولوا‬ ‫حطة" أي قولوا‪ :‬إن سجودنا هلل تعظيما ً لمثال محمد وعلي واعتقادنا لواليتهما‬ ‫حطة لذنوبنا ومحو لسيئاتنا‪ ,‬قال هللا تعالى‪ :‬نغفر لكم بهذا الفعل "خطاياكم" السابقة‬ ‫ونزيل عنكم آثامكم الماضية "وسنزيد المحسنين" من كان فيكم لما يقارف الذنوب‬ ‫التي قارفها من خالف الوالية وثبت على ما أعطاه هللا من نفسه من عهد الوالية‬

‫فإنا نزيدهم بهذا الفعل زيادة درجات‪ ,‬إلى أن قال‪﴿ :‬فَبَدَّ َل الَّ ِذينَ َ‬ ‫ظلَ ُموا قَ ْو ًال َ‬ ‫غي َْر‬ ‫الَّذِي قِي َل لَ ُه ْم﴾"لم يسجدوا كما أمروا وال قالوا ما أمروا ولكن دخلوها مستقبلوها‬ ‫بأستائهم وقالوا حطا ً شمقاتا ً يعني‪ :‬حنطة حمراء تنفقونها أحب إلينا من هذا الفعل‬

‫علَى الَّذِينَ َ‬ ‫ظلَ ُموا﴾ وغيروا وبدلوا ما قيل لهم ولم ينقادوا‬ ‫وهذا القول ﴿فَأ َ ْنزَ ْلنَا َ‬ ‫سقُونَ ﴾‬ ‫لوالية محمد وعلي وآلهما الطيبين ﴿ ِر ْج ًزا ِمنَ ال َّ‬ ‫س َم ِ‬ ‫اء بِ َما َكانُوا يَ ْف ُ‬ ‫يخرجون عن أمر هللا وطاعته وقال‪ :‬والرجز الذي أصابهم أنه مات منهم‬ ‫بالطاعون في بعض يوم مائة وعشرون ألفا ً وهم من علم هللا تعالى منهم أنهم ال‬ ‫يؤمنون وال يتوبون‪ ,‬ولم ينزل هذا الرجز على من علم أنه يتوب أو يخرج من‬ ‫صلبه ذرية طيبة وتوحد هللا وتؤمن بمحمد وتعرف الوالية لعلي وصيه وأخيه‬ ‫صلى هللا عليهما وآلهما‪)1(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير اإلمام العسكري‪:‬ص‪ ,261-259‬سورى البقرة‪,58:‬تفسير قوله تعالى‪ :‬وإذ قلنا‬ ‫ادخلوا هذه القرية فكلوا منها‪.‬‬

‫‪566‬‬

‫وفي الكافي عن الصادق "عليه السالم"‪ :‬أما وهللا ما هلك من كان قبلكم وما هلك‬ ‫من هلك حتى يقوم قائمنا إال في ترك واليتنا وجحود حقنا‪ .‬الخبر‪ )1(.‬ويؤيده قول‬ ‫أمير المؤمنين "عليه السالم" فيما رواه الشيخ شرف الدين النجفي عن خط الشيخ‬ ‫الطوسي‪ :‬يا سلمان أنا الذي دعيت األمم كلها إلى طاعتي فكفرت عذبت‬ ‫بالنار‪)2(.‬وإليه اإلشارة بقوله "ع" والباب المبتلى به الناس وبهذا المضمون أخبار‬ ‫كثيرة‪.‬‬ ‫ط‪ :‬الكليني"ره"‪,‬عن علي بن إبراهيم‪,‬عن أحمد بن محمد البرقي‪,‬عن أبيه‪,‬عن‬ ‫محمد بن سنان‪,‬عن عمار بن مروان‪,‬عن منخل‪,‬عن جابر‪,‬عن أبي جعفر "عليه‬ ‫السالم" قال‪ :‬نزل جبرائيل بهذه اآلية على محمد "صلى هللا عليه واله"‪,‬هكذا‪:‬‬

‫س ُه ْم أ َ ْن يَ ْكفُ ُروا ِب َما أَ ْنزَ َل َّ‬ ‫اَّللُ ‪ -‬في علي ‪ -‬بَ ْغيًا﴾‬ ‫س َما ا ْشتَ َر ْوا بِ ِه أَ ْنفُ َ‬ ‫﴿ ِبئْ َ‬ ‫البقرة‪ )3(.90:‬ي‪ :‬العياشي‪ :‬قال أبو جعفر "عليه السالم"‪ :‬نزلت هذه اآلية على‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪( :‬بئسما اشتروا)‪ .‬الخ‪)4(.‬‬ ‫يا‪ :‬السياري‪,‬عن محمد بن سنان مثله‪)5(.‬‬

‫يب‪ :‬فرات بن إبراهيم في تفسيره‪,‬عن جعفر بن محمد الفزاري‪,‬عن القاسم بن‬ ‫الربيع‪,‬عن محمد بن سنان مثله‪)6(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 427-426‬ح‪ ,74‬باب "‪ "170‬في نكت ونتف من التنزيل في‬ ‫الوالية‪.‬‬ ‫‪ -2‬تأويل اآليات لشرف الدين الحسيني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 505-504‬ح‪,4‬سورة ص‪ ,41:‬نقلها عنه‪,‬‬ ‫وعن كنز الفوائد للكراجكي‪ ,‬المجلسي في بحاره‪:‬ج‪ 26‬ص‪ 92‬ح‪ ,52‬باب تفضيلهم"ع"‬ ‫على األنبياء وعلى جميع الخلق‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 417‬ح‪ ,25‬باب "‪ "170‬في نكت ونتف من التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,50‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪ -5‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 20‬ح‪,61‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -6‬تفسير فرات الكوفي‪:‬ص‪,60‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪567‬‬

‫يج‪ :‬ابن شهر أشوب في المناقب كما نقله في البحار‪,‬عن كتاب المنزل عن الباقر‬ ‫"عليه السالم"‪ :‬بئسما اشتروا به‪ .‬اآلية‪)1(.‬‬

‫يد‪ :‬السياري‪,‬عن محمد بن علي بن سنان‪,‬عن عمار بن مروان‪,‬عن علي بن‬

‫يزيد‪,‬عن جابر الجعفي‪,‬عن أبي عبد هللا "ع" في قوله عز وجل‪َ ﴿ :‬و ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم‬ ‫ِآمنُوا بِ َما أَ ْنزَ َل َّ‬ ‫علَ ْينَا﴾البقرة‪)2( .91:‬‬ ‫اَّللُ ‪ -‬في علي ‪ -‬قَالُوا نُؤْ ِم ُن ِب َما أ ُ ْن ِز َل َ‬ ‫يه‪ :‬العياشي‪,‬قال جابر‪:‬قال أبو جعفر"عليه السالم"‪ :‬نزلت هذه اآلية على محمد‬ ‫"صلى هللا عليه واله"‪,‬هكذا وهللا‪" :‬وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل هللا في علي "يعني‬ ‫بني أمية" لعنهم هللا قالوا نؤمن بما أنزل علينا" يعني في قلوبهم بما أنزل هللا عليه‬ ‫"ويكفرون بما ورائه" بما أنزل هللا في علي "وهو الحق مصدق لما معهم" يعني‬ ‫عليا ً‪ )3(.‬كذا عنه في البحار(‪ )4‬وفي البرهان(‪" :)5‬وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في‬ ‫علي‪ .‬الخ" وفيه سهو إما من النساخ أو من قلم العياشي وهللا العالم‪)6(.‬‬

‫يو‪ :‬العياشي عن عمر بن يزيد قال ‪ :‬سألت أبا عبد هللا عليه السالم عن قول هللا‪:‬‬ ‫ت بِ َخي ٍّْر ِم ْن َها أ َ ْو ِمثْ ِل َها﴾ البقرة‪ ,106:‬فقال"ع" ‪:‬‬ ‫س ْخ ِم ْن آيَ ٍّة أَ ْو نُ ْن ِس َها نَأ ْ ِ‬ ‫﴿ َما نَ ْن َ‬ ‫كذبوا ما هكذا هي‪,‬إذا كان ينسى وينسخها أو يأت بمثلها لم ينسخها! قلت‪:‬هكذا قال‬ ‫هللا‪ ,‬قال‪ :‬ليس هكذا قال تبارك وتعالى‪ ،‬قلت‪ :‬فكيف قال؟ قال‪ :‬ليس فيها إلف وال‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬المناقب البن شهر أشوب‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,302‬في تسميته "ع" بعلي والمرتضى وحيدرة‬ ‫وأبي تراب‪ ,‬وبحار األنوار‪:‬ج‪ 35‬ص‪ ,58‬اآليات التي كانت فيها اسم علي عليه‬ ‫السالم وواليته‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 19‬ح‪,53‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 51‬ح‪,71‬في قوله تعالى‪ :‬وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل هللا‪.‬‬ ‫‪ -4‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 31‬ص‪ 641‬ح‪ ,159‬في ما ورد في عائشة وحفصة وبني أمية‪.‬‬ ‫‪ -5‬تفسير البرهان لهاشم البحراني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 282‬ح‪ ,2‬سورة البقرة ‪.91:‬‬ ‫‪ -6‬مقصود المصنف من "السهو" إن اآلية وردت في العياشي على النحو التالي‪( :‬وإذا‬ ‫قيل لهم ماذا أنزل ربكم) والصحيح ‪( :‬وإذا قيل لهم ماذا أنزل هللا من ربكم)‪.‬‬

‫‪568‬‬

‫واو‪ ,‬قال‪ " :‬ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها مثلها " يقول‪ :‬ما نميت من‬ ‫إمام أو ننسه ذكره نأت بخير منه من صلبه مثله‪)1(.‬‬

‫يز‪ :‬السياري‪,‬عن محمد بن علي‪,‬عن عمرو بن عثمان‪,‬عن عبد هللا بن حماد‬

‫بن‪,‬عبد هللا‪,‬عن عمر بن يزيد‪,‬قال‪ :‬قرأت عند أبي عبد هللا "عليه السالم"‪َ ﴿ :‬ما‬ ‫ت ِب َخي ٍّْر ِم ْن َها أ َ ْو ِمثْ ِل َها﴾ البقرة‪ ,106:‬فقال"ع"‪ :‬إذا‬ ‫س ْخ ِم ْن آيَ ٍّة أَ ْو نُ ْن ِس َها نَأ ْ ِ‬ ‫نَ ْن َ‬ ‫كان ينسخها "ويأتي" مثلها فلم ينسخها! قلت هكذا قال هللا عز وجل‪ ,‬قال ال‪ ,‬قلت‬ ‫كيف؟ قال ليس فيها ألف وال واو أيضا ً‪ ,‬قال تعالى‪" :‬نأت بخير منها مثلها"‪)2(.‬‬

‫بخ‪ :‬علي بن إبراهيم في تفسيره‪ :‬وأما قوله "أو مثلها" فهي زيادة إنما نزلت "نأت‬ ‫بخير منها مثلها"‪ )3(.‬قال المجلسي "ره"‪ :‬لعل المراد بخير منه بحسب المصلحة‬ ‫ال بحسب الفضائل‪)4(.‬‬

‫وقال بعض األفاضل‪ :‬ويحتمل أن ال يقصد بخير خير إال فعلية وبمن من‬ ‫األفضلية‪ ,‬بل يجعل قوله "ع" من صلبه وقع موقع البدل من منه‪ ,‬وخير كناية عن‬ ‫اإلمام "ع" ألنه خير محض‪ ,‬بين "ع" أن معنى منها والتأنيث باعتبار لفظ اآلية‬ ‫من صلب المنسوخ وهو الممات‪ ,‬ومثله بدل من خير أو وصفه‪ ,‬أي بإمام مثله في‬ ‫اإلمامة نقص عنه في الفضيلة أو زاد‪ ,‬فيكون "ع" قد أوضح ذلك ردا ً على من‬ ‫يختلج بخاطره أن خيرا ً منها بمعنى أفضل منها‪ ,‬والتقدير حينئذ نأت بإمام مثله من‬ ‫صلبه بناء على األغلب لئال ينتقض بالحسنين عليهما السالم‪ ,‬ولقد أفاد "ع"‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 56‬ح‪,78‬في قوله تعالى‪ :‬ما ننسخ من آية أو ننسها‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 22‬ح‪ 72‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,58‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪ -4‬البحار للمجلسي‪:‬ج‪ 23‬ص‪ 208‬ح‪ ,10‬باب"‪ "11‬أنهم عليهم السالم آيات هللا وبيناته‬ ‫وكتابه‪.‬‬ ‫‪569‬‬

‫أنه ليس المراد بنسخ اإلمام إبطال إمامته في مستقبل األزمنة! كنسخ الحكم‬ ‫الشرعي‪ ,‬بل إخفاء أشخاصهم بحيث ال يبصرهم من هو في هذا العالم‪ ,‬وإال فهم‬ ‫أحياء عند ربهم يرزقون‪ ,‬واإلمام إمام دائما ً في الدنيا واآلخرة‪ ,‬بل قبل الدنيا كما‬ ‫قال"ص"‪ :‬كنت نبيا ً وآدم بين الماء والطين(‪ )1‬ففي اآلية داللة على اتصال اإلمامة‬ ‫إلى يوم القيامة وأن األرض ال تخلو عن حجة‪.‬‬ ‫يط‪ :‬الكليني‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن علي بن أسباط‪,‬عن علي بن‬

‫حمزة‪,‬عن أبي بصير‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" في قوله عز وجل‪َ ﴿ :‬وات َّ َبعُوا‬ ‫َما تَتْلُو ال َّ‬ ‫اط ُ‬ ‫سلَ ْي َمانَ ﴾ البقرة‪)2(.102:‬‬ ‫ش َي ِ‬ ‫علَ ٰى ُم ْل ِك ُ‬ ‫ين ‪ -‬بوالية الشياطين ‪َ -‬‬ ‫ك‪ :‬السياري‪,‬عن محمد بن علي‪,‬عن ابن أسباط‪ .‬مثله‪)3(.‬‬

‫قال المجلسي "ره" في مرآة العقول‪ :‬الظاهر أن هذه الفقرة كانت في اآلية فالمراد‬ ‫بالشياطين‪ :‬أوالً‪ :‬شياطين اإلنس‪ ,‬أي ‪:‬الكهنة‪ ,‬أي ‪:‬اتبعوا ما كانت الكهنة تتلوه‬ ‫عليهم بسبب استيالئهم على ملكه بعده وافترائهم عليه‪ ,‬كما رواه علي بن‬ ‫إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن ابن أبي عمير‪,‬عن أبان بن عثمان‪,‬عن أبي بصير‪,‬عن أبي‬ ‫جعفر "عليه السالم" قال‪ :‬لما هلك سليمان وضع إبليس السحر وكتبه في كتاب‪ ,‬ثم‬ ‫طواه وكتب على ظهره‪ :‬هذا ما وضع آصف بن برخيا لملك سليمان بن داؤد من‬ ‫ذخائر كنوز العلم‪ ,‬من أراد كذا وكذا‪ ,‬ثم دفنه تحت السرير ثم استشار لهم فقرأه ‪,‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر بحار األنوار‪:‬ج‪ 16‬ص‪ 402‬ح‪ ,1‬باب "‪ "12‬نادر في اللطائف في فضل نبينا‬ ‫صلى هللا عليه وآله في الفضائل‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 20‬ح‪ 58‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 290‬ح‪,440‬بيان قوله تعالى‪ :‬واتبعوا ما تتلوا‬ ‫الشياطين‪...‬اآلية‪.‬‬ ‫‪570‬‬

‫فقال الكافرون‪ :‬ما كان سليمان يغلبنا إال بهذا‪ ,‬وقال الموحدون‪ :‬بل هو عبد هللا‬ ‫ونبيه‪ ,‬وقال جل ذكره‪ :‬واتبعوا اآلية‪ .‬فعلى هذا يحتمل أن يكون الظرف في قوله‬ ‫"على ملك" متعلقا ً بقوله "تتلوا" وبقوله "بوالية"‪ ,‬ويحتمل أيضا ً أن يكون بوالية‬ ‫بيانا ً لما كانوا يتلونه‪ ,‬أي‪ :‬اتبعوا واعتقدوا ما كان يقوله الشياطين من أن‪ :‬الجن‬ ‫والشياطين كانوا مسلطين على ملك سليمان‪ ,‬وإنما كان يستقيم ملكه بسحرهم‪)1(.‬‬

‫قلت‪ :‬ويؤيد ظهور الخبر في السقوط ذيله كما يأتي‪.‬‬

‫س ْل‬ ‫كا‪ :‬الكليني باإلسناد المذكور‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" ويقرأ أيضا ً‪َ ﴿ :‬‬ ‫س َرائِي َل َك ْم آت َ ْينَا ُه ْم ِم ْن آ َي ٍّة َبيِّنَ ٍّة ۗ ‪ -‬فمنهم من آمن ومنهم من جحد ومنهم‬ ‫َب ِني إِ ْ‬

‫اَّللِ ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َءتْهُ فَإِ َّن َّ‬ ‫من أقر ومنهم من بدل ‪َ -‬و َم ْن يُبَدّ ِْل نِ ْع َمةَ َّ‬ ‫شدِيدُ‬ ‫اَّللَ َ‬ ‫ب﴾البقرة‪)2(.211:‬‬ ‫ْال ِعقَا ِ‬ ‫كب‪ :‬السياري‪,‬عن حمد بن علي‪,‬عن ابن أسباط‪,‬عن علي بن أبي حمزة‪,‬عن أبي‬ ‫بصير‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" مثله‪)3(.‬‬ ‫كج‪ :‬العياشي‪,‬عن أبي بصير عن أبي عبد هللا"ع" مثله‪)4(.‬‬

‫كد‪ :‬العياشي‪,‬عن ابن أبي عمير‪,‬عمن ذكره‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم"‪﴿:‬إِ َّن‬ ‫ى ‪ -‬في علي ‪﴾ -‬البقرة‪)5(.159:‬‬ ‫الَّذِينَ يَ ْكت ُ ُمونَ َما أَ ْنزَ ْلنَا ِمنَ ْالبَيِّنَا ِ‬ ‫ت َو ْال ُهدَ ٰ‬ ‫كه‪ :‬السياري‪,‬عن يعقوب بن يزيد‪,‬عن ابن أبي عمير‪,‬عمن ذكره‪,‬عن أبي عبد هللا‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مرآة العقول للمجلسي‪:‬ج‪ 26‬ص‪,317-316‬ح‪,440‬في قراءة قوله تعالى‪َ :‬وات َّ َبعُوا َما‬ ‫تَتْلُو ال َّ‬ ‫اط ُ‬ ‫ين‪.‬‬ ‫شيَ ِ‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 291-290‬ح‪,440‬بيان قوله تعالى‪:‬سل بني إسرائيل ‪..‬اآلية‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 20‬ح‪ 59‬البقرة‪.‬‬ ‫س ْل َبنِي ِإس َْرائِي َل َك ْم آت َ ْينَا ُه ْم ِم ْن آيَ ٍّة‬ ‫‪ -4‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 103‬ح‪,304‬في قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫َب ِّينَ ٍّة‪.‬‬ ‫‪ -5‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 71‬ح‪,136‬في قوله تعالى‪:‬أن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات‪.‬‬ ‫‪571‬‬

‫ت‬ ‫"عليه السالم" في قول هللا عز وجل‪ِ ﴿ :‬إ َّن الَّذِينَ َي ْكت ُ ُمونَ َما أَ ْنزَ ْلنَا ِمنَ ا ْل َبيِّنَا ِ‬ ‫ب ۙ أُو ٰلَئِ َك يَ ْل َعنُ ُه ُم َّ‬ ‫اَّللُ‬ ‫َو ْال ُهدَ ٰى ‪ -‬في علي ‪ِ -‬م ْن بَ ْع ِد َما بَيَّنَّاهُ ِللنَّ ِ‬ ‫اس فِي ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫َو َي ْل َعنُ ُه ُم‬

‫َّ‬ ‫عنُونَ ﴾ البقرة‪)1(.159:‬‬ ‫الال ِ‬

‫كو‪ :‬الكليني‪,‬عن عدة من أصحابنا‪,‬عن سهل بن زياد‪,‬عن ابن محبوب‪,‬عن محمد بن‬ ‫سليمان األزدي‪,‬عن أبي الجارود‪,‬عن أبي إسحاق‪,‬عن أمير المؤمنين "عليه‬

‫ض ِليُ ْف ِسدَ فِي َها َويُ ْه ِل َك ْال َح ْر َ‬ ‫س َل ‪-‬‬ ‫ث َوالنَّ ْ‬ ‫س َع ٰى ِفي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫السالم"‪َ ﴿ :‬و ِإذَا تَ َولَّ ٰى َ‬ ‫بظلمه وسوء سريرته ‪َ -‬و َّ‬ ‫ب‬ ‫اَّللُ َال يُ ِح ُّ‬

‫سادَ﴾ البقرة‪)2(.205:‬‬ ‫ْالفَ َ‬

‫كز‪ :‬العياشي عن أبي إسحاق عنه"ع" مثله‪)3(.‬‬ ‫كح‪ :‬السياري عن ابن محبوب مثله‪)4(.‬‬

‫كط‪ :‬الكليني‪,‬عن محمد بن يحيى‪,‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪,‬عن الحسين بن‬ ‫يوسف‪,‬عن أخيه‪,‬عن أبيه‪,‬عن أبي بكر بن محمد‪,‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا"ع" يقرأ‪:‬‬ ‫وزلزلوا ثم زلزلوا حتى يقول الرسول‪ )5(.‬قال في مرآة العقول‪ :‬الظاهر أنه كان‬ ‫عن بكر بن محمد فزيد فيه قوله "أبي" من النساخ ويدل على أنه سقط من اآلية‬ ‫قوله "ثم زلزلوا" انتهى‪)6(.‬‬

‫ل‪ :‬السياري‪,‬عن ابن أبي عمير‪,‬عن علي بن عطية‪,‬عن أبي العباس‪,‬عن أبي عبد‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 23‬ح‪ 77‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 289‬ح‪ ,435‬في قراءة بعض اآليات‪.‬‬ ‫ض‬ ‫س َع ٰى فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫‪ -3‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 101‬ح‪,290‬في قوله تعالى‪َ :‬و ِإذَا تَ َولَّ ٰى َ‬ ‫ِليُ ْف ِسدَ فِي َها ‪.‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 19‬ح‪ 54‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -5‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 290‬ح‪ ,439‬في قراءة بعض اآليات‪.‬‬ ‫‪ -6‬مرآة العقول للمجلسي‪:‬ج‪ 26‬ص‪,317-316‬ح‪,439‬في قراءة قوله تعالى‪ :‬وزلزلوا‬ ‫حتى يقول الرسول‪.‬‬ ‫‪572‬‬

‫سو ُل‬ ‫لر ُ‬ ‫هللا "عليه السالم" في قوله عز وجل‪َ ﴿:‬و ُز ْل ِزلُوا‪ -‬ثم زلزلوا‪َ -‬حت َّ ٰى َيقُو َل ا َّ‬ ‫ص ُر‬ ‫َوالَّذِينَ آ َمنُوا َمعَهُ َمت َ ٰى نَ ْ‬

‫َّ‬ ‫اَّللِ﴾البقرة‪)1(.214:‬‬

‫ال‪ :‬وعن الحسين بن يوسف‪,‬عن أخيه‪,‬عن أبيه‪,‬عن أبي بكر بن محمد‪,‬قال‪ :‬سمعت‬ ‫أبا عبد هللا "عليه السال"م يقول وذكر مثله‪ )2(.‬ومنه يظهر عدم االختالل في سند‬ ‫الكافي مع أن رواية "سيف" الذي هو من أصحاب الصادق والكاظم "عليهما‬ ‫السالم"‪,‬عن بكر بن محمد الذي صرح الشيخ بأنه من أصحاب الرضا "عليه‬ ‫السالم" أيضا ً بعيد ولم يذكره أحد من رواية‪.‬‬ ‫لب‪ :‬علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن النضر بن سويد‪,‬عن ابن سنان‪,‬عن أبي عبد هللا‬ ‫"عليه السالم"‪,‬أنه قرأ‪َ ( :‬حافِ ُ‬ ‫ص َالةِ ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى ‪ -‬وصالة‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫ظوا َعلَى ال َّ‬ ‫العصر ‪َ -‬وقُو ُموا ِ ََّّللِ قَانِتِينَ ) البقرة‪)3(.238:‬‬

‫لج‪ :‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السالم‪ ,‬قال‪ :‬قلت له‪:‬‬

‫الصالت الوسطى‪ ,‬فقال"ع"‪َ ﴿ :‬حافِ ُ‬ ‫ص َالةِ ا ْل ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى‪-‬‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫وصالة العصر‪َ -‬وقُو ُموا ِ ََّّللِ قَانِتِينَ ﴾البقرة‪ ,238:‬والوسطى هي الظهر قال وكذلك‬ ‫يقرأها رسول هللا صلى هللا عليه واله‪)4( .‬‬

‫لد‪ :‬السيد األجل علي بن طاؤس في فالح السائل‪ :‬رويت عن محمد بن مسلم‪,‬عن‬ ‫أبي جعفر "عليه السالم"‪,‬قال‪ :‬كتبت امرأة الحسن "عليهما السالم"مصحفا ً‪,‬فقال‪:‬‬

‫الحسن "عليه السالم" للكاتب لما بلغ هذه اآليــــة‪َ ﴿ :‬حافِ ُ‬ ‫ت‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 19‬ح‪ 55‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 21‬ح‪ 66‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,79‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 127‬ح‪,415‬في قوله تعالى‪َ :‬حا ِف ُ‬ ‫ص َال ِة‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى‪.‬‬ ‫‪573‬‬

‫ص َالةِ ْال ُو ْس َ‬ ‫َوال َّ‬ ‫ط ٰى‪-‬وصالة العصر‪َ -‬وقُو ُموا ِ ََّّللِ‬

‫قَانِتِينَ ﴾البقرة‪)1(.238:‬‬

‫له‪ :‬وفيه‪ :‬رويت من كتاب إبراهيم الخزار‪,‬عن أبي بصير‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه‬ ‫السالم" قال‪" :‬حافظوا على الصلوات والصالة الوسطى وصالة العصر"‪.‬‬ ‫اآلية‪)2(.‬‬

‫لو‪ :‬وفيه‪ :‬رأيت في كتاب تفسير القران‪,‬عن الصادقين "عليهما السالم" من نسخة‬ ‫عتيقة مليحة عندنا اآلن‪ ,‬أربعة أحاديث بعدة طرق‪,‬عن الباقر والصادق "عليهما‬ ‫السالم"‪ :‬أن الصالة الوسطى صالة الظهر‪ ,‬وأن رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪,‬‬ ‫كان قرأ‪" :‬حافظوا على الصالت والصالة الوسطى وصالة العصر"‪ .‬اآلية‪)3(.‬‬

‫لز‪ :‬السيد رحمه هللا في سعد السعود‪,‬في الفصل المنقول عن الكاشف‪,‬في جملة‬ ‫االستدالل بأن الوسطى هي الظهر ما لفظه‪:‬ومنها الرواية عن ابن عباس وعائشة‪:‬‬ ‫والصالة الوسطى وصالة العصر‪,‬وكذلك رويناه عن غير ابن عباس من أهل‬ ‫البيت‪,‬بالواو المعطوفة في العصر على األقرب منها‪,‬وهي صالة الظهر‪)4(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬أقول‪ :‬الرواية ذكرها المجلسي في بحاره‪:‬ج‪ 79‬ص ‪ 289‬ح‪ ,17‬في إن أول صالة‬ ‫فرضت صالة العصر‪ ,‬نقال عن "فالح السائل" ص‪ ,93‬ويبدو إن المصنف نقلها عن‬ ‫البحار‪ ,‬كون عند رجوعي لنسخة كتاب "فالح السائل البن طاووس" التي اطلعت عليها‬ ‫لم أقف على الرواية‪ ,‬وفق ما ذكرها صاحب البحار او المصنف ففي الفصل "الخامس‬ ‫عشر" فيما ذكره من تعيين أول صالة فرضت على العباد وإنها هي الوسطى‪ ,‬ذكر ابن‬ ‫طاووس الرواية على النحو التالي" ورويت عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‬ ‫السالم قال‪(:‬حافظوا على الصلوات والصالة الوسطى وصالة العصر وقوموا هلل قانتين)‬ ‫" ولم يذكر قصة اإلمام الحسن"ع" وامرأته‪.‬‬ ‫‪ -2‬فالح السائل البن طاووس‪:‬ص‪,93‬الفصل الخامس عشر‪ ,‬فيما نذكره من تعيين‬ ‫أول صالة فرضت على العباد وإنها هي الوسطى‪ ,‬ونقلها عنه المجلسي في بحاره‪:‬ج‪79‬‬ ‫ص ‪ 290‬ح‪ ,17‬في إن أول صالة فرضت صالة العصر‪.‬‬ ‫‪ -3‬فالح السائل البن طاووس‪:‬ص‪,95-94‬الفصل الخامس عشر‪ ,‬فيما نذكره من تعيين‬ ‫أول صالة فرضت على العباد وإنها هي الوسطى‪ ,‬ونقلها عنه المجلسي في بحاره‪:‬ج‪79‬‬ ‫ص ‪ 291-290‬ح‪ ,17‬في إن أول صالة فرضت صالة العصر‪.‬‬ ‫‪ -4‬سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪,129‬في المراد من الصالة الوسطى‪.‬‬ ‫‪574‬‬

‫لح‪ :‬الصدوق "ره" في معاني اإلخبار‪,‬عن علي بن عبد هللا الوراق وعلي بن‬ ‫محمد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني معا ً‪,‬عن سعد بن عبد هللا بن أبي‬ ‫خلف‪,‬عن سعد بن داؤد‪,‬عن مالك بن أنس‪,‬عن زيد بن أسلم‪,‬عن القعقاع بن‬ ‫حكيم‪,‬عن أبي يونس مولى عائشة زوجة النبي "صلى هللا عليه واله"‪,‬قال‪ :‬أمرتني‬

‫عائشة أن أكتب لها مصحفا ً‪,‬وقال‪ :‬إذا بلغت هذه اآلية فاكتب‪َ ﴿ :‬حافِ ُ‬ ‫علَى‬ ‫ظوا َ‬ ‫ص َالةِ ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى‪-‬وصالة العصر‪َ -‬وقُو ُموا ِ ََّّللِ قَانِتِينَ ﴾ البقرة‪,238:‬‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ثم قالت عائشة‪ :‬سمعتها وهللا من رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪)1(.‬‬

‫لط‪ :‬وفيه باإلسناد‪,‬عن سعد‪,‬عن أحمد بن الصباح‪,‬عن محمد بن عاصم‪,‬عن الفضل‬ ‫بن دكين‪,‬عن هشام سعد‪,‬عن زيد بن أسلم‪,‬عن أبي يونس‪,‬قال‪ :‬كتبت لعائشة‬ ‫مصحفا ُ‪,‬فقالت‪ :‬إذا مررت بآية الصالة فال تكتبها حتى أمليها عليك فلما مررت بها‬

‫أملتها علي‪َ ﴿ :‬حافِ ُ‬ ‫ص َالةِ ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى‪-‬وصالة العصر‪﴾-‬‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫البقرة‪)2(.238:‬‬

‫م‪ :‬وفيه باإلسناد‪,‬عن سعد بن داؤد‪,‬عن أبي دهر‪,‬عن مالك بن أنس‪,‬عن زيد بن‬ ‫أسلم‪,‬عن عمرو بن نافع‪,‬قال‪ :‬كنت أكتب مصحفا ً لحفصة زوجة النبي "صلى هللا‬

‫عليه واله"‪,‬فقالت‪ :‬إذا بلغت هذه اآلية فاكتب‪َ ﴿:‬حافِ ُ‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ص َالةِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى‪-‬وصالة العصر‪ ﴾-‬البقرة‪)3(.238:‬‬ ‫ما‪ :‬الكليني"ره"‪,‬عن علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن حماد بن عيسى ومحمد بن‬ ‫يحيى‪,‬عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن إسماعيل‪,‬عن الفضل بن شاذان‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬معاني اإلخبار للصدوق‪:‬ص‪ 331‬ح‪ ,4‬معنى الصالة الوسطى‪.‬‬ ‫‪ -2‬معاني اإلخبار للصدوق‪:‬ص‪ 331‬ح‪ ,2‬معنى الصالة الوسطى‪.‬‬ ‫‪ -3‬معاني اإلخبار للصدوق‪:‬ص‪ 331‬ح‪ ,3‬معنى الصالة الوسطى‪.‬‬

‫‪575‬‬

‫جميعا‪,‬عن حماد بن عيسى‪,‬عن حريز‪,‬عن زرارة‪,‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر"عليه‬ ‫السالم"عما فرض هللا من الصالة ؟ فقال‪ :‬خمس صلوات في الليل والنهار‪,‬فقلت‪:‬‬ ‫هل سماهن وبينهن في كتابه؟ فقال نعم! قال هللا تعالى‪ :‬إلى أن قال "ع" وفي بعض‬

‫القراءات‪َ ﴿ :‬حا ِف ُ‬ ‫ص َال ِة ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى‪-‬وصالة العصر‪-‬‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫َوقُو ُموا ِ ََّّللِ قَانِتِينَ ﴾البقرة‪ .238:‬الخبر‪ )1(.‬ورواه الصدوق في علل الشرائع‪,‬عن‬ ‫أبيه‪,‬عن سعد بن عبد هللا‪,‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪,‬عن علي بن حديد وابن أبي‬ ‫نجران‪,‬عن حماد‪,‬عن حرير مثله‪ )2(.‬ورواه الشيخ في التهذيب بإسناده‪,‬عن أحمد‬ ‫بن محمد بن عيسى مثله‪ )3(.‬ورواه في الفقيه بإسناده عن زرارة‪)4(.‬‬

‫والظاهر أن السؤال لما كان عما فرض هللا من الصلوات اليومية بقرينة االقتصار‬ ‫في الجواب على ذكرها‪ ,‬فال بد وأن يكون غرض زرارة معرفة استخراج ذلك من‬ ‫القرآن لالحتجاج مع العامة وغيرهم‪ ,‬ألنه أجل من الجهل بها‪ ,‬ويشهد لذلك قوله‬ ‫عما فرض هللا‪ ,‬الظاهر عما فرضه في كتابه على ما يظهر من أخبار كثيرة‬ ‫وحينئذ فقوله‪ :‬هل سماهن وبينهن! أي على التفصيل والبيان الظاهر ال مطلقا ً‪ ,‬ولو‬ ‫إجماالً لمعلوميته بالجواب األول‪ ,‬فظهر أن االستشهاد لبيان ذكر صالة العصر في‬ ‫القرآن ببعض القراءات المعتبر عنده "ع" المتحد مع قراءتهم "ع"‪ ,‬بقرينة عدم‬ ‫ذكرها فيه موضع أخر‪ ,‬وإال ألشار إليه "ع" ولما مضى‪,‬ويأتي من األخبار مع ما‬ ‫تقدم من وحدة ما نزل هو إلزام المخالفين لشدة اعتمادهم علـى الصحابة‪ ,‬وقد تقدم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 3‬ص‪ 271‬ح‪,1‬باب فرض الصالة‪.‬‬ ‫‪ -2‬علل الشرائع للصدوق‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 354‬ح‪ ,1‬باب "‪ " 67‬العلة التي من أجلها وضعت‬ ‫الركعتان اللتان أضافهما النبي "ص" يوم الجمعة‪.‬‬ ‫‪ -3‬تهذيب اإلحكام للطوسي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 241‬ح‪ ,23‬أبواب الزيادات في هذا الجزء باب‬ ‫فضل الصالة والمفروض منه والمسنون‪.‬‬ ‫‪ -4‬من ال يحضره الفقيه للصدوق‪:‬ج‪ 1‬ص‪195‬ح‪,600‬باب فرض الصالة‪.‬‬ ‫‪576‬‬

‫أنه قراءة جمع منهم وهذا نظير قوله "ع" في محضر بعض العامة‪ :‬وأما نحن‬ ‫فنقرأه على قراءة أبي‪ ,‬مع أنهم "ع" هم المتبوعون ال التابعون! واحتمل بعضهم‬ ‫كون ذلك من كالم الراوي‪ ,‬بقرينة أن الصدوق أسقطه في معاني األخبار وهو في‬ ‫غاية البعد للزوم سقوط بيان ذكرها فيه عن كالمه‪ ,‬مع أنه "ع" في مقام التفصيل‪,‬‬ ‫وقد ذكر أربعا ً منها فنسبة السهو إلى الصدوق أولى من نسبته إليه "ع"‪ ,‬مع أن‬ ‫الظاهر من تلك األسانيد كون الخبر مأخوذا ً من كتاب حريز الذي صدقه اإلمام‬ ‫"ع"‪ ,‬مع عدم معهودية اإلدراج في األخبار من تلك الطبقة‪ ,‬ثم إن نسخ الحديث‬ ‫مختلفة ففي التهذيب وعلل الشرائع "وصالة العصر" وفي الكافي والفقيه بدون‬ ‫"الواو"‪ ,‬وقد تقدم عن الكشاف أن "بالواو" قرأ ابن عباس وعائشة‪ ,‬وبدونها قرأت‬ ‫حفصة‪ ,‬وال يبعد ترجيح األولى لتأييدها بجميع األخبار(‪)1‬الباب المصرحة‬ ‫بوجودها فيها‪ ,‬واحتمال ذكرها بدون "الواو" تقية كما في شرح التهذيب للمجلسي‬ ‫بعيد‪ ,‬فأن عائشة أعظم شأنا ً عندهم من غيرها‪ ,‬ثم أن في الفقيه هكذا‪" :‬وقوموا هلل‬ ‫قانتين في الصالة الوسطى" (‪ )2‬قال التقي المجلسي "قده" في شرحه(‪ :)3‬ويمكن‬ ‫أن يكون أي قوله‪" :‬في صالة الوسطى" داخالً في القراءة والظاهر أنه "ع" أراد‬ ‫أن هذا مراد هللا تعالى وهللا العالم‪.‬‬ ‫مب‪:‬السياري‪,‬عن صفوان‪,‬عن علي‪,‬عن محمد بن مسلم‪,‬قال‪ :‬قلت ألبي جعفر"عليه‬

‫السالم‪ :‬ما الصالة الوسطى؟ فقرأ‪َ ﴿:‬حا ِف ُ‬ ‫ص َال ِة ا ْل ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى‪-‬‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫وصالة العصر‪َ -‬وقُو ُموا ِ ََّّللِ قَانِتِينَ ﴾البقرة‪ ,238:‬ثم قال‪ :‬الوسطى الظهر وكذلك‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الصحيح هو"إخبار الباب" وليس" اإلخبار الباب"‪.‬‬ ‫‪ -2‬من ال يحضره الفقيه للصدوق‪:‬ج‪ 1‬ص‪196‬ح‪,600‬باب فرض الصالة‪.‬‬ ‫‪ -3‬وفق تتبعي لم نقف على قول التقي المجلسي في مرآة العقول‪.‬‬ ‫‪577‬‬

‫كان يقرأها رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪)1( .‬‬

‫مج‪ :‬وعنه‪,‬عن محمد بن جمهور يرويه عنهم"ع"‪ :‬حافظوا على الصلوات‬ ‫والصالة الوسطى هي الظهر‪ ,‬وهي وسط النهار‪,‬وكذلك سمعت وصالة العصر‬ ‫وقوموا هلل قانتين‪ ,‬قال‪ :‬راغبين‪)2(.‬‬

‫مد‪ :‬وعن الحسين بن يوسف‪,‬عن أخيه‪,‬عن أبيه‪,‬عن ابن مسلم‪,‬عن أبي جعفر"عليه‬ ‫السالم" أن رسول هللا "صلى هللا عليه واله" كان يقرأ‪":‬والوسطى وصالة‬ ‫العصر"‪)3(.‬‬

‫مه‪ :‬سعد بن عبد هللا القمي في كتاب ناسخ القران ومنسوخه‪ ,‬قال‪ :‬وكان يقرأ ‪ -‬أي‬

‫الصادق"عليه السالم" ‪َ ﴿ : -‬حافِ ُ‬ ‫ص َالةِ ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى‪ -‬وصالة‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫العصر‪﴾-‬البقرة‪)4(.238:‬‬

‫مو‪ :‬وعن عبد الملك بن ‪-‬كذا‪,)5(-‬عن علي بن مريم‪,‬عن ابن عباس‪ :‬أنه كان‬ ‫يقرأها هكذا‪)6(.‬‬

‫مز‪ :‬وعن أبان بن عثمان‪,‬عن عبد الحميد‪,‬عن ابن مسلم‪,‬عن أبي جعفر"ع" قال‪:‬‬

‫كان رسول هللا"صلى هللا عليه واله"يقرأ‪َ ﴿:‬حافِ ُ‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ص َالةِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫ْال ُو ْس َ‬ ‫ط ٰى‪ -‬وصالة العصر‪َ -‬وقُو ُموا ِ َّ‬ ‫َّللِ قَانِتِينَ ﴾ البقرة‪)7(.238:‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 21‬ح‪ 67‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 22‬ح‪ 68‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 22‬ح‪ 69‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -4‬ناسخ القران ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري القمي‪ :‬ص ‪, 247‬ح‪,15‬‬ ‫باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا‪.‬‬ ‫‪ -5‬وردت هكذا في المخطوط وفي المصدر"حسين عن أبي إسحاق"‪.‬‬ ‫‪ -6‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 22‬ح‪ 71‬البقرة‪ ,‬عن عبد الملك بن حسين‪.‬‬ ‫‪ -7‬القراءات للسياري‪ :‬ص‪ 24‬ح‪ 79‬البقرة‪.‬‬ ‫‪578‬‬

‫مح‪ :‬وبهذا اإلسناد‪,‬عن أبي بصير‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم"مثله‪)1(.‬‬

‫مط‪:‬وعن ابن سيف‪,‬عن أخيه‪,‬عن أبيه‪,‬عن عمرو بن جابر في قوله تعالى‪:‬‬

‫عا ِإلَى ْال َح ْو ِل‬ ‫اج ِه ْم َمتَا ً‬ ‫﴿ َوالَّذِينَ يُتَ َوفَّ ْونَ ِم ْن ُك ْم َو َيذَ ُرونَ أ َ ْز َوا ًجا َو ِ‬ ‫صيَّةً ِأل َ ْز َو ِ‬ ‫غي َْر ِإ ْ‬ ‫َ‬ ‫خ َراجٍّ‪-‬مخرجات‪﴾-‬البقرة‪)2(.240:‬‬ ‫ن‪ :‬ثقة اإلسالم في روضة الكافي‪,‬عن علي بن إبراهيم‪,‬عن أحمد بن محمد‪,‬عن‬ ‫محمد بن خالد‪,‬عن محمد بن سنان‪,‬عن أبي جرير القمي وهو محمد بن عبيد هللا‬

‫ت َو َما فِي‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫وفي نسخة عبد هللا‪,‬عن أبي الحسن "عليه السالم"‪﴿ :‬لَهُ َما فِي ال َّ‬ ‫ض ۗ ‪ -‬وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ‪َ -‬م ْن‬ ‫ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ذَا الَّذِي يَ ْشفَ ُع ِع ْندَهُ إِ َّال‬ ‫نا‪ :‬وباإلسناد‪,‬عن محمد بن خالد‪,‬عن حمزة بن عبيد‪,‬عن إسماعيل بن عباد‪,‬عن أبي‬ ‫عبد هللا "عليه السالم"‪َ ﴿:‬و َال يُ ِحي ُ‬ ‫ش ْيءٍّ ِم ْن ِع ْل ِم ِه ِإ َّال بِ َما شَا َء﴾‬ ‫طونَ ِب َ‬ ‫البقرة‪,255:‬وآخرها"العلي العظيم والحمد هلل رب العالمين" وآيتين بعدها‪ )4(.‬نب‪:‬‬ ‫بِإ ِ ْذنِ ِه﴾البقرة‪)3(.255:‬‬

‫وعن عدة من أصحابنا‪,‬عن سهل بن زياد‪,‬عن ابن محبوب‪,‬عن ابن رئاب‪,‬عن‬

‫حمران بن أعين‪,‬عن أبي جعفر عليه السالم‪َ ﴿:‬والَّذِينَ َكفَ ُروا أَ ْو ِليَا ُؤ ُه ُم‬ ‫َّ‬ ‫الطواغيتُ ﴾البقرة‪)5(.257:‬‬ ‫نج‪ :‬تاسع البحار‪,‬عن ابن شهر آشوب في مناقبه‪,‬قال‪ :‬وجدت في كتاب المنزل عن‬

‫الباقر"عليه السالم"‪َ ﴿:‬والَّذِينَ َكفَ ُروا‪ -‬بوالية علي بن أبي طالب –أَ ْو ِليَا ُؤ ُه ُم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 24‬ح‪ 80‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 23-22‬ح‪ 73‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪, 290-289‬ح ‪,437‬قراءة بعض اآليات‪.‬‬ ‫‪ -4‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪,290‬ح‪,438‬قراءة بعض اآليات‪.‬‬ ‫‪ -5‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص ‪,289‬ح‪,436‬قراءة بعض اآليات‪.‬‬ ‫‪579‬‬

‫َّ‬ ‫الطواغيتُ ﴾‬

‫البقرة‪.257:‬قال نزل جبرائيل بهذه اآلية هكذا‪)1(.‬‬

‫ند‪ :‬الشيخ الجليل أحمد بن علي القمي في كتاب العروس‪,‬عن الصادق"عليه‬ ‫السالم"‪ ,‬قال‪ :‬كان علي بن الحسين "عليهما السالم"‪ ,‬يحلف مجتهدا ً أن من قرأها‬ ‫أي آية الكرسي قبل زوال الشمس سبعين مرة فوافق تكملة السبعين زوالها غفر له‬ ‫ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ ,‬فإن مات في عامه ذلك مات مغفورا ً غير محاسب‪:‬‬

‫ٰ‬ ‫﴿ َّ‬ ‫ت‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ي ْالقَيُّو ُم َال تَأ ْ ُخذُهُ ِسنَةٌ َو َال ن َْو ٌم لَهُ َما فِي ال َّ‬ ‫اَّللُ َال ِإلَهَ ِإ َّال ُه َو ْال َح ُّ‬ ‫ض ۗ ‪ -‬وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة فال يظهر‬ ‫َو َما فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫على غيبه أحدا‪َ -‬م ْن ذَا الَّذِي يَ ْشفَ ُع ِع ْندَهُ ِإ َّال ِبإِ ْذ ِن ِه يَ ْعلَ ُم َما َبيْنَ أَ ْيدِي ِه ْم﴾‬ ‫البقرة‪ ,255:‬إلى قوله (هم فيها خالدون) (‪)2‬‬

‫نه‪ :‬وفيه عن الحسن بن علي‪:‬عليهما السالم" قال‪ :‬قال رسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫واله"‪ :‬آية الكرسي في لوح من زمرد أخضر مكتبوب بمداد مخصوص باهلل‪ ,‬ليس‬ ‫من يوم الجمعة إال صك اللوح جبهة إسرافيل‪ ,‬فإذا صك جبهته سبح فقال‪ :‬سبحان‬ ‫من ال ينبغي التسبيح إال له وال العبادة وال الخضوع إال لوجهه ذاك إليه القدير‬ ‫الواحد العزيز‪ ,‬فإذا سبح سبح جميع من في السماوات من ملك وهللوا‪ ,‬فإذا سمع‬ ‫أهل السماء الدنيا تسبيحهم قد سوا فال يبقى ملك مقرب وال نبي مرسل إال دعا‬ ‫لقارئ آية الكرسي على التنزيل‪)3( .‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 35‬ص‪,58‬اآليات التي كانت فيها اسم علي"ع" وواليته‪ ,‬المناقب‬ ‫البن شهر اشوب‪:‬ج‪ 2‬ص‪ , 302‬فصل‪ :‬في تسمية بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي‬ ‫تراب وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتاب العروس في فضائل الجمعة واإلعمال المستحبة فيه‪,‬الحمد بن علي‬ ‫القمي‪:‬ص‪ 100‬ح‪,44‬باب خصوصية يوم الجمعة بقراءة"اية الكرسي" وثوابها‪.‬‬ ‫‪ -3‬نفس المصدر‪:‬ص‪ 99‬ح‪ , 41‬وبحار األنوار للمجلسي‪:‬ج‪ 86‬ص‪ 355‬ح‪ 33‬عن‬ ‫العروس‪,‬الباب الرابع إعمال يوم الجمعة وادابها ووظائفها‪ .‬وجاءت الرواية عن‬ ‫الحسين وليس الحسن‪.‬‬ ‫‪580‬‬

‫نو‪ :‬السيد الجليل علي بن طاووس في مهج الدعوات‪,‬عن الشيخ علي بن عبد‬ ‫الصمد‪,‬عن السيد اإلمام أبي البركات محمد بن إسماعيل الحسيني المشهدي "ره"‬ ‫قال‪ :‬حدثنا المفيد أبو الوفا عبد الجبار بن عبد هللا المقرئ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الشيخ أبو‬ ‫جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي وعنه‪,‬عن الشيخ الفقيه أبي القاسم الحسن‬ ‫بن علي الطوسي وعنه‪,‬عن الشيخ الفقيه أبي القاسم الحسن بن علي بن محمد‬ ‫الجويني "ره"‪ ,‬وأخبرني الشيخ أبو عبد هللا الحسين بن أحمد بن محمد بن الطحال‬ ‫المقدادي "ره"‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو علي بن محمد بن الحسن الطوسي‪ ,‬قال‪ :‬حدثني‬ ‫والدي وعنه‪,‬عن جده عن والده أبي الحسن‪,‬عن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن‬ ‫الطوسي‪,‬قال‪ :‬حدثنا عدة من أصحابنا‪,‬عن أحمد بن محمد بن سعيد‪,‬قال‪ :‬حدثنا‬ ‫الحسن بن علي بن فضال‪,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن أرومة‪,‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد‬ ‫بن أبي نصر‪,‬عن الرضا"عليه السالم"أنه قال‪ :‬رقعة الجيب عوذة لكل شيء‬ ‫وهي‪ ..‬وساقها إلى قوله"ع"‪ :‬وتكتب آية الكرسي على التنزيل‪ ,‬وتكتب ال حول وال‬ ‫قوة إال باهلل الخ‪)1(.‬‬

‫قال التقى المجلسي في شرحه الفارسي على الفقيه ما ترجمة‪ :‬في آية الكرسي على‬ ‫ما نزلت في رواية أهل البيت "ع" بعد "العظيم والحمد هلل رب العالمين" وبعد "له‬ ‫ما في السماوات وما في األرض ورد‪" :‬وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب‬ ‫والشهادة الرحمن الرحيم"‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مهج الدعوات في منهج العبادات البن طاووس‪:‬ص‪,522-51‬في إحراز اإلمام‬ ‫الرضا"ع"‪,‬في رقعة الجيب برواية أخرى‪.‬‬

‫‪581‬‬

‫وهذا رواه علي بن إبراهيم‪)1(.‬والكليني(‪ )2‬والشيخ الطبرسي(‪ )3‬وابن طاووس(‪)4‬‬

‫وغيرهم ويسمونها بآية الكرسي على التنزيل‪.‬‬ ‫وقال ولده العالمة في مرآة العقول في ذيل خبر أبي جرير المتقدم‪ :‬وهذا الخبر يدل‬ ‫على أنه قد سقط من آية الكرسي كلمات‪ ,‬وقد ورد في بعض األدعية المأثورة‬ ‫فليكتب آية الكرسي على التنزيل‪ .‬وهو إشارة إلى هذا‪)5(.‬‬

‫وقال المحقق الداماد في حواشي القبسات‪:‬واألحاديث من طرقهم وطرقنا متظافرة‪:‬‬

‫بأنه كان في آية المتعة‪﴿ :‬فَ َما ا ْستَ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن ‪ -‬إلى أجل مسمى ‪﴾-‬‬ ‫النساء‪,24:‬إلى أن قال‪ :‬وإن آية الكرسي على التنزيل فيها ما ليس اآلن في‬ ‫المصاحف‪)6(.‬‬

‫وفي حواشي بعض النسخ القديمة من المهج عند قوله‪ :‬ويكتب آية الكرسي عن‬ ‫التنزيل وهي قوله تعالى بعد قوله "فيها"‪" :‬له ما في السماوات وما في األرض‬ ‫وما بينهما وما تحت الثرى من ذا الذي يشفع عنده" إلى آخرها‪)7(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,85-84‬في تفسير اية الكرسي‪,‬قال‪ " :‬الم هلل ال إله إال هو الحي‬ ‫القيوم ال تأخذه سنة وال نوم له ما في السماوات وما في األرض وما بينهما وما تحت‬ ‫الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده اال باذنه يعلم ما‬ ‫بين أيديهم وما خلفهم" ثم قال هكذا نزلت‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 290‬ح‪.437‬‬ ‫‪ -3‬ينظر مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,161‬حيث قال‪ :‬أنه قرأ أبو الحسن الرضا "‬ ‫عليه السالم ‪ ":‬هللا ال إله إال هو الحي القيوم‪ ،‬ال تأخذه سنة وال نوم‪ ،‬له ما في‬ ‫السماوات وما في األرض‪ ،‬وما بينهما‪ ،‬وما تحت الثرى‪ ،‬عالم الغيب والشهادة‪،‬‬ ‫الرحمن الرحيم‪ ،‬من ذا الذي يشفع عنده إال بإذنه‪.‬‬ ‫‪ -4‬ينظر كتاب العروس في فضائل الجمعة واإلعمال المستحبة فيه‪,‬ألحمد بن علي‬ ‫القمي‪:‬ص‪ 99‬ح‪,41‬باب خصوصية يوم الجمعة بقراءة"اية الكرسي" وثوابها‪.‬‬ ‫‪ -5‬مرآة العقول للمجلسي ‪:‬ص‪,314‬ح‪,437‬في آيات من أية الكرسي‪.‬‬ ‫‪ -6‬لم أتوصل إلى ذلك من المصدر وفق تتبعي‪.‬‬ ‫‪ -7‬لم أتوصل إلى ذلك من المصدر وفق تتبعي‪.‬‬ ‫‪582‬‬

‫نز‪ :‬علي بن إبراهيم في تفسيره‪ ,‬قال‪ :‬وأما آية الكرسي فإنه حدثني أبي‪,‬عن الحسن‬

‫ٰ‬ ‫بن خالد‪ :‬أنه قرأ أبو الحسن الرضا "عليه السالم"‪َّ ﴿ :‬‬ ‫ي‬ ‫اَّللُ َال إِلَهَ إِ َّال ُه َو ْال َح ُّ‬ ‫ض ۗ ‪ -‬وما‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ْالقَيُّو ُم َال تَأ ْ ُخذُهُ ِسنَةٌ َو َال ن َْو ٌم لَهُ َما فِي ال َّ‬ ‫ت َو َما فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ‪َ -‬م ْن ذَا الَّذِي‬ ‫يَ ْ‬ ‫شفَ ُع ِع ْندَهُ إِ َّال بِإ ِ ْذنِ ِه يَ ْعلَ ُم َما بَيْنَ أ َ ْي ِدي ِه ْم ﴾ البقرة‪,255:‬إلى قوله تعالى "هم فيها‬ ‫خالدون والحمد هلل رب العالمين" هكذا أنزلت‪)1(.‬‬

‫نح‪ :‬السياري‪,‬عن سهل بن زياد‪,‬عن حمزة بن عبيد‪,‬عن إسماعيل بن عباد‬ ‫البصري‪,‬عمن ذكره‪,‬عن أبي عبد هللا"ع"‪,‬قال‪ :‬في آية الكرسي‪ ,‬وآية‪ :‬له ما في‬ ‫السماوات وما في األرض وما تحت الثرى‪ ,‬وآية‪ :‬عالم الغيب والشهادة الرحمن‬ ‫الرحيم بديع السماوات واألرض ذو الجالل واإلكرام رب العرش العظيم‪)2(.‬‬

‫نط‪ :‬وعن محمد بن جرير‪,‬عن ابن سنان التيمي‪,‬عن أبي الحسن الرضا"عليه‬ ‫السالم"‪" :‬له ما في السماوات وما في األرض وما تحت الثرى عالم الغيب‬ ‫والشهادة الرحمن الرحيم" ‪)3(.‬‬

‫س‪:‬وعن ابن أبي عمير‪,‬عن صفوان بن يونس‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم"‪:‬له ما في‬ ‫السماوات وما في األرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده‪)4(.‬‬

‫ما‪ :‬وعن المنقري‪,‬عن جابر بن راشد‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم" قال"ع" في آية‬ ‫الكرسي‪" :‬عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم"‪)5(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,85-84‬في تفسير أية الكرسي‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 17‬ح‪ 46‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 17‬ح‪ 47‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 24‬ح‪ 82‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -5‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 24‬ح‪ 83‬البقرة‪.‬‬ ‫‪583‬‬

‫سب‪ :‬وعن محمد بن خالد‪,‬عن عمر بن يحيى التستري وحماد بن عثمان‪,‬عن أبي‬ ‫عبد هللا "عليه السالم" قال‪ :‬رأيت في بيت له عند السقف مكتوبا ً حول البيت آية‬ ‫الكرسي وفيها‪":‬له ما في السماوات وما في األرض عالم الغيب والشهادة الرحمن‬ ‫الرحيم" فقلت له‪ :‬جعلت فداك في هذا الكتاب شيء ال أعرفه وليس هكذا نقرأها!‬ ‫قال"ع"‪ :‬هكذا فاقرأها فإنها كما أنزلت‪)1(.‬‬

‫سج‪ :‬وعن سهل بن زياد‪,‬عن حمزة‪,‬عن إسماعيل‪,‬عن رجل‪,‬عن أبي عبد هللا "ع"‪:‬‬ ‫"وما يحيطون من علمه من شيء إال بما شاء‪ ,‬وآخرها‪ :‬وهو العلي العظيم والحمد‬ ‫هلل رب العالمين" وآيتين بعدها‪)2(.‬‬ ‫سد‪ :‬وعن غير واحد أنهم رووا‪" :‬وال يحفظون من علمه إال بما شاء"‪)3(.‬‬

‫مه‪ :‬وعن ابن محبوب‪,‬عن ابن رئاب‪,‬عن حمران‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم"‪:‬‬

‫﴿ َوالَّذِينَ َكفَ ُروا‬

‫أَ ْو ِليَا ُؤ ُ‬ ‫ه ُم‪-‬الطواغيت‪.﴾-‬البقرة‪)4(.257:‬‬

‫واعلم‪ :‬أن االختالف في تلك األخبار بكون"التحميد" بعد "العلي العظيم" في‬ ‫بعدها وبعدهم "فيها خالدون" في بعضها ووجود "هو" قبل الرحمن في بعضها‬ ‫وعدم ذكرها في بعضهم وغير ذلك من االختالف‪ ,‬الينافي داللة مجموعها على‬ ‫وقوع التغيير في تلك اآلية وهو المطلوب‪.‬‬ ‫ثمر‪ :‬إن قوله "ع" في آخر رواية إسماعيل بن عباد الذي رواه الكليني والسياري‬ ‫وآخرها ‪:‬وهو العلي العظيم‪ ,‬وقوله"ع"‪ :‬وآيتين بعدها يحتمل وجوها ً‪:‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 24‬ح‪ 85‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 18‬ح‪ 48‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 18‬ح‪ 49‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 19‬ح‪ 57‬البقرة‪.‬‬ ‫‪584‬‬

‫األول‪ :‬أن يكون المراد أي ذكر آيتين بعدها وعدهما من آية الكرسي‪ ,‬فيدل على‬ ‫كون آخر آية الكرسي "هم فيها خالدون" بناء على أن مرجع الضمير في قوله‬ ‫"وآخرها آية الكرسي" كما هو الظاهر‪ ,‬وهو أحد القولين ويؤيده بعض األخبار‬ ‫المذكورة‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬ما قيل أن المراد أنه"ع" ذكر آيتين بعد "الحمد هلل رب العالمين" من سورة‬ ‫الحمد‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬ما قيل أن العامة غيروا آيتين بعد آية الكرسي أيضا ً نقلهما في مرآة العقول‬ ‫وال يخفى بعدهما‪)1(.‬‬

‫الرابع‪ :‬ما ذكره الفاضل السيد علي خان في شرح الصحيفة‪ :‬من أن الرواية‬ ‫وردت بنصب آيتين وال وجه للنصب إال بعامل مقدر والتقدير ‪:‬واقرأ آيتين بعدها‪,‬‬ ‫فيكون الكالم قد تم عند قوله عليه السالم "والحمد هلل رب العالمين"‪ ,‬وهو في محل‬ ‫النصب على تقدير القول‪ ,‬أي "وقل والحمد هلل رب العالمين"‪ ,‬واقرأ آيتين بعدها‬ ‫ورد بأنه خالف الظاهر‪ ,‬فإنه "عليه السالم" في مقام تحيد آية الكرسي‪ ,‬فتقدير‬ ‫القراءة غير مالئم لسوق الكالم‪ ,‬إذ يصير حاصل الخبر حينئذ هكذا آخر آية‬ ‫الكرسي "العلي العظيم قل والحمد هلل رب العالمين" واقرأ آيتين بعدها وهو كما‬ ‫ترى والفعل المقدر ال ينحصر فيما ذكر‪)2(.‬‬

‫الخامس ‪:‬ما احتمله بعض األفاضل من كون الضمير في آخرها راجعا ً إلى أصل‬ ‫اآلية نظرا ً إلى اختالف المفسرين وعد بعضهم ‪ :‬ال إله إال هو الحي القيوم ‪ ,‬آيــــة‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مرآة العقول للمجلسي ‪:‬ص‪,315‬ح‪,438‬في آيات من أية الكرسي‪.‬‬ ‫‪ -2‬رياض السالكين للسيد علي خان المدني الشيرازي‪ :‬ج‪ 7‬ص‪,425‬الروضة الرابعة‬ ‫والخمسون‪ ,‬في تنبيهات في فضل أية الكرسي‪.‬‬

‫‪585‬‬

‫ففي الخبر إشارة إلى رده وفساد قوله بأن آخر اآلية المصدرة بقوله تعالى‪ :‬هللا ال‬ ‫إله العلي العظيم‪ ,‬وفيه من البعد وعدم المالئمة لذيل الخبر ما ال يخفى‪.‬‬ ‫السادس‪ :‬ما خطر ببالي من أن يكون المراد بيان تغيير آية الكرسي ال تحديدها‪,‬‬ ‫والمراد باآليتين هو ما مر برواية إسماعيل بالسند المذكور في الحديث "نو"‪,‬‬ ‫وليس المراد بالبعدية هو من البعدية بحسب الترتيب‪ ,‬بل هو نظير قولهم في فالن‬ ‫كذا وكذا من الصفات‪ ,‬وبعد ذلك فيه خصلة أو خصال أخرى ومنه قوله تعالى‪:‬‬ ‫ك دَ َحاهَا﴾ النازعات‪ ,30:‬أي مع ذلك كما في المجمع وغيره‬ ‫ض بَ ْعدَ ٰذَ ِل َ‬ ‫﴿ َو ْاأل َ ْر َ‬ ‫ومحل التغيير فيها على رواية الكليني موضعان‪ ,‬وعلى رواية السياري ثالثة‬ ‫مواضع‪ ,‬فتقدير الكالم وهللا العالم أنه "ع" قرأ في آية الكرسي ‪ :‬وما يحيطون‪ ..‬الخ‬ ‫‪,‬وفي آخرها الذي هو "العلي العظيم والحمد الخ" ‪ ,‬وقرأ أيضا ً منها آيتين بعد هذه‬ ‫اآلية‪ ,‬وأما أن موضعهما بعد الحمد أو قبله فهو ساكت عنه‪ ,‬ويعرف أنه قبله من‬ ‫الحديث المذكور‪.‬‬ ‫ثمر‪ :‬إن ما في رواية السياري من ذكر الواسطة بين إسماعيل واإلمام "عليه‬ ‫السالم" هو المطابق لما في كتب الرجال من كونه من أصحاب الرضا "عليه‬ ‫السالم" ولم يذكره أحد في أصحاب الصادق "عليه السالم" ففي سند خبر الكافي‬ ‫اختالل فال تغفل‪.‬‬ ‫سو‪ :‬السياري مرسالً‪,‬عن أبي الحسن "عليه السالم" في قوله عز وجل‪﴿:‬الَّذِينَ‬

‫الربَا َال يَقُو ُمونَ ‪ -‬يوم القيامة ‪ِ -‬إ َّال َك َما يَقُو ُم الَّذِي يَتَ َخبَّ ُ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫طهُ ال َّ‬ ‫ط ُ‬ ‫ان‬ ‫يَأ ْ ُكلُونَ ِ ّ‬ ‫س﴾ البقرة‪)1(.275:‬‬ ‫ِمنَ ْال َم ِ ّ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 27‬ح‪ 93‬البقرة‪.‬‬

‫‪586‬‬

‫سز‪ :‬وعنه"ع" في قوله عز وجل‪َ ﴿ :‬ك َمث َ ِل َحبَّ ٍّة أَ ْنبَتَ ْ‬ ‫سنَا ِب َل فِي ُك ِّل‬ ‫س ْب َع َ‬ ‫ت َ‬ ‫س ْنبُلَ ٍّة ِمائَةُ َحبَّ ٍّة ‪ -‬أو أكثر من ذلك﴾ البقرة‪ )1(,261:‬كان حق الترتيب تقديم هذا‬ ‫ُ‬ ‫الخبر وما بعده‪ ,‬ولكن النسيان من لوازم طبيعة اإلنسان منه وعن ابن سيف‪,‬عن‬ ‫أخيه‪,‬عن أبيه‪,‬عن منصور بن حاز‪,‬عن عمر بن حنظلة‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه‬

‫عا ِإلَى‬ ‫اج ِه ْم َمتَا ً‬ ‫السالم"‪َ ﴿:‬والَّذِينَ يُتَ َوفَّ ْونَ ِم ْن ُك ْم َويَذَ ُرونَ أ َ ْز َوا ًجا َو ِ‬ ‫صيَّةً ِأل َ ْز َو ِ‬ ‫غي َْر إِ ْ‬ ‫ْال َح ْو ِل َ‬ ‫خ َراجٍّ ‪ -‬مخرجات﴾البقرة‪)2(.240:‬‬ ‫سح‪ :‬النعماني‪ :‬في تفسيره بالسند المتقدم‪,‬عن أمير المؤمنين"عليه السالم" في‬

‫س ً‬ ‫طا ِلت َ ُكونُوا‬ ‫جملة اآليات المحرفة‪ :‬وقوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َك ٰذَ ِل َك َج َع ْلنَا ُك ْم ‪ -‬أ ُئ َّمةً ‪َ -‬و َ‬ ‫ش ِهيدًا﴾ البقرة‪,143:‬ومعنى وسطا ً‬ ‫ُ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َ‬ ‫الر ُ‬ ‫اس َو َي ُكونَ َّ‬ ‫علَى النَّ ِ‬ ‫سو ُل َ‬ ‫ش َهدَا َء َ‬ ‫بين الرسول وبين الناس فحرفوها وجعلوها أمة‪)3(.‬‬

‫سط‪ :‬السياري عن إسحاق بن إسماعيل‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال‪ :‬فما‬ ‫جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غيركم إال خزي في الحياة الدنيا‪)4(.‬‬ ‫ع‪ :‬سعد بن عبد هللا القمي في كتاب ناسخ القران في باب اآليات المحرفة‪ ,‬قال‪:‬‬

‫س ً‬ ‫طا ِلت َ ُكونُوا ُ‬ ‫اس﴾‬ ‫علَى النَّ ِ‬ ‫ش َهدَا َء َ‬ ‫وقوله تعالى‪َ ﴿:‬و َك ٰذَ ِل َك َجعَ ْلنَا ُك ْم أ ُ َّمةً َو َ‬ ‫البقرة‪,143:‬وهو أئمة وسطا ً لتكونوا شهداء على الناس‪)5(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 27‬ح‪ 94‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 27‬ح‪ 96‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬رسالة المحكم والمتشابه المنسوبة للشريف المرتضى ‪:‬ص‪,19‬في المحرف من كتاب‬ ‫هللا‪.‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 31‬ح‪ 10‬البقرة‪.‬‬ ‫‪ -5‬ناسخ القران ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري القمي‪ :‬ص ‪, 42-41‬ح‪,3‬‬ ‫باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا‪.‬‬

‫‪587‬‬

‫(سورة إل عمران)‬

‫يم َوآ َل‬ ‫أ‪ :‬علي بن إبراهيم في تفسيره‪:‬قال‪ :‬قال العالم‪ :‬لما نزل‪َ ﴿:‬وآ َل إِب َْرا ِه َ‬ ‫علَى ْال َعالَ ِمينَ ﴾إل عمران‪ ,33:‬فأسقطوا آل محمد من‬ ‫ِع ْم َرانَ ‪ -‬وآل محمد ‪َ -‬‬ ‫الكتاب‪)1(.‬‬

‫ب‪ :‬فرات بن إبراهيم في تفسيره‪ :‬معنعنا ً عن حمران‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر "عليه‬

‫ص َ‬ ‫السالم" يقرأ هذه اآلية‪﴿ :‬إِ َّن َّ‬ ‫يم َوآ َل ِع ْم َرانَ ‪-‬‬ ‫اَّللَ ا ْ‬ ‫طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل ِإب َْرا ِه َ‬ ‫علَى ْال َعالَ ِمينَ ﴾ إل عمران ‪ .33:‬قلت‪ :‬ليس نقرأ هكذا! فقال‪ :‬أدخل‬ ‫وآل محمد ‪َ -‬‬ ‫حرف مكان حرف‪)2(.‬‬

‫ج‪ :‬العياشي‪ :‬عن هشام بن سالم قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا "عليه السالم" عن قول هللا‬

‫ص َ‬ ‫تعالى‪ِ ﴿ :‬إ َّن َّ‬ ‫يم ﴾ إل عمران ‪ .33:‬قال‪ :‬هو‬ ‫اَّللَ ا ْ‬ ‫طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل ِإب َْرا ِه َ‬ ‫"آل إبراهيم وآل محمد على العالمين" فوضعوا اسما ً مكان اسم‪)3(.‬‬ ‫ص َ‬ ‫د‪ :‬وعن أيوب قال‪ :‬سمعني أبو عبد هللا "عليه السالم" وأنا أقرأ‪ِ ﴿:‬إ َّن َّ‬ ‫طفَ ٰى‬ ‫اَّللَ ا ْ‬ ‫يم َوآ َل ِع ْم َرانَ ﴾ إل عمران ‪.33:‬‬ ‫آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل إِب َْرا ِه َ‬

‫قال‪" :‬وآل محمد"‬

‫كانت فمحوها وتركوا آل إبراهيم وآل عمران‪)4(.‬‬

‫ه‪ :‬وعن أبي عمرو الزبيري‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم"‪,‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬ما‬

‫الحجة في كتاب هللا إن آل محمد هم أهل بيته؟ قال‪ :‬قول هللا تبارك وتعالى‪ِ ﴿ :‬إ َّن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,100‬سورة إل عمران‪.33:‬‬ ‫‪ -2‬تفسير فرات‪:‬ص‪,78‬سورة إل عمران‪.33:‬‬ ‫‪ -3‬العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪168‬ح‪ 30‬سورة إل عمران‪.33:‬‬ ‫‪ -4‬العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪169‬ح‪ 34‬سورة إل عمران‪.33:‬‬ ‫‪588‬‬

‫ص َ‬ ‫َّ‬ ‫يم َوآ َل ِع ْم َرانَ ‪ -‬وآل محمد ‪"-‬هكذا نزلت"‬ ‫اَّللَ ا ْ‬ ‫طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل ِإب َْرا ِه َ‬ ‫ض ۗ َو َّ‬ ‫ع ِلي ٌم﴿‪ ﴾34‬إل‬ ‫علَى ْال َعالَ ِمينَ ﴿‪ ﴾33‬ذُ ِ ّريَّةً بَ ْع ُ‬ ‫ض َها ِم ْن بَ ْع ٍّ‬ ‫س ِمي ٌع َ‬ ‫َ‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫عمران ‪ .‬وال يكون الذرية من القوم إال نسلهم من أصالبهم! وقال‪ :‬اعملوا آل داود‬ ‫شكرا ً وقليل من عبادي الشكور‪ ,‬وآل عمران وآل محمد "رواية أبي خالد‬ ‫القماط"‪)1(.‬‬

‫و‪ :‬الشيخ الطوسي في التبيان‪ :‬قال‪ :‬وفي قراءة أهل البيت "عليهم السالم"‪" :‬وآل‬ ‫محمد على العالمين"‪)2(.‬‬

‫ز‪ :‬الشيخ في أماليه‪:‬عن أبي محمد الفحام‪,‬قال‪ :‬حدثني محمد بن عيسى‪,‬عن هارون‬ ‫أبو عبد الصمد إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن جده وهو إبراهيم بن عبد الصمد بن محمد بن‬

‫ص َ‬ ‫إبراهيم قال‪ :‬سمعت جعفر بن محمد "عليهما السالم" يقرأ‪ِ ﴿ :‬إ َّن َّ‬ ‫طفَ ٰى آدَ َم‬ ‫اَّللَ ا ْ‬ ‫علَى ْال َعالَ ِمينَ ﴾ إل عمران‬ ‫يم َوآ َل ِع ْم َرانَ ‪ -‬وآل محمد ‪َ -‬‬ ‫َونُو ًحا َوآ َل ِإب َْرا ِه َ‬ ‫‪ .33:‬قال‪" :‬هكذا نزلت"‪)3(.‬‬

‫ح‪ :‬السياري‪ :‬عن محمد بن سنان‪,‬عن أبي خالد القماط‪,‬عن حمران بن أعين‪,‬قال‪:‬‬

‫ص َ‬ ‫سمعت أبا عبد هللا "ع" يقرأ‪ِ ﴿:‬إ َّن َّ‬ ‫يم َوآ َل‬ ‫اَّللَ ا ْ‬ ‫ط َف ٰى آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل إِب َْرا ِه َ‬ ‫علَى ْالعَالَ ِمينَ ﴾إل عمران ‪ .33:‬ثم قال‪" :‬هكذا وهللا نزلت"‪)4(.‬‬ ‫ِع ْم َرانَ ‪ -‬وآل محمد ‪َ -‬‬ ‫يم َوآ َل ِع ْم َرانَ ‪-‬‬ ‫ط‪ :‬وعن بعض أصحابنا أسنده إليهم "عليهم السالم"‪َ ﴿:‬وآ َل ِإب َْرا ِه َ‬

‫علَى ْال َعالَ ِمينَ ﴾إل عمران ‪.33:‬قلت‪:‬يقرؤونها الناس﴿ َوآ َل ِع ْم َرانَ ﴾‬ ‫وآل محمد ‪َ -‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪170-169‬ح‪ 35‬سورة إل عمران‪.34-33:‬‬ ‫‪ -2‬التبيان للطوسي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,441‬سورة إل عمران‪.33:‬‬ ‫‪ -3‬االمالي للطوسي‪:‬ص‪ 300‬ح‪ ,39/592‬في هكذا انزل قوله تعالى‪":‬إن هللا اصطفى‬ ‫ادم‪."....‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 30‬ح‪,104‬سورة إل عمران‪.‬‬ ‫‪589‬‬

‫قال‪ :‬فقال‪ :‬حرف مكان حرف‪)1(.‬‬

‫ي‪ :‬وعن علي بن الحكم‪,‬عن داود بن النعمان‪,‬عن أيوب الحر‪,‬قال‪ :‬سمعني أبو عبد‬

‫ص َ‬ ‫هللا"عليه السالم" وأنا أقرأ‪ِ ﴿:‬إ َّن َّ‬ ‫طفَ ٰى آدَ َم َونُو ًحا َوآ َل ِإب َْرا ِهي َم َوآ َل‬ ‫اَّللَ ا ْ‬ ‫علَى ْال َعالَ ِمينَ ﴾إل عمران ‪.33:‬فقال عليه السالم‪" :‬آل محمد" كان فيها‬ ‫ِع ْم َرانَ َ‬ ‫فمحوها وتركوا ما سواها‪)2(.‬‬

‫يا‪ :‬الشيخ الطبرسي "ره" في مجمع البيان‪ ,‬قال‪ :‬وفي قراءة أهل البيت"عليهم‬ ‫السالم"‪":‬وآل محمد على العالمين"‪)3(.‬‬

‫يب‪ :‬الشيخ محمد بن الحسن الشيباني في نهج البيان‪ :‬وروى في قراءة أهل البيت‬ ‫عليهم السالم "وآل محمد على العالمين"‪)4(.‬‬

‫قلت‪ :‬اتفقت تلك األخبار على نزول "آل محمد" في اآلية‪ ,‬لكنها اختلفت في نزول‬ ‫"آل عمران"‪ ,‬فصريح بعضها كونه موضوعا ً مكان "آل محمد"‪ ,‬وظاهر بعضها‬ ‫نزوله‪ ,‬ويمكن حمل األخير على عدم انتقال الراوي سقوطه في قراءة اإلمام "عليه‬ ‫السالم" فنقله كما هو الموجود المركوز في األذهان‪ ,‬بل يظهر من ذيل رواية أبي‬ ‫عمرو الزبيري أنه لم ينقل "آل محمد" غير أبي خالد‪ ,‬فيمكن الحمل على سهو‬ ‫النساخ أيضا ً‪ ,‬بل خبر أبي خالد الذي رواه عن حمران الظاهر في وجوده معارض‬ ‫بصريح خبره اآلخر المروي في تفسير فرات الدال على عدم نزوله‪ ,‬وتقدم في‬ ‫الدليل الخامس أنه كان كذلك في مصحف ابن مسعود‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 30‬ح‪,105‬سورة إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 30‬ح‪,105‬سورة إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,278‬سورة إل عمران‪.33:‬‬ ‫‪ -4‬نهج البيان عن كشف معاني القران للشيباني‪:‬ج‪ 2‬ص‪,24‬في سورة إل عمران‪.‬‬

‫‪590‬‬

‫يج‪ :‬علي بن إبراهيم في موضعين من تفسيره أنه نزل‪" :‬يا مريم اقنتي لربك‬ ‫واركعي واسجدي مع الراكعين"‪)1(.‬‬

‫يد‪ :‬محمد بن الحسن الشيباني في مقدمة تفسيره‪,‬في مثال ما قدم حرف على حرف‬ ‫في التأليف وكقوله تعالى‪" :‬يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع‬ ‫الراكعين"‪)2(.‬‬

‫يه‪ :‬السياري‪:‬عن ابن أبي عمير‪,‬عن أبي أيوب الخراز‪,‬عن زياد بن سوقة‪,‬عن‬ ‫الحكم بن عيينة‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم" في قوله تعالى‪" :‬يا مريم اقنتي لربك‬ ‫واسجدي شكرا ً هلل واركعي مع الراكعين"(‪ )3‬وفي قوله تعالى‪" :‬إذا يختصمون في‬ ‫مريم عند والدتها"(‪ )4‬الخبر ‪,‬هكذا أورد السياري الخبر في المقام(‪)5‬وكأنه فهم‬ ‫منه دخول الكلمتين في القراءة ولكن العياشي‪ :‬أورده بنحو يظهر منه عدمه‪ ,‬ففيه‪:‬‬ ‫عن الحكم بن عيينة‪ ,‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر "عليه السالم" عن قول هللا تعالى في‬

‫ص َ‬ ‫اك َو َ‬ ‫ص َ‬ ‫ت ْال َم َالئِ َكةُ يَا َم ْريَ ُم ِإ َّن َّ‬ ‫اك‬ ‫الكتاب‪َ ﴿ :‬و ِإ ْذ قَالَ ِ‬ ‫ط َف ِ‬ ‫ط َّه َر ِك َوا ْ‬ ‫طفَ ِ‬ ‫اَّللَ ا ْ‬ ‫اء ْال َعا َل ِمينَ ﴾ إل عمران‪ .42:‬اصطفاها مرتين واالصطفاء إنما هو مرة‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬ ‫علَ ٰى نِ َ‬ ‫واحدة قال‪ :‬فقال لي‪ :‬يا حكم إن لهذا تأويالً وتفسيرا ً فقلت له‪ :‬فسره لنا أبقاك هللا‪,‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 8‬مقدمة المصنف‪,‬و ص‪ 102‬سورة ال عمران‪ ,‬في قصة مريم‬ ‫الرا ِكعِينَ " إل‬ ‫‪ ,‬في قوله تعالى‪" :‬يَا َم ْريَ ُم ا ْقنُ ِتي ِل َر ِبّ ِك َوا ْس ُجدِي َو ْ‬ ‫ار َك ِعي َم َع َّ‬ ‫عمران‪.43:‬‬ ‫‪ -2‬نهج البيان عن كشف معاني القران للشيباني‪:‬ج‪ 1‬ص‪,37-36‬فصل في ذكر حقائق ما‬ ‫ذكره وأمثلته في الكتاب العزيز وعند المحققين من المفسرين وأئمة اللغة ومتكلمي‬ ‫أصول الفقه‪ ,‬في قوله تعالى‪ :‬من سورة إل عمران‪,‬اآلية"‪,43‬المذكورة أنفا‪.‬‬ ‫‪ -3‬في قوله تعالى‪ :‬من سورة إل عمران‪,‬اآلية"‪,43‬المذكورة أنفا‪.‬‬ ‫ت لَدَ ْي ِه ْم ِإ ْذ ي ُْلقُونَ أ َ ْق َال َم ُه ْم أَيُّ ُه ْم‬ ‫وحي ِه ِإلَي َْك َو َما ُك ْن َ‬ ‫ب نُ ِ‬ ‫‪ -4‬في قوله تعالى‪ٰ (:‬ذَ ِل َك ِم ْن أ َ ْن َب ِ‬ ‫اء ْالغَ ْي ِ‬ ‫ص ُمونَ ) إل عمران‪.44:‬‬ ‫يَ ْكفُ ُل َم ْريَ َم َو َما ُك ْن َ‬ ‫ت لَدَ ْي ِه ْم ِإ ْذ َي ْخت َ ِ‬ ‫‪ -5‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 35‬ح‪,123‬سورة إل عمران)‬ ‫‪591‬‬

‫قال‪ :‬يعني اصطفاه لها أوالً من ذرية األنبياء المصطفين المرسلين وطهرها من أن‬ ‫يكون في والدتها من آبائها وأمهاتها‪,‬قال سفاح‪ :‬واصطفاها بهذا في القرآن‪" :‬يا‬ ‫مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي شكرا ً هلل" إلى أن قال‪ :‬وفي رواية ابن خرذاذ‪:‬‬ ‫أن أيهم يكفل مريم حين أيتمت من أبويها‪ ,‬وما كنت لديهم يا محمد إذ يختصمون‬ ‫في مريم عند والدتها بعيسى أيهم يكفلها ويكفل ولدها الخبر‪)1(.‬‬

‫يو‪ :‬السياري‪ :‬عن محمد بن جمهور‪,‬عن بعض أصحابنا‪,‬عن ابن عبد هللا‪:‬عليه‬ ‫السالم" في قول هللا جل ذكره‪" :‬إني رافعك إلي ومتوفيك"هكذا نزلت‪)2(.‬‬

‫قلت‪ :‬يؤيد هذه القراءة ما رواه الصدوق‪,‬بإسناده عن الرضا "عليه السالم" أنه قال‪:‬‬ ‫ما شبه أمر أحد من أنبياء هللا وحججه عليهم السالم للناس إال أمر عيسى "عليه‬ ‫السالم" وحده ألنه رفع عن األرض حيا ً وقبض روحه بين السماء واألرض ثم‬ ‫رفع إلى السماء ورد عليه روحه‪ )3(.‬وظاهر القراءة المشهورة كون التوفي في‬ ‫األرض‪ ,‬وذكر المفسرون لها وجوها ً رابعها ما عن النحويين منهم من أن اآلية‬ ‫عذَا ِبي َونُذ ُ ِر﴾ القمر‪,18:‬ونسبه‬ ‫ْف َكانَ َ‬ ‫على التقديم والتأخير كقوله تعالى‪﴿ :‬فَ َكي َ‬ ‫الشيخ في التبيان إلى القراء‪)4(.‬وأيده الطبرسي بما روى عن النبي "صلى هللا‬ ‫عليه واله"‪,‬أنه قال‪ :‬إن عيسى لم يمت وأنه راجع إليكم قبل يوم القيامة‪ )5(.‬والخبر‬ ‫المتقدم من مجموع أقوال نقلها الطبرسي ولم يؤيــــد أو يرجح‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 173‬ح‪ 47‬و‪,48‬تفسير سورة إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 35‬ح‪,124‬سورة إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -3‬عيون إخبار الرضا للصدوق‪:‬ج ص ‪ 193‬ح‪,2‬باب في عالمات اإلمام"ع"‪ ,‬والخصال‬ ‫للصدوق‪:‬ص‪,529‬ح‪,3‬ابواب الثالثين وما فوقه لالمام"ع" ثالثون عالمة‪.‬‬ ‫‪ -4‬التبيان للطوسي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,478‬في قوله تعالى‪:‬إذ قال هللا يا عيسى إني متوفيك ورافعك‪.‬‬ ‫‪ -5‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,306-305‬في قوله تعالى‪:‬إذ قال هللا يا عيسى إني‬ ‫متوفيك ورافعك‪.‬‬ ‫‪592‬‬

‫قوال على قول‪ ,‬واألمر يسري أيضا على الطوسي في تبيانه فهو نقل مجموعة من‬ ‫اآلراء بهذا الصدد‪.‬‬ ‫يز‪ :‬محمد بن الحسن الشيباني في نهج البيان‪,‬قال‪ :‬وروى في أخبارنا عن أئمتنا‬ ‫عليهم السالم‪":‬أني رافعك إلي ومتوفيك بعد نزولك على عهد القائم من آل محمد‬ ‫عليهم السالم"‪ ,‬وال يبعد دخول تمام الكالم في القراءة وهللا العالم‪)1( .‬‬

‫يح‪ :‬العياشي‪ :‬عن حبيب السجستاني‪,‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر"عليه السالم"‪ ,‬عن قول‬

‫هللا تبارك وتعالى‪َ ﴿ :‬و ِإ ْذ أَ َخذَ َّ‬ ‫ب َو ِح ْك َم ٍّة ث ُ َّم‬ ‫اَّللُ ِميثَاقَ النَّ ِب ِيّينَ لَ َما آتَ ْيت ُ ُك ْم ِم ْن ِكتَا ٍّ‬ ‫صدّ ٌ‬ ‫ص ُرنَّهُ﴾ إل عمران‪ ,81:‬فكيف‬ ‫َجا َء ُك ْم َر ُ‬ ‫ِق ِل َما َم َع ُك ْم لَتُؤْ ِمنُ َّن ِب ِه َولَتَ ْن ُ‬ ‫سو ٌل ُم َ‬ ‫يؤمن موسى وعيسى "عليهما السال"م وينصره ولم يدركه! وكيف يؤمن عيسى‬ ‫بمحمد "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬وينصره ولم يدركه! فقال يا حبيب‪ :‬إن القرآن قد‬ ‫طرح منه آي كثيرة ولم يزد فيه إال حروف أخطأت به الكتبة وتوهمتها الرجال‪,‬‬ ‫وهذا وهم فاقرأها‪" :‬وإذا أخذ هللا ميثاق أمم النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم‬ ‫جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه" هكذا أنزله هللا يا حبيب‪,‬‬ ‫فوهللا ما وفت أمة من األمم التي كانت قبل موسى بما أخذ هللا عليها من الميثاق‬ ‫لكل نبي بعثه هللا بعد نبيها‪ ,‬ولقد كذبت األمة التي جاءها موسى لما جاءها‬ ‫موسى"ع" ولم يؤمنوا به وال نصروه إال القليل منهم‪ ,‬ولقد كذبت أمة عيسى‬ ‫بمحمد "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬ولم يؤمنوا به وال نصروه لما جاءها إال القليل منهم‪,‬‬ ‫ولقد جحدت هذه األمة بما أخذ عليها رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬من الميثاق‬ ‫لعلي بن أبي طالب "عليه السالم" يوم إقامة للناس ونصب لهم ودعاهم إلــــــــى‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬نهج البيان عن كشف معاني القران للشيباني‪:‬ج‪ 2‬ص‪,37‬في تفسير سورة ال‬ ‫عمران‪.55:‬‬ ‫‪593‬‬

‫واليته وطاعته في حياته وأشهدهم بذلك على أنفسهم‪ ,‬فأي ميثاق أوكد من قول‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله" في علي بن أبي طالب "عليه السالم"‪ :‬فوهللا ما‬ ‫وفوا به بل جحدوا وكذبوا‪)1(.‬‬

‫يط‪ :‬السياري‪ :‬عن ابن سالم‪,‬عن حبيب السجستاني مثله‪ ,‬إلى قوله "ع"‪ :‬هكذا أنزل‬ ‫هللا يا حبيب‪)2(.‬‬ ‫ك‪ :‬وعنه قال وروي عنهم"ع"‪":‬من أمم النبيين عليهم السالم"‪)3(.‬‬

‫وقال الشيخ الطوسي "ره" في التبيان‪ :‬قال الصادق "عليه السالم"‪ :‬تقديره‪ :‬إذ أخذ‬ ‫هللا ميثاق أمم النبيين بتصديق نبيها والعمل بما جاءهم به‪ ,‬وأنهم خالفوهم فيما بعد‬ ‫وما وفوا به وتركوا كثيرا ً من شريعته وحرفوا كثيرا ً منها‪ .‬انتهى‪)4(.‬‬

‫والظاهر أنه نقل الخبر بالمعنى‪ ,‬وحمل وجود لفظ األمم في اآلية وكونه منزالً فيها‬ ‫على كونه مقدرا فيها‪ ,‬وإال فهذا االصطالح غير معهود في كالم األئمة "ع"‪ ,‬مع‬ ‫أن كون المقام مقام التقدير تأمل‪ ,‬لعدم ما يدل عليه شيء في المذكور وتمامية‬ ‫الكالم بدونه غير إخراج له عن ظاهره‪.‬‬ ‫كا‪ :‬السيد رضى الدين علي بن طاووس في سعد السعود‪ ,‬عن كتاب عتيق لبعض‬ ‫القدماء جمع فيه قراءة رسول هللا "صلى هللا عليه واله" واألئمة صلوات هللا عليهم‬ ‫ما لفظه‪ :‬حدثني أبو العباس قال‪ :‬أخبرنا أبو الحسن بن القاسم قال‪ :‬حدثنا علي بن‬

‫إبراهيم قال‪ :‬حدثني أبي عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد هللا"ع"‪﴿ :‬لَ ْن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 180‬ح‪,73‬سورة إل عمران‪.81:‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 33‬ح‪,115‬سورة إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 33‬ح‪,117‬سورة إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -4‬التبيان للطوسي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,514‬تفسير قوله وتعالى‪َ ( :‬وإِ ْذ أ َ َخذَ َّ‬ ‫اَّللُ ِميثَاقَ النَّ ِب ِيّينَ ‪ )....‬إل‬ ‫عمران‪.81:‬‬ ‫‪594‬‬

‫تَنَالُوا ْالبِ َّر َحت َّ ٰى ت ُ ْن ِفقُوا }ما{ ِم َّما‬

‫ت ُ ِحبُّونَ ﴾ إل عمران‪ ,92:‬بميم واحدة‪)1(.‬‬

‫كب‪ :‬السياري‪ :‬عن يونس بن ظبيان‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم" في قوله عز‪:‬‬

‫﴿لَ ْن تَنَالُوا ْال ِب َّر َحت َّ ٰى ت ُ ْن ِفقُوا }ما{ ِم َّما ت ُ ِحبُّونَ ﴾‬

‫إل عمران‪ ,92:‬هكذا أقرأها‪)2(.‬‬

‫كج‪ :‬ثقة اإلسالم في الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه عن عمر بن عبد‬ ‫العزيز‪,‬عن يونس بن ظبيان‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم" مثله‪)3(.‬‬

‫كد‪ :‬العياشي عن يونس عنه"ع" مثله‪ )4( .‬قال المجلسي "ره" في قوله‪" :‬هكذا‬ ‫فاقرأ" هذا يدل على جواز التالوة على غير القراءات المشهورة‪ ,‬واألحوط عدم‬ ‫التعدي عنها لتواتر تقرير األئمة "عليهم السالم" أصحابهم على القراءات‬ ‫المشهورة‪ ,‬وأمرهم بقراءتهم كذلك والعمل بها حتى يظهر القائم "عليه السالم"‪.‬‬ ‫انتهى‪)5(.‬‬

‫قلت‪ :‬يحتمل أنه كان تلك القراءة أيضا ً متداولة بين الناس في عهده "ع"‬ ‫وصيرورتها شاذة بعد ذلك ال يضر بالجواز أو الغرض بيان القراءة الصحيحة‬ ‫واألمر باالعتقاد بها‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬سعد السعود البن طاووس‪:‬ص‪ ,121‬فصل فيما نذكره من مجلد قالب الثمن عتيق‬ ‫عليه مكتوب فيه مقرأ رسول هللا"ص"‪....‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 34‬ح‪ ,119‬إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 183‬ح‪ ,209‬في تفسير قوله تعالى‪ :‬لَ ْن تَنَالُوا ْالبِ َّر َحت َّ ٰى‬ ‫ت ُ ْن ِفقُوا‪...‬‬ ‫‪ -4‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 184‬ح‪,84‬تفسير سورة إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -5‬مرآة العقول للمجلسي‪:‬ج‪ 26‬ص‪ 75‬ح‪,209‬في قوله تعالى‪ :‬لَ ْن تَنَالُوا ْال ِب َّر َحت َّ ٰى‬ ‫ت ُ ْن ِفقُوا‪.....‬‬ ‫‪595‬‬

‫كه‪ :‬وعن الحسين بن خالد قال‪ :‬قال أبو الحسن األول"ع"‪ :‬كيف تقرأ هذه اآلية‪:‬‬

‫﴿يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا اتَّقُوا َّ‬ ‫س ِل ُمونَ ﴾ إل‬ ‫اَّللَ َح َّق تُقَاتِ ِه َو َال تَ ُموت ُ َّن إِ َّال َوأَ ْنت ُ ْم ُم ْ‬ ‫عمران‪ ,102:‬ماذا قلت مسلمون؟ فقال سبحان هللا يوقع هللا عليهم اسم اإليمان‬ ‫فيسميهم مؤمنين ثم يسألهم اإلسالم واإليمان فوق اإلسالم! قلت‪ :‬هكذا يقرأ في‬ ‫قراءة زيد‪ ,‬قال‪ :‬إنما هي في قراءة علي "عليه السالم" وهي التنزيل الذي نزل به‬ ‫جبرائيل على محمد "ص" ‪":‬إال وأنتم مسلمون لرسول هللا ثم اإلمام من بعده"‪)1(.‬‬

‫كو‪ :‬السياري‪ :‬عن هارون بن الجهم‪,‬عن الحسين بن خالد مثله‪ )2(.‬ويحتمل غير‬ ‫بعيد دخول تمام ما ذكره "ع" في القراءة‪.‬‬ ‫كز‪ :‬الشيخ الطوسي في التبيان‪ :‬وروي عن أبي عبد هللا"عليه السالم"‪" :‬وانتم‬ ‫مسلمون" بالتشديد ومعناه‪ :‬إال وأنتم مستسلمون لما أتى به النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله" ومنقادون له‪)3(.‬‬

‫كح‪ :‬أبو علي الطبرسي‪ :‬يروي عن أبي عبد هللا"عليه السالم"‪" :‬ولتكن منكم‬ ‫أئمة"‪)4( .‬‬ ‫(كط) علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن سنان قال‪ :‬قرأت على‬

‫أبي عبد هللا عليه السالم‪ُ ﴿ :‬ك ْنت ُ ْم َخي َْر أ ُ َّم ٍّة أ ُ ْخ ِر َج ْ‬ ‫اس﴾ إل عمران‪ ,110:‬فقال‬ ‫ت ِللنَّ ِ‬ ‫أبو عبد هللا عليه السالم‪" :‬خير أمة" يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن‬ ‫علي عليهم السالم! فقال القارئ‪ :‬جعلت فداك كيف نزلت قال‪ُ ﴿:‬ك ْنت ُ ْم َخي َْر‪ -‬أئمة ‪-‬‬

‫أ ُ ْخ ِر َج ْ‬ ‫اس﴾ إل عمران‪ ,110:‬أال تـــرى مدح هللا لهم تــــــأمرون‬ ‫ت ِللنَّ ِ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 194-193‬ح‪,119‬تفسير سورة إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 34‬ح‪ ,120‬إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -3‬التبيان للطوسي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,545-544‬في قوله تعالى‪َ :‬و َال ت َ ُموت ُ َّن إِ َّال َوأ َ ْنت ُ ْم ُم ْس ِل ُمونَ ‪.‬‬ ‫‪ -4‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,358‬في تفسير قوله تعالى‪ :‬ولتكن منكم أمة‪.‬‬ ‫‪596‬‬

‫بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل‪)1(.‬‬

‫ل‪ :‬العياشي‪:‬عن حماد بن عيسى‪,‬عن بعض أصحبه‪,‬قال‪ :‬في قراءة علي"عليه‬

‫السالم"‪ُ ﴿ :‬ك ْنت ُ ْم َخي َْر}أئمة{ أ ُ َّم ٍّة أ ُ ْخ ِر َج ْ‬ ‫اس﴾إل عمران‪,110:‬قال‪ :‬هم آل‬ ‫ت ِللنَّ ِ‬ ‫محمد عليهم السالم‪)2(.‬‬

‫ال‪ :‬وعن أبي بصير‪,‬عنه "ع"‪ ,‬أنه قال‪ :‬إنما نزلت هذه اآلية على محمد "صلى هللا‬ ‫عليه واله" في األوصياء خاصة فقال تعالى‪ُ ﴿ :‬ك ْنت ُ ْم }أنتم{(‪َ )3‬خي َْر}أئمة{‬

‫أ ُ ْخ ِر َج ْ‬ ‫ع ِن ْال ُم ْن َك ِر﴾ إل عمران‪,110:‬‬ ‫اس تَأ ْ ُم ُرونَ ِب ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫ت ِللنَّ ِ‬ ‫وف َوت َ ْن َه ْونَ َ‬ ‫هكذا وهللا نزل بها جبرائيل وما عنى بها إال محمد وأوصياءه عليهم الصالة‪)4(.‬‬

‫لب‪ :‬عن ابن شهر أشوب في مناقبه‪,‬عن الباقر"عليه السالم"‪" :‬أنتم خير أمة"‬ ‫باأللف نزل بها جبرائيل‪ ,‬وما عنى بها إال محمدا و عليا ً واألوصياء من ولده‬ ‫"عليهم السالم"‪)5(.‬‬

‫لج‪ :‬النعماني في تفسيره‪,‬عن ابن عقدة بن جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب‬ ‫الجعفي‪,‬عن إسماعيل بن مهران‪,‬عن الحسن بن علي بن أبي حمزة‪,‬عن إسماعيل‬ ‫بن جابر‪,‬عن الصادق"عليه السالم"‪,‬عن أمير المؤمنين"عليه السالم"أنه قال‪ :‬وأما‬ ‫ما حرف من كتاب هللا فقوله تعالى‪" :‬كنتم خير أئمة" اآلية فحرفت إلى "خير‬ ‫أمة"‪ .‬الخبر وهو طويل‪)6(.‬‬

‫لد‪ :‬السياري‪,‬عن محمد بن علي‪,‬عن ابن مسلم‪,‬عن علي بن أبي حمزة‪,‬عن أبـــــــي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير ألقمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,110‬تفسير سورة إل عمران‪.110:‬‬ ‫‪ -2‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 195‬ح‪ ,128‬تفسير سورة إل عمران‪.110:‬‬ ‫‪ -3‬في المصدر "كنتم" وفي نسخة المصنف"انتم" وأثبتنا االثنين‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 195‬ح‪ ,129‬تفسير سورة إل عمران‪.110:‬‬ ‫‪ -5‬المناقب البن شهر أشوب‪:‬ج‪ 3‬ص‪,170‬باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي‪.‬‬ ‫‪ -6‬رسالة المحكم والمتشابه المنسوبة للشريف المرتضى‪ :‬ص‪,19‬في المحرف‪.‬‬ ‫‪597‬‬

‫بصير قال‪ :‬قلت‪ُ ﴿ :‬ك ْنت ُ ْم َخي َْر أ ُ َّم ٍّة أ ُ ْخ ِر َج ْ‬ ‫اس﴾إل عمران‪110:‬فقال‪ :‬ال أدري‬ ‫ت ِللنَّ ِ‬ ‫إنما نزلت هذه اآلية على محمد "صلى هللا عليه واله" وفي أوصياءه خاصة فقال‪:‬‬

‫﴿}أنتم{ َخي َْر}أئمة{أ ُ ْخ ِر َج ْ‬ ‫ع ِن ْال ُم ْن َك ِر﴾‬ ‫اس تَأ ْ ُم ُرونَ بِ ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫ت ِللنَّ ِ‬ ‫وف َوتَ ْن َه ْونَ َ‬ ‫إل عمران‪ 110:‬ثم قال‪ :‬نزل بها جبرائيل على محمد صلى هللا عليه واله هكذا فما‬ ‫عنى بها إال محمدا وأوصياءه عليهم السالم‪)1(.‬‬

‫له‪ :‬وعن محمد بن سنان‪,‬عن حماد بن عيسى‪,‬عن أبي بصير‪,‬قال‪ :‬قرأ أبو عبد هللا‬

‫"عليه السالم"‪ُ ﴿:‬ك ْنت ُ ْم َخي َْر‪-‬أئمة‪ -‬أ ُ ْخ ِر َج ْ‬ ‫ت‬

‫اس﴾ إل عمران‪)2(.110:‬‬ ‫ِللنَّ ِ‬

‫لو‪ :‬الشيخ الطبرسي‪ :‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم"‪ُ ﴿:‬ك ْنت ُ ْم َخي َْر‪-‬أئمة‪ -‬أ ُ ْخ ِر َج ْ‬ ‫ت‬ ‫اس﴾إل عمران‪)3(.110:‬‬ ‫ِللنَّ ِ‬

‫لز‪ :‬في المجلد التاسع عشر من البحار وحديث في رسالة قديمة سنده هكذا‪ :‬جعفر‬ ‫بن محمد بن قولويه‪,‬عن سعد األشعري أبي القاسم "ره" وهو مصنفه روى‬ ‫مشايخنا‪,‬عن أصحابنا‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال‪:‬قال‪:‬أمير المؤمنين"عليه‬ ‫السالم" وساق الحديث إلى أن قال‪ :‬باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما‬ ‫أنزل هللا عز وجل مما رواه مشايخنا رحمة هللا عليهم من العلماء من آل محمد‬

‫"عليهم السالم" قوله عز وجل‪ُ ﴿:‬ك ْنت ُ ْم َخي َْر أ ُ َّم ٍّة أ ُ ْخ ِر َج ْ‬ ‫اس تَأ ْ ُم ُرونَ‬ ‫ت ِللنَّ ِ‬ ‫ع ِن ْال ُم ْن َك ِر َوتُؤْ ِمنُونَ بِ َّ‬ ‫اَّللِ﴾ إل عمران‪ ,110:‬فقال أبو عبد‬ ‫بِ ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫وف َوتَ ْن َه ْونَ َ‬ ‫هللا "عليه السالم"‪ :‬لقارئ هذه اآلية‪ :‬ويحك خير أمة يقتلون ابن رسول هللا "صلى‬ ‫هللا عليه واله"!‪ ,‬فقلت‪ :‬جعلت فداك فكيف هي؟ فقال‪ :‬أنزل هللا‪" :‬كنتم خير‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 32‬ح‪ ,114‬إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 30‬ح‪ ,102‬إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,358‬في تفسير قوله تعالى‪ :‬ولتكن منكم أمة‪.‬‬

‫‪598‬‬

‫ع ِن‬ ‫أئمة" أما ترى إلى مدح هللا لهم في قوله‪﴿:‬تَأ ْ ُم ُرونَ ِب ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫وف َوت َ ْن َه ْونَ َ‬ ‫ْال ُم ْن َك ِر َوتُؤْ ِمنُونَ ِب َّ‬ ‫اَّللِ﴾ إل عمران‪,110:‬فمدحه لهم دليل على أنه لم يعن األمة‬ ‫بأسرها‪ ,‬أال تعلم أن األمة الزناة والالطة والسراق وقطاع الطريق والظالمين‬ ‫والفساقين! افترى أن هللا مدح هؤالء وسماهم اآلمرين بالمعروف والناهين عن‬ ‫المنكر! كال ما مدح هللا هؤالء وال سماهم أخيارا ً بل هم األشرار‪)1(.‬‬

‫قلت‪ :‬الظاهر أن هذا الكتاب هو بعينه هو"كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه"(‪ )2‬الذي‬ ‫عده النجاشي من كتب سعد بن عبد هللا(‪ )3‬واستظهر ذلك العالمة المذكور في‬ ‫المجلد األول من بحاره‪)4(.‬‬

‫لح‪ :‬ثقة اإلسالم في الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪,‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪,‬عن‬

‫ار‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫أبي عبد هللا"عليه السالم"في قوله تعالى‪َ ﴿:‬و ُك ْنت ُ ْم َ‬ ‫شفَا ُح ْف َرةٍّ ِمنَ النَّ ِ‬ ‫فَأ َ ْنقَذَ ُك ْم ِم ْن َها‪ -‬بمحمد﴾إل عمران‪,103:‬هكذا وهللا نزل بها جبرائيل"ع"على محمد‬ ‫"صلعم"(‪ )5‬هكذا فيما رأيت من النسخ وفي بعض النسخ على ما حكاه في مرآة‬ ‫العقول عن أبيه عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عنه "ع" (‪ )6‬وهو الصحيح‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬بحار األنوار‪ :‬ج‪ 89‬ص‪ 60‬ح‪,47‬في التحريف في اآليات‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي‪:‬ص‪239‬‬ ‫ح‪,1‬باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل‪.‬‬ ‫‪ -3‬رجال النجاشي‪:‬ص‪,177‬باب السين"‪."467‬‬ ‫‪ -4‬بحار األنوار"المدخل"‪:‬ص‪ ,187-186‬في سعد بن عبد هللا‪ ,‬وينظر بحار‬ ‫األنوار‪:‬ج‪ 89‬ص‪ ,40‬الباب السابع في ما جاء في كيفية جمع القرآن وما يدل على‬ ‫تغييره‪ ,‬وفيه رسالة سعد بن عبد هللا األشعري القمي في أنواع آيات القرآن أيضا‪.‬‬ ‫‪ -5‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 183‬ح‪,208‬في معنى قوله تعالى‪ :‬وكنتم على شفا حفرة من‬ ‫النار‪ ,‬عن احمد بن محمد بن خالد عن أبيه‪.‬‬ ‫‪ -6‬مرآة العقول للمجلسي‪:‬ج‪ 26‬ص‪ 74‬ح‪ ,208‬عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه‪,‬‬ ‫وجاء في حاشية الكتاب‪" :‬ورواه العياشي عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه‬ ‫ولعلها سقطا في هذا السند ‪ ,‬وفي بعض النسخ هكذا وهو الظاهر"‪.‬‬

‫‪599‬‬

‫المطابق لما في كتب الرجال من عدم لقاء محمد بن خالد أبا عبد هللا"عليه السالم"‪,‬‬ ‫(‪ )1‬وكونه الراوي عن محمد بن سليمان ويؤيده الموجود في العياشي‪.‬‬ ‫لط‪ :‬العياشي‪ :‬عن محمد بن سليمان البصري الديلمي‪,‬عن أبيه عن الصادق "عليه‬ ‫السالم" مثله‪)2(.‬‬

‫ص َر ُك ُم َّ‬ ‫اَّللُ ِببَ ْد ٍّر َوأ َ ْنت ُ ْم أ َ ِذلَّةٌ﴾إل‬ ‫م‪:‬علي بن إبراهيم في قوله تعالى‪َ ﴿:‬ولَقَ ْد نَ َ‬ ‫عمران‪ ,123:‬قال أبو عبد هللا عليه السالم‪ :‬ما كانوا أذلة وفيهم رسول هللا صلى‬ ‫هللا عليه واله‪ ,‬وإنما نزل‪ " :‬لقد نصركم هللا ببدر وأنتم ضعفاء"‪)3(.‬‬

‫ما‪ :‬الطبرسي"ره"‪ :‬وروي عن بعض الصادقين"عليهم السالم" أنه قرأ‪" :‬وأنتم‬ ‫ضعفاء" وقال‪ :‬ال يجوز وصفهم بأنهم أذلة وفيهم رسول هللا "ص"‪)4(.‬‬

‫مب‪ :‬السياري‪ :‬عن محمد بن سنان وحماد بن عثمان‪,‬عن ربعي‪,‬عن أبي عبد هللا‬ ‫"عليه السالم" في قوله عز وجل‪" :‬لقد نصركم هللا ببدر وأنتم ضعفاء"‪)5( .‬‬

‫مج‪ :‬العياشي‪:‬عن أبي بصير‪,‬قال‪ :‬قرأت عند أبي عبد هللا "عليـــــه السالم"‪َ ﴿:‬ولَ َق ْد‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬ينظر رجال النجاشي‪:‬ص‪ 335‬رقم الترجمة "‪ "898‬في ترجمة‪ :‬محمد بن خالد بن‬ ‫عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي أبو عبد هللا‪ ,‬وذكر ابنه احمد انه ينقل عن أبيه‬ ‫في جميع كتبه‪ ,‬وينظر رجال الطوسي‪:‬ص‪ ,363‬رقم الترجمة "‪ "5391‬في باب‬ ‫الميم‪ ,‬ترجمة‪ :‬محمد بن خالد البرقي ‪ ,‬وقال عنه ثقة من أصحاب أبي الحسن موسى‬ ‫عليه السالم‪,‬وينظر معجم رجال الحديث للخوئي‪:‬ج‪ 17‬ص‪,74-71‬رقم الترجمة "‬ ‫‪ "10715‬محمد بن خالد بن عبد الرحمن‪ :‬وقال السيد الخوئي‪ :‬قد عرفت من البرقي‬ ‫والشيخ عد محمد بن خالد من أصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهم السالم‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 194‬ح‪ ,124‬تفسير سورة إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,122‬تفسير سورة إل عمران‪,‬في شهادة حمزة"ع"‪.‬‬ ‫‪ -4‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 2‬ص‪,381‬في تفسير قوله تعالى‪ :‬ولقد نصركم هللا ببدر إلى‬ ‫قوله تعالى‪ :‬وما النصر إال من عند هللا العزيز الحكيم‪.‬‬ ‫‪ -5‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 29‬ح ‪ ,100‬سورة إل عمران‪.‬‬

‫‪600‬‬

‫ص َر ُك ُم َّ‬ ‫اَّللُ بِ َب ْد ٍّر َوأ َ ْنت ُ ْم أَذِلَّةٌ﴾ إل عمران‪ ,123:‬فقال مه وهللا ليس هكذا أنزلها هللا‬ ‫نَ َ‬ ‫إنما أنزلت "وأنتم قليل"‪)1(.‬‬

‫مد‪ :‬وعن عبد هللا بن سنان‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال‪ :‬سأله أبي عن هذه‬

‫ص َر ُك ُم َّ‬ ‫اَّللُ ِب َب ْد ٍّر َوأ َ ْنت ُ ْم أَذِلَّةٌ﴾ إل عمران‪ ,123:‬قال ليس هكذا أنزل‬ ‫اآلية‪َ ﴿:‬ولَقَ ْد نَ َ‬ ‫هللا! ما أذل هللا رسوله قط‪ ,‬إنما أنزلت "وأنتم قليل"‪ )2(.‬ورواه السياري أيضا ً‪)3(.‬‬ ‫مه‪ :‬وعن عيسى عن صفوان عن ابن سنان مثله‪)4(.‬‬

‫مو‪ :‬وعن ربعي عن حريز‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" أنه قرأ‪" :‬ولقد نصركم‬ ‫هللا ببدر وأنتم ضعفاء" وما كانوا أذلة ورسول هللا فيهم عليه وعلى آله الصالة‬ ‫والسالم‪)5(.‬‬

‫قلت‪ :‬لما كان الغرض في تلك األخبار نفي نزول الموجود واستنكار نزوله مع‬ ‫تعين القراءة به‪ ,‬عبروا عن األصل المحذوف تارة بلفظه وتارة بمعناه لحصول‬ ‫الغرض‪ ,‬مع عدم فائدة في لفظه بعد عدم جواز القراءة به‪.‬‬ ‫مز‪ :‬الثقة سعيد بن عبد هللا في الكتاب المذكور‪ ,‬قال‪ :‬وقرأ ‪ -‬أي الصادق"عليه‬

‫ص َر ُك ُم َّ‬ ‫اَّللُ ِب َب ْد ٍّر َوأ َ ْنت ُ ْم أَذِلَّةٌ﴾ إل عمران‪ ,123:‬قال أبو عبد هللا‬ ‫السالم" ‪َ ﴿ -‬ولَقَ ْد نَ َ‬ ‫"عليه السالم"‪ :‬ما كانوا أذلة وفيهم رسول هللا صلى هللا عليه واله‪)6( .‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 196‬ح‪ , 133‬في تفسير قوله تعالى‪ :‬لقد نصركم هللا ببدر‬ ‫وأنتم أذلة‪.‬‬ ‫‪ -2‬نفس المصدر‪ :‬ح‪. 134‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 9‬ح ‪ ,101‬سورة إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 196‬ح‪ , 134‬في تفسير قوله تعالى‪ :‬لقد نصركم هللا ببدر‬ ‫وأنتم أذلة‪.‬‬ ‫‪ -5‬نفس المصدر‪ :‬ح‪. 135‬‬ ‫‪ -6‬كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي‪:‬ص‪252‬‬ ‫ح‪,29‬باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل‪.‬‬ ‫‪601‬‬

‫علَ ْي ِه ْم أَ ْو يُ َع ِذّ َب ُه ْم‬ ‫ْس لَ َك ِمنَ ْاأل َ ْم ِر َ‬ ‫وب َ‬ ‫ش ْي ٌء أَ ْو َيت ُ َ‬ ‫مح‪ :‬وفيه في قوله تعالى‪﴿:‬لَي َ‬ ‫فَإِنَّ ُه ْم َ‬ ‫ظا ِل ُمونَ ﴾ إل عمران‪ ,128:‬فقال أبو عبد هللا عليه السالم‪ :‬إنما أنزل هللا‪:‬‬ ‫"لك من األمر شيء أو يتوب عليهم أن يعذبهم فإنهم ظالمون"‪ )1(.‬كذا في النسخة‬ ‫وال تخلو من سقم وال يضر بأصل المقصود وهو وجود التغيير في اآلية‪.‬‬ ‫مط‪ :‬وعن الجرمي‪,‬عن أبي جعفر "عليه السالم" أنه قرأ‪" :‬ليس لك من األمر‬ ‫شيء أن يتوب عليهم أو تعذبهم فإنهم ظالمون"‪)2(.‬‬ ‫ن‪ :‬السياري‪:‬عن المفضل‪,‬عن صالح بن علي الجرمي وسيف‪,‬عن زرارة جميعا ً ‪ ,‬عن أبي‬ ‫عبد هللا"ع"‪:‬ليس لك من األمر شيء إن تبت عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون"‪)3(.‬‬

‫نا‪ :‬وعن محمد بن جمهور‪,‬عن بعض أصحابنا‪,‬قال‪ :‬تلوت بين يدي أبي عبد هللا‬ ‫َي ٌء﴾ إل عمران‪ ,128:‬فقال‪ :‬بلى‬ ‫"عليه السالم" هذه اآلية‪﴿ :‬لَي َ‬ ‫ْس لَ َك ِمنَ ْاأل َ ْم ِر ش ْ‬ ‫وشيء وهل األمر كله إال له "ص" لكنها نزلت‪" :‬ليس لك من األمر إن تبت عليهم‬ ‫أو تعذبهم فإنهم ظالمون" وكيف ال يكون من األمر شيء وهللا عز وجل يقول‪َ ﴿:‬و َما‬ ‫الر ُ‬ ‫آتَا ُك ُم َّ‬ ‫سو ُل فَ ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َع ْنهُ َفا ْنت َ ُهوا﴾ الحشر‪ ,7:‬وقال عز وجل‪َ ﴿:‬م ْن يُ ِطعِ‬ ‫اك َعلَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬ ‫سو َل فَقَ ْد أ َ َ‬ ‫ع َّ‬ ‫ظا﴾ النساء‪ِ ﴿ )4( .80:‬إ ْن‬ ‫س ْلنَ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫َّ‬ ‫طا َ‬ ‫اَّللَ ۖ َو َم ْن ت َ َولَّ ٰى فَ َما أ َ ْر َ‬ ‫َعلَي َْك إِ َّال ْالبَ َال ُ‬ ‫غ﴾الشورى‪)5(.48:‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -1‬كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي‪:‬ص‪ 243‬ح‪,7‬باب‬ ‫التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 198‬ح‪ ,141‬تفسير سورة إل عمران‪.128:‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 30‬ح ‪ ,103‬سورة إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 36-35‬ح ‪ ,125‬سورة إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -5‬وفق فهمي القاصر‪:‬إن أية سورة الشورى‪ ,48:‬أقحمت بالرواية سهوا من "السياري"‬ ‫علَي َْك إِ َّال ْالبَ َال ُ‬ ‫غ"‪ ,‬قوله عز وجل‬ ‫لمناسبة سبق قوله تعالى في سورة الشورى‪" :48:‬إِ ْن َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬ ‫ظا" وهذه االية بتمامها وردت بأية سورة النساء‪,80:‬وااللتباس‬ ‫س ْلن َ‬ ‫َاك َ‬ ‫"فَ َما أ َ ْر َ‬ ‫جاء نتيجة تشابه األلفاظ في كال اآليتين‪ ,‬ونقلها المصنف كما هي من السياري وهللا‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫‪602‬‬

‫نب‪ :‬النعماني بالسند المتقدم عن أمير المؤمنين "عليه السالم" وقال سبحانه في‬

‫علَ ْي ِه ْم أَ ْو يُ َع ِذّبَ ُه ْم فَإِنَّ ُه ْم‬ ‫ْس لَ َك ِمنَ ْاأل َ ْم ِر َ‬ ‫وب َ‬ ‫ش ْي ٌء أَ ْو يَت ُ َ‬ ‫سورة آل عمران‪﴿:‬لَي َ‬ ‫َ‬ ‫ظا ِل ُمونَ ‪ -‬آلل محمد ‪ ﴾-‬إل عمران‪ ,128:‬فحذفوا آل محمد "ع"‪)1(.‬‬ ‫نج‪ :‬السياري‪ :‬عن حماد بن عيسى‪,‬عن بعض أصحابه‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه‬ ‫السالم"‪" :‬ويتخذ منكم شهيداً"‪)2(.‬‬

‫ند‪ :‬وعن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد هللا عليه‬

‫سي ُ َ‬ ‫ط َّوقُونَ َما بَ ِخلُوا بِ ِه ‪ -‬من الزكاة ‪ -‬يَ ْو َم‬ ‫السالم في قول هللا جل وعز‪َ ﴿:‬‬ ‫ْال ِقيَا َم ِة﴾إل عمران‪)3( .180:‬‬ ‫قلت‪ :‬الظاهر أن قوله‪ :‬من الزكاة‪ ,‬بيان للموصولة عن اإلمام "ع"‪ ,‬بقرينة ما في‬

‫سي ُ َ‬ ‫ط َّوقُونَ َما‬ ‫الكافي في ذيل خبر عنه "ع" في عقاب مانع الزكاة وهو قول هللا‪َ ﴿:‬‬ ‫بَ ِخلُوا بِ ِه يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة﴾إل عمران‪.180:‬يعني ما بخلوا به من الزكاة‪)4(.‬‬ ‫نه‪ :‬وعن أبي طالب‪,‬عن يونس‪,‬عن علي بن أبي حمزة‪,‬عن سماعة بن مهران‪,‬عن‬ ‫ت ‪ -‬والزبر‪-‬‬ ‫س ٌل ِم ْن قَ ْب ِلي ِب ْالبَ ِيّنَا ِ‬ ‫أبي عبد هللا "عليه السالم"‪﴿ :‬قُ ْل قَ ْد َجا َء ُك ْم ُر ُ‬

‫فَ ِل َم‬

‫قَتَ ْلت ُ ُمو ُ‬ ‫ه ْم﴾ إل عمران‪)5(.183:‬‬

‫نو‪ :‬العياشي‪ :‬عن محمد بن يونس‪,‬عن بعض أصحابنا‪,‬قال‪ :‬قال لي أبو جعفر‪:‬عليه‬ ‫ت ۗ‪-‬ومنشورة ‪﴾-‬إل عمران‪,185:‬نزل بها على محمد‬ ‫السالم‪ُ ﴿:‬ك ُّل نَ ْف ٍّس ذَائِقَةُ ْال َم ْو ِ‬ ‫"صلى هللا عليه واله" أنه ليــــس من أحد من هذه األمـــــــة إال سيـــنشر فأما‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬رسالة المحكم والمتشابه المنسوبة للشريف المرتضى‪ :‬ص‪,19‬في المحرف‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 31‬ح ‪ ,108‬سورة إل عمران‪.140:‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 31‬ح ‪ ,110‬سورة إل عمران‪.‬‬ ‫‪ -4‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 3‬ص‪ 502‬ح‪ 1‬باب منع الزكاة‪.‬‬ ‫‪ -5‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 31‬ح ‪ ,111‬سورة إل عمران‪.183:‬‬ ‫‪603‬‬

‫المؤمنون فينشرون إلى قرة عين وأما الفجار فينشرون إلى خزي هللا إياهم ‪)1(.‬‬

‫نز‪ :‬الشيخ الجليل سعد بن عبد هللا القمي في بصائره‪ ,‬كما نقله عنه الشيخ حسن بن‬ ‫سليمان الحلي في منتخبه‪,‬عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪,‬عن محمد بن‬ ‫سنان‪,‬عن عمار بن مروان‪,‬عن المنخلي بن جميل‪,‬عن جابر بن يزيد‪,‬عن أبي‬ ‫جعفر"عليه السالم" قال‪ :‬ليس من مؤمن إال وله قتلة وموتة‪ ,‬إنه من قتل نشر حتى‬ ‫يموت‪ ,‬ومن مات نشر حتى يقتل‪ ,‬ثم تلوت على أبي جعفر "عليه السالم" هذه‬ ‫ت﴾إل عمران‪ ,185:‬فقال هو"عليه السالم" ومنشورة‪,‬‬ ‫اآلية‪ُ ﴿:‬ك ُّل نَ ْف ٍّس ذَائِقَةُ ْال َم ْو ِ‬ ‫قلت‪ :‬قولك ومنشورة ما هو؟ فقال "ع"‪ :‬هكذا أنزل بها جبرائيل على محمد "صلى‬ ‫هللا عليه واله"‪" :‬كل نفس ذائقة الموت ومنشورة"‪ .‬الخبر‪)2(.‬‬

‫نح‪ :‬السياري‪ :‬عن محمد بن سنان‪,‬عن فضيل‪,‬عن أبي حمزة‪,‬قال‪ :‬قرأت على أبي‬ ‫ت﴾إل عمران‪ ,185:‬قال‪ :‬ومنشورة‬ ‫جعفر"عليه السالم"‪ُ ﴿:‬ك ُّل نَ ْف ٍّس ذَا ِئقَةُ ْال َم ْو ِ‬ ‫نزل بها جبرائيل على محمد "ص" هكذا أنه ليس من أحد من هذه األمة إال وهو‬ ‫منشورة‪ ,‬فأما المؤمنون فينشرون إلى قرة أعينهم‪ ,‬وأما الفجار فينشرون إلى خزي‬ ‫هللا إياهم‪)3(.‬‬

‫نط‪ :‬عن محمد بن سنان‪,‬عن عمار بن مروان‪,‬عن منخل‪,‬عن جابر بن أبي عبد هللا‬

‫ت‬ ‫"عليه السالم" قال‪ُ ﴿:‬ك ُّل نَ ْف ٍّس ذَائِقَةُ ْال َم ْو ِ‬

‫ۗ ‪ -‬ومنشورة ‪ ﴾-‬إل عمران‪)4(.185:‬‬

‫س‪ :‬أسعد بن عبد هللا في الكتاب المذكور‪,‬قال‪ :‬قرأ رجل على أبي جعفر"عليه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 210‬ح‪,169‬تفسير قوله تعالى‪ :‬كل نفس ذائقة الموت‪.‬‬ ‫‪ -2‬مختصر البصائر للحسن بن سليمان الحلي‪:‬ص ‪,104-103‬ح‪ ,1‬باب في الكرات‬ ‫وحاالتها وما جاء فيها‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 32‬ح ‪ ,113‬سورة إل عمران‪.185:‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 31‬ح ‪ ,112‬سورة إل عمران‪.185:‬‬

‫‪604‬‬

‫ت﴾إل عمران‪ ,185:‬فقال أبو جعفر "عليه‬ ‫السالم"‪ُ ﴿ :‬ك ُّل نَ ْف ٍّس ذَائِقَةُ ْال َم ْو ِ‬ ‫السالم"‪" :‬ومنشورة" هكذا وهللا نزل بها جبرائيل "عليه السالم" على محمد‬ ‫"صلعم" أنه ليس من أحد من هذه األمة إال سينشر‪ ,‬وأما المؤمنون فينشرون إلى‬ ‫قرة أعينهم‪ ,‬وأما الفجار فيحشرون إلى خزي هللا وأليم عذابه‪)1(.‬‬

‫سا‪ :‬العياشي‪ :‬عن يزيد‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم" في قوله تعالى‪" :‬اصبروا"‬ ‫يعني بذلك عن المعاصي‪" ,‬وصابروا" يعني التقية‪" ,‬ورابطوا" يعني على األئمة‬ ‫"عليهم السالم"‪ ,‬ثم قال‪ :‬تدري ما معنى البدو؟ أما لبدنا فإذا تحركوا فتحركوا‪,‬‬ ‫فاتقوا هللا ما لبدنا ربكم لعلكم تفلحون‪ ,‬قال‪ :‬قلت جعلت فداك‪ :‬إنما نقرؤوها واتقوا‬ ‫هللا‪ ,‬قال"ع"‪ :‬أنتم تقرؤونها كذا ونحن نقرأها هكذا‪)2(.‬‬

‫قال في البحار‪ :‬لبد كنصر وفرح لبودا ً ولبدا ً أقام ولزق كالبد‪ ,‬ذكره الفيروز آبادي‬ ‫والمعنى‪ :‬ال تستعجلوا في الخروج على المخالفين وأقيموا في بيوتكم ما لم يظهر‬ ‫منا ما يوجب الحركة من النداء والصيحة وعالمات خروج القائم "عليه السالم"‬ ‫وظاهره أن تلك الزيادات كانت داخلة في اآلية‪ ,‬ويحتمل أن يكون تفسيرا ً للمرابطة‬ ‫والمصابرة بارتكاب تجوز‪ ,‬في قوله "ع"‪ :‬نحن نقرؤها كذا‪ ,‬ويحتمل أن يكون‬ ‫لفظة الجاللة زيدت من النساخ‪ ,‬ويكون‪ :‬واتقوا ما لبدنا ربكم‪ ,‬كما يومي إليه كالم‬ ‫الراوي‪ .‬انتهى‪)3(.‬‬

‫واحتمال التفسير بعيد في الغاية عن سياق الكالم‪ ,‬ويحتمل أن يكون المراد من‬ ‫الرب المضاف هو اإلمام "عليه السالم" كما استعمل كذلك فيهم "ع" في مواضع‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي‪:‬ص‪257‬‬ ‫ح‪,43‬باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل‪.‬‬ ‫‪ -2‬العياشي ‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 213‬ح‪,184‬في تفسير قوله تعالى‪ :‬يا أيها الذين امنوا اصبروا‪.‬‬ ‫‪ -3‬بحار األنوار‪:‬ج‪ 24‬ص‪ 218‬ح‪,13‬باب ما نزل فيهم"ع" من الحق والصبر والرباط‬ ‫والعسر واليسر‪.‬‬ ‫‪605‬‬

‫كثيرة من القرآن‪ ,‬والمعنى وهللا العالم‪ :‬واتقوا هللا في الخروج ما أقمنا إمامكم‬ ‫وأمرناه بالوقوف وأن ال يبرح من مكانه‪ ,‬ولعل النساخ أسقطوا تمام اآلية من كالم‬ ‫الراوي‪ ,‬أو لم يذكره إحالة على الموجود في المصاحف‪.‬‬

‫(سورة النساء)‬ ‫أ‪ :‬الشيخ الطبرسي في االحتجاج‪:‬عن أمير المؤمنين"عليه السالم" أنه قال للزنديق‪:‬‬

‫وأما ظهورك على تناكر قوله تعالى‪َ ﴿:‬و ِإ ْن ِخ ْفت ُ ْم أَ َّال ت ُ ْق ِس ُ‬ ‫طوا فِي ْاليَتَا َم ٰى‬ ‫فَا ْن ِك ُحوا َما َ‬ ‫اء﴾ النساء‪ ,3:‬وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح‬ ‫س ِ‬ ‫ط َ‬ ‫اب لَ ُك ْم ِمنَ النِّ َ‬ ‫النساء! وال كل النساء يتامى! فهو مما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من‬ ‫القرآن‪,‬وبين قوله في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من‬ ‫ثلث القرآن‪ .‬الخبر‪)1(.‬‬

‫ب‪ :‬علي بن إبراهيم‪,‬عن الصادق"عليه السالم" أنه قال‪﴿ :‬فَ َما ا ْستَ ْمتَ ْعت ُ ْم بِ ِه ِم ْن ُه َّن‬ ‫ضةً﴾ النساء‪ ,24:‬فهذه اآلية دليل على‬ ‫ور ُه َّن فَ ِري َ‬ ‫ إلى أجل مسمى ‪ -‬فَآتُو ُه َّن أ ُ ُج َ‬‫المتعة‪)2(.‬‬

‫ج‪ :‬ثقة اإلسالم في الكافي(‪)3‬عن أبيه‪,‬عن ابن أبي عمير‪,‬عمن ذكره‪,‬عن أبي عبد‬ ‫ست َ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن ‪ -‬إلى أجل مسمى ‪-‬‬ ‫هللا"عليه السالم" قال‪:‬إنما نزلت‪﴿:‬فَ َما ا ْ‬

‫ور ُه َّن‬ ‫فَآتُو ُه َّن أ ُ ُج َ‬

‫ضةً﴾النساء‪)4(,24:‬‬ ‫فَ ِري َ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,377‬في إن القران الكريم ال نقص فيه وال تحريف وال‬ ‫زيادة‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,136‬تفسير سورة النساء‪.24:‬‬ ‫‪ -3‬علي بن إبراهيم‪ ,‬لم تكن موجودة في المخطوط دون المصدر‪.‬‬ ‫‪ -4‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 5‬ص‪ 449‬ح‪,3‬في أبواب المتعة‪.‬‬ ‫‪606‬‬

‫د‪ :‬كتاب عاصم بن حميد الحناط برواية الشيخ أبي محمد هارون بن موسى‬ ‫التلعكبري‪,‬عن أبي علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب‪,‬عن حميد بن زياد‪,‬عن‬ ‫عبد هللا أحمد بن نهيك‪,‬عن مساور وسلمة‪,‬عن عاصم بن حميد‪,‬عن أبي بصير‪,‬قال‪:‬‬ ‫سمعت أبا جعفر"عليه السالم" يقول‪ :‬قال علي"عليه السالم"‪ :‬لوال ما سبقني به‬ ‫ابن الخطاب ما زنى إال شقي‪,‬قال ثم قرأ هذه اآلية‪﴿:‬فَ َما ا ْست َ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن ‪ -‬إلى‬

‫ض ْيت ُ ْم بِ ِه‬ ‫علَ ْي ُك ْم فِي َما تَ َرا َ‬ ‫ور ُه َّن فَ ِري َ‬ ‫ضةً َو َال ُجنَا َح َ‬ ‫أجل مسمى ‪ -‬فَآتُو ُه َّن أ ُ ُج َ‬ ‫ض ِة﴾النساء‪ ,24:‬قال‪ :‬يقول‪ :‬إذا انقطع األجل فيما بينكما استحللتها‬ ‫ِم ْن بَ ْع ِد ْالفَ ِري َ‬ ‫بأجل آخر ترضيها‪ ,‬وال يحل لغيرك حتى ينقضي األجل وعدتها حيضتان‪)1(.‬‬

‫ه‪ :‬الصدوق "ره" في الفقيه بإسناده‪,‬عن الحسن بن محبوب‪,‬عن أبان‪,‬عن أبي‬ ‫مريم‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم"قال‪ :‬أنه سأل عن المتعة فقال‪ :‬أن المتعة اليوم‬ ‫ليست كما كانت قبل اليوم‪ ,‬إنهن كن يؤمن يؤمئذ‪ ,‬فاليوم ال يؤمن فسألوا عنهن‬ ‫وأحل رسول هللا "صلى هللا عليه واله" المتعة ولم يحرمها حتى قبض‪ ,‬وقرأ ابن‬ ‫ضةً﴾‬ ‫ور ُه َّن فَ ِري َ‬ ‫عباس‪﴿:‬فَ َما ا ْستَ ْمتَ ْعت ُ ْم بِ ِه ِم ْن ُه َّن‪ -‬إلى أجل مسمى ‪-‬فَآتُو ُه َّن أ ُ ُج َ‬ ‫النساء‪)2(.24:‬‬

‫والظاهر أن قوله‪ :‬وقرأ الخ‪ ,‬من تتمة كالم اإلمام "عليه السالم" بقرينة ما يأتي‬ ‫عن العياشي‪ ,‬والوجه فيه ما مر في ذيل الحديث األربعين من سورة البقرة‪ ,‬وزعم‬ ‫الفاضل المولى مراد القريشي‪ :‬أنه من كالم الصدوق حيث قال‪ :‬قوله‪ :‬وقرأ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬األصول الستة عشر لعدة محدثين‪:‬ص‪,24‬في أصل عاصم بن حميد الحناط‪.‬‬ ‫‪ -2‬من ال يحضره الفقيه للصدوق‪:‬ج‪ 3‬ص‪ 459‬ح‪,4585‬المتعة إباحتها واستحبابها لمن‬ ‫عرفها‪.‬‬ ‫‪607‬‬

‫الخ‪ ,‬مقصود المؤلف من االستشهاد ضم إلى أجل مسمى إلى اآلية‪ ,‬فيصير نصا ً‬ ‫في المتعة‪ ,‬واالنضمام لبيان معنى اآلية دون أن المنضم منها حتى يق أنه لو كان‬ ‫منها لوجب تواتره‪ ,‬وطرح الخبر أهون من هذا الحمل الذي يأباه ذوق كل من له‬ ‫درية بأساليب الكالم‪ )1(,‬ويأتي الجواب عن كالمه األخير إن شاء هللا تعالى‬ ‫و‪ :‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسلم‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم" قال‪ :‬قال‪ :‬جابر بن‬ ‫عبد هللا‪,‬عن رسول هللا"ص"‪ :‬أنهم غزوا معه فأحل لهم المتعة ولم يحرمها‪ ,‬وكان‬ ‫علي"عليه السالم" يقول‪ :‬لوال ما سبقني به ابن الخطاب يعني عمر ما زنى إال‬

‫شقي‪ ,‬وكان ابن عباس يقرأ‪﴿:‬فَ َما ا ْستَ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن ‪ -‬إلى أجل مسمى ‪ -‬فَآتُو ُه َّن‬ ‫ضةً﴾النساء‪ ,24:‬وهؤالء يكفرون بها ورسول هللا "صلى هللا عليه‬ ‫ور ُه َّن فَ ِري َ‬ ‫أ ُ ُج َ‬ ‫واله" أحلها ولم يحرمها‪)2(.‬‬

‫ز‪ :‬وعن أبي بصير‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم" قال‪ :‬كان يقرأ‪﴿ :‬فَ َما ا ْستَ ْمتَ ْعت ُ ْم بِ ِه‬ ‫علَ ْي ُك ْم فِي َما‬ ‫ور ُه َّن فَ ِري َ‬ ‫ضةً َو َال ُجنَا َح َ‬ ‫ِم ْن ُه َّن ‪ -‬إلى أجل مسمى ‪ -‬فَآت ُو ُه َّن أ ُ ُج َ‬ ‫ض ِة﴾النساء‪ , 24:‬فقال"ع"‪ :‬هو أن يزوجها إلى أجل‬ ‫ض ْيت ُ ْم بِ ِه ِم ْن بَ ْع ِد ْالفَ ِري َ‬ ‫تَ َرا َ‬ ‫ثم يحدث شيء بعد األجل‪)3(.‬‬

‫ح‪ :‬وعن عبد السالم عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قلت له‪ :‬ما تقول في المتعة؟‬

‫ا ْستَ ْمتَ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن ‪ -‬إلى أجل مسمى ‪ -‬فَآتُو ُه َّن‬ ‫ض ْيت ُ ْم بِ ِه ِم ْن بَ ْع ِد‬ ‫علَ ْي ُك ْم فِي َما تَ َرا َ‬ ‫ُجنَا َح َ‬

‫قال‪ :‬قول هللا تعالى‪﴿ :‬فَ َما‬ ‫ضةً َو َال‬ ‫ور ُه َّن فَ ِري َ‬ ‫أ ُ ُج َ‬ ‫ض ِة﴾النساء‪ , 24:‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك أهي من األربع ؟ قالت‪ :‬ليــــس من‬ ‫ْالفَ ِري َ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬لم أقف على اسم المصدر المقصود‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 233‬ح‪ ,85‬تفسير سورة النساء‪.24:‬‬ ‫‪ -3‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 234‬ح‪ ,87‬تفسير سورة النساء‪.24:‬‬

‫‪608‬‬

‫األربع إنما هي إجارة فقلت‪ :‬أرأيت إن أراد أن يزداد أو وتزداد قبل انقضاء األجل‬ ‫الذي أجل! قال‪ :‬ال بأس أن يكون ذلك برضا ً منه ومنها باألجل والوقت وقل‬ ‫سيزيدها بعد ما يمضي األجل‪ )1(.‬كذا في النسخة وال يبعد كون السهو من الراوي‬ ‫التفاق جميع األخبار هنا‪ ,‬وفي ما تقدم في مصحف عبد هللا بن مسعود وأبي أن‬ ‫الزيادة بعد قوله تعالى منهن‪.‬‬ ‫ط‪ :‬السياري‪ :‬عن البرقي‪,‬عن علي بن النعمان‪,‬عن داؤد بن فرقد‪,‬عن عامر بن‬

‫سعيد الجهني‪,‬عن جابر بن أبي جعفر"عليه السالم" أنه قال‪﴿:‬فَ َما ا ْستَ ْمتَ ْعت ُ ْم بِ ِه‬ ‫ضةً﴾النساء‪.24:‬اآلية‪ )2(.‬قال‬ ‫ور ُه َّن فَ ِري َ‬ ‫ِم ْن ُه َّن‪ -‬إلى أجل مسمى ‪-‬فَآتُو ُه َّن أ ُ ُج َ‬ ‫المحقق الداماد في حاشية القبسات‪ :‬واألحاديث من طرقهم وطرقنا متظافرة بأنه‬ ‫ست َ ْمت َ ْعت ُ ْم بِ ِه ِم ْن ُه َّن‪ -‬إلى أجل مسمى ‪﴾ -‬النساء‪ ,24:‬وقد‬ ‫كان في أية المتعة ‪﴿:‬فَ َما ا ْ‬ ‫كان مكتوبا ً في مصحف ابن مسعود وابن عباس وكانا يقرءان كذلك‪ )3(.‬قلت‪:‬‬ ‫وكذلك كان في مصحف أبي وتقدم بعض تلك الطرق فليالحظ‪.‬‬ ‫ي‪ :‬سعد بن عبد هللا القمي في كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه‪ ,‬قال‪ :‬وقرأ أبو جعفر‬

‫وأبو عبد هللا "عليهما السالم"‪﴿:‬فَ َما ا ْستَ ْمت َ ْعت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ُه َّن‪ -‬إلى أجل مسمى ‪-‬فَآتُو ُه َّن‬ ‫ضةً﴾النساء‪)4(.24:‬‬ ‫ور ُه َّن فَ ِري َ‬ ‫أ ُ ُج َ‬ ‫يا‪ :‬السياري‪ :‬عن محمد بن علي بن سنان‪,‬عن عمار بن مروان‪,‬عن منخل‪,‬عن‬ ‫جابر عن أبي عبد هللا"عليه السالم" قال نزل جبرائيل بهذه اآلية على رسول هللا‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 234‬ح‪ ,88‬تفسير سورة النساء‪.24:‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 41‬ح‪,148‬النساء‪.24:‬‬ ‫‪ -3‬لم أتوصل إلى المصدر‪.‬‬ ‫‪ -4‬كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي‪:‬ص‪259‬‬ ‫ح‪,48‬باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل‪.‬‬ ‫‪609‬‬

‫آمنُوا بِ َما نَ َّز ْلنَا ‪ -‬في‬ ‫اب ِ‬ ‫"صلى هللا عليه واله"هكذا‪﴿ :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكتَ َ‬ ‫ص ِدّقًا ِل َما َمعَ ُك ْم﴾النساء‪)1(.47:‬‬ ‫علي ‪ُ -‬م َ‬ ‫يب‪ :‬السيد المحدث التوبلي في تفسير البرهان مرسالً‪,‬عن عمرو بن شمر‪,‬عن‬ ‫جابر قال‪ :‬قال أبو جعفر"عليه السالم"‪ :‬نزلت هذه اآلية على محمد "صلى هللا‬ ‫آمنُوا بِ َما ن ََّز ْلنَا ‪ -‬في علي ‪-‬‬ ‫اب ِ‬ ‫عليه واله" هكذا‪﴿:‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكتَ َ‬

‫ص ِدّقًا ِل َما َم َع ُك ْم ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن ن ْ‬ ‫ارهَا أَ ْو ن َْل َعنَ ُه ْم‬ ‫س ُو ُجو ًها فَن َُردَّهَا َ‬ ‫ُم َ‬ ‫علَ ٰى أ َ ْدبَ ِ‬ ‫َط ِم َ‬ ‫ إلى قوله ‪َ -‬م ْفعُ ً‬‫وال﴾النساء‪)2(.47:‬‬ ‫يج‪ :‬ثقة اإلسالم في الكافي‪,‬عن علي بن إبراهيم‪,‬عن أحمد بن محمد البرقي‪,‬عن‬ ‫أبيه‪,‬عن محمد بن سنان‪,‬عن عمار بن مروان‪,‬عن منخل‪,‬عن جابر‪,‬عن أبي جعفر‬

‫اب‬ ‫"عليه السالم" قال نزل جبرائيل"ع" بهذه اآلية هكذا‪﴿:‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ أ ُوتُوا ْال ِكتَ َ‬ ‫آمنُوا ِب َما ن ََّز ْلنَا‪ -‬في علي نورا ً مبينا ً ‪﴾-‬النساء‪ ,47:‬كذا متن الحديث في نسخ‬ ‫ِ‬ ‫الكافي‪ )3(,‬قال المولى محمد صالح في شرحه‪ :‬ظاهر هذا الحديث على أن قوله‬ ‫تعالى‪ :‬في علي نورا ً مبينا ً كان في نظم القرآن والمنافقون حرفوه وأسقطوه‪ ,‬ونورا ً‬ ‫حال عن علي "عليه السالم"‪)4(.‬‬

‫قلت‪ :‬الذي ظهر لي أنه قد أسقط الراوي أو الناسخ منه كلمات‪ ,‬وهي عجز تلك‬ ‫اآلية كما نقلناها على ما هو الموجود في المصاحف وصدر آية أخرى فــــي آخر‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 38‬ح‪ , 135‬النساء ‪.47:‬‬ ‫‪ -2‬البرهان للبحراني‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 238-237‬ح‪ , 4‬تفسير سورة النساء‪ ,47:‬نقال عن‬ ‫اب آ ِمنُوا‪.‬‬ ‫العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 245‬ح‪ ,148‬في قوله تعالى‪َ :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ َ‬ ‫‪ -3‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 417‬ح‪,26‬باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -4‬شرح أصول الكافي‪:‬ج‪ 7‬ص‪ 66‬ح‪,27‬الباب السادس فيه نكت ونتف من التنزيل في‬ ‫الوالية‪.‬‬ ‫‪610‬‬

‫اس قَ ْد َجا َء ُك ْم بُ ْرهَا ٌن ِم ْن َر ِبّ ُك ْم‬ ‫هذه السورة‪ ,‬وهي قوله تعالى‪َ ﴿:‬يا أَيُّ َها النَّ ُ‬ ‫ورا ُمبِينًا﴾ النساء‪ ,174:‬وأن لفظ "في علي" متوسطا ً بين "نزلنا"‬ ‫َوأَ ْنزَ ْلنَا إِلَ ْي ُك ْم نُ ً‬ ‫و "مصدقا ً" في األولى وبين "إليكم" و "نورا ً" في الثانية موجودا ً سقط من‬ ‫الموضعين‪ ,‬وكان األصل بعد قوله "في علي" هكذا‪":‬مصدقا ً لما معكم" وبهذا‬ ‫اإلسناد‪,‬عن محمد بن سنان‪,‬عن عمار‪,‬عن منخل‪,‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم"‬ ‫قال‪ :‬نزل إلى قوله‪":‬وأنزلنا إليكم علي نورا ً مبينا ً"‪ )1(.‬ويوضح ذلك أنه "ره"‬ ‫أورد سندا ً قبل هذا هكذا‪ :‬علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن محمد بن سنان‪,‬عن عمار‬ ‫بن مروان‪,‬عن منخل‪,‬عن جابر‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم"‪ :‬وذكر سقوط "في‬ ‫س ُه ْم﴾البقرة‪,90:‬اآلية‪ )2(.‬ثم قال‪:‬‬ ‫س َما ا ْشت َ َر ْوا بِ ِه أ َ ْنفُ َ‬ ‫علي" في قوله تعالى‪ِ ﴿:‬بئْ َ‬ ‫وبهذا اإلسناد‪,‬عن محمد بن سنان الخ‪ ,‬وذكر سقوط "في علي" في قوله تعالى‪:‬‬ ‫"وإن كنتم في ريب"‪.‬اآلية ‪.‬كما تقدم‪ ,‬ثم قال‪:‬وبهذا اإلسناد وذكر الحديث المذكور‪,‬‬ ‫والسياري أورد في كتابه تلك األخبار بهذا السند وزاد بعد قوله‪" :‬لما معكم"‬ ‫وبإسناده ثم ذكر اآلية األخيرة المتضمنة لقوله"في علي"‪ )3(,‬واحتمال كون ما في‬ ‫مصحفهم "ع" موافقا ً لما في الخبر ومخالفا ً لما عندنا كما ظنه الفاضل المذكور بعيد‪.‬‬

‫يد‪ :‬السياري عن البرقي عن الديلمي عن داؤد الرقي قال‪ :‬قال أبو عبد هللا "عليه‬

‫علَ ٰى َما آتَا ُه ُم َّ‬ ‫ض ِل ِه ۖ فَقَ ْد آتَ ْينَا آ َل‬ ‫اَّللُ ِم ْن فَ ْ‬ ‫السالم"‪﴿:‬أَ ْم َي ْح ُ‬ ‫اس َ‬ ‫سدُونَ النَّ َ‬ ‫ظي ًما﴾النساء‪,54:‬‬ ‫ب َو ْال ِح ْك َمةَ َوآت َ ْينَا ُه ْم ُم ْل ًكا َع ِ‬ ‫يم‪ -‬وآل عمران وآل محمد ‪ْ -‬ال ِكتَا َ‬ ‫ِإب َْرا ِه َ‬ ‫ثم قال"ع"‪ :‬نحن وهللا الناس الذين ذكرهم هللا عز وجل في كتابه ونحن وهللا المحسودون‬ ‫ثالثاً‪)4(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 417‬ح‪,27‬باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 417‬ح‪,25‬باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 38‬ح‪ , 135‬النساء‪.47:‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 40‬ح‪ , 142‬النساء‪.54:‬‬ ‫‪611‬‬

‫يه‪ :‬علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن حماد‪,‬عن حريز‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم"‬

‫ش ْيءٍّ ‪ -‬فأرجعوه ‪ -‬إِلَى َّ‬ ‫سو ِل ‪ -‬وإلى أولي‬ ‫قال‪ :‬نزلت‪﴿:‬فَإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِي َ‬ ‫الر ُ‬ ‫اَّللِ َو َّ‬ ‫األمر منكم‪ ﴾-‬النساء‪)1(,59:‬‬

‫يو‪ :‬العياشي‪ :‬عن بريد بن معاوية‪ ,‬قال‪ :‬كنت عند أبي جعفر "عليه السالم" فسألته‬

‫عن قول هللا تعالى‪﴿ :‬أَ ِطيعُوا َّ‬ ‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم﴾‬ ‫الر ُ‬ ‫اَّللَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬ ‫ب‬ ‫َصيبًا ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫النساء‪ ,59:‬قال‪ :‬فكان جوابه أن قال‪﴿:‬أَلَ ْم ت َ َر إِلَى الَّذِينَ أ ُوتُوا ن ِ‬ ‫ت َو َّ‬ ‫الطا ُ‬ ‫ت ‪ -‬فالن وفالن ‪﴾-‬النساء‪ ,51:‬إلى أن قال"ع" ثم قال‬ ‫غو ِ‬ ‫يُؤْ ِمنُونَ ِب ْال ِج ْب ِ‬ ‫للناس‪َ ( :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا) فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة﴿أَ ِطيعُوا َّ‬ ‫اَّللَ‬ ‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم﴾ النساء‪ ,59:‬إيانا عني خاصة "فإن خفتم"‬ ‫الر ُ‬ ‫َوأَ ِطيعُوا َّ‬ ‫تنازعا ً في األمر "فأرجعوه" إلى هللا وإلى الرسول وأولي األمر منكم ‪,‬هكذا نزلت‬ ‫وكيف يأمرهم بطاعة أولي األمر ويرخص لهم في منازعتهم! إنما قيل ذلك‬

‫للمأمورين الذين قيل لهم‪﴿:‬أَ ِطيعُوا َّ‬ ‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم﴾‬ ‫الر ُ‬ ‫اَّللَ َوأ َ ِطيعُوا َّ‬ ‫النساء‪)2(,59:‬‬

‫يز‪ :‬وعن العجلي‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم" مثله سواء‪ ,‬وزاد في آخره تفسير‬ ‫بعض اآليات‪)3(.‬‬

‫يج‪ :‬وعن محمد بن مسلم‪ ,‬قال‪ :‬قال أبو جعفر"عليه السالم"‪﴿:‬فَإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِي‬ ‫ش ْيءٍّ ‪ -‬فأرجعوه ‪ِ -‬إلَى َّ‬ ‫ل ‪ -‬وإلى أولي األمر منكم‪ ﴾-‬النساء‪)4(.59:‬‬ ‫َ‬ ‫الر ُ‬ ‫اَّللِ َو َّ‬ ‫سو ِ‬ ‫يط‪ :‬السياري‪:‬عن البرقي‪,‬عن محمد بن أبي عمير‪,‬عن يزيد بن معاوية العجلي‪,‬عن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,141‬تفسير سورة النساء‪.59:‬‬ ‫‪ -2‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,247-246‬ح‪ ,153‬تفسير سورة النساء‪.59:‬‬ ‫‪ -3‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,247‬ح‪ ,154‬تفسير سورة النساء‪.59:‬‬ ‫‪ -4‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,254‬ح‪ ,178‬تفسير سورة النساء‪.59:‬‬ ‫‪612‬‬

‫أبي جعفر"عليه السالم" قال‪ :‬تال‪َ ﴿ :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا﴾ فجمع المؤمنين إلى يوم‬

‫القيامة ﴿أَ ِطيعُوا َّ‬ ‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم﴾النساء‪ ,59:‬إيانا عني‬ ‫الر ُ‬ ‫اَّللَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬ ‫خاصة‪" :‬فإن خفتم تنازعا ً في األمر "فأرجعوه" إلى هللا وإلى الرسول وأولي األمر‬ ‫منكم" كذا نزلت‪)1(.‬‬

‫ك‪ :‬العياشي في ذيل خبر محمد بن مسلم‪,‬وفي رواية عامر بن سعيد الجهني‪,‬عن‬ ‫جابر عنه "ع"‪ :‬وأولي األمر‪)2(.‬‬

‫كا‪ :‬السياري‪ :‬عن علي بن الحكم‪,‬عن عامر بن سعيد الجهني‪,‬عن أبي جعفر‪,‬عليه‬ ‫السالم"‪" :‬قال أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم من آل محمد‬ ‫صلوات هللا عليهم" هكذا نزل بها جبرائيل‪)3(.‬‬

‫كب‪ :‬ثقة اإلسالم في الكافي‪,‬عن الحسين بن محمد‪,‬عن معلى بن محمد‪,‬عن الحسن‬ ‫بن علي الوشاء‪,‬عن أحمد بن عائل‪,‬عن ابن أذينة‪,‬عن يزيد العجلي‪,‬قال‪ :‬سألت أبا‬

‫جعفر"ع" عن قول هللا عز ذكره‪ِ ﴿ :‬إ َّن َّ‬ ‫ت إِلَ ٰى أَ ْه ِل َها‬ ‫اَّللَ َيأ ْ ُم ُر ُك ْم أ َ ْن ت ُ َؤدُّوا ْاأل َ َمانَا ِ‬ ‫اس أ َ ْن ت َ ْح ُك ُموا ِب ْال َع ْد ِل﴾ النساء‪ ,58:‬قال‪ :‬إيانا عنى أن يؤدى‬ ‫َو ِإذَا َح َك ْمت ُ ْم َبيْنَ النَّ ِ‬

‫اس أَ ْن‬ ‫األول إلى اإلمام الذي بعده الكتب والعلم والسالح﴿ َو ِإذَا َح َك ْمت ُ ْم بَيْنَ النَّ ِ‬ ‫تَ ْح ُك ُموا ِب ْال َع ْد ِل﴾ النساء‪,58:‬الذي في أيديكم ثم قال للناس‪َ ﴿:‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا‬ ‫أَ ِطيعُوا َّ‬ ‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم﴾ النساء‪,59:‬إيانا عنى خاصة‬ ‫الر ُ‬ ‫اَّللَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬ ‫أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا "فإن خفتم تنازعا ً فـي أمر فردوه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 38‬ح‪ , 132‬النساء‪.59:‬‬ ‫‪ -2‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,254‬ح‪ ,178‬تفسير سورة النساء‪.59:‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 41‬ح‪ , 147‬النساء‪.54:‬‬ ‫‪613‬‬

‫إلى هللا وإلى الرسول وإلى أولي األمر منكم" كذا نزلت وكيف يأمرهم هللا عز‬ ‫وجل بطاعة والة األمر ويرخص في منازعتهم ! إنما قيل ذلك للمأمورين الذين‬ ‫قيل لهم "أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم"‪)1(.‬‬

‫كج‪ :‬وعن علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن ابن أبي عمير‪,‬عن عمر بن أذينة‪,‬عن بريد‬ ‫بن معاوية‪,‬قال‪ :‬تال أبو جعفر"عليه السالم"‪" :‬أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي‬ ‫األمر منكم فإن خفتم تنازعا ً في األمر فأرجعوه إلى هللا وإلى الرسول وأولي األمر‬ ‫منكم"‪ ,‬ثم قال"ع"‪ :‬كيف يأمر بطاعتهم ويرخص في منازعتهم! إنما قال ذلك‬ ‫للمأمورين الذي قيل لهم "أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول"‪)2(.‬‬

‫كد‪ :‬سعد بن عبد هللا القمي في كتاب ناسخ القران مما رواه عن مشايخه‪ ,‬قال‪ :‬كان‬ ‫ أي الصادق – يقرأ‪" :‬فإن تنازعتم من في شيء فأرجعوه إلى هللا وإلى رسوله‬‫وأولي األمر منكم"‪)3( .‬‬

‫كه‪ :‬كتاب سليم بن قليس الهاللي في حديث طويل‪,‬عن علي"عليه السالم" في ذكر‬ ‫اختالف األخبار وأقسام رواية‪ ,‬إلى أن قال‪ :‬فقلت‪ :‬يا نبي هللا ومن شركائي؟ قال‪:‬‬ ‫الذين قرنهم هللا بنفسه وبي الذين قال في حقهم‪" :‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا‬ ‫وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم فإن خفتم التنازع في شيء فأرجعوه إلى هللا‬ ‫وإلى الرسول وإلى أولي األمر منكم"‪ .‬الخبر‪)4(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 276‬ح‪ ,1‬باب أن اإلمام "ع" يعرف اإلمام الذي يكون من بعده‬ ‫وأن قول هللا تعالى‪" :‬إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها" فيهم "ع" نزلت‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 185-184‬ح‪,212‬في ان ال يوجب هللا طاعة أولي األمر‬ ‫ويرخص في منازعتهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي‪:‬ص‪247‬‬ ‫ح‪,16‬باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل‪.‬‬ ‫‪ -4‬كتاب سليم بن قيس‪:‬ص‪ ,184‬علة الفرق بين أحاديث الشيعة وأحاديث مخالفيهم‪.‬‬ ‫‪614‬‬

‫قلت‪ :‬وفي تلك األخبار داللة صريحة على فساد قول من قال‪ :‬أن الخطاب في‬ ‫تنازعتم ألولي األمر على سبيل االلتفات من الغيبة إلى الخطاب‪ ,‬وفساد ما في‬ ‫الكشاف من أن المراد‪ :‬فإن اختلفتم أنتم وأولو األمر منكم في شيء من أمور الدين‬ ‫فارجعوا فيه إلى الكتاب والسنة‪)1(.‬‬

‫وجه الفساد وجود أولى األمر في الموضع الثاني أيضا ً‪ ,‬وضرورة حكم العقل بعدم‬ ‫تصور منازعة من أمر هللا بطاعتهم وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله‪ ,‬كما ال‬ ‫يتصور منازعة هللا ومنازعة رسوله‪ ,‬فإن جاز منازعتهما جاز منازعتهم‪,‬‬ ‫فالمخاطبون بالرد والرجوع المؤمنون المخاطبون بالطاعة‪ ,‬وهذا من أجلى‬ ‫الضروريات ال ينكره إال مكابر أو مباهت‪ ,‬وهو أيضا ً بنفسه قرينة على لزوم‬ ‫وجود أولي األمر في الموضع الثاني‪.‬‬ ‫وقال المجلسي "ره"‪ :‬وظاهر كثير من األخبار أن قوله وأولي األمر منكم كان‬ ‫مثبتا ً ههنا فأسقط‪)2(.‬‬

‫وزعم الفاضل الطبرسي "ره"‪ :‬أنه يفهم أمرهم بالرجوع إلى والة األمر عند‬ ‫التنازع على تقدير عدم وجوده أيضا ً‪ )3(.‬كما في هذا المصحف الذي جمعوه على‬ ‫عهد عثمان بقرينة األمر بطاعتهم أوالً‪ ,‬وإنما لم يذكرهم هنا للتنبيه على أن‬ ‫الرجوع إليهم رجوع إلى هللا وإلى الرسول‪ ,‬وفيه أن الذي يفهم من صدر اآلية عدم‬ ‫جواز منازعتهم في شيء من أمور الديـــن والدنيا لمنافاتها لمطاعينهم ‪ ,‬وأما أنهم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,524‬تفسير سورة النساء‪.59:‬‬ ‫‪ -2‬مرآة العقول للمجلسي‪ :‬ج‪ 26‬ص‪ 77‬ح‪,212‬تفسير قوله تعالى‪ :‬أ َ ِطيعُوا َّ‬ ‫اَّللَ َوأ َ ِطيعُوا‬ ‫سو َل‪.....‬‬ ‫الر ُ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,115-113‬تفسير قوله تعالى ‪ :‬يا أيها الذين آمنوا‬ ‫أطيعوا هللا ‪.‬‬ ‫‪615‬‬

‫المرجع أيضا ً في صورة التنازع فعدم ذكره معهما قرينة على عدمه‪,‬نعم لو اقتصر‬ ‫في الموضع الثاني على األمر بالرد إلى هللا كان لما ذكره وجه للعلم بكون الرجوع‬ ‫إلى الرسول رجوع إليه تعالى‪,‬فيكون قرينته على أنهم أيضا ً كذلك‪.‬‬ ‫ومن هنا قال الرازي‪ :‬في تفسيره في وجوه الرد على ما زعمه األمامية من كون‬

‫المراد بأولى األمر هم األئمة"عليهم السالم"‪,‬وأيضا ً أنه تعالى قال‪﴿:‬فَإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم‬ ‫ش ْيءٍّ فَ ُردُّوهُ إِلَى َّ‬ ‫سو ِل﴾ النساء‪.59:‬وعلى هذا ينبغي أن يقال فردوه‬ ‫ِفي َ‬ ‫الر ُ‬ ‫اَّللِ َو َّ‬ ‫إلى األمام‪.‬انتهى‪)1(.‬والتعرض للجواب عن أوهامه خروج عن وضع الكتاب‪.‬‬ ‫كو‪ :‬ثقة اإلسالم في روضة الكافي‪,‬عن علي بن إبراهيم‪,‬عن أحمد بن محمد بن‬ ‫خالد‪,‬عن أبي جنادة الحصين بن المخارق بن عبد الرحمن بن ورقاء بن حبشي بن‬ ‫جنادة السلولي صاحب رسول هللا "صلعم"‪,‬عن أبي الحسن األول"ع" في قول هللا‬

‫عز وجل‪﴿:‬أُو ٰلَ ِئ َك الَّذِينَ َي ْعلَ ُم َّ‬ ‫ع ْن ُه ْم‪ -‬فقد سبقت عليهم‬ ‫اَّللُ َما ِفي قُلُو ِب ِه ْم فَأَع ِْر ْ‬ ‫ض َ‬ ‫كلمة الشقاء وسبق لهم العذاب ‪َ -‬و ِع ْ‬ ‫ظ ُه ْم َوقُ ْل لَ ُه ْم فِي أ َ ْنفُ ِس ِه ْم قَ ْو ًال بَ ِليغًا﴾‬ ‫النساء‪)2(.63:‬‬

‫قال العالمة المجلسي في مرآة العقول‪ :‬ظاهر الخبر أن هاتين الفقرتين كانتا‬ ‫داخلتين في اآلية‪ ,‬ويحتمل أن يكون "عليه السالم" أوردها للتفسير‪ ,‬أي إنما أمر‬ ‫تعالى باإلعراض عنهم لسبق كلمة الشقاء عليهم‪ ,‬أي علمه تعالى بشقائهم وسبق‬ ‫تقدير العذاب لعلمه بأنهم يصيرون أشقياء بسوء اختيارهم‪)3(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير الرازي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,114‬تتمة سورة النساء ‪ :‬آية ‪.59‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 184‬ح‪,211‬بيان قوله تعالى‪ :‬أولئك الذين يعلم هللا ما في‬ ‫قلوبهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬مرآة العقول للمجلسي‪ :‬ج‪ 26‬ص ‪ 76‬ح‪,211‬تفسير قوله تعالى‪ :‬أولئك الذين يعلم هللا‬ ‫ما في قلوبهم‪...‬‬ ‫‪616‬‬

‫قلت‪ :‬ما احتمله في غاية البعد عن ظاهر السياق‪ ,‬مع أنهما ليستا تفسيرا ً للموجود‬ ‫وكشفا لمعناه‪ ,‬وذكر علة اإلعراض فيهما ال يجعلهما تفسيرا ً له بل يجعلهما‬ ‫مربوطا ً به‪.‬‬ ‫ثم قال‪ :‬وتركه أي قوله تعالى‪ :‬وعظهم في الخبر‪ ,‬إما من النساخ أو لظهوره أو‬ ‫لعدمه في مصحفهم "ع" ‪)1(.‬‬

‫قلت‪ :‬واألول بعيد ألن العياشي(‪)2‬والسياري(‪ )3‬أيضا ً أورداه كذلك وكذا الثاني‬ ‫وإال لم يحتج إلى ذكر تمام اآلية‪.‬‬ ‫كز‪ :‬السياري‪ :‬عن الحسين بن سيف‪,‬عن أبي جنادة الحصين بن المخارق مثله‪)4(.‬‬

‫كح‪ :‬العياشي‪ :‬عن محمد بن علي‪,‬عن أبي جنادة مثله‪ .‬إال أن فيه‪,‬عن أبي الحسن‬ ‫األول‪,‬عن أبيه "عليهما السالم" الخ‪)5(.‬‬

‫كط‪ :‬السياري‪:‬عن يونس‪,‬عن حمزة بن الربيع‪,‬عن عبد السالم بن المثنى‪,‬قال‪ :‬قال‬ ‫سو َل‪ -‬وظلموا‬ ‫الر ُ‬ ‫ص ُوا َّ‬ ‫أبو عبد هللا"عليه السالم"‪﴿:‬يَ ْو َمئِ ٍّذ يَ َودُّ الَّذِينَ َكفَ ُروا َو َ‬ ‫ع َ‬

‫ض َو َال َي ْكت ُ ُمونَ َّ‬ ‫س َّو ٰى بِ ِه ُم ْاأل َ ْر ُ‬ ‫اَّللَ‬ ‫آل محمد حقهم‪-‬لَ ْو ت ُ َ‬

‫حدِيثًا﴾النساء‪)6(.42 :‬‬ ‫َ‬

‫ل‪ :‬علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن ابن أبي عمير‪,‬عن ابن أذينة‪,‬عن زرارة‪,‬عن أبي‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مرآة العقول للمجلسي‪ :‬ج‪ 26‬ص ‪ 76‬ح‪,211‬تفسير قوله تعالى‪ :‬أولئك الذين يعلم هللا‬ ‫ما في قلوبهم‪...‬‬ ‫‪ -2‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 415‬ح‪ ,185/1027‬تفسير سورة النساء‪.63:‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 40‬ح‪ , 145‬النساء‪.63:‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 40‬ح‪ , 145‬النساء‪.63:‬‬ ‫‪ -5‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 415‬ح‪ ,185/1027‬تفسير سورة النساء‪.63:‬‬ ‫‪ -6‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 42‬ح‪ , 152‬النساء‪.42:‬‬

‫‪617‬‬

‫جعفر"عليه السالم" قال‪َ ﴿:‬ولَ ْو أَنَّ ُه ْم ِإ ْذ َ‬ ‫وك‪ -‬يا علي‬ ‫س ُه ْم َجا ُء َ‬ ‫ظلَ ُموا أَ ْنفُ َ‬ ‫سو ُل لَ َو َجدُوا َّ‬ ‫فَا ْستَ ْغفَ ُروا َّ‬ ‫اَّللَ ت َ َّوابًا َر ِحي ًما﴾النساء‪,64 :‬‬ ‫الر ُ‬ ‫اَّللَ َوا ْست َ ْغفَ َر لَ ُه ُم َّ‬ ‫هكذا نزلت‪)1(.‬‬

‫ال‪ :‬ثقة اإلسالم‪,‬عن العدة‪,‬عن البرقي‪,‬عن أبيه‪,‬عن ابن ساباط(‪,)2‬عن البطائي‪,‬عن‬

‫أبي بصير‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم" في هذه اآلية‪﴿:‬ث ُ َّم َال يَ ِجدُوا فِي أَ ْنفُ ِس ِه ْم‬ ‫س ِلي ًما﴾النساء‪:‬‬ ‫س ِلّ ُموا ‪ -‬هلل الطاعة ‪ -‬ت َ ْ‬ ‫ضي َ‬ ‫َح َر ًجا ِم َّما قَ َ‬ ‫ْت ‪ -‬في أمر الوالية(‪َ -)3‬ويُ َ‬ ‫‪)4(.65‬‬

‫لب‪ :‬السياري‪ :‬عن ابن أسباط‪,‬عن علي بن أبي حمزة‪,‬عن أبي بصير‪,‬عن أبي عبد‬ ‫ْت ‪ -‬من أمر‬ ‫ضي َ‬ ‫هللا "ع" في قوله عز وجل‪َ ﴿:‬ال يَ ِجدُوا فِي أ َ ْنفُ ِس ِه ْم َح َر ًجا ِم َّما قَ َ‬ ‫س ِلي ًما﴾النساء‪)5(.65 :‬‬ ‫س ِلّ ُموا ‪ -‬هلل ‪ -‬تَ ْ‬ ‫الوالي ‪َ -‬ويُ َ‬

‫لج‪ :‬العياشي‪ :‬عن جابر‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم"‪﴿:‬فَ َال َو َر ِبّ َك َال يُؤْ ِمنُونَ‬ ‫جا ِم َّما ‪ -‬قضى‬ ‫وك فِي َما َ‬ ‫َحت َّ ٰى يُ َح ِ ّك ُم َ‬ ‫ش َج َر بَ ْينَ ُه ْم ث ُ َّم َال يَ ِجدُوا فِي أَ ْنفُ ِس ِه ْم َح َر ً‬ ‫س ِلي ًما﴾النساء‪)6(,65 :‬‬ ‫س ِلّ ُموا ت َ ْ‬ ‫محمد وآل محمد ‪َ -‬ويُ َ‬ ‫لد‪ :‬وعن عبد هللا بن يحيى الكاهلي‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم"‪ ,‬قال‪ :‬سمعتــه‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,142‬تفسير سورة النساء‪.64:‬‬ ‫‪ -2‬ورد "ابن اسباط" في المصدر‪.‬‬ ‫‪ -3‬ورد"من أمر الوالي" في المصدر‪.‬‬ ‫‪ -4‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 184‬ح‪,210‬في بيان قوله تعالى‪ :‬ولو أنا كتبنا عليهم أن‬ ‫اقتلوا‪......‬‬ ‫‪ -5‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 39‬ح‪ , 141‬النساء‪.65:‬‬ ‫‪ -6‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 256‬ح‪,186‬في قوله تعالى‪ :‬فَ َال َو َر ِبّ َك َال يُؤْ ِمنُونَ َحت َّ ٰى‬ ‫وك‪.‬‬ ‫يُ َح ِ ّك ُم َ‬ ‫‪618‬‬

‫يقول‪ :‬وهللا لو أن قوما ً عبدوا هللا وحده ال شريك له وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة‬ ‫وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان‪ ,‬ثم لم يسلموا لنا‪ ,‬لكانوا بذلك مشركين‪,‬‬ ‫فعليهم بالتسليم‪,‬ولو أن قوما ً عبدوا هللا وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة وحجوا البيت‬ ‫وصاموا شهر رمضان‪ ,‬ثم قالوا لشيء صنعه رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬لم‬

‫صنع كذا وكذا! ووجدوا ذلك في أنفسهم‪ ,‬لكانوا بذلك مشركين‪ ,‬ثم قرأ‪﴿:‬فَ َال َو َربِّ َك‬ ‫ش َج َر بَ ْينَ ُه ْم ِم َّما ‪ -‬قضى محمد وآل محمد ‪, -‬إلى‬ ‫وك فِي َما َ‬ ‫َال يُؤْ ِمنُونَ َحت َّ ٰى يُ َح ِ ّك ُم َ‬ ‫س ِلّ ُموا‬ ‫قوله‪َ :‬ويُ َ‬

‫س ِلي ًما﴾ النساء‪)1(,65 :‬‬ ‫تَ ْ‬

‫له‪ :‬السياري‪ :‬عن سليمان بن إسحاق‪,‬عن يحيى بن مبارك‪,‬عن عبد هللا بن‬ ‫جبلة‪,‬عن إسحاق بن عمار‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم" قال‪" :‬حتى يحكموا‬ ‫محمد وآل محمد(‪ )2‬وال يجدون في أنفسهم حرجاً" اآلية‪)3(.‬‬

‫لو‪ :‬ثقة اإلسالم في الكافي‪,‬عن العدة عن أحمد بن محمد البرقي‪,‬عن أبيه‪,‬عن علي‬ ‫بن أسباط‪,‬عن علي بن أبي حمزة‪,‬عن أبي بصير‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم"‪:‬‬

‫س ُك ْم ‪ -‬وسلموا لإلمام تسليما ً ‪ -‬أَ ِو ْ‬ ‫اخ ُر ُجوا ِم ْن‬ ‫﴿ َولَ ْو أَنَّا َكت َ ْبنَا َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم أَ ِن ا ْقتُلُوا أَ ْنفُ َ‬ ‫ار ُك ْم ‪ -‬رضا ً له ‪َ -‬ما فَ َعلُوهُ ِإ َّال قَ ِلي ٌل ِم ْن ُه ْم ۖ َولَ ْو ‪ -‬أن أهل الخالف ‪ -‬فَ َعلُوا َما‬ ‫ِد َي ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫ظونَ ِب ِه لَ َكانَ َخي ًْرا لَ ُه ْم‬ ‫يُو َ‬

‫شد َّ تَثْبِيتًا﴾النساء‪)4(.66:‬‬ ‫َوأَ َ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 256-255‬ح‪,184‬في قوله تعالى‪ :‬فَ َال َو َر ِبّ َك َال يُؤْ ِمنُونَ َحت َّ ٰى‬ ‫وك‪.‬‬ ‫يُ َح ِ ّك ُم َ‬ ‫ش َج َر بَ ْينَ ُه ْم" في المصدرسقط من المصنف‪.‬‬ ‫‪ -2‬ورد "فِي َما َ‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 40‬ح‪ , 143‬النساء‪.65:‬‬ ‫‪ -4‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 184‬ح‪,210‬في بيان قوله تعالى‪ :‬ولو أنا كتبنا عليهم أن‬ ‫اقتلوا‪....‬‬

‫‪619‬‬

‫لز‪ :‬السياري عن علي بن أسباط مثله‪)1(.‬‬

‫لح‪ :‬العياشي‪,‬عن أبي بصير‪,‬عنه "ع" مثله سواء‪ ,‬إال أنه ليس فيما كلمة "وسلموا"‬ ‫بعد "أنفسكم"‪)2(.‬‬

‫قال العالمة المجلسي‪ :‬ظاهر الخبر أنه أي قوله "وسلموا" داخل في اآلية في‬ ‫قراءتهم "ع"‪ ,‬ويحتمل أن يكون من كالمه "ع" إضافة للتفسير‪ ,‬أي المراد بالقتل‬ ‫القتل الذي يكون في أمر التسليم لإلمام "ع"‪ )3(.‬وفيه بعد يعرف وجهه مما تقدم‬ ‫ويؤيد نقله السياري في هذا الباب قوله رضي له‪ :‬أي يكون خروجكم لرضاء‬ ‫اإلمام"ع" أو على وفق رضاه‪.‬‬ ‫وقال بعض المفسرين‪ :‬وهذا الحديث يحتمل التأويل‪ ,‬ويكون قوله‪":‬وسلموا الخ"‬ ‫عطفا ً تفسيريا ً "القتلوا أنفسكم"‪ ,‬فإن في التسليم لإلمام"ع" نوع قهر شديد للنفس‬ ‫عبر عنه بالقتل لشدته‪ ,‬أو سلموا له في قتل األنفس لو أمر بالجهاد‪ ,‬ويحتمل‬ ‫التنزيل باللفظ ‪.‬انتهى‪)4(.‬‬

‫والوجه األول وإن كان حسنا ً في نفسه إال أنه في غاية البعد عن سياق اآلية‪,‬‬ ‫ومقابلة قتل النفس بالخروج من الديار فإن الظاهر منه إما عرض النفس للقتل‬ ‫بالجهاد أو قتلها كما قتل بنو إسرائيل‪.‬‬ ‫لط‪ :‬الكليني‪,‬عن علي بن محمد‪,‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪,‬عن أبيه‪,‬عن أبي‬

‫طالب‪,‬عن يونس بن بكار‪,‬عن أبيه‪,‬عن جابر‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم"‪َ ﴿:‬ولَ ْو‬ ‫ع ُ‬ ‫شدَّ تَثْ ِبيتًا﴾البقرة‪)5(.66:‬‬ ‫ظونَ ِب ِه‪ -‬في علي ‪-‬لَ َكانَ َخي ًْرا لَ ُه ْم َوأ َ َ‬ ‫أَنَّ ُه ْم فَ َعلُوا َما يُو َ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 39‬ح‪ , 140‬النساء‪.66:‬‬ ‫‪ -2‬تفسير العياشي‪:‬ج‪1‬ص‪256‬ح‪,188‬في قوله تعالى‪:‬ولو إنا كتبنا عليهم إن اقتلوا أنفسكم‪.‬‬ ‫‪ -3‬مرآة العقول‪:‬ج‪ 26‬ص‪ 75‬ح‪,210‬في قوله تعالى‪:‬ولو إنا كتبنا عليهم إن اقتلوا أنفسكم‪.‬‬ ‫‪ -4‬لم أقف على صاحب هذا القول أو المصدر‪.‬‬ ‫‪ -5‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 417‬ح‪ ,28‬باب وفيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪620‬‬

‫م‪ :‬وعن أحمد بن مهران "ره"‪,‬عن عبد العظيم بن عبد هللا الحسني‪,‬عن بكار‪,‬عن‬

‫جابر‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم" قال‪ :‬هكذا نزلت هذه اآلية‪َ ﴿:‬ولَ ْو أَنَّ ُه ْم فَ َعلُوا َما‬ ‫ع ُ‬ ‫ظونَ ِب ِه ‪ -‬في علي ‪ -‬لَ َكانَ َخي ًْرا لَ ُه ْم‬ ‫يُو َ‬

‫شدَّ تَثْ ِبيتًا﴾البقرة‪)1(.66:‬‬ ‫َوأَ َ‬

‫ما‪ :‬السياري‪ :‬عن علي بن الحكم‪,‬عن داؤد بن النعمان‪,‬عن منصور بن حازم‪,‬عن‬

‫سنَ ٍّة فَ ِمنَ َّ‬ ‫اَّللِ ۖ‬ ‫صا َب َك ِم ْن َح َ‬ ‫أبي عبد هللا"عليه السالم" في قوله جل وعال‪َ ﴿:‬ما أَ َ‬ ‫س ِيّئ َ ٍّة‪ -‬فأنا قضيتها﴾النساء‪)2(.79:‬‬ ‫صا َب َك ِم ْن َ‬ ‫َو َما أَ َ‬ ‫مب‪ :‬وعن بعض الهاشميين‪,‬عن ابن اورمة‪,‬عن يونس‪,‬عن الرضا"عليه السالم"‬

‫ضوا‪ -‬عما أمرتم به ‪-‬فَإ ِ َّن َّ‬ ‫اَّللَ َكانَ ِب َما‬ ‫في قوله تعالى‪َ ﴿:‬و ِإ ْن تَ ْل ُووا أَ ْو ت ُ ْع ِر ُ‬ ‫يرا﴾ النساء‪)3(.135:‬‬ ‫تَ ْع َملُونَ َخ ِب ً‬ ‫مج‪ :‬الكليني‪ :‬عن الحسين بن محمد‪,‬عن معلى بن محمد‪,‬عن علي بن أسباط‪,‬عن‬ ‫علي بن أبي حمزة‪,‬عن أبي بصير‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم" في قوله‬ ‫ضوا ﴾ النساء‪ ,135:‬قال‪" :‬إن تلووا األمر وتعرضوا‬ ‫تعالى‪َ ﴿:‬و ِإ ْن ت َ ْل ُووا أَ ْو ت ُ ْع ِر ُ‬ ‫عما أمرتم به فإن هللا كان بما تعملون خبيرا ً "‪)4(.‬‬

‫وظاهر الخبر وإن كان في مقام التفسير إال أنه يمكن استظهار نزوله كذلك‬ ‫بمالحظة صدر اآلية وذيلها فإن صدرها هكذا عن أبي عبد هللا"ع" في قوله تعالى‪:‬‬ ‫ين(‪ )5‬يا معشر المكذبين حيث أنبأتكم رسالة ربي‬ ‫ست َ ْعلَ ُمونَ َم ْن هُ َو فِي َ‬ ‫"فَ َ‬ ‫ض َال ٍّل ُمبِ ٍّ‬ ‫في والية علي واألئمة من بعده من هو في ضالل مبين" كذا نزلت‪ ,‬وذيلها فــــــي‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 424‬ح‪ ,60‬باب وفيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 41‬ح‪ , 146‬النساء‪.79:‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 43‬ح‪ , 156‬النساء‪.135:‬‬ ‫‪ -4‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 421‬ح‪ ,45‬باب وفيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -5‬سورة الملك‪.29:‬‬ ‫‪621‬‬

‫شدِيدًا‬ ‫عذَابًا َ‬ ‫قوله تعالى‪﴿:‬فَلَنُذِيقَ َّن الَّذِينَ َكفَ ُروا ‪ -‬بتركهم والية أمير المؤمنين ‪َ -‬‬ ‫س َوأ َ الَّذِي َكانُوا يَ ْع َملُونَ ﴾ فصلت‪ ,27:‬وهما ظاهران في كونه"ع"‬ ‫َولَن َْج ِزيَنَّ ُه ْم أَ ْ‬ ‫في مقام بيان النزول اللفظي‪ ,‬ويؤيده خبر يونس وذكر السياري في هذا المقام‪.‬‬ ‫مد‪ :‬العياشي‪ :‬عن زرارة وحمران‪,‬عن أبي جعفر‪,‬عن أبي عبد هللا "عليهما‬ ‫ْك َك َما أ َ ْو َح ْينَا إِلَ ٰى نُوحٍّ َوالنَّ ِب ِيّينَ ِم ْن بَ ْع ِد ِه ‪ -‬فجمع له‬ ‫السالم" قال‪ِ ﴿:‬إنَّا أَ ْو َح ْينَا ِإلَي َ‬ ‫كل وحي﴾النساء‪)1(.163:‬‬

‫مه‪ :‬السياري‪ :‬عن البرقي‪,‬عن القاسم بن محمد‪,‬عن محمد الحلبي‪,‬عن أبي عبد‬ ‫هللا"عليه السالم" قال‪ :‬قال رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬قال هللا عز وجل‪:‬‬ ‫"إني أوحيت إليك كما أوحيت إلى نوح والنبيين من بعده"‪)2(.‬‬

‫مو‪ :‬علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن ابن أبي عمير‪,‬عن أبي بصير‪,‬عن أبي عبد هللا‬

‫"عليه السالم" قال‪ :‬إنما نزلت‪ٰ ﴿ :‬لَ ِك ِن َّ‬ ‫اَّللُ يَ ْش َهدُ بِ َما أَ ْنزَ َل ِإلَي َْك ‪ -‬في علي ‪ -‬أَ ْنزَ لَهُ‬ ‫بِ ِع ْل ِم ِه ۖ َو ْال َم َالئِ َكةُ يَ ْش َهدُونَ َو َكفَ ٰى‬

‫بِ َّ‬ ‫ش ِهيدًا﴾ النساء‪)3(.163:‬‬ ‫اَّللِ َ‬

‫مز‪ :‬سعد بن عبد هللا القمي في الكتاب المذكور‪,‬قال‪ :‬قرأ أبو جعفر "عليه السالم"‪:‬‬ ‫"لكن هللا" وذكر مثله‪)4( .‬‬ ‫مخ‪ :‬العياشي‪:‬عن أبي حمزة الثمالي‪,‬قال‪:‬سمعت أبا جعفر"ع" يقول‪:‬وذكر مثله‪)5(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 285‬ح‪,305‬تفسير سورة النساء‪.163:‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 41‬ح‪ , 151‬النساء‪.163:‬‬ ‫‪ -3‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,159‬تفسير قوله تعالى‪" :‬لكن هللا يشهد بما انزل إليك أنزله‬ ‫بعلمه" النساء ‪. 163:‬‬ ‫‪ -4‬كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي‪:‬ص‪255‬‬ ‫ح‪,38‬باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل‪.‬‬ ‫‪ -5‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 285‬ح‪,307‬تفسير سورة النساء‪.163:‬‬

‫‪622‬‬

‫مط‪ :‬السياري‪:‬عن محمد بن علي‪,‬عن محمد بن فضيل‪,‬عن أبي حمزة الثمالي‪,‬قال‪:‬‬ ‫قال أبو جعفر"عليه السالم"‪ :‬نزل جبرائيل بهذه اآلية على محمد"صلى هللا عليه‬

‫واله"‪ٰ ﴿ :‬لَ ِك ِن َّ‬ ‫اَّللُ يَ ْش َهدُ ِب َما أ َ ْنزَ َل‬

‫ْك‪ -‬في علي ‪-‬أ َ ْنزَ لَهُ ِب ِع ْل ِم ِه﴾النساء‪)1(.163:‬‬ ‫ِإلَي َ‬

‫ن‪ :‬ثقة اإلسالم‪,‬عن أحمد بن مهران‪,‬عن عبد العظيم بن عبد هللا‪,‬عن محمد بن‬ ‫فضيل‪,‬عن أبي حمزة‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم"‪,‬قال‪ :‬نزل جبرائيل بهذه اآلية‬

‫هكذا‪ِ ﴿ :‬إ َّن الَّذِينَ َ َ‬ ‫ظلَ ُموا‪ -‬آل محمد حقهم ‪-‬لَ ْم َي ُك ِن َّ‬ ‫اَّللُ ِل َي ْغ ِف َر لَ ُه ْم َو َال ِل َي ْه ِد َي ُه ْم‬ ‫ط ِريقًا ﴿‪ِ ﴾168‬إ َّال َ‬ ‫َ‬ ‫ط ِريقَ َج َهنَّ َم ‪﴾169﴿ ....‬النساء‪,‬اآلية‪ )2(.‬كذا في نسختي‬ ‫المقروءة على المجلسي "ره" وعليها خطه واآلية هكذا‪ :‬إن الذين كفروا وظلموا‬ ‫الخ‪ )3(.‬قال المولى محمد صالح‪ :‬ولعل االختصار للداللة على أن العطف للتفسير‬ ‫مع احتمال عدم نزوله‪)4(.‬‬

‫قلت‪ :‬واألولى الحمل على سهو النساخ أو الراوي لوجود تلك الكلمة وفي رواية‬ ‫القمي والعياشي والسياري‪.‬‬ ‫نا‪ :‬العياشي‪ :‬عن أبي حمزة الثمالي قال‪ :‬سمعت أبا جعفر"عليه السالم" يقول‪ :‬نزل‬ ‫جبرائيل بهذه اآلية هكذا‪" :‬إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم" اآلية‪)5(.‬‬ ‫نب‪ :‬سعد بن عبد هللا القمي في الكتاب المذكور‪,‬قال‪ :‬قرأ أبو جعفر"عليه السالم"‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 41‬ح‪ , 150‬النساء‪.163:‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 424‬ح‪ ,59‬باب وفيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -3‬اآليتان في سورة النساء‪ :‬وهي على النحو التالي ﴿ ِإ َّن الَّذِينَ َك َف ُروا َو َ‬ ‫ظلَ ُموا لَ ْم يَ ُك ِن َّ‬ ‫اَّللُ‬ ‫ط ِريقًا ﴿‪ ﴾168‬إِ َّال َ‬ ‫ِليَ ْغ ِف َر لَ ُه ْم َو َال ِل َي ْه ِد َي ُه ْم َ‬ ‫ط ِريقَ َج َهنَّ َم خَا ِلدِينَ فِي َها أَبَدًا َو َكانَ ٰذَ ِل َك‬ ‫علَى َّ‬ ‫ِيرا﴿‪.﴾169‬‬ ‫اَّللِ َيس ً‬ ‫َ‬ ‫‪ -4‬شرح أصول الكافي للمازندراني‪:‬ج‪ 7‬ص‪ 89‬ح‪ ,59‬الباب"‪ "6‬فيه نكت ونتف من‬ ‫التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -5‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 285‬ح‪,307‬تفسير سورة النساء‪.168:‬‬ ‫‪623‬‬

‫هذه اآلية‪,‬وقال‪ :‬هكذا نزل به جبرائيل"ع"على محمد"صلى هللا عليه واله"‪" :‬إن‬ ‫الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم" إلى قوله "يسيرا ً"‪)1(.‬‬

‫نج‪ :‬السياري‪ :‬عن محمد بن علي‪,‬عن محمد بن الفضيل‪,‬عن أبي حمزة والحسين‬ ‫بن سيف‪,‬عن أخيه‪,‬عن أبيه‪,‬عن أبي حمزة الثمالي‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم"‬ ‫قال‪ :‬نزلت هذه اآلية هكذا وذكر"ع" مثله‪)2(.‬‬

‫ند‪ :‬علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن ابن أبي عمير‪,‬عن أبي بصير‪,‬عن أبي عبد هللا‬ ‫"عليه السالم" أنه قرأ هذه اآلية هكذا‪" :‬إن الذين كفروا" الخ‪)3(.‬‬

‫قال الفاضل المذكور بعد نقله في ذيل شرحه للحديث المتقدم‪ :‬وفيه داللة على أن‬ ‫ذلك نزل قرآنا ً ويقرب من الروايتين ما ذهب إليه بعض المفسرين من أن المراد‬ ‫"أن الذين كفروا وظلموا" الناس بصدهم عما فيه صالحهم وخالصهم من العذاب‪,‬‬ ‫ألن من ظلم آل محمد حقهم فقد ظلم الناس وهم التابعون له عما فيه صالحهم‬ ‫وخالصهم من العذاب‪,‬انتهى‪)4(.‬‬

‫واعلم أن القمي "ره" نقل الحديث السابق بهذا السند ثم قال بعده من غير فصل‪:‬‬ ‫وقرأ أبو عبد هللا عليه السالم ‪..‬الخ‪ .‬والظاهر أنه منقطع عن الخبر السابق فيكون‬ ‫مرسالً‪ ,‬وكذا فهمه جماعة فنقلوه كذلك‪ ,‬إال أن الفاضل المذكور أدخله في الخبر‬ ‫السابق‪ ,‬فأورده بسنده كما نقلنا‪ ,‬واألمر عندنا سهل بعد ما كان مرسالت مثله‬ ‫كالمسانيد‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي‪:‬ص‪255‬‬ ‫ح‪,39‬باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل‪.‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 39‬ح‪ , 138‬النساء‪.168:‬‬ ‫‪ -3‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,159‬تفسير سورة النساء ‪. 168:‬‬ ‫‪ -4‬شرح أصول الكافي للمازندراني‪:‬ج‪ 7‬ص‪90-89‬ح‪ ,59‬الباب"‪ "6‬فيه نكت ونتف من‬ ‫التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪624‬‬

‫نه‪ :‬الكليني‪ :‬عن الحسين بن محمد‪,‬عن معلى بن محمد‪,‬عن محمد بن أورمة وعلي‬ ‫بن محمد بن عبد هللا‪,‬عن علي بن حسان‪,‬عن عبد الرحمن بن كثير‪,‬عن أبي عبد‬

‫هللا"عليه السالم" في قول هللا عز وجل‪﴿ :‬إِ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا ث ُ َّم َكفَ ُروا ث ُ َّم آ َمنُوا ث ُ َّم‬ ‫َكفَ ُروا ث ُ َّم ْ‬ ‫ازدَادُوا ُك ْف ًرا ‪ -‬لن تقبل توبتهم﴾ النساء‪ ,.137:‬قال‪ :‬نزلت في فالن‬ ‫وفالن وفالن‪.‬الخبر‪)1(.‬والموجود في المصحف هكذا‪﴿ :‬ث ُ َّم ْ‬ ‫ازدَادُوا ُك ْف ًرا لَ ْم يَ ُك ِن‬ ‫سبِ ً‬ ‫َّ‬ ‫يال﴾ النساء‪.137:‬وليس فيها قول"لن تقبل توبتهم "‬ ‫اَّللُ ِل َي ْغ ِف َر لَ ُه ْم َو َال ِليَ ْه ِد َي ُه ْم َ‬ ‫نعم هو في آية في سورة آل عمران وهي‪ِ ﴿:‬إ َّن الَّذِينَ َكفَ ُروا بَ ْعدَ إِي َمانِ ِه ْم ث ُ َّم‬ ‫ْ‬ ‫ك ُه ُم الضَّالُّونَ ﴾ إل عمران‪ ,90:‬واحتمل‬ ‫ازدَادُوا ُك ْف ًرا لَ ْن ت ُ ْقبَ َل تَ ْوبَت ُ ُه ْم َوأُو ٰلَئِ َ‬ ‫الفاضل المتقدم أن يكون ذكر آية النساء وضم إليها بعض آية آل عمران للتنبيه‪,‬‬ ‫على أن مورد الذم في اآليتين واحد وأن كل واحدة منها مفسرة لألخرى‪)2(.‬‬

‫وقال بعض المفسرين‪ :‬وال يبعد أن يكون السهو من الراوي حين نقله الحديث أو‬ ‫من القلم‪ ,‬وأن الراوي سأل اإلمام "ع" خالطا لآليتين‪ ,‬فأجابه اإلمام"ع" على قدر‬ ‫سؤاله لبيان أن مفادهما ومورد نزولهما واحد‪ ,‬وأن ما في مصحفهم خالف ما في‬ ‫المصاحف‪ ,‬والراوي اطلع على ما فيه‪ ,‬وأنت خبير بما في غير االحتمال األخير‬ ‫من التكلف وارتكاب خالف الظاهر فتأمل‪.‬‬ ‫نو‪ :‬السياري عن يونس‪,‬عن علي بن أبي حمزة‪,‬عن أبي بصير‪,‬عن أبي عبد هللا‬

‫ت‬ ‫س َال َم لَ ْس َ‬ ‫عليه السالم‪َ ﴿:‬و َال تَقُولُوا ِل َم ْن أَ ْلقَ ٰى إِلَ ْي ُك ُم ال َّ‬

‫ُمؤْ ِمنًا﴾النساء‪)3(.94:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 420‬ح‪ ,42‬باب وفيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -2‬شرح أصول الكافي للمازندراني‪:‬ج‪ 7‬ص‪76‬ح‪ ,42‬الباب"‪ "6‬فيه نكت ونتف من‬ ‫التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 42‬ح‪ , 153‬النساء‪.94:‬‬ ‫‪625‬‬

‫نز‪ :‬الطبرسي في مجمع البيان‪ :‬وروي عن أبي جعفر القارئ من بعض الطرق‬ ‫"لست مؤمنا ً" بفتح الميم الثانية‪ ,‬وحكى أبو القاسم البلخي أنه قراءة أبي جعفر‬ ‫محمد بن علي الباقر"عليهما السالم"‪ ,‬ثم ومن قرأ "مؤمنا ً" فإنه من األمان ومعناه‪:‬‬ ‫ال تقولوا لمن استسلم لكم لسنا نؤمنكم‪)1(.‬‬

‫نح‪ :‬الكليني‪ :‬عن أحمد بن مهران‪,‬عن عبد العظيم بن عبد هللا الحسني‪,‬عن محمد‬

‫اس قَ ْد‬ ‫بن الفضيل‪,‬عن أبي حمزة‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم" قال‪﴿:‬يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬ ‫آمنُوا َخي ًْرا لَ ُك ْم َو ِإ ْن‬ ‫ق ِم ْن َر ِبّ ُك ْم ‪ -‬في والية علي ‪ -‬فَ ِ‬ ‫الر ُ‬ ‫َجا َء ُك ُم َّ‬ ‫سو ُل ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫ض﴾النساء‪)2(.170:‬‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫تَ ْكفُ ُروا‪ -‬بواليته ‪-‬فَإِ َّن ِ ََّّللِ َما فِي ال َّ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫نط‪ :‬العياشي‪ :‬عن أبي حمزة الثمالي‪,‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر"عليه السالم" يقول‪:‬‬ ‫نزل جبرئيل وذكر مثله‪)3(.‬‬

‫س‪ :‬السياري‪ :‬عن محمد بن علي‪,‬عن محمد بن الفضيل عن‪,‬أبي حمزة والحسين‬ ‫بن سيف‪,‬عن أخيه‪,‬عن أبيه‪,‬عن أبي حمزة‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم" قال‪ :‬نزلت‬ ‫ق ِم ْن َر ِبّ ُك ْم ‪ -‬في والية‬ ‫الر ُ‬ ‫اس قَ ْد َجا َء ُك ُم َّ‬ ‫هذه اآلية هكذا‪َ ﴿:‬يا أَيُّ َها النَّ ُ‬ ‫سو ُل ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫آمنُوا ‪ -‬بواليته ‪َ -‬خي ًْرا لَ ُك ْم َو ِإ ْن ‪ -‬يكفروا بواليته﴾ النساء‪.170:‬‬ ‫علي ‪ -‬فَ ِ‬ ‫الخبر‪)4(.‬‬

‫سا‪ :‬وعن محمد بن علي بن سنان‪,‬عن عمار بن مروان‪,‬عن منخل‪,‬عن جابر‪,‬عن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,163-162‬تفسير سورة النساء‪.94:‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 424‬ح‪ ,59‬باب وفيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 285‬ح‪,307‬تفسير سورة النساء‪.170:‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 39‬ح‪ , 139‬النساء‪.170:‬‬

‫‪626‬‬

‫اس قَ ْد َجا َء ُك ْم بُ ْره ٌ‬ ‫َان ِم ْن َر ِبّ ُك ْم َوأ َ ْنزَ ْلنَا ِإلَ ْي ُك ْم ‪ -‬في‬ ‫أبي عبد هللا"ع"‪َ ﴿ :‬يا أَيُّ َها النَّ ُ‬ ‫ورا ُمبِينًا﴾ النساء‪)1(.174:‬وقد مر احتمال كون هذا الخبر في الكافي‬ ‫علي ‪ -‬نُ ً‬ ‫أيضا‪)2(.‬‬

‫(سورة المائدة)‬ ‫أ‪ :‬علي بن إبرهيم‪,‬عن الحسين بن محمد بن عامر‪,‬عن المعلى بن محمد‬

‫البصري‪,‬عن ابن أبي عمير‪,‬عن أبي جعفر الثاني"عليه السالم" في قوله تعالى‪﴿:‬يَا‬ ‫أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا أ َ ْوفُوا ِب ْالعُقُو ِد﴾ المائدة‪,1:‬قال‪ :‬إن رسول هللا "صلعم" عقد عليهم‬ ‫لعلي عليه السالم بالخالفة في عشرة مواطن ثم أنزل هللا سبحانه وتعالى‪َ ﴿:‬يا أَيُّ َها‬ ‫الَّذِينَ آ َمنُوا أ َ ْوفُوا ِب ْالعُقُو ِد‪-‬التي عقدت عليكم ألمير المؤمنين صلوات هللا عليه﴾‬ ‫المائدة‪)3(,1:‬‬

‫ب‪ :‬السياري‪ :‬قال‪ :‬حدثني أبو عمرو األصبهاني‪,‬عن أبي جعفر الثاني"عليه‬ ‫السالم" في قول هللا عز وجل‪﴿:‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا أ َ ْوفُوا ِب ْالعُقُو ِد ‪ -‬التي عقدت‬ ‫لعلي بن أبي طالب عليه السالم﴾ المائدة‪)4(,1:‬‬

‫ج‪ :‬الكليني‪ :‬عن محمد بن الحسن وغيره‪,‬عن سهل بن زياد‪,‬عن علي بن الحكم‪,‬عن‬ ‫الهيثم بن‪,‬عروة التميمي‪,‬قال‪:‬سألت أبا عبد هللا"عليه السالم"‪,‬عن قوله تعالى‪:‬‬ ‫ق﴾ المائدة‪ ,6:‬فقلت هكذا‪ :‬ومسحت من‬ ‫﴿فَا ْغ ِسلُوا ُو ُجو َه ُك ْم َوأَ ْي ِديَ ُك ْم ِإلَى ْال َم َرافِ ِ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 39‬ح‪ , 136‬النساء‪.170:‬‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 417‬ح‪ ,27‬باب وفيه نكت ونتف من التنزيل في الوالية‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,160‬تفسير سورة المائدة‪.1:‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 45‬ح‪ , 162‬المائدة‪.1:‬‬ ‫‪627‬‬

‫ظهر كفي إلى المرافق‪,‬فقال‪ :‬ليس هكذا تنزيلها‪,‬إنما هي‪﴿ :‬فَا ْغ ِسلُوا ُو ُجو َه ُك ْم‬ ‫أمر يده من مرفقه إلى أصابعه‪ )1(.‬د‪:‬الشيخ‬ ‫ق﴾المائدة‪ ,6:‬ثم ّ‬ ‫َوأَ ْي ِديَ ُك ْم ‪-‬من‪ْ -‬ال َم َرافِ ِ‬ ‫الطوسي في التهذيب بإسناده عن الكليني مثله‪)2(.‬‬

‫ه‪ :‬أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي صاحب البدع المحدثة في بدع الثالثة ويعرف‬ ‫االستغاثة أيضا ً‪ ,‬فيما ذكره من بدع الثاني بعد ذكر اآلية‪ :‬وفي مصحف أمير‬ ‫المؤمنين "صلوات هللا عليه" برواية األئمة من ولده "صلوات هللا عليهم"‪" :‬من‬ ‫المرافق وإلى الكعبين"‪ ,‬حدثنا بذلك علي بن إبراهيم بن هاشم القمي‪,‬عن أبيه‪,‬عن‬ ‫الحسن بن محبوب‪,‬عن علي بن رياب‪,‬عن جعفر بن محمد الباقر‪,‬عن آبائه‬

‫"صلوات هللا عليهم"‪ :‬أن التنزيل في مصحف أمير المؤمنين عليه السالم‪﴿ :‬يَا أ َيُّ َها‬ ‫جو َه ُك ْم َوأ َ ْي ِد َي ُك ْم‪ -‬من ‪-‬‬ ‫ص َال ِة فَا ْغ ِسلُوا ُو ُ‬ ‫الَّذِينَ آ َمنُوا ِإذَا قُ ْمت ُ ْم ِإلَى ال َّ‬ ‫ق﴾المائدة‪ 6:‬اآلية‪ .‬ثم ذكر كالما ً طويالً‪ )3(,‬ثم أن الظاهر من تلك األخبار‬ ‫ْال َم َرافِ ِ‬ ‫بل صريح األخير وجوده من في اآلية ال "إلى" ولذا قال الشيخ في التهذيب بعد‬ ‫إيراد الخبر ما لفظه‪ :‬وعلى هذه القراءة يسقط السؤال عن أصله‪ )4(.‬والمراد من‬ ‫السؤال هو كون ظاهر ما في المصحف االبتداء من األصابع‪.‬‬ ‫فقول البهائي "ره"‪ :‬لعل المراد من التنزيل التأويل كما يقال‪ :‬ينبغي تنزيل الحديث‬ ‫على كذا‪,‬وإال فهي متواترة‪,‬فكيف يمكن نفيها خالف الظاهر! بل إرادة التأويل من‬ ‫التنزيل ال يخلو من ركاكة‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -1‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 3‬ص‪ 28‬ح‪ ,5‬باب حد الوجه الذي يغسل والذراعين وكيف يغسل‪.‬‬ ‫‪ -2‬تهذيب اإلحكام للطوسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 57‬ح‪ ,8/159‬باب صفة الضوء والفرض منه والسنة‬ ‫والفضيلة فيه‪.‬‬ ‫‪ -3‬االستغاثة ألبي القاسم الكوفي‪:‬ص‪,57‬في فصل ذكر بدع الثاني منهم‪ ,‬نقال باختصار من‬ ‫الحافظ ابن شهر أشوب السروي‪.‬‬ ‫‪ -4‬تهذيب اإلحكام للطوسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 57‬ح‪ ,8/159‬باب صفة الضوء‪....‬‬ ‫‪628‬‬

‫ورده المجلسي "ره" في شرح التهذيب‪ :‬بأنه إن أردتم تواترها إلى القراء أو تواتر‬ ‫ما اشترك بينها إلى من جمع القرآن فمسلم‪ ,‬وأما تواترها عن النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله" فغير مسلم‪ ,‬وقد دلت األخبار المتواترة بالمعنى على النقص والتغيير في‬ ‫الجملة‪ ,‬لكن ال يمكن الجزم في خصوص موضع وأمرنا بقراءته والعمل به على‬ ‫ما ضبطه القراء إلى أن يظهر القائم "عليه السالم"‪.‬انتهى‪ )1(.‬وهو جيد وتقدم ما‬ ‫يوضحه‪.‬‬ ‫و‪ :‬الشيخ في التهذيب‪,‬عن المفيد"ره"‪,‬عن أحمد بن محمد‪,‬عن أبيه‪,‬عن أحمد بن‬ ‫إدريس وسعد بن عبد هللا‪,‬عن محمد بن أحمد بن يحيى‪,‬عن أبي عبد هللا‪,‬عن حماد‬ ‫عن محمد بن النعمان‪,‬عن غالب بن الهذيل‪,‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر"عليه السالم"‪,‬عن‬ ‫جلَ ُك ْم ِإلَى ْال َك ْعبَي ِْن﴾ المائدة ‪,6:‬‬ ‫س ُحوا(‪ِ )2‬ب ُر ُءو ِس ُك ْم َوأ َ ْر ُ‬ ‫قول هللا عز وجل‪َ ﴿ :‬و ْ‬ ‫ام َ‬ ‫على الخفض هي أم على النصب قال‪ :‬بل هي على الخفض‪)3(.‬‬

‫ز‪:‬العياشي‪:‬عن غالب بن الهذيل‪,‬عنه "ع" مثله‪ ,‬إال أن فيه السؤال الرفع بدل‬ ‫النصب ويحمل على سهو النساخ‪)4(.‬‬

‫جلَ ُك ْم ِإلَى ْال َك ْعبَي ِْن﴾ بالكسر‬ ‫ح‪:‬دعائم اإلسالم للقاضي النعماني‪ ,‬قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وأَ ْر ُ‬ ‫قراءة أهل البيت"عليهم السالم"وكذلك قال أبو جعفر"ع"‪)5(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬مالذ األخيار في فهم تعذيب اإلخبار للمجلسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 259‬ح‪ ’8‬باب صفة الضوء‬ ‫والفرض منه والسنة والفضيلة فيه‪.‬‬ ‫‪ -2‬ورد "فامسحوا" عند المصنف ومن المصدر‪,‬وأثبتناها طبقا للمصحف‪.‬‬ ‫‪ -3‬تهذيب اإلحكام للطوسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 70‬ح‪ ,37/188‬باب صفة الضوء والفرض منه‬ ‫والسنة والفضيلة فيه‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 301‬ح‪ ,60/3‬تفسير قوله تعالى‪:‬يا أيها الذين امنوا إذا قمتم‬ ‫إلى الصالة‪...‬‬ ‫‪ -5‬دعائم اإلسالم للقاضي النعماني‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,108‬قي ذكر صفات الوضوء‪.‬‬ ‫‪629‬‬

‫قلت‪ :‬ظاهر تلك األخبار انحصار القراءة بالجر ونفي النزول بالنصب وكذا‬ ‫صرح الشيخ في التهذيب حيث قال‪:‬فإن قيل‪:‬فأين أنتم من القراءة بنصب األرجل‬ ‫وعليها أكثر القراء وهي موجبة للغسل وال يحمل سواء! قلنا‪ :‬أول ما في ذلك أن‬ ‫القراءة بالجر مجمع عليها‪,‬والقراءة بالنصب مختلف فيها‪ ,‬ألنا نقول القراءة‬ ‫بالنصب غير جائزة‪ ,‬وإنما القراءة المنزلة هي القراءة بالجر‪ ,‬ثم استدل بالخبر‬ ‫السابق‪)1(,‬وهذا منه صريح في عدم تواتر السبعة عن النبي "صلى هللا عليه‬ ‫واله"‪ ,‬ونزول القرآن على حرف واحد‪ ,‬وترجيح بعض القراءات باألخبار كما‬ ‫شرحنا كله سابقا ً‪ ,‬ثم أن الموجود في نسختي بل وفي أكثر النسخ كما أشار إليه‬ ‫المجلسي "ره" (فامسحوا) بالفاء وال يبعد حمله على سهو النساخ ويؤيده كونه‬ ‫بالواو في خبر العياشي مع اتحاد الراوي‪.‬‬ ‫ط‪ :‬علي بن إبراهيم في أول تفسيره‪ :‬وأما هو محرف منه فهو إلى أن قال‪ :‬وقوله‬ ‫ك ‪ -‬في علي‪ ﴾-‬المائدة‪,67:‬‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬يا أَيُّ َها َّ‬ ‫كذا نزلت‪)2(.‬‬

‫ي‪ :‬وفيه في سورة سبأ‪,‬حدثني أبي‪,‬عن ابن أبي عمير‪,‬عن ابن سنان‪,‬عن أبي عبد‬ ‫هللا"عليه السالم"قال‪ :‬لما أمر هللا تعالى نبيه أن ينصب أمير المؤمنين"ع" للناس‬ ‫ك ‪ -‬في علي‪﴾-‬‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَ ْي َك ِم ْن َربِّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬يا أَيُّ َها َّ‬ ‫المائدة‪ ,67:‬الخبر‪)3(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تهذيب اإلحكام للطوسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 71-70‬ح‪ ,37/188‬باب صفة الضوء والفرض‬ ‫منه والسنة والفضيلة فيه‪.‬‬ ‫‪ -2‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,10‬في مقدمة المصنف‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,201‬سورة سبأ‪ ,‬فرع االبالسة يوم الغدير‪.‬‬ ‫‪630‬‬

‫يا‪ :‬فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسين معنعنا ً عن ابن عباس‬ ‫ك ‪ -‬في‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫رضي هللا عنه في قوله تعالى‪﴿:‬يَا أَيُّ َها َّ‬ ‫علي‪﴾-‬المائدة‪ ,67:‬أمر رسول هللا "صلى هللا عليه واله" أن يبلغ فيه الخبر‪)1(.‬‬

‫يب‪ :‬الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل اآليات الباهرة(‪)2‬والسيد التوبلي في غاية‬ ‫المرام(‪)3‬عن علي بن إبراهيم والظاهر أنه من غير تفسيره‪,‬عن زيد الشحام‪,‬قال‪:‬‬

‫دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر"عليه السالم" وسأله عن قوله عز وجل‪َ ﴿:‬ولَقَ ْد‬ ‫يس َ‬ ‫ظنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ ِإ َّال فَ ِريقًا ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ﴾ سبأ‪ ,20:‬قال‪ :‬لما‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِإ ْب ِل ُ‬ ‫صدَّقَ َ‬ ‫َ‬ ‫سو ُل‬ ‫الر ُ‬ ‫أمر هللا نبيه بنصب أمير المؤمنين"ع" للناس وهو قوله تعالى‪( :‬يَا أَيُّ َها َّ‬ ‫سا َلتَهُ)‬ ‫َب ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َك ‪ -‬في علي ‪َ -‬و ِإ ْن لَ ْم تَ ْفعَ ْل فَ َما َبلَّ ْغ َ‬ ‫ت ِر َ‬ ‫المائدة‪ .67:‬الخبر‪.‬‬ ‫يج‪ :‬أحمد بن علي الطبرسي في االحتجاج‪,‬عن مهدي بن أبي حرب‪,‬عن أبي محمد‬ ‫العلوي من ولد األفطس‪,‬وكان من عباد هللا الصالحين‪,‬عن محمد بن همام‪,‬عن‬ ‫محمد بن خالد‪,‬عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا ً‪,‬عن قيس بن‬ ‫سمعان‪,‬عن علقمة بن محمد الحضرمي‪,‬عن أبي جعفر محمد بن علي"عليهما‬ ‫السالم" أنه قال‪ :‬حج رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬من المدينة وقد بلغ جميع‬ ‫الشرائع قومه غيــر الحج والوالية إلــــــــى أن قال‪ :‬فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير فرات الكوفي‪:‬ص‪ 131‬ح‪’154‬تفسير سورة المائدة‪. 67:‬‬ ‫‪ -2‬تأويل اآليات لشرف الدين‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 474‬ح‪ ,6‬سورة سبأ‪.20:‬‬ ‫‪ -3‬غاية المرام لهاشم البحراني‪:‬ج‪ 1‬ص‪,310‬الباب السابع عشر في نص رسول هللا‬ ‫"ص"على امير المؤمنين علي بن ابي طالب بالوالية المقتضية لالمارة واالمامة‬ ‫بغدير خم‪.‬‬ ‫‪631‬‬

‫بثالثة أميال أتاه جبرائيل على خمس ساعات من النهار بالزجر واالنتهار‬

‫والعصمة من الناس فقال‪ :‬يا محمد إن هللا عز وجل يقرئك السالم ويقول‪﴿ :‬يَا أَيُّ َها‬ ‫ك ‪ -‬في علي‪ ﴾-‬المائدة‪ .67:‬إلى أن قال بعد‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫َّ‬ ‫ك ‪ -‬في‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫كالم طويل‪ ,‬ثم تال"ع"‪َ ﴿ :‬يا أَيُّ َها َّ‬ ‫علي‪﴾-‬المائدة‪ .67:‬الخبر‪.‬وهو طويل شريف‪ )1(.‬ورواه الشيخ الجليل الشهيد ابن‬ ‫الفارسي في روضة الواعظين مثله‪)2(,‬ورواه السيد األجل رضي الدين بن طاؤس‬ ‫"قده"‪,‬عن أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليل في كتابه في المناقب‪,‬عن‬ ‫محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن‪,‬عن الحسن بن علي أبي محمد الدينوري‪,‬عن‬ ‫محمد بن موسى الهمداني‪,‬عن محمد بن خالد الطيالسي‪,‬عن سيف بن عميرة إلى‬ ‫آخره متنا ً وسندا ً مع اختالف في بعض األلفاظ‪)3(.‬‬

‫يد‪ :‬السيد رضي الدين بن طاؤس في كشف اليقين‪,‬عن كتاب الشيخ الثقة أبي بكر‬ ‫محمد بن أبي الثلج مرسالً‪,‬عن الصادق"عليه السالم" قال‪ :‬أنزل هللا عز وجل على‬ ‫ك ‪ -‬في علي ‪-‬‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫نبيه بكراع الغميم‪﴿ :‬يَا أَيُّ َها َّ‬

‫َو ِإ ْن َل ْم‬

‫ت َ ْفعَ ْل﴾المائدة‪.67:‬اآلية‪)4(.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬االحتجاج للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,84-66‬في احتجاج النبي "ص" يوم الغدير على الخلق‬ ‫كلهم وفي غيره من األيام بوالية علي بن أبي طالب "ع" ومن بعده من ولده من‬ ‫األئمة المعصومين صلوات هللا عليهم أجمعين‪.‬‬ ‫‪ -2‬روضة الواعظين للفتال النيسابوري‪:‬ص‪ ,99-89‬مجلس في ذكر اإلمامة وامامة‬ ‫علي ابن أبي طالب وأوالده صلوات هللا عليهم أجمعين‪.‬‬ ‫‪ -3‬اليقين للسيد ابن طاووس‪:‬ص‪ ,352-343‬فيما نذكره عن هذا أحمد بن محمد الطبري‬ ‫المعروف بالخليلي من روايته للكتاب الذي أشرنا إليه في حديث يوم الغدير‪.‬‬ ‫‪ -4‬اليقين للسيد ابن طاووس‪ :‬ص‪ ,212‬فيما نذكره من كتاب الثقة أبي بكر محمد بن أبي‬ ‫الثلج في تسمية موالنا علي عليه السالم بأمير المؤمنين‪.‬‬

‫‪632‬‬

‫يه‪ :‬وفيه‪:‬عن الرسالة الموضحة تأليف المظفر بن جعفر بن الحسين‪,‬عن محمد بن‬ ‫معمر‪,‬عن حمدان المعافى‪,‬عن علي بن موسى الرضا‪,‬عن أبيه‪,‬عن جده جعفر‬ ‫"عليهما السالم" قال‪ :‬يوم غدير خم يوم عظيم شريف‪ ,‬إلى أن قال‪ :‬ثم أنزل هللا‬ ‫ك ‪ -‬في‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫تبارك وتعالى وعيدا ً وتهديدا ً‪َ ﴿ :‬يا أَيُّ َها َّ‬ ‫علي ‪﴾-‬المائدة‪ ,67:‬الخ‪ .‬الخبر‪)1(.‬‬

‫يو‪ :‬ابن شهر آشوب في المناقب(‪ )2‬كما في البحار عن عيسى بن عبد هللا عن أبيه‬ ‫ك ‪ -‬في علي‬ ‫سو ُل َب ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫عن جده في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬يا أَيُّ َها َّ‬ ‫ َو ِإ ْن لَ ْم ت َ ْفعَ ْل ‪ -‬عذبتك عذابا ً أليما ً﴾المائدة‪ ,67:‬فطرح عدوى اسم علي"عليه‬‫السالم"‪)3(.‬‬

‫يز‪ :‬األمالي‪ :‬عن ابن أبي عمير‪,‬عن ابن سنان‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم" قال‪:‬‬

‫لما أمر هللا نبيه أن ينصب أمير المؤمنين"ع" للناس في قوله تعالى‪َ ﴿:‬يا أَيُّ َها‬ ‫ك ‪ -‬في علي ‪ ﴾-‬المائدة‪ ,67:‬الخبر‪)4(.‬‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫َّ‬ ‫يح‪ :‬السياري‪ :‬عن ابن عمير‪,‬عن بعض أصحابه‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه السالم"‬ ‫ك ‪ -‬في علي‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَ ْي َك ِم ْن َر ِبّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫في قول هللا جل ذكره‪﴿ :‬يَا أَيُّ َها َّ‬ ‫سالَتَهُ﴾ المائدة‪)5(.67:‬‬ ‫فأن ‪ -‬لَ ْم تَ ْف َع ْل فَ َما َبلَّ ْغ َ‬ ‫ت ِر َ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬اليقين للسيد ابن طاووس‪ :‬ص‪ ,373-372‬فيما نذكره عن المظفر بن جعفر بن‬ ‫الحسن من كتابه بخطه في النظامية العتيقة‪.‬‬ ‫‪ -2‬مناقب ابن شهر اشوب‪:‬ج‪ 2‬ص‪ ,302‬فصل‪ :‬في تسمية بعلي والمرتضى وحيدرة‬ ‫وأبي تراب وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪ -3‬بحار االنوار‪:‬ج‪ 35‬ص‪ ,58‬اآليات التي كانت فيها اسم علي "ع" وواليته‪.‬‬ ‫‪ -4‬وفق تتبعي لم أقف على هذه الرواية في االمالي للصدوق ‪ ,‬وقد ذكره القمي في‬ ‫تفسيره‪:‬ج‪ 2‬ص‪,201‬تفسير سورة سبأ في قوله تعالى‪:‬ولقد صدق عليهم‬ ‫إبليس ظنه فاتبعوه إال فريقا من المؤمنين‪.‬‬ ‫‪ -5‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 45‬ح‪ , 165‬المائدة‪.67:‬‬ ‫‪633‬‬

‫يط‪ :‬علي بن عيسى في كشف الغمة‪,‬عن زر‪,‬عن عبد هللا‪,‬قال‪ :‬كنا نقرأ على عهد‬ ‫ك‪-‬‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫رسول هللا "صلى هللا عليه واله"‪﴿ :‬يَا أَيُّ َها َّ‬ ‫إن عليا ً مولى المؤمنين‪ ﴾-‬المائدة‪.67:‬اآلية‪)1(.‬‬

‫ك‪ :‬محمد بن الحسن الشيباني في نهج البيان في عداد اآليات المحرفة‪ :‬وكقوله‬ ‫ك ‪ -‬في علي‪ ﴾-‬المائدة‪.67:‬‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫تعالى‪﴿ :‬يَا أَيُّ َها َّ‬ ‫فمحوا اسمه "ع"‪)2(.‬‬

‫كا‪:‬علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن القاسم بن محمد‪,‬عن سليمان بن داؤد المنقري‪,‬عن‬ ‫سفيان بن عيينة‪,‬عن الزهري‪,‬عن علي بن الحسين"عليهما السالم"في حديث طويل‬

‫في ذكر وجوه الصيام وفيه‪ :‬قال‪ :‬قال هللا تعالى‪َ ﴿:‬و َم ْن قَتَلَهُ ِم ْن ُك ْم ُمتَعَ ِ ّمدًا فَ َجزَ ا ٌء‬ ‫ل ِم ْن ُك ْم﴾ المائدة‪ ,95:‬الخبر‪)3(.‬‬ ‫ع ْد ٍّ‬ ‫ِمثْ ُل َما قَتَ َل ِمنَ النَّ َع ِم يَ ْح ُك ُم ِب ِه ‪ -‬ذَ َوي ‪َ -‬‬ ‫كب‪ :‬السياري‪ :‬عن محمد بن علي‪,‬عن أبي جميلة‪,‬عن زيد‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه‬ ‫السالم" في قوله عز وجل‪" :‬يحكم به ذوي عدل" يعني به اإلمام"ع" ‪)4(.‬‬

‫كج‪ :‬الطبرسي‪ :‬قرأ محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق"عليهم‬ ‫السالم"‪" :‬يحكم به ذوي عدل"‪)5(.‬‬

‫كد‪ :‬العياشي‪:‬عن حريز‪,‬عن زرارة‪ ,‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر"عليه السالم"‪,‬عن قول‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬كشف الغمة البن ابي الفتح االربلي ‪ :‬ج‪ 1‬ص ‪, 326‬في ما انزل من القران في شأنه‪.‬‬ ‫‪ -2‬نهج البيان عن كشف معاني القرآن للشيباني‪:‬ج‪ 1‬ص‪,40‬فصل في ذكر حقائق ما‬ ‫ذكرناه وامثلته في الكتاب العزيز‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 4‬ح‪,86-83‬ح‪,1‬في وجوه الصيام‪ ,‬وجاء في المصدر"ذوا وليس‬ ‫ذوي"‪.‬‬ ‫‪ -4‬وفق تتبعي لم أقف على هذا الحديث في قراءات السياري او غيره‪.‬‬ ‫‪ -5‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,416‬تفسير سورة المائدة‪ ,95:‬وجاء في‬ ‫المصدر"ذو" وليس "ذوي"‪.‬‬ ‫‪634‬‬

‫هللا‪" :‬يحكم به ذوا عدل منكم"‪,‬قال‪" :‬العدل" رسول هللا"صلى هللا عليه واله"‪,‬‬ ‫و"اإلمام" من بعده‪,‬ثم قال‪ :‬وهذا مما أخطأت به الكتّاب‪)1(.‬‬

‫كه‪ :‬الكليني‪ :‬عن محمد بن يحيى‪,‬عن أحمد بن محمد‪,‬عن ابن فضال‪,‬عن ابن‬ ‫بكير‪,‬عن زرارة‪,‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر "عليه السالم" وذكر مثله‪)2(.‬‬

‫كو‪ :‬سعد بن عبد هللا القمي في كتابه‪,‬عن مشايخه‪ :‬أن الصادق "عليه السالم" قرأ‪:‬‬ ‫"يحكم به ذو عدل منكم" يعني اإلمام‪ )3(.‬وتقدم في الدليل السابع طرق أخرى لهذا‬ ‫الخبر من الكليني والسياري فالحظ وقال المجلسي‪ :‬اشتهر بين المفسرين أن قراءة‬ ‫أهل البيت "عليهم السالم" بلفظ المفرد‪)4(.‬‬

‫وقال الطبرسي"ره"‪ :‬وأما "ذوا عدل"‪,‬فقد قال أبو الفتح فيه‪ :‬إنه لم يوحد "ذوا"‬ ‫ألن الواحد يكفي‪,‬لكنه أراد معنى من أن يحكم به من أن يعدل ومن يكون لالثنين‬ ‫كما يكون للواحد‪ ,‬كقوله "يكن مثل ما فأذنت بصطحيان"‪)5(.‬‬

‫وأقول‪:‬إن هذا الوجه الذي ذكره ابن جني بعيد غير مفهوم‪,‬وقد وجدت في تفسير‬ ‫أهل البيت"ع" منقوالً عن السيدين"عليهما السالم"‪:‬أن المراد بذي العدل رسول هللا‬ ‫وأولي األمر من بعده "صلوات هللا عليهم" وكفى بصاحب القراءة خبرا ً بقراءته‪)6(.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 344-343‬ح"‪,197"6‬تفسير قوله تعالى‪َ " :‬يا أ َ ُّي َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال‬ ‫ص ْيدَ َوأ َ ْنت ُ ْم ُح ُر ٌم"‪.‬‬ ‫ت َ ْقتُلُوا ال َّ‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 4‬ص‪ 397‬ح‪,5‬باب نوادر‪.‬‬ ‫‪ -3‬كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي‪:‬ص‪254‬‬ ‫ح‪,34‬باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل‪.‬‬ ‫‪ -4‬مرآة العقول للمجلسي‪:‬ج‪ 26‬ص‪ 119‬ح‪.247‬‬ ‫‪ -5‬ورد المثل في المصدر هكذا‪" :‬نكن مثل من يا ذئب يصطحبان"‪.‬‬ ‫‪ -6‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,417‬تفسير سورة المائدة‪ ,95:‬وجاء في‬ ‫المصدر"ذو" وليس "ذوي"‪.‬‬ ‫‪635‬‬

‫وفي الكشاف‪ :‬وقرأ محمد بن جعفر "ذو عدل منكم" أراد يحكم به من يعدل منكم‬ ‫ولم يرد الوحدة‪ ,‬وقيل أراد اإلمام‪ )1(.‬والظاهر أنه اشتبه عليه جعفر بن محمد‬ ‫عليهما السالم فنقله مغلوبا ً قلب هللا أفئدتهم‪.‬‬ ‫كز‪ :‬الطبرسي "ره" وروي أن في قراءة جعفر بن محمد"عليها السالم"‪:‬‬ ‫"تطعمون أهاليكم"‪)2(.‬‬

‫وفي الكشاف‪ :‬قرأ جعفر بن محمد"عليهما السالم"‪" :‬أهاليكم" بسكون الياء‪,‬‬ ‫و"األهالي" اسم جمع ألهل‪ ,‬كالليالي في جمع ليلة‪ ,‬واألراضي في جمع ارض‪,‬‬ ‫وقولهم‪" :‬أهلون" كقولهم‪ :‬أرضون بسكون الراء‪ ,‬وأما تسكين الياي في حال‬ ‫النصب فللتخفيف كما قالوا‪" :‬رأيت معدي كرب" تشبيها ً للياء باأللف‪)3(.‬‬

‫كح‪ :‬الكليني عن العدة‪,‬عن سهل بن زياد‪,‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪,‬عن‬

‫ع ْن أَ ْ‬ ‫شيَا َء ‪ -‬لم‬ ‫رجل عن أبي جعفر"عليه السالم"‪﴿:‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال تَ ْسأَلُوا َ‬ ‫ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم ‪ -‬إِ ْن ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم‬

‫سؤْ ُك ْم﴾ المائدة‪)4(.101:‬‬ ‫تَ ُ‬

‫كط‪ :‬السياري‪ :‬عن محمد بن علي‪,‬عن أبي سلمة زيد الشحام‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه‬ ‫سؤْ ُك ْم﴾‬ ‫ع ْن أ َ ْشيَا َء ‪ -‬لم ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم ‪ -‬إِ ْن ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم ت َ ُ‬ ‫السالم" في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ال تَ ْسأَلُوا َ‬ ‫المائدة‪ )5(,101:‬قال‪ :‬في مرآة العقول‪ :‬ظاهره أنه كانت هذه الزيادة في‬ ‫مصحفهم”ع” ويحتمل أن يكون”ع” ذكرها للتفسير‪ )6(.‬انتهى وال يخفى بعده‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,679‬تفسير سورة المائدة‪.95:‬‬ ‫‪ -2‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪,406‬تفسير سورة المائدة‪.89:‬‬ ‫‪ -3‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,673‬تفسير سورة المائدة‪.89:‬‬ ‫ع ْن أ َ ْشيَا َء ِإ ْن ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم‬ ‫‪ -4‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 205‬ح‪ ,248‬في قوله تعالى‪َ :‬ال تَسْأَلُوا َ‬ ‫سؤْ ُك ْم‪.‬‬ ‫تَ ُ‬ ‫‪ -5‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 45‬ح‪ , 164‬المائدة‪.101:‬‬ ‫ع ْن‬ ‫‪ -6‬مرآة العقول للمجلسي‪:‬ج‪ 26‬ص‪,120-119‬ح‪,248‬في قوله تعالى‪َ :‬ال تَسْأَلُوا َ‬ ‫سؤْ ُك ْم)‬ ‫أ َ ْش َيا َء ِإ ْن ت ُ ْبدَ َل ُك ْم ت َ ُ‬ ‫‪636‬‬

‫ل‪ :‬السياري‪ :‬عن النضر بن يزيد‪,‬عن الحلبي‪,‬عن رجل‪,‬عن أبي عبد هللا"عليه‬

‫السالم"والمفضل بن صالح بن أبي يعقوب‪,‬قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬اقرأ‪ِ ﴿:‬إ ْذ قَا َل‬ ‫سى ابْنَ َم ْر َي َم ه َْل ‪َ -‬رب َُّك َي ْست َ ِطي ُع‪ ﴾-‬المائدة‪,112:‬وال يقرأ‪:‬‬ ‫ْال َح َو ِاريُّونَ َيا ِعي َ‬ ‫﴿ه َْل يَ ْستَ ِطي ُع‬

‫ُّك﴾ ‪)1(.‬‬ ‫َرب َ‬

‫ك﴾ المائدة‪,112:‬‬ ‫ال‪ :‬العياشي‪:‬عن يحيى الحلبي في قوله تعالى‪﴿ :‬ه َْل َي ْستَ ِطي ُع َربُّ َ‬ ‫قال‪ :‬قرأتها "هل تستطيع ربك" يعني‪ :‬هل تستطيع أن تدعو ربك‪)2(.‬‬

‫قلت‪ :‬هذا صريح في كون القراءة بالتاء وهي قراءة الكسائي وحده والباقون بالياء‪.‬‬ ‫قال الطبرسي‪ :‬والمراد هل تستطيع سؤال ربك‪ ,‬وذكروا االستطاعة في سؤالهم ال‬ ‫ألنهم شكوا في استطاعته‪,‬ولكن كأنهم ذكروه على وجه االحتجاج عليه منهم كأنهم‬ ‫قالوا‪ :‬إنك مستطيع فما يمنعك‪ ,‬فمثل ذلك قولك لصاحبك أتستطيع أن تذهب عني‬ ‫فإني مشغول‪ ,‬أي اذهب ألنك غير عاجز عن ذلك‪ ,‬ثم ذكر أنه ال بد أن يكون تقدير‬ ‫اآلية‪ :‬هل تستطيع أن تسأل ربك إنزال مائدة‪ ,‬وقال‪ :‬وروي عن أبي عبد هللا"عليه‬ ‫السالم"ما يقارب هذا التقدير‪,‬قال"ع" يعني هل يستطيع أن تدعوا ربك‪)3(.‬‬

‫قلت‪ :‬وهذه القراءة أنسب بحال الحواريين ومقامهم الذي أشير إليه قبل هذه اآلية‬

‫سو ِلي قَالُوا آ َمنَّا‬ ‫بقوله تعالى‪َ ﴿:‬و ِإ ْذ أَ ْو َحيْتُ ِإلَى ْال َح َو ِار ِيّينَ أَ ْن ِآمنُوا ِبي َوبِ َر ُ‬ ‫س ِل ُمونَ ﴾المائدة‪ ,111:‬وإال فظاهر القراءة الموجودة تدل على شكهم‬ ‫َوا ْش َه ْد بِأَنَّنَا ُم ْ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 46‬ح‪ , 168‬المائدة‪.112:‬‬ ‫سى ا ْبنَ‬ ‫‪ -2‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 350‬ح‪ ,222‬في قوله تعالى‪ِ :‬إ ْذ قَا َل ْال َح َو ِاريُّونَ َيا ِعي َ‬ ‫َم ْريَ َم ه َْل يَ ْستَ ِطي ُع‪.‬‬ ‫سى ابْنَ‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 3‬ص‪ ,351‬في قوله تعالى‪ :‬إِ ْذ قَا َل ْال َح َو ِاريُّونَ يَا ِعي َ‬ ‫َم ْريَ َم ه َْل يَ ْستَ ِطي ُع‪.‬‬ ‫‪637‬‬

‫في القدرة وبطالن دعواهم باإليمان أوالً كما صرح به في الكاشف‪)1(.‬‬

‫(سورة اإلنعام)‬ ‫أ‪ :‬الكليني‪ :‬عن محمد بن يحيى‪,‬عن أحمد بن محمد‪,‬عن الحسين بن سعيد‪,‬عن‬ ‫النضر بن سويد‪,‬عن محمد بن أبي حمزة‪,‬عن يعقوب بن شعيب‪,‬عن عمران بن‬

‫ميثم‪,‬عن عباية أألسدي(‪ )2‬قال‪ :‬قرأ رجل عند أمير المؤمنين"عليه السالم"‪﴿:‬فَإِنَّ ُه ْم‬ ‫َال يُ َك ِذّبُون ََك َو ٰلَ ِك َّن َّ‬ ‫ت َّ‬ ‫اَّللِ يَ ْج َحدُونَ ﴾اإلنعام‪ ,33:‬فقال‪ :‬بلى وهللا لقد‬ ‫الظا ِل ِمينَ ِبآ َيا ِ‬ ‫كذبوه أشد التكذيب‪ ,‬ولكنها مخففة "ال يكذبونك" ال يأتون بباطل يكذبون به‬ ‫حقك‪)3(.‬‬

‫ب‪ :‬العياشي عن عمران(‪ )4‬بن مثيم عن أبي عبد هللا"عليه السالم"قال‪ :‬رجل عند‬ ‫أمير المؤمنين"عليه السالم" وذكر مثله‪)5(.‬‬

‫ج‪ :‬السياري‪ :‬عن الحسن بن سيف‪,‬عن أخيه‪,‬عن أبيه‪,‬عن داوود بن فرقد‪,‬عن أبي‬ ‫عبد هللا"عليه السالم"في من يقرأ‪ :‬فإنهم "ال يكذبونك" مثقلة فقال إنما هي "ال‬ ‫يكذبونك" مخففة‪)6(.‬‬ ‫د‪ :‬وعن صفوان‪,‬عن يعقوب بن شعيب‪,‬عن عمران إلى آخر ما مر‪)7( .‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 1‬ص‪,693-691‬تفسير سورة المائدة‪.111:‬‬ ‫‪ -2‬ليس في المصدر عباية االسدي وإنما عن أبي عبد هللا"ع"‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 200‬ح‪ ,241‬قراءة قوله تعالى‪ :‬فإنهم ال يكذبونك‪ ...‬اآلية‪.‬‬ ‫‪ -4‬ورد باسم"عمار" في المصدر‪.‬‬ ‫‪ -5‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 359‬ح‪,20‬تفسير اإلنعام‪.33:‬‬ ‫‪ -6‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 49‬ح‪ , 180‬اإلنعام‪.33:‬‬ ‫‪ -7‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 49‬ح‪ , 181‬اإلنعام‪.33:‬‬ ‫‪638‬‬

‫ه‪ :‬علي بن إبراهيم في قوله تعالى‪﴿:‬قَ ْد نَ ْعلَ ُم ِإنَّهُ لَ َي ْح ُزنُ َك الَّذِي َيقُولُونَ ۖ فَإِنَّ ُه ْم َال‬ ‫َك﴾اإلنعام‪ ,33:‬فإنها قرئت على أبي"عبد هللا" فقال‪ :‬بلى وهللا لقد كذبوه أشد‬ ‫يُ َك ِذّبُون َ‬ ‫التكذيب وإنما نزلت "ال يكذبونك"(‪)1‬أي‪ :‬ال يأتونك(‪)2‬بحق يبطلون حقك‪)3(.‬‬

‫و‪ :‬الطبرسي‪ :‬قرأ نافع والكسائي واألعشى عن أبي بكر "ال يكذبونك" بالتخفيف‪,‬‬ ‫وهو قراءة علي"عليه السالم"المروي عن جعفر الصادق"عليه السالم"والباقون‬ ‫بفتح الكاف والتشديد‪,‬إلى أن قال‪ :‬وروي عن علي"عليه السالم"أنه كان يقرأ "ال‬ ‫يكذبونك"‪ ,‬ويقول إن المراد بها أنهم "ال يأتون بحق أحق من حقك"‪)4(.‬‬

‫ز‪ :‬علي بن إبراهيم‪,‬عن الحسين بن محمد‪,‬عن المعلى بن محمد‪,‬عن علي بن‬ ‫أسباط‪,‬عن علي بن أبي حمزة(‪)5‬عن أبي عبد هللا "عليه السالم" في قوله‬

‫تعالى‪َ ﴿:‬و َّ‬ ‫اَّللِ َر ِبّنَا َما ُكنَّا ُم ْش ِر ِكينَ‬

‫‪ -‬بوالية علي﴾اإلنعام ‪)6(. 23:‬‬

‫ح‪ :‬السياري‪:‬عن محمد بن علي‪,‬عن ابن أسباط‪,‬عن ابن أبي حمزة‪,‬عن أبي بصير مثله‪)7(.‬‬

‫قلت‪ :‬روى الكليني‪,‬عن علي بن نوح بن العباس‪,‬عن الحسن بن عبد الرحمن‪,‬عن‬ ‫عاصم بن حميد‪,‬عن أبي حمزة‪,‬عن أبي جعفر"عليه السالم"قال‪ :‬قوله عز وجل‪:‬‬

‫﴿ َر ِبّنَا َما ُكنَّا‬

‫ُم ْ‬ ‫ش ِر ِكينَ ﴾اإلنعام ‪ ,23:‬قال‪ :‬يعنون بوالية علي"عليه السالم "‪)8( .‬‬

‫وعليه فقوله"ع" بوالية علي"عليه السالم"في الخبرين تفسير ال تنزيل وإنما نقلناه‬ ‫تبعا ً للسياري‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬وردت "ال يأتونك" في المصدر‪.‬‬ ‫‪ -2‬وردت "ال يأتون" في المصدر‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,196‬تفسير اإلنعام‪.33:‬‬ ‫‪ -4‬تفسير مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 4‬ص‪ 41‬و ‪,43‬سورة اإلنعام‪.33:‬‬ ‫‪ -5‬ورد "عن أبي بصير" في المصدر)‬ ‫‪ -6‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,199‬تفسير سورة اإلنعام‪.23:‬‬ ‫‪ -7‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 48‬ح‪ , 177‬اإلنعام‪.23:‬‬ ‫‪ -8‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 287‬ح‪ ,432‬تأويل آيات في خروج القائم ‪.‬‬ ‫‪639‬‬

‫ط‪ :‬الكليني "ره"‪ :‬عن محمد بن يحيى‪,‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪,‬عن محمد بن‬ ‫خالد والحسين بن سعيد جميعا ً‪,‬عن النضر بن سويد‪,‬عن يحيى بن عمران‪,‬عن عبد‬ ‫هللا بن مسكان‪,‬عن زيد بن الوليد الخثعمي‪,‬عن أبي الربيع الشامي‪,‬قال‪ :‬سألت أبا‬

‫عبد هللا"عليه السالم"‪,‬عن قول هللا عز وجل‪َ ﴿:‬و َما‬ ‫ض َو َال َر ْ‬ ‫َو َال َحبَّ ٍّة فِي ُ‬ ‫ب َو َال‬ ‫ظلُ َما ِ‬ ‫ط ٍّ‬ ‫ت ْاأل َ ْر ِ‬

‫تَ ْسقُ ُ‬ ‫ط ِم ْن َو َرقَ ٍّة ِإ َّال َي ْعلَ ُم َها‬ ‫ين﴾‬ ‫َيا ِب ٍّس إِ َّال فِي ِكتَا ٍّ‬ ‫ب ُمبِ ٍّ‬

‫اإلنعام‪ ,59:‬قال‪ :‬فقال‪ :‬الورقة السقط‪ ,‬والحبة الولد‪ ,‬وظلمات األرض األرحام‪,‬‬ ‫والرطب ما يحصي الناس به‪ ,‬واليابس ما يغيظ‪ ,‬وكل ذلك في إمام مبين‪)1(.‬‬

‫قال المجلسي "ره"‪ :‬يحتمل أن يكون في مصحفهم"ع" هكذا‪ ,‬ثم استظهر كونه‬

‫تفسيرا ً‪ ,‬وأيده بما رواه الخاصة والعامة في تفسير قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و ُك َّل َ‬ ‫ش ْيءٍّ‬ ‫ين﴾ يس‪ ,12:‬أن النبي "صلى هللا عليه واله"‪ ,‬أشار إلى أمير‬ ‫أَ ْح َ‬ ‫ص ْينَاهُ فِي ِإ َم ٍّام ُمبِ ٍّ‬ ‫المؤمنين "عليه السالم" بعد نزولها وقال‪ :‬هذا هو اإلمام المبين‪ )2(,‬وفي التأييد‬ ‫نظر‪.‬‬ ‫ي‪ :‬العياشي‪ :‬عن الحسين بن خالد‪,‬قال سألت أبا الحسن"عليه السالم"‪ ,‬عن قول‬

‫هللا‪َ ﴿ :‬و َما ت َ ْسقُ ُ‬ ‫ين﴾اإلنعام‪,59:‬‬ ‫ط ِم ْن َو َرقَ ٍّة﴾ إلى أن قال‪ :‬قال‪ :‬قلت‪﴿ :‬فِي ِكتَا ٍّ‬ ‫ب ُم ِب ٍّ‬ ‫قال‪ :‬في "إمام مبين"‪)3(.‬‬

‫قال‪ :‬الفاضل المذكور‪ :‬وظاهر خبر الحسين أيضا ً أنه"ع" فسر الكتاب باإلمام وإن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬أصول الكافي للمازندراني‪:‬ج‪ 12‬ص‪ 343‬ح‪.349‬‬ ‫(و َما ت َ ْسقُ ُ‬ ‫ط ِم ْن‬ ‫‪ -2‬مرآة العقول للمجلسي‪:‬ج‪ 26‬ص‪ 222‬ح‪ ,349‬في قوله عز وجل‪َ :‬‬ ‫ض َو َال َر ْ‬ ‫َو َرقَ ٍّة ِإ َّال َي ْع َل ُم َها َو َال َحبَّ ٍّة فِي ُ‬ ‫ين)‪.‬‬ ‫ظلُ َما ِ‬ ‫ب َو َال َيا ِب ٍّس ِإ َّال فِي ِكتَا ٍّ‬ ‫ط ٍّ‬ ‫ت ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ب ُم ِب ٍّ‬ ‫(و َما ت َ ْسقُ ُ‬ ‫ط ِم ْن َو َرقَ ٍّة ِإ َّال‬ ‫‪ -3‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 361‬ح‪ ,29‬في قوله عز وجل‪َ :‬‬ ‫ض َو َال َر ْ‬ ‫يَ ْعلَ ُم َها َو َال َحبَّ ٍّة فِي ُ‬ ‫ين)‪.‬‬ ‫ظلُ َما ِ‬ ‫ب َو َال يَابِ ٍّس ِإ َّال فِي ِكت َا ٍّ‬ ‫ط ٍّ‬ ‫ت ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ب ُمبِ ٍّ‬ ‫‪640‬‬

‫احتمل أن يكون مراده"ع" أن اآلية نزلت هكذا‪ .‬انتهى‪)1(.‬واإلنصاف أنه ال ظهور‬ ‫لهما في أحد المحتملين وإن كان سياق الثاني في بيان التفسير فإنهم"ع" كثيرا ً ما‬ ‫يبنوا كيفية النزول وتغيير اللفظ بأمثال هذه العبارة كما تقدم ويأتي فتأمل‪.‬‬ ‫يا‪ :‬الكليني "ره"‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪,‬عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي‪,‬عن‬ ‫أبيه‪,‬عن محمد بن سنان‪,‬عن محمد بن مروان‪,‬قال تال أبو عبد هللا"عليه السالم"‪:‬‬

‫﴿ َوتَ َّم ْ‬ ‫ع ْد ًال َال ُمبَ ِدّ َل ِل َك ِل َماتِ ِه﴾ اإلنعام‪,115:‬‬ ‫ص ْدقًا َو َ‬ ‫ت َك ِل َمتُ َر ِبّ َك ‪ -‬الحسنى ‪ِ -‬‬ ‫فقلت‪ :‬جعلت فداك إنما نقرأها‪َ ﴿ :‬وتَ َّم ْ‬ ‫ع ْد ًال﴾ فقال"ع‪ :‬إن‬ ‫ص ْدقًا َو َ‬ ‫ت َك ِل َمتُ َر ِبّ َك ِ‬ ‫فيها "الحسنى"‪)2(.‬‬

‫يب‪ :‬السياري‪ :‬عن رجل‪,‬عن محمد بن مروان‪,‬قال‪ :‬قال أبو عبد هللا"عليه السالم"‪:‬‬

‫﴿ َوتَ َّم ْ‬ ‫ع ْد ًال‬ ‫ص ْدقًا َو َ‬ ‫ت َك ِل َمتُ َربِّ َك ‪ -‬الحسنى ‪ِ -‬‬

‫َال ُمبَ ِدّ َل ِل َك ِل َماتِ ِه﴾‬

‫اإلنعام‪,115:‬فقلت‪ :‬إنا نقرأها بغير "الحسنى" فقال يا ابن مروان إن فيها‬ ‫"الحسنى"‪)3(.‬قال في مرآة العقول‪ :‬الخبر ضعيف ويدل على أنه كان فيها الحسنى‬ ‫فتركت‪)4(.‬‬

‫قلت‪ :‬ال يضر ضعف سنده بعد تكرره وتأيده بسائر األخبار وخصوصا ً بعد‬ ‫مالحظة كونه مما رواه الكليني في الكافي كما سنشير إليه إن شاء هللا‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(و َما ت َ ْسقُ ُ‬ ‫ط ِم ْن‬ ‫‪ -1‬مرآة العقول للمجلسي‪:‬ج‪ 26‬ص‪ 222‬ح‪,349‬في قوله عز وجل‪َ :‬‬ ‫ض َو َال َر ْ‬ ‫َو َرقَ ٍّة ِإ َّال يَ ْع َل ُم َها َو َال َحبَّ ٍّة فِي ُ‬ ‫ين‪.‬‬ ‫ظلُ َما ِ‬ ‫ب َو َال يَا ِب ٍّس ِإ َّال فِي ِكتَا ٍّ‬ ‫ط ٍّ‬ ‫ت ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ب ُم ِب ٍّ‬ ‫‪ -2‬الكافي للكليني‪:‬ج‪ 8‬ص‪ 206-205‬ح‪,249‬في قوله تعالى‪َ :‬وتَ َّم ْ‬ ‫ت َك ِل َمتُ َر ِبّ َك ‪-‬‬ ‫الحسنى ‪.)-‬‬ ‫‪ -3‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 49‬ح‪ , 182‬اإلنعام‪.115:‬‬ ‫‪ -4‬مرآة العقول للمجلسي‪:‬ج‪ 26‬ص‪ 121‬ح‪,249‬في قوله عز وجل‪( :‬وتمت كلمة ربك‬ ‫صدقا ً وعدالً)‪.‬‬

‫‪641‬‬

‫يج‪ :‬علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن صفوان‪,‬عن ابن مسكان‪,‬عن أبي بصير‪,‬عن أبي‬ ‫جعفر"عليه‬

‫ِإي َمانُ َها لَ ْم‬

‫سا‬ ‫ض آيَا ِ‬ ‫ت َربِّ َك َال يَ ْنفَ ُع نَ ْف ً‬ ‫السالم"في قوله تعالى‪﴿:‬يَ ْو َم يَأْتِي بَ ْع ُ‬ ‫س َب ْ‬ ‫تَ ُك ْن آ َمن ْ‬ ‫ت فِي ِإي َمانِ َها َخي ًْرا﴾اإلنعام‪,158:‬‬ ‫َت ِم ْن قَ ْب ُل أَ ْو َك َ‬

‫قال"ع"‪ :‬نزلت "أو اكتسبت في إيمانها خيرا ً"‪)1(.‬‬

‫يد‪ :‬السياري‪ :‬عن أخيه‪,‬عن أبيه‪,‬عن معلى بن عثمان‪,‬عن أبي عبد هللا"ع" "أو‬ ‫اكتسبت في إيمانها"‪)2(.‬‬

‫يه‪ :‬سعد بن عبد هللا األشعري في كتابه ناسخ القرآن ومنسوخه‪ ,‬أنه قرأ الباقر أو‬

‫سا ِإي َمانُ َها َل ْم‬ ‫ض آ َيا ِ‬ ‫ت َر ِبّ َك َال َي ْنفَ ُع نَ ْف ً‬ ‫الصادق"عليهما السالم"‪َ ﴿:‬ي ْو َم َيأ ْ ِتي َب ْع ُ‬ ‫تَ ُك ْن آ َمن ْ‬ ‫َت ِم ْن قَ ْب ُل أ َ ْو ‪ -‬أ َكت َسبَ ْت ‪ -‬فِي إِي َمانِ َها َ‬ ‫خ ْي ًرا ﴾ اإلنعام‪)3(,158:‬‬ ‫يو‪ :‬وفيه‪ :‬قرأ رجل على أمير المؤمنين"عليه السالم"‪" :‬فإنهم ال يكذبونك" فقال‬ ‫أمير المؤمنين"عليه السالم"‪ :‬بلى وهللا لقد كذبوه أشد التكذيب‪,‬ولكن نزلت‬ ‫بالتخفيف‪" :‬يكذبونك ولكن الظالمين بآيات هللا يجحدون"‪ ,‬أي ال يأتون بحق‬ ‫يطلبون حقك‪)4(.‬‬

‫يز‪ :‬علي بن إبراهيم‪,‬عن أبيه‪,‬عن النضر بن سويد‪,‬عن الحلبي‪,‬عن معلى بن‬ ‫ش َيعًا﴾‬ ‫خنيس‪,‬عن أبي عبد هللا في قوله تعالى‪ِ ﴿ :‬إ َّن الَّذِينَ فَ َّرقُوا ِدينَ ُه ْم َو َكانُوا ِ‬ ‫اإلنعام‪ ,159:‬قال‪" :‬فارقوا" القوم وهللا دينهم‪)5(.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,222-221‬تفسير سورة اإلنعام‪.158:‬‬ ‫‪ -2‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 49‬ح‪ , 179‬اإلنعام‪.158:‬‬ ‫‪ -3‬كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي‪:‬ص‪261‬‬ ‫ح‪,52‬باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل‪.‬‬ ‫‪ -4‬كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه لسعد األشعري ألقمي‪:‬ص‪261‬‬ ‫ح‪,54‬باب التحريف في اآليات التي هي خالف ما انزل هللا عز وجل‪.‬‬ ‫‪ -5‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,222‬تفسير سورة اإلنعام‪.158:‬‬ ‫‪642‬‬

‫ت ِم ْن ُه ْم فِي‬ ‫يح‪ :‬وعنه في قوله تعالى‪﴿ :‬إِ َّن الَّذِينَ فَ َّرقُوا دِينَ ُه ْم َو َكانُوا ِشيَعًا لَ ْس َ‬ ‫ش ْيءٍّ إِنَّ َما أ َ ْم ُر ُه ْم إِلَى َّ‬ ‫اَّللِ ث ُ َّم يُنَ ِبّئ ُ ُه ْم ِب َما َكانُوا يَ ْفعَلُونَ ﴾ اإلنعام‪ ,159:‬قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫قال‪" :‬فارقوا" أمير المؤمنين"عليه السالم" وصاروا أخرابا ً‪ ,‬ومرجع المستتر في‬ ‫قال‪ ,‬راجع إلى الصادق"عليه السالم" كما ال يخفى على من عرف عادته‬ ‫وطريقته‪)1(.‬‬

‫يط‪ :‬العياشي‪ :‬عن الصادق "عليه السالم" قال كان علي "عليه السالم" يقرأها‬ ‫"فارقوا دينهم" قال فارق وهللا القوم‪)2(.‬‬

‫ك‪ :‬الطبرسي‪ :‬قرأ حمزة والكسائي "فارقوا" باللف وهو المروي عن علي "عليه‬ ‫السالم" والباقون "فرقوا" بالتشديد‪)3(.‬‬

‫(سورة األعراف)‬ ‫أ‪ :‬السياري‪ :‬عن البرقي‪,‬عن ابن سيف‪,‬عن القاسم بن ‪ -‬كذا ‪,)4(-‬عن الحسين بن‬ ‫أبي العال‪,‬عن أبي بصير‪,‬قال‪ :‬تال أبو عبد هللا "عليه السالم"‪َ ﴿:‬و ِإذَا ‪ -‬قلبت ‪-‬‬ ‫ار قَالُوا‪ -‬عائذا ً بك أن ‪-‬تَ ْج َع ْلنَا َم َع ا ْلقَ ْو ِم َّ‬ ‫الظا ِل ِمينَ ﴾‬ ‫ار ُه ْم تِ ْلقَا َء أَ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫أَ ْب َ‬ ‫ب النَّ ِ‬ ‫األعراف‪)5(.47:‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير القمي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ ,222-221‬تفسير سورة اإلنعام‪.158:‬‬ ‫‪ -2‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 1‬ص‪ 385‬ح‪ ,131‬في قوله تعالى‪ِ :‬إ َّن الَّذِينَ فَ َّرقُوا دِي َن ُه ْم َو َكانُوا‬ ‫ِشيَعًا‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجمع البيان للطبرسي‪:‬ج‪ 1‬ص‪,202‬في قوله تعالى‪" :‬إن الذين فرقوا دينهم وكانوا‬ ‫شيعا لست منهم في شئ إنما أمرهم إلى هللا ثم ينبئهم يما كانوا يفعلون" اإلنعام‪.159 :‬‬ ‫‪ -4‬ورد "ابن عروة" في المصدر‪.‬‬ ‫‪ -5‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 52‬ح‪ , 192‬األعراف‪.47:‬‬ ‫‪643‬‬

‫ب‪ :‬وعن محمد بن علي‪,‬عن علي بن صالح‪,‬عن الحسين بن أبي العال مثله‪ ,‬وفيه‬ ‫"وإذا صرفت"‪)1(.‬‬

‫ج‪ :‬الطبرسي‪ :‬وروى أن في قراءة عبد هللا بن مسعود وسالم‪َ ﴿:‬و ِإذَا‪ -‬قلبت ‪-‬‬

‫ار قَالُوا‪ -‬عائذا ً بك أن ‪-‬ت َ ْج َع ْلنَا َم َع ا ْلقَ ْو ِم‬ ‫ار ُه ْم ِت ْلقَا َء أ َ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫أَ ْب َ‬ ‫ب النَّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫الظا ِل ِمينَ ﴾األعراف‪ )2(.47:‬وروى ذلك عن أبي عبد هللا عليه السالم‪,‬الظاهر عن‬ ‫يعقوب بن يزيد كما يأتي عن الكافي منه‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وفي الكاشف‪ :‬أن أعمش قرأ "وإذا قلبت"‪)3(.‬‬

‫د‪ :‬السياري‪:‬عن محمد بن إسماعيل وغيره‪,‬عن ابن سنان‪,‬عن منصور‪,‬عن أبي‬ ‫السفاح‪,‬عن جابر بن يعقوب‪,‬عن ابن أبي عمير‪,‬عن أبي الربيع القزاز‪,‬عن أبي‬

‫جعفر"عليه السالم" في قوله عز وجل‪َ ﴿:‬و ِإ ْذ أَ َخذَ َرب َُّك ِم ْن بَنِي آدَ َم ِم ْن‬ ‫ُ‬ ‫ستُ ِب َربِّ ُك ْم ‪ -‬ومحمد رسولي وعلي‬ ‫علَ ٰى أَ ْنفُ ِس ِه ْم أَلَ ْ‬ ‫ور ِه ْم ذُ ِ ّريَّتَ ُه ْم َوأ َ ْش َهدَ ُه ْم َ‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫أمير المؤمنين ‪﴾-‬األعراف‪ ,172:‬كذا في نسختي وال تخلوا من سقم وفي السند‬ ‫اختالل ظاهر‪ ,‬والصواب وعن جابر بن يعقوب‪ ,‬فإن أبا السفاح من أصحاب الباقر‬ ‫"عليه السالم"‪)4(.‬‬

‫ه‪ :‬وعن البرقي‪,‬عن بعض أصحابه مثله‪ ,‬إال أنه قال "وعلي وصيه" تنزيل قال‪:‬‬ ‫بلى‪)5( .‬‬

‫و‪ :‬فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا علي بن عتاب معنعنا ً‪,‬عن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 52‬ح‪ , 194‬األعراف‪.47:‬‬ ‫‪ -2‬مجمع البيان‪:‬ج‪ 4‬ص‪ ,263-262‬سورة األعراف‪.47:‬‬ ‫‪ -3‬الكشاف للزمخشري‪:‬ج‪ 2‬ص‪,107‬سورة األعراف‪.47:‬‬ ‫‪ -4‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 52‬ح‪ , 195‬األعراف‪.172:‬‬ ‫‪ -5‬القراءات للسياري‪:‬ص‪ 53‬ح‪ , 196‬األعراف‪.172:‬‬ ‫‪644‬‬

‫أبي جعفر "عليه السالم" قال‪ :‬لو أن الجهال من هذه األمة يعرفون متى سمى أمير‬ ‫المؤمنين "عليه السالم"‪ ,‬لم ينكروا أن هللا تبارك وتعالى حين أخذ ميثاق ذرية آدم‬ ‫وذلك فيما أنزل هللا على محمد"ص" في كتابه‪ ,‬فنزل به جبرائيل كما قرأناه‪ ,‬يا‬

‫جابر ألم تسمع هللا يقول‪َ ﴿:‬و ِإ ْذ‬ ‫علَ ٰى أ َ ْنفُ ِس ِه ْم أَلَ ْستُ‬ ‫َوأَ ْش َهدَ ُه ْم َ‬

‫أَ َخذَ َرب َُّك ِم ْن بَ ِني آدَ َم ِم ْن ُ‬ ‫ور ِه ْم ذُ ِ ّريَّتَ ُه ْم‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫بِ َر ِبّ ُك ْم ‪ -‬قالوا بلى وأن محمدا ً رسولي وأن عليا ً‬

‫أمير المؤمنين ‪﴾-‬األعراف‪ !.172:‬فوهللا لسماه أمير المؤمنين في األظلة حيث أخذ‬ ‫ميثاق ذرية آدم‪)1(.‬‬

‫ز‪ :‬وعن أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة الخرساني معنعنا ً‪,‬عن أبي جعفر "عليه‬ ‫السالم" قال‪ :‬قلت له‪ :‬يا ابن رسول هللا متى سمي أمير المؤمنين؟ فقال‪ :‬إن هللا‬ ‫تبارك وتعالى‪ :‬حيث أخذ ميثاق ذرية ولد آدم‪ ,‬وذلك فيما أنزل هللا على محمد‬

‫"صلى هللا عليه واله"‪ ,‬كما قرأناه‪َ ﴿:‬و ِإ ْذ أ َ َخذَ َرب َُّك ِم ْن َبنِي آدَ َم ِم ْن ُ‬ ‫ور ِه ْم‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫ستُ بِ َربِّ ُك ْم ‪ -‬وأن محمدا ً عبدي ورسولي وأن‬ ‫علَ ٰى أَ ْنفُ ِس ِه ْم أَلَ ْ‬ ‫ذُ ِ ّريَّتَ ُه ْم َوأ َ ْش َهدَ ُه ْم َ‬ ‫عليا ً أمير المؤمنين ‪ ﴾-‬األعراف‪ ,172:‬فسماه هللا أمير المؤمنين حيث أخذ ميثاق‬ ‫ذرية بني آدم‪)2(.‬‬

‫ح‪ :‬وعن جعفر بن محمد الفزاري معنعنا ً‪,‬عن أبي جعفر "عليه السالم" قال‪ :‬لو أن‬ ‫الجهال من هذه األمة يعلمون متى سمى علي أمير المؤمنين لم ينكروا واليته‬ ‫وطاعته! قال‪ :‬فسألته متى سمي علي أمير المؤمنين‪ ,‬قال‪ :‬حيث أخذ هللا ميثاق‬

‫ذرية آدم هكذا نزل به جبرائيل على محمد "صلى هللا عليه واله"‪َ ﴿ :‬و ِإ ْذ أَ َخذَ َرب َُّك‬ ‫ِم ْن بَنِي آدَ َم ِم ْن ُ‬ ‫ستُ ِب َر ِبّ ُك ْم ‪ -‬إن‬ ‫ع َل ٰى أ َ ْنفُ ِس ِه ْم أ َ َل ْ‬ ‫ور ِه ْم ذُ ِ ّريَّت َ ُه ْم َوأ َ ْش َهدَ ُه ْم َ‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير فرات الكوفي‪:‬ص‪ 146‬ح‪,12-181‬تفسير سورة األعراف‪.172:‬‬ ‫‪ -2‬تفسير فرات الكوفي‪:‬ص‪ 146‬ح‪,14-182‬تفسير سورة األعراف‪.172:‬‬ ‫‪645‬‬

‫محمدا ً عبدي ورسولي وإن عليا ً أمير المؤمنين قالوا بلى ‪ ﴾-‬األعراف‪ ,172:‬ثم‬ ‫قال أبو جعفر عليه السالم‪ :‬وهللا لقد سماه باسم ما سمى به أحد قبله‪)1(.‬‬

‫ط‪ :‬وعن جعفر بن محمد األودي معنعنا ً‪,‬عن جابر الجعفي‪,‬قال‪ :‬قلت‪ :‬متى سمى‬ ‫علي عليه السالم أمير المؤمنين؟ قال‪ :‬قال لي‪ :‬أو ما تقرأ القرآن؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى‪,‬‬

‫قال‪ :‬فاقرأ‪ ,‬قلت‪ :‬وما أقرأ؟ قال‪ :‬اقرأ‪َ ﴿ :‬وإِ ْذ أَ َخذَ َرب َُّك ِم ْن بَنِي آدَ َم ِم ْن ُ‬ ‫ور ِه ْم‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫ستُ بِ َربِّ ُك ْم﴾األعراف‪ ,172:‬فقال لي هبه وإلى‬ ‫علَ ٰى أَ ْنفُ ِس ِه ْم أَلَ ْ‬ ‫ذُ ِ ّريَّتَ ُه ْم َوأ َ ْش َهدَ ُه ْم َ‬ ‫أيش ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين‪ ,‬فثم سماه يا جابر أمير المؤمنين‪)2(.‬‬

‫ي‪ :‬العياشي‪:‬عن جابر‪,‬قال‪ :‬قلت ألبي جعفر"عليه السالم"‪ :‬متى سمي أمير‬ ‫المؤمنين؟ قال‪ :‬وهللا نزلت هذه اآلية على محمد "ص"‪" :‬وأشهدهم على أنفسهم‬ ‫ألست بربكم وأن محمدا ً رسولي وأن عليا ً أمير المؤمنين" فسماه هللا‪ ,‬وهللا أمير‬ ‫المؤمنين‪)3(.‬‬

‫يا‪ :‬وعن جابر‪,‬قال‪ :‬قال لي أبو جعفر "عليه السالم"‪ :‬يا جابر لو يعلم الجهال متى‬ ‫سمي أمير المؤمنين علي "عليه السالم" لم ينكروا حقه‪ ,‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‬

‫متى سمي؟ فقال لي‪ :‬قوله تعالى‪َ ﴿:‬و ِإ ْذ أَ َخذَ َرب َُّك ِم ْن بَنِي آدَ َم﴾ إلى ﴿أَلَ ْستُ ِب َر ِبّ ُك ْم‬ ‫ وإن محمدا ً رسولي وإن عليا ً أمير المؤمنين ‪ ﴾-‬األعراف‪ ,172:‬قال‪ :‬ثم قال لي‪:‬‬‫يا جابر هكذا وهللا جاء بها محمد "صلى هللا عليه واله"‪)4(.‬‬

‫يب‪ :‬رضي الدين علي بن طاؤس في كشف اليقين‪,‬عن الثقة الجليـل محمد بن‬ ‫العباس في تفسيره‪,‬عن علي بن العباس البجلي‪,‬عن محمد بن مروان الغزال‪,‬عن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -1‬تفسير فرات الكوفي‪:‬ص‪ 147-146‬ح‪,15-183‬تفسير سورة األعراف‪.172:‬‬ ‫‪ -2‬تفسير فرات الكوفي‪ :‬ص‪ 146-145‬ح‪,10-180‬تفسير سورة األعراف‪.172:‬‬ ‫‪ -3‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 41‬ح‪,113‬تفسير سورة األعراف‪.172:‬‬ ‫‪ -4‬تفسير العياشي‪:‬ج‪ 2‬ص‪ 41‬ح‪,114‬تفسير سورة األعراف‪.172:‬‬ ‫‪646‬‬

‫زيد بن المعدل‪,‬عن أبان بن عثمان‪,‬عن خالد بن يزيد‪,‬عن أبي جعفر "عليه السالم"‬ ‫قال‪ :‬لو أن جهال هذه األمة يعلمون متى سمي أمير المؤمنين "عليه السالم" لم‬ ‫ينكروا واليته وطاعته! قلت متى سمي أمير المؤمنين؟ قال‪ :‬حيث أخذ هللا ميثاق‬

‫ذرية آدم‪ ,‬كذا نزل به جبرائيل على محمد "صلى هللا عليه واله"‪َ ﴿ :‬و ِإ ْذ أَ َخذَ َرب َُّك‬ ‫ِم ْن بَنِي آدَ َم ِم ْن ُ‬ ‫ستُ بِ َر ِبّ ُك ْم ‪ -‬إن‬ ‫علَ ٰى أَ ْنفُ ِس ِه ْم أَلَ ْ‬ ‫ور ِه ْم ذُ ِ ّريَّتَ ُه ْم َوأ َ ْش َهدَ ُه ْم َ‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫محمدا ً رسولي وإن عليا ً أمير المؤمنين قالوا بلى ‪﴾-‬األعراف‪ ,172:‬ثم قال أبو‬ ‫جعفر"ع"‪ :‬وهللا لقد سماه هللا باسم ما سمى به أحد قبله‪)1(.‬‬

‫يج‪ :‬ثقة اإلسالم في الكافي‪,‬عن علي بن إبراهيم‪,‬عن يعقوب بن يزيد‪,‬عن ابن أبي‬ ‫عمير‪,‬عن أبي الربيع القزاز‪,‬عن جابر عن أبي عبد هللا "عليه السالم" قال‪ :‬قلت‬ ‫له‪ :‬لم سمي أمير المؤمنين‪,‬أمير المؤمنين؟ قال‪ :‬هللا سماه‪ ,‬وهكذا أنزل هللا في‬

‫كتابه‪َ ﴿:‬و ِإ ْذ أَ َخذَ َرب َُّك ِم ْن بَنِي آدَ َم ِم ْن ُ‬ ‫علَ ٰى أَ ْنفُ ِس ِه ْم‬ ‫ور ِه ْم ذُ ِ ّريَّت َ ُه ْم َوأ َ ْش َهدَ ُه ْم َ‬ ‫ظ ُه ِ‬