ملخص الوضع البشري لجميع الشعب (عادل الجراوي) [PDF]

‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬ ‫تضعنا هذه المجزوءة أمام موضوع الوضع البشري او الوجود االنساني هذا الوجود يتسم بالتعق

181 7 3MB

Report DMCA / Copyright

DOWNLOAD PDF FILE

ملخص الوضع البشري لجميع الشعب (عادل الجراوي) [PDF]

  • 1 0 0
  • Gefällt Ihnen dieses papier und der download? Sie können Ihre eigene PDF-Datei in wenigen Minuten kostenlos online veröffentlichen! Anmelden
Datei wird geladen, bitte warten...
Zitiervorschau

‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫تضعنا هذه المجزوءة أمام موضوع الوضع البشري او الوجود االنساني هذا الوجود يتسم بالتعقيد بحيث‬ ‫تساهم في تشكيله مجموعة من العوامل منها ما يأخد طابع ذاتي وتفاعلي وتاريخي‬

‫ذاتي‬

‫تفاعلي‬

‫تاريخي‬

‫الشخص‬

‫الغير‬

‫التاريخ‬

‫اذن سنرى عن كثب في مجزوءة الوضع البشري كل ماهو مرتبط بالذات كذات‪ ،‬وعالقتها باألخرين‪ ،‬و‬ ‫عالقتها بالزمن ويحيلنا هذا الوضع المتشابك من جهة الى مسألة الشخص وما يتعلق بهويته‪ ،‬باعتباره‬ ‫ذاتا يمكنها إدراك ذاتها‪ ،‬ومعرفة خصوصياتها‪ ،‬بفضل وعيها أو باألحرى بفضل وعيها بذلك الوعي أو‬ ‫شعورها بإحساساتها… ومن هنا يمكن طرح مسألة الهوية الشخصية في مجزوءة الوضع البشري ‪.‬‬ ‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫الشخص‬

‫الوضع البشري‬

‫الغير‬

‫التاريخ‬

‫محور الشخص والهوية ‪:‬‬ ‫الشخص ‪ :‬يطلق على الفرد في بعده المادي من حيث هو مظهر وجسم وفي بعده المعنوي هي تلك الذات الواعية العاقلة‬ ‫المفكرة الحرة والمسؤولة قانونيا وأخالقيا على أفعالها‪.‬‬ ‫الهوية ‪ :‬هي الصفات الجوهرية للشخص التي تميزه عن غيره و تجعله هو هو مطابق لذاته ‪.‬‬ ‫االشكال ‪:‬‬ ‫ما الذي يحدد هوية الشخص ؟ هل هي ثابثة ام متغيرة ؟‬ ‫فالسفة المحور ‪:‬‬ ‫ديكارت – جون لوك –شوبنهاور‬ ‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫أساس هوية الشخص عند ديكارت هو‪ :‬الفكر‬

‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫يؤكد ديكارت أن أساس هوية الشخص هو الفكر ألنه هو الشيء الوحيد الذي ال يقبل الشك حيث ينطلق من قولته «أنا أفكر اذن أنا موجود» التي‬ ‫اوصلته الى ان الذات جوهرها الفكر فالشخص هو ذات مفكرة وواعية‪ .‬ويتجلى هذا الوعي في القدرة على الشك والفهم والتصور والنفي واإلثبات‬ ‫والتخيل واالحساس ‪ ..‬الخ‪ .‬وتعتبر هذه األفعال خصائص مكونة لهوية الشخص بحيث ال يمكن تصوره بدونها‪ ،‬فهي إذن ثابتة لدى الكائن البشري‬ ‫وتميزه عن باقي الكائنات‪ .‬ويعتبرا الحواس خداعة فاإلنسان‪.‬‬

‫تتحدد هوية الشخص عند جون لوك في الشعور و الذاكرة ‪:‬‬ ‫يرى جون لوك ان هوية الشخص ال تتأسس على العقل الن في نظره صفحة بيضاء بل تقوم على المعرفة الحسية التي تصاحب‬ ‫جميع افعاله الشعورية من شم و تذوق و احساس ‪.‬فاالنسان كائن واع و مفكر لكن ال يمكنه ان يفكر بمعزل عن المعارف الحسية‬ ‫التي اكتسبها بواسطة االحساس والشعور وبفضل الذاكرة يستمر في الوعي في الزمان ويدرك الشخص انه ذات واحدة ال يشوبها‬ ‫التحور والتغير ‪.‬‬

‫يرى شوبنهاور أن هوية الشخص تتحدد باإلرادة‬ ‫« خالفا لباقي التصورات‪ ،‬يرى شوبنهاور أن هوية الشخص تتحدد باإلرادة‪ ،‬إرادة الحياة التي تظل ثابتة فينا حتى عندما ننسى‬ ‫ونتغير كلية‪.‬بالرغم من التحوالت التي يحملها الزمن إلى اإلنسان‪ ،‬فإنه يبقى فيه شيء ال يتغير‪ ،‬وهواالرادة فأحداث الماضي‬ ‫يعتريها النسيان‪ ،‬والذاكرة معرضة للتلف بسبب الشيخوخة أو المرض‪ ،‬لذا فاإلرادة هي أساس هوية الشخص ونواة وجوده بحيث‬ ‫تظل ثابتة وفي هوية مع نفسها‪ ،‬وهي التي تمثل ذاتنا الحقيقية والمحركة لوعينا وذاتنا العارفة‪» .‬‬

‫محور الشخص بوصفه قيمة ‪:‬‬

‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫القيمة‪ :‬هي الخاصية التي اذا وجدت في الشيء جعلته مرغوبا فيه‪.‬‬ ‫االشكال‪ :‬من اين يستمد الشخص قيمته ؟‬

‫يستمد الشخص قيمته من ‪:‬عقله االخالقي العملي‬ ‫يركز كانط على البعد األخالقي في اإلنسان‪ ،‬هو ما يمنح الشخص قيمته‪ .‬وفي هذا اإلطار نجده يميز الشخص عن باقي الكائنات األخرى‪،‬‬ ‫ال باعتباره مالكا لعقل فقط‪ ،‬ولكن باعتباره قادرا على جعل ذلك العقل غاية في حد ذاته‪ ،‬وليس مجرد وسيلة مثلما هو الحال بالنسبة ألشياء الطبيعة‬ ‫المحرومة من اإلرادة والعقل او انه وسيلة لتحقيق غايات الذات أوغايات اآلخرين‪ .‬بل هو غاية في ذاته اي انه له قيمة وليس بضاعة قابلة ألن‬ ‫تباع وتشترى وتقوم بسعر‪.‬‬

‫يستمد الشخص قيمته من ‪ :‬المشاركة في الحياة االجتماعية‬ ‫يرى ان الشخص يستمد قيمته عن طريق المشاركة في الحياة االجتماعية و ان القيمة ال تحدد في اطار االنعزال بل في اطار الوجود االجتماعي‬ ‫التشاركي فالشخص اليكتسب قيمته االخالقية وكأنه امبراطور داخل امبراطورية بل من التضامن مع االخرين واالنفتاح عليهم من خالل ربط عالقة‬ ‫تعاون وتضامن اساسها االخد و العطاء فال يكفي ان يكون الشخص شخصا حتى يتمتع بقيمة اخالقية باعتباره غاية في ذاته بقدر ماوجب عليه‬ ‫االنفتاح على العالم ويتقبل االخرين ‪.‬‬

‫يستمد الشخص قيمته من ‪ :‬ادائه للواجب واالمتثال للقوانين‬ ‫يرى هيغل ان قيمة الشخص يستمد قيمتها انطالقا من امتثاله لقوانين الجماعة التي ينتمي اليها و ادائه للواجب القانوني و االخالقي التي تحدده‬ ‫تشريعات المجتمع لذلك وجب على الشخث االنفتاح على الجماعة وأن يمتثل للقوانين المنظمة لها ويؤدي الواجب المنوط به حتى يكتسب قيمته‬ ‫فعندما يؤدي واجبه المنوط به والقيام بالمهام التي اسندت اليه حسب المرتبة التي يشغلها يكتسب الشخص قيمته‬

‫محور الشخص بين الضرورة والحرية‬ ‫مفاهيم المحور ‪:‬‬ ‫الضرورة‪:‬هي نقيض الحرية وتعني غياب االختيار اي االكراه وهناك مجموعة من الضروريات منها البيلوجية و السوسيولوجية و‬ ‫السكولوجية‪:‬‬ ‫ضرورة بيولوجية ‪ :‬بمعنى الضرورة البيولوجية هي كل االمورة التي خلقت مع االنسان وغريزته كاالكل النوم قضاء الحاجة‪..‬‬ ‫لتوضيح االمر اكثر نعطي مثاال بالنوم ‪ :‬فاذا كنت تظن انك حر في حياتك فجرب ان تختار عدم النوم بحيث ستجد نفسك تقاوم النوم‬ ‫وهذا بحد ذاته ضرورة مفروضة عليك ‪.‬‬ ‫حتمية سيكولوجية‪ :‬تتشكل لدى الطفل من جراء مؤثرات خارجية ورواسب مدفونة‪ ،‬تصبح بمثابة الخزان الالشعوري الذي يتحكم في‬ ‫المرء عندما يكبر بشكل خفي وفي خلسة منه‪ ،‬وقد تكون تلك الرواسب من السلب‪ .‬بحيث توجد له عقدا واضطرابات نفسية ال يكون‬ ‫المرء بقادر على ردها أو تسييرها‪ ،‬فهي أكبر منه‪.‬‬ ‫حتمية اجتماعية(سوسيولوجية )‪ :‬يولد اإلنسان ويجد نفسه في أحضان مجتمع لم يختره هو‪ .‬هذا المجتمع له ثقافته التي سيتشربها‬ ‫ويستدمجها في كيانه دون خيار منه‪ ،‬فعندما يكبر يجد نفسه بلغة ودين وعادات وتقاليد متغلغلة في أعماق جوفه ولن يستطيع الخروج‬ ‫عنها‪ ،‬فالمجتمع بمثابة اإلطار والقالب الذي تم صهرنا فيه ونحن صغار‪ ،‬فهو سلطة قاهرة تتحكم في اختياراتنا وقناعاتنا وأذواقنا‬ ‫الحرية‪ :‬هي استقالل الذات فكرا و تصرفا و عدم خضوعها الى اي اكراهات خار ٌجية‪.‬الحرية هي القدرة على االختيار بين البدائل‬ ‫واإلمكانات‪ ،‬هي التصرف دون موانع أو قيود‪ ،‬إنها سلوك ال كابح له‪ .‬ومنها كلمة التحرر أي التحرر من قبضة الحتميات‪.‬‬ ‫االشكال ‪ :‬هل الشخص حر أم خاضع للضرورة ؟‬

‫فالسفة المحور ‪:‬‬ ‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫الشخص خاضع للضرورة‬ ‫يؤكد سبينوزا على ان ال وجود لحرية انسانية فالناس يعتقدون انهم احرار النهم يكونون على وعي بما يقومون به‪ ،‬اال ان‬ ‫الحقيقة بخالف ذلك فالناس يجهلون االسباب الحقيقية الفعالهم‪ .‬لذا فالشخص خاضع للضرورة ما دام محكوما بعوامل ال‬ ‫متناهية في العالم المحيط به منها الضرورات البيولوجية والسوسيولوجية والسكولوجية ‪ .‬فاإلنسان في نظر اسبينوزا‬ ‫كالحجر الساقط؛ يعتقد عن جهل أنه يسقط بحرية‪ ،‬وأنه سبب أفعاله‪.‬‬ ‫الشخص حر‬ ‫على خالف سبينوزا يؤكد سارتر ان اإلنسان كائن حر يمتلك من الحرية ما يجعله قادرا على تحمل مسؤولية ما يقوم به من‬ ‫أفعال‪ ،‬بل إن حريته ليس لها حدود‪ ،‬ألنه محكوم عليه بالحرية‪ ,‬يؤكد سارتر أن اإلنسان لن يكون إال وفق ما سيصنع‬ ‫بنفسه‪ ،‬و كما يريد أن يكون‪ ،‬و يشبهه بالمشروع ألنه ينفتح على المستقبل‪ ،‬و يملك إمكانيات عديدة لتجاوز الوضع‬ ‫الحاضر‪ ،‬و ذلك ألنه كائن حر متحمل لمسؤولية فعله‪.‬‬ ‫الشخص حر حسب امكانياته الجسدية والفكرية‬

‫إن "موني" كان متوازنا‪ ،‬فال يعتقد بالحرية المطلقة وال بالتقيد المطلق‪ ،‬بل يرى أن حرية الشخص نسبية‪ ،‬ألنها مشروطة‬ ‫بوضع محدد‪ ،‬وذلك ألن الشخص يعيش داخل جماعة ويتفاعل مع وضعيات متعددة ومختلفة مما يجعله مطالبا بتوجيه حريته‬ ‫في اتجاه ما ينسجم مع الوضع الواقعي الذي يوجد فيه وفي حدود امكانياته الجسدية والفكرية اال ان هذا الوضع ال يعني انه‬ ‫خاضع للضرورة لكنه حر في تحديد مصيره وبما في ذلك المجتمع الذي ينحصر دوره في التوجيه والترشيد ‪.‬‬ ‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫مفــــــــــــــــهوم الغـــــــــــــــــير‬

‫إن اإلنسان من حيث هو شخص ال يعيش في عزلة‪ ،‬بل إنه موجود ليعيش مع األغيار‪ .‬إن التأمل في مشاعر اإلنسان و‬ ‫مواقفه مثل المحبة‪ ،‬الصداقة‪ ،‬الكراهية‪ ،‬التسامح‪ ...‬يدعونا إلى االنتباه إلى أهمية حضور الغير وإلى أن الوجود اإلنساني ال‬ ‫يكتمل إال باعتباره وجوداً عالئقيا يفترض وجود ذوات إنسانية تتفاعل و تتواصل فيما بينها قصد بناء معرفة وعالقة‬ ‫أساسها التعاون والتضامن ‪.‬‬ ‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫مفــــــــــــــــهوم الغـــــــــــــــــير‬ ‫ينقسم مفهوم الغير الى ثالث محاور‬

‫العالقة مع الغير‬

‫وجود الغير‬

‫معرفة الغير‬

‫وجود الغـــــــــــــــــير‬ ‫المفاهيمً‪:‬‬ ‫الغيرً‪ :‬هوًاالناًالذيًليسًاناًفهوًذلكًالشخصًالذيًيشبهنيًويختلفًعنيًفيًنفسًالوقتًانهاًاناًاخرًمنظورًاليهاًكذاتً‬ ‫واعيةًوعاقلةً‪.‬‬ ‫الوجودً‪ :‬هوًحصولًالشيءًوقيامهًبالفعلًوهوًمقابلًللماهيةًوللوجودًبالقوةً‪،‬ويعتبرًالبعضًانًالشيءًيمكنًأنًيوجدً‬ ‫بمجردًحصولًصورتهًفيًالذهنًايًبدونًانًيصبحًمحسوساًحقيقياً‪.‬‬ ‫االشكالً‪ :‬هلًوجودًالغيرًضروريًلكيًأحققًوعييًبذاتي؟ًوكيفًيمكننيًإدراكًوجودًهذاًالغير؟ًهلًبوصفهًشيءًمنً‬ ‫األشياءًالموجودةًفيًالطبيعةًأمًباعتبارهًأناًآخرًغيريًيستحقًالتقديرًواالحترام؟‬ ‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫المواقف الفلسفية لمحور وجود الغـــــــــــــــــير‬ ‫تصورالفيلسوف ‪ :‬رونيه ديكارت‬

‫يرى ديكارت ان وجود الغير غير ضروري لوجودي االنا مادام ان االنا قادرة على تحقيق وجودها والوعي بذاتها بمعزل‬ ‫عن االخر فمن خالل تجربة الشك عاشت االنا الديكارتية عزل انطلوجية (علم الوجود)مطلقة بعيدا عن االخرين فوجود‬ ‫االنا هو وجود يقيني والضامن ليقين كل وجود اخر اي وجود االنا وجود حقيقي بديهي ال يقبل الشك اما الغير فوجوده‬ ‫افتراضي قابل للشك ‪.‬‬ ‫تصور الفيلسوف جون بول سارتر‬ ‫يؤكد سارتر على ان وجود الغير ضروري لوجودي االنا لتحقق وعيها بذاتها فرغم ان وجود الغير يحد من حرية االنا‬ ‫وفقدها عفويتها وتلقائيتها مادام ينظر اليها كموضوع وليس كذات حرة واعية اال انه يبقى مع ذلك الوسيط الذي الغنى‬ ‫عنه بين االنا وذاتها ‪.‬ان نظرة الغير الى االنا هي التي تمكن هذه االخيرة من الوعي بكثير من حاالتها النفسية والسلوكية‬ ‫كتجربة الخجل مثال التي ما كان من الممكن ان يحصل لالنا الوعي بها لوال النظرة التي تتعرض لها أثناء اللقاء مع الغير‬ ‫ومواجهته ‪.‬‬ ‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫محور معرفة الغـــــــــــــــــير‬ ‫المعرفة ‪ :‬هي نتيجة االتصال والتقابل بين ذات مدركة وموضوع مدرك‪ ،‬غايتها تكوين تصور واضح عن الموضوع‬ ‫المدروس‪.‬‬ ‫االشكال ‪ :‬هل معرفة الغير ممكنة ام مستحيلة ؟‬ ‫المواقفًالفلسفيةً‪:‬‬ ‫ميرلوبنتي ‪:‬‬ ‫يرى ان معرفة الغير ممكنة وذلك عن طريق التواصل معه فما ان يبادر الغير بالحديث الى االنا او العكس حتى ينشأ نوع من التواصل‬ ‫والحوار بينهما مما يؤدي الى تحقيق معرفة يقينية ببعضهما البعض ‪ ،‬اساسها التعاون والمشاركة فاالنا حسب ميرلوبنتي قادرة على‬ ‫معرفة الغير والنفاذ الى اعماقه اذا تخلت على تعاليها وحققت شرط التواصل اللغوي والوجداني معه واعترفت به كذات حرة ومستقلة ‪.‬‬ ‫سارتر‪:‬‬ ‫بالنسبة لسارتر معرفة الغير صعبة فيرى انه عند محاولة معرفة الغير‪ ،‬أول شيء أقوم به هو النظر اليه من أجل تكوين صورة له في مخيلتي‪ ،‬هذه‬ ‫النضرة تمكنني من تحديد المالمح الخارجية لهذا الشخص‪ ،‬ومن هنا تحويله من ذات إلى شيء‪ ،‬وذلك بسبب تركيزي على الجوانب الخارجية‪ .‬إذا كلما‬ ‫ركزنا معرفتنا للشخص على الجسد نحوله إلى شيء‪.‬هكذا فالتعامل مع الغير كموضوع مثله مثل الموضوعات واألشياء يؤدي إلى إفراغه من مقومات‬ ‫الوعي والحرية واإلرادة‪ .‬ويقدم سارتر هنا مثال النظرة المتبادلة بين األنا والغير؛ فحين يكون إنسان ما وحده يتصرف بعفوية وحرية‪ ،‬وما إن ينتبه إلى‬ ‫أن أحدا آخر يراقبه وينظر إليه حتى تتجمد حركاته وأفعاله وتفقد عفويتها وتلقائيتها‪ .‬هكذا يصبح الغير جحيما‪ ،‬وهو ما تعبر عنه قولة سارتر‬ ‫الشهيرة‪":‬الجحيم هم اآلخرون‪".‬‬ ‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫محور العالقة مع الغـــــــــــــــــير‬ ‫مفاهيمًالمحورً‪:‬‬ ‫مفهوم العالقة ‪:‬رابطةًماديةًاوًوجدانيةًبينًشيئينًاوًشخصينًواكثر‪.‬‬ ‫مفهوم الصداقة ‪ :‬فضيلةًورابطةًانسانيةًنبيلة‪،‬وشعورلحاجةًالقيامًبعملًالخيرًتجاهًالغير‪.‬‬ ‫مفهوم الغرابة ‪:‬عالقةًقائمةًعلىًالتعارضًوهيًمدعاةًللعداءًوالقصاءًالغيرًوافقادهًوحدتهًوانسجامه‪.‬‬ ‫مفهوم الغيرية ‪:‬الدعوةًلمحبةًالغيرًوالتضحيةًبمصالحناًلفائدةًالغيرًفيًمقابلًاالنانية‪.‬‬ ‫مفهوم التواصل ‪:‬الفعل الذيًعبرهًيخرجًكلًوعيًعنًعزلتهًوانانيتهًلينفتحًعلىًالغير‪.‬‬ ‫االشكالً‪ :‬هلًالعالقةًمعًالغيرًعالقةًصداقةًامًغرابةً؟وهلًتتسمًعالقةًاالناًبالغيرًبالودًوالتسامحًأمً‬ ‫بالنبذًواالقصاءً؟ً‬

‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫محور العالقة مع الغـــــــــــــــــير‬ ‫المواقفًالفلسفيةً‪:‬‬ ‫ارسطوً‪ :‬عالقةًصداقةً‪:‬‬ ‫يؤكد أرسطوعلى أن العالقة التي يجب أن تكون بين األنا والغير‪ ،‬هي عالقة صداقة‪ ،‬باعتبارها الصداقة فضيلة أخالقية‪ .‬ألنها مجردة من المصلحة النفعية الذاتية ‪،‬‬ ‫وألنها أيضا تستمر‪ .‬والذي دافع به أرسطو عن أهمية صداقة الفضيلة هو كون اإلنسان يظل في حاجة إلى األصدقاء‪ ،‬سواء في فترة الضيق والشدة‪ ،‬أو في وقت‬ ‫الرخاء ‪.‬وسواء في مرحلة الشباب‪ ،‬وسواء في مرحلة الشيخوخة‪ ،‬ففي مرحلة الشباب تعصم الصداقة اإلنسان من الزالت‪ ،‬وفي مرحلة الشيخوخة‪ ،‬فالصداقة تعوض‬ ‫لإلنسان ضعفه‪ .‬يقول أرسطو‪ :‬كل الناس على اتفاق في أن األصدقاء هم المالذ الوحيد الذي يمكننا اإلعتصام به في حالة البؤس وفي الشدائد المختلفة”‪ .‬زيادة على‬ ‫ذلك فالصداقة تجعل المجتمع في غنى عن العدالة‪ ،‬فالصداقة تحقق العطف والمحبة‪ ،‬وتمنع الصراع والعنف‪.‬‬

‫فريدريك هيجل‪ :‬العالقة مع الغير عالقة صراع‬ ‫رغم أن هيجل يذهب إلى التأكيد على أن وجود الغير ضروري لوجود الذات‪ ،‬وتحقيق اإلعتراف بها‪ .‬فإنه يؤكد على أن اإلعتراف بالذات ال يتم إال عبر الصراع‪،‬‬ ‫الذي تكون غايته تحقيق اإلعتراف بالذات‪ .‬ففي البداية كان كل فرد يعيش لوحده مع األشياء‪ ،‬وكان يتحكم فيها من جهة أنها تلبي له حاجياته‪ .‬ولكن سيتغير الوضع‬ ‫حين يلتقي الفردين‪ ،‬ويصبح كل واحد ضمن المجال اإلدراكي لآلخر‪ .‬في البداية سيعتقد كل واحد منهما‪ ،‬أن اآلخر شبيه بالموضوعات التي كان يسيطر عليها‪،‬‬ ‫وسيحاول الشيطرة عليه‪ ،‬لكنه سيكتشف أن هذا اآلخر ليس كبقية األشياء وإنما يمتلك مثله وعيا‪ ،‬هنا سيدخالن في صراع من أجل اإلعتراف بالذات‪ ،‬وهذا ما‬ ‫ينقصها _أي الذات_ في وجودها مع األشياء المادية‪ .‬لكن اإلعتراف لن يتم بشكل سلمي وودي‪ ،‬بل عبر صراع يخاطر فيه الطرفان بحياتهما‪ .‬إال أن الموت لن‬ ‫يحقق اإلعتراف‪ ،‬لهذا على أحدهما أن يفضل اإلستسالم على الموت‪ ،‬فيصبح المنهزم عبدا‪ ،‬ويصبح المنتصر سيدا‪.‬‬ ‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫يعتبر اإلنسان كائنا تاريخيا‪ ،‬يجعل من التاريخ موضوع معرفة منظمة وموثقة؛ فهو يتطلع إلى وصف أحداث الماضي وفهم منطلقها‬ ‫التاريخی وبيان كيفية حدوثها‪ ،‬وكذلك طبيعة التقدم الذي كان أو يكون ووتيرته‪ ،‬أي تحديد ما إذا كان التقدم يتم على شكل خط متصل ‪ ،‬أم يتم بشكل‬ ‫فجائي قافز‪ .‬إن التاريخ هو ذاكرة حية من صنع اإلنسان‪ ،‬ال يمكن أن تكون بدون إرادته ووعيه وتأثيره‪ ،‬رغم أن بعض النظريات الفلسفية تريد أن‬ ‫تجعل التاريخ فوق اإلنسان ومستقال عنه‪ ،‬أو يرى بعضها على األقل بأن الوجود التاريخي هو الذي يصنع اإلنسان بدوره‪ .‬إن هذه المفارقة في‬ ‫الوجود التاريخي لإلنسان تتولد عنها األسئلة التالية ‪ :‬ما التاريخ؟ ما داللة المعرفة التاريخية؟ هل يتقدم التاريخ نحو وجهة محددة ‪ -‬سلفا ‪-‬؟ ثم ما‬ ‫دور اإلنسان في التاريخ؟‬

‫المحور األول‪ :‬المعرفة التاريخية‬ ‫تعريف المفاهيم ‪:‬‬ ‫التاريخ ‪ :‬هي مجموع الوقائح واالحداث التي وقعت في الماضي ‪ ،‬والتي تشكل االساس الذي يقوم عليه الحاضر ويسمح باستشراف المستقبل ‪.‬‬ ‫المعرفة التاريخية ‪ :‬ال تعني معرفة األحداث التاريخية وحفظها فقط‪ ،‬وإنما دراسة تلكك األحكداث علكى اخكتالف تفاصكيلها‪ ،‬وقراءتهكا بموضكوعية ودون تحيكز‪ ،‬ومعرفكة‬ ‫أسباب وقوعها‪ ،‬من أجل فهم التاريخ بشكل بعيد عن التحيز ومخالفة العقل‪.‬‬ ‫االشكال ‪ :‬هل يمكن جعل أحداث التاريخ موضوع معرفة علمية وموضوعية ؟‬ ‫المواقف الفلسفية ‪:‬‬ ‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫ابن خلدون ‪ :‬معرفة التاريخ يجب اال تعتمد على النقل فقط‬

‫فيؤكد أن المعرفة التاريخية ليست مجرد رواية وسرد لألخبار ‪ ،‬بل نظر وتحقيق وتعليل وعلم بالكيفيات واألسباب‪ .‬وفي ذلك يميز ابن خلدون بين ظاهر‬ ‫التاريخ وباطنه‪ ،‬من حيث أنه في ظاهره ما هو إال نقل لألخبار‪ ،‬أما في باطنه فهو نظر (عقلي) وتحقيق‪ ،‬وتعليل‪ ،‬وعلم بكيفية حدوث الوقائع‪ .‬ويتبين أن ابن‬ ‫خلدون ينتصر لباطن التاريخ‪ ،‬ألنه هو ما يجعل منه علما ‪.‬ويستدل ابن خلدون على ضرورة اعمال العقل ال النقل بما وقع للمؤرخين فقد وقعوا في المغالط‬ ‫في الحكايات والوقائع‪ ،‬وذلك بسبب اعتمادهم على مجرد النقل‪ ،‬وألنهم لم يعرضوا الوقائع واألحداث على أصولها‪ ،‬وهكذا‪ ،‬لمعرفة التاريخ يجب أن تعتمد‬ ‫على العقل‪ ،‬والتمحيص‪ ،‬والتعليل‪ ،‬لكي تسموا إلى مرتبة العلوم العقلية‪ .‬وأن ال يعتمد فيها على مجرد النقل‪.‬‬

‫رمون أرون ‪ :‬معرفة التاريخ صعبة‬

‫يركز الفيلسوف الفرنسي أرون على عائق المسافة الزمنية في تحدديه للمعرفة التاريخية حيث يعتبرها "إعادة بناء ما كان موجودا ولم يعد‪،‬‬ ‫انطالقا مما بقي كأثر"‪ .‬وهي بذلك تنفصل عن تجربتنا في الزمان والمكان‪ .‬فتجربتنا خاصة وحاضرة‪ ،‬ويمكننا أن نعرفها معرفة تلقائية ألنها‬ ‫تتعلق بالعالم الذي يحيط بنا‪ .‬أما عندما يتعلق األمر بعالم الذين عاشوا قبلنا‪ ،‬فإن تلك المعرفة ستكون صعبة ونسبية‪ ،‬ألنها تتطلب إعادة بناء‬ ‫عالم الماضي كما كان‪ ،‬وهو مطلب يحتاج جهدا وحذرا منهجيا مضاعفا نتيجة التباعد بين الحاضر والماضي‪ .‬إذ أن المؤرخ سيبني الواقعة‬ ‫من خالل قيم زمانه ورؤيته الخاصة للحدث‪ .‬وهو ما يضع الموضوعية موضع تساؤل‪.‬‬ ‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫المحور الثاني‪ :‬التاريخ وفكرة التقدم‬

‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫تعريف المفاهيم ‪:‬‬ ‫التقدم ‪ :‬كل تطور كمي أو كيفي سواء كان إيجابيا أو سلبيا‪ ،‬كما يدل اللفظ أيضا على كل تحسن أو نمو من حالة إلى حالة أخرى أفضل‪.‬‬ ‫االشكال ‪ :‬هل التاريخ تقدم أم تكرار؟ هل التاريخ عبارة عن صيرورة خطية لألحداث أم أنه عبارة عن حركة دائرية؟ام أم أنه يعرف طفرات وقفزات‬ ‫وتحوالت؟‬ ‫المواقف الفلسفية ‪:‬‬ ‫كلود ليفي ستراوس ‪ :‬التاريخ عبارة عن طفرات وقفزات فجائية‪.‬‬

‫ينتقد كلود ليفي ستراوس مفهوم التقدم كما يتصوره رواد النزعة التطورية‪ ،‬مؤكدا أن التاريخ ليس سلسلة من األحداث الضرورية‪،‬‬ ‫المنتظمة والمتصلة الحلقات‪ ،‬بل يتطور عبر قفزات وطفرات فجائية‪ ،‬فالتاريخ ال يسير سيرا تقدميا تصاعديا بل هو حركة مبنية على القطائع‬ ‫واالنفصاالت‪ ،‬فاإلنسانية في تقدمها‪ ،‬حسب ستراوس‪ ،‬ال تشبه الفرد الذي يصعد سلما فيخطو خطوات دقيقة في اتجاه مسار واحد‪ ،‬بل تشبه‬ ‫العب النرد الذي يرمي بالمكعب رميات متعددة فيحصل على حسابات مختلفة غير متوقعة‪.‬‬ ‫موقف "كارل ماركس"التاريخ عبارة عن حركة تقدمية متصلة‬

‫يعتقد "كارل ماركس" أنه فما دام التاريخ مبني على الالمساواة واالستغالل‪ ،‬بسبب احتكار البعض لقوى ووسائل اإلنتاج‪ ،‬فأن الصراع‬ ‫الطبقي سيؤدي بالضرورة إلى زوال هذا النمط من اإلنتاج‪ ،‬وتعويضه بآخر يكفل المساواة ويضمن الحقوق واالمتيازات للجميع‪ .‬بذلك يكون‬ ‫التاريخ عبارة عن حركة تقدمية متصلة‪ ،‬يتجه خاللها اإلنسان نحو غاية حتمية هي تأسيس مجتمع اشتراكي‪ ،‬تصبح فيه الممتلكات والوسائل‬ ‫مشتركة بين الجميع‪.‬‬

‫المحور الثالث ‪ :‬دور االنسان في التاريخ‬

‫انجاز االستاذ ‪ :‬عادل الجراوي‬

‫االشكال ‪ :‬هل اإلنسان فاعل في التاريخ ومنتج لألحداث التاريخية أم أنه نتاج لهذه األحداث؟‬ ‫المواقف الفلسفية‪:‬‬ ‫موقف فريدريك هيغل‪ :‬اإلنسان وسيلة في يد التاريخ‪.‬‬

‫ففريدريك هيغل يؤكد أن اإلنسان ليس هو من يوجه التاريخ ويتحكم في أحداثه‪ ،‬كما أن التاريخ ال يخضع إلرادة اإلنسان‪ ،‬بل إن اإلنسان مجرد‬ ‫وسيلة في يد التاريخ فالتاريخ‪ ،‬ما هو إال التجسيد والتجلي الموضوعي للروح المطلق‪ .‬ويرى أيضا أن األحداث التاريخية يحكمها منطق‬ ‫الضرورة والحتمية‪ .‬وإذا قلنا أن التاريخ ليس إال تجل للروح المطلق‪ ،‬وأن التاريخ يحكمه منطق الحتمية‪ ،‬فإن اإلنسان وفق هذا التصور لن‬ ‫يكون فاعال في التاريخ‪ ،‬ولن يكون له دور في صناعة أحداثه‪ ،‬ما دامت األحداث التاريخية تبقى خارج إرادته‪.‬‬ ‫سارتر ‪ :‬االنسان صانع التاريخ‬

‫إن سارتر‪ ،‬يرى أن لإلنسان له دور فعال في صناعة التاريخ وانهم هم يصنعون التاريخ وليس شروطهم السابقة‪،‬النهم يمتلكون صفة فريدة‬ ‫وهي القدرة على التجاوزفهم يمتلكون ارادة وحرية وهكذا فسارتر ينفي فكرة تحكم ما هو ال إنساني‪ ،‬أي الشروط الواقعية‪ ،‬في اإلنسان‪ .‬زيادة‬ ‫على ذلك‪ ،‬يرى سارتر‪ ،‬أن انفالت التاريخ من اإلنسان‪ ،‬ليس معناه أنه ال يصنعه‪ ،‬بل معناه أن الغير يصنعه أيضا‪”. ،‬إذن فلإلنسان دور في‬ ‫التاريخ‪ ،‬وفي صناعته وصناعة أحداثه ووقائعه‪.‬‬