المبادلات و النقود [PDF]

‫المقدمة‪:‬‬ ‫تلعب النقود دورا هاما للحياة االقتصادية للفرد بحيث أن األمر ال يحتاج ألن يكون اإلنسان‬ ‫اقتصاديا حتى يلمس

5 0 73KB

Report DMCA / Copyright

DOWNLOAD PDF FILE

المبادلات و النقود [PDF]

  • 0 0 0
  • Gefällt Ihnen dieses papier und der download? Sie können Ihre eigene PDF-Datei in wenigen Minuten kostenlos online veröffentlichen! Anmelden
Datei wird geladen, bitte warten...
Zitiervorschau

‫المقدمة‪:‬‬ ‫تلعب النقود دورا هاما للحياة االقتصادية للفرد بحيث أن األمر ال يحتاج ألن يكون اإلنسان‬ ‫اقتصاديا حتى يلمس أهمية النقود وأن مستوى المعيشة الذي يمكن للفرد أن يحققه إنما‬ ‫يتوقف على كمية النقود التي يحصل عليها‪.‬‬ ‫وال شك أن كل فرد يعلم انه في بعض األوقات يصعب الحصول على النقود من بعض‬ ‫األوقات األخرى كما أن القوة الشرائية للعملة تختلف من وقت ألخر‪.‬‬ ‫ولو عدنا إلى األحداث االقتصادية خالل العقود الماضية لوجدنا أن سلوك النقود له أهمية‬ ‫حيوية لالقتصاد القومي والعالمي ففي الثالثينيات ‪ 1930‬سادت فترة الكساد واالنكماش‬ ‫االقتصادي وصاحبها حالة انخفاض في الناتج القومي وكذلك في فرص التوظيف وانكماش‬ ‫في الطلب النقدي كما عجز الكثير من المدينين عن الوفاء بالتزاماتهم بسبب انخفاض‬ ‫دخولهم وانخفاض القيمة النقدية ألصولهم من هنا بدأت كثير من الدول تقلق على وضع‬ ‫عملتها دوليا حتى الواليات المتحدة األمريكية التي كانت تتمتع بمركز عالمي ممتاز للدوالر‬ ‫بدأ مركزها يختل وبدأت تقلق من جراء العجز في ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث االول ‪ :‬المبادالت‬ ‫المطلب األول تعريف المبادالت ‪ :‬‬ ‫عقد المبادلة هو اتفاق تعاقدي يتم بواسطة وسيط بين طرفين أو أكثر لتبادل االلتزامات أو‬ ‫الحقوق‪ .‬ويتعهد الطرفان بموجبه إما على مقايضة الدفعات التي تترتب على التزامات كان‬ ‫قد قطعها كل منهما لطرف آخر وذلك دون إخالل بالتزام أي منهما تجاه الطرف الثالث غير‬ ‫المشمول بالعقد‪ .‬أو بمقايضة المقبوضات التي تترتب لكل منهما على أصول يملكها وذلك‬ ‫دون إخالل بحق كل منهما لتلك األصول‪.‬‬ ‫شروط عقد المقايضة أو المبادلة‪ :‬يتكون من عدة عناصر رئيسية هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬طرفي العقد‬ ‫‪ -2  ‬االلتزام أو األصل المشمول بعقد المقايضة‬ ‫‪ -3  ‬قيمة المدفوعات أو المقبوضات محل المقايضة‬ ‫‪ -4‬العملة التي تسدد بها المدفوعات أو تحصل بها‪  ‬المقبوضات‬ ‫‪ -5  ‬السعر اآلجل لمقايضة العملة المتفق عليه‬ ‫‪ -6  ‬مدة سريان العقد‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬خصائص عقود المبادلة‪: ‬‬ ‫تتميز عقود المبادلة بالخصائص التالية‪ ‬‬ ‫ عقد المبادلة ملزم لطرفي العقد على عكس ماهو معروف في عقود الخيارات‬‫ تتضمن عقود المبادالت مخاطر إئتمان و مخاطر عدم السداد وإن كانت هذه‪ ‬المخاطر‬‫ليست كبيرة ‪ ,‬ألن المخاطر في حالة صعوبة السداد تتمثل في الفرق بين معدل الفائدة‬ ‫المتغير ومعدل الفائدة الثابت وليست قيمة تستخدمالعقد كله ‪ ,‬وذلك في مبادلة سعر الفائدة ‪.‬‬ ‫أما في مبادلة العمالت ‪ ,‬فإن التبادل يتم لكل من الفائدة وقيمة العقد ورغم ذلك مخاطر أقل‬ ‫ألن هناك تبادل بين الطرفين وليس الدفع من طرف واحد‬ ‫ تستخدم عقود المبادالت إلى جانب تغطية مخاطر أسعار الصرف‪ T‬و أسعار الفائدة في‬‫إعادة جدولة خدمة الدين سواء كانت بفائدة ثابتة أو متغيرة أو بأكثر من عملة دون‬ ‫اإلضطرار إلى رده أو بيع األصول الموجودة في حالة حدوث أزمات مالية ‪.‬‬

‫المطلب الثالث أنواع عقود المبادلة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬مبادالت العملة‪  :‬تتمثل عملية المبادلة بين عملتين معينتين‪ ,‬في شراء أحداهما ولتكن‬ ‫العملة (س) وبيع األخرى ولتكن العملة (ص) على أساس السعر الفوري لكل منهما‪ ,‬وفي‬ ‫الوقت نفسه إعادة بيع األولى وشراء الثانية بموجب سعر المبادلة (اآلجل) والذي يتم تحديده‬ ‫وفق الفرق القائم بين أسعار الفائدة السائدة حينئ ٍذ على اإليداع واإلقراض بالنسبة لكل من‬ ‫العملتين‪.‬ومعظم عقود المقايضة الكبيرة تنشأ بين البنوك‪ ‬ويمكن تعريفها ‪:‬‬ ‫‪    ‬على أنها اتفاق قانوني يتألف من عنصرين على األقل من العناصر أدناه ‪:‬‬ ‫ الترتيب لشراء أو بيع مقدار محدد من إحدى العمالت مقابل عملة أخرى بسعر متفق عليه‬‫والذي عادة ما يكون سعر الصرف الحاضر ‪,‬وفي تاريخ متفق عليه أيضا‪.‬‬ ‫ ترتيب متزامن إلعادة تبادل مقدار العملة نفسه ‪ ,‬عادة بسعر الصرف نفسه وفي تاريخ‬‫متفق عليه في األجل المتوسط إلى طويل األجل‪.‬‬ ‫ تسوية سداد تكاليف الفائدة بين الطرفين طوال فترة عملية المبادلة ‪ ,‬حيث‪  ‬يتم السداد اما‬‫على فترات منتظمة أو بعملية سداد واحدة في تاريخ اإلستحقاق‬ ‫وتتخذ عقود مقايضة العمالت شكلين‬ ‫—‪        ‬عقود مقايضة متوسطة أو طويلة األجل‪ :‬تحدث في أسواق رأس المال ويُطلق‬ ‫عليها مصطلح مقايضات رأسمالية ويغلب على أغراضها الطابع التحوطي أكثر من طابع‬ ‫المضاربة‪ T.‬وتلجأ إليها عادة المؤسسات المالية بهدف االقتراض الطويل األجل من أسواق‬ ‫رأس المال‪.‬‬ ‫—‪        ‬عقود المقايضة القصيرة األجل‪ :‬وتحدث في أسواق النقد ويتعامل فيها‬ ‫المضاربون ألغراض تحقيق األرباح من جراء تقلب أسعار صرف العمالت وأسعار الفائدة‬ ‫على تلك العمالت‬ ‫‪-2‬مبادالت أسعار الفائدة ‪ :‬على الرغم من أن مبادلة العمالت هي أول أنواع المبادالت‬ ‫ظهورا ‪ ,‬فإن مبادالت أسعار الفائدة قد تفوقت عليها سواء من حيث حجم التعامل عليها أو‬ ‫من حيث إنشاء عقودها ‪ .‬ويعرف عقد مبادالت أسعار الفائدة على ‪:‬‬ ‫أنه اتفاق بين طرفين لمبادلة مدفوعات الفوائد على فترات منتظمة‬ ‫يتم التعامل بهذا النوع من العقود في أسواق المال وذلك بسبب اختالف مالءة المقترضين‬ ‫من جهة‪ ,‬واختالف توقعات المتعاملين في هذه األسواق من مقرضين ومستثمرين حول‬

‫تقلب أسعار الفائدة السوقية والمخاطر الناجمة عن ذلك والتي قد تؤدي إلى اإلفالس من جهة‬ ‫ثانية‪ .‬وعقد مبادلة أسعار الفائدة هو عبارة عن اتفاق بين طرفين لمبادلة مدفوعات الفوائد‬ ‫بموجب فترات منتظمة‪.‬‬ ‫وتتخد عدة أنواع منها ‪:‬‬ ‫‪ ‬أ‪-‬عقود مبادلة أسعار الفائدة الثابتة بالمتغيرة‪: ‬وهو النوع األكثر انتشاراً في هذه‬ ‫المبادالت ويُسمى (الوجبة السهلة)‪ ,‬وفيه يوافق أحد األطراف الداخل في المبادلة على أن‬ ‫يدفع سلسلة معدالت الفائدة الثابتة وفي نفس الوقت يتسلم سلسلة من التدفقات النقدية التي‬ ‫تعتمد على معدالت الفائدة العائمة ويتحدد هذا المعدل في كثير من األحيان وفقا ً لمعدل‬ ‫الفائدة للتعامالت بين المصارف في لندن‪   LIBOR ‬وتغطي اتفاقية المبادلة فترة معينة‬ ‫وهي التي تحدد لسداد الفوائد والتي تمثل فحوى عقد المبادلة‪ .‬ويتحدد مقدار المدفوعات‬ ‫الدورية على أساس مبلغ وهمي أو اعتباري وهذا األصل الوهمي يمثل كمية نظرية أو‬ ‫اسمية تستخدم كمقياس لتحديد مقدار التدفقات النقدية التي ُتسدد وفقا ً التفاقية المبادلة‪.‬تتم‬ ‫التسوية لعقود المبادلة على أساس دوري متفق عليه (كل ثالثة أشهر‪ ،‬كل ستة أشهر‪T)...،‬‬ ‫وهي كما أشرنا سابقا ً ال تتم بصفة يومية لذلك تسمى األرباح والخسائر المتولدة عن عقد‬ ‫المبادلة باألرباح والخسائر الورقية‪.‬‬ ‫ب‪-‬عقود مبادلة األوراق المالية ذات معدل الفائدة المتغير وغير المقيد‪:  Caps ‬وهي‬ ‫عبارة عن عقود مبادلة تتم على أوراق مالية ذات معدل فائدة متغير وفي نفس الوقت غير‬ ‫مقيد بحدود دنيا أو عليا‪.‬‬ ‫ج‪ -‬عقود مبادلة أوراق مالية ذات معدل فائدة متغير ومقيد‪:  Floors ‬وهي عقود مبادالت‬ ‫تتم على أوراق مالية ذات معدل فائدة متغير ولكنها في نفس الوقت محددة بحد معين‪.‬‬ ‫‪-3‬مبادالت سلعية ‪:‬عبارة عن مبادلة يقوم بموجبها أحد الطرفين بالشراء اآلني من الطرف‬ ‫اآلخر لكمية معينة من السلعة محل التعاقد بالسعر السائد الثمن فورا ‪ ,‬وبيعها له في نفس‬ ‫الوقت بيعا آجال بسعر متفق عليه مسبقا بحيث يتم السداد على فترات متفق عليها أيضا ‪.‬‬ ‫‪-4‬مبادالت األسهم ‪ :‬هي اإلتفاق على مبادلة في تاريخ الحق لمعدل عائد على سهم معين أو‬ ‫مجموعة من األسهم بمعدالعائد على سهم أو أصل مالي آخر ‪ .‬ومن أمثلة ذلك اإلتفاق على‬ ‫أن يدفع المستثمر لطرف آخر في تاريخ الحق سعر الليبور‪ ,‬لعملة معينة على مبلغ معين‬ ‫متفق عليه مقابل حصوله على معدل العائد على أسهم بنفس القيمة في بورصة ما ‪ ,‬مقاسا‬ ‫على أساس معدل الزيادة في الرقم القياسي للمؤشر الخاص بأسعار األسهم في تلك‬ ‫البورصة ‪.‬‬

‫‪ -5‬مبادالت خيارية ‪:‬وهي عبارة عن عقود تعطي حاملها الحق بأن ينفد هذا الخيار إذا ما‬ ‫رغب بذلك أي بأن يجري هذا الحامل المبادلة مع الغير دافعا العالوة المطلوبة ‪ .‬ويجري‬ ‫استخدام هذه العقود من قبل مديري مخاطر أسعار الفائدة ‪,‬ذلك أن المنشآت التي تقترض‬ ‫بسعر معوم عرضه دائما إلرتفاع أسعار الفائدة ‪ ,‬وقد تلجأ إلى شراء عقد الحد األقصى‬ ‫للفائدة أو مايسمى بالسقف لتقليل حجم المخاطر إلى أقل حد ممكن وعند تحديد ثمن الخيار‬ ‫يؤخد في اإلعتبار طول مدة الخيار و سعر التعاقد و كذلك مدى تقلب أسعار الفائدة محل‬ ‫التعاقد‪  ‬‬ ‫المبحث الثاني النقود‪:‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم النقود ‪:‬‬ ‫قبل أن نبدأ بتعريف مفهوم النقود يجب علينا معرفة تلك األشياء التي يجب أن تتوافر في‬ ‫النقود واألشياء التي ال يجب توافرها‪.‬‬ ‫إن أي مبتدئ لدراسة النقود يعتقد أن هناك شيئا معينا يعتبر بالطبيعة نقود وأنه قد استخدم‬ ‫نقود في كل األوقات وفي كل األماكن ولكنه سيجد أن تاريخ النقود ال يقر هذا االعتقاد ذلك‬ ‫ألن هناك الكثير من األشياء المتباينة قد استخدمت كوسيط في التبادل ومن أمثلة هذه األشياء‬ ‫الماشية واألصواف واألرز والشاي والتبغ و الجلود …وغيرها‪.‬‬ ‫وقد حاول البعض تعريف النقود من ناحية قانونية خاصة بأنها ذلك الشيء الذي يحدد‬ ‫القانون بأنه نقود بحيث يتمتع هذا الشيء بالقبول العام في المدفوعات وعلى أي حال فإن‬ ‫التعريف القانوني للنقود ليس مرضيا لغرض التحليل االقتصادي والسبب في ذلك أن األفراد‬ ‫قد يرفضون قبول أشياء حددها القانون كنقود وقد يرفضون بيع السلع والخدمات في مقابل‬ ‫الشيء الذي يحدده القانون كنقود وقد اجمع االقتصاديون على أن النقود هي جميع األشياء‬ ‫التي هي في الحقيقة تتمتع بالقبول العام في سداد الديون وفي سداد قيمة السلع والخدمات‬ ‫وكذلك يستخدم بشكل عام كوسيط في عملية المدفوعات فإذا طبقنا هذا المعيار بالنسبة لدول‬ ‫العالم التي يكون عرض نقودها من العملة المساعدة والنقود الورقية والودائع تحت الطلب‬ ‫لدى البنوك فإن العملة والنقود الورقية ال تكون فقط مقبولة قبوال عاما ولكن لها أيضا قوة‬ ‫إبراء قانونية في سداد الديون‪. ‬‬ ‫المطلب الثاني أنواع النقود‪:‬‬ ‫يمكن تقسيم النقود على أسس مختلفة وأول هذه األسس هو أننا يمكن تقسيم النقود على‬ ‫أساس المادة التي تصنع منها النقود كما أنه يمكن تقسيم النقود على أساس الجهة التي تقوم‬ ‫بإصدار النقود سواء كانت الحكومة أو البنك المركزي واألساس الثالث واألهم هو تقسيم‬

‫النقود على أساس العالقة بين قيمة النقود كنقد وقيمة النقود كسلعة وهو األساس الذي‬ ‫نستخدمه هنا في تفصيل أنواع النقود وبناءا على هذه القاعدة فإن النقود تقسم إلى‪: ‬‬ ‫أوال النقود السلعية‪: ‬‬ ‫وهي تلك النقود التي تكون قيمتها ألغراض غير نقدية وتعد قيمتها كنقود مثل‬ ‫الماشية ‪،‬األرز‪ ،‬القمح أما األنواع األساسية للنقود السلعية في النظم النقدية الحديثة فهي تلك‬ ‫المسكوكات المصنوعة‪ T‬من المعادن إذا كانت الدولة تتبع إحدى القواعد النقدية (قاعدة الذهب‬ ‫‪،‬قاعدة الفضة‪،‬قاعدة المعدنين) هنا وتقوم الدولة عند إصدارها لهذا النوع من النقود باتخاذ‬ ‫الخطوات التالية‪: ‬‬ ‫‪-1‬يحدد مقدار قيمة الذهب الموجود في وحدة العملة ويمكن أن يتم ذلك بإحدى طريقتين‬ ‫تؤديان إلى نفس النتيجة‪ :‬األولى تحديد مقدار الذهب الذي تحويه وحدة العملة الثانية تحديد‬ ‫السعر النقدي لكل وحدة من الذهب‪.‬‬ ‫‪-2‬تكون السلطات النقدية في الدولة مستعدة لشراء أي كمية من المعدن وعند سعر محدد‬ ‫كما تم تحديده في الوحدة النقدية وذلك لمنع انخفاض سعر الذهب في السوق وبالتالي فلن‬ ‫يقوم أي فرد ببيع الذهب عند سعر أقل لالستخدامات غير نقدية طالما أن السلطات النقدية‬ ‫مستعدة لشرائه بالسعر المحدد في الوحدة النقدية‪. ‬‬ ‫‪-3‬السماح بتحويل العملة النقدية إلى ذهب وذلك الستخدامات الذهب في أغراض غير نقدية‬ ‫وأثر ذلك يكمن في منع سعر الذهب في السوق من أن ينخفض عن سعر سك الذهب (أي‬ ‫سعره كعملة)‪.‬‬ ‫ثانيا النقود النائبة‪:‬‬ ‫النقود النائبة هي تلك النقود التي تصنع عادة من الورق وهي عبارة عن شهادات وإيصاالت‬ ‫إيداع قابلة للتداول بمقدار قيمة الوحدات النقدية المعدنية أو ما يعادلها من سبائك و النقود‬ ‫الورقية ليس لها قيمة ذات أهمية سلعية وإنما تتمثل في التداول قدرا من المعدن النفيس‬ ‫يعادل ما تحتويه وحدة العملة السلعية والنقود النائبة تشبه النقود السلعية في بعض النواحي‬ ‫فالكمية التي يمكن إصدارها تتوقف على كمية النقود السلعية أو ما يعادلها من سبائك التي‬ ‫تتخذ كرصيد لها ‪،‬وكذلك من حيث التكلفة ففي كلت الحالتين تتميز عن النقود السلعية ببعض‬ ‫المزايا منها‪: ‬‬ ‫–‪ ‬استخدام النقود النائبة يجنب سك العملة المعدنية التي تكون غالبا أعلى من تكاليف إصدار‬ ‫العملة الورقية‪.‬‬

‫–‪ ‬أن النقود النائبة تجنب ما كانت تتعرض له النقود السلعية من التآكل وسرقة أجزاء منها‬ ‫بواسطة المتعاملين‪.‬‬ ‫–‪ ‬نفقات نقل العملة الورقية أسهل إذا ما قورنت بتلك العمالت التي كانت تصنع من المعادن‬ ‫الثقيلة كالنحاس‪.‬‬ ‫كما أنه هناك عدة عيوب للنقود النائبة (الورقية ) منها‪:‬‬ ‫–‪ ‬سهلة التزوير والغش ما لم تكون مصنوعة من نوع خاص من الورق‬ ‫–‪ ‬قابلة للتلف بسرعة (االحتراق)‪.‬‬ ‫–‪ ‬نتيجة التعامل بها تكون غير معمرة سريعة التلف‪.‬‬ ‫ثالثا النقود االئتمانية‪4:‬‬ ‫يقصد بالنقود االئتمانية هي نقود يتم تداولها عند قيمة أعلى من القيمة السلعية للمادة‬ ‫المصنوعة‪ T‬منها هذه النقود وفي بعض األحيان تكون القيمة السلعية للمادة المصنوع منها‬ ‫النقود قليلة جدا كما هو الحال بالنسبة للنقود النحاسية ولكنها مع ذلك تظل أقل من القيمة‬ ‫النقدية لها‪. ‬‬ ‫والسؤال الذي يمكن طرحه هو ‪ :‬كيف للنقود أن تحقق أو تحتفظ بقيمة (قوة شرائية) أعلى‬ ‫من قيمة السلعة المصنوع منها ؟‪.‬‬ ‫لتحقيق ذلك تقوم السلطات النقدية بالحد من إصدار مثل هذه النقود وذلك عن طريق منع‬ ‫حرية تحويل السلعة إلى نقود واحتكار هذه العملية فقط على السلطات النقدية للدولة واعتبار‬ ‫ذلك حكرا عليها فقط وفرض عقوبات صارمة بحق كل من يحاول إصدارها‪.‬‬ ‫الجمع بين أنواع النقود المختلفة‪:‬‬ ‫إن األنواع المختلفة من النقود السابق إيضاحها إنما استخدمت في النظم النقدية الواقعية‬ ‫وذلك بتجمعات ونسب مختلفة ففي بعض النظم النقدية المتطرفة فإن كل وسيط للتبادل قد‬ ‫يكون مكون فقط من النقود السلعية أو النقود السلعية ومعها النقود السلعية النائبة وفي مثل‬ ‫هذه الحالة فإن مقدار حجم الكمية المعروضة‪ T‬من النقود إنما يتوقف على مقدار سعر المادة‬ ‫المصنوع منها النقود السلعية وعلى كمية هذه المادة التي يمكن للدولة أن تحصل عليها‬ ‫لألغراض النقدية وكثير من النظم النقدية القديمة كانت من هذا النوع ولكن مثل هذا النوع‬ ‫من النظم ال وجود له حاليا‪. ‬‬

‫وعلى النقيض من النظام السابق فإن هناك من النظم النقدية ما يكون فيها وسيط للتبادل‬ ‫المستخدم يتكون من النقود االئتمانية ومعظم النظم النقدية الحديثة تقوم على هذا النوع حيث‬ ‫تكون غالبية النقود المتداولة مكونة من نقود الودائع والنقود الورقية وفي بعض الحاالت فإن‬ ‫السلطة النقدية ال تقوم بأية محاولة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لجعل قيمة األنواع‬ ‫المختلفة من النقود المتداولة ثابتة بالنسبة ألي سلعة وفي معظم النظم النقدية االئتمانية‬ ‫الخالصة فإن حجم المعروض من النقود ال يتحدد بمقدار توافر أي نوع من المعادن أو أي‬ ‫سلع تتخذ أساسا للنقود وال يتحدد بمقدار االلتزام بتحويل هذه النقود إلى أي سلع نقدية وإنما‬ ‫الكمية المعروضة‪ T‬من النقود إنما تتوقف فقط على قرارات السلطات النقدية وفي بعض‬ ‫النظم النقدية االئتمانية األخرى تحاول السلطات النقدية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‬ ‫المحافظة على جعل األنواع المختلفة من النقود عند سعر ثابت بالنسبة لبعض السلع وسوف‬ ‫نوضح ذلك‪. ‬‬ ‫وبين هذين النظامين وجدت نظم نقدية تجمع بين النقود السلعية والنقود السلعية النائبة‬ ‫والنقود االئتمانية وذلك بنسب مختلفة ففي بعض هذه النظم كانت النقود االئتمانية تمثل نسبة‬ ‫ضئيلة من مجموع المعروض من النقود وفي بعض النظم األخرى كانت هذه النقود‬ ‫االئتمانية هي التي تمثل النسبة الغالبة فيها واالتجاه العام في التاريخ النقدي هو أن تصبح‬ ‫النقود االئتمانية هي التي تمثل النسبة الكبرى من النقود المعروضة بالنسبة للنقود السلعية‪.‬‬ ‫المطلب الثالث وظائف النقود والنظم النقدية الحديثة‪:‬‬ ‫وظائف النقود‪:‬‬ ‫تعتبر النقود أداة هامة في التجارة وهي الوسيلة المثلى لتحقيق سرعة التداول والنقود هي‬ ‫أكثر األموال تداوال وأشدها سيولة ‪،‬هذا وتقوم النقود بأربعة وظائف رئيسية هامة وهي‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬النقود كوحدة لقياس القيمة‪4‬‬ ‫إحدى وظائف النقود أنها تعتبر أساس القيمة أو وحدة للتحاسب أي أنها تقيس لنا القيمة‬ ‫الفعلية للسلع والخدمات ‪،‬هذا وتقوم كل دولة بتحديد سعر السلعة أو الخدمة بعدد منالوحدات‬ ‫النقدية المتعامل بها في هذه الدولة‪.‬‬ ‫وال شك أن قياس السلع والخدمات بوحدات نقدية إنما يسهل عملية قياس القيمة التبادلية‬ ‫للسلع والخدمات في السوق فمثال إذا كان سعر سلعة من المواد االستهالكية ونرمز لها‬ ‫بالرمز (س) يعادل ‪ 20‬دينار وسعر سلعة أخرى من مواد استهالكية (ص) يعادل ‪5‬دينار‬ ‫فإنه يمكن معرفة أن ‪ 4‬وحدات من السلعة (ص) تعادل وحدة من السلعة (س) فلذلك فإنها‬ ‫وحدات مثل الغرام والكيلوغرام ‪ ..‬تستخدم للقياس‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬النقود كوسيلة للتبادل‬ ‫أعطيت هذه الوظيفة عدة تسميات منها وسيط للتبادل وسيط للمدفوعات ‪،‬لذلك فإن وظيفة‬ ‫النقود تتحقق بواسطة أي شيء يقبل قبوال عاما في المبادلة مقابل السلع والخدمات وهذا‬ ‫الشيء قد يكون قطعة من الذهب أو مسكوكات من النحاس أو قطع من الورق والشيء الهام‬ ‫في هذا الموضوع هو أن يكون هذا الشيء الذي يمكن أن يستخدم كنقود مقبوال من قبل‬ ‫األفراد أو أن يتفق األفراد على قبول هذا الشيء كوسيلة للمبادلة بدال من النظام الذي كان‬ ‫سائد وهو نظام المقايضة‪ ،‬والحقيقة التي يجب أن يشار إليها هنا هي أن النقود إنما هي قوة‬ ‫شرائية عامة إنما تؤكد على حرية االختيار التي يكفلها استخدام النقود فمالك السلعة يكون‬ ‫بحاجة الحصول على سلع أو خدمات من نفس األشخاص الذين يحصلون منه على سلع‬ ‫وخدمات بل يستطيع الحصول على ما يحتاجه من مكان وأشخاص آخرين إذا ملك النقود‬ ‫وبأحسن العروض وفي الوقت والمكان المالئمين‪. ‬‬ ‫ثالثا ‪:‬النقود كوسيلة للمدفوعات المؤجلة‬ ‫بمجرد أن يصبح النقد مقياسا للقيمة ووسيط للتبادل فإنه ال يمكن تجنب أن تصبح وسيلة‬ ‫المدفوعات المؤجلة أو الدفع في المستقبل فالنظام االقتصادي الحديث يتطلب وجود قدر‬ ‫كبير من العقود التي يكون فيها الدفع مستقبلي ومعظمها عقود لدفع أقساط وديون يحدد فيها‬ ‫الدفع في المستقبل بعدد من الوحدات النقدية هذا وتعتبر النقود وسيلة جيدة للدفع المؤجل‬ ‫طالما بقيت تحتفظ بقوتها الشرائية الخاصة بها‪.‬‬ ‫رابعا ‪:‬النقود كمخزن للقيمة‪4‬‬ ‫بمجرد أن استخدمت النقود كوسيلة للتحاسب وأصبحت مقبولة قبوال عاما كوسيلة للدفع فال‬ ‫شك أنها سوف تستخدم على نطاق واسع كمخزن للقيمة فحامل النقود في واقع األمر إنما‬ ‫هو حامل لقوة شرائية عامة يستطيع أن ينفقها عبر الزمن للحصول على السلع التي يرغب‬ ‫في شراءها في الوقت المناسب وهو يعلم أنها ستكون مقبولة في أي وقت مقابل أي سلعة أو‬ ‫خدمة يريدها لذلك فالنقود تعتبر مخزن جيد للقيمة والتي بواسطتها يمكن مواجهة حاالت‬ ‫االستعجال غير المتوقعة ولدفع الديون المحددة بواسطة النقود‪.‬‬ ‫وهنا يجب مراعاة أن النقود تكون مخزن جيد للقيمة إذا بقيت القوة الشرائية لها مستقرة‬ ‫وثابتة‪.‬‬

‫الخـاتـــــــــمة ‪:‬‬ ‫مما سبق عرضه يتضح لنا أن تفكير العقل البشري في إنشاء النقود واختراعها يعتبر حدثا‬ ‫هاما وكبيرا في تحول الحياة االقتصادية باتجاه جعلها أكثر فاعلية ودفع بها نحو التطور‬ ‫والتقدم حتى يذهب البعض من االقتصاديين إلى اعتبار هذا الحدث ال يقل عن اختراع‬ ‫اإلنسان لحروف الكتابة أو اكتشافه النار بنفس القدرة والفاعلية لتأثيرها الهام على معدالت‬ ‫النمو االقتصادية ومستويات التشغيل واالنتاج وتوزيع الثروة والدخل الحقيقي في المجتمع‬ ‫وغير ذلك‪. ‬‬