5 0 73KB
المقدمة: تلعب النقود دورا هاما للحياة االقتصادية للفرد بحيث أن األمر ال يحتاج ألن يكون اإلنسان اقتصاديا حتى يلمس أهمية النقود وأن مستوى المعيشة الذي يمكن للفرد أن يحققه إنما يتوقف على كمية النقود التي يحصل عليها. وال شك أن كل فرد يعلم انه في بعض األوقات يصعب الحصول على النقود من بعض األوقات األخرى كما أن القوة الشرائية للعملة تختلف من وقت ألخر. ولو عدنا إلى األحداث االقتصادية خالل العقود الماضية لوجدنا أن سلوك النقود له أهمية حيوية لالقتصاد القومي والعالمي ففي الثالثينيات 1930سادت فترة الكساد واالنكماش االقتصادي وصاحبها حالة انخفاض في الناتج القومي وكذلك في فرص التوظيف وانكماش في الطلب النقدي كما عجز الكثير من المدينين عن الوفاء بالتزاماتهم بسبب انخفاض دخولهم وانخفاض القيمة النقدية ألصولهم من هنا بدأت كثير من الدول تقلق على وضع عملتها دوليا حتى الواليات المتحدة األمريكية التي كانت تتمتع بمركز عالمي ممتاز للدوالر بدأ مركزها يختل وبدأت تقلق من جراء العجز في ميزان المدفوعات.
المبحث االول :المبادالت المطلب األول تعريف المبادالت : عقد المبادلة هو اتفاق تعاقدي يتم بواسطة وسيط بين طرفين أو أكثر لتبادل االلتزامات أو الحقوق .ويتعهد الطرفان بموجبه إما على مقايضة الدفعات التي تترتب على التزامات كان قد قطعها كل منهما لطرف آخر وذلك دون إخالل بالتزام أي منهما تجاه الطرف الثالث غير المشمول بالعقد .أو بمقايضة المقبوضات التي تترتب لكل منهما على أصول يملكها وذلك دون إخالل بحق كل منهما لتلك األصول. شروط عقد المقايضة أو المبادلة :يتكون من عدة عناصر رئيسية هي: -1طرفي العقد -2 االلتزام أو األصل المشمول بعقد المقايضة -3 قيمة المدفوعات أو المقبوضات محل المقايضة -4العملة التي تسدد بها المدفوعات أو تحصل بها المقبوضات -5 السعر اآلجل لمقايضة العملة المتفق عليه -6 مدة سريان العقد. المطلب الثاني :خصائص عقود المبادلة: تتميز عقود المبادلة بالخصائص التالية عقد المبادلة ملزم لطرفي العقد على عكس ماهو معروف في عقود الخيارات تتضمن عقود المبادالت مخاطر إئتمان و مخاطر عدم السداد وإن كانت هذه المخاطرليست كبيرة ,ألن المخاطر في حالة صعوبة السداد تتمثل في الفرق بين معدل الفائدة المتغير ومعدل الفائدة الثابت وليست قيمة تستخدمالعقد كله ,وذلك في مبادلة سعر الفائدة . أما في مبادلة العمالت ,فإن التبادل يتم لكل من الفائدة وقيمة العقد ورغم ذلك مخاطر أقل ألن هناك تبادل بين الطرفين وليس الدفع من طرف واحد تستخدم عقود المبادالت إلى جانب تغطية مخاطر أسعار الصرف Tو أسعار الفائدة فيإعادة جدولة خدمة الدين سواء كانت بفائدة ثابتة أو متغيرة أو بأكثر من عملة دون اإلضطرار إلى رده أو بيع األصول الموجودة في حالة حدوث أزمات مالية .
المطلب الثالث أنواع عقود المبادلة : -1مبادالت العملة :تتمثل عملية المبادلة بين عملتين معينتين ,في شراء أحداهما ولتكن العملة (س) وبيع األخرى ولتكن العملة (ص) على أساس السعر الفوري لكل منهما ,وفي الوقت نفسه إعادة بيع األولى وشراء الثانية بموجب سعر المبادلة (اآلجل) والذي يتم تحديده وفق الفرق القائم بين أسعار الفائدة السائدة حينئ ٍذ على اإليداع واإلقراض بالنسبة لكل من العملتين.ومعظم عقود المقايضة الكبيرة تنشأ بين البنوك ويمكن تعريفها : على أنها اتفاق قانوني يتألف من عنصرين على األقل من العناصر أدناه : الترتيب لشراء أو بيع مقدار محدد من إحدى العمالت مقابل عملة أخرى بسعر متفق عليهوالذي عادة ما يكون سعر الصرف الحاضر ,وفي تاريخ متفق عليه أيضا. ترتيب متزامن إلعادة تبادل مقدار العملة نفسه ,عادة بسعر الصرف نفسه وفي تاريخمتفق عليه في األجل المتوسط إلى طويل األجل. تسوية سداد تكاليف الفائدة بين الطرفين طوال فترة عملية المبادلة ,حيث يتم السداد اماعلى فترات منتظمة أو بعملية سداد واحدة في تاريخ اإلستحقاق وتتخذ عقود مقايضة العمالت شكلين — عقود مقايضة متوسطة أو طويلة األجل :تحدث في أسواق رأس المال ويُطلق عليها مصطلح مقايضات رأسمالية ويغلب على أغراضها الطابع التحوطي أكثر من طابع المضاربة T.وتلجأ إليها عادة المؤسسات المالية بهدف االقتراض الطويل األجل من أسواق رأس المال. — عقود المقايضة القصيرة األجل :وتحدث في أسواق النقد ويتعامل فيها المضاربون ألغراض تحقيق األرباح من جراء تقلب أسعار صرف العمالت وأسعار الفائدة على تلك العمالت -2مبادالت أسعار الفائدة :على الرغم من أن مبادلة العمالت هي أول أنواع المبادالت ظهورا ,فإن مبادالت أسعار الفائدة قد تفوقت عليها سواء من حيث حجم التعامل عليها أو من حيث إنشاء عقودها .ويعرف عقد مبادالت أسعار الفائدة على : أنه اتفاق بين طرفين لمبادلة مدفوعات الفوائد على فترات منتظمة يتم التعامل بهذا النوع من العقود في أسواق المال وذلك بسبب اختالف مالءة المقترضين من جهة ,واختالف توقعات المتعاملين في هذه األسواق من مقرضين ومستثمرين حول
تقلب أسعار الفائدة السوقية والمخاطر الناجمة عن ذلك والتي قد تؤدي إلى اإلفالس من جهة ثانية .وعقد مبادلة أسعار الفائدة هو عبارة عن اتفاق بين طرفين لمبادلة مدفوعات الفوائد بموجب فترات منتظمة. وتتخد عدة أنواع منها : أ-عقود مبادلة أسعار الفائدة الثابتة بالمتغيرة: وهو النوع األكثر انتشاراً في هذه المبادالت ويُسمى (الوجبة السهلة) ,وفيه يوافق أحد األطراف الداخل في المبادلة على أن يدفع سلسلة معدالت الفائدة الثابتة وفي نفس الوقت يتسلم سلسلة من التدفقات النقدية التي تعتمد على معدالت الفائدة العائمة ويتحدد هذا المعدل في كثير من األحيان وفقا ً لمعدل الفائدة للتعامالت بين المصارف في لندن LIBOR وتغطي اتفاقية المبادلة فترة معينة وهي التي تحدد لسداد الفوائد والتي تمثل فحوى عقد المبادلة .ويتحدد مقدار المدفوعات الدورية على أساس مبلغ وهمي أو اعتباري وهذا األصل الوهمي يمثل كمية نظرية أو اسمية تستخدم كمقياس لتحديد مقدار التدفقات النقدية التي ُتسدد وفقا ً التفاقية المبادلة.تتم التسوية لعقود المبادلة على أساس دوري متفق عليه (كل ثالثة أشهر ،كل ستة أشهرT)...، وهي كما أشرنا سابقا ً ال تتم بصفة يومية لذلك تسمى األرباح والخسائر المتولدة عن عقد المبادلة باألرباح والخسائر الورقية. ب-عقود مبادلة األوراق المالية ذات معدل الفائدة المتغير وغير المقيد: Caps وهي عبارة عن عقود مبادلة تتم على أوراق مالية ذات معدل فائدة متغير وفي نفس الوقت غير مقيد بحدود دنيا أو عليا. ج -عقود مبادلة أوراق مالية ذات معدل فائدة متغير ومقيد: Floors وهي عقود مبادالت تتم على أوراق مالية ذات معدل فائدة متغير ولكنها في نفس الوقت محددة بحد معين. -3مبادالت سلعية :عبارة عن مبادلة يقوم بموجبها أحد الطرفين بالشراء اآلني من الطرف اآلخر لكمية معينة من السلعة محل التعاقد بالسعر السائد الثمن فورا ,وبيعها له في نفس الوقت بيعا آجال بسعر متفق عليه مسبقا بحيث يتم السداد على فترات متفق عليها أيضا . -4مبادالت األسهم :هي اإلتفاق على مبادلة في تاريخ الحق لمعدل عائد على سهم معين أو مجموعة من األسهم بمعدالعائد على سهم أو أصل مالي آخر .ومن أمثلة ذلك اإلتفاق على أن يدفع المستثمر لطرف آخر في تاريخ الحق سعر الليبور ,لعملة معينة على مبلغ معين متفق عليه مقابل حصوله على معدل العائد على أسهم بنفس القيمة في بورصة ما ,مقاسا على أساس معدل الزيادة في الرقم القياسي للمؤشر الخاص بأسعار األسهم في تلك البورصة .
-5مبادالت خيارية :وهي عبارة عن عقود تعطي حاملها الحق بأن ينفد هذا الخيار إذا ما رغب بذلك أي بأن يجري هذا الحامل المبادلة مع الغير دافعا العالوة المطلوبة .ويجري استخدام هذه العقود من قبل مديري مخاطر أسعار الفائدة ,ذلك أن المنشآت التي تقترض بسعر معوم عرضه دائما إلرتفاع أسعار الفائدة ,وقد تلجأ إلى شراء عقد الحد األقصى للفائدة أو مايسمى بالسقف لتقليل حجم المخاطر إلى أقل حد ممكن وعند تحديد ثمن الخيار يؤخد في اإلعتبار طول مدة الخيار و سعر التعاقد و كذلك مدى تقلب أسعار الفائدة محل التعاقد المبحث الثاني النقود: المطلب األول :مفهوم النقود : قبل أن نبدأ بتعريف مفهوم النقود يجب علينا معرفة تلك األشياء التي يجب أن تتوافر في النقود واألشياء التي ال يجب توافرها. إن أي مبتدئ لدراسة النقود يعتقد أن هناك شيئا معينا يعتبر بالطبيعة نقود وأنه قد استخدم نقود في كل األوقات وفي كل األماكن ولكنه سيجد أن تاريخ النقود ال يقر هذا االعتقاد ذلك ألن هناك الكثير من األشياء المتباينة قد استخدمت كوسيط في التبادل ومن أمثلة هذه األشياء الماشية واألصواف واألرز والشاي والتبغ و الجلود …وغيرها. وقد حاول البعض تعريف النقود من ناحية قانونية خاصة بأنها ذلك الشيء الذي يحدد القانون بأنه نقود بحيث يتمتع هذا الشيء بالقبول العام في المدفوعات وعلى أي حال فإن التعريف القانوني للنقود ليس مرضيا لغرض التحليل االقتصادي والسبب في ذلك أن األفراد قد يرفضون قبول أشياء حددها القانون كنقود وقد يرفضون بيع السلع والخدمات في مقابل الشيء الذي يحدده القانون كنقود وقد اجمع االقتصاديون على أن النقود هي جميع األشياء التي هي في الحقيقة تتمتع بالقبول العام في سداد الديون وفي سداد قيمة السلع والخدمات وكذلك يستخدم بشكل عام كوسيط في عملية المدفوعات فإذا طبقنا هذا المعيار بالنسبة لدول العالم التي يكون عرض نقودها من العملة المساعدة والنقود الورقية والودائع تحت الطلب لدى البنوك فإن العملة والنقود الورقية ال تكون فقط مقبولة قبوال عاما ولكن لها أيضا قوة إبراء قانونية في سداد الديون. المطلب الثاني أنواع النقود: يمكن تقسيم النقود على أسس مختلفة وأول هذه األسس هو أننا يمكن تقسيم النقود على أساس المادة التي تصنع منها النقود كما أنه يمكن تقسيم النقود على أساس الجهة التي تقوم بإصدار النقود سواء كانت الحكومة أو البنك المركزي واألساس الثالث واألهم هو تقسيم
النقود على أساس العالقة بين قيمة النقود كنقد وقيمة النقود كسلعة وهو األساس الذي نستخدمه هنا في تفصيل أنواع النقود وبناءا على هذه القاعدة فإن النقود تقسم إلى: أوال النقود السلعية: وهي تلك النقود التي تكون قيمتها ألغراض غير نقدية وتعد قيمتها كنقود مثل الماشية ،األرز ،القمح أما األنواع األساسية للنقود السلعية في النظم النقدية الحديثة فهي تلك المسكوكات المصنوعة Tمن المعادن إذا كانت الدولة تتبع إحدى القواعد النقدية (قاعدة الذهب ،قاعدة الفضة،قاعدة المعدنين) هنا وتقوم الدولة عند إصدارها لهذا النوع من النقود باتخاذ الخطوات التالية: -1يحدد مقدار قيمة الذهب الموجود في وحدة العملة ويمكن أن يتم ذلك بإحدى طريقتين تؤديان إلى نفس النتيجة :األولى تحديد مقدار الذهب الذي تحويه وحدة العملة الثانية تحديد السعر النقدي لكل وحدة من الذهب. -2تكون السلطات النقدية في الدولة مستعدة لشراء أي كمية من المعدن وعند سعر محدد كما تم تحديده في الوحدة النقدية وذلك لمنع انخفاض سعر الذهب في السوق وبالتالي فلن يقوم أي فرد ببيع الذهب عند سعر أقل لالستخدامات غير نقدية طالما أن السلطات النقدية مستعدة لشرائه بالسعر المحدد في الوحدة النقدية. -3السماح بتحويل العملة النقدية إلى ذهب وذلك الستخدامات الذهب في أغراض غير نقدية وأثر ذلك يكمن في منع سعر الذهب في السوق من أن ينخفض عن سعر سك الذهب (أي سعره كعملة). ثانيا النقود النائبة: النقود النائبة هي تلك النقود التي تصنع عادة من الورق وهي عبارة عن شهادات وإيصاالت إيداع قابلة للتداول بمقدار قيمة الوحدات النقدية المعدنية أو ما يعادلها من سبائك و النقود الورقية ليس لها قيمة ذات أهمية سلعية وإنما تتمثل في التداول قدرا من المعدن النفيس يعادل ما تحتويه وحدة العملة السلعية والنقود النائبة تشبه النقود السلعية في بعض النواحي فالكمية التي يمكن إصدارها تتوقف على كمية النقود السلعية أو ما يعادلها من سبائك التي تتخذ كرصيد لها ،وكذلك من حيث التكلفة ففي كلت الحالتين تتميز عن النقود السلعية ببعض المزايا منها: – استخدام النقود النائبة يجنب سك العملة المعدنية التي تكون غالبا أعلى من تكاليف إصدار العملة الورقية.
– أن النقود النائبة تجنب ما كانت تتعرض له النقود السلعية من التآكل وسرقة أجزاء منها بواسطة المتعاملين. – نفقات نقل العملة الورقية أسهل إذا ما قورنت بتلك العمالت التي كانت تصنع من المعادن الثقيلة كالنحاس. كما أنه هناك عدة عيوب للنقود النائبة (الورقية ) منها: – سهلة التزوير والغش ما لم تكون مصنوعة من نوع خاص من الورق – قابلة للتلف بسرعة (االحتراق). – نتيجة التعامل بها تكون غير معمرة سريعة التلف. ثالثا النقود االئتمانية4: يقصد بالنقود االئتمانية هي نقود يتم تداولها عند قيمة أعلى من القيمة السلعية للمادة المصنوعة Tمنها هذه النقود وفي بعض األحيان تكون القيمة السلعية للمادة المصنوع منها النقود قليلة جدا كما هو الحال بالنسبة للنقود النحاسية ولكنها مع ذلك تظل أقل من القيمة النقدية لها. والسؤال الذي يمكن طرحه هو :كيف للنقود أن تحقق أو تحتفظ بقيمة (قوة شرائية) أعلى من قيمة السلعة المصنوع منها ؟. لتحقيق ذلك تقوم السلطات النقدية بالحد من إصدار مثل هذه النقود وذلك عن طريق منع حرية تحويل السلعة إلى نقود واحتكار هذه العملية فقط على السلطات النقدية للدولة واعتبار ذلك حكرا عليها فقط وفرض عقوبات صارمة بحق كل من يحاول إصدارها. الجمع بين أنواع النقود المختلفة: إن األنواع المختلفة من النقود السابق إيضاحها إنما استخدمت في النظم النقدية الواقعية وذلك بتجمعات ونسب مختلفة ففي بعض النظم النقدية المتطرفة فإن كل وسيط للتبادل قد يكون مكون فقط من النقود السلعية أو النقود السلعية ومعها النقود السلعية النائبة وفي مثل هذه الحالة فإن مقدار حجم الكمية المعروضة Tمن النقود إنما يتوقف على مقدار سعر المادة المصنوع منها النقود السلعية وعلى كمية هذه المادة التي يمكن للدولة أن تحصل عليها لألغراض النقدية وكثير من النظم النقدية القديمة كانت من هذا النوع ولكن مثل هذا النوع من النظم ال وجود له حاليا.
وعلى النقيض من النظام السابق فإن هناك من النظم النقدية ما يكون فيها وسيط للتبادل المستخدم يتكون من النقود االئتمانية ومعظم النظم النقدية الحديثة تقوم على هذا النوع حيث تكون غالبية النقود المتداولة مكونة من نقود الودائع والنقود الورقية وفي بعض الحاالت فإن السلطة النقدية ال تقوم بأية محاولة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لجعل قيمة األنواع المختلفة من النقود المتداولة ثابتة بالنسبة ألي سلعة وفي معظم النظم النقدية االئتمانية الخالصة فإن حجم المعروض من النقود ال يتحدد بمقدار توافر أي نوع من المعادن أو أي سلع تتخذ أساسا للنقود وال يتحدد بمقدار االلتزام بتحويل هذه النقود إلى أي سلع نقدية وإنما الكمية المعروضة Tمن النقود إنما تتوقف فقط على قرارات السلطات النقدية وفي بعض النظم النقدية االئتمانية األخرى تحاول السلطات النقدية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة المحافظة على جعل األنواع المختلفة من النقود عند سعر ثابت بالنسبة لبعض السلع وسوف نوضح ذلك. وبين هذين النظامين وجدت نظم نقدية تجمع بين النقود السلعية والنقود السلعية النائبة والنقود االئتمانية وذلك بنسب مختلفة ففي بعض هذه النظم كانت النقود االئتمانية تمثل نسبة ضئيلة من مجموع المعروض من النقود وفي بعض النظم األخرى كانت هذه النقود االئتمانية هي التي تمثل النسبة الغالبة فيها واالتجاه العام في التاريخ النقدي هو أن تصبح النقود االئتمانية هي التي تمثل النسبة الكبرى من النقود المعروضة بالنسبة للنقود السلعية. المطلب الثالث وظائف النقود والنظم النقدية الحديثة: وظائف النقود: تعتبر النقود أداة هامة في التجارة وهي الوسيلة المثلى لتحقيق سرعة التداول والنقود هي أكثر األموال تداوال وأشدها سيولة ،هذا وتقوم النقود بأربعة وظائف رئيسية هامة وهي: أوال :النقود كوحدة لقياس القيمة4 إحدى وظائف النقود أنها تعتبر أساس القيمة أو وحدة للتحاسب أي أنها تقيس لنا القيمة الفعلية للسلع والخدمات ،هذا وتقوم كل دولة بتحديد سعر السلعة أو الخدمة بعدد منالوحدات النقدية المتعامل بها في هذه الدولة. وال شك أن قياس السلع والخدمات بوحدات نقدية إنما يسهل عملية قياس القيمة التبادلية للسلع والخدمات في السوق فمثال إذا كان سعر سلعة من المواد االستهالكية ونرمز لها بالرمز (س) يعادل 20دينار وسعر سلعة أخرى من مواد استهالكية (ص) يعادل 5دينار فإنه يمكن معرفة أن 4وحدات من السلعة (ص) تعادل وحدة من السلعة (س) فلذلك فإنها وحدات مثل الغرام والكيلوغرام ..تستخدم للقياس.
ثانيا :النقود كوسيلة للتبادل أعطيت هذه الوظيفة عدة تسميات منها وسيط للتبادل وسيط للمدفوعات ،لذلك فإن وظيفة النقود تتحقق بواسطة أي شيء يقبل قبوال عاما في المبادلة مقابل السلع والخدمات وهذا الشيء قد يكون قطعة من الذهب أو مسكوكات من النحاس أو قطع من الورق والشيء الهام في هذا الموضوع هو أن يكون هذا الشيء الذي يمكن أن يستخدم كنقود مقبوال من قبل األفراد أو أن يتفق األفراد على قبول هذا الشيء كوسيلة للمبادلة بدال من النظام الذي كان سائد وهو نظام المقايضة ،والحقيقة التي يجب أن يشار إليها هنا هي أن النقود إنما هي قوة شرائية عامة إنما تؤكد على حرية االختيار التي يكفلها استخدام النقود فمالك السلعة يكون بحاجة الحصول على سلع أو خدمات من نفس األشخاص الذين يحصلون منه على سلع وخدمات بل يستطيع الحصول على ما يحتاجه من مكان وأشخاص آخرين إذا ملك النقود وبأحسن العروض وفي الوقت والمكان المالئمين. ثالثا :النقود كوسيلة للمدفوعات المؤجلة بمجرد أن يصبح النقد مقياسا للقيمة ووسيط للتبادل فإنه ال يمكن تجنب أن تصبح وسيلة المدفوعات المؤجلة أو الدفع في المستقبل فالنظام االقتصادي الحديث يتطلب وجود قدر كبير من العقود التي يكون فيها الدفع مستقبلي ومعظمها عقود لدفع أقساط وديون يحدد فيها الدفع في المستقبل بعدد من الوحدات النقدية هذا وتعتبر النقود وسيلة جيدة للدفع المؤجل طالما بقيت تحتفظ بقوتها الشرائية الخاصة بها. رابعا :النقود كمخزن للقيمة4 بمجرد أن استخدمت النقود كوسيلة للتحاسب وأصبحت مقبولة قبوال عاما كوسيلة للدفع فال شك أنها سوف تستخدم على نطاق واسع كمخزن للقيمة فحامل النقود في واقع األمر إنما هو حامل لقوة شرائية عامة يستطيع أن ينفقها عبر الزمن للحصول على السلع التي يرغب في شراءها في الوقت المناسب وهو يعلم أنها ستكون مقبولة في أي وقت مقابل أي سلعة أو خدمة يريدها لذلك فالنقود تعتبر مخزن جيد للقيمة والتي بواسطتها يمكن مواجهة حاالت االستعجال غير المتوقعة ولدفع الديون المحددة بواسطة النقود. وهنا يجب مراعاة أن النقود تكون مخزن جيد للقيمة إذا بقيت القوة الشرائية لها مستقرة وثابتة.
الخـاتـــــــــمة : مما سبق عرضه يتضح لنا أن تفكير العقل البشري في إنشاء النقود واختراعها يعتبر حدثا هاما وكبيرا في تحول الحياة االقتصادية باتجاه جعلها أكثر فاعلية ودفع بها نحو التطور والتقدم حتى يذهب البعض من االقتصاديين إلى اعتبار هذا الحدث ال يقل عن اختراع اإلنسان لحروف الكتابة أو اكتشافه النار بنفس القدرة والفاعلية لتأثيرها الهام على معدالت النمو االقتصادية ومستويات التشغيل واالنتاج وتوزيع الثروة والدخل الحقيقي في المجتمع وغير ذلك.