5 0 1MB
بحث نهاية السنة الجامعية تخصص -قانون خاص -في موضوع :
المحامي وق انون اإللتزامات والعقود
تحت إشراف :
إعداد الطلبة :
ذ.الدكتور حسن الصغير
توفيق الخمالي
فاروق جماعي خالد كرداس
السنة الجامعية 2019 / 2018 1
بسم اهلل الرحمن الرحيم
2
الئحة املختصرات : باللغة العربية : م .ح.ع
مدونة الحقوق العينية
ق.ل.ع
قانون الالتزامات والعقود
ق.م.ج
قانون املسطرة الجنائية
جر
جريدة رسمية
مس
مرجع سابق
ص
صفحة
باللغة الفرنسية : Article
Art
Bulletin des arrêts de la chambre civil de la cour de cassation
Bull civ
Page
P
Suivant
Suiv
Ouvrage précité
Op cit
Numéro
N°
3
شكر وتقدير
نتقدم بشكرنا اجلزيل ألستاذنا احملرتم د .حسن الصغري الذي كان له الفضل بعد اهلل سبحانه وتعاىل يف إخراج هذه الثمرة املتواضعة إىل الوجود والذي شرفنا بإشرافه السديد ووقاره العتيد ومل يبخل علينا بتوجيهاته القيمة يف سبيل إجناح هذا البحث ،ونقول له :شكرا جزيال ودمت عونا على اخلري وداال عليه وجزاك اهلل عنا كل خري ويف نفس الوقت ،أوجه شكري إىل كل من ساهم وساعد من قريب أو من بعيد على إجناز هذا البحث .
4
إهداء إىل من هي مالك يف صورة بشر إىل من ضحت بسخاء ومشلتين حببها الفياض ورعايتها اليت ال تنضب ،إىل مدرسيت األوىل أمي الغالية احلبيبة إىل من زرع بداخلي حب وشغف العلم وضحى بالغالي والنفيس لرتبييت وتعليمي أبي الغالي احلبيب مهما قلت أو فعلت ،فلن أويف ما أدين به لكما، أرجو من العالي القدير أن حيفظكما ويرمحكما ومينحكما سعادة الدنيا واآلخرة وقل رب ارمحهما كما ربياني صغريا إىل من سايروا معي درب احلياة ،وشاركوني أحالمي وأفراحي إىل إخوتي األعزاء إىل كل أصدقائي وصديقاتي إىل كل من ساعدني من قريب أو بعيد إىل كل هؤالء مجيعا أهدي مثرة جهدي املتواضع .
5
تقديم : تعتبر مهنة املحاماة من املهن املليئة باإلثارة والدهشة ،وهي من املهن الحرة التي تسعى إلظهار الحقائق وإثباتها باألدلة والشواهد ،وتشارك في هذا مع السلطات القضائية ،كما أن العالقة الرئيسية لهذه املهنة هي التككيد لىى سيادة القانون أوال وأخيرا ،وتحقيق العدل؛ حيث يتولى املحامون الدفاع لن ألاشخاص املتهمين ،ومحاولة إثبات براءتهم من جهة ،وإدانة آخرين من جهة أخرى ،من خالل رفع القضايا املتعلقة باألمور الشخصية أو املالية أو غير ذلك ،من تسيير املعامالت في العمل وغيره ،وذلك بحسب القوانين . وتعد مهنة املحاماة خير شاهد لىى تطبيق القانون وتطبيق حق الدفاع ،ألنها تتيح ألي شخص إبداء رأيه والدفاع لن نفسه وإيجاد ألادلة التي ثتبت صحته ،حتى ولو كان ذلك الشخص مجرما ،إذ أنها تفتح ألابواب لتخفيف العقوبات لىى ألاشخاص املجرمين ،بإيجاد بعض ألاسباب التي تخفف من هذه العقوبات ،وفي الوقت نفسه تظهر مهنة املحاماة براءة ألاشخاص الذين لم يقترفوا أي ذنب ،ووقعوا في دائرة إلاتهام ،لذلك فإن هذه املهنة ،يجب أن يكون شعارها الشرف وألاخالق أوال ،وال يجوز للمحامي إفشاء أسرار موكله بكي حال من ألاحوال ،ألن مهنة املحاماة مهنة تستند إلى القانون أوال وقبل كل ش يء. وبالرجوع إلى الفقه ،نجد أن الفقيه أحمد أبو الوفا ،لرف املحامون بكونهم طائفة من رجال القانون غير املوظفون ،يقومون بمسالدة املتقاضين بإبداء النصح إليهم ومباشرة إجراءات الخصومة لنهم ،كما وصف الفقيه "فولتير" املحاماة بكونها " :أسمى مهنة في الوجود" . وقد تعرض القانون املغربي رقم 82.82املتعلق بتنظيم مهنة املحاماة ،لشروط إلانخراط في هذه املهنة ،وكيفية ممارستها ،باإلضافة إلى املهام املوكولة للمحامي ،ولالقته بجهاز القضاء من جهة وموكليه من جهة ثانية ،انتهاء بتخصيص مواد للعقوبات التي تفرض لىى املحامي ،نتيجة إخالله بالتزاماته ،وكذا املقتضيات املترتبة لن حالة انقطاله لن العمل أو توقفه لن ذلك .
6
وحري بالذكر ،أن من بين ألامور ألاولية التي يجب استحضارها ،وقبل شروع هذا املحامي في أداء مهمته ،هي أداؤه للقسم ،بكن يمارس مهام الدفاع وإلاستشارة بشرف وكرامة وضمير ونزاهة، واستقالل وانسانية ،مع لدم الحياد لن إلاحترام الواجب للمؤسسات القضائية . وملهنة املحاماة ،جذور تاريخية لميقة ،سواء في النظم القانونية الالتينية أو ألانجلوسكسونية ،أو في النظم املعاصرة ببعض البالد إلاسالمية ،ففي الرومان وجدت جذرة املحاماة منذ القدم في املجتمعات الرومانية ،وذلك منذ أن أنشكت ،فقد أحاط أباطرة الرومان هذه املهنة املهمة بكثير من التكريم والتمجيد ،لذلك كان آباء الشبان الذين يريدون احتراف هذه املهمة ،يرافقونهم إلى مواكب حافلة ،إلى مقر مجلس ألاليان ويقدمونهم إلى ألالضاء الذي يقررون قبول أوالئك الشبان في سلك املحاماة ،ولقد احتفظ الرومان بقدسية هذه املهنة ،وتم التبارها مع وظيفة القضاء في كفتي ميزان ،حيث كان يحلف كل محام وكل قاض لند النظر في كل قضية من القضايا املعروضة ،لىى أال يقول املحامي إال الحق ،ولىى أال يقض ي القاض ي إال بالحق ،وكل منهما يقوم بدوره في جلسة القضاء لند النظر في كل قضية، يبد أن أباطرة روما أصبحوا ينظرون بعين إلارتياب إلى املحاماة ،ألنها تقض ي لىى أصحابها مكانة وجاها وارتباطا في إلامبراطورية. فكلزموا املحامين بكن يقنعوا بالتخصيص في لملهم وبالدفاع لن مصالح موكليهم ،وظنوا أنهم بذلك أن يقصونهم لن مناصب الحكم ،ولكن املحامين بالرغم من تلك املحاوالت ،احتفظ بمكانتهم ووجاههم ،فعادت القوانين تقصر لليهم وحدهم وظائف حكام املقاطعات والقضاة أن يشغلوا باملحاماة ،بل إن كثيرا من ألاباطرة أنفسهم لم يجدوا اختصاص من أن يتقدموا للمحاماة ليتحملوا أنظمتها ،ويكخذ منها كيفية توزيع العدل بين الناس .
7
أما مهنة املحاماة في القانون الفرنس ي : بدأ تنظيم مهمة املحاماة في فرنسا ،في لهد امللك لويس التاسع ،الذي فرض لىى املحاميين قيودا شديدة محتما لليهم ،أال يتقدموا للقضاء إال في القضايا السليمة ،وأن يبتعدوا في دفالهم لن إلالتداء لن الخصم ،وأن يلتزموا القصد في التعبير بمذمة أو نقيصة وأال يتعاشروا مع أصحاب القضية ،لىى أتعاب أثناء نظر الدلوى وفي لام 4411ميالدي وضع البرملان الفرنس ي قوالد تحدد أسماء من يبقون مقيدين بجدول املحاميين ،وبعض ذلك القوالد والقيود : -4أن يؤدي املحامي يمينا بكن يقوم رسالته بإخالص وذمة ؛ -8أال يقبل قضية يعرف بطالن الحق فيها ؛ -4أن يتجنب إلادالء ببيانات كاذبة ؛ -1أن ال يحاول الحصول من موكليه لىى مبالغ لىى أسباب مصطنعة . وقد أنشئت الالئحة للمرة ألاولى 4211ميالد فرنسا وكانت بداية لصرية لنظام املحاماة الذي تعرض في تطوره للرقابة وإلاشراف من طرف القضاء ،خاصة في لهد نابليون الذي كان من ألذ ألداء املحامين مع أنهم قوم ثوريون ،مدبرو جرائم وخيانات "ومادام سيفي بيمينه سكضع إمضائي لىى مثل هذا القانون ،لوددت لو استطعت قطع لسان كل محام ،يستعمل في الطعن لىى الحكومة" . يبد أن املحاماة صمدت وانتصرت لىى كل من أراد بها السوء ،فزالت دولة املظالم ،وبقيت املحاماة تض يء درب من يريد الدفاع لن الحق والحقيقة ،وتوج نضال املحامين بقانون 82أب 4144ثم جاءت التعديالت لىى قانون املحاماة في ألالوام 4188م 4144 .م 4194 .م4191 .م. 4118م .وصدر القانون رقم 424/4448في 44كانون ألاول 4194ميالدي ،لتنظيم مهنة املحاماة حيث لمل لىى إزالة التفرقة بين ألاصناف الثالث للمحامين ،ووكالء الدلاوى ،وممثلوا الدفاع أمام املحاكم التجارية .ونالحظ أن هذه التفرقة بين املحامي ووكيل الدلاوى موجودة حتى في القانون الروماني ،مما يعكس لنا مدى تكثيره لىى القانون الفرنس ي القديم ،ومع مرور
8
الزمن استطاع املشرع الفرنس ي التخلص من هذه التفرقة لن طريق تطوير هذه املهنة ،بما يالئم والعصر ومشاكله . أما مهنة املحاماة في القانون ألامريكي (ألانجلوسكسونية) ،فال جرم بكن املحاماة في الواليات املتحدة ألامريكية ،كانت متكثرة ثكثيرا مباشرا بالتقاليد إلانجليزية ،نتيجة إلحتالل إنكلترا للواليات املتحدة لفترة ليست بالقصيرة ،وقد ظهرت في بعض ألاحيان بعض النظم الشبيهة بتلك التي ظهرت في إنكلترا ،كما هو الحال بالنسبة لصديق املتهم ،الذي يعمل من تلقاء نفسه ،ليقدم إقتراحا للمحكمة في مسائل
القانون التي في لمله ،والشك أن السماح لصديق املتهم بالدفاع
لن صديقه ،كان نتيجة حتمية لعدم وجود املحاماة في الواليات املتحدة ألامريكية ،يومئذ : ينص دستور انديانا 4284ميالدي لىى أن " :كل فرد يتصف بصفات خلقية طيبة وحائز للحقوق إلانتخابية ،يجوز قبوله أمام القضاء وألاجهزة القضائية ،في أي درجة للدفاع لن املتهم". ومن هذا النص تتبين الشروط املطلوبة للمحاماة في والية إنديانا وهي : -4ألاخالق الطيبة ،مع العلم أن هذا الشرط غامض نتيجة اختالفه من بيئة ألخرى ومن لصر آلخر ؛ -8حيازة الحقوق إلانتخابية ،أي غير مجرد من هذه الحقوق نتيجة إلرتكابه جرم لىى درجة معينة تحدده القوانين املعنية .ويالحظ أن هذا القانون لم يشترط درجة للمية ،بل اشترط الطيبة ولدم التجرد من الحقوق إلانتخابية ؛ وما زال هذا النص موجودا في دستور هذه الوالية ،بيد أنه أصبح يفسر تفسيرا يالئم التطورات التي حصلت في الواليات املتحدة ،أي أن شرط الخلق أصبح يفسر باإللداد العلمي املناسب للمحامي .
9
أما نشكة املحاماة في النظم املعاصرة في بعض البالد إلاسالمية : حيث لم تكن املحاماة معروفة لدى العرب قبل إلاسالم ،بل كان هناك ما يسمى ب "حجاجا أو حجيجا" ،فإذا حدث نزاع بين رجلين جاز ألي منهما أن يوكل لنه "حجاجا" ،وكانت صيغة الوكالة هي أن يقول املوكل لوكيله ،وضعت لساني في فمك لتحج لني . ويرى بعض الكتاب ،أن نشكة الدفاع في العصر الجاهىي كان يمارسه الشعراء الذين كانوا لسان الحق ومحامي الخصم ،بيد أن هذه الدلوى أشك بصحتها إذ لو كانت صحيحة لوجد ذلك في كتب الشعر وألادب . ولندما جاء إلاسالم ،أخضع العرب لحكم هللا تعالى ،بعد أن حكم بالسيف والرمح ،فعين رسول هللا صىى هللا لليه وسلم ،قضاة لىى ألامصار الخاضعة لحكم هللا ،وال جرم في أن وجود القضاء يعني وجود الوكالء .وقد ظل نظام الوكالة لىى ما هو لليه من غير تنظيم ،إلى أواخر العهد العثماني ،فلما أصبحت الخالفة إلاسالمية رجال مريضا وتدالت لليها ألامم من كل الحوانب ،مما جعلها تمش ي خطوات غير متساوية ،فكنشكت مكتب الحقوق الشاهاني ،حيث اشترط العثمانيون في من يرغب بمزاولة مهنة املحاماة أن يكون من حامىي شهادة مكتب الحقوق العثماني ذلك ،ويحسن اللغة العثمانية ،قراءة وكتابة . ونالحظ هنا أن العثمانيون قد اشترطوا ملمارسة مهنة املحاماة أن يكونوا من خريجي مكتب الحقوق العثماني ،مع إتقانه للغة العثمانية ،قراءة وكتابة . أما بالنسبة لباقي واليات السلطنة ،فسوف نتكلم بصورة مستقلة ،لن كل والية ،بادئين أوال بمصر ثم بعده سوريا .
10
نشكة املحاماة في سوريا : يعود تاريخ املحاماة في سوريا إلى أول يوم من دخول املسلمين أرض بالد الشام ،حين أنشك املسلمون املحاكم الشرلية ،ومع وجود املحاكم وجدت املحاماة الشرلية أي الوكالة بالخصومة. وبقيت الوكالة بالخصومة من دون أي تطور نتيجة لدة لوامل ،كان من أهمها قفل باب إلاحتهاد وادلاء لدم وجود املجتهدين ،والركود إلاقتصادي والعسكري للمسلمين ،ولىى الرغم من أن السلطنة العثمانية كانت قد أصدرت قانون في لام 4994لمل به في ألاستانتيد ،أنه لم يطبق في سوريا وباقي الواليات العثمانية ،ففي العهد الفيصىي لم يتسع املجال أمام الحكومة العربية ،بعد فصل سوريا لن الخالفة إلاسالمية لدرس قضية تنظيم وتطوير املحاماة ،فظل محترفوا هذه املهنة وكالء دلاوى يمارسونها بدون أي نظام . ولند وقوع البالد فريسة بين أنياب إلاستعمار ،أخد املستعمرون يصنعون القوانين ،لتنظيم مهنة املحاماة ،وفق القوانين الفرنسية ،والقضاء لىى أحكام الشريعة إلاسالمية . ولندما حاولت الحكومة املوالية لفرنسا تطبيق مشرولها هذا وجدت صعوبة كبيرة ،فعمدت إلى تكليف لجنة للقيام باملهام التالية : -4تعيين هيئة إدارية مؤقتة من املحامين ،يعمد إليها إنشاء النقابة في دمشق ؛ -8تدقيق طلبات تسجيل املحامين ؛ -4وضع الئحة ملمارسة مهنة املحاماة . وقد ألفت هيئة من لشرة محامين ،لوضع الئحة تتضمن شروط ممارسة مهنة املحاماة وواجبات وحقوق املحامي ،هذا بالنسبة إلى محامي نقابة دمشق ،أما في حلب الشهباء ،فكان قد شرع في العهد العثماني في تكليف نقابة للمحامين لىى نمط نقابة ألاستانة ،ووضعوا لها نظاما خاصا لم يتمكنوا من تنفيذه ،حتى أصدرت دولة حلب قرارا بتنظيم نقابة محاماة حلب ،واستمر تطبيق القرارين الخاصين بين حلب ودمشق حتى 8حزيران 4148ميالدية ،حيث صدر القرار 8442الذي كان بمثابة قانون لام لتنظيم مهنة املحاماة . 11
وفي لام 4194ميالدية صدر املرسوم رقم ،94حيث ألغيت بمقتضاه جميع القوانين وألانظمة السابقة املتعلقة بتنظيم مهنة املحاماة ،وقضت أحكامه بوضع نظام جديد لىى أساس وجود ثالثة نقاباة للمحامين وهي :دمشق ،وحلب ،والالذقية . وفي لام 4128صدر املرسوم رقم 41الذي دمج النقابات الثالثة في نقابة واحدة مركزها دمشق ،لىى أن تتخد لها فرولا في مركز كل محافظة حسب الحاجة ،فكان هناك فرع حلب وحمص ،وحماة والالذقية ،وطرطوس ودير الزور ،والحسكة وإدلب ،وفي الوقت الحاضر تخضع مهنة املحاماة ألحكام القانون رقم 41املؤرخ في 4124/82/84م . وفي املغرب ،فقد بزغ نظام املحاماة منذ 81شتنبر ،4189املنظم ملهنة الوكالء العدليين املستمدة للمهنة أساسا من الشريعة إلاسالمية ،وألغى العمل بهذا النظام بمقتض ى ظهير 42ماي 4191املنظم ملهنة املحاماة ،مع حفظ الحقوق املكتسبة وحصر دور أصحابها في الترافع أمام الهيئات القضائية الشرلية ...إلخ . ومهما يكن من أمر ،فإن الحديث لن مسؤولية املحامي والتزاماته ،ال ينبغي أن يتم بمعزل لن ماهية التعريف ملوضوع ممارسة مهنة املحاماة التي هي في نهاية املطاف : مهنة حرة مستقلة ؛ مهنة مسالدة للقضاء ؛ مهنة مساهمة في تحقيق العدالة ؛ مهنة من أسرة القضاء .وتجدر إلاشارة إلى أن العالقة بين املحامي وقانون إلالتزامات والعقود ،بالنسبة له هي الشريعة العامة من خالل جميع التصرفات املتعلقة بإبرام العقود ،ولليه فقد تضمن قانون إلالتزامات والعقود أحكاما مختلفة في جميع امليادين بالتباره ألاصل .
12
وضمن أحكامه إلاثبات بالكتابة كما جاء ذلك في الفرع الثاني من الباب ألاول الوارد في القسم السابع بدء من الفصل 144من ق ل ع ،حيث تناول الورقة الرسمية والورقة العرفية ومدى حجيتهما. وبمناسبة إسناد تحرير العقود إلى املحامين املقبولين للترافع أمام محكمة النقض في القوانين املتعلقة ببيع العقارات في طور إلانجاز ،ونظام امللكية املشتركة ،وإلايجار املفض ي إلى تملك العقار ،وألول مرة تم تحقيق ما طالب به املحامون من توسيع مجال لملهم .
أوال :أهمية املوضوع يكتس ي البحث في موضوع "املحامي وقانون إلالتزامات والعقود" ،أهمية بالغة تتجىى في معرفة ألاحكام العامة املتعلقة بمهنة املحاماة ،من حقوق وواجبات وأخالقيات التي يجب لىى املحامي التقيد بها ،وكذا البحث لن مختلف املسؤوليات التي يمكن أن يتابع بها املحامي ،جراء إلاخالل بالتزاماته ،باإلضافة إلى مبدأ رسمية العقود ،الذي جاء به القانون رقم 41.82املتعلق بمدونة الحقوق العينية ،وذلك ملا له من أهمية بالغة ،لدور املحامي في تحرير العقود العرفية واملحررات الثابتة التاريخ .
ثانيا :
دواعي اختيار املوضوع
مما ال شك فيه ،أن إلاقدام لىى البحث في أي موضوع من املواضيع القانونية ،تكون ورائه دوافع وغايات ،تتجىى أساسا فيما يكتسبه املوضوع من أهمية ،وما له من دور لىى املستوى القانوني ،وما شجعنا لىى اختيار "املحامي وقانون إلالتزامات والعقود" ،موضولا لهذا البحث، هو أستاذنا الدكتور حسن الصغير ،الذي وصفه من املواضيع الحديثة ،التي ال زال البحث فيها خصبا ،فضال لىى أن الدراسة التي تناولت املوضوع تكاد تكون شبه منعدمة .
13
ثالثا :
صعوبات البحث يف املوضوع
لىى إثر البحث في موضوع "املحامي وقانون إلالتزامات والعقود" ،واجهتنا العديد من الصعوبات والعراقيل ،التي كان أهمها :غياب املراجع التي تخاطب املوضوع بشكل مباشر ،ال لىى املستوى الوطني فحسب ،بل حتى لىى املستوى العربي والغربي ،ناهيك لن املعيقات ألاخرى التي تجلت في صعوبة الحصول لىى ألاحكام والقرارات القضائية التي تناولت املوضوع ،وذلك من مختلف املحاكم باململكة .
رابعا :
إشكال املوضوع
ما هي ألاحكام العامة املنظمة لولوج مهنة املحاماة وما هي املسؤولية املترتبة لنه في إطار املسؤولية املهنية للمحامي ؟ وما هو دور املحامي في تحرير العقود املدنية في ضوء قانون إلالتزامات والعقود والتعديالت التي جاء بها القانون رقم 41.82املتعلق بمدونة الحقوق العينية؟
خامسا :
مناهج البحث يف املوضوع
بالنظر إلى أن البحث القانوني هو بحث للمي ممنهج ،فمن الالزم أن يستفيد قدر املستطاع من مناهج البحث العلمي املتداولة ،وقد حاولنا في هذا البحث املزج قدر إلامكان بين كل من املنهج التحليىي واملنهج املقارن . فاملنهج التحليىي ،انطلقنا فيه من تحليل ودراسة النصوص القانونية والتنظيمية املتعلقة باملحامي. وأما بالنسبة للمنهج املقارن ،فيتجىى من خالل التماد التشريع العربي وألاجنبي ،من أجل استخالص الامتياز الذي حققه تشريعنا في هذا الاطار ،وكذا وضع أصبعنا لىى الهفوات التي تخللته ،التي يجب التنبه إليها قصد إصالحها مستقبال .مستعينين في ذلك باإلطالع لىى أهم آلاراء الفقهية (الوطنية وألاجنبية) التي تناولت املوضوع ،مع إثارة الاختالفات الحاصلة في أهم النقط التي تثير جدال كبيرا بهذا الخصوص ،مبدين برأينا املتواضع في ذلك ،كمحاولة منا لتعزيز النقاش البناء ،لإلجابة لن أهم إلاشكاالت التي يطرحها املوضوع بشكل فعال. 14
وكل ذلك ،مع إدراج املمارسة القضائية ،من خالل مناقشة أهم ألاحكام والقرارات الصادرة لن القضاء املغربي والتي تهم بالخصوص املحامي في قانون إلالتزامات والعقود .
سادسا :
خطة البحث
سنتناول في الفصل ألاول موضوع املحامي ،وكذا ألاحكام العامة املتعلقة بالولوج إلى مهنة املحاماة ،في سبيل معرفة مسؤولية املحامي في إطار املسؤولية املهنية املترتبة لنه ،لىى أن نعرج في الفصل الثاني من البحث ،لنكون بصدد دراسة موضوع املحامي وقانون إلالتزامات والعقود، وخاصة العقود التي يختص املحامي في تحريرها ،وال سيما تلك التي خصها له املشرع املغربي في قانون إلالتزامات والعقود ،وكذا مدونة الحقوق العينية ،1لىى سبيل الحصر ال املثال ،والتي تتمثل في العقود العرفية واملحررات الثابتة التاريخ .
_1القانون رقم 41.82املتعلق بمدونة الحقوق العينية ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 4.44.412الصادر بتاريخ 89من ذي الحجة 88 (4148 نونبر . )8844منشور في ح ر لدد 9112بتاريخ 81ذي الحجة 81( 4148نونبر ،)8844ص . 9921 : 15
الفصل األول :احملامي املبحث ألاول :ألاحكام العامة ملهنة املحاماة يساهم املحامون إلى جانب القضاة في تحقيق العدالة وتعزيز مقوماتها وسيادة حكم القانون وكفالة حق الدفاع مسترشدين في آداء هده الرسالة النبيلة بالقوانين ألاساسية املنظمة ملهنتهم وأنظمتها الداخلية وكدا بكلرافها وأخالقياتها ولىى العموم فانه اليجوز ممارسة هده املهنة إال من لدن محامي مسجل بإحدى هيئات املحامين باملغرب أو محامي متمرن مقيد بالئحة التمرين لدى واحدة من هده ألاخرة .2فما هي إذن الشروط الالزمة لالنخراط في املهنة ؟ (املطلب ألاول) وماهي الحقوق والواجبات املقررة للمحامين ( املطلب الثاني) .
املطلب ألاول :شروط الولوج إلى مهنة املحاماة ينبغي التمييز بين شروط الولوج إلى مهنة املحاماة طبقا للقالدة العامة (الفقرة ألاولى ) ،وبين الاستثناءات املنصوص لليها في هذا القانون ،التي ألفى فيها املشرع املغربي بعض الفئات من بعض هذه الشروط (الفقرة الثانية ) حاالت إلفاء من الحصول لىى شهادة ألاهلية.
_2نورة غزالن الشنيوي ،م س. 4121 ، 16
الفقرة لاولى :الشروط الولوج إلى مهنة املحاماة طبقا للقالدة العامة
3
طبقا للمادة الثانية من القانون رقم 82.82فإنه ال يجوز ممارسة مهنة املحاماة ،وتحمل ألبائها والتمتع بامتيازتها ،والقيام بمهامها ،إال ملحام مسجل بجدول إحدى هيئات املحامين باملغرب أو محام متمرن مقيد بالئحة التمرين لدى إحدى الهيئات املذكورة . لعل املالحظة ألاساسية التي تبدو لنا لىى هذا القانون ،هو أنه بالرغم من مرور حوالي تسع سنوات من دخوله حيز التنفيذ ،إال أن مقتضياته لم تفعل كلها ،ال سيما ما يتعلق بإحداث مؤسسة لتكوين املحامين ،والتي خولتها املاذة السادسة من هذا القانون بكن تمنح شهادة مزاولة مهنة املحاماة ،طبقا للشروط التي سيحددها النص التنظيمي .
4
ومادام أن هذا النص التنظيمي لم يتم إصداره بعد ،فإن مقتضيات الفقرة الثانية من املادة السادسة السالفة الذكر هي الواجبة التطبيق ،والتي تقض ي بكن وزراة العدل والحريات تستمر في تنظيم امتحان خاص بمنح شهادة ألاهلية ملزاولة مهنة املحاماة . في جميع ألاحوال فإن املادة الخامسة من قانون رقم 82.82يتطلب مجمولة من الشروط للمترشح ملهنة املحاماة ؛يمكن إجمالها فيما يىي : أن يكون املترشح مغربيا أو من مواطني دولة تربطها مع اململكة املغربية اتفاقية تسمح ملواطنيكل من الدولتين بممارسة مهنة املحاماة في الدولة ألاخرى ،مع مرالاة مبدأ التعامل باملثل مع هذه الدولة 5؛
-3القانون 82.82املتعلق بتعديل القانون املنظم ملهنة املحاماة باملغرب والذي نسخ أحكام الظهير الشريف الصادر في 48شتنبر . 4114 4ـ لبد الرحمان الشرقاوي :مرجع التنظيم القضائي بين العدالة واملؤسساتي والعدالة املكملة أو البديلة الطبعة الرابعة 8842صفحة . 418 -5لقد أبرم املغرب لدة اتفاقيات قضائية سمح للبعض منها بممارسة بعض املهن الحرة ومنها مهنة املحاماة ،ونذكر منها اتفاقية القضائية املغربية الفرنسية ،والتي وقع لليها املغرب بتاريخ 9أكتوبر 4191حيث يشترط في املحامي ألاجنبي أن يكون مسجال في جدول إحدى هيئات الدولتين املتعاقدتين حتى تجد هذه الاتفاقية مجال تطبيقها. 17
أن يكون املترشح بالغا من العمر واحد ولشرين سنة ومتمتعا بحقوقه الوطنية واملدنية ؛ أن يكون املترشح حاصل لىى شهادة إلاجازة في العلوم القنونية في احدى كليات الحقوقاملغربية أو شهادة من كلية الحقوق معترف بمعادلتها لها ؛ أن يكون حاصل لىى شهادة ألاهلية ملمارسة مهنة املحاماة أن ال يكون مدانا قضائيا أو تكديبيابسبب ارتكابه أفعاال منافية للشرف واملروءة أو حسن السلوك ولو رد التباره ؛ أن ال يكون مصرحا بسقوط أهليته التجارية ولو رد التباره ؛ أن ال يكون في حالة اخالل بالتزام صحيح يربطه بإدارة أو مؤسسة لمومية ملدة معينة ؛ أن يكون متمتعا بالقدرة الفعلية لىى ممارسة النهنة بكامل ألبائها ؛ أن ال يتجاوز من العمر خمسة وأربعين سنة لغير املعفيين من التمرين ،لند تقديم الطلب لندالهيئة . وفي جميع ألاحوال ،فإن املترشح بعد اجتيازه امتحان ولوج املهنة ،يعين كمحام متمرن ويقض ي ثالث سنواة من التمرين في مكتب أحد املحامين ثم بعد ذلك يسجل في جدول الهيئة كمحامي رسمي .
الفقرة الثانية :حاالت إلالفاء من الحصول لىى شهادة ألاهلية لىى غرار العديد من املهن ،كما هو الشكن بالنسبة ملهنة التوثيق وأيضا القضاء ،فإن املشرع املغربي ألفى بعض الفئات من شرط الحصول لىى شهادة ألاهلية من ممارسة مهنة املحاماة ؛ وهذا ما يتضح لنا من قراءة املادة 42من القانون رقم 82.82التي جاء فيها " :يعفى من الحصول لىى شهادة ألاهلية ملمارسة مهنة املحاماة ومن التمرين :
18
-4قدماء القضاة الذين قضوا ثماني سنوات لىى ألاقل في ممارسة القضاء ،بعد حصولهم لىى الاجازة في الحقوق ،وقبول استقالتهم ،أو احالتهم لىى التقالد ما لم يكن ذلك 6لسبب تكديبي؛ -8قدماء القضاة من الدرجة الثانية أو من درجة تفوقها ،بعد قبول استقالتهم ،أو احالتهم لىى التقالد ما لم يكن ذلك لسبب تكديبي ؛ -4قدماء املحامين الذين سبق تسجيلهم مدة خمسة سنوات لىى ألاقل ،بدون انقطاع في جدول هيئة أو لدة هيئات للمحامين في املغرب ،أو هيئة أو لدة هيئات للمحامين بإحدى الدول ألاجنبية التي أبرمت مع املغرب اتفاقية دولية تسمح للمواطنين كل من الدولتين املتعاقدتين من ممارسة مهنة املحاماة في دول أخرى ثم انقطعوا لن املمارسة ،شريطة أال يزيد هذا الانقطاع لىى لشر سنوات ؛ -1املحامون املنتمون إلحدى الدول ألاجنبية التي أبرمت مع املغرب اتفاقية دولية تسمح ملواطني كل من الدولتين املتعاقدتين بممارسة مهنة املحاماة في الدولة ألاخرى وذلك بعد اثبات استقالتهم من الهيئة التي كانوا يمارسون بها ؛ ويتعين لىى املحامين املنتمين لهذه الدول إذ لم يكونوا حاصلين لن شهادة ألاهلية ملزاولة مهنة املحاماة املنصوص لليها في املادة الخامسة ألاله ،اجتياز امتحان لتقييم معرفتهم باللغة العربية والقانون املغربي قبل البث في طلباتهم ،تنظم شروطه بمقتض ى نص تطبيقي ؛ -9أستاذ التعليم العالي ،في شعبة القانون الذين زاولوا بعد ترسيمهم ،مهنة التدريس ملدة ثماني سنوات بإحدى كليات الحقوق باملغرب ،وذلك بعد قبول استقالتهم أو احالتهم التقالد ما لم يكن ذلك لسبب تكديبي ؛
7
4
لبد الرحمان الشرقاوي :التنظيم القضائي بين العدالة واملؤسساتي والعدالة املكملة أو البديلة ،الطبعة الرابعة ،الصفحة . 414 : -1لبد الرحمان الشرقاوي :م س ،الصفحة . 411 : 19
غير أنه ال يمكن ألستاذ التعليم العالي فتح مكتب خاص به إال بعد قضاء مدة ستة أشهر بمكتب أحد املحامين الذي يعينه نقيب هيئة املحامين ". وبدراسة متكنية للمقتضيات املذكورة ألاله املتعلقة بكستاذ التعليم العالي يبدوا ظاهرا أن القانون 82.82لىى التبار أن الجمع بين مهنة املحاماة وألاستاذية بالجامعة حالة من حاالت التنافي ،وهو ما قد يقال لنه أنه موقف سليم و منسجم مع ما تنص لليه ألانظمة املقارنة املتعلقة باملحاماة ،8حيث أنه بالرجوع إلى بعضها نجد أن ممارسة مهنة املحاماة ال تتنافى مع ألاستادية بالجامعة .من ذلك مثال القانون الجزائري الذي ينص في مادته 81لىى مايىي " :تتنافى ممارسة مهنة املحاماة مع ممارسة كل الوظائف إلادارية أو القضائية ومع أي لمل إداري أو إدارة أو تسيير شركة أو مؤسسة سواء كانت تابعة للقطاع العام أو للقطاع الخاص ومع كل نشاط تجاري أو صناعي أو كل لمل ينطوي لىى لالقة التبعية ."9 من جهة أخرى فإن املشرع املغربي إشترط ألاقدمية للترافع أمام محكمة النقض؛ وهذا مايتضح لنا من خالل مقتضيات املادة 44من القانون رقم 82.82التي جاء فيها لىى أنه اليقبل ملؤازرة ألاطراف وتمثيلهم أمام محكمة النقض ،مع مرالاة الحقوق املكتسبة ،إال : ـ املحامون املسجلون بالجدول منذ خمس لشرة سنة كاملة لىى ألاقل؛ ـ املحامون الذين كانوا مستشارين أو محامين لامين ،بصفة نظامية ،في محكمة النقض ؛ قدماء القضاة ،وقدماء أساتذة التعليم العالي ،املعفنون من شهادة ألاهلية ومن التمرين بعد خمس سنوات من تاريخ تسجيلهم من تاريخ تسجيلهم بالجدول .
8ـ مقال الدكتور لبد الكريم الطالب أستاذ بكلية الحقوق القاض ي لياض مراكش . - 9املادة 1من قانون رقم 82.82املتعلق بمهنة املحاماة . 20
الوضعيات التي تمارس فيها املهنة : بحسب املادة 84من القانون رقم ، 82.82فإنه ال يمكن للمحامي أن يمارس مهنته وحده ،أو مع غيره من املحامين ،في نطاق املشاركة ،أو في إطار شركة مدنية مهنية ،أو املساكنة أو بصفته مسالدا . أي أنه باإلضافة للوضعية العادية والغالبة ،والتي يمارس فيها املحامي مهنته بشكل منفرد ،فإن هذه املهنة تمارس في إطار املشاركة أو املساكنة أو املسالدة (أوال) ،غير أن ممارسة مهنة املحاماة في إطار الشركة املدنية يبقى أهم مستجد جاء به القانون املغربي سنة (8882ثانيا) . أوال :ممارسة املهنة املحاماة في إطار املاشارةة أو املساةنة أو املساعدة بالنظر للتقارب الحاصل بين هذه الوضعيات الثالث ،فإن املشرع املغربي تطرق لها في آن واحد ؛ حيث إنه بالرجوع للمواد 81،82و 81من القانون رقم 82.82نستشف منه املقتضيات القانونية التالية: 10 يرخص مجلس الهيئة باملشاركة أو املساكنة أو املسالدة بناء لىى طلب موجه إلى النقيب مناملحامين املتعاقدين؛ وال يرفض الترخيص إال في حالة تضمين العقد مقتضيات منافية لقوالد املهنة ،ولدم استجابة املحامين املعنيين لتوجيهات مجلس الهيئة ،فس ي الشكن تعديلها .في كل ألاحوال ،يبت املجلس ،داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ إداع العقد ،وإال التبر الطلب مقبوال ؛ املحامون الشركاء مسؤوالن مدنيا لىى وجه التضامن من إزاء موكلهم ال يجوز للمحاميناملمارسين للمهنة في نطاق املشاركة أو املساكنة أو املسالدة أن ينوبو أو يؤازروا أو يمتثلوا أطراف لها مصالح متعارضة ؛
ـ10ـ لبد الرحمان الشرقاوي مرجع التنظيم القضائي بين العدالة واملؤسساتي والعدالة املكملة أو البديلة ،الطبعة الرابعة ،الصفحة . 414 21
ال يجوز للمحامين املسالدين أو يمارسون باسمهم الخاص إال بإذن من صاحب املكتب أو فينطاق املسالدة القضائية ؛ إذا حدث نزاع منهي بين املحامين الشركاء أو املتساكنين ،أو املسالدين ،ولم يتوصل النقيب إال التوفيق بينهم ،يعرض النزاع ،ووجوبا ،لىى تحكيم يقومى به املحامون ،يختار كل طرف أحدهم لهذه الغاية ،وينضم إليهم محكم معين من طرف النقيب .وال يكون القرار املتخذ قابال ألي طعن . تطبق هذه املقتضيات في حالة أحد املحامين املتشاركين ،أو املتساكين ،أو املسالدين ،أو لدم بقائه منتميا للهيئة . ثانيا :ممارسة مهنة املحاماة في إطار شرةة مدنية مهنية من أجل الانسجام مع التغييرات التي لرفها العالم من خالل ظهور شركات مدنية لمالقة للمحاماة ،قام املشرع املغربي بتنظيم الشركات املدنية املهنية للمهنية للمحاماة بمقتض ى القانون رقم ،1182.82الذي نص في مادته ألاولى لىى أن هذا القانون ينظم الشركات املدنية للمحاماة املنشكة قصد ممارسة الهنة وفقا ألحكام القانون املنظم لها .تحمل هذه الشركات اسم الشركات املدنية املهنية للمحاماة ،ويشار إليها في هذا القانون "بالشركة " . من جهة ثانية ،فإن املادة الثانية من نفس القانون ،نصت لىى أنه يجب أن يكون كل الشركاء في الشركة محامين مسجلين في جدول نفس الهيئة .وال يجوز للمحامين الشركاء وفي مكتب واحد . أما لن كيفية تسجيل الشركة ،فإن املشرع املغربي قد تطلب مجمولة من املقتضيات القانونية ، تتمثل فيما يىي :
11ـ ظهير الشاريف رقم 4.82.488صادر في 88من شوال 4181ـ 88أكتوبر 8882بتنفيذ القانون 82 .82املتعلق بتنظيم الشركات املدنية املهنية للمحاماة لدد 9428بتاريخ 1ذو القعدة 4181ـ 4نوفمبر ، 8882ص .1891 : 22
يوجه طلب تسجيل الشركة موقعا من طرف كل الشركاء إلى نقيب الهيئة ،ويرفق الطلب بنسخةمن العقد التكسيس ي ومن النظام ألاساس ي للشركة ؛ يحيل النقيب الطلب إلى مجلس الهيئة ،الذي لليه أن يبت فيه داخل أجل شهرين ابتداء منتاريخ توصل النقيب بالطلب ؛ يعتبر الطلب مقبوال إذا لم يتخذ فيه املجلس قرارا في ألاجل املذكور ؛ ال يمكن رفض الطلب إال إذا تضمن النظام ألاساس ي مايخالف املقتضيات القانونية أوالتنظيمية ؛ تبلغ نسخة من الطلب ومرفقاته ونسخة من املقرر إلى الوكيل العام للملك ،كما تبلغ نسخةمن املقرر إلى الشركاء .
املطلب الثاني :حقوق والتزامات املحامي من املؤكد أن املشرع املغربي خول للمحامي مجمولة من الحقوق (الفقرة ألاولى) ،في املقابل فرض لليه العديد من الالتزامات (الفقرة الثانية ) .
الفقرة ألاولى :حقوق املحامي نظرا للمكانة البارزة التي يحتلها املحامي في تصريف العدالة وسيادة القانون ،فقد متعه املشرع املغربي من خالل القانون املنظم للمهنة بمجمولة من الحقوق ولعل أبزها :
23
أوال :حق املحامي في تقاض ي لاتعاب تعد أتعاب املحامي من أهم الحقوق املستحقة له لىى موكله ،يتسلمها مقدما أو لىى مراحل.12 فهده ألاتعاب تعتبر املكافكة العادلة التي يقررها القانون لوضا لما قام به املحامي من جهد وما ضاع منه من وقت لصالح موكله. 13 وموكله بما في ذلك املبلغ املسبق وقد لرفت مسكلة تحديد ألاتعاب اهتماما من طرف مختلف التشريعات .وهكذا نجد املشرع املغربي نص صراحة في املادة 41من القانون املنظم ملهنة املحاماة لىى أنه "تحدد ألاتعاب باتفاق بين املحامي منها " وبدوره املشرع املصري الترف للمحامي بحقه في مكافكته كما الترف له بالحق في متابعة زبونه في املطالبة باألتعاب .
14
وتقدير ألاتعاب أمر متروك في ألاصل إلى اتفاق ألاطراف مسبقا ،وإدا ماتم دلك لن طريق التراض ي ، فال يمكن ألي منهما اللجوء إلى النقيب في حالة النزاع للمطالبة بتحديدها من جديد ،بل يتعين لىى من له مصلحة اللجوء إلى القضاء للمطالبة بتنفيد الالتزام ،وهدا ما أكدته محكمة الاستئناف بالرباط في إحدى حيثيات قرار لها : " ...وحيث إنه ملا كان هناك اتفاق مسبق لىى ألاتعاب بين املستكنف واملستكنف لليها فإن هدا ألاخيرة ماكان لليها إن تلجك إلى السيد النقيب ملطالبة بتحديد أتعابها بل كان لليه مطالبة املستكنف قضائيا بتنفيد التزامه لعن طريق أداء ما بقى لالقا بدمته ودلك وفقا لإلجراءات العادية للدلوى ، كما أن السيد النقيب ما كان لليه أن يحدد أتعاب املستكنف لليها والحال أن هده ألاتعاب تم الاتفاق 12ـ محمد بلهاشمي التسولي " :رسالة املحامي لبر التاريخ الجزء التاني مسؤولية املحامي " ،املطبعة الوراقة الوطنية مراكش ،صفحة . 91 : 13ـ لمر لحجوجي " :املسؤولية املدنية للمحامي في التشريع املغربي "،رسالة نيل شهادة ديبلوم الدراسات العليا املعمقة في القانون املدني ،كلية العلوم القانونية وإلاقتصادية والاجتمالية جامعة القاض ي لياض ،سنة ، 8888الصفحة . 44 : 14ـ نصت املادة 28من القانون املحاماة املصري ،رقم 41لسنة 4124لىى أن " للمحامي الحق في تقاض ي أتعاب ملا يقوم به من ألمال املحاماة . "... 24
لليها مسبقا بين الطرفين مما يجعله غير كمختص باألمر بتنفيد التزام تعاقدي ابرام بين املحامي وموكله . 15"... وما تجدر إلاشارة إليه أن أتعاب املحامي من الحقوق املمتازة املقررة في الفصل 4812من ظهير الالتزامات والعقود املغربي ،إد نجد املشرع ينص في املادة 94من قانون 82.82والتي نصت لىى ما يىي: " تستفيد أتعاب املحامي لند استفاء الديون من الامتياز املقررة في الفصل 4812من ظهير الالتزامات والعقود ،وتحتل أتعاب املحامي الرتبة الثامنة في ترتيب . "... ثانيا :حق املحامي في تعليق لوحة خارج البناية املوجدة بها مكتبه بالرجوع إلى مقتضيات املادة 49من القانون املنظم للمهنة للمهنة ،نجد املشرع املغربي للمحامي الحق في تعليق لوحة خارج البناية املوجود بها املكتب أو داخلها تحمل معلومات لنه ـ اسمه الشخص ي العائىي ـ وكونه محاميا مقبوال لدى محكمة النقض أو نقيبا سابقا أو حامال شهادة الدكتوراه في الحقوق وال يشير املحامي إال إلى هده الصفات في أورق مكتبه وملفاته . وما يستشف من مقتضيات هده املادة أن املشرع ألطى للمحامي الحق في تعليق لوحة جارج البناية املوجود بها مكتبه ،دون إدن النقيب ويتعين لليه أال يعلق أي إشارة من شكنها أن تجلب الزبناء .
16
15ـ قرار محكمة إلاستناف بالرباط لدد 81الصادر بالتاريخ 81/81/8888في ملف تحديد ألاتعاب لدد 4/ 8888/49منشور بمجلة القضاء والقانون 16ـ نورة غزالن الشنيوي " :التوجهات ألاساسية لألصالح الشامل والعميق ملنظومة العدالة التنظيم القضائي للملكة في ضوء مستجدات سنة 8844 "الطبعة ألاولى ،سنة 8844مطبعة ألامية بالرباط ،الصفحة .491 : 25
ثالثا :حق املحامي في لانتساب إلى هيئة منظمة يعتبر إلانتساب إلى أحد مجالس هيئات املحامين باملغرب حق من الحقوق املحامي ،وذلك بغية املحافظة لىى حقوقه القانونية واملهنية و الاجتمالية ،إذ يضطلع هدا املجلس بتكطيرهم وتكوينهم وإحداث مشاريع اجتمالية لهم وألبنائهم وتقديم كافة كافة املسالدات متى لزم ألامر دلك .
17
وملا كان املحامي يعتبر جزء من أسرة القضاء . 18يساهم في تحقيق العدالة الناجعة وسيادة القانون ،فقد شرلت مسكلة الانتساب للهيئة بنصوص قانونية آمرة هدفها حماية مصلحة املحامي وبصفة لامة العدالة . 19 كما يظفر هدا املجلس إلى جانب جماية حقوق املحامي املادية واملعنوية ،بدور هام في مساءلة هدا ألاخير لن أخطائه املهنية في إطار القانون ،ويحق للمحامي الدي يتوفر لىى الشروط املنصوص لليها في املادة 24من القانون املنظم للمهنة . 20أن يترشح ملنصب النقيب والدي تستند له اختصاصات متعددة.
17ـ محمد بالهاشمي التسولي " :رسالة املحامي لبر التاريخ الجزء الثاني مسؤولبة املحامي " مرجع سابق الصفحة .21 18ـ املادة 4من قانون ا " 82.82املحاماة مهنة حلرة مستقلة ،تسالد القضاء وتساهم في تحقيق العدالة ،واملحامون بهذا الالتبار من أسرة القضاء . 19ـ محمد بلهاشمي التسولي " :رسالة املحامي لبر التاريخ الجزء التاني مسؤولية املحامي " املطبعة الوراقة الوطنية مراكش صفحة .21 20ـ يمكن إجمالها في : ـكن يكون مسجال في الجدول مند خمس لشرة لىى ألاقل . ـ أن يكون قد مارس من قبل املهام العضوية بمجلس الهيئة . ـ أن يكون صدرت في حقه لقوبة تكديبية . ـ أن ال يكون محكوما لليه أو متابعا في قضية تمس بالشرف أو املروءة " 26
رابعا :حق املحامي في حصانة الدفاع تلعب الحصانة دورا مهما بالنسبة للمحامي في توفير ظروف لمل جيدة وحمايته من كل أدى من شكنه أن يهدد حياته .وقد لرفها البعض بكنها "حماية املحامي وإبعاد ألادى الدي قد يلحق به وهو يزاوله مهنته او بسبها "
21
وليس املقصود بالحصانة أن تكون امتياز للمحامي تسمح لهم بالخروج لن القانون ورخصة للطعن من شكنها القضاة ،بل املقصود بها أن يكون املحامي في جلسة ألاحكام منطئنا قويا وهو ِيؤدي واجبه. وقد تناول املشرع الحصانة من خالل النصوص القانونية سواء ما ورد منها في قانون املهنة .22أو القانون الجنائي .
23
الفقرة الثانية :التزامات املحامي فرض املشرع املغربي لىى املحامي في الكتاب الرابع من قانون املنظم للمهنة مجمولة من الالتزامات ،تتنوزع بين تلك التي تقع لليه في لالقته باملحكمة ( أوال ) وتلك التي تنظم لالقته بموكله (ثانيا) إلى جانب التزامات لامة (ثالثا) ،كما أن هناك التزامات أخرى غير منصوص لليها قانون درج الفقه لىى تسميتها بكخالقيات املهنة (رابعا) .
21ـ محمد بلهاشمي التسولي :مرجع سابق ،صفحة . 484 22ـ املادة 91ال يمكن التقال املحامي أو وضعه تحت الحراسة النظرية إال بعد إشعار النقيب ويستمع إليه بحضوره أو من ينتبه لذلك . 23ـ ذلك أن الفصل 849من القانون الجنائي يؤكد لىى إن إهانة الهيئات املنظمة يعاقب لليها بنفس العقوبة التي يعاقب بها أحدا من رجال القضاء أو املوظفين العموميين أو رؤساء أو رجال القواة العامة أثناء قيامهم بوظائفهم أو بسبب قيامهم بها بكقوال ....وذلك بالحبس من شهر اثناء إلى سنة وغرامة من 898إلى 9888درهم و يمكن أيضا الحكم بنشر هذا الحكم وإلالمه بالطريقة التي تحددها ،ومن الطبيعي أن تدخل هيئة املحاماة ضمن الهيئات املنضمة . 27
أوال :العالقة مع املحاةم بالرجوع إلى متقضيات املادة 41من القانون املنظم للمهنة نجدها تنص لىى أنه : "ال يحق للمحامي أن يمثل أمام الهيئات القضائية والتكدبية إال إدا كان مرتديا بذلة املحاماة" . فاملشرع من خالل هدا املقتض ى ألزم املحامي بضرورة ارتداء بدلة املحاماة أثناء الترافع أمام الهيئات القضائية والتكديبية .ويتعين لىى املحامي تعين موطنه املنهي داخل دائرة محكمة إلاستئناف التابعة لها الهيكة املسجل بها ،وإال إلتبر كل إجراء بلغ إلى كتابة الضبط صحيحا .كما يجب لليه لند الترافع أمام محكمة خارج الدائرة املدكورة ،أن يقدم نفسه إلى نقيب الهيئة أو من يمثله ،وإلى كل من رئيس الجلسة ،وممثل النيابة العامة بها ،واملحامي الدي يرافع لن الطرف آلاخر.
24
كما ألزم املشرع املغربي املحامي من خالل املادة 41من نفس القانون لىى ضرورة تقديم املسالدات الالزمة حيال القضاء . 25 ثانيا :العالقة مع املوكلين لمد املشرع املغربي من خالل القانون املنظم ملهنة املحاماة إلى تنظيم العالقات بين املحامين واملوكلين ،تنظيما محكما حيث تم تخصيص إحدى لشر مادة لتنظيم هده العالقة نوجزها في النقاط التالية : يجب لىى املحامي أن يستقبل موكله بمكتبه كمبدأ لام .وإستثناء أجاز له استقباله بمكتب أحداملحامين الزمالء ,لكن يمنع لليه الانتقال إلى مقر موكله مالم تكن ظروف استثنائية وراء دملك .وفي هده الحالة يتعين لليه إشعار النقيب مسبقا بذلك .
26
24ـ املادة 42من قانون املحاماة . 25ـ لبد الكريم الطالب " :التنضيم القضائي املغربي " الطبعة الخامسة ، 8841 ،مكتبة املعرة ـ مراكش ،الصفحة .421 28
يتعين لىى املحامي أن يبحث موكله لىى فض النزاع لن طريق الصلح ،أو بالطريق البديلة ألاخرى ،قبل اللجوء إلى القضاء .وأن يسدي النصح وإلارشاد ملوكله سيما فيما يتعلق بممارسة الطعن.27 يتفق املحامي وموكله لىى ألاتعاب بما في دلك املبلغ املسبق منها .لكن ال يجوز للمحامي طبقا للمادة 19الاتفاق مسبقا مع موكله لىى ألاتعاب بناء لىى لىى نتيجة الدلوى ،وال اقتناء حقوق متنازع فيها قضائيا بطريق التفويت أو أن يستفيد هو أو زوجه او فروله بكي وجه كان من القضايا التي يتولى الدفاع لنها . 28 ثالثا :التزامات عامة تتمحور هده التزاماته في كل من املسالدة القضائية ،والشبت بالوقار والسر املنهي . -1املساعدة القضائية ؛ مما ال شك فيه أن النيابة في إطار املسالدة القضائية تعد من أهم الوجبات امللقاة لىى لاتق املحامي ،بحيت ينب في إطار املسالدة القضائية لن الدين يتمتعون لىى الشروط املنصوص لليها في مرسوم 4144ودلك بالقيام بكافة إلاجراءات التي يفرضها القانون دفالا لن هؤالء .
29
ويتجىى أهمية هدا الواجب أن النقيب هو الدي يقوم من الناحية بتعين املحامي لفائدة املتمتع بنظام املسالدة القظائية ومن ناحية أخرى تظهر ألاهمية املدكورة من خالل ألاثر الدي يترتب لىى امتناع املحامي املعين بدور لدر مبرر من التدخل في إطار املسالدة القظائية واملتمثل في إمكانية متابعة تكديبيا أو بسبب تقصيره في القيام بوجبه في هدا الصدد. 26ـ املادة 18من القانون .82.82 27ـ املادة 14من نفس القانون 28ـ لبد الكريم الطالب :مرجع سابق الصفحة .424 29ـ لبد الكريم الطالب :مرجع سابق الصفحة .421 30ـ املادة 14من قانون املحاماة 29
30
وإيمانا منه للمجهود الدي يقوم به املحامي بهدا الخصوص ،فقد منه املشرع في املادة 14الحق في الحصول لىى أتعاب لن املسطرة التي أنجزها شريطة أن يتمخض لنها استفادة مالية أو لينية للموكل وأن يعرض ألامر وجوبا لىى النقيب لتحديد ألاتعاب .
31
-2التاشبث بالوقار و السر املنهي ؛ يعد التشبت بالوقار من أبرز الوجبات امللقاة لىى لاتق املحامي ،بحيت ال يجوز للمامي أن يمارس أي لمل يستهد ف جلب ألاشخاص ،واستمالتهم ،وال أن يقوم بكي إشهار كيفما كانت وسيلته .
32
كما أنه يتعين لليه أن ال يفش ي أي شيئ يمس بالسر املنهي في أي قضية ،باإلضافة إلى أنه يلتزم بكن يحترم سرية ا لتحقيق في القضا يا الزجية ،وأن ال يبلغ أي معلومات مستخرخة من امللفات ،أو ينشر أي مستندات أو وثائق أو مرسالت لها لالقة ببحث مزال جاريا .
33
رابعا :أخالقيات املهنة صحيح أن لكل مهنة خصوصيات التي تتميز بها ،وبدلك فإن مهنة املحاماة لها آدابها وتقاليدها التي تتماش ى مع طبيعة العمل والتي يجب لىى املحامي التحىي بها .وسنحاول خالل هدا النقطة الوقوف لن تحديد أخالقيات مهنة املحاماة .يقصد بكخالقيات املهن مجمولة من القوالد وآلاداب السلوكية وألاخالقية التي يجب أن تصاحب إلانسان املحترف في مهنته تجاه لمله ،وتجاه املجتمع ككل ،وتجاه نفسه .
31ـ لبد الكريم الطالب .مرجع سابق الصفحة 421 32ـ الفقرة ألاولى من املادة 49من القانون املنضم ملهنة املحاماة 33ـ املادة 44من فانون املحاماة 30
ويمكن كدلك التبار أخالقيات املهنة تلك الوجبات ألادبية التي تواجه سلوك املهنيين من أجل القيام بواجباتهم وأداء مهنتهم لىى وجه أفضل تخدم مصلحة أصحاب املهن بصفة لامة وزبنائهم بصفة خاصة ،ومن بين هده ألاخالقيات التي يتعين لىى املحامي التحىي بها : .4الكرامة :إدا يتعين لىى املحامي أن يباشر الاستشارة أو الدفاع أن يتحىى بالكرامة الخلقية أي أال ينفعل وأال يصدر منه أي قدف أو سب اتجاه الخصوم أو تجاه الناس و ال يهين القاض ي وال كاتب الضبط . .8لاستقاللية :من أهم صفات مهنة املحاماة الاستقالل في العمل في الرأي وفي الدفاع ، واملحاماة بهدا املعنى مهنة حرة مستقلة غير خاضعة ألي تجاه . .4ألامانة :تقتض ي ألامانة أن املحامي يجب لليه أن يقدم النصح وإلارشاد ملوكله وأن يحتفظ بكل أمان لىى الوثائق املودلة لديه وأن يكون موطن أمان ملوكله . .1الشجاعة :يجب أن يتحىى املحامي بشجالة الرأي بالتبارها أسمى أنواع الشجالة ،بحيث يجب لليه أن يتمتع بشجالة أمام خصمه مهما كان الخصم سواء كان صاحب سلطة أو نفود أو غير دلك .
34
.9التعامل بالحسنى :يجب لىى املحامي أثناء الجلسة وهو يرافع في القضية يتواجد بها زميل أخر له أن تكون مرا فعته مستوحاة من ألاخالق العامة ،ومبادئ ألراف املهنة منها أن تكون لباراته خالية من أي تهجم أو تلويح أو توبيخ .
34ـ لىي لبد العالي العيساوي " أسرار مهنة املحاماة " مكتبة الثقافة بيروت ( بدون دكر الطبعة والسنة ) ص .11 31
املبحث الثاني :
املسؤولية املهنية للمحامي
تحدد مسؤولية املحامي في إطار الدور الذي يلعبه لن حقوق آلاخرين وذلك بالنضال لن مبدأ املساواة أمام القضاء الذي يعتبر املبدأ ألاساس ي الذي يقوم لليه إلاحتكام بين الناس . كما أن للمحامي سواء كان خصما أصليا أو وكيال في دلوى أن ينيب لنه في الحضور أو في املرافعات محاميا آخرا تحت مسؤوليته دون توكيل خاص ما لم يكن في التوكيل ما يمنع ذلك إال أن مرافعة املحامي لن الدلوى ال تعتبر ألماال لدوانية ويترتب لليها تعويض إال إذا كانت احتمالية أو صدرت لن سوء نية ،أو برزت في ثوب غلط أو تدليس ،وفي حالة موت املوكل فإن الورثة وحدهم لهم الحق في إثارة لدم استمرار الوكيل في مهمته ولهم وحدهم أن يجيزوا أو يردوا التصرفات التي أنجزها بعد الوفاة وإذا ما تصرف الوكيل وهو جاهل بموت موكله كان تصرفه نافذا ،لهذا يكون مقبوال استئناف املحامي الذي قدمه بإسم موكله املتوفي إذا كان يجهل وفاته . وتبعا لهذا الطرح املوجز ،فإن املحامي يخضع في مسؤوليته لن أخطائه املهنية لقوالد املسؤولية العقدية نظرا إللتزامه بالدفاع لىى موكله بجدية وبذل ما في وسعه من مجهودات لتحقيق نتيجة معينة تكون لصالح موكله ،فيسكل إذا لن كل خطك منه ولو كان يسيرا ،مادام هذا الخطك واضح ال شك فيه. 35 وهذا ما جعل وجهات النظر تختلف ،بحيث يذهب مجمولة من الفقهاء ورجال القضاء حول تكييف الخطك املنهي للمحامي إلى طائفتين ،طائفة تكيفه إلى خطك لقدي ،وطائفة أخرى تعتبر الخطك املنهي بمثابة خطك تقصيري . وفي هذا الصدد سوف نقوم بقياس الخطك املنهي للمحامي أثناء مزاولته ملهامه وفق التشريع املغربي، إذ سوف نتناول في املطلب ألاول ،الخطك املنهي للمحامي كخطك لقدي ،واملطلب الثاني سنتناول فيه الخطك املنهي للمحامي كخطك تقصيري .
35
_ حسن الرقيب :محاضرات في املسؤولية املهنية. 8841/8842 ،
32
املطلب ألاول :
الخطك املنهي للمحامي كخطك لقدي
تنشك املسؤولية املهنية بصفة لامة لن إلاخالل بما التزم به املتعاقد مع الغير التزاما صحيحا غير مشوب ببطالن أو ليب من العيوب للرض ى فهي تترتب لن فعل أو ترك يسبب ضررا ناش ئ لن لدم تنفيذ هذا العقد ،فاملسؤولية إذا تنبني لن خطـك لقدي محض ،وبهذا فإن أرباب املهن مثل ألاطباء والصيادلة واملوثقين ،واملحامين وغيرهم كثيرا ما يرتكبون أخطاء أثناء ممارستهم ملهنهم ،وبالتبار أن مسؤولية هؤالء الفنانين تكون في أكثر ألاحوال مسؤولية لقدية إلرتباطهم بعقود مع لمالئهم في تقديم خدماتهم الفنية وذلك استنادا للفصل 184من ق ل ع والذي ينص لىى أنه " :يعتبر بمثابة إجارة الصنعة كل لقد يلتزم بمقتضاه ألاشخاص الذين يباشرون املهن والفنون الحرة بتقديم خدماتهم لزبنائهم ،وكذلك الشكن بالنسبة لألساتذة وأرباب العلوم والفنون والحرف " . وغالبا ما يكون هذا العقد التزاما ببذل لناية بحيث إذا لم يقم املدين أصال بالعمل املطلوب فيفترض أن التخلف لن القيام بذلك العمل مرجعه فعل املدين ذاته ،ويلزم بالتعويض ما لم يثبت السبب ألاجنبي الذي جعل القيام به مستحيال . وإذا أخدنا لىى سبيل املثال مسؤولية املحامي الذي اختاره الشخص لتوكيله في قضية ما أو طرفين أو أكثر بنية إجراء إتفاق قانوني والذي نحن بصدد دراسته في بحثنا هذا ،فإننا نرى بكنها مسؤولية لقدية وإن ال يلزم بمقتض ى العقد الذي ينعقد بين املحامي والشخص تحقيق نتيجة مثل الفوز بالقضية بكي ثمن كان ،ألن التزام املحامي يقتض ي بدل لناية بدرجة أكبر وهوما سوف نقوم بتوضيحه في الفقرة ألاولى (مناط العالقة الرابطة بين املحامي وموكله) ،والفقرة الثانية (التزام املحامي ببذل لناية) .
33
الفقرة لاولى :مناط العالقة الرابطة بين املحامي وموكله يثار التساؤل بين طبيعة التزام ومسؤولية املحامي اتجاه موكله ،ألن تحديد ذلك تترتب لنه نتائج مهمة فيما يتعلق بإخالل أحد الطرفين باإلتزام امللقى لىى لاتقه ،ويرى مجمولة من الفقهاء كما أسلفنا بالذكر ،لىى أنها مسؤولية تعاقدية ،نظرا لوجود لقد بين املحامي وموكله وهو ما يصطلح لله "بتوكيل الخصام" Mandat Aplitem ،ويخضع هذا العقد للقوالد العامة املتعلقة بالوكالة في القانون، وهذا إلاتجاه هو السائد في فرنسا ومصر وكذا القانون إلانجليزي واملصري. 36 الفقرة الثانية :التزام املحامي ببذل عناية إن التزام املحامي ببذل لناية ،يكمن في الدفاع لن مصالح موكله أمام القضاء وبذل قصارى جهده بإلداد الدفولات وفق الشكل املطلوب وتقديم الطعون داخل ألاجل القانونية ،وأداء الرسوم القضائية لن الدلاوى ومقاالت الطعون التي تستوجب ذلك إلى غير ذلك من إلاجراءات ،وفي مثل هذه الحاالت يكون املحامي قد أدى الدور املوكول له في الدفاع ،وتبقى النتيجة بيد القضاء الذي يعتبر الطرف الذي يفصل في النزاع بناء لىى مختلف معطياته ،فمن املمكن أن يبذل املحامي كافة جهده في الدفاع لن موكله وفق ما سبق ،إال أن خصمه لديه مؤيدات وحجج أقوى في القضية ،ففي مثل هذه الحاالت ال يمكن معاقبة املحامي أو القول بقيام مسؤوليته ،ألن الطرف آلاخر مرجح لكسب النزاع بناء لىى معطيات امللف ووثائقة والقرائن ألاخرى . وبالتالي ،فإن كل ما هو مطلوب من املحامي ،وكما تم التطرق إليه آنفا وبذل لناية الرجل املتبصر املطلع لىى امللف ووثائقه ،وامللم بالقوانين املطبقة لىى النزاع ،والحريص لىى القيام بكي إجراء شكىي في إبانه ليس إال .37
36
_ الندوة العلمية حول مباريات املهن القانونية تحت إشراف املركز الدولي للوساطة والتحكيم بالرباط . ARMDF 37 _ الندوة العلمية حول مباريات املهن القانونية تحت إشراف املركز الدولي للوساطة والتحكيم بالرباط . ARMDF
34
املطلب الثاني :
املسؤولية املهنية للمحامي كخطك تقصيري
ذهب جانب من الفقه ،إلى القول بعدم إمكانية تصور لقد مدني ملزم في هذا املجال وذلك انطالقا من طبيعة ألالمال والخدمات التي يقوم بها املحامي معتبرين أن تلك ألالمال والخدمات غير قابلة ألن تكون موضولا لعقد ،والدليل لىى ذلك لدم إمكانية جبر املنهي لىى تنفيذ التزامه ،وليس للزبون أي دلوى مؤسسة لىى هذا إلالتزام ،ويرى هذا إلاتجاه إلى أن "مهنة املحاماة هي مسالدة العمل القانوني قبل وبعد أي دلوى أو إدراء قانوني معين ،مثل إبرام العقود .وأن هذه املهنة ال تحتاج إلى ارتباطها بكي لقد معه ،ومن الخطك الكالم لن لقد إيجاد خدمة أو مسالدة أو معلومة . 38"... وهذا ما يحيلنا لىى التبار أن الخطك املنهي للمحامي يندرج ضمن املسؤولية التقصيرية ،إذ أنها هي التزام بتعويض الضرر الذي يلحق بالغير تنيجة انحراف سلوك من أحدثه أو إهماله أو لدم احتياطه، وهذا التوجه يؤسس املسؤولية التقصيرية لىى فكرة الخطك ،فال تقوم إال بتوافره . فكل محامي باشر نشاطا مخالفا للواجبات القانونية سواء كان منصوا لليها في القانون املنظم ملهنة املحاماة أو بمقتض ى أي نص تشريعي ،فإنه يتحمل النتيجة ،ولليه أن يعوض الغير الذي ألحقه الضرر من ذلك ،وهكذا يكون املحامي مرتكبا لخطك منهي تقصيري أثناء ممارسة مهامه . ولىى هذا ألاساس يظهر الخطك املنهي التقصيري في لدة حاالت تطبيقية لقوالد املسؤولية املهنية التقصيرية ،الفقرة ألاولى ( تدخل املحامي في إطار املسالدة القضائية) ،والفقرة الثانية (التزام املحامي بتحقيق نتيجة أثناء الدفاع لن مصالح موكله ) . الفقرة لاولى :تدخل املحامي في إطار املساعدة القضائية تنتفي الصبغة العقدية للمسالدات املجانية التي يقوم بها املحامي في إطار املسالدة القضائية التي توفرها الدولة لذوي النزاع والذي ال يمكنه تغطية أتعاب املحامي ،خاصة في القضايا التي تستوجب طبيعة الجلسة أو طبيعة النزاع ،ألن العقد املبرم من طرفيه إلالتزام به ،والوالد بالخدمات املجانية لم يقدم ترتيب التزام ويعلم املولود له بها نيته ،وهذه إلالتزامات مبعثها اللياقة وال تلقي لىى املدين سوى واجبات أدبية ،وبالتالي ال يترتب لليها إال مسؤولية تقصيرية نتيجة خطك يعتبر تقصيرا من صاحبه. _ Aubuy et man, cœur de droit civil 1942 IV-N 342 .
35
38
وكذلك ،يمكن أن يدخل املحامي في النزاع لىى سبيل املعاملة أو بتقديم مسالدة من باب الثقة أو غيرها من ألامور التي يكون الدافع فيه إنساني أكثر ،ففي هذه الحالة ال يمكننا أن تنحدث لن مسؤولية لقدية ،وذلك لعدم وجود لقد بين املحامي وموكله . الفقرة الثانية :
التزام املحامي بتحقيق نتيجة أثناء الدفاع عن مصالح موكله
إذا كان التزام املحامي بصورة لامة ينظر إليه من جانب بذل لناية الرجل املتبصر ،فإن لدم بذل العناية املذكورة قد يترتب لنه في بعض الحاالت ضياع حقوق موكله استنادا لعدم اتباع إجراءات معينة كان بإمكان املحامي بلوغها كما أن أمر تحقيقها غير مرتبط بجهة أخرى ،ومن ثم يمكن القول بكن التزام املحامي تجاه موكله في بعض الحاالت هو التزام بتحقيق نتيجة ،أي تحقيق هدف معين ال يمكن أن يعذر أحد بجهله له ،وإال تمت مؤاخدته استنادا للتقصير في الدفاع ،ومن ذلك كافة إلاجراءات املسطرية التبعة في تقديم الدلوى وسيرها أمام القضاء ،ومن ذلك لىى سبيل املثال : تقديم الدلوى وفق الشروط املتطلبة قانونا وأداء الرسوم ما لم تكن معفية من ذلك ؛ التكييف القانوني الصحيح للدلوى ،إذ أن املوكل يكتفي بسرد وقائع دلواه لىى املحامي،وهذا ألاخير هو املؤهل لتكييف تلك الوقائع تكييفا صحيحا وربطها بالنصوص القانونية الواجبة التطبيق ؛ الحضور للجلسات واحترام املواليد ؛ الرد لىى املذكرات وتقديم أوجه الدفاع املطلوب ؛ تقديم الطعون داخل آلاجال القانونية ،وفي هذا إلاطار أوردت املادة 48من قانون املحاماة مايىي " :يمارس املحامي مهامه بجميع التراب الوطني للملكة مع مرالاة إلاستثناءات املنصوص لليها في املادة 84ألاله من غير إلادالء بالوكالة " . وتشمل هذه املهام : الترافع نيابة لن ألاطراف ومؤازرتهم والدفاع لنهم وتمثيلهم أمام محاكم اململكة ،واملؤسساتالقضائية والتكديبية ،إلدارات الدولة والجهات واملؤسسات العمومية ،والهيئات املهنية، وممارسة جميع أنواع الطعون ،في مواجهة كل ما يصدر لن هذه الجهاتفي أي دلوى ،أو مسطرة ،من أوامر أو أحكام أو قرارات مع مرالاة املقتضيات الخاصة بها أمام محكمة النقض؛
36
وهو ما نصت لليه كذلك املادة 92من نفس القانون. 39 هذا وقد كان للقضاء كذلك سواء محكمة النقض أو محاكم املوضوع نصيب في كون أن ما سلف ذكره هو التزام املحامي بتحقيق نتيجة ونستشهد في هذا املقام بقرار صادر لن محكمة النقض ،40والتي التبرت فيه أن لمل املحامي مشروط بكن يكون ما يجريه من إجراءات التقاض ي نيابة لن موكله مطابقا ألصول القانون املقررة ،فإذا أهمل اتباع هذه ألاصول أو خالفها بعدم بذل لناية الرجل املتبصر حي الضمير ،وأثر ذلك في املركز القانوني ملوكله ،وفوت لليه الفرصة التي وإن كانت أمرا محتمال ،فإن تفويتها لن املضرور أمر محقق ،فإنه يكون مسؤوال لن الضرر املادي واملعنوي الذي أحدثه ،ال بفعله فقط ولكن بخطإه ،وذلك لندما يثبت أن هذا الخطك هو السبب املباشر في ذلك لمال بالفصول 12و 184و 181من ق ل ع . وكذا هناك قرار آخر ملحكمة النقض 41والتي ذهبت في إحدى حيتياته إلى أن مهنة املحاماة أو أن املحام لند لدم تقديمه لإلستئناف داخل ألاجل يترتب لن ذلك مسؤوليته ولو كان حق موكله احتماليا . وإذا كانت أحكام املسؤولية التقصيرية لن العمل الخاطئ الشخص ي من صميم النظام العام، بحيث ال يمكن تعديل قوالدها بكي وجه من الوجوه ،فمن املجمع لليه فقها وقضاء بكن أحكام املسؤولية التقصيرية للمشرع لن الافعال الضارة الصادرة لن تابعيه تتخد بدورها نفس الصفة، ولليه فال يمكن مثال لصاحب العمل أن يتفق مع العامل بكن ال يكون مسؤوال لن أخطائه التقصيرية، كما أنه ال يمكن له أن يتفق مع أحد ألاغيار لىى ذلك .
39
_ املادة 94من قانون املحاماة " :للمحامي أن يسلك الطريقة التي يراها ناحعة طبقا ألصول املهنة في الدفاع لن موكله وال يسكل لما يرد في مرافعاته الشفوية أو مذكراته مما يستلزمه حق الدفاع " . 40 _ قرار محكمة النقض لدد 21بتاريخ 81/84/8884في امللف لدد ،8211/4/4/8881قرار منشور في مجلة املحامي لدد . 11 41 _ قرار محكمة النقض لدد 8941بتاريخ 88/81/8882في امللف لدد . 44/4481/444
37
الفصل الثاني :احملامي وقانون اإللتزامات والعقود املبحث لاول :املحامي في إبرام العقود العرفية املطلب ألاول :حجية العقد العرفي والشروط الواجب توفرها . الفقرة لاولى :حجية العقد العرفي قبل تناولنا للورقة العرفية نوجز القول في الورقة الرسمية إستنادا إلى مقتضيات قانون الالتزامات والعقود . العقد الرسمي :نص الفصل 142من القانون املذكور ،لىى أن " الورقة الرسمية هي التي يتلقاها املوظفون العمومين الذين لهم صالحية البتوثيق في مكان تحرير العقد وذلك وفق الشكل الذي يحدده القانون .وتكون رسمية : .4ألاوراق املخاطب لليها من القضاة في محاكمهم . .8ألاحكام الصادرة من املحاكم املغربية وألاجنبية . بمعنى أن هذه ألاحكام يمكنها حتى قبل صيرورتها واجبة التنفيذ ،تكون حجة لىى الوقائع التي تثبتها. من املالحظ أن الفصل املذكور ،بدايته كانت تعبيرا بالورقة الرسمية . " الورقة الرسمية هي . " ...وتم تغيير التعبير الورقة بالعقد في نفس الجملة "...في مكان تحرير العقد . "...ألم يكن مناسبا التعبير هكذا :الورقة الرسمية هي ...في مكان تحريرها
38
وهذا دليل املقصود بالورقة هو '' :العقد ،ويعطي الفقهاء أمثلة باألوراق الرسمية مثل القرارات الادارية والقوانين واملعاهدات ،وأوراق الدلوى التي تحرر بمناسبة الدلوى املقدمة للقضاء أو املحاضر التي تجري فيها ''. 42 وقد أورد الدكتور شهبون في مرجعه أسفله تعريفا نسبه للفقه املصري للورقة الرسمية التي هي كل ورقة رسمية صادرة من موظف لام أو شخص مكلف بخدمة لامة مكلف بتحريرها من حيث نولها أو من حيث مكان التحرير حسب القوالد املقررة قانونا يثبت فيها ما تلقاه فيها من دوي الشكن أو ما تم لىى يديه .وفي نظرنا يطابق هذا ما ورد النص لليه من ق ل ع ،حيث يندرج املوظفون واملكلفون بخدمة لامة املختصون بتحرير ألاوراق الرسمية املوثقون والعدول واملحامون املقبولوب بمحكمة النقض . وبإيجاز نشير إلى أن الوثيقة الرسمية يجب أن تتوفر فيها 4شروط أساسية : -4أن تصدر من موظف لمومي أو شخص مكلف بوظيفة لمومية ؛ -8أن يكون تحريرها من مهام ذلك الشخص موضولا ومكانا ،أي أن له الصالحية في املكان الذي حرر فيه ذلك العقد ؛ -4أن تشتمل تلك الورقة لىى البيانات التي أوجبها القانون ،سواء منها الشكلية أو الجوهرية ، بمعنى أن تنتج آلاثار القانونية التي حررت من أجلها . وبطبيعة الحال فإن الوثيقة الرسمية وكما أكد لىى ذلك الفصل 141من ق ل ع لها الحجة القاطعة لىى أطرافها ولىى الغير أيضا مادامت متوفرة لىى ألاركان والشروط القانونية .
_42الدكتور لبد الكريم شهبون '' :الشافي في شرح قانون الالتزامات والعقود املغربي '' الطبعة ألاولى 4111ص . 489 : 39
العقد العرفي :الورقة العرفية هي التي يقوم بتحريرها من له مصلحة بغير تدخل موظف لمومي كما يرى بذلك الدكتور لبد الكريم شهبون ،وهي املحررة من قبل املتعاقدين معا أو أحدهما أو الغير الذي ال يتوفر لىى صفة رسمية. 43 ولىى أي وكما سبق القول فإن ألاوراق العرفية سواء تعلقت ببيع أو كراء أو هبة أو وصية أو غير ذللك من التصرفات هي املنتجة آلثارها القانونية في موضولها وقد تناولتها الفصول من 181إلى غاية الفصل 148من ق ل ع.
44
وتعريفا للعقد العرفي تمييزا له لن القد الرسمي نص الفصل 184لىى ما يىي '' :الورقة التي ال تصلح لتكون رسمية بسبب عدم لاختصاص أو عدم أهلية املوظف ،أو بسبب عيب في الاشكل تصلح العتبارها عرفيا إذا كان موقعا عليها من طرف الذين يلزم رضاهم لصحة الورقة '' . ولرف الدكتور لبد الحق صافي
45
املحرر العرفي بما يىي '' :املحرر العرفي هو املحرر من قبل
النتعاقديين معا أو أحدهما أو الغير الذي ال يتوفر على صفة رسمية '' . وسواء كان معرفا من قبل املتعاقدين ( ال يمكن تصور تحرير العقد بخط املتعاقدين معا ,الةن بصيغته وبموافقة من الطرفين أو بالنص عليه ال ضرر في تحريره في خط واحد فقط ) أو من طرف أحدهما أو حتى من طرف الغير ( مع لاشارة إلى أنه في الظروف الحالية فإن ةتابة العقد تتم بواسطة آلاالت الحديثة ) . وقد جاء في الفصل 184من ق ل ع '' :يصوغ أن تكون الورقة العرفية ،مكتوبة بيد غير الشخص الغير ملتزم بها ،باشرط أن تكون موقعة منه '' . - 43الدكتور لبد الحق صافي '' دراسة في قانون الالتزامات و العقود و في القوانين الخاصة '' صفحة . 411 - 44مع مرالات الاستثناءات الواردة في القوانين ألاربعة من إسناد تحرير مواضيعها إلى املوثقين والعدول واملحامين املقبولين لدى محكمة النقض. وأيضا الاستثناءات الواردة في مدونة الحقوق العينية . - 45لقد البيع دراسة في قانون الالتزامات والعقود وفي القوانين الخاصة ،الطبعة ألاولى 4122الصفحة . 411 40
وقد يتساءل البعض ؛ أحيانا يكتي التعبير بكلمة '' توقيع '' كما في قانون الالتزامات و العقود ،و أحيانا " إمضاءا '' وذلك بمناسبة الحديث لن تصحيح إلامضاء كما في امليثاق الجماعي ( املادة ) 489 أو تصديق لىى الخط أحيانا . وورد في القوانين ألاربعة ( امللكية املشتركة وبيع العقار في طور إلانجاز ،وإلايجار املفض ي إلى تملط العقار ومدونة الحقوق العينية ) '' العقد وتصحيح لامضاء '' فال فرق بين الكلمتين ؟ لغويا :وقع الكتاب أو الرسالة أو الصك إمضاه بمعنى أقر بما فيه . الفقرة الثانية :الاشروط الواجب توفرها في املحرر العرفي ألطى الفصل 181من قانون الالتزامات والعقود نفس قوة الدليل التي للورقة الرسمية ،للورقة العرفية ،شريطة توفرها لىى ما يىي : تحريرها كتابة . توقيعها من طرف لاقديها في أسفلها ( الفصل ) 184مع مرالات ما جاء في الفصل 181الذينص لىى أن املحررات املتضمنة لإللتزامات ألاشخاص ألاميين ال تكون لها قيمة إلى إذا تلقاها موثقون أو موظفون لموميون مكدون لهم بذلك . وال يتساهل املجلس ألالىى ( محكمة النقض حاليا ) فيما يستدل به ضد الشخص ألامي ،إذا صدرت لنه لدة قرارات :
41
'' القرار لدد ، 411 :الصادر بتاريخ 1يليوز 4141الذي تضمن ما يىي : إن إلالتزامات الصادرة من ألاشخاص ألاميين الذين اليعترفون بمضمونها ال تكون لها قيمة إال إذا حررت بواسطة موثق أو موظف لمومي مختص في تحرير العقود 46:ويستنتج مما ورد في الفصلين 144 /184من قانون الالتزامات والعقود أن الورقة العرفية قد تكون مكتوبة بيد امللتزم به ولو لم تكن موقعة ،رغم أنه البد من توقيعها ،لتكون نافدة لدى الجهات املختصة : '' يصوغ أن تكون الورقة العرفية مكتوب غير الشخص امللتزم بها ،بشرط أن تكون موقعة منه '' (الفصل . ) 184 " يجب لىى من ال يريد إلالتراف بالورقة العرفية التي يحتج بها أن ينكر صراحة خطه أو توقيعه " (الفصل . )144 وهل ما يحرره املحامون في نطاق القوانين ألاربعة والحال أن ألاطراف أو بعضهم أمي ال قيمة لها ،أم أن التعريف بالعالمة أو البصمة يعطيها قوتها ؟ في نظرنا ما ورد بالفصل 181من ق ل ع لام والقوانين ألاربعة الخاصة ،ما يلغي ضمنيا الفصل املذكور .و قد تعرض الدةتور عبد الرزاق أحمد السنهوري 47إلى التفرقة بين الورقتين الرسمية والعرفية حيث ،وضح أن ألاولى تختلف لن ثانية من حيث الشكل والحجية في إلاثبات والقوة في التنفيذ . كما أورد أيضا بالنسبة للشروط الواجب توفرها لصحة الورقة العرفية في القانون املصري توقيعها من طرف من هي حجة لليه وبصمتها أو ختمها كتوقيعها .
- 46قرار منشور بقضاء املجلس ألالىى لدد 44 :صفحة . 1 - 47الوسيط في شرح القانون املدني ،نظرية إلالتزام بوجه لام .الجزء الثاني صفحة 481 – 482طبعة . 4142 42
وتطرق إلى أن القانون الفرنس ي اشترط باإلضافة إلى التوقيع توفر شرطين وهما تعدد النسخ بتعدد ألاطراف دوي املصالح املستقلة في العقود امللزمة للجانبين ،ثم كتابتها بخط مدين أو لىى ألاقل كتابتها بخط قيمة إلالتزام حروفا .
املطلب الثاني :حاالت التطبيقية للمحامي في تحرير العقود الفقرة لاولى :تحرير املحامي عقود بيع العقار في طور لانجاز استنادا إلى الفصل 442ـ 41ق ع ل الذي جاء في ":تحدد بنص تنظيمي تعريفا إبرام املحررات املتعلقة بعقديي لابتدائي والنهائي ".48 صدر هذا النص وهو املرسوم رقم 8.814.414في 41من ذي الحجة 4189هجرية (8881 /48/81 ميالدية) الذي جاء في املادة ألاولى منه " :تحدد تعرفة إبرام العقد لابتدائي لبيع العقار في طور لانجاز في مبلغ 055درهم يؤدى لفائدة محرر العقار "
49
يبدو أن هذا املبلغ هزيال جدا وال يتناسب واملوضوع املحامي الذي مر لىى تسجيله بالجدول أكثر من 49سنة ومقبول للترافع أمام محكمة النقض . ولنا أن تسائل من يؤدي هذا املبلغ ،البائع أم املشتري أم هما معا ،أم أن ألامر يعود التفاقهم معا وهذا غير مقبول إذ يبقى تحت رحمة اتفاقهما الذي قد ال يتم أما تعريفة تحرير العقد النهائي فاملادة الثانية من املرسوم حددت تعريفة لقد البيع النهائي لعقار في طور إلانجاز حسب ثمن البيع إلاجمالي ، وذلك وفق التالي :
48ـ أضيف الفرع الرابع املحتوي لىى 88فصال بمقتض ي القانون رقم 11.88املنفذ بمقتض ى ظهير ( 4 /48/88ج ر لدد 9891 :في ) 8888/44/1 ليصير نافذا بعد سنة من نشره في . 8884/44/2 49ـ ج ر لدد 9828 :في 4يناير . 8889 43
-4إذا كان ثمن بيع العقار موضوع العقد 488ألف درهم أو أقل من ذلك فإن املبلغ املؤدى إلى محرر العقد هو 488درهم. -8وما بين 488.884درهم إلى 888.888درهم املبلغ 4888درهم . -4وما بين 888.884درهم إلى 988.888درهم املبلغ الواجب هو 8988درهم . -1وابتداءا من 988.884فما فوق املبلغ يخضع لنسبة . %8.98 مثال إذا كان العقار هو 488.888درهم فإن املبلغ الواجب أداءه هو 4.888درهم . وإذا كان الثمن الذي بيع به العقار هو 288.888درهم فإن املبلغ الواجب أداءه . 1888 ومن الجدير باإلشارة أنه ليس من الضروري أن يكون محرر العقد إلابتدائي هو محرر العقد النهائي ألن العقد ألن العقد شريعة املتعاقدين فقد ال يريد ألاطراف من حق املتعاقدين أن يشترطا ذلك لىى بعضهما أي أطراف العقد ومحرره ؟ بل من يحرر العقد الابتدائي هو العقد النهائي ؟ في نظرنا ال مانع مادام الرض ى موجودا بين الطرفين. لكن هل يجوز ملحرر العقد أي املحامي أن يتقض ى أتعاب تفوق بما هو حدد بالتعرفة ؟ . لم تتعرض مقتضيات القوانين موضوع البحث إلى هذا وبالتالي فإن من املمكن إلاستعانة بنصوص قانونية لامة ،مثال الفصل 811من الفانون الجنائي ":يعاقب بالعقوبات املقررة في الفصل السابق كل ذي سلطة عامة أمر بتحصيل جبايات مباشرة أو غير مباشرة لم يقررها القانون "... وهناك تجاه يكخد بما ورد لليه النص في الفصل 811ألاله .50
50ـ محمد بن هاشم التسولي :املحامي وتحرير العقود الطبعة الثانية 8844الصفحة .442 44
الفقرة الثانية :تحرير العقود في إطار امللكية املاشترةة لم يرد أي نص في القانون املتعلق بنظام امللكية املشتركة يشير إلى تعريقة محددت مقابل أتعاب املحامين للعقود املحررة من طرفهم تطبيقا للمادة 48من نفس القانون . فهل لدم النص لىى ذلك نسيان أم أن املشرع ترك حرية تحديد املبلغ إلى طرفين ومحرر العقد ؟ فقد يكون أجبنا بالتككيد لىى الفرضية الثانية بالنسبة للمحامين الذين يحددون أتعابهم مع موكليهم بكامل الحرية وضمن ذلك تحرير العقود . الفقرة الثالثة :عقد لايجار املفض ي إلى تملك العقار نصت الفقرة السابعة من املادة الرابعة من قانون 88.94املتعلق باإليجار املفض ي إلى تملك العقار لىى ما يىي " :تحدد بنص تنظيمي تعريفة ابرام هذا املحرر ". ولم يصدر هذا التنظيمي لحد آلان رغم مرور 41سنة من نشر القانون ( )8888/48/89سريان العمل به. ولم يصدر لحد آلان سوى املرسوم رقم 191.81 8.تطبيقا للمادتين 1و 44املتعلقين باملؤهلين بتحرير لقود إلايجار املفض ي إلى تملك العقار . فهل تطبق لىى تحرير هذه العقود التعريفية املطبقة لىى العقود بيع لقار في طور إلانجاز أم أن ألامر متروك للطرفين ؟
45
املطلب الثالث :مسؤولية املحامي في تحرير العقود والتكمين لنها سوف نقوم بمعالجة هذا املطلب لبر فقرتين الفقرة ألاولى (،مسؤولية املحامي في تحرير العقود ) والفقرة الثانية ( مسؤولية املحامي في التكمين لىى العقود ). الفقرة لاولى :مسؤولية املحامي في تحرير العقود كما سبق القول فإن تحرير العقود العرفية من طرف املحامي استنادا إلى املادة 48من قانون 88 أكتوبر 8882إنما هو جزء من مهامهم ،والالتجاء إلى املحامي لتحرير لقد بيع أو هبة كان موضوع لقارا أو منقوال نادرا جدا. وفي انتظار ما تفرزه املمارسة في اطار القوانين املتعلقة ببيع العقار في طور الانجاز و يمكن القول بكن مسؤولية املحامي محرر العقد تبقى قائمة واذا كان القضاء في ألىى هرمه قد لالج كثيرا من القضايا املتعلقة باملخالفات املهنية من طرف بعض املحامين فإن القضايا التي موضولها ألاخطاء املهنية لعدة أسباب مهنية منها : لدم معرفة املتقاضين مما يمكن القيام به تجاه املحامين في حالة ارتكابهم خطك مهنيا ؛ معالجة تلك ألاخطاء من طرف املحامين بالتصريح لدى شركات التكمين كلما وقع لهم خطكمنهي؛ انعدام الرؤى الواضحة لدى أصحاب البذلة السوداء بالتفرقة بين املخالفة املهنية والخطكاملنهي ،وهل كلما وجدت مخالفة مهنية إال ويرادفها خطك منهي أم أن هناك فرق بينهما ؟ للما بكننا نميل إلى الرأي القائل بوجود فرق جوهري بينهما .
46
وللتذكير والتككيد فإن ظهير 4114/81/48وقانون 88أكتوبر 8882تم إلاقتصار لىى ماجاء فيهما حول موضوع التكديب لىى املخالفات املهنية فقط " :يعاقب تكديبيا املحامي الذي يرتكب مخالفة للنصوص القانونية أو التنظيمية أو قوالد املهنة وألرافها أو إخالال باملروءة والشرف ولو تعلق ألامر بكلمال خارجة لن النطاق املنهي " . أما القوانين السابقة لليهما فقد تعرضت في مقتضياتها إلى ألاخطاء واملخالفات املهنية . السؤال هو " :هل يفهم من هذا أن املشرع تدارك أخيرا والتبر أنه يوجد فرق بين املخالفة املهنية التي تستوجب املتابعة التكديبية ،أما الخطك املنهي فيقتصر املتضرر منه لىى اللجوء إلى القضاء في إطار القانون العام للحصول لىى التعويض لن الضرر ،أم يعزى ذلك إلى إغفال من املشرع فقط " . من القضايا التي اطلعنا لليها بخصوص الخطك املنهي للمحامي : القرار لدد 111-112 :الصادر بتاريخ 82مارس 4111في امللف لدد 14/849/4118 :لنمحكمة إلاستئناف بالدار البيضاء. 51 ومما التمده القرار املذكور فيما قض ى به : .4إن إلاغفال الشكىي الذي وقع فيه املحامي بعدم ذكر الوقائع في مقاله يعد إخالال بقوالد املسطرة املدنية ،وخاصة الفصل 418منها الذي يوضح بصفة دقيقة البيانات التي يجب أن يتضمنها مقال إلاستئناف ويعد خطك مهنيا يعرضه للمسؤولية إستنادا إلى مقتضيات الفصل 12من ظهير إلالتزامات والعقود . .8ثبوت أن الحكم املستكنف كان من املتوقع تكييده ال ينفي املسؤولية لكنه يجعل الضرر محصورا في تفويت فرصة الدفاع لن مصالح املوكل خالل املرحلة الاستئنافية وبالتالي فإن من حق هذا ألاخير أن املطالبة بالتعويض لما لحقه من ضرر جراء الخطك املنهي املذكور، مؤكدا لىى املبدأين ألاله ،وهو لىى صواب في نظرنا . قرار محكمة إلاستئناف التجارية بالدار البيضاء في امللف لدد 84/88/4 :بتاريخ 81/48/8الذي قض ى لفائدة موكلة محام بتعويض لن خطكه املنهي حيث استكنف الحكم إلابتدائي لفائدتها خارج ألاجل القانوني . 51
_ قرار منشور بمجلة املحاكم املغربية لدد ،18 :ص . 444 :
47
ومن القرارات الصادرة لن املجلس ألالىى في موضوع مخالفة مهنية تمت مؤاخدة من طرفغرفة الشورى بمحكمة إلاستئناف بمراكش بسببها الغية قرار املجلس التكديبي لهيئة املحامين بمراكش القاض ي بحفظ الشكاية لكون املشتكية لم تؤد مصاريف التنقل إلى مدينة أكادير ورسوم الطعن باإلستئناف وألاتعاب ،حيث نقض املجلس ألالىى قرار غرفة الشورى بمقتض ى قراره رقم ،891الصادر بتاريخ 8889/1/4في امللف إلاداري لدد 8881/994 :متبنيا ما التمده املجلس ألالىى " :لكن حيث لم يحقق قضاة القرار املطعون فيه بكفاية فيما أثاره املشتكى به من لدم تسليم املشتكى له موجبات التوكيل املادية من مقدم أتعاب وصوائر تنقل ومستندات حتى يسكل لن لدم تتبع قضيته ألامر الذي لرضه للنقض. 52 ونؤكد مرة أخرى أن هذه القرارات تتعلق بكخطاء املحامي املهنية بالتباره ينوب لن موكليه أمام القضاء ،وليس محررا للعقود . والهدف من هذا هو التككيد لىى أن املحامي في حالة ارتكابه أخطاء في العقود املحررة من طرفه يتحمل مسؤولية ذلك حيث يمكن مساءلته تكديبيا ومدنيا من طرف من تضرر من الخطك في العقد . الفقرة الثانية :التأمين عن املسؤولية يستند املحامون في تكمينهم لن املسؤولية املهنية إلى املقطع الخامس من املادة 11من قانون 8882/48/88النتعلق بمهنة املحاماة ،إذ أنه من مهام مجلس الهيئة إ[ٍام لقود التكمين لن املسؤولية املهنية أللضائها مع مؤسسة مقبولة للتكمين . وأن لددا من الهيئات تبرم سنويا لقودا مع شركة التكمين لن املسؤولية وما يترتب لن ذلك من أخطاء . دلوى التعويض من جراء جريمة أو شبه جريمة تتقادم بمض ي خمس سنوات تبتدئ من الوقت الذي بلغ فيه إلى للم الفريق املتضرر الضرر ومن هو املسؤول لنه ،وتتقادم في جميع ألاحوال بمض ي لشرين سنة تبتدئ من وقت حدوث الضرر " .
52
_ قرار غير منشور لدد ،14بتاريخ . 8848-81-84
48
واملرجعية القانونية ألاساسية هي الفصل 12من نفس القانون " كل شخص مسؤول لن الضرر املعنوي أو املادي الذي أحدثه ،ال بفعله فقط ،ولكن بخطكه أيضا ،وذلك لندما يثبت أن هذا الخطك هو السبب املباشر في ذلك الضرر " . وهذا نفسه ما يمكن التباره من قرار محكمة النقض املصرية لدد 114 :سنة 11ق بتاريخ 44 يناير 4124س 81ص 441 :حيث جاء فيه " :إذ أورد املشرع نص املادة 441لىى نصوص الفصل الثالث من الباب ألاول للعمل غير املشروع بفروله دون غيره من مصادر إلالتزام التي أفرد لكل منها فصال خاصا تسري أحكام املواد الواردة به لىى إلالتزامات الناشئة لنه " . "وملا كان الثابت أن طلب املطعون ضدهما التعويض ،مبني لىى إخالل الطالنين بالتزاماتهم التعاقدية إلماال للشرط الجزائي املنصوص لليه فيها ،وكان مصدر هذا إلالتزام هو العقد ،فإن الحكم املطعون فيه إذ استبعد تطبيق املادة 4/418من القانون املدني لىى دلوى املطعون ضدها يكون قد التزم صحيح القانون " .
49
املبحث الثاني :
املحرارات الثابتة التاريخ
إن املقتضيات الجديدة التي جاءت بها مدونة الحقوق العينية ،املتمثلة في تفريغ التصرفات العقارية وفق محرر ثابت التاريخ ،يحرر لزوما من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض، لىى سبيل لىى سبيل الحصر ،أراد من ذلك استئصال مخاطر إلابرام العشوائي للمحررات العرفية، وليا منه بالدور الذي يقوم به التوثيق الرسمي والتوثيق الصادر لن املحامون املختصون ،في ضمان إنجاز العقود املثبتة للتصرفات العقارية ،وإرساء ألامن التوثيقي ،من خالل طمكنة كل من املالك واملكتسبين للحقوق العينية ،وألجل الوقوف لىى هذا النوع من التوثيق ،فإنه من الالزم التعرض ملفهوم وطبيعة املحررات الثابتة التاريخ ،ثم التطرق لشروط هذا املحرر ،وال بد من إلاشارة إلى أن املشرع املغربي لم يتطرق ملوضوع املحررات إلالكترونية ،كشكل جديد من وسائل إلاثبات ،لىى نحو التطور الحاصل في الثورة التقنية ،والتي مست ميدان املعامالت العقارية.
املطلب ألاول :مفهوم املحرر الثابت التاريخ وطبيعته لقد التمد املشرع املغربي مصطلح"محرر تابت التاريخ" في معرض حديثه لن توثيق التصرفات العقارية في العديد من النصوص القانونية من جملتها املادة 48من القانون رقم 42.88واملادة الرابعة من القانون رقم ،94. 88وكذا الشكن في املادة الرابعة من القانون محل الدراسة ،غير أنه لم يبين بشكل واضح ما املقصود بهذا املحرر من جهة أولى ،وطبيعته القانونية من جهة أخرى . الفقرة لاولى :مفهوم املحرر الثابت التاريخ لم يعرف املشرع املغربي املحررات العرفية لىى خالف ما فعله مع املحررات الرسمية بمقتض ى الفصل 142من قانون إلالتزامات والعقود ،وإنما اكتفى فقط بتحديد آثارها 53من خالل الفصل 184 _53زيارة ميدانية إلى ألاستاذ املحامي مامون بهيئة القنيطرة ،بتاريخ 8841/88/44بمدينة سوق ألاربعاء الغرب ،مقبول للترافع أمام محكمة النقض،ثم زيارة ميدانية لألستاد املحامي إدريس املسعودي بهيئة القنيطرة بتاريخ " . 8841/88/48إضافة إلى املحررات الرسمية والعرفية ،ظهرت تقنية التوثيق املعلوماتي للمحررات إلالكترونية نتيجة التطور التكنولوجي لوسائل إلاتصال والتي تقوم لىى أساس مجمولة من التقنيات الحديثة (التوقيع إلالكتروني والتجارة إلالكترونية )...ألامر الذي انتقلنا معه من مرحلة إلازدواجية إلى مرحلة التعددية في التوثيق ،رغبة من املشرع في مواكبة هذا التطور ووليا منه بكهمية التعاقد إلالكتروني وتزايد إلاقبال لليه أصدر القانون 94.89املتعلق بالتبادل إلالكتروني للمعطيات القانونية ،حيث نظم أحكام العقد إلالكتروني ،غير أنه لم يعطي أي تعريف لهذا العقد ،رغم أن ذلك يدخل ضمن اختصاصه وفي هذا السياق تسير أي القصد من املحرر إلالكتروني هو العقد املبرم من طرفين غائبين ،من حيث املكان حيت يتطابق إلايجاب والقبول ،لن طريق استخدام طرق تقنية حديثة تعمل تلقائيا بمجرد إلقاء أوامر التشغيل لليها .وبما أن املحررات إلالكترونية كتابية مثلها مثل املحرارات الورقية وال يمكن الخافي لن أهميتها في ضمان حقوق ألافراد وإثبات تصرفاتهم فإنها بدورها تنقسم إلى نولين رسمية ولرفية .حليمة بن حفو :حقوق التراض ي في العقد الالكتروني ،مجلة ألامالك ،العدد املزدوج 4سنة 8881ص .481 : 50
من قانون إلالتزمات والعقود " :أن الورقة العرفية املعترف بها ممن يقع التمسك بها ضده أو املعتبرة قانونا في حكم املعترف لها به اما نفس الدليل التي للورقة الرسمية في مواجهة كافة ألاشخاص لىى التعهدات والبيانات التي تتضمنها وذلك في الحدود املقررة في الفصلين . الفقرة الثانية :طبيعة املحررات الثابتة التاريخ إن املشرع في معرض حديثه لن املحرر الثابت التاريخ ،لم يتعرض ال لتعريفه وال لطبيعته ،ولم يكتف سوى بتحديد الجهة املؤهلة إلبرامه حصرا ،سواء لىى مستوى القوانين الخاصة وسواء لىى مستوى الحقوق العينية ،ألامر الذي اختلف معه الفقه والقضاء ،في تحديد املراد به ،وإن كان قد تم حصر الجهة املكلفة بتحريره في املحامين املقبولين للترافع أمام محكمة النقض ،بالنسبة للتصرفات املقصودة من املادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية. وقد انبتق لن ذلك مجمولة من إلاتجاهات ما فتئت إال واستندت لىى معطيات خاصة بها ،حيث ذهب البعض إلى القول بكنه محرر لرفي خالص ،استنادا إلى املفاهيم املنصوص لليها في قانون إلالتزامات والعقود ،بينما ذهب البعض آلاخر إلى القول بكنه محرر رسمي مستندا في ذلك لىى مرجعية املصلحة العامة ،التي بموجبها حددت الدولة الجهة املكلفة بتحريره ،54ويرى اتجاه ثالث ،أنه بمثابة محرر لرفي من نوع خاص. وحسبنا القول ،من خالل تكمل املادة الرابعة ،هو أن الدقة القانونية تقتض ي انتماء التقسيم الثنائي املنصوص لليه في إطار القوالد العامة والذي يقتض ي ،تقسيم املحررات ،إلى محررات رسمية وأخرى لرفية ،ثم أنه لو كان بمثابة محرر رسمي ،ملا أقام املشرع التفرقة التي نص لليها في ذات املادة، ناهيك لن كونه ال يستجيب لخصائص الورقة الرسمية املنصوص لليها في الفصل 42من قانون إلالتزامات والعقود.55
_54محمد الخضراوي :قاض باملحكمة إلابتدائية بكبي الجعد ،في موضوع إشكالية توثيق التصرفات العقارية ومتطلبات التنمية ،قراءة في قانون ،11.88ص ،42 :مرجع إلكتروني . _55لبد الرحيم حزيكر :رئيس قطاع توحيد العمل إلاداري بمؤسسة املحافظ العام ،توثيق التصرفات العقارية لىى ضوء مقتضيات مدونة الحقوق العينية والظهير املتعلق بالتحفيظ العقاري ،منشور بمجلة محكمة النقض ،لدد ،84مطبعة ألامنية ،الرباط ،الطبعة ،8849ص .414 : 51
ونؤيد قولنا هذا بقرار 56محكمة إلاستئناف بككادير ،والذي جاء فيه إلى خلو العقد موضوع الدلوى ،املنجز من قبل املحامي من ألاوصاف والشروط املنصوص لليها من الفصل 142من قانون إلالتزامات والعقود يجعله محررا ثابت التاريخ ،بحسب املادة الرابعة يسرى لليه ما يسرى لىى ألاوراق العرفية فيه ،وهو ذات إلاتجاه الذي سارت لليه محكمة النقض في قرارها 57والذي جاء فيه " :أن العقد الذي رفض املطلوب تقييده ،بالرسم العقاري ليس محررا رسميا بل هو محرر ثابت التاريخ صادر من محامي مقبول لدى محكمة النقض". وخالصة القول مما تقدم ،فإن العقود املحررة من طرف املحاميين املختصين ال تعدو سوى أن تكون محررات ثابتة التاريخ ،تسري لليها ما يسري لىى ألاوراق العرفية ،سواء لىى مستوى الطعن 58أو لىى مستوى الحجية وثبوت التاريخ مع فارق بسيط ،يتجىى في كون نوع هذا املحررات الذي ال يصح إبرامها إال من طرف املحاميين املقبولين للترافع لدى محكمة النقض ،بخالف املحررات العرفية والقوالد العامة ،والتي يمكن ألي شخص أن يحررها بما في ذلك ألاطراف أنفسهم. وتجدر إلاشارة أن تاريخ هذه املحررات يثبت متى توافرت فيه الشروط العامة ،والشروط الشكلية املنصوص لليها في الفقرة الثالثة والرابعة من املادة 1من مدونة الحقوق العينية ،ملا سيكتي ذكره في الفقرة الثانية .
املطلب الثاني :
شروط وحجية املحرر الثابت التاريخ
إن قيام التصرف موضوع محرر ثابت التاريخ املبرم في إطار املادة 1من مدونة الحقوق العينية، رميت بمجمولة من الشروط الخاصة املنصوص لليها في قانون ( 41.82الفقرة ألاولى) ،التي يترتب لىى قيام املحررات الصادرة لن املحامي وفق ما يقتضيه القانون وفق آلاثار (الفقرة الثانية) .
_56قرار رقم 414صادر لن محكمة إلاستئناف بككادير بتاريخ . 8844/44/48منشور بمجلة محكمة النقض ،ص .414 : _57قرار رقم 2/911صادر لن محكمة النقض ،بتاريخ .8841/48/44منشور في مجلة محكمة النقض ص .414 : _58يطعن في املحررات العرفية بطريق : دلوى الزور الفرعي ؛ دلوى إلانكار أو ما يسمى بدلوى تحقيق الخطوط .52
الفقرة لاولى :شروط املحرر الثابت التاريخ طبقا ملقتضيات املادة 1من مدونة الحقوق العينية اشترطت مجمولة من الشروط في املحررات الثابتة للتاريخ التي تتجىى في: أوال :املحامي املقبول للترافع لدى محكمة النقض إن قيام التصرفات املتعلقة بنقل امللكية أو بكشياء الحقوق العينية ألاخرى أو نقلها أو تعديلها أو إسقاطها وكذا الوكاالت املتعلقة بها ،رهين بكن يكون املحامي مقبول للترافع أمام محكمة النقض ،متى اختار ألاطراف تفريغها وفق محرر ثابت التاريخ وال يتحقق هذا الشرط ،إال اذا أمض ى املحامي أكثر من 49سنة في الترافع طبقا للمادة 44من القانون املنظم ملهنة املحاماة. 59 غير أن هذا التمييز الذي أقامه املشرع ،بين املحامين املقبولين وغير املقبولين ،ال يستند إلى أي مبرر منطقي ،لىى التبار أن املشرع سوى بين جميع املحاميين في تحرير العقود ،60ثم ال يمكن الركون إلى ألاقدمية كمقياس مدى مهنة املحامي وكفاءته ،ذلك أن ألاقدمية ال تعني الكفاءة والنزاهة. ويعاب لىى املادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية ،أنها حصرت إلاختصاص املكاني للمحامي ،في دائرة نفود املحكمة إلابتدائية ،التي يمارس داخلها مهامه. وألاصل أن املحامي يقيد بجدول الهيئة الواقعة داخل دائرة محكمة إلاستئناف ،التي يتبع لها ولىى هذا ألاساس يتخد اختصاصه املحىي.
ثانيا :التأشير على صفحات العقد _59تنص املادة 44من القانون املنظم ملهنة املحاماة لىى أنه " :ال يقبل ملؤازرة ألاطراف أمام املجلس ألالىى ،مع مرالاة الحقوق املكتسبة إال: املحامون املسجون في الجدول منذ خمسة لشرة سنة ؛ املحامون الذي كانوا مستشارين أو محامون لامين ،بصفة نظامية في املجلس ألالىى ؛ قدماء القضاة وقدماء ألاستاذة في التعليم العالي ،املعفون من شهادة ألاهلية ومن شهادة التمرين بعد خمس سنوات من تسجيلهم بالجدول. _60تنص الفقرة ما قبل السادسة من املادة 48من القانون املنظم ملهنة املحاماة،لىى أن " :املحامي يمارس تحرير العقود غير أنه يمنع لىى املحامي الذي يحرر العقد ،أن يمثل أحد طرفيه في حالة حدوث نزاع بينهما بسبب هذا العقد " . 53
إلى جانب الشرط ألاول ،فقد قيد املشرع صحة املقررات ثابتة التاريخ ،بضرورة تكشير ألاطراف واملحامي لىى جميع صفحات العقد وذلك تفاديا لكل نزاع قد يطرأ حول املضمون ألاصىي لكل صفحة. ويرى بعض الفقه ،61أن التشهير هو مختصر التوقيع الذي يعرف لادة بكتابة ألاحرف ألاولى لإلسم الشخص ي والعائىي من التوقيع املعني. ثالثا :توقيع املحامي أوجب املشرع تحرير املحررات ثابتة التاريخ ،من طرف املحامي حتى ينسب إليه و ذلك إما بالبصمة أو إلامضاء الحرفي. ويسوء إلالتقاد لند أغلبية الفقه أن وظائف التوقيع ،تتجىى في إلامضاء بخط اليد أو البصم أو بالختم ،وبالتالي يمكن القول إنه بمثابة لالمة يضعها الشخص ،في املحرر للداللة لىى أن املحرر صادر لنه. رابعا :لاشهاد على إمضاءات لاطراف نص املشرع في املادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية ،لىى ضرورة تصحيح امضاءات ألاطراف، من لدن السلطات املحلية املختصة بخالف املصادقة لىى إمضاء املحامي ،التي تتم أمام مكتبة الضبط في املحكمة الابتدائية ،ويراد باالشهاد في هذا الباب ،الشهادة التي تدلي بها السلطة املختصة بصحة إلامضاء املثبت ،لىى الوثيقة والذي يقيد تعبير الشخص بكيفية صريحة لن إرادته قبول ما هو مضمن بالوثيقة.
_61منقول من هوامش لبد الرحيم حزيكر :رئيس قطاع توحيد العمل إلاداري بمؤسسة املحافظ العام :توثيق التصرفات العقارية لىى ضوء مقتضيات مدونة الحقوق العينية والظهير املتعلق بالتحفيظ العقاري .منشور بمجلة محكمة النقض لدد 84مطبعة ألامنية الرباط طبعة 8849ص : .441 54
غير أن هذا التصريح ال يتصرف إال بالنسبة لصحة التوقيع دون مضمون العقد ،بخالف التوثيق في املحررات الرسمية ،الذي يشهد لىى صحة الورقة برمتها بما في ذلك التوقيع . 62وأن السلطات املختصة بإشهاد لىى امضاءات ألاطراف ،تشمل جميع السلطات املوجودة داخل التراب الوطني ،دون سواها من السلطات املوجودة خارج أرض الوطن ،كالسفارات والقنصليات ،وبالتالي يتعين لىى املحافظ لىى ألامالك العقارية أن يرفض تعين أي لقد صادر من محامي مقبول للترافع أمام محكمة النقض ،نصت املصادقة لىى صحة أمضاء أحد أطرافه لدى السفارات والقنصليات املغربية بالخارج ،63وهذا ما أشار إليه السيد املحافظ العام ،في دورته لدد 141الصادرة بتاريخ 81/48/8841 وذلك بخالف الفصل 14من القانون 44.81الذي يشير إلى أن هوية ألاطراف تعتبر محققة ،متى كانت التوقيعات مصادق لليها ،من طرف السلطات املختصة التي تشمل جميع السلطات بما فيها السفارات والقنصليات املغربية ،وبالتالي مقتضيات املادة الرابعة ،أولى بالتطبيق لخصوصياتها . خامسا :التعريف بإمضاء املحامي يقتض ي هذا الشرط معرفة املحامي بامضاءه لدى كتابة الضبط باملحكمة الابتدائية التي يمارس مهامه فيها .وهو ذات الحكم الذي نص لليه املشرع في القوانين ذات ألارقام 94.88و 14.88و42.88 وكل ذلك من أجل املصادقة لىى توقيعه ومراقبة شكلية توفره لىى ألاقدمية الذي تسمح بالترافع أمام محكمة النقض ،64غير أن هذا املقتض ى لم ينل إعجاب املحاميين الذين احتجوا مند صدور املدونة بداعي أنه يتنافى مع سلم التدرج في التكوين وبضرورة إلغائه وتعويض رئيس كتابة الضبط بالسلطات املحلية ونقابة املحامين ،لىى قرار املشرع املصري.65
_62محمد خيري :العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع املغربي ،مطبعة املعارف الجديدة _الرباط_الطبعة 8841ص 184 :بتصرف. _63لبدالرحيم حزبكر :رئيس قطاع توحيد العمل إلاداري بمؤسسة املحافظ العام ،توثيق التصرفات العقارية لىى ضوء مقتضيات مدونة الحقوق العينية والظيهر املتعلق بالتحفيظ العقاري .منشور بمجلة محكمة النقض لدد 84مطبعة ألامنية الرباط طبعة 8849ص .418 : _64أشار إلى ذلك السيد املحافظ العام في دوريته الصادرة تحت لدد 494بتاريخ 41/8884مارس . _65الشرقي حرات :رئيس مصلحة كتابة الضبط .دور كتابة الضبط في القضايا العقارية ،توزيع مكتبة الرشاد _سطات_ص . 442 : 55
الفقرة الثانية :
حجية محرر الثابت التاريخ
يترتب لىى قيام املحررات الصادرة لن محامي وفق ما يقتضيه القانون ،مجمولة من آلاثار ،أهمها الاحتجاج بمضمونها والتاريخ املضمن فيها في مواجهة ألاطراف وكذا ألاغيار ،ذلك أن املشرع املغربي ألطى املحررات العرفية نفس القوة الثبوتية التي تتمتع بها الورقة الرسمية متى الترف املتمسك بما ضده ،طبقا للفصل 181من قانون الالتزامات والعقود ،66الذي يحيل لىى الفصلين 141و . 188 أوال :حجية املحرر الثابت التاريخ في مواجهة لاطراف طاملا أن املحرر الثابت التاريخ يكخذ حكم املحررات العرفية ،ومادام أن هذه ألاخيرة يسري لليها ما يسري لىى املحررات الرسمية متى الترف املتمسك ضده طبقا للفصل ،181فإن نفس الحكم يثبت لىى املحررات الثابتة التاريخ وال يمكن الطعن فيها إال بالزور ،كما أحال الفصل 181لىى مقتضيات الفصل 141من قانون الالتزامات والعقود ،ألامر الذي أكدته محكمة النقض 67في إحدى قراراتها التي جاء فيها " :إن العقد العرفي املعترف به أو املعد في الحكم املعترف به له نفس قوة الدليل الرسمي في مواجهة الكافة لىى التعهدات والبيانات التي تضمنها .إن اكتساب املحرر الثابت التاريخ لحجيته القانونية إتجاه املتعاقدين يتوقف لىى إقرارهم الصريح بما يتضمنه من توقيعات وبيانات من خالل املصادقة وإلاشهاد لليها أمام السلطة املحلية ". وطاملا أن ألامر كذلك ،فإنه ال يمكن لألطراف إثبات لكس ما هو قائم إال بدليل كتابي طبقا للفصل 111من قانون إلالتزامات والعقود الذي ينص لىى أنه " :ال تقبل في النزاع بين املتعاقدين ،شهادة شهود إلثبات ما يخالف أو من يتجاوز ما جاء في الحجج ،ولو كان املبلغ والقيمة يقل لن القدر املنصوص لليه في الفصل .114 ويستثنى من ذلك حسب الفقرة الثانية من هذا الفصل ،إثبات الوقائع التي من شكنها أن تبين مدلول شروط العقد الغامضة أو املبهمة أو تحدد مداها أو تقيم الدليل لىى تنفيذها. 68 _66ينص الفصل 181من قانون إلالتزامات والعقود أن املحررات العرفية املعترف بها ممن يقع التمسك بها ضده أو معتبرة قانونا في حكم املعترف بها منه ،يكون لها نفس قوة الدليل التي للورقة الرسمية مواجهة كافة ألاشخاص لىى التفاوضات والبيانات التي تتضمنها وذلك في الحدود املقررة في الفصلين 141و 181كذا ما يتعلق بالتاريخ . _67قرار لدد 442في امللف املدني 19414بتاريخ 88أبريل ومجمولة قرارت املجلس ألالىى منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية 4144 / 4128ص .984 : _68لبد الحق الصافي :الوجيز في القانون املدني ،الجزء ألاول ،الطبعة ،8844مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،ص . 844 : 56
ثانيا :حجية املحرر الثابت التاريخ في مواجهة لاغيار يشمل الغير في هذا املقام كل شخص ما لدا املتعاقدين الذي يحتج لليهم بتاريخ الورقة املحررة من قبل املحامي .وإذا كان ألامر لىى هذا الشكل بالنسبة للمتعاقدين ،فإنه ال يكون مثل ذلك بالنسبة لألغيار إال إذا كان التاريخ ثابتا بطرق معينة نص لليها القانون. 69 ومن تم فال يحتج بتاريخ الورقة العرفية في مواجهة ألاغيار إال إذا كان ثابتا طبقا للفصل 189من قانون إلالتزامات والعقود ،ذلك أنه تتجىى في حماية الغير من كل تواطؤ في تقديم هذا التاريخ أو تكخيره ،وألجل ذلك يعمل ألاطراف لادة لىى التصديق لىى إمضاءاتهم في أقرب وقت ألجل ثبوت التاريخ وإنصراف العقد اتجاه ألاغيار ،ولىى هذا ألاساس إشترط املشرع في العقود املحررة محامي مقبول من أجل تقييدها بالرسم أن تكون توقيعات ألاطراف مصادق لىى صحتها من طرف السلطات املختصة.70
املبحث الثالث :
دور املحامي في توثيق التصرفات العقارية
يحتل التوثيق بنوليه العدلي والحصري مكانة متميزة ،في املنظومة القضائية لكونه من املهن القضائية والقانونية التي تزول في إطار مسالدي القضاء ،هدفه ألاساس ي توثيق الحقوق واملعامالت لىى ألراض الناس وتحضير وسائل إلاثبات ،التي تمكن القضاء من فض النزلات والفصل لن الخصومات ،بإضافة إلى املساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتمالية وتحصيل املوارد املالية وضبط الواجبات املفروضة لىى املعامالت العقارية وغيرها ،ونظرا ألهمية توثيق التصرفات العقارية فقد رفضه املشرع بموجب الفصل 121من قانون الالتزامات والعقود ،ليكسره صراحة بموجب املادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية التي استوجبت الرسمية ،في التصرفات العقارية الذي يحررها العدول (الفقرة ألاولى) ،واملوثقون العصريون (الفقرة الثانية).
_69لبد الحق الصافي :م س ،ص . 411 : _70الفصل 882من ق ل ع ينص لىى أن " :إلالتزامات ال تلزم إال من كان طرفا في العقد ،فهي ال تضر الغير وال تنفعهم إال في الحاالت املذكورة في القانون" . 57
من خالل املادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية ،لمل املشرع لىى تحديد الجهات املختصة بتحرير العقود والتي تتميز بتكوين قانوني في مجال تحرير املحرر الرسمي وإنما بذلك حدا للمحررات العرفية التي كانت سببا في لدم استقرار امللكية العقارية ،كما يهدف إلى ضمان املهنية في الفئات التي تتولى تحرير التصرفات املهنية ،حفاظا وانسجاما مع ما تتطلبه لملية تحرير العقود ،دراية ودقة بهدف تحقيق ألامن التوثيقي الذي يعد أحد فروع ألامن العقاري حيت ألطى اختصاص تحرير املحرارات الثابتة التاريخ للمحامي املقبول للترافع أمام محكمة النقض ،دون غيره من املهنيين آلاخرين كوكالء ألالمال ،لذلك سينقسم هذا املبحث إلى الشكل التالي :
املطلب ألاول :
محرروا العقود الثابتة التاريخ
لقد كان للتوثيق العرفي أهمية بالغة في توثيق العقود املنصبة لىى العقارات والحقوق العينية العقارية ،وذلك لبساطة هذا النوع من التوثيق الرسمي بنوليه ،ناهيك لن نقص تكاليفه مقارنة بالتوثيق الرسمي ،ألامر الذي أدى إلى انتشار وظهور فئات امتهن توثيق العقود العرفية دون تنظيم أو سند قانوني أو حد أدنى من التكوين في املجال العقاري كالكاتب العمومي ،مما نجم لن ذلك بوجه لام كثرة املنازلات حولها. 71 لذلك ،لمل املشرع املغربي في آلاونة ألاخيرة لىى تنظيم مجال توثيق التصرفات العقارية ،التي يتم تحريرها إما في محرر رسمي أو في محرر ثابت التاريخ يتم تحريره من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض (الفقرة ألاولى) ،وهناك نموذج تصحيح إلامضاءات للعقود املحررة من طرف املحامين املقبولين للترافع أمام املحامين املقبولين أمام محكمة النقض (الفقرة الثانية) .
_71رشيد بن يحيى :بيع العقار بين املوثق العصري والعدول ،بحث لنيل دبلوم املاستر املتخصص في إلاستشارة القانونية ،كلية العلوم القانونية وإلاقتصادية وإلاجتمالية بسال ،السنة الجامعية ،8844/8848 :ص . 14 : 58
الفقرة لاولى :تحرير املحامي للمحررات الثابتة التاريخ تنقسم املحررات وفق نظام التوثيق املغربي إلى قسمين أو نولين ،أحدهما رسمي وآلاخر لرفي، هذا ألاخير -العقود العرفية ،-كانت في مرحلة سابقة هي ألاكثر تداوال إلى جانب العقود العدلية خصوصا في امليدان العقاري ،بالنظر لكونها ال تتطلب إجراءات كثيرة أو طريقة خاصة من أجل إنجازها ،وهو ما سهل لىى غير املختصين الترامي لليها وتعريض حقوق الناس ومصالحهم للضياع. 72 إال أنه بصدور م ح ع ،التي من أهم ما جاء فيها ،هو إلطاء املحامين إلاختصاص في تحرير التصرفات العقارية وذلك بواسطة املحررات الثابتة التاريخ ،ويمارس املحامي مهامه كمهنة حرة مستقلة تسالد القضاء ،وتساهم في تحقيق العدالة ،ويعتبر تحرير العقود العرفية من أوجه تلك املسالدة ،إذ يعمل لىى تحضير وسائل إلاثبات للفصل في نزاع قد ينش ئ بين املتعاقدين في املستقبل . وحتى يكون الشخص أهال ملزاولة مهنة املحاماة ،البد أن تتوفر فيه مجمولة من الشروط القانوية ،من أهمها الحصول لىى شهادة مزاولة مهنة املحاماة ،كما يجب لىى املحامي املتمرن أن يقدم طلبه الرامي إلى التسجيل في الجدول خالل ثالثة أشهر من تاريخ إنقضاء مدة تمرينه . هكذا يسجل املحامون املقبولون في الجدول ،حسب تاريخ تقديم طلب التسجيل بعدما يسجل باقي املرشحين في الجدول التبارا من تاريخ أداء القسم . وقد خول املشرع املغربي للمحامي تحرير العقود املتعلقة بالتصرفات العقارية ،وذلك طبقا للبند السادس من املادة 48من القانون رقم 82.82املنظم ملهنة املحاماة ،الذي جاء فيه " :يماري املحامي مهامه بمجموع تراب اململكة ،مع مرالاة إلاستثناءات املنصوص لليها في املادة الثالثة والعشرين ألاله، من غير إلادالء بوكالة تشمل هذه املهام .... : -9تحرير العقود .73 "....
_72حسام الدين البوجي :دور رسمية العقود في تحقيق ألامن العقاري ،بحث لنيل دبلوم املاستر في القانون الخاص ،تخصص قانون مدني ،ملية العلوم القانونية وإلاقتصادية وإلاجتمالية بككدال ،السنة الجامعية ،8841/8844 :ص . 81 : _73أنظر املادة 44من القانون رقم 82.82املنظم ملهنة املحاماة . 59
غير أنه بالرجوع إلى املادة الرابعة من م ح ع التي ألطى بمقتضاها املشرع املغربي للمحامي صالحية تحرير العقود العقارية في محرر ثابت التاريخ ،لكنه وضع شروطا لذلك ،حيث يتعين أن يكون املحامي مقبوال للترافع أمام محكمة النقض ( أوال) ،وأن يتم إلاشهاد لىى إمضائه لدى رئيس كتابة الضبط باملحكمة إلابتدائية التي يمارس بنفوذها مهامه (ثانيا) . أوال :أن يكون املحامي مقبوال للترافع أمام محكمة النقض لقد حددت املادة 44من القانون رقم 82.82املتعلق بمهنة املحاماة ،املحامون الذين يكتسبون صفة املحامي املقبول للترافع أمام محكمة النقض في : املحامي املسجل في جدول هيئة من املحامين ملدة 49سنة لىى ألاقل ؛ املحامي الذي تم قبول تسجيله في الجدول بعد تقالده أو استقالته وكان مستشارا بمهنةنظامية أو محاميا لاما لدى محكمة النقض ،قبل أن يكتسب صفة محامي ؛ املحامي الذي كان قاضيا أو أستاذا جامعيا ،واملعفى من شهادة ألاهلية ومن التمرين بعدخمس سنوات من تاريخ تسجيله بالجدول. 74 ثانيا :تصحيح لامضاءات والتعريف بإمضاء املحامي بعد تحرير املحرر من طرف املحامي املقبول للترافع أمام محكمة النقض بشروطه الشكلية واملوضولية ،يتم توقيعه من طرف املحامي وألاطراف املتعاقدة ،كما ألزم املشرع املغربي املحامي بمقتض ى املادة الرابعة من م ح ع ،بضرورة تصحيح إمضاءات ألاطراف لدى الجهات املختصة والتعريف بإمضاء املحامي لدى السلطات املحلية املختصةن ويتم التعريف بإمضاء املحامي املحرر للعقد من لدن رئيس كتابة الضبط باملحكمة إلابتدائية التي يمارس بدائرتها " . كما أن موضوع املحامي املقبول للترافع أمام محكمة النقض ملثل هذه العقود والتعريف بامضائه من لدن رئيس كتابة الضبط باملحكمة إلابتدائية التي يمارس املحامي لمله بدائرتها ،يثير لدة تساؤالت ،ويتجىى هذا التساؤل في لدم استصاغة رقابة القضاء لىى مهنة املحاماة ،وملا ال يكون التعريف باإلمضاء شكنا داخليا من اختصاص نقابة املحامين لىى غرار بعض التشريعات العربية. 75 _74إلهام ضريف :إلاثبات من خالل مدونة الحقوق العينية ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في العلوم القانونية ،تخصص :الاستشارة القانونية ،كلية العلوم القانونية وإلاقتصادية وإلاجتمالية بسال ،السنة الجامعية ،8849/8841 :ص . 11 : _75محمد ألانصاري :شرح حمدون ابن لرفة ،الطبعة ألاولى ،4111 ،ص . 998 : 60
الفقرة الثانية :نموذج تصحيح لامضاءات للعقود املحررة من طرف املحامين املقبولين للترافع أمام املحامين املقبولين أمام محكمة النقض نموذج تصحيح إلامضاءات للعقود املحررة من طرف املحامين املقبولين للترافع أمام املحامين املقبولين أمام محكمة النقض ،تنفيذا لقوانين بيع العقارات في طور إلانجاز والتصرفات الواقعة لىى امللكية املشتركة والكراء املفض ي إلى تملك العقار . نسجل هذه النماذج استنادا إلى مقترحنا الرامي إلى أن يكون التعريف باإلمضاءات بسجل خاص يمسكه نقيب كل هيئة من هيئات املحامين باملغرب يوضع رهن إشارة املحامين املحررين للعقود، ويوقع النقيب أو من ينوب لنه بصفة قانونية (املادة 22من ظهير ( ،)4114/1/48تقابلها املادة 21 من قانون 88أكتوبر ،)8882لىى كل صفحة من صفحاته ،كما يدمغه خاتمه الخاص . للتذكير يتعين إيداع نسخة من العقد بعد تصحيح إلامضاءات للطرفين البائع واملشتري واملحامي محرر العقد وتوقيع النقيب أو من ينوب لنه ودمغها بطابعه ،في أرشيف خاص وفق ألارقام الترتيبية للرجوع إليها لند الحاجة ووضع الرقم الترتيبي املوجود بالسجل لليها .
املطلب الثاني :
إلاستثناءات الواردة داخل م ح ع
إن صدور القانون رقم 41.82املتعلق ب م ح ع ،وإفراده لبعض إلاستثناءات الواردة لىى املادة الرابعة منه أكد نية املشرع املغربي الصادقة في إلاتجاه نحو تعميم الرسمية في توثيق التصرفات العقارية ،ولعله اتجاه صحيح وسليم سيساهم بال شك في حماية مؤسسة التوثيق وذلك من خالل إسناد املهمة ألهل إلاختصاص . وللوقوف لىى هذه إلاستثناءات سنخصص املطلب ألاول لدراسة إلاستثناءات املتعلقة بعقدي الهبة والصدقة ،لىى أن نجمل في املطلب الثاني للحديث لن إلاستثناءات املتعلقة بالرهون . الفقرة لاولى :
لاستثناءات املتعلقة بعقدي الهبة والصدقة
إن الحديث لن لقدي الهبة والصدقة كاستثناء من الاستثناءات الواردة لىى املادة الرابعة من م ح ع ،يقتض ي منا التعرض لإلطار القانوني املؤطر لها (الفقرة ألاولى) ،ثم التطرق للشكلية التي أوجبها املشرع املغربي النعقادها (الفقرة الثانية) . 61
أوال :لاطار القانوني لعقدي الهبة والصدقة نظم املشرع املغربي أحكام الهبة والصدقة في الفصول ( 814إلى )814حيث تولى تدوين وتجميع أغلب ألاحكام املرتبطة بهما في نصوص واضحة ومضبوطة ،أزيلت بمقتضاها جملة من إلاشكاليات والخالفات التي كانت تثار بشكنها ،لتصبح مرجعا موحدا للقضاء والفقه . ولإلملام باملوضوع بشكل أدق البد من الوقوف لىى التصور السليم والدقيق لكل لقد لىى حدة، لىى أن نتعرض ملل يميزهما من حيث الخصائص ومن حيث ألاحكام ،وفق ما يىي : أ -مفهوم الهبة والصدقة -4تعريف الهبة :لغة من مصدر وهب له الش يء وهبا ،أي ألطاه إياه بال لوض ،وأما اصطالحا، فقد لرفها إلامام ابن لرفة املالكي بقوله " :الهبة ال لثواب تمليك منفعة لوجه املعطى له بغير لوض" . 76أما م ح ع ،فقد لرفتها بكنها " :تمليك لقار أو حق ليني لوجه املوهوب له في حياة املعطى له بدون لوض". 77 -8تعريف الصدقة : هي ما يعطى لىى وجه القربى هلل تعالى ،أما شرلا فقد لرفها ابن لرفة املالكي بقوله " :تمليك ذي منفعة لوجه هللا بغير لوض " ،78في حين لرفتها م ح ع بكنها " :تمليك بغير لوض مللك ويقصد بها وجه هللا " .79 ولليه يتبين من التعاريف ألاله ،أن الصدقة تثيد التمليك لذات بال لوض ،تعطى لوجه هللا تعالى قصد ثواب آلاخرة . وإن كانت الهبة والصدقة تدخالن ضمن العطايا التي تكسب امللكية بدون لوض ،فإن الفرق بينهما ،يتجىى في كون الهبة تكون القابض دون قصد ثواب آلاخرة ،في حين أن الصدقة تكون لوجه هللا تعالى وبقصد ثواب آلاخرة .
76
_ املادة 814من م ح ع . 77 _ محمد ألانصاري :م س ،ص . 991 : 78 _ املادة 818من م ح ع . 79 _ املادة 819من م ح ع .
62
وقبل الخوض في الخصائص التي تميز لقدي الهبة والصدقة ،البد من إلاشارة إلى أن املشرع اشترط لقيامهما أن يكون الواهب كامل ألاهلية ،مالكا للعقار املوهوب وقت الهبة ،وأن ال يكون الدين محيطا بماله ،80وأن ال تتم الهبة من طرف الواهب في مرض موته. 81 ب -خصائص لقد الهبة والصدقة يفهم من التعريف الذي أورده املشرع لعقدي الهبة والصدقة ،أنهما يتميزان بكونهما يندرجان ضمن العقود : املسماة :التي خصها املشرع بكسماء وأحكام خاصة إلنتشارهما الواسع في الواقع العمىي . الشكلية :التي ال يكفي إلنعقادهما توافق إرادتي أطرافهما إيجابا وقبوال ،وإنما يتعين تفريغهماوفق الشكل املحدد لها . غير التبادلية :التي ال يلتزم فيها سوى طرف واحد أال وهو الواهب أو املتصدق ،حيث يتمظهرفيها كمدين دون أن يكون دائنا للطرف آلاخر بكي ش يء . ناقلة امللكية :التي تنقل امللكية بعناصرها الثالث من ذمة الواهب أو املتصدق إلى ذمةاملوهوب له أو املتصدق لليه . وأخيرا ،ال يمكن القول أنه إذا كان ال يمكن إلمال إلالتصار في الصدقة مطلقا طبقا للمادة 818 من م ح ع ،فإن إلماله ممكن في الهبة طبقا للمادة 824من نفس املدونة . ج -الرجوع في الهبة لالج املشرع املغربي بمقتض ى املادة 821من م ح ع موضولا شائكا ،لطاملا شكل مثار جدال وخالف فقهي أال وهو موضوع إلالتصار ،الذي يراد به رجوع الواهب في هبته . إال أنه ال يشكل سوى استثناء ،حيث ال يتم إلماله إال في الحاالت املحددة له ،ومتى انتفت موانعه. -4حاالت الرجوع في الهبة : بالرجوع إلى املادة 824من م ح ع ،نجد أن املشرع حدد حاالت الرجوع في الهبة لىى سبيل الحصر في حالتين : 80
_ املادة 814من م ح ع . 81 _ املادة 828من م ح ع .
63
أ -رجوع ألابوين :حيث يجوز للوالدين أن يعدلوا لن ما وهبوه ألوالدهم قصر كانوا أو رشداء . ب -رجوع الواهب العاجز لن إلاتفاق :حيث يفهم من املادة 824من م ح ع ،ألنه يجوز للواهب أن يرجع في هبته متى أصبح لاجزا لن إلاتفاق إن لىى نفسه وإن لىى من تجب نفقته لليه، غير أن هذا الرجوع ال يصح إال إذا أشهد لليه في العقد ووافق لليه املوهوب له ،طبقا للمادة 821من نفس املدونة . -8موانع الرجوع في الهبة : يفهم من املادة 829من م ح ع أن ال يمكن إلالتصار في الهبة متى توفرت املوانع التالية : إذا كانت الهبة من أحد الزوجين لآلخر ما دامت رابطة الزوجية قائمة ؛ إذا مات الواهب أو املوهوب له قبل إلالتصار ؛ إذا مرض الواهب أو املوهوب له مرضا مخوفا يخش ى معه املوت ؛ إذا أدخل املوهوب له تغييرات لىى امللك املوهوب أدت إلى زيادة مهمة في قيمته . -4آثار الرجوع في الهبة : يترتب لن رجوع الواهب في هبته سواء بالتراض ي أو بالتقاض ي مجمولة من آلاثار ،منها ما هو مباشر ،ومنها ما يرتبط بمسؤولية الواهب أو املوهوب له لن هالك الش يء املوهوب . أ -آلاثار املباشرة للرجوع : رتب املشرع بمقتض ى املادتين 821و 821من مدونة الحقوق العينية لىى إلالتصار مجمولة من آلاثار التي تتجىى فيما يىي : فسخ العقد ورد امللك املوهوب للواهب اتفاقا أو قضاء ؛ رد الثمار التي جناها املوهوب له من تاريخ إلاتفاق أو الحكم النهائي ؛ استرداد املوهوب له للمصروفات الضرورية التي انفقها لىى حفظ امللك وبمقابل ذلك ال يستردمن مصروفات الزينة والتحسينات النافعة في قيمة امللك . ب -الرجوع املرتبط باملسؤولية : نميز في املسؤولية لىى هالك امللك املوهوب طبقا للمادة 822من م ح ع بين حالتين : 64
حالة استرجاع الواهب للملك املوهوب من غير وجه حق :ونحو ذلك أن يسترجع الواهب املال املوهوب دون أي مدخل شرعي ومن غير أي أساس قانوني ؛ ككن يقوم بسرقته ،أو يست عمل ما يحتال به ألجل استرجاله ثم يملك الش يء في يده ،آنذاك تقوم مسؤوليته ،ويلتزم بتعويض املوهوب له ؛ حالة امتناع املوهوب له لن رد ما بيده :مفاد ذلك ،أن يمتنع املوهوب له رد امللك املوهوب إلى واهبه الذي التصره اتفاقا أو قضاء ،رغم إنذاره ،أما إذا هلك قامت مسؤولية الوهوب له لن الهالك . ثانيا :شكلية عقد الهبة والصدقة من باب تعميم رسمية العقود العقارية والتقليل من مخاطر العقود العرفية اشترط املشرع املغربي تحرير لقود الصدقة والهبة وفق محرر رسمي تحت طائلة البطالن ،طبقا للمادة 811من م ح ع، وذلك حيادا لن املبدأ املقرر في املادة الرابعة من نفس القانون .وألجل ذلك ،سنحاول الوقوف لىى طبيعة الشكلية التي قررها املشرع لهذين العقدين (أ) ،ثم التعرف لىى ألاشخاص املكلفين بتوثيقها (ت) . أ :الطبيعة الشكلية بناء لىى املادة 811وطبقا للمادة 814من م ح ع ،التي أخضعت لقود الصدقة لألحكام املطبقة لىى لقود الهبة ،أن املشرع جعل من شكلية تكطرهما تشريعيا وفق محرر رسمي ركنا لإلنعقاد ،يترتب لىى انتفائها بطالن العقد ،والتباره ككن لم يكن ،وبالتالي لدم إمكان تصحيحه بالتقادم مهما طال الزمن بالتباره لدم والعدم ال يصبو شيئا بمرور الوقت ،كل ذلك مع ضرورة تقييده بالرسم العقاري متى تعلق املال املوهوب أو املتصدق به بعقار محفظ تحت طائلة التباره غير موجود تطبيقا ملبدأ ألاثر املنش ئ للتقييد . ب :الجهة املختصة بالتوثيق طاملا أن املشرع املغربي اشترط الكتابة الرسمية ،في لقدي الهبة والصدقة فإن الجهات املختصة بتوثيقهما تتحدد فيما يىي : 65
العدول :طبقا للقانون رقم 44.84املنظم لخطة العدالة ؛ املوثقين :طبقا للقانون رقم 48.81املنظم ملهنة التوثيق .وتبعا لذلك ،فإن هذه املحررات تحوز الحجية الرسمية والقوة القاطعة ،إذ ال يمكن الطعن فيها إال بالزور . ومما يحسن للمشرع املغربي ،في هذا إلاطار هو حسمه للنقاش والجدال الدائر حول موضوع الحيازة ،حيث تعرض له بمقتض ى الفقرتين ألاخيرتين من املادة 811من م ح ع ،وذلك من خالل تمييزه بين العقارات املحفظة أو التي توجد في طور التحفيظ والعقارات غير املحفظة . ومن ثم يمكن القول أن تقييد هذه الحقوق بالرسم العقاري أو إلالالن لنها ألجل تقييدها فيما بعد ،يقوم مقام الحيازة العملية للملك املوهوب ،ويعفى من إخالئه من طرف الواهب متى تعلق ألامر بعقار محفظ أو في طور التحفيظ ،وذات الحكم إذا تعلق ألامر بعقار غير محفظحيث يغني تقديم مطلب لتحفيظه لن حيازته الفعلية أو إخالئه . وألامر بخالف ذلك إذا تعلق ألامر بعقار غير محفظ ولم يطلب تحفيظه ،حيث تم إقصاؤه حينذاك للشروط املقررة في م ح ع ،ال من حيث الكتابة وال من حيث الحيازة املادية من خالل وضع اليد لليه وضعا فعليا ،وال من حيث وجوب إلاخالء . الفقرة الثانية :
لاستثناءات املتعلقة بالرهون
تتميما ملا سبق ،فإن املشرع استثنى من املادة الرابعة من م ح ع ،إلى جانب العقود التبرلية مجمولة من العقود التي تنعقد مقابل البدل مما يجعلها تنضوي تحت غطاء العقود العوضية وذلك بمقتض ى ذات املدونة . وألجل مقاربة هذه العقود ،فإننا سنتعرض لإلستثناء املتعلق بالرهن الحيازي (الفقرة ألاولى) ،لىى أن نتعرض لإلستثناء املتعلق بالرهن إلاتفاقي (الفقرة الثانية) .
66
أوال :لاستثناءات املرتبطة بالرهن الحيازي تندرج الرهون ضمن الحقوق العينية التبعية 82التي نظمها املشرع بمقتض ى الباب ألاول من القسم الثاني ملدونة الحقوق العينية بدءا من املادة 418إلى غاية املادة . 844 وهي تنقسم إلى نولين؛ ألاول يرتبط بالرهن الرسمي ،83والثاني يرتبط بالرهن الحيازي ،84ويختلف ألاول لن الثاني في كون أن هذا ألاخير يرد لىى جميع ألاحوال ،سواء كانت منقولة أو لقارية ،بينما ألاول ال يرد لىى العقارات غير املحفظة ،ويرد لىى ما دونها من العقارات املحفظة أو التي توجد في طور التحفيظ ،وكذلك بعض املنقوالت ،كالسفن والطائرات ،طبقا للفصل 21من ق ل ع . إن الحديث لن هذا إلاسثناء يقتض ي منا تحديد إطاره القانوني ،ثم التعرض للشكلية التي أفردها له املشرع ،استثناء من القالدة املقررة في املادة الرابعة . -1لاطار القانوني للرهن الحيازي : أ -تعريف الرهن الحيازي : يفهم من املادة 419من م ح ع أن الرهن الحيازي حق ليني تبعي يتقرر لىى ملك يعطيه املدين أو كفيله العيني إلى الدائن املرتهن لضمان الوفاء بدين ويخول الدائن املرتهن حق حيازة املرهون وحق حبسه إلى أن يستوفي دينه . ويفهم من ذلك أن الرهن الحيازي ،يندرج ضمن الضمانات العينية التي يمنحها املدين لدائنه ألجل ضمان حق شخص ي ،وذلك من خالل نقل حيازة املال املرهون إلى ذمة الدائن الذي يستفيد من حق حيازته وحبسه إلى أن يقع ألاداء ،بخالف الرهن الرسمي الذي ال يشترط انتقال الحيازة حتى يبقى املال املرهون في ذمة املدين ألن تقييده بالرسم العقاري يقوم مقام الحيازة . ب -شروط الرهن الحيازي : يفهم من املادتين 411و 411أن قيام الرهم الحيازي رهين بتوافر مجمولة من الشروط التي تتمثل فيما يىي : 82
_ لرف املشرع املغربي الحق العيني التبعي في املادة 48من م ح ع ،بكونه " :الحق الذي ال يقوم بذاته وإنما يستند في قيامه لىى وجود حق شخص ي ويكون ضامنا للوفاء به" . 83 _ تنص املادة 449من م ح ع ،لىى أن " :الرهن الرسمي حق ليني تبعي يتقرر لىى ملك محفظا أو في طور التحفيظ ويخصص لضمان أداء الدين " . 84 _ تنص املادة 419من م ح ع ،لىى أن " :الرهن الرسمي حق ليني تبعي يتقرر لىى ملك يد فيه املدين أو كفيله العيني ،إلى دائنه املرتهن لضمان الوفاء به بدين، ويخول للدائن املرتهن حق حيازة املرهون وحق حبسه إلى أن يستوفي دينه " .
67
أن يتم تفريغه وفق محرر رسمي ؛ أن يتم إبرامه وفق محرر رسمي ؛ أن يتضمن العقد ممعاينة حوز امللك املرهون إذا كان العقار غير محفظ ،وذلك تحت طائلةالبطالن ؛ أن يتضمن هوية ألاطراف ؛ أن يتم تعيين امللك املرهون .ت -خصائص الرهن الحيازي : يتميز الرهن الحيازي بمجمولة من الخصائص التي تتجىى في كونه : لقد شكىي :حيث ال ينعقد بمجرد تراض ي أطرافه ،وإنما يتعين تفريغه وفق الشكل الذي حددله . حق ليني تبعي :ال يقوم بذاته وإنما يستند إلى حق شخص ي يدور معه وجودا ولدما وصحةوبطالنا . يولي صاحبه :ميزتي التتبع وألاولوية . ال يقبل التجزئة :طبقا للمادة 414من القانون رقم 41.82 يرد لىى جميع أموال املدين :سواء كانت منقولة أو لقارية وبصرف النظر لن طبيعة العقار،غير أنه يخضع ألحكام الرهن الرسمي متى ورد لىى لقار محفظ ،طبقا للفقرة ألاخيرة من املادة 414من نفس القانون . من لقود الضمان :كعقد الكفالة ،حيث يخول للمرتهن ضمان ليني للبى الش يء املرهون . -2شكلية الرهن الحيازي : إذا كان املبدأ طبقا للمادة الرابعة من م ح ع ،يقض ي بكن لألطراف حرية إلاختيار في توثيق تصرفاتهم العقارية بين التوثيق الرسمي والتوقيث العرفي املحرر من طرف املحامين املقبولين للترافع أمام محكمة النقض ،فإن هذه الحرية تزول متى تعلق ألامر بإنشاء الرهون الحيازية ،حيث يتعين تفريغها لزوما وفق محرر رسمي ،دون أن يكون لألطراف مكنة تفريغها وفق محرر ثابت التاريخ ،وذلك تحت طائلة التبارها ككن لم تكن تطبيقا للمادة 411من م ح ع ،مع ضرورة تضمينها مجمولة من البيانات . 68
ويتجىى مع ذلك أن محرروا الرهون الحيازية يتمثلون في محرري العقود الرسمية حصرا وهم املتمثلين في : العدول :الخاضعين ملقتضيات القانون رقم 44.84املنظم لخطة العدالة ؛ املوثقين العصريين :الخاضعين ملقتضيات القانون رقم 48.81املنظم ملهنة التوثيق .ولعل الحكمة من اشتراط الرسمية تتجىى في الحماية التي أوالها املشرع لهذا النوع من الضمانات العينية ،بالتباره من بين العقود التي لرفت انتشارا واسعا في امليدان العقاري خاصة لىى مستوى القروض ،ألامر الذي من شكنه أن يعزز إلائتمان التعاقدي ويحقق ألامن العقاري ،سيما وأن هذا النوع من التوثيق يكتس ي حجية قاطعة وال يطعن فيه إال بالزور . غير أنه يفهم من هذه الفقرة ألاخيرة للمادة 819من ذات املدونة ،لىى أن الرهون الحيازية التي ترد لىى العقارات املحفظة تسري لليها أحكام الرهن الرسمي .وطاملا أن ألامر كذلك ،فإن هذه العقود ال يمكن أن ترتب آثارها إال إذا تم تفريغها وفق محرر رسمي أو محرر ثابت التاريخ يحرر لزوما من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض ،مع ضرورة تقييدها بالرسم العقاري . ثانيا :
لاستثناءات املرتبطة بالرهن لاتفاقي
يفهم من املادة 418من م ح ع ،أن الرهون الرسمية تنقسم إلى نولين ،ألاول يتعلق بالرهن إلاجباري الذي ينعقد بدون رهن رض ى املدين ،والثاني يتعلق بالرهن إلاتفاقي الذي ينعقد برض ى املدين. وإذا كان الرهن إلاجباري ال يتم إال في الحاالت التي أقرها القانون ووفق ما يقتضيه املشرع ،فإن الرهن إلاتفاقي ال ينعقد إال وفق الشكل املحدد له طبقا للمادة 411من م ح ع ،التي تنص لىى أن الرهن إلاتفاقي ال ينعقد إال كتابة بين ألاطراف ،وال يقع صحيحا إال إذا تم تقييده بالرسم العقاري . وإذا كان النص ألاله لم يحدد طبيعة الكتابة التي يعتد بها الرهن إلاتفاقي ،فإن ألامر ال يعدو أن يكون سوى القالدة املقررة في املادة الرابعة ،بالتبارها تجب جميع التصرفات العقارية . غير أن املشرع املغربي استثنى من ذلك بمقتض ى ذات املادة الرهن إلاتفاقي الذي ال تتجاوز قيمته 89 مليون ألف درهم ،حيث أخرجه من منطوق املادة الرابعة . ألجل ذلك سنتعرض لإلطار الذي جاء فيه هذا إلاستثناء ،لىى أن نتعرض للشكلية املطلوبة فيه . 69
-4إلاطار املنظم : إذا كان املشرع قد اشترط تفريغ الرهون إلاتفاقية وفق محرر رسمي أو محرر ثابت التاريخ يحرر لزوما من طرف محامي مقبول للترافع أمام محكمة النقض دون مكنة اللجوء إلى غير ذلك تحت طائلة البطالن ،فإنه استثنى من ذلك الرهون إلاتفاقية التي ال تتجاوز قيمتها 89مليون ألف درهم ،كما حددها املرسوم الصادر بتاريخ 41أبريل ،8849وذلك طبقا للقانون رقم 88.44املتمم ملقتضيات املادة 411من م ح ع . وإن الحكمة من إقرار هذا إلاستثناء تتجىى في الضرورات إلاجتمالية وإلاقتصادية التي فرضت حماية صغار املستثمرين والفالحين الذين يلجؤون إلى مؤسسات إلائتمان ألجل الحصول لىى قروض صغرى لتمويل أنشطتهم ،ذلك أن إخضالهم للمبدأ املقرر في املادة الرابعة من شكنه أن يحمل تكاليف مالية ال تتناسب ومبلغ الدين ألاصىي . -8الشكلية املطلوبة : خالفا ملقتضيات املادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية وبناء لىى الفقرة الثانية من املادة 411كما وقع تتميمها ،فإن ألاطراف مخيرون في توثيق رهونهم إلاتفاقية التي ال تتجاوز قيمتها 898.888درهم بين التوثيق الرسمي العرفي دون شرط تقييدهم بكي نوع من نوع الكتابة وبكي شخص من أشخاص التوثيق . وبناء لىى ذلك ،فإن الجهات املؤهلة لتحرير هذا النوع من العقود ،تختلف تبعا لنوع املحرر وفق ما يىي : محررو العقود الرسمية :يمكن لألطراف إلاتفاق لىى إضفاء الصيغة الرسمية لىى رهونهم إلاتفاقية الزهيدة القيمة ،من خالل توثيقها لدى : -)4لدالن :منتصبان لذلك طبقا ملا يقرره القانون رقم 44.84 -)8موثق :طبقا ملا يقرره القانون رقم 48.81
70
محررات العقود العرفية :إضافة إلى ما سبق يمكن لألطراف ،إلاتفاق لىى تحرير لقودهم وفق التوثيق العرفي وذلك : أ .إما بخط أيديهم مع ضرورة إلامضاء وإلاشهاد لليه ؛ ب .إما لن طرق كاتب لمومي أو أي شخص باستثناء محرري العقود الرسمية ؛ ت .إما لن طريق العمولة ؛ ث .إما لن طريق محامي ،ولو لم يكن مقبوال أمام محكمة النقض . وخالفا للعقود الرسمية ،فإن هذه العقود ال تحوز ذات الحجية القاطعة حيث أنه ال يمكن الطعن فيها بالزور أو دلوى إنكار الخط .
71
خامتة : مهما قيل لن موضوع املحاماة بصورة لامة ،فليس باإلمكان استيفاؤه وإالءه كل ما يستحقه من أهمية ،وكذا إلاحاطة بكل ما يرتبط به ،إال أن ألاهم هو التككيد لىى أن مهمة املحاماة مهنة شريفة مسالدة للجهاز القضائي ،وتساهم بجانب هذا ألاخير في تحقيق ألامن القانوني والعدالة ،وهذا الجانب من البحث الذي ت م تناوله ،تم التركيز فيه باألساس لىى ألاحكام العامة لولوج مهنة املحاماة وفق القانون املنظم للمهنة رقم ،82.82وكذا املستجدات التي جاء بها مشروع مسودة قانون املحاماة ،وكذا تحديد طبيعة التزام املحامي اتجاه موكله أثناء الدفاع لنه أمام القضاء ،والذي يمكن القول لنه في جانب منه أنه التزام ببذل لناية ،وهو ما يدخل في نطاق املسؤولية العقدية ،خاصة في الشق املتعلق بإجراءات التقاض ي ،ويمكن أن يوصف في بعض الحاالت وخصوصا في حالة إلاخالل بهذا إلالتزام وتفويت الفرصة وهي حرمان املوكل من فرصة ،كان من املحتمل أن تعود لليه بالكسب أو النفع ،أمام زاوية ضمان نتيجة الحكم ،فهي لن حق املحامي مجرد التزام ببذل لناية للوصول إلى املبتغى ،ألن املحامي في هذا إلاطار لليه أن يبذل قصارى جهذه في الدفاع ومؤازرة موكله أمام القضاء ،وهذا ألاخير هو املؤهل للفصل في النزاع في نهاية املطاف ،بناء لىى معطيات النازلة ووثائقها ،وكل ما يحيط بها من الناحيتين الواقعية والقانونية . وتجدر إلاشارة كذلك إلى أن إبرام املحامي للعقود العرفية ،الذي كان معموال به أصبح ال يؤدي الدور املطلوب منه أي لإلئتمان والثقة وإلاستقرار العقاري ،بل أصبح يشوبه نوع من التدليس والتزوير والتزييف وإجراءات طويلة ومعقدة ،لذلك أتى املشرع املغربي بمحرر ثابت التاريخ لكي يسد الفراغ وهفوات املحرر العرفي ،بل ولم يجعل إبرامه فقط مفتوحا لجميع املحامين ،بل اقتصر إبرامه فقط من طرف املحامي املقبول للترافع لدى محكمة النقض ،وهذا إن دل لىى ش يء فإنما يدل لىى حرص املشرع املغربي ،لىى الحفاظ لىى الثقة في املعاملة والتصرفات القانونية .
72
مالحق
73
عقد ابتدائي إلنجاز عقار منجز ومعد للسكنى مفض إلى تملكه
حضر أمامنا نحن ألاستاذ ................................... :محام مسجل بجدول هيئة املحامين ب .............................مقبول للترافع أمام محكمة النقض ،الحامل لبطاقة التعريف الوطنية رقم : .................................الصالحة إلى غاية ....................................بصفتنا محررا للعقد بطلب من الطرفين املتعاقدين في موضوع كراء لقار منجز معد للسكنى مفض إلى تملكه في إطار القانون رقم : 94.88
-4السيد ......................جنسيته .........................حامل بطاقة التعريف الوطنية رقم : (.............................أو أي وثيقة ثتبت الهوية) ،الصالحة إلى غاية ....................................الذي اختار موطنا مختارا له بالعنوان املوجود ب .........................................
بصفته مكريا بائعا من جهة .
-8السيد .....................جنسيته ...........................حامل بطاقة التعريف الوطنية رقم : (.............................أو أي وثيقة ثتبت الهوية) ،الصالحة إلى غاية ....................................الذي اختار موطنا مختارا له بالعنوان املوجود ب .........................................
بصفته مكتريا ماشتريا من جهة أخرى .
74
يحرر هذا العقد في إطار القانون رقم 94.88املتعلق باإليجار املفض ي إلى تملك العقار .
املادة لاولى :يملك السيد ...........................العقار املسمى "ألامل" املوجود بحي .............................زنقة ....................رقم .........................املسجل باملحافظة العقارية .................................................تحت لدد : .........................لبارة لن فيال ذات مساحة 888م ،مكونة من طابقين يشتمالن لىى ست غرف وغرفتين فسيحتين (صالونين) ،وحمامين ومطبخ واحد باإلضافة إلى مرافق النظافة . املادة الثانية :برض ى الطرفين واتفاقهما قررا إبرام لقد كراء ينتهي إلى تملك املكتري للعين املكراة بعد لشر سنوات من تاريخ إلانتفاع بالسكن املذكور . املادة الثالثة :بصير املكتري مالكا للعقار موضوع العقد بعد تسجيل العقد النهائي . املادة الرابعة :ثمن البيع الكىي هو تسعمائة ألف درهم ( 188888ده) ،وسومة الكراء الشهري هي خمسة آالف درهم ( 9888ده) . املادة الخامسة :يؤدي املكتري املشتري الكراء بانتظام ،ويؤدي شهريا مبلغ ستة آالف وخمسمائة درهم ( 4988ده) ،مقابل ألاداء لن التملك بعدما أدى تسبيقا مبلغى مائة ولشرون ألف درهم ( 488888ده) . يحق ألي واحد من الطرفين فسخ العقد بالشروط آلاتية بعده . املادة السادسة : التزامات املكري البائع : يلتزم املكري البائع السيد ..........................بما يىي : -4تسليم السكن موضوع إلاتفاق إلى املكتري املشتري بمجرد توقيع العقد إلابتدائي خاليا بصفة كلية صالحا للسكن دون أي إصالح . -8إدالؤه بما يثبت التكمين لضمان العقار . -4يصرح املكري البائع أن امللك خال من أي التزام أو رهم أو غيرهما .
75
التزامات املكتري املشتري : يلتزم املكتري املشتري بما يىي : -4استعمال العقار وفق ما ألد له دون إضرار باملكري البائع والعناية به لناية املحافظ لىى ملكه. -8أداء تكاليف صيانة العقار كما هي محددة في الفصل 441من ق ل ع . -4يمنع املكتري املشتري إدخال أي تغيير لىى العقار املذكور من شكنه أن يغير معامله أو يضر به ما لم يكذن له املكري البائع في إنجاز ألمال من شكنها أن تحسنه ولىى نفقته . -1تسديد الوجيبتين املتعلقتين بالكراء وبالتسبيق مقابل الشراء بانتظام ولىى رأس كل شهر (أو لىى رأس شهرين أو ثالثة أشهر حسب إلاتفاق ) . -9واجبات النظافة تقع لىى كاهله أيضا . -4إبرام لقود املاء والكهرباء مع املصلحة املعنية بذلك ولىى نفقته تجهيزا واستهالكا . -1أداء مصاريف هذا العقد بما فيها واجبات التسجيل والتنبر . املادة السابعة :للمكتري املتملك الحق في فسخ العقد في أي فترة من فترات املدة املحددة شريطة إخبار املكري البائع قبل ذلك بشهرين لىى ألاقل بواسطة رسالة مضمونة الوصول مع إلاشعار به أو بواسطة أحد املفوضين القضائيين . املادة الثامنة :فسخ العقد . أوال :فسخ العقد من طرف املكري البائع ،يجب لىى هذا ألاخير لند فسخ العقد لسبب يعود إليه أن يؤدي للمكتري املشتري مبلغ التسبيق الذي هو مائة ولشرون ألف درهم ( 488888ده) ،باإلضافة إلى جميع املبالغ املؤداة قصد إلاقتناء . وأيضا إلى نسبة 48في املائة من البالغ املستردة وذلك داخل ثالثة أشهر في ألاقص ى بعد فسخ العقد مع بقاء هذا ألاخير في املحل إلى حين استيفاء جميع املبالغ أصال وفائدة .
76
ثانيا :فسخ العقد من طرف املكتري املتملك أو ذوي حقوقه : لند فسخ العقد بعد القيام بإلالم املكري البائع يجب لىى هذا ألاخير (أو ذوي حقوقه) ،إرجاع ما تسلمه من ألاول أو ذوي حقوقه سواء مبلغ التسبيق أو أداه بقصد الشراء ،وذلك بعد خصم نسبة 48 في املائة من مجموع املبلغ . املادة التاسعة :قام الطرفان املكري البائع واملكتري املشتري بالطواف لىى العقار ومعاينته فهو صالح للسكن وإلانتفاع به لىى حالته . املادة العاشرة :اتفق الطرفان لىى التبار لنوانيهما الواردين بهذا العقد موطنا مختارا لهما لتنفيذه . املادة الحادية عاشر :اتفق الطرفان لاى أن كل ما يرحع لتنفيذ هذا العقد في حالة وقوع نزاع بشكنه يعود إلاختصاص فيه ملحاكم ..... املادة الثانية عاشر :يشهد كل طرف أنه تسلم نسخة من هذا العقد وبقيت إحداها بملف محر العقد.
حرر ب .......................................
بتاريخ ............................................
إمضاءات
محرر العقد
املكري البائع
77
املكتري املشتري
نموذج عقد عقد عرفي محرر في إطار املادة 05من قانون 2552/15/25املتعلق بتنظيم مهنة املحاماة
حضر أمامنا نحن ألاستاذ (ة) .........................................املحامي (ة) بهيئة ........................................ بعنوانه الكائن ................................................................................................................................................... السيدان (ة) ................................................................وطلب منا تحرير لقد لرفي في املوضوع آلاتي بعده لىى أن يقوما باإلجراءات ألاخرى بكنفسهما ومنها تصحيح إلامضاءات : -4السيد ......................الساكن ..................................................الحامل لبطاقة التعريف الوطنية (أو أي وثيقة مقبولة) بصفته بائعا لألصل التجاري الذي هو موضوع البيع . -8السيد ..................الساكن ................................................الحامل لبطاقة التعريف الوطنية (أو أي وثيقة مقبولة) بصفته مشتريا لألصل املذكور . -4كما
حضر السيد
.........................شخصيا
بالتباره
مالك
العقار،
بطاقته
،.....................................لنوانه بعده . املادة لاولى :يملك السيد ................ألاصل التجاري املوجود بحي ألامل زنقة حافظ ابراهيم رقم ،8 الجديدة ،وهو لبارة لن مكتبة ووراقة سجلها التجاري لدد ................................... :باملحكمة التجارية ......................................مكراة من السيد ...............................موطنه املوجود بحي الرحبة زنقة الكريمي رقم ،49الجديدة باع السيد ..........................................ألاصل التجاري املذكور للسيد ...............................................بمبلغ إجمالي بما فيه ما باملكتبة من كتب ومجالت وأدوات أخرى تم إحصاؤها ومعاينتها من طرف املشتري وقبلها بوضعها . املادة الثانية :الثمن إلاجمالي للبيع هو مليون درهم ( 4888888ده) تحوز به وأبرأ املشتري إبراء تاما ونهائيا . املادة الثالثة :يلتزم البائع بكن يؤدي كل ما يمكن أن يكون لىى املكتبة من ألباء مالية وضرائب وكهرباء وضمان اجتماعي وكراء وغيرها بعدما سلم للمشتري كل الوثائق املثبتة لخلو ذمته من أي مديونية . 78
املادة الرابعة :يشهد املشتري ...........................أنه لاين ما اشتراه وتسلمه لىى الحالة التي هو لليها ليس به أي نقص أو ليب . كما تسلم ما باملكتبة من كتب وأدوات منتولة لدا نولا وأبرأ البائع إبراء تاما . وأيضا تسلم الوثائق املثبة لخلو ذمة البائع مما يتعلق باملكتبة املذكورة ،ما لدا إذا ظهرت دائنية الغير تجاهها فإنه هو املسؤول لنها . املادة الخامسة :السيد ...........................قبل هذا البيع وباركه لىى أساس أن يزاد له في سومة الكراء بنسبة 48في املائة من السومة الحالية والتي قبلها املشتري السيد ..............................لتسري ابتداء من أول شهر بعد إمضاء العقد . املادة السادسة :يلتزم السيد ......................املشتري بكن يتولى القيام باإلجراءات الضرورية للتسجيل بالسجل التجاري لفائدته . املادة السابعة :ابتداء من التوقيع لىى العقد وتصحيح إلامضاءات تقع ألالباء املالية املتعلقة باملكتبة لىى كاهل املشتري ومنها واجبات التسجيل . املادة الثامنة :تحوز املشتري بكصل العقد وكل من البائع واملالك بنسخة منه .
حرر بالجديدة بتاريخ ......................................................................
إمضاء البائع
إمضاء املشتري
79
إمضاء البائع
الئحة املراجع
املؤلفات العامة :
.1نورة غزالن الشنيوي " :التوجهات ألاساسية لألصالح الشامل والعميق ملنظومة العدالة التنظيم القضائي للملكة في ضوء مستجدات سنة " 8844الطبعة ألاولى ،سنة 8844مطبعة ألامية بالرباط . .8لبد الرحمان الشرقاوي :مرجع التنظيم القضائي بين العدالة واملؤسساتي والعدالة املكملة أو البديلة الطبعة الرابعة . 8842 .3لبد الكريم الطالب " :التنضيم القضائي املغربي " الطبعة الخامسة ، 8841 ،مكتبة املعرة ـ مراكش . .1الدكتور لبد الكريم شهبون '' :الشافي في شرح قانون الالتزامات والعقود املغربي '' الطبعة ألاولى . 4111 .9الدكتور لبد الحق الصافي '' :دراسة في قانون الالتزامات و العقود و في القوانين الخاصة '' . .6الوسيط في شرح القانون املدني ،نظرية إلالتزام بوجه لام .الجزء الثاني ،طبعة . 4142 .1حليمة بن حفو :حقوق التراض ي في العقد الالكتروني ،مجلة ألامالك ،العدد املزدوج 4سنة .8881 .2الشرقي حرات :رئيس مصلحة كتابة الضبط .دور كتابة الضبط في القضايا العقارية ،توزيع مكتبة الرشاد ،سطات . .1لبد الحق الصافي :الوجيز في القانون املدني ،الجزء ألاول ،الطبعة ،8844مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء . .48محمد ألانصاري :شرح حمدون ابن لرفة ،الطبعة ألاولى. 4111 ،
80
املؤلفات الخاصة : .4 .8 .4 .1 .9
لىي لبد العالي العيساوي " أسرار مهنة املحاماة " مكتبة الثقافة بيروت( ،بدون دكر الطبعة والسنة ) . حسن الرقيب :محاضرات في املسؤولية املهنية. 8841/8842 ، محمد بلهاشمي التسولي :رسالة املحامي لبر التاريخ الجزء التاني مسؤولية املحامي ،املطبعة الوراقة الوطنية مراكش . محمد الخضراوي :قاض باملحكمة إلابتدائية بكبي الجعد ،في موضوع إشكالية توثيق التصرفات العقارية ومتطلبات التنمية ،قراءة في قانون ،11.88مرجع إلكتروني . محمد خيري :العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع املغربي ،مطبعة املعارف الجديدة _الرباط_الطبعة . 8841
املقاالت : .4لبد الرحيم حزيكر :توثيق التصرفات العقارية لىى ضوء مقتضيات مدونة الحقوق العينية والظهير املتعلق بالتحفيظ العقاري ،منشور بمجلة محكمة النقض ،لدد ،84مطبعة ألامنية، الرباط ،الطبعة . 8849
الرسائل ولاطروحات : .4
.8
.3
.4
لمر لحجوجي :املسؤولية املدنية للمحامي في التشريع املغربي ،رسالة لنيل ديبلوم الدراسات العليا املعمقة في القانون املدني ،كلية العلوم القانونية وإلاقتصادية والاجتمالية ،جامعة القاض ي لياض ،سنة . 8888 رشيد بن يحيى :بيع العقار بين املوثق العصري والعدول ،رسالة لنيل دبلوم املاستر املتخصص في إلاستشارة القانونية ،كلية العلوم القانونية وإلاقتصادية وإلاجتمالية بسال ،السنة الجامعية . 8844/8848 : حسام الدين البوجي :دور رسمية العقود في تحقيق ألامن العقاري ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون الخاص ،تخصص قانون مدني ،ملية العلوم القانونية وإلاقتصادية وإلاجتمالية بككدال ،السنة الجامعية . 8841/8844 : إلهام ضريف :إلاثبات من خالل مدونة الحقوق العينية ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في العلوم القانونية ،تخصص :الاستشارة القانونية ،كلية العلوم القانونية وإلاقتصادية وإلاجتمالية بسال ،السنة الجامعية . 8849/8841 : 81
فهرست تقديم 4 .................................................................................................................................................................................... : الفصل لاول :املحامي44 ....................................................................................................................................................... املبحث ألاول :ألاحكام العامة ملهنة املحاماة44 ................................................................................................................... املطلب ألاول :شروط الولوج إلى مهنة املحاماة 44........................................................................................................ الفقرة ألاولى :الشروط الولوج إلى مهنة املحاماة طبقا للقالدة العامة 41............................................................... الفقرة الثانية :حاالت إلفاء من الحصول لىى شهادة ألاهلية 42............................................................................ أوال :ممارسة املهنة املحاماة في إطار املشاركة أو املساكنة أو املسالدة 84 ......................................................................... ثانيا :ممارسة مهنة املحاماة في إطار شركة مدنية مهنية88 ............................................................................................... املطلب الثاني :حقوق والتزامات املحامي84 .................................................................................................................. الفقرة ألاولى :حقوق املحامي84.................................................................................................................................. أوال :حق املحامي في تقاض ي ألاتعاب81 ............................................................................................................................... ثانيا :حق املحامي في تعليق لوحة خارج البناية املوجدة بها مكتبه89 .............................................................................. ثالثا :حق املحامي في إلانتساب إلى هيئة منظمة84 ............................................................................................................... رابعا :حق املحامي في حصانة الدفاع81 ............................................................................................................................... الفقرة الثانية :التزامات املحامي81 ............................................................................................................................ أوال :العالقة مع املحاكم82 .................................................................................................................................................. ثانيا :العالقة مع املوكلين 82................................................................................................................................................ ثالثا :التزامات لامة81 ........................................................................................................................................................... رابعا :أخالقيات املهنة48 ........................................................................................................................................................ املبحث الثاني :املسؤولية املهنية للمحامي48 .................................................................................................................... 82
املطلب ألاول :الخطك املنهي للمحامي كخطك لقدي44 ................................................................................................. الفقرة ألاولى :مناط العالقة الرابطة بين املحامي وموكله41 ................................................................................. الفقرة الثانية :التزام املحامي ببذل لناية41 ......................................................................................................... املطلب الثاني :املسؤولية املهنية للمحامي كخطك تقصيري49 ................................................................................ الفقرة ألاولى :تدخل املحامي في إطار املسالدة القضائية49 .............................................................................. الفقرة الثانية :التزام املحامي بتحقيق نتيجة أثناء الدفاع لن مصالح موكله 44 ................................................ الفصل الثاني :املحامي وقانون لالتزامات والعقود42........................................................................................................ املبحث ألاول :املحامي في إبرام العقود العرفية 42........................................................................................................ املطلب ألاول :حجية العقد العرفي والشروط الواجب توفرها 42.............................................................................. الفقرة ألاولى :حجية العقد العرفي42 ........................................................................................................................ الفقرة الثانية :الشروط الواجب توفرها في املحرر العرفي14 ................................................................................... املطلب الثاني :حاالت التطبيقية للمحامي في تحرير العقود14 .................................................................................... الفقرة ألاولى :تحرير املحامي لقود بيع العقار في طور إلانجاز14 ............................................................................. الفقرة الثانية :تحرير العقود في إطار امللكية املشتركة19 .......................................................................................... الفقرة الثالثة :لقد إلايجار املفض ي إلى تملك العقار19 ............................................................................................. املطلب الثالث :مسؤولية املحامي في تحرير العقود والتكمين لنها14 ............................................................................. الفقرة ألاولى :مسؤولية املحامي في تحرير العقود 14................................................................................................. الفقرة الثانية :التكمين لن املسؤولية 12.................................................................................................................. املبحث الثاني :املحرارات الثابتة التاريخ 98........................................................................................................................... املطلب ألاول :مفهوم املحرر الثابت التاريخ وطبيعته98............................................................................................... الفقرة ألاولى :مفهوم املحرر الثابت التاريخ98........................................................................................................
83
الفقرة الثانية :طبيعة املحررات الثابتة التاريخ94....................................................................................................... املطلب الثاني :شروط وحجية املحرر الثابت التاريخ98 .................................................................................................. الفقرة ألاولى :شروط املحرر الثابت التاريخ94....................................................................................................... أوال :املحامي املقبول للترافع لدى محكمة النقض 94.......................................................................................................... ثانيا :التكشير لىى صفحات العقد 91.................................................................................................................................. ثالثا :توقيع املحامي 91............................................................................................................................................................ رابعا :إلاشهاد لىى إمضاءات ألاطراف91.............................................................................................................................. خامسا :التعريف بإمضاء املحامي99 .................................................................................................................................... الفقرة الثانية :حجية محرر الثابت التاريخ 94.....................................................................,........................................... أوال :حجية املحرر الثابت التاريخ في مواجهة ألاطراف94 ..................................................................................................... ثانيا :حجية املحرر الثابت التاريخ في مواجهة ألاغيار 91 ..................................................................................................... املبحث الثالث :دور املحامي في توثيق التصرفات العقارية91 ............................................................................................ املطلب ألاول :محرروا العقود الثابتة التاريخ92 .......................................................................................................... الفقرة ألاولى :تحرير املحامي للمحررات الثابتة التاريخ91 ....................................................................................... أوال :أن يكون املحامي مقبوال للترافع أمام محكمة النقض48 ........................................................................................... ثانيا :تصحيح إلامضاءات والتعريف بإمضاء املحامي48 .................................................................................................... الفقرة الثانية :نموذج تصحيح إلامضاءات للعقود املحررة من طرف املحامين املقبولين للترافع أمام املحامين املقبولين أمام محكمة النقض44 ............................................................................................................................................. املطلب الثاني :إلاستثناءات الواردة داخل م ح ع 44....................................................................................................... الفقرة ألاولى :الاستثناءات املتعلقة بعقدي الهبة والصدقة44 ..................................................................................... أوال :إلاطار القانوني لعقدي الهبة والصدقة48 ...................................................................................................................... ثانيا :شكلية لقد الهبة والصدقة49 ..................................................................................................................................... الفقرة الثانية :إلاستثناءات املتعلقة بالرهون44 ........................................................................................................... 84
أوال :إلاستثناءات املرتبطة بالرهن الحيازي41........................................................................................................................ ثانيا :إلاستثناءات املرتبطة بالرهن إلاتفاقي41....................................................................................................................... خاتمة 18 ...................................................................................................................................................................................: مالحق 14 ...................................................................................................................................................................................: الئحة املراجع 28....................................................................................................................................................................... : فهرست 28................................................................................................................................................................................ :
85